نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 كلية التربية -جامعة أسيوط
2 کلية التربية _ جامعة اسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركز/ الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
(مجلة كلية التربية)
=======
دراسـة مقارنة للجامعات الريادية في الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا وإمكانية الإفادة منها بالكويت
إعــــــــــــــــــــــداد
فاطمة رعد سعد حمود
(باحث دكتوراه)
(تخصص التربية المقارنة والإدارة التعليمية)
moktar_bakr@yahoo.com
إشراف
أ.د/ أحمد حسين عبد المعطى أ .م.د /نعمات عبدالناصر أحمد أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوى أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية المساعد
كلية التربية -جامعة أسيوط المتفرغ كلية التربية -جامعة أسيوط
}المجلد الأربعون– العدد الرابع– أبريل 2024م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص:
يهدف البحث الحالى إلى التعرف على إمكانية الاستفادة من خبرات الجامعات الريادية في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لتطوير الجامعات في دولة الكويت، كما هدفت الدراسة الحالية إلى الوصول إلى مجموعة من الإجراءات المقترحة لتطوير الجامعات في دولة الكويت في ضوء الاستفادة من خبرات نماذج الجامعات الريادية في دول الدراسة (الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا)، وشملت الدراسة نموذج للجامعات الريادية: جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وجامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا. وقد استخدمت الدراسة المنهج المقارن لمقارنة وتحليل أوجه التشابه والاختلاف بين نموذجى الجامعات الريادية في دول المقارنة من حيث النشأة والتطور و الرؤية والرسالة والأهداف الريادية للجامعة وكذلك البرامج والأنشطة الريادية وذلك فى ضوء القوى والعوامل الثقافية ذات العلاقة المؤثرة فى تشيكل الجامعات الريادية بكل دوله، وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج المهمة، أهمها: أن ظهور الجامعات الريادية في دول المقارنة يرجع إلى الطلب القوي على الخريجين القادرين على إيجاد فرص العمل بأنفسهم؛ هناك أوجه تشابه واختلاف بين الجامعات الريادية (مكان الدراسة) في العديد من المجالات مثل الأهداف، وبرامج وأنشطة ريادة الأعمال، وفي ضوء نتائج الإطار النظرى والتحليل المقارن توصلت الدراسة إلى بعض الإجراءات المقترحة لتطوير الجامعات في دولة الكويت في ضوء الاستفادة من خبرات نموذجى الجامعات الريادية موضع الدراسة المقارنة في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا .
الكلمات المفتاحية: الجامعات الريادية – خبرات بعض الدول ( أمريكا –المانيا –الكويت )
A Comparative Study of Entrepreneurial Universities in the United States of America and Germany and the possibility of Benefiting from them in Kuwait
Prepared by
Prof. Dr. Ahmed Hussein Abdel Moaty
Professor of Foundations of Education and Educational Planning and former Vice Dean of the College of Education for Postgraduate Studies and Research Faculty of Education - Assiut University
Moaty_2002_2003@yahoo.com
Dr. Nemat Abdel Nasser Ahmed
Professor of Comparative Education and Educational Administration, full-time assistant, Faculty of Education, Assiut University
Fatima Raad Saad Hammoud
Abstract:
The current research aims to identify the possibility of benefiting from the experiences of entrepreneurial universities in the United States of America and Germany to develop universities in the State of Kuwait. The current paper also aimed to come down to a set of proposed procedures for developing universities in the State of Kuwait in light of benefiting from the experiences of entrepreneurial university models in the countries of study (the United States of America and Germany). The current research has handled a model of entrepreneurial universities in each country: Arizona State University in the United States of America; Technical University of Munich in Germany. The current research has used the comparative approach to compare and analyze the similarities and differences between the two models of entrepreneurial universities in the comparison countries in terms of origin, development, vision, mission, and entrepreneurial goals of the university, as well as entrepreneurial programs and activities, in light of the relevant cultural factors affecting the formation of entrepreneurial universities in each country. The study reached the following findings, most important of which are; the emergence of entrepreneurial universities in comparison countries is due to the strong demand for graduates who are able to find job opportunities by their own. There are similarities and differences between entrepreneurial universities (place of study) in many fields such as goals, programs and activities of entrepreneurship, and in light of the results of the theoretical framework and comparative analysis, the study reached some proposed procedures for developing universities in the State of Kuwait in light of benefiting from the experiences of the two models of entrepreneurial universities ( place of study) in the United States of America and Germany.
Keywords: pioneering universities - experiences of some countries (America - Germany - Kuwait
مقدمة الدراسة :
تعد البرامج التي يتم تقدمها بالتعليم الجامعى من أهم الوسائل للوصول إلى ما تطمح إليه شعوب العالم،فمع التطور فى رسالة الجامعة من وظيفتى البحث والتدريس وظهور الرسالة الثالثة للجامعة المتمثلة فى الجانب الريادى، ظهرت الجامعات الريادية والتي تعد أحد أهم المداخل المعاصرة لإعادة بناء وتنظيم أى جامعة تسعى إلى التنافسية وتريد البقاء وتظل فى نمو وتطور مستمر ، وتسهم هذه الجامعات في تحقيق المزايا التنافسية المستدامة؛ لأنها تتيح للمجتمع خريجيين رياديين ومبدعين في شتى المجالات من خلال إعداد طلاب الجامعة لثقافة ريادية قوامها الإبداع والابتكار والإنجاز. (Maribel Guerrero & David Urbano,2014,67)
وتتميز الجامعة الريادية بالقدرة على خلق وبث ثقافة الريادية في كل وحدة من وحداتها، وتعزيز تلك الثقافة لدى جميع الأفراد بدءاً من القيادات وذلك من خلال تدريسهم وانعكاسه على الطلاب، حتى العاملين، كما تسعى إلى تحقيق التميز لدى القيادات في كل المستويات، وخلق روح الإبداع لدى جميع أعضاء هيئة التدريس، وتفعيل جانب المشاركة الفعالة لدى الطلاب. (Gibb A.,2010,137)
وانطلاقاً مما سبق يتضح توجه الجامعات نحو تبني التعليم الريادى فى تعليمها تماشيا مع رسالة الجامعة الثالثة ؛ بهدف إعداد جيل متميز من الكوادر البشرية لديهم القدرة على إدارة أعمالهم الذاتية والقدرة على خلق فرص العمل والوظائف بدلا من السعى والبحث عنها، ومن ثم الاسهام بشكل مباشر في تطوير المجتمع وتنميته والوصول به إلي أعلي المستويات. ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على خبرات بعض الجامعات الريادية فى الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا في تطبيق نموذج الجامعات الرادية وتحويل جامعاتها إلى جامعات ريادية من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الجامعي والتنافس مع الجامعات العالمية والحصول على أفضل تصنيف لكليات جامعة الكوبت فى تقارير التنافسية العالمية .
