Document Type : Original Article
Author
Faculty of Education, Tanta University
Abstract
Keywords
Main Subjects
مركز أ . د . احمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
مجلة كلية التربية
=======
برنامـــج مقتــرح فــي الجغرافيـــا قائــم علــى أبعــاد العقليَّــة العالميّــَة لتنميـــة مهــارات التفكيــر المستقبلــي لــدى تلاميــذ المرحلــة الإعداديَّـــة
إعــــــــــــــــــــــداد
د/ سهام صبري حسن الترهوني
مدرس بقسم المناهج وطرق تدريس الجغرافيا
كلية التربية ـ جامعة طنطا
Seham_sabry@edu.tanta.edu.eg
}المجلد الأربعون– العدد العاشر– اكتوبر 2024م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص البحث:
هدف البحث الحالي بناء برنامج مقترح في الجغرافيا قائم على بعض أبعاد العقليَّة العالميَّة وقياس أثره في تنمية بعض مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة، وتكوَّنت مجموعة البحث من (34) تلميذًا من تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، واستخدم البحث التصميم التجريبي الذي يعتمد على مجموعة واحدة بقياس قبلي وبعدي، وتمَّ إعداد قائمة ببعض أبعاد العقليَّة العالميَّة والتي سيتم تضمينها بالبرنامج المقترح، كما تمَّ إعداد قائمة بمهارات التفكير المستقبلي الواجب تنميتها لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، ثمَّ بناء المحتوى العلمي في ضوء قائمة أبعاد العقليَّة العالميَّة السابق تحديدها، ثمَّ بناء أدوات البحث المتمثلة في اختبار مهارات التفكير المستقبلي، وطبق الاختبار على مجموعة البحث قبليًّا، ثمَّ إجراء تجربة البحث، وتمَّ تطبيق اختبار مهارات التفكير المستقبلي بعديًّا، كما تمَّ حساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات مجموعة البحث في القياسات المتكررة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي، وجاءت النتائج مؤكدة وجود حجم تأثير كبير في درجات التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي؛ حيث بلغت قيمة حجم التأثير 6.09 وتُعزى هذه القيمة المرتفعة لتطبيق البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، كما تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين القياسات المتكررة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي خلال فترات التطبيق (القبلي، والوسط، والبعدي) وهو ما يؤكد فعالية البرنامج المقترح في تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى مجموعة البحث، وجاءت توصيات البحث تؤكد ضرورة الاهتمام بتنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى التلاميذ وتضمين أبعاد العقليَّة العالميَّة في مناهج الجغرافيا بمختلف مراحل التعليم العام.
الكلمات المفتاحيَّة: العقليَّة العالميَّة – مهارات التفكير المستقبلي.
A Proposed Program in Geography Based on the Dimensions of the Global Mentality to Develop Future Thinking Skills among Middle School Students.
Dr. Seham Sabry Hassan Al-Tarhouni
Lecturer in the Department of Curriculum and Teaching Methods of Geography ,
Faculty of Education, Tanta University
Abstract:
The aim of the current research is to build a proposed program in geography based on some dimensions of the global mentality and measure its impact on developing some future thinking skills among students of the preparatory stage. The research group consisted of 34 third year of the preparatory stage. The research used an experimental design that relied on one group with pre- and post-measurement. A list of some dimensions of the global mentality was prepared, which will be included in the proposed program. A list of future thinking skills that must be developed among third-year preparatory school students was also prepared, then the scientific content was built in light of the list of dimensions of the global mentality previously identified. Then the research tools were built, represented by testing future thinking skills, and the test was applied to the research group before the research experiment was conducted, and the future-thinking skills test was applied. The significance of the differences between the average scores of the research group in the repeated measurements of the future-thinking skills test was calculated.The results confirmed the presence of a large effect size in the scores of the pre- and post-applications of the future thinking skills test, as the effect size value reached 6.09. This high value is attributed to the application of the proposed program based on the dimensions of global mentality in developing future thinking skills among third year preparatory school students. It was also shown that there are differences.There is statistical significance between the repeated measurements of the future thinking skills test during the application periods (pre-, middle, and post-test), which confirms the effectiveness of the proposed program in developing the future thinking skills of the research group. The research recommendations emphasize the necessity of paying attention to developing the future thinking skills of the students and including the dimensions of the global mentality in geography curricula at various levels of general education.
Keywords: global mentality - future thinking skills
مقدمة:
منذ أن وُجد الإنسان على ظهر الأرض وشغله الشاغل هو التفكير المستمر في المستقبل؛ لأنه يُمثل مصدر قلق بالنسبة له، فالماضي قد مرَّ بكل ما فيه، والحاضر يعيشه بما فيه، أما المستقبل فهو مصدر القلق الدائم للفرد والمجتمع بأسره؛ ومن ثمَّ ينبغي على أي نظام تعليمي في أي دولة من دول العالم، أن يسعى لتدريب طلابه على التفكير في المستقبل، والتخطيط له بثبات وقوة وامتلاك أسباب السير نحوه بلا خوف أو قلق، بل بالتفاؤل والأمل المبني على التخطيط المتقن، والتنفيذ الدقيق القائم على امتلاك مهارات التفكير في المستقبل.
والقلق الإنساني بشأن المستقبل له ما يبرره، وبخاصة مع بداية الألفية الثالثة؛ حيث يواجه المجتمع الإنساني تحديات كثيرة ومتنوعة فرضتها بعض المتغيرات المحليَّة، والإقليميَّة، والعالميَّة، التي يأتي في مقدمتها هيمنة قوى الانفتاح والعولمة والثورة التكنولوجيَّة والمنافسة العالميَّة، والاحتكارات الدوليَّة، وتتزايد حدة هذه المتغيرات بشكل سريع ومطرد؛ ممَّا جعل تطوير التعليم أمام هذه التحديات خيارًا لا مفرَّ منه؛ ليصنع متعلمًا قادرًا على مواجهة تلك التحديات في الحاضر والمستقبل.
فقضية التفكير في المستقبل ومحاولة اكتشافه ليست وليدة هذا العصر، بل لها جذورها التاريخيَّة؛ إذ يرجع الاهتمام بالمستقبل إلى البدايات الأولى للتطلع البشري إلى المعرفة الشاملة بالكون واستكشاف غوامضه وأسراره وفي مقدمتها الزمن؛ بهدف السيطرة على حركته، والتحكُّم في مساره.
ونظرًا للتعقيد والديناميكيَّة المتزايدة التي تتسم بها حركة المجتمعات المعاصرة، فإنَّ عدد التحديات ونوعيتها يتزايد، وتثير الانتباه والاهتمام المتزايد حول المستقبل وتطوراته، والطرائق البديلة للتنمية والقرارات والسياسات الأفضل ومنع الأزمات والآثار السلبيَّة؛ ممَّا جعل الدراسات المستقبليَّة في عدة بلدان في تطور مستمر، وتُوجد بهذه البلدان مؤسسات متعددة متخصصة لدراسة المستقبل يتم تأسيسها وفي مصر، فإنَّ هذا المجال بدأ في الظهور ببطء ومتأخرًا. (جول، 2013، 9)
ويُشير واقع مدارسنا اليوم أن التعليم فيها لا يلقى بالًا للحاضر ولا للمستقبل؛ لأن التركيز ما يزال ينصب على الاهتمام بالحفظ والاستظهار دون التشجيع على التفكير المثمر في المستقبل؛ لذا وجب الاهتمام بدراسة الحاضر في مناهجنا لنصل إلى مستقبل زاهر، وإعداد المتعلمين إعدادًا فكريًّا يمكنهم من تقديم وجهة نظرهم؛ ومن ثمَّ رسم مستقبلهم على أساس علمي سليم، وليس مجرد خيالات وأمنيات شخصية لا يُمكن الاعتماد عليها في التخطيط لحياة سليمة؛ لذا وجب الاهتمام بالمتعلم والتركيز عليه في تنمية مهارات التفكير المستقبلي حتى يستطيع مواصلة حياته بخطط مدروسة ومخطط لها مسبقًا بقدر المستطاع حتى تكون الفائدة عظيمة. (أبو موسى، 2017، 68)
ويرتبط التفكير المستقبلي بالعديد من المهارات العقليَّة التي يؤديها المتعلم والمهارات النفسحركية التي يتطلب أداؤها جميعًا توظيف العقل، ويشترط حدوث الأداء الماهر لتلك المهارات؛ ونظرًا لأهمية التفكير المستقبلي فقد أعلنت لجنة السياسات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1961 م أن الهدف الذي يتقدم كل الأهداف التعليمية هو تنمية القدرة على التفكير المستقبلي لدى الطلاب؛ لأهميته في التغلب على المشكلات المستقبلية، وفي أوروبا تزايد الاهتمام بالدراسات المستقبلية، فظهر مركز الدراسات المستقبلية بباريس وانفردت سويسرا في عام 1973 بإنشاء وزارة للمستقبل تابعة لمجلس الوزراء، وتعددت مداخل الدراسات المستقبلية في التعليم فقد قدم Marien & Zinglar سلسة من الدراسات وعددًا من المداخل التي يُمكن بواسطتها تحديد صورة مستقبل التعليم. (جول، 2013، 66)
ومن أبرز سمات العالم المعاصر أنه عالم يموج بالتغيرات المتلاحقة في شتى الميادين، كما أنه يشهد نموًّا ملحوظًا في درجة الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول – وإن لم يكن هذا الاعتماد يتكافأ في كل الأحوال، وفضلًا عن ذلك، فإنَّ أنواعًا كثيرة من التشابكات والتدخلات بين الظواهر والأحداث المختلفة صارت تجري في العالم المعاصر متجاوزة للحدود الوطنية للدول، ومع ازدياد كثافة هذه الأنواع من التشابكات والتدخلات، أصبحت نسبة غير صغيرة، ومتزايدة من القرارات التي تمس حياة الناس في مختلف الأوطان تتخذ على نطاق عبر وطنه من جانب كيانات مختلفة، لا سيَّما المنظمات العالميَّة والشركات متعددة الجنسيات، وتلك بعض خصائص أصبح ما يشار إليه بزمن العولمة أو الكوكبة.
(صبري، 2020، 3)
وممَّا لا شكَّ فيه أن الأمة التي لا تمتلك خريطة واضحة المعالم والتضاريس لهذا العالم سريع التغير، شديد التعقد، والتي لا تمتلك بوصلة دقيقة تعينها على تحديد مسارها الصحيح على هذه الخريطة، هي أمة تعرض مستقبلها لأخطار عظيمة، ذلك أن مستقبل هذه الأمة لن يخرج في هذه الظروف عن أحد احتمالين:
ولذلك فإنَّ الأمم القوية هي المدركة لما يحيط بها من تغيرات، والواعية بما يزفر به العالم من تناقضات وصراعات، وهي بالتالي الأمم التي تسعى إلى صنع مستقبلها، أو على الأقل تسعى للمشاركة بفعالية في صنعه، أما الأمم الضعيفة فهي الأمم القافلة عما يجري حولها، والتي تترك مستقبلها للمصادفات أو لأطماع الآخرين، فعندما لا تبادر الأمة إلى صنع مستقبلها، ينشأ فراغ، ومن طبيعة الأشياء أن يسارع أصحاب المصلحة إلى ملء هذا الفراغ؛ ومن ثمَّ فإنهم سيضعون لتلك الأمة مستقبلها، ولكن على حسب آرائهم الشخصية، وحسبما تقضي بهم مصالحهم.
ولكن إذا أردنا أن نشارك بفاعلية في صنع مستقبلنا، علينا أن نمتلك خريطة واضحة لهذا العالم الجديد، وهو ما يفترض ضمنًا تحديد ملامح المستقبل المرغوب فيه من جانبنا
وهنا يصبح السؤال: ما الطريق إلى امتلاك تلك الخريطة وتلك البوصلة؟ وما السبيل إلى اختيار الطريق الذي يفضي إلى المستقبل الذي نطمح إليه؟ وكيف يُمكن اكتشاف ملامح هذا المستقبل المنشود؟
والجواب عن كل هذه الأسئلة يكمن في عبارة واحدة، وهي: التفكير المستقبلي أو بحوث استشراف المستقبل.
ومن الدراسات التى اهتمت بالتفكير المستقبلى والتى أوضحت أهمية تنمية دراسته دراسة ( محمد عبد المجيد ، 2011 ) ، ودراسة ( عماد ابراهيم ،2014 ) ، ودراسة ( شيماء ندا 2012 ) ، ودراسة (إيمان الصافورى ، زيزى عمر ، 2013 ) ، ودراسة ( جيهان الشافعى ، 2014 ) ، ودراسة Svava j.Iversen.,2006 ) )، ودراسة (Chiu,-Fa-Chung,2012) ، ودراسة (Alister.j et.al2012) .
ومن المفاهيم الحديثة التي ظهرت على الساحات الدولية مفهوم "العقليَّة العالميَّة"Global Mentality " وهو يتضمن القدرة على استيعاب المعلومات والتقاليد والقواعد الثقافية بجميع أنحاء العالم، واكتساب مهارات التكيف مع بيئات وثقافات متنوعة، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على تصور كيفية إحداث تأثير إيجابي في جميع البيئات العالميَّة.
ولا يعني تنمية العقليَّة العالميَّة التخلي عن المعتقدات والقيم والعادات، ولكن تعني الاحتفاظ بجوهر هويتنا مع زيادة فهمنا وانفتاحنا الثقافي وتسامحنا وتقبلنا لأفكار الآخرين بما يتناسب مع مبادئنا، وفي نفس الوقت يفيدنا ويطور من أساليب تعليمنا، ويثري مناهجنا، ويحسن سُبل تعاملاتنا مع الآخرين ويوسع مدارات إدراكنا بالمستجدات العالميَّة.
ولذا فهناك ضرورة للاهتمام بتنمية العقليَّة العالميَّة لدى أفراد المجتمع وبالأخص طلاب المرحلة الإعداديَّة، والمعلمين والعمل على تدريبهم دماغيًّا لتقبل فكرة التنوع الثقافي، وتحسين جودة التفاعلات بين الثقافات المختلفة، وتفعيل أساليب وطرائق التعلم الجديد (المباشر والرقمي) مع الاعتراف بضرورة فتح مسارات لتبادل خبرات ثقافيَّة وتعليميَّة دوليَّة.
ومن المبررات التي تدعو إلى تنمية العقليَّة العالميَّة لدى الطلاب؛ المؤشرات المتغيرة للمجتمع العالمي، مثل: التوجيه نحو الشراكة العالميَّة، والتعددية الثقافية، وصعود قيم حقوق الإنسان، والديمقراطية والبيئة، كونية العلم في مقابل قومية التكنولوجيا؛ ممَّا يجعل من العلم والتكنولوجيا المحركين الأساسين للمجتمع العالمي، وزيادة الأنشطة الدولية غير المشروعة.
(مران، 2016، 4)
ولذا تناولت العديد من البحوث الدراسات التربوية سبل تنمية العقلية العالمية من خلال مناهج الدراسات الإجتماعية ومنها دراسة ( أحمد يوسف ، 2010) ، ودراسة ( هبه حلمى ،2017 ) ودراسة أحمد عمران ، 2017 ) ودراسة حنان عبد السلام ،2021) ،ودراسة (عبد الخالق فتحى ، 2018 ) ، ودراسة MeryfildM,2005))
ودراسةHiller,G.G&WOZNIIAK,M,2009))،ودراسة SorensenO,2014) ) ، ودراسة( Jennie L 2013) ودراسة ( Michael S&Jing Q,2013) واستهدفت هذه الدراسات تنمية العقلية العالمية لدى الطلاب وضرورة تبنى أساليب تدريس حديثة تعتمد على توظيف المستحدثات التكنولوجية فى تقديم المحتوى العلمى الخاص بأبعاد العقلية العالمية بما يجعل المتعلم على اتصال دائم بالتغيرات والتطورات التى تطرأ على الساحة المحلية والعالمية ، ويسر تحقيق الأهداف المنشودة بأسرع وقت وأقل جهد ممكن .
ويأتي هنا دور المناهج الدراسية باعتبارها السبيل لتحقيق أهداف المجتمع وإعداد مواطن في مجتمعه المحلي والدولي، لديه دراية عالمية وحساسية ثقافية لخلق ثقافة الترابط؛ ومن ثمَّ يكون لديهم القدرة على مواجهة تحديات المجتمع العالمي.
وبما أن مناهج الدراسات الاجتماعيَّة تدخل ضمن المواد الدراسية في جميع الصفوف الدراسية بمراحل التعليم بغرض تربية الأبناء تربية مقصودة ووفق أهداف معينة، منها: مساعدة الطالب على التعرُّف على الحضارات والثقافات الأخرى والتفكير فيها، كما أنها تعزز قدرة الفرد على فهم وضعه في المجتمع المحلي والعالمي، والقدرة على اتخاذ القرارات الفعَّالة تجاه العالم عن طريق دراسة الأمم والثقافات والحضارات، بما يسهم في بناء الشخصية المتكاملة والمتوازنة المشاركة الفعَّالة في المجتمع بل العالم أجمع، كما أنها تنمي لدى المتعلم المواطنة وفهم ذاته وإدراكه لحقوقه وواجباته.
فدراسة الجغرافيا تعطى للطالب فكرة عقليَّة عن عالمه المحيط بشقيه الطبيعي والإنساني وبكل ما يحتويه من حقائق ومفاهيم وتعميمات ونظريات، وذلك عبر سلسلة من المكونات الفكريَّة المترابطة، كما تدرب الطلاب على فهم العلاقات التي تربط بين الظواهر المختلفة.
ومن ثمَّ أصبح لتطوير تعليم المواد الدراسيَّة وبخاصَّة مادة الجغرافيا أهميَّة استراتيجية في الاقتصادات المعاصرة خاصَّة مع مطلع هذه الألفية، وما نتج عنها من أشكال للتحديات العالميَّة التي بدأت تفرض على المؤسسات التعليمية ضرورة انتهاج الأسلوب العلمي الوعي في مواجهة هذه التحديات واستثمار الطاقات الإنسانيَّة الفاعلة لتطوير الأداء التعليمي.
وأصبح من المؤكد أنه مع زمن المعلوماتية والتطوير التكنولوجي المتسارع سيكون الفرد بحاجة إلى مفاهيم واتجاهات وقيم ومهارات تتسم بالجدية؛ لكي يستطيع أن يتعايش مع المستقبل في صورته الجديدة بكل تحدياته وصراعاته؛ إذ إنه ليس من المتوقع أن يستطيع ذلك بامتلاكه مفاهيم واتجاهات وقيمًا ومهارات تقليدية، ظل يتعامل معها من خلال مصادر المعرفة عبر قرون عديدة مضت. (ياسين السيد،2009، 19)
ويتضح ممَّا سبق أنه أصبح من الضروري تطوير التعليم، وإعادة النظر في تربية وتعليم المتعلمين، ويتطلب هذا التطوير الاهتمام بتعليم الأفراد كيف يفكرون مستقبلًا، وفي المواقف الحياتية المختلفة والمتغيرة التي تواجههم، فهذا يسهم في تفعيل المنهج وتيسير التعليم بقصد تنمية وإطلاق طاقات المتعلمين للتعلم القائم على بناء المعلومات ومعالجتها وتحويلها إلى معرفة تتمثل في اكتشاف العلاقات والظواهر الكونيَّة والإنسانيَّة؛ وبالتالي تصبح تنمية التفكير بمختلف أنماطه، وتنمية عقلية التلاميذ وصقلها بالمعارف والمهارات من خلال منهج الجغرافيا بمثابة الأدوات التي يجب أن يتزود بها المتعلم حتى يتمكَّن من التعامل بكفاءة مع المعلومات والمتغيرات التي يأتي بها المستقبل؛ ومن هنا يكتسب التعليم من أجل التفكير وتعليم المهارات المتزايدة كحاجة أساسية لنجاح الفرد وتطوير المجتمع.
الإحساس بمشكلة البحث:
نبعت مشكلة البحث من خلال ما يلي:
وانتهت المقابلة بضعف معارف التلاميذ وخبراتهم السابقة حول مفاهيم وأبعاد العقليَّة العالميَّة، وضرورة تضمين مناهج الدراسات الاجتماعيَّة للصَّف الثالث الإعدادي لأبعاد العقليَّة العالميَّة.
وهناك دراسات سابقة تناولت أهميَّة تنمية مهارات التفكير المستقبلي مثل دراسة: شيماء ندا (2012)، محمد عبد الجيد (2011)، ودراسة جيهان الشافعي (2014)، ودراسة مجدي حبيب (2007)، ودراسة عماد إبراهيم (2009)، ودراسة أشرف علي (2004) ـ ودراسة شيماء محمد (2023)، ودراسة عقيلي (2017) ودراسة حاتم عزمي (2018).
جدول (1) نتائج الدراسة الاستكشافية في اختبار مهارات التفكير المستقبلي
اختبار مهارات التفكير المستقبلي |
مهارة التوقع المستقبلي |
مهارة التصور المستقبلي |
مهارة التنبؤ المستقبلي |
مهارة حل المشكلات المستقبلية |
الدرجة الكلية للاختبار |
متوسط درجات المجموعة الاستكشافية |
2.7 |
2.9 |
2.2 |
2.4 |
10.2 |
الدرجة العظمى |
10 |
10 |
10 |
10 |
40 |
يتضح من نتائج الجدول السابق تدني مستوى العينة الاستكشافية في اختبار مهارات التفكير المستقبلي في الدرجة الكلية وفي المهارات الفرعية المكونة له.
مشكلة البحث:
تتمثل مشكلة البحث الحالي في ضعف مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي في مادة الجغرافيا.
وللتصدي لهذه المشكلة يحاول البحث الحالي الإجابة عن التساؤل الرئيسي التَّالي:
ما تأثير برنامج مقترح في الجغرافيا قائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي؟
وتفرع من هذا التساؤل الأسئلة الفرعية التَّالية:
حدود البحث:
فروض البحث:
في ضوء مشكلة البحث أمكن صياغة الفروض التَّالية:
منهج البحث:
المنهج الوصفي: في إعداد الجزء الخاص بالإطار النظري للبحث، وبناء قائمة بأبعاد العقليَّة العالميَّة وكذلك قائمة بمهارات التفكير المستقبلي اللازمة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
والمنهج التجريبي: لقياس أثر البرنامج المقترح في تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى مجموعة البحث ( تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي) ، واستخدام التصميم التجريبي المعروف بتصميم المجموعة الواحدة بقياس قبلي وبعدي.
أهداف البحث:
هدف البحث الحالي الكشف عن أثر البرنامج المقترح في الجغرافيا القائم على بعض أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية بعض مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
مواد وأدوات البحث:
تمثلت أدوات البحث الحالي فيما يلي:
أهميَّة البحث:
تتمثل أهميَّة البحث في إفادة المسئولين عن تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعيَّة في:
إجراءات البحث:
للإجابة عن تساؤلات البحث سار البحث وفقًا للإجراءات التَّالية:
مصطلحات البحث:
العقليَّة العالميةality Global Mint
عرفتها حنان حسن (2021): بأنها المعارف والمهارات التي يجب أن يكتسبها التلاميذ لخلق توجه قيمي يرتبط برؤيتهم للقضايا العالميَّة والتعامل معها تفسيرًا وتحليلًا واستنتاجًا من منظور إنساني وفهم عالمى ومركزية كونية.
وتعرف إجرائيًّا بأنها: قدرة تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي على التفكير على الصعيد العالمي تجاه القضايا والمشكلات العالميَّة من منطلق إنساني نتيجة انفتاحه على العالم وشعوره بهويته البشرية والانفتاح على الثقافات الأخرى، وتقدير علاقة البشر ببعضهم البعض؛ ممَّا يخلق مواطنين عالميين ناجحين في المستقبل.
مهارات التفكير المستقبلي: Future thinking Skills
وتعرفها إيمان عبد الوارث (2016) بأنها: مجموعة من المهارات العقليَّة التي يمارسها الفرد ويستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات؛ من أجل استشراف آفاق المستقبل.
وتعرف إجرائيًّا بأنها: نشاط عقلي منطقي يقوم به تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي من خلال المعلومات المتاحة والخرائط والأشكال التوضيحية والبيانات الإحصائيَّة؛ بهدف توقع وتصور أحداث مستقبلية أو اقترح حلول لمشكلات مستقبلية مرتبطة بمنهج الجغرافيا، وتنمية هذه الأنشطة العقليَّة باستخدام برنامج مقترح قائم على بعض أبعاد العقليَّة العالميَّة.
الإطار النظري للبحث:
المحور الأوَّل: العقليَّة العالميَّة: Global Mentality
ترتبط العقليَّة العالميَّة بمفاهيم التعايش والسلام وقبول الآخر، واحترام التنوع والاختلاف والتعددية الثقافيَّة والهويَّة العالميَّة، والتعامل مع القضايا والتحديات العالميَّة بفهم مشترك ومسئولية جماعية وهوية عالمية غير قابلة للشخصنة، وتدور تعريفاتها في هذا الإطار؛ حيث يعرفها الشوادفي (2010، 24) بأنها "توجيه قيمي يتمثله الفرد في رؤيته للقضايا الإنسانيَّة المتعلقة بالبشر في كافة أنحاء العالم".
كما تعرف بأنها: صفة الفرد الذي يدرك العالم الأوسع ويشعر بدوره كمواطن عالمى يحترم ويقدر التنوع، ويفهم الكيفية التي يعمل بها العالم اقتصاديًّا، وسياسيًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا، وبيئيًّا، ويستنكر الظلم، وعدم العدالة الاجتماعيَّة، ويشارك في سلسلة من المستويات من المحلي إلى العالمي، ويعمل لجعل العالم مكانًا أكثر تعايشًا وتواصلًا، ويتحمل مسئولية أعماله (الصغير، 2016، 15).
وأوضحت (عصفور، 2019، 146) بأنَّ العقليَّة العالميَّة مفهوم حديث يعبر عن القدرة على استيعاب المعلومات والتقاليد والقواعد الثقافية بجميع أنحاء العالم، واكتساب مهارات التكيف مع بيئات وثقافات مختلفة دوليًّا، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على تصور كيفية إحداث تأثير في جميع البيئات العالميَّة.
وأشار "الأكلبي" (2021) إلى أن العقليَّة العالميَّة هي رؤية ذهنية تتسم بالمرونة العقليَّة المتضمنة للمعرفة والوعي والإدراك والتفكير التي تسهم في تعزيز القيم المشتركة بين الحضارات وتحقيق التواصل والتفاعل الإنساني بينها وصولًا لتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وبتحليل التعريفات السابقة يُمكن استخلاص خصائص العقليَّة العالميَّة من خلال النقاط التَّالية:
كما استخلصت إيمان عصفور (2022) أن خصائص العقليَّة العالميَّة تتلخص في الآتي:
أكدت عديدٌ من الدراسات ضرورة تنمية العقليَّة العالميَّة بأبعادها المختلفة؛ نظرًا لدورها البارز في توسعة مدارك واهتمامات الأفراد نحو دراسة القضايا والموضوعات من منظور دولي وتنمية مهارات التفكير المستقبلي والاستراتيجية محليًّا وعالميًّا، وتعزيز قيم الأفراد وتوجهاتهم نحو الآخر والعالم الأوسع، ويُمكن رصد أهداف العقليَّة العالميَّة من خلال النقاط التَّالية:
تُوجد عديدٌ من الدراسات التي تناولت أبعاد العقليَّة العالميَّة، وفيما يلي عرض لأهم الأبعاد:
حدد Tate ,2013,2)) أبعاد العقليَّة العالميَّة كما يلي:
وقد أشار "عمران" (2016، 12) إلى أن أبعاد العقليَّة العالميَّة تتحدد في النقاط التَّالية:
في حين حددت (إيمان عصفور، 2022) أبعاد العقليَّة العالميَّة في النقاط الرئيسية التَّالية:
وممَّا سبق يتضح أبعاد العقليَّة العالميَّة في الأبعاد التَّالية كما هو موضح بالشكل التَّالي:
دور الجغرافيا في تنمية العقليَّة العالميَّة:
بتحليل أبعاد العقليَّة العالميَّة نجد أن علم الجغرافيا من العلوم ذات الصلة الوثيقة بتلك الأبعاد، وذلك من خلال فروع علم الجغرافيا المتعددة كالجغرافيا السياسيَّة والجغرافيا الطبيعيَّة والجغرافيا الثقافيَّة والجغرافيا الإقليميَّة، وجغرافية التنمية وجغرافية الانتخابات، وغيرها من فروع علم الجغرافيا التي تحقق متطلبات العقليَّة العالميَّة في مختلف مراحل التعلم، فارتباط أهداف الجغرافيا برصد وتوزيع الظاهرات الطبيعية والبشرية وتحليل العلاقة بين الإنسان والبيئة ودراسة التغيرات والمستجدات والقضايا والمشكلات الناتجة عن هذا التفاعل عبر الأزمنة وفي مختلف مناطق العالم، وفهم تحليل التغيرات التي تطرأ على خريطة العالم السياسيَّة يسهم في خلق توجه قيمي للفرد نحو العالم الذي يعيش فيه يشكل نظرته وطريقة تفكيره ومعالجته للموضوعات والقضايا والتحديات العالميَّة بالمنظور الشمولي والفهم المشترك والمسئوليَّة الجماعيَّة والمواطنة العالميَّة المسئولة، والتي تُعد جميعها من أهداف العقليَّة العالميَّة. لذا تناولت عديدٌ من البحوث والدراسات التربويَّة سُبل تنمية العقليَّة العالميَّة من خلال المناهج الدراسية وخاصَّة مناهج الدراسات الاجتماعيَّة ومنها دراسة:
Hiller,G.G&WOZNIIAK,M,2009 (يوسف،2010)، SorensenO,2014) )، (حلمي، 2017)، (عمران، 2017 )، فتحي، 2018) والتي أشارت جميعها إلى دور موضوعات ومناهج الدراسات الاجتماعيَّة وأنشطة التعلم في تحقيق متطلبات العقليَّة العالميَّة لدى المتعلمين في مختلف مراحل التعليم من خلال ما يلي:
المحور الثاني: مهارات التفكير المستقبلي:
تعددت تعريفات التفكير المستقبلي، والتي منها:
تعريف جاد الله (2013، 38) بأنَّه: النشاط الذي يقوم به العقل في ضوء فهم الأسباب التي من خلالها نضع التوقعات المستقبلية في نطاق المألوف.
كما اتفقت (عبد الوارث، 2016، 37)، و (عبد العليم، 2016، 80) على أنه نشاط عقلي مركب قائم على الفهم والتحليل والتركيب لمعلومات الطالب حول مشكلات وقضايا ماضية – وحاضرة والتي تكثر داخل المجتمع بهدف تكوين صورة ذهنية للتوصل إلى توقعات تتعلق بمستقبل تلك القضايا والمشكلات وإصدار الأحكام، ثمَّ التخطيط واتخاذ القرارات المناسبة لحل تلك المشكلة مستقبلًا، وذلك من خلال ممارسة التلاميذ للتفكير المستقبلي والتصور المسبق لما هو غير موجود وحاضر.
وتعرف (محمد، 2019، 91) مهارات التفكير المستقبلي بأنَّها: مجموعة من القدرات التي تمكن التلاميذ من استكشاف المتغيرات المستقبلية من خلال ربطه للماضي بالحاضر بما يمكنه من استنتاج وتنبؤ ما قد يحدث من مشكلات مستقبلية تؤهله للتخيل ووضع حلول واتخاذ قرارات مناسبة حيالها.
ولذلك فإنَّ البحث الحالي يعرف التفكير المستقبلي بأنَّه: نشاط عقلي يقوم به تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي لفهم واستيعاب الأسباب والمسببات للأحداث والتي من خلالها ممارسة التلاميذ لمهارات التفكير المستقبلي والتصور المسبق لما هو غير موجود وحاضر.
ويُشير (فرغلى،2015، 4) إلى أن أهميَّة تنمية مهارات التفكير المستقبلي للطلاب، تتمثل في:
يستند التفكير المستقبلي إلى مجموعة من الأسس والمبادئ، أهمها:
Jones Alister et.al,2012,687) )، (Richmond ,L.&Pan,Rose,2013,510 )، (Anthon P، Botha,2016,911)، (إدى فاينر وأرونلد براون، 2008،122)
إنَّ التفكير في المستقبل يُمكن أن يتحدد بعدة خطوات أو مراحل ينبغي أن يقوم بها الفرد (Crews , 2008 ,3 )
يتم في هذه المرحلة تحديد وفهم قوى التغيير المؤثرة في موضوع الدراسة أو البحث أو المشكلة.
يتم في هذه المرحلة توضيح المؤثرات التغييرية في تشكيل المستقبل؛ من أجل وصف القصص المستقبلية الممكنة، والمهمة والمفضلة.
ويتم في هذه المرحلة عمل تخطيط استراتيجي من أجل قيادة التغير، والعمل على تخطي الفجوة بين الواقع الحالي والمستقبل المأمول في محاولة لرسم صورة المستقبل المفضل والممكن.
وتتم في هذه المرحلة تطبيق الاستراتيجيات المتوقعة مع متابعة المؤشرات الناتجة عنها، وعمل محادثات استراتيجية مستمرة؛ من أجل تحقيق هذا المستقبل الممكن.
تعتبر عملية تنمية مهارات التفكير عند الطلاب أحد الأهداف الرئيسية في مناهج الجغرافيا؛ حيث تساعد على كيفية التفكير، والتفكير هنا يقصد به تشكيل وتنظيم الأفكار والمعلومات من قبل الطلاب بطريقة ما ونحو هدف ما، وإعادة تركيب خبراته، ويأخذ التفكير هنا أشكالًا متعددة، فالتفكير في استرجاع خبرة الماضي يختلف عن التفكير في التخطيط للمستقبل. (عرفة، 2004، 107)
والجغرافيا كعلم يتميز بأنه ذات طبيعة تحليلية؛ فهو لا يقتصر على إدراك العلاقات بين الإنسان وبيئته فحسب، بل إنَّه يقوم على الوصف والتحليل والتعليل على توزيع مظاهر البيئة التي يعيش عليها الإنسان على سطح الأرض وهي بذلك علم توليفي وتحليلي لجميع أنماط التفاعل بين الإنسان وبيئته.
لذلك تعتبر الجغرافيا طريقة للتفكير أكثر من كونها مجموعة من المعارف والمعلومات، فهي تستخدم أسلوبًا مميزًا في التعامل مع تلك المعارف والمعلومات؛ حيث إنَّها تركز على دراسة العلاقات المكانية القائمة بين الظاهرات في المكان؛ حيث إنَّها لا تركز على المعلومات كأساس لها وإنما تأخذ الحقائق من فروع المعرفة الأخرى وتقوم بتفسيرها وتحليلها لتأخذ أشكالًا جديدة.
ونجد أن جوهر الجغرافيا يتمثل في كون الإنسان كفرد، والجغرافيا تزوده بتوجهات هادفة تحكم علاقاته بمن حوله، وعلاقاته بالمكان والزمان و بما يدور حولهما، وما يصاحبها من أحداث وتغيرات؛ ممَّا يجعل كلٌّ منها له حتمية التأثير، وإمكانية التغيير والتطوير، والإنسان لديه من القدرات والإمكانات ممَّا يجعل له إمكانية التفكير في مستقبله، ومستقبل علاقاته وتعاملاته مع نفسه والآخرين، ومع بيئته وأنظمتها واتساقها؛ وذلك لتحقيق أهداف آنية مؤداها التوافق بينه وبين الآخرين، وبينه وبين البيئة، وأهداف المستقبل مؤداها أحكام السيطرة على المستقبل، ومستقبل البيئة التي يتعامل معها، ويتم ذلك بالدرجة الأولى على ضوء قدرة الإنسان على التفكير المستقبلي واستخدامه لأساليب هذا النوع من التفكير؛ وبالتالي حسن الإعداد والتخطيط لمجابهة تحدياته. (حافظ، 2009، 56)
ويرى البحث الحالي أن الجغرافيا ببُعديها الطبيعي والبشري تتناول دراسة الأنشطة الاقتصاديَّة وتوزيعها وتنظيمها المكاني على سطح الكرة الأرضية، وتركز على الأنشطة الزراعية، ومواقع الصناعة، والتجارة المحلية، والتجارة العالميَّة والمواصلات؛ وهذا كله يساعد على تنمية التفكير المستقبلي بما تقدمه من معلومات عن الماضي والحاضر وبغرض فهم المستقبل.
إجراءات البحث:
أولًا: تحديد أبعاد العقليَّة العالميَّة المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، للإجابة عن السؤال الأوَّل من أسئلة البحث، وهو ما أبعاد العقليَّة العالميَّة المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي؟ وذلك وفق الخطوات التَّالية:
وفي ضوء العناصر السابقة وضعت قائمة مبدئية بأبعاد العقليَّة العالميَّة المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، وعرضت على السَّادة المحكّمين (ملحق رقم 1)[1][2]، وعدلت القائمة في ضوء توصياتهم للوصول إلى القائمة النهائية وتتمثل في خمسة أبعاد رئيسة، يتفرع منها (5) أبعاد فرعية؛ حيث تشمل الأبعاد الرئيسة:
(المواطنة العالميَّة، التنمية المستدامة، القيم العالميَّة، التعددية الثقافية التراث العالمي)، وتشكل في مجملها أبعاد العقليَّة العالميَّة المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي. (ملحق 2)[3]
ثانيًا: تحديد مهارات التفكير المستقبلي التي ينبغي تنميتها لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي، للإجابة عن هذا السؤال
تمَّ إعداد قائمة بمهارات التفكير المستقبلي:
حيث مرَّ إعداد القائمة بالخطوات التَّالية:
جدول (2) المهارات الرئيسة والفرعية لمهارات التفكير المستقبلي
م |
المهارة |
عدد المهارات الفرعية |
الوزن النسبي |
1 |
التوقع المستقبلي |
5 |
25% |
2 |
التصور المستقبلي |
5 |
25% |
3 |
التنبؤ بالنتائج المستقبلية |
5 |
25% |
4 |
حل المشكلات المستقبلية |
5 |
25% |
المجموع |
4 مهارات رئيسة |
20 |
100% |
ويتضح من الجدول السابق أن قائمة مهارات التفكير المستقبلي في صورتها النهائية تتكوَّن من (4) مهارات رئيسة و(20) مهارة فرعية أو مؤشرات سلوكيَّة ملحق (3)*[4]
ثالثًا: بناء برنامج قائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة، للإجابة عن السؤال الثالث من أسئلة البحث، وهو ما التصميم المقترح لبرنامج في الجغرافيا قائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة يناسب تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي لتنمية مهارات التفكير المستقبلي؟
وتمَّ إعداد هذا البرنامج المقترح وفق الخطوات التَّالية:
رابعًا: إعداد اختبار مهارات التفكير المستقبلي:
انطلاقًا من استقراء الدراسات السابقة والمرتبطة بتنمية وقياس مهارات التفكير المستقبلي، تمَّ إعداد اختبار لقياس مهارات التفكير المستقبلي وفقًا للخطوات التَّالية:
*مناسبة الأسئلة لمستوى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
*مناسبة الأسئلة لمهارات التفكير المستقبلي المراد تنميتها لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
*وضوح الأسئلة وارتباطها بالفقرات والمحتوى.
*صياغة الأسئلة صياغة لغوية صحيحة.
4- تحديد عدد مفردات الاختبار: اشتمل اختبار مهارات التفكير المستقبلي على مجموعة من الأسئلة بلغ عددها (20) سؤالًا لكل مهارة فرعية من المهارات التي تندرج تحت المهارات الرئيسة وهي موضحة بالجدول التَّالي:
جدول (3) عدد مفردات اختبار مهارات التفكير المستقبلي
م |
المهارة الرئيسة |
المهارة الفرعية |
الأسئلة |
1 |
التوقع المستقبلي |
5 |
5 |
2 |
التصور المستقبلي |
5 |
5 |
3 |
التنبؤ بالنتائج المستقبلية |
5 |
5 |
4 |
حل المشكلات المستقبلية |
5 |
5 |
المجموع |
4 مهارات رئيسة |
20 |
20 |
خامسًا: ضبط اختبار مهارات التفكير المستقبلي:
صدق الاختبار:
تمَّ التحقق من صدق اختبار مهارات التفكير المستقبلي عن طريق:
الصدق الظاهري (صدق المحكّمين):
لتحقيق الصدق الظاهري للاختبار تمَّ عرض الاختبار في صورته الأوَّلية على المحكّمين؛ وذلك لبيان مدى ارتباط المفردات بالمهارات التي يقيسها الاختبار، ولتحديد مدى السلامة العلمية واللغوية للمفردات، وقد عدل الاختبار في ضوء ملاحظات المحكّمين ومقترحاتهم، وفيما يلي نوضح أهم تعديلاتهم:
هذا وقد أخذت الباحثة جميع آراء وملاحظات المحكّمين بعين الاعتبار، وفي ضوئها تمَّ تعديل مفردات الاختبار لتتناسب مع المستويات المستهدفة:
الصدق الذاتي:
الصدق الذاتي هو أن تقيس أسئلة الاختبار ما وضعت لقياسه، فهو معيار للحكم على مدى صلاحيه الاختبار، فالصدق الذاتي هو الجذر التربيعي لمعامل ثبات الاختبار وقد بلغ الصدق الذاتي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي (0.88) ويتضح من هذه القيمة بأنها قيمة مقبولة؛ ومن ثمَّ يُمكن الوثوق بها والتأكد من صلاحية الاختبار.
التجريب الاستطلاعي للاختبار:
قامت الباحثة بتطبيق اختبار مهارات التفكير المستقبلي بصورته المبدئية على عينة استطلاعية من (22) تلميذة من تلميذات الصَّف الثالث الإعدادي بمدرسة أمليط الإعداديَّة بإدارة إيتاي البارود غير عينة البحث، في الفصل الدراسي الأوَّل 2023/2024. ومن ثمَّ تمَّ استخدام الدرجات التي حصلت الباحثة عليها من تطبيق اختبار مهارات التفكير المستقبلي في:
· حساب معامل ثبات الاختبار. |
|
· تحديد زمن الاختبار. |
ثبات الاختبار:
يقصد بثبات الاختبار أن يعطى الاختبار نفس النتائج، أو نتائج متقاربة، إذا أعيد تطبيقه مرة أخرى في نفس الظروف، وعلى العينة نفسها، وقد بلغت قيمة معامل ثبات مهارات التفكير المستقبلي (0.79) عن طريق إعادة التطبيق بعد (15) يومًا من تطبيقه مرة أخرى، وحساب معامل الارتباط بيرسون بين التطبيقين وهي قيمة مقبولة، وعليه فقد تمَّ التأكد من ثبات الاختبار.
زمن الاختبار:
قامت الباحثة بحساب الزمن اللازم للإجابة عن أسئلة اختبار مهارات التفكير المستقبلي عن طريق جمع الزمن الكلي للعينة الاستطلاعية، ثمَّ حساب المتوسط، وقد تحدد الزمن اللازم للإجابة عن أسئلة الاختبار في (60) دقيقة وبذلك أصبح الاختبار فى صورته النهائية انظر ملحق (4)[5]
نتائج البحث:
اشتمل البحث على النتائج التَّالية:
تضمنت هذه النتائج، الإجابة عن السؤال الرابع من أسئلة البحث، والذي ينصُّ على: ما فاعلية البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي؟
وللإجابة عن هذا السؤال تمَّ التَّالي:
جدول (4) اختبار Kolmogorov-Smirnov لحساب اعتدالية التوزيع الطبيعي لدرجات مجموعة البحث في القياس القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي
Sig |
K Statistic |
أقل قيمة |
أعلى قيمة |
الانحراف المعياري |
متوسط |
العدد |
القياسات |
0.068 |
0.198 |
8 |
17 |
4.72 |
50.54 |
34 |
قبلي |
0.240 |
0.132 |
28 |
37 |
4.75 |
104.61 |
34 |
بعدي |
يبين الجدول بأنَّ قيمة (k) في اختبار Kolmogorov-Smirnov غير دالة إحصائيًّا عند مستوى (0.05≥α)؛ ممَّا يدل على أن درجات مجموعة البحث تتبع التوزيع الطبيعي في التطبيق القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي.
تمَّ التحقق من التوزيع الاعتدالي للدرجات عن طريق استخدام اختبار الاعتدالية باستخدام برنامج SPSS
شكل (1) التوزيع الاعتدالي للدرجات التلاميذ في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي
يبين الشكل السابق أن درجات مجموعة البحث في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التفكير المستقبلي تتبع التوزيع الاعتدالي؛ ممَّا يسمح باستخدام اختبار (ت)، للمجموعات المرتبطة paired-Samples T Test (باستخدام برنامج SPSS.V.21) لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات مجموعة البحث في القياس (القَبلِي، البعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي وتوضيح ذلك من خلال بالجدول التَّالي:
جدول (5( المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم "ت" وحجم التأثير لدرجات مجموعة البحث في التطبيق (قَبلِي ـــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي
مستوى الدلالة |
قيمة "T" |
درجة الحرية |
الانحراف المعياري |
المتوسط الحسابي |
الدرجة الكلية |
عدد الطلاب |
التطبيق |
مهارات التفكير المستقبلي |
دالَّة عند مستوى (0.01) |
23.99 |
33 |
.991 |
3.52 |
10 |
34 |
قَبلِي |
مهارة التوقع المستقبلى |
.988 |
8.58 |
بعدي |
||||||
دالَّة عند مستوى (0.01) |
22.74 |
.985 |
3.38 |
10 |
قَبلِي |
مهارة التصور المستقبلى |
||
1.000 |
8.70 |
بعدي |
||||||
دالَّة عند مستوى (0.01) |
24.17 |
1.076 |
3.14 |
10 |
قَبلِي |
مهارة التنبؤ المستقبلى |
||
1.078 |
8.55 |
بعدي |
||||||
دالَّة عند مستوى (0.01) |
14.88 |
.792 |
2.91 |
10 |
قَبلِي |
مهارة حل المشكلات المستقبلية |
||
1.776 |
8.23 |
بعدي |
||||||
دالَّة عند مستوى (0.01) |
35.56 |
2.354 |
12.97 |
40 |
قَبلِي |
الدرجة الكلية |
||
2.179 |
34.08 |
بعدي |
يتبين من الجدول السابق أن قيمة "ت" دالَّة إحصائيًّا عند مستوى دلالة (0.01) في اختبار مهارات التفكير المستقبلي في الدرجة الكلية للاختبار؛ وبناءً على ذلك تمَّ رفض الفرض الصَّفري وقبول الفرض البديل.
حجم التأثير:
تمَّ حساب حجم التأثير (باستخدام معادلة كوهين) Cohen's d = M1 - M2 / spooled where spooled
د = 0.20 يُشير إلى تأثير صغير small effect؛ (d = 0.20)
د = 0.50 يُشير إلى تأثير متوسط medium effect؛ (d = 0.50)
د = 0.80 يُشير إلى تأثير كبيرlarge effect؛ (d = 0.80)
وتوضيح ذلك من خلال الجدول التَّالي:
جدول (6) المتوسطات وقيم "ت" وحجم التأثير لدرجات مجموعة البحث في التطبيق (قَبلِي ـــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي
دلالة حجم التأثير |
حجم التأثير D |
قيمة "T" |
المتوسط الحسابي |
عدد الطلاب |
التطبيق |
مهارات التفكير المستقبلي |
جحم تأثير كبير |
4.11 |
23.99 |
3.52 |
34 |
قَبلِي |
مهارة التوقع |
8.58 |
بعدي |
|||||
جحم تأثير كبير |
3.90 |
22.74 |
3.38 |
قَبلِي |
مهارة التصور |
|
8.70 |
بعدي |
|||||
جحم تأثير كبير |
4.14 |
24.17 |
3.14 |
قَبلِي |
مهارة التنبؤ |
|
8.55 |
بعدي |
|||||
جحم تأثير كبير |
2.55 |
14.88 |
2.91 |
قَبلِي |
حل المشكلات |
|
8.23 |
بعدي |
|||||
جحم تأثير كبير |
6.09 |
35.56 |
12.97 |
قَبلِي |
الدرجة الكلية |
|
34.08 |
بعدي |
يتبين من الجدول السابق قيمة حجم التأثير = 6.09؛ ممَّا تدل على وجود حجم تأثير كبير في درجات التطبيقين (قَبلِي ــــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي، وهذه النتيجة قد تجاوزت القيمة الدالة على الأهميَّة التربويَّة للنتائج الإحصائيَّة في البحوث النفسيَّة والتربويَّة ومقدارها (0.5)؛ أي أن هناك حجم أثر كبير وقوي ومهم تربويًّا لتطبيق البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
ويُمكن توضيح الفرق بين متوسطات درجات مجموعة البحث في القياسين (قَبلِي ــــــ بعدى) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي من خلال الرسم البياني التَّالي:
شكل (2) التمثيل البياني لمتوسطات درجات مجموعة البحث في التطبيقين (قبلي ــــــ بعدي) اختبار مهارات التفكير المستقبلي
أثر البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
لقياس أثر البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي تمَّ استخدام معادلة الكسب (لـ بلاك) (Black) وذلك للمقارنة بين متوسطي درجات مجموعة البحث في التطبيقين القبلى والبعدى لاختبار مهارات التفكير المستقبلي وذلك وفق المعادلة التَّالية:
حيث إنَّ:
ص: متوسط درجات معلمي في التطبيق البعدي.
س: متوسط درجات معلمي في التطبيق القبلي.
د: القيمة العظمى للدرجة.
ويُشير بلاك (Black) إلى أن المتغير المستقل يكون له فاعلية على المتغير التابع عندما تقع نسبة معدل الكسب في المدى من (1- 2) للفاعلية (عبد الحميد، 2011).
ويوضح جدول (7) فاعلية البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي.
جدول (7) حساب البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي بمعادلة الكسب المعدل (لـ بلاك)
مهارات التفكير المستقبلي |
المجموعة |
الدرجة الكلية |
متوسط درجات التطبيق القبلي |
متوسط درجات التطبيق البعدي |
نسبة الكسب المعدل |
الفاعلية |
مهارة التوقع المستقبلى |
التجريبية |
10 |
3.52 |
8.58 |
1.28 |
يُوجد فاعلية |
مهارة التصورالمستقبلى |
التجريبية |
10 |
3.38 |
8.70 |
1.32 |
يُوجد فاعلية |
مهارة التنبؤ المستقبلى |
التجريبية |
10 |
3.14 |
8.55 |
1.32 |
يُوجد فاعلية |
حل المشكلات المستقبلية |
التجريبية |
10 |
2.91 |
8.23 |
1.28 |
يُوجد فاعلية |
الدرجة الكلية |
التجريبية |
40 |
12.97 |
34.08 |
1.30 |
يُوجد فاعلية |
ويظهر جدول (7) فاعلية البرنامج المقترح القائم على أبعاد العقليَّة العالميَّة في تنمية مهارات التفكير المستقبلي في مادة الجغرافيا لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي في الدرجة الكلية لاختبار مهارات التفكير المستقبلي وفي كل مهارة من المهارات المكونة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي، وكانت مهارة التصور ومهارة التنبؤ هما أكثر المهارات؛ حيث بلغت فاعليتهما 1.32 ثمَّ يليها (مهارة التوقع ومهارة حل المشكلات)؛ حيث كانت فاعليتهما 1.28، وبلغت فاعلية الاختبار ككل 1.30.
ب – التحقق من صحة الفرض الثاني الذي ينصُّ على أنه: لا يُوجد فرقٌ ذو دلالة إحصائيَّة عند مستوى دلالة (0.05≥ α) بين متوسطات درجات مجموعة البحث في القياسات المتكررة (قَبلِي، وسط، بعدي) في اختبار مهارات التفكير المستقبلي.
وللتحقــــق من ذلك تمَّ استخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه للقياسات المتكررة (Repeated Measures ANOVA) وحساب قيمة (ف) ودلالة الفروق بين متوسطات درجات القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) وحجم الأثر لمجموعة البحث (باستخدام برنامج SPSS.V.21) لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات مجموعة البحث في القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي، ويتَّضح ذلك من جدول (8)
جدول (8) نتائج تحليل التباين الأحادي للقياسات المتكررة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي ن= 34
حجم التأثير |
مستوى الدلالة |
ف |
متوسط المربعات |
درجات الحرية |
مجموع مربعات التباين |
مصدر التباين |
0.968 |
دالة عند مستوى 0.01 |
538.387 |
4042.863 |
2 |
8085.725 |
بين المجموعات |
7.509 |
66 |
495.608 |
تباين الخطأ |
يُشير الجدول السابق إلى وجود فروق بين القياسات المتكررة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي خلال فترات التطبيق (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي)؛ وحيث بلغت قيمة (ف) 538.387 ويتَّضح أيضًا أن حجم التأثير مرتفع حيث بلغت قيمة حجم التأثير في الدرجة الكلية لاختبار مهارات التفكير المستقبلي 0.968 وهو جحم تأثير مرتفع، ولكي نحدد اتجاه حجم التأثير تمَّ استخدام اختبار بونفيروني كما هو بجدول (7).
