نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 کليه التربيه - جامعه اسيوط
2 كلية التربية -جامعـة أسيوط
3 كلية التربية - جامعة أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركز أ . د . احمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
مجلة كلية التربية
=======
الخصــائص السيكومتريــة لمقيــاس الإلكسيثيميــا لطــلاب الجامعــة المعوقيـــن بصريـــاً (*)
إعــــــــــــــــــــــداد
أ. د/محمد رياض أحمد عبد الحليم أ. د /مصطفى عبد المحسن الحديبي
أســتاذعلم النفس التربوي أســتاذ الصحة النفسية
كلية التربية - جامعـة أسيوط كلية التربية -جامعـة أسيوط
mostafaelhudaybi@aun.edu.eg mriad@edu.aun.edu.eg
أ/محمد أحمد إبراهيم أحمد عبد الشافي الصباغ
باحث دكتوراة الفلسفة في التربية- قسم الصحة النفسية
كلية التربية - جامعة أسيوط
}المجلد الأربعون– العدد الثانى عشر– ديسمبر 2024م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص
هدفت الدراسة الحالية إلى بناء مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً، والتحقق من الخصائص السيكومترية والبناء العاملى له، وأجريت الدراسة على عينة بلغ قوامهم (204) مفردة، يتراوح أعمارهم بين 18– 23عاماً بمتوسط حسابي للعمر الزمني 20.93 عاماً، وانحراف معياري قدرة 1.76، واستخدمت الدراسة مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً (إعداد الباحثين)، وأسفرت نتائج التحليل الإحصائى للبيانات باستخدام التحليل العاملى عن وجود خمسة عوامل لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً، هى: (صعوبة تحديد المشاعر) وقد بلغ جذره الكامن (6.675)، ونسبة تباينه (6.125%)، (صعوبة وصف المشاعر) وقد بلغ جذره الكامن (3.056)، ونسبة تباينه (5.093%)، (صعوبة التمييز بين الإحساسات الجسدية للمثيرات الانفعالية)، وقد بلغ جذره الكامن (3.011)، ونسبة تباينه (5.018)، و(التفكير الموجه خارجياً)، وقد بلغ جذره الكامن (2.923)، ونسبة تباينه (4.871%)، و (قصور العمليات التخيلية) وقد بلغ جذره الكامن (2.557)، ونسبة تباينه (4.261%)، وأن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات والصدق، مما يوكد أن المقياس يصلح استخدامه مع المعوقين بصرياً، ويمكن استخدامه فى البحوث والدراسات العربية الخاصة بالمكفوفين فى البيئة المصرية والعربية والاطمئنان فى النتائج التى يمكن التوصل إليها من خلال استخدامه.
الكلمات المفتاحية : الإلكسيثيميا، المعوقين بصرياً.
Psychometric properties of the alexithymia scale for visually impaired university students
Professor of educational psychology
Faculty of Education - Assiut University
mriad@edu.aun.edu.eg
Professor of mental health
Faculty of Education - Assiut University
Mr. Muhammad Ahmed Ibrahim Ahmed Abdel Shafi Al-Sabbagh
Doctor of Philosophy
researcher in Education - Department of Mental Health
Faculty of Education - Assiut University
Abstract
The current study aimed to build an alexithymia scale for visually disabled university students, verify its psychometric properties, and know its factorial structure. The study was conducted on a sample of (204) individuals, aged between 18-23 years, with an arithmetic mean of chronological age of 20.93 years, and a standard deviation of 1.76. The study is a measure of alexithymia for visually impaired university students (prepared by researchers),The results of the statistical analysis of the data using factor analysis resulted in the presence of five factors for the alexithymia scale for visually impaired university students, which are: (difficulty in identifying feelings), and its latent root reached (6.675), and its variance rate was (6.125%), (difficulty in describing feelings), and its latent root reached (6.125%). (3.056), and its variance percentage is (5.093%) (difficulty distinguishing between physical sensations and emotional stimuli), and its latent root is (3.011), and its variance percentage is (5.018),(Externally directed thinking), whose latent root reached (2.923) and its variance percentage (4.871%), and (Deficiency of imaginative processes), whose latent root reached (2.557) and its variance percentage (4.261%), and that the scale has a high degree of reliability. And honesty, which confirms that the scale is suitable for use with the visually disabled, and can be used in Arab research and studies related to the blind in the Egyptian and Arab environment, and reassurance in the results that can be reached through its use.
Keywords: alexithymia, visually impaired people
مقدمة:
تُمثل الإلكسيثيميا في مرحلة البلوغ إحدى عوامل الخطورة للعديد من النتائج السلبية للصحة العقلية، وعلى الرغم من أن هذا المجال من البحث قد بدأ يحظى بالاهتمام في مراحل النمو المختلفة عند المبصرين بشكلٍ عام، لوحِظَت قيود منهجية كبيرة في مقاييس الإلكسيثيميا الخاصة بذوي الإعاقة البصرية لاسيما في مرحلة التعليم الجامعي، هذا ما يستوجب تقديم أدلة تجريبية على الكفاءة السيكومترية لمقياس الإلكسيثيميا الذي قام الباحث بإعداده ليلائم طبيعة وخصائص طلاب المرحلة الجامعية المعاقين بصرياً، في ضوء مجموعة من الاعتبارات أهمها: (1) استقراء عددا من استبيانات التقرير الذاتي التي تُستَخدَم لقياس الإلكسيثيميا ذات الصلة بمجال البحث في سبيل تحقيق الشمولية والوصول للكفاءة السيكومترية لمقياس الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصرياً، (2) الربط بين خصائص المعاقين بصرياً ومسببات الإلكسيثيميا، (3) الربط بين الخصائص وأساليب التواصل والتفاعل الاجتماعي مع المعاقين بصرياً، (4) تكييف وتقنين مقياس الإلكسيثيميا على عينة كبيرة الحجم من طلاب الجامعة المعاقين بصرياً.
وتفرض الإعاقة البصرية Visual impairment على الفرد مواجهة بعض الضغوط في الحياة اليومية مما يجعله عرضة لمشاعر التهديد الدائم والعجز عن السيطرة على المواقف، وقد يترتب على فقدان البصر بعض الاضطرابات مثل القلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس والضغوط النفسية، وينجم عن هذا مشكلات نفسية تُسهِم في ظهور العديد من المشكلات التي ترتبط بقصور في القدرة على التعبير عن الانفعالات، وصعوبات في فهم المشاعر الذاتية وتحديدها، ووصف المشاعر للآخرين (Lieberman & Wilson, 2002, 368) (*).
وتُعَد المشاعر والانفعالات مكوناً متضمناً ومُندَمِجاً في كل فعل أو نشاط يقوم به المعاق بصرياً، لذا فعلى أفراد المجتمع المحيط والمتفاعل مع ذوي الإعاقة البصرية أن يدركوا جيدا أنه سواء بطريقة مقصودة أو غير مقصودة تؤثر طريقة ردود الأفعال تجاه سلوكيات ومشاعر المعاقين بصرياً على المخرجات السلوكية والاجتماعية والانفعالية لدى هذه الفئة إما بالسلب أو الإيجاب، وعلى ذلك تتطلب مساعدة المعاقين بصرياً على مجابهة التحديات والمشكلات النفسية (محمد علي حسن، 2014، 242)، والتي من ضمنها ظاهرة الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصرياً.
ولحاسة الإبصار دورًا مهمًا في عملية التفاعل التي تتم بين الفرد وبيئته، إذ تؤثر الإعاقة البصرية على الكفاءة الإدراكية في المجالين المعرفي والوجداني للفرد، حيث يصبح إدراكه للأشياء ناقصًا لما يتعلق منها بحاسة البصر، كخصائص الشكل والتركيب، والحجم والموضع المكاني، واللون والمسافة، والعمق والفراغ والحركة. إذ لا يكتمل الإحساس بهذه الخصائص وإدراكها سوى عن طريق الرؤية والملاحظة البصرية التي تكفل للفرد الإدراك الكلي للموقف، (رضوى عاطف حلمي، 2009، 3)، وكذلك تتأثر الكفاءة الوجدانية للفرد تبعاً للخصائص والحاجات التي تفرضها الإعاقة البصرية، والتي ترتبط بقصور المعاقين بصرياً في التفاعل مع الآخرين بسبب عدم قدرتهم على التواصل البصري معهم، الأمر الذي يُفَسِر عجزهم في تمييز وتحديد وتعبيرهم عن المشاعر الداخلية، وفهم انفعالات المحيطين بهم بسبب عدم قدرتهم على إدراك التعبيرات الوجهية وفهم الإيماءات والإشارات الصادرة عن الآخرين بالموقف الاجتماعي (Kim & Sutharson , 2023, 476)، وهو ما يجعلهم أقل قدرة على إدارة انفعالاتهم، وأكثر عجزاً عن استخدام التعبيرات المناسبة للمواقف الاجتماعية.
وبالنظر لطبيعة المشاعر والانفعالات فهي تعني الإنسان بوعيهِ وعقله، وهو ما يتفق مع افتراضات نظرية إدراك الذات Self- Perception، حيث أشار Laird بأن المشاعر عبارة عن منظومة معقدة من معلومات مختلفة تعبر عن وعي الفرد بذاته Self- Awareness وبانفعالاته واتجاهاته بما يجعل هذه المشاعر أدوات للعمليات المنطقية نفسها، وبما يجعلها قاعدة بيانات للمساعدة في العمليات الانعكاسية التأملية والتي تندرج تحت مراقبة الذات Self - Monitoring وتنظيم الذات Self - Regulation للانفعالات وضبطها وهذه العمليات هي ما يطلق عليها بالميتا انفعالية : وعي الفرد بانفعالاته وإدراكه لها وإدارتها( حمدي علي الفرماوي ووليد رضوان النساج، 2009، 26).
وتشير الدراسات إلى أن الحياة الانفعالية للأفراد المصابين بضعف القدرة على التعبير عن المشاعر - وهو ما يتساوى مع الافتقار إلى المشاعر على الإطلاق – تتسم بالعديد من الخصائص على المستوى المعرفي تجعلهم يفتقدون الدور الذي يمكن أن تلعبه الانفعالات في تسيير الحياة الإنسانية – وبعض الخصائص الوجدانية، وخاصة إذا كان الموضوع متعلقاً بذوي الإعاقة البصرية، والذين يعانون من بعض المشكلات النفسية والانفعالية التي تتضمن صعوبة التعبير عن الانفعالات والمشاعر ووصفها وتحديدها، (هدى سلمى مطير، 2009، 21-22)، وهي صعوبات تشمل المكوِّنين الوجداني والمعرفي، والتي تُشَكِل أبعاد ظاهرة الإلكسيثيميا عند طلاب الجامعة المعاقين بصرياً.
واعتماداً على المفهوم العام للإلكسيثيميا الذي صاغه Sifneos في مطلع السبعينيات، قدم العديد من الباحثين في الدراسات الكلينيكية والإمبريقية في البيئتين العربية والأجنبية مجموعة من التعريفات التي تتباين من حيث الصياغة وتتفق من حيث المضمون، حيث توصف الإلكسيثيميا في العديد من الدراسات العربية بأنها: "عجز التعبير الانفعالي"، و "نقص الكلمات المعبرة عن المشاعر"، ويُرمَز إلى الإلكسيثيميا ببعض المصطلحات كـ "اللاوصفية"، و"اللامفرداتية"، أما فيما يتعلق بتوصيف المفهوم في البيئة الأجنبية فيُشار إلى الإلكسيثيميا على أنها صعوبة متعددة الأوجهMulti-faceted ، وصعوبة متعددة الأبعاد multi-dimensional، وسمة فرعية كلينيكية عابرة التشخيص Subclinical Transdiagnostic personality trait، كما أن الصياغة تشهد تبادلا للاستخدام بين مصطلحي مشاعر Feelings وانفعالات Emotions أثناء طرح المفهوم وتحديده، وعليه فإن مصطلح الإلكسيثيميا يُعَد مصطلحاً شاملا يحتوي على العديد من الألفاظ المتداخلة في التعريف والتوصيف في البيئتين العربية والأجنبية، لذا اعتمد الباحث على مصطلح الإلكسيثيميا في دراسته الحالية بما تتضمنه الكلمة من كافة المعاني والألفاظ الدالة عليه، ولأن ذلك المصطلح يتسم بالشمولية بما يتضمنه من كافة الإشارات اللغوية التي أُثيرت بالتبادل بين الباحثين.
واستناداً إلى المراجعات المنهجية في ضوء المسح – في ضوء ما تم اطلاع الباحثين عليه- لأدبيات البحث والأطر التنظيرية ذات الصلة بظاهرة الإلكسيثيميا عند المعاقين بصرياً لاحظ معدو الدراسة الحالية افتقار مجال البحث للأدوات السيكومترية الخاصة بالمعاقين بصرياً في تشخيص الإلكسيثيميا، ما يعكس قلة الإسهامات البحثية التي تناولت مشكلة الإلكسيثيميا والبرامج الإرشادية والعلاجية للتخفيف منها في مراحل النمو المبكرة عند المعاقين بصرياً بوجهٍ عام وفي مرحلة التعليم الجامعي على وجه الخصوص، وقد وجد الباحث في حدود إطلاعه مجموعة من الدراسات التي بحثت في حدود ضيقة ميكانيزمات التعبير الانفعالي، وآليات تحديد المشاعر والتي تُفَسِر أساليب التعبير اللفظية والوجهية اعتماداً على الأدوات التشخيصية التي تم إعدادها وتطبيقها على المبصرين مثل مقياس Toronto TAS-20 (سناء عبد الله محمود، 2023؛ عزة حسن محمد رزق، 2023؛ عادل بن عابد الخالدي، 2020؛ هدى سلمى مطير سلامة، 2015، 2009؛ مصطفى خليل عطاالله، 2013)، علاوة على ذلك فقد أولت القليل من الدراسات اهتماما غير ملحوظ بتناول الفروق الفردية بين المعاقين بصرياً في طرق وأساليب التعبير عن المشاعر والانفعالات، وأن العديد من الدراسات ذات الصلة طُبِقَت على عينات صغيرة من المعاقين بصرياً(Gao et al., 2013 ؛Chiesa et al., 2015؛ Zhao et al., 2018؛ McDaniel et al., 2019)، بالإضافة إلى تركيز بعض الدراسات على بحث مشكلة الإلكسيثيميا لدى ذوي الإعاقة البصرية في مرحلة الطفولة أكثر من مرحلة البلوغ ( أحمد فوزي جنيدي، 2020؛ Ghosh, 2014; Galati et al., 2003).
وعليه فإن البحث الحالي يركز على تقديم أداة سيكومترية لتشخيص الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصرياً، والتي يمكن الاعتماد عليها عند تقديم الخدمات الإرشادية وتطوير البرامج العلاجية الهادفة لخفض الإلكسيثيميا من خلال مساعدة المعاقين بصرياً في تحسين مستوى الوعي بالمشاعر الذاتية، وتطوير قدراتهم في التعبير عن الانفعالات والمشاعر ووصفها للآخرين.
مشكلة الدراسة:
نبع شعور الباحثين بالدراسة الحالية من خلال ما تم ملاحظته على الطلاب المعاقين بصرياً - ومعايشة الباحث الأول لمجتمع الإعاقة البصرية، وعضوية مجلس إدارة مركز رعاية ذوي الإعاقة بجامعة أسيوط للباحث الثالث – معاناتهم من بعض الضغوط النفسية والانفعالية لعل أهمها يتمثل في الأعباء النفسية والمعرفية للدراسة بمرحلة التعليم الجامعي وصعوبات تكيفهم النفسي والانفعالي في عديد من المواقف مع زملائهم المبصرين من طلاب الجامعة.
ويتسق ذلك مع ما أوضحته نتائج دراسة Bruce et al., (2007,71) بأن المعوقين بصرياً يواجهون بعض الصعوبات التي تتعلق بمشكلات التوافق النفسي الاجتماعي والتي تتضمن القصور في الضبط الذاتي والتحكم في الانفعالات وتنظيمها، والقدرة في التعبير عن تلك الانفعالات والمشاعر والأفكار، والتي تنجم عن العزلة التي يعيشها ذوي الإعاقة البصرية، وبعض الآثار السلبية التي تفرضها طبيعة العجز البصري على هؤلاء الأفراد في الجوانب النفسية والانفعالية والاجتماعية أثناء انتقالهم من مراحل التعليم الأساسية لمرحلة التعليم الجامعي، وما توصلت إليه نتائج دراسةClaudia et al., (2021) بأن المراهقين يواجهون ضغوطاً مختلفة عند انتقالهم إلى مراحل التعليم الجامعي، هذه الضغوط تتسبب في نشأة المشاعر السلبية مثل القصور في التكيف النفسي ونقص القدرة على التنظيم الانفعالي، ما ينعكس سلباً على قدرتهم في التعبير عن مشاعرهم ووصفها وتحديدها. وقد كشفت النتائج عن أن هذه المشكلات تُعزى إلى ضغوط المطالب الاجتماعية التي يواجهونها هؤلاء الأفراد في تلك المرحلة العمرية، وما أسفرت عنه نتائج دراسة دعاء غنيم محمود (2018) بأن المراهقين المعاقين بصرياً يعانون ضغوطاً أسرية وتعليمية واجتماعية ونفسية يمكن أن تتسبب في تفاقم بعض المشكلات لديهم، لاسيما المشكلات المتعلقة بإدراك المشاعر وإدارة الانفعالات التي تؤثر على طبيعة التفاعل والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
هذا بالإضافة إلى ما أوضحته نتائج دراسةD'Amico & Guastaferro (2017,20) بأن عملية التوافق النفسي والانفعالي للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بمراحل التعليم الجامعي تتطلب كفاءتهم وقدرتهم على الوعي بمفهوم الذات وقدرتهم على التعبير عن انفعالاتهم وتنظيمها في المواقف الاجتماعية المختلفة وقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم ووصفها وتحديدها، إذ أن القصور في هذه الجوانب يتسبب للمعاقين بصرياً في ظهور البلادة الوجدانية أو ما يُعرَف بـ (الإلكسيثميا)، وأن مشكلة الإلكسيثميا تصبح أكثر خطورة عندما ترتبط ببعض مظاهر الاضطرابات الوظيفية الجسمية بما يؤدي إلى زيادة معاناتهم من بعض المشكلات النفسية والانفعالية، وظهور أعراض الاكتئاب والقلق النفسي لديهم.
وتمثل الإلكسيثميا صعوبة في معالجة المعلومات الوجدانية Affective Information Processing ، ولهذا التشغيل دوراً مهماً في الاستجابة للمواقف الاجتماعية حيث تكون هذه المعلومات ذات معنى في سياق تقييم المواقف الانفعالية لدى الأفراد، ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما يكون لدى ذوي الإعاقة البصرية، ذلك لأن أهمية دراسة مشكلة الإلكسيثميا في المجالات الإرشادية والكلينيكية تعود لارتباطها بالعديد من الاضطرابات النفسية والسيكوسوماتية والشكاوى الجسمية غير محددة السبب (هدى سلمى مطير، 2009، 23) .
وبمراجعة الباحثين لقواعد البيانات العالمية – في ضوء ما تم الاطلاع عليه - بهدف استقراء الدراسات التي تناولت تلك الإليكسيثيميا لدى المعاقين بصرياً في البيئة العربية والأجنبية، يتضح أن أغلب الدراسات التي تناولت الإليكسيثيميا وعلاقتها ببعض المتغيرات الأخرى تؤكد على أن هناك ارتباطا بين ظهور الإليكسيثيميا لدى الفرد وبعض الاضطرابات النفس- جسمية،، والضغوط النفسية الأخرى، حيث أوضحت نتائج دراسةPetrova (2008, 11) أن نقص التعبير الانفعالي المعروف باسم الإلكسيثميا يرتبط بالأعراض الوظيفية الجسمية ، وأن ذلك يرتبط بصورة مباشرة ببعض مظاهر الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب، حيث ركزت هذه الدراسة على البحث في العلاقة بين الاضطرابات الوظيفية الجسمية وبين ثلاثة أبعاد رئيسية للإلكسيثميا ممثلة في صعوبة تحديد المشاعر، وصعوبة وصف المشاعر، والتفكير الموجه خارجياً.
والمستقرئ لما سبق يتضح له أن المراهقين المعاقين بصرياً الملتحقين بمرحلة التعليم الجامعي يُظهرون صعوبات في تحديد مشاعرهم ووصفها مما ينعكس سلباً على انفعالاتهم وإحساساتهم الجسمية بما في ذلك مشكلات ردود الأفعال، واستخدام الإشارات والإيماءات الجسمية، وهذا ما يُظهر الحاجة المُلحة لتقديم الأدوات التشخيصية للإليكسيثيميا، ولا يخفى لما لهذا من أهمية في مساعدة طلاب الجامعة المعاقين بصرياً على خفض معاناتهم من الآثار النفسية السلبية الناجمة عن هذه المشكلة، والتي تؤثر بشكل واضح على توافقهم مع أنفسهم ومع أفراد مجتمعهم جراء قصور التنظيم الانفعالي وصعوبة إدراكهم لمشاعرهم الذاتية وتحديدها والتعبير عنها بشكل يتناسب مع السياق الحالي للموقف الاجتماعي، مما ينعكس على مشاركاتهم الإيجابية وتفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين، هذا بالإضافة إلى توافر الأدلة العلمية والدراسات المتعددة التي تؤكد الاهتمام بخفض الإليكسيثيميا لدى ذوي الإعاقة البصرية، وذلك من خلال التوصيات المقترحة بشأن إعداد أدوات تشخيصية تتسم بالكفاءة السيكومترية للوصول إلى أفضل النتائج عند تطبيقها على المعاقين بصرياً، بالإضافة إلى تصميم وإعداد البرامج الإرشادية والعلاجية التي تهدف إلى زيادة قدرة المعاقين بصرياً على الوعي بالذات، وإدارة المشاعر الذاتية بما يتضمن إدراك، وتحديد، والتعبير عن تلك المشاعر، إضافةً إلى فهم الانفعالات، وتمييز الإحساسات الجسمية المختلفة المصاحبة للمثيرات المحيطة، علاوة على تحسين قدرتهم على تمييز ووصف المشاعر للآخرين، وتعديل الأفكار ذات التوجه الخارجي لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم، وتطوير قدرتهم على اتخاذ القرارات المصيرية.
وعليه فإن الدراسة الحالية تسعى إلى إثراء مجال البحث النفسي بصفة عامة، وفي مجال التربية الخصة بصفة خاصة بأداة سيكومترية متمثلة في إعداد مقياس للإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعاقين بصرياً، تساعد المختصين على تحديد مستوى الإلكسيثيميا لدى المعاقين بصرياً، وعلى هذا الأساس تبلورت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس: ما الخصائص السيكومترية لمقياس الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصرياً؟.
أهداف الدراسة:
يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة الحالية في بناء مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً، والتحقق من الخصائص السيكومترية والبناء العاملى له
أهمية الدراسة:
تظهر أهمية الدراسة الحالية على الجانبين النظري والتطبيقي كما يلي :
الإطار النظري و المفاهيم الأساسية للبحث:
أولاً- الإلكسيثيميا Alexithymia:
يُنظَر إلى الإلكسيثيميا Alexithymia في الفترة الراهنة بشكلٍ عام على أنها عامل خطورة مهم ومتداخل التشخيص مع بعض أعراض الاضطرابات النفسية، وعادةً ما يشيع تشخيصها وتقييمها في العيادات الكلينيكية والمجالات البحثية ) Preece et al., 2022, 337)، ويُعد Sifneos (1972) أول من أدخل هذا المصطلح في مجالات البحوث النفسية والكلينيكية (Taylor & Bagby, 2013, 101)، وهي إحدى المشكلات التي تعتبر جزءاً لا يتجزء من البحث في مجال الانفعالات، والذي تهتم به مجالات علم النفس المعرفي، وعلم النفس التطوري، وعلم الأعصاب والتحليل النفسي، وعلم النفس الكلينيكي، وعلم نفس الشخصية، وهي إحدى المشكلات التي تعيق الفرد في قدرته على التعبير الانفعالي، وتحديد المشاعر الداخلية ووصفها للآخرين (غنية عبيب، 2022، 754) .
يشير مصطلح الإلكسيثيميا إلى غياب الكلمات التي تعبر عن المشاعر والعواطف NO WORDS FOR FEELINGS بما يتضمنه البناء الكلي للمفهوم من "عدم وجود كلمات في عمق الوجدان" لوصف قصور معين بالتعبير اللفظي عن المشاعر أو الانفعالات لدى الفرد (هيئة التحرير، 2019، 190).
ولقد تعددت المفاهيم الواردة حول مصطلح الإلكسيثيميا في مجال البحوث النفسية لكي تُعبِر عن المضمون الكامل للمعنى من خلال صياغة المصطلح اليوناني "Alexisthymos" الذي يتألف من ثلاث مقاطع ، إذ يشير المقطع اليوناني “A” : في ترجمته للعربية إلى (نقص) ويقابله في الإنجليزية (lack)، والمقطع اليوناني “lexis” : في الترجمة العربية إلى (كلمات) ويقابله في الإنجليزية (words)، والمقطع اليوناني "thymos" : في الترجمة العربية إلى (انفعالات / مشاعر) ويقابله في الإنجليزية (emotions) أي "غياب الكلمات المعبرة عن المشاعر / الانفعالات" Alkan Härtwig, 2019, 12)) .
ويُعَبِر مصطلح الإلكسيثيميا في مضمونه عن مجموعة الخصائص التي تتمثل في صعوبة تحديد ووصف المشاعر الذاتية Difficulty Identifying and Describing Subjective Feelings, ومحدودية الحياة التخيلية A Restricted Fantasy Life, ونمط فكري متوجه للخارج an Externally Oriented Thinking Style (Luminet et al., 2018, 24، Luminet et al., 2021, 436)، وعليه تصح الدلالة اللغوية للمصطلح في صعوبة التعبير عن المشاعر والانفعالات.
وتُعرَف الإلكسيثيميا حسب ما ورد بقاموس الطب النفسي الأمريكي بأنها: اضطراب وظيفي في مكونات الوظائف الوجدانية والمعرفية يتسم بصعوبة وصف المشاعر للفرد أو عدم قدرته في التعرف عليها وضعف القدرة على التمييز بين الإحساسات الجسدية، مع الافتقار للخيال ومحدودية الحياة العاطفية والتفكير ذو الوجهة الخارجية، (إمام رمضان بشير، 2022، 44؛ عماد المصري، وفاطمة النوايسة 2020، 201).
وتُعرف الإلكسيثيميا إجرائياً بأنها خلل وظيفي في المُكَوِّنين الوجداني والمعرفي يعكس قصور الفرد المعاق بصرياً في القدرة على التعبير اللفظي عن المشاعر والعواطف وتفهم الانفعالات، وصعوبة في إدراك وتحديد المشاعر الذاتية ووصفها للآخرين، وتتفاقم هذه الصعوبات في ظل معاناة الفرد من الإعاقة البصرية بما يؤثر في القدرة على استخدام الإيماءات والإشارات والتعبيرات غير اللفظية، وترتبط هذه الصعوبات بقصور الفرد في المعالجة المعرفية للمشاعر والمعلومات الانفعالية، بما يعكس اعتماده على خبرات الآخرين دون الاعتماد على خبراته الذاتية، وإظهاره لأنماط التفكير ذو الوجهة الخارجية والاستغراق في التفاصيل الخارجية للأحداث والمواقف الحياتية، يصاحب ذلك ندرة في عمليات التخيّل والأحلام وتصور الأحداث، وهي مجموع درجات المعاق بصرياً على مقياس الإلكسيثيميا.
يُظهِر المصابين بالإلكسيثيميا مجموعة من الأعراض التي تتعلق ببعض الأداءات والسلوكيات الاجتماعية، مثل ضعف الإدراك الاجتماعي والوظيفي Social-cognition and Functioning الذي يتبدى في غياب سلوكيات الإيثارAltruistic behaviors والمرتبطة بمشاعر التعاطف والحب تجاه الآخرين (Feldmanhall, Dalgleish, & Mobbs, 2013, 901)، كما ويُظهِرون سوء توقع للظروف المحيطة وردود فعل غير طبيعية للأحداث الاجتماعية (Goerlich et al., 2017, 2247)، وانخفاض في النشاطات الفسيولوجية physiological activations عند اتخاذ القرارات المصيرية (Cecchetto et al., 2018, 229)، وضعف العلاقات الشخصية Interpersonal relationships مع المحيطين بهم من أفراد المجتمع (Spitzer et al., 2005, 241) .
تتبلور أبعاد الإلكسيثيميا حول المكونين الوجداني والمعرفي، حيث يبرز دور المشاعر والانفعالات Emotions and Feelings باعتبارها همزة الوصل بين المكون المعرفي Cognitive Component والمكون السلوكي Behavioral Component من جانب، وقيامها بوظائف التكيّف Adaptation والتواصل الشخصي Interpersonal Communication وتوجيه السلوك الإنساني وضبطه وتنشيطه وتنظيمه من جانب آخر (عبد الله بن أحمد الزهراني، 2018، 176).
وفي ضوء ذلك فقد أصبحت الإلكسيثيميا بنية شخصية محددة تتضمن 4 أبعاد عامة يمكن اعتبارها كمحكات معيارية تُدَلِل على وجود المشكلة لدى الفرد، والتي تتمثل في : صعوبة التمييز بين المشاعر والأحاسيس الجسمية، صعوبة التعرف على المشاعر ووصفها، التفكير الموجه للخارج، وندرة الخيال (مصطفى علي مظلوم، 2017، 146؛ Grabe et al., 2001, 261; Taylor, 2000, 135).
ثانياً- الإعاقة البصرية Visually Impairment والإلكسيثيما:
إن ذوي الإعاقة البصرية بشقيها الجزئي والكلي يواجهون آثاراً سلبية متعددة تنجم عن فقدان حاسة البصر وتزيد معها احتمالية معاناتهم من الإلكسيثيميا (هدى سلمى مطير، 2009، 24)، وهنا يتناول الباحث في ذلك الموضع علاقة الارتباط بين الإصابة بالإلكسيثيميا ووجود العجز البصري لدى الفرد الذي يفرض على المعاق بصرياً قيوداً تفاعلية مع أفراد مجتمعه باختلاف فئاته، وفي ضوء ذلك فإن الإعاقة البصرية تعكس قصور هؤلاء الأفراد في تفاعلهم مع المواقف الاجتماعية وعدم قدرتهم على فهم التعبيرات الوجهية، وانعدام الاستجابات البصرية في التفاعل مع الآخرين من حيث الإشارات والإيماءات وردود الأفعال مع أفراد مجتمعهم، مما يُضعِف لديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم الداخلية، ومعها تتضاءل المفردات التي تُدلل على وصف ما يدور بوجدانهم، وهذا ما يتضح من مفهوم الإلكسيثيميا الذي يتضمن في جوهره كل هذه الاختلالات والتي يُعبَر عنها باللامفرداتية أو اللاوصفية أو نقص الكلمات المعبرة عن المشاعر.
ويواجه المراهقين من ذوي الإعاقة البصرية العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تفرضها عليهم المراهقة بالإضافة إلى المشكلات الناجمة عن الإعاقة البصرية التي قد تضعف الطاقة النفسية لديهم (محمود ربيع المكاوي، 2021، 126)، كما ويعانون حالة من القلق من جراء حالة العجز البصري، التي يعيشون في إطارها، فيجدوا أنفسهم وقد أصابها قدراً من التوتر النفسي والضيق، إذ ليست لديهم القدرة على الاتصال بالعالم الخارجي المحيط، بما يحتوي من متغيرات اجتماعية وانفعالية متعددة، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على الاندماج مع أقرانهم المبصرين، لأنهم يشعرون أنهم أقل منهم في أشياء كثيرة (هدى سلمى مطير، 2009، 21)، فيجدوا صعوبة في وصف مشاعرهم تجاه الآخرين وتجاه أنفسهم، لأن الإعاقة البصرية تخلق شعوراً لدى المراهق ذو الإعاقة البصرية بعدم الثقة بالنفس، وذلك بالإضافة إلى أن كف البصر يخلق في داخل الفرد حالة من العزلة الاجتماعية، فلا يستطيع التفاعل مع المحيطين به، ولا مع البيئة الخارجية بكل متغيراتها، (أحمد فوزي جنيدي، 2020، 91 – 92).
2- خصائص الإلكسيثيميا عند المعاقين بصرياً:
تشير الدراسات إلى أن المراهقين الذين يعانون من الإلكسيثيميا يتسمون بالعديد من الخصائص الاجتماعية والنفسية التي تتباين في جوهرها تبعاً لطبيعة الارتباط بين الإصابة بالإلكسيثيميا ووجود اضطرابات أو إعاقات أخرى لدى الفرد كالإعاقة البصرية التي هي محور الدراسة الحالية، إذ أشارت نتائج دراسة هدى سلمى مطير (2009، 21) إلى أن المستوى المرتفع من الإلكسيثيميا يرتبط بالاضطرابات النفسية التي يعاني منها ذوي الإعاقة البصرية نتيجة القصور البصري وخصوصاً ارتفاع مستويات القلق لديهم. إضافةً إلى ذلك فإن المراهقين الذين يعانون من الإلكسيثيميا يتصفون بعدد من الخصائص الوجدانية والاجتماعية، كصعوبة التمييز بين المشاعر والأحاسيس الجسدية الناتجة عن المثيرات العاطفية، وصعوبة وصف المشاعر للآخرين، وضيق الأفق في تخيل العمليات العقلية التي تظهر على شكل شح في التخيلات، وقلة عيش أحلام اليقظة (نبيل محمد الفحل، 2016، 6).
ويلاحظ الباحث أن ثَمَة اختلافات جوهرية في طبيعة الخصائص التي يفرضها كف البصر على الفرد من زاوية، والخصائص التي تظهر لدى المراهق المعاق بصرياً نتيجة معاناته من الإلكسيثيميا من زاوية أخرى، حيث يمكننا الإشارة هنا إلى أن المراهقين المعاقين بصرياً يتسمون ببعض الخصائص التي تسهم بدرجة كبيرة في ظهور الإلكسيثيميا لديهم مثل العزلة الاجتماعية، والوحدة النفسية، والعزوف عن المشاركة بالنشاطات الاجتماعية، هذه المشكلات تؤدي إلى انخفاض مستوى التفاعل مع الآخرين والذي ينعكس سلباً على شخصية المراهق المعاق بصرياً مما يساهم في عجزه عن التعبير عن مشاعره ذاتياً، وضعف قدرته على وصف مشاعر الآخرين، ويظهر ذلك نتيجة التأثير السلبي للعجز البصري في الجوانب النفسية والاجتماعية. ويأتي ذلك متسقاً مع ما ذكره (Luminet; et al 2007,642) أن من السمات النفسية والسلوكية المميزة للأفراد الذين يعانون من الإلكسيثيميا: الميل شبه الدائم إلى الوحدة والعزلـة، وضعف القـدرة على تكوين الصداقات، وتقدير الذات المنخفض، وسرعة الغضـب، وميول عدوانية وتخريبية، هذه الخصائص تظهر لدى المبصرين ممَن يعانون من الإلكسيثيميا، أما فيما يتعلق بحالات كف البصر فإن هذه الخصائص تعكس دلالات نفسية واجتماعية مرتبطة بسمات أخرى تظهر كنتيجة للعجز البصري لدى الفرد، إذ أن ذوي الإلكسيثيميا يعانون من صعوبة التعرف على تعبيرات الوجه الانفعالية للآخرين (Suslow et al., 2016, 195)، وتتفاقم هذه الصعوبات لدى المراهقين المعاقين بصرياً، ومعها فإن الإعاقة البصرية تلعب دوراً بارزاً في تفاقم هذه المعاناة، إذ يواجه ذوي الإلكسيثيميا من المعاقين بصرياً صعوبات متعددة وقصوراً من حيث قدرتهم على تمييز بعض التعبيرات بدقة التي تظهر من خلال الوجه، ولا يستطيعون فهم الكثير من المواقف الانفعالية التي نشعر بها في مختلف مواقف الحياة المتعددة كالغضب والحزن، والتوتر، والقلق....، وقد تظهر لديهم بعض المشكلات النفسية الداخلية والخارجية كالعدوان على الآخرين أو حتى الانسحاب من المواقف الاجتماعية، مما يعكس لديهم حالات سوء التوافق الاجتماعي والانفعالي (طلعت أحمد حسن علي، 2011، 75).
وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الخصائص تؤول بذوي الإعاقة البصرية ممَن يعانون من الإلكسيثيميا إلى ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر وخاصـة عند الذكور، ويواجهون معاناة من حيث الافتقار إلى المسـاندة الاجتماعية، وقد أكدت بعض نتائج الدراسات أن الافتقار إلى المساندة والقدرة على التعبير عن المشاعر لا يتوقف على درجة أو شدة الإعاقة، أو عمر المعاق بصرياً، (Bruce et al., 2007, 71).
وتؤثر الإعاقة البصرية على سلوك الفرد الاجتماعي، حيث ينشأ نتيجة لهذا صعوبات كثيرة في عمليات النمو والتفاعل الاجتماعي واكتساب المهارات الحياتية والاجتماعية اللازمة لتحقيق الاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي (نبيل محمد الفحل، 2016، 12).
وكذلك تتأثر لديهم عمليات التفاعل الاجتماعي المتمثلة في عدم مقدرتهم على تحقيق التواصل مع الآخرين إلا في حدود ضيقة، وذلك بسبب محدودية حركتهم، وعدم استطاعتهم ملاحظة استجابات وجوه الآخرين وتعبيراتهم كالبشاشة والغضب، والرضا، الأمر الذي يضطرهم إلى استخدام حاسة السمع عن طريق آذانهم، لتحقيق عملية التواصل عوضاً عن أعينهم، وذلك بتوجيهها نحو المتكلم (عادل بن عابد الخالدي، 2020، 180).
ومن خلال هذا العرض يُسَلِط الباحث الضوء على خصائص المعاقين بصرياً ذوي الإلكسيثيميا في مجالات التفاعل الاجتماعي، إذ أن الإعاقة البصرية تؤثر سلباً على عمليات التواصل بين المعاق بصرياً والمجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف المساندة الاجتماعية، فيكونون أقل قدرة على تعلم السلوك غير اللفظي واكتسابه في البيئة مثل: الإيماءات والإشارات، لأنهم غير قادرين على ملاحظة ردود الأفعال غير اللفظية، والاستجابات المرتبطة بأفعال الآخرين (أحمد غنيم ومحمد غنيم، 2018، 54)، كما ويعاني ذوي الإعاقة البصرية أثناء تفاعلهم مع أقرانهم المبصرين نتيجة نقص قدرتهم على ملاحظة مشاعر الآخرين وفهمها، والمسايرة غير اللفظية أثناء تبادل الأحاديث مثل: إيماءات الرأس والمبادرة بالابتسام، والتحية للآخرين، والكفاءة الذاتية المتمثلة بالقدرة على إرسال إيماءات لأقرانهم المبصرين، وترتيب الإيماءات اللفظية وغيراللفظية ترتيبا معيناً ، للحصول على استجابات إيجابية من الغير، (عادل بن عابد الخالدي، 2020، 180)، إضافةً إلى أنهم يتصفون بانخفاض الحساسية الخاصة بالاستجابة للمثيرات الانفعالية، ونقص خبراتهم في التفاعل، وقصور في المعالجة المعرفية للمعلومات الانفعالية (Ho, Wong, & Lee, 2016, 366)، ولذلك ينتج عندهم قصور في التعبير بسبب ضعف الإدراك البصري لبعض المفاهيم أو الأحداث وما يتصل بها من ضعف استدعاء الدلالات اللفظية التي تعبر عنها (عادل بن عادل الخالدي، 2020، 188).
المستقرئ لما سبق يتضح له أن الخصائص التي يتصف بها المراهقين المعاقين بصرياً الذين يعانون من الإلكسيثيميا تتداخل مع الانعكاسات السلبية للعجز البصري بتأثيراتها السلبية، مما يساعد في زيادة تفاقم معاناة هؤلاء الأفراد من الإلكسيثيميا أو زيادة حجم المشكلة بمستويات أعلى عند مقارنتهم بالمبصرين.
الدراسات ذات الصلة:
هدفت دراسة خيري أحمد حسين وأخرون (2024) بناء مقياس الألكسيثيميا لدى طلاب الجامعة، والتأكد من الشروط السيكومترية الخاصة به، والتحقق من فاعلية عبارات ودلالات صدقه وثباته، وتكونت عينة الدراسة من 80 طالباً وطالبة من طلاب جامعة أسوان موزعين على كليات النظرية والعملية، وتوصلت الدراسة إلى أن مقياس الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة يتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات، وتوافرت الشروط السيكومترية للمقياس، وصلاحيته للاستخدام، وقدرته على قياس الالكسيثيميا لدى طلاب الجامعة .
وهدفت دراسة Kim (2023) التعرف على كيفية إدراك ذوي الإعاقة البصرية لمشاعرهم والتعبير عنها باستخدام الرموز التعبيرية عبر برامج التواصل الاجتماعي، وشارك ما مجموعه 28 من المعاقين بصرياً في مقابلات طُبِقَت باستخدام برنامج Zoom ، حيث طُلِب من المشاركين تشكيل تعبيرات الوجه للمشاعر الأساسية، وتم تحليل التعبيرات الوجهية بنظام ترميز حركات الوجوه Facial Action Coding System ، وقد أظهرت النتائج أن هناك مجموعة معينة من العضلات الصغيرة تُسهِم بشكل كبير في التعبير عن كل شعور من المشاعر الأساسية، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروقاً دالّة إحصائياً بين المعاقين بصرياً في وحدات عمل العضلات الوجهية Action Units (AUS) تُعزى إلى درجة الإعاقة البصرية، والخصائص الانفعالية، ومدى الاستجابة للمثيرات الخارجية لدى المشاركين بالدراسة.
هدفت دراسة رباب محمد الصغير وأخرون(2020) التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلية التربية بجامعة أسيوط, ولتحقيق هدف البحث الحالي قامت الباحثة بترجمة وتعريب مقياس تورنتو للألکسيثيميا TAS-20 إعداد Taylor, Bagby & Parker (1994) ثم تطبيقه على عينة الدراسة الاستطلاعية التي بلغ حجمها (160) طالبًا و طالبة من طلاب کلية التربية بأسيوط ممن تراوحت أعمارهم بين (19-22) عامًا , بمتوسط عمري 254,17 شهرًا, وانحراف معياري1,94, ويبلغ عدد عبارات المقياس (20) فقرة تتبع تدريج ليکرت الخماسي (أرفض بشدة , أرفض , محايد , أوافق ,أوافق بشدة) , و قد استخدمت الباحثة التحليل العاملي التوکيدي بعد تطبيق المقياس بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الکامن أو التحتي لمقياس تورنتو للألکسيثيميا عن طريق اختيار نموذج العوامل الکامنة، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا قد حظى على مؤشرات حسن مطابقة جيدة, وقد بلغت قيمة معامل الثبات للمقياس ککل 0,82 , ولأبعاده الفرعية 0,76, 0,75 , 0,65 على التوالي, وهذا يدل على تمتع المقياس بصدق وثبات مرتفعين.
وهدفت دراسة Ophir-Cohen et al., (2005) الكشف عن مستوى الإلكسيثيميا عند الأطفال المعاقين بصرياً ممَن يعانون من نقص القدرة على التعبير عن انفعالاتهم، وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية بين قصور التعبير عن الانفعالات وفهم السلوك وبين تكامل النمو البصري والحركي، والنمو الاجتماعي والشخصي، كما أظهرت نتائج الدراسة
وجود تفاعلا بين تأثير المستوى التعليمي للوالدين وعمر الطفل على فهم وتحديد المشاعر والانفعالات.
منهج وإجراءات الدراسة:
استخدم الباحثون في الدراسة الحالية المنهج الارتباطي؛ لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة في حساب مؤشرات صدق البناء للمقياس، إضافة إلى تحديد بعض مؤشرات الثبات لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً.
اختار الباحثون عددًا من طلاب الجامعة المعوقين بصرياً ، بهدف التحقق من الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة ، وقد بلغ قوامهم (204) طالب وطالبة من طلاب الجامعة المعوقين بصرياً، يتراوح أعمارهم بين 18– 23عاماً بمتوسط حسابي للعمر الزمني 20.93 عاماً، وانحراف معياري قدرة 1.76.
قام الباحثون ببناء مقياس الإلكسيثيميا Alexithymia Scale for Visually Impaired University Students ؛ لتوفير أداة سيكومترية تتناسب مع خصائص المعاقين بصرياً، ويتلائم مع أهداف وطبيعة الدراسة، نظراً للأسباب التالية، أولها: ندرة المقاييس التي تستهدف قياس مستوى الإلكسيثيميا لدى المعوقين بصرياً بصفة عامة، وفي مرحلة المراهقين ذوي الإعاقة البصرية بصفة خاصة، والتي هي من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الفرد من حيث فهم طبيعة المشاعر الذاتية والتحكم فيها، والاتجاهات العاطفية، وثانيهما: إثراء مكتبة القياس النفسي من خلال توفير أداة تشخيصية لأعراض الإلكسيثيميا بأسلوب يلائم الثقافة العربية ويتوافق وطبيعة الإعاقة البصرية، وثالثها: أن يتم صياغة عبارات المقياس لتُظهر الخصائص والسمات والحاجات النفسية والاجتماعية للمراهقين المعوقين بصرياً؛ نظراً لاختلاف الأفراد المعوقين بصرياً عن أقرانهم المبصرين في تلك الخصائص، وقد مر بناء مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً بمجموعة من الخطوات نوجزها فيما يلي :
الخطوة الأولى : تحديد بنية الإلكسيثيميا للمراهقين المعوقين بصرياً :
- بالاعتماد على أدبيات القياس الحديث في تطوير المقاييس النفسية بشكل عام، وتطوير مقاييس الإلكسيثيميا بشكل خاص، تم تحديد مفهوم الإلكسيثيميا للمراهقين المعوقين بصرياً تحديداً إجرائياً بشكل واضح يمكن قياسه، بالإفادة من بعض الكتابات النظرية والدراسات العربية والإنجليزية – كما جاء بالإطار النظري والمفاهيم الأساسية للدراسة - التي اهتمت بمفهوم الإلكسيثيميا بصفة عامة، وما تناوله كثير من المهتمين في الإلكسيثيميا لدى المراهقين المعوقين بصرياً بصفة خاصة.
- تم الإفادة من الأطر التنظيرية والدراسات ذات الصلة في البيئتين العربية والأجنبية التي تناولت مظاهر وأعراض الإلكسيثيميا بصفة عامة، ولدى المعوقين بصرياً بصفة خاصة؛ بهدف تحديد أبعاد المقياس، وتحديد التعريف الإجرائي الذي يتم استخدامه في الدراسة الحالية
الخطوة الثانية: صياغة الفقرات وإعداد الصورة الأولية للمقياس
- في ضوء ما جاء بالخطوة الأولى تم الاطلاع على عدد من المقاييس المماثلة، والتي اهتمت بتشخيص الإلكسيثيميا في البيئة العربية، بالإضافة إلى المقاييس التي تم ترجمتها للعربية، كمقياس الإلكسيثيميا للمراهقين المكفوفين (نبيل محمد الفحل،2016)، ومقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة (مصطفى علي مظلوم، 2017؛ هيام صابر شاهين، 2013؛ سامية محمد صابر، 2012؛ خيري أحمد حسين، 2024)، ومقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلیة التربية بجامعة أسيوط (رباب محمد الصغير وأخرون 2020).
- تم ترجمة ما أسفر عنه الاستقراء للإطار النظري للدراسة الحالية والمقاييس العربية الأجنبية إلى أهداف وعبارات إجرائية قابلة للقياس، تتفق والتعريف الإجرائي للإلكسيثيميا للمراهقين المعوقين بصرياً ، وتمثلت في (60) فقرة تمثل الصورة الأولية للمقياس، ورُوعي في صياغة الفقرات بأن تحمل كل فقرة شحنة انفعالية تعبر عن ردود فعل الفرد إما إيجابياً أو سلبياً، والمحكات التي أشار إليها Edwards (2011) في أدبيات تطوير المقياس النفسية، إضافة إلى ذلك رُوعي بأن يكون محتوى الفقرة ملائم للمختصين وغير المختصين؛ مما يُظهر سهولة الصياغة والوضوح لتلك الفقرات ؛ فيحقق سهولة التطبيق على المشاركين بالدراسة الحالية.
- درج المقياس وفق تدرج Likert الخماسي الأكثر شيوعاً واستخداماً، حيث كانت الاستجابة لكل عبارة موزعة على خمس مستويات، هي(أبداً، نادراً، أحياناً، غالباً، دائماً)، وتم تحديد الأوزان وإعطاء الدرجات لفقرات المقياس حسب طريقة ثرستون، حيث تُصَحَح كل فقـرة بالدرجات
(5، 4،3 ،2، 1) فى حالة العبارات الإيجابية، والعكس في حالة العبارات السالبة، وتعبر الدرجة المرتفعة على المقياس عن الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعوقين بصرياً، وزعت على (5) أبعاد رئيسة تتمثل فيما يلي:
ويوضح جدول (1) توزيع العبارات الإيجابية والسلبية لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعاقين بصرياً على الأبعاد الخمسة.
جدول (1)
توزيع العبارات الإيجابية والسلبية لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً
م |
الأبعاد |
العبارات الإيجابية |
العبارات السلبية |
مجموع العبارات |
||||||
1 |
صعوبة تحديد المشاعر |
1 |
6 |
11 |
16 |
21 |
41 |
46 |
58 |
13 |
26 |
31 |
36 |
50 |
54 |
|
|
|
|||
2 |
صعوبة وصف المشاعر |
2 |
7 |
12 |
17 |
22 |
27 |
|
|
12 |
32 |
37 |
42 |
47 |
51 |
|
|
|
|||
55 |
|
|
|
|
|
|
|
|||
3 |
صعوبة التمييز بين الإحساسات الجسدية للمثيرات الانفعالية |
3 |
8 |
13 |
23 |
28 |
18 |
38 |
|
9 |
33 |
43 |
|
|
|
|
|
|
|||
4 |
التفكير الموجه خارجياً |
4 |
9 |
14 |
19 |
29 |
24 |
52 |
|
13 |
34 |
39 |
44 |
48 |
56 |
|
|
|
|||
59 |
|
|
|
|
|
|
|
|||
5 |
قصور العمليات التخيلية |
5 |
10 |
15 |
20 |
25 |
30 |
40 |
57 |
13 |
35 |
45 |
49 |
53 |
60 |
|
|
|
|||
إجمالي عدد فقرات المقياس |
49 |
11 |
60 |
ويتم تصحيح المقياس على متصل من خمس نقاط بتدريج ليكرت الخماسي، وتُعطى الدرجات "1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5" في حالة العبارات الإيجابية والعكس في حالة العبارات السلبية، بحيث يُصَحَح المقياس وفق مجموع درجات المفحوص على جميع أبعاد المقياس، وتتراوح الدرجة الكلية للمقياس ما بين (60) درجة و(300) درجة، بحيث يدل الحد الأعلى للمقياس (سقف المقياس) ودرجته (300) على ارتفاع مستوى معاناة طلاب الجامعة المعاقين بصرياً من الإلكسيثيميا ، بينما يدل الحد الأدنى للمقياس (أرضية المقياس) ودرجته (60) على انخفاض مستوى المعاناة من الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصرياً .
نتائج الدراسة وتفسيرها :
1- نتائج الفرض الأول وتفسيرها:
ينص الفرض الأول على أنه: " يتصف مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً بمؤشرات صدق كما في التراث النفسي ".
* الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity :-
تم عرض الصورة الأولية لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية، والذين كانت لهم دراسات أو أبحاث في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، ومجال المعوقين بصرياً على وجه الخصوص، أو أحد متغيرات الدراسة الحالية، بلغ عددهم (7)، بهدف : التأكد من مناسبة الفقرات للمفهوم المراد قياسه، وتحديد نوعية الفقرات الموجبة والسالبة، وتحديد غموض بعض العبارات لتعديلها، وحذف بعض العبارات غير المرتبطة بمفهوم خدمات الإرشاد والعلاج النفسي، أو غير مناسبتها لطبيعة وأهداف الدراسة الحالية
وفي ضوء آراء السادة المحكمين تم إجراء بعض التعديلات على المقياس في صورته الأولية لتتناسب مع خصائص طلاب الجامعة المعاقين بصرياً، حيث شملت التعديلات حذف (7) عبارات بشكل نهائي بواقع (3) عبارات من البُعد الثاني ، و عبارة واحدة من البُعد الثالث، و (3) عبارات من البُعد الرابع، وقد تمت إعادة صياغة وتعديل (21) عبارة على كافة أبعاد المقياس تمثلت في (8) عبارات بالبُعد الأول، و (5) عبارات بالبُعد الثاني، و (3) عبارات بالبُعد الثالث، و عبارتان بالبُعد الرابع، و (3) عبارات بالبُعد الخامس، وأن جميع عبارات المقياس قد حظيت على نسبة اتفاق تتراوح بين (88.9 % - 100 %).
أصبح مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعاقين بصرياً بعد إجراء كافة التعديلات عليه وفق آراء السادة المحكمين يتألف من (60) عبارة، وقد تم تطبيقه على الطلاب المشاركين بالدراسة الاستطلاعية (ن = 100) من طلاب الجامعة المعاقين بصرياً لمعرفة وضوح العبارات وفهم تعليمات المقياس وذلك للاستقرار على الصورة النهائية للمقياس، وأثناء التطبيق اتضح للباحث وضوح العبارات والتعليمات وبذلك يتحقق الصدق المنطقي لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعاقين بصرياً.
ب- صدق البناء Construct Validity:
تم التحقق منه باستخدام التحليل العامليFactorial Analysis وذلك بعد تطبيق المقياس في صورته الأولية على الأفراد المشاركين بالدراسة ، تم حساب التحليل العاملي الاستكشافي Exploratory Factor Analysis للتحقق من الصدق البنائي لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً عن طريق إخضاع مصفوفة الارتباطات بين فقرات المقياس (60 فقرة) لدى المشاركين بالدراسة 204 طالباً وطالبة، بواسطة برنامج SPSS 16 .0 For Windows بطريقة المكونات الأساسية Principle Component لـ Hotelling ، وقد أسفر التحليل العاملي بعد تدوير المحاور تدويراً متعامداً بطريقة الفاريماكس Varimax لـ Kaiser عن وجود أربعة عوامل قابلة للتفسير (?) ، وهذه العوامل الأربعة جذورها الكامنة Eigenvalues أكبر من الواحد الصحيح ، ومحك التشبع الجوهرى للفقرة بالعامل ≥ 30,0، ومحك جوهرية العامل هو أن يحتوى على ثلاثة بنود جوهرية على الأقل (فؤاد أبو حطب، وأمال صادق، 2010) ، وفسرت مجتمعة 23.1 % من التباين الكلي لعبارات المقياس ، ويوضح جدول (4) مصفوفة العوامل بعد التدوير المتعامد بطريقة الفاريماكس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقياس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسي .
جدول (4)
مصفوفة العوامل بعد التدوير المتعامد بطريقة الفاريماكس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً ( ن = 204)
م |
العبارات |
العوامل بعدالتدوير |
قيم الشيوع |
||||
الأول |
الثاني |
الثالث |
الرابع |
الخامس |
|||
23 |
أجد صعوبة في فهم مشاعري الذاتية تجاه إعاقتي البصرية. |
0.499 |
|
|
|
|
0.286 |
27 |
أواجه صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة التي تصف ما أشعر به. |
0.483 |
|
|
|
|
0.261 |
42 |
تتملكني آلام وأحاسيس جسدية مبهمة الأسباب ومجهولة المصدر. |
0.464 |
|
|
|
|
0.366 |
32 |
أجد أن تحقيق أهدافي مرهون بنجاح الآخرين في تحقيق أهدافهم. |
0.462 |
|
|
|
|
0.301 |
31 |
أُفَضِل الابتعاد عن المشكلات التي تتضمن تفاصيل كثيرة ومعقدة. |
0.453 |
|
|
|
|
0.315 |
1 |
تُعجزني إعاقتي البصرية عن مبادلة الآخرين لبعض المشاعر في المواقف التي تتطلب المبادرة بالإيماءات والإشارات وتعبيرات الوجه. |
0.434 |
|
|
|
|
0.278 |
22 |
عدم رؤيتي للإيماءات الجسدية وتعبيرات الوجه يحول دون قدرتي على إظهار مشاعري للآخرين. |
0.425 |
|
|
|
|
0.264 |
8 |
أُعاني من صعوبة التمييز لبعض الإحساسات الجسدية التي تنتابني مثل(الدوار ، الصداع، الأرق، الخمول....إلخ). |
0.409 |
|
|
|
|
0.289 |
26 |
يتوقف مستوى طموحاتي على الظروف المحيطة بي. |
0.393 |
|
|
|
|
0.204 |
7 |
التعمق في التفاصيل الدقيقة لحلقات روائية أو حلقات التسلية يقلل من متعة الاستماع إليها. |
0.390 |
|
|
|
|
0.235 |
60 |
يصعب عليّ فهم مشاعر الآخرين تجاهي بسبب عدم قدرتي على رؤية تعبيراتهم الوجهية أثناء الحديث. |
0.385 |
|
|
|
|
0.260 |
4 |
أمتلك مشاعر داخلية عميقة يصعب عليّ وصفها والتعبير عنها حتى لأقرب الأصدقاء. |
0.383 |
|
|
|
|
0.273 |
5 |
أشعر بالحيرة تجاه الحالة التي أكون عليها ما إذا كنت (مسروراً ، متفائلا ، غضباناً ، أو مُحبَطاً....إلخ). |
0.381 |
|
|
|
|
0.231 |
47 |
مدى استجابة الآخرين بالقبول أو الرفض في مساعدتي بشأن احتياجاتي البصرية يؤثر على اتخاذ بعض القرارات الشخصية. |
|
0.545 |
|
|
|
0.263 |
25 |
اهتم بالحديث مع أصدقائي حول ميولهم ونشاطاتهم اليومية أكثر من الحديث معهم عن مشاعرهم وأفكارهم. |
|
0.483 |
|
|
|
0.213 |
51 |
أتجنب الدخول في المناقشات حول إعاقتي البصرية لأنها تُثير لديّ مشاعر غير مفهومة. |
|
0.426 |
|
|
|
0.272 |
17 |
يصف البعض مشاعري نحوهم بالغموض. |
|
0.398 |
|
|
|
0.385 |
35 |
* أستطيع التمييز بسهولة بين انفعالاتي وإحساساتي الجسدية المختلفة. |
|
0.385 |
|
|
|
0.400 |
6 |
أعتمد على الآخرين في إيجاد حلولا لمشكلاتي الشخصية. |
|
0.380 |
|
|
|
0.227 |
46 |
أُفَضِل عدم التدقيق في المعاني الكامنة لحديث أصدقائي حول مشكلاتهم المعقدة. |
|
0.378 |
|
|
|
0.265 |
16 |
تواجهني معاناة في تحديد طبيعة مشاعري إزاء علاقتي ببعض الأصدقاء. |
|
0.375 |
|
|
|
0.209 |
28 |
لديّ مشاعر يصعب عليّ استدعاء الألفاظ والكلمات الدالة عليها. |
|
0.374 |
|
|
|
0.144 |
41 |
عندما أكون بمفردي في أماكن غير معتاد على التواجد بها تسيطر عليّ أحاسيس مختلطة لا أستطيع التمييز بينها مثل (إحساس الخطر، القلق، التوتر،.....إلخ). |
|
0.369 |
|
|
|
0.236 |
56 |
* تقييم الآخرين لأفكاري الشخصية شيءٍ غير مهم. |
|
0.360 |
|
|
|
0.177 |
21 |
أتقبل سماع أفكار الآخرين كما هي دون محاولة التعمق في تفاصيل أفكارهم المطروحة. |
|
0.355 |
|
|
|
0.212 |
50 |
ابتعد عن أصدقائي بسبب عدم قدرتي على تحديد مشاعري وفهمها. |
|
|
0.891 |
|
|
0.160 |
14 |
* يسهل علي التعبير عن مشاعري وانفعالاتي للآخرين بشكلٍ واضح. |
|
|
0.754 |
|
|
0.176 |
44 |
أواجه صعوبة في التمييز بين انفعالاتي وإحساساتي الجسدية معاً تجاه الآخرين. |
|
|
0.574 |
|
|
0.114 |
49 |
إعاقتي البصرية والعوامل الخارجية هما السبب الرئيسي لأي فكرة مشوشة أو شعور سلبي أمر به. |
|
|
0.531 |
|
|
0.220 |
48 |
* عند قراءة قصص أو موضوعات تروي بطولةٍ ما أتخيل أن أكون أحد القائمين بهذه البطولة. |
|
|
0.527 |
|
|
0.108 |
13 |
تواجهني الحيرة في معرفة مشاعري تجاه الذين يقدمون لي المساعدة البصرية في مختلف المواقف. |
|
|
0.498 |
|
|
0.329 |
10 |
يطلب مني الآخرون أن أُعَبِر عن مشاعري بصورة أكثر وضوحاً. |
|
|
0.458 |
|
|
0.399 |
55 |
تتداخل إحساساتي الجسدية معاً بالدرجة التي يصعب فيها تحديد معاناتي للأطباء. |
|
|
0.425 |
|
|
0.318 |
11 |
التفكير باحتياجاتي البصرية يتسبب في التخلي عن رسم أهدافي لذا أترك أموري تسير وفق الأقدار دون تخطيط. |
|
|
0.371 |
|
|
0.392 |
43 |
أجد أن تخيل عواقب معينة للمواقف التي أمر بها بمثابة إرهاق عقلي لا جدوى منه. |
|
|
|
0.521 |
|
0.244 |
53 |
أواجه صعوبة في معرفة المشاعر التي تتسبب في حالات المزاج السلبي التي أمر بها. |
|
|
|
0.489 |
|
0.146 |
9 |
تؤرّقني فكرة عدم قدرتي على التعبير عن مشاعري تجاه الآخرين باستخدام الإيماءات الجسدية والتعبيرات الوجهية. |
|
|
|
0.467 |
|
0.233 |
29 |
* قدرتي على التمييز بين إحساساتي الجسدية المختلفة تساعدني في فهم حالتي الانفعالية بدقة ووضوح. |
|
|
|
0.448 |
|
0.221 |
59 |
نظرة الآخرين لظروف إعاقتي البصرية تُحدد مدى قدرتي على القيام بواجباتي ومسؤولياتي تجاه المجتمع. |
|
|
|
0.431 |
|
0.119 |
58 |
* عندما يحقق الآخرون نجاحاً من حولي أتخيل نفسي مكانهم. |
|
|
|
0.398 |
|
0.115 |
24 |
* تتحدد مشاعري تجاه الآخرين طبقاً لطبيعة استجابتهم بشأن مساعدتي في احتياجاتي البصرية. |
|
|
|
0.386 |
|
0.369 |
18 |
عدم قدرتي على وصف مشاعري والتعبير عنها للآخرين يُشعرني باللامبالاة الانفعالية. |
|
|
|
0.373 |
|
0.337 |
34 |
عندما تختلط مشاعري وعواطفي وأحاسيسي الجسدية معاً أتجنب الاتصال مع الآخرين. |
|
|
|
0.356 |
|
0.270 |
17 |
أتحمل بذل مزيد من الجهد عند ممارسة نشاطٍ ما في سبيل اعتراف الآخرين بقدراتي وإثبات وجودي بالمجتمع. |
|
|
|
0.347 |
|
0.189 |
30 |
يصعب عليّ أن أجد تصوراً عقلياً لبعض الظواهر أو الأشياء التي تسببت إعاقتي البصرية في حرماني من رؤيتها. |
|
|
|
0.329 |
|
0.229 |
20 |
* أستطيع فهم مشاعر الآخرين بسهولة من خلال نبرة حديثهم معي. |
|
|
|
0.318 |
|
0.149 |
45 |
عدم رؤيتي للمحيطين بي يُعيقني عن التعبير عما أشعر به. |
|
|
|
0.312 |
|
0.307 |
33 |
آراء الآخرين وردود أفعالهم تعد مرجعاً أساسياً للحكم على ما اتخذه من قرارات شخصية. |
|
|
|
|
0.521 |
0.231 |
54 |
تراودني فكرة أن أحلام اليقظة ليست إلا إهداراً للوقت. |
|
|
|
|
0.490 |
0.302 |
12 |
أمتلك مشاعر متداخلة (مختلطة) أعجز عن التفريق بينها. |
|
|
|
|
0.473 |
0.367 |
52 |
تبدو الكلمات التي استخدمها في التعبير عن مشاعري للآخرين غير كافية وأقل تعبيراً مما تكون عليه حالتي الوجدانية. |
|
|
|
|
0.423 |
0.380 |
39 |
* توقعاتي بشأن تحقيق النجاح لأهدافي الشخصية لا ترتبط بالتجارب السابقة للآخرين. |
|
|
|
|
0.403 |
0.130 |
15 |
أواجه صعوبة في وضع تصورات ذهنية وتخيل ما أستمع اليه او يُحكى لي في جميع المواقف الحياتية. |
|
|
|
|
0.398 |
0.189 |
19 |
يصعب عليّ تحديد مشاعري العميقة تجاه الآخرين في بعض المواقف. |
|
|
|
|
0.396 |
0.206 |
57 |
علاقتي بالآخرين تتأثر سلبياً بسبب صعوبة الإفصاح عن مشاعري الحقيقية نحوهم. |
|
|
|
|
0.395 |
0.234 |
40 |
عندما تتعارض مصلحتي مع مصالح الآخرين فإنني أعطي الأولوية لمصالحهم بغية إرضائهم وكسب المزيد من تقديرهم. |
|
|
|
|
0.382 |
0.370 |
36 |
* عندما يصف لي أصدقائي المبصرين بعضاً من مظاهر البيئة أو ظواهر وأشياء لم يسبق لي رؤيتها مسبقاً، يتطابق وصفهم للتخيلات الذهنية الخاصة بي. |
|
|
|
|
0.379 |
0.259 |
3 |
* تتسق تصرفاتي تجاه الآخرين مع مشاعري الحقيقية نحوهم. |
|
|
|
|
0.374 |
0.312 |
2 |
لديّ قناعة داخلية بأن وجهة نظر الآخرين أكثر صواباً من وجهة نظري في تقدير المواقف واتخاذ القرارات المصيرية. |
|
|
|
|
0.369 |
0.204 |
38 |
عندما يقدم لي أصدقائي وصفاً دقيقاً لأمرٍ ما فإنني أواجه صعوبة في تعديل تخيلاتي الافتراضية لهذا الأمر. |
|
|
|
|
0.325 |
0.200 |
الجذر الكامن |
3.675 |
3.056 |
3.011 |
2.923 |
2.557 |
15.222 |
|
النسبة المئوية للتباين |
6.125 |
5.093 |
5.018 |
4.871 |
4.261 |
25.368 |
|
التباين العاملي |
24.145 |
20.076 |
19.780 |
19.202 |
16.797 |
100% |
يتضح من جدول (4) أن جميع عبارات مقياس الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعوقين بصرياً قد تشبعت بقيم ≥ 30,0، الأمر الذي يؤكد أن المقياس في صورته النهائية مشتملاً على (60) عبارة، وقد فُسر العامل الأول 6.125% من حجم التباين في ثلاث عشرة فقرة، والمستقرئ لها يتضح له أنها تتمحور أعلى تشبعاتها صعوبة فهم المشاعر ال1اتية تجاه الإعاقة، والافتقار لإيجاد كلمات مناسبة تصف ما يشعر بع المعوقين بصرياً، وعدم وضوح الأحاسيس، والابتعاد عن المشكلات التي تتضمن تفاصيل كثيرة ومعقدة، وما تمثله الإعاقة البصرية من حائل عن مبادلة الآخرين لبعض المشاعر في المواقف التي تتطلب المبادرة بالإيماءات والإشارات وتعبيرات الوجه، والتمييز لبعض الإحساسات الجسدية التي تنتابني (مثل: الدوار ، الصداع، الأرق، الخمول000إلخ)، وصعوبة فهم مشاعر الآخرين تجاهي بسبب عدم قدرتي على رؤية تعبيراتهم الوجهية أثناء الحديث، وامتلاك مشاعر داخلية عميقة يصعب عليّ وصفها والتعبير عنها حتى لأقرب الأصدقاء، والشعور الحيرة تجاه الحالة التي أكون عليها ما إذا كنت (مسروراً، متفائلاً، غضباناً ، أو مُحبَطاً....إلخ)، ولهذا يمكن تسمية هذا العامل بـ " صعوبة تحديد المشاعر Difficulty Identifying Feelings (DIF) "، في حين فُسر العامل الثاني 5.093 % من حجم التباين في اثنتا عشرة فقرة، تتمركز أعلى تشبعاتها في استجابة الآخرين بالقبول أو الرفض في مساعدتي بشأن احتياجاتي البصرية يؤثر على اتخاذ بعض القرارات الشخصية، الاهتمام بالحديث مع أصدقائي حول ميولهم ونشاطاتهم اليومية أكثر من الحديث معهم عن مشاعرهم وأفكارهم، وتجنب الدخول في المناقشات حول الإعاقة البصرية؛ لإثارة المشاعر الغامضة، والاعتماد على الآخرين في إيجاد الحلول للمشكلات الشخصية، والمعاناة في تحديد طبيعة المشاعر إزاء العلاقة ببعض الأصدقاء، وصعوبة استدعاء الألفاظ والكلمات الدالة عليها، وسيطرة بعض الأحاسيس المختلطة التي يصعب التمييز بينها مثل (إحساس الخطر، القلق، التوتر، 00إلخ)، حينما يكون المعوق بصرياً بمفرده في أماكن غير معتاد على التواجد بها، ولذلك يمكن تسمية هذا العامل بـ "صعوبة وصف المشاعر Difficulty describing feelings (DDF)" .
وقد فُسر العامل الثالث 5.018% من حجم التباين في تسع فقرات، ومن خلال فحص تلك العبارات يلاحظ أن جميعها تتمركز حول الابتعاد عن الأصدقاء بسبب الافتقار للقدرة على تحديد المشاعر وفهمها، وسهولة التعبير عن المشاعر والانفعالات للآخرين بشكلٍ واضح، وصعوبة التمييز بين الانفعالات والإحساس الجسدي تجاه الآخرين، ووقوف الإعاقة حائلا كأحد الأسباب الرئيسة لأي فكرة مشوشة أو شعور سلبي، والشعور بالحيرة في وصف مشاعره تجاه من يقدمون المساعدة البصرية له في مختلف المواقف، مما يستوجب طلب الأخرون منه أن يعَبِر عن مشاعره بصورة أكثر وضوحاً، ولذلك يمكن تسمية هذا العامل بـ " صعوبة التمييز بين الإحساسات الجسدية للمثيرات الانفعالية Difficulty distinguishing between Bodily sensations of Emotional Arousal (DDBS) "، في حين فُسر العامل الرابع 4.871% من حجم التباين في ثلاث عشرة فقرة ، وباستقراء هذه العبارات يلاحظ أن أعلى تشبعاتها تتمحور في الشعور بالإرهاق العقلي من تخيل عواقب معينة للمواقف ، وصعوبة التعرف على المشاعر التي تتسبب في حالات المزاج السلبي التي يمر بها المعوق بصرياً، والشعور بالأرق تجاه فكرة عدم قدرة المُعوق بصرياً على التعبير عن مشاعره باستخدام الإيماءات الجسدية والتعبيرات الوجهية، وما تسببه إدراكات المحيطين لظروف المعوق بصرياً التي تُحد من قدرته على بواجباته ومسئولياته تجاه المجتمع، واختلاط المشاعر والعواطف والأحاسيس الجسدية معاً التي تجبره على تجنب الاتصال مع الآخرين، ولذلك يمكن تسمية هذا العامل بـ : " التفكير الموجه خارجياً Oriented Externally Thinking (OET) " .
بينما فُسر العامل الخامس4.261% من حجم التباين في ثلاث عشرة فقرة ، وباستقراء هذه العبارات يلاحظ أن أعلى تشبعاتها تتمحور في اتخاذ أراء الأخرين محكاً للحكم ما يتخذه المعوق بصرياً من قرارات شخصية، واستخدام ميكانيزمات الدفاع كأحلام اليقظة، وعدم التمييز بين المشاعر، والافتقار للمخزون اللفظي للتعبير عن المشاعر للأخرين، والانفصال بين تحقيق النجاح بالتجارب السابقة للأخرين، ومواجهة الصعوبات في التخيل لما يُحكى له في جميع المواقف الحياتية، وصعوبة تحديد مشاعر بصفة عامة للمعوق بصريا تجاه الآخرين في بعض المواقف، والمشاعر العميقة بصفة خاصة، مما يؤثر بصورة سلبية عن علاقة المعوق بصرياً بالمحيطين بسبب صعوبة الإفصاح عن مشاعري الحقيقية، والافتقار للاتساق بين تصرفاته تجاه الآخرين مع مشاعري الحقيقية نحوهم، وصعوبة في تعديل تخيلاته الافتراضية لهذا الأم، ولذلك يمكن تسمية هذا العامل بـ : "قصور العمليات التخيلية Insufficiency of imaginative processes (IIP) " .
والمستقرئ لعوامل مقياس الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعوقين بصرياً الخمس، يتضح له أنها تتسق مع طبيعة الإلكسيثيميا وأبعاد التعريف الإجرائي المحدد له بالدراسة .
2- نتائج الفرض الثاني وتفسيرها:
ينص الفرض الثاني على أنه : " يتصف مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً بمؤشرات ثبات كما في التراث النفسي ".
وللتحقق من صحة هذا الفرض، اعتمد الباحثون فى حساب ثبات المقياسReliability على طريقة ألفا كرونباك Alpha Cronbach Method (صفوت فرج، 2007)، وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار، ويوضح جدول (7) قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ لمقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً وأبعاده الخمسة.
جدول (7)
قيم معامل ثبات مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً وأبعاده الخمسة
بطريقة ألفا كرونباخ (ن = 90)
م |
أبعاد مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً |
قيم معامل ثبات ألفا كرونباخ |
1 |
صعوبة تحديد المشاعر |
0.658 |
2 |
صعوبة وصف المشاعر |
0.567 |
3 |
صعوبة التمييز بين الإحساسات الجسدية للمثيرات الانفعالية |
0.655 |
4 |
التفكير الموجه خارجياً |
0.587 |
5 |
قصور العمليات التخيلية |
0.620 |
مقياس الإلكسيثيميا للمعوقين بصرياً |
0.837 |
يتضح من جدول (7) ارتفاع قيم معامل ثبات مقياس الإلكسيثيميا لطلاب الجامعة المعوقين بصرياً وأبعاده الفرعية بطريقة ألفا كرونباخ؛ مما يشير إلى تمتع المقياس ككل وأبعاده الثلاثة بدلالات ثبات مناسبة، وما توصلت إليه نتائج البحث يمثل مؤشرًا جيدًا لثبات المقياس وأبعاده وصلاحيته للتطبيق على المراهقين المعوقين بصرياً .
المراجع :
إمام رمضان بشير(2022). الإلكسيثيميا وعلاقتها بالقلق وصورة الجسم لدى طالبات الجامعة. المجلة المصرية للدراسات النفسية، الجمعية المصرية للدراسات النفسية، 32(116)، 37 – 78.
حمدي علي الفرماوي ووليد رضوان حسن (2009). الميتا انفعالية لدى العاديين وذوي الإعاقة الذهنية ، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
دعاء غنيم محمود، (2018). الضغوط الحياتية لدى المراهقين المكفوفين: دراسة مقارنة. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية، 9(3)، 113-136.
رضوى عاطف حلمي السيد. (2009). مدى فاعلية برنامج مقترح لتحسين الصور الذهنية للعالم العياني لدى المعاقين بصرياً. رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة بني سويف.
سناء عبد الله محمود (2023). فعالية برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام في خفض الإلكسيثيميا لدى عينة من المراهقين المكفوفين. مجلة العلوم التربوية، كلية التربية بقنا، جامعة جنوب الوادي، (56)، 218 – 263 .
عادل بن عابد الخالدي(2020). استخدام تطبيق whats app في الهواتف الذكية وعلاقته بنقص القدرة على التعبير عن المشاعر "الإلكسيثيميا" لدى الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في المرحلة الثانوية بمنطقة المدينة المنورة. المجلة السعودية للتربية الخاصة، جامعة الملك سعود – الجمعية السعودية للتربية الخاصة. 14، 179 – 211 .
عبد الله بن أحمد الزهراني (2018) . الإلكسيثيميا وعلاقته بالاكتئاب في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية لدى عينة من مدمني الكحول . مجلة كلية التربية. جامعة الإسكندرية. 28(1). 175 – 202.
عزة حسن محمد رزق(2022). فعالية برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام في خفض الإلكسيثيميا وأثره في تحسين صورة الجسم لدى المراهقين المكفوفين. مجلة التربية الخاصة، 11(41)، 328 – 455.
عماد المصري، و فاطمة النوايسة (2020). مستوى الإلكسيثيميا لدى طلبة جامعة مؤتة وعلاقته بمستوى الدخل والنوع الاجتماعي. المنارة. (26)1، 197 – 224.
غنية عبيب(2022). التأصيل النظري لمفهوم الإلكسيثيميا. مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية: مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، 1، 738 – 757.
محمد علي حسن(2014). التحديات النفسية ومشكلاتها لدى الشباب المعاقين بصرياً وطرق معالجتها. مجلة الإرشاد النفسي – مركز الإرشاد النفسي، 40(40)، 227 - 251 .
مصطفى خليـل محمود عطا الله.(2013). فعاليـة الإرشاد المعرفي التحليلي في تخفيـف الإلكسيثيميا لدى عينة من ذوي الإعاقة البصرية بالمنيا . رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة المنيا.
مصطفى علي رمضان مظلوم، (2017). تنظيم الانفعال وعلاقته بالأليكسيثيميا لدى عينة من طلاب الجامعة: دراسة سيكومترية كلينيكية. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، 82، 143-212.
هدى سلمى مطير سلامة. (2015). فعالية برنامج إرشادي لتنمية التوكيدية لخفض الإلكسيثيميا لدى عينة من المراهقات الكفيفات. رسالة دكتوراه، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
هدى سلمى مطير سلامة (2009). الإلكسيثميا وعلاقتها بالقلق لدى عينة من المراهقين المكفوفين. مجلة دراسات الطفولة، 42(12)، 21-29.
هيئة التحرير(2019). مفاهيم ومصطلحات نفسية: نموذج الإلكسيثيميا. مجلة علم النفس، 32(122)، 189 – 194.
خيري أحمد حسين، محمد أحمد سيد خليل ، ناصر محمد شعبان عبد الحميد (2024). الخصائص السيكومترية لمقياس الأليكسيثيميا لدى طلاب الجامعة، المجلة العلمية لعلوم التربية البدنية والرياضية المتخصصة، كلية التربية الرياضية، جامعة أسوان، 11 (1)، 89 – 127.
Alkan Härtwig, E. A. (2019). Towards a Comprehensive Understanding of Alexithymia. Freie University, Berlin .
Bruce, I., Harrow, J & Obolenskaya, P. (2007). Blind and partially sighted people′s perceptions of their inclusion by family and friends, British journal of visual impairment, 25(1),68-85.
Cecchetto, C., Korb, S., Rumiati, R. I., & Aiello, M. (2018). Emotional reactions in moral decision-making are influenced by empathy and alexithymia. Social neuroscience, 13(2), 226–240.
https://doi.org/10.1080/17470919.2017.1288656
Claudia , M. L., Jesús, F., Javier, M. G., José Manuel, V. M., Francisco, S. P. J., & Jorge, R. A. (2021). The Role of Gender and Age in the Emotional Well-Being Outcomes of Young Adults. International Journal of Environmental Research and Public Health, 18(2), 522.
D'Amico, A., Guastaferro, T. (2017). Emotional and meta-emotional intelligence as predictors of adjustment problems in students with Specific Learning Disorders. International Journal of Emotional Education ; Special issue: Social and Emotional Learning and Diversity, 9(2), 17-30.
Feldmanhall, O., Dalgleish, T., & Mobbs, D. (2013). Alexithymia decreases altruism in real social decisions. Cortex; a journal devoted to the study of the nervous system and behavior, 49(3), 899–904.
https://doi.org/10.1016/j.cortex.2012.10.015
Goerlich, K. S., Votinov, M., Lammertz, S. E., Winkler, L., Spreckelmeyer, K. N., Habel, U., Gründer, G., & Gossen, A. (2017). Effects of alexithymia and empathy on the neural processing of social and monetary rewards. Brain structure & function, 222(5), 2235–2250.
https://doi.org/10.1007/s00429-016-1339-1
Grabe, H. J., Spitzer, C., & Freyberger, H. J. (2001). Alexithymia and the temperament and character model of personality. Psychotherapy and psychosomatics, 70(5), 261–267. https://doi.org/10.1159/000056264
Kim, H. N., & Sutharson, S. J. (2023). Individual differences in spontaneous facial expressions in people with visual impairment and blindness. British Journal of Visual Impairment, 41(3), 475-488.
https://doi.org/10.1177/02646196211070927
Lieberman, L. J., & Houston-Wilson, C. (2002). Perceived Barriers to Including Students with Visual Impairments in General Physical Education. Adapted Physical Activity Quarterly, 19(3), 364-377.
Luminet, O., Bagby, R. M., Taylor, G. J. (2018). Alexithymia. Cambridge: Cambridge University Press.
Luminet, O., Nielson, K. A., & Ridout, N. (2021). Having no words for feelings: alexithymia as a fundamental personality dimension at the interface of cognition and emotion. Cognition & emotion, 35(3), 435–448.
https://doi.org/10.1080/02699931.2021.1916442
Petrova, E. A. (2008). The relationship between alexithymia and functional somatization in college students in the United States , Ph. D. dissertation , Auburn University.
Preece, D. A., Mehta, A., Becerra, R., Chen, W., Allan, A., Robinson, K., Boyes, M., Hasking, P., & Gross, J. J. (2022). Why is alexithymia a risk factor for affective disorder symptoms? The role of emotion regulation. Journal of affective disorders, 296, 337–341.
https://doi.org/10.1016/j.jad.2021.09.085
Sifneos, P. E. (1973). The prevalence of “alexithymic” characteristics in psychosomatic patients. Psychotherapy and Psychosomatics, 22(2), 255–262.
https://doi.org/10.1159/000286529
Spitzer, C., Siebel-Jurges, U., Barnow, S., Grabe, H. J., & Freyberger, H. J. (2005). Alexithymia and interpersonal problems. Psychotherapy and psychosomatics, 74(4), 240–246.
https://doi.org/10.1159/000085148
Taylor, G., J., Bagby, R., M., (2013). Psychoanalysis and empirical research: the example of alexithymia. Journal of the American Psychoanalytic Association, 61(1), 99 – 133.
https://doi.org/10.1177/0003065112474066
(*) يتم التوثيق في هذه الدراسة كالتالي : ( اسم الباحث أو الكاتب ، السنة ، رقم الصفحة أو الصفحات) ، طبقاً لدليل الجمعية الأمريكية لعلم النفس – الطبعة السابعة APA Style of the Publication Manual of the American Psychological Association (7th ed) ، وتفاصيل كل مرجع مثبتة في قائمة المراجع.
>) ) عند إجراء التحليل العاملي تم استخدام أحد خيارات برنامج SPSS فيما يتعلق بعدد العوامل ، حيث تم تحديد عدد العوامل بخمسة عوامل فقط ، أي الاقتصار على خمسة عوامل .