وتقوم الجامعات الريادية بدور المبدع والداعم للتنمية الاقتصادية، وتسهم في تسريع عملية نقل الأبحاث وتحويلها إلى التطبيق من خلال تفعيل شراكات وتحالفات التعلم مع قطاعات العمل والانتاج التي توفر لللجامعات الموارد الجيدة والأصول للاستثمار فيها بشكل فعال. (Gibb A.,2010,136)
مشكلة الدراسة :
بالنظر إلى واقع التعليم الجامعي بدولة الكويت، نجد هناك العديد من أوجه القصور فى تلك البرامج وقلة جدواها فى توفير موارد بشرية مؤهلة تاهيلا تطبيقا يمكنها من العمل فى سوق العمل العالمى ، حيث أن هناك انخفاض للجودة التعليمية للخريج ويتمثل ذلك فى كون المهارات التي يتمتع بها العديد من خريجي الجامعات غير ملائمة لمتطلبات العصر وسوق العمل، وانقطاع الصلة بين الجامعة وخريجيها في مواقع العمل والانتاج، وقلة الاهتمام بآرائهم في برامج الدراسة التي تقدمها، وضعف قدرة التعليم الجامعى الكويتى العام على مواجهة المنافسة القادمة من الجامعات الاجنبية والخاصة. (وليد احمد مراد ، 2020 ، 85)
فعلى الرغم من الجهود الكويتية المبذولة لغرس ثقافة التعليم الريادى بالتعليم الجامعى بوجه خاص، إلا أن هناك بعض المشكلات تعوق تحقيق ذلك بفاعلية كالبطء الشديد فى استجابة الجامعات الحكومية لمطالب التغيير والتطوير ، مما يفقدها فرص التنافس والتطوير المبدع (وليد احمد مراد ، 2020 ، 89) ، وهذا ما يستدعى تبنى أنماط جديدة للتعليم الجامعى تعمل على تضمين التكنولوجيا المستخدمة فى مؤسسات الانتاج والخدمات ومنظمات الأعمال وتنمى لدى الطلاب كيفيىة أنشاء وخلق فرص العمل واتخاذ وصنع القراروإدارة الأعمال الشخصية بكفاءة كما هو قائم ببرامج الجامعات الريادية، ويكون الهدف منها إعداد جيل قادر على مواجهة المستقبل مثل التكنولوجيا المبنية على الالكترونيات الدقيقة، وتكوين جيل من الرياديين فى شتى المجالات التى تخدم عملية التنمية الشاملة بالمجتمع الكويتى.
مما سبق يتضح أن ما يتم تقديمه من برامج وممارسات تعليمية بالتعليم الجامعى بدولة الكويت يعد من المحاور الأساسية للاصلاح التعليمي بالكويت ، ومن ثم، ثثمثل جوانب ومظاهر المشكلة للدراسة الحالية فى وجود العديد من أوجه القصور يمؤسسات التعليم الجامعى باالكويت التى تعوقها لتصبح جامعات ريادية وتمثل ذلك فى قلة الربط بينها وبين متطلبات سوق العمل وحاجات المجتمع،علاوة على وجود نسبة كبيرة من البرامج الدراسية التى يدرسها الطلاب التى لا تنمى لديهم ثقافة ريادة الأعمال والقدرة على صنع واتخاذ القرار والمساهمة فى التنمية الاقتصادية للمجتمع الكويتى، الأمر الذى ينعكس سلبيا على نوعية مخرجات الجامعات.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتبني نماذج للجامعات الريادية فى بعض الدول الاجنبية فى في دولة الكويت والتي تعمل على إعداد خريجين ليصبحوا قادة للمستقبل ورياديين ومبدعين لديهم القدرة على خلق الوظائف وليس البحث عنها ، وفى ضوء ما سبق تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن السؤال الرئيس التالي : ما أوجه الإفادة من خبرات الجامعات الريادية في الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا في الكويت ويتفرع من هذا السؤال الرئيس عدة أسئلة فرعية تتمثل فيما يلي:
أهداف الدراسة:
أهمية الدراسة:
تمثلت أهمية الدراسة في النقاط التالية:
الأهمية النظرية:
- مواكبة موضوع البحث للاتجاهات العالمية الحديثة ومتطلبات العصر، حيث أصبح تحول ممارسات الجامعات وبرامجها لتتماشى مع الرسالة الثالثة للجامعة والمتمثلة فى الجانب الريادى مطلبا جوهريا للارتقاء بالجامعات لتصبح مركزا لانتاج المعرفة و للتنمية الاقتصادية.
- لقد أصبح موضوع تطوير الجامعات وتحديث برامجها لتتماشى مع متغيرات العصر ورسالتها المستحدثة اتجاها عالميا لا تخلو منه أي سياسة تطوير للتعليم الجامعى في أي دولة من دول العالم تبغي المنافسة في عصر العولمة واقتصاد المعرفة.
الأهمية التطبيقية:
تقدم هذه الدراسة فى نهايتها بعض الدروس المستفادة من الدول الأجنبية موضع الدراسة المقارنة في تطبيق نموذج الجامعات الريادية ، والتى يمكن أن تفيد القائمين بمنظومة التعليم الجامعى الكويتى في موضوع التحول من الشكل التقليدى للجامعات لتصبح جامعات ريادية وذلك عن طريق طرح بدائل ومقترحات جديدة لتغيير الشكل التقليدي للبرامج الجامعية وممارستها التعليمية بالكويت.
