واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الجامعة العربية الأمريكية، رام الله / فلسطين

المستخلص

 هدفت الدراسة التعرف على واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها، من خلال ميدانية، تكونت عينتها من (21) مرشدا ومرشدة تربوية يعملون في 25 مدرسة حكومية دامجة للإعاقة الذهنية النمائية في محافظة رام الله والبيرة، شكلوا مجتمع الدراسة كله، ولهذا الغرض تم إجراء مقابلات فردية مفتوحة، وتم التأكد من الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج كان أهمها وجود قصور في الخدمات النفسية المتخصصة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، وأنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات هذه الفئة، وأشارت إلى وجود مجموعة من المعوقات التي تعيق تقديم تلك الخدمات، ومن أبرزها: افتقار المرشدين إلى الـتأهيل والتدريب المتخصصين اللازمين للتعامل مع هذه الفئة، وكذلك ضغط العمل وقلة الوقت واكتظاظ المدارس، وقلة الميزانيات المالية، وأشارت إلى عدد من سبل التغلب على تلك المعيقات من أهمها تشخيص الطلبة بطريقة متخصصة وشاملة قبل دمجهم، وخرجت بمجموعة من التوصيات منها: رفع مستوى تأهيل الطواقم العاملة في المدارس الحكومية الدامجة بما فيهم المرشدون.
The study aimed to investigate the reality of psychological services provided to students with developmental intellectual disabilities in inclusive government schools in the Ramallah and Al-Bireh governorate, as well as ways to enhance them. The study was conducted through fieldwork, with a sample consisting of )21( educational counselors working in )25( inclusive government schools for developmental intellectual disabilities in the Ramallah and Al-Bireh governorate. They formed the entire study population. For this purpose, individual open interviews were conducted, and the psychometric properties of the study tool were ensured.
The study found several results, the most important of which was the presence of deficiencies in specialized psychological services provided to students with intellectual developmental disabilities, which do not meet the minimum needs of this category. It also identified a set of obstacles hindering the provision of these services, including the lack of qualification and specialized training for counselors to deal with this category, work pressure, limited time, school overcrowding, and insufficient financial budgets. It recommended several solutions, including diagnosing students in a specialized and comprehensive manner before integration and improving the qualification of all staff working in inclusive government schools, including counselors.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي (المجلة العلمية)

                       =======

 

 

واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها

 

 

إعــــــــــــــــــــــداد

عبلة مصطفى حسن عبد الدين

باحثة دكتوراة تخصص تربية خاصة

الجامعة العربية الأمريكية، رام الله / فلسطين

ablamustafa622@gmail.com

 

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد التاسع- سبتمبر2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

الملخص:

 هدفت الدراسة التعرف على واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها، من خلال ميدانية، تكونت عينتها من (21) مرشدا ومرشدة تربوية يعملون في 25 مدرسة حكومية دامجة للإعاقة الذهنية النمائية في محافظة رام الله والبيرة، شكلوا مجتمع الدراسة كله، ولهذا الغرض تم إجراء مقابلات فردية مفتوحة، وتم التأكد من الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة.

وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج كان أهمها وجود قصور في الخدمات النفسية المتخصصة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، وأنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات هذه الفئة، وأشارت إلى وجود مجموعة من المعوقات التي تعيق تقديم تلك الخدمات، ومن أبرزها: افتقار المرشدين إلى الـتأهيل والتدريب المتخصصين اللازمين للتعامل مع هذه الفئة، وكذلك ضغط العمل وقلة الوقت واكتظاظ المدارس، وقلة الميزانيات المالية، وأشارت إلى عدد من سبل التغلب على تلك المعيقات من أهمها تشخيص الطلبة بطريقة متخصصة وشاملة قبل دمجهم، وخرجت بمجموعة من التوصيات منها: رفع مستوى تأهيل الطواقم العاملة في المدارس الحكومية الدامجة بما فيهم المرشدون.

الكلمات المفتاحية: الخدمات النفسية، الخدمات الترفيهية، المدارس الحكومية الدامجة، الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

The study aimed to investigate the reality of psychological services provided to students with developmental intellectual disabilities in inclusive government schools in the Ramallah and Al-Bireh governorate, as well as ways to enhance them. The study was conducted through fieldwork, with a sample consisting of )21( educational counselors working in )25( inclusive government schools for developmental intellectual disabilities in the Ramallah and Al-Bireh governorate. They formed the entire study population. For this purpose, individual open interviews were conducted, and the psychometric properties of the study tool were ensured.

The study found several results, the most important of which was the presence of deficiencies in specialized psychological services provided to students with intellectual developmental disabilities, which do not meet the minimum needs of this category. It also identified a set of obstacles hindering the provision of these services, including the lack of qualification and specialized training for counselors to deal with this category, work pressure, limited time, school overcrowding, and insufficient financial budgets. It recommended several solutions, including diagnosing students in a specialized and comprehensive manner before integration and improving the qualification of all staff working in inclusive government schools, including counselors.

Keywords: Psychological services, recreational services, inclusive government schools, students with intellectual developmental disabilities.

 

 

 

المقدمة:

شهدت التربية الخاصة خلال العقد الأخير الكثير من التقدم والتطور، وأصبح هناك وعي أكبر باحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، وتعد الإعاقة الذهنية النمائية إحدى فئات التربية الخاصة الرئيسية التي تعددت حولها التفسيرات والتصنيفات والمسميات. 

فقديما سميت بالتخلف العقلي ، والتأخر العقلي، والضعف العقلي، والإعاقة                      العقلية (عبد الكريم ،2017)، إلى أن أصبح اسمها الإعاقة الذهنية النمائية، وهي قصور في الوظائف الذهنية كالتفكير ، وحل المشكلات ، والتفكير التجريدي ، والتخطيط ،                        والمحاكمة الشخصية، والمسؤولية الاجتماعية، والتعلم بالتجربة، والتي أكدها كل من التقييم السريري واختبارات الذكاء المعيارية الفردية، بالإضافة لقصور في السلوك التكيفي يؤدي للفشل في تلبية المعايير الاجتماعية والثقافية والتطورية، فالعجز في التكيف يحد من الأداء في واحد        أو أكثر من أنشطة الحياة الاجتماعية مثل المشاركة الاجتماعية والحياة المستقلة والتواصل                عبر بيئات متعددة مثل البيت، والعمل، المجتمع، على أن تكون بداية القصور الذهني                والتكيفي خلال فترة التطور، وهي مصنفة حسب الشدة إلى خفيفة ومتوسطة وشديدة وعميقة(American Psychiatric Association,2013) .

والأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية النمائية يتعرضون لخبرات متكررة من الفشل تسبب لهم عجزاً عن مسايرة أقرانهم، بالإضافة لاصابتهم بالإحباط وشعورهم بالدونية والعجز أثناء وجودهم في المدارس العادية، ولا يستطيعون القيام بما يقوم به أقرانهم من الطلبة العاديين، لذا فالمعاقون ذهنياً يحتاجون برامج تربوية خاصة وخدمات مساندة تراعي قدراتهم وتناسب امكاناتهم المحدودة (الببلاوي، 2014).

ويرى بعض الإخصائيين أن الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية النمائية كلما تقدم بهم العمر الزمني يقل حجم الخدمات الطبية التي يحتاجون لها، ويزداد حجم وأهمية الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتدريب المهني والإرشاد والتوجيه النفسي الذي يحتاجونه (شادي، 2016).

مشكلة الدراسة:

إن الاهتمام بذوي الإعاقة الذهنية النمائية جاء متاخراً على مستوى الوطن العربي قياسا بالمستوى العالمي، حيث حدثت تغييرات في أهداف المؤسسات العاملة معهم، وصارت تقوم بجهود أكبر في برامجها العلاجية والتأهيلية والتربوية والتعليمية والترفيهية، على اعتبار أن الإعاقة الذهنية النمائية تعد مشكلة اجتماعية وأسرية وطبية وإنسانية وتربوية تستحق الاهتمام، وهذا يقتضي توفير خدمات أفضل لهم (مصطفى والريدي،2015).

وفي فلسطين يعيش الأشخاص ذوو الإعاقة وبما فيهم ذوو الإعاقة الذهنية النمائية وضعاً سيئاً بشكل خاص، بسبب الوصمة الاجتماعية التي ترتبط بالإعاقة، بالإضافة لتبعات الاحتلال الإسرائيلي الذي أضاف عبئا إضافيا على مزودي الخدمات التأهيلية لذوي الإعاقة (Unicef,2016).

وتأكدت مشكلة الدراسة من نتائج بعض الدراسات كدراسة الخياط (2020) التي توصلت إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من عدة تحديات اجتماعية واقتصادية وصحية وتعليمية ونفسية، بالإضافة لضعف الإتاحة في البيئة الفيزيقية ما يحول دون اندماجهم في المجتمع.

وكذلك دراسة الارياني(2021) التي أشارت إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أشد المحتاجين للخدمات الإرشادية والنفسية نظرا للمشكلات التي يعانون منها، ويتعرضون لها، مثل النظرة السلبية من البعض لذلك فهم يحتاجون لإرشاد (اجتماعي، تربوي، نفسي، صحي، مهني، ديني، اقتصادي، ترفيهي...).

وهذا يدعم حاجتهم لمجموعة من الخدمات الداعمة والمساندة في جميع الجوانب وأهمها الجانب النفسي حيث يعد تقديم الخدمات النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أمر في غاية الأهمية ففي كثير من الأحيان يترافق مع الإعاقات الذهنية النمائية اضطراب نفسي أو سوء توافق، وهذا ما يجب وضعه في الإعتبار عند التعامل معهم، فرعايتهم لا تقتصر على تقديم المعلومات الأولية في القراءة والكتابة والحساب، والمهارات الحياتية، بل إن من أسمى الأهداف أن نعلمهم المواءمة الاجتماعية والتوافق النفسي، فمشكلتهم تعتبر اجتماعية نفسية قبل أن تكون تعليمية، فهم يحتاجون لرعاية نفسية مستمرة وهم بحاجة لها أكثر من غيرهم؛ لإزالة أثر الشعور  بالاختلاف الذي يؤثر بشكل سلبي على النمو النفسي والاجتماعي والانفعالي لهم (شادي،2016).

بالإضافة لما سبق فقد ظهرت مشكلة الدراسة من خلال عملي سابقا معلمة للتربية الخاصة في إحدى المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة، حيث لمست مدى حاجة الطلبة ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقة الذهنية النمائية بشكل خاص لكثير من الخدمات المساندة أهمها الخدمات النفسية؛ لما لهما من أثر إيجابي عليهم، وهذا ما دعاني لمحاولة التعرف على واقع الخدمات المقدمة لهم وبذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيس الآتي: ما واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها ؟

 

أسئلة الدراسة:

السؤال الأول: ما واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة نظر مرشدي تلك المدارس؟

السؤال الثاني: ما المعيقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة نظر مرشدي            تلك المدارس؟

السؤال الثالث: ما سبل تطوير الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة نظر مرشدي تلك المدارس؟

أهداف الدراسة:

تتمثل أهداف الدراسة في الآتي:

- التعرف على واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة.

- التعرف على المعيقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية لذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة.

-التعرف على سبل تطوير الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة.

أهمية الدراسة:

الأهمية النظرية: تتمثل في:

1-حداثة موضوع الدراسة، وهو الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها، حيث ركزت أغلب الدراسات السابقة على الخدمات المساندة بشكل عام ومنها دراسة آل فهاد (2018) ودراسة عبد الكريم (2017).

2-الفئة المستهدفة، وهي فئة الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية النمائية وهي فئة هامة من فئات الأطفال ذوي الإعاقة، فهي الأكثر بين الفئات الأخرى حيث تصل نسبتها إلى 3% من أي مجتمع (الروسان، 2008).

3- كونها تسلط الضوء على حق أساسي ومهم  للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية وهو الحصول على خدمات نفسية مناسبة لهم.

4- يؤمل أن تشكل هذه الدراسة منطلقاً علمياً لجهات الاختصاص لإجراء دراسات لاحقة في هذا الموضوع، وقد تشكل إطاراً نظرياً يستفيد منه الباحثون في دراسات لاحقة.

الأهمية التطبيقية:

تتمثل أهمية الدراسة عملياً بالآتي:

  • يؤمل أن تساعد في تقديم صورة عن واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الاضطرابات الذهنية النمائية، ما يساعد التربويين على وضع آليات وسياسات وبرامج قادرة تطوير الخدمات المقدمة.
  •  يؤمل أنها ستوجه أنظار الباحثين والمسؤولين نحو مجال الخدمات النفسية لذوي الإعاقة الذهنية النمائية.
  • قد توفر معلومات وبيانات من الممكن أن يستفيد منها أصحاب القرار لاتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية.

المصطلحات الإجرائية للدراسة:

الخدمات النفسية: " هي الخدمات التي تهتم بتكييف الفرد المعوق مع نفسه من جهة ومع العالم المحيط به من جهة أخرى ليتمكن من اتخاذ قرارات سليمة في علاقته مع هذا العالم والوصول بالفرد إلى أقصى درجة ممكنة من درجات النمو والتكامل في شخصيته وتحقيق ذاته" (الزارع،2006).

الخدمات النفسية إجرائياً: الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي العلاقة الذهنية النمائية كما أشار إليها المرشدون وفقاً لأداة الدراسة.

المدارس الحكومية الدامجة: هي المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في محافظة رام الله والبيرة، والتي تضم بين طلبتها مجموعة من الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية.

الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية: وهم الطلبة الذين يعانون من " قصور في الوظائف الذهنية كالتفكير، وحل المشكلات، والتفكير التجريدي، والتخطيط، والمسؤولية الاجتماعية، والتعلم بالتجربة، بالإضافة لقصور في السلوك التكيفي الذي يؤدي للفشل في تلبية المعايير الاجتماعية والثقافية والتطورية ويحد من الأداء في واحد أو أكثر من أنشطة الحياة الاجتماعية مثل المشاركة الاجتماعية والحياة المستقلة والتواصل عبر بيئات متعددة، على أن تكون بداية القصور الذهني والتكيفي خلال فترة النمو(American Psychiatric Association,2013).

حدود الدراسة ومحدداتها:

تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات والحدود الآتية:

الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على المرشدين التربويين في المدارس الحكومية الدامجة للإعاقة الذهنية النمائية في محافظة رام الله والبيرة.

الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على المدارس الحكومية الدامجة للإعاقة الذهنية النمائية التابعة لمحافظة رام الله والبيرة وعددها (25) مدرسة.

الحدود الزمانية: اقتصرت الدراسة على الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي2022/2023

الحدود الموضوعية: تتحدد هذه الدراسة بالتعريفات الإجرائية الواردة في سياق الدراسة وهي الخدمات النفسية، والطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، والمدارس الحكومية الدامجة.

الإطار النظري:

بدأت فكرة دمج ذوي الإعاقة في الظهور في الستينات من القرن العشرين، ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، يعيش 15٪ من سكان العالم مع شكل من أشكال الإعاقة بتعداد يبلغ مليار شخص (Popovska,2020)، ويتزايد هذا العدد بشكل كبير ويعزى ذلك للاتجاهات الديمغرافية وزيادة الإصابة بالحالات الصحية المزمنة (منظمة الصحة العالمية،2021).

وتعد الاعاقة الذهنية النمائية إحدى الإعاقات الأكثر انتشارا وهي موجودة في كل طبقة، وعلى الرغم من كونها عالمية الحدوث إلا  أنه في الغالب يكون لها انتشار أعلى في المناطق ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأدنى والبلدان النامية، وخاصة بالنسبة للحالات الخفيفة وذلك بفعل عوامل بيئية، بالإضافة لارتفاع نسبتها عند  الذكور، إلا أنه قد تكون الإعاقة الذهنية النمائية الشديد أكثر انتشارًا بين الإناث (2010 Kaufman, Ayub & Vincent,)، وتبلغ نسبة إنتشار الإعاقة الذهنية النمائية عالميا 3% من المجتمع ( الخطيب،2016)، أما في فلسطين  فيبلغ عدد الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة (1017) طالب وطالبة (510) منهم ذكور، و (507) إناث، وأما في محافظة رام الله والبيرة فيبلغ العدد الإجمالي لهم (54) طالبا وطالبة ( وزارة التربية والتعليم الفلسطينية،2022).

لذلك لابد من توفير خدمات تلبي احتياجات هذه الفئة في جميع المجالات، ومن تلك الخدمات التي يجب أن تتوفر الخدمات النفسية.

 

تصنيفات الإعاقة الذهنية النمائية:

هناك عدة تصنيفات للإعاقة الذهنية النمائية تختلف بإختلاف الزاوية التي تم النظر إليها ومنها: فهي تقسم حسب سبب الحدوث إلى إعاقة ذهنية نمائية عضوية، وتنتج عن عوامل عضوية (بيولوجية أو طبية) يحددها الأطباء بدقة، ومن هذه العوامل: الأساب الوراثية، الأسباب المرتبطة بعملية الولادة، الاضطرابات المرتبطة بالحمل، المشكلات الصحية، وإعاقة ذهنية نمائية غير العضوية، غير معروفة الأسباب تتراوح نسبتها بين 80% إلى 94% وتسمى أيضا بالإعاقة الثقافية – الأسرية (الخطيب،2016).

وقد تصنف حسب الشكل الخارجي، بحيث تضم حالات متلازمة الداون، اضطرابات التمثيل الغذائي، القماءة، كبر حجم الدماغ، حالات استسقاء الدماغ، وصنفت حسب نسبة الذكاء إلى (بسيطة، متوسطة، شديدة، عميقة)، أما من ناحية تربوية فتم تصنيفهم بناء على قدرتهم على التعلم إلى (قابلين للتعلم، القابلين للتدريب، الإعتماديين).

وبالإشارة إلى ما سبق يجب على مراكز التربية الخاصة والمدارس الدامجة أن توفر لهذه الفئة مجموعة من الخدمات حتى تساعدهم على الاندماج الفاعل، ومن الواجب على المدارس أن تقوم بتوفير الشروط والظروف المناسبة لهم، من مدرسين قادرين على التعامل معهم، وتوفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين وأن تعد البيئة المدرسية بحيث تتناسب معهم (شادي،2016).

لذلك لابد أن نوفر لهم بيئة آمنة دامجة تفعلهم وتلبي احتياجاتهم وتقدم لهم مجموعة من الخدمات الداعمة كالخدمات النفسية. حيث تعتبر تلك الخدمات ركيزة أساسية ومحورية لتحسين جودة حياة الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، فلا يخفى على أي أحد أنهم أكثر الفئات تهميشاً واستبعاداَ، حيث يحكمم عليهم بما ينقصهم وليس بما لديهم وهم معرضون لانتهاك حقوقهم ولاقصائهم اجتماعياً ( Unicef,2013).

ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نشجع الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية ليشاركوا مشاركة كاملة في جميع جوانب الحياة المجتمعية، لذلك يجب أن نسهل وصولهم إلى جميع مكونات الخدمات النفسية، بما في ذلك الخدمات العادية المقدمة لجميع الطلبة بشكل عام وخدمات الصحة النفسية المتخصصة، بالإضافة لخدمات الوقاية النفسية لضمان الدمج الحقيقي لهم، مع ضرورة تضمين أفراد أسرهم في تلك النشاطات والبرامج (Department of Developmental Disability Neuropsychiatry,2014).

وتعد الخدمات النفسية من أهم الخدمات التي يجب أن يحصل عليها ذوو الإعاقة الذهنية النمائية، حيث يعاني الكثير منهم من تعرضهم لضغوط نفسية متكررة تقريباً خمس مرات أكثر من غير المعوقين، ترتبط تلك الاضطرابات النفسية بالقيود الحياتية والخدمات الصحية والنفسية والترفيهية السيئة.

https://www.cdc.gov/ncbddd/disabilityandhealth/features/mental

وبالرغم من ذلك فإن 82% من ذوي الإعاقة في الأسر الفلسطينية لم يحصلوا على خدمات الدعم والإرشاد والصحة النفسية، وأن 10% من الأسر تم معاملتهم بطريقة غير ودية من قبل فريق العمل (جمعية الشبان المسيحية،2015)، وهذه نسبة كبيرة بحاجة لإن نقف عندها ونبحث في أسبابها.

مهام وواجبات الاخصائي النفسي في مجال التربية الخاصة:

يعتبر كل من أخصائي علم النفس، وأخصائي علم النفس المدرسي، ومستشاري                   الصحة العقلية المرخصين، ومحللي السلوك، والأخصائيين الاجتماعيين الإكلينيكيين والمدرسيين المرخصين مؤهلين لتقديم الخدمات النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية النمائية                     (Florida Department of Education,2000).

ويقوم أخصائي علم النفس المدرسي بالمشاركة في فرز الحالات، المشاركة في عمليات التشخيص والتقويم، وفي قرارات قبول الحالات، والمشاركة في رسم البرنامج الجماعي والفردي، وتقديم التوجيه والإرشاد الفردي والجماعي، والمشاركة في التوجيه المهني والتربوي، وكذلك المشاركة في برامج إعادة التأهيل، والمشاركة في توجيه وتدريب أولياء أمورهم، بالإضافة للمشاركة في عملية الدفاع الاجتماعي عن حقوقهم(صادق،1991) كما ورد في (شادي،2016).

المعوقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة            الذهنية النمائية:

هناك العديد من المعوقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية  المقدمة لذوي الإعاقة الذهنية: بداية بمشاكل تتعلق بالتشخيص والتقييم، بالإضافة لعدم وجود قاعدة بيانات تضم المراكز التي تقدم تلك الخدمات والتي تقدم العلاج والتأهيل، وعدم وجود مزودي الخدمات والمتتخصصين في مجال الصحة النفسية والتأهيل المهني، وكذلك عدم وجود قائمة بالأطباء والأخصائيين النفسيين والعلاجيين، وعدم وجود معايير واضحة للحكم على نجاعة الخدمات المقدمة، لذلك أكدت الدراسات على عمل مسح للخدمات النفسية المقدمة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية للتعرف على واقع وطبيعة تلك الخدمات، بالإضافة هناك حاجة لعمل دوات تدريبية للفرق العاملة معهم (شغري، نداء، شغري، جمان،غباش، عنان، شغري، أمجد، 2019).

بناء على كل ما سبق يتضح أهمية تقديم الخدمات النفسية للطلبة ذوي الإعاقة حيث يعتبر الأفراد ذوو الإعاقة الذهنية طاقة بشرية معطلة إذا لم يتلقوا الخدمات المساندة المناسبة، والتي تعد حق وواجب لهم، وحالياً يقاس رقي المجتمع وتقدمه بمدى جودة تلك الخدمات            (عبد الكريم، 2017)، لذلك فإن للخدمات النفسية دور كبير في دعم الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية، وفي تعزيز ذواتهم وقدراتهم، وهي نقطة البداية نحو تكيفهم في مجتمعاتهم.

الدراسات السابقة:

هدفت دراسة بوبوفسكا (2020 Popovska,) إلى تحديد خدمات الدعم للأطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم التي تؤدي إلى زيادة جودة الإدماج التعليمي، دراسة وصفية تحليلية، طبقت على عينة من 166 ولي أمر لطالب من ذوي الإعاقة (اعاقات مختلفة) استخدمت استبيان، وأظهرت نتائج الدراسة أن معظم الأطفال ذوي الإعاقة بحاجة لخدمات دعم مناسبة خاصة بكل إعاقة، وهناك حاجة لإصلاحات متعددة المستويات في التعليم الجامع، وهم بحاجة لخدمات واسعة، كتسهيل الوصول للمدارس وتلقي تعليم مساعد، والمساعدة القانونية، والدعم النفسي، وضرورة تدريب المعلمين، ودعم الوالدين من خلال توفير فرص أكبر لإدماج الأطفال ذوي الإعاقة في الحضانات ومراكز الرعاية النهارية، وهناك حاجة لمراكز المصادر ليتلقى الطلبة ذوو الإعاقة الدعم المناسب من قبل فريق متخصص (معلم خاص ، طبيب نفساني ، معالج النطق...) وأشارت أن نسبة الأطفال ذوي الإعاقة الملتحقين بالتعليم قبل المدرسي منخفضة جداً؛ بسبب عدم كفاية الشروط المادية والتقنية للعمل معهم، وبسبب المواقف السلبية والأحكام المسبقة للمعلمين خاصة في الصفوف المكتظة، وخلصت أن الآباء يجدون صعوبة في ممارسة حقوق أطفالهم في المجالات الثلاثة: التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.

وأجرت عبد الكريم (2017) دراسة هدفت إلى معرفة واقع الخدمات المساندة المقدمة لتلاميذ المدارس الحكومية ذوي الإعاقة الذهنية بمدينة الخرطوم كما يدركها أولياء أمورهم في ضوء الاتجاهات الحديثة، واستخدمت المنهج الوصفي، وتكون مجتمع الدراسة من أولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية، من خلال عينة بلغت (113) ولي أمر، واستخدمت استبانة مكونة من تسعة أبعاد، وتوصلت إلى أن إجابات افراد العينة على الخدمات المساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية كانت متوسطة، وأن تقديرهم نحو الخدمات الارشادية النفسية وخدمات التربية الخاصة والخدمات الترفيهية كانت بتقدير مرتفع، وخدمات العلاج الوظيفي والتنقل والنقل كانت بتقدير متوسط، والخدمات الطبية والعلاج الطبيعي كانت بتتقدير منخفض، ولعدم وجود فروق ذات دلالة تعزى لنوع المستجيب، المستوى الاقتصادي للأسرة والمدرسة، والمستوى التعليمي،  وأوصت بإشراك أولياء الأمور في الخدمات الطبية والعلاجية داخل              المدارس الحكومية.

وهدفت دراسة القحطاني، والعتيبي (2018) إلى تقييم الخدمات المساندة المقدمة للتلاميذ ذوي الإعاقة العقلية في معاهد وبرامج التربية الفكرية، من وجهة نظر العاملين بها، واستخدمت المنهج الوصفي، من خلال عينة بلغت (113) في معاهد التربية الفكرية بمدينة الرياض، من خلال استبانة، وتوصلت إلى تقييم الخدمات على النحو الآتي: الخدمات النفسية المدرسية احتلت المرتبة الأولى، وخدمات النقل والتنقل المرتبة الثانية، خدمات علاج الكلام واللغة، والخدمات الإرشادية المدرسية، وفي المرتبة الخامسة الخدمة الصحية المدرسية، وفي المرتبة السادسة خدمة العلاج الطبيعي، وأخيرا العلاج الوظيفي، ووجود فروق ذات دلالة في خدمة النقل والتنقل تعزى لمتغير الخبرة الوظيفية، ووجود فروق في الخدمات النفسية، وعلاج الكلام واللغة وخدمة النقل والتنقل تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

وأجرت عبد الكريم (2017) دراسة هدفت إلى معرفة واقع الخدمات المساندة المقدمة لتلاميذ المدارس الحكومية ذوي الإعاقة الذهنية بمدينة الخرطوم كما يدركها أولياء أمورهم في ضوء الاتجاهات الحديثة، واستخدمت المنهج الوصفي، وتكون مجتمع الدراسة من أولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية، من خلال عينة بلغت (113) ولي أمر، واستخدمت استبانة مكونة من تسعة أبعاد، وتوصلت إلى أن إجابات افراد العينة على الخدمات المساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية كانت متوسطة، وأن تقديرهم نحو الخدمات الارشادية النفسية وخدمات التربية الخاصة والخدمات الترفيهية كانت بتقدير مرتفع، وخدمات العلاج الوظيفي والتنقل والنقل كانت بتقدير متوسط، والخدمات الطبية والعلاج الطبيعي كانت بتتقدير منخفض، ولعدم وجود فروق ذات دلالة تعزى لنوع المستجيب، المستوى الاقتصادي للأسرة والمدرسة، والمستوى التعليمي، وأوصت بإشراك أولياء الأمور في الخدمات الطبية والعلاجية داخل             المدارس الحكومية.

كما هدفت دراسة عبد الكريم، والعرايضة، وعطيوة (2016). التعرف على المعوقات التي تواجه التأهيل النفسي للتلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية من وجهة نظر الإختصاصيين النفسيين بمدارس القصيم، واتبعت المنهج الوصفي، وتكونت العينة من (45) من الأخصائيين بمدارس القصيم، وخلصت الدراسة إلى أن معوقات التأهيل النفسي جاءت متوسطة، وجاءت الإجراءات المتعلقة بالتأهيل النفسي مرتفعة، والتي تتعلق بكل من (الأدوات المستخدمة أثناء التأهيل، وبالتلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية، وبالأخصايين النفسيين) جاءت متوسطة، وأشارت إلى عدم وجود فروق ذوات دلالة إحصائية تعزى لأثر النوع والمؤهل الأكادبمي وسنوات الخبرة في جميع مجالات المعوقات، وتمثلت أهم المعوقات التي تعيق ممارسة التأهيل النفسي مع هؤلاء الطلبة من وجهة نظر الاخصائيين النفسيين في إفتقار المدارس للمقاييس والاختبارات الحديثة المستخدمة للتأهيل النفسي، وعدم إلمام الإدارة المدرسية بمفهوم التأهيل النفسي وأهميته، بالإضافة لقلة الدعم المالي للأنشطة ولبرامج التأهيل النفسي كانت قليلة، وأوصت الدراسة بإنشاء وحدة للتأهيل النفسي بمدارس التعليم العام.

وتناولت دراسة جرار وقطناني(2014) تقييم فاعلية الخدمات التربوية والمساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقات العقلية الشديدة في ضوء المعايير العالمية في دولة الكويت، واستخدمت المنهج الوصفي التحليلي، تكونت عينة الدراسة من  جميع مجتمع الدراسة والذي تكون من مدارس ومؤسسات تعنى بذوي الإعاقات العقلية المتعددة العربية والأجنبية في دولة الكويت والبالغة خمس مدارس، اشتملت على 109 معلما ومعلمة، 16 أخصائي علاج طبيعي و 11 معالج وظيفي، 16 اخصائي علاج كلام ولغة، و 59 ولي أمر، طبقت عليهم مقاييس الدراسة الأربعة التي أعدها الباحث والتي بنيت على معايير جمعيات ومنظمات ومجالس عالمية تعنى بالخدمات التربوية والمساندة، وهذه المعايير هي: مقياس فاعلية الخدمات التربوية، مقياس فاعلية العلاج الوظيفي، مقياس فاعلية العلاج  الطبيعي، مقياس فاعلية خدمة علاج اللغة والكلام، تم استخدام استبانة موجهة لمعلمي التربية الخاصة، وأخرى لأخصائيي الخدمات المساندة، بالإضافة لنموذج تحليل فاعلية البرامج العلاجية والتربوية الفردية، وتم مقابلة أولياء أمور الطلبة، ، وتوصلت الدراسة إلى فاعلية الخدمات المساندة والتربوية حيث حصلت جميع الأبعاد على مستوى مرتفع.

تعقيب على الدراسات السابقة:

تناولت الدراسات السابقة موضوع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، وأخرى تناولت أهم المعوقات التي تواجه تقديم تلك الخدمات لهم، واختلفت تلك الدراسات في مستوى ونوع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة، وكذلك الحال بالنسبة للمعوقات، ففي دراسة عبد الكريم (2017) كان مستوى الخدمات المساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية متوسطاً، وأن تقديرهم نحو الخدمات الارشادية النفسية وخدمات التربية الخاصة والخدمات الترفيهية كانت بتقدير مرتفع، وكذلك أشار عبد الكريم، والعرايضة، وعطيوة (2016) أن أهم المعوقات التي تعيق ممارسة التأهيل النفسي مع هؤلاء الطلبة في إفتقار المدارس للمقاييس والاختبارات الحديثة المستخدمة للتأهيل النفسي، وعدم إلمام الإدارة المدرسية بمفهوم التأهيل النفسي وأهميته، بالإضافة لقلة الدعم المالي للأنشطة ولبرامج التأهيل النفسي كانت قليلة، أما دراسة بوبوفسكا(2020) فأظهرت أن معظم الأطفال ذوي الإعاقة بحاجة لخدمات دعم مناسبة خاصة بكل إعاقة، وهناك حاجة لإصلاحات متعددة المستويات في التعليم الجامع، وهم بحاجة لخدمات واسعة، كتسهيل الوصول للمدارس وتلقي تعليم مساعد، والمساعدة القانونية، والدعم النفسي، وضرورة تدريب المعلمين، وتقديم الدعم للوالدين، وأشارت أيضاً أن الآباء يجدون صعوبة في ممارسة حقوق أطفالهم في المجالات الثلاثة: التعليم والصحة             والرعاية الاجتماعية.

أما دراستي هذه فأرجو أن تضيف معرفة جديدة كونها ركزت على الخدمات النفسية، وأنها تناولت فئة جديرة بالدراسة، وهي فئة الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، الذين يعيشون في فلسطين تحت قهر الاحتلال، وهم بأمس الحاجة للخدمات النفسية، هذا فضلاً عن أنها استندت إلى وجهة نظر المرشدين التربويين في المدارس الدامجة.

إجراءات الدراسة:

منهجية الدراسة: تم استخدام المنهج الكيفي لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة، حيث لا يقتصر هذا المنهج على جمع البيانات وتبويبها، بل يحاول الوصول لفهم متعمق وشمولي للظاهرة الإجتماعية (أبو علام، 2014)، بغرض التعرف على واقع الخدمات النفسية التي تقدمها المدارس الحكومية الدامجة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في محافظة رام الله والبيرة.

 مجتمع الدراسة: تكون مجتمع الدراسة من المرشدين التربويين في المدارس الحكومية الدامجة لذوي الإعاقة الذهنية النمائية التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، في الفصل الثاني من العام الدراسي2022/2023، والبالغ عددهم (21) مرشدا ومرشدة، موزعين على 25 مدرسة حكومية دامجة (وزارة التربية والتعليم الفلسطينية،2022) حيث هناك ثلاث مدارس لايوجد بها مرشدين، وهناك مرشدة تعمل بمدرستين.

والجدول الآتي: يوضح توزيع المشاركين في الدراسة حسب الخصائص الديمغرافية.

 عينة الدراسة: بلغ عدد المشاركين في الدراسة (21) مرشدا ومرشدة، يشكلون جميع مجتمع الدراسة، تم اختيارهم بشكل قصدي كونهم يعملون في مدارس دامجة للإعاقة الذهنية النمائية.

جدول (1) توزيع الأفراد المشاركين في الدراسة حسب الخصائص

الديمغرافية (للمرشدين)

المتغيرات

العدد

النسبة المئوية

المجموع

نوع الجنس

أنثى

16

76%

21

ذكور

5

24%

المؤهل الدراسي

بكالوريوس

19

90%

21

ماجستير

2

10%

سنوات الخبرة

من  3إلى أقل من 10سنوات

4

19%

21

أكثر من 10 سنوات

17

81%

أدوات الدراسة:

المقابلات المفتوحة: للتعرف على الخدمات النفسية التي تقدمها المدارس الدامجة فقد تم مقابلة 21 مرشد ومرشدة للتعرف عليها.

وتكونت أسئلة المقابلة مع المرشدين من خمسة أسئلة مفتوحة، تم تحديدها بعد الإطلاع على الأدب التربوي المتعلق بالخدمات المقدمة لذوي الإعاقة بشكل عام ولذوي الإعاقة الذهنية النمائية بشكل خاص، وبعد الإطلاع على اتفاقية حقوق الطفل، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (القحطاني والعتيبي، 2018) و(وزارة التربية والتعليم المغربية،2019)، لتمثل الأبعاد الرئيسة التي ستتناولها الدراسة.

متغيرات الدراسة:

 المتغيرات المستقلة: المدارس الحكومية الدامجة

 المتغيرات التابعة: الخدمات النفسية للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية النمائية.

التأكد من الخصائص السيكومترية للمقياس:

  • تم التحقق من الخصائص السيكومترية للمقياس من خلال:

صدق المحتوى: عرض أسئلة المقابلة على (7) محكمين من ذوي الإختصاص، وطلب منهم إبداء الرأي في أسئلة المقابلة، من حيث مدى وضوح الأسئلة، ومناسبتها لموضوع وأسئلة الدراسة، وتم اعتماد اجماع 6 من المحكمين لقبول أسئلة المقابلة أي بنسبة 86%.

ثبات المقابلة: تم التأكد من ثبات المقابلة من خلال إعادة تحليل نتائج المقابلات بعد مدة أسبوعين من التحليل الأول.

وصف مختصر لإجراءات الدراسة:

للسير في إجراءات الدراسة، تم تنفيذ الآتي:

  • تم الإطلاع على الأدب النظري ّوالدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة، والقوانين الدولية واتفاقيات حقوق الطفل وحقوق ذوي الإعاقة.
  • تم الرجوع لإحصائيات وزارة التربية والتعليم للعام 2022؛ وذلك لحصر مجتمع الدراسة.
  • تم إعداد أسئلة المقابلة المفتوحة.
  • تم التأكد من الخصائص السيكومترية لأسئلة المقابلة.
  • تم تطبيق المقابلات المفتوحة على جميع مجتمع الدراسة.
  • تم تحليل المقابلات ووضع النتائج ومناقشتها
  • وأخيرا تم كتابة توصيات الدراسة.

 

المعالجة الإحصائية:

للإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام المعالجات الإحصائية الآتية: المتوسطات الحسابية لإجابات أفراد عينة الدراسة على أسئلة المقابلات، التكرارات والنسب المئوية للمتغيرات الشخصية لأفراد عينة الدراسة.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

 هدفت الدراسة التعرف على واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة وسبل تطويرها، وسيتم عرض أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في هذا الفصل وذلك من خلال البيانات التي تم جمعها كيفيا وهي كالآتي:

للإجابة على سؤال الدراسة الأول والذي كان على النحو الآتي: ما واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة نظر مرشدي تلك المدارس؟

اتفق (17) مرشد ومرشدة وبنسبة 80% على وجود قصور في جانب الخدمات النفسية المتخصصة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، بسبب قلة المعرفة والتدريب المتخصص الذي تلقوه  في هذا المجال رغم خبراتهم الطويلة في مجال الإرشاد والتي تجاوزت لدى العديد منهم أكثر من10 سنوات، تقول المرشدة (أ م) " كيف سأرشدهم وأنا غير قادر على أن التواصل معهم"،  وأشاروا أن الطلبة يتلقون بعض الخدمات النفسية من خلال برامج الدعم النفسي التي تقدم لجميع الطلبة بشكل عام داخل صفوفهم، مع التركيز على المهارات الحياتية، النظافة، الأمان على الطريق، الحماية من الإساءة الجنسية، وزيادة الثقة بالنفس، وزيادة التقبل، في الصفوف التي تحتوي على طلبة من ذوي الإعاقة الذهنية،  وأوضح 20%  من المرشدين المستطلعة أراؤهم أنه يتم في بعض الحالات البسيطة تقديم خدمات نفسية فردية لبعض الطلبة ذوي الإعاقة النمائية من خلال جلسات فردية لكنها محدودة بشكل كبير، بينما ذكر 40% من المرشدين أنهم يقدمون الدعم النفسي والتوجيه والإرشاد لأولياء أمور هؤلاء الطلبة ويوجهونهم لبعض المراكز المتخصصة في مجال تشخيص ودعم الطلبة ذوي الإعاقة، وأشاروا إلى أنهم يقدمون التفريغ النفسي من خلال الأنشطة الترفيهية التي يشارك بها الطلبة مع زملائهم والتي تكون مخططة بشكل عام لجميع الطلبة، باستثناء فترة يوم المعاق العالمي والذي يصادف 3/12 من كل عام حيث يتم تنظيم فعاليات ترفيهية تفريغية دامجة لمدة أسبوع بناء على تعليمات من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وأجمع أغلب المرشدون على عدم وجود مقاييس واختبارات نفسية مقننة يتم استخدامها مع هؤلاء الطلبة.

وتشير هذه النتيجة إلى أن واقع الخدمات النفسية المقدمة للطلبة بحاجة إلى إعادة نظر من الجهات ذات العلاقة؛ لأنه لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات هذه الفئة الهامة، وضرورة العمل على توفير مقاييس واختبارات نفسية مقننة لتشخيص الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية، ومن خلال عملي كمعلمة للتربية الخاصة أرى أن عملية تشخيص فئات التربية الخاصة بشكل عام، تشكل تحدياً للعاملين بهذا الميدان؛ لعدم توفر المقاييس المطلوبة.

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة دراسة بوبوفسكا (2020 Popovska,)، حيث الخدمات النفسية والإنفعالية حصلت على أدنى متوسط ،  وضرورة إجراء المزيد من الدراسات لأدوار العاملين ومدى معرفتهم بأهمية الخدمات النفسية المقدمة، و بأن هناك حاجة لإصلاحات متعددة المستويات في التعليم الجامع، وهم بحاجة لخدمات واسعة، وضرورة تدريب المعلمين، وأشارت أن نسبة الأطفال ذوي الإعاقة الملتحقين بالتعليم قبل المدرسي منخفضة جداً؛ بسبب عدم كفاية الشروط المادية والتقنية للعمل معهم، وبسبب المواقف السلبية والأحكام المسبقة للمعلمين خاصة في الصفوف المكتظة.

ورغم قلة الخدمات المتخصصة المقدمة، إلا أن هناك مجموعة من الخدمات النفسية أوجزها المرشدون بالآتي:

دمج هؤلاء الطلبة مع أقرانهم في المجتمع المدرسي، وخلق جو يسوده التقبل والآمان، وتقديم خدمات تعديل السلوك لبعض الطلبة، وتوعية الطلبة الآخرين بعدم التنمر على الطلبة ذوي الأعاقة الذهنية، ورصد للحالات والإحتياجات المادية والنفسية، ومتابعة ملاحظات المعلمات والأهل، تعلم النظام والالتزام بالقوانين المدرسية، مهارات حياتية كالأمان على الطريق، والحماية من التنمر، خلق فريق داعم من خلال التنسيق مع مؤسسات إرشادية ونفسية، وتفريغية، التنسيق مع غرف المصادر، وتقديم هدايا تعزيزية وتشبيك مع بعض المؤسسات لتقديم خدمات تأهيل وتأمين بعض الإحتياجات والقرطاسية والمواد اللازمة لبعض النشاطات من خلال المجتمع المحلي، وتنسيق الخدمات المختلفة مع المؤسسات ذات العلاقة، كالتنسيق مع الإغاثة الطبية ، وجبل النجمة لتقديم خدمات الدمج والتأهيل والجدول الآتي يوضح تلك الخدمات:

 

 

 

 

 

 

 

 

وأرى أن تلك الخدمات والبرامج تطبق بشكل عشوائي، حسب كل مرشد واتجاهاته وقدرته على التواصل مع الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية.

وللاجابة على سؤال الدراسة الثاني والذي كان ينص على الآتي:

ما المعيقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة المرشدين في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة؟

أشار المرشدون التربويون إلى مجموعة من المعيقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية النمائية منها:

١. افتقار بعض المرشدين التربويين  للتأهيل المتخصص في تقديم الدعم لذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقة الذهنية النمائية بشكل خاص، وهذا ما أجمع عليه 80% من المرشدين، حيث تحدثت المرشدة ( ر س ) قائلة "إن العمل مع ذوي الإعاقة الذهنية النمائية يحتاج لأدوات ومهارات متخصصة تختلف عن العمل الارشادي، الذي نقوم به مع الأطفال العاديين"، بينما ذكرت  المرشدة ( م س) " في إحدى المرات قامت معلمة الصف الرابع بتحويل طالبة إعاقة ذهنية لتعديل سلوكها، في نهاية الجلسة شعرت وكأنني أتحدث مع نفسي، فلم تستطع الطالبة فهمي أو التجاوب معي".

  1. أشار 70% المرشدين أن ضغط العمل وقلة الوقت الذي يعانون منه وبالذات في المدارس الكبيرة والدامجة والصفوف المكتظة، يؤثر على الخدمات التي يقدمونها للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية ويجعل التركيز ينصب على الطلبة العاديين.
  2. عدم تقبل بعض المدرسين والطلبة لدمج الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية، وهذا يضيف بعض المشاكل السلوكية وقضايا التنمر.
  3. عدم تقبل بعض الأهالي فكرة حقيقة وجود إعاقة ذهنية نمائية لدى أبنائهم، ما يؤخر تشخيصهم ويعيق تلقيهم للخدمات النفسية المتخصصة ويؤخر تعديل بعض السلوكيات لديهم، بالإضافة لبعض المشاكل الأسرية.

7.عدم تعاون بعض الأهالي يعيق من تقديم بعض الخدمات، وأحيانا عدم إنتظام بعض الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية وكثرة تغيبهم لأسباب صحية.

  1. قلة الدورات التدريبية التي تتناول الدعم النفسي للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية.
  2. عدم توفر مرشدين ومعلمي تربية خاصة في بعض المدارس الدامجة.
  3. عدم تأهيل المرشدين والمعلمين تأهيلاُ متخصصاً قبل دمج الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية.

وتشير هذه النتيجة إلى أن المعيقات التي تواجه تقديم الخدمات النفسية لذوي الإعاقة الذهنية النمائية من وجهة نظر المرشدين في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة كبيرة، ويمكن تفسيرها بأن الظروف العامة في المدارس الدامجة هي ظروف مناسبة للطلبة العاديين، وأن تأهيل المرشدين والمعلمين هو تأهيل للطلبة العاديين أيضاً، ما يستدعي من المدارس الدامجة أن تعمل على التغلب على تلك المعيقات، ومن الواجب على المدارس أن تقيّم الشروط والظروف المناسبة لذوي الإعاقة بما فيهم ذوي الإعاقة الذهنية النمائية، كتوفير مدرسين قادرين على التعامل معهم، وتوفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين وأن تعد المناهج، والبيئة المدرسية المناسبة.

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة دراسة بوبوفسكا (2020 Popovska,)، ودراسة عبد الكريم والعرايضة، وعطيوة (2016)، حيث أن مستوى الصعوبات التي تواجه دمج الطلبة ذوي الإعاقة كانت بدرجة عالية، وأهم المعوقات التي تعيق ممارسة التأهيل النفسي مع هؤلاء الطلبة من وجهة نظر الاخصائيين النفسيين في إفتقار المدارس للمقاييس والاختبارات الحديثة المستخدمة للتأهيل النفسي، وعدم إلمام الإدارة المدرسية بمفهوم التأهيل النفسي وأهميته، بالإضافة لقلة الدعم المالي للأنشطة ولبرامج التأهيل النفسي كانت قليلة، وبأن هناك حاجة لإصلاحات متعددة المستويات في التعليم الجامع، وهم بحاجة لخدمات واسعة، وضرورة تدريب المعلمين، وأشارت أن نسبة الأطفال ذوي الإعاقة الملتحقين بالتعليم قبل المدرسي منخفضة جداً؛ بسبب عدم كفاية الشروط المادية والتقنية للعمل معهم، وبسبب المواقف السلبية والأحكام المسبقة للمعلمين خاصة في الصفوف المكتظة.

وتختلف نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة جرار(2014) والتي توصلت إلى أن الخدمات المساندة والتربوية حصلت في جميع أبعادها على مستوى مرتفع.

وقد يعود الاختلاف إلى اختلاف العينة والمكان، حيث أن بلادنا فلسطين تواجه تحديات كبيرة، بسبب الوضع الاقتصادي، والسياسي، ورغم كل ذلك فإن الحكومة الفلسطينية تسعى جاهدة لتذليل المعوقات بكل أنواعها، وقد بدأنا نلمس تلك الجهود في المدارس التي تبنى حديثاً، وفي التخصصات الجامعية الجديدة المتخصصة في مجال التربية الخاصة.

للاجابة على سؤال الدراسة الثالث والذي كان على الآتي: ماسبل تطوير الخدمات النفسية المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية في المدارس الحكومية الدامجة في محافظة رام الله والبيرة من وجهة نظر مرشدي تلك المدارس؟

حيث تم الإجابة على هذا السؤال من خلال تحليل إجابات مرشدي المدارس المستطلعة آراؤهم والذين اتفقوا بنسبة عالية على الاقتراحات الآتية:

1.ضرورة إجراء عمليات القياس والتشخيص المتخصصة من قبل فريق مختص يكون بين أعضائه (أخصائي نفسي)، قبل تحويل الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية النمائية للمدارس للتأكد من قدرتهم على الاندماج في المجتمع المدرسي مع ضمان عنصري الأمان والإستقلالية؛ من أجل الوقوف على الخدمات المساندة التي يحتاجونها بهدف تضمينها في خططهم الفردية.

  1. عقد دروات متخصصة للمرشدين عن كيفية التعامل مع الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية.
  2. توفير أخصائي في إرشاد الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية لتقديم الدعم النفسي لهم، يكون مسؤولا عن تقديم الدعم النفسي للطلبة في مجموعة مدارس دامجة لا تزيد عن 10مدارس.
  3. بناء مراكز متخصصة للتعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة بشكل عام ومع ذوي الإعاقة الذهنية النمائية بشكل خاص في القرى لتسهيل حصولهم على جلسات تأهيلية متخصصة
  4. زيادة عدد المرشدين التربويين، وتخصيص مرشد في كل مدرسة.
  5. زيارات تبادلية مع المرشدين ذوي الخبرة في هذا الموضوع لتعميم قصص النجاح ونشرها.

التوصيات والمقترحات:

  1. رفع مستوى تأهيل جميع الطواقم العاملة في المدارس الحكومية الدامجة بما فيهم المرشدون.
  2. ضرورة توفير مقاييس مقننة لإجراء التشخيص الدقيق، ومن قبل فريق متخصص ( تربية خاصة، علم نفس وإرشاد، أخصائي وظيفي وعلاج طبيعي ونطق....) قبل دمج الطلبة، وتزويد المدارس بخطط إرشادية فردية توضح كيفة التعامل مع هؤلاء الطلبة.
  3. إجراء المزيد من البحوث المتخصصة في الخدمات المقدمة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
  4. إجراء دراسات مقارنة لوضع الخدمات المساندة بما فيها الخدمات النفسية في فلسطين ومقارنتها مع دول عربية وأجنبية أخرى.
  5. زيارات تبادلية مع المرشدين ذوي الخبرة في هذا الموضوع لتعميم قصص النجاح ونشرها.
  6. زيادة عدد المرشدين التربويين، وتخصيص مرشد في كل مدرسة.
  7. عقد دروات متخصصة للمرشدين، ولجميع العاملين مع الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

الارياني، بسام. (2021). واقع الخدمات الإرشادية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في الجمهورية اليمنية، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، العدد(134)، ص239-265

حمادي، أنور. (2021). الاضطرابات العقلية والسلوكية في التصيف الدولي للامراض -11.

آل فهاد. (2018). واقع الخدمات المساندة المتعددة المقدمة لذوي الإعاقات (فكري-بصري) في

معهد النور للمكفوفين بالرياض من وجهة نظر المعلمين، مجلة البحث العلمي في التربية، العدد(9)، جامعة الملك سعود.

الببلاوي، إيهاب. (2014). الخدمات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة ط2، الرياض، السعودية: دار الزهراء.

جرار.عبد الرحمن، قطناني، هيام (2014) تقييم فاعلية الخدمات التربوية والمساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقات العقلية الشديدة المتعددة في ضوء المعايير العالمية في دولة الكويت، رسالة دكتوراة منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة العلوم الإسلامية.

جمعية الشبان المسيحية القدس. (2015). واقع وصول الأطفال ذوي الإعاقة للخدمات التعليمية والإجتماعية والصحية في الضفة الغربية، فلسطين، بيت ساحور.

الخطيب، جمال. (2016). مقدمة في الإعاقة العقلية، عمان، الأردن: دار وائل للنشر والتوزيع

الروسان، فاروق. (2008). مقدمة في الإعاقة العقلية، عمان، الأردن: دار وائل للنشر.

الزارع، نايف. (2006). تأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة، عمان، الأردن: دار الفكر.

شادي، فاطمة. (2016). الرعاية النفسية لذوي الإعاقة العقلية، مجلة الجامع في الدراسات      النفسية والعلوم التربوية، جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائر.

شغري، نداء، شغري، جمان، غباش، عنان، شغري، أمجد. (  2019 ). واقع خدمات التشخيص والتقييم المتوفرة للأطفال ذوي الإعاقات والصعوبات الذهنية في الضفة الغربية، مؤسسةقادر، فلسطين.

عبابنة، غيث، الخمرة، حاتم. ( 2020). واقع البرامج والخدمات والممارسات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة في المدارس الدامجة في الأردن، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية مجلد 28العدد 5 ص 847-871.

عبد الكريم، محمد. (2017). واقع الخدمات المساندة المقدمة لتلاميذ المدارس الحكومية ذوي          الإعاقة الذهنية بمدينة الخرطوم كما يدركها أولياء أمورهم في ضوء الاتجاهات التربوية، المجلة التربوية العدد(50)، كلية التربية، جامعة سوهاج.

عبد الكريم، محمد. (2016) معوقات التأهيل النفسي لتلاميذ مدارس التربية الفكرية من وجه نظرالإختصاصيين النفسيين بمنطقة القصيم، مجلة جامعة الأزهر، ص ص 347-387.

القحطاني، محمد، العتيبي، بدر. ( 2018). تقييم الخدمات المساندة للتلاميذ ذوي الإعاقة العقلية في معاهد وبرامج التربية الفكرية من وجهة نظر العاملين بها، مجلة التربية الخاصة والتأهيل، (6)(23)، ص 73-108.

القطان، علي. (2015). البرامج والخدمات التربوية المقدمة للمعاقين عقليا القلبلين للتعلم في مدارس التربية الخاصة بدولة الكويت، مجلة الطفلة والتربية المجلد(7) العدد 23، ص 65-130

مصطفى، ولاء، الريدي، هويدة. (2015). الإعاقة الفكرية ط2، الرياض، السعودية: دارالزهراء

وزارة التربية والتعليم المغربية. (2019). دليل الأسر والجمعيات-التربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة.

وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. (2022). إحصائية الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية.

وزارة التربية والتعليم العالي (2009). مواءمات في التعليم والتقويم للطلبة وي الاحتياجات الخاصة، رام الله، فلسطين.

وزارة الخارجية الفلسطينية. (2019). التقرير الأولي لدولة فلسطين الخاص بإتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فلسطين.

American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed). Washington, DC: American Psychiatric Association.

Department of Developmental Disability  Neuropsychiatry (2014). Accessible Mental Health Services for People with an Intellectual Disability: A Guide for Providers. Department of Developmental Disability Neuropsychiatry .

Florida Department of Education.(2000).Psychological Services as Related Services, ,Department of Education.

Kaufman,L,. Ayub,M & Vincent,B.(2010). The Genetic Basis of Non-Syndromic Intellectual Disability: a review, J Neurodevelop Disord (2)PP:182–209

Popovska,G.,(2020). Support Services For Children With Disabilities, and Their Families for Better Educational Inclusionm International Slavic University, Gavrilo Romanovic Derzhavin, Faculty of Psychologym St. Nikole- Bitola,North Macedonia,pp28-34

Southward,G., Coopera,S., Philob,C.,(2017). Health and wellbeing during transition to adulthood for young people with intellectual disabilities: A qualitative study, Research in Developmental Disabilities , 94–103

Unicef.(2016). Every Child Counts: Understanding The Needs and Perspectives of Children with Disabilities in the State of Palestine.

https://reliefweb.int/report/occupied-palestinian-territory/every-child-counts-

Unicef.(2013).Children with Disabilities, NewYork. https://www.unicef.org/media/file/SOWC-2013.pdf

Weber, M.,(2010).A Leisure Education Program for Postsecondary Students with Intellectual Disabilities" . https://tigerprints.clemson.edu/all_theses/

https://www.aaidd.org/intellectual-disability/definition/faqs-on-

https://www.ohchr.org/AR/HRBodies/CRPD/

https://www.cdc.gov/ncbddd/disabilityandhealth/features/mental

https://www.who.int/ar/disability-and-health

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:
الارياني، بسام. (2021). واقع الخدمات الإرشادية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في الجمهورية اليمنية، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، العدد(134)، ص239-265
حمادي، أنور. (2021). الاضطرابات العقلية والسلوكية في التصيف الدولي للامراض -11.
آل فهاد. (2018). واقع الخدمات المساندة المتعددة المقدمة لذوي الإعاقات (فكري-بصري) في
معهد النور للمكفوفين بالرياض من وجهة نظر المعلمين، مجلة البحث العلمي في التربية، العدد(9)، جامعة الملك سعود.
الببلاوي، إيهاب. (2014). الخدمات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة ط2، الرياض، السعودية: دار الزهراء.
جرار.عبد الرحمن، قطناني، هيام (2014) تقييم فاعلية الخدمات التربوية والمساندة المقدمة للطلبة ذوي الإعاقات العقلية الشديدة المتعددة في ضوء المعايير العالمية في دولة الكويت، رسالة دكتوراة منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة العلوم الإسلامية.
جمعية الشبان المسيحية القدس. (2015). واقع وصول الأطفال ذوي الإعاقة للخدمات التعليمية والإجتماعية والصحية في الضفة الغربية، فلسطين، بيت ساحور.
الخطيب، جمال. (2016). مقدمة في الإعاقة العقلية، عمان، الأردن: دار وائل للنشر والتوزيع
الروسان، فاروق. (2008). مقدمة في الإعاقة العقلية، عمان، الأردن: دار وائل للنشر.
الزارع، نايف. (2006). تأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة، عمان، الأردن: دار الفكر.
شادي، فاطمة. (2016). الرعاية النفسية لذوي الإعاقة العقلية، مجلة الجامع في الدراسات      النفسية والعلوم التربوية، جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائر.
شغري، نداء، شغري، جمان، غباش، عنان، شغري، أمجد. (  2019 ). واقع خدمات التشخيص والتقييم المتوفرة للأطفال ذوي الإعاقات والصعوبات الذهنية في الضفة الغربية، مؤسسةقادر، فلسطين.
عبابنة، غيث، الخمرة، حاتم. ( 2020). واقع البرامج والخدمات والممارسات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة في المدارس الدامجة في الأردن، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية مجلد 28العدد 5 ص 847-871.
عبد الكريم، محمد. (2017). واقع الخدمات المساندة المقدمة لتلاميذ المدارس الحكومية ذوي          الإعاقة الذهنية بمدينة الخرطوم كما يدركها أولياء أمورهم في ضوء الاتجاهات التربوية، المجلة التربوية العدد(50)، كلية التربية، جامعة سوهاج.
عبد الكريم، محمد. (2016) معوقات التأهيل النفسي لتلاميذ مدارس التربية الفكرية من وجه نظرالإختصاصيين النفسيين بمنطقة القصيم، مجلة جامعة الأزهر، ص ص 347-387.
القحطاني، محمد، العتيبي، بدر. ( 2018). تقييم الخدمات المساندة للتلاميذ ذوي الإعاقة العقلية في معاهد وبرامج التربية الفكرية من وجهة نظر العاملين بها، مجلة التربية الخاصة والتأهيل، (6)(23)، ص 73-108.
القطان، علي. (2015). البرامج والخدمات التربوية المقدمة للمعاقين عقليا القلبلين للتعلم في مدارس التربية الخاصة بدولة الكويت، مجلة الطفلة والتربية المجلد(7) العدد 23، ص 65-130
مصطفى، ولاء، الريدي، هويدة. (2015). الإعاقة الفكرية ط2، الرياض، السعودية: دارالزهراء
وزارة التربية والتعليم المغربية. (2019). دليل الأسر والجمعيات-التربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة.
وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. (2022). إحصائية الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية.
وزارة التربية والتعليم العالي (2009). مواءمات في التعليم والتقويم للطلبة وي الاحتياجات الخاصة، رام الله، فلسطين.
وزارة الخارجية الفلسطينية. (2019). التقرير الأولي لدولة فلسطين الخاص بإتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فلسطين.
American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed). Washington, DC: American Psychiatric Association.
Department of Developmental Disability  Neuropsychiatry (2014). Accessible Mental Health Services for People with an Intellectual Disability: A Guide for Providers. Department of Developmental Disability Neuropsychiatry .
Florida Department of Education.(2000).Psychological Services as Related Services, ,Department of Education.
Kaufman,L,. Ayub,M & Vincent,B.(2010). The Genetic Basis of Non-Syndromic Intellectual Disability: a review, J Neurodevelop Disord (2)PP:182–209
Popovska,G.,(2020). Support Services For Children With Disabilities, and Their Families for Better Educational Inclusionm International Slavic University, Gavrilo Romanovic Derzhavin, Faculty of Psychologym St. Nikole- Bitola,North Macedonia,pp28-34
Southward,G., Coopera,S., Philob,C.,(2017). Health and wellbeing during transition to adulthood for young people with intellectual disabilities: A qualitative study, Research in Developmental Disabilities , 94–103
Unicef.(2016). Every Child Counts: Understanding The Needs and Perspectives of Children with Disabilities in the State of Palestine.
Unicef.(2013).Children with Disabilities, NewYork. https://www.unicef.org/media/file/SOWC-2013.pdf
Weber, M.,(2010).A Leisure Education Program for Postsecondary Students with Intellectual Disabilities" . https://tigerprints.clemson.edu/all_theses/