تطبيقات مبادئ التصميم الشامل للتعلم في الصف العادي مراجعة أدبية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک سعود مدينة الدمام – المملکة العربية السعودية

المستخلص

يعتبر التعليم الشامل من أفضل الحلول المتقدمة التي تسعى الدول لتحقيقها سعيا   في تمکين جميع الطلاب من الحصول على تعليم مناسب مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم.  ويمکن اعتبار التصميم الشامل للتعلم من أهم الأدوات التي تساعد في ممارسة التعليم الشامل في الصفوف العادية من حيث مراعاته لقدرات وإمکانات طلاب التعليم العام وذوي الإعاقة على حد سواء. وقد تمت مراجعة العديد من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت  تطبيقات التصميم الشامل للتعلم مع طلاب التعليم العام وذوي الإعاقة خصوصا ذوي صعوبات التعلم. وقد أکد عدد من الباحثين وجود فائدة واضحة في استخدام التصميم  الشامل للتعلم مع ذوي صعوبات التعلم في المواد الأساسية التي غالبا ما يخفق فيها هؤلاء الطلاب.
Inclusive education is one of the best advanced solutions that countries seek to achieve in order to enable all students to obtain appropriate education, regardless of their abilities and capabilities. The comprehensive design for learning can be considered one of the most important tools that help in practice of inclusive education in the regular classes. Several Arab and foreign articles that dealt with the applications of the comprehensive design for learning with general education students and people with disabilities, especially those with learning difficulties, have been reviewed. Some studies have clearly demonstrated the positive impact of using UDL in the regular classroom. Several researchers also confirmed the existence of a clear benefit in using the comprehensive design for learning with students who have learning difficulties in basic subjects that these students often fail in.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

تطبيقات مبادئ التصميم الشامل للتعلم في الصف العادي

مراجعة أدبية

 

 

 

 

إعـــــــــــــداد

إبراهيم بن علي بن عثمان الذوادي

محاضر بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل – باحث دکتوراه بجامعة الملک سعود

مدينة الدمام – المملکة العربية السعودية

 

 

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد الخامس-مايو 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص عربي

يعتبر التعليم الشامل من أفضل الحلول المتقدمة التي تسعى الدول لتحقيقها سعيا          في تمکين جميع الطلاب من الحصول على تعليم مناسب مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم.  ويمکن اعتبار التصميم الشامل للتعلم من أهم الأدوات التي تساعد في ممارسة التعليم الشامل في الصفوف العادية من حيث مراعاته لقدرات وإمکانات طلاب التعليم العام وذوي الإعاقة            على حد سواء. وقد تمت مراجعة العديد من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت             تطبيقات التصميم الشامل للتعلم مع طلاب التعليم العام وذوي الإعاقة خصوصا ذوي            صعوبات التعلم. وقد أکد عدد من الباحثين وجود فائدة واضحة في استخدام التصميم            الشامل للتعلم مع ذوي صعوبات التعلم في المواد الأساسية التي غالبا ما يخفق فيها هؤلاء الطلاب.

الکلمات المفتاحية : التصميم الشامل – التعلم .

 

ملخص إنجليزي

Inclusive education is one of the best advanced solutions that countries seek to achieve in order to enable all students to obtain appropriate education, regardless of their abilities and capabilities. The comprehensive design for learning can be considered one of the most important tools that help in practice of inclusive education in the regular classes. Several Arab and foreign articles that dealt with the applications of the comprehensive design for learning with general education students and people with disabilities, especially those with learning difficulties, have been reviewed. Some studies have clearly demonstrated the positive impact of using UDL in the regular classroom. Several researchers also confirmed the existence of a clear benefit in using the comprehensive design for learning with students who have learning difficulties in basic subjects that these students often fail in.

Keywords: universal design - learning.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

إن التعليم حاجة ملحة للأمم والمجتمعات لکي تبني حضارة وتنظم العلاقات بين أفرادها وتساهم في إدارة سلوک أبنائها على الوجه الأمثل. ويرتکز التعليم على وجود ممارسات إيجابية ونظريات تهتم ببناء البيئة المثالية للطالب والمعلم على حد سواء. وقد ساهم عدد من الباحثين والعلماء في إيجاد وتطوير الکثير من النظريات والفلسفات  التي اهتمت بتطوير العملية التعليمية؛ حيث اهتم العالم جان جاک روسو على سبيل المثال باکتساب المعرفة عن طريق العواطف، کما رکزت الفلسفة الواقعية على الفروق الفردية والمعرفة عن طريق الحواس. وقد ارتقت مثل تلک النظريات بالعملية التعليمية وساهمت في تحسين البيئة التربوية لتکون المکان الأنسب لتحقيق أهداف التعلم.

وقد اهتمت عدد من الدول في تمکين جميع أفرادها من الحصول على التعليم الأساسي بل إن الأمر تطور بشکل إيجابي ليشمل جميع الطلاب مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم، حيث أشار أبونيان (2014) أن من ضمن المبادئ الأساسية لقانون التربية الخاصة في الولايات المتحدة الأمريکية على سبيل المثال إلزام مدارس التعليم العام بقبول التلاميذ مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم وتدريسهم أسوة بأقرانهم في الفصل العادي ما لم يتعذر ذلک بسبب عدم قدرة التلميذ على التعايش مع أقرانه وغيرها من الأسباب التي تمنع استفادته من الفصل العادي. 

وقد سارعت المملکة العربية السعودية في تمکين الأفراد ذوي الإعاقة من التعلم في البيئات الأقل تقييدا، وذلک من خلال تشجيع مدارس التعليم العام على قبول التلاميذ مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم وتدريسهم أسوة بأقرانهم في الفصل العادي ما لم يتعذر ذلک بسبب عدم قدرة التلميذ على التعايش مع أقرانه وغيرها من الأسباب التي تمنع استفادته من الفصل العادي سعيا لتقديم خدمات تربوية عادلة للجميع. وهذا ما تضمنه الدليل التنظيمي للتربية الخاصة بأن الفصل العادي هو البديل الأول الذي يجب أن يتعلم فيه جميع الطلاب بمن فيهم ذوي الإعاقة ضمن منظومة البدائل التربوية (وزارة التعليم،2016). وقد أسس هذا التوجه لمفهوم جديد أصبح إطارا لتقديم الخدمات التربوية من خلال مبدأ توفير فرص متساوية وبرامج ذات جودة عالية للجميع وهو مفهوم " التعليم الشامل".

وقد وضح الدليل التطبيقي للتعليم الشامل الذي أصدرته شرکة تطوير بإشراف وزارة التعليم المقصود بالتعليم الشامل على أنه "ابتکار منهجيات تربوية للاستجابة لاحتياجات الطلاب المتنوعة داخل مدرسة مشترکة للجميع" (وزارة التعليم،2017، ص14). وأشـــــــــــــــــــــار القريني وقوت Alquraini and Gut (2012) إلى أن التعليم الشامل يتکون من العديد من العناصر من أهمها إجراء تعديلات مناسبة وکافية على المنهج العام لکي يلبي کافة احتياجات التلاميذ مهما کانت قدراتهم.  ويعتبر معلم التعليم العام هو قلب التعليم الشامل ورکنه الأساسي، لذلک يجب أن يکون ملما بنمو المتعلمين وخصائصهم واستراتيجيات التدريس وأساليب التقييم والممارسات المهنية والأخلاقية وقادرا على التعامل مع جميع الطلاب في الفصل العادي مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم (مجلس الأطفال غير العاديين ،2009/2012).

ومن المهم التنبه إلى أن الطلاب ذوي صعوبات التعلم من أکثر فئات التلاميذ ذوي الإعاقة انتشارا، حيث أشار أبونيان (2018) إلى أنهم يمثلون (7%) من إجمالي طلاب المرحلة الابتدائية في المملکة، مما يدل على أن هناک من بين تلميذ إلى تلميذين على الأقل متواجدين في الفصل العادي إذا کان عدد التلاميذ في الفصل يبلغ (25) تلميذا. إن توفير برامج تربوية مساندة لذوي صعوبات التعلم من خلال غرفة المصادر تتضمن نوعا من التقييد والعزل في بيئة الطالب يتمثل في تغيير المکان وأسلوب البرامج المقدمة وهذا يتعارض مع أهم ما ينص عليه الدليل التنظيمي وهو أن يتوفر للطالب بديلا يمثل البيئة الأقل عزلا وتقييدا قدر الإمکان. إن تمکين الطلاب ذوي صعوبات التعلم من المنهج العام في الفصل العادي من أفضل الممارسات التي تضمن استمرارهم في البيئة الأقل عزلا، ويمکن أن يتم ذلک من خلال تدريسهم ضمن إطار "التصميم الشامل للتعلم". حيث يعتمد هذا الإطار على عرض المنهج وتقييم التلاميذ ودمجهم في الأنشطة الصفية بطرق متنوعة، ويمکن تطبيق هذا الإطار بشکل فعال مع الطلاب ذوي صعوبات التعلم من خلال تبـــــــــــــــني الممـــــــــــــــارسات وطــــــــــــــــرق التـــــــــــــــــــــــــــدريس المبـــــــــــــــــــــنية على الأدلة العلمـــــــــــــــــية Cook & Rao),2018). ويعتمد نجاح هذا التصميم على تمکن المعلم منه بحيث تکون لديه المعرفة الکافية التي تولد قدرته واستعداده للتطبيق.

 إن قدرة المعلم على تقديم برامج تربوية ضمن إطار التصميم الشامل للتعلم في الصف العادي تضمن توفر البيئة الأقل تقييدا للتلميذ وتساعد بشکل کبير على تحقيق أهم متطلبات التعليم الشامل وهي الوصول إلى المنهج العام. من هذا المنطلق؛ فإن التعرف على تطبيقات التصميم الشامل للتعلم و مدى نجاحها في الميدان، يعتبر من أهم ما يمکن القيام به کخطوة أولى في ممارسة التصميم الشامل للتعلم في التعليم العام، ومن هنا جاء هذا البحث الحالي کمحاولة للتعرف على تلک التطبيقات.

مشکلة البحث:

إن المعلم بحاجة ماسة إلى التعرف على أهم الممارسات التي تجعل عملية التدريس أکثر سهولة و أقل تعقيدا، لکن کثيرا من المعلمين لديهم توجهات سلبية نحو بعض القضايا التي باتت ملحة و تتطلب التعامل معها باحترافية عالية. إن المعتقدات المعرفية الخاطئة لدى بعض المعلمين عن صعوبة التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة في الفصل العادي واستحالة الجمع بين تدريس الطلاب العاديين وذوي صعوبات التعلم في آن واحد؛ هي قاعدة مبنية على فراغ علمي وضعف تدريبي. لذلک ؛ فمن المهم جدا تعريف جميع معلمي التعليم العام في الميدان التربوي بأهم التطبيقات التي تضمن استفادة الکل من الصف العادي مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم ضمن مفهوم التعليم الشامل. إن ارتباط المعلمين بالبحث العلمي وأبرز الممارسات الحديثة مع الطلاب يعدل اتجاهاتهم نحو مفهوم التعليم الشامل أو مفهوم المدرسة للجميع. من هذا المنطلق فإن ضرورة وعي المعلمين بماهية التصميم الشامل للتعلم و أبرز مبادئه وتطبيقاته باتت ملحة.

وقد أکدت عدد من الدراسات على وجود أثر إيجابي لاستخدام التصميم الشامل في تدريس طلاب التعليم العام وکذلک ذوي صعوبات التعلم ومنـــها على سبـيل المثـال الدراسة التي قام بها المؤمن Almumen (2020) والتي کانت تهدف إلى التعرف على أثر استخدام التصميم الشامل للتعلم في أحد فصول الدمج الشامل التي تحتوي على طلاب التعليم العام والطلاب ذوي الإعاقة.

من هذا المنطلق؛ تکمن مشکلة البحث في التعرف على أساليب التصميم الشامل للتعلم الذي تمثل الحل الأنسب في بقاء الطلاب ذوي صعوبات التعلم في الصف الدراسي دون الحاجة إلى غرف مصادر التعلم أو الفصول الخاصة.لذلک؛ فإن السؤال الرئيس للبحث الحالي يتمثل في: ماهي تطبيقات التصميم الشامل للتعلم التي يمکن القيام بها في الصف الدراسي لطلاب التعليم العام و ذوي الإعاقة على حد سواء لتمکينهم من المنهج العام؟

تساؤلات البحث:

يحاول البحث الحالي الإجابة عن التساؤلات التالية:

  1. ما هي العناصر المکونة للتعليم الشامل؟
  2. ماهي مبادئ التصميم الشامل للتعلم؟
  3. ماهي تطبيقات التصميم الشامل للتعلم في فصول التعليم العام؟

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى التعرف على التحديات التي تواجه معلمي التعليم العام لتطبيق مبادئ التصميم الشامل للتعلم وذلک من حيث:

  1. التعرف على العناصر المکونة للتعليم الشامل.
  2. التعرف على مبادئ التصميم الشامل للتعلم.
  3. التعرف على تطبيقات التصميم الشامل للتعلم في فصول التعليم العام ؟

أهمية البحث:

استمد البحث أهميته من إمکانية إسهامه في الجوانب التالية:

الأهمية النظرية: تکمن الأهمية النظرية لهذا البحث فيما يلي:

-            ندرة الأبحاث العربية -حسب علم الباحث- التي تناولت استخدام التصميم الشامل للتعلم من قبل معلمي التعليم العام في الفصول الدراسية وبالتالي؛ فإن هذا البحث سوف يثري المکتبة العربية بموضوع جديد إلى حد کبير.

-            يمکن أن يقدم هذا البحث من خلال الإطار النظري ومراجعة الأدبيات تصورا واضحا للمهتمين عن أهم ما يجب معرفته عن التصميم الشامل للتعلم.

الأهمية التطبيقية: تکمن الأهمية التطبيقية لهذا البحث فيما يلي:

- إمکانية استخدام النتائج التي سوف يتم التوصل إليها في ممارسات التعليم الشامل في مدراس التعليم العام.

- قد تفيد صانعي القرار في تصميم برامج تدريبية لتأهيل المعلمين لتطبيق مبادئ التصميم الشامل في فصولهم الدراسية.

حدود البحث: يهتم البحث الحالي بموضوع التعليم الشامل وذلک من حيث:

- العناصر المکونة للتعليم الشامل.

- مبادئ التصميم الشامل للتعلم.

مصطلحات البحث:

-       التصميم الشامل للتعلم     

-      principles of Universal Design for Learning:

 العرض بطرق متعددة، توفير خيارات الاستجابة بطرق متعددة، توفير فرص الاندماج بطرق متعددة Cook & Rao,2018)).

التعريف الإجرائي: يعرف الباحث التصميم الشامل للتعلم بأنه تقديم الدرس بطرق متعددة تتوافق مع قدرات وإمکانات جميع المتعلمين، وتوفير خيارات متنوعة ومتعددة تمکن الجميع من الاستجابة وفق الطريقة الأنسب لهم، وتصميم أنشطة تعليمية تسهل اندماج جميع الطلاب وفق قدراتهم والخيارات المفضلة لهم.

-       معلم التعليم العام General education teacher:

عرف الدليل التنظيمي معلمي التعليم العام على أنه " المعلم المتخصص في مجال محدد ويقوم بتدريس مادة معينة کالرياضيات أو مجموعة من المواد المتصلة ببعضها مثل مواد اللغة العربية، المواد الدينية" (وزارة التعليم، 2017، ص7).

-التعريف الإجرائي: يعرف الباحث معلم التعليم العام بأنه معلم مادة ذات طبيعة أکاديمية لأحد الصفوف الدراسية في المرحلة الابتدائية في التعليم العام.

وللإجابة على أسئلة البحث قام الباحث بمراجعة الأدبيات و الدراسات العربية و الأجنبية التي تطرقت للتعليم الشامل بشکل عام والتصميم الشامل للتعلم بشکل خاص. وسوف يتم الإجابة على کل سؤال بحثي بشيء من التفصيل.

السؤال الأول: مالعناصر المکونة للتعليم الشامل؟

يعتبر التعليم الشامل أحد أهم الممارسات التي انبثق منها "التصميم الشامل للتعلم". وقد تبنت المملکة العربية السعودية هذا التوجه الحديث في تقديم خدمات التربية الخاصة متمثلا فيما تضمنه الدليل التنظيمي للتربية الخاصة على أن برامج التربية الخاصة يتم تقديمها لذوي الإعاقة في البيئات التربوية الأقل عزلا وتقييدا وفي مقدمتها الفصل العادي. (وزارة التعليم،2016)

وقد وضح الدليل التطبيقي للتعليم الشامل الذي أصدرته شرکة تطوير بإشراف وزارة التعليم المقصود بالتعليم الشامل على أنه "ابتکار منهجيات تربوية للاستجابة لاحتياجات الطلاب المتنوعة داخل مدرسة مشترکة للجميع" ص -14- (وزارة التعليم،2017). وقد أشار القريني وقوت Alquraini and Gut   (2012) إلى أن التعليم الشامل يتکون من العديد من العناصر من أهمها إجراء تعديلات مناسبة وکافية على المنهج العام لکي يلبي کافة احتياجات التلاميذ مهما کانت قدراتهم.

-العناصر المکونة للتعليم الشامل:

يتکون التعليم الشامل من عدد من العناصر الواجب توافرها في البيئة التربوية التي ترغب في تطبيق هذا المفهوم وهذا النوع من التعليم الذي يتعامل مع کافة الطلاب في الفصل العادي مهما کانت قدراتهم واحتياجاتهم، وفيما يلي عرض لتلک العناصر بشيء من التفصيل:

1.الوصول الشامل للمباني: يعتبر الوصول إلى المبنى المدرسي والفصل الدراسي من أهم العناصر التي يقوم عليها التعليم الشامل، حيث إن هناک شروط يجب الالتزام بها حتى يکون المبنى المدرسي مکانا مناسبا لکافة الطلاب مهما کانت قدراتهم. وهناک سبعة مبادئ من المهم توافرها في المبنى لکي يکون ملائما لجميع الطلاب:

 يعتبر الاستخدام العادل، من أهم العناصر الواجب توافرها في المبنى الذي يجب أن يکون مؤلفا من أدوات ووسائل وأجهزة لا تعيق أو تسيء لأي مجموعة من المستخدمين بسبب احتياجاتهم أو قدراتهم. کما أن المرونة في الاستخدام أحد أهم المميزات في جميع الأدوات والمرافق والأجهزة التي يجب أن تکون ملائمة للجميع مهما کانت قدراتهم ، ويجب أن يتطلب من جميع الموجودين في المبنى استخدام حدسي بسيط في الأدوات و الأجهزة والإشارات أو اللوحات بحيث تکون واضحة ويسهل التعرف عليها بغض النظر عن خبرة المستخدم أو مهاراته اللغوية أو معرفته.

کما يجب أن يکون المبنى مهيئا من خلال معلومات محسوسة يمکن إدراکها مثل المعلومات البارزة و الرموز المعروفة دوليا التي يمکن التعرف إليها باللمس . ومن المهم أن يساعد المبنى في الحد من الأخطاء التي يمکن أن يتعرض لها المستخدمين مثل مقبض الصنبور الطويل أفضل من الدائري فهو أقل عرضة للاستخدام بشکل خاطئ من المستخدمين، کما أن الجهد البدني الأقل يجب أن يکون واضحا من خلال بعض التقنيات المتطورة في الإضاءة ودورات المياه التي يمکن استخدامها دون جهد بدني يذکر. ومن المهم کذلک أن يکون الحجم             والمساحة تسهل الاقتراب والاستخدام: مثل أن تکون دورات المياه مهيئة لذوي الإعاقة الحرکية (وزارة التعليم،2016).

2.الوصول للمنهج العام:

إن وصول جميع الطلاب مهما کانت قدراتهم للمنهج العام يتطلب تفسير أو تعديل المنهج الدراسي من قبل المعلم بحيث تکون الأهداف التعليمية ووحدات الأنشطة أکثر مناسبة للمتعلم الفردي أو مجموعة من المتعلمين. ومن أهم الممارسات التي يمکن أن تقوم بها المدرسة لتمکين التلاميذ للوصول إلى المنهج العام هي أسلوب تفريد المحتوى والتدريس المتمايز.

2-1.تفريد المحتوى: ويتم من خلال هذا الأسلوب تصميم الوحدات التدريسية لکي تلبي احتياجات کل تلميذ على حدة من خلال القيام بإجراء التکييفات اللازمة على محتوى المنهج العام لإزالة الحواجز والمعوقات التي تنشأ من طبيعة کل إعاقة وليتم ضمان المشارکة الأکاديمية في الأنشطة بالحد الأدنى.

وهناک عدد من الأساليب التي يمکن عن طريقها تفريد المحتوى، مثل: أسلوب تفريد التعليم باستخدام التقنية وأسلوب الإيضاح بالخرائط والرسومات المنظمة. کما أن أسلوب التصنيفات والأهداف أحد أهم أساليب تفريد المحتوى حيث يقوم المعلم بتوزيع المنهج على ثلاثة أنواع وهي الأهداف المعرفية والوجدانية والنفس حرکية. کما يمکن تفريد المحتوى من خلال تقسيمه على مستويات حسب مستوى الصعوبة والمشارکة فيه ويقوم المعلم من خلال هذا الأسلوب بتوزيع المنهج على ثلاث مستويات يشمل کل مستوى قدرات وإمکانات مجموعة معينة من التلاميذ داخل الفصل. (القريني والسالم، 2018)

2-2. التدريس المتمايز: يعتبر التدريس المتمايز أحد الأساليب الهامة لتمکين الطلاب من الوصول للمنهج العام حيث يقوم المعلم بتعديل أساليب التدريس التي يستخدمها لمساعدة الطلاب على تعلم المحتوى بشکل أفضل. ومن المهم أن يقوم المعلم باتخاذ عدد من إجراءات التخطيط للتدريس المتمايز وهي تحديد المعرفة التي يجب تعلمها من التلاميذ وکذلک تحديد الاستراتيجية المناسبة لتدريس هؤلاء الطلاب بناء على المحتوى المراد تدريسه ومستوى الطلاب والهدف المراد تحقيقه والأدوات المتوفرة. کما يجب على المعلم أن يحدد طريقة الاستجابة التي ينتظرها من الطلاب والتي تکون مؤشرا مناسبا عن مدى تحقق الأهداف التعليمية. (القريني والسالم، 2018)

3. المعلم المساعد: يعتبر المعلم المساعد من أهم العناصر التي تدعم ممارسة التعليم الشامل بشکل ناجح داخل الفصل العادي. إن وجود المعلم المساعد داخل الفصل يضمن تقديم المساندة لمعلم التعليم العام من خلال المشارکة في التخطيط للدرس وتجهيز الأدوات وتقديم الدعم المناسب للطلاب ذوي الإعاقة المتواجدين في الفصل، حيث يمکن أن يقوم المعلم المساعد بمعاونة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم المتواجدين في الفصل العادي على سبيل المثال عن طريق مساعدتهم في فهم الدرس بشکل أفضل من خلال تبسيط الواجبات المدرسية أو تقسيمها إلى وحدت أصغر أو تکييف المحتوى بما يتناسب مع احتياجات الطالب الفردية. (الوابلي والقريني ،2017)

4. الدعم الإداري: من المهم أن يتم توفير الدعم المناسب من جميع الأطراف لضمان نجاح ممارسات التعليم الشامل في الفصل الدراسي. تعتبر الإدارة المدرسية من أهم الأطراف التي يمکن أن تساهم بشکل کبير في نجاح ممارسات التعليم الشامل، حيث إنها يمکن أن توفر الأدوات والتقنيات التي يحتاجها المعلم في الفصل الدراسي للقيام بالتعديلات المناسبة لاحتياجات الطالب. وکذلک توفير البيئة المناسبة والمحفزة لتفاعل فريق العمل وتعاونهم في سبيل تقديم برامج تربوية مناسبة للجميع في الفصل العادي.

5. الدعم الأسري: ولا تقل أهمية تعاون الأسرة في تحقيق التعليم الشامل عن إدارة المدرسة فهي التي يمکن أن تساعد الأقران في الفصل العادي على تفهم وجود زملائهم من ذوي الإعاقة معهم في الفصل والتفاعل معهم بشکل إيجابي (Alquraini & Gut ,2012).

6.کفايات المعلمين: يعتبر معلم التعليم العام هو قلب التعليم الشامل ورکنه الأساسي، لذلک يجب أن تتوفر لديه عدد من المعايير التي تؤهله للتعامل مع جميع الطلاب في الفصل العادي مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم. ومن أهم المعايير الواجب توافرها؛ توفر المعارف والمهارات التربوية الملائمة لديهم وکذلک إجادة لمحتوى المادة الأساسية بالإضافة إلى حصولهم على درجة البکالوريوس في مجال تخصصهم. ويجب أن تتضمن المعارف والمهارات عددا من المجالات منها على سبيل المثال: المعرفة عن أسس ونظريات التربية الخاصة ونمو المتعلمين وخصائصهم واستراتيجيات التدريس وأساليب التقييم والممارسات المهنية والأخلاقية. (مجلس الأطفال غير العاديين ،2009/2012)

إن نجاح ممارسات التعليم الشامل داخل أي مدرسة يعتمد بشکل کبير على اختيار البيئة التربوية والبديل المناسب للتلميذ.وقد يتبادر إلى أذهان القائمين على المدرسة أن دمج جميع الطلاب ذوي الإعاقة في الفصل العادي هي الطريقة الوحيدة لتطبيق التعليم الشامل ؛إلا أن بقاء التلاميذ ذوي الإعاقة في الفصل العادي ليوم دراسي کامل لا يضمن استفادتهم أو تقدمهم نحو الأفضل وهذا ماحصل في کوريا الجنوبية ، حيث أکد الباحث Kwon 2005)) أن ما قامت به کوريا الشمالية يعتبر دمجا مکانيا للطلاب أکثر من کونه دمج حقيقي. لذلک؛ فإن اختيار المکان المناسب مع اتباع الإجراءات المطلوبة يعتبر أمرا ضروريا عند الرغبة في ممارسة التعليم الشامل وتحقيق الفائدة المرجوة منه. حيث تعتبر منظومة البدائل التربوية وضوابط تحقيقها من أهم الإجراءات التي ينبغي التنبه لها عند وجود محاولات جادة لدمج الطلاب في المدرسة العادية أو الفصل العادي.

السؤال الثاني: ماهي مبادئ التصميم الشامل للتعلم؟

يعتبر التصميم الشامل للتعلم إطار عمل طورته منظمة (CAST) التعليمية، حيث يتضمن مجموعة من الإرشادات التي يمکن تطبيقها لتصميم المناهج في التعليم. وهناک مفهومين أساسيين للتصميم الشامل للتعلم؛ أولها تم طرحه في السنوات الأولى من بناء هذا التصميم، وهي أن المنهج قد تم إهماله وليس الطالب. وقد مثلت تلک الرؤية طريقة جديدة للنظر في التحديات التعليمية. وکانت الفکرة الأخرى هي استخدام التصميم الشامل "لتقليل الحواجز" في المناهج التعليمية، ويمکن أن يتم ذلک من خلال تحديد العوائق التي تحول دون التعلم الموجودة في المناهج والممارسات التعليمية. کما يمکن للمعلمين التفکير بشکل استباقي في عدد من الطرق لإضـافة المرونة التي تقـــــــلل هذه الحــــــواجز وتزيــــــــــلها. (Cook& Rao ,2018) 

وهناک عدد من التعريفات التي تناولت مفهوم التصميم الشامل للتعلم في عدد کبير من الأبحاث الأجنبية وعدد محدود من الأبحاث العربية. حيث عرف رو و ميو التصميم الشامل للتعلم أنه إطار عمل لتصميم بيئات تعليمية مرنة ودمج اســــــــــــــــتباقي لتقــــديم الدعم الذي يعالج التــــــنوع بين المتعــــلمين.  Rao & Meo,2016)).‏

وقد حدد مهدي (2017) عدد من الخيارات التي يجب توافرها في بيئات التعلم ، حيث تم تعريف التصميم الشامل للتعلم على أنه فلسفة تقوم على توفير بيئة تعلم مرنة تحتوي على عدد من الخيارات البصرية والسمعية واللمسية المتنوعة و ذلک من أجل مساعدة کافة المتعلمين سواء کانت لديهم إعاقة أم لا ، للوصول إلى مستويات إنجاز عالية.

وقد عرف السالم (2016) التصميم الشام للتعلم:  أنه إطار تعليمي يعتمد على وظائف الدماغ التي تحدث أثناء فترة التعلم والذي يتکون من ثلاثة مبادئ رئيسية:

  1. توفير وسائل متعددة للتلاميذ لإثارة دافعيتهم. 2. توفير وسائل متعددة لعرض               المعلومات من المعلم. 3. توفير فرص متعددة للتعلم والتعبير عن الفهم تناسب الفروق             الفردية للطالب.

وقد حددت أبحاث وظائف الدماغ أن التعلم يحدث من خلال ثلاث شبکات في الدماغ وهي التي يعتمد عليها التصميم الشامل للتعلم وهي: الشبکة الإدراکية والشبکة الانفعالية والشبکة الاستراتيجية. وفيما يلي عرض مختصر لأهم وظائف تلک الشبکات:

-الشبکة الإدراکية Recognition Network: وتقع في النصف الخلفي من قشرة الدماغ حيث تتسم بجمع المعلومات و تنظيمها وإدراک الظواهر المتکررة والأنماط في الحياة وتکوين المعاني.  مثال على ذلک، قد يدل أنماط تساقط أوراق الأشجار على تنوع فصول السنة. وينشأ هذا الادراک للأنماط من خلال مثيرات بصرية وسمعية ولمسية وشمية متعددة. ويعتبر الضعف في شبکة الإدراک مؤديا إلى صعوبة التعرف على الأنماط؛ ولذلک يواجه الأطفال الذين يعانون من الديسليکسيا صعوبة في التعرف على الأنماط في الکلمات المکتوبة أمامهم.

- الشبکة الإنفعالية Effective Network: وتقع هذه الشبکة في الجهاز النطاقي وهو الجزء المسؤول عن الانفعالات ، وهو الذي يؤثر في فهم الفرد للعالم.ويؤدي تلف هذه المنطقة إلى وجود اضطرابات أو نقص في القدرة على  ترتيب الأولويات واختيار الأشياء الأکثر قيمة والترکيز على المهمة.

- الشبکة الاستراتيجية Strategic Network : وتقع في الجزء الأمامي من المخ ، حيث أنها تتولى الوظائف التنفيذية التي تمکن الفرد من التنظيم و التخطيط وتنفيذ المهام. وقد يسبب تلف هذه المنطقة أثر سلبي على قدرة الفرد على تخطيط وتنفيذ مهام متعددة وتعتبر مهمة جدا في الأنشطة الاستقصائية في التدريس.(مهدي،2017)

وحتى يتم التعلم بطريقة أفضل يجب مراعاة وظائف و خصائص الدماغ المختلفة حتى يتم اکتساب المعرفة بأفضل الطرق وأيسرها، لذلک؛ تم اقتراح نموذج التصميم الشامل والذي يرکز على التعلم من خلال ثلاثة مبادئ رئيسية و هي:

- أولا: العرض بطرق متعددة ( ماذا نتعلم؟) :

التنوع في طرق العرض وقد يتم من خلال مقاطع الفيديو والنص الصوتي کذلک المخططات کإطار عمل لـتفسير المحتوى. يتيح ذلک للمعلمين دعم وصول الطلاب إلى المحتوى عبر المنهج وقد يستخدم المعلم وسائل متعددة ومتنوعة بما في ذلک الصور والفيديو والرسوم المتحرکة . بالإضافة إلى ذلک ، قد يتم تضمين أسئلة لتنشيط المعرفة السابقة للطلاب بالتفکير التناسبي في الدرس لمساعدة الطلاب على إجراء ربط مع المفاهيم ذات الصلة والمتقنة بالفعل. يمکن للمدرس أن يجعل الروابط بين رموز الرياضيات والتمثيلات والنص المکتوب أکثر وضوحًا من خلال العروض التوضيحية الصوتية والمرئية والتفاعلية المصممة بعناية.

- ثانيا: الاندماج بطرق متعددة (لماذا نتعلم؟) : تتضمن المشارکة تحفيز اهتمام الطلاب وتحفيزهم على التعلم من خلال التدريس الإبداعي والعملي والهادف. يوفر المعلم وسائل متعددة للتفاعل لجذب اهتمام الطلاب والحفاظ على تفاعلهم مع المحتوى. في حيث يمکن أن يقوم المعلم بتضمين أنشطة تعليم الأقران مثل مراجعة وصفات الطهي لعدد متنوع من الحصص وإنشاء جدول نسبة لکل عدد من الحصص.

- ثالثا: الاستجابة بطرق متعددة ( کيف نتعلم؟) : يمکن تعريفها على أنها طرق اتصال بديلة للطلاب للتواصل أو إظهار تعلمهم. بدلاً من استخدام الأشکال التقليدية للتقييم مثل الاختبارات المکتوبة بالقلم الرصاص والورق ، قد يسمح مدرس المرحلة المتوسطة للطلاب بإثبات التعلم من خلال المقابلات أو عن طريق إنشاء وسائل ومشکلات قصة جديدة. عندما يقوم المعلمون بزيادة عدد وتنوع خيارات المشارکة وأشکال التقييم للطلاب ، يستفيد کل من المعلمين والطلاب. (Courey, Tappe, Siker & LePage ,2013).

السؤال الثالث: ماهي تطبيقات التصميم الشامل للتعلم في فصول التعليم العام؟

إن استخدام التصميم الشامل للتعلم في إعداد مناهج التعليم العام هو المتطلب الأساسي حتى يستفيد المتواجدين في الفصل من ذوي التحصيل المنخفض سواء کانوا من ذوي الإعاقة  أو غيرهم. إن تطبيقات التصميم الشامل للتعلم، يجب أن تکون ذات جدوى مع طلاب التعليم العام ابتداء، وهناک عدد من الدراسات تناولت استخدام هذا التصميم في فصول التعليم العام.

حيث قام سميث وآخرون Smith at el (2020) بدراسة هدفت إلى التحقق من أثر استراتيجية الکتابة الفعالة باستخدام التقنية على کتابة الطلاب على مستوى الفصل مع مراعاة مبادئ التصميم الشامل للتعلم وقاعدة التکامل الأکاديمي في التعليم العام. وقد تم استخدام استراتيجية التنظيم الذاتي مع أدوات تقنية وهما منظم الرسوم التفاعلية ومتوقع الکلمات في فصل اللغة الإنجليزية على مدى سنة کاملة للتحقق من النمو الأکاديمي للطلاب. شارک في هذه الدراسة (75) طالب وطالبة من المرحلة المتوسطة معظمهم من طلاب التعليم العام ونسبة (30%) تقريبا من ذوي الإعاقة موزعين على صعوبات التعلم واضطراب فرط الحرکة وتشتت الانتباه والإعاقة العقلية والصحية الأخرى من أحد مدارس الضواحي الحضرية في الوسط الغربي بالولايات المتحدة الأمريکية. تمت مراقبة تطور التلاميذ في الکتابة من خلال إجراء قياس لمدة ثلاث مرات خلال السنة في الخريف والربيع والشتاء. وکان الترکيز خلال الدراسة لتحديد ما إذا کان استخدام أحد الاستراتيجيات في الکتابة مع اثنين من أدوات التقنية له تأثير على إيجابي على مستوى تحصيل الطلاب في الکتابة. وکان القياس يرکز على مخرجات الکتابة لدى الطلاب من خلال عدد الکلمات، عدد الکلمات المکتوبة بطريقة صحيحة التسلسل الکتابي الصحيح. وقد أظهرت النتائج وجود تطور ملحوظ في مخرجات الکتابة بشکل متزايد خلال الأوقات الثلاثة للقياس خلال السنة.

وفي نفس الإطار قام المؤمن Almumen (2020) بإجراء دراسة نوعية تهدف إلى التعرف على أثر استخدام التصميم الشامل للتعلم في أحد فصول الدمج الشامل في الکويت التي تحتوي على طلاب التعليم العام والطلاب ذوي الإعاقة. وقد کانت الدراسة تهتم بمعرفة أثر استخدام هذا التصميم في عملية التعلم والحصول على المعرفة لهؤلاء الطلاب. وقد شارک في هذه الدراسة خمسة من المعلمين، حيث قام الباحث بإجراء (25) ملاحظة لقيادة البيانات الأساسية لهذه الدراسة. وقد تم القيام بإجراء مقابلات مع المعلمين لدعم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة والتي کشفت أن استخدام التصميم الشامل للتعلم يمکن أن يساهم بشکل فعال في اندماج جميع الطلاب في أنشطة الفصل سواء کانوا من طلاب التعليم العام أم من ذوي الإعاقة. کما أشارت النتائج إلى أن المعلمين لديهم المعرفة الأساسية عن التصميم الشامل للتعلم؛ لکنهم بحاجة إلى تدريب وممارسة أکثر لکي يتمکنوا من تلبية احتياجات جميع طلاب التعليم العام وکذلک ذوي الإعاقة.

وتعتبر التقنية وتطبيقات الحاسب في الأجهزة المختلفة من أکثر الأدوات التي يمکن استخدامها في تطبيقات التصميم الشامل للتعلم نظرا لکثرة وفاعلية الخيارات التي تقدمها،حيث هدفت دراسة قام بها کل من کازورسکي وآخرون (2019)  Kaczorowski et al لاستکشاف أساليب مراعاة التنوع بين المتعلمين من خلال الوسائط المتعددة المختلفة أثناء تدريس الرياضيات الأساسية. شارک في الدراسة (19) طالب وطالبة من الصف الرابع الابتدائي في أحد مدارس التعليم العام في الشمال الشرقي بالولايات المتحدة الأمريکية.  وقد اتبعت الدراسة منهج تصاميم الحالة الواحدة في جمع البيانات وتفسير النتائج. ويقوم برنامج التدخل على استخدام برنامج (eworkbook) وهو برنامج يستخدم عبر الجوال يتضمن تدريبات الوسائط المتعددة لمساعدة الطلاب على تعلم مهارات الضرب والقسمة. وقد أظهرت نتائج الدراسة إمکانية استفادة الطلاب ذوي صعوبات التعلم وغيرهم  بشکل إيجابي من الوسائط المتعددة في إدراک مفاهيم الرياضيات والتعبير عنها. کما تقدم الدراسة الحالية الأدلة على أن التقنيات المماثلة            لـ eWorkbook لديها القدرة على دعم المعلم عندما يقوم بتطبيق الممارسات القائمة على الأدلة ويراعي .(Kaczorowski, et al., 2019) التعليمات الأساسية

يمکن اعتبار توجهات المعلمين نحو ممارسة ما أو أسلوب معين من أهم الدوافع والتي تضمن نجاح الممارسة في الفصول الدراسية، وقد قـام کانـتر وآخرون Canter at el. (2017) بتطبيق دراسة هدفت لاکتشاف أثر برنامج تطويري مهني على توجهات ومفاهيم وتطبيقات المعلمين لمبادئ وممارسات التصميم الشامل للتعلم في فصولهم الدراسية. اعتمدت هذه           الدراسة على المنهج المختلط في تفسير النتائج وجمع البيانات، حيث تم استخدام الاستبيان والملاحظة المباشرة والمقابلات کأدوات رئيسية في الدراسة. وقد خضع جميع المشارکين        في الدراسة من المعلمين لثلاثة مراحل محددة تألفت من تطبيق الاستبيان وتحديد الخط             القاعدي أثناء استخدام التقنية وأخيرا ورش عمل ودورات تطويرية مهنية.أظهرت النتائج وجود تغير إيجابي في آداء المعلمين بعد تعرضهم للدورات التطويرية حول التصميم الشامل للتعلم. کما  بينت النتائج أن وجود معلم مساعد بجوار المعلم الرئيسي في فصول التعليم الشامل          يجعل تطبيق الممارسات الجديـــــدة أکثر سـهولة. کما بينت نتائج الدراسة بشــکل عام أن             استخدام مبادئ التصميم الشامل للتعلم مع التقنية بشـــکل فعال بالإضـافة إلى وجود الدعم والــتدريب المطــــلوب أثناء التنفيذ يؤدي إلى ممارسات تعليمية شاملة لجمـــيع المتــــعلمين وفي مختـلف البيئات.

وفي سياق متوافق مع المرونة التي يتسم بها التصميم الشامل للتعلم، قام مهدي (2017) بتطبيق دراسة هدفت إلى التعرف على فاعلية برمجية الهاتف النقال في مادة العلوم والقائمة على التصميم الشامل للتعلم في تنمية القدرات المعرفية وتقدير الذات والتحصيل العلمي لدي طلاب الفصول ذات المستويات المتفاوتة. و قد تم تطبيق الدراسة بمدينة الجوف بالمملکة العربية السعودية ، حيث شملت الدراسة على (168) من طلاب الصف الثاني متوسط و تشمل العينة جميع الطلاب المتأخرين دراسيا وذوي الآداء المتوسط والمتفوقين. وقد أشارت نتائج الدراسة  إلى أن برمجية الهاتف النقال التي تعتمد على التصميم الشامل ذات جدوى في تنمية القدرات المعرفية وتقدير الذات والتحصيل العلمي لدي طلاب الصف الثاني متوسط. کما بينت النتائج أن تجربة الهاتف النقال أتاحت فرصاً متساوية للجميع للتعلم عن طريق إزالة کافة العوائق التي قد تواجه هؤلاء التلاميذ. وقد أوضحت النتائج أن التقنية المستخدمة  ساعدت التلاميذ علي الوصول إلي مستويات إنجاز مرتفعة.)مهدى،2017)

قد تکون هناک أســاليب تتميز بالمرونة التي تتوافق مع تطبيــقات التصميم          الشامل للتعلم مثل؛ الدراسة عبر الانترنت ، نجدها في الدراسة التي قام بها دالي وآخرون(Daley et al., 2016)  للتعرف على أثر التقنية في تحسين استخدام الدعم المتوفر في بيئة التعلم عبر الإنترنت.  و قد رکز تساؤل الدراسة حول قدرة الطلاب على تحليل البيانات المعقدة بطريقة صحيحة أثناء تعلمهم في بيئة علمية عبر الإنترنت، وقد شملت عينة الدراسة على (126) طالب و طالبة من المرحلة المتوسطة (12) منهم من ذوي الإعاقة من أحد مدارس التعليم العام في الجنوب الغربي بالولايات المتحدة الأمريکية.

    تم تعريض الطلاب لخبرة التعلم عبر الإنترنت لوحدة الکيمياء في المنهج الدراسي والتي            کانت تدور حول " کيفية شم الأشياء من مسافة". أظهرت النتائج قدرة التلاميذ على فهم الدروس المقدمة عبر الإنترنت باستخدام أسس التصميم الشامل للتعلم من حيث، صعوبة المفاهيم والمساعدة التي يحتاجونها و کذلک جودة الآداء.

وفي دراسة أخرى هدف بالرين (Pellerin, 2013)إلى التحقق من أثر استخدام التقنية الرقمية في دعم ممارسات التعليم الشامل في فصول تدريس اللغة الفرنسية لغير الناطقين بها، وقد استندت الدراسة على منهجية البحث النوعي التفسيري، حيث  تستخدم البحث التطبيقي التعاوني لإجراء تحقيق منهجي في کيفية استخدام التقنيات الرقمية في دعم التعليم المتمايز لتلبية احتياجات جميع التلاميذ في فصول تدريس اللغة الفرنسية. وقد شملت عينة الدراسة على (12) معلم في برنامج اللغة الفرنسية مع طلابهم من الصف الأول إلى الصف الرابع ابتدائي من مدرستين مختلفتين.خلص الباحث إلى أن استخدام التکنولوجيا ساعد المعلمين بتقديم عروض متعددة للمحتوى الذي يدعم الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين. کما وضحت النتائج أن نهج الإدماج الإلکتروني يعزز استخدام التقنيات الرقمية لدعم وتعزيز التعلم ليس فقط للطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم ، ولکن لجميع التلاميذ في کل فصل دراسي، کما يشجع نهج الإدماج الإلکتروني أيضًا تبني ممارسات تعليمية شاملة تستند إلى مبادئ التصميم العامة المحددة في التصميم الشامل للتعلم التي تدعم التعلم لجميع المتعلمين .


الخاتمة

إن التعليم الشامل هو هدف عالمي تطمح إليه الکثير من الدول المتقدمة سعيا في تقديم الخدمات العادلة لجميع الطلاب مهما کانت قدراتهم وإمکاناتهم وإزالة الحواجز لمساعدتهم على الوصول للمنهج العام. ويعتبر التصميم الشامل للتعلم من أبرز الممارسات التي تساهم بشکل کبير في تمکين جميع الطلاب من المنهج العام. ويظهر ذلک جليا من خلال الدراسات التي تناولت هذا الموضوع منذ وقت ليس بالقصير. وقد تم مراجعة عدد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، حيث تم استعراض الدراسات التي تناولت استخدام التصميم الشامل للتعلم مع طلاب التعليم العام و کذلک ذوي الإعاقة و خصوصا الطلاب ذوي صعوبات التعلم من حيث إن احتمالية تواجدهم کبيرة في الصف الدراسي.

وقد أظهرت عدد من الدراسات بشکل واضح الأثر الإيجابي لاستخدام التصميم  الشامل للتعلم في الفصل العادي. ومن الملاحظ في بعض الدراسات مثل دراسة سميث وآخرون Smith at el (2020) أنها تتناول تطبيق التصميم الشامل للتعلم مع الطلاب ذوي الإعاقة وأقرانهم العاديين في آن واحد، وهذا يدل على حرص الباحثين على أهمية تمکين الجميع من المنهج العام بغض النظر عن إمکاناتهم و الفروق الفردية بينهم. کما دعمت عدد من الدراسات وجود فائدة واضحة في استخدام التصميم الشامل للتعلم مع ذوي صعوبات التعلم مثل دراسة مهدي (2017) التي دعمت استخدام التقنية في تنمية القدرات المعرفية والتحصيل العلمي

ودراسة کازورسکي وآخرون (2019)  Kaczorowski et al  عن الأثر الإيجابي لاستخدام التقنية أثناء التدريس.

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أولا: المراجع العربية:

أبونيان، إبراهيم بن سعد. (2014). دور القانون في ضمان جودة خدمات التربية الخاصة و الخدمات المساندة : أمريکا نموذجا، وبعض الأمثلة العالمية. مجلة التربية الخاصة والتأهيلمج 1ع 4, 1–35.

أبونيان، إبراهيم بن سعد. (2018). صعوبات التعلم: طرق التدريس والاستراتيجيات       

     المعرفية. الناشر الدولي للنشر والتوزيع.

السالم، ماجد عبد الرحمن عبد العزيز. (2016). زيادة الکفاية التدريسية لدى معلمي                             الصم وضعاف السمع من   خلال مبادئ التصميم الشامل للتعلم= Increasing Teaching Competency for Teachers of Students Who Are Deaf and Hard of Hearing through the Principles of Universal Design for Learning. International Interdisciplinary Journal of Education1(1), 1-30

القريني، ترکي و السالم، ماجد. (2018). الإطار المرجعي للوصول إلى المنهج العام للتلاميذ ذوي الإعاقة في دول الخليج العربي. مرکز الملک سلمان لأبحاث الإعاقة. الرياض

الوابلي، عبد الله بن محمد و القريني، ترکي بن عبد الله. (2017). مستوى الحاجة إلى   المعلم المساعد للعمل في معاهد وبرامج التربية الخاصة من منظور المعلمين في المملکة العربية السعودية. مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة الشارقة، 14(2)،1-40.

مجلس الأطفال غير العاديين. (2012).   ما يجب أن يعرفه کل معلمي التربية   الخاصة/الأخلاقيات والمعايير والمبادئ التوجيهية (علي هوساوي، مترجم). جامعة الملک سعود.(نشر العمل الأصلي 2009)

مهدي، ياسر سيد حسن. (2017). برمجية هاتف نقال في العلوم قائمة على التصميم            الشامل لتنمية القدرات المعرفية وتقدير الذات والتحصيل العلمي               لدى تلاميذ الفصول متعددة المستويات بالمملکة العربية السعودية.  المجلة المصرية للتربية العلمية: الجمعية المصرية للتربية العلمية، مج20, ع1 ، 51 - 110. مسترجع من

http://search.mandumah.com.sdl.idm.oclc.org/Record/795861

وزارة التعليم (2017). أدلة التعليم الشامل في المملکة العربية السعودية: الدليل التطبيقي. شرکة تطوير للخدمات التعليمية.(بدون رقم نشر)

وزارة التعليم (2017). أدلة التعليم الشامل في المملکة العربية السعودية: الدليل التنظيمي          للتربية الخاصة:الاصدار الأول. شرکة تطوير للخدمات التعليمية.             (بدون رقم نشر)

 

ثانيا: المراجع الأجنبية:

Almumen, H. A. (2020). Universal Design for Learning (UDL) Across Cultures: The Application of UDL in Kuwaiti Inclusive Classrooms. SAGE Open.

https://doi.org/10.1177/2158244020969674

Alquraini, T., & Gut, D. (2012). Critical components of successful inclusion of students with severe disabilities: Literature review. International journal of special education, 27(1), 42-59.

Canter, L. L. S., King, L. H., Williams, J. B., Metcalf, D., & Potts, K. R. M. (2017). Evaluating pedagogy and practice of universal design for learning in public schools. Exceptionality Education International, 27(1).‏

‏‏ ‏‏ Cook, S. C., & Rao, K. (2018). Systematically applying UDL to effective practices for students with learning disabilities. Learning disability quarterly, 41(3), 179-191.

Courey, S. J., Tappe, P., Siker, J., & LePage, P. (2013). Improved Lesson Planning with Universal Design for Learning (UDL). Teacher Education and Special Education, 36(1), 7–27.

https://doi.org/10.1177/0888406412446178

Daley, S. G., Hillaire, G., & Sutherland, L. M. (2016). Beyond performance data: Improving student help seeking by collecting and displaying influential data in an online middle‐school science curriculum. British Journal of Educational Technology, 47(1), 121-134.‏

Kaczorowski, T. L., Hashey, A. I., & Di Cesare, D. M. (2019). An exploration of multimedia supports for diverse learners during core math instruction. Journal of Special Education Technology, 34(1), 41-54.‏

Kwon, H. (2005). Inclusion in South Korea: The current situation and future directions. International Journal of Disability, Development and Education, 52(1), 59-68.‏

Pellerin, M. (2013). E-inclusion in early French immersion classrooms: Using digital technologies to support inclusive practices that meet the needs of all learners. Canadian Journal of Education, 36(1), 44.‏

Rao, K., & Meo, G. (2016). Using universal design for learning to design standards-based lessons. Sage Open, 6(4), 2158244016680688.‏

Smith, S. J., Lowrey, K. A., Rowland, A. L., & Frey, B. (2020). Effective Technology Supported Writing Strategies for Learners With Disabilities. Inclusion, 8(1), 58-73.

 

 

 

 

 

 

 

 

أولا: المراجع العربية:
أبونيان، إبراهيم بن سعد. (2014). دور القانون في ضمان جودة خدمات التربية الخاصة و الخدمات المساندة : أمريکا نموذجا، وبعض الأمثلة العالمية. مجلة التربية الخاصة والتأهيلمج 1ع 4, 1–35.
أبونيان، إبراهيم بن سعد. (2018). صعوبات التعلم: طرق التدريس والاستراتيجيات       
     المعرفية. الناشر الدولي للنشر والتوزيع.
السالم، ماجد عبد الرحمن عبد العزيز. (2016). زيادة الکفاية التدريسية لدى معلمي                             الصم وضعاف السمع من   خلال مبادئ التصميم الشامل للتعلم= Increasing Teaching Competency for Teachers of Students Who Are Deaf and Hard of Hearing through the Principles of Universal Design for Learning. International Interdisciplinary Journal of Education1(1), 1-30
القريني، ترکي و السالم، ماجد. (2018). الإطار المرجعي للوصول إلى المنهج العام للتلاميذ ذوي الإعاقة في دول الخليج العربي. مرکز الملک سلمان لأبحاث الإعاقة. الرياض
الوابلي، عبد الله بن محمد و القريني، ترکي بن عبد الله. (2017). مستوى الحاجة إلى   المعلم المساعد للعمل في معاهد وبرامج التربية الخاصة من منظور المعلمين في المملکة العربية السعودية. مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة الشارقة، 14(2)،1-40.
مجلس الأطفال غير العاديين. (2012).   ما يجب أن يعرفه کل معلمي التربية   الخاصة/الأخلاقيات والمعايير والمبادئ التوجيهية (علي هوساوي، مترجم). جامعة الملک سعود.(نشر العمل الأصلي 2009)
مهدي، ياسر سيد حسن. (2017). برمجية هاتف نقال في العلوم قائمة على التصميم            الشامل لتنمية القدرات المعرفية وتقدير الذات والتحصيل العلمي               لدى تلاميذ الفصول متعددة المستويات بالمملکة العربية السعودية.  المجلة المصرية للتربية العلمية: الجمعية المصرية للتربية العلمية، مج20, ع1 ، 51 - 110. مسترجع من
وزارة التعليم (2017). أدلة التعليم الشامل في المملکة العربية السعودية: الدليل التطبيقي. شرکة تطوير للخدمات التعليمية.(بدون رقم نشر)
وزارة التعليم (2017). أدلة التعليم الشامل في المملکة العربية السعودية: الدليل التنظيمي          للتربية الخاصة:الاصدار الأول. شرکة تطوير للخدمات التعليمية.             (بدون رقم نشر)
 
ثانيا: المراجع الأجنبية:
Almumen, H. A. (2020). Universal Design for Learning (UDL) Across Cultures: The Application of UDL in Kuwaiti Inclusive Classrooms. SAGE Open.
Alquraini, T., & Gut, D. (2012). Critical components of successful inclusion of students with severe disabilities: Literature review. International journal of special education, 27(1), 42-59.
Canter, L. L. S., King, L. H., Williams, J. B., Metcalf, D., & Potts, K. R. M. (2017). Evaluating pedagogy and practice of universal design for learning in public schools. Exceptionality Education International, 27(1).‏
‏‏ ‏‏ Cook, S. C., & Rao, K. (2018). Systematically applying UDL to effective practices for students with learning disabilities. Learning disability quarterly, 41(3), 179-191.
Courey, S. J., Tappe, P., Siker, J., & LePage, P. (2013). Improved Lesson Planning with Universal Design for Learning (UDL). Teacher Education and Special Education, 36(1), 7–27.
Daley, S. G., Hillaire, G., & Sutherland, L. M. (2016). Beyond performance data: Improving student help seeking by collecting and displaying influential data in an online middle‐school science curriculum. British Journal of Educational Technology, 47(1), 121-134.‏
Kaczorowski, T. L., Hashey, A. I., & Di Cesare, D. M. (2019). An exploration of multimedia supports for diverse learners during core math instruction. Journal of Special Education Technology, 34(1), 41-54.‏
Kwon, H. (2005). Inclusion in South Korea: The current situation and future directions. International Journal of Disability, Development and Education, 52(1), 59-68.‏
Pellerin, M. (2013). E-inclusion in early French immersion classrooms: Using digital technologies to support inclusive practices that meet the needs of all learners. Canadian Journal of Education, 36(1), 44.‏
Rao, K., & Meo, G. (2016). Using universal design for learning to design standards-based lessons. Sage Open, 6(4), 2158244016680688.‏
Smith, S. J., Lowrey, K. A., Rowland, A. L., & Frey, B. (2020). Effective Technology Supported Writing Strategies for Learners With Disabilities. Inclusion, 8(1), 58-73.