نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
بجامعة طيبة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
تقویم مهارات تدریس التفکیر لدى معلمات العلوم
بالمرحلة المتوسطة
إعــــــــــداد
بشرى بنت سعود بن أحمد الهلالی الحازمی
تخصص مناهج وطرق تدریس العلوم
إشـــــــــــــــــــراف
د / حمدی بن عبد العزیز الصباغ
أستاذ المناهج وطرق تدریس العلوم المشارک بکلیة التربیة بجامعة طیبة
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثانی عشر - دیسمبر 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص الدراسة
استهدفت هذه الدراسة تقویم مهارات تدریس التفکیر بنوعیه الإبداعی والناقد لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة بالمدینة المنورة , و معرفة أثر عدد سنوات الخبرة التدریسیة لدى المعلمات على مهارات تدریس التفکیر للطالبات. ولتحقیق هدف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الوصفی. وتألفت عینة الدراسة من معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة بالمدینة المنورة ، وقد بلغ عددهن (25) معلمة ، وتم اختیار(15) مدرسة من مجموع المدارس, بحیث تکون هذه المدارس المختارة ممثلة لمختلف جهات المدینة المنورة. حیث طبقت علیهن أداة الدراسة والمتمثلة فی بطاقة ملاحظة لمهارات تدریس التفکیر الإبداعی والتفکیر الناقد أعدتها الباحثة ,وقد استخدمت مجموعة من التحلیلات الإحصائیة لتحلیل البیانات .
وقد أظهرت النتائج أن معدل مهارات تدریس التفکیر الإبداعی کانت بین المتوسط والمرتفع وجاءت مهارات تدریس الطلاقة , ومهارات تدریس التوسع (الإفاضة ) بدرجة مرتفعة , ومهارات تدریس المرونة و تدریس الأصالة جاءت بدرجة متوسطة . وتبین أن معدل مهارات تدریس التفکیر الناقد کانت متوسطة فجاءت مهارات تدریس معرفة الافتراضات , والتفسیر , وتقویم المناقشات, والاستنتاج جمیعها بدرجة متوسطة .
کما أظهرت نتائج تحلیل التباین الأحادی وجود فرق دال إحصائیا عند مستوى دلالة α = 0.05 فی کل من مهارات تدریس الطلاقة ,و مهارات تدریس الإفاضة بین فئات سنوات الخبرة لصالح فئة سنوات الخبرة (من6-10سنوات ) وعلى الأداة ککل لصالح فئة سنوات الخبرة (من 6-10 سنوات ). وعدم وجود فرق دال إحصائیا عند مستوى دلالة α = 0.05 فی کل من مهارات تدریس مهارتی المرونة و الأصالة .
وتبین أیضاً عدم وجود فرق دال إحصائیا عند مستوى دلالة α =0.05 فی کل من مهارات تدریس مهارة معرفة الافتراضات ,و مهارة التفسیر , ومهارة تقویم المناقشات ,ومهارة الاستنتاج , وعلى الأداة ککل .
وفی ضوء النتائج أوصت الباحثة بإدراج مقرر یهتم بالتدریب على مهارات تدریس التفکیر , وذلک ضمن برامج إعداد المعلمات ,وعقد الدورات التدریبیة للمعلمات لتدریبهن على مهارات تدریس التفکیر, وتطویر أسالیب تقویم أداء المعلمة ,لتمتد إلى تقویم مهارات تدریس التفکیر, وإعداد نشرات تربویة دوریة للمعلمات للتعریف بسلوکیات التدریس المنمیة للتفکیر بأنواعه.
Abstract
The present study attempts to evaluate the skills of middle school science teachers from Medina with regards to teaching creative and critical thinking to students, as well as to determine the influence of experience in teaching on the teachers with regards to teaching thinking skills to students. In order to achieve the goal of this study, the researcher implemented the descriptive method. The study sample was constituted of (25) middle school science teachers from Medina. 15 schools were selected in order to represent the different parts of the city. The tool of study that was applied on the study sample was observation cards developed by the researcher, in addition to a number of statistical analyses to analyze data.
The results showed that the skills for teaching creative thinking were average to high; the skills for teaching (articulacy) and (elaboration) were high, whereas the skills for teaching (flexibility) and (originality) were average. It became evident that the degree of skills for teaching critical thinking was average; thus, the skills of teaching (knowledge of assumptions), (interpretation), (discussion evaluation) and (inference) were all average.
The results the one-way Anova test indicated the existence of a statistically significant difference at significance level α= 0.05 for both the skills to teach (articulacy) and (elaboration), favoring the years of experience ranging from (6-10 years), and for the tool in its entirety, results were in favor of the years of experience ranging from (6-10 years). No statistically significant difference existed at significance level α= 0.05, for each both the skills to teach (flexibility) and (originality). It was also indicated that no statistically significant difference existed at significance level α= 0.05, for the skills to teach (knowledge of assumptions), (interpretation), (discussion evaluation), and (inference), and for the tool in its entirety.
