نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
جامعة الملك سعود
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركزأ.د/ أحمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
(مجلة كلية التربية)
=======
بُحُـوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية: دراسـة تحليلية (2000-2024)
إعـــــــداد
د/ عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب
كلية التربية - جامعة الملك سعود
taleb@ksu.edu.sa
}المجلد الواحد والأربعون– العدد الخامس– جزء ثانى – مايو 2025م{
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص:
استهدفت هذه الدراسة استكشاف خصائص وتوجهات بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في أربع مجلات دولية متخصصة في التعليم الديني ضمن منصة Web of Science خلال خمسة وعشرين عامًا (2000-2024). استُخدم أسلوب تحليل المحتوى لفحص 179 بحثًا علميًا، بهدف تحديد خصائص هذه البحوث وتوجهات موضوعاتها، وأكثرها تأثيرًا وفقًا لعدد الاستشهادات العلمية. وقد كشفت نتائج الدراسة عن ازدياد ملحوظ في عدد بحوث التعليم الإسلامي وتوسع نطاقها البحثي، فلم يعد تركيزها مقتصرًا على قضايا الهوية الدينية للطلاب المسلمين، بل شمل قضايا تعليمية واجتماعية أوسع. كما تبين أن القضايا الثقافية والاجتماعية كانت الأكثر تناولًا في بحوث التعليم الإسلامي (41%)، تلتها طرق التدريس ونماذج التعلم (20%)، ثم القيم والأخلاق (16%)، فالإدارة والسياسات التربوية (13%)، فيما كانت النظرية التربوية (6%) والتاريخ والتقاليد (5%) الأقل تناولًا. كما أظهرت النتائج زيادة التعاون البحثي، وارتفاع نسبة مشاركة الباحثات، وكذلك تنامي البحوث المنشورة من الدول الإسلامية، مع ضعف تمثيل الباحثين المنتسبين لجامعات عربية في هذه المجلات الدولية. وقد ختمت الدراسة بعدد من التوصيات تضمنت أهمية مواكبة التوجهات البحثية العالمية في التعليم الإسلامي، كما أكدت على تعزيز ثقافة النشر في المجلات العلمية الدولية المتخصصة في التعليم الديني، بهدف زيادة الحضور والتأثير الدولي لبحوث التعليم الإسلامي.
الكلمات المفتاحية: البحث العلمي، التعليم الديني، التعليم الإسلامي، تحليل المحتوى، التوجهات البحثية.
Islamic Education Research in International Religious Education Journals: An Analytical Study (2000-2024)
Dr. Abdulaziz BinTaleb
College of Education, King Saud University
Abstract:
This study explored the characteristics and thematic trends of Islamic education research published in four internationally recognized religious education journals indexed in Web of Science over a twenty-five-year period (2000–2024). Using content analysis, 179 articles were examined to identify their key themes, and the most influential works based on citation counts. The findings revealed significant growth in the number of articles and an expansion in their research scope. The focus has shifted beyond students' religious identity issues to encompass broader educational and social concerns. The findings also indicated that cultural and social issues were the most frequently addressed topics (41 %), followed by teaching methods and learning models (20%), values and ethics (16%), and educational administration and policies (13%), while educational theory (6%) and historical traditions (5%) received the least attention. The study further highlighted an increase in research collaboration, greater participation of female researchers, and a rise in the proportion of publications from Islamic countries. However, researchers affiliated with Arab universities had limited representation in these four journals. The study concluded with several recommendations, highlighting the importance of keeping pace with global research trends in religious education. It also encourages global publishing practices to enhance the worldwide impact of Islamic education research.
Keywords: research, Islamic studies education, research trends, content analysis.
المقدمة:
مع تسارع وتيرة التطورات التقنية وتنامي التحديات العلمية والاجتماعية، باتت الحاجة إلى البحث العلمي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فالدول التي تسعى لتعزيز تأثيرها العالمي وموقعها في الاقتصاد الدولي، وتطوير قدراتها البشرية والمجتمعية، تُدرك أن الاستثمار في البحث العلمي يمثل أداة مهمة لتحقيق ذلك. ومن هذا المنطلق، تعمل العديد من الدول المتقدمة على تخصيص ميزانيات سنوية معتبرة لدعم البحث العلمي، إيمانًا منها بأن العائد المستقبلي لهذا الاستثمار سينعكس على التنمية الصناعية، ورفع الإنتاجية، وتحسين جودة الحياة بشكل شامل. وعلى سبيل المثال، فقد بلغت نسبة الإنفاق على البحث والتطوير في كل من أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، وأستراليا، وكندا 3,46، 2,91، 3,14، 1,83 و1,55 على التوالي من إجمالي الناتج المحلي لعام 2021، بالمقارنة مع 0,71% في العالم العربي بحسب المتوسط العام، وفق آخر البيانات الإحصائية المتوفرة من البنك الدولي (2025).
ومن مظاهر الاهتمام بالبحث العلمي، مشاركة الباحثين الفاعلة في حراكه الدولي، ويتحقق ذلك من خلال وسائل عدة، منها حضور المؤتمرات والملتقيات الدولية، والنشر في المجلات العلمية الدولية المحكمة، والانضمام إلى الجمعيات البحثية المتخصصة. ولا تقتصر فوائد هذه الأنشطة على توسيع نطاق الفهم للقضايا البحثية، بل تسهم أيضًا في الاستفادة من التراكم المعرفي العالمي، والاطلاع على أحدث المنهجيات البحثية، إلى جانب الاستفادة من التجارب الناجحة في مختلف الدول والسياقات. إضافةً إلى ذلك، يعزز هذا الانخراط فرص التعاون الدولي، ويفتح آفاقًا جديدة لإقامة شراكات بحثية للإٍسهام في مواجهة التحديات الثقافية والمجتمعية، مما يدعم مكانة الدول في المشهد البحثي الدولي.
وفي هذا الإطار، يُعد مجال التعليم الديني من المجالات التي تحظى بمكانة محورية في المشهد التربوي، نظرًا لدور الدين في حياة الأفراد والمجتمعات، وتأثيره في غرس القيم والسلوكيات. كما تُعد مناهج التعليم الديني مكونًا أساسيًا في العديد من الدول العربية والإسلامية، وكذلك في بعض الأنظمة التعليمية حول العالم، لما لها من دور أساسي في تشكيل الوعي وتعزيز الهوية الثقافية والفكرية للأفراد. ولذا، فإن انخراط الباحثين المتخصصين في التعليم الإسلامي في الحراك البحثي الدولي يحقق فوائد متعددة. فمن جهة، يُسهم في الاطلاع على أحدث التوجهات والمناقشات العلمية والتجارب التربوية في بُحُوث التعليم الديني على وجه العموم، ومن كافة الأديان ومختلف الدول والثقافات، والاستفادة من التراكم المعرفي العالمي للارتقاء بجودة البحث العلمي في السياق المحلي. ومن جهة أخرى، يتيح الفرصة لمشاركة التجارب العلمية والبحثية، وتعزيز حضور بُحُوث التعليم المحلية في منصات النشر الدولية، مما يسهم في تعزيز التفاعل العلمي العالمي، وتقديم رؤى تربوية جديدة تراعي تنوع السياقات التعليمية، والخصوصيات الثقافية للمجتمعات المختلفة.
إن النشر العلمي في المجلات الدولية المحكمة والمتميزة هو أحد مؤشرات انتشار البحث العلمي ومدى تأثيره ووصوله لعدد كبير من الباحثين المتخصصين. فمن خلال النشر في هذه المجلات، تتاح للباحثين فرصة مشاركة نتائج بُحُوثهم مع المجتمع العلمي الدولي، مما يعزز الحوار الأكاديمي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون البحثي، ويتيح الاستفادة من التجارب الدولية، إضافةً إلى إسهامه في فتح نقاشات معمقة حول القضايا البحثية المتخصصة. علاوة على ذلك، يمثل النشر العلمي عاملًا أساسيًا في تصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية، كما يؤثر إيجابًا على سمعة الجامعات التي ينتمي إليها الباحثون، ولذلك فإننا نرى الجامعات تشجع منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والطلاب على النشر في المجلات العلمية المتميزة، بل إن بعضها -كما في جامعة الملك سعود (2025) - تشترط توفر حد أدنى من النشر العلمي في منافذ نشر مدرجة ضمن منصة (Web of Science) المعروفة سابقا بـ (ISI) ضمن اشتراطات ترقية أعضاء هيئة التدريس فيها.
تُعد (Web of Science) واحدة من أقدم قواعد بيانات الاستشهادات العلمية وأكثرها استخدامًا وموثوقية في العالم، حيث تعود جذورها إلى عام 1964م عندما أطلق معهد المعلومات العلمية (ISI) مؤشر الاستشهادات العلمية (Science Citation Index - SCI) وقد تطورت المنصة لاحقًا حتى أصبحت إحدى أهم الأدوات الأكاديمية لتحليل التأثير العلمي للبُحُوث، وهي مملوكة حالياً لشركة كلاريفيت Clarivate و تُستخدم Web of Science على نطاق واسع في تصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية، إذ تؤثر عددُ الاستشهادات ونوعية المجلات المدرجة في قواعد بياناتها على الترتيب الأكاديمي العالمي للمؤسسات البحثية .(Mongeon & Paul-Hus, 2020)
تضم المنصة عدة مؤشرات استشهاد مختلفة، المجموعة الأساسية (Core Collection) فيها تتضمن المؤشرات التالية:
Science Citation Index Expanded (SCIE) – يغطي البُحُوث في مجالات العلوم الطبيعية، الهندسة، التكنولوجيا، والطب.
Social Sciences Citation Index (SSCI) – يغطي البُحُوث في العلوم الاجتماعية.
Arts and Humanities Citation Index (AHCI) – يغطي البُحُوث في الفنون، العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية.
Emerging Sources Citation Index (ESCI) – يشمل المجلات الناشئة التي لم يتم قبولها بعد في SCIE أو SSCI أو AHCI، ولكنها قد تصبح مؤهلة للانضمام إليها في المستقبل.
في مجال التعليم الديني وضمن المجموعة الأساسية (Core Collection) لمنصة (Web of Science) تبرز أربع مجلات علمية متخصصة في التعليم الديني، وهي: (1) التعليم الديني Religious Education ، وَ (2) المجلة البريطانية للتعليم الديني British Journal of Religious Education ، وَ (3) مجلة المعتقدات والقيم: دراسات في الدين والتعليم Journal of Beliefs & Values: Studies in Religion & Education ، وَ (4) مجلة الدين والتعليم Religion & Education
حيث تحظى هذه المجلات بتاريخ طويل في مجال النشر العلمي المتخصص، إذ تأسست الأولى منذ أوائل القرن العشرين، بينما تمتد جذور الثانية لنحو تسعة عقود، في حين يعود تاريخ الثالثة والرابعة لنحو نصف قرن، مما يُبرز دورها في تطوير البُحُوث في مجال التعليم الديني. كما تشترك هذه المجلات في العديد من السمات، أهمها الاهتمام بقضايا التعليم الديني من منظور عالمي وشامل، حيث تُتيح للباحثين من مختلف الدول والأديان نشر بُحُوثهم، مما يعزز التنوع الثقافي والديني ويُثري النقاشات الأكاديمية. كما تُركز على استكشاف العلاقة بين الدين والقيم الأخلاقية والتعليم، مع تسليط الضوء على السياسات التربوية، وتطوير المناهج التعليمية وطرق التدريس، وتعزيز الحوار بين الأديان في البيئات التعليمية المختلفة. إلى جانب هذه السمات المشتركة، تتميز المجلات الأربع بنشرها باللغة الإنجليزية، مما يجعلها في متناول جمهور عالمي واسع ويُعزز انتشار بُحُوثها وتأثيرها الأكاديمي. كما أنها تُعرف بغزارة إنتاجها العلمي، حيث تُصدر كل مجلة أربعة أعداد سنويًا بشكل منتظم، مما يُساهم في تقديم محتوى متنوع ومُحدث باستمرار. علاوة على ذلك، تتميز هذه المجلات بتنوع هيئات تحريرها، حيث تضم عدداً من الأكاديميين والخبراء من مختلف الدول والثقافات والخلفيات الدينية. مما يعكس محاولة السعي لتقديم رؤى متعددة حول التعليم الديني والقيم الأخلاقية.
ومن هنا، تسعى هذا الدراسة إلى تحليل بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في مجلات التعليم الديني الدولية خلال فترة تمتد لربع قرن (2000-2024)، بهدف التعرف على خصائص هذه البحوث، وتوجهات موضوعاتها. ويُؤمل أن يُسهم ذلك في تحفيز الباحثين في الدول العربية والإسلامية على الانخراط في الحراك البحثي العالمي، وتعزيز حضور بحوث التعليم الإسلامي في الساحة العلمية الدولية، والاستفادة من التجارب العالمية، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون البحثي، بما يثري المعرفة في هذا المجال ويدعم الارتقاء بجودة البحث العلمي.
