الحدائق التکنولوجية مدخلاً لتطوير التعليم الجامعي المصري "تصور مقترح"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

السعودية

10.12816/0042475

المستخلص

يواجه التعليم الجامعي المصري تحديات علي کافة الأصعدة منها العلمية، والتعليمية، والإقتصادية، والتقنية، والسياسية، والإجتماعية، والثقافية..إلخ، وبالتالي تعوق عدد من المشکلات منظومة التعليم الجامعي في مصر من إحداث التحسين والتطوير في کافة جوانبه، ومن أهم هذه المشکلات مشکلة التمويل، وضعف البحث العلمي داخل الجامعات وعدم التطبيق الفعلي له، هذا بالإضافة إلى عدد من المشکلات الأخري علي الصعيد الإجتماعي والسياسي والتقني. وهذا الواقع فرض على منظومة التعليم الجامعي في مصر أن تتبنى صيغ جديدة تعمل علي تطويره بما يؤهله لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها، وتحقيق التقدم العلمي والتطور التکنولوجي. ومن تلک الصيغ التي تتبناها الدراسة هو نموذج حدائق التکنولوجيا حيث استطاع هذا النموذج في التجارب العالمية تطوير الجامعات وتحقيق التقدم العلمي ورفع مستوي النمو الإقتصادي بشکل کبير.

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

الحدائق التکنولوجیة مدخلاً لتطویر التعلیم الجامعی المصری

"تصور مقترح"

 

 

إعــــداد

أ. د/ صفاء أحمد محمد شحاته 

د/ أحمد محمد محمد عبد العزیز  

أ/ میادة السید حسین محمد

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد السابع – سبتمبر 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة :

یواجه التعلیم الجامعی المصری تحدیات علی کافة الأصعدة منها العلمیة، والتعلیمیة، والإقتصادیة، والتقنیة، والسیاسیة، والإجتماعیة، والثقافیة..إلخ، وبالتالی تعوق عدد من المشکلات منظومة التعلیم الجامعی فی مصر من إحداث التحسین والتطویر فی کافة جوانبه، ومن أهم هذه المشکلات مشکلة التمویل، وضعف البحث العلمی داخل الجامعات وعدم التطبیق الفعلی له، هذا بالإضافة إلى عدد من المشکلات الأخری علی الصعید الإجتماعی والسیاسی والتقنی. وهذا الواقع فرض على منظومة التعلیم الجامعی فی مصر أن تتبنى صیغ جدیدة تعمل علی تطویره بما یؤهله لمواجهة هذه التحدیات والتغلب علیها، وتحقیق التقدم العلمی والتطور التکنولوجی. ومن تلک الصیغ التی تتبناها الدراسة هو نموذج حدائق التکنولوجیا حیث استطاع هذا النموذج فی التجارب العالمیة تطویر الجامعات وتحقیق التقدم العلمی ورفع مستوی النمو الإقتصادی بشکل کبیر.

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها :

تستهدف الدراسة الحالیة الإرتقاء بمنظومة التعلیم الجامعی المصری من خلال        تبنی نماذج وصیغ جدیدة قادرة علی إحداث هذا التطویر والتحسین المنشود بجمیع عناصر منظومة التعلیم الجامعی، ومن أبرز هذه الصیغ التی تم إستخدامها کمدخل لتطویر التعلیم الجامعی على المستوى العالمی هی حدائق التکنولوجیا. لذا تحاول الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالیة :

1-  ما مشکلات التعلیم الجامعی المصری؟

2-  ما القیمة المضافة لحدائق التکنولوجیا فی تطویر التعلیم الجامعی المصری؟

3-  ما ملامح التصور المقترح لإنشاء حدائق التکنولوجیا فی مصر؟

أهمیة الدراسة :

تتضح أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلی :

1-  تقدم هذه الدراسة صیغه جدیدة للإرتقاء بمنظومة التعلیم الجامعی فی مصر، وهی  حدائق التکنولوجیا التی تعد فرصة حقیقیة لتطویر هذه المنظومة بجمیع عناصرها.

2-  تساهم هذه الدراسة فی تقدیم تصور مقترح لإنشاء حدائق التکنولوجیا فی مصر، مما یساعد متخذی القرار على معرفة کل ما یلزم لإنشاء هذا الصرح بداخل الجامعات المصریة من أجل العمل على تطویر منظومة التعلیم الجامعی، وکذلک معرفة کافة المتطلبات التی یحتاجها تنفیذ هذا التصور، وماهی العقبات التی قد تعیق تنفیذه.

منهجیة الدراسة :

تعتمد الدراسة وفقا لمتطلباتها علی منهجیة مرکبة تتکون من :

1-  المنهج الوصفی: سوف تقوم الباحثة بإستخدام المنهج الوصفی بإعتباره إستقصاء ینصب على ظاهرة من الظواهر کما هی قائمة فی الحاضر بقصد تشخیصها وکشف جوانبها وتحدید العلاقات بین عناصرها أو بینها وبین ظواهر أخری، حیث أن الباحثة هنا تود أن تستقصی عن واقع التعلیم الجامعی فی مصر. (رحیم یونس العزاوى، 2008،  97)

2-  منهج تحلیل النظم: یعتمد هذا المنهج علی النظرة الکلیة للجامعات، حیث أن الجامعة عبارة عن نظام یتکون من مجموعة من العناصر والأجزاء المترابطة والمتناسقة والمتفاعلة، لتحقیق مجموعة من الأهداف الإستراتیجیة، حیث أن نظام الجامعة یتکون من مجموعة من المدخلات یتم التفاعل بینهما عن طریق مجموعة من العملیات للحصول علی أفضل مخرجات، ثم یتم تقویمها عن طریق التغذیة المرتدة.

المبحث الأول : مشکلات التعلیم الجامعی المصری :

تعانی منظومة التعلیم الجامعی فی مصر من الکثیر من المشکلات التی وقفت حائلاً بینها وبین التطویر والتحسین، وهذه المشکلات شملت کافة عناصر المنظومة من مدخلات، ومخرجات، وعملیات، ولعل من أبرز هذه المشکلات ما یلی :

1-   ضعف الأداء الأکادیمی والبحثی والمجتمعی بالجامعات المصریة:

تشیر نتائج المراجعات الخارجیة لزیارات الإعتماد، والزیارات الإستطلاعیة لعدد کبیر من المؤسسات الجامعیة إلى ما یلى من واقع فعلی للأداء الأکادیمی والبحثی والمجتمعی: (الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، 2011، 21- 26)

-       تحاول مؤسسات التعلیم العالی نشر ثقافة الجودة، وتساعدها جاهدة فی هذا الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والإعتماد من خلال موقعها وبرامجها الإلکترونیة التفاعلیة ومن خلال الدورات والندوات والمؤتمرات المختلفة، إلا أن مؤسسات التعلیم العالى مازالت تعانی من إحجام العاملین فیها- وبخاصة أعضاء هیئة التدریس- من المشارکة الفعالة فی تلبیة متطلبات تحقیق الجودة والتمیز والتى یجب أن تنعکس على فعالیة العملیة التعلیمیة داخل القاعة التدریسیة.

-       بدأت العدید من المؤسسات فی إجراء عملیات التقییم الذاتی لها على اعتبار أنها أولى العملیات الضروریة التی تساعدها على إستکشاف أوجه التمیز والضعف بها حتى یمکنها وضع الخطط المستقبلیة للإرتقاء بأدائها، وعلى الرغم من توافر تلک الممارسات، ووجود وثائق خاصة بالدراسات الذاتیة إلا أن المؤسسات ما زالت لا تستخدم الآلیات الفعالة فی الإستفادة من نتائج هذا التقییم، هذا إلى جانب محدودیة قدرة بعض الأدوات المستخدمة فی التقییم فی الکشف عن مواطن التمیز والتحسین.

-       عدم الترکیز على أهم عناصر الجودة وعواملها الحاکمة وهی معاییر التعلیم والتعلم، فمازالت البرامج التعلیمیة ومقرراتها وأسالیب التعلیم والتعلم والتقویم کل هذا یحتاج إلى تغییرات جوهریة تنعکس نتائجها على مواصفات الخریج فی تلک المؤسسات.

-       هناک بعض المؤشرات التی توضح قصور الهیکل التنظیمی الحالی للجامعات المصریة، ومنها تماثل الهیکل التنظیمی للجامعات، وعدم مراعاته للإختلاف بین ظروف وأحوال الجامعات المختلفة، مع الإهتمام بالشکل التنظیمی بغض النظر عن مدى ملاءمته لظروف وإحتیاجات المجتمع الفعلیة، وتوصف البنیة التنظیمیة للمؤسسة بأنها مزدوجة، والتی تتمثل فی الفصل بین الوظائف الأکادیمیة والإداریة، هذا إلى جانب التداخل بین مسئولیات وسلطات بعض الوظائف، وبخاصة الوظائف القیادیة.

-       بدأت بعض الکلیات فی تعزیز عملیات التعلیم والتعلم والتقویم بإستخدام التطبیقات التکنولوجیة الحدیثة؛ للإستفادة من ممیزاتها الکثیرة فی التغلب على مشکلات التعلیم التقلیدیة، وتنمیة دافعیة المتعلمین ومراعاة الفروق الفردیة بینهم، إلا أن الممارسات الفعلیة ما زالت قید البدایة والتجریب وإقتصر بعضها على تقدیم محتوى إلکترونی یرفع على مواقع المؤسسات الإلکترونیة، لکنه لم یصل لدرجة إحداث النقلة التی نتوقعها من التکنولوجیا أو من أنماط التعلیم المختلفة.

-       یتمیز العدید من أعضاء هیئة التدریس بنشاط علمی ممیز ومشارکة إیجابیة مع       الجهات والمؤسسات والمراکز العلمیة والبحثیة، وحصل العدید منهم على جوائز علمیة محلیة ودولیة، وفی هذا الصدد یمکن الإشارة إلى أن هذا التمیز الکبیر یغلب علیه الطابع الفردى، أما العمل والتمیز الفریقى والذى یعتبر من المتطلبات الأساسیة لمجتمع المعرفة وإنتاج المعرفة الجدیدة وتوظیفها، مازال من القیم الجامعیة التی تحاول المؤسسات  التوجه نحوها.

-       عدم إهتمام أغلب البرامج بتنمیة مهارات العمل والتوظیف سواء العامة أو المتخصصة المؤهلة لمهنة معینة ضمن نواتج التعلم المستهدفة، وإنما تعتمد على عدد من المهارات المتشابهة والمحدودة والعامة، ومنها العمل الفریقى وإستخدام التکنولوجیا وإدارة الوقت والتواصل.

-       لم نلحظ على البرامج التعلیمیة فی مؤسسات التعلیم العالی إعتمادها على التوجهات الحدیثة فی التعلیم والتعلم، مثل تبنی مدخل التعلیم والتعلم ولیس التدریس، أو التطویر القائم على المعاییر، وکذا التعلیم القائم على مهارات البحث والإستقصاء والتفکیر، أو تبنی ریادة الأعمال لربط البرامج بسوق العمل، علاوة على إدراج مهارات التوظیف والعمل العامة ضمن البرامج التعلیمیة، بالإضافة إلى تعزیز التعلیم والتعلم بإستخدام التکنولوجیا المناسبة والفاعلة، وکذا إستخدام مداخل ونماذج القیمة المضافة فی تقویم المتعلمین من ناحیة، وفی تقویم المؤسسة التعلیمیة من ناحیة أخرى.

-       على الرغم من معاناة مؤسسات التعلیم العالی، من أزمة التمویل إلا أنها لم تعمل نحو إیجاد مصادر بدیلة للتمویل تعتمد على ما تقدمه من خدمات تعلیمیة وبحثیة ومجتمعیة فی إطار تسویق الخدمات التعلیمیة، ومن معوقات هذا التوجه الإدارة غیر المستقلة للمؤسسات، وبیروقراطیة العمل وقصور العدید من القوانیین المنظمة للعمل.

-       ضعف إنتاجیة البحث العلمی من حیث التطبیقات العملیة لنتائج البحوث العلمیة لحل مشکلات مجتمعیة وملحة، فإلى الآن لم تستطع المؤسسات التعلیمیة أن تتحول إلى مؤسسة بحثیة تقوم على تقدیم الخدمات البحثیة المختلفة لشرکات ومؤسسات العمل سواء فی حل مشکلات لدیها أو فی تطویر آلیات العمل داخلها من خلال التکنولوجیا المختلفة. 

2-   إدارة المؤسسة التعلیمیة الجامعیة :

إن الأزمة المحوریة التی تواجه الجامعات الحکومیة المصریة هى أزمة الإدارة وما یرتبط بها من فقدان الرقابة داخل أروقتها، حیث تعانى الجامعات من هیاکل إداریة غیر مستقرة وغیر واضحة وقرارات متضاربة تتوقف على الرؤى الشخصیة، مما یؤکد عدم وجود معاییر واضحة من أجل الابتعاد عن مؤثرات العوامل الشخصیة والتغلب على الرقابة المفقودة.( عفاف محمد جایل، 2015،  35)

کما أن الواقع الحالی بالجامعات یشیر إلى نقص المعلومات المتاحة وعدم دقتها وشمولها. الأمر الذی ینعکس بالسلب على العمل الجامعی بصفة عامة، وعلى أداء الإدارة بصفة خاصة. ومن أسباب وضرورات التوجه نحو الإدارة الإلکترونیة:

-       صعوبة الإجراءات والعملیات الورقیة التقلیدیة، مما ینتج عنها زیادة تکلفة الأعمال.

-       التنبؤ بنتائج بعض القرارات والتوصیات، فی ظل توافر البیانات الدقیقة بالسرعة التی یتطلبها اتخاذ القرار.

-       توحید البیانات على مستوى المؤسسة وإداراتها المختلفة، نتیجة لإختلاف المصادر والقائمین علیها.

-       الوقوف على معدلات قیاس الأداء بدقة وفعالیة على عکس الإدارة التقلیدیة.

-       توفیر البیانات المتداولة للعاملین فی المؤسسة.

-        تحقیق الإتصال المستمر بین العاملین على إتساع نطاق العمل بالرغم من حتمیة هذا الأداء. (P.Bhanti, U.Kaushal and  A.Pandey, 2011, 15)

-       الوضع التنافسى للمؤسسات، وضرورة وجود آلیات للتمیز داخل کل مؤسسة تسعى للتنافس، وهذا ما یصعب تحدیده فی ظل عدم إتساع البیانات.

-       تبنی القیادات لتوجه توظیف الثورة التکنولوجیة، والإعتماد على المعلومات فی إتخاذ القرارات.

-       الحاجة إلى تقدیم نماذج جدیدة من الخدمات، مثل التعلم الإلکترونى، والذی یعنی التعلم بإستخدام الحاسبات الآلیة، وبرمجیاتها المختلفة سواء على شبکات مغلقة، أو مشترکة، أو شبکة الإنترنت، وهو تعلم مرن مفتوح. (Mayes, T., Morrison, D., Mellar, H., Bullen., P and Oliver, M., 2009)(The Economist Intelligence Unit, 2008)

3-   الإتاحة التعلیمیة :

یعانی التعلیم الجامعی من تحدی الإتاحة التعلیمیة، بمعنى أنه لا یلبى الطلب الإجتماعى علیه، فمعظم أفراد المجتمع ینظرون إلى التعلیم الجامعی على أنه قیمة إجتماعیة ضروریة بغض النظر عن مدى جدواها، ونتیجة للطلب المتزاید على التعلیم الجامعی، لم تعد الجامعات قادرة على إستیعاب هذه الأعداد المتزایدة من حیث المبانی، والقاعات، والتجهیزات، والإمکانیات التقنیة، وکذلک من حیث عدد أعضاء هیئة التدریس، وبخاصة أن الجامعات ومؤسساتها لم تتوسع أو تزد من فرص التعلیم بما یتماشى مع النمو المتزاید من أعداد السکان فی الشریحة العمریة، ومن المؤشرات التی تحدد تلک المشکلة:

-       تنمو أعداد الشباب فی الشریحة العمریة الراغبین فی الإلتحاق بالتعلیم الجامعی سنویاً بمعدل یفوق معدل القید الإجمالی فی التعلیم الجامعی، والمشکلة تتزاید بإرتفاع معدل الزیادة السکانیة، وإتساع شریحة العمر للفئة من 18 – 23. (البنک الدولى ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، 2010، 20)

-       9.35 % من السکان ذو مؤهل جامعی من إجمالی السکان وفقاً للتعداد عام 2006. (الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، 2011)

-       تناقص إجمالی أعداد المقیدین من الطلاب فی التعلیم الجامعی من 1203086  عام 2000 إلى 1123913 عام 2011 فی حین تزایدت أعداد الأفراد من السکان فی الشریحة العمریة. (وزارة التعلیم العالى، 2013أ)(وزارة التعلیم العالى، 2013ب)

-       یوجد فی مصر، عام 2012، عدد 19 جامعة حکومیة، تضم 327 کلیة ومعهداً، ولا  تتفق الزیادة فی المؤسسات الجامعیة مع الزیادة فی تدفق الطلب على التعلیم الجامعی.        ( وزارة التعلیم العالى، 2013أ)

-       معدل القید الإجمالی (إجمالی أعداد الطلاب المقیدین فی مرحلة التعلیم العالی والجامعی فی الفئة العمریة (18-23) منسوباً إلى إجمالی السکان فی الفئة العمریة نفسها) تزاید من 21 فی المائة عام 2000 إلى 32 فی المائة عام 2009. ( وزارة التعلیم العالى، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، 2013)

-       تبین التقدیرات السکانیة الأخیرة التالیة لتعداد 2006 حدوث زیادة کبیرة فی معدلات الإخصاب، ومن المتوقع أن یسفر هذا عن زیادة کبیرة فی تدفق المتعلمین على التعلیم العالی اعتباراً من عام 2024. (البنک الدولى ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، 2010، 20)

-       إستناداً إلى الإسقاطات السکانیة للجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، وبإفتراض حدوث زیادة فی المشارکة فی التعلیم العالی من 28 فی المائة إلى 35 فی الفترة ما بین 2006 وحتى 2021 اتساقاً مع خطة الحکومة، سیحتاج ما یقرب من 1.1 ملیون متعلم إلى مکان فی الجامعة بمعدل زیادة یبلغ فی المتوسط 3 فی المائة على مدى خمسة عشر عاماً. (البنک الدولى ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، 2010، 20)

أما عن مقارنة أعداد الخریجین فی الکلیات العملیة والنظریة, فتشیر الإحصاءات       وفقاً لتصنیف الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى تدنی أعداد الخریجین فی الکلیات العملیة والتى تصل إلى 20 % عنها فی الکلیات النظریة التی تصل إلى 80 %. (الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، 2011)

هذا على الرغم من أن الإکتشافات العلمیة الجدیدة قد ضاعفت من حجم المعرفة المتاحة للإنسان, وأسهمت بالتالی فی تغییر طبیعة العمل وأسواقه؛ لذا یعد وضع الأسس فی العلوم والریاضیات والهندسة والتکنولوجیا لکل جیل جدید من الأولویات المُلحة، وشرطاً أساسیاً مسبقاً للتفوق فی المستقبل فی ظل التکامل المتزاید بین الإقتصاد والتکنولوجیا فی التعلیم فی أسواق العمل المتغیر بشکل سریع. إن أکثر من 60% من المهن والمهارات فی سوق العمل الیوم لم تکن معروفة إلى فترة قریبة، کما أن أکثر من 75% من السلع المتوافرة الیوم فی الأسواق لم تکن معروفة قبل عقدین من الزمان. (سحر عبد المجید وآخرون، 2009، 11)

4-   ضعف سیاسات تصمیم البرامج التعلیمیة :

  على الرغم من أن جامعاتنا تحاول الخروج من دائرة التعلیم والتعلم النمطی الذى یرکز على الکم المعرفی أکثر من الترکیز على توظیف المعرفة فی تنمیة المهارات، والتى من ضمنها التعلم الذاتی الذى یستهدف الحصول على المعرفة، إلا أنها مازالت فی حاجة إلى إحداث ثورة ونقلة نوعیة لتغییر برامجها التعلیمیة ومقرراتها وما یتبع هذا من تغییر فی نواتج التعلم والمحتوى العلمى وإستراتیجیات التعلیم والتعلم والتقویم، والمبرر لهذا التغییر ما أشارت إلیه العدید من الدراسات أن الجامعات المصریة یسودها مناهج تعلیمیة تقلیدیة تعتمد على الحفظ والتلقین کوسیلة وحیدة للتعلم، بعیداً عن الإهتمام بوسائل وتقنیات التعلیم الحدیثة، مما أدى إلى تحویل معظم عملیات التعلیم إلى واجب حفظی (الکمّ) من المعلومات، تسمح للطلبة بتجاوز سنوات الدراسة، والحصول على الشهادة الجامعیة لا أکثر، وهو ما أدى إلى وجود الدروس الخصوصیة وإکتفاء جزء کبیر من أعضاء هیئة التدریس بجمع کمیة من المعلومات وإعطائها للطلبة بطریقة لا تتفق مع أسالیب التعلیم الحدیث. (دالیا فوزى الجیوشى،  منة الله عصام محبوب،2007، 5-9)(مصطفی احمد على، 2009، 67-69)

   فالمحاضرات الجامعیة تطبع وتنسخ على هیئة مذکرات أو ما یعرف ب(الملازم)، لتباع للطلاب فی المکتبات (التجاریة) دون رقابة ومسئولیة، مما أضر بمستوى التعلیم الجامعی وجعله امتداداً نمطیاً للتعلیم العام. هذا إلى جانب عدم إنطلاق البرنامج التعلیمى من رؤیة مرجعیة موثقة تحدد المفردات الرئیسیة لکل مادة دراسیة، فکل مقرر دراسى فی دورة فصلیة تختلف مفرداتها عما قبلها وما بعدها - کمّاً ونوعاً- بحسب طریقة الأستاذ المحاضر. وتأسیساً على ذلک، لا تقدم الجامعات لطلابها ما یکفی لحسن إعدادهم وتأهیلهم مهنیاً ومعرفیاً وإجتماعیاً وثقافیاً.