جدول (9) متوسط الفروق بين كل من القياسات المتكررة لاختبار مهارات التفكير المستقبلي البحث باستخدام اختبار بونفيروني ن= (34)
بعدي |
وسط |
قَبلِي |
القياسات |
مستوى الدلالة |
الانحراف المعياري |
المتوسط |
الفروق بين المتوسطات |
-21.41 |
-7.11 |
- |
قَبلِي |
دالة عند مستوى 0.01 |
2.354 |
12.97 |
اختبار مهارات التفكير المستقبلي |
14.29- |
- |
|
وسط |
دالة عند مستوى 0.01 |
2.366 |
20.08 |
|
- |
|
|
بعدي |
دالة عند مستوى 0.01 |
2.763 |
34.38 |
يُشير جدول (9) إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين القياسين (قَبلِي ــــــ وسط) حيث كانت قيمة الفرق تساوي (7.11) لصالح القياس وسط البرنامج وبين القياسين (وسط ـــــ بعدي)؛ وكانت قيمة الفرق تساوي (14.29) لصالح القياس وسط البرنامج وبين القياسين (قَبلِي ـــــ بعدي)؛ وكانت قيمة الفرق تساوي (21.29) لصالح القياس بعدي، وجميع هذه الفروق دالة عند مستوى دلالة 0.01.
ويوضح الشكل البياني درجة تحسن مهارات التفكير المستقبلي في القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي.
شكل (3) متوسطات درجات مجموعة البحث في القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) لاختبار مهارات التفكير المستقبلي
مناقشة النتائج وتفسيرها:
بعد الانتهاء من التحليل الإحصائى لنتائج التجربة الميدانية ، يمكن تفسير النتائج كما يلى :
أن التحسن في مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي يرجع للاعتبارات التَّالية:
ووفقا لنتائج هذا البحث اتضح أن مناهج الجغرافيا من المناهج الدراسية وثيقة الصلة بتحقيق أهداف وأبعاد العقلية العالمية ومهارات التفكير المستقبلى ، نظرا لارتباط علم الجغرافيا بدراسة العلاقة بين الإنسان والبيئة ، ودراسة التغيرات والمستجدات والقضايا والمشكلات الناتجة عن هذا التفاعل عبر الأزمنة وفى مختلف مناطق العالم من خلال فروع علم الجغرافيا المتعددة كالجغرافيا السياسية والطبيعية والثقافية وجغرافية التنمية والجغرافيا الإقليمية وغيرها من فروع الجغرافيا التى تحقق أبعاد العقلية العالمية فى مختلف مراحل التعلم .
توصيات البحث:
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث الحالي يوصي البحث بما يأتي:
مقترحات البحث:
في ضوء نتائج البحث يُمكن تقديم المقترحات التَّالية:
المراجع العربية:
المراجع الأجنبية:
32-Alister Jones,Cathy Buntting ,Rose Hipkins ,Anne McKim,Lindsey Conner ,Kathy Saunders (2012) :Developing Students future thinking in science Education .Research in Science Education.
33- Anthon P Botha.(2016): " Developing Executive Future Thinking Skills " International Association for Management of Technology,Vol 2.
34- Chiu,Fa.Chung.(2012) : Fit between Future Thinking and Future Orientation on Creative Imagination ,Journal of future Studies ,7(4) ,45-54.
35- Christion , Crews( 2008 ):" Introduction to Future Studies and Scenario planning Waitt Foundation ,available at: www,wfs.org.
36- HILLER,G.G.&WOZNIAK,M.(2009 ): Developing an inter culture Competence programme at an international cross – border university.Inter cultural Education 20(4). 113-124.
37-Jones,Alister et,….al.(2012) " Developing Students 'Futures Thinking in science Education Research in sience Education , Vol 42.
38- Jennie L.Walker (2013) : Developing Your Global Mindest The Hand book for successful Global Leaders paperback-July 18,2013,At:https://www.amazon.com /Developing –Your –Global-Mindest –Sucessful /dp/1592989977.
39- Merifild M(2005) : Infusing G lobal Persepectives into social studies curriculum ,State University of New York press.
40- Michael S& Jing Q (2013) : 21St century international mindedness : An exploratory study of its conceptualization and assessment ,centure for Educational Research School of Education University of western Sydney ,south penrith DC NSW2751 Australia .https:www.ibo.org/globallassets/publication/ibresearch/singhqiibreport27julyfinalversion.pdf.
41 –Richmond ,Jenny L.,Pan ,Rose.(2013): " Thinking about the future Early in Life ,The Role of Relational Memory , Journal of Experimental child psychology journal ,vol114,N4,p510-520.
42- Sorensen O (2014 ): Global Mindest –a Requirement for Global Organizations and Global Leaders , Master Thesis , International Business Economics , Astrid Nygaard Engesland ,Aalborg University.
43-Svava Jonas Iversen.(2006) : Future Thinking Methodologies –Options Relevant For " Schooling For Tomorrow " Senior Consultant at The Danish Technological Institute ,Center for Competence and Analysis .online at www.oecd,org /ceri/35393902.pdf.
44- Tate ,N.( 2013 ): Inter national education in apost –Enlightenment world Edcationa Review.( ahead of print) ,1-14.
[2] *ملحق (1) أسماء السَّادة المحكّمين على أدوات البحث
[3] * ملحق (2) قائمة بأبعاد العقليَّة العالميَّة المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي
[4] ملحق (3) قائمة بمهارات التفكير المستقبلي المناسبة لتلاميذ الصَّف الثالث الإعدادي
-ملحق (4) البرنامج المقترح القائم على بعض أبعاد العقلية العالمية فى مادة الجغرافيا
[5] ملحق (5) اختبار مهارات التفكير المستقبلى
المراجع العربية:
المراجع الأجنبية:
32-Alister Jones,Cathy Buntting ,Rose Hipkins ,Anne McKim,Lindsey Conner ,Kathy Saunders (2012) :Developing Students future thinking in science Education .Research in Science Education.
33- Anthon P Botha.(2016): " Developing Executive Future Thinking Skills " International Association for Management of Technology,Vol 2.
34- Chiu,Fa.Chung.(2012) : Fit between Future Thinking and Future Orientation on Creative Imagination ,Journal of future Studies ,7(4) ,45-54.
35- Christion , Crews( 2008 ):" Introduction to Future Studies and Scenario planning Waitt Foundation ,available at: www,wfs.org.
36- HILLER,G.G.&WOZNIAK,M.(2009 ): Developing an inter culture Competence programme at an international cross – border university.Inter cultural Education 20(4). 113-124.
37-Jones,Alister et,….al.(2012) " Developing Students 'Futures Thinking in science Education Research in sience Education , Vol 42.
38- Jennie L.Walker (2013) : Developing Your Global Mindest The Hand book for successful Global Leaders paperback-July 18,2013,At:https://www.amazon.com /Developing –Your –Global-Mindest –Sucessful /dp/1592989977.
39- Merifild M(2005) : Infusing G lobal Persepectives into social studies curriculum ,State University of New York press.
40- Michael S& Jing Q (2013) : 21St century international mindedness : An exploratory study of its conceptualization and assessment ,centure for Educational Research School of Education University of western Sydney ,south penrith DC NSW2751 Australia .https:www.ibo.org/globallassets/publication/ibresearch/singhqiibreport27julyfinalversion.pdf.
41 –Richmond ,Jenny L.,Pan ,Rose.(2013): " Thinking about the future Early in Life ,The Role of Relational Memory , Journal of Experimental child psychology journal ,vol114,N4,p510-520.
42- Sorensen O (2014 ): Global Mindest –a Requirement for Global Organizations and Global Leaders , Master Thesis , International Business Economics , Astrid Nygaard Engesland ,Aalborg University.
43-Svava Jonas Iversen.(2006) : Future Thinking Methodologies –Options Relevant For " Schooling For Tomorrow " Senior Consultant at The Danish Technological Institute ,Center for Competence and Analysis .online at www.oecd,org /ceri/35393902.pdf.
44- Tate ,N.( 2013 ): Inter national education in apost –Enlightenment world Edcationa Review.( ahead of print) ,1-14.