وانطلاقًا من هذه الأهداف، حُددت أسئلة الدراسة كما يلي:
أهمية الدراسة:
تبرز أهمية الدراسة الحالية بالنظر للجوانب التالية:
الدراسات السابقة:
اهتم الباحثون في مجال التعليم الديني بتحليل اتجاهات البحث العلمي ومعرفة التغيرات التي طرأت على أولوياته خلال فترات زمنية مختلفة، وذلك لأجل فهم الاتجاهات البحثية، ورصد التغيرات التي طرأت على أولوياته، والاستفادة منها في توجيه الدراسات المستقبلية. ومن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع تلك التي أجرتها إنجلش وآخرون (English et al, 2003, 2005a, 2005b)، والتي ركزت على تحليل محتوى واتجاهات النشر في مجلتي التعليم الديني (Religious Education) والمجلة البريطانية للتعليم الديني (British Journal of Religious Education) خلال فترات زمنية مختلفة.
في دراستها الأولى، قامت إنجلش وآخرون (English et al, 2003) بتحليل 156 بحثًا منشورًا في المجلة البريطانية للتعليم الديني خلال الفترة 1992-2002م، وقد أظهرت النتائج أن غالبية البُحُوث كانت نظرية، بنسبة 57%، في حين كانت البُحُوث النوعية تمثل 22%، بينما شكلت البحوث الكمية نسبة 20%، كما كشفت الدراسة أن 64% من البحوث كانت لمؤلفين من المملكة المتحدة، بينما بلغت نسبة المساهمات الأمريكية 15%وجاءت بقية المشاركات من دول مثل كندا وأستراليا. كما أشارت الدراسة إلى انخفاض مشاركة الباحثات النساء وطلاب الدراسات العليا في النشر، وفيما يتعلق بالموضوعات كشفت النتائج عن ستة موضوعات رئيسة تناولتها بحوث المجلة وهي: النظرية التربوية، النماذج وطرق التدريس، الأخلاق والقيم، الإدارة والسياسات التربوية، القضايا الثقافية والاجتماعية والروحية، والتقاليد وقد نالت هذه الموضوعات النسب التالية على التوالي: 11.5%، 25%، 2.6%، 20.5%، 32.6%، 7.7%.
أما الدراسة الثانية (English et al, 2005a) فقد شملت 325 بحثاً منشوراً في مجلة التعليم الديني (Religious Education) خلال الفترة 1993-2002م، وقد أظهرت النتائج أن غالبية المساهمات البحثية جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية وهي مقر المجلة (86%)، مع نسبة محدودة من كندا والمملكة المتحدة. وقد ركزت الباحثون على الموضوعات الرئيسة نفسها في دراستهم السابقة، والتي حظيت بالنسب التالية: النظرية التربوية (15.7%)، النماذج وطرق التدريس (27.7%)، الأخلاق والقيم (3.4%)، الإدارة والسياسات التربوية (1.2%)، القضايا الثقافية والاجتماعية والروحية (26.8%)، والتاريخ التقاليد (23.4%).
وفي الدراسة الثالثة (English et al, 2005b) قام الباحثون بمقارنة وتحليل المجلتين معًا، خلال الفترة (1992-2002). حيث ركزت الدراسة على المقارنة بين طبيعة البُحُوث المنشورة في كل مجلة، والمنهجيات البحثية المستخدمة، والتوزيع الجغرافي للمؤلفين، كما ناقشت النتائج التي توصلت لها الدراسة فيما يتعلق بالمجلتين تراجع معدل البُحُوث المشتركة مقارنة بالبحوث الفردية، وميل بعض الباحثين إلى النشر في مجلة واحدة فقط بدلاً من توزيع أعمالهم البحثية بين المجلتين. كذلك، سلطت النتائج الضوء على التمثيل المنخفض للباحثات، خاصةً في المجلة البريطانية للتعليم الديني، وفي ختام الدراسة، قدم الباحثون مجموعة من المقترحات لمعالجة هذه القضايا، من بينها تعزيز التعاون البحثي بين العلماء، وزيادة التنوع في المنهجيات البحثية، وتشجيع مشاركة الباحثات وطلاب الدراسات العليا في النشر الأكاديمي.
من الباحثين الذين اهتموا بموضوع التوجهات في المجلات ذات الصلة بالتعليم الديني، لي وتايلور Lee & Taylor (2013) حيث قاما بتحليل التوجهات البحثية في التربية الأخلاقية خلال أربعة عقود، وقد اقتصرت عينة الدراسة على مجلة واحدة فقط هي مجلة التربية الأخلاقية The Journal of Moral Education وقد شملت الدراسة تحليل محتوى 945 بحثاً منشوراً من عام 1971م وحتى عام 2011م. بهدف استكشاف التوجهات البحثية في مجال التربية الأخلاقية، من خلال تحليل المقاربات التخصصية، والموضوعات الأساسية، والمنهجيات البحثية، والمراحل التعليمية التي استهدفتها البحوث. كشفت الدراسة عن عدد من القضايا المهمة في مجال التربية الأخلاقية، وحددت الموضوعات البحثية البارزة، إلى جانب المجالات التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي. كما سلطت الضوء على إسهام مجلة التربية الأخلاقية ودورها في تشكيل تاريخ البحث في التربية الأخلاقية، وإثراء النظرية والتطبيق، وتوثيق التغيرات في السياقات الاجتماعية والثقافية خلال العقود الأربعة الماضية.
هناك دراسات تحليلية لم تركز على مجلات التعليم الديني، بل تناولت الجوانب الدينية في مجلات غير دينية، فمن ذلك الدراسة التي أجرتها ميلر وتيل (Miller & Teel, 2011) لتحليل محتوى البُحُوث المنشورة حول الدين والروحانية في مجلات الاتصال العام والاتصال الصحي خلال عقد من الزمن (1999-2009)، بهدف رصد التوجهات البحثية في هذا المجال. شملت الدراسة تحليل 1806 بحثاً منشورًا في ست مجلات أكاديمية رئيسة وركزت على تحديد مدى اهتمام هذه المجلات بالبحث في العلاقة بين الدين والتواصل الصحي. وقد أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة البُحُوث التي تناولت الدين أو الروحانية في سياق التواصل الصحي تشكل نحو 2% فقط، وأن الغالبية العظمى من الدراسات ركزت على الدين بوجه عام دون تخصيص لدين معين، وأكدت الدراسة أن هناك فجوة بحثية واضحة فيما يتعلق بتمثيل الدين والروحانية في بحوث الاتصال الصحي، مما يشير إلى الحاجة لتعزيز البحث في هذا المجال لفهم أعمق لتأثير القيم الدينية والروحية على الصحة العامة والتواصل الصحي (Miller & Teel, 2011).
من الدراسات المنشورة باللغة العربية دراسة بن طالب (2020) التي تناولت واقع البحث العلمي في التعليم الديني من خلال تحليل 270 بحثًا محكمًا منشورًا في مجلتين هما التعليم الديني (Religious Education) ، والمجلة البريطانية للتعليم الديني (British Journal of Religious Education) خلال الفترة (2015-2019) بهدف رصد الموضوعات البحثية، وأساليب البحث المستخدمة، والخصائص الديموغرافية للباحثين، ومدى ارتباط البُحُوث المنشورة بالإسلام. اعتمدت الدراسة على تحليل المحتوى الوصفي، حيث شملت تصنيف البُحُوث وفق عدد الباحثين، جنسهم، انتماءاتهم المؤسسية، مواقعهم الجغرافية، الجمهور المستهدف، المنهجيات البحثية، والتركيز الديني الأساسي لكل دراسة. كما تضمنت أيضاً تحليل الكلمات المفتاحية الأكثر تكرارًا، وموضوعات الأعداد الخاصة، وقد كشفت النتائج عن نمو ملحوظ في عدد البُحُوث المنشورة في المجلتين خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، حيث زاد عدد البحوث بنسبة 38% بين عامي 2015 و2019، وبيّنت الدراسة أن الموضوعات الثقافية والاجتماعية والروحية حظيت بأكبر اهتمام من الباحثين، تليها النماذج والطرق التدريسية. كما أظهرت أن أكثر من نصف البُحُوث استخدمت الأساليب غير التجريبية.
من الدراسات التي وقف عليها الباحث أيضاً دراسة هودج وآخرون (Hodge et al., 2021) وهي مشابهة لدراسة ميلر وتيل (2011) المشار لها سابقا من حيث تركيزها على جوانب دينية في مجلات غير دينية، حيث شملت تحليل محتوى 3746 بحثاً منشورًا في تسع مجلات في العمل الاجتماعي بين عامي 2008 و2017، بهدف تقييم مدى حضور الدين والروحانية في الأدبيات البحثية. كشفت الدراسة أن فقط 2.22% من إجمالي البُحُوث تناولت هذه الموضوعات، مع تراجع الاهتمام بها بمرور الوقت، حيث انخفضت نسبة البُحُوث المنشورة حول الدين والروحانية من نحو 5% في عام 2008 إلى نحو 1% في عام 2017، كما كشفت الدراسة أن الإسلام كان الأكثر تناولًا بين الأديان المحددة، كما أوضحت الدراسة أن إهمال الدين والروحانية في مجلات العمل الاجتماعي قد يؤثر على كفاءة الأخصائيين الاجتماعيين في التعامل مع الخلفيات الثقافية والدينية لعملائهم.
ومن الدراسات الحديثة التي ركزت على جوانب دينية في مجلات أخرى دراسة الزمزمي وآخرون Elzamzamy et al. (2024) والتي هدفت إلى تحليل التوجهات البحثية حول الدين والروحانية (R/S) في بُحُوث الطب النفسي للأطفال والمراهقين من خلال مراجعة البُحُوث المنشورة في مجلة Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry (JAACAP) خلال الفترة من 2000 إلى 2023. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الدين والروحانية يعدان مصدرًا مهمًا للتكيف لدى الأفراد والعائلات، إلا أن دورهما في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين لا يزال غير مفهوم بشكل كافٍ. ومن خلال تحليل 32 بحثًا منشورًا خلال الفترة المدروسة، تبين أن أربعة فقط من هذه البُحُوث جعلت الدين والروحانية موضوعها الرئيس، بينما انخفضت نسبة المنشورات التي تتناول هذه القضايا بمرور الوقت. وأوضحت الدراسة أن أبرز المتغيرات الدينية والروحية التي تم قياسها كانت حضور الشعائر الدينية والانتماء الديني.
تناولت الدراسات السابقة تحليل واقع البحث في التعليم الديني من زوايا مختلفة، حيث ركزت بعض الدراسات على تحليل محتوى مجلات التعليم الديني المتخصصة، مثل دراسات إنجلش وآخرون (2003, 2005a, 2005b) ودراسة بن طالب (2020). في المقابل، اهتمت دراسات أخرى بتحليل جوانب دينية معينة في مجلات غير دينية، كما هو الحال في دراسة ميلر وتيل (2011) حول الدين في مجلات الاتصال الصحي، ودراسة هودج وآخرون (2021) التي تناولت الدين والروحانية في مجلات العمل الاجتماعي، وكذلك دراسة الزمزمي وآخرون (2024) التي تناولت الدين في بُحُوث الطب النفسي، أما دراسة لي وتايلور (2013)، فقد حللت التوجهات البحثية في التربية الأخلاقية خلال 40 عامًا، مما وفر رؤية طويلة الأمد للتحولات البحثية في مجال التربية الأخلاقية.
على الرغم من اختلاف نطاق هذه الدراسات، إلا أنها اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي، مما جعلها تقدم رؤى مهمة حول اتجاهات البحث العلمي. وقد استفاد الباحث من جميع هذه الدراسات، حيث تبنى نفس الأداة البحثية التي استخدمتها إنجلش وآخرون (2005b) في تحليل محتوى مجلات التعليم الديني، مع بعض التعديلات التي تناسب طبيعة الدراسة الحالية. كما شكلت دراسة بن طالب (2020) مرجعًا مهمًا لتركيزها على واقع البحث العلمي في التعليم الديني على وجه العموم، بينما ساعدت دراسات ميلر وتيل (2011) وهودج وآخرون (2021) في فهم كيفية تناول القضايا الدينية في مجالات أكاديمية غير متخصصة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت دراسة لي وتايلور (2013) نموذجًا مهمًا لتحليل التغيرات البحثية عبر فترات زمنية طويلة.
