أبعاد اليقظــة العقليــة ومــدى توافــرها لدى التـــلاميذ المــوهوبين بالمرحلــة الابتـــدائية

                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

أبعاد اليقظــة العقليــة ومــدى توافــرها لدى التـــلاميذ المــوهوبين بالمرحلــة الابتـــدائية

إعــــــــــــــــــــــداد

أ. د/ عبد الرازق مختار محمود                              أ. د/ أحمد محمد علي رشوان

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية                       أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية المتفرغ

     كلية التربية ـــ جامعة أسيوط                                                     كلية التربية ـــ جامعة أسيوط

أ/ علي عمر هشَّام أحمد هشَّام

باحث دكتوراه

كلية التربية ــ جامعة أسيوط

   }المجلد الأربعون– العدد الأول- جزء ثانى– يناير 2024م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص:

استهدف البحث الحالي تحديد أبعاد اليقظة العقلية المناسبة للتلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية، وقياس مدى توافرها لديهم، واعتمد لهذا الغرض المنهجين الوصفي والتجريبي باستخدام التصميم شبه التجريبي ذي المجموعة الواحدة، وتم إعداد مقياس بأبعاد اليقظة العقلية بلغ (33) بعدًا، وطبق المقياس على مجموعة من التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة أولاد رائق الابتدائية التابعة لإدارة أسيوط بمحافظة أسيوط، عددهم (20) تلميذًا، وتوصل البحث إلى ضعف مستوى التلاميذ الموهوبين في أبعاد اليقظة العقلية المستهدفة، فأوصى بضرورة الاهتمام بتنمية تلك الأبعاد لدى التلاميذ الموهوبين، وبناء برامج تعليمية، واستخدام الأساليب والإستراتيجيات التدريسية لهذا الهدف، كما قدم البحث مجموعة من                 التوصيات والمقترحات.

الكلمات المفتاحية: اليقظة العقلية، الموهوبون.

Abstract

The current research aimed to identify dimensions mindfulness For the Gifted primary  stage  students  and measure the skills among them. The descriptive approach and The quasi  experimental approach was followed, using a one -  agroup experimental design.

To achieve the Purposes of the study the research. Prepared the following tools and materials dimensions mindfulness scale reached (33) Skills, and Instrument to detect Gifted primary stage students. the research group consisted of Agroup of Gifted Prep. Stage students with " (n=20) in Awlad raik prim school  . And by applying the research Found weak in dimensions mindfulness Monitoring,The research recommends the need to pay attention to developing the dimensions among  Gifted prim stage students, developing educational programs that help in developing these skills for them, and using appropriate teaching methods and strategies for recommendations and proposals were presented.

مقدمة:

يتطلب اختلاف قدرات المتعلمين ومستوياتهم العقلية اهتمام القائمين على العملية التعليمية بوضع برامج تعليمية مناسبة؛ لتحقيق أقصى إفادة من قدراتهم وإمكاناتهم للحاق بركب التقدم والتطور العالمي، ويعد العمود الفقري لتحقيق التطور والتقدم للدول هو مقدار ما تملكه من ثروة بشرية قادرة على الاستفادة من الثروات الموجودة, وإعادة إنتاجها بأشكال مختلفة وجديدة، وليس هناك شك بأن الموهوبين هم أحد هذه الثروات بل هم الثروة الحقيقية والمحرك والداعم لازدهار الدول وتقدمها، وهم الثروة التي تعتمد عليها الدول لحل المشكلات وتسلق الآفاق في تطوير جميع جوانب الحياة.

ومن الأسباب الداعية إلى اكتشاف ورعاية التلاميذ الموهوبين في شتى المجالات طبيعة عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي الذي نعيش فيه، والذي يتسم بالتطور الهائل في شتى مجالات الحياة (ماهر عبد الرحمن وسميحان ناصر, 2021, 39)*

وتعد عملية رعاية الموهوبين تربويًا من أهم أهداف التربية الحديثة؛ نظرًا لما لهذه الفئة من أهمية في تحقيق نقلة تقدمية في كل مجالات الحياة داخل أي مجتمع من المجتمعات، ومن هذا المنطلق وجبت رعايتهم وتقديم الخدمات التعليمية كافة التي تتناسب مع خصائصهم (عبدالرازق مختار، وعبدالرحيم فتحي، 80، 2015)

فإذا لم يتم رعاية الموهبة عند اكتشافها فإنها تتوقف أو تتناقص تدريجيًا؛ بسبب عدم ملاءمة المواقف التربوية، وعدم إتاحة الفرص التعبير عن الأفكار الأصيلة                  (بطرس حافظ وجمال فرغلي ،276،2010).

ومن أهم خصائص الموهوبين الميل للموضوعات ذات الطابع المجرد والتفكير           المعقد، وقراءة الكتب والمجلات ذات المستوى العالي في الأدب والشعر والتراجم، وكذلك          إلى الألعاب المعقدة التي تتطلب الانتباه والتفكير العميق واليقظة والتحليل لأجزائها                  (أحمد عدنان،2015،47).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) يتم التوثيق وفقًا لنظام (APA6)، مع ذكر (الاسم الأول والثاني) للمؤلف عند توثيق المراجع العربية.

وتشير اليقظة العقلية إلى تركيز الانتباه وحب الاستطلاع، وتمثل أحد المتغيرات في التربية الحديثة, حيث تتضمن الطلب من المتعلمين الوعي بالعالم الخارجي، والاستبصار، والتخطيط, والبحث المنظم(حيدر معن، 2019، 68).