  ومن الإشکالیات الکبرى المتعلقة بسیاسات تصمیم البرامج التعلیمیة عدم وجود سیاسات قومیة عامة لتصمیم البرامج والمقررات التعلیمیة تعتمد على سیاسات الدولة التنمویة والتعلیمیة، وبالتالی یبقى الأمر محض إجتهاد من أعضاء هیئة التدریس فی وضع أسماء البرامج التعلیمیة وأهدافها ومحتواها مما یمثل فی النهایة تبایناً واضحاً وکبیراً فی مخرجات المؤسسات ذات التخصص الواحد. ومن النتائج السلبیة التی قد تنتج عن تلک الإشکالیة:

-       ضعف الملاءمة بین البرامج التعلیمیة ومتطلبات واحتیاجات سوق العمل، حیث لا تتصف برامجها التعلیمیة بالمرونة الکافیة على النحو الذی یسمح لها بالاستجابة إلى التغییر         وإلى متطلبات خطط التنمیة المحلیة والقومیة. الأمر الذی قد یتبعه عدم إستحداث        برامج أو مقررات دراسیة جدیدة أو إجراء تعدیلات فی البرامج التعلیمیة الحالیة.       (البنک الدولى ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، 2010، 216)

-       على الرغم من ظهور فکرة التطویر القائم على المعاییر وتبنّى مؤسسات التعلیم الجامعی معاییر أکادیمیة قیاسیة قومیة صادرة عن الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والإعتماد لتکون بمثابة رؤیة عامة لقطاع علمی وتعلیمی معین لما یجب أن یکتسبه المتعلمون من المعارف والمهارات خلال سنوات دراستهم، إلا أنه مع ذلک تشیر الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والإعتماد إلى أن ما تتضمنه البرامج التعلیمیة من أهداف ونواتج تعلم لا یتسق وما یقدم من محتوى تعلیمى وأسالیب تعلیم وتعلم وتقویم ومما یمثل تحذیراً قویاً من احتمالیة عدم تحقق أهداف البرامج التعلیمیة. (الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد،2011، 22)

5-   تدنی جودة البنیة التحتیة التکنولوجیة بالجامعات المصریة:

من الضروری إذا أردنا إحداث التطویر فی منظمة ما، فلابد من تزویدها بأحدث التقنیات، والوسائل التکنولوجیة، والأجهزة التقنیة عالیة الجودة، وتزوید مبانیها ومؤسساتها بکل الإمکانیات التقنیة الحدیثة التی تتلائم مع هذا التطویر والتحسین..

ولکن إذا نظرنا إلى واقع إستخدام التکنولوجیا فی التعلیم الجامعی سنجد أن هناک ضعف فی إستخدام التکنولوجیا داخل التعلیم الجامعی، فحتی هذه اللحظة تعتمد عدد من الجامعات فی تجهیزاتها لقاعات المحاضرات على سبورة وبعض الأقلام فقط متناسیة أننا فی صدد عصر رقمی تکنولوجی یعتمد على کل ما هو تقنی وحدیث من الأجهزة والمعدات مثل السبورة الذکیة التفاعلیة ((Smart Board وإستخدام أجهزة العرض والشرائح المختلفة.

کذلک تفتقر معظم الجامعات المصریة توفیر شبکات الإنترنت المفتوحة فی ساحات المحاضرات والکلیات والمراکز البحثیة بالجامعة التی یمکن من خلالها إستخدام المدونات عن طریق وورد بریس WordPress، وبلوجر Blogger وغیرها حیث تمکن الطلاب وأعضاء هیئة التدریس من إضافة المقالات، والشروحات، والوسائط الإعلامیة وتشارکها أثناء العملیة التعلیمیة. وکذلک تساهم إستخدام خدمات الأرشفة السحابیة مثل دروبکس Drobpox، وجوجل درایف Google Drive، ومایکروسوفت سکای درایف Microsoft SkyDrive، وسحابة أبل Apple iCloud لحفظ الملفات.

وکذلک نادراً ما تستخدم شبکات التواصل الإجتماعی فی العملیة التعلیمیة داخل الجامعات على الرغم من أنها تحقق دوراً ایجابیاً فاعلاً فی عملیتی التعلیم والتعلم من خلال ما تقوم به من: (خالد بن عبد الله وحمد بن عبد الله، 2016، 55)(جمال عبد العزیز، ، 302003)

-            تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی والعلمی.

-            تفعیل الإستراتیجیات التدریسیة المختلفة.

-            إیجاد الحلول لبعض المشکلات التعلیمیة.

-            تسهیل التواصل بین الطلاب والباحثین والمؤسسات العلمیة.

-            تفعیل برامج التعلیم الإلکترونی والمقررات الإلکترونیة فی الجامعات.

وهناک عدد من أنماط تکنولوجیا المعلومات التی یمکن إستخدامها فی التعلیم الجامعی، ومع ذلک فإن الجامعات المصریة نادراً ما تستخدمها ومنها : (عمر ابراهیم وفاطمة رشید، 2005،  533، 534)

-            المؤتمرات المرئیة - المسموعة Video Conferencing.

-            برامج القمر الصناعی Satellite Programmes.

-            المؤتمرات المسموعة Audio conferences.

کما تعانی الجامعات المصریة من تدنی مستوى الأداء فی إستخدام الأجهزة الحدیثة وتکنولوجیا الإتصال والتعلم لدی أساتذة الجامعات، وعدم قدرة الطلاب على إستخدام تکنولوجیا المعلومات والإتصال فی التعلیم الجامعی. (عزو اسماعیل، 2013، 2)

لذا یواجه نظام التعلیم الجامعی الحکومى فی مصر تحدیات تتمثل فی الإمکانیات الجدیدة التی تنتجها التکنولوجیا والتى من المهم الانتفاع بها فی العملیة التعلیمیة مما تفرض على الجامعات الحکومیة فی مصر تطویر أدائها لتکون مصدراً للإبداع فی الفکر والتکنولوجیا، وأیضاً للتمکن من مواکبة وملاحقة التزاید المعرفی الهائل من التطورات الدولیة المعاصرة وإنعکاسها على تطور الإتصالات والمعلومات مما یجعل من تطویر دور الجامعة ووظائفها إحدى تحدیات العصر التی یجب الإستجابة لها. (محمد عبد الحمید محمد، أسامة محمود قرنى، 2006، 173 )

وبالتالی تواجه الجامعات المصریة صعوبات عدة فی توفیر ما یحتاجه الباحث      من مواد وأجهزة ومعدات ومن هذه الصعوبات الروتین الممل لتوفیر هذه الأجهزة والمعدات،  فقد یحتاج الباحث إلى جهاز معین لإستکمال بحوثه ولکن بسبب عدم        وجود تسهیلات إداریة کافیة قد یضطر الباحث لتأخیر أبحاثه أو إلغائها من الأساس،         کما أن المساعدین الفنیین للباحث غیر مؤهلین التأهیل الکافی لتشغیل هذه الأجهزة.           (جمال أبو الوفا، 1994،  481، 482)

کما أن من أهم هذه الصعوبات هو ضعف توفیر المیزانیة الکافیة لشراء وجلب أحدث الأجهزة للباحثین والإکتفاء بما هو موجود حتى لو کان قدیماً أو بطیئاً أو غیر مواکب للحداثة، ورداءة تجهیز المعامل والمبانی التی لا تصلح لإجراء البحوث والإختبارات      العلمیة والتکنولوجیة.

6-        غلبة الدور الإدارى فی مقابل الدور القیادى التحویلى:

من الأسباب الرئیسة فی فشل العدید من محاولات التغییر، الإفراط فی ممارسة الدور الإداری وغیاب الدور القیادی التحویلی، والرضا المبالغ فیه عن الوضع الحالی للمؤسسة، وکذا الإفتقار إلى وجود الرؤیة الواضحة أو ضعف القدرة على توصیلها عبر رسالة الجامعة، علاوة على عدم وصول التغییر إلى جذور ثقافة المؤسسة، ومقاومة بعض العاملین للتغییر ومعارضتهم له بسبب ارتیاحهم للمألوف، والخوف من المجهول أو من فقدان المصالح المکتسبة والمرتبطة بالوضع القائم، أو سوء فهمهم للآثار المرتقبة للتغییر وتسییس العمل الإداری الجامعی وهیمنة الضغوط المجتمعیة على عملیة صناعة القرار، وهو ما یکبل الجامعات ویکرس تبعیتها للسلطة السیاسیة وتبرز تدخلات السلطة السیاسیة فی توجهاتها وفی تعیین قیاداتها الأکادیمیة والإداریة.

فی إطار التغییر تواجه المؤسسات تحدیاً مهماً یتمرکز حول مدى التزام- بل- ومدى قناعة القیادة الأکادیمیة والإداریة بضرورة الحاجة لتبنی التغییر، وهذه القناعة یجب أن تترجم فی شکل دعم ومؤازرة فعالة من خلال توضیح الرؤیة، والحصول على ولاء وإلتزام العاملین فی المستویات المتتابعة لتنفیذ عملیة التغییر. (Queensland government, 2013, 9-10)

بمعنى آخر، إن أحد أهم الأدوار للقیادات خلال عملیة التغییر تتمثل فی مساعدة أعضاء المؤسسة التعلیمیة سواء المتعلمین أو العاملین بالتغییر للتکیف مع ما سوف یفرزه التغییر من ظروف تعلیم وتعلم وعمل مختلفة وغیر مؤکدة وغیر محددة،  وبخاصة فی بدایة عملیات التغییر وهذا أمر طبیعی للغایة وسمة من سمات التغییر التی یخلقها ثم تتضح الأمور، ویتحتم على القیادات فی نفس الوقت العمل على التأکد من أن التغییر یسیر حسب الخطة الموضوعة والمعلنة على الجمیع، وعلى الذین شارکوا فی وضعها.

إن أحد مظاهر القیادة التحویلیة یتمثل فی القدرة على تحفیز وإلهام العاملین        وتوجیههم نحو تقبل التغییر أولاً ثم المشارکة الفاعلة؛ لذلک تعتبر قیادة التغییر              النمط القیادی المنشود لإحداث التغییر وتحقیق التکیف الإیجابى للقیام بالمهام التالیة            (The university of Adelaide, 2008, 5-6)

-       تحدید رؤیة المؤسسة وصیاغتها ومراجعتها وفقاً للمتغیرات والمستجدات العلمیة والإجتماعیة والتکنولوجیا.

-       تحدید وبناء جمیع عملیات التغییر والتطویر.

-       الحفاظ على القیم المؤسسیة والإعلان المستمر عنها وعن مخالفاتها.

-       التحدى المستمر للوضع الراهن.

-       تشجیع فرق التعلم المؤسسى وفرق العمل بالمؤسسة, ونشر الشعور بالثقة فی النتائج المتوقعة من إجراءات التغییر وإستراتیجیاته.

-       توصیل رؤیة المؤسسة لجمیع العاملین, وتحدید الرؤیة والإستراتیجیة اللازمة للتغییر.

-       مساندة الحلول المقترحة التی یثبت فعالیتها بغض النظر عن مقترحیها.

-       تحقیق المکاسب لجمیع أطراف المؤسسة, والتوفیق بین حاجات وأهداف الأفراد والمؤسسة.

-       بناء سیاسات عمل جدیدة تحقق أهداف المؤسسة.

-       تحدید الممارسات والمشاریع الجدیدة التی تساعد فی بناء القدرة التنافسیة للمؤسسة.

-       إتخاذ القرارات وإقتراح السیاسات فی ضوء الدراسات العلمیة والأبحاث المیدانیة.

-       التفکیر المستقبلى بمنهجیة علمیة تعتمد على الإستعداد للمستقبل.

-       إدخال نظم وتکنولوجیا المعلومات وإستثمارها فی أداء الأعمال والتواصل الإجتماعى بین العاملین،  وبین المؤسسة والمستفیدین.

7-   ضعف میزانیات التعلیم الجامعی فی مصر :

تعانى معظم المؤسسات الجامعیة من أزمات مالیة وإقتصادیة بسبب زیادة الطلب على التعلیم الجامعی، وإرتفاع کلفته، وضعف کفایة مصادر التمویل اللازمة لتغطیة إحتیاجات الجامعات. کما لا تزال الحکومة هی المصدر الأساسی بل یکاد یکون الوحید لتمویل التعلیم الجامعی، وبهذا یمکن القول إن قضیة تمویل التعلیم الجامعی من أکبر التحدیات التی تواجه المسئولین ومتخذی القرار، فنقص التمویل یؤثر تأثیراً بالغاً على مدخلات التعلیم من أبنیة، وتجهیزات، ومواد تعلیمیة، وأساتذة، کما یؤثر على فعالیات ومهام التعلیم سواء أکانت تدریساً، أو بحثاً، أو خدمة مجتمع، مما یجعل المؤسسات الجامعیة غیر قادرة على مواکبة التقدم العلمی، ویؤثر أخیراً على المخرجات، وذلک بالنسبة لمستوى تحصیل الطلاب، وکفاءتهم المعرفیة، والمهاریة، أو معدلات الرسوب، والتسرب، وإنتاجیة البحث العلمی، الأمر الذی یؤدی فی      نهایة الأمر إلى تدنی مستوى الخریج وتدنی مستوى جودة، وکفاءة منظومة التعلیم الجامعی بصفة عامة.

وتشیر التقاریر إلى وجود تدنی فی قیم ونسب الإنفاق على التعلیم الجامعی بین عامى 2002م و2009م هذا على الرغم من تأکید زیادة أعداد الأفراد فی الفئة العمریة للأفراد بین 18 و24 سنة؛ حیث یشیر الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن الإنفاق العام على التعلیم الجامعی إلى إجمالى الإنفاق العام کان 5.3 عام 2002 وتناقص إلى 2.8 فی عام 2009. (الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، 2011)

وبالتالی یشیر الواقع إلى ضعف التمویل المخصص للتعلیم الجامعی مما یعوق کافة عملیات التطویر والتحسین التی یمکن وضعها بهدف إصلاح التعلیم الجامعی ، طالما لا توجد المیزانیات وأوجه الانفاق الملائمة لإحداث هذا التطویر والتحسین.

واستناداً على کل ماسبق فإن منظومة التعلیم الجامعی فی مصر تواجه العدید من المشکلات التی تحول دون تطویرها بالشکل الذی یلائم العصر المعرفی الذی نعیش فیه الآن، لذا فإن منظومة الجامعات المصریة تحتاج إلى تبنی نماذج جدیدة اتبعتها بعض الدول المتقدمة والنامیة لتطویر نظم التعلیم الجامعی بها، وتلک النماذج تعتمد على إقامة تحالفات وشراکات بین الجامعات والمؤسسات الانتاجیة من أجل تحقیق الموائمة بین مخرجات الجامعات ومتطلبات سوق العمل، ومن هذه النماذج تبنت الدراسة نموذج حدائق التکنولوجیا لتطویر الجامعات المصریة لتحقیق متطلبات إقتصاد المعرفة، وذلک لإعتبار هذا النموذج من أحدث النماذج التی تبنتها الدول المتقدمة والذی کان ذو علاقة وثیقة بالجامعات ونظمها.

المبحث الثانی : القیمة المضافة لحدائق التکنولوجیا فی تطویر الجامعات المصریة :

تحاول الدراسة فی هذا المبحث تقدیم صورة واضحة ومفهومة عن نموذج حدائق التکنولوجیا کونها إحدی الصیغ المؤسسیة الحدیثة، التی أصبح لها دور قوی ومؤثر فی الارتقاء بالتعلیم الجامعی، وتحقیق النمو الإقتصادی والتطور التکنولوجی والعلمی فی إقتصادیات العدید من دول العالم، وذلک نظراً لما تتمتع به حدائق التکنولوجیا من قدرة على التغییر السریع لأنماط الإنتاج والانسیابیة العالیة فی نقل التکنولوجیا.

وهذا ما دفع دول العالم ذات الإقتصادیات المتقدمة والنامیة على حد سواء إلى تبنی هذا النموذج، الذی یضمن إحداث تعاون جاد بین المؤسسات الأکادیمیة والمؤسسات الصناعیة، وکذلک یضمن دعم البحث العلمی بالجامعات حیث إحتضان الأفکار الإبداعیة البراقة وتسویقها لتحقیق الربح، حیث إستطاعت حدائق التکنولوجیا فی عدید من دول العالم أن تقدم للمجتمع منتجات ومشاریع قویة قادرة على المنافسة فی السوق العالمی.

1-   تعریف حدائق التکنولوجیا :

تعرف حدائق التکنولوجیا بأنها "موقع جغرافی واحد یجمع الأنشطة البحثیة والتعلیمیة والتدریبیة والصناعیة والخدمیة، بحیث یسهل تبادل الخبرات والتعاون بین المؤسسات التی تعمل فیها، ومن وظائفها الأساسیة تقدیم الدعم لعملیات نقل التکنولوجیا إلى مؤسسات الأعمال، ودعم مهاراتها التنافسیة، وتحتوی حدائق التکنولوجیا على شرکات تستند فی عملها إلى التجدید المبنی على التقنیات المستحدثة، ومختبرات البحث والتطویر وفعالیات تعلیمیة وتدریبیة وحاضنات لمؤسسات الأعمال الناشئة". (التقریر العربی الثالث للتنمیة الثقافیة، 2010،  76)

وبالتالی فإن حدائق التکنولوجیا ما هی إلا آلیة وجدت لتحویل البحوث العلمیة إلى تطبیقات تکنولوجیة، وذلک من خلال إحتوائها على شرکات تدعمها المراکز البحثیة والمؤسسات الأکادیمیة ولاسیما الجامعات ومهمتها تقدیم الحلول والأفکار والأبحاث ودراسة کیفیة تطبیقها، وتدعمها کذلک المؤسسات الصناعیة الکبیرة ومهمتها الإنتاج والتسویق. حیث تقوم بتمویل وإحتضان الأبحاث العلمیة القابلة للتطبیق التکنولوجی، وبراءات الإختراع، وکذلک مشروعات التخرج الجامعیة وتسویقها.

وقد تم إعتماد عدة تعاریف رسمیة لحدیقة التکنولوجیا من قبل المنظمات الدولیة المختلفة، ومن أهمها ما یلی :

  • §     تعریف المنظمة العالمیة لحدائق العلم والتکنولوجیاInternational Association of scince parks (IASP) :

إتفقت معظم المراجع على هذا التعریف، حیث عرفتها المنظمة العالمیة لحدائق العلم والتکنولوجیاInternational Association of scince parks (IASP)  على أنها منظمة یدیرها مهنیون متخصصون هدفهم الرئیسی هو زیادة ثروة المجتمع، وذلک من خلال نشر ثقافة الإبتکار والإبداع، ووضع فرص للمنافسة بین الأعمال المرتبطة بها والمؤسسات القائمة على تطور المعرفة. ودور الحدیقة لکی تحقق هذه الأهداف هو :  IASP, 2016))

-       إنعاش وتنظیم سریان المعرفة والتکنولوجیا بین الجامعات ومؤسسات البحوث والتطویر، وکذلک الشرکات والأسواق.

-       تسهیل إنشاء وتنمیة الشرکات القائمة على الإبتکار خلال عملیات إحتضانها ونموها.

-       تقدیم خدمات إضافیة ممیزة، وتوفیر مناخ مناسب تتوافر به المرافق عالیة الجودة.

وتوصلت المنظمة العالمیة لحدائق العلم والتکنولوجیا لهذا التعریف العالمی بعد مقارنة نماذج عدیدة لحدائق العلم والتکنولوجیا فی 55 دولة، حتى یشمل التعریف کافة النماذج المعمول بها فی أنحاء العالم أجمع مع الأخذ فی الإعتبار العوامل الرئیسیة المشترکة بینها. کما تم الإتفاق على هذا التعریف من عدة هیئات مهتمة بحدائق العلم والتکنولوجیا منها مجموعة خبراء الحدائق العلمیة ومراکز الإبتکار. (جامعة الملک عبد العزیز، 2003، 16)

وبالتالی تناول هذا التعریف حدائق التکنولوجیا من منظور منظومی، حیث تم اعتبارها منظمة لها أهداف وأدوار محددة لابد القیام بها بکل فاعلیة من أجل تحقیق تلک الأهداف.

  • §     تعریف هیئة حدائق العلم والتکنولوجیا بالمملکة المتحدة United kingdom science parks associaton (UKSPA) :

قد تم الإتفاق من قبل العدید من المراجع على التعریف الذی وضعته هیئة حدائق العلم والتکنولوجیا بالمملکة المتحدةUnited kingdom science parks associaton (UKSPA) فقد عرفت حدائق التکنولوجیا على أنها مبادرة لدعم الأعمال هدفها الأساسی تشجیع ودعم الشرکات المبتدئة، وإحتضان الأعمال التکنولوجیة والإبتکار، وإمکانیة النمو السریع من خلال تقدیم البنیة التحتیة والخدمات الداعمة بما فی ذلک : (UKSPA , 2016)

  • الروابط التعاونیة مع وکالات التنمیة الإقتصادیة.
  • الروابط الرسمیة والعملیة مع مراکز التمیز، مثل الجامعات ومؤسسات التعلیم العالی ومنشآت الأبحاث.
  • الدعم الإداری فی نقل التکنولوجیا ومهارة إدارة أعمال الشرکات الصغیرة والمتوسطة.

وهذا التعریف یجعلنا نقف عند الوظیفة الرئیسیة لحدائق التکنولوجیا، حیث توثیق الروابط والصلات والعلاقات بین المؤسسات البحثیة، والمؤسسات الأکادیمیة، والشرکات الصناعیة، وتقلیل الفجوة العمیقة بینهما. فنجد أن مخرجات المؤسسات الأکادیمیة خاصة الجامعات من خریجین وإنتاج علمی هی بعیدة کل البعد عن ما تطلبه الشرکات الصناعیة فی سوق العمل، فیتخرج الطالب والباحث وهو لا یعلم سوى القلیل عن الواقع العملی الموجود، فقد تکون لدیه مهارات وخبرات تدرب علیها طوال مدة دراسته ولکن عندما یخرج إلى سوق العمل سوف یجد أن معظم ما تلقاه وتدرب علیه خلال سنوات لا حاجة له فی سوق العمل، وأن هناک مهارات أخرى وخبرات أخرى یحتاجها سوق العمل.

وهنا تظهر أهمیة حدائق التکنولوجیا کوسیط أو کسمسار یعرف متطلبات عمیله        (سوق العمل) ویحاول توفیرها وإعدادها وحل المشکلات من خلال إستغلال موارده          (العقول المبتکرة) التی تتواجد فی المؤسسات ( البحثیة والأکادیمیة ). فتتعدل المنظومة کلها ویجد العمیل مطلبه وتتلائم المتطلبات مع احتیاجات العمیل.

ویتشابه تعریف الإتحاد العالمی لحدائق التکنولوجیا مع تعریف هیئة حدائق العلم والتکنولوجیا بالمملکة المتحدة فی إعتماد حدائق التکنولوجیا على الشراکة Partnership ما بین مؤسسات المجتمع الواضعة على عاتقها مسئولیة البحث العلمی والإبتکار والإبداع، کالجامعات والمراکز البحثیة والمؤسسات الصناعیة الکبرى من أجل تسویق المخرجات عالیة التقنیة للشرکات المتوسطة والصغیرة الموجودة بداخل حدائق التکنولوجیا. وبالتالی یؤکد التعریفان على أن الوصول إلى مجتمع معرفی لا یعتمد على بناء حدائق تکنولوجیة مجهزة بأحدث التقنیات بل على بناء حدائق تکنولوجیة تهتم بالعقول المبتکرة المبدعة.

  • §     تعریف منظمة APTE الأسبانیة :

وقد عرفت منظمة APTE الأسبانیة حدائق التکنولوجیا بأنها مشروع یرتبط بوجود مساحة مادیة وتتوفر فیه الخصائص التالیة : (APTE, 2016 )

-       التعاملات الرسمیة والتنفیذیة مع الجامعات ومراکز البحوث ومؤسسات التعلیم العالی.

-       تشجیع إنشاء ونمو الشرکات القائمة على المعرفة والمنظمات الأخرى، التی تنتمی إلى قطاع الخدمات وأنشئت داخل الحدیقة نفسها مع وجود قیمة مضافة مرتفعة.

-       وجود هیئة إداریة مستقرة تعزز نقل التکنولوجیا وتشجیع الإبتکار بین المنظمات والشرکات التی تتعامل مع الحدیقة.

وبالتالی فإن هذا التعریف تناول حدائق التکنولوجیا من حیث مقومات نجاحها، حیث العلاقات الرسمیة مع المؤسسات البحثیة، والقدرة على إنشاء شرکات إنتاجیة وخدمیة، ونقل التکنولوجیا.

  • §     تعریف المنظمة السویدیة SISP :

أما المنظمة السویدیة SISP فقد خلصت إلى تعریف الحدیقة التکنولوجیة بأنها مکان محفز لإجتماع الأوساط الأکادیمیة والبحثیة والقطاع العام ومؤسسات الصناعة. والحدیقة تقوم بإدارة وتحفیز تدفق المعرفة بین الجامعات ومؤسسات البحث والتطویر والشرکات الموجودة فی السوق. ((SISP , 2016

وبالتالی فإن هذا التعریف تناول حدائق التکنولوجیا من حیث أهم وظائفها وهو إحداث التعاون والدمج فیما بین الأوساط الأکادیمیة والأوساط الصناعیة، مما یضمن نقل المعرفة وتطبیقها.

  • §     تعریف منظمة TEKEL الفنلندیة :

أما التعریف الذی قدمته منظمة TEKEL الفنلندیة یرى الحدیقة بأنها مؤسسة تتعاون مع الوزارات الحکومیة ومعاهد البحوث الأساسیة ومنظمات تطویر الأعمال والمروجین للتدویل والتجارة والتمویل من أجل تدعیم ثقافة الإبتکار وتنافسیة الشرکات القائمة على المعرفة. (TEKEL , 2016)

وبالتالی فإن هذا التعریف تناول حدائق التکنولوجیا من منظور تعاونی، حیث یشمل هذا التعاون کافة المؤسسات الحکومیة والخاصة على حد سواء لتحقیق هدف محدد وهو دعم ثقافة الإبتکار والإختراع.

  • §     تعریف منظمة التعاون والتطویر الإقتصادی OECD :

 أتی تعریف منظمة التعاون والتطویر الإقتصادی OECD للحدائق التکنولوجیة شاملاً لأی تجمع تکنولوجی على أنه روابط بین منشآت صناعیة وعلمیة وبحثیة وخدمیة وإستشاریة تعتمد على بعضها البعض وموصولة بالسوق وتکون مربوطة بحلقات إمداد تخلق قیمة مضافة. (OECD ,2010)

ویتشابه هذا التعریف إلى حد کبیر مع تعریف منظمة TEKEL الفنلندیة، حیث تناول حدائق التکنولوجیا أیضاً من منظور تعاونی.

ویجب الإشارة إلى أن أهم المنطمات التی ساهمت فی وضع تعریف لحدائق التکنولوجیا هی من إرتبطت ووضعت من أجل حدائق التکنولوجیا وهی منظمة IASP  الدولیة، ومنظمة UKASP البریطانیة، ومنظمة APTE الأسبانیة، ومنظمة SISP السویدیة، ومنظمة TEKEL الفنلندیة.

وبتحلیل التعریفات التی قدمتها هذه المنظمات یمکننا إستنتاج عدد من الأهداف التی یجب أن تحققها حدائق التکنولوجیا ومن أهمها :(European Commission , 2013 , 33)

-       تشجیع الإبتکار والقدرة التنافسیة لدی العملاء، إتفقت کل المنظمات على قدرة حدائق التکنولوجیا على هذا الهدف فیما عدا منظمة TEKEL الفنلندیة أقرت أنه یمکن أن تحققه ولکن بشکل غیر مباشر.

-       النمو الإقتصادی المحلی أو الاقلیمی شاملا توفیر المساحة وغیر ذلک من خدمات، إتفقت کل المنظمات على قدرة حدائق التکنولوجیا على هذا الهدف فیما عدامنظمة UKASP البریطانیة، ومنظمة SISP السویدیة أقروا  أنه یمکن أن تحققه ولکن بشکل غیر مباشر.

-       العمل مع قاعدة معرفیة، إتفقت کل المنظمات على قدرة حدائق التکنولوجیا على هذا الهدف فیما عدامنظمة TEKEL الفنلندیة أقرت أن حدائق التکنولوجیا لا یمکنها أن تحقق هذا الهدف.

-       فاعلیة القفز التکنولوجی، إتفقت کل المنظمات على قدرة حدائق التکنولوجیا على تحقیق هذا الهدف فیما عدامنظمة TEKEL الفنلندیة أقرت أن حدائق التکنولوجیا لا یمکنها      أن تحقق هذا الهدف، ومنظمة SISP السویدیة أقرت أنه یمکن تحقیقه ولکن بشکل       غیر مباشر.

-       الإستثمار الداخلی للاعمال القائمة على المعرفة، إتفقت کل المنظمات على عدم قدرة حدائق التکنولوجیا على تحقیق هذا الهدف فیما عدامنظمة TEKEL الفنلندیة التی أقرت أن حدائق التکنولوجیا یمکنها أن تحقق هذا الهدف، ومنظمة IASP  الدولیةالتی أقرتأنه یمکن أن تحققه ولکن بشکل غیر مباشر.

-       تکوین التطورات العنقودیة (cluster developments)، إتفقت کل المنظمات على قدرة حدائق التکنولوجیا على تحقیق هذا الهدف فیما عدامنظمة UKASP البریطانیة التی أقرت أن حدائق التکنولوجیا لا یمکنها أن تحقق هذا الهدف، وکذلک منظمة IASP  الدولیة، ومنظمة SISP السویدیة أقرواأنه یمکن أن تحققه ولکن بشکل غیر مباشر.

وتأسیساً على التعریفات السابقة نستطیع فی هذه الدراسة أن نقدم تعریف شامل ومبسط لحدائق التکنولوجیا Technology Parks بأنها عبارة عن :

منظمة ذات قیادة بارعة قادرة على تکوین علاقات وثیقة مع مؤسسات بحثیة وأکادیمیة ولاسیما مؤسسات التعلیم الجامعی حیث أنها قادرة على الإنتاج العلمی والبحثی المتطور، وکذلک مع مؤسسات صناعیة قادرة على تمویل الإبتکارات والإختراعات بما یتلائم مع مصالحها وأهدافها، والقیام بالوساطة بینهم من أجل إحتضان المشاریع الصغیرة والمتوسطة، مما یعزز التنافسیة وفرص النمو الإقتصادی القائم على المعرفة المتطورة.

ومما سبق نستنتج بأن حدیقة التکنولوجیا هی المجمع الذی یکون الترکیز فیه على العقول ولیس على البنیة التحتیة فقط من البناء والتجهیزات، وهی لیست وجهة أو هدف أو غایة فی حد ذاتها للعملاء والمستأجرین بل بوابة مفتوحة للفرص التی تعمل على توطید التعاون بین المراکز البحثیة ومؤسسات الصناعة والجامعة من أجل بناء إقتصاد وطنی محلی وعالمی یتسم بالقوة فی مواجهة ما یفرضه إقتصاد المعرفة علینا من متطلبات على کافة المستویات الإقتصادیة والسیاسیة والإجتماعیة.

وعلى الرغم من أنها أحد نماذج الشراکة بین الجامعة والصناعة من بین نماذج کُثر، إلا أنها إستطاعت أن تثبت تفردها وفاعلیتها فی تحقیق التعاون وتوطید أواصر العلاقة بین البحث العلمی وسوق العمل. فهی تعتبر ثانی أقدم هذه النماذج بعد الحاضنات التکنولوجیة Technology Incubators ولکنها برهنت فی فترة قصیرة لا تتعدی الثلاثة عقود        بأنها قادرة على تحویل المجتمع ککل لبؤرة إقتصادیة لدیها میزة تنافسیة تستطیع أن      تناطح بها أقوی الأنظمة الإقتصادیة فی العالم، مما یجعلها تستقطب العالم کله بمؤسساته        البحثیة والصناعیة.

2-   خصائص حدائق التکنولوجیا وعلاقتها بالجامعات :

لا یمکن أن نطلق على أی مؤسسة تقوم بنقل التکنولوجیا Technology Transfer من الأوساط الأکادیمیة البحثیة إلى الأوساط الصناعیة مسمی الحدیقة التکنولوجیة Technology Park، حیث أن هناک خصائص معینة تتوافر فی الحدیقة التکنولوجیة        تجعلها تتمیز وتصبح الأکثر تخصصاً من المؤسسات الأخری التی تقوم بنفس عملها ونفس دورها فی عملیة البحث والتطویر Research & Developement. کما أن هذه الخصائص تبرز قوة العلاقة بین حدائق التکنولوجیا والجامعات حیث أن کل خاصیة قد تأثرت أو أثرت فی الجامعات.

فقد تعددت وتنوعت المراجع التی تناولت ما یمیز حدائق التکنولوجیا، وهذه الخصائص قد تختلف من مجتمع إلى آخر، حیث تختلف الخصائص الثقافیة والإجتماعیة والتاریجیة والسیاسیة والإقتصادیة من مجتمع إلى آخر، بل أنها قد تختلف من مقاطعة أو مدینة إلى أخری داخل نفس الدولة. لذا قامت الدراسة بعمل تصنیف شامل وعام للخصائص التی تمیز حدائق التکنولوجیا وهی کما یلی :

  • §     العنقودیة Clustering :

تعرف هذه الظاهرة بأنها إنجذاب الشرکات التکنولوجیة المتقدمة ذات الخصائص المتشابهة إلى التجمع معاً کمجموعة متحالفة بقوة تکمل بعضها البعض، وهذا التشابه یأتی من کونها تتقاسم سوق مشترکة لمنتجاتها، أو أنها تستخدم موارد طبیعیة أو قوى بشریة أو قاعدة تکنولوجیة متشابهة. ویمکن أن نرى هذه الظاهرة بوضوح داخل الحدائق التکنولوجیة حیث یفترض أن تکون مساحة مرکزة جغرافیاً من الشرکات المستقلة ذات الصلة بالتکنولوجیا والمعرفة، وتدعمها منظمات أخرى. ومن خلال هذه التجمعات، تتمتع الشرکات بدرجة من "القرب الجغرافی" مما یسهل من تدفقات المعرفة. وقد أظهرت الدراسات أن التدفق الأقصى للمعلومات والأفکار موجود بین الشرکات القریبة جغرافیاً لأن ذلک یدعم عملیة التعلم من خلال الربط الشبکی، وبالتالی یؤثر إیجابیاً على المخرجات المبتکرة للشرکات. (K.F. Chan  &  T. Lau , 2005. 1215) (I. R. Gordon  & P. McCann , 2000, 513) (H.Romijn  & M.Albu , 2002 , 81 )

وهذه الخاصیة قد تأثرت بوجود الجامعات بشکل کبیر حیث أن هذا التجمع کان فی الأغلب ینشأ حول المؤسسات البحثیة والأکادیمیة ولاسیما الجامعات، لتکون قریبة من مصادر البحوث الأساسیة والمعرفة الرئیسیة.

  • §     التفاعلیة :

لابد للحدیقة التکنولوجیة أن یکون لدیها صلات رسمیة وتنفیذیة تفاعلیة مع جامعة      أو مؤسسة أخرى للتعلیم العالی أو مرکز بحثی. ( R. Van Dierdonck & Others ,1991, P3)

حیث أن الجامعات ومراکز البحث العلمی هی مشاتل للإنتاج العلمی والبحثی القابل للتطبیق والتنفیذ على أرض الواقع، فقد تتضمن حلولاً لبعض المشاکل الإقتصادیة التی تواجهها الشرکات والمؤسسات الصناعیة، أو إختراعا علمیاً أو تکنولوجیاً سوف یحقق تنفیذه وتسویقه مکاسب هائلة للشرکات التی سوف تقوم بدعمه ورعایته.

وبالتالی تعتبر حدائق التکنولوجیا مرکز لتجمع البحوث العلمیة والإنتاج العلمی القابل للتطبیق وبراءات الإختراع ومشاریع التخرج فی الجامعات والمؤسسات البحثیة. حیث أنها تعمل من خلال الشراکة بین الجامعة والصناعة على إلقاء الضوء على تلک المخرجات البحثیة والتکنولوجیة بکافة أنواعها، وتأخذها إلى مسار التطبیق العلمی السلیم الذی یهدف إلى نفع المجتمع علمیاً وإقتصادیاً.

إذن هذه الخاصیة تعتمد بشکل کبیر على وجود الجامعات التی تدعم الحدائق التکنولوجیة بالأفکار الجدیدة التی یمتلکها أعضاء هیئة التدریس والباحثون، وهذا یؤدی بدوره إلى تطبیق هذه الأفکار وتنفیذها وتسویقها على أرض الواقع.

  • §     إستقطابیة - جاذبة Attractive:

من أهم ما یمیز الحدیقة التکنولوجیة أنها تعمل على تشجیع إنشاء ونمو الشرکات القائمة على المعرفة وغیرها من المنظمات التی عادةً ماتکون مقیمة فی نفس الموقع.         ( R. Van Dierdonck & Others ,1991, 3)

فعند المبادرة فی إنشاء حدیقة تکنولوجیة تقوم المؤسسة القائمة على التنفیذ بمحاولات جاهدة لإستقطاب الشرکات الکبری أو النامیة الموجودة فی المنطقة وتحفیزها على        الإنتقال إلى الحدیقة أو فتح فروع فیها. وتقدم بعض الحدائق حوافز للشرکات الکبری مثل       تخفیض الإیجار لفترة فی البدایة، أو إعطائهم دوراً فی الإشراف على الحدیقة. مثالاً لذلک انتقال شرکة هولیت-باکارد العملاقة إلى حدیقة ستانفورد للبحوث. (جامعة الملک عبد العزیز، 2003،  52)

وبالتالی یجب أن تکون الحدیقة مهیأة لإستقطاب المصانع المتوسطة وعالیة التقنیة وإجتذاب الإستثمارات المحلیة والأجنبیة المرتبطة بها.(ایمن عبد المجید الکیال، 2005، 10)

وکذلک فإن للحدیقة التکنولوجیة الحریة فی إختیار أو رفض الشرکات التی تنضم إلى الحدیقة، حیث من الضروری لخطط أعمال الشرکات أن تتجاوب مع هویة الحدیقة. وهذه الهویة یجب أن تکون واضحة یعبر عنها فی العادة بصورة رمزیة مثل اختیار اسم الحدیقة أو رمزها أو أسلوب إدارتها. (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 761 , 773)

حیث أن إدارة الحدیقة تکون على درایة تامة بالشرکات التی تتماشى مع سیاستها، وتستطیع عمل شراکة معها دون وجود تعارض أو تداخل فی سلطات کل منهما. وأیضاً من الضروری أن تتفق الشرکة مع هویة الحدیقة، ففی ظل وجود الصراعات السیاسیة والإقتصادیة والسیاسیة والدینیة التی یشهدها العالم، فهذا یؤثر بکل تأکید على إختیارات إدارة الحدیقة لشرکائها من نفس الدولة أو من دولة أخری.

وکلما ازداد عدد الشرکات کلما کثرت التخصصات داخل الحدیقة وکلما إزدادت المیزة التنافسیة للحدیقة بالنسبة لغیرها من الحدائق التکنولوجیة الأخرى، وکلما إزدادت فرصة تطبیق البحوث العلمیة ومشاریع التخرج وبراءات الإختراع فی الجامعات مما یؤثر بالإیجاب على أداء الجامعات. وکذلک تکون تلک الشرکات إما مقامة داخل الحدیقة التکنولوجیة نفسها، أو فی موقع آخر خارج الحدیقة التکنولوجیة ولکنها تکون تابعة لها.

  • §     وجود إدارة متخصصة فی نقل التکنولوجیا :

قد تتواجد العدید من الإدارات فی مختلف المجمعات التکنولوجیة ولکنها تکون      غیر متخصصة فی مجال نقل التکنولوجیا، وتُترک هذه المهمة للشرکات الداعمة      للمشروعات الصغیرة والمتوسطة. لذا فإن حدیقة التکنولوجیا لابد أن یکون لدیها إدارة                   وظیفیة تعمل بنشاط على نقل التکنولوجیا ومهارات الأعمال إلى المنظمات فی الموقع.   (R.Van Dierdonck & Others ,1991, 3)

وکذلک لابد لهذه الإدارة المتخصصة فی نقل التکنولوجیا أن یکون  لدیها خبرات مشهود بها فی المجالات المالیة والتی قدمت خططاً للتنمیة الإقتصادیة. وأیضاً أن تتضمن الإدارة شخصاً نشطاً لدیه نظرة مستقبلیة بعیدة والقدرة والصلاحیة لإتخاذ القرارات، وله وقاره وإحترامه بین الناس، وله إنطباع طیب على الجهات المتصلة بالحدیقة فی المجتمع کحلقة وصل بین المؤسسة الأکادیمیة ومؤسسات الأعمال، والتخطیط بعید المدى مع حُسن الإدارة. (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 775-776)

ومن هنا نستطیع القول بأن الحدیقة التکنولوجیة هی التی تُدار بفریق إداری        متمکن یشارک بفاعلیة فی نقل التقنیة ومهارات العمل إلى المؤسسات المقیمة فی المنطقة. (ایمن عبد المجید الکیال، نوفمبر 2005،  11 )

وتؤثر الجامعات هنا بشکل کبیر على إدارة الحدیقة حیث أن فی کثیر من الأحیان تلجأ الحدیقة إلى عدد من القیادات الجامعیة للمشارکة بفاعلیة فی إدارة مصالح الحدیقة واختیار الأصلح لها.

  • §     تخصصیة :

بمجرد إنشاء الحدیقة التکنولوجیة یکون تخصصها محدد حیث الإتفاق من قبل المساهمین فی تأسیسها أو یظهر التخصص بعد إنشائها حسب تخصصات الجامعات والمراکز البحثیة التی ستقیم شراکة معها، فقد یکون النصیب الأکبر من الشراکة للمراکز البحثیة فی مجال الهندسة أو الفضاء وبالتالی سیکون التخصص الغالب على الحدیقة هو الهندسة أو الفضاء.

فهناک عدة إتجاهات بالنسبة لإختیار تخصصات الحدائق العلمیة والحدائق التکنولوجیة، وإختیار المؤسسات المشارکة فیها ومنها : (جامعة الملک عبد العزیز،2003،  52)

-       التخصص الدقیق فی مجال تتمیز به الجامعة، مثل الطب والتکنولوجیا الحیویة.

-       الإقتصار على التخصصات التی تتلائم مع الأبحاث فی الجامعة والمجالات الناشطة فیها.

-       فتح الحدیقة لجمیع التخصصات ما دامت قائمة على الإبتکار فی مجالات التکنولوجیا المختلفة.

وعندما یوجد التخصص لابد من إیجاد المتخصصین أی یجب على الحدیقة أن تکون لدیها  القدرة على الحصول على أفراد مؤهلین فی البحث والتطویر متخصصین فی المجال الذی ستتبناه الحدیقة.  (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 761)

وبالتالی تکون الحدیقة هنا فی أمسّ الحاجة إلى الباحثین والمتخصصین داخل الجامعات، طبقاً لما تحتاجه الشرکات الموجودة بها مما یدعم علاقات التعاون فیما بین الجامعة والحدیقة، وهنا تکون الجامعة هی الحاضنة للحدیقة التکنولوجیة والداعمة لها بدءاً من الأرض اللازمة للبناء إلى توفیر المناخ الإبداعی، الذی یحث کل العاملین فی الحدیقة على تقدیم المزید من الجهد والعمل والإبتکار والإختراع.

3-   أهداف حدائق التکنولوجیا :

لم تنشأ حدائق التکنولوجیا من فراغ، ولکن کان وراء إنشائها عدد من الأهداف المرجو تحقیقها بمجرد تأسیسها، هذه الأهداف لها توجهات مختلفة فمنها ما هو موجه نحو نمو الإقتصاد، ومنها ما هو موجه نحو التقدم العلمی والتکنولوجی من خلال تطویر التعلیم الجامعی.

لذا یمکن إیجاز أهداف حدائق التکنولوجیا فیما یلی ( Mustafa Atilla ,2004, p7) (Artemis Saitakis,2011, 6) (أیمن بن عبد المجید کیال، 2005، 11، 12) (Alberto Albahari and Others , 2013 , 12) :

  • تحفیز إنشاء الشرکات المبتدئة القائمة على التکنولوجیا الجدیدة (NTBFs)، وکذلک تشجیع نمو هذا النوع من الشرکات  (NTBFs) الموجودة بالفعل، والعمل على خلق التآزر بین هذه الشرکات الجدیدة والموجودة بالفعل.
  • تعزیز تکنولوجیات المستقبل وتحفیز الإبتکار التکنولوجی القائم على العلم.
  • خلق فرص عمل جدیدة وإستحداث الوظائف ذات الرواتب والمخصصات العالیة.
  • تحسین أداء الإقتصاد المحلی وجذب الإستثمارات الداخلیة، من خلال منع القاعدة الصناعیة المحلیة والإقلیمیة من رفض صناعات جدیدة، من أجل تحسین مستوى التنافسیة الوطنی.
  • تحسین صورة الموقع وخاصة للمناطق التی تستهدف نفس الأنشطة، مما یعمل على جذب الإستثمارات للموقع.
  • تشجیع وتسهیل التواصل بین مؤسسات التعلیم العالی والصناعة، وتیسیر نقل التکنولوجیا من المؤسسات الأکادیمیة لشرکات الحدیقة التکنولوجیة وتشجیع البحوث والروابط التجاریة، وتسویق البحوث الأکادیمیة، وتحویل براءات الإختراع إلى منتج جدید یحقق نجاح إقتصادی.
  • خلق فرص الإستشارات لأعضاء هیئة التدریس والطلاب التی تولّد ثقافة العمل الحر.
  • خلق بیئات ملائمة لشرکات التکنولوجیا الفائقة لإجراء دراستهم فی مجال البحث والتطویر.
  • جذب مصادر تمویل جدیدة للشرکة التکنولوجیة فی المنطقة، وتوفیر العائد المناسب والآمن على رأس المال، وتولید الدخل للمؤسسات الأکادیمیة.
  • إستقطاب مشاریع صناعیة ذات تقنیة متوسطة أو عالیة لشرکات عالمیة کبرى مع إجتذاب ما یرتبط بذلک من استثمارات محلیة وأجنبیة.
  • المساعدة فی إعادة الهیکلة الإقتصادیة فی الإقلیم بإعتمادها على المعرفة بدلاً من المواد الطبیعیة، وتوجیه الإقتصاد الوطنی لتبنّی صناعات وتقنیات معینة ذات أهمیة إستراتیجیة أو میزات تنافسیة أو نسبیة تساهم فی النمو الإقتصادی.
  • توجیه النمو الحضری والعمرانی والسکانی إلى مناطق حضریة جدیدة توفر العمل والعیش الکریم، والإستفادة منها کأداة لتخفیف الضغط عن المدن الکبرى القائمة.

وقد تختلف أهداف الحدائق بإختلاف الجهة المؤسسة لها، فالجامعات -على سبیل المثال- عادة ما تهتم بنقل التقنیة من الجامعة واستغلال مخرجات أبحاثها تجاریاً بالإضافة إلى توظیف وتدریب الطلبة والإستفادة من أساتذة الجامعة فی مشاریع الأبحاث والتطویر فی المنطقة، وهذه الأهداف تختلف عن أهداف حکومة منطقة معینة والتی قد تتمثل فی تنمیة إقتصاد المنطقة وجذب الإستثمارات والوظائف إلیها.( أیمن بن عبد المجید کیال، 2005،ص12)

ولذلک فإنه من الضروری أن تقوم کل جهة  تدرس إنشاء حدائق تکنولوجیة بتحدید الغرض منها قبل الخوض فی تفاصیل إنشائها حیث أن الغرض من إنشاء الحدیقة التکنولوجیة وتحدید أهدافها یؤثر بطریقة مباشرة فی تصمیمها وحجمها وطریقة إدارتها وفی أسلوب تمویل تطویرها وتشغیلها.

4-   عناصر نجاح حدائق التکنولوجیا :

قیام الجامعات بإنشاء حدائق تکنولوجیا خاصة بها لیس بالأمر الیسیر، وفی نفس الوقت هو لیس بالأمر المستحیل، وإنما هو له عدد من العناصر التی لابد أن تتوافر لضمان نجاحه بشکل مستمر، وضمان نموه وتطوره والتی تجعل الأمر یسیراً. وهذا یحتم أن تقوم الدراسة بعرض العناصر أو المقومات التی تضمن نجاح حدائق التکنولوجیا. حیث أن حدائق التکنولوجیا مثلها مثل أی منظمة تعتمد على عدد من العناصر لکی تضمن نجاحها وتأدیة دورها على أکمل وجه ومن هذه العناصر ما یلی :

  • وجود الموقع المتمیز : لابد من وجود موقع یفی بالمتطلبات التالیة : (التقریر العربی الثالث للتنمیة الثقافیة، 2010، 81) (APTE , 2006 , 36)

-       القرب من الجامعات، ومراکز البحوث، أو غیرها من مراکز التدریب القادرة على توفیر العمالة المتخصصة المؤهلة.

-       بیئة غنیة بالخدمات (خاصة للشرکات).

-       أدوات لتطویر أوجه التآزر الإبداعیة التی تستهدف الشرکات الصغیرة والمتوسطة.

-       إمدادات کافیة من الأراضی والمبانی والخدمات الداخلیة.

-       سعة المناطق الخضراء، والجودة فی تصمیم المبانی، وما إلى ذلک.

-       وجود أنظمة للإتصالات، مثل وجود شبکة ذات سرعة مرتفعة للوصول إلى خدمات الإنترنت.

-       وجود مرافق سکنیة وترفیهیة على مستوی جید.

-       وجود المواصلات قرب الموقع  من مطارات دولیة وطرق سریعة ومحطات السکک الحدیدیة. 

  • وجود علاقة قویة مع الجامعة : فمن أهم عوامل نجاح حدائق التکنولوجیا التعاقد المرکزی مع واحدة على الأقل من المنظمات البحثیة التی تدرک أن حدائق التکنولوجیا هی المحرک الوحید للنمو الإقتصادی للتکنولوجیا المتقدمة، وتکون لدیها قدرات قویة لنقل المعرفة، وتتبع المدخل التعاونی لإستیعاب احتیاجات الصناعة، ویکون لدیها التفاعل القوی بین الحرم الجامعی البحثی أو الأکادیمی المضیف والحدیقة حیث بُعد المسافة أوالقرب منها. (  Artemis Saitakis, 2011, 13 )

لذا لابد من وجود علاقة نشطة وفعالة ومتعددة الأبعاد مع جامعة حکومیة أو أی مؤسسة بحثیة حکومیة حیث یغلب علیها الطابع الرسمی، وهذا یجعل العمل یسیر على نحو أفضل حیث أن الجامعة تمتلک صلاحیات نقل المعرفة والتکنولوجیا إلى المؤسسات الصناعیة.

  • §ضمان وجود عائد إقتصادی : أی وجود جدوى إقتصادیة ومالیة للحدیقة مثل تولید عوائد للمستثمرین، ووجود سوق إستهلاکیة وأدوات التفاعل بین الشرکة والمستهلک والقرب من الموردین. (Wladimir Ribeiro Pardo & Others , 2015 , 544). حیث أن الغرض الرئیسی من إنشاء الحدائق التکنولوجیة هو تحقیق القدرة التنافسیة الإقتصادیة، والقدرة على المنافسة فی السوق الإقتصادی العالمی.
  • وجود قیادة واعیة وبارعة : وذلک من خلال اختیار قیادة قویة قادرة على            الإتصال بقیادات الإقتصاد القومی ولدیها خبرة جیدة ومهارات قیادیة وإداریة قیّمة.           (Lian-Shen Tung ,2011, 11 )
  • وجود تفاعل دائم مع النظام البیئی للإبتکار : أی التفاعل مع القطاع العام الحکومی سواء على المستوی المحلی أو الإقلیمی حیث أن حدائق التکنولوجیا لیست مؤسسات قائمة بذاتها، بل أنها متصلة دائما بالنظام البیئی للابتکار.  (European commission , 2013 , 3) وهذا ما یجب أن نعیه تماماً حیث أن حدائق التکنولوجیا کمؤسسات لن تستطیع أن تعمل وحدها، بل لابد أن تکون على إتصال دائم بکافة مؤسسات المجتمع الأخری وأن تکون العلاقة بینهم تبادلیة سواء بشکل رسمی أو غیر رسمی.
  • الالتزام بالرؤیة والخطط والإستراتیجیات الرئیسیة : أی الإلتزام الصارم        بالرؤیة الواضحة طویلة المدى الواردة فی الخطة الرئیسیة والغرض منها. وإستراتیجیات الإبتکار الإقلیمیة والوطنیة، والإستراتیجیات ذات المدى الطویل ذات الجودة العالیة، التی تضمن وجود بیئة فعالة ومبتکرة للتعایش وأیضاً للعمل.                    ( Artemis Saitakis, 2011, 13) (Lian-Shen Tung ,2011, 11) وکذلک تحدید إستراتیجیة وأهداف الحدیقة التکنولوجیة الجدیدة وتحدید أفضل أسالیب التنفیذ والتطبیق، فالحدائق تواجه عدد من العملیات والعلاقات المعقدة والمتنوعة التی یجب أن تکون قادرة على فهمها وإدارتها.
  •  وجود بنیة تحتیة وتقنیة متمیزة : من خلال تأمین الأرض ورأس المال والموارد اللازمة لإنشاء حدائق التکنولوجیا وضمان إستمراریة نموها حتى فی أوقات الأزمات الحرجة، وضمان عدم خروجها عن مسار تحقیق أهدافها من أجل خلق بیئة عمل قائمة على نمو الإبتکار والمعرفة. (European commission , 2013 , 3)
  • ضمان وجود الأسواق المحلیة والعالمیة : أی معالجة مدى توافر الأسواق المحلیة والعالمیة وسلاسل دعم الشرکات، وأن توجه جهود إدارة الحدائق إلى زیادة        الطلب من خلال حاضنات الأعمال وبرامج نمو المشاریع المتوسطة والصغیرة وعروض تمویلیة جدیدة لتنمیة الأعمال القائمة على التکنولوجیا. (European commission , 2013 , 4)
  • ضمان جودة الخدمات المقدمة : فلابد من إختیار مجموعة من الخدمات تقدم لمستأجری الشرکات والأعمال على نطاق إقتصادی واسع، حیث أن وجود مجموعة کبیرة من الخدمات یعمل على نمو الأعمال التجاریة.  (Lian-Shen Tung ,2011, 11)
  • وجود القدرة على التسویق : إن أوجه الإختلاف بین حدائق التکنولوجیا وغیرها من المؤسسات التکنولوجیة الأخرى هو قیامها بأنشطة التسویق والإنتاج، وعدم إعتمادها على نشاط البحث والتطویر فقط.

فإذا نظرنا إلى نموذج " کابرال دهب"  cabral dahab لإدارة حدائق التکنولوجیا،  سنجد أن هذا النموذج وضع عدد من الخصائص التی تمیز الحدائق التکنولوجیة والتی کان من أهمها  القدرة على التسویق. فیذکر کابرال دهب أن الحدیقة التکنولوجیة یجب أن تمتلک  القدرة على تسویق خدماتها ومنتجاتها ذات القیمة العالیة. وکذلک المقدرة على توفیر خبرات التسویق والمهارات الإداریة للشرکات وبالأخص الشرکات الصغیرة والمتوسطة الحجم التی تحتاجها تلک الموارد. (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 767)

وهذا یعنی أنه إذا لم تسوق السلعة البحثیة تسویقاً جیداً یلیق بقیمتها وجودتها فإنها ستبور، فلن تجد من یخرجها إلى أرض الواقع. فهناک مخرجات علمیة وخدمات بحثیة قیمتها ضعیفة ولکنها تسوق بالشکل الصحیح، فتجد من یدعمها ویمولها على الرغم من رداءة جودتها، وهناک مخرجات وخدمات أخرى ذات قیمة بحثیة وعلمیة کبیرة ولکنها لا تسوق بالشکل المطلوب، فلن تجد من یدعمها. ومن هنا کان یجب على حدائق التکنولوجیا أن توفر لما تقطنها من شرکات مهارات التسویق و البرامج التدریبیة لهم من أجل التدریب على مهارات إدارة الأعمال وتسویقها.

وهنا تکون الجامعات هی المستفید الأکبر حیث یتم التسویق لمخرجاتها العلمیة والتکنولوجیة، من خلال إستخدام طرق علمیة فی مجال التسویق، وبالتالی لا یقف إنتاجها العلمی عند حد النشر فقط، بل یتم تطبیقه وإنتاجه وتسویقه.

  • وجود ضمان حمایة للملکیة الفکریة : إن حدائق التکنولوجیا لابد لها من التواجد فی مجتمع یسمح بحمایة أسرار المنتجات والعملیات من خلال براءات الإختراع أو الحراسة أو سبل أخری.  (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 770)

لذا تعتبر حدائق التکنولوجیا الأداة التی تستطیع الوصول إلى الإختراعات ومشاریع التخرج والأبحاث العلمیة الخاصة بالمؤسسات البحثیة التی تتعامل معها وخاصة الجامعات، وبالتالی فإن هذا الکم من الإنتاج العلمی والبحثی الذی تنتجه الجامعات یتطلب ضمان لحمایة الملکیة الفکریة لأصحاب هذه المخرجات البحثیة من السرقة أو التلاعب بها.

  • §     وجود دعم مؤسسی خارجی : تحتاج الحدیقة التکنولوجیة فی بدایة إنشائها دعم من مختلف الجهات مما یضفی لها ولرسالتها مصداقیة، وکذلک لتخصصها تمیًزا فی مجال العلوم والتکنولوجیا.

لذا یجب أن تتلقی  دعم من جهات مستقرة ودینامیکیة وذات نفوذ قوی مثل جهة دعم مالی أو مؤسسة سیاسیة أو جامعة محلیة. (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 767)  وکنوع من الدعم المباشر للحدائق فی الولایات المتحدة الأمریکیة تقوم الحکومة المرکزیة بفتح مکاتب لمراکز البحوث الخاصة بها وللإدارات المشرفة على الأبحاث فی تلک الحدائق. ومن ذلک على سبیل المثال مکاتب مؤسسة الصحة القومیة وهیئة حمایة البیئة فی حدیقة مثلث البحث بولایة نورث کارولینا، وکذلک مرکز أبحاث القوات البحریة فی حدیقة بحوث جامعة نیو أورلیانز. (جامعة الملک عبد العزیز، 2003،  52)  ومن أهم الجهات التی تقوم بدعم الحدائق التکنولوجیة هی الجامعات، حیث تقدم لها لیس الدعم المالی فقط، وإنما تقدم لها الدعم الفنی والتقنی فی کل ما تحتاج إلیه الحدیقة من خبرات وتجارب ترید الإستفادة منها ومحاکاتها.

  • §     وجود هیئة إستشاریة : لابد لأی مؤسسة حدیثة الولادة أن تستعین بطاقم إستشاری سواء کان إداری أو أکادیمی، من أجل الحصول على الخبرات اللازمة لنهوض هذه المؤسسة. ولهذا فإن حدائق التکنولوجیا لابد أن تتضمن نسبة عالیة من المؤسسات الإستشاریة إلى جانب شرکات فنیة بما فی ذلک المعامل ومؤسسات التحکم فی الجودة. (A. E. Echols & J. W. Meredith ,1998, 777). ومن هذه المؤسسات الإستشاریة بالطبع المؤسسات الجامعیة، حیث تقوم بتقدیم الإستشارات اللازمة فی بدایة إنشاء الحدیقة، وکذلک لا تستطیع أی حدیقة تکنولوجیة مهما کانت خبراتها الإستغناء عن الإستشارات التی تقدمها الجامعة خاصة من الخبراء أو أعضاء هیئة التدریس أو القیادات الإداریة أو جمیعهم معاً. 

وبالتالی لابد عند التخطیط لإنشاء حدیقة تکنولوجیة الأخذ فی الإعتبار کل هذه العناصر التی تساهم بشکل فعال فی نجاح حدیقة التکنولوجیا وضمان استمراریتها.

5-   القیمة المضافة لحدائق التکونولوجیا فی تطویر الجامعات المصریة :

تبیّن من العرض السابق ضرورة الإتجاه نحو تبنًی فکرة الحدائق التکنولوجیة فی تطویر التعلیم الجامعی، وفیما یلی یمکن إیجاز القیمة المضافة لها.

1-   الاستغلال الأمثل للموارد الملموسة وغیر الملموسة للجامعات المصریة :

أی أنها تستطیع الوصول إلى أعضاء هیئة التدریس والموظفین من أجل الإستشارات، وکذلک إلى طلاب الجامعة وخریجیها من خلال التدریب والترتیبات التعاونیة، وإلى         مرافق الجامعة والملکیات التکنولوجیة والملکیات الفکریة. وهی قادرة على الإستخدام  التعاقدی للمعدات العلمیة والهندسیة والحاسوبیة المملوکة للجامعة والوصول إلى نظام مکتبة الجامعة وموقع الجامعة المخصص لعروض التدریب والتعلیم، وکذلک الحصول على عروض التعلیم النظامی والمستمر فی الحرم الجامعی. (Rick Petree, Radoslav Petkov And Eugene Spiro,2000, 4,5)

ویترتب على هذا الوصول الإستغلال الأمثل لهذه الموارد، حیث نستطیع الإستفادة من خبرات أعضاء هیئة التدریس وکذلک الوصول لأحدث ما قاموا به من أبحاث وإبتکارات، وکذلک الإستغلال الأمثل للطلاب والخریجین وطاقاتهم من خلال تدریبهم وإثقالهم بالمهارات التی یحتاجها سوق العمل، وکذلک تسویق ما قاموا به من أبحاث ومشاریع تخرج وبراءات إختراع والعمل على تطبیقها. کما تقوم حدائق التکنولوجیا بإستغلال مرافق الجامعة وقاعاتها ومعاملها الإستغلال الأمثل من خلال ما تقوم به من تعلیم وتدریب.

2-   الإتجاه نحو تحول مصر إلى إقتصاد المعرفة :

إن حدائق التکنولوجیا قادرة على تحقیق ما یتطلبه إقتصاد المعرفة بشکل کبیر، فالدخول إلى إقتصاد المعرفة یتطلب زیادة التنافسیة الإقتصادیة المبنیة على المعرفة، وهذا ما تحققه حدائق التکنولوجیا حیث أنها تهدف تشجیع الصناعات کثیفة المعرفة من خلال تطبیق الأبحاث والإختراعات ومشروعات التخرج التی یؤدی تطبیقها التکنولوجی إلى عمل طفرة تقنیة عالیة تحقق میزة تنافسیة تستطیع من خلالها الدولة أو المنظمة أن تنافس بقوة فی الأسواق العالمیة.

کما أن طبیعة مؤسسات حدائق التکنولوجیا وبنیتها التحتیة صُممت لتساعد الطلاب والباحثین على الإبتکار والإبداع والإختراع، من خلال ما توفره لهم من إمکانیات ومقومات تکنولوجیة وبیئیة وتزویدهم بالمهارات التقنیة العالیة وأسالیب وطرق تولید المعرفة وإدارتها وتطبیقها، وبالتالی هذا سیؤدی إلى رفع کفاءة الموارد البشریة وزیادة إنتاجیتها العلمیة والتقنیة وکل هذا یمهد لبنیة مؤسسیة قویة لإقتصاد المعرفة.

لذا أقر عدد من الدول ضرورة إعتماد إستراتیجیة إقتصادیة طویلة الأجل تمکنها من تحویل بعض ترکیزها على تطویر أکثر اتساعاً لإقتصاد المعرفة، وهذا یتطلب وجود عرض مناسب للتقنیة ووجود طلب علیها من الصناعة والمستهلکین الآخرین بما فیهم الحکومة، لذا یجب تطویر التعاون بین أصحاب المصلحة الثلاثة وهم الحکومة والتعلیم الجامعی ورجال الأعمال، ومن أفضل الإستراتیجیات لعمل هذا هی إنشاء حدائق التکنولوجیا. (Deog-Song Oh & Malcolm Parry OBE,2007 ,  4). إذن تعتبر حدائق التکنولوجیا آلیة جیدة تعمل على تحقیق ما یتطلبه إقتصاد المعرفة وخاصة تلک التی ترتبط بالبحث العلمی.

3- تحقیق الشراکة ما بین الجامعة والصناعة :

إن وجود حدائق التکنولوجیا یحقق أفضل تعاون ما بین الجامعة والصناعة حیث تولید الأفکار وتسویقها، غیر أنها الطریقة الوحیدة للوصول إلى مصاف الجامعات الریادیة وإنشاء شرکات قائمة على المعرفة ینتج عنها فرص عمل ذکیة للوصول إلى التنمیة المستدامة. (Babak Ziyae& Mehdi Tajpour,2016,p.278)

وتلعب حدائق التکنولوجیا الدور الرئیسی فی أنظمة الإبتکار الوطنیة والدولیة، وذلک من خلال دورها فی بناء الجسور الحیویة بین الأوساط الأکادیمیة  والأعمال التجاریة، وبین البحوث والخدمات والمنتجات التجاریة. ومن المسلّم به أیضاً هو دورها فی إحداث التنمیة الإقلیمیة. (Ilkka Kakko and Sam Inkinen,2009,p.542)

حیث أن التحول من المعرفة العلمیة إلى الإبتکار التکنولوجی یکمن فی صمیم الحدائق التکنولوجیة ؛ وبالتالی فإن وجود مؤسسة أکادیمیة مضیفة، وعادة ما یکون مؤسسة جامعیة، غالبا ما ترتبط رسمیاً مع الحدیقة. وهذا الرابط الأکادیمی-الصناعی یمکن أن یتخذ أشکالاً عدیدة، منها : (K.Y.A. Chan & L.A.G. Oerlemans & M.W. Pretorius , 2009 , 56) (P.Quintas  & D. W. & D. Massey , 1992 , 161)

-       نقل الأشخاص بمن فیهم الأعضاء المؤسسون للشرکات والمدیرین والموظفین إلى العمل فی الشرکات التی تقطن الحدیقة.

-       نقل المعرفة من خلال التعاون مع الباحثین وطلاب مؤسسات التعلیم العالی.

-       تطویر العقود وتصمیمها وتحلیلها وإختبارها وتقییمها وما إلى ذلک.

-       الوصول إلى المرافق الجامعیة.

-       إنشاء الشرکات الأکادیمیة الجدیدة القائمة على التسویق Spin-offs، التی شکّلها أعضاء هیئة التدریس من خلال أخذ البحوث من المختبر إلى حدیقة التکنولوجیا، لبدء مشاریعهم التجاریة الخاصة.

وهذا الرابط الأکادیمی الصناعی یزید من فرص تسهیل الإستشارات وتوظیف الطلاب والخریجین، وإحداث التعاون فی المشاریع البحثیة، ومشارکة أعضاء هیئة التدریس فی الشرکات الناشئة القائمة على البحث الجامعی. (Jeffrey A. B Astuscheck, 1996, 41)

وبالتالی تستطیع حدائق التکنولوجیا أن تقوی هذا الرابط بین الجامعة والصناعة، من خلال قیامها بدور الوساطة عن طریق تسویق ما تنتجه الجامعات من بحوث، وتحویله إلى منتجات تستفید بها المؤسسات الصناعیة، مما یعمل على تحقیق التوائم ما بین سوق العمل وخریجی الجامعات، حیث أنه من أبرز المشکلات التی تواجه الجامعات المصریة بشکل عام هو عدم ملائمة مهارات خریجیها مع ما یتطلبه سوق العمل من مهارات وقدرات تتناسب وطبیعة العمل به.

لذا تضع حدائق التکنولوجیا حلولاً لهذه المشکلة بمنتهی الموضوعیة، فهی تجلب سوق العمل بمؤسساته وشرکاته وأفراده، وتتعرف على إحتیاجاته ومهاراته التی یحتاجها الآن والتی سیحتاجها بعد عدة سنوات، وتتعرف على مستویات مهارة العمالة والتخصصات التی یتطلبها سوق العمل ، وکذلک ترصد مشکلاته ومعوقات تقدمه وتعرضها على الطلاب والباحثین لإیجاد الحلول والمقترحات لها، مما یضمن تفاعل بنّاء بین الطلاب ومؤسسات سوق العمل. وبالتالی یتخرج الطالب وهو على وعی تام بما یحتاجه سوق العمل من متطلبات ومهارات بشکل أکثر تحدیداً ودقة،  فلا یَخذل الخریج متطلبات سوق العمل ولا یَخذل سوق العمل توقعات الخریج المهنیة.

4-   تحقیق جودة مخرجات التعلیم الجامعی :

تعد الجامعات من المؤسسات ذات المخرجات المتنوعة والمتعددة إلى حد کبیر بإعتبارها الوسیلة الأساسیة لإزدهار أی مجتمع فی العالم، کما أن هذه المخرجات تتسع أُطرها وفقاً لمتطلبات البیئة الخارجیة السریعة التغیر مما جعلها أکثر تنوعاً وشمولاً.         ( محسن ألماظی، أحمد الإمارة، أفنان الأسدی، 2010،  220)

ومن أهم مخرجات العملیة التعلیمیة داخل الجامعات تحقیق التبادل الثقافی، وإنتاج البحوث العلمیة، ورفع کفاءة الخریجین، وإبرام العقود البحثیة. وتستطیع حدائق التکنولوجیا أن تحقق جودة هذه المخرجات حیث أنها  تقوم برفع مستوی کفاءة الخریجین حتى یتمکنوا من مساعدة الشرکات الصناعیة فی إستیعاب التقنیات التی تقود إلى تحقیق الجودة والکفاءة، وکذلک فهی تحسن طرق التواصل مع الجامعات بحیث تکون أکثر إستجابة لإحتیاجات رجال الأعمال.  (Deog-Song Oh & Malcolm Parry OBE,2007 ,  12). حیث أنها تؤهلهم بالمهارات والتخصصات المطلوبة للإلتحاق بسوق العمل بما یتناسب مع إمکانیاتهم وقدراتهم، وتوفر للطلاب الإمکانیات والمعدات والأجهزة وکذلک بیئة الإبتکار التی تشجعهم على القیام بالأبحاث العلمیة وعمل مشاریع التخرج وتطبیق الإختراعات والأفکار وتمویلها، وکذلک هی تساعد أعضاء هیئة التدریس على القیام بالبحوث والمشاریع العلمیة وأبحاث الترقیات والمشارکة فی المؤتمرات والندوات سواء داخل الجامعة أو داخل الحدیقة أو تلک التی تعقد داخل مؤسسات الإنتاج المستأجرة فی الحدیقة.

کما أن حدائق التکنولوجیا تؤهل الطلاب والخریجین والباحثین للتعامل مع شرکات الإنتاج، وکیفیة عمل المشروعات المتوسطة والصغیرة وکیفیة إدارتها وماذا یمکن للحدیقة التکنولوجیة أن تقدمه من دعم وتمویل لتلک المشروعات.

5- نقل وتسویق التکنولوجیا :

من المسلّم به عموماً أن حدائق التکنولوجیا من مهامها الرئیسیة  نقل التکنولوجیا Technology Transfer من المؤسسات الأکادیمیة إلى المؤسسات الصناعیة من خلال الإستشارات والبحوث والإتصالات الرسمیة وغیر الرسمیة. حیث إن المساهمة الرئیسیة فی نقل التکنولوجیا تتم من خلال حدائق التکنولوجیا Technology Parks وذلک بسبب قربها من مؤسسات التعلیم العالی وبصفة خاصة الجامعات أو قربها من مراکز البحوث، مما یشجع التعاون بین إدارة الشرکات داخل هذه الحدائق والأکادیمیین. وبهذه الطریقة یمکن جلب خبرة المؤسسات الأکادیمیة للتأثیر على العملیات الصناعیة من مسافة قریبة وعلى نحو فعّال. (Deog-Song Oh & Malcolm Parry OBE,2007 ,  11)

وقد عرّفت رابطة مدراء جامعة التکنولوجیا Association of University Technology Managers (AUTM) عملیة نقل التکنولوجیا على أنها عملیة إنتقال النتائج العلمیة من منظمة إلى أخری لتحقیق المزید من التطویر والتسویق. وبالتالی هذه العملیة تشمل : (Arcot Desai Narasimhalu, 2015, 4)

-       تحدید التکنولوجیات / التقنیات الحدیثة.

-       حمایة هذه التقنیات من خلال براءات الإختراع وحقوق الملکیة.

-       تشکیل إستراتیجیات للتطویر والتسویق التجاری مثل إعطاء التراخیص لشرکات القطاع الخاص الموجودة بالفعل، أو إنشاء شرکات ناشئة جدیدة قائمة على التکنولوجیا.

وهناک عدة أنواع لطرق نقل التکنولوجیا والتی منها التراخیص الصناعیة، والتحالفات الإستراتیجیة، وعقود المعونة الفنیة، وإتفاقیة براءات الإختراع أو إستخدام العلامات التجاریة، والإستثمار الأجنبی المباشر (فروع الشرکات)، والتدریب والخدمات الإداریة والإشرافیة، وأخیراً إتفاقیة حق المعرفة. (جامعة الملک عبد العزیز، د.ت،  21)

ومن هنا نستنتج أن إنشاء حدائق التکنولوجیا یتم بهدف نقل التقنیات والبحوث  الأساسیة من الجامعات بإعتبارها المصدر الرئیسی للمعرفة إلى الشرکات المجاورة. (Isabel Díez-Vial & Ángeles Montoro-Sánchezm, 2016 , 42) . وبما أن عملیة نقل التکنولوجیا تشمل وضع إستراتیجیات للتنمیة والتسویق مثل التسویق والترخیص لشرکات القطاع الخاص القائمة بالفعل أو إنشاء شرکات قائمة على التکنولوجیا جدیدة. (Arcot Desai Narasimhalu , 2015 , 4)

إذن فإن الخطوة التی تتبع نقل التکنولوجیا وتعتبر جزأ لا یتجزأ منها هی تسویق التقنیات التی تقود فی نهایة المطاف إلى خلق فرص عمل جیدة، والنهوض بالهیکل          الصناعی وتعزیز الإقتصاد المحلی ، وهذا یتم من خلال تعزیز التعاون بین الجامعات ومؤسسات الصناعة فی مجال البحث والتطویر وتأسیس الأعمال وتسویق التکنولوجیا.  (Deog-Seong oh, 2014, 13,14).أی بعد أن تقوم حدیقة التکنولوجیا بنقل التکنولوجیا إلى الشرکات سوف یتکون لدینا منتج أو إختراع لابد من تسویقه.

6-        خلق بیئة تشجع على الإبتکار:

تساهم الحدائق التکنولوجیة فی خلق بیئة تشجع على إبتکار قاعدة للعلم والتکنولوجیا وریادة الأعمال، من خلال المساهمة فی إبتکارات مؤسسات البحث والتطویر المتنوعة مع مؤسسات التعلیم العالی، فهی بذلک تعمل على تنشئة القوی العاملة ذات المهارات العالیة.  (Deog-Seong oh, 2014, 13,14)

حیث أنها تقوم بتدریب الطلاب والباحثین على التفکیر الایجابی، وسرعة إیجاد الحلول والبدائل للمشکلات، وتعزز من دافعیتهم للإنجاز، وتستطیع أن تجعل من مشاریعهم وبراءات إختراعهم حقیقة ملموسة، مما یدفعهم ویشجعهم على الإبتکار بشکل مستمر.

7- تطویر البحث العلمی :

إن حدائق التکنولوجیا هی مؤسسات قادرة على تحسین جودة ونوعیة مخرجات البحوث وذلک من خلال : (فیصل الحاج وسوسن مجید والیاس سلیمان، 2008،  53، 54)

-       توفیر أجواء البحث العلمی وتشجیع أعضاء هیئة التدریس على تنفیذ البحوث العلمیة المتصلة بحاجات المجتمع وسوق العمل.

-       وجود أولویة للأبحاث العلمیة المیدانیة ذات المردود المادی والإقتصادی لمؤسسات المجتمع.

-       إسهام فرق العمل البحثیة فی خدمة قطاعات الإنتاج المختلفة بالمجتمع.

-       توفیر موازنة مالیة خاصة لدعم البحث العلمی.

-       توسیع دائرة العلاقات مع مؤسسات البحث العلمی أینما وجدت.

وبالتالی حدائق التکنولوجیا هی مؤسسات قائمة على البحث والتطویر R&D وإنتاج کل ماهو مبتکر، والحافز الأساسی للبحث العلمی هو تطبیقه وتحویله إلى مخرج تکنولوجی یمکن تسویقه، وهو ماتقوم به حدائق التکنولوجیا حیث أن أنشطتها ترکز على تطبیق المعرفة والتسویق التجاری.

8- تحقیق القدرة التنافسیة :

یعمل تواجد حدائق التکنولوجیا فی المجتمع وخاصة الجامعات على تحقیق النمو ومن ثم التنمیة الإقتصادیة للمنطقة وکذلک تعزیز قدرتها التنافسیة بین المنظمات أو الدول الأخرى حیث أنها تعمل على مایلی: (محمد عبود وعامر جمیل، 2012،  53) ( ( Isesco, 2010

-       نمو الدخل وتحقیق الشراکة مع القطاع الخاص النامی إلى تحقیق نمو إقتصادی.

-       إنتعاش وتنظیم سریان المعرفة والتکنولوجیا بین الجامعات والشرکات والسوق.

-       تسهیل إنشاء وتنمیة الشرکات القائمة على الإبتکار خلال عملیات إحتضانها داخل الجامعة.

-       تقدیم خدمات إضافیة قیّمة إلى جانب توفیر مکان جید وذی جودة متمیزة.

-       تنظیم نقل المعرفة والإبداع من الجامعات إلى الشرکات ثم إلى السوق.

-       تکوین شراکة وثیقة بین الشرکات والجامعة والدولة.

ویعتمد تحقیق القدرة التنافسیة بشکل کبیر على مدی قوة العلاقة والشراکة والارتباط ما بین الجامعات وشرکات الإنتاج الحکومیة والخاصة، حیث أنها تقوم بتقدیم المساعدة والدعم المالی للبحوث والمؤسسات الإبتکاریة، کما أنها تقدم التعاون الفعّال مع رواد الأعمال الذین یمتلکون المشاریع الصغیرة داخل الحدیقة التکنولوجیة وتحوّل هذه المشروعات إلى منتجات وأفکار تجاریة تقوم الحدیقة التکنولوجیة بتسویقها فی سوق العمل المحلی والدولی.

ومن هنا لا تستطیع الجامعات وحدها أن تقوم بمهام تعزیز القدرة التنافسیة دون تقویة روابط شراکتها مع الشرکات الإنتاجیة والصناعیة الحکومیة والخاصة ، لذا تظهر هنا الحاجة الدائمة لحدائق التکنولوجیا لأنها الوسیط القادر على مد الجسور بینهم فی کافة المجالات البحثیة والعلمیة والتکنولوجیة والصناعیة.

وتأسیساً على ما سبق فإن هناک ضرورة ملحة لتواجد نموذج حدائق التکنولوجیا بین ضلوع جامعاتنا المصریة حیث أنها تحقق ما تسعى إلیه الجامعات ومعظم منظمات المجتمع العلمیة وکذلک الإقتصادیة من تحقیق التحول الإقتصادی الإقلیمی فی طریق السعی نحو التنافسیة العالمیة،  ومن تطویر جاد للتعلیم الجامعی من خلال الإهتمام بما ینتجه من مشاریع بحثیة وتکنولوجیة عالیة القیمة وتمویلها وتنفیذها على أرض الواقع وبالأخص فی التخصصات المتقدمة للتکنولوجیات الحدیثة.

إن تبنّی نموذج حدائق التکنولوجیا من قِبل الجامعات لیس مجرد إقتباس من التجارب العالمیة وسیتم زرعه فی الأوساط الجامعیة المصریة ، بل أنه نموذج یحتاج أیضاً إلى وجود تصور دقیق لما یتطلبه وجود هذا النموذج فی منظومة التعلیم الجامعی. وهذا ما ستتناوله الدراسة بالعرض والتحلیل فی السطور التالیة.

المبحث الثالث : تصور مقترح لإنشاء حدائق التکنولوجیا فی مصر :

یستهدف هذا المبحث وضع تصور مقترح لإنشاء حدائق التکنولوجیا فی الجامعات المصریة یشتمل على عدة نقاط وهی :

1-        منطلقات عامة للتصور المقترح :

یشتمل هذا التصور على عدد من المنطلقات الهامة والمحوریة التی توجه آلیة بناء التصور المقترح، وفیما یلی عرضاً تفصیلیاَ لها:

-       هناک إهتمام حکومی بإنشاء حدائق التکنولوجیا فی مصر، وربطها بالجامعات.

-       إهتمام المجتمع بدعم وتعزیز البحث العلمی لإیجاد حلول للمشکلات التی تواجه البیئة والمجتمع.

-       إیمان المجتمع بضرورة نشر المعرفة بین أفراده، ودفعهم إلى إستخدامها وتطبیقها بالشکل الأمثل.

-       وجود وعی مجتمعی بأهمیة دور الجامعة فی خدمة المجتمع، من خلال قدرتها على التعرف على الإحتیاجات والمشکلات التی تواجه المجتمع والمعوقات التی تعوق تقدمه، والتغلب على هذه المعوقات وتلبیة إحتیاجاته ومتطلباته،  وتقدیم الحلول والبدائل لهذه المشکلات.

-       إیمان المجتمع بأهمیة وجود التکنولوجیا وتطبیقاتها، مما یجعل حیاة أفراده أکثر سهولة ورفاهیة.

-       إهتمام المجتمع بتقدیم جوائز الدولة التقدیریة والتشجیعیة لأفضل الأبحاث فی کافة التخصصات.

-       وجود توجه مجتمعی یقضی بضرورة تحول مصر إلى إقتصاد المعرفة بکافة السبل والطرق.

-       القیام بإحلال برامج الحکومة الالکترونیة بدلاً من السیر فی الإجراءات الحکومیة الروتینیة المعقدة.

-       وجود إهتمام کبیر بتحقیق التمیز والقدرة على المنافسة، وهذا یتطلب وجود مجتمع أکادیمی ملتزم یملک الکفاءة العالیة فی الأداء والمرونة وعلاقات شراکة مع المؤسسات العلمیة المتمیزة فی العالم، بحیث تکون الدرجة العلمیة الممنوحة موضع الإعتراف العالمی.

-       هناک إهتمام کبیر ومحاولات جادة لتطبیق الأبحاث العلمیة القابلة للتطبیق والقیام بتسویقها.

-       تزاید أعداد الباحثین فی الکثیر من المجالات، مما یوفر تربة خصبة للبحث العلمی.

-       تزاید أعداد الأبحاث العلمیة فی الجامعات المصریة، والمراکز البحثیة، والتی تعمل على حل العدید من المشکلات العلمیة والإقتصادیة فی مصر، وتحتاج فقط للتطبیق الفعلی.

-       تزاید عدد الأبحاث المنشورة دولیاً، مما یؤکد على وجود حرکة بحثیة جیدة إلى حد کبیر.

-       تزاید أعداد براءات الإختراع المسجلة والمقیدة، التی تحتاج إلى تمویل وتسویق بشکل جید.

-       زیادة أعداد أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة.

-       زیادة أعداد طلاب الدراسات العلیا، سواء المقیدین أوالمسجلین، أوالحاصلین علیها.

-       تعالی أصوات أصحاب سوق العمل بضرورة توفیر أعداد من الخریجین تتلائم مع کل ما یطلبوه من مهارات تقنیة جدیدة، وتخصصات یندر الإهتمام بها.

-       أن التحول لإقتصاد المعرفة یتطلب العدید من المتطلبات تستطیع الصیغ المؤسسیة الجدیدة من تحقیق جزء کبیر منها.

-       وجود إهتمام کبیر بزیادة نسبة الإستثمارات الداخلیة والخارجیة.

-       وجود رغبة بإنتاج منتجات عالیة التقنیة تستطیع أن تنافس بها مصر فی الأسواق العالمیة.

-       وجود إهتمام بضرورة تحقیق مستوی معیشی مرتفع لأفراد هذا الوطن.

-       وجود رغبة فی تحقیق مستوی متقدم من النمو الإقتصادی

2-   أهداف التصور المقترح :

تأسیساً على هذه المنطلقات السابقة فإن هذا التصور المقترح یهدف إلى التخطیط لإنشاء حدائق التکنولوجیا بالجامعات المصریة لتوظیفها فی تطویر منظومة التعلیم الجامعی المصری تحقیقاً لمتطلبات إقتصاد المعرفة بما یسمح لمصر الإندماج والتحول إلى إقتصاد المعرفة.

3-   ملامح التصور المقترح:

یقوم هذا التصور المقترح بوضع عدد من العناصر الواجب توافرها عند التخطیط لإنشاء حدیقة تکنولوجیة فی إحدی الجامعات المصریة کما یلى:

  • تحدید رؤیة ورسالة الحدیقة التکنولوجیة: من أجل تحدید طبیعة الأعمال التی تود الحدیقة التکنولوجیة العمل فیها، وتحدید سیر العمل التی نود أن تتجه الحدیقة التکنولوجیة إلیه، حیث أن الرؤیة تهتم بتحدید التوجه المستقبلی الذی ترید المنظمة أن تتقمصه فی المستقبل، أما الرسالة فهی تهتم بتحدید التوجه الحالی للمنظمة أی الأعمال والأنشطة التی تقوم بها فی الوقت الحالی.
  • وضع لائحة تأسیس للحدیقة التکنولوجیة: یُحدد بها الأهداف العامة للحدیقة، ونوع الحدیقة من الناحیة القانونیة، وتحدید ملکیتها، وتحدید أعضاء مجلس إدارتها ومواصفاتهم، ومدة تعیینهم.
  • §     تحدید الهیکل التنظیمی والإداری للحدیقة التکنولوجیة: حیث أنالهیکل التنظیمی هو الذی ینظم العلاقات داخل المؤسسة ککل، ویحدد کافة المسئولیات بها، وبالتالی یجب أن تشتمل اللائحة التنظیمیة للحدیقة التکنولوجیة على معاییر إختیار الشرکات التی سوف تقطنها، وطریقة التعامل مع هذه الشرکات مادیاً ومعنویاً، کما یجب أن یتم تحدید حقوق وواجبات المشارکین فی الحدیقة، وکذلک لابد من تحدید حقوق وواجبات الحدیقة نحو المشارکین، أما فیما یتعلق بعلاقة الحدیقة التکنولوجیة بالجامعة فیجب أن تنص اللائحة التنظیمیة للحدیقة التکنولوجیة على کیفیة تنظیم إستخدام مرافق الجامعة، وکیفیة الإستفادة من ما بها من باحثین وخریجین وأعضاء هیئة تدریس، أما الهیکل الإداری فهو ینظم التعاملات الیومیة داخل الحدیقة.
  • §     تحدید الأرض المناسبة التی ستقام علیها الحدیقة: إن إنشاء صرح مثل الحدیقة التکنولوجیة یحتاج إلى توفیر أرض مساحتها مناسبة سواء کانت هذه الأرض مملوکة للجامعة أولغیرها من الجهات الحکومیة أوالخاصة، ویجب أن تکون الأرض داخل أو بالقرب من الجامعة التی سوف تتبنی إنشاءها، وکذلک لابد أن یکون موقعها مناسب یتوافر به أنظمة المواصلات على کافة أشکالها من مطارات دولیة، وطرق سریعة، وخطوط متروالأنفاق، ومحطات السکک الحدیدیة.
  • توفیر بنیة تحتیة عالیة الجودة للحدیقة التکنولوجیة: مُمثلة فی مرافق الحرم الجامعی ومراکز البحث والتطویر والجامعات والشرکات التی تتشارک فی نفس الفضاء / المساحة مما یسهل إقامة العلاقات فیما بینهم، حیث یقوموا بإمداد الحدیقة التکنولوجیة بالأدوات والتجهیزات اللازمة والقاعات والمعامل والمختبرات، وتزویدها بشبکات الإنترنت والإتصالات.
  • تحدید طرق تمویل الحدیقة التکنولوجیة: سواء کانت عن طریق الحکومات من خلال تحدید نسب محددة من الموازنة العامة أو الدخل القومی، أو شرکات ومؤسسات القطاع العام أو القطاع الخاص، أو حوافز ضریبیة للمؤسسات الخاصة، أو رسوم محددة على أرباح الشرکات الخاصة، أو رسوم محددة من قطاعات إستهلاکیة مثل الإتصالات، أو عن طریق قروض ومنح مصرفیة لدعم مؤسسات الإبداع والإبتکار، أو المشروعات البحثیة التعاونیة بین الباحثین وقطاعات الإنتاج والخدمات، أو مصادر خاصة سواء وقف، أو هبات، أو میراث، أو تبرعات.
  • إختیار فریق إداری متخصص لإدارة الحدیقة: یکون لدیهم الخبرة والمهارات الکافیة لذلک، ولدیهم القدرة على إدارة التغیر فی المؤسسات، وإدارة الأزمات، وبالطبع أن یکونوا ملمین بأحدث نظم إدارة مؤسسات العلم والتکنولوجیا على المستوی العالمی، ومحاولة الإستفادة من هذه التجارب إذا أمکن ذلک.
  • تحدید مجال تخصص الحدیقة التکنولوجیة: فهل ستکون حدیقة تکنولوجیة تشتمل على قطاعات مختلفة ومتنوعة، أم أنها سوف تتخصص فی قطاع واحد فقط مثل قطاع التکنولوجیا الحیویة أو قطاع تکنولوجیا المعلومات والإتصالات.
  • عقد برتوکول للتعاون ما بین الحدیقة وجمیع الجامعات المصریة :إن إنشاء الحدیقة فی إحدی الجامعات المصریة بعینها، لا یجب أن یعوق تعاون الحدیقة مع بقیة الجامعات المصریة الأخری، بل یجب أن یکون هناک بروتوکول ینظم التعاون فیما بین الحدیقة وبین هذه الجامعات بحیث تکون العلاقة بینهم علاقة تبادلیة یستفید منها الطرفین، وکذلک یجب الأخذ فی الاعتبار أن هذا البروتوکول لا یطغى على حقوق وواجبات الجامعة التی تتبعها الحدیقة.
  • عقد بروتوکول للتعاون ما بین الحدیقة وکافة مؤسسات المجتمع: إن الحدیقة التکنولوجیة کمؤسسة لا یمکن أن تعمل وحدها فی نظام الإبتکار البیئی، وإنما یجب أن یکون هناک علاقة تجمعها مع کافة مؤسسات المجتمع بإختلاف قطاعاته، لذا یجب إبرام بروتوکول تعاون ینظم علاقات التعاون فیما بین الحدیقة، وبین مؤسسات المجتمع الإقتصادیة والثقافیة، والإجتماعیة..إلخ.
  • عقد بروتوکول للتعاون ما بین الحدیقة وکافة المراکز البحثیة المصریة: على سبیل المثال إذا أردنا تألیف مقطوعة موسیقیة لابد من العزف على کافة أوتار الآلة الموسیقیة، وکذلک إذا أردنا تطویر منظومة التعلیم الجامعی فلابد من الربط والتعاون بین کافة المؤسسات والمراکز البحثیة داخل الجامعات وخارجها من أجل العمل معاً على تحقیق هذا الهدف، ومن هنا وجب على الحدیقة التکنولوجیة عقد بروتوکول تعاون فیما بینها وبین کافة المراکز البحثیة المصریة لتشارک نتائج الأبحاث ومحاولة تنفیذها على أرض الواقع، وإخراجها إلى النور، وتبادل الباحثین والخبراء، وعمل الأبحاث المشترکة، وما إلى ذلک.
  • إنشاء فروع للحدیقة فی أکثر من جامعة : إن عقد بروتوکول تعاون بین الحدیقة وبین کافة الجامعات المصریة، هو أمر یسیر إذا کانت الحدیقة على مقربة من هذه الجامعات على الأقل فی نفس المحافظة، أما الجامعات التی تقع فی المحافظات الأخری البعیدة سیکون البروتوکول بالنسبة لها مجرد ورق أکثر منه فعل وتنفیذ، لذا فإنه من الضروری إنشاء فرع للحدیقة ولو صغیر داخل کل جامعة لتسهیل إجراءات التعاون والشراکة.
  • توفیر العمالة الماهرة داخل الحدیقة التکنولوجیة: فی کافة التخصصات وعلى کافة المستویات الأکادیمیة والبحثیة والإداریة، سواء کان ذلک بالإعلان عن إحتیاجاتها من العمالة وکل الشروط التی یجب توافرها لشغل کل وظیفة، أو أنها تقوم بإنتداب العمالة التی تحتاجها من الجامعات والمراکز البحثیة الأخری.
  • توفیر خدمات السکرتاریة المتمیزة داخل الحدیقة التکنولوجیة: متمثلة فی خدمات الإستقبال، وخدمات الحاسب الآلی، والطباعة، والوصول بسرعة إلى شبکات الإنترنت، وخدمات الإتصالات بکافة أنواعها مثل الهاتف المحمول، والهاتف الثابت، والفاکس، وتوفیر خدمات الترجمة لکافة اللغات التی تتعامل الحدیقة مع متحدثیها.
  • توفیر خدمات الراحة والترفیه داخل الحدیقة التکنولوجیة: مثل وجود المطاعم والکافیتریات، وأماکن لوقوف السیارات، ومول تجاری صغیر یشمل کل ما قد یحتاجه الفرد، ووجود وسائل مواصلات صدیقة للبیئة لا تؤدی إلى الازعاج أو التلوث للتنقل داخل الحدیقة، ووجود الخدمات الفندقیة وخدمات الإستضافة على أعلى مستوی.

4-   متطلبات تنفیذ التصور المقترح :

لتنفیذ التصور المقترح السابق لإنشاء نموذج حدیقة التکنولوجیا فی إحدى الجامعات المصریة، لابد من توافر عدد من المتطلبات وهی :

  • §     متطلبات بشریة :

-       تواجد العقول البشریة الإبتکاریة القادرة على البحث والتطویر، والإبتکار والإختراع.

-       تقدیم الدعم البحثی والمالی لکل الموارد البشریة الموجودة داخل الحدیقة التکنولوجیة، على إختلاف درجاتهم ومستویاتهم.

-       تقدیم التدریبات وإکسابهم المهارات اللازمة للعمل داخل الحدیقة.

-       وجود أعضاء هیئة تدریس غیر تقلیدیین، لدیهم أعلى مستویات الإبداع والإبتکار.

-       أن یکون عضو هیئة التدریس على معرفة ودرایة کاملة بطرق وأسالیب البحث العلمی، وأنواعه وأدواته الحدیثة.

-       أن یکون عضو هیئة التدریس قادر على إستخدام أحدث التقنیات والأدوات العلمیة والتکنولوجیة وماهراً فی التعامل معها.

-       إرتفاع إنتاجیة بحوث الطلبة وأعضاء هیئة التدریس ذات النوعیة عالیة التقنیة، والعمل على تطبیقها.

-       وجود الطلاب المبتکرین، وباحثی الدراسات العلیا فی مجالات العلوم، والهندسة، والتکنولوجیا.

-       توافر مهارات البحث العلمی، والتعلم الذاتی، والنقد والتحلیل لدى الطلاب والباحثین.

  • §          متطلبات تکنولوجیة :

-       توافر وسائل تعلیمیة تکنولوجیة حدیثة وعلى أعلى مستوى داخل الحدیقة.

-       إستخدام تکنولوجیا التعلیم التی تساعد فی تسهیل العملیة البحثیة.

-       توافر المصادر المعرفیة والمعلوماتیة.

-       إستخدام وسائل الإتصال التفاعلی.

-       إستخدام أدوات تکنولوجیا المعلومات والإتصالات.

-       إستخدام البرید الإلکترونی، والبرید الصوتی لتسهیل عملیات الاتصال.

-       إستخدام المؤتمرات المرئیة – المسموعة مثل المؤتمرات التلیفزیونیة.

-       توافر أعداد وشبکات الحواسب فی کل مکان فی الحدیقة.

-       إستخدام التبادل الإلکترونی للبیانات، وقنوات الإتصال بالشبکات.

-       توفیر شبکات الإنترنت المحلیة، والبعیدة، لتغطی مساحة الحدیقة بأکملها.

  • §          متطلبات إداریة :

-       وجود نظم إداریة مرنة، ومُبتکرة، وتساعد على ترسیخ ثقافة الإبداع.

-       قاعدة معرفیة واسعة عن أبرز النظم الإداریة فی العالم ومحاولة الإستفادة منها.

-       القدرة على تنسیق وتنظیم العمل فیما بین الحدیقة التکنولوجیة، والجامعة القائمة بها.

-       نشر ثقافة إدارة الجودة الشاملة والعمل على تحقیقها.

-       إعادة هیکلة المنظومة الإداریة فی الجامعات المصریة، والبعد عن التقلیدیة والروتین.

-       إختیار فریق إداری ناجح لإدارة الحدیقة التکنولوجیة.

-       عدم إستخدام المرکزیة والإزدواجیة فی إدارة الحدیقة التکنولوجیة.

-       تفعیل الرقابة المستمرة داخل کافة الأقسام الإداریة بالجامعة والحدیقة.

-       أن ترکز الإدارة على حل المشکلات وإیجاد البدائل لها.

-       أن تکون الإدارة قادرة على التخطیط للمستقبل والتنبؤ به.

  • §          متطلبات تشریعیة وسیاسیة :

-            وجود سیاسات تهتم بالعلم والتکنولوجیا.

-            تشریع القوانین التی تحث على البحث العلمی والتطویر، وإحتضان الإبداع والإبتکار.

-            وجود سیاسة علمیة لا تخضع لأی سلطة مهما کانت قوتها.

-            أن تُعبر السیاسات والتشریعات عن ما یلبی حاجات المجتمع.

-            وجود سیاسات وطنیة تشجع وتحفز على التصنیع.

-            وجود سیاسات بحثیة تعمل على تنظیم وتدعیم العلاقة بین المؤسسات الأکادیمیة والصناعیة.

-            وضع سیاسات تشجع على لجوء القطاع الصناعی بمؤسساته للحدیقة التکنولوجیة والجامعات.

-            وضع القوانین التی تحکم العلاقة فیما بین الحدیقة ومؤسسات المجتمع الأخرى.

  • §          متطلبات بحثیة :

-       توافر المادة البحثیة التی تمثل البنیة الأساسیة للبحوث التطبیقیة.

-       تحفیز القوی البشریة فی الحدیقة على الإنتاج العلمی والبحث العلمی والتطویر.

-       وجود البحوث العلمیة والإختراعات ومشروعات التخرج تساهم فی إیجاد حلول لمشاکل المجتمع.

-       إجراء الأبحاث العلمیة ومشروعات التطویر التی تهدف الجامعة منها إلى إیجاد عائد إقتصادی.

-       تسویق البحوث الجامعیة على المستوی المحلی، وعلى المستوی العالمی.

-        وجود أخلاقیات البحث العلمی لدی الطلاب والباحثین وأعضاء هیئة التدریس.

-       تفعیل دور المؤسسات البحثیة فی دعم الحدیقة التکنولوجیة بالباحثین والأبحاث.

-        تشجیع البحوث العلمیة التطبیقیة التی تُخرج منتج عالی التقنیة یمکن تسویقه.

-       تطبیق مشروعات تخرج الطلبة، ودعمها ومساعدتهم فی إدارتها وتشغیلها، لتکون مصدر دخل لهم.

-       الإهتمام بالبحوث ذات التخصصات النادرة، ومحاولة زیادة الجهود بها.

-       أن تکون البحوث التی یتم إجرائها فی الحدیقة، محاولة لإیجاد حلول للمشکلات التی تعانی منها الشرکات ومؤسسات الإنتاج فی الحدیقة.

  • §          متطلبات مادیة :

-          توافر البنیة الأساسیة عالیة الجودة.

-          توافر المعامل والمختبرات الجاهزة للإستعمال على مدار الیوم.

-          توافر الأجهزة والمعدات والخامات التی یعتمد علیها البحث العلمی داخل الحدیقة.

-          توافر المبانی المجهزة بأحدث التقنیات.

-          وجود المیزانیة الکافیة لشراء وجلب أحدث التقنیات الدقیقة والحدیثة، والتی تسهل على الباحثین الجهد وتوفر الوقت.

  • §          متطلبات مالیة :

-          زیادة نسبة الإنفاق على البحث العلمی من الناتج القومی الإجمالی المحلی.

-          تخصیص میزانیات للبحث والتطویر وتمویل المشروعات البحثیة.

-          الدعم المالی للمشروعات المبتدئة الصغیرة والمتوسطة.

-          رصد الحوافز لتحفیز الطلاب والباحثین وأعضاء هیئة التدریس على البحث والإنتاج العلمی.

-          وجود وسائل تمویل أساسیة، وکذلک وسائل تمویل بدیلة للحدیقة.

5-   معوقات تنفیذ التصور المقترح وسبل التغلب علیها :

     من المتوقع عند تنفیذ هذا التصور المقترح أن تواجهه بعض العقبات والمعوقات، وهی:

-       ثقل الأعباء التی تواجه الدارسین الأکادیمیین والتی تؤثر على عطائهم العلمی والمعرفی وتقتل فیهم بذور الإبداع العلمی والمعرفی.

-       تکرار الجامعات لأخطاء بعضها البعض بالتوسع فی التخصصات التی لا یحتاجها سوق  العمل.

-       ضعف الإیمان بقدرة البحوث العلمیة فی حل مشکلات المجتمع.

-       ضعف إستغلال إستخدام شبکات التواصل الإجتماعی فی العملیة التعلیمیة داخل الجامعات.

-       الاعتماد على الأدوات التقلیدیة فی التدریس.

-       ندرة إستخدام تکنولوجیا التعلیم فی الجامعات المصریة وما تتیحه من تطبیقات مثل برامج القمر الصناعی والمؤتمرات المرئیة – المسموعة.

-       عدم وجود تمویل کافی لجلب وسائط التعلیم الحدیثة.

-       ندرة من لدیهم فکرة عن وجود ما یسمی بنموذج حدائق التکنولوجیا، ودوره، وأهمیته العلمیة والإقتصادیة.

-       ما تعانی منه الجامعات المصریة من روتین وبیروقراطیة تُحیل إنشاءها لأی مشروعات إستثماریة لها عائد علمی، وإقتصادی.

-       صعوبة توفیر شبکات الإنترنت بشکل یغطی کل مساحات الحرم الجامعی.

-            صعوبة إستخدام تکنولوجیا المعلومات والإتصالات من جانب بعض الطلبة والأساتذة.

-            ضعف الربط بین المؤسسات الأکادیمیة، والمؤسسات الصناعیة، والإنتاجیة.

-            الإنفصال التام بین سوق العمل والتعلیم بکافة مؤسساته.

-            عدم وجود أولویات للبحوث داخل الجامعات المصریة.

-            إعتماد الجامعات على التمویل الحکومی بشکل کبیر.

-            عدم وجود ما یضمن تنفیذ قانون الملکیة الفکریة بالجامعات.

-            عدم وجود مساحات مناسبة قریبة من الجامعات لإنشاء الحدیقة التکنولوجیة.

-            إنشغال الإدارات فی الجامعات بالمهام الأکادیمیة.

-            عدم الإستفادة من تجارب الدول فی تطبیق نموذج حدائق التکنولوجیا بالجامعات العالمیة.

-            البطء الشدید فی الإستجابة لمطالب التغییر والتطویر.

-             تعقد التنظیمات الإداریة.

-            إتباع الاتجاهات الإداریة التقلیدیة فی الإدارة الجامعیة التی تعوق نقص الإستفادة الکاملة من الموارد والإمکانات المتاحة للجامعات.

-            ضعف التأهیل والتدریب للقیادات الجامعیة مما قد یؤدی إلى ضعف أدائهم لنقص معرفتهم بالقواعد والأسس الإداریة وصعوبة تقییم أدائهم.

-            تقلیدیة إدارة مؤسسات التعلیم الجامعی، فما زالت تنظیماتها تمیل إلى الهرمیة وتمیل السلطة فیها إلى المرکزیة حتى القوانین واللوائح والتعلیمات أصبحت نمطیة باعتبارها نماذج متکررة.

-            الإعتماد الکامل على فکرة الإستیراد والإستبعاد الکامل لفکرة التصنیع.

-            غیاب منهجیة إدارة الجودة الشاملةحیث إفتقاد آلیات ضبط جودة الأداء فی العملیات التعلیمیة والبحثیة والأنشطة الأکادیمیة المساندة.

-             ضعف تسویق الأبحاث العلمیة، والإکتفاء بالنشر المحلی فقط.

-            الغیاب الواضح لإستراتیجیات العلم والتکنولوجیا فی مصر.

-            عدم وجود آلیة لربط العلوم والتکنولوجیا بإحتیاجات الصناعة والإقتصاد الوطنی.

-            عدم تبنی التکنولوجیات الجدیدة التی تبنی الثروة الفکریة الهائلة.

-            وجود مؤسسات وسیطة تربط مرکبات منظومة العلم والتکنولوجیا.

-            إفتقاد نظم التقییم المؤسسی، وعدم توافر شروط الإعتماد المتعارف علیها فی مؤسسات التعلیم الجامعی فی العالم المتقدم.

-            إستمرار ضعف تمویل البحث العلمی فی مصر.

-            إفتقار الفریق الإداری للخبرة العلمیة المتخصصة.

-            ضعف الإستثمار العام والخاص فی مجالات العلم والتکنولوجیا المختلفة مثل التعلیم العلمی والتکنولوجی والبحث والتطویر.

-          المرکزیة فی صنع السیاسات التعلیمیة والتشریعات الإداریة التی تحکم سیر العمل.

-       تضارب وظائف مؤسسات التعلیم الجامعی وازدواجیتها.

-       ضعف الحریة الأکادیمیة وغیاب المناخ المٌحفز للإبداع بالجامعاتالمصریة.

-       إنقطاع العلاقات الرسمیة بین مراکز البحوث ومتخذی القرارات، وبین مراکز البحوث فیما بینها.

-       ضعف نشر ثقافة ریادة الأعمال فی مصر.

-       محدودیة الإنتاج العلمی للمنشآت البحثیة والأکادیمیة نظراً لضعف بعض القدرات والکفاءات ومحدودیة المخصصات والحوافز للعلماء العاملین بها.

-       ضعف البنیة التحتیة التی تتطلبها نشاطات البحث العلمی مادیاً وبشریاً.

-       ضعف الحریة للعلماء والباحثین فی مجال إختیار موضوعاتهم البحثیة والتعبیر عن أفکارهم بحریة.

-       ضعف وجود مراکز معلومات فی الجامعات.                                                               

-       ضعف کفایة المکتبات والمختبرات والعناصر البشریة المساعدة للباحثین.

-       قلة عدد وجود الحدائق التکنولوجیة بمصر، حیث یصل عددها إلى 3 حدائق فقط وهی تفتقر إلى وجود علاقة تعاونیة مع الجامعات المصریة.

  • §     سبل التغلب على معوقات تنفیذ التصور المقترح :

تقترح الدراسة إجراءات یمکن من خلالها التغلب على معوقات تنفیذ هذا التصور المقترح، وهی :

-       تشکیل فریق متخصص لدراسة تجارب الدول فی تطبیق نموذج حدائق التکنولوجیا فی الجامعات العالمیة، ومحاولة الإستفادة منها فی مصر.

-       نقل أهم نماذج حدائق التکنولوجیا وتطبیقها فی مصر.

-       نشر الوعی المجتمعی بأهمیة تواجد نموذج حدائق التکنولوجیا داخل الجامعات المصریة.

-       عمل ندوات تعریفیة داخل الجامعات وخارجها بحدائق التکنولوجیا، وخصائصها، ووظائفها، ودورها المحوری فی تطویر الجامعات، وتحقیق متطلبات إقتصاد المعرفة.

-       أن ترصد الدولة میزانیة خاصة بالمشروعات المبتدئة الصغیرة والمتوسطة.

-       إنشاء وزارة أو جهة مختصة بالتطویر التکنولوجی، وتحفیز الإبداع والإبتکار لدی جمیع أفراد الشعب، ولا تقتصر على الباحثین أوالطلاب أو أعضاء هیئة التدریس فقط.

-       فتح حساب بنکی خاص بحدائق التکنولوجیا والإعلان عن رقم هذا الحساب، وأنه یقبل المساهمات، والتبرعات، والدعم المالی من الأفراد أو المؤسسات التی ترحب بذلک.

-       وضع خطة وطنیة یشارک بها کل الجامعات المصریة، ومراکز البحث العلمی، ومؤسسات المجتمع الإنتاجیة، والخدمیة، وکافة الوزارات من خلال ممثلیهم، عند التخطیط لإنشاء الحدیقة التکنولوجیة.

-       فتح صندوق لتمویل التعلیم الجامعی تشارک فیه مؤسسات القطاع الخاص.

-       إعادة تأهیل کافة الموارد البشریة بالجامعات، من خلال تدریبهم على إستخدام النظم الحدیثة، وتطبیق الأسالیب المنهجیة الموضوعیة.

-       إنشاء لجنة رقابیة خاصة تتألف من عدد من الأعضاء، کل عضو یختص بالرقابة على قطاع محدد داخل الجامعات بمساعدة فریق عمله بشکل شهری.

-       وضع قانون ینص على تطبیق کافة براءات الإختراع، ومشروعات التخرج، والبحوث التطبیقیة وفقا لشروط معینة على سبیل المثال أن العائد منها یکون أعلی من التکلفة، ولا یتم ذلک إلا بعد موافقة من له حق الملکیة الفکریة.

-       وضع قانون یجیز لکل من یملک براءة إختراع أو مشروع تخرج أو بحث أو فکرة جدیدة یراد تطبیقها، أن یحصل على تفرغاً من جهة عمله، بعد إجازة ذلک من الجهة الممولة لمشروعه، على أن یحصل على کافة حقوقه فی العمل ولا یقتطع منها.

-       إمکانیة الإعتماد على مؤسسة خاصة فی تمویل ودعم مشروع تطبیق الحدیقة التکنولوجیة داخل إحدى الجامعات، على أن یکون للجامعة نسبة بسیطة من الربح نظیر الإدارة.

-       التعاون مع الحدائق التکنولوجیة العالمیة، ومحاولة إستقطابها لعمل أبحاث مشترکة، وتبادل الباحثین لفترة محددة، وتسهیل نقل التکنولوجیا.

-       قیام الحکومة بإعفاء الحدیقة التکنولوجیة من الضرائب، والجمارک، ورسوم القیام بالبناء، لفترة زمنیة معینة تحددها الحکومة، ثم تعاود بعد هذه الفترة فی المطالبة بحقوقها.

-       جذب العمالة الماهرة من الشباب للعمل فی الحدیقة، حتی وإن لم یکن لدیهم مشروعات مبتدئة صغیرة أو متوسطة، والإستفادة من مهاراتهم وقدراتهم التقنیة العالیة.

-       وضع قانون یجبر کل مؤسسة صناعیة إنتاجیة على عقد تعاون مع مؤسسة بحثیة أوجامعة حکومیة أو خاصة واحدة کحد أدنی.

-       قیام الحکومة بعمل تصنیف سنوی للجامعات، تکون أهم معاییره تأسیس حدیقة تکنولوجیة داخل الجامعات، وعددها، وعدد ما أنتجته من براءات إختراع وأبحاث.

-        وضع إستراتیجیة لتحوّل مصر لإقتصاد المعرفة، وأن یکون من أهم عناصر هذه الإستراتیجیة إنشاء وتأسیس حدیقة تکنولوجیة لکل جامعة مصریة حکومیة أو خاصة بحلول عام 2035.

-       إنشاء موقع إلکترونی یختص برصد المشکلات التی تعانی منها الحکومة والمجتمع، وتحتاج حلول للتغلب علیها، وتختص الحدیقة التکنولوجیة بکامل قواها البشریة والبحثیة بوضع حلول وبدائل لها.

-       إنشاء إدارة مرکزیة تختص بالتخطیط، والتنفیذ، والمتابعة لإنشاء حدائق التکنولوجیا.

-       إلزام البنوک بتسهیل إجراءات القروض لحدائق التکنولوجیا، وخفض سعر الفائدة إلى أقصی الحدود.

-       عقد بروتوکول تعاون خاص بین الحدیقة التکنولوجیة، وکل من وزارة البحث العلمی، ووزارة التعلیم العالی، وأکادیمة البحث العلمی والتکنولوجیا، وإنشاء موقع إلکترونی مشترک بینهم لتبادل البیانات والمعلومات بکل سهولة ویسر.

-       إزالة کل القیود السیاسیة والإداریة عن متخذی القرار بالجامعات.

-       الدعایة من خلال عرض نماذج وصور وفیدیوهات لحدائق التکنولوجیا فی دول العالم.

-       إرسال البعثات التعلیمیة والبحثیة للطلاب، والباحثین، وأعضاء هیئة التدریس للقیام بجولة فی أکبر وأهم حدائق التکنولوجیا فی العالم والمشارکة فی مؤتمراتها وندواتها والإطلاع على أحدث أبحاثها.

-       إنشاء جوائز سنویة للطلاب والباحثین وأعضاء هیئة التدریس، على أکثر الأبحاث جودة، وأکثر الأبحاث تسویقاً، وأکثر الأبحاث التی تطبیقها سوف ینتج منتجات تقنیة عالیة القیمة، وأکثر الأبحاث انتشاراً على المستوى الدولی.

-       إنشاء هیئات فرعیة داخل جمیع المحافظات تختص بتطبیق الأبحاث العلمیة وتسویقها.

-       إنشاء لجنة على أعلى مستوی تختص بتقییم الحدیقة التکنولوجیة، ومتابعتها، وتقییم تحقیقها للأهداف التی وجدت من أجلها، ومدی قیامها بوظائفها، وما هی المشکلات التی تواجه سیر العمل بها، وعرض الأمر على الجهات العلیا، ثم تقدیم الإستشارات والحلول والبدائل إذا لزم الأمر.


قائمة المراجع

1-  أیمن بن عبد المجید کیال : " دور الجامعات السعودیة فی تفعیل مناطق التقنیة فی المملکة العربیة السعودیة"، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الشراکة بین الجامعات والقطاع الخاص فی البحث والتطویر، الهیئة السعودیة للمدن الصناعیة ومناطق التقنیة، منتدی الریاض الإقتصادی، الریاض، 2005.

2-  البنک الدولى، ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى: " مراجعات لسیاسات التعلیم الوطنیة - التعلیم العالى فی مصر"، منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، باریس، فرنسا، 2010.

3-  بوابة الاحصاءات القومیة للتعلیم العالی، تاریخ الاطلاع 23 / 2 2017.

Available online At :http://www.higheducation.idsc.gov.eg/front/ar/default.aspx

4-  التقریر العربی الثالث للتنمیة الثقافیة، بیروت، مؤسسة الفکر العربی، 2010.

5-  جامعة الملک عبد العزیز: " دور مؤسسات التعلیم العالی فی نقل التقنیة وتوطینها "، سلسلة اصدارات نحو مجتمع المعرفة، وکالة الدراسات العلیا والبحث العلمی، مرکز الانتاج الاعلامی، الاصدار 21، د.ت.

6-  جامعة الملک عبد العزیز: "الحدائق العلمیة ومناطق التقنیة "، سلسلة نحو مجتمع المعرفة، إدارة البحث العلمی، جدة، 2003.

7-  جمال أبوالوفا : " نحو رؤیة مستقبلیة للبحث العلمی فی الجامعة المصریة فی ضوء تحدیات الثورة العلمیة العالمیة "، المؤتمر السنوی الأول – التعلیم الجامعی فی مصر تحدیات الواقع والمستقبل، مرکز التطویر الجامعی، جامعة عین شمس، سبتمبر 1994.

8-  جمال عبد العزیز : " الوسائل التعلیمیة ومستجدات تکنولوجیا التعلیم"، الریاض، مطابع الحمیضی، ط 3، 2003.

9-  الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء: " الکتاب الإحصائى السنوى 2010"، الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، القاهرة، 2011.

10-       خالد بن عبد الله وحمد بن عبد الله : " مدی توظیف وسائل التواصل الإجتماعی فی عملیتی التعلیم والتعلم فی الجامعات السعودیة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس "، المجلة العربیة للدراسات التربویة والإجتماعیة،المرکز العربی للدراسات والبحوث، معهد الملک سلمان للدراسات والخدمات الإستشاریة، عدد 8، السعودیة، 2016.

11-       دالیا فوزى الجیوشى،  منة الله عصام محبوب  ورقة خلفیة عن مشاکل التعلیم الجامعی فی مصر، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة، 2007.

12-       رحیم یونس العزاوى : "مقدمة فی منهج البحث العلمی "، عمان، دار دجلة، 2008.

13-       سحر عبد المجید وأخرون :" بناء القاعدة العلمیة لمصر وروافدها التعلیمیة فی المستقبل: دراسة فی مستقبل تعلیم الریاضیات والعلوم"، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة، 2009.

14-       عزو اسماعیل : " معوقات توظیف تکنولوجیا المعلومات فی الجامعات الفلسطینیة بغزة "، أعمال المؤتمر الدولی للتعلیم العالی فی الوطن العربی – آفاق مستقبلیة، غزة، الجامعة الاسلامیة، ینایر 2013.

15-       عفاف محمد جایل : " التخطیط الإستراتیجی لتنمیة مهارات خریجی التعلیم الجامعی لمواجهة المتطلبات المتجددة لسوق العمل فی ضوء إقتصاد المعرفة "، مجلة مستقبل التربیة العربیة، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة، مجلد 22، عدد 95، یولیو2015، ص14- 149.

16-       علی خلیل التمیمی : " فجوات التعلیم والتدریب والبحث العلمی وسوق العمل العربیة ؟، ملتقی مخرجات التعلیم العالی وسوق العمل فی الدول العربیة – الإستراتیجیات والسیاسات والآلیات "، المنامة -البحرین، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، اکتوبر 2010.

17-       عمر ابراهیم وفاطمة رشید : " دور تکنولوجیا التعلیم فی التعلیم الجامعی "، المؤتمر التربوی الخامس – جودة التعلیم الجامعی، عدد 2، مجلد 2، کلیة التربیة، جامعة البحرین، 2005.

18-       فیصل الحاج وسوسن مجید والیاس سلیمان : " دلیل ضمان الجودة والاعتماد للجامعات العربیة أعضاء الاتحاد "، عمان، اتحاد الجامعات العربیة، الأمانة العامة، 2008.

19-       محسن ألظالمی، أحمد الإمارة، أفنان الأسدی : " قیاس جودة مخرجات التعلیم العالی من وجهة نظر الجامعات وبعض مؤسسات سوق العمل – دراسة تحلیلیة فی منطقة الفرات الأوسط "، ملتقی مخرجات التعلیم العالی وسوق العمل فی الدول العربیة – الإستراتیجیات والسیاسات والآلیات، المنامة – البحرین، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، اکتوبر 2010.

20-       محمد عبد الحمید، أسامة محمود قرنى:" متطلبات تطبیق الإدارة الإلکترونیة بالجامعات المصریة فی ضوء خبرات بعض الدول"، مجلة التربیة، مجلة علمیة کلمة للبحوث التربویة، العدد 130، جامعة الأزهر،  2006، ص 173.

21-       محمد عبود طاهر وعامر جمیل عبدالحسین :"الحاضنات التکنولوجیة والحدائق العلمیة وإمکانیة استفادة الجامعات العراقیة منها فی خدمة المجتمع والتطور الإقتصادی"، مجلة الإقتصادی الخلیجی، اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخلیجی ،العدد 23، 2012، ص38 – 78.

22-       مصطفی أحمد على أحمد: "التحولات فی الأنساق القیمیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة - دراسة تحلیلیة استشرافیة"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، القاهرة، 2009.

23-       الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، تقریر حالة التعلیم فی مصر، الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، القاهرة، 2011.

24-       وزارة التعلیم العالى :" بیان بأعداد الطلاب المقبولین والمقیدین والخریجین بجامعات جمهوریة مصر العربیة فی العام الجامعی 2010/2011"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013 أ.

25-       وزارة التعلیم العالى :" بیان بتطور أعداد طلاب المرحلة الجامعیة الأولى والدراسات العلیا وأعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم ومیزانیة جامعات جمهوریة مصر العربیة فی الأعوام من 2000 وحتى 2010"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013 ب.

26-       وزارة التعلیم العالى، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار،  بوابة الإحصاءات القومیة للتعلیم العالى :" تطور معدل القید الإجمالی فی التعلیم الجامعی والعالی خلال الفترة (2000/2001 - 2008/2009)"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013.

27- A. E. Echols & J. W. Meredith : " A Case Study Of The Virginia Tech Corporation Research Centre In The Context Of The Cabral-Dahab Paradigm, With Comparison To Other Us Research Parks. Int. J. Technology Management , 1998.

28- Alberto Albahari and Others : " Science Parks versus Technology Parks: does the university make the difference? " , 35th DRUID Celebration Conference, Barcelona, Spain, June 17-19 , 2013.

29- APTE : "A Study Of The Social And Economic Impact Of Spanish Science And Technology Parks " , Parque Technologico De Andalucia , Malaga – Aspania , 2006.

30- APTE web page, ( Accessed 27/ 8/ 2016 ) Available online At : http://www.apte.org/en/definition-of-park.cfm

31- Arcot Desai Narasimhalu : " Building Effective Bridges between Science Parks and Universities " ,World Technopolis Association, Volume 4, Issue 1,  2015.

32- Artemis Saitakis : " Science & Technology Parks & Technology Incubators :Tools For Supporting Entrepreneurship And Regional Development", Eruopean Day Of The Entrepreneur , Sofia, Bulgaria, 27 Sep 2011.

33- Babak Ziyae & Mehdi Tajpour : "Designing a comprehensive model of entrepreneurial university in the science and technology parks", World Journal of Entrepreneurship, Management and Sustainable Development, Vol 12 , Iss 3, 2016.

34- Deog-Seong Oh : " Universities And Development Of Science Park / Science City" , Unesco-Wta International Training Workshop, Innopolis Foundation, Daejeon Metropolitan City, Rep. Of Korea, 11 Nov. 2014.

35- Deog-Song Oh & Malcolm Parry OBE :  Unesco report on “Science and Technology Parks in Egypt” , Unesco , August 2007.

36- European Commission:"Setting Up, Managing And Evaluating Eu Science And Technology Park: An Advice And Guidance Report On Good Practice",October 2013.

37- H.Romijn  & M.Albu : "  Innovation, networking and proximity: Lessons from small high technology firms in the UK " , Regional Studies, Vol 36, Num 1, 2002.

38- I. R. Gordon  & P. McCann : " Industrial clusters: Complexes, agglomeration and/or social networks?" ,  Urban Studies, Vol 37, Num 3, 2000.

39- IASP Web Page, (Accessed 19 / 5 / 2016) Available online at: http://www.iasp.ws/

40- Ilkka Kakko and Sam Inkinen : " Homo creativus: creativity and serendipity management in third generation science and technology parks " , Science and Public Policy, Vol 36, Num 7, August 2009.

41- Isabel Díez-Vial & Ángeles Montoro-Sánchez : " How knowledge links with universities may foster innovation: The case of a science park" , Technovation , 2016.

42- Islamic Educational, Scientific and Cultural Organization                    (ISESCO), 2010.Available online At :

http://www.isesco.org.ma/

43- Jeffrey A. B Astuscheck: " Faculty Roles In University Related Research  Parks" , A Thesis In Higher Education , The Pennsylvania  State University , The Graduate School , College Of Education , May 1996.

44- K.F. Chan  &  T. Lau : "  Assessing technology incubator programs in the science park: The good, the bad and the ugly" , Technovation, Vol 25, Num 10, 2005.

45- K.Y.A. Chan & L.A.G. Oerlemans & M.W. Pretorius : " Explaining Mixed Results On Science Parks Performance: Bright And Dark Sides Of The Effects Of Inter-Organisational Knowledge Transfer Relationships " , South African Journal of Industrial Engineering , Vol 20 , November 2009.

46- Lian-Shen Tung : " Innovation Strategies Of Taiwan’s Science Parks" From S&T Research To Industrial Applications, The 31st Stag Board Meeting, August 31, 2011.

47- Mustafa Atilla :" Science & Technology Parks  In Turkey" , Meeting Industry Demand For R&D And Technology, Innovation And Competitiveness Practitioners Workshop , Istanbul, Turkey , April 19 –21, 2004.

48- OECD web page , 2010 , (Accessed Aug 2016 ) Available online At: http://www.oecd.org/innovation/policyplatform/48137710.pdf

49- P.Bhanti, U.Kaushal and  A.Pandey : "E-Governance in Higher Education: Concept and Role of Data Warehousing Techniques", International Journal of Computer Applications, Vol. (18), No.(1), 15- 19, Foundation of Computer Science, USA,2011.

50- P.Quintas  & D. W. & D. Massey : " Academic-industry links and innovation: Questioning the science park model " , Technovation, Vol 12, Num 3, 1992.

51- Queensland Government: "Change Management Best Practices Guide, Five (5) key factors Common to Success in Managing Organizational Change", Queensland government, , Australia, 2013.

52- R. Van Dierdonck & others :”An Assessment Of Science and Technology Parks : Towards A better Understanding Of Their Role In The Emergence Of new Technologies “ , Work Paper , Institute Of Technology , Cambridge , June 1991.

53- Rick Petree, Radoslav Petkov And Eugene Spiro :" Technology Parks – Concept And Organization" ,Institute For Eastwest Studies, Center For Economic Development, Sofia, Bulgaria, 2000.

54- SISP web page , ( Accessed 27. 8. 2016 ) Available online At : http://www.sisp.se/about-sisp?language=en

55- T.Mayes, D.Morrison, H.Mellar, P. Bullen and M.Oliver : " Transforming Higher Education Through Technology-Enhanced Learning", The Higher Education Academy, The Charlesworth Group,  Heslington, 2009.

56- TEKEL web page , 27.12.2002 ,  ( Accessed Aug 2016 ) Available online At : http://www.tekel.fi/tekel/

57- The Economist Intelligence Unit :" The Future of Higher Education: How Technology Will Shape Learning",  A Report From the Economist Intelligence Unit Sponsored by the New Media Consortium an Economist Intelligence Unit white paper, The Economist Intelligence Unit, London,2008.

58- The university of Adelaide: "Leading Change, Transition & Transformation A Guide for University Staff", The university of Adelaide, Australia, 2008.

59- UKSPA Web Page, (Accessed 12 / 8 / 2016) Available online At : http://www.ukspa.org.uk/

60- Wladimir Ribeiro Pardo & Others : " The relationship between the competencies of a technology park and the competitiveness of its resident IT enterprises: a case analysis at TECNOPUC " , Rev. Adm. UFSM, Santa Maria, v. 8, número 4, 2015.

 

 

 

قائمة المراجع
1-  أیمن بن عبد المجید کیال : " دور الجامعات السعودیة فی تفعیل مناطق التقنیة فی المملکة العربیة السعودیة"، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الشراکة بین الجامعات والقطاع الخاص فی البحث والتطویر، الهیئة السعودیة للمدن الصناعیة ومناطق التقنیة، منتدی الریاض الإقتصادی، الریاض، 2005.
2-  البنک الدولى، ومنظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى: " مراجعات لسیاسات التعلیم الوطنیة - التعلیم العالى فی مصر"، منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الإقتصادى، باریس، فرنسا، 2010.
3-  بوابة الاحصاءات القومیة للتعلیم العالی، تاریخ الاطلاع 23 / 2 2017.
Available online At :http://www.higheducation.idsc.gov.eg/front/ar/default.aspx
4-  التقریر العربی الثالث للتنمیة الثقافیة، بیروت، مؤسسة الفکر العربی، 2010.
5-  جامعة الملک عبد العزیز: " دور مؤسسات التعلیم العالی فی نقل التقنیة وتوطینها "، سلسلة اصدارات نحو مجتمع المعرفة، وکالة الدراسات العلیا والبحث العلمی، مرکز الانتاج الاعلامی، الاصدار 21، د.ت.
6-  جامعة الملک عبد العزیز: "الحدائق العلمیة ومناطق التقنیة "، سلسلة نحو مجتمع المعرفة، إدارة البحث العلمی، جدة، 2003.
7-  جمال أبوالوفا : " نحو رؤیة مستقبلیة للبحث العلمی فی الجامعة المصریة فی ضوء تحدیات الثورة العلمیة العالمیة "، المؤتمر السنوی الأول – التعلیم الجامعی فی مصر تحدیات الواقع والمستقبل، مرکز التطویر الجامعی، جامعة عین شمس، سبتمبر 1994.
8-  جمال عبد العزیز : " الوسائل التعلیمیة ومستجدات تکنولوجیا التعلیم"، الریاض، مطابع الحمیضی، ط 3، 2003.
9-  الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء: " الکتاب الإحصائى السنوى 2010"، الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، القاهرة، 2011.
10-       خالد بن عبد الله وحمد بن عبد الله : " مدی توظیف وسائل التواصل الإجتماعی فی عملیتی التعلیم والتعلم فی الجامعات السعودیة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس "، المجلة العربیة للدراسات التربویة والإجتماعیة،المرکز العربی للدراسات والبحوث، معهد الملک سلمان للدراسات والخدمات الإستشاریة، عدد 8، السعودیة، 2016.
11-       دالیا فوزى الجیوشى،  منة الله عصام محبوب  ورقة خلفیة عن مشاکل التعلیم الجامعی فی مصر، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة، 2007.
12-       رحیم یونس العزاوى : "مقدمة فی منهج البحث العلمی "، عمان، دار دجلة، 2008.
13-       سحر عبد المجید وأخرون :" بناء القاعدة العلمیة لمصر وروافدها التعلیمیة فی المستقبل: دراسة فی مستقبل تعلیم الریاضیات والعلوم"، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة، 2009.
14-       عزو اسماعیل : " معوقات توظیف تکنولوجیا المعلومات فی الجامعات الفلسطینیة بغزة "، أعمال المؤتمر الدولی للتعلیم العالی فی الوطن العربی – آفاق مستقبلیة، غزة، الجامعة الاسلامیة، ینایر 2013.
15-       عفاف محمد جایل : " التخطیط الإستراتیجی لتنمیة مهارات خریجی التعلیم الجامعی لمواجهة المتطلبات المتجددة لسوق العمل فی ضوء إقتصاد المعرفة "، مجلة مستقبل التربیة العربیة، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة، مجلد 22، عدد 95، یولیو2015، ص14- 149.
16-       علی خلیل التمیمی : " فجوات التعلیم والتدریب والبحث العلمی وسوق العمل العربیة ؟، ملتقی مخرجات التعلیم العالی وسوق العمل فی الدول العربیة – الإستراتیجیات والسیاسات والآلیات "، المنامة -البحرین، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، اکتوبر 2010.
17-       عمر ابراهیم وفاطمة رشید : " دور تکنولوجیا التعلیم فی التعلیم الجامعی "، المؤتمر التربوی الخامس – جودة التعلیم الجامعی، عدد 2، مجلد 2، کلیة التربیة، جامعة البحرین، 2005.
18-       فیصل الحاج وسوسن مجید والیاس سلیمان : " دلیل ضمان الجودة والاعتماد للجامعات العربیة أعضاء الاتحاد "، عمان، اتحاد الجامعات العربیة، الأمانة العامة، 2008.
19-       محسن ألظالمی، أحمد الإمارة، أفنان الأسدی : " قیاس جودة مخرجات التعلیم العالی من وجهة نظر الجامعات وبعض مؤسسات سوق العمل – دراسة تحلیلیة فی منطقة الفرات الأوسط "، ملتقی مخرجات التعلیم العالی وسوق العمل فی الدول العربیة – الإستراتیجیات والسیاسات والآلیات، المنامة – البحرین، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، اکتوبر 2010.
20-       محمد عبد الحمید، أسامة محمود قرنى:" متطلبات تطبیق الإدارة الإلکترونیة بالجامعات المصریة فی ضوء خبرات بعض الدول"، مجلة التربیة، مجلة علمیة کلمة للبحوث التربویة، العدد 130، جامعة الأزهر،  2006، ص 173.
21-       محمد عبود طاهر وعامر جمیل عبدالحسین :"الحاضنات التکنولوجیة والحدائق العلمیة وإمکانیة استفادة الجامعات العراقیة منها فی خدمة المجتمع والتطور الإقتصادی"، مجلة الإقتصادی الخلیجی، اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخلیجی ،العدد 23، 2012، ص38 – 78.
22-       مصطفی أحمد على أحمد: "التحولات فی الأنساق القیمیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة - دراسة تحلیلیة استشرافیة"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، القاهرة، 2009.
23-       الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، تقریر حالة التعلیم فی مصر، الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، القاهرة، 2011.
24-       وزارة التعلیم العالى :" بیان بأعداد الطلاب المقبولین والمقیدین والخریجین بجامعات جمهوریة مصر العربیة فی العام الجامعی 2010/2011"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013 أ.
25-       وزارة التعلیم العالى :" بیان بتطور أعداد طلاب المرحلة الجامعیة الأولى والدراسات العلیا وأعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم ومیزانیة جامعات جمهوریة مصر العربیة فی الأعوام من 2000 وحتى 2010"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013 ب.
26-       وزارة التعلیم العالى، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار،  بوابة الإحصاءات القومیة للتعلیم العالى :" تطور معدل القید الإجمالی فی التعلیم الجامعی والعالی خلال الفترة (2000/2001 - 2008/2009)"، وزارة التعلیم العالى، القاهرة، 2013.
27- A. E. Echols & J. W. Meredith : " A Case Study Of The Virginia Tech Corporation Research Centre In The Context Of The Cabral-Dahab Paradigm, With Comparison To Other Us Research Parks. Int. J. Technology Management , 1998.
28- Alberto Albahari and Others : " Science Parks versus Technology Parks: does the university make the difference? " , 35th DRUID Celebration Conference, Barcelona, Spain, June 17-19 , 2013.
29- APTE : "A Study Of The Social And Economic Impact Of Spanish Science And Technology Parks " , Parque Technologico De Andalucia , Malaga – Aspania , 2006.
30- APTE web page, ( Accessed 27/ 8/ 2016 ) Available online At : http://www.apte.org/en/definition-of-park.cfm
31- Arcot Desai Narasimhalu : " Building Effective Bridges between Science Parks and Universities " ,World Technopolis Association, Volume 4, Issue 1,  2015.
32- Artemis Saitakis : " Science & Technology Parks & Technology Incubators :Tools For Supporting Entrepreneurship And Regional Development", Eruopean Day Of The Entrepreneur , Sofia, Bulgaria, 27 Sep 2011.
33- Babak Ziyae & Mehdi Tajpour : "Designing a comprehensive model of entrepreneurial university in the science and technology parks", World Journal of Entrepreneurship, Management and Sustainable Development, Vol 12 , Iss 3, 2016.
34- Deog-Seong Oh : " Universities And Development Of Science Park / Science City" , Unesco-Wta International Training Workshop, Innopolis Foundation, Daejeon Metropolitan City, Rep. Of Korea, 11 Nov. 2014.
35- Deog-Song Oh & Malcolm Parry OBE :  Unesco report on “Science and Technology Parks in Egypt” , Unesco , August 2007.
36- European Commission:"Setting Up, Managing And Evaluating Eu Science And Technology Park: An Advice And Guidance Report On Good Practice",October 2013.
37- H.Romijn  & M.Albu : "  Innovation, networking and proximity: Lessons from small high technology firms in the UK " , Regional Studies, Vol 36, Num 1, 2002.
38- I. R. Gordon  & P. McCann : " Industrial clusters: Complexes, agglomeration and/or social networks?" ,  Urban Studies, Vol 37, Num 3, 2000.
39- IASP Web Page, (Accessed 19 / 5 / 2016) Available online at: http://www.iasp.ws/
40- Ilkka Kakko and Sam Inkinen : " Homo creativus: creativity and serendipity management in third generation science and technology parks " , Science and Public Policy, Vol 36, Num 7, August 2009.
41- Isabel Díez-Vial & Ángeles Montoro-Sánchez : " How knowledge links with universities may foster innovation: The case of a science park" , Technovation , 2016.
42- Islamic Educational, Scientific and Cultural Organization                    (ISESCO), 2010.Available online At :
43- Jeffrey A. B Astuscheck: " Faculty Roles In University Related Research  Parks" , A Thesis In Higher Education , The Pennsylvania  State University , The Graduate School , College Of Education , May 1996.
44- K.F. Chan  &  T. Lau : "  Assessing technology incubator programs in the science park: The good, the bad and the ugly" , Technovation, Vol 25, Num 10, 2005.
45- K.Y.A. Chan & L.A.G. Oerlemans & M.W. Pretorius : " Explaining Mixed Results On Science Parks Performance: Bright And Dark Sides Of The Effects Of Inter-Organisational Knowledge Transfer Relationships " , South African Journal of Industrial Engineering , Vol 20 , November 2009.
46- Lian-Shen Tung : " Innovation Strategies Of Taiwan’s Science Parks" From S&T Research To Industrial Applications, The 31st Stag Board Meeting, August 31, 2011.
47- Mustafa Atilla :" Science & Technology Parks  In Turkey" , Meeting Industry Demand For R&D And Technology, Innovation And Competitiveness Practitioners Workshop , Istanbul, Turkey , April 19 –21, 2004.
48- OECD web page , 2010 , (Accessed Aug 2016 ) Available online At: http://www.oecd.org/innovation/policyplatform/48137710.pdf
49- P.Bhanti, U.Kaushal and  A.Pandey : "E-Governance in Higher Education: Concept and Role of Data Warehousing Techniques", International Journal of Computer Applications, Vol. (18), No.(1), 15- 19, Foundation of Computer Science, USA,2011.
50- P.Quintas  & D. W. & D. Massey : " Academic-industry links and innovation: Questioning the science park model " , Technovation, Vol 12, Num 3, 1992.
51- Queensland Government: "Change Management Best Practices Guide, Five (5) key factors Common to Success in Managing Organizational Change", Queensland government, , Australia, 2013.
52- R. Van Dierdonck & others :”An Assessment Of Science and Technology Parks : Towards A better Understanding Of Their Role In The Emergence Of new Technologies “ , Work Paper , Institute Of Technology , Cambridge , June 1991.
53- Rick Petree, Radoslav Petkov And Eugene Spiro :" Technology Parks – Concept And Organization" ,Institute For Eastwest Studies, Center For Economic Development, Sofia, Bulgaria, 2000.
54- SISP web page , ( Accessed 27. 8. 2016 ) Available online At : http://www.sisp.se/about-sisp?language=en
55- T.Mayes, D.Morrison, H.Mellar, P. Bullen and M.Oliver : " Transforming Higher Education Through Technology-Enhanced Learning", The Higher Education Academy, The Charlesworth Group,  Heslington, 2009.
56- TEKEL web page , 27.12.2002 ,  ( Accessed Aug 2016 ) Available online At : http://www.tekel.fi/tekel/
57- The Economist Intelligence Unit :" The Future of Higher Education: How Technology Will Shape Learning",  A Report From the Economist Intelligence Unit Sponsored by the New Media Consortium an Economist Intelligence Unit white paper, The Economist Intelligence Unit, London,2008.
58- The university of Adelaide: "Leading Change, Transition & Transformation A Guide for University Staff", The university of Adelaide, Australia, 2008.
59- UKSPA Web Page, (Accessed 12 / 8 / 2016) Available online At : http://www.ukspa.org.uk/
60- Wladimir Ribeiro Pardo & Others : " The relationship between the competencies of a technology park and the competitiveness of its resident IT enterprises: a case analysis at TECNOPUC " , Rev. Adm. UFSM, Santa Maria, v. 8, número 4, 2015.