الکفاءة الاجتماعية وعلاقتها بمفهوم الذات لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک عبد العزيز

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

الکفاءة الاجتماعیة وعلاقتها بمفهوم الذات لدى التلامیذ ذوی صعوبات التعلم فی الصفوف العلیا من المرحلة الابتدائیة

 

 

إعــــــــــداد

الباحث / هاشم صالح محسن الجیلانی

اشـــــــــراف

د/ حمزه خلیل مالکی

أستاذ مساعد علم النفس التربوی والصحة النفسیة

جامعة الملک عبد العزیز

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الحادى عشر - نوفمبر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مدخل إلى البحث

مقدمـة:

یحتاج التعاطف والتواصل الاجتماعی وفهم الآخرین  بعض المهارات والقدرات المتمثلة فی الکفاءة الاجتماعیة من خلال القدرة على تکوین العلاقات الشخصیة المرضیة مع             الآخرین بحیث یکون الفرد مستمعاً جیداً لهم، وقادراً على التعرف على اهتماماتهم وتقدیر مشاعرهم وتفهمها، وبالتالی تصبح الکفاءة الاجتماعیة من أهم ما ینبغی أن  یحققه کل فرد (جابر وکفافی، 1993م : 27)

وتتکون الکفاءة الاجتماعیة لدى الطفل منذ صغره وبین والدیه فهو یعیش مع اسرته فمتى ما کانت العلاقة الوالدیة جیدة ویسودها الترابط وتغمرها الرحمة فحینئذ تتکون تلک  الخلیة الاولى التی  تتکفل بالفرد وبرعایته خاصة فی سنوات عمره الاولى فالإنسان بطبیعته کائن حی اجتماعی یؤثر ویتأثر بمن حوله ومن هنا بات الدور الاکبر على الوالدین فی تعلیم             اطفالهم المهارات التی من خلالها یتعلم الطفل کیف یعیش ویتکیف ویتوافق مع الآخرین           (محمد ومرسی، 1997م : 176).

حین نبحث ونتتبع ما هی المظلة لمعظم المهارات الاجتماعیة التی یحتاجها الفرد لکی ینجح فی حیاته وعلاقاته الاجتماعیة  فإننا نجد أن الشخص ذو الکفاءة الاجتماعیة ینجح فی اختیار المهارات  المناسبة لکل موقف، ویستخدمها بطرق تؤدی إلی نواتج إیجابیة وبالتالی تکون الکفاءة الاجتماعیة هی مظلة تندرج تحتها أکثر المهارات الاجتماعیة التی یحتاجها کل فرد فی تعامله الاجتماعی مع الآخرین ، ومن هنا کان لزاما الاهتمام بمرحلة الطفولة حتى ینمو الانسان نمواً سلیماً کما أنه یستوجب على المربیین والمهتمین أن یبذلوا المزید من الجهود المضنیة لتوفیر الحیاة الکریمة من جمیع الجوانب سواء کانت اجتماعیة أو تعلیمیة أو غیر ذلک ، فالطفولة هی صانعة المستقبل اذا ما وفرنا لها کل ما یمکنها من تحمل المسئولیة والقدرة على اکتساب المهارات والعلاقات الاجتماعیة وتقویة مفهوم الذات عند الطفل وبالتالی سنضمن لهم مستقبلا مطمئنا فی صحتهم النفسیة فی ظل عادات المجتمع وتقالیده. (عبدالمعطی ، 2003م)

وتجدر الاشارة إلى أن الکثیر من المشکلات التعلیمیة ترتبط بعدم اکتساب الطلاب للمهارات الاجتماعیة والتی تؤدی إلى ضعف الکفاءة الاجتماعیة للطالب مما یسبب عدم کفاءته فی التعلم وتدنی تحصیله وانخفاض مفهوم الذات لدیه (الخطیب وآخرون، 2003م). قد أشار  (داوود وحمدی،1997م) الى ان مفهوم الذات یعد من اهم عناصر الشخصیة وهو مکون نفسی هام فی فهم انماط سلوکیة عدیدة لدى الفرد فی المجالین الاکادیمی وغیر الاکادیمی کما یعتبر مرکزا للتکیف السیکولوجی والسعادة الشخصیة والاداء الجید للدور.