وتعزز ممارسات اليقظة العقلية من قدرة الفرد على الانتباه, وبالتالي كما يرى  (Kuhkamp 2015, 6) فإنها تيسر وتزيد من حالة التدفق، فذوو السمات والخصائص المرتفعة من اليقظة الذهنية، هم أفضل وأكثر قدرة على تنظيم الذات، وتنظيم السلوك، ويظهرون الأداء الأفضل والأمثل؛ حيث يعد تنظيم الذات للانتباه كأحد مكونات اليقظة الذهنية، مكونًا مهمًا للقدرة العقلية لدي الفرد والذي يزيد من خبرة التدفق لديه.

وتسهم اليقظة العقلية فى جعل المتعلم يشعر بدرجة عالية من الإدراك والانتباه لمشاعره وأفكاره، وتسهم كذلك في عملية توسيع آفاقه المعرفية واكتساب المعلومات الضرورية، والانفتاح على جل الخبرات الجديدة من أجل معالجة المواقف التى يواجهونها.

وقد أشار العديد من الباحثين مثل (Brausch,2011, 9)،(Keye &Pidgeon,2013, 2) , وهالة خير (2017, 289) إلى فاعلية ودور اليقظة الذهنية فى تحسين الانتباه، والتدفق، وزيادة تقدير الذات، وتحسين إستراتيجيات تنظيم الانفعال الإيجابية، وزيادة وتنمية الوعى والرضا عن الحياة، والسعادة النفسية، وتحسين التقبل والالتزام، وكذلك تحسين التركيز على أداء المهام، وإدارة الانفعالات، والمرونة، والتوجه نحو الخبرة الراهنة أو الحاضرة، وزيادة التفاعل مع الآخرين.

فاليقظة العقلية توسع الرؤية، وتزيد الفرص لتعلم الجديد، على العكس من النظرة القطعية للأمور أحادية الاتجاه التى تسجن الفرد فى حدود معوقة وحياة روتينية، فاليقظة تجعل الفرد يتسم بالمرونة فى تقبل الجديد فى البيئة من إمكانيات مختلفة، والممارسات العملية لليقظة العقلية، وتركيز انتباه الشخص على كل ما يدور حوله فى الوقت نفسه يسمح للشخص بالتحقق من واقعه دون الوقوع فى الأحكام الانفعالية.

ولقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات أهمية تنمية مستوى اليقظة العقلية لدى المتعلمين في المراحل الدراسية المختلفة منها: دراسة بسام أحمد ( 2012) التي سعت       إلى تنمية اليقظة العقلية لدى طلبة المرحلة الثانوية، ودراسة مروة شهيد ( 2012) والتي          تناولت العلاقة بين اليقظة الذهنية والاستقرار النفسي لدى طلبة المرحلة الإعدادية، ودراسة أسمهان عباس ( 2015) والتي اهتمت بدراسة علاقة اليقظة العقلية بأساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية، وكذلك دراسة رياض الهاشمي ( 2015 ) والتي هدفت إلى تعرف العلاقة بين اليقظة العقلية والاكتئاب والمرونة والضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة، ودراسة بسام أحمد ( 2020) والتي سعت إلى تعرف فاعلية الذات الإبداعية وعلاقتها باليقظة الذهنية لدى طلبة                المرحلة الثانوية.

وترى هالة خير (2017، 289) أن اليقظة العقلية تعمل على تحسين إستراتيجيات تنظيم الأفعال الايجابية، والرضا عن الحياة وخفض القلق والتوتر، وتحسين الأداء المعرفي، وتنمية الوعي الحسي.

من هذا المنطلق، ولأهمية اليقظة العقلية للتلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية؛ يسعى البحث الحالي إلى معرفة أبعاد اليقظة العقلية ومدى توافرها لدى التلاميذ الموهوبين              بالمرحلة الابتدائية.

مشكلة البحث:

إن مظاهر الموهبة يمكن لها أن تتلاشى وتنطفئ، أو تستخدم في مسارات تضر المجتمع؛ إذا شعر الموهوبون بالتنمر نحو إمكاناتهم وقدراتهم، وعدم توافر برامج تعليمية تعلمية تعمل على صقل قدراتهم، أو تم تجاهل إمكاناتهم وضعف الاهتمام بتوفير فرص للاستثارة               والتحدي والتنمية.

لذا يرى عبد المطلب أمين (2013, 20) أنهم بحاجة إلى بيئة أسرية ومدرسية متفهمة ومشجعة ومحفزة، وخدمات إرشادية منظمة تعينهم على تفهم أنفسهم، وعلى التعامل الإيجابي مع الضغوط وشعورهم المتزايد بالمغايرة والاختلاف، وعلى التفاعل والاندماج الاجتماعى، كما تحول دون تعرضهم للإحباط والقلق الشديد وسوء التوافق والاضطرابات الانفعالية.

وتعمل اليقظة العقلية على زيادة الوعي لدى المتعلمين, والاتفتاح على مجموعة من الخبرات الجديدة، والعمل على تنظيمها ومعالجتها بمستوى عميق يظهر قدرات إبداعية وموهبة تساعده على التعامل مع مستقبله المعرفي، والمتغيرات الحاضرة والمستقبلية بصورة                    غير مسبوقة.

ولقد لاحظ – الباحث – ضعف أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي من خلال عمله بالتدريس، وإجراء دراسة كشفية، ومن خلال استطلاع رأي بعض الموجهين والمعلمين. 

