العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والصلابة النفسية لدى طلاب شعبة التربية الخاصة

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة

 لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة

إعــــداد

ا.د / فوقیه حسن رضوان                  د / إیرینى سمیر غبریال                                            أستاذ التربیة الخاصة                       مدرس التربیة الخاصة والتوحد

کلیة التربیة – جامعة الزقازیق                کلیة التربیة – جامعة الزقازیق

}         المجلد الثالث والثلاثین– العدد الأول– ینایر 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص :

إستهدف البحث الحالى الکشف عن العلاقة بٌین الصلابة النفسٌیة والعوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصیة (العصابیه والانبساطیه والتقبل ویقظة الضمیر والانفتاح                  على الخبرات) لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة بکلیة التربیة –جامعة الزقازیق –مصر . بالاضافة الى تحدٌید مستوى الصلابة وکذا الفروق بٌین طلاب شعبة التربیة الخاصه مرتفعً الصلابة النفسٌیة ومنخفضً الصلابة النفسٌیة فى العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة .  وتحقیقا لهذا الهدف أجرى البحث على عینة قوامها (80) طالبة من شعبة التربیة الخاصة –                کلیة التربیة بجامعة الزقازیق-جمهوریة مصر العربیة.وقد تراوحت أعمارهن ما                   بین (19- 24)عامآ بمتوسط عمر زمنى (20.5)، وانحراف معیارى (3.53) وبعد تطبیق مقٌیاس الصلابة النفسٌیة:إعداد (فوقیه رضوان 2015) ومقیاس سمات الشخصیة:إعداد  (ایناس  خریبه  2008)أسفرت النتائج عن:-1( نسبة شیوع الصلابة النفسیة لدى طالبات شعبة التربیة الخاصة بکلیة التربیة جامعة الزقازیق (.2592%(, 2) وجود علاقة ارتباطٌیة موجبة ذات دلالة احصائٌیة عند مستوى دلالة ( 0.05) بین درجات أبعاد کل من الصلابة النفسیة وأبعاد السمات الشخصیة لدى طالبات شعبة التربیة الخاصة.

الکلمات المفتاحیة

الصلابة النفسیة – العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة - طلاب  شعبة التربیة الخاصة- مصر

Abstract

Objectives: This study aimed to investigate the association between psychological resilience and the big five model of personality traits (extraversion, agreeableness, conscientiousness, neuroticism and openness to experience)among special education needs (SEN) student teachers in Egypt and explore the association between the big five model of personality traits related to a high and a low level of psychological resilience. Resilience questionnaire (Radwan, 2015) and personality traits questionnaire (Khariba, 2008) were applied to )80(SENstudent-teachers from School of Education, ZagazigUniversity in Egypt. The participants aged 19 - 24 years, with a mean age of 20.5 (SD= 3.53). The findings illustrated that:1) Special Education needs student-teachers in Egypt showed high level of psychological resilience (92.25%); 2) There is statistically significant positive correlation between psychological resilience and the big five factors of personality traits at (0.05)among special education needs student teachers in Egypt.

Key words: Resilience, Personality traits, special education needs teachers, Egypt.

مقـدمة:

لدراسة الشخصیة أهمیة کبیرة إذ تحتل المصدر الرئیسی لمعرفة مظاهر السلوک الانسانى وترتبط ارتباطآ وثیقا بإستجابة الآخرین 0لما لها من أثر کبیر على غیرها من المتغیرات النفسیة والمعرفیة الاخرى. ولا یقتصر دراسة الشخصیة على وصف ما نحن علیه الآن وإنما فیما یجب أن یکون علیه الانسان ؛ فالسمات العامة للشخصیه بین أفراد المجتمع الواحد أو أفراد القومیات المختلفة لا ینفى أن تکون هناک سمات وخصائص بکل شریحة            أو فئة من أفراد المجتمع الواحد تکونت من خلال مهنة معینة فعلى سبیل المثال سمات المعلمین والمعلمات تختلف عن سمات الاطباء والعمال ( السید ابو هاشم 2005 ، 13)،  ومن هنا نجد أن الشخصیة محصلة عدة عوامل فى وحدة متکاملة تنتج من تفاعل عدة سمات وهذه السمات تحدد أسلوب التعامل مع البیئة المحیطة بالفرد ، ولذا فدراسة شخصیة المعلم متمثله فى العوامل الخمسة الکبرى یعتبر محک قوى من محکات حسن الآداء الوظیفى والکفاءة التدریبیه التى تبدو لدیه من خلال الانفتاح على الخبرة وخاصة لدى معلم التربیة الخاصة الذى یواجه العدید من المواقف الضاغطة والأحداث المؤلمة والمصاعب, التی لا یمکن تجنبها, فی عملیة التعلیم للأطفال ذوى الاحتاجات  الخاصة. و لصحة ورفاهیة معلم التربیة الخاصة وممارسة مهنیة آمنة ینبغى علیه التکیف مع العوامل المهنیة،فمن الضروری الحفاظ على صحة الفرد النفسیة فی الوقت الذی یواجه التحدیات والصعوبات وضغوط العمل. أى ینبغى أن یتحلى بالصلابة النفسیة. فهى عامل هام وحیوى من عوامل الشخصیة لدى معلم التربیة الخاصة. حیث أن الأشخاص الأکثر صلابة هم أکثر صمودآ و مقاومة لضغوط العمل,            و اضف الى ذلک أنها تعمل على تخفیف أثر الأحداث الضاغطة على الصحة النفسیة للفرد کما أوضحت کوبازا  ( kobasa,1982 ). وهذا کله دفع الباحثتان لدراسة کلمن السمات الشخصیة والصلابة النفسیه لدى طلاب التربیة الخاصة کمعلمى مستقبل .

مشکلة البحث :

إن العمل مع ذوى الاحتیاجات الخاصة یأتى فى مقدمة المهن التى یمکن أن تخلق مشاعر الاحباط لدى العاملین لما تقتضیه هذه المهنة من متطلبات مع فئات متنوعة ،حیث یعتبر کل فرد فى هذه الفئة حالة خاصة تتطلب نمطا خاصا من التدریب والتعلیم والمسانده                       ( خطة فردیة ) ، ولذا فلابد من أن تتوافر فى المعلم الناجح صفات کثیرة منها القدرة على العطاء والحماس والکفاءة والمیل إلى الایثار والحرص على تقدیم المساعدة والتعاون والعمل الدؤوب والمستمر والمسئولیة والحذر والقوة والجدیة الشدیدة فى العمل والتواد والحیویة والاستقلالیة أکثر من التبعیة والابتعاد عن الملل  بالاضافة إلى تمتعة بالخیال الخصب وحب التنوع ولذا فأن الاهتمام بمعلمى التربیة الخاصة أصبح من الضرورات التى تحتاج إلى معالجات لانهم یواجهون صراعات تعود إلى القصور فى الخدمات التى یجب أن تقدم إلى فئات التربیة الخاصة ویؤثر بشکل سلبى على  شخصیة المعلم ونموه المهنى.

ومن ثم وجب البحث عن کل من السمات لشخصیة والصلابة النفسیة فکلاهما خاصیة لابد أن یتحلى بها معلم التربیة الخاصة کمؤشر إیجابى لفاعلیة الأداء المهنى وکفاءة التدریس وبالأخص مع فئة التربیة الخاصة التى تتطلب جهداً ومشقة وفکر وعلم أثناء تعلیمهم .              هذا بالاضافه إلى أن دراسة شخصیة معلم التربیة الخاصة متمثله فى العوامل الخمسة الکبرى لم تحظ بالاهتمام الکاف رغم ما یتحمله وما یؤدیه المعلم فى العملیة التربویة ورغم ما ترتبط هذه السمات بعدد من الوظائف والمهن کمحکات خاصة بالأداء الوظیفى.

