Document Type : Original Article
Authors
1 Department of Mental Health- Faculty of Education - Assiut University
2 Faculty of Education- Assiut University
3 قسم الصحة النفسية- كلية التربية - جامعة أسيوط
Abstract
Keywords
Main Subjects
مركز أ . د . احمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
مجلة كلية التربية
=======
الخصائـــص السيكومتريـــة لمقيـــاس اعتقــادات الذات لـــدى طــلاب الجامعـــة
إعــــــــــــــــــــــداد
أ.د/ مصطفى عبد المحسن الحديبي أ.م.د/ نور الهدى عمر محمد
أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية- جامعة اسيوط كلية التربية- جامعة اسيوط mostafaelhudaybi@aun.edu.eg nour.elmokadem@edu.aun.edu.eg
أ/ رباب محمد الصغير عبد الغني عبد الحليم
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية
كلية التربية- جامعة اسيوط
}المجلد الواحد والأربعون– العدد السادس– يونيو2025 م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص:
هدفت الدراسة الحالية إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس اعتقادات الذات لدى طلاب الجامعة، ولتحقيق هدف الدراسة الحالية تم استخدام مقياس نقد الذات (FSCRS) (إعداد: Gilbert et al., 2004؛ تعريب وتقنين: مصطفى عبد المحسن الحديبي وآخرون، 2024)، ثم تطبيقه على عينة الدراسة التي بلغ حجمها (210) طالبًا وطالبة من طلاب كلية التربية بأسيوط ممن تراوحت أعمارهم بين (18-22) عامًا، بمتوسط عمري (19,73) عامًا، وانحراف معياري قدره (1,07)، واستخدم الباحثون التحليل العاملي التوكيدي بعد تطبيق المقياس بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الكامن أو التحتي لمقياس نقد الذات عن طريق اختبار نموذج العوامل الكامنة، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات قد حظى على مؤشرات حسن مطابقة جيدة، حيث بلغت قيم مؤشر كا 2 Chi- Square (453.015)، ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) (0.839)، ومؤشر المطابقة المعياري Normed Fit Indexes (NFI) (0.714)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.818)، ومؤشر المطابقة النسبي Relative Fit Index (RFI) (0.680)، ومؤشر المطابقة التزايدي (Incremental Fit Index (IFI (0.821)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) (0.076)، وجميع تلك القيم في المدى المثالي لها، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ للأبعاد الثلاثة للمقياس: الأول: عدم كفاءة الذات (0,750)، والثاني: كراهية الذات (0,777)، والثالث: طمأنة الذات (0,752)، وهذا يدل على تمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق والثبات.
الكلمات المفتاحية: الخصائص السيكومترية، اعتقادات الذات، طلاب الجامعة.
The Psychometric Properties of Self-Beliefs Scale for University Students
Prof. Moustafa Abdel Mohsen Al-Houdaybi
Professor and Head of the Department of Mental Health
Faculty of Education- Assiut University
mostafaelhudaybi@aun.edu.eg
Dr. Nour Al-Huda Omar Mohammed
Associate Professor of Mental Health
Faculty of Education- Assiut University
nour.elmokadem@edu.aun.edu.eg
Rabab Mohammed El-saghir Abdul-Ghany Abdul- Halim
Assistant Lecturer at Mental Health Department
Faculty of Education- Assiut University
rabab.mohamed21@aun.edu.eg
Abstract:
The current study aimed to verify the psychometric properties of Self-Beliefs Scale for university students. To achieve this aim, Self-Criticism Scale (FSCRS) (Prepared by: Gilbert et al., 2004; translated and standardized by: Moustafa Abdel Mohsen Al-Houdaybi et al., 2024) was used and applied to the study sample, which consisted of (210) male and students from Faculty of Education in Assiut, aged between (18 – 22) years, with an average age of (19.73) years and a standard deviation of (1.07).The researchers employed confirmatory factor analysis (CFA) using IBM SPSS Amos v20 to verify the latent or underlying structure validity of Self-Criticism Scale by testing the latent factors model. The results indicated that the latent factors model of the Self-Criticism Scale demonstrated good fit indices, with Chi-Square (χ²) value of (453.015), Goodness of Fit Index (GFI) of (0.839), Normed Fit Index (NFI) of (0.714), Comparative Fit Index (CFI) of (0.818), Relative Fit Index (RFI) of (0.680), Incremental Fit Index (IFI) of (0.821), and Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) of (0.076). All these values fall within their ideal range. Moreover, Cronbach’s alpha reliability coefficients for the three dimensions of the scale were as follows: self-inadequacy (0.750), self-hatred (0.777), and self-reassurance (0.752), indicating that the scale possesses a high degree of validity and reliability.
Keywords: Psychometric Properties, Self-Beliefs, University Students.
مقدمة:
تُعد مؤسسات التعليم العالي مؤشرًا قويًا لارتقاء المجتمع وتطوره باعتبارها منبعًا للكفاءات والاحتياجات المجتمعية من الموارد البشرية القادرة على الإسهام في تطوير المجتمع من خلال إسهامها الفكري وإنتاجها العلمي، لذلك يجب العناية بشخصية الطالب الجامعي بشكل متكامل من جميع أبعادها العقلية والبدنية والاجتماعية والانفعالية، والعمل على تزويده بخبرات ومهارات هادفة تمكنه من اكتساب المعارف والقيم والاتجاهات والمهارات المناسبة، والتي تسهم في تنمية الجانب الأكاديمي والشخصي له.
ويتعرض الكثير من الطلاب حال التحاقهم بالمرحلة الجامعية لعديد من الصعوبات الأكاديمية والمشكلات النفسية والاجتماعية، والتي قد تؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وتفاعلهم الاجتماعي، والشعور بانخفاض الثقة وفقدان الشعور بالأمن، وقد يكون سبب هذه الصعوبات أو المشكلات انخفاض التوافق مع الحياة الجامعية؛ إذ تشير البحوث في هذا الصدد إلى أن الانتقال من المرحلة الثانوية إلى مرحلة الدراسة الجامعية يعد أول انفصال للفرد عن المحيطين به من الأصدقاء وأفراد الأسرة، وهذا بدوره يجعلهم يعانون من تحديات وتغيرات نفسية كبيرة وضغوط حادة نسبيًا قد تجعلهم غير متأكدين من قدراتهم في مواجهة هذه التحديات والضغوط، وبالتالي يؤثر ذلك على مستوى توافقهم وأدائهم الأكاديمي ويقلل من تقديرهم لذواتهم والميل إلى نقد الذات، وإصدار أحكام سلبية قاسية على الذات، ومحاولات جلد الذات المتكررة للوصول إلى الكمال من ناحية، وسيطرة مشاعر الإحساس بعدم الكفاءة والشك الذاتي وعدم السيطرة على الذات من ناحية أخرى (Kiaei & Kachooei ,2022, 2) .
ويُمثل مفهوم اعتقادات الذات Self-Criticism(*) أحد مكونات الصحة النفسية الذي يمكنه أن يؤثر بشكل كبير على استقرار النفس؛ حيث تتكون تلك الاعتقادات من خلال نقد الفرد لذاته، فإذا كان هذا النقد إيجابيًا بحيث يستخدمه الفرد كآلية للبقاء أو كحافز للإنجاز فإنه يعزز إيمان الفرد بنفسه وبقدراته، وينمي لديه التعاطف مع ذاته وشعوره بالأمان، وعدم الخوف من انتقاد الآخرين له، أما نقد الذات المرضي فيشير إلى الطريقة المُهينة التي ينظر بها الفرد إلى نفسه مقارنة بالآخرين في المواقف الصعبة أو عند مواجهة الفشل المتوقع، ويعد النقد الذاتي السلبي ظاهرة شائعة تتعلق بعلاقة داخلية معادية مع الذات إلى الذات، مما يفسر تباينًا كبيرًا داخل الفرد، وهذا يفسر أن الأفراد يختلفون فيما يفكرون حول ذواتهم، وكيف يقيمون ذواتهم، وكيف يتصرفون تجاه أنفسهم، ومن وجهة النظر الإكلينيكية فإن نقد الذات المرضي يعتبر مسؤولاً عن تفاقم الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية والانفعالية (علي محمود شعيب، 2024، 460-461).
وتشير فاطمة الزهراء محمد المصري (2021، 2548) أن نقد الذات المرضي هو تقييم قاسٍ للذات، يصاحبه مشاعر ذنب ولوم عالية للنفس، والشعور بالنقص، وعدم الكفاية، والدونية، واتهام الذات بالتقصير الدائم، وعدم الرضا عن الذات.
كما توضح آمال إبراهيم الفقي (2018، 560) أن نقد الذات هو مكون معرفي وجداني سلوكي له شق إيجابي عندما يقف الفرد مع ذاته بشفافية، ويحدد مواطن قوته ونقاط ضعفه، وينمي ويطور إيجابياته، ويعدل ويمحو سلبياته، وهذا المكون يرتبط بقوة أو ضعف كل من الأنا والأنا الأعلى ومدى استدخاله للأعراف والتقاليد التي تلقاها من البيئة المحيطة به. بالإضافة إلى المقارنات التي قد تتم بشكل عادل أو غير عادل بين ما لا يمتلكه وما يمتلك الآخرون؛ مما يجعله عُرضة للسوية أو الاضطرابات النفسية.
وقد ذكر (Shahar (2016, 396 عدة خصائص ملحوظة لنقد الذات المرضي وهي: (1) أنه يتسم بعلاقات معقدة ومستمرة مع الذات، (2) إجبار الذات على الوصول إلى أداء عالٍ، (3) التعبير المبرر والكراهية عندما تفشل الذات في الوصول إلى المستوى والمعيار الخاص بها، (4) أنه عقاب للذات يُمنح لشخص ما عندما لا يستطيع الوصول إلى مستوى أو معيار غير واقعي، (5) الفحص القاسي والدائم للذات وتقييمات نقدية مفرطة في سلوك الفرد وردود الفعل السلبية على الإخفاقات الملحوظة من حيث العنف الذاتي (سلوك إيذاء الذات)؛ مما يؤدي إلى الشعور بالدونية وضعف قيمة الذات، والخوف من الفشل، والشعور بالذنب، والمخاوف المفرطة بشأن الوضع الاجتماعي.
وتركز الدراسة الحالية على فئة الشباب الجامعي لما لها من أهمية كبيرة، فهي أمل كل أمة وأداة تطورها وتقدمها، وإن ظهور وانتشار مشكلة نقد الذات المرضي لديهم يُمثل عائقًا يحول دون تقدم الطالب الجامعي؛ مما يُشعره بضعف القدرة على ضبط الذات وتنظيم الانفعالات، وتبنيه للأفكار والمشاعر السلبية تجاه ذاته وتجاه الآخرين، وبالتالي فقدان التواصل الاجتماعي معهم، بالإضافة إلى التشكيك في قدرته على الأداء الجيد، والشعور بالعجز، وعدم الكفاءة، والشعور بالفشل والدونية، وتدني احترام الذات وتقديرها، ولوم الذات المستمر على حدوث الخطأ، واتهام الذات بالتقصير الدائم، وعدم التسامح مع الذات، وانخفاض القدرة على حل المشكلات، وانخفاض القدرة على اتخاذ القرار؛ مما قد ينعكس عليه في المجال المهني مستقبلاً، حيث أكدت العديد من الدراسات أن نقد الذات المرضي يرتبط بالعديد من الاضطرابات الاكلينيكية واضطرابات الشخصية، وأن المستويات المرتفعة من نقد الذات المرضي توجد لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب (Karimi, Mohammadi & Rahimi, 2020) ، واضطراب القلق الاجتماعي (Boersma, Hakanson, Salomonsson & Johansson, 2014) ، واضطراب الشخصية الحدية (Sekowski, Lengiewicz & Lester 2022)، واضطرابات الأكل وسوء المعاملة ومضطربي الشخصية، وذوى المحاولات الانتحارية كما في دراسات (Heshmati & Pellerone , 2018)، (Naveeda & Aftab, 2021)، (Kiaei & Kachooei ,2022) ، (Jannah., Yuliadi & Scarvanovi, 2022).