وعلى الرغم من أهمية اليقظة العقلية للمتعلمين، إلا أنه يلحظ الضعف الواضح في مستوياتها لديهم, وقد أكدت ذلك نتائج عدة دراسات اهتمت بتناول اليقظة العقلية, منها: دراسة هالة خير( 2017) والتي تناولت علاقة المرونة النفسية باليقظة العقلية، ودراسة إيمان إسحق وسعاد منصور ( 2019) التي استهدفت تعرف فاعلية برنامج إرشادي جمعي في تعزيز ممارسة اليقظة العقلية وخفض الضغط النفسي لدى عينة من طالبات الكليات الجامعية المتوسطة, ودراسة محمد إسماعيل ( 2019) التي تناولت فعالية برنامج قائم على اليقظة الذهنية في تنمية التدفق النفسي.

لذلك يسعى البحث للتوصل إلى أبعاد اليقظة العقلية ومدى توافرها لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية.

أسئلة البحث:

سيحاول البحث الحالي الإجابة عن الأسئلة التالية:

1 – ما أبعاد اليقظة العقلية المناسبة للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟

2- ما إجراءات الكشف عن التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟

3- ما  مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟

مصطلحات البحث:

اليقظة العقلية:

تعرف إجرائيًا بأنها "الوعي بالتجارب الحالية أكثر من الانشغال بالتجارب السابقة، أو التفكير بالتجارب المستقبلية، ومحاولة التوجه نحو الحاضر، والتصرف بوعي، والمراقبة الذاتية، وعدم الحكم على الخبرات الداخلية، ويقاس الدرجة التي يحصل عليها التلميذ الموهوب من خلال المقياس المطور المعد لذلك.

الموهوب:

يعرف إجرائيًا بأنه تلميذ الصف الخامس الابتدائي الذي يتمتع بقدرات وأداء عالٍ في أحد المجالات المعرفية أو المهارية يميزه عن أقرانه في العمر نفسه، ويتم تحديده في البحث الحالي عن طريق نتائجه على اختبارات التحصيل، واختبار التفكير الابتكاري، واختبار الذكاء، وترشيحات معلميه. 

هدف البحث:

يهدف البحث الحالي إلى:

• الوقوف على معرفة مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين                  بالمرحلة الابتدائية.
• تنمية أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية.

أهمية البحث:

الأهمية النظرية: قد يفيد البحث الحالي في تقديم إطار نظري عن مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية .

الأهمية التطبيقية: قد يفيد البحث الحالي كلا من:

التلاميذ الموهوبين: معرفة مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لديهم..

المعلمين: من حيث إمدادهم بمعلومات عن مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية.

الموجهين: قد يفيد في تطوير أدائهم من خلال الوقوف على مدى توظيف معلمي اللغة العربية لإستراتيجيات التدريس الممتع والألعاب اللغوية الإلكترونية في تنمية مهارات الحس اللغوي الإبداعي واليقظة العقلية لدى تلاميذهم عند تقويم أداء المعلمين.

واضعي المناهج: من حيث إمدادهم بأبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية، ويمكن وضع هذه الأبعاد في الاعتبار عند تطوير المناهج.

الباحثين: قد يساعد البحث في فتح آفاق بحثية جديدة أمام الباحثين لإجراء مزيد من الدراسات لتنمية أبعاد اليقظة العقلية في المراحل التعليمية الأخرى، مع إمكانية الإفادة من أدوات البحث في دراسات جديدة.

محددات البحث:

يقتصر البحث الحالي على:

• مجموعة من التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة أولاد رائق الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة أسيوط التعليمية، محافظة أسيوط.
• بعض مستويات اليقظة العقلية المناسبة للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي، وبلغ عددها ( 5 ) أبعاد رئيسة، ويندرج تحتها ( 33 ) عبارة فرعية، وتم تطبيق المقياس يوم الأحد الموافق 26/2/2023م

أدوات البحث:

• مقياس اليقظة العقلية المناسب للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي.
• اختبارات التحصيل، واختبار الذكاء، وترشيحات المعلمين.
• منهج البحث:

تم استخدام المنهج الوصفي؛ لكتابة الإطار النظري للبحث.

الإطار النظري للبحث

"اليقظة العقلية والموهوبون"

 المحور الأول: اليقظة العقلية:

تعد اليقظة العقلية من الأهداف الأساسية التي يسعى إليها المتعلم الموهوب؛ لأنها تعمل على تنمية مستويات موهبته، وزيادة تحصيله الدراسي، وزيادة نسبة الانتباه والتركيز لديه.

أولًا: مفهوم اليقظة العقلية:

وتعددت تعريفات اليقظة العقلية، فترى( فوقية حسن،2021،5) بأنها" الوعي بالسلوك والمشاعر والأحداث والمثيرات الآنية الداخلية والخارجية المحيطة والمرتبطة بالفرد، بالإضافة إلى تقبل الفرد الخبرة أو التجربة دون إصدار حكم عليها بوصفها جيدة أو سيئة.

وترى( دينا معوض،2021،140) إلى أن اليقظة العقلية هي"عملية تنظيم الانتباه الواعي للخبرة التي تحدث في الخطة الراهنة والانفتاح عليها بفضول وتقبل دون إصدار الأحكام ودون توحد معها، وما يتطلبه ذلك من تنظيم ذاتي وفهم مستبصر ومرونة.

ويمكن تعريفها بأنها" مدى القدرة على الوعي بالخبرات الحياتية الحالية، سواء كانت تلك الخبرات خبرات  داخلية، أو خبرات خارجية، مع قدرة الشخص على الملاحظة والوصف المدقق لما يكمن من معانٍ مباشرة دون التقيد والالتزام بالأحكام السابقة، ومدى تقبل الشخص لما               هو كائن.