ولذا یحاول البحث الحالى التعرف على العلاقة الارتباطیة بین الصلابة النفسیة والعوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة من أجل تحدید السمات الرئیسیة التی تعزز أو تضعف الصلابة النفسیة, والسمات التى ینبغى أن یتحلى بها معلم التربیة الخاصة. ومن اجل هذا یحاول البحث الحالى الاجابة عن التساؤلات التالیة :-

1-      ما هو مستوى الصلابة النفسیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة ؟ و ما هو مستوى کل بعد (الالزام ،ضبط النفس، الفاعلیة الذاتیة)  من أبعاد الصلابة النفسیة لدیهم ؟

2-      هل توجد علاقة إرتباطیة دالة احصائیا بین کل من العوامل الخمسة لسمات الشخصیة  و الصلابة النفسیةلدى طلاب شعبة التربیة الخاصة ؟

3-      ما هى السمات المرتبطة بمرتفعى الصلابة او منخفضى الصلابة النفسیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة؟

أهداف البحث :

یهدف البحث الحالى الى محاولة التعرف على :

1. مستوى الصلابة النفسیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة و التعرف على مستوى کل بعد (الالزام ،ضبط النفس، الفاعلیة الذاتیة)  من أبعاد الصلابة النفسیة لدیهم .
2. نوع العلاقة الارتباطیة بین کل من العوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصیة                   والصلابة النفسیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة (معلمى المستقبل) .
3.  السمات المرتبطة بمرتفعى الصلابة النفسیة او منخفضى الصلابة النفسیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة( معلمى المستقبل ) .

أهمیة البحث

لقد شهدت السنوات الأخیرة إهتماماً ملحوظاً من قبل الباحثین بدراسة الصلابة النفسیة وعوامل أخرى کثیرة مرتبطة بها. إلا أنه فى حدود علم الباحثین, توجد ندرة فى الدراسات العربیة التى أهتمت بدراسة إرتباط سمات الشخصیة والصلابة النفسیة بالأخص لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة. أضف إلى ذلک  تزاید الأهتمام مؤخرآ بدراسة الصلابة النفسیة “Psychological Resilience” , حیث تعد مؤشرآ إیجابیآ لفعالیة الآداء وجودة الحیاة فى الأمور الحیاتیة المختلفة. کما أنها إحدى المتغیرات الایجابیة التى تعبرعن نمط قوى وفعال ومقاوم للعقبات الموجودة فى بیئة معلم التربیة الخاصة . وهى عامل هام فی التدریب التربوى لمساعدة المعلمین على مواجهة ضغوط العمل والتعامل مع المشکلات الحیاتیة الیومیة. کما أنها تساعد على خفض الضغوط والإجهاد وشدة الغضب أثناء التعامل مع المواقف ومن هذا المنطلق تحدد أهمیة البحث الحالى  فى :-

1. الأهمیة النظریة :

تکمن الأهمیة النظریة للبحث الحالى فى :

• أهمیة متغیرى البحث الحالى، وهما العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة، حیث أن دراسة عوامل الشخصیة لها أهمیة کبرى فی التنبؤ بالصلابة النفسیة لدى الاشخاص , و هو ما یعد ضرورى لتدریب المعلم الطالب شعبة التربیة الخاصة.
• ندرة الدراسات العربیة التى أُجریت على الطالب- المعلم شعبة التربیة الخاصة .
• تبرز أهمیة البحث لتناوله لعینة من أکثر الفئات تعرضاً لضغوط العمل و هى فئة معلمى التربیة الخاصة.
• سوف تسهم نتائج البحث فى تقدیم أطار نظرى لطبیعة العلاقة بین الصلابة النفسیة وسمات الشخصیة لدى معلمى التربیة الخاصة .

1. الأهمیة التطبیقیة :

تنبع الأهمیة العملیة التطبیقیة من أهمیة النتائج التى توصل الیها البحث الحالى:-

• من المتوقع أنتفید نتائج هذا البحث فى التعرف على السمات الشخصیة لدى معلم التربیة الخاصة الامر الذى یؤدى إلى النمو المهنى والقدرة على تقدیم الخدمات المتخصصة لفئة التربیة الخاصة  بناء على وضع تصور لبرنامج خاص بذلک .
• التغلب على المشکلات النفسیة والمهنیة التى یعانى منها معلم التربیة الخاصة أثناء التفاعل مع المواقف والازمات التى تعترض میوله المهنیة – وذلک فى حالة توافر السمات والخصائص التى یجب أن یتحلى بها ذلک المعلم  موضع البحث .
• الخروج بتوصیات بناء على ما تسفر عنه نتائج البحث الحالى تؤکد على خصائص وسمات لابد ان تتوافر فى معلم التربیة الخاصة  و بها یطلق علیه أنه ذات کفاءة فى هذا المجال .
• قد تفید نتائج البحث المسئولین فى کلیات التربیة إلى أهمیة الاهتمام بخصائص المتعلمین،فالنواحی العقلیة لیست فقط هی المسئولة عن النجاح الأکادیمی و المهنى ، بل یوجد تأثیر کبیر لعوامل أخرى مثل الصلابة النفسیة، وسمات الشخصیة وهما متغیرا البحث الأساسیان.

مصطلحات البحث  الاجرائیة

أولا:الصلابة النفسیة :- Psychological - Resilience

ویتحدد مفهوم الصلابة النفسیة إجرائیا: " ما یجب على النفس أى إلزامها وضبطها والثقة بها والفاعلیة الذاتیة المرتفعة لدى الفرد".

وتقاس إجرائیا بالأبعاد التالیة  :

1. إلزام النفس:إتباع الفرد القواعد والقوانین والعادات وفق أسس الضبط الاجتماعى فى المجتمع الذى یعیش فیه والوفاء بالوعد وتحمل المسؤلیة والقدرة على إتخاذ القرار وتحقیق مطالب الآخرین .
2. ضبط النفس:أى القدرة على التعایش مع المواقف الضاغطة والازمات والمخاطر والأحداث بتحکم بالاضافة إلى إدراک مردود الأزمات والتفکیر بالمنطق السلیم الإیجابى أثناء التعامل مع الحدث .
3. الفاعلیة الذاتیة والتحدى: هى القدرة على التصدى والتحدى والارادة والمقاومة بکفاءة أثناء الأزمات الحیاتیة، بالاضافة إلى السعى لتعدیل الذات بما یتناسب مع الموقف والعمل على تغییر البیئة من أجل الحصول على الهدف المحدد واستخدام معلومات کافیة من أجل التعامل مع الموقف باسلوب سلیم  .

ثانیا : العوامل الخمسه الکبرى لسمات الشخصیةBig Five Factor Model (FFM)Personality Traits)

یعرف ماکری وجون ( 176:  ,( John & McCrae 1992 نموذج العوامـل الخمـسة الکبـرى للشخصیة بأنه "نموذج یقوم على تصور مؤداه أنه یمکن وصـف الشخـصیة وصـفا إقتـصادیا کـاملا خـلال خمـسة عوامـل أساسـیة هـى:العصابیه والانبساطیه والتقبل ویقظة الضمیر والانفتاح على الخبرات ".

ویتکون کل عامل من هذه العوامل من مجموعة من السمات، وفیما یلى تعریف کل سمة على حده:-

1. 1.        الانبساطیة(Extraversion) :السمات الممیزه لهؤلاء الافراد تتضمن " النشاط Activity و الأنفعالات الایجابیة Positive Emotions والدفء أو المودة الاجتماعیة  Warmth, وتوکید الذات Assertiveness والبحث عن الاثارة Gregariousness. 
2. 2.    العصابیة ( Neuroticism): هى مجموع السمات التى ترکز على عدم التوافق والسمات الأنفعالیة السلبیة وکذلک السلوکیة وتشمل القلق Anxiety والاکتئاب Depression والشعور بالذات Self-Consciousness والاندفاع Impulsiveness والقابلیة للأنجراح Vulnerability.
3. 3.        التقبل ( Agreeableness):ویعکس هذا العامل کیفیة التفاعل مع الآخرین و یعنى ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﻟﻪ ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻌﻬﻢ, فالدرجـة المرتفعـة تـدل علـى أن الأفـراد یکونـون أهـل ثقـة ویتمیـزون بـالود والتعـاون والإیثـار والتعـاطف والتواضـع والحرص والمحافظة، ویحترمون مشاعر وعادات الآخرین، بینما تدل الدرجـة المنخفـضة علـى العدوانیـة .                 وتشمل : التواضع Modesty والایثار Altruism والمحافظة والعطاء والتسامح       Tender-Mindedness والامتثال Compliance والثقة  Trust.
4. 4.        یقظة الضمیر( Conscientiousness):ویشمل المثابرة والتنظیم لتحقیق الأهداف المرجوة، فالدرجة المرتفعة تدل على أن الفرد منظم ویؤدی واجباته باستمرار وبإخلاص، بینما الدرجة المنخفـضة تدل على أن الفرد أقل حذرا وأقل ترکیزا أثناء أدائه للمهام المختلفةو یعکس هذا العامل مجموع السمات الشخصیة التى ترکز على ضبط الذات Self-Disciplineو الترتیب فى السلوک , Order والألتزام فى الواجبات Achievement Striving,  والکفاءة Competence (أبو هاشم 2010 : McCare& Costa 1992).
5. 5.        الانفتاح على الخبرات(Openness  to  Experience):ویعنى النضج العقلى والأهتمام بالثقافة و التفوق و حب الاستطلاع و سرعة البدیهة و الطموح و المنافسة ویشمل:القیم  ValuesوالافکارIdeasوالافعال ActionوالمشاعرFeelingوالخیال AestheticsوالجمالیاتFantasy.