حدود الدراسة:
تتمثل حدود الدراسة فى الآتى:
حدود موضوعية: وتمثلت فى محاور الدراسة والمتمثلة فى ملامح الجامعات الريادية ( نشاتها وتطورها- الرؤية والرسالة والأهداف- البرامج والأنشطة الريادية)
حدود مكانية: تناولت الدراسة الحالية نموذج للجامعات الريادية فى الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة المنهج المقارن إذ يعد انسب المناهج البحثية المستخدمة وأكثرها دلالة على التربية المقارنة، وأكثرها شمولا للمناهج الفرعية
مصطلحات الدراسة:
تعرف الجامعات الريادية بأنها " المؤسسة التي تم تصميمها لتمكين الطلاب وهيئة التدريس لأداء الأعمال المرتبطة بالشركات والإبداع والابتكار فى التدريس والبحث والوظيفة الثالثة، والتى تتمثل أنشطتها فى تعزيز التعلم وانتاج وتبادل المعرفة فى بيئة مجتمعية تتسم بالتعقيد الشديد والتغيير كمنظمة ، والتى تختص بتوفير قيمة عامة من خلال عمليات المشاركة المفتوحة (Gibb, A., Haskins, G., & Robertson,2013 ,135)
وتعرفها الباحثة إجرائيا بانها جامعات أو مؤسسات تعليم عالى تقدم برامج وأنشطة ترتبط بالبتكار والإبداع وإنشاء وإقامة المشروهعات وتنمى ثقافة الاعتماد على التوظيف الذاتى لدى الخريجين
أولا الإطار النظري للبحث :
المحور الأول: الجامعات الريادية في الأدبيات التربوية المعاصرة.
كانت بدايات هذا المفهوم بنهاية التسعينات الميلادية, وقد عملت الأربعين جامعة الأولى في أمريكا على تدريس مقررات الريادة, وكذلك لديها مراكز تتعلق بالريادة, وفي عام (2005) أصبح (80%) من الجامعات الأمريكية لديها مراكز ريادية بمسميات مختلفة, إذ أدركت هذه الجامعات أهمية الربط بين النظرية والتطبيق, وتوظيف النظرية والمعرفة في ميدان العمل، حيث فى بعض الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت المؤسسات التعليمية والعلماء أولاً في استكشاف تعليم ريادة الأعمال وتقديم البحث الأكاديمي حول أهمية الأنشطة الريادية، منذ ثمانينيات القرن الماضي ، أصبح التعليم ريادة الأعمال في الدول الأجنبية ذا شعبية متزايدة ويشكل طفرة قوية، حيث أوضح تقرير GEM الصادر عن كلية بابسون وكلية لندن للأعمال أنه في عام 2001 قدمت الولايات المتحدة تعليمًا حول ريادة الأعمال لأكثر من 1500 جامعة وكلية تمتد الدراسة بها إلى مدة أربع سنوات، حيث يمكن القول أن جميع الجامعات تقريبًا مرتبة في الولايات المتحدة فتح دورات ريادة الأعمال، و أصبح تعليم ريادة الأعمال جزءًا مهمًا من التعليم الجامعي في الولايات المتحدة وامتد حتى إلى التعليم الثانوي .(WU, Hong,2008,64)
لقد ترتب على التطور الحادث في مفهوم وفكرة الجامعة الريادية تنوع الدراسات التي تناولت نماذج هذه الجامعات، وأساليبها في تحقيق الرسالة الثالثة، وخاصة من خلال المقارنة والتعرف على الفروق الدقيقة بين النموذجين الرئيسيين للجامعة الريادية في أمريكا، فبالنسبة للنموذج الأمريكي ينظر للجامعة على أنها وسيلة للربط مع الأعمال التجارية والسوق وخدمة عملائها، وقد طورت جامعة ستانفورد وفقًا لهذا المفهوم بعد الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين يتم تسويق المعرفة على أساس الجامعة الريادية بالمشاركة في نقل التكنولوجيا من خلال براءات الاختراع والجامعات الريادية، وتمثل نموذج الابتكار والمنهجية التنظيمية لنقل التكنولوجيا بأمريكا في أواخر القرن التاسع عشر في آلية البحث ونقل التكنولوجيا ومكتب ترخيص لتحديد المعرفة التجارية المحتملة التي تفي بمعايير براءات الاختراع، وكذلك شركة رأس المال الاستثماري لتوفير الدعم المالي والتنظيمي لعملية تشكيل شركة، ويتم ذلك كله بمساعدة الجامعات لتكون وسيطًا بين الشركة ومكتب نقل التكنولوجيا ، لذلك فإن النموذج الأمريكي يميل إلى البحوث الريادية أو الجامعة البحثية لأن الخيار الأول للجامعة الريادية هو التحويل إلى جامعة بحثية، وتميل بذلك إلى استخدام عملية خطية (من التدريس للبحث ثم إلى تعزيز التنمية الاقتصادية ، كما أنشأت بعض الجامعات وصلات تعاقدية مع الشركات لبيع وتسويق نتائج أبحاث الجامعة مع الشركات التجارية، كما دخلت الجامعات في شراكات مع أصحاب المشاريع التجارية الخاصة من أجل تمويل تشغيل الجامعة وتعليم أعضاء هيئة التدريس متابعة البحوث الأساسية بجانب رسملة المعرفة. Etzkowitz,,2004 ,57) )
أما بالنسبة للنموذج الأوربي يرجع هذا النموذج لمفهوم كلارك الذي وصف الجامعة الريادية كنشاط استكشافي أو ابتكاري حول كيفية القيام بالأعمال من تلقاء نفسها، وإجراء تغيير جوهري في الخصائص التنظيمية من أجل التوجه للمستقبل. وبذلك تكون الريادية هي سمة من سمات العديد من النظم الاجتماعية ويميل النموذج إلى المخاطرة وروح الريادية في مختلف التنظيم، مع الالتزام المهني والأكاديمي كما في جامعات أروبك كجامعة بحثية وجامعة توينتي كجامعة تقنية يكون التحول فيها غير خطي في كل مستوى أو مهمة من مهمات الجامعة. وسعت أوربا إلى تحسين الوعي الريادي في مختلف المؤسسات التربوية على كافة المستويات. (Maribel Guerrero & David Urbano,2014,77)
المحور الثانى: الجامعات الريادية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
نشاة وتطور الجامعة :
تقدم جامعة ولاية أريزونا ، التي تضم أكبر عدد من الطلاب الجامعيين في البلاد ، للطلاب مجموعة واسعة من الخيارات الأكاديمية وغير المنهجية. ، تقدم االجامعة فى كافة أفرعها للطلاب أكثر من 300 برنامج أكاديمي جامعي للاختيار من بينها وأكثر من 500 نادي ومنظمة للتسجيل، كما تقدم جامعة ولاية أريزونا أيضًا مجموعة واسعة من برامج الدراسات العليا ذات التصنيف العالي من خلال الكليات بما في ذلك كلية دبليو بي كاري للأعمال. (https://www.usnews.com/best-colleges/arizona-state-university-1081) وتتمثل رسالة مكتب ريادة الأعمال و الابتكار في دعم النمو الاقتصادي الإقليمي من خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والابتكار في جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والوحدات في جميع أنحاء جامعة ولاية أريزونا وفي المجتمعات التي تخدمه ( https://entrepreneurship.asu.edu/)
وتقوم أهداف الجامعة على إن فكرة العمل مدى الحياة تدور حول تحقيق الذات والنمو والتغيير واغتنام الفرص الجديدة ومواجهة التحديات الجديدة باستمرار، حيث لدى الشباب اليوم توقعات مختلفة ويتمثل الهدف الأكثر أهمية للجامعة هو إعداد الطلاب لتحديات الغد. (https://entrepreneurship.asu.edu/)
هناك العديد من برامج التسريع لريادة الأعمال التى قدمتها جامعة ولاية أريزونا لتعزيز تحولها لجامعة ريادية ومنها ما يلى: مبادرة الطالب الريادي لإديسون Edson Student Entrepreneur ، والتى توفر مساحة مكتبية وإرشادًا وتمويلًا أوليًا وبرنامجًا تعليميًا لبدء التشغيل لأصحاب المشاريع من طلاب جامعة ولاية أريزونا، ويتمثل الغرض منها هو تسريع أفكار الطلاب من خلال توفير التوجيه والاستثمار والمشاركة التي تخلق تأثيرًا اقتصاديًا وتغييرًا اجتماعيًا.
القوى الثقافية المؤثرة فى تشكيل الجامعات الريادية بالولابات المتحدة الأمريكية:
ولتتبع تأثير العامل الاقتصادى على بروز ونمو الجامعات الريادية نجد أن نشأة ريادة الأعمال تنبع من عالم التجارة والاعمال ، لكن لا يمكن تقييدها هناك، فالأعمال جزء من المجتمع،كما أن القيم الثقافية والاجتماعية والسياسات والسلوكيات الاقتصادية تشكل بعضها البعض وتثبت صحة بعضها البعض،و لكي تكون ريادة الأعمال انهكاس لممارسة أعمال سائدة وروتينية ، يجب أن تعكس وجهة نظر مجتمعها حول كيفية عمل العالم وكيف يجب أن يتصرف البشر،و يجب أن تدعم المواقف الاجتماعية والممارسات السياسية والسياسات الاقتصادية والنظام القانوني الإبداع والمجازفة وتنفيذ المشاريع الجديدة، كما لا يمكن لريادة الأعمال أن تزدهر إذا كانت قيم مجتمعها تقوضها، فريادة الأعمال هي عملية تحول جذري: من فكرة إبداعية إلى مؤسسة ومن مؤسسة إلى قيمة، ومن ثم، برزت الجامعات الريادية نظرا لأن ريادة الأعمال تم تدعيمها من قبل قطاعات الأعمال الأمريكية وكذلك السمات الإنسانية التي تمكن كليهما، ولذلك ، يتم النظر إلى ريادة الأعمال كموضوع للدراسة الاقتصادية، فالعوامل الاقتصادىة بالولايات المتحدة ساهمت فى تحويل الجامعات نحو الجامعات الريادية ، حيث يعد استمرار إنشاء مؤسسات جديدة سببًا أساسيًا للنمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي للاقتصاد الأمريكي خلال العقدين الماضيين على الأقل، ويمكن لهذه الجامعات ا التحسين المستمر لرفاهية الإنسان وهذا يؤكد مدى ملاءمتها للتعلم في الكليات والجامعات الأمريكية، فعلى الرغم من أن ريادة الأعمال كانت مكونًا قياسيًا نسبيًا في مناهج كليات إدارة الأعمال ، إلا أنها بدأت في الظهور كمجال منفصل لدراسة الاهتمام المتزايد وقابلية التطبيق ( Brooks, R., Green, W. S., Hubbard,2020 ,102)
يتضح تأثير القوى الثقافية وتحديدا العامل الجغرافى بما يتضمنه من ظروف على وجود ولايات عديدة تتباعد المسافات بينها، وأصبح لكل ولاية ظروفها وإمكانياتها وتعداداتها .(روبرت هولدن ودورثى جنيفنز ، 1986، 8) فاتساع الولايات جعل لكل ولاية من الولايات ظروفها وتاريخها التعليمي الخاص بها، والذى يختلف من ولاية إلى ولاية أخرى حسب الولاية وجغرافيتها واقتصاداتها وتاريخها وتاريخ التعليم بها (عبد الغنى عبود،1993 ، 85 ).فانعكست تلك الظروف الجغرافية فى وجود عدد كبير من الجامعات الريادية في الولايات الواقعة بالجانب الشرقي المواجه لغرب أوروبا نظرا لموقع تلك الولايات وتميزها عن باقي الولايات نظرا لاعتماد الولايات المتحدة على الصناعة كعصب الاقتصاد وحاجة تلك الولايات لخريجيين لديهم القدرة على الابتكار وتطوير الصناعات وتوسيع المشروعات لتك المؤسسات الانتاجية ، كما أثر العامل الجغرافي فى طبيعة وتخصص هذا النمط من الجامعات وطبيعة المشاريع و الأفكار المبتكرة ، حيث أن أغلب الجامعات ذات التوجه الريادي فى هذه المنطقة متخصصة في الصناعة والبترول والهندسة نظرا لقربها من دول غرب أوروبا، ومن ثم ساعد هذا العامل الجغرافي فى توجه معظم الجامعات نحو الريادية. (Aronowitz S. and Giroux H,2000,338)
الجامعات الريادية فى المانيا:
تحتل ألمانيا الآن المرتبة 23 من بين 31 دولة ذات دخل مرتفع تشارك في تقرير رصد ريادة الأعمال العالمى لعام 2021م، في ألمانيا ، كما تحولت أنشطة الشركات الناشئة إلى الفئات العمرية الأصغر خلال السنوات الأربع الماضية، حيث في عام 2021 ، حصلت أصغر فئتين من الفئات العمرية التي يغطيها مؤشر المساواة بين الجنسين على معدلات للنشاط الريادى للفئة الأصغر عمريا TEA Total early-stage Entrepreneurial Activity بنسبة 8.3٪ (18-24 عامًا) و 10٪ (25-34 عامًا). وبالتالي ، فهي أعلى بكثير من المتوسط لجميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 عامًا. على النقيض من ذلك ، فإن معدل TEA للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 عامًا هو 3 ٪ فقط. وهذا يعني أن معدل بدء تشغيل الفئة العمرية الأصغر يبلغ ثلاثة أضعاف معدل بدء المجموعة العمرية الأكبر سنًا. (Sternberg, R., Gorynia-Pfeffer,2022,99)
المحور الثالث الجامعات الريادية فى ألمانيا:
نشاة وتطور الجامعة:
تُعد الجامعة إحدى أكبر الجامعات الألمانية التقنية ، وتأسَّست جامعة ميونخ التقنية عام 1868 أي قبل 152 سنة وهي تقع في مدينة ميونخ الواقعة في وسط أوروبا والتي تُعَد من أجمل وأكبر المدن الألمانية وTUM هي جامعة حكومية توجهاتها تقنية كما يُشير اسمها، وجامعة ميونخ التقنية جامعة بحثية ريادية تُركِّز على القضايا التكنولوجية في مجالات عدة قد تشمل على وجه الخصوص العلوم الطبيعية، والهندسة، والطب، والعلوم الاجتماعية
( https://www.tum.de/ueber-die-tum retrieved on 13-4-2023 )0
وساهمت برامج ريادة الأعمال بالجامعة لتكون من أفضل الجامعات في ألمانيا حيث تأسست الجامعة عام (1868م) عندما حصلت الكلية البولتكنيكية على حالة"جامعة" ،وتشمل اثتنا عشر كلية، وتقدم حاليًا أكثر من 111 مقرر دراسى مع حرية الاختيار الأكاديمية في بعض المواد،وفي نهاية عام (2013م) أطلقت وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا مسابقة ريادة الأعمال, وتم الاعتراف بالجامعة بأنها من أفضل الجامعات بألمانيا نظراً لمشروعها الريادي. وفي عام 2002 ،تم افتتاح مركز جامعة ميونخ التقنية لريادة الأعمال (UnternehmerTUM) بهدف إجراء تعليم ريادة الأعمال بجامعة ميونيخ التقنية .( Wilson, Karen E,2008,137)
وتتمثل رؤية الجامعة في " كجامعة ريادية متميزة ورائدة، فى مجال ريادة الأعمال ، تعد الجامعة عالميًا مصدرا للمعرفة وتشكل المستقبل بالموهبة والتميز والمسؤولية". (https://www.tum.de/ueber-die-tum/ziele-und-werte/leitbild) وتمثل الهدف العام للمركز هو تطوير المواهب الريادية وفرص ريادة الأعمال. وبالتالي ، فإن الهدف هو مساعدة الطلاب والعلماء في الجامعةعلى تطوير مهاراتهم التجارية في كل من النظرية والتطبيق ، ودعم الابتكار الجامعي وفرق البدء لتطوير مشاريعهم التجارية. يتم ذلك من خلال عدد من الأنشطة المتعلقة بثلاثة مواضيع رئيسية: تأهيل ريادة الأعمال ، الابتكار ، إنشاء الأعمال التجارية. ( Wilson, Karen E,2008,138)
وتأكيدا لدعم البرامج والأنشطة الريادية بالجامعة، تم إنشاء مركز الابتكار وخلق الأعمال بجامعة ميونيخ التقنية The UnternehmerTUM (Centre for Innovation and Business Creation) في يناير 2002 ،حيث تم تأسيس مركز ريادة الأعمال في جامعة ميونيخ التقنية من قبل الدكتور جوبين والدكتور شونينبيرغر بناءً على فكرة طرحها الدكتور شونينبرغر في أطروحة الماجستير،حيث طلب رئيس جامعة ميونيخ التقنية" ولفجانج هيرمان" ، من الدكتور شونينبيرغر التحقق من إمكانية إنشاء مركز ريادة الأعمال من خلال تحليل أمثلة الممارسات الجيدة لمراكز ريادة الأعمال في جميع أنحاء العالم. بناءً على هذا العمل ، عمل الدكتور شونينبرغر مع الدكتور جوبين خطة عمل لإنشاء مركز ريادة الأعمال وقدمها إلى الرئيس. في الدورة التي استمرت 12 شهرًا ، وجمعوا ما يكفي من المال لبدء العمل بمركز ريادة الأعمال بالجامعة . ( Wilson, Karen E,2008,142)
وهو برنامج متعدد التخصصات لريادة الأعمال في جامعة ميونيخ التقنية،حيث تم إطلاقه في عام 2004. في كل فصل دراسي ، يتم اختيار 20 طالبًا وخريجيًا من جميع الكليات للمشاركة في البرنامج الذي يستغرق 18 شهرًا. يتم اختيار هؤلاء الطلاب على أساس عدد من المعايير مثل الطموح والالتزام بدراساتهم. يركز البرنامج على أربع مهارات أساسية في تنظيم المشاريع: 1) القدرة على التعرف على الفرص ، 2) تحقيق الابتكارات ، 3) استغلال الموارد والاستفادة منها ، 4) تحمل المخاطر وتحمل المسؤولية. خلال البرنامج ، يمكن للطلاب ، إلى جانب دراساتهم ، المشاركة في الندوات وورش العمل والمحاضرات. علاوة على ذلك ، يحصل الطلاب على مرشدهم الشخصي الذي يقدمه شركاء جامعة ميونيخ التقنية، أيضًا بالتعاون مع شركاء الشركات - العديد من هذه الشركات العالمية الكبرى على سبيل المثال Lufthansa و BASF و Microsoft و Intel ، يقوم الطلاب - في مجموعات متعددة التخصصات - بتنفيذ مشاريع ابتكارية حيث يطورون منتجات جديدة في غضون فترة زمنية قصيرة، (https://www.tum.de/innovation/entrepreneurship/forschung)
أهم القوى الثقافية المؤثرة فى تشكيل الجامعات الريادية بالمانيا:
لقد ساهم إعلان وزراء التعليم الأوربيين فى عام 1999م والذى سمى بإعلان بلوجنا Bologna Process ، فى تحول الجامعات الى جامعات ريادية لدعم الابتكار والابداع ، كما ساهم هذا الإعلان فى إحداث تغيرات جذرية لهيكل التعليم العالى الالمانى ومؤسساته ،حيث التزمت المانيا بتنفيذ التغيرات التى أقرها إعلان بولوجنا من أجل تكامل التعليم الأوروبى بالمنطقة. (Straub, Robin,2019,338)
ولقد ساهمت أيضا الظروف السياسية لجمهورية المانيا الاتحادية بعد عام 1990، بعد تنفيذ ميثاق الاتفاق للوحدة الالمانية وانعقاد اللجنة التعليمية المشتركةGemeinsame Bildungskommission فى نفس العام ،فى نمو ونشأة العديد من الجامعات الريادية ، وذلك بعد إلغاء المؤسسات الجامعية التى كانت تحمل الطابع الأيديولوجى الاشتراكى الشيوعى المتزمت،حيث’ألغيت تخصصات الحقوق والاقتصاد من الجامعات الالمانية،(.( Joachim W,2011,89