ثانيًا: أهمية اليقظة العقلية:

يذهب ( فتحي عبد الرحمن،2016، 326) إلى أن اليقظة العقلية من المفاهيم الإيجابية التي فرضت نفسها؛ حيث شهدت السنوات الأخيرة نموًا متزايدًا في دراسات اليقظة العقلية، سواءً في مجال علم النفس، أو في المواقف التربوية، أو المجتمعية، ويسعى الإنسان إلى تحقيق النجاح في الحياة في جميع مجالاتها: الشخصية، والأكاديمية، والمهنية، والاجتماعية، ولا يقتصر بلوغ هذا الهدف على مجرد امتلاك الفرد للذكاء العقلي، أو حتى الذكاءات المتعددة، بل يتطلب الأمر إلى امتلاك الفرد لمهارات عديدة ومنها مهارات اليقظة العقلية.

ويشير ( محمد التهامي ورضا الأشرم، 2018) إلى أن استخدام اليقظة العقلية كممارسة مهنية في مجال التعليم مع المعلمين، والطلاب، وأولياء الأمور، ومع العاديين، وذوي الاحتياجات الخاصة، ومقدمي الرعاية كان بهدف تحسين الجوانب النفسية لديهم، وخفض المشكلات والاضطرابات التي يعانون منها.

وتجدر الإشارة إلى أن تقديم الأطفال لممارسة اليقظة العقلية في المراحل المبكرة من العمر ربما يعدهم بشكل أفضل لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وكنوع من اتخاذ خطوات استباقية لتزويد الأطفال بالمهارات اللازمة للتعامل مع المكشلات قبل أن تتفاقم بفعل سنوات من المواجهة غير الفعالة، خاصة وأن الأطفال يملكون الاستعداد والشغف للتعلم، والانفتاح على خبرات جديدة، وهذا يجعلهم أكثر تقبلًا لتعلم مهارات اليقظة العقلية( Rempel,2012 )

ثالثًا: أبعاد اليقظة العقلية:

أشار( Brown,Rayan&Creswell,2012,220) إلى أن أهم مقومات اليقظة             العقلية هي:

1 – وضوح الوعي: حيث يعد أحد العاملين الداخلي والخارجي لدى الفرد، بما في ذلك الأفكار، والعواطف، والأحاسيس، ويتضمن الوعي الحواس الجسمية المادية، وحركة الحواس، وأنشطة العقل، والاتصال المباشر مع الواقع، ويعمل مع الانتباه الذي يعد بدوره ظاهرة لكل المزايا الأساسية للوعي.

2 – المرونة في الوعي والانتباه: تعد المرونة سمة أساسية من سمات اليقظة الذهنية، والتي تعرف بأنها القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف، وعدم الجمود على المألوف، الذي يعني القدرة على تقديم أفكار حول استجابات لا تنتمي لفئة واحدة، أو مظهر واحد، وبالتالي يمكن للفرد أن يكون على بينة من الانتباه إلى كل ما هو ظاهر، أي أن اليقظة الذهنية ترتبط مع سيكولوجية الانتباه والمراقبة، وغير ذلك من مؤشرات القدرة التركيزية.

3 – الاستقرار أو الاستمرارية في الوعي والانتباه: وهي لا تكون موجودة تمامًا عند معظم الأفراد؛ فاليقظة الذهنية هي القدرة الكامنة للكائن البشري، إلا أنها تتفاوت في قوتها بشكل مبدئي باعتبارها قد تكون نادرة، أو عابرة، أو متكررة، أو مستمرة.

وأشار( Bear,Smith,Hopkins,Krietemyer&Toney,2016,35) إلى أن مقومات اليقظة العقلية هي:

• الملاحظة: وتعني الانتباه للخبرات الداخلية والخارجية.
• الوصف: ويعني وصف وتعبير عن الخبرات الداخلية بشكل لفظي.
• التصرف بوعي: ويعني التعامل بانتباه ووعي وتركيز مع الوقت الراهن.
• عدم الحكم على الخبرات الداخلية: وعدم إصدار تقييم أو أحكام للخبرات الداخلية أو الخارجية.
• عدم التفاعل مع الخبرات الداخلية: ويعني عدم الاستجابة والتفاعل للأفكار والمشاعر والأحاسيس التي تنتاب الفرد، وتؤثر عليه.

يتضح مما سبق، أهمية اليقظة العقلية للتلاميذ بصفة عامة، وللموهوبين بصفة خاصة، وأهمية العمل على توافر أبعاد اليقظة العقلية للتلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية.

المحور الثاني: الموهوبون:

أولًا: مفهوم الموهبة:

كلمة (موهوب) مأخوذة من الفعل وهب، وهو العطية، أي الشيء المعطى للإنسان بلا عوض.

وفي لسان العرب: الهبة من وهب يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً، أما معجم المنجد: فقال وهب أي إعطاء الشيء بلا عوض(أحمد عدنان، 2015، 9).

والموهبة اصطلاحاً: " الطلبة الذين يظهرون مستويات عليا من القدرات في مجال            أو أكثر من مجالات القدرات العقلية والتحصيلية الأكاديمية والإبداعية والفنية".                    (فتحي عبد الرحمن، 2016، 15).

ثانيًا: خصائص الموهوبين:

يتميز التلاميذ الموهوبون بمجموعة من الخصائص والصفات تجعلهم منفردين ببها عن أقرانهم في نفس مراحلهم العمرية والتعليمية؛ نظرًا لقدراتهم العقلية العالية، وإمكاناتهم المعرفية المرتفعة، وتفوقهم الذهني المتميز، وتمتعهم بمهارات خاصة متميزة ومنفردة، وقدراتهم العالية والفائقة لتنفيذ مجموعة من الأداءات في مختلف المجالات.

وبين ( Akkaya،Dogan،&Tosik،2021،1299)  أن خصائص الموهوبين تتمثل بمهارة التعاطف العالية، والإحساس العالي بالعدالة، ومهارات التفكير الناقد، ومهارات التحليل، وقد جذب الأفراد الموهوبين انتباه المجتمعات بسبب الاختلافات الموجودة في المجتمعات التي يعيشون فيها، والتعلم السريع، والفهم السريع، والذاكرة القوية، والاهتمام العالي، وقاعدة المعرفة الواسعة والغنية، والقدرة على الحل والتحليل، ومجموعة واسعة من الاهتمامات عالية الدافع، والفضول، والتصميم.

      وأشار( Kilickiran،2021،425 ) أن خصائص المتعلمين الموهوبين تتمثل بمهارة حل المشكلات بقدرات عقلية عالية، والتحليل، وتقديم التفسييرات الأصلية، والمشاركة في العمليات التي تبدو غير ملائمة.

إجراءات البحث:

(1) إعداد مقياس اليقظة العقلية المناسب للتلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية:

تطلب تحقيق هدف البحث إعداد مقياس اليقظة العقلية المناسب للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي ، قد تم إعدادها باتباع الخطوات التالية:

أ- تحديد الهدف من المقياس: وتمثل في تحديد أبعاد اليقظة العقلية للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي، والكشف عن مدى توافرها لديهم.

ب- مصادر إعداد المقياس: مراجعة أدبيات التربية والبحوث والدراسات السابقة التي          تناولت اليقظة العقلية، وخصائص التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية، ومن هذه الدراسات: دراسة ( فتحي عبد الرحمن،2016)، ودراسة ( حيدر معن، 2019) ، ودراسة                   ( فوقية حسن، ونسرين السيد، 2021)، ودراسة ( الحسين حسن، 2021).

ج- إعداد المقياس في صورته الأولية وتحكيمها: في ضوء المصادر السابقة تم التوصل الأبعاد الرئيسة المناسبة للتلاميذ، والمهارات الفرعية المناسبة لهم، ووضعها في صورة مقياس أولي يتكون من  (35) مهارة، تحت (5 ) أبعاد  رئيسة؛ وذلك لعرضها على المحكمين، وتم عرضها على (25) محكمًا من المختصين في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وعلم النفس؛ للأخذ بآرائهم فيما يتعلق بالتعديل والحذف والإضافة.

د- تعديل المقياس وفقًا لنتائج التحكيم: بعد عرض المقياس على المحكمين تم حساب الأوزان النسبية لنسب اتفاقهم على الأبعاد الرئيسة والمهارات الفرعية للمقياس. وقد اتفق المحكمون على الأبعاد الرئيسة (الملاحظة، الوصف، التصرف بوعي، عدم الحكم على الخبرات الداخلية، عدم التفاعل مع الخبرات الداخلية) دون تعديل أو حذف، أما المهارات الفرعية فقد تم تعديل بعضها؛ كمهارة "" أميل إلى حب الاستطلاع" وقد تم تعديله إلى" أميل إلى حب استكشاف الأشياء الجديدة"، و"أمتلك عقلًا متفتحًا" إلى "أمتلك عقلًا متفتحًا لتقبل الجديد"، و"أربط بين المقررات الدراسية بدقة" إلى "أربط بين اللغة العربية والمقررات الدراسية بدقة"، و" أحب الجدية في العمل" إلى " أحب الإإتقان في العمل"، و"أحترم اختلاف الآراء دون تهميشها" إلى " أحترم اختلاف الآراء وإن لم أتفق معها"، و"المشاعر السلبية لا تسيطر على سلوكي" إلى "لا أسمح بمشاعري السلبية بالسيطرة على سلوكي"، و"أحاول إبعاد الأفكار السلبية" إلى "احاول إبعاد الأفكار السلبية الداخلية حتى لا تؤثر عليَّ" .، وتم حذف مهارتين أدائيتين  لم تصل نسبة الاتفاق عليها إلى 80% وهي: لا أجيد الابتكار، أكرر فعل                  الأشياء كثيرًا.

ه- مقياس اليقظة العقلية في صورته النهائية: بعد تعديل عبارات المقياس وفقًا لآراء المحكمين بالتعديل والحذف، أصبح المقياس في صورته النهائية متضمن (33) مهارة أدائية تندرج تحت (5) أبعاد رئيسة.

وبهذه الإجراءات، يكون قد تم الإجابة عن السؤال الأول من أسئلة البحث، ونصه: "ما أبعاد اليقظة العقلية  المناسب  للتلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟"

أدوات التعرف على التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الابتدائية:

اختبار الذكاء العالي (إعداد/ السيد محمد خيري، 1979)

• هدف الاختبار:

استهدف الاختبار قياس القدرة على الحكم والاستنتاج من خلال ثلاثة أنواع من المواقف: مواقف لفظية، ومواقف عددية، ومواقف تتناول الأشكال المرسومة.

• وصف الاختبار:

يتكون الاختبار من (42) سؤالا، تتدرج في الصعوبة، وتتضمن عينات مختلفة من الوظائف الذهنية، أهمها:

• القدرة على تركيز الانتباه، الذي يتمثل في تنفيذ عدد من التعليمات دفعة واحدة.
• الاستعداد اللفظي، ويتمثل في التعامل بالألفاظ في أسئلة التعبير والمترادفات.
• القدرة على إدراك العلاقات بين الأشكال، ويتمثل في المقارنة بين عدد من الأشكال، للكشف عن العلاقة بينها.
• الاستدلال العددي، ويتمثل في حل سلاسل الأعداد والتفكير الحسابي.
• الاستدلال اللفظي، ويتمثل في الأحكام المنطقية والمتناسبات اللفظية.
• طريقة تصحيح الاختبار:

يُعطى كل مفحوص درجة واحدة عن كل سؤال يجيب عنه إجابة صحيحة.