 وأکد (الظاهر، 2004م: 521) أن  لمفهوم الذات أهمیة وثیقة الصلة بالمجال الاکادیمی والاجتماعی والریاضی والعقلی والجسمی للتلامیذ  العادیین وغیر العادیین وخاصة ذوی صعوبات التعلم الذین یواجهون صعوبات فی المجال الاجتماعی والاکادیمی وهذا بلا شک قد یؤثر على مفهومهم لذاتهم وبالتالی یؤثر على جمیع سلوکیاتهم.

مشکلة البحث: 

من خلال خبرة الباحث وعمله کمعلم فی المرحلة الابتدائیة لسنوات لاحظ وجود بعض القصور فی علاقات الطلبة ذوی صعوبات التعلم بأقرانهم من الطلبة العادیین ، وکذلک لاحظ وجود تدنی فی  مفهومهم لذاتهم  وقد اکد بیرو اخرون ( Bear ,et al ,2002) فی         (أبو حسونه، 2004م) من خلال تحلیل 61 دراسة إن مفهوم الذات لدى الطلبة ذوی صعوبات التعلم اقل ایجابیة من الطلاب العادیین الذین لا یعانون من صعوبات التعلم کما لاحظوا أن التلامیذ ذوی صعوبات التعلم یعانون من رفض الرفاق لهم و من هذا المنطلق فقد قام الباحث بهذه الدراسة لبحث العلاقة بین الکفاءة الاجتماعیة وعلاقتها بمفهوم الذات لدى الطلبة ذوی صعوبات التعلم وحاولت الدراسة الاجابات على التساؤلات التالیة :

  1. هل توجد علاقة بین الکفاءة الاجتماعیة و مفهوم الذات لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة ؟
  2. هل یمکن التنبؤ بالکفاءة الاجتماعیة من خلال درجات  مفهوم الذات بالنسبة للطلبة ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة ؟

أهداف البحث:

  1. معرفة العلاقة بین الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات لهم.
  2. التنبؤ بالکفاءة الاجتماعیة من خلال درجات  مفهوم الذات.

أهمیة البحث:

 أولا: الأهمیة النظریة:

أضافت بعض الاطار النظری فی هذا المجال المتعلق بفئة ذوی صعوبات التعلم وحیث لا توجد على حد علم الباحث دراسة فی السعودیة تطرقت إلى مثل هذه المعلومات.

ثانیا: الأهمیة التطبیقیة:

  1. قد تساهم النتائج فی إعداد برامج إرشادیة سلوکیة تساعد فی تنمیة الکفاءة الاجتماعیة وتحسین مفهوم الذات.
  2. وقد تساعد نتائج هذه الدراسة فی زیادة الاهتمام بالطلاب ذوی صعوبات التعلم بشکل عام والاهتمام بالکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات لهم بشکل خاص.

حدود البحث:

الحدود الموضوعیة: اقتصرت على معرفة علاقة الکفاءة الاجتماعیة بمفهوم الذات لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم

الحدود المکانیة: تم تطبیق هذه الدراسة على عینة من الطلاب ذوی صعوبات التعلم من تلامیذ الصفوف العلیا فی مدینة مکة المکرمة

الحدود الزمنیة: أجریت هذه  الدراسة فی الفصل الثانی من العام الدراسی 1435هــ / 1436هــ

مصطلحات البحث:

الکفاءة الاجتماعیة: Social Competence

    هی عبارة عن مصطلح ملخص والذی یعکس الحکم الاجتماعی نحو النوعیة العامة للأداء الفردی فی مواقف محددة (Merrell,2002:7).