تختلف هذه الدراسة عن دراسة بن طالب (2020) من حيث الهدف ومجال التركيز ونطاق التحليل، حيث ركزت الدراسة الحالية على تحليل خصائص وتوجهات البُحُوث التي تتناول التعليم والمرتبطة بالدين الإسلامي تحديدًا، بينما كان الهدف الأساس لدراسة بن طالب (2020) تسليط الضوء على "الواقع الحالي" (وقت إجراء تلك الدراسة) للبحث العلمي في التعليم الديني عموماً، كما أن الدراسة الحالية تغطي فترة زمنية طويلة امتدت لربع قرن، لأجل تتبع التحولات في الخصائص والتوجهات المتعلقة ببحوث التعليم الإسلامي عبر الزمن، مع شمول التحليل في الدراسة الحالية لمجلات التعليم الديني الأربع ضمن منصة (Web of Science)، بدلًا من مجلتين فقط، مما يُسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف هذه الدراسة ضمن الأبعاد الأربعة المشار إليها سابقاً في فقرة (أهمية الدراسة).
وفيما يلي، تُعرض المنهجية والإجراءات البحثية التي بُنيت عليها هذه الدراسة، تمهيداً لعرض النتائج ومناقشتها.
المنهجية والإجراءات:
اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي بأسلوب تحليل المحتوى لتحليل بُحُوث التعليم الإسلامي في المجلات الأربع المحددة، وذلك لملاءمة هذا الأسلوب لأهداف الدراسة، حيث يُعد تحليل المحتوى منهجًا كميًا لوصف الظاهرة محل الدراسة (العساف، 1996).
وقد سارت الإجراءات البحثية وفق الخطوات التالية:
لتحقيق أهداف الدراسة الحالية، اختيرت المجلات الدولية المحكمة التالية، وجميعها تصدر عن دار النشر تايلور وفرانسيس ومتاحة عبر منصتها الإلكترونية Taylor & Francis Online .
(ب) المجلة البريطانية للتعليم الديني British Journal of Religious Education
(ج) مجلة المعتقدات والقيم: دراسات في الدين والتعليم Journal of Beliefs & Values: Studies in Religion & Education
(د) الدين والتعليم Religion & Education
اختيرت هذه المجلات لتركيزها في مجال التعليم الديني، إلى جانب مكانتها العلمية والبحثية وكونها جميعها ضمن المجموعة الأساسية (Core Collection) لمنصة (Web of Science)، إضافة إلى طبيعة هذه المجلات العالمية حيث ينشر فيها باللغة الإنجليزية الباحثون من مختلف الدول وتطرح فيها الموضوعات المرتبطة بتعليم كافة الأديان، بما في ذلك الإسلام، مما يجعل منها خياراً مناسباً لتحقيق أهداف الدراسة الحالية.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن هذه المجلات مرتبة حسب تاريخ صدورها من الأقدم إلى الأحدث:
(أ) مجلة التعليم الديني (Religious Education) هي المجلة الرسمية لجمعية التعليم الديني في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يعود تأسيسها إلى عام 1903، مما يجعلها من أقدم الجمعيات المتخصصة عالميًا في هذا المجال. تضم الجمعية أساتذةً وممارسين وباحثين في التعليم الديني من الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وتهدف إلى تعزيز استكشاف وتطوير الممارسات المتصلة بالتعليم الديني في البحث الأكاديمي، والتدريس، والمنح، والقيادة، سواء في المؤسسات الأكاديمية أو المجتمعات الدينية، وكذلك على مستوى المجتمع العالمي. تصدر المجلة خمسة أعداد سنويًا، وتحمل الرقم التسلسلي المعياري الدولي ISSN 0034-4087 للنسخة المطبوعة و1547-3201 للنسخة الإلكترونية.
(ب) المجلة البريطانية للتعليم الديني (British Journal of Religious Education) تصدر في المملكة المتحدة لنشر البُحُوث الدولية حول الدين والتعليم، حيث تعود جذورها إلى عام 1934 عندما صدرت لأول مرة تحت مسمى "التعليم في الدين" (Religion in Education). تُركز المجلة على الدراسات العلمية والمناقشات المتعلقة بالدين والتعليم، مع اهتمام خاص بتحليل العلاقة بينهما في مختلف البيئات التعليمية، سواء الرسمية أو غير الرسمية، محليًا في بريطانيا وعالميًا. تضم هيئة التحرير مجلسًا استشاريًا دوليًا يضم خبراء وأساتذة من خلفيات دينية متنوعة من أكثر من 20 دولة، مما يعزز من منظورها الأكاديمي العالمي. تصدر المجلة أربعة أعداد سنويًا، وتحمل الرقم التسلسلي المعياري الدولي ISSN 0141-6200 للنسخة المطبوعة و1740-7931 للنسخة الإلكترونية.
(ج) مجلة المعتقدات والقيم: دراسات في الدين والتعليم Journal of Beliefs & Values: Studies in Religion & Education) وهذه المجلة تصدر في المملكة المتحدة أيضاً، وهي تُعنى بالدراسات المتعلقة بالدين والتعليم، حيث تُركز على التفاعل بين المعتقدات والقيم في مختلف البيئات التعليمية وتضم مقالات بحثية، تقارير، ومراجعات كتب تُعنى بدراسة التعليم الديني، التعليم الأخلاقي، التربية الروحية، والتعليم بين الثقافات في السياقات التعليمية المختلفة. تأسست المجلة عام 1970 تحت اسم "دراسات في التعليم الديني" (Religious Studies in Education)، ثم تطورت لاحقًا إلى اسمها الحالي. تصدر المجلة أربعة أعداد سنويًا، وتحمل الرقم التسلسلي المعياري الدولي ISSN 1361-7672 للنسخة المطبوعة و1469-9362 للنسخة الإلكترونية.
(د) مجلة الدين والتعليم (Religion & Education) هي مجلة أكاديمية مُحكّمة تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعنى بنشر البُحُوث التي تستكشف العلاقة بين الدين والتعليم في مختلف السياقات الثقافية والتربوية. تسلط المجلة الضوء على دور الدين في التعليم وتأثير التعليم على الفهم الديني، مع اهتمام خاص بالتنوع الديني والثقافي في البيئات التعليمية، تعود جذور المجلة إلى عام 1974، حيث بدأت كنشرة ((Bulletin، تصدر عن المجلس الوطني (الأمريكي) للدين والتعليم العام The National Council on Religion and Public Education، ولم تتحول إلى مجلة علمية محكمة إلا في عام 1983م، تحت مسمى الدين والتعليم العام Religion and Public Education ، وفي عام 1994م حذفت كلمة العام public من العنوان (Kathan, 2016). تصدر المجلة أربعة أعداد سنويًا، وتحمل الرقم التسلسلي المعياري الدولي ISSN 1550-7394 للنسخة المطبوعة و1949-8381 للنسخة الإلكترونية.
وكما تقدم إيضاحه في مقدمة هذه الدراسة، فإن هذه المجلات الأربع جميعاً ضمن المجموعة الأساسية (Core Collection) لمنصة (Web of Science) كما يلي:
اُقتصر في التحليل على البُحُوث الأصيلة Original Articles واُستبعد ما عداها، بما في ذلك مقدمات المحررين editorials ، ومراجعات الكتب Book Reviews والتقارير Reports.
وللمحافظة على تركيز الدراسة الحالي، حُدّد معيار الإدراج ليشمل البُحُوث العلمية الأصيلة التي تتناول التعليم الإسلامي بوصفه محور البحث الرئيس، سواء من حيث مناهجه أو أساليب تدريسه أو فلسفته أو تطبيقاته العملية أو السياسات التعليمية المرتبطة به أو مخرجاته وتأثيره، وغيرها من الجوانب ذات الصلة بالتعليم الإسلامي، مع استبعاد البُحُوث التي تتناول التعليم في الأديان عمومًا، حتى وإن كان الإسلام جزءًا من تناولها، أو تلك التي تقارن بين سياقات تعليمية متعددة تشمل السياق الإسلامي. والهدف من ذلك ضمان أن يكون التركيز الأساسي منصبًا على التعليم الإسلامي تحديدًا، وبما يتماشى مع الهدف الرئيس لهذه الدراسة.
بلغ إجمالي عدد البُحُوث العلمية المنشورة في هذه المجلات الأربع خلال الفترة الزمنية المحددة، والممتدة لربع قرن (من 1/1/2000 وحتى 31/12/2024)، 892 بحثاً من أصل 1329 مادة علمية لمجلة التعليم الديني، و585 بحثاً من أصل 901 للمجلة البريطانية للتعليم الديني، و761 من أصل 1033 لمجلة المعتقدات والقيم، و445 من أصل 596 في مجلة الدين والتعليم. يوضح هذا أن مجلة التعليم الديني هي الأكثر نشرًا للبُحُوث العلمية، تليها مجلة المعتقدات والقيم، ثم المجلة البريطانية للتعليم الديني، وأخيرًا مجلة الدين والتعليم. كما يوضح ذلك حجم المواد المنشورة عدا البُحُوث الأصلية (Non-Original Research)، والتي بلغت نسبتها ما بين الربع والثلث من إجمالي المحتوى المنشور في هذه المجلات.
ولتكوين تصور أولي عن حجم البحث العلمي المرتبط بالإسلام، أجرى الباحث مسحاً لعناوين البُحُوث باستخدام مفردة "إسلام"، خلال الفترة الزمنية المحددة، والممتدة لربع قرن (من 1/1/2000 وحتى 31/12/2024)، ليسفر ذلك عن 49، 44، 54، 16 نتيجة، وفقاً لترتيب المجلات الأربع في الفقرة السابقة. أما في ملخصات البُحُوث، فتزيد النتائج لتصبح 51، 73، 68، 32 وفق الترتيب نفسه (ن=224)، وبعد تطبيق معيار الإدراج والاستبعاد من خلال قراءة ملخصات هذه البُحُوث استبعد منها 50 بحثاً ليصبح العدد الإجمالي 174 بحثاً (ن=174).
بعد ذلك، ومن أجل التحقق من تطبيق معيار الإدراج والاستبعاد بدقة، حيث من المحتمل وجود بُحُوث قد لا تتضمن عناوينها أو ملخصاتها مفردة إسلام ولكنها مرتبطة بالتعليم الإسلامي، فُحصت جميع البُحُوث المنشورة لكل مجلة من هذه المجلات الأربع خلال الفترة الزمنية المحددة (892، 585، 761، 445)، بقراءة العناوين واحداً تلو الآخر، مع مراجعة الملخصات عند الحاجة، للتحقق من مدى ملاءمتها لمعايير الدراسة وإمكانية إدراجها في التحليل، ومع أن هذا الفحص اقتضى وقتًا وجهدًا أطول، إلا أنه كان ضرورياً لضمان إدراج جميع البُحُوث ذات الصلة بالدراسة، فعلى سبيل المثال بحث حنفي وآخرون (Hanafi et al, 2019) يتناول موضوع تعلم القرآن الكريم، ومع ذلك لا توجد مفردة إسلام في عنوان البحث أو ملخصه.
وقد أسفر هذا الفحص الشامل لجميع بُحُوث كل مجلة من هذه المجلات الأربع ضمن الفترة الزمنية المحددة إلى قائمة نهائية لبُحُوث التعليم الإسلامي تضم 44 بحثاً في مجلة التعليم الديني، و59 بحثاً في المجلة البريطانية للتعليم الديني، و57 بحثاً في مجلة المعتقدات والقيم، و19 بحثاً في مجلة الدين والتعليم، وليصبح المجموع الإجمالي 179 بحثاً (ن=179). وللتحقق من دقة معيار الإدراج والاستبعاد، أعاد الباحث فحص بُحُوث المجلات المحددة في الفترة الزمنية 2005-2009 (18.7%)، فتوصل للنتائج نفسها مما يؤكد اتساق المعيار ودقته.
بعد ذلك، قُسمت البُحُوث إلى خمس فترات زمنية بناءً على عام النشر وفق المعلومات المتوفرة في المنصة الإلكترونية لدار النشر تايلور وفرانسيس Taylor & Francis Online، بحيث تغطي كل فئة فترة خمسة أعوام. والجدول التالي يوضح توزيع هذه البُحُوث عبر الفترات الزمنية المحددة (كل خمسة أعوام).
جدول رقم (1) توزيع بُحُوث التعليم الإسلامي بحسب المجلات والفترات الزمنية
|
2000-2004 |
2005-2009 |
2010-2014 |
2015-2019 |
2020-2024 |
المجموع |
التعليم الديني |
1 |
6 |
8 |
14 |
15 |
44 |
المجلة البريطانية للتعليم الديني |
3 |
4 |
11 |
16 |
25 |
59 |
مجلة المعتقدات والقيم |
3 |
7 |
10 |
14 |
23 |
57 |
الدين والتعليم |
0 |
1 |
5 |
7 |
6 |
19 |
مجموع |
7 |
18 |
34 |
51 |
69 |
179 |
للإجابة عن سؤالي الدراسة الأول والثاني، استخدم الباحث أداة التحليل نفسها المستخدمة في دراسة إنجلش وآخرون (English, 2005b) ، مع تعديلات يسيرة بما في ذلك حذف الفقرة المتعلقة بالسؤال عن الدين الأساسي في البحث كون هذه البُحُوث جميعها ضمن بُحُوث التعليم الإسلامي، وقد قام الباحث بتحميل جميع ملفات البُحُوث (ن=179) على هيئة بي دي إف pdf من المنصة الإلكترونية لدار النشر تايلور وفرانسيس Taylor & Francis Online ، والمتاحة بواسطة المكتبة الرقمية السعودية، حيث قام بالاطلاع عليها واحداً تلو الآخر للإجابة عن أسئلة الأداة، ومن ثم فرز البيانات وتصنيفها، ثم تحليلها.
قاس الباحث ثبات أداة الدراسة عن طريق إعادة فحص عينة من بُحُوث المجلات المحددة (بُحُوث الفترة الزمنية الثالثة في المجلات الأربع 2010-2014) وعددها 34 بحثاً (18.99%)، بعد نحو ثلاثة أسابيع من التحليل الأول لحساب نسبة الاتفاق بين التحليلين، وقد بلغت نسبة الاتفاق بين التحليلين 96.2% لفقرات السؤال الأول، و83.6% لفقرات السؤال الثاني مما يشير إلى مستوى عالٍ من الثبات.
نتائج الدراسة ومناقشتها:
لتسهيل عرض النتائج وفهم التغير في الخصائص والتوجهات بمرور الوقت، قسّم الباحث فترة التحليل التي تمتد من 1/1/2000م إلى 31/12/2024م (25 عاماً) إلى خمس فترات زمنية تمتد كل منها لمدة خمسة أعوام على النحو التالي: 2000-2004، 2005-2009، 2010-2014، 2015-2019، 2020-2024، وستعرض المجلات بحسب تاريخ تأسيسها كما في سبق إيضاحه في منهجية الدراسة، مع ترميز كل مجلة بحرف، حيث يُرمز إلى مجلة التعليم الديني بالحرف (أ)، والمجلة البريطانية للتعليم الديني بالحرف (ب)، ومجلة المعتقدات والقيم بالحرف (ج)، ومجلة الدين والتعليم بالحرف (د). وفيما يلي الإجابة عن أسئلة الدراسة.
السؤال الأول :
في الفقرات الفرعية التالية (أ إلى ز)، الإجابة عن سؤال الدراسة الأول: ما خصائص بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في مجلات التعليم الديني الدولية خلال الفترة (2000-2024) من حيث عددها، ونسبتها إلى إجمالي البُحُوث في تلك المجلات، نمط التعاون البحثي، جنس الباحث، تصنيف الباحث المهني، الدولة التي تنتمي لها المؤسسة التعليمية التي ينتسب لها الباحث الرئيس، المرحلة التعليمية، والمنهجية البحثية؟
يوضّح الجدول رقم (2) إجمالي المواد العلمية في المجلات الأربع بحسب الفترات الزمنية الخمس، وكذلك عدد البُحُوث الأصيلة (original articles) في المجلات الأربع، وعدد بُحُوث التعليم الإسلامي من هذه البُحُوث الأصيلة، ثم نسبة بُحُوث التعليم الإسلامي إلى عدد البُحُوث الأصيلة في هذه المجلات، وكما يتضح من هذا الجدول فالملاحظ كثرة المواد العلمية المنشورة في هذه المجلات والتي تتضمن البُحُوث والتقارير والرسائل إلى المحررين ومراجعات الكتب وغيرها، حيث وصل عددها في المجلات الأربع 3859 مادة علمية خلال فترة التحليل، بينما بلغ عدد البُحُوث العلمية الاصيلة 2683 بحثاً، أي بنسبة تقارب 70%.
جدول رقم (2) إجمالي عدد المواد العلمية وعدد بُحُوث المجلات وعدد ونسب بُحُوث التعليم الإسلامي بحسب الفترات الزمنية
|
2000-2004 |
2005-2009 |
2010-2014 |
2015-2019 |
2020-2024 |
المجموع |
اجمالي المواد العلمية للمجلات |
528 |
686 |
856 |
905 |
884 |
3859 |
عدد بُحُوث المجلات |
421 |
503 |
560 |
585 |
614 |
2683 |
عدد بُحُوث التعليم الإسلامي |
7 |
18 |
34 |
51 |
69 |
179 |
نسبة بُحُوث التعليم الإسلامي إلى عدد بُحُوث المجلات |
1.66% |
3.58% |
6.07% |
8.72% |
11.24% |
6.67% |
توضح البيانات في هذا الجدول رقم (2) زيادة الاهتمام البحثي في مجال التعليم الإسلامي خلال فترة التحليل، حيث ارتفع عدد البُحُوث من 7 بُحُوث فقط في الفترة (2000-2004) إلى 69 بحثًا في (2020-2024)، أي بزيادة بنحو 10 أضعاف، مع ملاحظة أن عدد البُحُوث المجلات ارتفع فقط من 421 إلى 614 أي حوالي نصف مرة فقط وهي نسبة أقل بكثير من معدل نمو بُحُوث التعليم الإسلامي. وإذا نظرنا إلى نسبة نمو بُحُوث التعليم الإسلامي إلى إجمالي بُحُوث المجلات عبر الفترات الزمنية فقد شهدت نموًا تدريجياً ملحوظًا، حيث ارتفعت من 1.66% في الفترة (2000-2004) إلى 11.24% في (2020-2024)، مما يشير إلى تنامٍ واضح في الاهتمام ببُحُوث التعليم الإسلامي في هذه المجلات، ونظرًا لكون هذه المجلات تُعد من أبرز المجلات العلمية في مجالها، فإن هذا النمو يعكس زيادة الاهتمام البحثي بالتعليم الإسلامي على المستوى العالمي، واتساع نطاقه ضمن الأوساط العلمية والأكاديمية.
إذا نظرنا إلى البيانات التفصيلية لكل مجلة على حدة، نجد أن بُحُوث التعليم الإسلامي، رغم أنها حافظت على نمو متزايد، إلا أنها توزعت بشكل متفاوت بين المجلات الأربع، حيث كانت المجلة البريطانية للتعليم الديني الأكثر نشرًا لبُحُوث التعليم الإسلامي، إذ بلغ عدد البُحُوث المنشورة فيها ٥٩ بحثًا من إجمالي ٥٨٥ بحثًا في المجلة، أي بنسبة تقارب ١٠.٠٩٪. تليها مجلة المعتقدات والقيم التي نشرت ٥٧ بحثًا من إجمالي ٧٦١ بحثًا، أي بنسبة ٧.٤٩٪. ثم مجلة التعليم الديني التي نشرت ٤٤ بحثًا من إجمالي ٨٢٩ بحثًا، بنسبة ٥.٣١٪. بينما جاءت مجلة الدين والتعليم في المرتبة الأخيرة، حيث نشرت ١٩ بحثًا فقط من إجمالي ٤٤٥ بحثًا، أي بنسبة ٤.٢٧٪. وهذا يعني أن المجلة البريطانية للتعليم الديني سجلت أعلى نسبة اهتمام ببُحُوث التعليم الإسلامي، مقارنةً بإجمالي البُحُوث المنشورة فيها، بينما كانت مجلة الدين والتعليم الأقل اهتمامًا بهذا المجال.
الشكل (1) النمو في مجموع أعداد البحوث لكل مجلة بحسب الفترات الزمنية
(ب) نمط التعاون البحثي:
أظهرت البيانات أن البُحُوث الفردية لا تزال النمط الأكثر شيوعًا في بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في المجلات الدولية، حيث بلغت نسبتها ٥٨.١٪ من إجمالي البُحُوث. ومع ذلك، فقد شهدت البُحُوث المشتركة زيادة ملحوظة خلال الفترات الأخيرة. على سبيل المثال، البُحُوث التي أنجزها باحثان ارتفعت من بحث واحد فقط في الفترة ٢٠٠٠-٢٠٠٤ إلى ١٨ بحثًا في الفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤، لتصل نسبتها إلى ٢٢.٣٥٪ من إجمالي البُحُوث. أما البُحُوث التي شارك فيها ثلاثة باحثين فأكثر، فشهدت نموًا واضحًا، حيث ارتفعت من بحث واحد فقط في الفترة ٢٠٠٥-٢٠٠٩ إلى ١٩ بحثًا في الفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤، ما يمثل ١٩.٥٥٪ من إجمالي البُحُوث.
(ج) جنس الباحث الرئيس:
أظهرت البيانات أن معظم البُحُوث في مجال التعليم الإسلامي نُشرت من قبل باحثين ذكور، حيث بلغت مساهمتهم ٥٨.٦٦٪ مقارنةً بـ ٤١.٣٤٪ للباحثات الإناث. ومع ذلك، فإن البيانات تكشف عن زيادة ملحوظة في مشاركة الباحثات، حيث ارتفعت نسبة البُحُوث التي كانت فيها الباحث الرئيس أنثى من مشاركات محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في الفترتين الأولى والثانية إلى 38 من أصل 69 بحثاً (٤٤.٩٣٪) في الفترة الأخيرة ٢٠٢٠-٢٠٢٤. هذا التغير يعكس تزايد حضور المرأة في البحث العلمي، خاصة في مجال بُحُوث التعليم الإسلامي، وهو ما قد يكون ناتجًا عن توفر فرص أكاديمية أوسع ودعم مؤسسي أكبر للباحثات.
(د) تصنيف الباحث الرئيس المهني:
عند النظر إلى تصنيف الباحثين المهني، يتضح أن ٤٩.٧٢٪ من البُحُوث نُشرت من قِبَل باحثين مصنفين على أنهم أعضاء تدريس أو أكاديميين فقط بدون تحديد الرتبة العلمية، مما يشير لاكتفاء عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالتعريف بأنفسهم كأعضاء تدريس فقط بدون تحديد الرتبة العلمية، أما أعضاء هيئة التدريس ممن حددت رتبهم الأكاديمية كأستاذ فقد بلغت نسبة البُحُوث المنشورة من قبلهم ١٢.٢٩٪، بينما ساهم الأساتذة المشاركون بنسبة ١١.١٧٪، والأساتذة المساعدون بنسبة ١٠.٠٦٪. وعلى الرغم من أن طلاب الدراسات العليا لم يكن لهم حضور كبير في بداية الفترة، إلا أن مساهمتهم بدأت بالظهور في الفترات الأخيرة، حيث ارتفعت نسبة بُحُوثهم إلى ٧.٢٦٪ من إجمالي البُحُوث، مما يشير إلى اهتمام متزايد من قبل الباحثين الناشئين في هذا المجال. كما شهدت بُحُوث الباحثين المستقلين زيادة واضحة، حيث ارتفعت من ٤ بُحُوث فقط في الفترة ٢٠١٥-٢٠١٩ إلى ١٣ بحثًا في الفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤، مما قد يعكس توسع نطاق الاهتمام ببُحُوث التعليم الإسلامي خارج المؤسسات الأكاديمية التقليدية. يوضح الجدول رقم (3) خصائص بُحُوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية بحسب نمط التعاون البحثي وجنس الباحث الرئيس وتصنيفه المهني.
جدول رقم (3) أعداد بُحُوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية بحسب نمط التعاون البحثي وجنس الباحث الرئيس وتصنيفه المهني
الخصائص/ الفترات الزمنية |
2000- 2004 |
2005- 2009 |
2010- 2014 |
2015- 2019 |
2020- 2024 |
المجموع |
النسبة |
|
نمط التعاون البحثي
|
باحث واحد |
٦ |
16 |
21 |
29 |
32 |
104 |
٥٨.١٠ |
باحثان |
1 |
1 |
5 |
15 |
18 |
40 |
٢٢.٣٥ |
|
3 فأكثر |
٠ |
1 |
8 |
7 |
19 |
35 |
١٩.٥٥ |
|
جنس الباحث الرئيس |
ذكر |
5 |
١٤ |
١٨ |
30 |
٣٨ |
105 |
٥٨.٦٦ |
أنثى |
2 |
٤ |
16 |
21 |
31 |
74 |
٤١.٣٤ |
|
تصنيف الباحث الرئيس المهني
|
أستاذ |
0 |
2 |
8 |
5 |
7 |
22 |
١٢.٢٩ |
أستاذ مشارك |
٣ |
1 |
٤ |
6 |
6 |
20 |
١١.١٧ |
|
أستاذ مساعد |
0 |
2 |
٢ |
6 |
8 |
18 |
١٠.٠٦ |
|
عضو تدريس غير محدد |
4 |
13 |
19 |
26 |
27 |
89 |
٤٩.٧٢ |
|
طالب دراسات عليا |
0 |
0 |
1 |
4 |
8 |
13 |
٧.٢٦ |
|
باحث |
0 |
0 |
0 |
4 |
13 |
17 |
٩.٥٠ |
(هـ) الدول التي تنتمي لها المؤسسة التعليمية التي ينتسب لها الباحث الرئيس :
كشفت بيانات هذه الدراسة أن الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وبقية أوروبا، كانت الأكثر إنتاجًا لبُحُوث التعليم الإسلامي، حيث بلغت نسبة البُحُوث المنشورة من بريطانيا ٢١.٧٩٪، بينما سجلت بقية الدول الأوروبية نسبة أعلى قليلاً بلغت ٢٢.٩١٪. وعلى الرغم من الحضور القوي للباحثين الأوروبيين، فإن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت نسبة أقل بلغت ١٠.٠٦٪، مما يدل على اهتمام أكاديمي محدود نسبيًا مقارنة بالدول الأوروبية. في المقابل، كانت مساهمة الدول الإسلامية في تزايد مستمر، حيث ارتفعت نسبة البُحُوث المنشورة من الدول الإسلامية إلى ٢٤.٠٢٪، مما يعكس اهتمامًا متناميًا بدراسات التعليم الإسلامي للباحثين من هذه الدول. أما الدول العربية، فقد جاءت مساهمتها قليلة، حيث لم تتجاوز ٨.٣٨٪ من إجمالي البُحُوث، مما يشير إلى ضعف التمثيل العربي في المجلات الدولية المختصة بهذا المجال. ولعل سبب ذلك يعود إلى محدودية وصول الباحثين العرب إلى هذه المنصات الدولية، ربما بسبب عائق اللغة، أو الاشتراكات المدفوعة، وعدم توفير الجامعات التي ينتمون إليها إمكانية الوصول إلى هذه المجلات، أو إلى تفضيلهم النشر في مجلات محلية وإقليمية. كما أن اشتراطات بعض المجلات العالمية ومعايير القبول المتشددة، بالإضافة إلى الفترات الطويلة التي تستغرقها البُحُوث للنشر، قد تشكل عائقًا إضافيًا، مما يعكس الحاجة إلى تعزيز دعم الباحثين في هذه الدول للوصول إلى منصات النشر الدولية. ومن الجدير بالذكر أن عدد البُحُوث القادمة من آسيا وإفريقيا -من غير الدول العربية والإسلامية- ظل محدودًا، حيث بلغ عشرة بُحُوث فقط من آسيا وستة بُحُوث من إفريقيا، مما قد يشير إلى تحديات مشابهة تواجه الباحثين في هذه المناطق. الجدول التالي رقم (4) عدد بُحُوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية بحسب الدولة التي تنتمي لها المؤسسة التعليمية التي ينتسب لها الباحث الرئيس.
جدول رقم (4) عدد بُحُوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية بحسب الدولة التي تنتمي لها المؤسسة التعليمية التي ينتسب لها الباحث الرئيس
الدولة التي تنتسب لها المؤسسة العلمية/ الفترة الزمنية |
2000-2004 |
2005-2009 |
2010-2014 |
2015-2019 |
2020-2024 |
المجموع |
النسبة |
|
الدولة
|
بريطانيا |
2 |
8 |
10 |
10 |
9 |
39 |
٢١.٧٩ |
بقية أوروبا* |
4 |
3 |
6 |
14 |
14 |
41 |
٢٢.٩١ |
|
أمريكا |
0 |
3 |
4 |
6 |
5 |
18 |
١٠.٠٦ |
|
كندا وأستراليا |
0 |
2 |
2 |
1 |
2 |
7 |
٣.٩١ |
|
آسيا * |
1 |
0 |
1 |
2 |
6 |
10 |
٥.٥٩ |
|
افريقيا* |
0 |
0 |
3 |
1 |
2 |
6 |
٣.٣٥ |
|
دولة عربية |
0 |
0 |
0 |
6 |
9 |
15 |
٨.٣٨ |
|
دولة إسلامية |
0 |
2 |
8 |
11 |
22 |
43 |
٢٤.٠٢ |
(و) المرحلة التعليمية المستهدفة في البحث:
كشفت نتائج التحليل أن بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في المجلات الدولية ركزت بشكل أكبر على التعليم العام، حيث استهدفت هذه المرحلة نسبة ٦٣.٦٩٪ من إجمالي البُحُوث، وهو ما يعادل ١١٤ بحثًا من أصل ١٧٩ مما يعكس أهمية التعليم العام باعتباره الأساس الذي يُبنى عليه التعليم الإسلامي في مختلف المستويات التعليمية. والملاحظ أيضاً أن الاهتمام بالتعليم العام شهد تصاعدًا ملحوظًا عبر الفترات الزمنية محل الدراسة، حيث ارتفع عدد البُحُوث من ثلاثة بُحُوث فقط في الفترة ٢٠٠٠-٢٠٠٤ إلى ٤٧ بحثًا في الفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤، أما البُحُوث التي استهدفت التي تناولت مرحلة التعليم الجامعي، فقد جاءت بنسبة أقل، حيث مثلت ١٩.٥٥٪ من إجمالي البُحُوث، أي ما يعادل ٣٥ بحثًا، ومن الملاحظ أن هذه البُحُوث لم تشهد نموًا مستقرًا عبر الفترات الزمنية، حيث كانت هناك تقلبات في عدد البُحُوث المنشورة، إذ زاد العدد من أربعة بُحُوث في الفترة ٢٠٠٥-٢٠٠٩ إلى ثمانية بُحُوث في الفترة ٢٠١٠-٢٠١٤، ثم شهد انخفاضًا طفيفًا في ٢٠١٥-٢٠١٩، ليعود ويرتفع إلى ١٦ بحثًا في الفترة الأخيرة.
أما بالنسبة للبُحُوث التي لم تحدد المرحلة التعليمية المستهدفة أو كانت تتناول التعليم الإسلامي بشكل عام، فقد بلغت ١٦.٧٦٪ من إجمالي البُحُوث، وهو ما يعادل ٣٠ بحثًا. وهذا يدل على أن جزءًا من بُحُوث التعليم الإٍسلامي المنشورة في المجلات الدولية ركز على قضايا عامة في التعليم الإسلامي، مثل الفلسفة التربوية الإسلامية، والمناهج، والقيم التربوية بدون التركيز على مستوى معين. الجدول التالي رقم (5) يوضح خصائص بُحُوث التعليم الإسلامي فيما يتعلق بالمرحلة التعليمية المستهدفة في البحث، وكذلك نوع المنهج البحثي المستخدم في الدراسة.
جدول رقم (5) خصائص بُحُوث التعليم الإسلامي فيما يتعلق بالمرحلة التعليمية والمنهجية البحثية
الخصائص/ الفترة الزمنية |
2000-2004 |
2005-2009 |
2010-2014 |
2015-2019 |
2020-2024 |
المجموع |
النسبة |
|
المرحلة التعليمية المستهدفة
|
تعليم عام |
3 |
10 |
18 |
36 |
47 |
114 |
63.69 |
تعليم جامعي |
0 |
4 |
8 |
7 |
16 |
35 |
19.55 |
|
لا ينطبق/غير محدد |
4 |
4 |
8 |
8 |
6 |
30 |
16.76 |
|
المنهجية البحثية
|
بحث نوعي |
2 |
6 |
13 |
24 |
36 |
81 |
45.23 |
بحث كمي |
1 |
2 |
6 |
9 |
20 |
38 |
21.23 |
|
نظري أو غير تجريبي |
4 |
10 |
15 |
18 |
13 |
60 |
33.52 |
(ز) المنهجية البحثية:
كشفت نتائج الدراسة أن البُحُوث النوعية كانت الأكثر استخدامًا في بُحُوث التعليم الإسلامي، حيث مثلت ٤٥.٢٣٪ من إجمالي البُحُوث، مما يعكس اهتمام الباحثين بتحليل الظواهر التربوية في التعليم الإسلامي من خلال المقابلات، ودراسة الحالات، وغيرها من الأساليب النوعية. وقد شهدت البُحُوث النوعية نموًا مستمرًا عبر الفترات الزمنية، حيث ارتفع عددها من بحثين فقط في الفترة ٢٠٠٠-٢٠٠٤ إلى ٣٦ بحثًا في الفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤، مما يشير إلى التحول نحو استخدام المنهجيات التفسيرية لفهم قضايا التعليم الإسلامي بشكل أعمق. أما البُحُوث التي اعتمدت على المنهج الكمي فقد شكلت نسبة ٢١.٢٣٪ من إجمالي البُحُوث، ومن الملاحظ أيضاً أن البُحُوث الكمية شهدت نموًا تدريجيًا خلال الفترات الزمنية، حيث ارتفعت من بحث واحد فقط في الفترة ٢٠٠٠-٢٠٠٤ إلى ٢٠ بحثًا في الفترة الأخيرة.
ومن خلال التحليل تبين وجود عدة بُحُوث تضمنت بيانات نوعية وكمية وهي ما يطلق عليه البحوث المختلطة أو المزجية، وهذه البُحُوث تم تصنيفها في هذا التحليل وفق المنهجية الأكثر استخداماً فيها.
أما فيما يتعلق بالبُحُوث النظرية أو غير التجريبية، فقد شكلت ٣٣.٥٢٪ من إجمالي البُحُوث، وهو ما يعادل ٦٠ بحثًا، مما يدل على أن نحو ثلث بُحُوث التعليم الإسلامي ركز على القضايا الفلسفية والتأصيلية في التعليم الإسلامي، مثل المبادئ التربوية الإسلامية، والمناهج الفكرية، والأطر النظرية. وقد شهدت هذه الفئة استقرارًا نسبيًا في عدد البُحُوث عبر الفترات الزمنية، حيث سجلت أعلى عدد لها في الفترة ٢٠١٠-٢٠١٤ بـ ١٥ بحثًا.
السؤال الثاني:
للإجابة عن سؤال الدراسة الثاني، "ما التوجهات الموضوعية الرئيسة في بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في مجلات التعليم الديني الدولية خلال الفترة (2000-2024)؟ وما أبرز القضايا البحثية التي حظيت باهتمام الباحثين؟ كشفت نتائج تحليل بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في مجلات التعليم الديني الدولية محل الدراسة الحالية إلى أن التوجهات الموضوعية الرئيسة تنوعت بشكل كبير، حيث توزعت البُحُوث على ستة مجالات رئيسة، مع وجود تباين واضح في حجم الاهتمام بكل مجال. وقد جاءت القضايا الثقافية والاجتماعية والروحية في صدارة التوجهات الموضوعية حيث شكلت 40.78% من إجمالي البُحُوث، علماً بأن النمو في هذا المجال مستمر عبر جميع الفترات الزمنية، مما يشير إلى أنه من التوجهات الموضوعية الأكثر استدامة في بُحُوث التعليم الإسلامي.
يلي ذلك طرق التدريس ونماذج التعلم، التي مثلت 20.11٪ من البُحُوث، أما القيم والأخلاق فقد شكلت نسبة 15.64٪ من البُحُوث. يلي ذلك الإدارة والسياسات التربوية حيث استحوذت على نسبة ١2.85٪ من البُحُوث، وفي المقابل، كانت الموضوعات المتعلقة بـ النظرية التربوية والتاريخ والتقاليد الأقل تناولًا، حيث بلغت نسبة البُحُوث في النظرية التربوية ٥.٥٩٪، بينما سجلت البُحُوث المتعلقة بـ التاريخ والتقاليد أقل نسبة، حيث بلغت ٥.٠٣٪ فقط.
الجدول التالي رقم (6) يوضح التوجهات الموضوعية البحثية الرئيسة في بُحُوث التعليم الإسلامي بحسب الفترات الزمنية الخمس المحددة.
جدول رقم (6) التوجهات الموضوعية البحثية الرئيسة في بُحُوث التعليم الإسلامي بحسب الفترات الزمنية
|
2000-2004 |
2005-2009 |
2010-2014 |
2015-2019 |
2020-2024 |
المجموع |
النسبة |
النظرية التربوية |
0 |
1 |
4 |
4 |
1 |
10 |
5.59 |
طرق التدريس ونماذج التعلم |
0 |
3 |
5 |
6 |
22 |
36 |
20.11 |
القيم والأخلاق |
2 |
2 |
2 |
6 |
16 |
28 |
15.64 |
الإدارة والسياسات التربوية |
2 |
3 |
4 |
9 |
5 |
23 |
12.85 |
القضايا الثقافية والاجتماعية |
3 |
9 |
16 |
21 |
24 |
73 |
40.78 |
التاريخ والتقاليد |
0 |
0 |
3 |
5 |
1 |
9 |
5.03 |
المجموع |
7 |
18 |
34 |
51 |
69 |
179 |
100 |
هذه النتائج تتفق ما كشفت عنه الدراسات السابقة التي تناولت توجهات البُحُوث في مجلات التعليم الديني عموماً مثل دراسة إنجلش وآخرون (English, 2005b) ، وبن طالب (2020) اللتان كشفتا عن أن القضايا الثقافية والاجتماعية كانت الأكثر تناولًا ولكن بنسبة أقل قليلاً حيث بلغت في الدراسة الأولى 32.7% وفي الثانية 29.63% ، مع ملاحظة أن الأولى تناولت الفترة 1992-2002 والثانية 2015-2019، ولعل سبب حصول القضايا الثقافية والاجتماعية على نسبة أعلى في الدراسة الحالية (40.78%) لارتباط بُحُوث التعليم الإسلامي بالقضايا المجتمعية وقضايا الهوية الدينية والوطنية بشكل أكبر.
كما يلاحظ أن البُحُوث المتعلقة بطرق التدريس ونماذج التعلم شكلت ثاني أكبر مجال للموضوعات بعد القضايا الثقافية والاجتماعية والروحية. كما أظهرت البيانات زيادة كبيرة في الاهتمام بهذا المجال وخصوصاً خلال الفترة الزمنية 2020-2024، حيث نُشر 22 بحثًا، مقارنةً بـ 6 بُحُوث فقط في الفترة 2015-2019، مما يشير إلى نمو متزايد في البُحُوث حول طرق التدريس ونماذج التعلم في التعليم الإسلامي. وقد يعود ذلك إلى التحول المتسارع نحو استخدام التكنولوجيا في التعليم الإسلامي، حيث ركزت البُحُوث الحديثة على دمج التعلم الرقمي، وتطوير المحتوى الديني بطرق تفاعلية، كما ساهمت جائحة كورونا في تسريع تبني استراتيجيات التعلم عن بعد، مما يعكس تحولًا نحو نماذج تعلم نشطة تعزز الفهم العميق والتفاعل مع المحتوى الديني.
فيما يتعلق بالتوجه الموضوعي للقيم والأخلاق، كشفت الدراسة الحالية عن زيادة ملحوظة في الاهتمام بهذا المجال، حيث شكلت البُحُوث المتعلقة بالقيم والأخلاق 15.64% من إجمالي البُحُوث، مقارنةً بنسبة 10% في دراسة بن طالب (2020)، ولعل تفسير ذلك يعود للطبيعة الأساسية للتعليم الإسلامي في غرس القيم الدينية وتنمية الأخلاق لدى المتعلمين، ولذلك وجدت بُحُوث تناولت هذه الجوانب، والأمر الآخر أن الدراسة الحالية ضمت ضمن قائمة المجلات محل الدراسة مجلة المعتقدات والقيم بعكس الدراسات السابقة، وهي -أي المجلة- تعرف باهتمامها بالبُحُوث المتعلقة بالأخلاق والتربية القيمية في التعليم الديني، مما يعني أن نسبة البُحُوث حول القيم والأخلاق في الدراسة الحالية قد يكون سبب ارتفاعها بسبب طبيعة المجلة نفسها. فإدراجها ضمن الدراسة الحالية قد زاد من حجم البُحُوث التي تناولت التربية الأخلاقية، وتعليم القيم، وربط الأخلاق بالمناهج التعليمية، وهو ما لم يكن حاضرًا بنفس القوة في الدراسات السابقة التي ركزت على مجلتي التعليم الديني والمجلة البريطانية للتعليم الديني.
لعل الملاحظة الأبرز عند النظر في تطور توجهات بُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في مجلات التعليم الدولي خلال الفترة الممتدة من عام 2000 وحتى نهاية عام 2024 هي النمو الكبير في عدد البُحُوث، كما تم توضيحه في إجابة سؤال الدراسة الأول. ولذا، فمن الضروري مراعاة التفاوت الكبير في حجم البُحُوث بين الفترات الزمنية المختلفة، إذ أن الفترتين الأولى (2000- 2004) والثانية (2005- 2009) شهدتا عددًا محدودًا من البُحُوث (7 و18 بحثًا على التوالي)، مما يجعل المقارنة مع الفترات اللاحقة أكثر صعوبة نظرًا لقلة البيانات المتاحة في تلك الفترات المبكرة. ومع ذلك، فإن بُحُوث التعليم الإسلامي وخصوصاً في الفترتين الأخيرتين (2015- 2024) بدأت - ومع النمو الكبير - في معالجة قضايا أكثر تنوعًا واتساعًا، تعكس تطور الاهتمامات البحثية في هذا المجال مثل اندماج التعليم الإسلامي في النظم التعليمية الحديثة، وتأثير التقنية في تعليم المواد الإسلامية أو في ارتباطها بالقيم، وأدوار المعلمين والمناهج في تعزيز التفكير النقدي والاستقلالية لدى الطلاب، إضافةً إلى قضايا الهوية الإسلامية والتعليم في المجتمعات متعددة الثقافات، وهذا يشير إلى تحول في طبيعة الأسئلة البحثية المطروحة نحو اتجاهات أكثر ارتباطًا بالتحديات العالمية ضمن السياقات المحددة سواء في الدول الإسلامية أو في المجتمعات الغربية.
في الفترة الأولى (2000- 2004)، ورغم محدودية بُحُوث التعليم الإسلامي، إلا أن معظمها (4 من 7) تناولت الهوية الدينية للطلاب المسلمين، سواء من خلال دراسة تأثير المدارس الإسلامية على تشكيل الهوية الثقافية والدينية للطلاب في البيئات غير الإسلامية (Östberg, 2000؛ Driessen & Valkenberg, 2000)، أو من خلال بحث السياسات التعليمية وتأثيرها على الهوية الوطنية والدينية في العالم الإسلامي (Leirvik, 2004)، أو من خلال دراسة تأثير الأيديولوجيات التربوية المختلفة على الهوية الدينية والسياسية للمسلمين (El-Awaisi, 2000).
أما في الفترة الثانية 2005-2009 ، شهدت بُحُوث التعليم الإسلامي توسعًا تدريجيًا في الموضوعات البحثية، ليشمل ذلك التفاعل مع التعددية الثقافية، وتطوير المناهج وطرق التدريس، ودور التعليم الإسلامي في الاندماج الاجتماعي. ناقشت بعض البُحُوث كيفية تكيّف المدارس الإسلامية مع البيئات متعددة الثقافات، خاصة في الدول الغربية، ومدى نجاحها في تحقيق التوازن بين المحافظة على القيم الإسلامية والانخراط في النظم التعليمية الحديثة (Merry, 2005؛ Neill, 2006). كما بدأ يظهر اهتمام متزايد بموضوع تطوير المناهج الإسلامية واستراتيجيات التعلم الحديثة، مع اقتراح بعض البُحُوث نماذج تدريسية تجمع بين المعرفة الدينية والتطبيق العملي (Alavi, 2008؛ Hussain, 2008). إلى جانب ذلك، برزت نقاشات حول القيم الأخلاقية والاجتماعية في التعليم الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بدوره في تعزيز التفاعل بين الثقافات أو خلق مساحات منفصلة للمسلمين داخل المجتمعات الغربية (Bigger, 2006؛ Dien, 2007)..
في الفترة 2010- 2014، توسعت بُحُوث التعليم الإسلامي لتشمل تأثيره على الهوية الثقافية، وتطوير أساليب التدريس، وتكامله مع المناهج التربوية الحديثة. تناولت البُحُوث دور التعليم الإسلامي في تشكيل الهوية الدينية للطلاب في البيئات متعددة الثقافات وتأثيره على الاندماج الاجتماعي والقيم الوطنية (Rissanen, 2013؛ Shah, 2011؛ Qadir, 2012). كما بحثت كيفية تعليم الطلاب المسلمين في المدارس غير الإسلامية وأثر ذلك على فهمهم للقيم الإسلامية (Berglund, 2012 ؛ Geaves, 2013).
إضافة لذلك، تناولت البُحُوث موضوع تطوير مناهج التربية الإسلامية بأساليب تعليمية حديثة، مثل النقاشات النقدية والحوار، لتعزيز التفكير النقدي والقيم الروحية (Genç et al., 2012؛ Geaves, 2013). كما استُكشفت العلاقة بين التعليم الإسلامي والصحة النفسية للطلاب، مع التركيز على دوره في تعزيز الشعور بالهوية والطمأنينة النفسية (Davids, 2014؛ Rissanen, 2013).
في الفترة 2015- 2019 ، شهدت بُحُوث التعليم الإسلامي توسعًا في تناول قضايا اندماج التعليم الإسلامي في النظم التعليمية الحديثة، تأثير التكنولوجيا في التدريس، وتعزيز التفكير النقدي والاستقلالية لدى الطلاب. تناولت بعض البُحُوث تأثير التعليم الإسلامي على الهوية الدينية والاجتماعية للمسلمين في المجتمعات غير الإسلامية، حيث ناقشت كيفية تفاعل المدارس الإسلامية مع تحديات الاندماج الاجتماعي والتعددية الثقافية، خاصة في سياقات المجتمعات الغربية التي تواجه الإسلاموفوبيا وسياسات دمج المهاجرين (McKenna & Francis, 2018؛ Rodríguez García, 2018؛ Toft, 2019). كما ركزت بعض البُحُوث على تحليل المناهج الإسلامية ودورها في ترسيخ قيم التسامح أو تعزيز الهوية الدينية، حيث تم تحليل مناهج التدريس في دول مثل بلجيكا وأيرلندا وهولندا (Franken, 2018؛ Panjwani & Revell, 2018؛ Demirel Ucan & Wright, 2018).
كما شهدت هذه الفترة اهتمامًا بتطوير استراتيجيات التدريس في التعليم الإسلامي، حيث بدأت بعض البُحُوث في اقتراح نماذج تدريس حديثة تعتمد على التفكير النقدي، والتعليم التفاعلي، واستخدام التكنولوجيا في التدريس (Panjwani & Revell, 2018؛ Wijaya Mulya & Aditomo, 2018؛ Demirel Ucan & Wright, 2018). كما تم التركيز على دور المعلمين والمناهج في تعزيز الاستقلالية الفكرية لدى الطلاب، حيث اقترحت بعض البُحُوث إدخال طرق تعليمية تدمج بين المعرفة الإسلامية والفكر النقدي الحديث (Alabdulhadi, 2019؛ Toft, 2019؛ Muslih, 2019).
في الفترة 2020- 2024، شهدت بُحُوث التعليم الإسلامي توسعًا من حيث تنوع الموضوعات وتطور أساليب البحث، مع استخدام التكنولوجيا في التعليم، وتحديث مناهج التربية الإسلامية لمواكبة التغيرات المجتمعية العالمية. ناقشت بعض البُحُوث أثر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعي الديني للطلاب، حيث حللت استخدام الإنترنت كأداة تعليمية لتعزيز المعرفة الإسلامية، وكذلك المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على الهوية الدينية (BinTaleb, 2020؛ Hanafi et al., 2024؛ Ju’subaidi et al., 2024). كما توسعت البُحُوث في دراسة دور التعلم الرقمي في تدريس القيم الإسلامية، وأثر التعلم عن بُعد على مناهج التربية الدينية، خاصة بعد جائحة كورونا (Utami, 2024؛ Hanafi et al., 2024؛ Alotaibi, 2024).
كما ظهر اهتمام بكيفية إدخال مفاهيم الحوار بين الأديان، تعليم السلام، وتعزيز قيم المواطنة العالمية في المناهج الإسلامية (Alhazmi, 2023؛ Aseery & Alfaifi, 2024؛ Tuna, 2024). كما بدأ البحث في إصلاح مناهج التعليم الإسلامي لمواءمتها مع متطلبات الدولة الحديثة، مع التركيز على تعزيز التفكير النقدي، ودور المناهج في الوقاية من الفكر المتطرف (Jan et al., 2024؛ R’boul & Barnawi, 2024؛ Alotaibi, 2024).
كما شهدت هذه الفترة اهتمامًا بالأبعاد الاجتماعية للتعليم الإسلامي، مثل قضايا المرأة، الصحة النفسية، والعدالة الاجتماعية. ناقشت بعض البُحُوث دور التعليم الإسلامي في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في المجتمعات الحديثة، إضافة إلى دراسة أثر المناهج الإسلامية على الصحة النفسية للطلاب ومدى ارتباطها بالاستقرار العاطفي والتعليمي (Davids, 2022؛ Mahmud, 2024؛ Elton-Chalcraft & Bryan, 2024). كما توسعت البُحُوث في تحليل التعليم الإسلامي من منظور المسؤولية البيئية والاستدامة، حيث بدأ الباحثون في دراسة كيفية إدماج القيم البيئية في المناهج الإسلامية (BinTaleb, 2024؛ Kurttekin, 2024؛ Masturin, 2024).
يتضح من ذلك، أن بُحُوث التعليم الإسلامي في الفترة الأولى ركزت على الهوية الدينية للطلاب المسلمين الإسلامية، ثم توسعت تدريجيًا مع تزايد عدد البُحُوث واتساع نطاق الاهتمامات البحثية لتشمل موضوعات مثل التقنية في التعليم، تعزيز التفكير النقدي، تحديث المناهج، قيم المواطنة والتسامح، مفاهيم الاستدامة البيئية، مما يعكس تحولًا واضحًا نحو معالجة التحديات المعاصرة وربط التعليم الإسلامي بالمتغيرات العالمية.
السؤال الثالث:
للإجابة عن سؤال الدراسة الثالث، " ما بُحُوث التعليم الإسلامي الأكثر تأثيراً والمنشورة في مجلات التعليم الديني الدولية خلال الفترة (2000- 2024)؟ قام الباحث بمراجعة البيانات الخاصة ببُحُوث التعليم الإسلامي المنشورة في هذه المجلات وفق المعلومات المتوفرة في المنصة الإلكترونية لدار النشر تايلور وفرانسيس Taylor & Francis Online، للتحقق من عدد الاستشهادات البحثية التي حصلت عليها هذه البُحُوث، حيث إن عدد الاستشهادات البحثية أصبح من المؤشرات الأكثر استخدامًا في تقييم جودة الأوراق والمجلات والباحثين والجامعات (Mertala et al., 2022)، كما أن البُحُوث الأكثر استشهادًا highly cited articles والتي يرمز لها بالحروف (HCA) أصبحت من الموضوعات البحثية التي يهتم بها الباحثون، وقد يعود ذلك إلى توفر بيانات الاستشهادات في قواعد البيانات الأكاديمية مما يجعلها معيارًا شائع الاستخدام في قياس التأثير البحثي، وإن كان لا يعكس بالضرورة جودة البحث أو أصالته العلمية.
كشفت بيانات الدراسة الحالية أن من بين 179 بحثًا منشورًا في هذا المجال، هناك 30 بحثًا فقط حصل على 15 استشهادًا أو أكثر، ما يمثل 17 % من إجمالي البُحُوث. وقد توزعت هذه البُحُوث على أربع مجلات رئيسة، حيث سجلت المجلة البريطانية للتعليم الديني أعلى نسبة من البُحُوث التي تجاوزت هذا الحد، إذ بلغت 20%، تليها مجلة المعتقدات والقيم بنسبة 16%، ثم مجلة التعليم الديني بنسبة 14%، وأخيرًا مجلة الدين والتعليم ببحثين فقط أي بنسبة 11% من إجمالي عدد بحوث التعليم الإسلامي في المجلة نفسها، وذلك حسب الموضح في الجدول رقم 7. وفيما يلي إيضاح لهذه البُحُوث مقسمة بحسب كثرة الاستشهادات: 25 استشهادًا فأكثر، ثم 20 إلى 24 استشهادًا، ثم 15 إلى 19 استشهادًا بحثيًا.
جدول رقم (7) عدد ونسبة بُحُوث التعليم الإسلامي التي نالت 15 استشهادًا أو أكثر
النسبة إلى بُحُوث التعليم الإسلامي في المجلة نفسها |
عدد البُحُوث التي نالت 15 استشهادًا أو أكثر |
عدد بُحُوث التعليم الإسلامي |
المجلة/عدد البُحُوث الأكثر تأثيرا |
14% |
6 |
44 |
التعليم الديني |
20% |
13 |
59 |
المجلة البريطانية للتعليم الديني |
16% |
9 |
57 |
مجلة المعتقدات والقيم |
11% |
2 |
19 |
الدين والتعليم |
17% |
30 |
179 |
مجموع |
بُحُوث التعليم الإسلامي التي نالت 25 استشهادًا فأكثر:
اهتمت البُحُوث التي حصلت على أكثر من 25 استشهادًا بتأثير التعليم الإسلامي على الهوية الدينية والاجتماعية، خاصة في البيئات غير الإسلامية. فقد ركزShah (2011) على المدارس الإسلامية في المجتمعات العلمانية، متسائلًا عما إذا كانت هذه المدارس تساعد في الحفاظ على الهوية الإسلامية أو تمثل مقاومة ثقافية ضد سياسات الدمج (35 استشهادًا). بينما ناقش Leirvik (2004) العلاقة بين التربية الدينية والهوية الوطنية في العالم الإسلامي، موضحًا دور السياسات التعليمية في تعزيز أو تقييد الانتماءات الدينية (34 استشهادًا). أيضاً، قدم Hussain (2004) تحليلًا لأهمية التعليم الإسلامي، خاصة في البيئات غير الإسلامية، حيث يصبح الحفاظ على الهوية الدينية أكثر تعقيدًا (32 استشهادًا). أما Abu-Saad (2003) فقد تناول القيم المهنية للمعلمين العرب في صحراء النقب، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجههم في تحقيق التوازن بين الهوية الدينية والاندماج المجتمعي (30 استشهادًا). كما قدم Ok (2016) أداة جديدة لقياس المواقف الدينية للمسلمين، مما ساهم في تطوير الدراسات المتعلقة بالمواقف الدينية وتأثيراتها في المجتمعات الإسلامية (30 استشهادًا). تناول Sherif (2011) حملة إدراج سؤال الدين في تعداد إنجلترا وويلز لعام 2001، مسلطًا الضوء على الآثار الاجتماعية والسياسية لهذا القرار (28 استشهادًا). كما أجرى Asghar, Hameed, & Farahani (2014) دراسة مقارنة حول كيفية تدريس نظرية التطور في كتب الأحياء المدرسية في خمس دول إسلامية، مشيرين إلى الفروقات في المقاربات التعليمية والتأثيرات الأيديولوجية المختلفة (27 استشهادًا).
بُحُوث التعليم الإسلامي ذات الاستشهادات بين 20 و24:
في الفئة التي تضم البُحُوث الحاصلة على أكثر من 20 استشهادًا، تركزت الدراسات حول الهوية الدينية والعلاقات الاجتماعية وتأثير التعليم الإسلامي في البيئات المتعددة الثقافات. حيث تناول Ghorbani et al. (2010) العلاقة بين الهوية الإسلامية والتكيف الاجتماعي في إيران، مشيرين إلى تأثير العوامل الدينية على الحياة الشخصية والاجتماعية للأفراد (23 استشهادًا). بينما ركز Merry (2005) على دور الآباء في المدارس الإسلامية في الغرب، موضحًا تأثيرهم على السياسات التعليمية لضمان توافقها مع القيم الإسلامية (21 استشهادًا). ناقش Östberg (2000) كيفية إدارة الهوية الدينية للأطفال الباكستانيين في النرويج، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه العائلات في الحفاظ على ثقافتها الدينية في بيئة علمانية (21 استشهادًا). أما Demirel Ucan & Wright (2018) فقد قدما تحليلًا لأساليب تدريس التربية الإسلامية باستخدام مقاربات نقدية تعتمد على نظرية التباين، مما يساعد في تعزيز التفكير النقدي لدى الطلاب (21 استشهادًا). كما قدم Memon (2011) دراسة حول احتياجات معلمي المدارس الإسلامية، مقترحًا برنامجًا تعليميًا جديدًا يساعدهم على مواجهة التحديات المهنية والتعليمية (20 استشهادًا).
بُحُوث التعليم الإسلامي ذات الاستشهادات بين 15 و19:
البُحُوث التي حصلت على استشهادات من 15 إلى 19 تناولت قضايا متنوعة، مثل إعداد المعلمين وأساليب تدريس التربية الإسلامية والتحديات الفلسفية في التعليم الإسلامي. ركز Aşlamacı & Kaymakcan (2016) على مدارس الإمام خطيب في تركيا كنموذج تعليمي يدمج بين التعليم الديني والتعليم الحديث، مما يساهم في تلبية احتياجات الطلاب الدينية والأكاديمية (19 استشهادًا). أما Panjwani & Revell (2018) فقد تناولا التحديات التفسيرية في تدريس الإسلام، مقترحين استخدام مقاربة هرمينوطيقية (Hermeneutic Approach) لتعزيز الفهم العميق للنصوص الإسلامية (19 استشهادًا). كما قدم Musharraf et al. (2014) دراسة حول مقياس لتقييم الاتجاهات الدينية تجاه الإسلام في باكستان، باستخدام عناصر إيجابية فقط لقياس المواقف الدينية (17 استشهادًا). طور Selçuk & Valk (2012) نموذجًا تربويًا يعتمد على فهم الذات والآخرين في سياق ديني متعدد الثقافات، مما يعزز من قدرة الطلاب على تطوير فهم أعمق للإسلام في سياقات متنوعة (16 استشهادًا). كما قدم Brockett et al. (2009) مقياسًا لقياس القرب الاجتماعي من المسلمين، مما يساعد في تحليل مدى تقبل المجتمعات غير المسلمة للإسلام والمسلمين (16 استشهادًا). أما Alabdulhadi (2019) فقد استعرضت كيفية تقديم قيم التسامح الديني في المناهج الدراسية الكويتية، موضحة دور التعليم الإسلامي في تعزيز قيم التعايش والانفتاح (16 استشهادًا). كما سلط Franken (2017) الضوء على التعليم الإسلامي في بلجيكا، موضحًا كيفية تطوره عبر الزمن والتحديات التي تواجه المدارس الإسلامية في سياق علماني متزايد (15 استشهادًا).
الخاتمة والتوصيات:
سعت هذه الدراسة إلى تحليل بُحُوث التعليم الإسلامي في مجلات التعليم الديني الدولية خلال فترة امتدت لربع قرن (2000- 2024 )، بهدف التعرف على خصائصها وتوجهاتها، وذلك لتعزيز فهم طبيعة البحث العلمي في التعليم الإسلامي على المستوى الدولي. وقد كشفت نتائج التحليل عن تطور ملحوظ في حجم هذه البحوث وتنوع موضوعاتها، إلى جانب تزايد التعاون البحثي بين العلماء، ومشاركة الباحثات، وارتفاع نسبة البحوث الصادرة من الدول الإسلامية، مع استمرار محدودية الحضور العربي في هذه المجلات الدولية.
وفي ضوء هذه النتائج، تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات التي من يؤمل منها الإسهام في تطوير البحث في هذا المجال، وتعزيز حضوره في الساحة الأكاديمية العالمية.
وبالإضافة إلى هذه التوصيات، تختتم الدراسة بالمقترحات التالية:
لعل هذه التوصيات والمقترحات تسهم في تعزيز جودة البحث العلمي في التعليم الإسلامي، وزيادة انتشاره وتأثيره في الساحة العلمية الدولية، وبالله التوفيق.
المراجع :
العساف ، صالح بن حمد (1996).المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الرياض : مكتبة العبيكان.
البنك الدولي (2025). الإنفاق على البحث والتطوير (% من الناتج المحلي الإجمالي). مسترجع من https://data.worldbank.org/indicator/GB.XPD.RSDV.GD.ZS
بن طالب، عبدالعزيز بن عبدالله. (2020). واقع البحث العالمي المعاصر في التعليم الديني: دراسة تحليلية للبحوث المحكمة في مجلتين دوليتين. المجلة السعودية للعلوم التربوية، 5، 1-24.
جامعة الملك سعود. (2025) الترقية. المجلس العلمي. مسترجع في 15 يناير 2025، من https://sc.ksu.edu.sa/en/node/33
Abu-Saad, I. (2003). The Work Values of Arab Teachers in Israel in a Multicultural Context. Journal of Beliefs & Values,
24(1), 39–51. https://doi.org/10.1080/1361767032000052980
Alabdulhadi, M. M. J. (2019). Religious tolerance in secondary Islamic Education textbooks in Kuwait. British Journal of Religious Education, 41(4), 422–434.
https://doi.org/10.1080/01416200.2019.1585329
Alavi, H. R. (2008). Nearness to God: A Perspective on Islamic Education. Religious Education, 103(1), 5–21.
https://doi.org/10.1080/00344080701807361
Alhazmi, A. A. (2023). Pedagogy of tolerance and violence prevention in the Arab world. British Journal of Religious Education, 46(1), 26–42.
https://doi.org/10.1080/01416200.2023.2254511
Aseery, A., & Alfaifi, M. (2024). Religious tolerance in Saudi Arabia’s middle school Islamic studies. British Journal of Religious Education, 1–19.
https://doi.org/10.1080/01416200.2024.2315551
Asghar, A., Hameed, S., & Farahani, N. K. (2014). Evolution in Biology Textbooks: A Comparative Analysis of 5 Muslim Countries. Religion & Education, 41(1), 1–15. https://doi.org/10.1080/15507394.2014.855081
Aşlamacı, İ., & Kaymakcan, R. (2016). A model for Islamic education from Turkey: the Imam-Hatip schools. British Journal of Religious Education, 39(3), 279–292.
https://doi.org/10.1080/01416200.2015.1128390
Berglund, J. (2012). Teachers only stand behind parents and God in the eyes of Muslim pupils. Journal of Beliefs & Values, 33(3), 357–367.
https://doi.org/10.1080/13617672.2012.732816
Bigger, S. (2006). Muslim women’s views on dress code and the hijaab: some issues for education. Journal of Beliefs & Values, 27(2), 215–226.
https://doi.org/10.1080/13617670600849978
BinTaleb, A. (2020). Learning about Islam and Islamic civilisation through a webquest: perspectives from pupils and their teacher. British Journal of Religious Education, 43(2), 218–227. https://doi.org/10.1080/01416200.2020.1735997
BinTaleb, A. (2024). Climate Change Issues in Saudi Elementary Schools: An Analysis and Suggestions for Islamic Studies Textbooks. Religious Education, 119(5), 354–362.
https://doi.org/10.1080/00344087.2024.2432171
Brockett, A., Village, A., & Francis, L. J. (2009). Internal consistency reliability and construct validity of the Attitude toward Muslim Proximity Index (AMPI): a measure of social distance. British Journal of Religious Education, 31(3), 241–249.
https://doi.org/10.1080/01416200903112417
Buchardt, M. (2010). When ‘Muslim‐ness’ is pedagogised. ‘Religion’ and ‘culture’ as knowledge and social classification in the classroom. British Journal of Religious Education, 32(3), 259–273.
https://doi.org/10.1080/01416200.2010.498614
Davids, N. (2014). Are Muslim women in need of Islamic feminism? In consideration of a re-imagined Islamic educational discourse. British Journal of Religious Education, 37(3), 311–325.
https://doi.org/10.1080/01416200.2014.944096
Demirel Ucan, A., & Wright, A. (2018). Improving the pedagogy of Islamic religious education through an application of critical religious education, variation theory and the learning study model. British Journal of Religious Education, 41(2), 202–217.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1484695
Dien, M. I. (2007). Islamic Studies or the study of Islam?: from Parker to Rammell. Journal of Beliefs & Values, 28(3), 243–255. https://doi.org/10.1080/13617670701712174
Driessen, G., & Valkenberg, P. (2000). Islamic Schools in the Netherlands: Compromising between Identity and Quality? British Journal of Religious Education, 23(1), 15–26.
https://doi.org/10.1080/0141620000230103
English, L. M., D’Souza, M., & Chartrand, C. (2003). Trends in research on religious education in the British Journal of Religious Education (1992-2002). British Journal of Religious Education, 25(3), 227-239.
English, L. M., D’Souza, M., & Chartrand, C. (2005a). Content analysis of Religious Education journal: Trends and themes (1993-2002). Religious Education, 100(3), 238-256.
English, L. M., D’Souza, M., & Chartrand, C. (2005b). Comparative analysis of Religious Education and British Journal of Religious Education (1992-2002). Religious Education, 100(4), 365-382.
El-Awaisi, A. A. F. M. (2000). Jihadia Education and the Society of the Egyptian Muslim Brothers: 1928‐49. Journal of Beliefs
& Values, 21(2), 213–225.
https://doi.org/10.1080/713675500
Elzamzamy, H., Abdelaziz, A., & Ahmed, S. (2024). The role of religion and spirituality in child and adolescent psychiatry: A content analysis of Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry (2000-2023). Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry, 63(1), 34-48.
Ezzani, M. D., & Brooks, M. C. (2015). (Mis) Understanding Islam in a Suburban Texas School District. Religion & Education,
42(3), 237–254.
https://doi.org/10.1080/15507394.2015.1013408
Franken, L. (2017). Islamic Education in Belgium: Past, Present, and Future. Religious Education, 112(5), 491–503. https://doi.org/10.1080/00344087.2017.1303300
Franken, L. (2018). Islamic religious education in Belgian state schools: a post-secular perspective. Journal of Beliefs & Values,
39(2), 132–143.
https://doi.org/10.1080/13617672.2018.1451602
Geaves, R. (2013). An exploration of the viability of partnership between dar al-ulum and higher education institutions in North West England focusing upon pedagogy and relevance. British Journal of Religious Education, 37(1), 64–82. https://doi.org/10.1080/01416200.2013.830958
Genç, F., ter Avest, I., Miedema, S., & Westerman, W. (2012). A conversational analysis of developments in religious education in Europe and in Turkey. British Journal of Religious Education, 34(3), 281–297.
https://doi.org/10.1080/01416200.2011.649346
Ghorbani, N., Watson, P. J., Zarehi, J., & Shamohammadi, K. (2010). Muslim extrinsic cultural religious orientation and identity: relationships with social and personal adjustment in Iran. Journal of Beliefs & Values, 31(1), 15–28.
https://doi.org/10.1080/13617671003666670
Hanafi, Y., Murtadho, N., Hassan, A. R., Ikhsan, M. A., & Diyana, T. N. (2019). Development and validation of a questionnaire for teacher effective communication in Qur’an learning. British Journal of Religious Education, 42(4), 424–434. https://doi.org/10.1080/01416200.2019.1705761
Hanafi, Y., Saefi, M., Ikhsan, M. A., Diyana, T. N., Ahsanuddin, M., Alfan, M., … Mustakim, S. S. (2024). Unveiling the intersection of technology and pedagogy: a domain-specific exploration for developing religious moderation content with an exploratory and Rasch Perspective. British Journal of Religious Education, 1–14.
https://doi.org/10.1080/01416200.2024.2427303
Hodge, D. R., Boddie, S. C., & Hong, P. Y. P. (2021). The presence of religion and spirituality in social work research: A content analysis of journal publications (2008-2017). Journal of Social Work Education, 57(3), 477-495.
Hussain, A. (2004). Islamic education: why is there a need for it? Journal of Beliefs & Values, 25(3), 317–323.
https://doi.org/10.1080/1361767042000306130
Hussain, A. (2008). Recent Western Reflections on Islamic Education. Religious Education, 103(5), 579–585.
https://doi.org/10.1080/00344080802427275
Jan, Q., Kakar, Q., Haq, B. U., Rahman, S. U., & Qian, X. S. (2024). Analyzing Pakistan’s national curriculum textbooks in religious-based construction and demonisation of ‘other’ for high schools. British Journal of Religious Education, 1–12.
https://doi.org/10.1080/01416200.2024.2393183
Kathan, B. W. (2016). National Council on Religion and Public Education, 1971–1994. Religion & Education, 43(2), 127–141. https://doi.org/10.1080/15507394.2015.1131561
Khir, B. M. S. (2007). Islamic Studies within Islam: definition, approaches and challenges of modernity. Journal of Beliefs & Values, 28(3), 257–266.
https://doi.org/10.1080/13617670701712430
Lee, C., & Taylor, M. (2013). Research trends in moral education: A content analysis of The Journal of Moral Education (1971-2011). Journal of Moral Education, 42(4), 500-521.
Leirvik *, O. (2004). Religious education, communal identity and national politics in the Muslim world. British Journal of Religious Education, 26(3), 223–236.
https://doi.org/10.1080/0141620042000232283
Mahmud, A. (2024). Addressing inequalities in accessing mental health services for Muslim university students in the United Kingdom: implications for attainment and wellbeing. Journal of Beliefs & Values, 1–16.
https://doi.org/10.1080/13617672.2024.2320013
McKenna, U., & Francis, L. J. (2018). Growing up female and Muslim in the UK: an empirical enquiry into the distinctive religious and social values of young Muslims. British Journal of Religious Education, 41(4), 388–401.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1437393
Memon, N. (2011). What Islamic school teachers want: towards developing an Islamic teacher education programme. British Journal of Religious Education, 33(3), 285–298. https://doi.org/10.1080/01416200.2011.595912
Merry, M. S. (2005). Advocacy and Involvement: The Role of Parents in Western Islamic Schools. Religious Education, 100(4), 374–385.
https://doi.org/10.1080/00344080500308512
Mertala, P., Moens, E., & Teräs, M. (2022). Highly cited educational technology journal articles: a descriptive and critical analysis. Learning, Media and Technology, 49(2), 216–229.
https://doi.org/10.1080/17439884.2022.2141253
Miller, K., & Teel, K. (2011). Religion and spirituality in health communication research: A decade in review (1999-2009). Journal of Health Communication, 16(6), 567-582.
Mogra, I. (2010). Teachers and Teaching: A Contemporary Muslim Understanding. Religious Education, 105(3), 317–329. https://doi.org/10.1080/00344081003772089
Mongeon, P., & Paul-Hus, A. (2020). The journal coverage of Web of Science and Scopus: a comparative analysis. Scientometrics, 106(1), 213–228.
https://doi.org/10.1007/s11192-015-1765-5
Musharraf, S., Alan Lewis, C., & Sultan, S. (2014). The Urdu translation of the Sahin–Francis Scale of Attitude toward Islam: A case of using only positive valence items in Pakistan. Journal of Beliefs & Values, 35(1), 25–35.
https://doi.org/10.1080/13617672.2014.884847
Neill, C. M. (2006). Islam in Egyptian Education: Grades K–12. Religious Education, 101(4), 481–503.
https://doi.org/10.1080/00344080600956590
Ok, Ü. (2016). The Ok-Religious Attitude Scale (Islam): introducing an instrument originated in Turkish for international use. Journal of Beliefs & Values, 37(1), 55–67.
https://doi.org/10.1080/13617672.2016.1141529
Östberg, S. (2000). Islamic Nurture and Identity Management: The Lifeworld of Pakistani Children in Norway. British Journal of Religious Education, 22(2), 91–103.
https://doi.org/10.1080/0141620000220204
Panjwani, F., & Revell, L. (2018). Religious education and hermeneutics: the case of teaching about Islam. British Journal of Religious Education, 40(3), 268–276.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1493269
Rissanen, I. (2013). Developing religious identities of Muslim students in the classroom: a case study from Finland. British Journal of Religious Education, 36(2), 123–138.
https://doi.org/10.1080/01416200.2013.773194
Selçuk, M., & Valk, J. (2012). Knowing Self and Others: A Worldview Model for Religious Education in Turkey. Religious Education, 107(5), 443–454.
https://doi.org/10.1080/00344087.2012.722473
Selçuk, M., Sözen, H., Şimşek, V., & İpek, Y. (2021). The Online Learning Experience of Theology Students in Turkey during the COVID-19 Pandemic: A New Disposition for RE? Religious Education, 116(1), 74–90.
https://doi.org/10.1080/00344087.2021.1879987
Shah, S. (2011). Muslim schools in secular societies: persistence or resistance! British Journal of Religious Education, 34(1), 51–65.
https://doi.org/10.1080/01416200.2011.601897
Sherif, J. (2011). A Census chronicle – reflections on the campaign for a religion question in the 2001 Census for England and Wales. Journal of Beliefs & Values, 32(1), 1–18.
https://doi.org/10.1080/13617672.2011.549306
Sözeri, S., Altinyelken, H. K., & Volman, M. (2018). Training imams in the Netherlands: the failure of a post-secular endeavour. British Journal of Religious Education, 41(4), 435–445.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1484697
Tan, C. (2009). Maximising the overlapping area: multiculturalism and a Muslim identity for madrasahs in Singapore. Journal of Beliefs & Values, 30(1), 41–48.
https://doi.org/10.1080/13617670902784535
Tan, C. (2014). Rationality and autonomy from the Enlightenment and Islamic perspectives. Journal of Beliefs & Values, 35(3), 327–339.
https://doi.org/10.1080/13617672.2014.98011
Utami, P. T. (2024). Booming internet use during pandemic on Indonesian students’ faith: threat and opportunity for sustainable religious education and religious inherency formation. British Journal of Religious Education, 46(3), 271–286.
https://doi.org/10.1080/01416200.2024.2305861
Wijaya Mulya, T., & Aditomo, A. (2018). Researching religious tolerance education using discourse analysis: a case study from Indonesia. British Journal of Religious Education, 41(4), 446–457.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1556602
Qadir, A. (2012). Between secularism/s: Islam and the institutionalisation of modern higher education in mid-nineteenth century British India. British Journal of Religious Education, 35(2), 125–139.
https://doi.org/10.1080/01416200.2012.717065
Rodríguez García, J. A. (2018). Islamic religious education and the plan against violent radicalization in Spain. British Journal of Religious Education, 41(4), 412–421.
https://doi.org/10.1080/01416200.2018.1484693
Toft, A. (2019). The extreme as the normal; binary teaching and negative identification in religious education lessons about Islam. British Journal of Religious Education, 42(3), 325–337. https://doi.org/10.1080/01416200.2019.1620684
Muslih, M. (2019). Islamic schooling, migrant Muslims and the problem of integration in The Netherlands. British Journal of Religious Education, 43(2), 196–205.
https://doi.org/10.1080/01416200.2019.1628004
Masturin (2024). Religious Education in Agricultural Environments: Integrating Islamic Teachings and Agricultural Practices for Holistic Student Development. Religious Education, 1–18.
https://doi.org/10.1080/00344087.2024.2426318