والمستقرئ لما سبق يتضح له أن اعتقادات الذات لدى الطالب الجامعي يمكن أن تتخذ شكلاً إيجابيًأ حيث ينتقد الفرد ذاته بشكل إيجابي وبنّاء يساعده على علاج نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة لديه، فيتسم بمرونة الذات والتعامل الإيجابي مع الواقع؛ مما يساعده على حل مشكلاته الأكاديمية والحياتية، ومواجهة الضغوط بشكل عام، وتحقيق أعلى مستويات التحصيل الأكاديمي، وتشجيع ذاته لتحقيق إنجازات في المستقبل، وعلى العكس، يمكن أن تتخذ اعتقادات الذات لدى الطالب الجامعي شكلاً سلبيًا حيث تتحول علاقة الفرد مع ذاته إلى علاقة مضطربة بسبب نقد الفرد لذاته بشكل سلبي ومَرضي؛ مما يجعله عُرضة للعديد من المشاعر السلبية تجاه الذات، مثل: عدم احترام الذات، وتدني تقدير الذات، والشعور بعدم الكفاءة والدونية، وعدم تقبل الذات، وانخفاض الثقة بالنفس، وغيرها.
ولذلك سعى الباحثون في الدراسة الحالية إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس نقد الذات لطلاب الجامعة (Gilbert et al., (2004، بعد تعريبه وترجمته من قِبل مصطفى عبد المحسن الحديبي وآخرون (2024) لمعرفة مدى ملائمة هذا المقياس مع طبيعة وخصائص عينة الدراسة من طلاب الجامعة، والتأكد من استخدامه كأداة لقياس وتشخيص اعتقادات الذات لديهم؛ للمساهمة في حصر هذه المشكلة بين مجتمع طلاب الجامعة، ومعرفة أسبابها، وكيفية التعامل معها، والحد من انتشارها.
مشكلة الدراسة:
على الرغم من الاستحسان المتنامي في تناول متغير اعتقادات الذات (نقد الذات) في البيئة الأجنبية بحثًا ودراسةً، إلا أنه توجد ندرة في الدراسات حول اعتقادات الذات لطلاب الجامعة في البيئة العربية، كما أنه متغير يُمثل في حد ذاته موضوعًا محوريًا، ومن موضوعات الاهتمام الحديثة والمعاصرة نسبيًا، وعلى الرغم من ذلك لم ينل حقه من الدراسة والبحث واهتمامات الباحثين بما يتناسب مع أهميته وخطورته.
وأنه لا يوجد في البيئة العربية – في حدود ما تم إطلاع الباحثين عليه- أي مقياس لاعتقادات الذات لطلاب الجامعة العاديين، على الرغم من توافر عدد من الدراسات في البيئة الأجنبية تعتمد على مقياس نقد الذات (FSCRS) لتشخيص اعتقادات الذات لطلاب الجامعة العاديين، ولذلك تهدف الدراسة الحالية إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس اعتقادات الذات لدى طلاب الجامعة بعد أن قام الباحثون بترجمته وتعريبه؛ لمعرفة مدى ملائمة هذا المقياس مع طبيعة وخصائص عينة الدراسة من طلاب الجامعة، وبالتالي يمكن بلورة مشكلة الدراسة الحالية في الإجابة عن السؤال التالي: ما الخصائص السيكومترية (الصدق، والثبات) لمقياس نقد الذات (FSCRS) لدى عينة من طلاب الجامعة؟
أهداف الدراسة:
يتمثل الهدف من الدراسة الحالية في التعرف على الخصائص السيكومترية (الصدق، والثبات) لمقياس نقد الذات (FSCRS) لدى عينة من طلاب الجامعة.
أهمية الدراسة
تأتي أهمية الدراسة من أهمية موضوعها؛ فنقد الذات مشكلة وحقيقة ملموسة لدى طلاب الجامعة، كما تكتسب هذه الدراسة أهميتها من تطوير أداة لقياس متغير اعتقادات الذات (نقد الذات) لتناسب ثقافة طلاب الجامعة ومستواهم الفكري وخصائصهم النفسية، وبالتالي يمكن التعرف من خلالها على حدة هذه المشكلة ومدى انتشارها بين طلاب الجامعة.
الإطار النظري للدراسة
أولاً- مفهوم نقد الذات :Self-Criticism
يوضح أحمد الحسيني هلال ودينا علي السعيد (2022، 157) أن نقد الذات هو: شعور إيجابي ناضج، يتلمس الفرد من خلاله معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف بصدق وموضوعية، أي أنه يقيسها ويقيمها، ولا يهمشها، ويشير النقد الذاتي الإيجابي إلى مدى معرفة الفرد بذاته وقدراته وإمكانياته معرفة نابعة من مبدأ ثابت، وإيمان صادق متأصل في داخله، ورغبة حقيقية في النجاح والوصول إلى الهدف، أما النقد الذاتي السلبي فيشير إلى شعور سلبي تجاه الذات، وعدم معرفة الفرد بقدراته وإمكانياته؛ مما يولد الشعور بالهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع الفشل والشعور بعدم الكفاءة، وعدم الرضا عن الذات، وكراهية الذات ورفضها، وبالتالي ما يعتقده الفرد من أفكار تجاه ذاته هي الأساس الفعلي لتقدير الذات لديه، الذي يُعد نتيجة نقد الذات، فإما أن يكون إيجابياً أو سلبياً، فالنقد الإيجابي للذات يؤدي بالمرء إلي تقدير ذاتي إيجابي مرتفع، والعكس صحيح عندما يتملك المرء نقدًا ذاتيًا سلبيًا يُملي عليه بشكل شعوري ولا شعوري ما يمكن فعله والشعور به، وما لا يمكن فعله والشعور به، أي ما يتجسد من قواعد ذهنية في تفسيرات للأحداث وحوارات داخلية مما يؤدي به إلي تقدير ذاتي سلبي في مواجهة هذه الأحداث.
ويُعرف Gilbert et al ., (2004, 38-39) نقد الذات بأنه: عملية معقدة ذات أشكال ووظائف مختلفة، وإحدى هذه الوظائف هي التركيز على التصحيح الذاتي Self – Correction مثل: أن يتوقف الفرد عن ارتكاب الأخطاء ليحافظ على مكانته، ويكون حذرًا من الأخطاء، ويكافح لإنجاز ذلك، بالإضافة إلى الشعور بعدم الكفاءة ولوم الذات عندما تتكرر إخفاقات الفرد في مواجهة العقبات والتحديات في أحداث الحياة المختلفة ومواقفها مما يُشعره بضعف إمكاناته وقدراته فيتولد لديه الشعور بالفشل والهزيمة، فضلاً عن احتقار الذات، والميل لإيذاء الذات، والانتقام من الذات بسبب غضب الفرد من موقف ما، ويشير كذلك إلى وظيفة ثالثة لنقد الذات على المستوى الإيجابي، وهي محاولة تخليص الذات من الخبرات السيئة والمشاعر السلبية من خلال طمأنة الذات ودعمها وتشجيعها على استحضار الأفكار والمشاعر الإيجابية، عن طريق التركيز على الذكريات الإيجابية والنجاحات السابقة عند مواجهة الأحداث السلبية المؤلمة؛ مما ينمي الثقة بالنفس، وتقبل الذات، والتعامل الإيجابي مع الأزمات والكوارث.
كما يُعرف (Shahar (2015, 16 نقد الذات المرضي بأنه: سمة شخصية تتميز بالتفكير السلبي نحو الخصائص الشخصية أو الجسمية للفرد؛ حيث يكون لدى الشخص مشاعر لوم الذات تجاه نقاط ضعفه، وغير قادر على الوصول إلى الأهداف والمهام المعيارية المرتفعة، كما أنه شكل من أشكال الميل لتبرير الذات ومعاقبتها، مما قد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية، كما يؤكد Shahar (2016, 401) أن نقد الذات المرضي يجعل الفرد عرضة للتوتر والاكتئاب؛ نتيجة للمعايير غير المنطقية وغير العقلانية التي يضعها الفرد لنفسه.
في حين يرى كلُ من Kannan & Levitt (2013, 167)أن نقد الذات
هو: تقييم واعِ للذات يمكن أن يكون سلوكًا صحيًا، ولكن يمكن أن يكون له أيضاً آثار ونتائج ضارة للفرد.
ويؤكد Myers (2007, 29-30) أن نقد الذات هو مكون في الشخصية ينمو ويتطور أثناء الطفولة، ويكون له نتائج وعواقب مهمة بالنسبة لسعادة الأفراد وشعورهم بجودة الحياة النفسية؛ كما يضيف أن لنقد الذات جانبًا إيجابيًا ذلك عندما يرتبط بأحداث الحياة الإيجابية والدافعية الواقعية ومرونة الذات، ويرتبط كثيرًا بتحقيق كل من: النجاح، والتحصيل الأكاديمي، والاهتمامات، وتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد؛ وعلى الجانب الآخر يكون لنقد الذات جانبًا سلبيًا؛ حيث يرتبط بالأعراض الاكتئابية، والقلق، والعدائية، والغضب، ومحاولات الانتحار، واضطرابات الأكل، ونقص القدرة على التعبير الانفعالي، ومشكلات في التفاعل الاجتماعي؛ حيث يتصف الأفراد ذوو النقد الذاتي السلبي بأنهم يرون النصف الفارغ من الكوب، ويركزون على كل ما هو سلبي في علاقاتهم مع الآخرين مما يدفعهم إلى العلاقات السطحية، ويصبحون بمعزل عنهم لتجنب الرفض والنقد؛ مما يتسبب في جعلهم أكثر عرضة للمشكلات الاجتماعية والاضطرابات النفسية.
وتتبنى الدراسة الحالية تعريف مصطفى عبد المحسن الحديبي وآخرون (2024) لنقد الذات بأنه "مفهوم مركب يتضمن أشكال ووظائف متعددة، ومن أهم هذه الأشكال: نقد الذات المرضي؛ حيث يشعر الفرد بأفكار ومشاعر ناقدة للذات قد تتخذ شكل الشعور بالدونية، أو عدم الكفاءة، أو خيبة الأمل، أو الحديث المستمر عن الأخطاء والإخفاقات، ولوم الذات عليها، بالإضافة إلى الهجوم على الذات؛ حيث يشعر الفرد باحتقار الذات والاشمئزاز منها، والميل لإيذاء الذات، والانتقام من الذات بسبب غضب الفرد من موقف ما، وعلى الجانب الإيجابي توجد رغبة قوية في دعم الذات وطمأنتها من خلال تذكير النفس بالأشياء الإيجابية، وتعزيز التسامح الذاتي لدى الفرد، وتقبل الذات، وتشجيعها لتحقيق إنجازات للمستقبل"، ويُقاس من خلال الدرجة التي يحصل عليها الطالب الجامعي على مقياس نقد الذات: نقد الذات/ الهجوم على الذات / طمأنة الذات Forms of Self-Criticizing/Attacking & Reassuring Scale (FSCRS) Self-تأليف Gilbert et al., (2004) تعريب وتقنين مصطفى عبد المحسن الحديبي وآخرون (2024).
ثانيًا- أشكال نقد الذات:
نقد الذات هو إحدى السمات الشخصية التي تؤدي إلى عدم القدرة على التواصل بشكل صحيح مع الآخرين، ونتيجة لهذا الشعور، يلوم الناس أنفسهم باستمرار. ويتأثر نقد الذات بعوامل داخلية تشير إلى القلق المفرط بشأن التقدم والنجاح، ويصاحبها موضوعات تتعلق بتقدير الذات مثل: الشعور بالذنب، والفشل في تلبية المعايير، والإذلال والإهانة والشعور بعدم القيمة، ويركز هؤلاء الأشخاص على الحكم الذاتي الشديد في تحقيق الأهداف، وعدم القدرة على الاستمتاع بتقدمهم (Enns & Cox,2017).
ويوضح Thompson & Zuroff (2004, 420-422) أنه يتم وضع نقد الذات في سلسلة متصلة، وفي أحد طرفي هذه السلسلة نوع من نقد الذات يعتمد على معايير مقارنة بالمعايير الخارجية، وهو ما يسمى نقد الذات المقارن؛ وفي الطرف الآخر من السلسلة نوع من نقد الذات يتطلب معايير داخلية، وهو ما يسمى نقد الذات الداخلي؛ حيث قاما بوضع المفهوم الخاص بكلا النوعين كما يلي:
وتبعًا لهذا الشكل من نقد الذات المرضي يكون مفهوم الشعور بالنقص مفهومًا علائقيًا؛ لأنه يتعلق بالآخرين، ويشعر فيه الفرد بتشويه الذات نتيجة للمقارنات غير المُرضية للذات مع الآخرين؛ ومن ثم يرتبط هذا النقد بالكمالية الاجتماعية، أو الموجهة نحو الآخرين.
كما قدم Myers (2007, 39) نموذجًا لأنواع نقد الذات، فقد ذكر أن هناك نقد للذات موجب، ونقد للذات سالب، وقد قدم تعريفًا وشرحًا واضحًا لكل نوع كل من أنواع نقد الذات، وذلك على النحو التالي:
ثالثًا- خصائص مرتفعي نقد الذات المرضي:
يشير McIntyre et al., (2018, 15) وBergner (1995, 32) إلى أن نقد الذات المرضي ينطوي على الحكم والتدقيق في الذات بطريقة قاسية وعقابية، كما يميل الأفراد الناقدون للذات إلى أن يكونوا حساسين للرفض أو النقد من الآخرين، ويكونوا عدوانيين تجاه أنفسهم والآخرين؛ وبالتالي يتسم مرتفعو نقد الذات المرضي بما يلي:
ويذكر (2019, 1441) Adams et al., أن هناك مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الفرد الذي يعاني من درجة عالية من النقد المرضى للذات، وهي:
منهج وإجراءات الدراسة
استخدم الباحثين في الدراسة الحالية المنهج الوصفي؛ لملاءمته لطبيعة أهداف الدراسة في حساب مؤشرات صدق البناء للمقياس، إضافة إلى تحديد بعض المؤشرات الثبات لمقياس نقد الذات (FSCRS) لدى طلاب الجامعة.
اختار الباحثون عددًا من الطلاب بالطريقة العشوائية المنتظمة ليمثلوا الأفراد المشاركين بالدراسة؛ بهدف التحقق من الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة: مقياس نقد الذات (FSCRS) من حيث الصدق والثبات، وقد اشتملت هذه العينة على(210) طالبًا وطالبة من طلاب كلية التربية جامعة أسيوط بجميع الفرق الدراسية من الفرقة الأولى إلى الفرقة الرابعة، ممن تراوحت أعمارهم بين (18-22) عامًا من مختلف التخصصات العلمية والأدبية بمتوسط عمري (19,73) عامًا، وانحراف معياري قدره (1,07)، ويوضح جدول (1) الخصائص الديموجرافية للأفراد المشاركين بالدراسة.
جدول (1)
الخصائص الديموجرافية للمشاركين بالدراسة (ن = 210)
م |
الفرقة الدراسية |
الشعـــــب العلمية |
الشعـــــب الأدبية |
إجمالي المشاركين بالدراسة |
||
ذكـــور |
إناث |
ذكـــور |
إناث |
|||
1 |
الفرقة الأولى |
7 |
14 |
13 |
21 |
55 |
2 |
الفرقة الثانية |
5 |
12 |
22 |
30 |
69 |
3 |
الفرقة الثالثة |
6 |
10 |
11 |
14 |
41 |
4 |
الفرقة الرابعة |
8 |
13 |
9 |
15 |
45 |
إجمالي المشاركين بلدراسة |
26 |
49 |
55 |
80 |
210 |
أ-بنية المقياس:
يُعد مقياس نقد الذات (FSCRS) (إعداد: Gilbert et al., 2004؛ تعريب وتقنين: مصطفى عبد المحسن الحديبي وآخرون، 2024) أحد مقاييس التقرير الذاتي لقياس مستوى النقد المرضي للذات في مقابل مستوى قدرة الفرد على طمأنة ذاته ودعمها عند مواجهة الأزمات والأحداث السلبية المؤلمة، حيث يتكون من (22) عبارة، موزعة على ثلاثة أبعاد، هي: "عدم كفاءة الذات" ويشير إلى الشعور بعدم الكفاءة، ولوم الذات عندما تتكرر إخفاقات الفرد في مواجهة العقبات والتحديات في أحداث الحياة المختلفة ومواقفها، وكذلك عند وقوعه في الأخطاء مما يُشعره بضعف إمكاناته وقدراته فيتولد لديه الشعور بالفشل والهزيمة والدونية، ويتكون هذا البعد من (9) عبارات، أما البعد الثاني فهو "كراهية الذات" يشير إلى احتقار الذات والميل لإيذاء الذات من خلال ارتكاب سلوكيات مدمرة للذات، ووجود رغبات عدوانية لدى الفرد تجاه ذاته تصل إلى الانتقام من الذات وإيذائها بسبب غضبه من موقف ما، ويتكون هذا البعد من (5) عبارات، بينما يشير البعد الثالث وهو "طمأنة الذات" إلى محاولة تخليص الذات من الخبرات السيئة والمشاعر السلبية من خلال طمأنة الذات، ودعمها، وتشجيعها على استحضار الأفكار والمشاعر الإيجابية عن طريق التركيز على الذكريات الإيجابية والنجاحات السابقة عند مواجهة الأحداث السلبية المؤلمة مما ينمي مشاعر الاستحقاق، والثقة بالنفس، وتقبل الذات، والتسامح مع الذات، والتعامل الإيجابي مع الأزمات والكوارث، ويتكون هذا البعد من (8) عبارات، وقد هدفت دراسة Gilbert et al., (2018) إلى عمل مسح وتحليل بعدي للخصائص السيكومترية لمقياس نقد الذات Gilbert et al., (2004) بعد تطبيقه عبر أكثر من (12) دولة، وباستخدام حوالي (13) لغة مختلفة، وتوصلت إلى أن البعدين الأول والثاني يعبران عن ارتفاع مستوى النقد المرضي للذات وانخفاض مستوى طمأنة الذات، أما البعد الثالث فيعبر عن ارتفاع مستوى طمأنة الذات وانخفاض مستوى النقد المرضي للذات، ويوضح جدول (2) توزيع عبارات المقياس على أبعاده الثلاثة مع بيان العبارات الإيجابية والسلبية بالمقياس.
جدول (2)
توزيع عبارات مقياس نقد الذات على الأبعاد و بيان العبارات الإيجابية و السلبية بالمقياس (*)
م |
الأبعاد |
العبارات |
||||||||
1 |
عدم كفاءة الذات |
1 |
2 |
4 |
6 |
7 |
14 |
17 |
18 |
20 |
2 |
كراهية الذات |
9 |
10 |
12 |
15 |
22 |
-- |
-- |
-- |
-- |
3 |
طمأنة الذات |
3 |
5 |
8 |
11 |
13 |
16 |
19 |
21 |
-- |
ب- تصحيح المقياس:
بعد التأكد من اكتمال الإجابة عن كل الأسئلة الموجودة بورقة الأسئلة، وذلك باختيار أحد البدائل الخمسة الموجودة أمام كل عبارة "حيث يوجد أمام كل عبارة خمسة بدائل، تُصحح على متصل من خمس نقاط لتدريج ليكرت الخماسي"، يتم تصحيح كل بعد فرعي بالمقياس باستخدام أرقام العبارات الخاصة بالبعد، وتتراوح الأوزان التقديرية للبدائل الخمس لكل عبارة من (1) إلى (5).
وقد تمت صياغة البنود على شكل عبارات إيجابية وأخرى سلبية، بواقع (14) عبارة إيجابية و(8) عبارات سلبية (3، 5، 8، 11، 13، 16، 19، 21)، ويعبر الحد الأعلى في كل من البعد الأول "عدم كفاءة الذات" ودرجته (45)، والبعد الثاني "كراهية الذات"، ودرجته (25) عن ارتفاع مستوى النقد المرضي للذات، وانخفاض مستوى طمأنة الذات؛ بينما يعبر الحد الأدنى في كل من البعد الأول ودرجته (9)، والبعد الثاني ودرجته (5) عن انخفاض مستوى النقد المرضي للذات، وارتفاع مستوى طمأنة الذات، وبالنسبة للبعد الثالث "طمأنة الذات" فيعبر الحد الأعلى ودرجته (40) عن ارتفاع مستوى طمأنة الذات، وانخفاض النقد المرضي للذات؛ بينما يعبر الحد الأدني ودرجته (8) عن انخفاض مستوى طمأنة الذات، وارتفاع النقد المرضي للذات؛ ويتم تقدير درجة المفحوص على المقياس من خلال إجابته على المتصل خماسي التدريج، وهو (لا ينطبق عليّ تمامًا، ينطبق عليّ بدرجة منخفضة، ينطبق عليّ بدرجة متوسطة، ينطبق عليّ بدرجة عالية، ينطبق عليّ تمامًا) بحيث تُعطَى الدرجات (1، 2، 3 ، 4، 5) في حالة العبارات الإيجابية، والعكس في حالة العبارات السلبية.
نتائج الدراسة وتفسيرها:
ينص الفرض الأول على أنه: "يتصف مقياس نقد الذات (FSCRS) لطلاب الجامعة بمؤشرات صدق كما في التراث النفسي"
وللتحقق من صحة هذا الفرض، تم اطلاع الباحثين على صدق المقياس في بيئته الأجنبية، حيث قام معدو المقياس في صورته الأجنبية Gilbert et al., (2004) بحساب صدق مقياس نقد الذات (FSCRS) باستخدام أسلوب التحليل العاملي الاستكشافي Explanatory Factor Analysis (EFA)؛ للتأكد من تشبع عبارات المقياس بأبعاده الثلاثة، وكذلك تم استخدام الصدق البنائي للتحقق من العلاقة بين أبعاد المقياس الداخلية؛ حيث بلغت قيمة معامل الارتباط بين بُعد "عدم كفاءة الذات"، وبُعد " كراهية الذات" (0,68)، وكذلك بلغت قيمة معامل الارتباط بين بُعد "عدم كفاءة الذات"، وبُعد "طمأنة الذات" (-0,57)، وبلغت قيمة معامل الارتباط بين بُعد "كراهية الذات"، و"طمأنة الذات" (-0,56).
كما تم استخدام صدق المحك لمقياس نقد الذات من خلال حساب معاملات الارتباط بين أبعاده، وأبعاد مقياس مستويات نقد الذات (LOSC) إعداد Thompson & Zuroff (2004)(نقد الذات الداخلي، ونقد الذات المُقارَن)، وقد أشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة قوية بين مقياس نقد الذات ككل، ومقياس مستويات نقد الذات ككل؛ حيث بلغت قيمة معاملات الارتباط بين بُعد نقد الذات الداخلي والأبعاد الفرعية الثلاثة لمقياس نقد الذات: عدم كفاءة الذات، وكراهية الذات، وطمأنة الذات (0,77)، (0,57)، (-0,45) على التوالي؛ كما بلغت قيمة معاملات الارتباط بين بُعد نقد الذات المُقارَن، والأبعاد الفرعية الثلاثة لمقياس نقد الذات: عدم كفاءة الذات، وكراهية الذات، وطمأنة الذات (0,63)، (0,55)، (-0,63) على التوالي.
وقام الباحثون في الدراسة الحالية بالتحقق من صدق مقياس نقد الذات ( (FSCRSمن خلال التحليل العاملي التوكيدي Confirmatory Factor Analysisبعد تطبيق المقياس على الأفراد المشاركين بالدراسة، والبالغ عددهم (210) طالبًا وطالبة من طلاب الجامعة بكلية التربية بأسيوط، بواسطة برنامج IBM "SPSS" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الكامن أو التحتي لمقياس نقد الذات عن طريق اختيار نموذج العوامل الكامنة؛ حيث تم افتراض أن العوامل المشاهدة Observed Factors لنقد الذات في مقياس FSCRS تنتظم حول ثلاثة عوامل Three Latent Factors ، وهي: عدم كفاءة الذات، وكراهية الذات، وطمأنة الذات، ويوضح شكل (1) نموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات لدى طلاب الجامعة.
شكل (1)
نموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات لدى طلاب الجامعة
وقد حظي نموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات على مؤشرات حسن مطابقة جيدة؛ حيث إن قيمة كا2غير دالة إحصائياً، وقيمة مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج الحالي (نموذج العوامل الكامنة) أقل من نظيرتها للنموذج المشبع، وأن قيم بقية المؤشرات وقعت في المدى المثالي لكل مؤشر (*)؛ مما يدل على مطابقة النموذج الجيدة للبيانات موضع الاختبار، ويوضح جدول (3) مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات
( (FSCRS لطلاب الجامعة، وأسباب اختيار كل مؤشر وقيمة مقبوليته.
جدول (3)
مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات لطلاب الجامعة، وأسباب اختيار كل مؤشر وقيمة مقبوليته ( ن =210)
م |
المؤشر |
قيمة المؤشر |
المدى المثالي للمؤشر |
1 |
الاختبار الإحصائي Chi-Square كا2 |
453.015 |
أن تكون قيمة كا2 غير دالة إحصائياً |
درجات الحرية df(*) |
206 |
||
مستوى دلالة Chi-Square |
0.119 |
||
2 |
اختبار مربع كاي النسبي df) / Chi-Square ( |
2.199 |
صفر - 3 |
3 |
مؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) |
0.839 |
0.095- 1 |
4 |
مؤشر حسن المطابقة المصحح Adjusted Goodness of Fit Index (AGFI) |
0.802 |
0.095- 1 |
5 |
جذر متوسط مربعات البواقي المعيارية SRMR |
0.054 |
صفر – 0.06 |
6 |
مؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) |
0.076 |
صفر – 0.08 |
7 |
مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج الحالي ( ECVI ) مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج المشبع |
2.410 2.605 |
أن تكون قيمة المؤشر للنموذج الحالي أقل من نظيرتها للنموذج المشبع |
8 |
مؤشر المطابقة المعياري (NFI) Normed Fit Index |
0.714 |
0.095- 1 |
9 |
مؤشر المطابقة المقُارن (CFI) Comparative Fit Index |
0.818 |
0.095- 1 |
10 |
مؤشر المطابقة النسبي Relative Fit Index (RFI) |
0.680 |
0.095- 1 |
11 |
مؤشر المطابقة التزايدي (Incremental Fit Index (IFI |
0.821 |
0.095- 1 |
يتضح من جدول (3) أن النموذج المقترح قد جاء متطابقًا مع البيانات في ضوء العديد من المؤشرات، ومنها مؤشر كا 2 Chi- Square (453.015)، ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) (0.839)، ومؤشر حسن المطابقة المصحح Adjusted Goodness of Fit Index ((AGFI (0.802)، ومؤشر المطابقة المعياري Normed Fit Indexes (NFI) (0.714)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.818)، ومؤشر المطابقة النسبي Relative Fit Index (RFI) (0.680)، ومؤشر المطابقة التزايدي (Incremental Fit Index (IFI (0.821)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) (0.076).
ينص الفرض الثاني على أنه: "يتصف مقياس نقد الذات (FSCRS) لطلاب الجامعة بمؤشرات ثبات كما في التراث النفسي"
وللتحقق من صحة هذا الفرض، تم اطلاع الباحثين على ثبات المقياس في بيئته الأجنبية، حيث قام معدو المقياس في صورته الأجنبية Gilbert et al., (2004) بحساب ثبات المقياس باستخدام معامل ألفا كرونباخ Alpha Cronbach Method، وبلغت معاملات ثبات ألفا كرونباخ في دراسة Gilbert et al., (2004) لأبعاد المقياس الفرعية: عدم كفاءة الذات، وكراهية الذات، وطمأنة الذات (0,90) ، (0,86) ، (0,86) على التوالي.
وقام الباحثون في الدراسة الحالية بالتحقق من ثبات مقياس نقد الذات بعد تطبيقه على الأفراد المشاركين بالدراسة (ن=210) من خلال طريقة ألفا كرونباخAlpha Cronbach Method (صفوت فرج ،2007، 327)، وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار، وتراوحت قيم معاملات ثبات أبعاد المقياس بين 0,750 - 0,777، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ للأبعاد الثلاثة للمقياس: الأول: عدم كفاءة الذات (0,750)، والثاني: كراهية الذات (0,777)، والثالث: طمأنة الذات (0,752)، ويوضح جدول (4) قيم معاملات ثبات ألفا كرونباخ لأبعاد مقياس نقد الذات لطلاب الجامعة.
جدول (4)
قيم معاملات ثبات أبعاد مقياس نقد الذات لطلاب الجامعة بطريقة ألفا كرونباخ (ن=210)
م |
أبعاد مقياس نقد الذات |
قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ |
1 |
البعد الأول : عدم كفاءة الذات |
0,750 |
2 |
البعد الثاني : كراهية الذات |
0,777 |
3 |
البعد الثالث : طمأنة الذات |
0,752 |
يتضح من جدول (4) ارتفاع قيم معاملات ثبات أبعاد مقياس نقد الذات بطريقة ألفا كرونباخ؛ مما يشير إلى درجة عالية من الثبات للمقياس ككل وأبعاده؛ مما يؤكد أن ما توصلت إليه نتائج الدراسة يمثل مؤشرًا جيدًا لثبات المقياس وأبعاده، وصلاحيته للتطبيق في البيئة العربية.
التعليق على نتائج الدراسة:
استخدم الباحثون في الدراسة الحالية التحليل العاملي التوكيدي(CFA) بعد تطبيق المقياس بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الكامن أو التحتي لمقياس نقد الذات لطلاب الجامعة (FSCRS) عن طريق اختيار نموذج العوامل الكامنة، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الكامنة لمقياس نقد الذات لطلاب الجامعة (FSCRS) قد حظى على مؤشرات حسن مطابقة جيدة، وللتحقق من ثبات المقياس تم استخدام معامل ثبات ألفا كرونباخ، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ للأبعاد الثلاثة للمقياس: الأول: عدم كفاءة الذات (0,750)، والثاني: كراهية الذات (0,777)، والثالث: طمأنة الذات (0,752)، وهذا يدل على تمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق والثبات.
ومما سبق يتضح أن مقياس نقد الذات لطلاب الجامعة (FSCRS)، والذي قام الباحثون بترجمته واستخدامه في الدراسة الحالية، يتمتع بخصائص سيكومترية مقبولة؛ مما يجعل هذا المقياس صالح للتطبيق في البيئة العربية، ويلائم طبيعة وخصائص طلاب الجامعة عينة الدراسة، وأنه يمكن استخدامه في البحوث والدراسات العربية الخاصة بطلاب الجامعة في البيئة المصرية والعربية، والثقة في النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال استخدامه.
المراجع
أولاً- المراجع العربية:
أحمد الحسيني هلال، دينا على السعيد عيسي (2022). دراسة لبعض المتغيرات المرتبطة بالنقد المرضي للذات لدى عينة من طلاب وطالبات الجامعة، ـمجلة كلية التربية بأسيوط، 38(2)، 155-248.
آمال إبراهيم الفقي (2018). فعالية التدريب على العطف بالذات في خفض نقد الذات السلبي لدى المتفوقات عقليًا من طالبات الثانوية العامة، مجلة كلية التربية بالمنصورة، 103(1)، 555-595.
صفوت فرج (2007) . القياس النفسي ، ط13 . القاهـرة : مكتبة الأنجـلو المصـرية.
علي محمود شعيب (2024). تأثيرات فاعلية الذات ونقد الذات كمتغير وسيط معدل للعلاقة بين استنزاف الأنا وضبط الذات لدى عينة من طلاب الجامعة، المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية، 7(3)، 445- 500.
فاطمة الزهراء محمد المصري (2021). الجانب السلبي للحساسية الانفعالية ونقد الذات في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية لدى الطلاب الملتحقين بمدارس STEM، المجلة التربوية - كلية التربية بسوهاج، 6(91) ، 2529-2592.
مصـــــطفي عبد المحسن الحديبي، أحمــــد الحســــــــــــيني هـــــلال، نور الهـــــــــــدى عمر محــــــــــــمد، رباب محـمد الصغـــــير(2024). مقياس نقد الذات: نقد الذات/ الهجوم على الذات / طمأنة الذات- جيلبرت، كلارك، همبل، مايلز، أيرونز (2004). القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
Adams, P., Abela, J. R., Auerbach, R., & Skitch, S. (2019). Self-criticism, dependency, and stress reactivity: an experience sampling approach to testing Blatt and Zuroff's (1992) theory of personality predispositions to depression in high-risk youth. Personality & social psychology bulletin, 35(11), 1440–1451.
Bergner, R. (1995). Pathological Self-Criticism: Assessment and Treatment. New York: Plenum Press.
Boersma, K., Hakanson, A., Salomonsson, E. & Johansson, I. (2014). Compassion Focused Therapy to Counteract Shame, Self-Criticism and Isolation. A Replicated Single Case Experimental Study for Individuals with Social Anxiety. Journal of Contemporary Psychotherapy, 25(5), 543–558.
Enns, M.& Cox, B. (2017). Personality dimensions and depression: Review and commentary. Canadian Journal of Psychiatry, 42(3), 274–284.
Gilbert, P., Clarke, M., Hempel, S., Miles, J & Irons, C. (2004). Criticizing and reassuring oneself: An exploration of forms, styles and reasons in female students. British Journal of Clinical Psychology, 43, 31-50.
Gilbert, P., Shahar, B., Halamova, J., Kanovsky, M., Zuroff, D & Kirby, J., Hermanto, N. (2018). The Factor Structure of the Forms of Self-Criticising/Attacking and Self-Reassuring Scale (FSCRS) in Thirteen Distinct Populations. Journal of Psychopathology and Behavioral Assessment, 40, 736-751.
Heshmati, R. & Pellerone, M. (2018). Relationship of dispositional mindfulness, self-destruction and self-criticism in academic performance of boy university students. Mediterranean Journal of Clinical Psychology, 6(3), 1-22.
Jannah, S., Yuliadi, I. & Scarvanovi, B. (2022). The mediating effect of self-criticism on college students' emotion dysregulation and intention to self-harm. Psikohumaniora: Jurnal Penelitian Psikologi, 7(1), 65- 76.
Kannan, D., Levitt, H., (2013). A review of client self-criticism in psychotherapy. Journal of Psychotherapy Integration, 23, 166–178.
Karimi, E., Mohammadi, N. & Rahimi, Ch. (2020). Effectiveness of Self Compassion Group Training on Self-Criticism and Cognitive Behavioral Avoidance in Depressed Adolescents. Journal of Clinical Psychology, 11(44), 23-32.
Kiaei, Y. & Kachooei, K. (2022). The Relationship Between Suicidal Ideation and Perfectionism in Iranian Students: The Mediating Role of Self-criticism. Iranian Journal of Psychiatry and Behavioral Sciences, 16(3), 1-8.
McIntyre, R., Smith, P. & Rimes, K. (2018). The role of self-criticism in common mental health difficulties in students: A systematic review of prospective studies, Mental Health & Prevention,10, 13-27.
Myers, P. (2007). Investigating aspects of Self -Criticism and Emotional Intelligence in University students. PhD Dissertation. Department of Educational Psychology. Edmonton University. Canada.
Naveeda & Aftab, (2021). Self-Criticism, Hope, and Attribution Style in Adolescents: A Comparison of Levels of Depression. Journal of Behavioral Sciences, 31(2), 110-136.
Sekowski, M., Lengiewicz, I. & Lester, D. (2022). The complex relationships between dependency, borderline personality disorder, self-criticism and suicidal behavior and ideation in early adulthood. Personality and Individual Differences, 198, 1-6.
Shahar, G. (2015). Erosion. The Psychopathology of Self-Criticism. New York: Oxford University Press.
Shahar, G. (2016). Criticism in the Self, Brain, Relationships, and Social Structure: Implications for Psychodynamic Psychiatry. Psychodynamic Psychiatry,44(3),395–421.
Thompson, R. & Zuroff, D. (2004). The levels of self-criticism scale: Comparative Self-criticism and Internalized Self-criticism. Personality and individual differences, 36, 419- 430.
(*) يُترجم المصطلح في البيئة العربية لعدة ترجمات متنوعة أبرزها "نقد الذات"، ولكن طبقًا لأبعاد المقياس يُحبذ الباحثون ترجمته إلى "اعتقادات الذات".
(*) تم تظليل العبارات السلبية للتعرف عليها بسهولة، والتي ستظهر بوضوح في مفتاح التصحيح للمقياس في تقدير درجات استجابات المفحوص، وتمثل عبارات البعد الثالث بالمقياس العبارات السلبية .
(*) تم تحديد المدى المثالي للمؤشر في ضوء الأطر التنظيرية للإحصاء المتقدم للعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية.
(*) تم تحديد درجة الحرية طبقاً لعدد المتغيرات المشاهدة والكامنة.