Document Type : Original Article
Authors
1 Department of Sociology and Social Work College of Arts and Social Sciences Sultan Qaboos University - Muscat - Sultanate of Oman
2 Sultan Qaboos University - Muscat - Sultanate of Oman
Abstract
Main Subjects
مركزأ.د/ أحمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
(مجلة كلية التربية)
=======
تقييـــم فاعليـــة الجامعـــات العربيـــة فــي تحقيـــق أهــداف التنميـــة المستدامـــة مـــن وجهـــة نظــــر أعضـــاء هيئـــة التدريـــس
إعـــداد
د/ سليمان زكريا سليمان عبدالله أ/ أمل بنت خلفان السلطية
a.alsalti@squ.edu.om sulabdalla@squ.edu.om
قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي
كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
جامعة السلطان قابوس – مسقط - سلطنة عمان
}المجلد الأربعون– العدد الحادى عشر- جزء رابع– نوفمبر 2024م {
عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى التاسع (دور التعليم العربى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة)
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على واقع دور الجامعات في الوطن العربي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. اشتمل مجتمع الدراسة على عينة حجمها (428) من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات في (14) دولة عربية. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي واعتمدت على الاستبانة كأداة لجمع البيانات. وبصورة عامة، أظهرت نتائج الدراسة أن الهدف الرابع (التعليم الجيد) يحظى بأولوية قصوى لدى كافة الجامعات التي شملتها عينة الدراسة، يليه الهدف الثامن (العمل اللائق ونمو الاقتصاد). في المقابل، حصل الهدف الخامس عشر (الحياة في البر) على أدنى مستويات (درجات)الأولوية. وأظهرت النتائج أن أهداف التنمية المستدامة تحظى مستويات أولوية أعلى لدى الجامعات في قطر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وتونس مقارنة بالجامعات في بقية الدول في عينة الدراسة. كما أشارت النتائج أن أن الجامعات العربية تساهم بصورة أكبر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الممارسات والعمليات في مجالي الحوكمة المؤسسية والشراكات مع المجتمع. وتعتبر نتائج هذه الدراسة ذات أهمية للجامعات في الوطن العربي، حيث يمكن توظيفها بما يسهم في دعم وتعزيز العمليات والممارسات التي تتبانها الجامعات لتحقيق الفاعلية المطلوبة في التفاعل مع قضايا وأهداف وغايات التنمية المستدامة.
Assessing the Effectiveness of Arab Universities in Achieving Sustainable Development Goals from the Perspective of Faculty Members
Dr. Suleiman Zakaria Suleiman Abdullah
sulabdalla@squ.edu.om
Aml bint Khalfan Al-Sultaniya
a.alsalti@squ.edu.om
Department of Sociology and Social Work
College of Arts and Social Sciences
Sultan Qaboos University - Muscat - Sultanate of Oman
Abstract
This study aims to explore the role of universities in the Arab world in achieving Sustainable Development Goals (SDGs). The study sample consisted of 428 faculty members from universities in 14 Arab countries. The research employed a descriptive-analytical approach and utilized a questionnaire for data collection.
Overall, the findings indicated that Goal 4 (Quality Education) is the top priority across all surveyed universities, followed by Goal 8 (Decent Work and Economic Growth). In contrast, Goal 15 (Life on Land) received the lowest priority scores. The results also revealed that universities in Qatar, the United Arab Emirates, Saudi Arabia, Oman, and Tunisia prioritize SDGs more highly compared to universities in other countries within the sample.
Furthermore, the study found that Arab universities contribute more effectively to achieving SDGs through institutional governance practices and community partnerships. These findings are significant for Arab universities, as they can be leveraged to support and enhance institutional practices that improve their effectiveness in addressing sustainability goals and objectives.
يواجه العالم في الوقت الراهن العديد من التحديات التي أحدثت وما زالت تحدث تحولات جذرية ومتسارعة في المسارات التنموية لكافة بلدان العالم المتقدم منها والنامي على حد سواء، ولعل من أبرزها التحديات المتعلقة بنقص الغذاء، وتسارع معدلات نضوب الموارد الطبيعية والأزمات البيئية المختلفة. تختلف حدة هذه التحديات من دولة إلى أخرى حسب المستويات والأوضاع التنموية لكل دولة، وقد تمثلت أهم عوامل بروز تلك التحديات في أن عمليات التنمية والتطور التي شهدها العالم خلال العقود القليلة الماضية أدت إلى ضغوطات متزايدة على الموارد الطبيعية والنظم البيئية المختلفة مما قد يشكل خطراً وتهديداً على حقوق الأجيال القادمة من تلك الموارد (الأمم المتحدة، تقرير أهداف التنمية المستدامة، 2017).
ومع تسارع عمليات التنمية وارتفاع معدلات النمو السكاني، أصبحت دول العالم تدرك أهمية التزام مسار تنموي يحقق توازنًا بين احتياجات التنمية وحماية الموارد الطبيعية والبيئة، في إطار ما يعرف بالتنمية المستدامة. هذا المفهوم أصبح مطلبًا عالميًا تطبقه العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة بعد تقرير لجنة البيئة والتنمية العالمية في عام 1987، الذي أكد على أهمية تطوير أسس ومبادئ التنمية المستدامة وتغيير أنماط التنمية لتحقيق التوازن بين احتياجات الشعوب وحقوق الأجيال المختلفة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت فكرة التنمية المستدامة تبرز كمبدأ توجيهي للتنمية العالمية على المدى الطويل.
توالت الجهود والتطلعات العالمية في مجال تحقيق التنمية للوصولإلى عالم أكثر رخاءً واستدامةً وإنصافاً، فمع بداية الألفية، اجتمع قادة العالم في الأمم المتحددة لتشكيل رؤية عامة لمكافحة الفقر في أبعاده المختلفة تغطي الفترة 2000-2015. وقد ترجمت هذه الرؤية إلى ثمانية أهداف للألفية تتراوح طموحاتها من إنهاء الفقر المدقع الى وقف انتشار مرض الإيدز وتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال. واستكمالاً للنجاحات التي حققتها هذه الأهداف في مجالات التعليم والصحة والزراعة والبيئة، واستجابة للتحديات العالمية المتزايدة، اجتمع قادة العالم في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من العام 2015 من أجل إطلاق خطة جديدة وطموحة تضم مجموعة من أهداف التنمية المستدامة المتكاملة وغير القابلة للتجزئة والتي بلغت 17 هدفاً، فضلاً عن 169 من الغايات المرتبطة بتلك الأهداف (Scott, 2015; Vera and Langlois,2007).
اليوم، ومع تصاعد تحديات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يحتاج العالم بشكل عاجل إلى تحويل هذه الأهداف إلى برامج وسياسات عملية، وتسريع تنفيذها في إطار من الشراكة التعاونية بين كافة الدول والحكومات والمؤسسات على كافة المستويات الوطنية والاقليمية والدولية والتي تتجلى في تحقيق التكامل على الصعيدين الوطني والمؤسساتي، خاصة في مجال التعليم العالي في الدول العربية (غنيم وماجدة، 2010).
في إطار هذا السياق، تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على جهود تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية وذلك من خلال التركيز على دور الجامعات في عينة من تلك الدول.
تواجه الدول العربية في الوقت الراهن العديد من التحديات التي ينبغي مواجهتها لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة خاصةمع وجود سبع سنوات فقط قبل نهاية فترة التنفيذ لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، والتيتُظهر فيها المنطقة العربية ككل أداءً متدنياً في معظم أهداف التنمية المستدامة؛ ومن المتوقع ألا تتمكن معظم الدول من تحقيق معظم تلك الأهداف بحلول الموعد النهائي بسبب التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسيةوالتكنولوجية التي تواجهها(Bayoumi et al., 2022؛ ESCWA, 2023؛ الأمم المتحدة, 2023). الرسوم البيانية (1) و(2) و(3) تلخص مستويات تقدم الدول العربية في إنجازأهداف التنمية المستدامة.
شكل رقم (1): درجات مؤشر إنجاز أهداف التنمية المستدامة للدول العربية عام 2023 (على مستوى الدول)
شكل رقم (2): درجات مؤشر إنجاز أهداف التنمية المستدامةعلى مستوى أقاليم العالم عام 2023
شكل رقم (3): درجات مؤشر إنجاز أهداف التنمية المستدامة للدول العربية لعام 2023 (على مستوى الأهداف)
لذلك يتطلب التصدي لهذه التحديات تكاتف جهود كافة الشركاء من حكومات الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة، حيث أن العمل القطاعي المنفرد لن يكون كافياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وغاياتها. وفي إطار هذه المنظومة من العمل التكاملي، صارت الأنظار تتجه نحو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعات التي تخوض في ميادين إنتاج المعرفة والبحث العلمي والإبداع والابتكار ذات المساس المباشر بمتطلبات التنمية المستدامة والتحديات التي تواجهها (الفيلالي، 2007).
وفي ضوء ذلك، فقد اتجهت العديد من الدول العربية إلى إعادة النظر في قضية تطوير الجامعات وتزويدها بشتى الامكانيات لتلعب دوراً محورياً ورائداً في الاستجابة لمتطلبات تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتطلع إليها المجتمعات في تلك الدول. في مقابل ذلك الاهتمام، بدأت تبرز كثير من التساؤلات حول واقع الأدوار التي تضطلع بها تلك الجامعات، على سبيل المثال: إلى أي درجة تتوافق وتنسجم الخطط والتوجهات الاستراتيجية للجامعات مع التوجهات التنموية الوطنية؟، وإلى أي درجة تستجيب برامج الجامعات وأنشطتها البحثية مع الاتجاهات الجديدة ذات الصلة بقضايا التنمية المستدامة في المنطقة العربية؟
وفي هذا السياق، تأتي هذه الدراسة لتقييم مدى فاعلية الجامعات في تحقيق أهدافالتنمية المستدامة 2030، للتوصل إلى بعض الآلياتالتي يتوقع أن يستفيد منها قطاع عريض ومتباين من المؤسسات، فمثلاًقد تفيد نتائج هذه الدراسة في دعم العمليات والممارسات التي تتبناها الجامعات لتطوير أنظمتها وبرامجها بما يعزز من دورها في التفاعل مع قضايا التنمية المستدامة. كما يمكن أن تلفت نتائج هذه الدراسة أنظار المخططين ومتخذي القرار بالمؤسسات الوطنية الأخرى لضرورة إعادة النظر في أهمية تحقيق التفاعل والتكامل والتنسيق مع الجامعات وصولاً إلى تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، وبناءً على ما سبق تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:
ما مدى فاعلية الجامعات في المنطقة العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟
تهدف الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
استحوذت قضية تعزيز التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة على حيز كبير من الاهتمام العالمي على مستوى قادة الدول والحكومات والمؤسسات والهيئات والأوساط الأكاديمية. فخلال العقود القليلة الماضية عقدت العديد من الملتقيات والندوات والمؤتمرات العالمية وأجريت العديد من الدراسات والأبحاث التي ناقشت موضوع إعادة توجيه التعليم ليصبح أكثر قدرة على التصدي لتحديات التنمية المستدامة الحالية والمستقبلية. ففي نوفمبر من العام 2014 على سبيل المثال، انعقد مؤتمر اليونسكو العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة (آيشي- ناغويا، اليابان) والذي تمثلت أهم مخرجاته في إصدار إعلان يدعو للتحرك العاجل بغية تعزيز التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة ولإدراجه في خطة التنمية لما بعد عام 2015. ويجدر الإشارة إلى أن هذا الاعلان قد استند إلى المنجزات الهامة التي حققها عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة الذي أعدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي يأتي في طليعتها وضع التعليم من أجل التنمية المستدامة في صدر أولويات جداول الأعمال الوطنية والدولية، وتحسين السياسة العامة والارتقاء بمستويات إدراك مفهوم التعليم من أجل التنمية المستدامة، والذي التزمت وشاركت فيه بفعالية العديد من حكومات الدول، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والأوساط الأكاديمية، والخبراء.
ومن الجهود التي يجدر ذكرها في هذا المجال أيضاً، الالتزام الدولي بالمضي قدماً نحو تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامةالذي تم إدراجه في الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة (ريو +20) المنعقد عام 2012، والذي حظي بمشاركة آلاف من المشاركين من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية لمناقشة قضية إدماج التنمية المستدامة بفعالية أكبر في مجال التعليم في فترة ما بعد عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة. من أبرز ما أوضحته تلك الوثيقة تشكيل الكيفية التي يمكن بها الحد من الفقر وتعزيز العدل الاجتماعي حماية البيئة في كوكب يتزايد اكتظاظه باستمرار وتحديد المسارات التي تفضي إلى مستقبل مستدام للجميع، مستقبل تتاح فيه مزيداً من فرص العمل للشباب، و مزيداًمن الطاقة النظيفة، و مزيداً من الأمن، ومستوى معيشة لائق للجميع.
ولعل من أبرز ما خلصت إليه تلك الاسهامات والجهود الدولية هو التأكيد على أن التعليم من أجل التنمية المستدامة عملية تستمر مدى الحياة منذ الطفولة المبكرة حتى التعليم العالي ويتجاوز نطاق التعليم النظامي. وقد أشارت تلك الاسهامات إلى مجموعة كبيرة من الإجراءات تستطيع من خلالها الدول إعادة توجيه التعليم لخدمة قضايا التنمية المستدامة يتمثل أبرزها في ضرورة صياغة السياسات وتبني الممارسات التي تهدف لإدماج أهداف وغايات التنمية المستدامة في عمليات التعليم والتعلم وأنشطة البحث والتطوير في إطار من التعاون والشراكات على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي (أنظر استراتيجية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا للتعليم من أجل التنمية المستدامة، الأمم المتحدة، 2015). تستعرض الدراسة في النقاط التالية جانباً من تلك الاجراءات التي يتعين على المؤسسات التعليمية تبنيها من أجل إدماج التنمية المستدامة في المكونات المختلفة لأنظمة وبرامج الجامعات:
وقد حظيت قضية دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة باهتمام العديد من الباحثين والذين تناولوها من أبعاد ووجهات نظر متباينة تلتقي جميعها في التأكيد على أن التعليم يعتبر أحد أهم الآليات في مساعدة الدول والحكومات في تحقيق الفعالية في تنفيذ أهداف وغايات التنمية المستدامة. على سبيل، تناول الكساسبة (2017) تلك القضية من وجهة نظر أثر السياسات الأكاديمية (التعليمية والتدريبية والبحثية) للمؤسسات التعليمية على الأمن والتنمية المستدامة في دولة الامارات العربية المتحدة. وتناولها (Eilks، 2015) من منظور أن التعليم يمثل نموذجاً موجهاً بالمهارات لخدمة قضايا التنمية المستدامة. وأشار سكوت 2015 إلى أن فهم مدى فعالية البرامج المجتمعية والمبادرات والمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة يتطلب أدواراً أكبر مما يقوم به الأكاديميون والباحثون حالياً بالمؤسسات التعليمية. كما أشار بعض الباحثين إلى ضرورة ادماج أهداف التنمية المستدامة في التوجهات الاستراتيجية للجامعات في مجال ضمان الجودة (الطويل وأغا، 2010).
جدول (1): توزيع عينة الدراسة حسب الدول
الدولة |
التكرار |
النسبة |
الدولة |
التكرار |
النسبة |
الدولة |
التكرار |
النسبة |
قطر |
25 |
5.8 |
الأردن |
36 |
8.4 |
العراق |
27 |
6.3 |
الإمارات |
32 |
7.5 |
الكويت |
20 |
4.7 |
سوريا |
21 |
4.9 |
السعودية |
41 |
9.6 |
المغرب |
29 |
6.8 |
السودان |
45 |
10.5 |
عمان |
30 |
7.0 |
الجزائر |
28 |
6.5 |
اليمن |
20 |
4.7 |
تونس |
26 |
6.1 |
مصر |
48 |
11.2 |
|
للإجابة على التساؤل الأول (إلى أي مدى تولي الجامعات في المنطقة العربية أولوية لأهداف التنمية المستدامة؟)، استخدمت الدراسة مؤشرات الوسط الحسابي والانحراف المعياري وأقل قيمة وأعلى قيمة لتخليص استجابات أعضاء هيئة التدريس المتمثلة في تقييم كل هدف بإعطاء رتبة تتراوح بين (1) و (17). تمت عملية تلخيص البيانات عبر مرحلتين، في المرحلة الأولى تم تحويل قيم الرتب إلى متوسطات حسابية، وفي المرحلة الثانية تم تحويل قيم المتوسطات الحسابية إلى مؤشرات وذلك باستخدام المعادلة الرياضية التالية:
حيث تشير إلى مؤشر (درجة) الأولوية للهدف المعين. وتمثل عددالرتب، بينما هي قيمة تتراوح من 1 إلى . وبناءً على هذه المعادلة، فإن قيم درجة أولوية كل هدف من أهداف التنمية المستدامة تتراوح بين الحدالأدنى (100/17) والحد الأعلى (100). الجدول رقم (2) يلخص قيم المؤشرات الإحصائية على مستوى كافة الجامعات في عينة الدراسة (في الدول العربية مجتمعة). تشير نتائج الجدول إلى أن أقل قيمة لمؤشر درجة الأولوية هي (17.1) وأن أعلى قيمة هي (89.6)، وبناءً على هاتين القيمتين،تمت تقسيم درجات الأولوية إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى أهداف ذات أولوية منخفضة (تتراوح قيم المؤشرمن 17.1 إلى أقل من 41.3)،المجموعة الثانية تتضمن الأهداف ذات الأولوية المتوسطة (تتراوح قيم المؤشرمن 41.3 إلىأقلمن 65.4)،والمجموعة الثالثة للأهداف ذات الأولوية العالية (تتراوح قيمة المؤشر من 65.4 إلى 89.6). علاوة على ذلك،تم استخدام ثلاثة نطاقات للألوان (الأحمروالبرتقالي والأخضر) لعرض بيانات مؤشر درجة الأولويةفي شكل بياني. حيث تم استخدام نطاق اللون الأحمرلتمثيل أدنى مستويات أو درجات الأولوية،ويشيرنطاق اللون البرتقالي إلى مستوى أولوية متوسط،بينما يشيرنطاق اللون الأخضرإلى أعلى مستوى من مستويات الأولوية.
جدول (2): مؤشرات درجة أولوية أهداف التنمية المستدامة موزعة حسب الأهداف
أهداف التنمية المستدامة |
الوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
أقل قيمة |
أعلى قيمة |
|
الهدف: 1 |
القضاء على الفقر |
61.1 |
18.033 |
22.4 |
78.8 |
الهدف: 2 |
القضاء التام على الجوع |
40.7 |
15.819 |
17.1 |
61.4 |
الهدف: 3 |
الصحة الجيدة والرفاه |
70.8 |
21.603 |
24.1 |
88.2 |
الهدف: 4 |
التعليم الجيد |
80.2 |
7.052 |
67.9 |
89.6 |
الهدف: 5 |
المساواة بين الجنسين |
42.1 |
11.157 |
26.2 |
60.8 |
الهدف: 6 |
المياه النظيفة والنظافة الصحية |
52.8 |
10.866 |
32.9 |
71.1 |
الهدف: 7 |
طاقة نظيفة وبأسعار معقولة |
61.2 |
13.580 |
36.2 |
80.5 |
الهدف: 8 |
العمل اللائق ونمو الاقتصاد |
75.4 |
9.515 |
58.6 |
87.3 |
الهدف: 9 |
الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية |
51.7 |
7.986 |
34.7 |
64.2 |
الهدف: 10 |
الحد من أوجه عدم المساواة |
53.7 |
5.047 |
46.9 |
63.3 |
الهدف: 11 |
مدن ومجتمعات محلية مستدامة |
74.5 |
9.770 |
57.3 |
85.6 |
الهدف: 12 |
الاستهلاك والإنتاج المسؤولان |
74.7 |
11.614 |
52.2 |
88.1 |
الهدف: 13 |
العمل المناخي |
74.3 |
10.797 |
56.3 |
87.9 |
الهدف: 14 |
الحياة تحت الماء |
56.4 |
5.329 |
44.4 |
62.1 |
الهدف: 15 |
الحياة في البر |
39.4 |
15.155 |
17.4 |
56.0 |
الهدف: 16 |
السلام والعدل والمؤسسات القوية |
60.2 |
11.003 |
44.4 |
74.8 |
الهدف: 17 |
عقد الشراكات لتحقيق الأهداف |
61.3 |
5.104 |
51.6 |
69.6 |
تظهرنتائج درجات أولويات أهداف التنمية المستدامةعلى المستوى الإقليمي الواردة بالجدول رقم (1) أن مجموعة الأهداف التي حصلت على مستويات أدنى من الأولوية هي:(الحياة في البر)، (القضاء التام على الجوع)،و (المساواة بين الجنسين). وتشمل المجموعة الثانية (ذات الأولوية المتوسطة) مجموعة الأهداف التالية: (الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية)،(المياه النظيفة والنظافة الصحية)، (الحد من أوجه عدم المساواة)،(الحياة تحت الماء)،(السلام والعدالة والمؤسسات القوية)،(القضاءعلى الفقر)،(الطاقة النظيفة وبأسعارمعقولة)،و (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف). وتشمل مجموعة الأهداف ذات الأولوية المرتفعة: (الصحة الجيدة والرفاه)،(العمل المناخي)،(مدن ومجتمعات محلية مستدامة)، (الاستهلاك والإنتاج المسؤولان)، (العمل اللائق ونمو الاقتصاد)،و (التعليم الجيد). واستنادًا إلى قيم المتوسطات الحسابية لتقديرات درجات الأولوية،يبرزالهدف الرابع (التعليم الجيد) كأولوية قصوى لجميع جامعات التي شملتها عينة الدراسة،بمتوسط حسابي (80.2)،يليه الهدف الثامن (العمل اللائق ونمو الاقتصاد) بمتوسط حسابي (75.4). في المقابل،حصل الهدف الخامس عشر (الحياةفي البر)على أدنى مستويات (درجات)الأولوية. الشكل البياني رقم (4) يستعرض توصيفاً مرئياً لهذه النتائج.
ومن خلال العرض المرئي يتضح أنه من بين إجمالي (238) قيمة لمؤشر درجات الأولوية المحسوبة لجميع الجامعات في العينة،تقع 29 قيمة (تمثل 12.2%) ضمن نطاق اللون الأحمر،وتقع 117 قيمة (تمثل 49.1%) تقع ضمن نطاق اللون البرتقالي،و تقع 92 قيمة (تمثل 38.6%) ضمن نطاق اللون الأخضر. علاوةعلى ذلك،يتضح أن الجامعات المختارةمن دولة قطر والإمارات العربية المتحدة حصلت على أكبرعدد من درجات أهداف التنمية المستدامة في نطاق اللون الأخضر (11 درجة من أهداف التنمية المستدامة).بالإضافة إلى ذلك،تظهرالنتائج أن أربعة من أصل خمسة دول مرتفعة الدخل دولة واحدة من الدولة متوسطة الدخل (تونس) لا تتضمن أيقيمة لمؤشر الأولوية تقع في نطاق اللونالأحمر. وفيا لمقابل،حصلت الدول ذات الدخل المنخفض (السودان واليمن) ودولة واحدة من الدول ذات الدخل المتوسط (سوريا)على أكبرعدد من درجات أولوية أهداف التنمية المستدامة في النطاق الأحمر، وذلك بعدد أهداف (5) و (8) و (6) على التوالي. ومن النتائج التي يشار إليها في هذا السياق أن الجامعات بدول السودان وسوريا واليمن حصلت على قيمة واحدة فقط من قيم المؤشر تقع في نطاق اللون الأخضر (هدف التنمية المستدامة الرابع: التعليم الجيد).
شكل رقم (4): عرض قيم مؤشرات درجة الأولوية موزعة حسب الدول وتصنيفها
في ما يتعلق بنتائج مؤشرات درجة الأولوية علىالمستوى الإقليمي،يوضح الشكل رقم (5)،بشكل عام،أن أهداف التنمية المستدامة حظيت بمستويات أعلى من الأولوية بين الجامعات في البلدان ذات الدخل المرتفع (HICs) مقارنةً بالجامعات في البلدان المتوسطة الدخل (MICs) والبلدان المنخفضة الدخل (LICs) ). حيث كانت قيم الوسط الحسابي،والحدالأدنى،والحد الأعلى،والانحراف المعياري لدرجات أولوية أهداف التنمية المستدامة هيك مايلي: (70.0، 41.2، 89.6، 12.373) للبلدان عالية الدخل، (58.9، 19.2، 84.6، 16.112) للبلدان المتوسطة الدخل و (43.1، 17.1) و 68.6 و 15.112) للبلدان المنخفضة الدخل. في هذا السياق، تم استخدام اختبار (F) لاختبار فيما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المناطق الفرعية الثلاث من حيث متوسط في مدرجات الأولوية لكل هدف من الأهداف السبعةعشر. وقد أشارت نتائج الاختبار إلى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين المناطق الثلاث.
شكل رقم (5): مقارنة مؤشر درجات الأولويةلأهداف التنمية المستدامةحسب الأقاليم
ولتحقيق الهدف الأول للدراسة (التعرف على واقع دور الجامعات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال أربعة مجالات وظيفية رئيسة في الجامعة) استخدمت الدراسة مؤشرات الوسط الحسابي (والوزن النسبي لقيمة الوسط الحسابي) لتخليص استجابات أعضاء هيئة التدريس للفقرات الواردة بكل مجال من المجالات الأربعة: (الحوكمة، الشراكة، البحث، التعليم والتعلم). الجدول رقم (3) يلخص نتائج التحليل الإحصائي موزعة حسب مجالات المساهمة وحسب الدول.
جدول (3): الإحصاءات الوصفية لمؤشرات مساهمات الجامعات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حسب المجالات
الدول |
مجالات المساهمة |
|||||||
الحوكمة المؤسسية |
الشراكات مع المجتمع |
البحث العلمي |
التعليم والتعلم |
|||||
الوسط |
الوسط(%) |
الوسط |
الوسط(%) |
الوسط |
الوسط(%) |
الوسط |
الوسط(%) |
|
قطر |
4.6 |
92.3% |
4.6 |
92.6% |
3.9 |
78.2% |
3.8 |
76.6% |
الإمارات |
4.6 |
92.5% |
4.7 |
93.8% |
3.9 |
77.0% |
3.6 |
72.5% |
السعودية |
4.6 |
91.5% |
4.5 |
89.3% |
3.8 |
76.5% |
3.7 |
73.2% |
عمان |
4.4 |
88.9% |
4.5 |
89.2% |
3.9 |
78.2% |
3.7 |
74.0% |
تونس |
4.3 |
86.7% |
4.4 |
87.9% |
3.5 |
69.0% |
3.4 |
68.1% |
الأردن |
4.4 |
88.5% |
4.2 |
84.4% |
3.5 |
70.8% |
3.5 |
69.3% |
الكويت |
4.4 |
87.3% |
4.1 |
82.0% |
3.7 |
74.5% |
3.5 |
69.5% |
المغرب |
4.4 |
88.0% |
4.3 |
85.9% |
3.6 |
72.4% |
3.6 |
71.7% |
الجزائر |
4.2 |
84.5% |
4.1 |
82.3% |
3.2 |
63.2% |
3.1 |
62.1% |
مصر |
4.2 |
84.7% |
4.1 |
81.8% |
2.9 |
57.9% |
3.1 |
61.5% |
العراق |
4.2 |
84.9% |
3.8 |
75.0% |
1.9 |
37.4% |
2.2 |
44.3% |
سوريا |
3.8 |
76.8% |
3.4 |
67.9% |
1.7 |
33.8% |
2.1 |
41.4% |
السودان |
3.8 |
75.4% |
3.3 |
65.4% |
1.6 |
31.2% |
1.9 |
38.7% |
اليمن |
3.7 |
73.3% |
3.1 |
62.5% |
1.7 |
34.5% |
2.1 |
41.0% |
تشير النتائج الإحصائية في الجدول رقم (3) أن الجامعات العربية تساهم بصورة أكبر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الممارسات والعمليات في مجال الحوكمة المؤسسية، وفي مجال الشراكات مع المجتمع وما يتعلق بهما من أنشطة وبرامج. كما تشير النتائج إلى الجامعات بالدول ذات الدخل المرتفع تساهم بصورة أكبر من نظيراتها في الدول ذات الدخل المتوسط المنخفض. الشكل البياني رقم (6) يستعرض مقارنة مساهمة الجامعات العربية موزعة حسب المناطق ومجالات المساهمة الأربعة.
شكل رقم (6): توزيع مساهمات الجامعات العربية في تحقيق أهداف التنمية موزعة حسب المجالات وتصنيف الدول
تم استخدام اختبار (F) لاختبار الدلالة الإحصائية لهذه الفروقات. وفي هذا الاختبار تنص فرضية العدم لهذا الاختبار على أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الجامعات في الأقاليم الثلاث من حيث متوسط قيم درجات الأولوية لكل هدف من أهداف التنمية المستدامة. وقد أشارت نتائج الاختبار إلى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين المناطق الثلاث في كافة مجالات المساهمة. حث كانت قيمة F في مجال الحوكمة المؤسسية (173.489)، وفي مجال الشراكات مع المجتمع (281.415)، وفي مجال الإنتاجية البحثية (289.252)، وفي مجال التعليم والتعلم(227.667)، وكانت قيمة مستوى دلالة مساوية (0.000) لكافة هذه القيم.
تخلص هذه الورقة البحثية إلى أن التحديات الراهنة التي تواجه الدول العربية في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة تتطلب من الجامعات أن تلعب العديد من الأدوار الريادية والفاعلة، والتي يأتي في طليعتهاالتوجه نحو مؤامة العمليات والممارسات المؤسسية والأكاديمية مع متطلبات تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة. وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، يتم تقديم التوصيات والمقترحات التالية:
المراجع
المراجع