ج-وفي البحث الحالي تم حساب صدق الاختبار من خلال:

الصدق المنطقي: تم التأكد من الصدق المنطقي أو صدق المحتوى عند عرض الاختبار على المحكمين، حيث اتفق المحكمون على صدق الاختبار، وذلك بصلاحيته لقياس ما وُضع لقياسه، وأنه صالح للتطبيق على فئة التلاميذ المستهدفة.

• ثبات الاختبار:

استخدم مُعدّ الاختبار طريقتين لحساب الثبات، الأولى: إعادة التطبيق على عينة مكونة من (582) طالبًا، وكان معامل الثبات يساوي (0.85)، والثانية: التجزئة النصفية، وطُبق الاختبار على عينة مكونة من (800) طالبًا، وكان معامل الثبات (0.88)، وكلاهما معاملات ثبات مرتفعة، ويمكن الوثوق بها.

وتم حساب ثبات الاختبار في البحث الحالي باستخدام معادلة (ألفاكرونباك) (محمود عبدالحليم، 2002، 114)، وتعتمد هذه الطريقة على تطبيق الاختبار مرة واحدة، حيث طُبق الاختبار على عينة قدرها (245) تلميذًا وتلميذة، وقد بلغ معامل الثبات بهذه الطريقة (0.84)، وبذلك يتضح أن الاختبار يتمتع بمؤشرات صدق وثبات جيدة، لذا يمكن استخدامه، في البحث الحالي، والوثوق في نتائجه.

تجربة البحث:

بعد الانتهاء من إعداد أدوات البحث، والحصول على الموافقات الإدارية اللازمة لتطبيق تجربته، تم تطبيق البحث من خلال تحديد مجموعة البحث، ثم تطبيق أدوات القياس عليهم،   كما يلي:

- تحديد مجموعة البحث: وذلك وفقًا للإجراءات التالية:

اعتمد الباحث في تحديد مجموعة البحث (٣) محكات، تمثلت في نتائج اختبارات التحصيل، ومقياس ستانفورد بينيه الصورة الخامسة (تقنين وترجمة/ صفوت فرج، 2011)، وترشيحات المعلمين، على النحو التالي:

 1) نتائج الاختبارات: فتم الاعتماد على نتائج الاختبارات التحصيلية للتلاميذ "مجتمع البحث"، وهم جميع تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدرسة أولاد رائق الابتدائية التابعة لإدارة أسيوط التعليمية، التابعة لمحافظة أسيوط، والبالغ عددهم (280) تلميذًا وتلميذة، في تحديد مجموعة البحث، وهم من يحصلون على درجات أعلى من المتوسط في نتائج الاختبارات الخاصة بهم في المواد الدراسية المختلفة، وبلغ عددهم (35).

2) نتائج مقياس ستانفورد بينيه: قامت الباحث بتطبيق المقياس على الـ (280) تلميذًا، وتحليل درجات المقياس وفقًا للطريقة اليدوية بالجداول المعيارية، وتم اختيار التلاميذ مجموعة البحث بحصول التلميذ على درجة مرتفعة في المقياس بحيث تكون أعلى من (90) درجة، وبلغ عدد التلاميذ (20) تلميذًا وتلميذة.

3) ترشيحات المعلمين وملاحظاتهم: تم الاستعانة بآراء (5) معلمين ممن يقومون بالتدريس للتلاميذ الذين أظهرت نتائج مقياس ستانفورد بينيه أنهم موهوبون، وقد أكد المعلمون أن هؤلاء التلاميذ بالفعل موهوبون.

ووفقًا لهذه المحكات الثلاث تم التوصل إلى (20) تلميذًا وتلميذة موهوبين .

وبذلك يكون قد تم الإجابة عن السؤال الثاني للبحث، ونصه: "ما إجراءات الكشف عن التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟".

نتائج البحث وتفسيرها

للإجابة عن سؤال البحث "ما مدى توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ الموهوبين بالصف الخامس الابتدائي؟"

 تم حساب التكرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمقياس كما يتضح بالجداول التالية:

تم تطبيق المقياس اليقظة العقلية على التلاميذ مجموعة البحث، قوامها (20) تلميذًا وتلميذة، وذلك يوم  الأحد 26/ 2/ 2023م  ؛ للوقوف على مدى توافر مهارات اليقظة العقلية المستهدفة بالبحث لديهم، وتم التوصل إلى نتائج البحث من خلال تفريغ البيانات ومعالجتها إحصائيًا باستخدام البرنامج الإحصائي "SPSS".

تم تقسيم مستوى التأثير على كل عبارة من عبارات مقياس اليقظة العقلية (المتوسط المرجح) إلى خمس مستويات بمعادلة (الحد الأعلى للفئة – الحد الأدنى للفئة)/5 = (5-1)/5 = 0,80 كما بالجدول التالي:

جدول ( 1 ) درجات المتوسط المرجح

ومن ثم معالجة الدرجات إحصائياً باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS 0.18 وحساب متوسطات الدرجات والانحراف المعياري لكل عبارة لكل بعد من ابعاد المقياس وجاءت        كما يلي:

مقياس اليقظة العقلية:

أولًا : بعد الملاحظة

جدول ( 2 ) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعبارات بعد الملاحظة بمقياس اليقظة العقلية ن = 20

جاءت العبارة 2 ، 5 في المرتبة (1) وكان تأثيرهما متوسطًا بينما جاءت العبارة  3 في المرتبة (2)، وجاءت العبارة 1 ، 4  في المرتبة (3)، جاءت العبارة 6 في المرتبة المرتبة (4) وكان تأثيرها ضعيفًا.