ولقد لعبت العوامل الجغرافية دورا كبيرا فى نمو وانتشار الجامعات الريادية لكى تلبى احتياجات بعض الولايات من القوى العاملة ذات القدرة على الابتكار والمخاطرة والمبادرة فى إنشاء المشروعات الصغية والناشئة ، وهذا يتم بشكل أكبر فى بعض مناطق الولايات عن باقى المناطق الأخرى نظرا لكثافة التعداد السكانى بتلك الولايات أو لتميز بعض الولايات جغرافيا عن البقية الأخرى، فولايات المدن مثل برلين وبريمين وهامبرج يمتلكوا أعلى كثافة سكانية عن باقى المناطق والمدن الأخرى فى جمهورية المانيا الاتحادية التى يوجد بها تجمع سكانى بسيط جدا مثل منطقة السهل الألمانى الشمالى وميكلنبرج وبرايدنبرج، وبصفة عامة فإن غرب المانيا يعد أكثر كثافة سكانية من شرق المانيا متضمنا برلين، الأمر الذى ترتب عليه وجود عدد كبير من الشركات والجامعات الرايدية لكى تستقطب أعدادا من الطلاب من أجل تخفيف الأعباء على الجامعات التقليدية من ناحية، وإعداد خريجيين مؤهلين للابتكار والابداع وامتلاك القيادة والثقافة الريادية بتلك الولايات من أجل الحفاظ على مكانتها الاقتصادية وتعزيز قدرتها التنافسية فى الأسواق العالمية (,54.( Joachim W,2011
المحور الرابع: تحليل مقارن لبيان أوجه الشبه والاختلاف بين الجامعات الريادية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.
بالنسبة لنشأة الجامعات الريادية وتطورها:
تتشابه ظروف نشأة وتطور الجامعات الريادية في كل من الولايات المتحدة وألمانيا)نماذج الجامعات)، حيث أنها تم تطبيقها نظرًا للحاجة إلى الخريجين الذين يمتلكون المبادرة والأخذ بالمخاطرة والقدرة على الانخراط فى سوق العمل والتوظيف الذاتى، نظرا لضعف مخرجات مؤسسات التعليم العالي التقليدية في تقديم القوى العاملة التي تمتلك أساسيات ومهارات مكان العمل وريادة الأعمال؛ تختلف أسباب نشأة وسرعة تطور نمط الجامعات الريادية في الولايات المتحدة عنها في ألمانيا. وعلى هذا الأساس، فالولايات المتحدة تميزت بظروف وقوى وعوامل ثقافية وتاريخية ساهمت في تشكيل المجتمع الأمريكي وجعلته يتطلع دائمًا إلى الإيمان بالمستقبل واعتباره أنه أفضل من الحاضر، ومن ثم جاء التعليم العالي بما يتضمنه من مؤسسات متنوعة مترجمًا لهذه الرؤية والفلسفة البرجماتية لدى المجتمع الأمريكي، والعمل على تقديم العلوم العصرية وإدخال كل ما هو جديد إلى ميدان التعليم العالي". وفي ألمانيا انتهجت ألمانيا نهجًا ديمقراطيًا بدلاً من الظروف السياسية التي كانت قبل عام 1945م، ساعدت الظروف السياسية القائمة على الديمقراطية وتبني السياسة الرأسمالية بعد توحيد الألمانيين عام 1990م في تحقيق وخلق مناخ اقتصادي متميز، الأمر الذي ساهم في نشأة وتطور العديد من الجامعات الريادية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحالي.
بالنسبة لرسالة وأهداف الجامعة:
تشابه رسالة الجامعة في نماذج الجامعات موضع الدراسة موضع الدراسة في تأكيدها على أهمية التخصص المهني لدى الطلاب" والذي يرتبط بشكل وثيق بثقافة ريادة الأعمال القائمة على تخصصه مهنيا سواء فى المشرعهات او المبادرات ، وتتشابه رسالة نماذج الجامعات موضع الدراسة المقارنة في تأكيدها على أهمية المجتمع والعمل على خدمته والارتقاء به ، وهي جملة الأنشطة والمشروعات والخدمات التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات، لتحقيق الأهداف المرتبطة بالمجتمع ككل أو أحد قطاعاته
وتتشابه نماذج الجامعات موضع الدراسة المقارنة فى كلتا الدولتين في اعتبار الأهداف المرتبطة بكل جامعة نابعة من رؤية ورسالة الجامعة وتنبثق منها، وهذه الأهداف تتمثل تنمية البعد الريادى فى أنشطة الجامعة، حيث أن نمط الجامعات الريادية في الدول موضع الدراسة المقارنة، يعد وسيلة هامة من وسائل تحقيق التنمية في المجتمع بكل دولة على حده لما تقدمه من خريجين لديهم القدرة على التوظيف الذاتى وحل المشكلات وروح المبادرة
وتختلف رسالة الجامعات موضع الدراسة اختلافًا طفيفًا فيما بينهم في طبيعة التحول نحو التعلم الريادى و في نص الرسالة المرتبط بكل جامعة
تختلف جامعة ولاية أريزونا عن جامعة ميونيخ التقنية فى التأكيد على هدف و فكرة العمل مدى الحياة للجامعة من خلال النمو والتغيير واغتنام الفرص الجديدة ومواجهة التحديات الجديدة باستمرار، وتختلف جامعة ميونيخ التقنية بالمانيا عن جامعة ولابة أريزونا فى السعى نحو مساعدة الطلاب والعلماء في الجامعةعلى تطوير مهاراتهم التجارية في كل من النظرية والتطبيق .
بالنسبة للبرامج والأنشطة الريادية:
تتشابه نماذج الجامعات موضع الدراسة المقارنة من حيث حرصها على تقديم برامج دراسية وتدريبية تلبى احتياجات سوق العمل فى إطار مفهوم التعليم المستمر مع مراعاة حاجات المجتمع المحلي عند وضع هذه البرامج؛ بهدف رفع قدرات ومهارات الطلاب فى ريادة الأعمال .
ففى الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل جامعة ولاية أريزونا على تقديم وطرح برنامج يطلق عليه أيام بدءالمشاريع Startup Days و هي فعاليات توعية بريادة الأعمال تُقام كل فصل دراسي بالشراكة مع الكليات والمعاهد في جامعة ولاية أريزونا، خلال أيام بدء التشغيل ، يتواجد مسئولى ريادة الأعمال في الفصول ويقدمون التوجيه للطلاب الذين يرغبون في إطلاق الأفكار؛ وفى المانيا، تطرح جامعة ميونيخ التقنية برنامج أدر&وأكثر Manage & More كبرنامج متعدد التخصصات لريادة الأعمال في كل فصل دراسي.
وتتشابه أيضاً كلتا الجامعتين موضع الدراسة المقارنة فى حرصهما على إطلاق برامج دراسية وتدريبية لصقل مهارات الطلاب فى ريادة الأعمال من الناحية التطبيقية ، ففى الولايات المتحدة،، على سبيل المثال ، وفى جامعة ولاية أريزونا ، برنامج مشروعات الزمالة أو الأقران Fellows Startup من البرامج الداعمة لتوجه الجامعة الريادى؛ وفى المانيا، تطرح جامعة ميونيخ التقنية البرنامج التنفيذي في الابتكار وخلق الأعمال، ويتكون البرنامج من 60 يومًا من التدريس والتدريب في الفصول الدراسية بالإضافة إلى رحلة دراسية إلى وادي السيليكون ويتم تقديمه لمديري الابتكار ذوي الخبرة ومؤسسي الشركات للسماح لهم بتطوير نماذج أعمالهم في شبكة ريادة الأعمال.
وتختلف البرامج الدراسية المقدمة في نماذج الجامعات موضع الدراسة فى طرح كل جامعة برامجها حسب تخصصها ومجال عملها .
كما تختلف جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة عن جامعة ميونيخ التقنية بالمانيا من حيث عن عدد البرامج الدراسية والمقررات المرتبطة بريادة الأعمال التي تقدمها الجامعة وكثرتها وذلك بسبب أقديمة النشأة لجامعة للولايات المتحدة في تبني هذا النمط من التعليم الجامعي على مستوى العالم، بل وانتشاره بصورة ملفتة للنظر في الولايات المتحدة، الأمر الذي ساهم في تعدد وكثرة البرامج الدراسية واعتمادها داخل الجامعات الريادية بالولايات المتحدة
فالولايات المتحدة من الدول الرائدة في تبني هذا النمط من التعليم الجامعي، ومن ثم استطاعت تلك الجامعات في توفير واعتماد العديد من البرامج الأكاديمية واكتسبت سلطة منح الدرجات العلمية بسبب ريادتها وأقدمية نشأتها وتطورها.
كما تختلف جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة عن جامعة ميونيخ التقنية فى وجود برنامج تصميم مسرع نقل تكنولوجيا الفيرنس و يعد Furnace أول مسرع في العالم يقدم الأبحاث والاكتشافات التجارية من الجامعات والمؤسسات البحثية الأخرى إلى رواد الأعمال الخارجيين على أساس تنافسي .
المحور الخامس: جهود دولة الكويت في تطبيق الجامعات الريادية
تتمثل الجهود المبذولة بواسطة قطاع التعليم العالى بدولة الكويت نحو دعم التعليم الريادى والتحول نحو الجامعات الريادية فى إطلاق العديد من البرامج والمبادرات ومراكز ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال بالمؤسسات الجامعية بالكويت، كبرنامج كاب ومركز صباح الأحمد للموهبة والابداع ويتمثل ذلك فى السطور التالية:
برنامج (تعرف على عالم الأعمال – كاب) : جاء هذا البرنامج بدعوة من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادر في دورته 26 في مسقط نوفمبر 2010 والذي دعا إلى ( دعوة الدول الأعضاء إلى السعي لإدخال برنامج " تعرف على عالم الأعمال ( كاب ) في المناهج التعليمية والتدريبية بالتعاون مع وزارات التعليم والجهات ذات العلاقة بالتدريب مع ضرورة توافر الدعم المالي والحملات الإعلامية اللازمة . (وزارة التعليم العالي واليونسكو) وكان يهدف البرنامج إلى:
مركز صباح الأحمد للموهبة و الابداع : (مركز صباح الأحمد للموهبة و الإبداع)
يعتبر هذا المركز هو أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والذى ’أنشئ في مايو 2010م بمبادرة سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يقوم باكتشاف ورعاية المتمييزين والموهوبين والمبدعين من أبناء دولة الكويت من خلال نوفير البيئة والمناخ الملائمين على النحو الذي يبرز تميزهم ومواهبهم وإبداعاتهم، وتنميتها وإتاحة الفرص الملائمة لتحويل أفكارهم إلى إبداعات ملموسة، وللمركز رؤية ورسالة وأهداف يعمل فى ضوئها:
ويضم المركز قطاع الابتكار ، ويهتم هذا القطاع بدعم ورعاية الأفراد الذين يتقدمون بالأفكار التي تتحول بدورها إلى إبداعات واختراعات ويعمل على تشجيعهم للتميز والإبداع بتوفير كافة الخدمات ووسائل الدعم وذلك بالتدريب وتعزيز ثقافة الإبداع في المجتمع، وتحويل الأفكار إلى اختراعات عن طريق إرسالها إلى مكاتب براءات الاختراع للمشاريع التي تقدم للمركز واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسجيل تلك المشاريع في المكاتب ويتضح مما سبق أن هذه المراكز تدعم المبادرات والعمل الابتكارى والأفرارد الموهوبين والمبدعين وحفز المبادرة وتحمل المخاطرة لديهم ، وهذا ما تستند إلبه الجامعات الريادية.