In light of these results the researcher recommends the implementation of a curriculum that takes into consideration the training of teachers to teach thinking, as part of the teachers’ qualification programs, holding training courses for teachers to train them in the skills for teaching thinking through advanced science curricula that involve the development of creative and critical thinking, improving means of evaluation of teachers’ performance so as to include the evaluation of the skills for teaching creative and critical thinking, as well as the preparation of a regular educational pamphlet that introduces teachers to the teaching behaviors pertaining to the development of thinking and the method to implement these behaviors through the content of the curriculum. The researcher finally recommends providing teachers with feedback regarding their performance in order to overcome shortcomings.
مقدمة الدراسة:
الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان بالتفکُر فیما حوله, واستخدام العقل للتأمل والتدبر فی آیات الله وهو فی الواقع أمر للمؤمن بأن یتعلم ذلک , فالتفکیر فریضة أرسى أسسها الإسلام ورسخ مهاراتها فی عقول أبنائه، والقرآن الکریم عند خطابه للإنسان المسلم فإنه یرکز على عقله ووعیه وتفکیره، ولأهمیة التفکیر للإنسان المسلم وردت کلمة تفکیر أو مرادفاتها (یتفکرون – یبصرون – یعقلون – یتذکرون.. الخ ) مرات عدیدة فی القرآن الکریم ( المغیصیب ,2006م :3) . فالتفکیر فی أبسط تعریف له عبارة عن سلسة من النشاطات العقلیة التی یقوم بها الدماغ عندما یتعرض لمثیر یتم استقباله عن طریق واحدة أو أکثر من الحواس الخمسة : اللمس والبصر والسمع والشم والذوق والتفکیر بمعناه الواسع عملیة بحث فی معنى , وقد یکون هذا المعنى ظاهراً حیناً وغامضاً حیناً آخر ,ویتطلب التوصل إلیه تأملاً وإمعان نظر فی مکونات الموقف أو الخبرة التی یمر بها الفرد (جروان , 2010م : 40).
ویعد التفکیر من حاجات الإنسان الأساسیة والتی تحدد علاقته بالمجتمع حیث یتعین على الإنسان أن یفکر ویتخذ قرارات سلیمة تمکنه من التکیف مع المجتمع الذی یعیش فیه , فالمجتمعات المتقدمة تغرس فی أبنائها صفة الثقة بالنفس والاعتماد علیها ، وتؤهلهم لاتخاذ قرارات سلیمة وتمنحهم الفرصة الکافیة للنظر فیها لذلک فإن حسن إدارة شؤون المجتمع تتطلب إعداد جیل من المفکرین الذین یحسنون تصریف أمور الأفراد على أسس قویة من الوعی والفهم (الصغیر ,2006م:2).
ولقد أضحى تعلیم التفکیر فی هذا العصر هدفاً عاماً من أهداف التربیة فی کثیر من دول العالم المتقدمة وحق لکل فرد من أفراد المجتمع ؛ لذا فإن ثمة قناعة یتفق علیها المسئولین فی کثیر من الدول المتقدمة وهی ضرورة تعلیم التفکیر , وتعد الیابان من أبرز دول العالم التی تبنت استراتیجیات واضحة لتنمیة التفکیر لدى أبنائها , حیث تقوم فلسفة التربیة الیابانیة على : الاهتمام المبکر بإنماء قدرات التفکیر الأساسیة منذ الطفولة . والابتعاد فی التعلیم عن حشو الأذهان (البکر ,2007م: 40) .
وعملیة تدریس التفکیر تعتبر من الأفکار الجدیدة على الأقل فی مجال الممارسة داخل حجرة الصف وتتضمن طرق تدریس التفکیر خططاً واستراتیجیات تعلیمیة من إنجاز عملیات عقلیة وجسمیة وهناک طرق عدة لتدریس استراتیجیات التفکیر, تقسم إلى مجموعتین الأولى ترى تدریس عملیة التفکیر بشکل مباشر من خلال محتوى مقرر دراسی, والأخرى ترى أن تدریس التفکیر ینبغی أن یکون ضمنی من خلال مواقف تعلیمیة , وهذا یمثل الأسلوب الحدیث فی تدریس التفکیر (ویلبرج وآخرون ,1416هـ:52) . إلا أن المعلم یعد من أهم عوامل نجاح تدریس التفکیر , لأن النتائج المتحققة من تطبیق أی برنامج أو طریقة لتعلیم التفکیر یتوقف بدرجة کبیرة على نوعیة التعلیم الذی یمارسه المعلم داخل الصف (جروان ,2010م :110).
فهو المسئول عن تنسیق مهارات التفکیر و الأقدر على ضبطها وتوجیهها التوجیه الصحیح ویمثل دوره فی تنمیة تفکیر التلامیذ الرکیزة الأساسیة التی یقوم علیها التدریس من أجل التفکیر (أحمد ومحمد,1430هـ :226).
ومعلم العلوم مفتاح التفکیر لطلابه , فدوره لم یعد قاصراً على نقل المعرفة , وإنما علیه أن یکون مبدعاً لیکون قادراً على تدریس التفکیر للطلاب , فالمنهج یکون عدیم الفائدة دون توافر المعلم القادر على تنفیذه بشکل جید . وهذا ما أشارت إلیه العدید من الدراسات کدراسة (2007, Barak) ودراسة (Vivian,2010) ودراسة (Christina,2011).