ثانيًا : بعد الوصف

جدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعبارات بعد الوصف بمقياس اليقظة العقلية ن = 20

جاءت العبارة 10 ، 13 في المرتبة (1) وكان تأثيرهم متوسطًا، بينما جاءت العبارة  11 ، 12 في المرتبة (2)، وجاءت العبارة 7 ، 8  في المرتبة (3) – جاءت العبارة 9 في المرتبة المرتبة (4) وكان تأثيرهم ضعيفًا.

ثالثًا: بعد التصرف بوعي

جدول ( 4 ) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعبارات بعد التصرف بوعي بمقياس اليقظة العقلية ن = 20

جاءت العبارة 16 ، 17 ، 19 في المرتبة (1) - جاءت العبارة  18 في المرتبة            (2) – جاءت العبارة 15  في المرتبة (3) – جاءت العبارة 14 في المرتبة المرتبة (4) وكان تأثيرهم جميعًا ضعيفًا.

رابعًا: بعد عدم الحكم على الخبرات الداخلية

جدول ( 5 ) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعبارات بعد عدم الحكم على الخبرات الداخلية بمقياس اليقظة العقلية ن = 20

جاءت العبارة 23 في المرتبة (1) - جاءت العبارة  21 ، 22 ، 24 ، 25 في المرتبة (2) – جاءت العبارة 20 في المرتبة (3) وكان تأثيرهم جميعا ضعيف.

خامسًا : بعد عدم التفاعل مع الخبرات الداخلية

جدول ( 6 ) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعبارات بعد عدم التفاعل مع الخبرات الداخلية بمقياس اليقظة العقلية ن = 20

جاءت العبارة 29 في المرتبة (1) وكان تأثيرها متوسط بينما جاءت العبارة  26 ، 27 ، 28 ، 31 في المرتبة (2) – جاءت العبارة 30 ، 32 ، 33  في المرتبة (3) وكان         تأثيرهم ضعيفًا.

يتضح مما سبق عرضه من نتائج، ضعف مستوى التلاميذ الموهوبين مجموعة البحث في مهارات اليقظة العقلية، وقد يرجع ذلك إلى ضعف الاهتمام بتنمية هذه المهارات لدى التلاميذ في الفصول المدرسية، واعتماد طرائق تدريسية نمطية في تعليم اللغة العربية، لا تركز على تنمية مهارات اليقظة العقلية لديهم، وقلة احتواء الكتب الدراسية على مثيرات بصرية شائقة وجذابة لهم، وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة كل من مروة مختار (2018)،  ودراسة هند السيد (2021)، ودراسة سوسن جمال (2023) التي أكدت ضعف توافر أبعاد اليقظة العقلية لدى التلاميذ.

توصيات البحث:

في ضوء ما توصل إليه البحث الحالي من نتائج يمكن تقديم التوصيات التالية:

- الاهتمام بتنمية مهارات اليقظة العقلية لدى التلاميذ في جميع المراحل الدراسية.

- بناء برامج تربوية مناسبة لخصائص التلاميذ الموهوبين تساعدهم على تنمية مهاراتهم          اللغوية والتفكيرية.

- زيادة الأنشطة والتدريبات المقدمة للتلاميذ الموهوبين؛ بهدف تنمية مهارات اليقظة          العقلية لديهم.

-  عقد ورش عمل لمعلمي اللغة العربية في مدارس التربية الخاصة؛ لتدريبهم على تنمية مهارات اليقظة العقلية لديهم لدى تلاميذهم.

مقترحات البحث:

في ضوء نتائج البحث الحالي يمكن اقتراح دراسة الموضوعات التالية:

- استخدام إستراتيجيات التدريس الممتع  في تنمية مهارات اليقظة العقلية لدى                              التلاميذ الموهوبين.

- برنامج قائم على الألعاب اللغوية الإلكترونية لتنمية اليقظة العقلية لدى التلاميذ.

- مدى تمكن المتعلمين الموهوبين  في مراحل التعليم المختلفة من مهارات اليقظة العقلية.

- برنامج مقترح لتدريب المعلمين في أثناء الخدمة على استخدام مدخل الطرائف اللغوية وأثره على أدائهم التدريسي وتحصيل تلاميذهم.

المراجع:

• أحمد عدنان المغربي(2015). الموهبة والإبداع والتفوق، الكشف عن الموهوبين والمبدعين، دار المجد للنشر والتوزيع، القاهرة.
• أسمهان عباس يونس ( 2015 ) . اليقظة العقلية وعلاقتها بأساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة واسط، العراق.
• إيمان إسحق الخطاب ، سعاد منصور محمود ( 2019 ). فاعلية برنامج إرشاد جمعى فى تعزيز ممارسة اليقظة العقلية التامة وخفض الضغط النفسي المدرك لدى عينة من طالبات الكليات الجامعية المتوسطة فى مدينة الزرقاء ، رسالة ماجستير ، كلية الدراسات العليا ، الجامعة الهاشمية ، الأردن.
• بسام أحمد جباعتة ، حمزة عبد الكريم الربابعة ( 2020 ). فاعلية الذات الإبداعية وعلاقتها باليقظة الذهنية لدى طلبة المرحلة الثانوية ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة اليرموك ، الأردن .
• بطرس حافظ، وجمال فرغلي إسماعيل (2010). إرشاد ذوى الحاجات الخاصة وأسرهم, عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع.
• الحسين بن حسن سيد(2021). الأبعاد الخمسة لليقظة العقلية كمنبئ بالهناء الوظيفي لدى معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية،المجلة العربية للآداب والدراسات الإنسانية، المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، ع16، يناير،  69- 102.
• حيدر معن إبراهيم ( 2019 ). اليقظة العقلية والمعتقدات المعرفية وكيفية قياسهما، دار كلكامش للطباعة والنشر، بغداد، العراق.
• دينا معوض(2019).اليقظة العقلية وعلاقتها بالتدفق النفسي وسلوك المخاطرة لدى طلبة كلية التربية، جامعة المنصورة، مجلة تطوير الأداء الجامعي،مج14،ع2،135-180.
• رياض الهاشمى ( 2015 ). اليقظة العقلية وسيطًا للعلاقة بين المرونة والاكتئاب والضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة ، كلية التربية ، قسم الإرشاد النفسي ،  جامعة دمشق .
• سوسن جمال قباجة(2023). اليقظة العقلية وعلاقتها بفاعلية الذاتالإبداعية لدى الطلبة الموهوبين في مديريات التربية والتعليم في الخليل، المؤسسة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، المركز القومي للبحوث،مج 7، ع 39، غزة، فلسطين، 85-108.
• عبد الرازق مختار ، عبد الرحيم فتحي ( 2015 ). مهارات الأداء اللغوي الإبداعي لدى التلاميذ الموهوبين بالمرحلة الإعدادية ، المجلة العربية لدراسات وبحوث العلوم التربوية والإنسانية، مؤسسة د. حنان درويش للخدمات اللوجستية والتعليم التطبيقي ، ع 2 ، ص ص 80- 112
• عبد المطلب أمين القريطى ( 2013 ). الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم ، الطبعة الثانية ، عالم الكتب ، القاهرة .
• فتحي عبد الرحمن الضبع(2016).اليقظة العقلية وعلاقتها بالسعادة الدراسية لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية، المجلة المصرية للدراسات النفسية، الجمعية المصرية للدراسات النفسية، مج26،ع91،أبريل، 325-365.
• فوقية حسن، ونسرين السيد(2021).مقياس اليقظة العقلية،المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، المركز العربي للنشر والتوزيع، دار الكتب والوثائق المصرية، القاهرة: مصر.
• ماهر عبد الرحمن البشر ، سميحان ناصر الرشيدي ( 2021 ). مدى فاعلية برنامج إثرائي في تطوير المهارات الرياضية لمسابقة الكانجارو لرفع مستوى النتائج للطلاب الموهوبين بالصف الخامس والسادس بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل، مجلة كلية التربية ، كلية التربية ، جامعة أسيوط ، مج 37 ، ع 1 ، يناير ، ص ص 36 – 50
• محمد إسماعيل سيد حميدة ( 2019 ) .فعالية برنامج قائم على اليقظة الذهنية فى تنمية التدفق النفسي وأثره على السعادة النفسية لدي طلاب المرحلة الثانوية ( دراسة تنبؤية – تجريبية )، مجلة الإرشاد النفسي، كلية التربية، جامعة عين شمس، ع60، ج1، 247-339 .
• محمد التهامي، ورضا الأشرم(2018). فعالية برنامج قائم على اليقظة العقلية في خفض الضغوط وتحسين الرفاهية لدى معلمي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة التربية الخاصة،مركز المعلومات التربوية والنفسية والبيئية، جامعة الزقازيق، مج24، 1-81.
• مروة شهيد صادق ( 2012). الاستقرار النفسي وعلاقته باليقظة الذهنية لدى طلبة المرحلة الإعدادية، رسالة دكتوراة، جامعة ديالي ، العراق.
• مروة مختار بغدادي(2018 ). برنامج تدريبي لتنمية اليقظة العقلية وأثره في سعة الذاکرة العاملة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، كلية التربية، جامعة المنيا، مج33،ع1، يناير 2018، 318-378.
• هالة خير سنارى إسماعيل ( 2017 ). المرونة النفسية وعلاقتها باليقظة العقلية لدى طلاب كلية التربية ( دراسة تنبؤية ) مجلة الإرشاد النفسي،، كلية التربية، جامعة عين شمس م 50 ، ع 1 ، 287 – 335 .
• هند السيد محمود السيد(2021). فعالية برنامج إرشادي قائم على اليقظة العقلية في خفض العناد والتحدي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، مجلة التربية في القرن ال21 للدراسات التربوية والنفسية، كلية التربية، جامعة مدينة السادات، ع9،يوليو، 671-695.

المراجع الأجنبية:

• Baer, R., Smith, G., Hopkins, J., Krietemeyer, J., & Toney, L. (2016) Using self-report assessment methods to explore facets ofmindfulness. Assessment. 13(1),  27-45.
• Brausch, B. (2011). The role of mindfulness in academic stress, self-efficacy, and achievement in college students. Thesis submitted in partial fulfillment of the requirements for the degree of Masters of counseling in the graduate school, Eastern Illinois University Charleston, Il.

contradiction’, British Journal of Educational Studies, 54 (1), 3–14

• Keye, M., & Pidgeon, A. (2013). An investigation of the relationship between resilience, mindfulness, and academic self-efficacy. Open Journal of Social Sciences, 1(6),1-4.
• Kuhlkamp, N. (2015). How to promote flow experiences at work: The impact of a mindfulness-based intervention and the role of trait mindfulness. Master's thesis, faculty of Psychology and neuroscience, Maastricht University.