مفهوم الذات :Self-concept

هو خبرة الفرد بذاته وباعتباره تنظیما ادراکیا من المعانی والمدرکات التی یحصلها ویکتسبها الفرد والتی تشمل هذه الخبرة الشخصیة بالذات فیتس (Fitts,1998)

الاطار النظری والدراسات السابقة

أولاً: الاطار النظری

الکفاءة الاجتماعیة

یعتمد الباحث تعریف میریل(Merrell,2002:7)  للکفاءة الاجتماعیة بانها مصطلح یلخص و یعکس الحکم الاجتماعی نحو النوعیة العامة للأداء الفردی فی حالات معینة وهی تعتبر افضل وصف لبناء واسع تنضوی تحته الأحکام حول سلوکیات اجتماعیة محددة ولکن ترکز فی المقام الاول على سمات السلوک الاجتماعی التکیفی للفرد بشکل عام. وهذا هو التعریف المعتمد فی الدراسة.

خصائص الکفاءة الاجتماعیة:

یشیر (حبیب، 2003م) أن مرتفعی الکفاءة الاجتماعیة أکثر قدرة على مواجهة المواقف الاجتماعیة، والمشارکة فی الأنشطة الاجتماعیة، وانفتاحاً مع الآخرین أکثر من الأفراد منخفضی الکفاءة الاجتماعیة.

 

 

أبعاد ( مکونات ) الکفاءة الاجتماعیة:

‌أ.     الکفاءة الاجتماعیة وذوی الاحتیاجات الخاصة:

یعرف ابراهیم ( 2007م:19)  الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة بأنهم الأطفال الذین لدیهم تأخر أو إعاقة فی إحدى المجالات التالیة : النمو الجسمی، النمو العقلی المعرفی، النمو الانفعالی، النمو الاجتماعی، النمو اللغوی، ممن تتراوح أعمارهم الزمنیة بین  3 - 9 سنوات

صعوبات التعلم :

عرف یوسف ( 2011م) صعوبات التعلم مصطلح عام یصف مجموعة من الافراد          ( فی أی عمر) لیسوا متجانسین فی طبیعة الصعوبة أو مظهرها ، یظهرون تباعدا واضحا بین ادائهم المتوقع وبین ادائهم الفعلی فی مجال أو أکثر من المجالات الأکادیمیة ، وربما ترجع الصعوبة لدیهم إلى الاضطراب فی وظائف نصفی المخ المعرفیة والانفعالیة، ویتمتعون بمناخ اجتماعی ثقافی تعلیمی معتدل ، ولا یعانون من أی نوع من الإعاقات مثل (الإعاقة العقلیة والبصریة أو السمعیة أو غیر ذلک من الإعاقات) ، وتمثل نسبة فئة صعوبات التعلم ما یعادل 51% من بین الفئات الأخرى من حیث الخدمة المقدمة من مجموع الطلبة ذوی الاحتیاجات الخاصة  وتمثل نسبة انتشارها بین 1% ـــ 30%.

الکفاءة الاجتماعیة فی ضوء نظریات علم النفس:

نظریة التعلم الاجتماعی:

ومن أهم اسالیبها ملاحظة النماذج (التعلم بالقدوة) ولعب الادوار (ابراهیم،1993م). حیث یؤکد التراث السیکولوجی على أنه یوجد ارتباط بین نواحی الضعف فی السلوک الاجتماعی والقصور فی المهارات الاجتماعیة لذلک من الضروری التدریب على المهارات الاجتماعیة کأحد الأسالیب العلاجیة لمشکلة الکفاءة الاجتماعیة فی الطفولة وتعد نظریة التعلم لباندورا من اخصب النظریات فی الوقت الحالی التی تسمح لنا بتدریب المهارات الاجتماعیة وتعتمد هذه النظریة على أن السلوک الإنسانی یتعلم من خلال التفاعلات القائمة بین الافراد وبعضهم البعض وتنطلق هذه النظریة من کون أن الإنسان کائن اجتماعی بطبیعته وهو بالتالی یؤثر ویتاثر بمن حوله، ویتضمن التعلم بالملاحظة ثلاث امور:

  1. العملیات الابدالیة: وتعتمد على التعلم بالملاحظة أی بمشاهدة الآخرین وتقلیدهم
  2. العملیات المعرفیة: وتعنی أن عملیات التعلم عن طریق الملاحظة لا تتم اتوماتیکیا ولکنها تتأثر بالعدید من العملیات المعرفیة وذلک مثل الاستدلال والتوقع والقصد.
  3. عملیة التنظیم الذاتی: ویشیر إلى قدرة الإنسان على تنظیم الأنماط السلوکیة فی ضوء النتائج المتوقعة منها ویرى اصحاب هذا الاتجاه إن الافراد یعملون على تنظیم سلوکیاتهم وتحدید آلیة تنفیذها فی ضوء النتائج.

ثانیاً: مفهوم الذات:

التعریف المعتمد فی الدراسة هو تعریف (فیتس, 1998م) الذی یشیر إلى أن مفهوم الذات هو خبرة الفرد بذاته وباعتباره تنظیما ادراکیا من المعانی والمدرکات التی یحصلها ویکتبها الفرد والتی تشمل هذه الخبرة الشخصیة بالذات.

النظریات المفسرة للذات فی علم النفس الحدیث:

نظریة الذات کارل روجرز (النظریة المجالیة الظاهریة):

أشار  کل من (العزة  وعبد الهادی، 1991م) و (رمضان، 1998م ) بأن روجرز أکد على أن مفهوم الذات متعلم، کما أن مفهوم الذات یتکون لدى الفرد مع نموه ووعیه وإدراکه بوجوده الشخصی وما یقوم به نتیجة لتفاعله مع البیئة ولذا یختلف  مفهوم الذات من فرد لآخر.

نظریة ماسلو

 رتب ماسلو Maslow فی (احمد ،2003م) الحاجات الإنسانیة على شکل هرم تمثل قاعدته الحاجات الفسیولوجیة ثم حاجات الأمن ثم الحب والانتماء ( الاجتماعیة) ثم حاجات التقدیر والاحترام ثم تصل الى قمة الهرم حیث حاجات تحقیق الذات وهی سعی الفرد للوصول إلى درجة متقدمة من تحقیق امکانیاته ومواهبه وقدراته للوصول بها إلى الوحدة والتکامل وقد قام ماسلو بتقسیم الحاجات إلى نوعین، حاجات النقص وحاجات النمو، أما حاجات النقص فتضم الثلاث فئات الدنیا وهی ( الفسیولوجیة ـ الأمن ـ الاجتماعیة ) فهذه الحاجات إذا لم یتم اشباعها فإنها تؤدی إلى عدم نمو الفرد بشکل سلیم نفسیا وبدنیا وفی الطرف الآخر تأتی حاجات النمو وهی تتمثل فی الحاجات العلیا وهی ( تقدیر الذات ـ تأکید الذات ) وإشباعها یساهم ویساعد فی نمو الفرد وبلوغه مستوى الکمال البشری.

ثانیا : الدراسات السابقة :

  قام الباحث باستقصاء الدراسات المتعلقة بمتغیرات الدراسة حول العلاقة بین الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات وحیث أنه لا توجد دراسات تناولت المتغیرین معا فقد عمد الباحث إلى استقصاء الدراسات المتعلقة بالموضوع ویمکن تقسیم الدراسات إلى محورین  کما یلی :

دراسات تناولت الکفاءة الاجتماعیة وبعض أبعاد مفهوم الذات أو ما هو متعلق بأبعاد   مفهوم الذات:

 أشارت محمود ( 2012م) بدراسة هدفت إلى معرفة علاقة الکفاءة الاجتماعیة ببعض  المتغیرات النفسیة ( المناخ الاسری والتوافق الشخصی والاجتماعی )  لدى طالبات الجامعة على عینة بلغ عددها ( 200 ) طالبة من القسمین العلمی والادبی وقد تم استخدام کل من مقیاس الکفاءة الاجتماعیة  ومقیاس المناخ الاسری ومقیاس کالیفورنیا للتوافق الشخصی وقد أظهرت النتائج وجود علاقة دالة إحصائیا بین درجات طالبات الجامعة على مقیاس الکفاءة الاجتماعیة ودرجاتهن على اختبار کالیفورنیا للشخصیة و وجود فرق دال إحصائیا بین متوسط درجات الطالبات ذوات الکفاءة الاجتماعیة المرتفعة والطالبات ذوات الکفاءة الاجتماعیة المنخفضة على اختبار کالیفورنیا للشخصیة لصالح الطالبات ذوات الکفاءة الاجتماعیة المرتفعة ووجود فرق دالة إحصائیا بین متوسط درجات الطالبات مرتفعات الکفاءة الاجتماعیة والطالبات منخفضات الکفاءة الاجتماعیة على مقیاس المناخ الأسری المضطرب لصالح الطالبات منخفضات الکفاءة الاجتماعیة.

  وقد وضحت بخش (2009م) فی دراستها والتی تناولت بعض مؤشرات صعوبات التعلم وعلاقتها بمفهوم الذات لدى عینة من أطفال الروضة بالمملکة العربیة السعودیة وقد بلغ عددهم (514) طفلا وطفلة وقد هدفت إلى تحدید نسبة انتشار مؤشرات صعوبات التعلم وقد تم استخدام مقیاس مفهوم الذات للأطفال إعداد (طلعت منصور، وحلیم بشای، 1982م) وقد  أظهرت النتائج أنه توجد علاقة بین الأطفال الذین لدیهم مؤشرات صعوبات ومفهومهم لذاتهم.

        کما قام عبدالعظیم (2013م) بدراسة العلاقة بین المهارات الاجتماعیة ومفهوم الذات لدى عینة من أطفال ذوی اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وغیر المضطربین بالمرحلة الابتدائیة وقد استخدم مقیاس تنسی لمفهوم الذات لولیام فیتس ترجمة (صفوت فرج وسهیر کامل ،1985م) وکانت عینة الدراسة متکونة من (90) طفلا منهم (45) طفلا تتوفر لدیهم مؤشرات اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد و (45) من غیر المضطربین وتم استخدام مقیاس المهارات الاجتماعیة للأطفال (عبدالرحمن ، 1998م) ومقیاس مفهوم الذات لبیرس هاریس ترجمة روضة المطاوع (1998م) وقامت الدراسة على المنهج الارتباطی المقارن وقد بینت النتائج إن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین المهارات الاجتماعیة ومفهوم الذات لدى عینة الدراسة من الأطفال الذین یعانون من اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد والأطفال غیر المضطربین

الطریقة والاجراءات

-       اعتمد الباحث على المنهج الوصفی وکانت عینة البحث من تلامیذ المرحلة الابتدائیة فی الصفوف العلیا من التلامیذ ذوی صعوبات التعلم والبالغ عددهم 80 تلمیذا، وقد استخدم الباحث مقیاس الکفاءة الاجتماعیة لمیریل(1993 ) والذی قامت الزبیدی (1995م) بترجمته، کما استخدم مقیاس تنسی لمفهوم الذات والذی اعده فیتس(1972  والذی ترجمه کل من فرج واحمد (1985م) ، وقد قام الباحث بحساب الصدق والثبات للمقیاسین،           کما قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بین ابعاد المقیاسین والمجموع الکلی للمقیاس  کلا على حده، وکانت جمیعها جیده وداله احصائیا عند مستوى (0.01) ،وقد استخدم الباحث الاسالیب الاحصائیة المناسبة مثل المتوسطات الحسابیة والانحراف المعیاری  والنسب المئویة ومعامل الفا کرونباخ ومعامل التجزئة النصفیة وذلک للتحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة.

 

نتائج البحث ومناقشتها

النتائج المتعلقة بالفرض الأول ومناقشتها:

جدول (7) یوضح معامل ارتباط بیرسون للعلاقة بین أبعاد الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة بمدینة مکة المکرمة

أبعاد الکفاءة الاجتماعیة

أبعاد مفهوم الذات

الدرجة الکلیة

الکفاءة الاجتماعیة

المتوسط

الانحراف

الذات

الجسمیة

الذات

الاجتماعیة

الذات

الأسریة

الذات

الأخلاقیة

الذات

الشخصیة

المتوسط

58.7

59.3

62.5

58.6

55.8

الانحراف

7.4

6.3

5.5

5.2

6.3

المهارات الشخصیة

46.6

9.9

.166

.258(*)

.299(**)

.217(*)

.376(**)

مهارات ضبط الذات

35.8

7.2

.214(*)

.330(**)

.413(**)

.359(**)

.430(**)

المهارات الأکادیمیة

26.4

6.3

.080

.202(*)

.275(*)

.268(*)

.389(**)

الدرجة الکلیة - مفهوم الذات

(**)0.380

**  Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).

*  Correlation is significant at the 0.05 level (2-tailed).

من الجدول (7) نجد أن معامل ارتباط بیرسون للعلاقة بین الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة بمدینة مکة المکرمة بلغ (0.442) وهو ارتباط موجب ومتوسط ودال إحصائیاً عند مستوى (0.01) وهو ما یتفق غالبا مع دراسة جیهان محمود (2012م)

          وأما عن  بعد الذات الجسمیة والذی ارتبط ارتباطاً دالاً فقط مع بعد مهارات ضبط الذات من مقیاس الکفاءة الاجتماعیة قیمته (0.214) وهو ارتباط موجب وضعیف ودال عند مستوى (0.05) بینما لم یسجل ارتباط مع البعدین الآخرین من مقیاس الکفاءة الاجتماعیة ، ویعزو الباحث ذلک إلى أن الذات الجسمیة للفرد تعبر عن فکرته الخاصة عن جسمه وحالته الصحیة ومظهره الخارجی وهی غالبا لیس لها علاقة بعلاقة الفرد مع الآخرین

النتائج المتعلقة بالفرض الثانی ومناقشتها:

جدول(8) معامل لامبدا () للتنبؤ بالکفاءة الاجتماعیة من خلال درجات  مفهوم الذات بالنسبة للطلبة ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة بمدینة مکة المکرمة

المتغیر

قیمة معامل لامبدا () للتنبؤ

مستوى

 الدلالة

قیمة معامل

بیرسون للارتباط

قیمة ()

 

قیمة p-value

الکفاءة الاجتماعیة

0.650

.000

(**)0.380

244.8

0.001

مفهوم الذات

0.657

.000

من الجدول (8) نجد أن قیمة معامل لامبدا () للتنبؤ  بالکفاءة الاجتماعیة من خلال درجات مفهوم الذات بالنسبة للطلبة ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة بمدینة مکة المکرمة بلغ (0.657) وبلغ مستوى دلالتها (0.01) وبالتالی هی دالة إحصائیا مما یعنی أنه یمکن التنبؤ  بـ (65.7%) من درجة الکفاءة الاجتماعیة بالنسبة للطلبة ذوی صعوبات التعلم بالصفوف العلیا فی المرحلة الابتدائیة بمدینة مکة المکرمة من خلال درجات  مفهوم الذات لدیهم. ویعزو الباحث ذلک إلى أنه من خلال درجات مفهوم الذات أنه یمکن التنبؤ بالکفاءة الاجتماعیة ویعزوه إلى أنه کلما کانت درجات مفهوم الذات مرتفعة کان التنبؤ بالکفاءة الاجتماعیة مرتفعا ، وقد توافق ذلک مع دراسة جیمس ودیفید ( James & david,2001 ) والتی هدفت إلى معرفة العلاقة حول أبعاد مفهوم الذات لدى الأطفال کمتنبئات للکفاءة الاجتماعیة والتی أظهرت نتائجها انه توجد علاقة بین ابعاد مفهوم الذات ودرجات التقییم من الکفاءة الاجتماعیة.

ثانیا : التوصیات

بناء على النتائج التی توصلت إلیها الدراسة فان الباحث یوصی بما یأتی:

-       تدعیم المناهج المختلفة والأنشطة المتنوعة التی تحث على الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات  والبحث عن أفضل السبل التی تسهم فی تنمیتهما وتطویرهما.

ثالثا : البحوث المقترحة :

-       إجراء دراسة تجریبیة لمعرفة أثر برنامج تدریبی على تنمیة الکفاءة الاجتماعیة ومفهوم الذات لدى طلبة المرحلة الابتدائیة من ذوی صعوبات التعلم

-       فاعلیة برنامج تدریبی لمعلمی صعوبات التعلم لمعالجة صعوبات التعلم من خلال مفهوم الذات والکفاءة الاجتماعیة للطلاب ذوی صعوبات التعلم

المراجـع

-       ابراهیم ، عبدالستار ،( 1993م ) . العلاج السلوکی ونماذج من حالاته ، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب ،الکویت ، سلسلة عالم المعرفة.

-       ابراهیم، اسماعیل (2007) : " إرشاد ذوی الاحتیاجات الخاصة " "المؤتمر العلمی الحـادی عشر(التربیة وحقوق الإنسان)، کلیة التربیة ،جامعة طنطا

-       ابو حسونه ، نشأت (2004م ) .اثر برنامج تدریبی للمهارات الاجتماعیة فی تحسین مفهوم الذات والکفاءة الاجتماعیة والتحصیل لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم . مجلة کلیة التربیة ( الجامعة الاردنیة ) ــ الاردن ،مج 24 ، ع1 ، ص ص 20 ــ 22

-       بخش، امیرة(2009م). بعض مؤشرات صعوبات التعلم وعلاقتها بمفهوم الذات لدى عینة من أطفال الروضة بالمملکة العربیة السعودیة، دراسات الطفولة ــ القاهرة ، مج9 ، ع31، ص ص 83 ــ 93

-       الخطیب ، ابراهیم , النتشه ، نعمان ,عید ، زهدی ،(2003م) . التنشئة الاجتماعیة للطفل ،الاردن ،  الدرا العلمیة للنشر والتوزیع .

-       داود ، نسیمه  ونزیه ، حمدی(1997م) . العلاقة بین مصادر الضغوط التی یعانی منها الطلبة ومفهوم الذات لدیهم ، دراسات علوم التربیة ، مجلد 42 ، العدد 2 ، ص 255

-       رمضان ، رشیدة ( 1998م) . الصحة النفسیة للابناء ،عمان ،  دار الکتب للنشر والتوزیع.

-       الظاهر ، احمد قحطان ، (2004م) . مفهوم الذات بین النظریة والتطبیق ،عمان ، دار وائل للنشر والتوزیع .

-       جابر، عبدالحمید جابر ، کفافی ، علاء الدین ( 1993م) . معجم علم النفس والطب النفسی ، مجلد 6 ، القاهرة ، دار النهضة .

-       عبدالمعطی ، حسن مصطفى(2003م ) . الاضطرابات النفسیة فی الطفولة والمراهقة ــ الاسباب ــ التشخیص ــ العلاج ، القاهرة ، مکتبة القاهرة للکتاب

-       العزه ، سعید ، عبدالهادی ، جودت ( 1991م) . نظریات الإرشاد والعلاج النفسی ، الاسکندریة ، دار الثقافة للنشر والتوزیع.

-       محمد , محمد عودة , مرسی, کمال ابراهیم (1997م) . الصحة النفسیة فی ضوء علم النفس والاسلام , ط4 , الکویت, دار القلم.

-  James, David, et al ( 2001) . Dimensions of Children's Self-Concept  as Predictors of Social Competence, Journal of Social Psychology.  1987, Vol. 127 Issue 3, pp321-329

-  Merrell, K (2002). school social behavior scales, 2nded, Baltimore, Maryland - USA  ,Paul H. Brookes Publishing Co. Inc.

-  Tennessee : Self-Concept Scale, 2nd Edition (TSCS:2) William H. Fitts, and W. L. Warren,

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجـع
-       ابراهیم ، عبدالستار ،( 1993م ) . العلاج السلوکی ونماذج من حالاته ، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب ،الکویت ، سلسلة عالم المعرفة.
-       ابراهیم، اسماعیل (2007) : " إرشاد ذوی الاحتیاجات الخاصة " "المؤتمر العلمی الحـادی عشر(التربیة وحقوق الإنسان)، کلیة التربیة ،جامعة طنطا
-       ابو حسونه ، نشأت (2004م ) .اثر برنامج تدریبی للمهارات الاجتماعیة فی تحسین مفهوم الذات والکفاءة الاجتماعیة والتحصیل لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم . مجلة کلیة التربیة ( الجامعة الاردنیة ) ــ الاردن ،مج 24 ، ع1 ، ص ص 20 ــ 22
-       بخش، امیرة(2009م). بعض مؤشرات صعوبات التعلم وعلاقتها بمفهوم الذات لدى عینة من أطفال الروضة بالمملکة العربیة السعودیة، دراسات الطفولة ــ القاهرة ، مج9 ، ع31، ص ص 83 ــ 93
-       الخطیب ، ابراهیم , النتشه ، نعمان ,عید ، زهدی ،(2003م) . التنشئة الاجتماعیة للطفل ،الاردن ،  الدرا العلمیة للنشر والتوزیع .
-       داود ، نسیمه  ونزیه ، حمدی(1997م) . العلاقة بین مصادر الضغوط التی یعانی منها الطلبة ومفهوم الذات لدیهم ، دراسات علوم التربیة ، مجلد 42 ، العدد 2 ، ص 255
-       رمضان ، رشیدة ( 1998م) . الصحة النفسیة للابناء ،عمان ،  دار الکتب للنشر والتوزیع.
-       الظاهر ، احمد قحطان ، (2004م) . مفهوم الذات بین النظریة والتطبیق ،عمان ، دار وائل للنشر والتوزیع .
-       جابر، عبدالحمید جابر ، کفافی ، علاء الدین ( 1993م) . معجم علم النفس والطب النفسی ، مجلد 6 ، القاهرة ، دار النهضة .
-       عبدالمعطی ، حسن مصطفى(2003م ) . الاضطرابات النفسیة فی الطفولة والمراهقة ــ الاسباب ــ التشخیص ــ العلاج ، القاهرة ، مکتبة القاهرة للکتاب
-       العزه ، سعید ، عبدالهادی ، جودت ( 1991م) . نظریات الإرشاد والعلاج النفسی ، الاسکندریة ، دار الثقافة للنشر والتوزیع.
-       محمد , محمد عودة , مرسی, کمال ابراهیم (1997م) . الصحة النفسیة فی ضوء علم النفس والاسلام , ط4 , الکویت, دار القلم.
-  James, David, et al ( 2001) . Dimensions of Children's Self-Concept  as Predictors of Social Competence, Journal of Social Psychology.  1987, Vol. 127 Issue 3, pp321-329
-  Merrell, K (2002). school social behavior scales, 2nded, Baltimore, Maryland - USA  ,Paul H. Brookes Publishing Co. Inc.
-  Tennessee : Self-Concept Scale, 2nd Edition (TSCS:2) William H. Fitts, and W. L. Warren,