ومما یؤکد أثر طریقة التدریس والأسالیب المستخدمة من قبل معلم العلوم على تدریس التفکیر للطلاب نتائج العدید من الدراسات کدراسة (2007,Christine chin) ودراسة (Charles,2010) وأشارت دراسة (الیمانی , 1426ه) ودراسة (الفالح ,2010م) إلى فاعلیة برنامج مقترح یساهم فی تنمیة مهارات تدریس التفکیر لدى معلمات العلوم .
وهناک اهتمام عالمی وعربی فی التطویر المستمر للعملیة التعلیمیة لجعل التدریس وسیلة للنمو الفکری, والمملکة العربیة السعودیة تسعى لترقی بمستوى التعلیم ومعالجة نقاط الضعف فی العملیة التعلیمیة حتى تصل إلى المستوى المأمول , وذلک من خلال تطویر العملیة التعلیمیة ومن هذا المنطلق تعمل وزارة التربیة والتعلیم بالمملکة العربیة السعودیة من خلال برنامج تنمیة التفکیر على تبنی استراتیجیه لتأهیل المعلم لیسهم فی تنمیة مهارات التفکیر لدى الطلاب والعمل على توظیف المعرفة , ولتحقیق هذا الغرض تم إعداد دلیل المعلم لتنمیة مهارات التفکیر لدى الطلاب والذی یشکل خطوة مهمة فی الاتجاه الصحیح لتدریس التفکیر (وزارة التربیة والتعلیم ,1427ه ).
وما لمعلمة العلوم من دور فی تدریس التفکیر للطالبات حیث یکتسب تعلیم العلوم وتعلمها أهمیة فی مختلف دول العالم نظراً لاعتماد التطور العلمی والتقنی على طرق التفکیر. أصبح تدریس التفکیر للطالبات مسئولیة تقع على عاتق کل معلمة وخاصة معلمة العلوم, ولا یتحقق ذلک إلا بتوافر مهارات لدى المعلمة تمکنها من تحقیق الأهداف المنشودة من تدریس العلوم فهی لابد أن تتقن العدید من المهارات التی تمکنها من تدریس التفکیر للطالبات من خلال مناهج العلوم , ومن هذا المنطلق تسعى الدراسة الحالیة إلى تقویم مهارات تدریس التفکیر لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة , لمعرفة مدى ممارسة معلمات العلوم لمهارات تدریس التفکیر للطالبات ,حیث من المتوقع أن تساهم هذه الدراسة فی معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف فی هذه المهارات , فیستفاد منها فی عملیة التحسین والتطویر ووضع البرامج اللازمة .
یمکن بلورة الحاجة للدراسة فی النقاط التالیة :
مشکلة الدراسة:
من خلال ما سبق عرضه عن أهمیة تدریس التفکیر للطالبات, یمکن صیاغة مشکلة الدراسة فی الأسئلة التالیة :
1) ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفکیر الإبداعی للطالبات؟
ویتفرع من السؤال الأول الأسئلة التالیة:
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس الطلاقة للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس المرونة للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس الأصالة للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس الإفاضة للطالبات؟
2) ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفکیر الناقد للطالبات ؟
ویتفرع من السؤال الثانی الأسئلة التالیة:
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس معرفة الافتراضات للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفسیر للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس تقویم المناقشات للطالبات؟
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس الاستنتاج للطالبات؟
أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى:
1- معرفة مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفکیر (الإبداعی - الناقد) .
2- معرفة أثر عدد سنوات الخبرة التدریسیة على مهارات تدریس التفکیر (الإبداعی – الناقد ) لدى معلمات العلوم
أهمیة الدراسة:
قد تسهم هذه الدراسة فی :
1- توفیر بیانات علمیة ضروریة عن مستوى مهارات تدریس التفکیر لدى معلمات العلوم,وکذلک عن مواطن القوة ومواطن الضعف فی مستوى المهارات , وبالتالی الاستفادة من ذلک فی عملیات التحسین والتطویر ووضع البرامج اللازمة بهذا الخصوص .
2- تزوید المسئولین عن برامج إعداد معلمات العلوم ,و کذلک القائمین على تدریبهن إثناء الخدمة ببطاقة ملاحظة لمستوى مهارات تدریس التفکیر(الإبداعی – الناقد ) لدى معلمات العلوم ؛ مما قد یسهم فی الاستفادة منها عند تقویم هذا الجانب لدى المعلمات وکذلک فیما یقدمه من نتائج وتوصیات ومقترحات فی الرفع من مستوى هذه البرامج والعمل على تحسینها وتطویرها ,لتشمل التدریب على تنمیة مهارات تدریس التفکیر للطالبات .
3- تأتی هذه الدراسة لتسایر الاهتمام المتزاید بتدریس التفکیر , وذلک للانتقال من التعلیم الذی یرکز على حفظ المعلومات, إلى التعلیم الذی یرکز على توظیف المعلومات واستخدامها .
حدود الدراسة :
تقتصر حدود الدراسة الحالیة على الحدود التالیة:
1- الحدود الموضوعیة: اقتصرت هذه الدراسة على مهارات تدریس (التفکیر الإبداعی - التفکیر الناقد ) التی تضمنتها بطاقة الملاحظة التی أعدتها الباحثة.
2- الحدود المکانیة: تم تطبیق الدراسة فی المدارس المتوسطة بالمدینة المنورة فی المملکة العربیة السعودیة.
3- الحدود البشریة: معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة بالمدینة المنورة .
4- الحدود الزمنیة: طُبقت أداة الدراسة فی الفصل الأول من العام الدراسی (1432 – 1433هـ).
مصطلحات الدراسة:
1- التقویم:
لغویاً : "مأخوذ من تقویم الشیء أی تبین قیمته وتعدل واستوی" (مجمع اللغة العربیة , د.ت ,ص 768)
ویعرف اصطلاحاً : "إصدار حکم على مجموعة الأشیاء أو الموضوعات أو الأشخاص فی ضوء مجموعة من المعاییر أو المحکات أو المستویات وهو یتضمن التشخیص والعلاج والوقایة " (خلیل , 2011م:6).
ویعرف إجرائیاً : التقویم فی هذه الدراسة بأنه عملیة منهجیة مخططة لجمع البیانات عن مستوى مهارات تدریس التفکیر(الإبداعی - الناقد) لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة من أجل إصدار حکم بدقة وموضوعیة على ممارستهن لهذه المهارات .
2- التفکیر :
یعرفه شواهین (2005م :ص12) بأنه "مفهوم معقد ینطوی على أبعاد ومکونات متشابکة تعکس الطبیعة المعقدة للدماغ وهو سلسلة من النشاطات العقلیة التی یقوم بها الدماغ عندما یتعرض لمثیر یتم استقباله عن طریق واحدة أو أکثر من الحواس الخمس " .
وتأخذ الباحثة فی هذه الدراسة بتعریف جروان (2010م : 40) للتفکیر بأنه " عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلیة التی یقوم بها الدماغ عندما یتعرض لمثیر یتم استقباله عن طریق واحدة أو أکثر من الحواس الخمس. وهو بمعناه الواسع عملیة بحث عن معنى فی الموقف أو الخبرة "
3- مهارات تدریس التفکیر:
تُعرف مهارة التدریس بأنها : القدرة على أداء عمل / نشاطمعین ذی علاقة بتخطیط الدرس , تنفیذه , تقویمه , وهذا العمل قابل للتحلیل لمجموعة من السلوکیات (الأداء) المعرفیة /الحرکیة والاجتماعیة ,ومن ثم یمکن تقییمه فی ضوء معاییر الدقة فی القیام به, وسرعة إنجازه و والقدرة على التکیف مع المواقف التدریسیة المتغیرة بالاستعانة بأسلوب الملاحظة المنظمة , ومن ثم یمکن تحسینه من خلال البرامج التدریبیة (زیتون ,2006م :12) .
وتأخذ الباحثة فی هذه الدراسة بتعریف الیمانی فهی تعرف مهارات تدریس التفکیر : بأنها قدرة المعلم / المعلمة على تدریس الطلاب /الطالبات مهارات التفکیر بکفاءة عالیة من خلال أداء سلوکیات تدریسیة متعلقة بمهارات طرح الأسئلة وتهیئة غرفة الصف وتشجیع التفکیر من خلال الأنشطة والوسائل التعلیمیة وإدارة الصف, وهذه السلوکیات ذات علاقة بتخطیط الدرس , تنفیذه, تقویمه , بحیث تساعد هذه السلوکیات والأنشطة الطلاب على التفکیر وتؤدی إلى تعلم مهارته (الیمانی ,2005م:9 ) .
أدبیات الدراسة والدراسات السابقة
أولاً: التفکیر تعریفه وأنواعه
لقد أعطى القران الکریم للتفکیر أهمیة بالغة , وقد وردت آیات کثیرة تدعو الناس إلى التفکیر والتأمل والتدبر والتعقل , ومنه قوله تعالى : {{أَوَلَمْ یَتَفَکَّرُوا فِی أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ کَثِیرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَکَافِرُون}} { أَوَلَمْ یَتَفَکَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ کَثِیرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَکَافِرُونَ (8)} [سورة الروم:8] .
فالتفکیر یلعب دوراً جوهریاً فی حیاة الإنسان , وقد کرم الله الإنسان بعدید من العطایا والنعم المهمة لعل من أهمها نعمة التفکیر , والتفکیر هو ما یمیز الإنسان عن غیره من الکائنات وفی الماضی قال الفیلسوف دیکارت مقولته الشهیرة "أنا أفکر إذن أنا موجود " (عبد الحمید وآخرون ,2005م : 15).
ویستخدم الإنسان عملیة التفکیر عندما یواجه سؤال أو یشعر بوجود مشکلة تصادفه, والعلاقة بین التفکیر والمشکلة متداخلة حیث إنهما وجهان لعملة واحدة , فالتفکیر لا یحدث إلاّ بوجود مشکلة یشعر بها الفرد وتؤثر فیه وتحتاج إلى تقدیم حل لها لاستکمال النقص أو إزالة التعارض والتناقص مما یؤدی فی النهایة إلى غلق ما هو ناقص فی الموقف وحل أو تسویة المشکلة (المغیضیب ,2005م : 3)
تعریف التفکیر :
هناک العدید من التعریفات التی أوردها التربویون , تعرض الباحثة بعضها ومنها :
ما ذکره (العیاصرة , 2011م: 16) "بأنه إعمال العقل أو تشغیله فی أمر ما , وهو أهم ما یمیز الجنس البشری , فالعقل بإجماع الأدیان هو مناط التفکیر" .وعرفه (2000:p16 ,Wilson) " بأنه عبارة عن مجموعة من العملیات العقلیة المعقدة یتم عن طریقها معرفة الکثیر من الأمور وفهمها وتقبلها"
بینما یعرفه بایر(p224: 2008 , Beyer )" بأنه عبارة عن عملیة عقلیة یستطیع المتعلم عن طریقها عمل شیء ذی معنى من خلال الخبرة التی یمر بها "
ویذکر زیتون (2008م : 6 ) بأن التفکیر هو "مجموعة من العملیات /المهارات العقلیة التی یستخدمها الفرد عند البحث عن إجابة لسؤال أو حل لمشکلة أو بناء معنى أو التوصل إلى نواتج أصلیة لم تکن معروفة له من قبل وهذه العملیات أو المهارات قابلة للتعلم من خلال معالجات تعلیمیة معینة "
ومن خلال الاستعراض السابق لتعریفات التفکیر یتبین أن من أبرز الخصائص التی تتمیز بها عملیة التفکیر ما یأتی :
1- أن التفکیر نشاط عقلی غیر ملموس وغیر مرئی یحدث داخلیاً فی دماغ الإنسان یستدل علیه من السلوک الظاهر بطریقة غیر مباشرة .
2- أن التفکیر یشتمل على مجموعة من العملیات والمهارات المعرفیة فی النظام المعرفی کالتذکر , والفهم , والتخیل , والاستنباط , والتحلیل , وإدراک العلاقات .
3- أن التفکیر ینشأ من عوامل خارجیة ویتم وفق عوامل داخلیة تؤدی إلى السلوک .
4- یعد التفکیر من أهم محددات بناء الشخصیة .
5- أن التفکیر یمکن تنمیته عن طریق التدریب على مهاراته .
6- أن عملیة التفکیر یمکن ملاحظتها وقیاسها , والتعرف على مدى نموها (البکر ,2007م : 29)
إن مستوى التعقید فی التفکیر , یعتمد بصورة أساسیة على مستوى الصعوبة والتجرید فی المهمة المطلوبة , ولذلک حدد بعض الباحثین والمهتمین بالتفکیر مستویین رئیسینلهذه العملیة الذهنیة یتمثلان فی الآتی :
1- التفکیر الأساسی : وهو عبارة عن الأنشطة العقلیة أو الذهنیة غیر المعقدة والتی تتطلب ممارسة أو تنفیذ المستویات الثلاثة من تصنیف بلوم للمجال المعرفی أو العقلی والمتمثلة فی مستویات الحفظ والفهم و التطبیق والملاحظة والمقارنة والتصنیف , وهی مهارات لابد من إتقانها قبل الانتقال إلى مستوى التفکیر المرکب .
2- التفکیر المرکب : ویمثل مجموعة من العملیات العقلیة المعقدة والتی تضم مهارات التفکیر الناقد والتفکیر الإبداعی وحل المشکلات وعملیة صنع القرار والتفکیر فوق المعرفی (سعادة ,2009م : 60) .
أنواع التفکیر :
اختلف المختصون فی تصنیف أنواع التفکیر فذکر جروان( 2010م : 46) خمسة أنواع من التفکیر تندرج تحت مظلة التفکیر المرکب :
1- التفکیر الناقد 2- التفکیر الإبداعی أو المتباعد 3- حل المشکلة
4- اتخاذ القرار 5- التفکیر فوق المعرفی .
وتصنف قطامی (2001م: 36) التفکیر إلى سبعة أنماط وهی :
1- التفکیر العلمی 2- التفکیر المنطقی 3- التفکیر الناقد
4- التفکیر الإبداعی 5- التفکیر الخرافی 6- التفکیر التسلطی
ومن أهم أنواع التفکیر الذی یهتم به العالم المعاصر الیوم التفکیر الإبداعی , والتفکیر الناقد , والتفکیر المنطقی الذی ینضوی تحت مظلة التفکیر الناقد أیضاً , وهناک بعض العملیات التی یحتاج إلیها الإنسان فی حیاته على نحو متکرر مثل حل المشکلات , واتخاذ القرار , والإقناع وغیرها , صنفت بأنها من أنواع التفکیر وهی لیست فی الحقیقة نوعاً من التفکیر الممیز الذی یرقى إلى مقارنته بالتفکیر الإبداعی أو الناقد ولکنها عملیات حیاتیة واقعیة تستخدم فیها أنواع التفکیر وفق تنظیم معین وترتیب مدروس , ولکن فی أی من هذه العملیات تجد المرء مضطراً لاستخدام التفکیر الإبداعی حیناً والتفکیر الناقد حیناً أخر والتفکیر المنطقی وغیره (الحارثی ,2009م : 46) .
فلذا تناولت الباحثة فی هذه الدراسة من أنواع التفکیر ,التفکیر الإبداعی والناقد لأنها تُوظف جمیع مهارات التفکیر المتعددة , وکلاهما مکملاً للأخر .
فکلاً من التفکیر الإبداعی والتفکیر الناقد له دوره الذی یلعبه فی التعلیم للفهم وللاستخدام الفعال للمعرفة . فبقدر ما یقّدر المتعلم المادة الجدیدة بشکل نقدی ویدرسها بشکل أبداعی بقدر ما یتم فهم المادة وتطبیقها الفعال (شوارتز وبیرکنز ,2003م:48) .
ثانیاً : مهارات تدریس التفکیر الإبداعی والناقد لدى المعلمین وتقویمها
أن تدریس التفکیر یعنی "تزوید الطلبة بالفرص الملائمة لممارسة نشاطات التفکیر فی مستویاتها البسیطة والمعقدة , وحفزهم وإثارتهم على التفکیر . وهی عملیة کلیة تتأثر بالمناخ الصفی والمدرسی وکفاءة المعلم وتوافر المصادر التعلیمیة المثیرة للتفکیر " (جروان ,2010م : 361) .
ویعرفه زیتون (2008م : 84) بأنه "تزوید الطلبة بالفرص الملائمة لممارسة نشاطات التفکیر فی مستویاتها العلیا وتحفیزهم وإثارة تفکیرهم "
إن تدریس التفکیر بطریقة واضحة وجلیة له تأثیر جید على الطلبة , وکلما احتوت طرق التدریس داخل الصف على جو ینغمس فیه الطلبة فی إعمال العقل والفکر أصبح الطلبة أکثر إجادة للتفکیر الفعال , وکلما دمج تعلیم التفکیر فی محتوى الدرس زاد تفکیر الطلبة وحصلوا على مستوى عالی فیما یتعلمونه بالصف (العظمة ,2010م: 17). وفی وقتنا الحالی مناهج العلوم المطبقة فی مدارس المملکة العربیة السعودیة بالمرحلة المتوسطة تعتبر مناهج فعّاله ومناسبة لتدریس التفکیر للطلبة حیث أفسحت المجال للتعلم الذاتی التی تجعل الطالب عضواً فاعلاً ومشارکاً أساسیاً فی العملیة التعلیمیة .
تدریس التفکیر الإبداعی والناقد :
تشیر الأدبیات التربویة إلى دور المدرسة فی تنمیة التفکیر الإبداعی , وإلى إمکانیة تعلیم الطلاب التفکیر الإبداعی ویتحقق ذلک بتشجیع الطلاب على الإتیان بأفکار إبداعیة مختلفة وأن یوفر المعلم الأنشطة والأسالیب المختلفة , وعدم الترکیز على استظهاره للمعلومات وإتاحة الظروف المناسبة لتجریب أفکاره (إبراهیم ,2005م: 262 ) .
وأن دور المعلم فی تدریس التفکیر الإبداعی لا یقف عند حدود التوجیه والإرشاد وإنما المعلم المبدع الذی یمارس التدریس بغیة إثارة وتنشیط وتنمیة التفکیر الإبداعی , لابد أن یقوم ببناء الخطط للبرامج والأنشطة التی من شأنها أن تسهم فی تنمیة التفکیر الإبداعی .
ونعرف مهارات تدریس التفکیر الإبداعی بأنها "مجموعة من السلوکیات التدریسیة و الاستجابات التربویة التی یظهرها المعلم أثناء مراحل عملیة التدریس وتهدف إلى تنمیة الطلاقة والمرونة والأصالة لدى التلامیذ "(عبداللاه ,2001م: 12) وتعرفها الفالح (2010م: 333) "بأنها مجموعة من السلوکیات التی یجب أن تمتلکها معلمة العلوم أثناء الخدمة وتتمکن من تنفیذها لتنمیة عملیات التفکیر الإبداعی التی تتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة والحساسیة للمشکلات ".
أما بالنسبة لتدریس مهارات التفکیر الناقد لیس بالأمر الیسیر , ولا یمکن تحقیقه فی ظل الإجراءات والممارسات الروتینیة السائدة فی أغلب مدارسنا بل لابد من تهیئة الظروف التی تجعل تلک الإجراءات والممارسات تسیر باتجاه تعلیم وتدریس التفکیر الناقد (مجید ,2009م :118) .
ولذا کانت الدعوة له بالتدریب من خلال مواقف حیاتیه تفاعلیة ,ووجهت المدارس لتبنی استراتیجیات تستثیر التفکیر الناقد وتساعد على تنمیة مهاراته , وتهیئ الأجواء لممارسة أنشطة وتدریبات تتحدى فکر المتعلم وتستدعی استخدام عملیات عقلیة کالتحلیل والترکیب والنقد والمقارنة بهدف الارتقاء بتفکیره إلى مستو یعلو عن مستوى ممارسة الأنشطة الدنیا للتفکیر کالحفظ والتذکر (المغیضیب ,2005م:9) .
وأکد (Beyer, 2008:231) أن تطویر قدرات الطلبة على التفکیر الناقد یجب أن یسیر وفق مبادئ معینة، کما یجب أن یتدرب الطلبة على المهارات على مدى فترة ممتدة مع تغذیة راجعة مصححة من قبل الأقران أو المعلم، أو أن یقوم الطلبة بتحلیل ذاتی للنتائج التی توصلوا إلیها والطریقة التی تم التوصل بها إلى تلک النتائج.
1 - دراسة یمانی ،مها عبد الجبار .( 2005م) .
هدفت هذه الدراسة إلى استقصاء فاعلیة برنامج فی تنمیة مهارات تدریس التفکیر والاتجاه نحوه لدى معلمات العلوم بالمدینة المنورة , وتألفت عینة الدراسةمن (19) معلمة علوم فی المرحلة المتوسطة ,وتمثلت أدوات الدراسة فی بطاقة ملاحظة لسلوکیات المعلمة المنمیة للتفکیر, ومقیاس للاتجاه نحو تدریس التفکیر طبقت الأدوات قبل وبعد البرنامج , وأشارت النتائج إلى فاعلیة البرنامج المقترح فی تدریب المعلمات على مهارات تدریس التفکیر وفی تنمیة اتجاه المعلمات نحو تدریس التفکیر من حیث أهمیته , والتخطیط له واستراتیجیات التدریس , والمناهج المنمیة للتفکیر, وتنمیة المهارات المهنیة لتدریس التفکیر ودلت النتائج ارتباط أداء المعلمات فی تدریس التفکیر باتجاههن نحوه .
2- دراسة الفالح ،سلطانه بنت قاسم .(2010م)
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة فاعلیة برنامج مقترحفی تنمیة مهارات تدریس التفکیر الإبداعی لمعلمة العلوم أثناء الخدمة بمدینة الریاض وتنمیة الاتجاه نحو تعلیم هذا التفکیر ,وتألفت عینة الدراسة من (22) معلمة من معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة, وتمثلت أدوات الدراسة فی بطاقة ملاحظة لأداء معلمات العلوم لمهارات التفکیر الإبداعی وکذلک مقیاس اتجاه نحو تدریس مهارات التفکیر الإبداعی على طریقة لیکرت ,وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى = 0.001 بین متوسط درجات أداء المعلمات القبلی و البعدی فی مهارات تدریس التفکیر الإبداعی ,کما ظهر وجود فروق ذات دلاله إحصائیة فی الأداء البعدی لمهارات الطلاقة والمرونة والأصالة والحساسیة للمشکلات , وکذلک توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسط درجات أداء المعلمات القبلی و البعدی فی الاتجاه نحو تدریس مهارات التفکیر الإبداعی .
3- دراسة ( 2011, Christina Steffen)
تهدف هذه الدراسة إلى استکشاف کیفیة تصور المعلمین والطلاب لتعلیم وتعلم مهارات التفکیر النقدی فی المناهج الدراسیة وفى الفصول الدراسیة فی الولایات المتحدة ،وکذلک سعت الدراسة إلى معرفة کیفیة تصور الطلاب لأنفسهم بمثابة متعلمین لمهارات التفکیر النقدی. وتألفت عینة الدراسة من معلمی مدرسة ثانویة وطلابها وتم کذلک إجراء تقییم لوحدات المناهج الدراسیة , وتمثلت أدوات الدراسة فی إجراء مقابلات مع الطلبة و المعلمین ومعرفة تقیمهم لأنفسهم بمثابة معلمین للتفکیر النقدی. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن کل من المعلمین والطلاب لدیهم تعریف إیجابی حول التفکیر النقدی, وأن المعلمین یقومون بتنمیة التفکیر النقدی فی التدریس بصورة منتظمة، کما یمتلک الطلاب تصور إیجابی حول کیفیة استخدام مهارات التفکیر النقدی فی تعلمهم. کما أن نماذج المناهج الدراسیة بعد فحصها تؤکد وجود دروس التفکیر الناقد مدمجة فی محتوى المناهج الدراسیة.
منهجالدراسة:
استهدفت هذه الدراسة تقویم مهارات تدریس التفکیر لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة , وفی ضوء هذا الهدف ,أستُخدم المنهج الوصفی ، فهو المنهج المناسب لهذه الدراسة .
وهو کما عرفه عبیدات (2006م :307) بأنه "المنهج الذی یعتمد على دراسة الظاهرة فی الواقع ویهتم بوصفها وصفاً دقیقاً ویعبر عنها تعبیراً کیفیاً أو کمیاً , فالتعبیر الکیفی یصف لنا الظاهرة ویوضح خصائصها , أما التعبیر الکمی فیعطینا وصفاً رقمیاً یوضح مقدار هذه الظاهرة"
مجتمع الدراسة: یتکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة فی المدارس الحکومیة التابعة لوزارة التربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة بمنطقة المدینة المنورة , وعددهن ( 218) معلمة موزعات على (70) مدرسة متوسطة داخل المدینة المنورة .
عینة الدراسة :
أ- التعریف بعینة الدراسة : بعد تحدید تساؤلات الدراسة , التی تسعى الدراسة للإجابة عنها قامت الباحثة باختیار عینة تمثّل مجتمع الدراسة ,حیث أنه من الصعب إجراء الدراسة على المجتمع الأصلی بأکمله, فاشتملت عینة الدراسة على (25) معلمة علوم, اختیرت العینة بطریقة عشوائیة من مجموع معلمات العلوم بمدارس المرحلة المتوسطة الحکومیة التابعة لوزارة التربیة والتعلیم بالمدینة المنورة والبالغ عددها (70) مدرسة ، وتم اختیار(15) مدرسة من مجموع المدارس, بحیث تکون هذه المدارس المختارة ممثلة لمختلف جهات المدینة المنورة (ملحق رقم 4) .
1- أداة الدراسة : تتمثل أداة الدراسة فی بطاقة ملاحظة لقیاس مهارات تدریس التفکیر الإبداعی والناقد لدى معلمات العلوم. والتی تعتبر "أداة من أدوات البحث التی تجمع بواسطتها المعلومات التی تمکن الباحث من الإجابة عن أسئلة الدراسة ,فهی تعنی الانتباه المقصود والموجه نحو سلوک فردی أو جماعی معین بقصد متابعته " (العساف ,2003م:406).
ملخص النتائج :
تحلیل استجابات العینة باستخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة ,واسُتخدم لذلک المنهج الوصفی, وفیما یلی استعراض للنتائج:
نتائج أسئلة الدراسة :
1- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفکیر الإبداعی للطالبات؟
تبین أن متوسط ممارسة مهارات تدریس التفکیر الإبداعی کانت بین المتوسط والمرتفع وجاءت کما یلی:
بلغ المتوسط ما بین ( 4.20- 2.98 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.53 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار (مرتفع) على أداة الدراسة " بطاقة الملاحظة".
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس المرونة ؟
بلغ المتوسط ما بین ( 3.84- 2.32 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.17) وهو متوسط یشیر إلى خیار (متوسط).
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس الأصالة ؟
بلغ المتوسط ما بین ( 3.84- 2.32 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.17 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار (متوسط) على أداة الدراسة " بطاقة ملاحظة".
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس الإفاضة ؟
بلغ المتوسط ما بین ( 3.75- 2.98 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.49 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار (مرتفع).
2- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة لمهارات تدریس التفکیر الناقد للطالبات؟
تبین أن متوسط ممارسة المعلمات لمهارات تدریس التفکیر الناقد کانت متوسطة وجاءت کما یلی :
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس معرفة الافتراضات ؟
بلغ المتوسط ما بین ( 3.61- 2.91 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.27 من 5) وهو یشیر إلى خیار (متوسط) على أداة الدراسة " بطاقة الملاحظة ".
- مامدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس التفسیر؟
بلغ المتوسط ما بین ( 4.00- 2.91 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.09 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار (متوسط) على أداة الدراسة " بطاقة الملاحظة".
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس تقویم المناقشات؟
حیث بلغ المتوسط ما بین ( 3.48- 2.09 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (2.89 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار (متوسط) على أداة الدراسة " بطاقة الملاحظة ".
- ما مدى ممارسة معلمات العلوم بالمرحلة المتوسط لمهارات تدریس الإفاضة ؟
بلغ المتوسط ما بین ( 3.64- 2.52 ) ، وبلغ المتوسط الکلی (3.04 من 5) وهو متوسط یشیر إلى خیار(متوسط) على أداة الدراسة " بطاقة الملاحظة".
ثانیاً : التوصیات
بناًء على ما توصلت إلیة الدراسة من نتائج توصی الباحثة بما یلی :
1- إدراج مقرر یهتم بالتدریب على مهارات تدریس التفکیر , وذلک ضمن برامج إعداد المعلمات .
2- عقد دورات تدریبیة للمعلمات لتدریبهن على مهارات تدریس التفکیر من خلال مناهج العلوم المطورة التی تتناول تنمیة التفکیر بنوعیه الإبداعی والناقد .
3- تطویر أسالیب تقویم أداء المعلمة ,لتمتد إلى تقویم مهارات تدریس التفکیر بنوعیة الإبداعی والناقد.
4- أن تُعد وزارة التربیة والتعلیم نشرات تربویة دوریة للمشرفات والمعلمات للتعریف بسلوکیات التدریس المنمیة للتفکیر بأنواعه ,وکیفیة تطبیقها من خلال محتوى المنهج .
5- تزوید المعلمات بمستوى أدائهن التدریسی لمعالجة نقاط الضعف لدیهن ,والتغلب علیها .
6- توجیه القائمین على العملیة التعلیمیة بضرورة إعادة تنظیم بیئة التعلم بما یتناسب مع أسالیب تدریس التفکیر بأنواعه .
ثالثاً : المقترحات
واستکمالًا لما توصلت إلیه هذه الدراسة ,ولتناول بعض المشکلات ذات الصلة بالموضوع ، فإنه یقترح إجراء الدراسات المستقبلیة التالیة :
1- إجراء دراسة حول تقویم مهارات تدریس التفکیر بأنواعه المختلفة لدى المعلمات فی المرحلتین الابتدائیة والثانویة.
2- إجراء دراسة حول أثر استخدام المعلمة لاستراتیجیات مختلفة على تدریس التفکیر الإبداعی والناقد للطالبات .
3- إجراء دراسة للکشف عن علاقة مهارات تدریس التفکیر لدى المعلمات بتحصیل الطالبة فی المادة العلمیة و مستوى التفکیر لدیها.
4- إجراء بحوث لاستشراف آراء کل من المعلمات والمشرفات التربویات حول البرامج المقترحة لتنمیة مهارات تدریس التفکیر لدى المعلمات .
5- إجراء دراسة حول مدى إسهام برامج إعداد المعلمات فی تنمیة مهارات تدریس التفکیر لدى الطالبة المعلمة .
المراجع
أولاً: المرجع العربیة:
ثانیا: المراجع الأجنبیة:
المراجع
أولاً: المرجع العربیة:
ثانیا: المراجع الأجنبیة: