تصميم تصور مقترح لرعاية الطلبة الموهوبين في المملکة العربية السعودية "نموذج المستقبل"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراه في تربية الموهوبين مشرف تربوي بوزارة التعليم السعودية

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى إعداد تصور مقترح لرعاية الطلبة الموهوبين في المملکة العربية السعودية "نموذج المستقبل" في ضوء أهداف رؤية السعودية المستقبلية للتعليم. اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، حيث أنَّه يوفِّر بيانات عن واقع برامج رعاية الموهوبين، مع تفسير لهذه البيانات، وتحليلها وتنظيمها، باستخدام أسلوب السيناريو وذلک من خلال الاستفادة من الخبرات السابقة والسياقات والتداعيات والأطروحات والنماذج المستقبلية لاستشراف المستقبل، وکذلک الاطلاع على الأدب التربوي والعلمي الخاص بالبرامج المحلية والعالمية، وکذلک على البرامج المنفذة في الميدان التربوي والتعليمي لرعاية الموهوبين والسجلات المتعلقة بتنظيمات رعاية الطلبة الموهوبين. وقد تبين من خلال النتائج أن الرؤية السعودية تنظر إلى العنصر البشري على أنه أهم ثروة يملکها الوطن وتبين مدى تعزيز القيم الإسلامية والأخلاقية للطلبة، کذلک تبين الاهتمام بتوفير فرص تربوية ‏متنوعة وعادلة للطلبة الموهوبين، وذلک من خلال تأهيل وتدريب الطلبة الموهوبين ليکونوا مؤهلين لخدمة المجتمع مستقبلاً، وکذلک توفير برامج مبنية على حاجات ومتطلبات الطلبة الموهوبين. کما أن البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتکار بأنها تحتاج إلى توافر الکثير من المقومات الأساسية لرفع مستوى البيئة التعليمية ‏من خلال تجهيزات المرافق والمعامل والقاعات المتقدمة والأنشطة والمشاريع المرتبطة بالبيئة، وتبين أهمية استقطاب وجذب المواهب ذات القدرات العالية في البرامج، وکذلک الحال في عملية المحافظة والإبقاء على المواهب الجيدة وذلک لعدم توفير الحوافز المناسبة للحفاظ على هذه المواهب بأساليب محفزه حديثة. وتبين کذلک الحاجة لمشارکة القطاع الخاص في ما يتعلق بإنشاء مباني تعليمية أو مراکز خاصة للموهوبين أو تأمين بعض التجهيزات التي قد تدعم برامج الموهوبين، واتضح أيضاً أهمية وجود منظومة تقييم وتقويم جيدة.
     The study aims to present a model for gifted care in Saudi Arabia, "future model ". The model was built on the objectives of Saudi Arabia's future vision of education. The Study relied on the analytical descriptive approach in preparing this proposed model using the scenario method by taking advantage of previous experiences, contexts, implications, theses and future models, as well as access to educational and scientific publications on local and international programs and the programs implemented in the field of gifted and talented education, records and documents related to the care of gifted students organizations. Through the results, It was found through the results that the Saudi vision looks at the human element as the most important wealth owned by the nation and shows the extent to which Islamic and moral values ​​are strengthened for students, as well as the interest in providing diverse and fair educational opportunities for gifted students, through qualifying and training talented students to be qualified to serve society in the future As well as providing programs based on the needs and requirements of gifted students. In addition, the educational environment that stimulates creativity and innovation requires the availability of many basic elements to raise the level of the educational environment through the equipment of facilities, laboratories, advanced halls, activities and projects related to the environment. It also indicated the need for the participation of the private sector in terms of establishing educational buildings or special centers for the gifted or providing some equipment that might support gifted programs. The importance of having a good evaluation and evaluation system has also been evident.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

 

 

 

تصمیم تصور مقترح لرعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة

 "نموذج المستقبل"

 

 

د. سعید مشبب على القحطانی

دکتوراه  فی تربیة الموهوبین

مشرف تربوی بوزارة التعلیم السعودیة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تصمیم تصور مقترح لرعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة

 "نموذج المستقبل"

ملخص

هدفت هذه الدراسة إلى إعداد تصور مقترح لرعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة "نموذج المستقبل" فی ضوء أهداف رؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم. اعتمد البحث على المنهج الوصفی التحلیلی، حیث أنَّه یوفِّر بیانات عن واقع برامج رعایة الموهوبین، مع تفسیر لهذه البیانات، وتحلیلها وتنظیمها، باستخدام أسلوب السیناریو وذلک من خلال الاستفادة من الخبرات السابقة والسیاقات والتداعیات والأطروحات والنماذج المستقبلیة لاستشراف المستقبل، وکذلک الاطلاع على الأدب التربوی والعلمی الخاص بالبرامج المحلیة والعالمیة، وکذلک على البرامج المنفذة فی المیدان التربوی والتعلیمی لرعایة الموهوبین والسجلات المتعلقة بتنظیمات رعایة الطلبة الموهوبین. وقد تبین من خلال النتائج أن الرؤیة السعودیة تنظر إلى العنصر البشری على أنه أهم ثروة یملکها الوطن وتبین مدى تعزیز القیم الإسلامیة والأخلاقیة للطلبة، کذلک تبین الاهتمام بتوفیر فرص تربویة ‏متنوعة وعادلة للطلبة الموهوبین، وذلک من خلال تأهیل وتدریب الطلبة الموهوبین لیکونوا مؤهلین لخدمة المجتمع مستقبلاً، وکذلک توفیر برامج مبنیة على حاجات ومتطلبات الطلبة الموهوبین. کما أن البیئة التعلیمیة المحفزة للإبداع والابتکار بأنها تحتاج إلى توافر الکثیر من المقومات الأساسیة لرفع مستوى البیئة التعلیمیة ‏من خلال تجهیزات المرافق والمعامل والقاعات المتقدمة والأنشطة والمشاریع المرتبطة بالبیئة، وتبین أهمیة استقطاب وجذب المواهب ذات القدرات العالیة فی البرامج، وکذلک الحال فی عملیة المحافظة والإبقاء على المواهب الجیدة وذلک لعدم توفیر الحوافز المناسبة للحفاظ على هذه المواهب بأسالیب محفزه حدیثة. وتبین کذلک الحاجة لمشارکة القطاع الخاص فی ما یتعلق بإنشاء مبانی تعلیمیة أو مراکز خاصة للموهوبین أو تأمین بعض التجهیزات التی قد تدعم برامج الموهوبین، واتضح أیضاً أهمیة وجود منظومة تقییم وتقویم جیدة.

الکلمات الدالة: تصور مقترح، رعایة الطلبة الموهوبین، نموذج المستقبل.

Abstract

     The study aims to present a model for gifted care in Saudi Arabia, "future model ". The model was built on the objectives of Saudi Arabia's future vision of education. The Study relied on the analytical descriptive approach in preparing this proposed model using the scenario method by taking advantage of previous experiences, contexts, implications, theses and future models, as well as access to educational and scientific publications on local and international programs and the programs implemented in the field of gifted and talented education, records and documents related to the care of gifted students organizations. Through the results, It was found through the results that the Saudi vision looks at the human element as the most important wealth owned by the nation and shows the extent to which Islamic and moral values ​​are strengthened for students, as well as the interest in providing diverse and fair educational opportunities for gifted students, through qualifying and training talented students to be qualified to serve society in the future As well as providing programs based on the needs and requirements of gifted students. In addition, the educational environment that stimulates creativity and innovation requires the availability of many basic elements to raise the level of the educational environment through the equipment of facilities, laboratories, advanced halls, activities and projects related to the environment. It also indicated the need for the participation of the private sector in terms of establishing educational buildings or special centers for the gifted or providing some equipment that might support gifted programs. The importance of having a good evaluation and evaluation system has also been evident.

Key Words:, Model ,Care of Gifted Students, Future Model.

 

 

 

مقدمة:

      فی عصر المعرفة الحدیثة تظهر متطلبات ومعطیات جدیدة بشکل سریع ومتجدد وذلک نتیجة التقدم العلمی والتقنی والابتکاری فی کافة مجالات الحیاة وخاصة فی مجال التعلیم، مما یحتم الاستجابة لهذه المتغیرات والمعطیات المتجددة بإیجاد العقلیة المرنة المبتکرة التی تستطیع التعامل معها، والاستفادة من تلک المتغیرات وتطویعها لتطویر میدان التعلیم، لاسیما میدان تربیة ورعایة الموهوبین. فتعلیم الموهوبین یعتبر أهم المکونات الأساسیة لعملیة التنمیة، ونجاح التنمیة فی أی مجتمع من المجتمعات تعتمد بشکل عام على العقول الموهوبة وجودة النظام التعلیمی المقدم لهؤلاء الطلبة، ویأتی هذا الارتباط الوثیق کون الطلبة الموهوبین المحور الاساسی لعملیة التقدم والتنمیة فی کل المجالات المعرفیة والعملیة. وهناک اتفاق على وجوب تقدیم خدمات تناسب قدرات الطلبة الموهوبین وتلبی احتیاجاتهم (الجغیمان،2005؛ جروان، 2015؛ (Davis, Rimm & Siegle,2011. وقد حرصت حکومة المملکة العربیة السعودیة على تطویر وتحسین العملیة التعلیمیة فی مجال رعایة الموهوبین من خلال الرؤیة المستقبلیة للتعلیم من خلال وزارة التعلیم والمؤسسات الأهلیة والخاصة، لکون مجال رعایة الموهوبین أحد الأرکان الأساسیة فی عملیة التحول الوطنی لبناء مستقبل واعد على أیدی أبناءه وبناته الموهوبین.

     ومن هذا المبدأ فقد سعى هذا البحث إلى بناء تصور مقترح  یمثل نموذج علمی "نموذج المستقبل" حیث یمثل خارطة طریق علمیة عملیة؛ لإکمال الجهود المبذولة فی میدان رعایة الموهوبین بشکل علمی دقیق؛ یراعى فیها جمیع جوانب رعایة الموهوبین فی منظومة متکاملة لبرامج ومبادرات رعایة الطلبة الموهوبین فی ضوء رؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم. والتصور المقترح هو بمثابة تخطیط  مستقبلی مبنی على نتائج فعلیة میدانیة من خلال أدوات منهجیة کمیة أو کیفیة لبناء إطار فکری عام یتبناه فئات الباحثین أو التربویین (زین الدین، 2013). والرؤیة المستقبلیة هی النظرة البعیدة النافذة التی یستطیع من خلالها قائد المؤسسة أو مدیرها إلى تحقیق الأهداف المرسومة، أو هی توصیف عام لمستقبل المؤسسة التی تطمع الیه فی ضوء تحلیل البیئتین الخارجیة والداخلیة (محمد، 2011).

مشکلة البحث

   إن من أولویات التعلیم فی ضوء أهدافه المستقبلیة وخططه الاستراتیجیة أن یحصل الطلبة على فرص تعلیمیة وبرامج نوعیة، سواء من المؤسسات الحکومیة أو من المبادرات المقدمة من المؤسسات الأهلیة والخاصة، لکی یصل الطلبة إلى مستوى یستطیعون من خلاله التعرف على قدراتهم والمجالات الأکثر مناسبة لمیولهم واتجاهاتهم العلمیة والمهنیة. ومما یُجمع علیه المربون أن الطلبة الموهوبین یتمتعون بمجوعة من القدرات العقلیة والمهاریة التی یتفوقون بها عن أقرانهم، وقد تناول الباحثون الموهبة ورعایتها کأحد القضایا المهمة التی ترکز علیها الأنظمة التعلیمیة(Renzulli, 2010; Renzulli & Sytsma, 2008; Sternberg, 2005b; Sternberg & Grigorenko, 2004).       ومن هذا المبدأ یجب الاعتراف بحقهم فی الحصول على برامج تعلیمیة فی بیئة تعلیمیة متکاملة  واستراتیجیات تعلیمیة بمستوى عالی وفرص تدریبیة تحقق لهم الأهداف المنشودة فی جمیع المجالات.

أسئلة البحث

السؤال الأول: ما التصور المقترح (نموذج المستقبل) الداعم لمبادرات رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة لتحقیق أهداف الرؤیة المستقبلیة للتعلیم؟

السؤال الثانی: ما الاستراتیجیات التوجیهیة لرعایة الطلبة الموهوبین فی ضوء أهداف الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم؟

أهمیة البحث

تبرز أهمیة البحث الحالی فی أنه یتزامن مع رؤیة السعودیة 2030 التی تهدف إلى تحقیق أهداف الرؤیة التعلیمیة المستقبلیة والتی تعتبر عاملاً رئیساً فی العملیة التعلیمیة للطلبة الموهوبین؛ حیث تسعى إلى تمکین الفرص العادلة والمتکافئة للطلبة من خلال خدمات تعلیمیة ذات جودة عالیة فی بیئة محفزة للإبداع والابتکار، وبدعم من المؤسسات التعلیمیة الحکومیة والخاصة.

أهداف البحث

1- التعرف على التصور المقترح (نموذج المستقبل) لتفعیل مبادرات رعایة الموهوبین فی لتحقیق أهداف الرؤیة التعلیمیة المستقبلیة بالمملکة العربیة السعودیة.

2- بناء استراتیجیات التوجیهیة لرعایة الطلبة الموهوبین فی ضوء أهداف الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم.

حدود البحث

للبحث الحالی عدد من الحدود، وهی:

  • الحدود الموضوعیة: اقتصرت الدرایة على بناء نموذج علمی لرعایة الطلبة الموهوبین "نموذج المستقبل" یمثل خطوات إجرائیة متکاملة لتحقیق أهداف الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم.
  • حدود العیّنة: اعتمدت الورقة البحثیة على الاطلاع على الأدب التربوی والعلمی الخاص بنماذج البرامج المحلیة والعالمیة، وکذلک على البرامج المنفذة فی المیدان التربوی والتعلیمی لرعایة الموهوبین والسجلات والوثائق المتعلقة بتنظیمات رعایة الطلبة الموهوبین.
  • الحدود المکانیة: المملکة العربیة السعودیة.
  • الحدود الزمانیّة: نفِّذ هذا البحث فی العام 2020.

مصطلحات الدراسة

التصور المقترح:

تخطیط  مستقبلی مبنی على نتائج فعلیة میدانیة من خلال أدوات منهجیة کمیة أو کیفیة لبناء اطار فکری عام یتبناه فئات الباحثین أو التربویین (زین الدین، 2013).

الطالبة الموهوبین:

یُعرَّف الطلبة الموهوبین بأنهم الطلبة الذین یوجد لدیهم استعدادات وقدرات غیر عادیة، أو أداء متمیز عن بقیة أقرانهم فی مجال أو أکثر من المجالات التی یُقدّرها المجتمع، وبخاصة فی مجالات التفوق العقلی، والتفکیر الابتکاری، والتحصیل العلمی، والمهارات والقدرات الخاصة. ویحتاجون إلى رعایة تعلیمیة خاصة، قد لا تتوافر لهم بشکل متکامل فی برامج الدراسة العادیة (وزارة التعلیم، 2018).

رعایة الموهوبین:

تقدیم العون والتوجیه لکل من لدیة موهبة عل أن تکون تلک الرعایة متناسبة مع مجال الموهبة وخصائص الموهوب وإمکانات المجتمع والمؤسسة التعلیمیة (القریطی، 2005).

نموذج المستقبل:

حسب التعریف الإجرائی للبحث: منظومة متکاملة ذات مساق  متصل، تبدأ بالکشف عن القدرات العالیة فی الأداء، وتعمل المنظومة فی ضوء إدارة مواهب متمکنة، ومحتوى علمی بجودة عالیة، فی بیئة محفزة للإبداع والابتکار، بدعم من المؤسسات الحکومیة والخاصة، وتنتهی هذه المنظومة بالتقویم والتطویر المستمر.

منهجیة الدراسة

اعتمد البحث على المنهج الوصفی التحلیلی، حیث أنَّه یوفِّر بیانات عن واقع برامج رعایة الموهوبین، مع تفسیر لهذه البیانات، وتحلیلها وتنظیمها، باستخدام أسلوب السیناریو وذلک من خلال الاستفادة من الخبرات السابقة والسیاقات والتداعیات والأطروحات والنماذج المستقبلیة لاستشراف المستقبل، وکذلک الاطلاع على الأدب التربوی والعلمی الخاص بالبرامج المحلیة والعالمیة، وکذلک على البرامج المنفذة فی المیدان التربوی والتعلیمی لرعایة الموهوبین والسجلات المتعلقة بتنظیمات رعایة الطلبة الموهوبین.

النتائج

السؤال الأول: ما التصور المقترح (نموذج المستقبل) الداعم لمبادرات رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة لتحقیق أهداف الرؤیة المستقبلیة للتعلیم؟

     تم بناء نموذج علمی من إعداد الباحث، یرسم فیه أرکان وعناصر مستقبل الموهبة، وهذا النموذج عبارة عن تصور مقترح لتفعیل مبادرات رعایة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة فی ضوء الرؤیة المستقبلیة للتعلیم، وقد بُنی هذا النموذج على مرتکزات أساسیة، وهی:

أولاً: الخبرات المیدانیة فی مجال رعایة وتربیة الطلبة الموهوبین.

ثانیاً: الاطلاع على نماذج عالمیة ومحلیة فی مجال رعایة الموهوبین.

ثالثاً: تحلیل البیانات فیما یخص الأدبیات والبحوث السابقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1): یبین ملخص نموذج المستقبل لرعایة الطلبة الموهوبین

الرسالة:

یسعى التصور المقترح إلى المساهمة فی بناء نموذج رعایة متکاملة للطلبة الموهوبین ینسجم مع أهداف الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم، لتقدیم مبادرات ذات جودة عالیة، وقیمة نوعیة، تُصقل من خلالها المهارات والاستعدادات والقدرات لتکون مخرجات تعلیم وتدریب الطلبة الموهوبین ذات قیمة إبداعیة تبنی الوطن الطموح.

فلسفة التصور المقترح:

تنطلق الرؤیة التعلیمیة المستقبلیة من مبدأ أن التعلیم حق للجمیع، وتسعى لإیجاد بیئة تعلیمیة محفزة للإبداع والابتکار، ولذا فإنه من الواجب التکامل فی تجوید البنیة الحاضنة للطلبة الموهوبین فی جمیع مکونات رعایتهم وتنمیة قدراتهم من خلال توفیر الامکانات البشریة والمادیة ورفع مستوى التحفیز والدافعیة للإنجاز، للوصول إلى تحقیق طموحات الرؤیة المستقبلیة للتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة.

الأهداف العامة لبناء التصور المقترح لرعایة الطلبة الموهوبین:

1- أن یحصل الطلبة الموهوبین على فرص عادلة ومتکافئة من الخدمات التعلیمیة النوعیة من تدریب وتعلیم وتأهیل، یرتقی لمستوى إمکاناتهم وقدراتهم.

2- الاکتشاف والتعرف المبکر بأحدث الطرق والأسالیب العالمیة بأدوات متقدمة، وتحدید الاتجاهات والمیول فی المجالات الابداعیة الملائمة للطلبة الموهوبین.

3- التطویر والتأهیل المستمر لمدربی ومعلمی الطلبة الموهوبین لتنمیة وتلبیة حاجات الطلبة وفق استراتیجیات التعلم النشط الحدیثة.

4- رفع مستوى الإدارة والتنظیم القادرة على توفیر الامکانات، والدعم والتحفیز، وتذلیل الصعوبات بمهنیة عالیة وقیادة واعیة.

5- بناء منهاج ومحتوى علمی رصین یرفع مستوى المبادرات والبرامج المقدمة، ویحاکی التقدم العلمی فی جمیع المجالات على مستوى العالم.

6- توفیر بیئة تعلیمیة جاذبة ومحفزة للإبداع والابتکار فی مبانی تساعد على تنمیة قدرات الطلبة الموهوبین بأحدث التجهیزات التقنیة، والأدوات، والمرافق الملائمة.

7- بناء جسور التواصل بین مسؤولی التعلیم والقطاع الخاص لتفعیل عملیة الشراکة المجتمعیة، لیتم الدعم اللازم لمبادرات رعایة الطلبة الموهوبین.

8- الحاجة الماسة لتطویر أسالیب التوجیه والإرشاد من قبل أخصائیین مؤهلین لمواجهة مشکلات وحاجات الطلبة الموهوبین وتوجیههم التوجیه النفسی والأکادیمی والمهنی المناسب.

9- نشر الوعی اللازم فی المجتمع بشکل عام والأسرة بشکل خاص لمعرفة خصائص وسمات الطلبة الموهوبین، لضرورة التعامل معهم بأسالیب تربویة، وفهم طبیعتهم.

السؤال الثانی: ما الاستراتیجیات التوجیهیة لرعایة الطلبة الموهوبین فی ضوء أهداف الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم؟

     تم تحدید عدة أرکان أساسیة لمنظومة رعایة الطلبة الموهوبین، ولا یمکن تطویر وتکامل الرعایة المقدمة لهم إلى من خلال الاهتمام النوعی لهذه الأرکان؛ فبعد عملیة الکشف والتعرف یجدر تقدیم الخدمات التعلیمیة المتمیزة لمنظومة أرکان الرعایة للطلبة الموهوبین؛ وهی: قدرات الطلبة الموهوبین، إدارة المواهب، المحتوى العلمی، البیئة التعلیمیة المحفزة، الدعم من المجتمع والأسرة والإعلام والقطاع الخاص، وضع جمیع أرکان الرعایة بالموهوبین فی دائرة القیاس والتقویم، وقد تم بناء استراتیجیة توجیهیة لکل رکن من أرکان رعایة الطلبة الموهوبین:

أولاً: قدرات الطلبة الموهوبین

القدرات تولد مع الانسان وتختلف من إنسان إلى آخر، وعلى مستوى الإنسان فإن قدراته تختلف درجات استعداده بقوة وضعف من قدرة إلى أخرى.

فالقدرة لغویاً: القوة على الشیء والتمکن على فعله أو ترکه (البستانی، 1960). وتُعرف اصطلاحاً بأنها: قوة متوفرة فعلاً لدى الشخص، تمکنه من أداء فعل معین سواء کان نشاط عقلی أو حرکی، وسواء کانت هذه القوة تتوفر بالمران أو التربیة أو نتیجة لتوفر عوامل فطریة أو مکتسبة (السید، 1990). ویتضح أن القدرات تعنی إمکانیة الفرد الحالیة التی وصل إلیها بالفعل، سواء ذلک عن طریق نضجه، أو نموه، أو خبرته، أو تعلیمه، أو تدریبه على مزاولة نشاط ذهنی، أو حسی، أو حرکی فی مجال معین. وقد أکدت العدید من الدراسات والأبحاث أن تفسیر قدراتَ الموهوب تختلف باختلاف الرؤى والاتجاهات العلمیة المختلفة، فبعض هذه الدراسات استَخدمت مفهومَ الموهوب على أنه الذکی، والبعض منها أیضًا أشار إلى أنه یعنی المتفوق العقلی، فی ضوء ارتفاع التحصیل الدراسی، والبعض الآخر أشار إلى أنه یعنی التفکیر الإبداعی، أو أنه الشخص المفکِّر والمبدع، وأخرى ترى أن الموهوب الذی یملک الأداء العالی فی مهارات معینة، والبعض أشار أن الموهوب یملک قدرات وسمات شخصیة یمتلکها الفرد (الزیات، 2004).

  • استراتیجیات توجیهیة فی مجال رعایة قدرات الطلبة الموهوبین:
  1. تبصیر الطلبة الموهوبین بقدراتهم واستعداداتهم العقلیة، الابداعیة، التحصیلیة، المهاریة، والشخصیة، من قبل معلمیهم وتوجیهها التوجیه السلیم بما یتلاءم مع الاتجاهات المستقبلیة لتلک القدرات والامکانات.
  2. إعداد برامج إثرائیة حدیثة، تشبع حاجات الطلبة الموهوبین وتتواءم مع قدراتهم وتسهم فی رفع استعداداتهم فی مختلف المجالات.
  3. التشجیع المستمر ومنح الفرص الادلة التی تًظهر القدرات والامکانات بجودة عالیة.
  4. الاهتمام بجانب التقصی والاکتشاف وتوفیر أدواته.
  5. توسیع مدارک الطلبة الموهوبین فی مجالات مواهبهم وقدراتهم؛ لتوظیفها بطریقة سلیمة للوصول للأهداف.
  6. وقوف الخبراء والمعلمین وأولیاء الأمور جنباً إلى جنب لتفجیر طاقات المواهب الکامنة لدى الطلبة الموهوبین.
  7. الترغیب المستمر للطلبة الموهوبین فی مجالات مواهبهم وقدراتهم للاستمرار فی ممارستها وتطویرها.
  8. استخدام أسالیب تعلیمیة فعّالة ترکز على الحوار واستثارة الدافعیة للإبداع.
  9. التدریب المکثف والمستمر فی المهارات والفنون الابداعیة لدى الطلبة الموهوبین لصقل وتنمیة قدراتهم وامکاناتهم المهاریة.

10. إشراک الطلبة الموهوبین ذوی القدرات العالیة فی المسابقات المحلیة والدولیة والمعارض والتجارب العلمیة، لتحقیق واکساب الخبرات وبالتالی مخرجات ونواتج نوعیة.

  1. اتاحة الفرص للمشاریع الانتاجیة والاختراعات وتنمیتها وتوفیر الأدوات اللازمة.

 

ثانیاُ: إدارة المواهب

     لا شک أن تحقیق التکامل فی الجهود فی مبادرات رعایة الموهوبین، ومؤازرة الجهود المبذولة من کافة المؤسسات والجهات لتحقیق رؤیة التعلیم؛ لبناء جیل متعلم قادر على تحمل المسؤولیة واتخاذ القرارات مستقبلاً، یتطلب تطبیق استراتیجیات إدارة المواهب والتی تُعنى بعملیة جذب واستقطاب والمحافظة على الأشخاص الموهوبین، وهی عبارة عن سلسلة من الخطوات الرشیدة والمتمثلة بتحدید الموهبة، واستقطابها، ونشرها، وتطویرها (Uren and Samuel, 2007).

      توفر استراتیجیات إدارة المواهب الفرص التعلیمیة والبرامج النوعیة المناسبة، ورفع جودة المخرجات، وزیادة فاعلیة البحث العلمی، وتشجیع الإبداع والابتکار، والارتقاء بمهارات وقدرات الطلبة الموهوبین بما یحقق الهدف لتحسین استقطاب المعلمین والمعلمات واعدادهم وتأهیلهم وتطویرهم والمحافظة علیهم فی بیئة تعلیمیة محفزة للإبداع والابتکار، وفی ضل تعدد المبادرات والتسابق المتسارع لها لرعایة الموهوبین وتقدیم أفضل الخدمات، کان من المهم إدارة هذه المواهب والمبادرات وفق استراتیجیات إدارة المواهب العالمیة، ومنها:

 1- استقطاب المواهب؛ وتشمل السیاسات والممارسات التی من خلالها یتم تحدید الأفراد الموهوبین (Tarique & Schuler, 2012).

2– تنمیة المواهب؛ وتشمل تحدید الهویة، والتصمیم، والتقییم، وکذلک الدعم التنظیمی (Caravan & Carbery, 2012).

 3– الاحتفاظ بالمواهب؛ والعمل على المحافظة على الموهوبین واستبقائهم من خلال توفیر الظروف الملائمة لهم والحوافز المشجعة، وتشمل هذه الاستراتیجیة؛ اشراک المواهب، التطویر الوظیفی، التدریب  (Tarique & Schuler, 2012).

  • ·        استراتیجیات توجیهیة إداریة لاستقطاب المواهب من قیادات ومعلمین لتأهیلهم وتطویرهم:
  1. التأهیل والتدریب العالی المستوى للقیادات والمعلمین والمعلمات فی مجال رعایة الموهوبین فی أرقى الجامعات العالمیة، وعدم الاکتفاء بالدورات التدریبیة والندوات المقدمة.
  2. تمکین معلمی ومعلمات الطلبة الموهوبین وتعزیز دورهم ورسالتهم السامیة فی المجتمع، وتزویدهم بالمحفزات المادیة والمعنویة، فهم قادة المواهب البشریة التی تنهض بالوطن الطموح.
  3. الاستفادة من التجارب والخبرات الجنبیة ذات الأداء العالی لرفع مستوى الأداء المهنی للقیادات التعلیمیة ومدربی ومدربات برامج رعایة الموهوبین.
  4. توفیر المراجع والأبحاث العلمیة الحدیثة والأنشطة والأدوات والبرامج العالمیة للاسترشاد بها وتطبیقها فی میدان رعایة الموهوبین.
  5. إشراک القیادات التعلیمیة والمدربین والمعلمین والمعلمات فی البحوث التربویة العلمیة وتدریبهم على أسالیبها ووضع مسابقات إلزامیة بحوافز قیّمة تدعم هذا التوجه.
  6. استقطاب خریجی الجامعات السعودیة والاجنبیة من ذوی الشهادات العلیا الممیزین فی جمیع التخصصات التربویة والعلمیة.
  7. المحافظة على المواهب بالتحفیز والتطویر المستمر أثناء العمل فی مضمار رعایة الطلبة الموهوبین.
  8. التقویم المستمر لأداء العاملین فی میدان رعایة الموهوبین من قیادات تعلیمیة ومدربین ومدربات برامج الموهوبین، وتقدیم التغذیة الراجعة للاستفادة القصوى ما أمکن.
  9. إنشاء وحدة إرشادیة تُعنى بتقدیم أنشطة إرشادیة متنوعة لتلبیة الاحتیاجات النفسیة والاجتماعیة والأکادیمیة، من خلال أفراد متخصصین فی التوجیه والإرشاد.
  10. إجراء مزیداً من الأبحاث والدراسات التی تبحث فی مجال تطویر أداء العاملین فی مضمار الموهبة للوصول إلى تحقیق ما تطمح إلیه رؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم.

ثالثاً: المحتوى العلمی

     تتجه رؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم إلى تطویر قدرات الطلبة وذلک بتحدیث خبرات ومکونات المنهج لتسهم فی بناء الشخصیة المتکاملة، النفسیة، المعرفیة، المهاریة، الابداعیة، بحیث یقدم ذلک المنهج خبرات متمایزة ومشوقة وذات صله بحیاة الطلبة تتلاءم مع احتیاجاتهم و طموحاتهم، وزیادة حافزیة الطلبة وزیادة جاذبیة التعلّم من خلال المبادرات والبرامج التی تُسهم فی تلبیة احتیاجات المتعلم وبناء قدراته.

     یعتبر تصمیم  الوحدات التعلیمیة ومناهج الموهوبین من أهم الموضوعات التی تحظى بالعنایة والتأمل والتطویر المستمر لتتلاءم  وطبیعة قدرات واهتمامات الطلبة الموهوبین، لأنها تستدعی جهدًا ووقتًا ومصادر غنیة وتدریبًا عالیًا. وتقع مسؤولیة إعداد هذه المناهج على عاتق الخبراء والمعلمین والمتخصصین بشکل رئیسی. . وقد أشار (الزهیری، 2003) إلى وجود قصور فی مناهج الموهوبین والمتفوقین الحالیة لا تتناسب وقدرات الطلاب المتفوقین.

     وتُعد المناهج الدراسیة إحدى العوامل المهمة التی تسهم بشکل کبیر فی تنمیة المواهب والتفوق لدى الطلبة، فإذا کانت المناهج مصممة أساساً لمثل هذه الفئة، فأنها ستسهم فی إعدادهم بشکل جید، أما إذا کانت المناهج لم تصمم لتناسب قدرات واستعدادات هؤلاء الطلبة، فأنها ستسهم بشعورهم بالملل والضجر منها، لأنها تؤکد على حفظ المعلومات واستظهارها، ولا تتحدى الاستعدادات العالیة للموهوبین والمتفوقین، ولا تستثیر اهتماماتهم بدرجة کافیة، ولا تتسع احتیاجاتهم غیر العادیة إلى المعرفة الواسعة العمیقة (الشوک، وآخرون، 2010).

إن عملیة تخطیط المناهج من العملیات المعقدة فی تربیة وتعلیم الموهوبین، لعدم وجود منهاج موحد یلائم جمیع الطلاب، وإنما أفضل برنامج للطلبة الموهوبین هو ذلک البرنامج الذی یلبی احتیاجاتهم المختلفة واهتماماتهم المتنوعة (المعرفة، 2015).

  • استراتیجیات توجیهیة فی مجال المحتوى العلمی المقدم فی برامج رعایة الطلبة الموهوبین:
  1. 1.  دعم المنهج بخبرات جدیدة متمایزة تضاف لوحدات المنهج الأصلی فی عدد من المقررات، بحیث یتم تزوید الموهوبین بخبرات تعلیمیة غنیة فی موضوعات متنوعة، وتوسیع دائرة معرفة الطلبة بمواد علمیة أخرى لها علاقة بموضوعات المنهاج.
  2. 2.  مراعاة عملیة التنویع فی نماذج المنهج، باتخاذ أکثر من أنموذج عند تصمیم مناهج ومحتوى البرنامج أو المواد الدراسیة المختلفة.
  3. 3.  وضع الطلبة الموهوبین فی المواقف التعلیمیة بشکل عملی، بتضمین المنهج مواقف وأنشطة تستثیر ما لدى الموهوبین من قوى عقلیة وإبداعیة.
  4. الاهتمام بالبنیة التحتیة اللازمة لتنفیذ المنهج من معامل مجهزة ومکتبات والمشاغل وحاسوب والانترنت وقاعات ومصادر تعلّم.
  5. 5.  التطویر المستمر  للوحدات التعلیمیة للمنهج، بحیث یتم إعادة تقویمه وتطویره سنویا لیواکب التطورات المحلیة والعالمیة بمختلف المجالات.
  6. 6.  اشراک الطلبة الموهوبین فی المسابقات والبرامج التی یتم تصمیمها للتحفیز والتحدی؛ لتحدید مهارات وقدرات الطلبة الموهوبین للإنجاز، وتشمل مهارات التفکیر العلیا، وحل المشکلات المستقبلیة وکتابة المقالات وغیرها.

7. أن یکون المحتوى العلمی للمنهج مرن ومرتبط بالمجالات المعرفیة فی العلوم على اختلاف أنواعها مع ضرورة الربط فیما بینه، وتوظیفه بالشکل الذی یتیح الفرص للطلبة الموهوبین للمشارکة بإیجابیة فی عملیة التعلّم والتعلیم.

  1. 8.  تضمین منهج الموهوبین فی مشروعات إنتاجیة، وحلقات بحث، وزیارات أندیة علمیة، ودورات تدریبیة، لإکساب الطلبة الموهوبین الخبرات اللازمة لتطویر قدراتهم وفق اهتماماتهم.
  2. 9.  الاهتمام بغرف مصادر التعلّم وتحدیثها لتزوید الطلبة الموهوبین بخبرات متعمقة فی موضوعات ذات اهتمام شخصی، لیتسنى لهم التقصی والاکتشاف للوصول للمعلومة.

رابعاً: البیئة التعلیمیة المحفزة للإبداع والابتکار:

     لا شک بأنّ البیئة التعلیمیة تضمن الاستمراریة والفاعلیة وتصل بالطلبة إلى التمیّز فی التحصیل الأکادیمی والقدرات العالیة فی الأداء، وتوفر فرصاً قیادیة للطلبة من خلال الأنشطة الصفیة واللاصفیة التی تنبع من رؤیة مشترکة وأهداف تربویة، وهذا ما تسعى له رؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم.

وقد أشارت الدراسات بأنّ البیئة التعلیمیة لا تقتصر على الغرفة الصفیة فقط، وإنما تمتدّ خارج أسوار المدرسة وتخدم المجتمع المحلی، حیث أکدت الاتجاهات الحدیثة فی التربیة والتعلیم إلى جعل المتعلم محوراً للعملیة التعلیمیة واعتبار المؤسسات التعلیمیة بکافة عناصرها (المدرس، الاهداف التعلیمیة، المنهج الدراسی، طرائق وأسالیب التدریس، الوسائل التعلیمیة تعمل على تنبیه حواس المتعلم واستثارة تصوراته الذهنیة والوجدانیة وتعمل على تفاعله مع مکونات هذه البیئة، فیثمر عن ذلک تحصیل معرفی واداء مهاری قد ینتج عنه عملاً فنیاً مبتکراً أو إبداعیاً (المنشئ، 1984).

     وفی میدان رعایة الطلبة الموهوبین یجب توافر مبانی مدرسیة ذات طراز حدیث وبمواصفات عالیة المستوى والإمکانات، حیث یُعد المبنى المدرسی أحد أبرز العوامل الرئیسیة فی تطور وتقدم العملیة التعلیمیة والإبداع والابتکار فی أی دولة أو مؤسسة تعلیمیة، ولا یمکن لأی دولةٍ کانت أن تصبح من الدول المتقدمة والرائدة فی القطاع التعلیمی ومتبوئةً مکانةً مرموقةً بین الدول وتصبح أیضاً أنموذجاً یحتذى به فی المجال التعلیمی دون أن تملک مبانٍ مدرسیة نموذجیة تتوفر فیها الاحتیاجات الأساسیة للطلبة فی المجالات المعرفیة والوجدانیة والاجتماعیة والجسمیة والعقلیة والسیکولوجیة بما یؤدی فی النهایة إلى إنتاج مخرجات تعلیمیة إبداعیة. ویجب أن یتم بناء خطة قائمة على ما تصبو إلیة رؤیة السعودیة المستقبلیة ترتکز على إعادة النظر والتخطیط فی المشاریع المدرسیة والنظر فی تجربة شرکة أرامکو السعودیة وتجارب الدول المتقدمة والاستعانة بالخبرات المؤهلة لتکوین لجان التنفیذ بکل أمانة، واختیار شرکات نزیهة ذات کفاءة عالیة بالتنفیذ والانجاز.

  • استراتیجیات توجیهیة فی لتحسین البیئة التعلیمیة لرعایة الطلبة الموهوبین:

1- تطویر المبانی المدرسیة ومراکز الموهوبین وقاعات التدریب، بحیث تکون ملائمة لقدرات وإمکانات هؤلاء الطلبة؛ وذلک بتوفیر منظومة متکاملة من المرافق التعلیمیة والصحیة والنفسیة، مجهزة بمصادر للمعرفة وتکنولوجیا الاتصالات والمعلومات، والقاعات متعددة الأغراض لممارسة الأنشطة المختلفة.

2- أن تقدم البیئة التعلیمیة فرصاً عادلةً لتفاعل الطلبة الموهوبین مع أقرانهم فی مختلف الأعمار، مما یساعد الطلبة الموهوبین على إنتاج مشاریع علمیة وبحثیة مرتبطة بالبیئة التعلیمیة المتاحة الداعمة والمحفزة للإبداع والابتکار.

3- ضرورة أن ترکز البیئة التعلیمیة للطلة الموهوبین على تنمیة جوانب التحدی باستخدام التقنیات الحدیثة للبحث والتقصی والتعمق فی المعرفة والمهارات الابداعیة والابتکاریة.

4- أن تراعی البیئة التعلیمیة أسالیب الحوار والإقناع مع احترام الرأی الآخر وتهیئة الجو المناسب لذلک أثناء العملیة التعلیمیة والتدریب فی البرامج والمبادرات.

5- تطویر بیئة تعلیمیة تفاعلیة تهدف إلى زیادة نتائج التعلم لدى الطلبة الموهوبین إلى أقصى حد، من خلال تطبیق بیئات التعلیم الالکترونیة التفاعلیة المتنوعة التی تستخدم التقنیات داخل قاعات الدراسة وخارجها.

6- أن تساعد البیئة تعلیمیة تشجع التعلّم النشط المرتکز على تفاعل الطلبة والابتعاد عن التعلّم التقلیدی والروتینی داخل الصفوف.

8- بیئة تعلیمیة تجعل من الأنشطة رکناً أساسیاً فی عملیة التعلیم، تساعد الطلبة الموهوبین على اکتشاف مواهبهم وإطلاق قدراتهم.

خامساً: الدعم والشراکة المجتمعیة

     إن رعایة الموهوبین تتطلب تضافر کافة المؤسسات التربویة من المجتمع، بَدْءًا من الأسرة والمدرسة، وامتدادًا إلى کافة المؤسسات المَعْنِیة بعملیة التنشئة الاجتماعیة؛ کالمؤسسات الدینیة، والإعلامیة، والأندیة الریاضیة، والجمعیات، والمؤسسات الخاصة (معوض، 2013). فمن الصعب نجاح برامج ومبادرات رعایة الموهوبین بدون وقوف ومساندة هذه المقومات الداعمة بأسالیب وطرق تربویة ومادیة تعین على تحقیق أهداف برامج الموهوبین فی ضوء الرؤیة السعودیة المستقبلیة للتعلیم. فرعایة الأسرة تنعکس آثارها الإیجابیة على الطلبة الموهوبین، وتساعدهم على الأداء المتمیز، والفعال، کما تعمل على تطویر قدراتهم، وبناء مستویات عالیة من الطموح من خلال التشجیع والدعم النفسی والعلمی.

وکذلک المجتمع فهو الحاضن الذی یقضی فیه الطلبة الموهوبین حیاتَهم ویختلطون بجمیع الأطیاف، ویتعرضون للخبرات المنوعة، والتجارب الحیة، والعلاقات المختلفة، ویتأثرون به ویؤثرون فیه، ویکتسبون منه الاتجاهات والمیول، ویصنعون فیه قدراتهم ویطورونها، مما یشکل شخصیاتهم وثقافاتهم بالتفاعل فی هذا المجتمع.

     ومن الرکائز التی أصبحت ضرورة فی رعایة الموهوبین المؤسسات الإعلامیة فهی تنمی وعی الطلبة الموهوبین، وتزودهم بالمعرفة الحدیثة، ویسهم الإعلام فی إلقاء الضوء والتعریف بإنجازات الموهوبین من خلال اللقاءات العلمیة والمسابقات وعرض اختراعاتهم وابتکاراتهم، وإبراز الموهوبین إعلامیاً، مما جعل الإعلام وسیلة تحفیز ودعم لبرامج وأنشطة رعایة الموهوبین.

ومن جانب آخر فإن دعم القطاع الخاص للموهوبین فی البلاد محدود وقلیل جداً، ویسیر على استحیاء، وهو أمر یتعارض مع مسیرة التنمیة والتطویر والاستثمار فی المواهب عبر تبنی مشاریع الموهوبین وتقدیم الدعم المادی والمعنوی لهم کی یثروا الساحة الإبداعیة بابتکاراتهم.

  • ·        استراتیجیات توجیهیة تنمی دعم مؤسسات المجتمع لبرامج رعایة الطلبة الموهوبین:
  1. ضرورة تعاون أولیاء الأمور مع المدرسة عن طریق عقد اللقاءات مع معلمی ومعلمات الطلبة الموهوبین بشکل منتظم لتقدیم الرعایة الکافیة بدرایة کافیة عن القدرات والإمکانات التی تمتلکها تلک المواهب؛ وتوجیهها التوجیه السلیم.
  2. توفیر المناخ الآمن الملائم لتنمیة مواهب وقدرات الطلبة الموهوبین، فی الأسرة والمجتمع، والمدرسة، ومراکز الرعایة، مما ینعکس ذلک بإیجابیة على مستوى الأداء العالی والإنجاز.
  3.  ضرورة مساهم الإعلام بشکل إیجابی بالتعریف بالموهوبین ومؤسسات رعایتهم وجهد الدولة فی مجال هذه الرعایة وکذلک المؤسسات الأهلیة والخاصة الراعیة للموهبة؛ فحضور الإعلام یبرز الجهود فی تهیئة مناخ الإبداع والاختراع والابتکار.
  4. تفعیل دور الإعلام التربوی بالمدرسة ومراکز رعایة الموهوبین بإعداد نشرة دوریّة تربویة تتضمن إنتاج الموهوبین وأخبارهم ومنجزاتهم على مستوى المدرسة والمراکز والإدارة التعلیمیة.
  5. إقامة المعارض العلمیة والفنیة والأمسیات الأدبیة وغیرها من مختلف المواهب على مستوى المدرسة ومراکز رعایة الموهوبین والإدارة التعلیمیة ودعوة المسئولین وأولیاء الأمور للرفع من معنویات الطالب الموهوب وإبراز موهبته مجتمعیاً وإعلامیاً.
  6. تکوین لجان فی مجال اقتصادیات التعلیم فی کل منطقة تعلیمیة تُعنى بإقامة لقاءات دوریة بین رجال الأعمال ورجال التعلیم.
  7. إشراک المسؤولین من رجال الأعمال الفاعلین والمؤثرین فی رسم الخطط والسیاسات التعلیمیة فی مجال رعایة الموهوبین.
  8. إلزام الشرکات والمؤسسات الکبرى بإنشاء مبانی ومرافق تعلیمیة والاستفادة من تجربة شرکة أرامکو السعودیة فی هذا المجال.
  9. تشجیع القیادات التعلیمیة ومنسقی  ومدربی برامج الموهوبین على التواصل مع القطاع الخاص ودعوتهم إلى شراکة مجتمعیة.
  10. أن تحرص الجهات التعلیمیة على دراسة احتیاج القطاع الخاص للمواهب البشریة وتنفیذ برامج تأهیل وتدریب لهذه المواهب برعایة ودعم من شرکات ومؤسسات القطاع الخاص.
  11. أن یتبنى القطاع الخاص دعم إقامة المؤتمرات والملتقیات والمنتدیات العلمیة المتخصصة فی مجال رعایة الموهوبین لتبادل الخبرات والمستجدات العلمیة.
  12. مساهمة القطاع الخاص فی تنظیم المسابقات التی تهدف إلى الکشف عن الموهوبین فی مختلف المجالات ودعم هذه المسابقات بحوافز مجزیة.
  13. تأسیس ودعم مراکز الدراسات والبحوث العلمیة التی تهتم بمجال رعایة الموهوبین.
  14. توفیر منح دراسیة للطلبة الموهوبین فی مختلف التخصصات العلمیة ورعایة وتبنی تلک المواهب والمحافظة علیها.
  15. دعم وتبنی الاختراعات والابتکارات المقدمة من الطلبة الموهوبین لتعمیمیها والاستفادة منها وتشجیع الصناعات الوطنیة للوصول للعالمیة.

سادساً: التقویم

     یعتبر التقییم المستمر لبرامج تعلیم الموهوبین ضرورة علمیة، من أجل تلبیة الاحتیاجات المعرفیة والاجتماعیة والعاطفیة للطلبة الموهوبین؛ بهدف البحث عن جوانب القوة والتحدیات والصعوبات المختلفة، واقتراح توصیات لتحسین الخدمات المقدمة، وتشیر أفضل الممارسات فی مجال تعلیم الموهوبین، إلى ضرورة إخضاع برامج وخدمات الموهوبین لتقییم رسمی من خبراء خارجیین مختصین، کل خمس سنوات تقریباً (Landrum, Callahan, & Shaklee, 2001).

     والتقویم المعاصر فی معناه العام عملیة تقود إلى الحکم على قیمة أو مقدار شیء باستخدام مقیاس أو أکثر (Carless, 2015). حیث یتضمن الحصول على معلومات وإصدار حکم یحدد مستوى الجودة، واتخاذ القرار المناسب بتعزیز الإیجابیات وعلاج السلبیات ومتابعة التنفیذ ویتم هذا فی إطار مجموعة معاییر علمیة واجتماعیة، ومن هذا المنظور یعتبر التقویم بمثابة جهاز التحکم فی المنظومة التعلیمیة بکل جوانبها فهو المسؤول عن مسار العملیة التعلیمیة فی الاتجاه السلیم (خلیل، 2011).

     لقدأصبح التقویم عنصراً أساسیاً فی العملیة التعلیمیة والتعلمیة، حیث یرتکز نجاح البرامج والمبادرات من خلال التطویر والتجوید المستمر للأنظمة والأهداف والاجراءات للتحقق من فاعلیتها ومواکبتها للتقدم العلمی والوقوف على مدى تحقق الهداف المنشودة وتحقق نواتج التعلیم والتعلم بجودة عالیة.

  • استراتیجیات توجیهیة لعملیة التقویم فی برامج رعایة الطلبة الموهوبین:
  1. التخطیط لعملیة تقویم برامج رعایة الموهوبین وتحدید الغرض والهدف من عملیة التقویم والمجالات المراد قیاسها وتقویمها وفق معاییر واضحة ومعتمدة.
  2. مواکبة التطورات والتغیرات العلمیة فی مجال القیاس والتقویم، وتوظیف التقنیات والتکنولوجیا فی عملیة التقویم برامج رعایة الموهوبین
  3. تدریب قیادات ومعلمی ومعلمات الطلبة الموهوبین على أسالیب التقویم الحدیثة فی میدان رعایة وتربیة الموهوبین.
  4. مراعاة مبدأ العدالة فی التقویم واستشعار الرقابة الإلهیة والذاتیة فی جمیع مراحل تقویم مبادرات وبرامج رعایة الموهوبین.
  5. تفعیل التقویم القبلی والبنائی والختامی فی مبادرات وبرامج رعایة الموهوبین.
  6. تقدیم التغذیة الراجعة للطلبة الموهوبین فی مخرجات التعلیم والتعلّم.
  7. التعامل مع المشکلات العلمیة والفنیة والإداریة أثناء البرامج واقتراح الحلول لها.
  8. الاستفادة من نتائج التقویم وتوظیفها لمعالجة نقاط الضعف وإثراء نقاط القوة.
  9. بناء القرارات ومعالجة الأخطاء بعنایة وفق نتائج وتوصیات عملیة التقویم الختامیة لمبادرات وبرامج رعایة الموهوبین.

توصیات البحث:

  1. تفعیل تطبیق مبادرات رعایة الموهوبین وفق معاییر برامج تربیة الموهوبین الدولیة لضمان تحقیق أهداف الرؤیة السعودیة التعلیمیة للطلبة الموهوبین.
  2. تطویر مناهج التعلیم بحیث تشمل برامج إثرائیة نوعیة تُسهم فی جودة تعلیم الطلبة الموهوبین.
  3. تأسیس بنیة تحتیة لبیئة تعلیمیة بمستوى عالی تُعنى ببرامج رعایة الموهوبین وتعمیمها على مدارس المملکة بشکل عام.
  4. رفع مستوى وقدرات المعلمین والطلاب الموهوبین؛ بتأهیلهم بدروات تدریبیة مکثفة لضمان فاعلیة المبادرات والبرامج المقدمة.
  5. ضرورة الاستفادة من التجارب المحلیة والعربیة والعالمیة فی مجال برامج رعایة الموهوبین باستخدام أفضل الممارسات والاستراتیجیات التعلیمیة الحدیثة.
  6. إلزام مؤسسات وشرکات القطاع الخاص بتقدیم ودعم مبادرات رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة.

البحوث المقترحة:

1-  بحوث تقویمیة حدیثة لمبادرات رعایة الموهوبین فی مؤسسات أخرى بالمملکة وفق معاییر تربیة الموهوبین الدولیة.

2-  بحث اتجاهات الطلبة الموهوبین فی المملکة نحو البرامج العالمیة الحدیثة.

3-  بحث اتجاهات المعلمین والمعلمات فی المملکة نحو البرامج العالمیة الحدیثة.

4-  بحوث حول تحسین وتطویر رؤى وتصورات تفید فی تحقیق مبادرات نوعیة ذات جودة وأداء عالی

 

 

 

 

المراجع

المراجع العربیة:

البستانی، کرم. (1960). المنجد. ط1. دار المشرق، بیروت، لبنان.

الجغیمان، عبدالله (2005). البرنامج الإثرائی المدرسی. الریاض: مؤسسة الملک عبدالعزیز ورجالة 

     لرعایة الموهوبین.

القریطی، عبد المطلب. (2005). الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم. ط2 

     الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.

الزیات، فتحی. (2004). أثر اختلاف نوع التعلیم على تنمیة القدرات العقلیة لدى عینة من طلاب

     التعلیم العام والفنی. مجلة علم النفس المعرفی. العدد الأول. مصر.

الزهیری، إبراهیم عباس. (2003). تربیة المعاقین والموهوبین ونظم تعلمهم: إطار فلسفی وخبرات 

     عالمیة، دار الفکر العربی، القاهرة.

السید، فؤاد البهی. (1990). علم النفس العام. ط3. مکتبة الغریب: مصر.

الشوک، بلیغ؛ عبابنة، صالح؛ شعیب، محمد. (2010). مناهج تربیة الموهوبین والمتفوقین: المنهج

     الاثرائی أنموذجا. ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الوطنی لرعایة المتفوقین و الموهوبین. طرابلس،

     لیبیا.

المنشئ، أنیسة محمد. (1984). دینامیکیة التفاعل بین مراکز التقنیات التربویة والمؤسسات التعلیمیة

     ودورها فی تقنیة التعلم الذاتی. مجلة تکنولوجیا التعلیم، العدد14، الکویت.

خلیل ،محمد أبو الفـــتوح حامد (2011). التقـویم التربــــــوی بین الواقع والمـأمول، الریـــاض، مکتـبـة

     شقراء.

جروان، فتحی (2015). الموهبة والتفوق والإبداع. الأردن: دار الفکر للنشر والتوزیع.

زین الدین، محمد. (2013). أسالیب بناء التصور المقترح فی الرسائل العلمیة. کلیة التربیة، جامعة أم 

     القرى، مکة المکرمة، السعودیة.

محمد ، أحمد علی الحاج. (2011). التخطیط التربوی الاستراتیجی الفکر والتطبیق. عمان: دار المسیرة  

     للنشر والتوزیع.

معوض، موسى مجیب. (2013). دور الأسرة فی رعایة الأطفال الموهوبین. مقال، من الرابط    

     http://www.alukah.net/social/0/58513       

مجلة المعرفة. (2015). نماذج عالمیة... مــناهج الموهوبین تلبی قدراتهمالتعلیمیة وتزید من سرعة

     تعلمهم. مقال علمی، العدد 237، وزارة التعلیم، الریاض.

موقع وزارة التعلیم.(2018). من الرابط:

 https://www.moe.gov.sa/ar/Pages/vision2030.aspx

مجلة المعرفة. (2015). مــناهج الموهوبین تلبی قدراتهم التعلیمیة وتزید من سرعة تعلمهم. من

     الرابط: http://www.almarefh.

المراجع الأجنبیة

Davis,A., & Rimm, B. & Siegle, D. (2011). Education of the gifted and talented (6th ed.) Boston: Allyn & Bacon.

Grigorenko, E. L., Meier, E., Lipka, J., Mohatt, G., Yanez, E., & Sternberg, R. J. (2004). Academic and practical intelligence: A case study of the Yup’ik in Alaska. Learning and Individual Differences, 14, 183–207.

Reis, S. M. & Renzulli, J. S., (2010). Is there still a need for gifted education? An examination of current research. Learning and Individual Differences, 20(4), 308-317.

Renzulli, J.S. & Sytsma, R.E. (2008). Intelligences outside the normal curve: Co-cognitive traits that contribute to giftedness. In J. Plucker & C. Callahan (Eds.), Critical issues and practices in gifted education : What the research says (pp. 57-84). Waco, Tx: Prufrock Press Inc.

Carless, D. (2015). Excellence in University Assessment: Learning from award-winning Husman, J., & Shell, D. F. (2008). Beliefs and perceptions about the future: A measurement of future time perspective. Learning and Individual Differences, 18, 166-175.

Landrum, M. S., Callahan, C. M., & Shaklee, B. D. (Eds.). (2001). Aiming for excellence: Annotations to the NAGC pre-K-grade 12 gifted program standards. Waco, TX: Prufrock Press.

Sternberg, R. J. (2005b). The theory of successful intelligence. Interamerican Journal of Psychology, 39(2), 189−202.

Sternberg, R. J., & Grigorenko, E. L. (2004). Successful intelligence in the classroom. Theory Into Practice, 43(4), 274–280.

Uren L. and Samuel J. 2007, “From talent compliance to talent commitment”, Strategic HR, Review, Vol. 6, No. 3, PP 32-35.

Tarique, I., and Schuler, R. 2012. Global Talent Management Literature Review, Integrative, Framework, and Suggestions for Further Research. Journal of world business, 45(2): 1055- 196.

البستانی، کرم. (1960). المنجد. ط1. دار المشرق، بیروت، لبنان.
الجغیمان، عبدالله (2005). البرنامج الإثرائی المدرسی. الریاض: مؤسسة الملک عبدالعزیز ورجالة 
     لرعایة الموهوبین.
القریطی، عبد المطلب. (2005). الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم. ط2 
     الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.
الزیات، فتحی. (2004). أثر اختلاف نوع التعلیم على تنمیة القدرات العقلیة لدى عینة من طلاب
     التعلیم العام والفنی. مجلة علم النفس المعرفی. العدد الأول. مصر.
الزهیری، إبراهیم عباس. (2003). تربیة المعاقین والموهوبین ونظم تعلمهم: إطار فلسفی وخبرات 
     عالمیة، دار الفکر العربی، القاهرة.
السید، فؤاد البهی. (1990). علم النفس العام. ط3. مکتبة الغریب: مصر.
الشوک، بلیغ؛ عبابنة، صالح؛ شعیب، محمد. (2010). مناهج تربیة الموهوبین والمتفوقین: المنهج
     الاثرائی أنموذجا. ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الوطنی لرعایة المتفوقین و الموهوبین. طرابلس،
     لیبیا.
المنشئ، أنیسة محمد. (1984). دینامیکیة التفاعل بین مراکز التقنیات التربویة والمؤسسات التعلیمیة
     ودورها فی تقنیة التعلم الذاتی. مجلة تکنولوجیا التعلیم، العدد14، الکویت.
خلیل ،محمد أبو الفـــتوح حامد (2011). التقـویم التربــــــوی بین الواقع والمـأمول، الریـــاض، مکتـبـة
     شقراء.
جروان، فتحی (2015). الموهبة والتفوق والإبداع. الأردن: دار الفکر للنشر والتوزیع.
زین الدین، محمد. (2013). أسالیب بناء التصور المقترح فی الرسائل العلمیة. کلیة التربیة، جامعة أم 
     القرى، مکة المکرمة، السعودیة.
محمد ، أحمد علی الحاج. (2011). التخطیط التربوی الاستراتیجی الفکر والتطبیق. عمان: دار المسیرة  
     للنشر والتوزیع.
معوض، موسى مجیب. (2013). دور الأسرة فی رعایة الأطفال الموهوبین. مقال، من الرابط    
مجلة المعرفة. (2015). نماذج عالمیة... مــناهج الموهوبین تلبی قدراتهمالتعلیمیة وتزید من سرعة
     تعلمهم. مقال علمی، العدد 237، وزارة التعلیم، الریاض.
موقع وزارة التعلیم.(2018). من الرابط:
مجلة المعرفة. (2015). مــناهج الموهوبین تلبی قدراتهم التعلیمیة وتزید من سرعة تعلمهم. من
     الرابط: http://www.almarefh.
Davis,A., & Rimm, B. & Siegle, D. (2011). Education of the gifted and talented (6th ed.) Boston: Allyn & Bacon.
Grigorenko, E. L., Meier, E., Lipka, J., Mohatt, G., Yanez, E., & Sternberg, R. J. (2004). Academic and practical intelligence: A case study of the Yup’ik in Alaska. Learning and Individual Differences, 14, 183–207.
Reis, S. M. & Renzulli, J. S., (2010). Is there still a need for gifted education? An examination of current research. Learning and Individual Differences, 20(4), 308-317.
Renzulli, J.S. & Sytsma, R.E. (2008). Intelligences outside the normal curve: Co-cognitive traits that contribute to giftedness. In J. Plucker & C. Callahan (Eds.), Critical issues and practices in gifted education : What the research says (pp. 57-84). Waco, Tx: Prufrock Press Inc.
Carless, D. (2015). Excellence in University Assessment: Learning from award-winning Husman, J., & Shell, D. F. (2008). Beliefs and perceptions about the future: A measurement of future time perspective. Learning and Individual Differences, 18, 166-175.
Landrum, M. S., Callahan, C. M., & Shaklee, B. D. (Eds.). (2001). Aiming for excellence: Annotations to the NAGC pre-K-grade 12 gifted program standards. Waco, TX: Prufrock Press.
Sternberg, R. J. (2005b). The theory of successful intelligence. Interamerican Journal of Psychology, 39(2), 189−202.
Sternberg, R. J., & Grigorenko, E. L. (2004). Successful intelligence in the classroom. Theory Into Practice, 43(4), 274–280.
Uren L. and Samuel J. 2007, “From talent compliance to talent commitment”, Strategic HR, Review, Vol. 6, No. 3, PP 32-35.
Tarique, I., and Schuler, R. 2012. Global Talent Management Literature Review, Integrative, Framework, and Suggestions for Further Research. Journal of world business, 45(2): 1055- 196.