کما هو موضح فى شکل رقم (1) .

شکل رقم (1) العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة

ثالثا :طلاب شعبه التربیة الخاصة

هم طالبات فى مرحلة إعداد وتأهیل علمى ومهنى من أجل التعامل مع أفراد لهم خصائص ممیزة إلى درجة یصبح معها تقدیم خدمات مساندة لتلبیة حاجات فردیة لکل فرد داخل فئات التربیة الخاصة.

الإطار النظرى

الشخصیة هی ذلک المفهوم الذی یصف الفرد من حیث هو وحدة متکاملة من الصفات والممیزات الجسمیة والعقلیة والاجتماعیة والمزاجیة التی تبدو فی تعامله وعلاقاته الاجتماعیة فی المواقف المختلفة، والتی تمیزه عن غیره من الأفراد تمییزاً واضحاً. والسمات التی تمیز الشخصیة لا عد لها ولا حصر، فکانت الحاجة ملحة  لطریقة یسهل بها التعامل مع هذا الکم الکبیر من السمات، فظهرت فکرة البحث عن السمات الأساسیة، أو المرکزیة التی تشکل حجر الزاویة فی بناء أی شخصیة بغض النظرعن الزمان أو المکان . ونتیجة لذلک ظهرت عدة تصنیفات لسمات الشخصیة تحاول أن تجمع بینها فی عوامل واسعة شاملة لغیرها من السمات الأکثر تحدیداً . و قد إتفق علماء نفس الشخصیة على أن الشخصیة یمکن أن توصف بشکل دقیق من خلال عوامل الشخصیة الخمسة الرئیسیة أو ما یطلق علیه  نموذج العوامل الخمسة الکبرى و قد أتفق الباحثین على هویة هذه الخمسة الرئیسیة للشخصیة ، والتى غالبا ما یشار إلیها باسم "الخمسة الکبار Big Five " ((Goldberg, 1990، ویمکن استخدامها کنموذج لوصف الأجزاء الأکثر تمیزاً للشخصیة وتتضمن العصابیة والانبساطیة والتقبل ویقظة الضمیر والانفتاح على الخبرات.

ویعد هذا النموذج  من أهم النماذج الحدیثة التى فسرت سمات الشخصیة والتى لاقت تأییدا واسعاً من الباحثین فی مختلف أنحاء العالم. حیــث یعــد نموذجــاً شــاملاً، یهــتم بوصــف وتصنیف العدید من المـصطلحات أو المفـردات التـی تـصف سـمات الشخـصیة  ((Saucier, 2002. ویهدف نموذج العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة إلى تجمیع أشتات السمات المتناثرة فی عوامل أساسیة عریضة تلخص عددً کبیراً جداً من السمات الأکثر تحدیداً، فلیس معنى تحدید العوامل الکبرى فی خمسة عوامل أننا نلغی السمات الصغرى (John & Sirvastava, 1999) . 

هذا وقد تم وضع تصور الشخصیة وفقا ًلمجموعة متنوعة من الرؤى النظریة      (John & Srivastava, 1999; Kroes, et al, 2005 , Warner & Vroman , 2011)، ومن الأکثر النظریات قبولاً على نطاق واسع هى نظریة نموذج العوامل الخمسة للشخصیة والتى تتضمن العصابیة والانبساطیة  والتقبل  ویقظة الضمیر والانفتاح على الخبرات . وقد حظى هذا النموذج باتفاق کبیر بین علماء الشخصیة ، إذ یعتبر أهم  النماذج التى تناولت دراسة الشخصیه وأکثرها شهرة فهو یحدد شخصیة الفرد بالاضافة أنه له دوراً کبیراً فى توضیح الاتجاهات والسلوکیات فى إطار منظم  . وبناء على ما سبق تم اختیارة کمتغیر فى              البحث الحالى.

أما عن الصلابة النفسیة فهی عامل هام وحیوی من عوامل الشخصیة فی مجال علم النفس وهی عامل حاسم فی تحسین الأداء النفسی والصحة النفسیة والبدنیة، وکذلک المحافظة علی السلوکیات، وقد درس هذا العامل على نحو واسع فی أعمال کوبازا، حیث توصلت لمفهوم الصلابة من خلال سلسلة من الدارسات والتى استهدفت معرفة المتغیرات التی تکمن وراء إحتفاظ الأشخاص بصحتهم النفسیة والجسمیة رغم تعرضهم للضغوط ؛ حیث تقول بأن "الصلابة هی إعتقاد عام لدی الفرد فی فاعلیته وقدرته علی استخدام کل المصادر النفسیة والبیئیة المتاحة کی یدرک ویفسر ویواجه بفاعلیة أحداث الحیاة الضاغطة "                             ( فاروق السید،209:2001.(

أضف الى ذلک أن الصلابة مفهوم نفسی حدیث إنبثق من بین عدة مفاهیم ضمها علم النفس الایجابی وتبنتها  کوبازاkobaza 1979: 67) ) حیث عرفت الصلابة النفسیة بأنها ''عملیة التکیف السلیم والجید فی أوقات الشدة والضغوط والصدمات مع بقاء الأمل، والثقة بالنفس، والقدرة على التحکم بالمشاعر، والقدرة على حل المشاکل، وفهم مشاعر الآخرین والتعاطف معهم وهی إمتلاک الفرد لمجموعة سمات تساعده على مواجهة مصادر الضغوط، منها القدرة على الالتزام، والقدرة على التحدی، والقدرة على التحکم فی الأمور الحیاتیة''           ( فى خالد العبدلی، 2012 ،ص 21).

ویرجع إهتمام الباحثین بمصطلح الصلابة النفسیة إلى أنها تعد من العوامل المؤثرة فى المعلم، نظرا لأن معلم التربیة الخاصة یعمل مع الاطفال ذوى الاحتیاجات الخاصة, وتمد الصلابة المعلم بالقدره على بذل ما بوسعه من اجل الرعایة و التدریس و التعامل مع هذه الفئة من الأطفال . کما تشیر دارسة جو وداى (Gu, and Day 2007) أن الصلابة النفسیة ذات تأثیر هام یسهم فى الکفاءة المهنیة فى التدریس . ویرى ماکلیستر وآخرون                 (et al, 2006Macalister) أن الصلابة النفسیة لها دور وقائى من الضغوط المهنیة , کما تعد منبئاً بالرضا الوظیفی وتوصی الدارسة بأهمیة التدخل لرفع مستوى الصلابة النفسیة لزیادة الرضا الوظیفی .وتؤکد ذلک دراسة الشمرى (2015) أن الصلابة النفسیة تسهم أسهاماً کبیراً فى التنبؤ بالرضا الوظیفى لدى معلمى التربیة الخاصة . وتوضح فتیحة خنفر (2014) أن الصلابة النفسیة ﺘﻨﺸﺊ ﺠدار دﻓﺎع ﻨﻔسى للفرد ﻴﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ التکیف البناء ﻤﻊ أﺤداث الحیاة الضاغطة و المؤلمة، و ﺘﺨﻠق ﻨوع ﻤن الشخصیة ﺸدﻴدة التحمل  ﺘﺴﺘطﻴﻊ أن ﺘﻘﺎوم الضغوط لتصل إلى ﻤرﺤﻠﺔ التوافق، و تنظر إلى الحاضر والمستقبل ﺒﻨظرة ﻤﻠؤﻫﺎ اﻷﻤل                و التفاؤل وﺘﺨﻠو حیاتها ﻤن القلق واﻻﻜﺘﺌﺎب و ﺘﺼﺒﺢ ردود أفعاله ﻤﺜﺎﻻ للأستحسان                 ( فتیحة خنفر ,2014).

هذا وتوجد ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ المفسرة للصلابة النفسیة ,         ومن هذه النظریات:

1. نظریة   کوبازاKobasa, 1979)  )

إعتمدت هذه النظریة على عدد من الأسس النظریة والتجریبیة، تمثلت أسس النظریة فی أراء بعض العلماء أمثال فرانکلووماسلو وروجرز والتی أشارت إلى أن وجود هدف للفرد أو معنى لحیاته الصعبة یعتمد بالدرجة الأولى على قدرته على استغلال إمکاناته الشخصیة والاجتماعیة بصورة جیدة.وتحقیقاً لهذا أجرت کوبازا دراستها على عینة أعمارها تمتد ما بین ( 32- 65 عاماً) وبعد تطبیق عدد من الاختبارات الخاصة بالأحداث الشاقة وطرق مواجهتها أسفرت النتائج عنوجود مصدر إیجابى یصنف تحت بند الوقایة من الاضطرابات النفسیة أطلقت علیه (الصلابة النفسیة) – وأکدت أن هذا المصدر له دورة فى الوقایة من الأمراض بل أنه حمایة ضد االأمراض  وهذا من خلال المقارنة بین الأفراد مرتفعى الصلابة ومنخفضى الصلابة , حیث تبین أن الأولى أقل تعرضاً للمرض النفسى .

وترى کوبازا أن الأفراد الذین یتسمون بصلابة نفسیة یکونون أکثر نشاطاً ومبادأة واقتداراً وقیادة وضبطاً داخلیاً، وأکثر صموداً ومقاومة لأعباء الحیاة وأشد واقعیة وإنجاز وسیطرة وقدرة على تفسیر الأحداث . کما یجدون أن تجاربهم ممتعة وذات معنى، وعلى العکس فان الأشخاص الأقل صلابة یجدون أنفسهم والبیئة من حولهم بدون معنى ویشعرون بالتهدید المستمر، والضعف فی مواجهة أحداثها المتغیرة، ویعتقدون، أن الحیاة تکون أفضل عندما تتمیز بالثبات فی أحداثها أو عندما تخلو من التجدید فهم سلبیون فی تفاعلهم مع البیئة (زینب راضی، 2008 ).

1. ﻓﻨک  ( Funk,1992 )

نموذج ''فنک"funk" المحلل لنموذج ''کوبازا''kobaza : لقد حاول ''فنک'' تقدیم أحدث النماذج فی مجال الوقایة من الاضطرابات عام (1992 ( من خلال دراسته التی أجراها بهدف بحث العلاقة بین الصلابة النفسیة والإدراک المعرفی والتعایش الانفعالی من ناحیة، والصحة العقلیة من ناحیة أخرى، على عینة قوامها (167 جندیاً إسرائیلیاً) وقد إعتمد فی تحدیده لدور الصلابة النفسیة على المواقف الشاقة الواقعیة . حیث توصل إلى: إرتباط مکون التحکم والالتزام فقط بالصحة العقلیة الجیدة للأفراد من خلال تخفیض الشعور بالتهدید، واستخدام استراتیجیات التعایش خصوصاً إستراتیجیة ضبط الانفعال، حیث إرتبط بعد التحکم إیجابیاً بالصحة العقلیة من خلال إدراک الموقف على أنه أقل مشقة، واستخدام إستراتیجیة حل المشکلات للتعایش.  وقام ''فنک'' بإجراء دراسة أخرى سنة (1995) تحمل الهدف الذی قامت علیه الدراسة الأولى، وعلى عینة من الجنود الإسرائیلیین أیضا واستخدم فترة تدریبیة عنیفة لمدة أربعة أشهر تم خلالها تنفیذ المشارکین خلال هذه الدراسة للأوامر المطلوبة منهم حتى وأن تعارضت مع میولهم، واستعداداتهم الشخصیة، وذلک بصفة متواصلة، ولقیاس الصلابة النفسیة، وکیفیة الإدراک المعرفی، للأحداث الشاقة الحقیقیة، وطرق التعایش قبل التدریب، وبعد الانتهاء منه تم التوصل إلى نفس نتائج الدراسة الأولى.

ویرى فنک (Funk, 1992) الصلابة النفسیة بأنها “خصلة عامة فی الشخصیة تعمل على تکوینها وتنمیتها الخبرات البیئیة المتنوعة (المعززة) المحیطة بالفرد منذ الصغر".

ومن هنا ندرک أن الصلابة تعدل من إدراک الفرد للأحداث الضاغطة وتجعلها أقل وطأه ، حیث ینتقل الفرد من حال إلى حال ؛ فهى تؤثر بطریقة غیر مباشرة على أسلوب المواجهة للضغط الناجم من المنازعات والصراعات. أما نموذج فینک funk أعطى إهتماماً کبیراً للعلاقة بین الصلابة النفسیة والادراک  المعرفى والتعایش مع المقاومة أثناء التعامل مع الآحداث الشاقة  .ولذا فقد إتجه الباحثون فى الآونة الأخیرة الى دراسة المتغیرات النفسیة التى تؤثر على الفرد وتسبب تعرضه للمشکلات إلى دراسة المتغیرات التى تقى الفرد من الآثار الضارة للمواقف الضاغطة. و تعد العوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصة أحدى المتغیرات التى لها تأثیر على الصلابة النفسیة. الا انه فى حدود علم الباحثین, توجد ندرة فى الدراسات العربیة التى أهتمت بدراسة ارتباط سمات الشخصیة والصلابة النفسیة بالأخص لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة.

دراسات سابقة:

أستهدفت دراسة  کاظم , مهدى (2002)معرفة العلاقة بین القیم النفسیة والعوامل الخمسة الکبرى لدى طلاب جامعة قابوس . وتکونت أدوات الدراسة من أختبار البورت و فیرون ولندزى (1986) و قائمة العوامل الخمسة الکبرى فى الشخصیة لکوستا و ماکرى , تعریب  بدر الأنصارى (1997) . وطبقت على عینه قوامها (63) طالباً وطالبة.    وکشفت النتائج عن نسق قیمى مکون من : القیم الدینیة والسیاسیة و النظریة والاجتماعیة والاقتصادیة. وأظهرت أهم  النتائج عن دلالة معامل إرتباط واحد فقط بین القیمة الدینیة                 والعامل الأول (یقظة الضمیر( .

دراسة روکاس وآخرون (2002(Roccas  et al ,استهدفت الکشف عن علاقة العوامل الخمسة الکبرى لدى طلاب الجامعة بالقیم الانسانیة وتحقیقاً لهذا الهدف أجریت الدراسة على عینة قوامها  ( 246 ) طالبا من طلاب الجامعة ، وبعد تطبیق قائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لهیرو أسفرت أهم النتائج عن:-

1- وجود علاقة ارتباطیه ذات دلالة احصائیة بین المقبولیه کسمه شخصیة وقیم الخیر لدى طلاب الجامعة        

2- وجود علاقة ارتباطیه دالة إحصائیاً بین الانبساطیة کسمة شخصیة والقیم الانسانیة العامة

3- وجود علاقة دالة احصائیاً بین الانبساطیة کسمة شخصیة وقیم الانجاز لدى                   طلاب الجامعة .

وأجرى جو وداى  Gu, Day(2007  ) دراسة هدفت إلى التعرف على الصلابة النفسیة وکفاءة التدریس فى بریطانیا لدى (300) معلم , من خلال المقابلات الشخصیة مع المعلمین .وأشارت نتائج الدراسة أن الصلابة هى بناء نفسى عرضة للتأثیر البیئى والعمل والسیاق النفسى . ویواجه المعلم فى حیاته التخصص المهنى والضغوط الشخصیة . ولکن الصلابة تظهر خلال مقدرتهم لایجاد التأثیر الایجابى لبناء مؤثرات مفضلة وفرص ایجابیة فى سیاق العمل والحیاة , لمواجهة الضغوط النفسیة التى یشهدها فى البیئة المحیطة والحفاظ على المشاعر الایجابیة والاحاسیس المهنیة  .

دراسة مدحت عباس  (2010)هدفت إلى الکشف عن الصلابة النفسیة کمنبئ بخفض الضغوط النفسیة والسلوک العدوانى لدى معلمى المرحلة الإعدادیة بمدینة أسوان وإیضاح أثر البرنامج الإرشادى فى رفع الصلابة النفسیة لدى المعلمین. وقد أشارت النتائج إلى:

1-       المستوى المرتفع للصلابة  النفسیة یظهر درجات منخفضة من ضغوط العمل عبر جمیع ظروف المناخ المدرسى أکثر من نظراءهم من منخفضى الصلابة وذلک یعنى أن الصلابة یمکن أن تخفف من أثر الضغط, ویتضح من ذلک أن الصلابة النفسیة منبئ هام لضغوط العمل والسلوک العداونى لدى المعلمین والأفراد مرتفعى الصلابة أکثر قدرة على مقاومة الضغوط وأقل عدواناً, بالمقارنة مع منخفضى الصلابة ، 

2-      وجود فروق بین متغیرات الدراسة تبعاً للنوع لصالح المعلمین ، وعدم وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطى درجات المعلمین منخفضى الصلابة النفسیة فى التطبیق البعدى           وبعد شهرین من تطبیق البرنامج الارشادى.

و أجرت تنهید فاضل (2011)دراسة هدفت إلى التعرف على  مستوى الضغط النفسی ومصادرها لدى طلبة کلیة التربیة فـی جامعة الموصل وعلاقته بمستوى الصلابة النفسیة لدیهم . وبعد تطبیق ادوات الدراسة على عینة قوامها (٨٤٣) طالباً وطالبة . وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:

1-      إن معدل الصلابة النفسیة لدى الطلبة (٨١,٤١) . وهی نسبة منخفضة تدل على عدم تمتع العینة بالصلابة النفسیة مقارنة مع الوسط الفرضى ,

2-      وجود فروق ذی دلالة إحصائیة بین الطلبة فى مستوى الضـغط النفسـی والصـلابة النفسیة تعزى لمتغیر الجنس لصالح الذکور, ووجود فروق ذی دلالة احصائیة فی مستوى الضغط النفسی والصلابة النفسـیة تبعـا لمتغیر الصف الدراسی ولصالح الصف الرابع.

وفى دراسة فتیحة خنفر (2014)التى هدفت إلى التعرف على العلاقة الإرتباطیة بین اﻟﺼﻼﺑﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﻤﺮﻛﺰ اﻟﻀﺒﻂ ﻟﺪى اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺠﺎمعى , والتى أجریت على عینة من (107) طالب جامعى. أشارت أهم  نتائج الدراسة  إلى :-

1-      عدم وجود ﻓروق ﺒﻴن ﻤرﻜز الضبط و الصلابة النفسیة ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص التخصص و الجنس                 والملاحظة أﻨﻪ لیس ﻫﻨﺎ کاﺨﺘﻼف ﺒﻴن الطﻠﺒﺔ والطﺎلبات ﻓﻲ ﺘﻘﻴﻴم الضغوط النفسیة التى ﻗد ﻴﺘﻌرﻀون لها ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺘﻬم الجامعیة والمتمثلة ﻓﻲ الضغوط المالیة والتعلیمیة ،والصحیة وﻫﻲ ﺘﻌد ﻀﻐوطﺎ ﻤﺸﺘرﻜﺔ ﺒﻴن الطﻠﺒﺔ والطﺎلبات ،وﺘﻼزﻤﻬم ﺨﻼل ﻓﺘرة دارﺴﺘﻬم الجامعیة ، وﺒالتالى ﻓﺈن ﺘﻘﻴﻴﻤﻬم لهذه اﻷﻨواع الثلاثة ﻤن الضغوط ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﺸﻜل ﺨطراً وﺘﻬدﻴداً ﻋﻠﻰ ذواﺘﻬم ﻗد ﻴﻜون ﻤﺘﻘﺎرﺒﺎً ﺨﺎﺼﺔ وأن اﺤﺘﻜﺎﻜﻬم ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬم البعض وﺘطﻠﻌﻬم لنفس الهدف واﺸﺘراﻜﻬم لنفس اﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎت واﻻﻨﺸﻐﺎﻻت المتعلقة بالطالب الجامعى ،ﻜل ﻫذا ﻗد ﻴﺠﻌل ﻨظرﺘﻬم لمواﻀﻴﻊ البیئة الجامعیة ﻤﺘﻘﺎرﺒﺔ وﻤﺸﺘرﻜﺔ ،وﻓﻲ ﻗدارﺘﻬم ﻋﻠﻰ السیطرة والتحکم ﻓﻲ ﻤواﻗف التعلم والتعلیم المختلفة التى ﻴﺘﻔﺎﻋﻠون ﻤﻌﻬﺎ .

أجرى بدر الشمرى (2015) دراسة هدفت إلى الکشف عن العلاقة بٌین الصلابة النفسٌیة والرضا الوظٌیفى لدى المعلمین بمدارس التربیة الخاصة بمنطقة حائل . تألفت عینة الدراسة من (236) معلماً من معلمًى التربٌیة الخاصة،أستخدم الباحث مقیاس الصلابة النفسیة , إعداد (مخیمر, 2002) ومقیاس الرضا الوظیفى: تعریب موسى (2006). وهدفت الدراسة التحقق من الفروق فًى الصلابة النفسٌیة التًى تعزى إلى متغٌیرات (الخبرة – المرحلة الدراسٌیة التًى یعملبها – الدخل الشهری - التخصص)  . وقد توصل الباحث إلى النتائج الاتیة :

1-  وجود علاقة ارتباطٌیة موجبة ذات دلالة إحصائٌیة عند مستوى دلالة (0.01) بین درجات معلمً مدارس التربٌیة الخاصة بمنطقة حائل على الدرجة الکلٌیة لمقٌیاس الصلابة النفسٌیة وبعض أبعاده و درجاتهم على الدرجة الکلٌیة لمقٌیاس الرضا الوظٌفیًى وبعض أبعاده.

2- وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بیٌن متوسطى درجات المعلمٌین المتخصصٌین فًى التربٌیة الخاصة والمعلمٌین غٌیر المتخصصٌین فًى التربٌیة الخاصة فًى بعد الالتزام فقط، والفروق کانت فًى اتجاه المتخصصٌین ،وتعنًى هذه النتٌیجة أن المتخصصٌین یتمتعون بالقدرة على الالتزام أکثر من غٌیر المتخصصٌین.

3-  وجود فروق دالة إحصائٌیا بٌین مرتفعًى الصلابة النفسٌیة ومنخفضًى الصلابة النفسٌیة فًى الرضا الوظٌفیًی وجمٌیع أبعاده عدا بعد (المرتبات) والفروق فًى اتجاه مرتفعًى الصلابة النفسٌیة . أوضحت نتائج الدراسة أن الصلابة النفسٌیة تسهم إسهاماً دالا إحصائیاً فًى التنبؤ بالرضا الوظٌیفى لدى عٌینة الدراسة .

دراسة عفاف جعیص ( 2015)تناولت نموذج العوامل الخمسة الکبرى فى علاقته باضطراب الشخصیة العدوانیة لدى المعلمین من طلاب الدراسات العلیا ، وتحقیقاً لهذا الهدف أجریت الدراسة على عینة قوامها ( 348) معلم من طلاب الدراسات العلیا بجامعة أسیوط وبعد تطبیق مقیاس العوامل الخمسة الکبرى ( إعداد: بدر الأنصارى) أسفرت أهم النتائج عن :

1- العصابیة کسمة شخصیة تسهم أوتنبئ باضطراب العدوانیة السلبیة لدى معلمى من طلاب الدراسات العلیا .

ودراسة بشرى أحمد و سماح حمزة (2016) استهدفت قیاس العوامل الخمسة الکبرى لدى المعلمین والمعلمات وذلک وفقا لنظریة کوستا وماکرى بالاضافة إلى الکشف عن الفروق بینهما طبقا للنوع والحالة الاجتماعیة والخبرة. وتحقیقاً لهذا الهدف أجریت الدراسة على عینة قوامها (400) معلم ومعلمة من مدارس الکوخ الأول والکوخ الثانى بمحافظة بغداد بالعراق ، وبعد تطبیق مقیاس العوامل الخمسة الکبرى أسفرت أهم النتائج عن : -

1- عدم وجود فروق بین المعلمین والمعلمات فى کل من العصابیة والقبول کسمات شخصیة.

2- وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین المعلمین والمعلمات فى کل من الانبساطیة واللإنفتاح على الخبرة لصالح المعلمین .

التعقیب على الدراسات السابقة:-

حظیت الصلابة النفسیة حدیثا بأهتمام کثیر من الباحثین و خاصة فى مجال علم النفس ,حیث تناولتها دراسات عدیده. و تعددت الاهتمامات لهذه الدراسات فمنها من رکز على علاقة الصلابة النفسیة بالضغوط النفسیة و ضغوط العمل (کما فى دراستى فاضل 2011              وعباس 2010) ,و منها من رکز على الرضا الوظیفى لدى المعلمین(بدر الشمرى , 2015), وأخرى تناولت الصلابة النفسیة وکفاءة التدریس (Gu, Day, 2007 ), واخرى استهدفت الکشف عن علاقة العوامل الخمسة الکبرى لدى طلاب الجامعة بالقیم الانسانیه                  ( 2002 (Roccas  et al . .

واحتلـت العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة دوراً بـارزاً فی الدراسات النفسیة مؤخراً، ویشیر ذلک إلـى أهمیتهـا فـی حیاة الفرد الاجتماعیة والأخلاقیة والمهنیـة،وعلى الرغم من ذلک الا أن هناک ندرة فى الدراسات التربویة التى تناولت مفهوم العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة (بشرى احمد و سماح حمزة2016, عفاف جعیص 2015 ,               مهدى کاظم , 2002) واتفقت هذه الدراسات فى أدوات العینة والتى تتمثل فى قائمة العوامل الخمسة الکبرى فى الشخصیة لکوستا وماکرى .

فى ضوء نتائج البحوث السابقة یمکن صیاغة فروض البحث الحالى على النحو التالى :

1)      لکل بعد من أبعاد الصلابة النفسیة مستوى لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة               ( معلمى المستقبل ) .

2)      توجد علاقة موجبة ذات دلالة إرتباطیة  بین أبعاد الصلابة النفسیة وأبعاد سمات الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة- کلیة التربیة جامعة الزقازیق.

3)      تختلف السمات الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة باختلاف درجة الصلابة النفسیه لدیهم .

الطریقة والاجراءت 

اولا: منهج  البحث

تم استخدام المنهج الوصفى  الارتباطى لتحقیق هدف البحث  الحالى .

ثانیا: عینة البحث.

أجریت الدراسة الحالیة على عینه قوامها (80 ) طالبهً من طلاب مرحلة البکالوریوس بشعبة التربیة الخاصة -کلیة التربیة- جامعة الزقازیق - جمهوریة مصر العربیة,بأعمار زمنیة (  24-19) سنة , بمتوسط عمر زمنى(21.5) سنة وانحراف معیارى  (53.3) . وقد تم إختیار هذه الشعبة باعتبارهم معلمى المستقبل لجمیع فئات التربیة الخاصة.

ثالثا: أدوات البحث.

1. مقیاس الصلابة النفسیة  (إعداد: فوقیة رضوان ، 2015)

یتکون هذ المقیاس من(41 ) عبارة مقسمة على ثلاث أبعاد: البعد الأول (13)  عبارةً ویقیس  إلزام النفس والبعد الثانى (15) عبارة  ویقیس ضبط النفس والبعد الثالث(13 )عبارةً  ویقیس الفاعلیة الذاتیة المرتفعة.بینما کان معامل الثبات  بطریقة ألفا کرونباخ لعبارا ت البعد الأول تمتد ما بین ( 0,645- 0,896) ولعبارات البعد الثانى تمتد مابین (0,825– 0,845) ولعبارات البعد الثالث تمتد ما بین  (0,77 – 0.793) . أما الصدق بطریقة الصدق التمیزى ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.01) .

1. مقیاس السمات الشخصیة  ( اعداد :  إیناس  خریبه ، 2008)

تضمن هذا المقیاس خمسة سمات للشخصیة هم العصابیة و الانبساطیة و التقبل              و یقظة الضمیر والانفتاح على الخبرات . ویتکون المقیاس من  (135 ) عبارة مقسمة على خمسة أبعاد , البعد الأول ( 27)عبارةً ویقیس  سمة العصابیة, البعد الثانى  (29 ) عبارةً  ویقیس سمة الانبساطیة, البعد الثالث (23) عبارة ویقیس سمة التقبل ,البعد الرابع (29) عبارةً ویقیس سمة یقظة الضمیر, البعد الخامس (27) عبارةً ویقیس سمة الانفتاح على الخبرات. وکان معامل الارتباط فى الصدق دال عند مستوى 0.01  بینما کان معامل الثبات یمتد ما بین 0.59 -0.77 ).

نتائج البحث و مناقشتها

إختبار صحة الفرض الاول 

ونصة "لکل بعد من أبعاد الصلابة النفسیة مستوى لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة ( معلمى المستقبل )" .

ولتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب  المتوسط  الحسابى والانحرافات المعیاریة لکل بعد من أبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة للصلابة النفسیة, وجدول ( 1 )               یوضح ذلک.

جدول (1)

المتوسطات الحسابیة والأنحرافات المعیاریة و الأوزان النسبیة لأبعاد الصلابة النفسیة

 لدى طالبات شعبة التربیه الخاصة

یتضح من الجدول(1)  ما یلى :-

1. أن المتوسط الحسابی لإفراد عینة البحث البالغ عددهم (80) طالبةً على مقیاس الصلابة النفسیة قد بلغ (97.12) وبانحراف معیاری (11.78) .
2. أن بعد الالتزام إحتلال مرتبة الأولى بوزن نسبی (97.5%) تلاه بُعد الفاعلیة الذاتیة بالمرتبة الثانیة بوزن نسبی (81.25%)  ثم جاء بُعد ضبط النفس بالمرتبة الثالثة بوزن نسبی( 75%) .

وأسفرت نتائج الدراسة الحالیة الى معدل مرتفع من الصلابة النفسیة لدى طالبات شعبة التربیة الخاصة بکلیة التربیة جامعة الزقازیق  والذى بلغ (92.25 %) وهی نسبة مرتفعه تدل على  تمتع العینة بمعدل مرتفع من الصلابة النفسیة , کما نجد ان طالبات شعبة التربیة الخاصة لدیهن مستوى عال لکل من بعد ا الألتزام ومستوى متوسط لکل من بعد ضبط النفس و بعد الفاعلیة الذاتیة  . ویمکن تفسیر ذلک أن طالبات شعبة التربیة الخاصة یٌتمتعون بمستوى مرتفع من الصلابة النفسیة اللازمة لمواجهة المواقف الضاغطة عند العمل مع االتلامیذ ذوى الاحتیاجات الخاصة . و تتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع نتائج دراسة  تنهید فاضل (2002) و دراسة جیرسون (1998). 

إختبار صحة الفرض الثانى

ونصة  "توجد علاقة موجبة ذات دلالة إرتباطیة بین أبعاد الصلابة النفسیة وأبعاد سمات الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة- کلیة التربیة جامعة الزقازیق".

وللتحقق من هذا الهدف تم تطبیق معامل الإرتباط لبیرسون لإجراء العلاقات الارتباطیة بین أبعاد مقیاس السمات الشخصیة وأبعاد مقیاس الصلابة النفسیة،وجدول (2) یوضح ذلک .

جدول ( 2 )

دلالة معاملات الارتباط لبیرسون بین أبعاد الصلابة النفسیة وأبعاد السمات

 الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة(ن =80)

*داله عند مستوى ( 0,05)

یتضح من جدول (2) مایلى :-

1-  وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائه عند مستوى  (0,05) بین بعد الواجب على النفس فى الصلابه النفسیه والانبساطیه فى السمات الشخصیه لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة.

2-  وجود علاقة إرتباطیه سالبة ذات دلالة احصائیة عند مستوى ( 0,05) بین بعد ضبط النفس فى الصلابة النفسیه والعصابیة فى السمات الشخصیة .

یمکن تفسیرعلاقة الانبساطیة کسمة شخصیة بالزام النفس کبعد صلابة بان الانبساطیة تتضمن الدفء العاطفى والنشاط والسعى للاثارة والمشاعر الایجابیة والروح الاجتماعیة والتوکیدیة وکل هذه سمات بلا شک تجعل الفرد یلتزم بالعادات والتقالید السائدة فى المجتمع والوفاء بالوعد وتحمل المسؤلیة والقدرة على إتخاذ القرار وهذا ما ینبغى أن یتوفر لدى معلم التربیة الخاصة .

أما عن العلاقة السالبة بین ضبط النفس فى الصلابة والعصابیة فى السمات عند مستوى(0.05) ترجع إلى أن العصابى یمیل إلى عدم الاتزان النفسى والانفعال الحاد وسوء التوافق  وعدم الأمن والقلق والغضب والاندفاع والتوتر والاکتئاب وعدم العقلانیة والعداء والغیرة کما أن العصابى یتصف بالاعتماد والاساءة وعدم التفاهم والتمرکز حول الذات .

وهذا على النقیض بالنسبه للشخص المنضبط نفسیًا فهو یتمیز بالقدرة على التعایش مع المواقف الضاغطة والأزمات والمخاطر والأحداث بتحکم. بالاضافة إلى إدراک مردود الأزمات والتفکیر بالمنطق السلیم الایجابى أثناء التعامل مع الحدث والتروى والثقة بالنفس وتقدیر الذات المرتفع والهدوء والمزاج المعتدل  ومن هنا فالنتیجه تتسم مع الواقع .               ولکننا نبحث عن المعلم الذى یتصف بالشخصیة المنضبطة حتى یستطیع التعامل مع فئة التربیة الخاصة.

وعند النظر إلى العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة، فإن امتلاک الفرد لبعض السمات الشخصیة  یکون أحد الأسباب التی تقف وراء أرتفاع الصلابة النفسیة لدى معلم التربیة الخاصة  و الذى بدوره له أثر هام فى الحیاة المهنیة و الصحة النفسیة للمعلم.  وهذا ما تؤکده الدراسات السابقة , أن المعلمین ذوى الصلابة المرتفعه هم أکثر قدرة على مواجهة الضغوط النفسیة , کما أشارت دراسة فاضل ( 2007) .کما أن معرفة السمات الشخصیة لدى المعلمین یمکن أن یتنبأ بالرضا الوظیفی لدیهم مستقبلاً و الذى یتفق مع دراسة الشمرى (2015) حیث اشارت أن المعلمین ذو الصلابة المرتفعة یتمتعون بدرجة عالیة من الرضا الوظیفى .

اختبار صحة الفرض الثالث

ونصه "تختلف السمات الشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة باختلاف درجة الصلابة النفسیه لدیهم".

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب الفروق بین أفراد العینة المرتفعین، والمنخفضین على مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة ،ولتحقیق ذلک تم تحدید المرتفعین عن طریق حساب الإرباعی الأعلى بإضافة الانحراف المعیاری إلى المتوسط الحسابی.متوسط الصلابة النفسیة = (97.13) والانحراف المعیارى(11.78)              والإرباعى الأعلى للصلابة (109)  والإرباعى الأدنى للصلابة  (85) .و جدول 3و4و5  لتوضیح ذلک.

جدول (3)

 حساب الإرباعى الأعلى و الأدنى على مقیاس العوامل الخمسة الکبرى

 للشخصیة لدى طلاب التربیة الخاصة

ومن ثم أمکن تحدید نسبة سمات الشخصیة لدى الأفراد ذوى الصلابة المرتفعة                وکذلک لدى الطلاب منخفضى الصلابة النفسیة لدى عینة البحث , کما هو موضح فى   الجدول (4). 

جدول (4)

الصلابة النفسیة المرتفعه , والمنخفضة والاوزان النسبیة للعوامل الخمسة

 الکبرى للشخصیة لدى طلاب شعبة التربیة الخاصة

تبین النتائج فى الجدول (4)الاوزان النسبیة للعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة المرتفعین والمنخفضین فی  الصلابة النفسیة لدى طالبات شعبة التربیة الخاصة بکلیة التربیة؛ حیث  کانت نسبة الطالبات ذوى الصلابة المرتفعة ( ≥ 109) 20% , بینما کانت نسبة الطالبات ذوى الصلابة المنخفضة (≤ 85) 16.25 % . و تبین النتائج أن الطالبات ذوى الصلابة المرتفعة قد تأثرن بمجموعة متنوعة من سمات الشخصیة یأتى فى مقدمتها الانبساطیة والتقبل و یقظة الضمیر بأوزان نسبیة (100%) , و یأتى فى المرتبة التالیة الانفتاح على الخبرات (87.5%).

تم مقارنة کل من السمات الخمسة الکبرى للشخصیة لدى افراد العینة المرتفعین والمنخفضین فی الصلابة النفسیة بأستخدام الاختبار التائی لعینتین مستقلتین, وکما هو موضح بالجدول (5) .

جدول (5)

فروق المتوسطات (اختبار - ت T-Test) فى العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى طلاب التربیة الخاصة مرتفعى ومنخفضى الصلابة النفسیة

اوضحت نتائج الاختبار التائى  فى جدول (5)ما یلى :-

1-      وجود فروق دالة أحصائیة بین مرتفعًى الصلابة النفسٌیة ومنخفضًى الصلابة النفسٌیة فًى الانبساطیة )بمستوى دلالة (0.05والفروق فًى إتجاه مرتفعًى الصلابة النفسٌیة .

2-      وجود فروق دالة إحصائٌیا بٌین مرتفعًى الصلابة النفسٌیة ومنخفضًى الصلابة النفسٌیة فًى سمة العصابیة (بمستوى دلالة  (0.0والفروق فى اتجاه منخفضًى الصلابة النفسیة .  وهذا متوقع جدا ًبشکل عام لدى مرتفعى الصلابة النفسیة.

تفسیر نتائج الفرض الثالث .

• السمات التى تمیز الطلاب ذوى الصلابة المرتفعه تتضمن الأنبساطیة  والتقبل ویقظة الضمیر. و یعنى ذلک أن معلم التربیة الخاصة یتسم بالتقبل وهو شخص جید بطبیعته ومتعاطف وحریص على التعاون مع الآخرین و یتفادى التصادم مع الآخرین .  ویتمیز معلم التربیة الخاصة أیضا بسمة هامة و هى المیل إلى الاهتمام المنفتح والخیال الواسع  والذکاء والمعرفة الکافیة والأهتمام بما هو جدید والاستعداد للاستفادة منه, کما یتمیز بدرجة منخفضة من العصابیة و یشیر ذلک إلى الاستقرار الانفعالى والمرونة.
• وفى الجانب الآخر اشارت النتائج الى أتسام الطالبات ذوى الصلابة المنخفضة بدرجات مرتفعه من العصابیة, والتى تشیر الى عدم التوافق والسمات الإنفعالیة السلبیة. ویمکن تفسیر هذه النتائج الى ان العصابیة کسمة شخصیة تسهم أو تنبئ بخفض الصلابة النفسیة لدى عینة الدراسة .
• تشیر النتائج أن سمات الشخصیة تسهم إسهاماً دالا إحصائیاً فًى التنبؤ بالصلابة النفسیة لدى عینة الدراسة. ومن ثم یمکن التنبؤ بالصلابة النفسیة المرتفعة من خلال تحدید العوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصیة. حیث أن الدرجة المرتفعة للصلابة النفسیة تدل على أن الشخص یحتذى بالسمات الأساسیة الکبرى مثل الانبساطیة و التقبل ویقظة الضمیر و الانفتاح على الخبرات.

هذا وتعد الصلابة النفسیة“Psychological Resilience” مؤشرآ ایجابیآ لفعالیة الأداء وجودة الحیاة لدى الافراد کما أنها تساعد على خفض الضغوط  والإجهاد وشدة الغضب أثناء التعامل مع المواقف الحیاتیة المختلفة. أضف إلى ذلک أن الصلابة النفسیة هى إحدى المتغیرات الایجابیة التى تعبرعن نمط قوى وفعال ومقاوم للعقبات التى تواجه فى البیئه .

توصیات البحث :

استناداً إلى نتائج هذا البحث والاستنتاجات التی تم التوصل إلیها من خلال مناقشة هذه النتائج ،یمکن وضع التوصیات التالیة:

1. تصمٌیم برامج ارشادٌیة تهدف إلى رفع مستوى الصلابة النفسٌیة لدى معلمٌى التربیة الخاصة من أجل رفع درجة قدرتهم على التعامل مع المواقف الضاغطة وبالتالى الأهتمام بفئة الأطفال ذوى الاحتیاجات الخاصة.
2.  ضرورة الاهتمام بتنمٌیة السمات الشخصیة الایجابیة  لدى المعلمٌین بشکل عام لما لها من أثر جٌید على رفع درجة الرضا الوظٌیفىً لدٌیهم ، و خفض ضغوط العمل.
3.  وضع معاییر لاختیارطلاب شعبة التربیة الخاصة وفقا للعوامل الخمسة الکبرى لسمات الشخصیة , لما لها تأثیر لتعزیز الصلابة النفسیة لدى معلمین التربیة الخاصة فى مصر.ومن هذه المعاییر ما یلى : -

• یحسن طالب شعبة التربیه الخاصة الاداء والعمل و یدرک ما حولة ومحب للاستطلاع.
• یطلع على ما هو جدید فى مجال العمل - قادر على الانجاز .
•  یتحکم فى المواقف ویقرأ الحدث ویحدده و قادراً على إتخاذ القرار.
•  لدیة نضج اجتماعى- یلتزم بالقوانین والمبادىء .
•  یشعر بالرضا والامن النفسى و مقبول من الآخرین ومتعاطف معهم .
• ·         ذو عزم وإرادة قویة , نشط , متفائل و یتوقع الخطر بنظرة ثاقبة .

المراجع

أبو هاشم , السید محمد (2010) . النموذج البنائى للعلاقات بین السعادة النفسیة و العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة, و تقدیر الذات و المسانده الاجتماعیة لدى طلاب الجامعة , مجلة کلیة التربیة , جامعة الزقازیق , العدد (81) , ص ص 269- 350 .

أبو هاشم , السید محمد (2005) .الخصائص السلوکیة الممیزة للمتفوقین دراسیاً کما یدرکها المعلمون والمعلمات بمراحل التعلیم العام ، الأکادیمیة العربیة للتربیة الخاصة ، العدد (6)، ص ص 69-130 .

الأنصارى , بدر محمد (2002) . المرجع فى مقاییس الشخصیة – تقنین على المجتمع الکویتى , دار الکتاب الحدیث , القاهرة , 712 .

الشمرى, بدر (2015) . الصلابة النفسیة وعلاقتها بالرضا الوظیفى لدى المعلمین بمدارس التربیة الخاصة بمنطقة حائل. رسالة ماجستیر غیر منشوره ، جامعة ام القرى،السعودیة.

العبدلى , خالد (2012) . الصلابة النفسیة وعلاقتها بأسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة المتفوقین دراسیا والعادیین بمدینة مکة المکرمة ، رسالة ماجستیر منشورة ، جامعة ام القرى،السعودیة.

الجاسم , بشرى احمدو شلال, سماح حمزة ( 2016 ) . قیاس العوامل الخمسة الکبرى عند المعلمین والمعلمات، مجلة دراسات تربویه ونفسیه ، کلیة التربیة ، جامعة الزقازیق، ینایر، العدد (90) ، ص ص 203 – 295 .

جمعیص , عفاف ( 2015 ) . اضطرابات الشخصیة العدوانیه السلبیة وفق نموذج العوامل الخمسة الکبرى لدى المعلمین طلاب الدراسات العلیا بکلیه تربیه أسیوط ، مجلة کلیه التربیه جامعةبنها ، العدد (26) ، ص ص 123- 199 .

خریبه , ایناس (2008) . البناء العاملى للذکاء الوجدانى فى علاقته ببعض سمات الشخصیه لدى طلاب الجامعه ، رسالة دکتوراة غیر منشوره، کلیة التربیه ، جامعة الزقازیق .

خنفر , فتیحه (2014) . الضغط النفسى وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى طلبة کلیة التربیة . مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة , المجلد 11 , العدد (1) ,  ص ص 1- 29.

راضی، زینب (2008) . الصلابة النفسیة لدى أمهات شهداء انتفاضة الاقٌصى وعلاقتها ببعض المتغیرات . رسالة ماجستیر غیر منشورة، قسم علم النفس، کلیة التربیة، الجامعة الاسلامیة، غزة، فلسطین.

رضوان , فوقیة حسن ( 2015) .مقیاس الصلابه النفسیة ، القاهرة ، الانجلو المصریة .

عباس , مدحت ألطاف (2010) . الصلابة النفسیة کمنبئ بخفض الضغوط النفسیة والسلوک العدوانى لدى معلمین المرحلة الإعدادیة . المجلة العلمیة , کلیة التربیة بأسوان, جامعة جنوب الوادى , المجلد 26,العدد(1) – جزء 2 ,ص ص 168-236 .

عبد العال , السید محمد عبد المجید (2006) . بعض متغیرات الذات و العوامل الخمسة الکبرى فى الشخصیة لدى مضطربى الهویة من طلاب الجامعة , مجلة کلیة التربیة ,جامعة المنصورة , المجلد 61 , العدد (8).

عثمان , فاروق السید  (2001) .القلق و إدارة الضغوط النفسیة ، دار الفکر العربی ، القاهرة.

فاضل , تنهید (2007) . الضغط النفسى و علاقته بالصلابة النفسیة لدى طلبة کلیة التربیة . مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة , کلیة التربیة – جامعة الموصل, المجلد 11 , العدد (1), ص ص 28-56 .

کاظم ,على مهدى ( ٢٠٠٢) . القیم النفسیة و العوامل الخمسة الکبرى فى الشخصیة . مجلة العلوم التربویة والنفسیة. کلیة التربیة , جامعة السلطان قابوس, السعودیة , المجلد 3, العدد (2), ص ص 12 - 40. 

المراجع الأجنبیة

Barrick, M., & Mount, M. (2005). Yes, personality matters: Moving on to more important matters. Human Performance, 18, 359-372.

Funk,S.C, (1992). "Hardiness: A Review of Theory and Research, Health Psychology.11.5, pp.335-345.

Gerson, M. (1998). The relationship between hardiness, coping skills and stress in graduate student's UMI published Doctoral dissertation, adler school of professional psychology.

Goldberg, L. R. (1990). An alternative "description of personality": The Big-Five factor structure. Journal of Personality and Social Psychology. 59. 1216-1229.

Gu, Q.& Day, C.) 2007). Teachers resilience: A necessary condition for effectiveness. Teaching and Teacher Education 23:1302–1316.

John, O., & Srivastava, S. (1999). The big-five trait taxonomy: History, measurement, and theoretical perspectives. In L. Pervin, & O.P. John (Eds.), Handbook of personality: Theory and research (2nd ed.; pp. 102-138). New York: Guilford Press.

Kobasa. S.C. (1979). “Stressful the Events personality and Health: An Inquiry in Hardiness “Journal of Personality and Social psychology. (137), 1-11.

Kobasa. S.C. (1982).Commitment and Coping in Stress Resistance among Lawyers.Journal of Personality and Social Psychology, 42, (4), 707-717.

Kopasa,S.C., & Puccetti,M.C.(1983). Personality and Social Resources in Stress Resistance. Journal of Personality and Social Psychology,45 (4),839 – 850.

Kroes, G., Veerman, J. W., & De Bruyn, E. J. (2005). The impact of the big five personality traits on reports of child behavior problems by different informants. Journal of Abnormal Child Psychology, 33, 231-240.

Mecalister K.T, Dolbier C.L, Webter J.A, Mallon M.W and Steinhardt M.A (2006). Hardiness and support at work as predictors of work stress and job satisfaction. American Journal of health Promotion: AJHP20 (3) 183 – 191

McCrae, R., & Costa, P. T. (1999). A five factor theory of personality. In L. A. Pervin, & O.P. John (Eds.), Handbook of personality: Theory and research (2nd ed.; pp. 139-153). New York: Guilford Press.

Roccas, S. Sagiv, l. Schwartz, s & Knafo, A. (2002). The Big Five Personality Factor & Personal Values.  Personality and Social Psychology bulletin, 28 (6), 784- 801.  

Saucier, G. (2002). Orthogonal Marker for Orthogonal Factor: The Case of the Big Five, Journal of Research in Personality.                36, 1-31.

Warner, R. M., & Vroman, K. G. (2011). Happiness inducing behaviors in everyday life: An empirical assessment of ‘the how of happiness’. Journal of Happiness Studies, 12,                   1063-1082.