نقاط الخلل في التعليم الجامعي بدولة الكويت كمبرر للتوجه نحو الجامعات الريادية:
بالنسبة لتأهيل مخرجات سوق العمل:
لدي الكويت مخرجات ضعيفة في التعليم العام تصل للجامعة، كما أن التخصصات العلمية في جامعة الكويت لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسوق العمل، لكن ليس بالضرورة أن ترتبط ارتباطًا حقيقيًا مبنيًا على أسس علمية، فصاحب السمو أمير البلاد بعد توليه مقاليد الحكم طرح مبادرة ورؤية بأن تكون الكويت مركزًا ماليًا وتجاريًا عالميًا، ومثل هذا المشروع يتطلب أن تكون هناك إعدادات وخطط وبرامج لتنفيذ مثل هذه الرؤية، وأبسط الاحتياجات في هذا الأمر أن تكون هناك أعداد واضحة ومحددة ومدروسة لمراكز تجارية ومالية وشركات وبنوك مكاتب استثمار إلى آخره من متطلبات السوق التجاري المالي، فكم عدد الشركات وعدد البنوك وعدد المكاتب الاستثمار؟ فهل تم تكليف التعليم العالي إخراج ما هو مطلوب لسوق العمل أم لا؟
إن سوق العمل في حاجة إلى تخصصات علمية ومهنية مختلفة، فبعض التخصصات البلد في احتياج إليها وفيها نقص كبير، فهناك حاجة إلى هذه التخصصات المهنية المهمة، حيث لا يوجد ربط بين مخرجات التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل، بل لا توجد دراسات تنظيم هذه العملية.
بالنسبة لسياسة القبول:
إن سياسة القبول تخضع لاعتبارات حكومية بحتة. منها تحديد نسب القبول، وعدد المقبولين، وأي خلل في هذا الجانب سيحدث جلبة شعبية، وأتوقع حدوث ذلك؛ لعدم وجود بدائل أخرى.
بالنسبة للمناهج الدراسية:
تعاني الكويت من خلل كبير في هذا الجانب؛ فصحائف التخرج في كثير من التخصصات قديمة جدًا، وتعتمد على طرق التدريس التقليدية السابقة، حيث فى أي موقع إلكتروني لأي جامعة عالمية، لوجدنا مجموعة تخصصات تتسم بالحداثة ومواكبة العصر ولما وجدناها في جامعة الكويت، من مثل تخصص النانو تكنولوجي فهو ليس موجودًا بجامعة الكويت، وكذلك الزراعة والطب البيطري فهما تخصصان غير موجودين، تخصصات علمية تتناول موضوع الطاقة المستدامة والطاقة النظيفة، الأمن السرياني والأمن الإلكتروني والاستثمار البشري، والتدريب لكثير من التخصصات، والتغذية والمناعة، كلها تخصصات غير موجودة في جامعة الكويت مستوى العمل العالمي يعتمد على تخصصات بشكل كبير غير موجودة بجامعة الكويت
ثالثا: خلاصة النتائج والاجراءات المقترحة لتطوير الجامعات بالكويت فى ضوء الافادة من خبرات الجامعات الريادية بالولايات المتحدة الأمريكية والمانيا
أولا:النتائج (المتعلقة بالإطار النظرى ) :
ثانيا: النتائج المتعلقة بنماذج الجامعات يالدول موضع الدراسة المقارنة:
أهم النتائج المتعلقة بجامعة ميونيخ التقنية بالمانيا :
المحور السادس: الإجراءات المقترحة لتطوير الجامعات بالكويت فى ضوء الافادة من خبرات الجامعات الريادية بالولايات المتحدة الأمريكية والمانيا
رؤية الجامعـة:
’يقترح أن تبني رؤية ريادية واضحة ومُحددة للجامعة توفر إطارًا منطقيًا للوصول إلى تحقيقها بكفاءة، ولا تقتصر على وظائف التدريس والبحث العلمي بل تمتد لتشمل دورها كوكيل اقتصادي واجتماعي وثقافي يُسهم في اكتشاف الفرص التجارية المُبتكرة وتطبيقها بالتعاون مع الحكومة والصناعة،
رسالة الجامعـة:
ينبغي أن يُضاف إلى رسالات الجامعات الكويتية عناصر ترتبط بريادة الأعمال والريادة الأكاديمية حتى يُمكن من خلالها التحول إلى جامعات ريادية وبذلك يُمكن بلورة رسالة الجامعة في: تسعى (اسم الجامعة) إلى تجويد التعليم الجامعي الكويتي من خلال تحويل طريقة تفكير الأفراد نحو التفكير الابتكاري والريادي، وجذب أفضل الطُلاب من الكويت وإفريقيا والعالم العربي وحول العالم ومُساعدة الطُلاب وأعضاء هيئة التدريس على تقديم إسهامات كبيرة في تنمية المُجتمع، وتكوين جيل ريادي والتركيز على البحوث التطبيقية والمعرفة ونقل التكنولوجيا، وتطوير ثقافة العمل الحُر
الأهداف :
ومن بين مُتطلبات إنشاء الجامعة الريادية أن يكون لها إستراتيجية ريادية مُحددة وواضحة ومُعلنة تتسم بالإجرائية والتطبيق لتسعى إلى تحقيق رؤيتها ورسالتها، وينبغي أن تُشتق الأهداف من طبيعة المُجتمع الكويتي وفلسفته، وموقع الجامعة وأنشطتها واهتمامات المنطقة الموجودة بها، وطبيعة وخصائص المُتعلمين أنفسهم في تلك المرحلة العُمرية، وأخيرًا من مُتطلبات سوق العمل الكويتي وتطلُعاته المُستقبلية، مع مراعاة تجزئة هذه الأهداف في مجالات عالمية تركز على البحوث العالمية والطُلاب العالميين والخريجين العالميين والأفراد العالميين والمعايير القياسية العالمية والدراسة العالمية والتركيز الإقليمي، ويتم ذلك من خلال إنجاز الأهداف التالية:
البرامج والأنشطة الريادية
تقترح الدراسة الحالية الآتى:
المراجع
ثانيا: مراجع أجنبية:
ثانيا: مراجع أجنبية: