فعالية برنامج علاجي قائم على تحليل السلوک التطبيقيABA في خفض درجة السلوک الانسحابي لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملکة العربية السعودية

المستخلص

تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة مدى فعالية برنامج قائم على تحليل السلوک التطبيقيABA في خفض درجة السلوک الانسحابي لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، أجريت الدراسة على عينة مکونة من 9 أطفال (6 ذکور، 3 إناث)، تتراوح أعمارهم بين (6 : 9) سنوات. واستخدمت الدراسة مقياس السلوک الانسحابي من إعداد الباحث، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس القبلي والبعدي في اتجاه القياس البعدي على مقياس السلوک الانسحابي لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لصالح القياس البعدي عند مستوي 0.01، کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس البعدي والتتبعى في اتجاه القياس التتبعي على مقياس السلوک الانسحابي لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
The present study aimed to finding out the effectiveness of a program based on applied behavior ABA in reducing the degree of withdrawal behavior of a sample of children with autism spectrum disorder. The study was carried out on a sample of 9 boys and girls (6males, 3females), their age ranged between (6-9) years. The study used a scale of the withdrawal behavior, prepared by the researcher. The results showed a statistically significant differences between pre and post measurement in the direction of telemetric measurement on a scale of the withdrawal behavior of the study sample of children with the autism spectrum disorder in favor of the telemetric measurement at the level of 0.01.The results also showed no statistically significant differences between the telemetric measurement and iterative measurement on a scale of the withdrawal behavior of the study sample of children with the autism spectrum disorder
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

فعالیة برنامج علاجی قائم على تحلیل السلوک التطبیقیABA فی خفض درجة السلوک الانسحابی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد

 

إعـــداد

د/ وائل ماهر محمد غنیم

دکتوراه فی علم النفس

 

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثانی –  فبرایر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

تهدف الدراسة الحالیة إلى معرفة مدى فعالیة برنامج قائم على تحلیل السلوک التطبیقیABA فی خفض درجة السلوک الانسحابی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، أجریت الدراسة على عینة مکونة من 9 أطفال (6 ذکور، 3 إناث)، تتراوح أعمارهم بین (6 : 9) سنوات. واستخدمت الدراسة مقیاس السلوک الانسحابی من إعداد الباحث، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد لصالح القیاس البعدی عند مستوی 0.01، کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعى فی اتجاه القیاس التتبعی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

الکلمات المفتاحیة : برنامج علاجی، تحلیل السلوک التطبیقی، السلوک الانسحابی، اضطراب طیف التوحد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Summary:

The present study aimed to finding out the effectiveness of a program based on applied behavior ABA in reducing the degree of withdrawal behavior of a sample of children with autism spectrum disorder. The study was carried out on a sample of 9 boys and girls (6males, 3females), their age ranged between (6-9) years. The study used a scale of the withdrawal behavior, prepared by the researcher. The results showed a statistically significant differences between pre and post measurement in the direction of telemetric measurement on a scale of the withdrawal behavior of the study sample of children with the autism spectrum disorder in favor of the telemetric measurement at the level of 0.01.The results also showed no statistically significant differences between the telemetric measurement and iterative measurement on a scale of the withdrawal behavior of the study sample of children with the autism spectrum disorder

Key words: a Psychotherapy Program, applied behavior analysis, withdrawal behavior, autism spectrum disorder


المقدمة

أضحى الاهتمام بالأفراد ذوی الاحتیاجات الخاصة مجالا من أکثر المجالات جذبا للاهتمام فی الوقت الحالی، حیث شهد هذا الحقل تطورات ملحوظة سواء على المستوى البحثی أو التطبیقی، نظرا لما لدى أفراد تلک الفئات من مشکلات بحاجة للتغلب علیها وعلاجها، لذلک فقد وجهت جهود الکثیر من الباحثین فی مجال الصحة النفسیة والتربیة الخاصة من اجل فهم خصائص هؤلاء الأفراد، وکیفیة التعرف علیهم والکشف عنهم مبکرا، والعمل على تصمیم وتنفیذ وتقییم مجموعة من البرامج التربویة المتخصصة التی تساعدهم على تنمیة قدراتهم وشخصیاتهم إلى أقصى حد ممکن، وإعدادهم لفهم أنفسهم والعالم من حولهم، مما یقلل الفجوة بینهم وبین الأشخاص العادیین ومساعدتهم للخروج من عزلتهم (حمدی،2017).

 ویعتبر اضطراب طیف التوحد شکلا من أشکال الإعاقة التی تلحق بالأطفال منذ الصغر، ولقد أثبتت الدراسات أن اضطراب طیف التوحد من أکثر أنماط الإعاقات شیوعا بین الأطفال فی العصر الحالی (غنیم، 2015، 3).

 ویعد اضطراب طیف التوحد Spectrum Disorder Autism (ASDs) من الإعاقات التی مازالت تشغل اهتمام کثیرا من المختصین والقائمین برعایتهم وتعلیمهم، الأمر الذی یمتد أثره سلبا على مستوى التوافق لدیهم سواء أکان ذلک على المستوى النفسی أم الاجتماعی، مما ینعکس على عملیة تعلمهم وتعلیمهم (عبد المحسن، محمد، 2013).

 فالأطفال المصابون باضطراب طیف التوحد هم أطفال معاقون بشکل واضح فی مجال استقبال المعلومات وتوصیلها للآخرین، وهذه الإعاقة تؤدی بهم إلى القیام ببعض أنماط السلوک غیر المناسبة للبیئة المحیطة بالإضافة إلى مجموعة من الاضطرابات المصاحبة مثل نقص التفاعل الاجتماعی، واضطراب التواصل اللفظی، وغیر اللفظی، واضطراب فی الانتماء للناس والأحداث (غنیم، البهنساوی، 2016، 295).

 وتعد مهارات التواصل الاجتماعی من المتطلبات الضروریة للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد حتى یستطیع إقامة علاقات ناجحة مع الآخرین بما یمکنه من الاندماج فی المجتمع والمشارکة الفعالة فی الأعمال والأنشطة حتى یتمتع بقدر کبیر من القبول الاجتماعی، وبهذا تظهر أهمیة تنمیة المهارات حتى تساعده على تنمیة التواصل والتفاعل لدیه، وبالتالی الاندماج فی المجتمع (سامی عبد القادر، 2013،70).

 ویعد السلوک الإنسحابی واحدا من الأسباب التی تسبب عجزا وجدانیا حقیقیا للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد حیث أنه یحد من إمکانیة تطورهم الفکری ونموهم الذهنی وذلک بسبب انزوائهم وضعف ترکیزهم فی اکتساب المهارات التربویة ونقصهم المهارات الاجتماعیة الضروریة فی الإبقاء على علاقات الصداقة والتمتع بها. والأطفال المنسحبون یفشلون فی المشارکة فی الأنشطة الجماعیة کما أنهم یترددون فی تفاعلهم مع الآخرین مما یؤدی إلى تجاهلهم والذی یؤدی بدوره إلى زیادة انعزالهم، وان سبب ترددهم یعود إلى افتقارهم للمهارات الاجتماعیة فی التعامل والاتصال مع الآخرین سواء فی اللعب أو الحدیث، ویزید من اضطراباتهم النفسیة والجسدیة والسلوکیة والاجتماعیة مما یستوجب التدخل الهادف للتخلص من تلک الاضطرابات، وخفض حدة التوترات السلبیة المصاحبة لها والأخذ بأیدیهم تجاه                    الفاعلیة المجتمعیة.

 ولعلنا نجد انه قد زاد الاهتمام بالفعل لتقدیم ید العون للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد ومحاولة توفیر کافة أشکال الرعایة لهم، مما یساعد فی إعدادهم لحیاة شخصیة واجتماعیة ناجحة وذلک من خلال استخدام البرامج وطرق العلاج.

 وقد أشار أدبیات الموضوع إلى مجموعة من الخصائص التی یجب أن تتوفر فی البرامج حتى تکون ناجحة مع الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد من بینها: استخدام البرامج والمناهج السلوکیة فی التعامل مع مثل هذه المشکلات (عبدالله، 2009، 292)، ومن بین هذه البرامج أیضا برنامج "إیفار لوفاس" الذی یعتمد بشکل أساسی على تحلیل السلوک التطبیقی ABA، فهو برنامج یقوم على التدریب على المهارات بشکل منتظم ومکثف.

 حیث أن محاولات التدخل بالبرامج العلاجیة بتنفیذ أسالیب تدریبیة أو تعلیمیة لمهارات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد تعد وسیلة إمداد لهم جدیدة تساعدهم على تعلم أشکال بدیلة للتواصل کما تساعدهم على تعلم بعض أنماط السلوک الملائمة (غنیم، 2017، 2).

ولقد اختار الباحث فی هذه الدراسة برنامج تحلیل السلوک التطبیقی ABA کموضوع لیقدمه کاقتراح علاج إلى المهتمین والآباء للمساعدة فی خفض السلوک الانسحابی بعدما ثبتت فاعلیته کأسلوب تعلم.

مشکلة البحث

اللافت للنظر فی تاریخ أدبیات اضطراب طیف التوحد بأنها تبدأ بملاحظة اختلاف الأطفال المصابین باضطراب طیف التوحد على المستوى الانفعالی، وفق " کانر " یأتی الأشخاص ذوی اضطراب طیف التوحد للعالم وهم یعانون من عدم القدرة الفطریة على إقامة اتصال عادی مبرمج بیولوجیا وغریزیا مع الآخرین وفق ذلک الوقت حیث کانت التحلیلیة تفرض سیادتها (Vermeulen, 2013, p :11).

کما أن من الخصائص التی یتفق علیها المختصون فی مجال اضطراب طیف التوحد هو القصور الواضح أو عدم التفاعل الاجتماعی، فبعض الأطفال منعزلون تماما لا یتواصلون مع الآخرین سواء کان ذلک باللغة المنطوقة أو غیر المنطوقة، وقد لا یقتصر على ذلک فحسب، وإنما قد یهربون بعیدا تجنبا للتفاعل الاجتماعی ، وقد تنتابهم ثورات من الغضب.

إن هؤلاء الأطفال لا یقیمون علاقات اجتماعیة حتى مع اقرب الناس إلیهم فهم یعزلون أنفسهم حتى عند وجودهم داخل الأسرة، کما أنهم لا یتواصلون بالعین مع اقرب الناس إلیهم، وقد یفشل هؤلاء الأطفال فی فهم العلاقات مع الآخرین ولا یستجیبون لمشاعرهم، کما یظهر قصورهم الواضح فی مشارکتهم الآخرین تجاربهم وسلوکیاتهم، کما أنهم لا یعیرون اهتماما للأشخاص الذین یحیطون بهم، وقد یوجهون انتباههم إلى الأشیاء المادیة، ویتعاملون مع الأشخاص وکأنهم أشیاء مادیة ولیسوا کائنات حیة.

ویسبب الانسحاب عجزا وجدانیا حقیقیا للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد حیث انه یحد من إمکانیة تطورهم الفکری ونموهم الذهنی وذلک بسبب انزوائهم وضعف ترکیزهم فی اکتساب المهارات التربویة وتنقصهم المهارات الاجتماعیة الضروریة فی الإبقاء على علاقات الصداقة والتمتع بها.

ومن خلال الاطلاع على التراث البحثی المهتم باستخدام العلاج باستخدام تحلیل السلوک التطبیقی ABA أو حتى بدراسة السلوک الانسحابی یتضح أن مجال استخدامه فی الدراسات العربیة قلیل فی التراث البحثی، وخاصة لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد وبالتالی یمکن صیاغة مشکلة الدراسة الحالیة فی التساؤلات التالیة : -

 1 – هل توجد فروق بین القیاس القبلی والبعدی فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد؟

2 – هل توجد فروق بین القیاس البعدی والتتبعى فی اتجاه القیاس التتبعی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد ؟

أهداف البحث

تهدف الدراسة الحالیة إلى: -

1- تصمیم برنامج تدریبی باستخدام تحلیل السلوک التطبیقیABA.

2- التعرف على فعالیة البرنامج فی خفض درجة السلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

3- التعرّف على مدى استمراریة أثر البرنامج فی خفض درجة السلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

أهمیة البحث

 - تنبثق أهمیة البحث من أهمیة موضوعه وهو السلوک الانسحابی من الموضوعات الحدیثة التی بدأ الاهتمام بها یتزاید فی الآونة الأخیرة، لما ینتج عنها من إعاقة للتفاعل الاجتماعی والتواصل لدى الطفل ذوی اضطراب طیف التوحد.

 - یمثل السلوک أساسًا یقوم علیه تعلم الأطفال ذوی اضطراب التوحد للتواصل سواء الاجتماعی أو اللغوی، والذی یعتمد علیه مستواهم اللاحق فی التفاعلات الاجتماعیة واللغة واللعب، وهذا ما أکدته الکثیر من الدراسات السابقة.

 - ندرة الدراسات التی أجریت على المستوى المحلی فی هذا المجال وذلک فی حدود                    علم الباحث

 - تسهم هذه الدراسة بما تتوصل إلیها من نتائج فی مساعدة المختصین والمتعاملین مع الأطفال فئة اضطراب طیف التوحد فی مواجهة المشکلات الخاصة بهم، وقد یکون قاعدة بیانات تنمی ثقافة التعامل معهم وتخطیط البرامج الإرشادیة التدریبیة والعلاجیة لهم.

مصطلحات البحث وتعریفاته

اضطراب طیف التوحد Autism Spectrum Disorder

 عرفته جمعیة علم النفس الأمریکیة على أنه " إعاقة نمائیة شدیدة تتصف بعجز نوعی فی التفاعل الاجتماعی والتواصل اللفظی وغیر اللفظی ومظاهر السلوک المحددة والمتکررة (American Psychological Association, 2013).

 وعرفه شوقی بأنه "عبارة عن خلل أو عجز فی استقبال المدخلات الحسیة المختلفة، التفاعل الاجتماعی، اللغة والتواصل غیر اللفظی، تعبیرات وجهیه ضعیفة، أنشطة متکررة رتیبة، ورفض التغییر، إضافة الى هذه الصورة الإکلینیکیة هناک تاریخ سابق من فقدان الاهتمام بالجماعة الإنسانیة والآخرین خلال الرضاعة وضعف فی اللعب التخیلی والإیمائی خلال الطفولة (شوقی، 2014، 32).

السلوک الإنسحابی Withdrawal Behavior

 عرفه عبد الواحد بأنه "سلوک یتضمن عدم قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعی مع من یحیطون به، وعدم إقامة حوار مع الجماعة، مما یؤدی إلى الهروب منهم وانسحابه عنهم وعدم التفاعل والاندماج معهم" (عبد الواحد، 2011، 357).

 وعرفه شعیب، وعبد الله (2014) بأنه " شکل متطرف من الاضطراب فی العلاقات مع الآخرین، وتبدأ بالانفصال عن الآخرین فی اغلب الأوقات لأسباب لیست ضمن سیطرة الشخص، ثم یأخذ الفرد فی الانسحاب بشکل متعمد أکثر فأکثر (شعیب، محمد، 2014                  ، 391).

 ویعرفه الباحث إجرائیا بأنه متوسط الدرجة التی یحصل علیها الطفل على المقیاس المستخدم فی الدراسة الحالیة.

تحلیل السلوک التطبیقی Applied behavior analysis

 تحلیل السلوک التطبیقی مقاربة مؤسسیة تقوم على نظریة التعلم وعلم السلوک (Susanne Murphy, 2011,P:1) ، تأخذ إستراتیجیة المنحى التجریبی فی تعزیز التعلیم والتطور، ویستخدم المبادئ والإجراءات المعروفة بتأثیرها على التعلم وعلى اکتساب المهارات بغیة تحفیز وتعزیز الأداء وفق أسس یمکن قیاسها، وقد تم تطبیقها من قبل سکینر عام 1953 على سلوکیات إنسانیة مهمة من الناحیة الاجتماعیة، وقد قام کل من بیروولف ورایسلی عام 1968 فی الطبعة الأولى من مجلة تحلیل السلوک التطبیقی بوصفه على أنه " إجراء یتم فیه تطبیق مبادئ إجرائیة بغیة تحسین سلوک معین،ثم یعمل تقییم سلوک لملاحظة إن کان هناک أی تغییر قد حدث فی السلوک، فعندها سیکون التغییر الحاصل بالتأکید ناتج عن الإجراءات التطبیقیة، وإذا کان کذلک، إلى أی من هذه الإجراءات یعود هذا التغیر (هیفلن وفیورینو، 2011، 243).

 ویعرفه عراقی بأنه " إجراء معالجة السلوک المشکل عن طریق تحدید الأحداث السابقة والنواتج التی تحدث فی البیئة لسلوک الأطفال المشکل وتسجیل استجابات الطفل فی المواقف الیومیة (التحلیل الوظیفی للسلوک) ومن ثم تعدیل سلوک الطفل من خلال المعالجة البیئیة                     (منع وإدارة الأحداث السابقة) للسلوک المشکل. وذلک بتضمین تعلیمات التواصل والاستخدام الملائم لأدوات الاستراتیجیات النشطة والتفاعلیة (عراقی، 2014).

البرنامج العلاجی :

 یعرفه الباحث بأنه مجموعة من الإجراءات والأسس والتطبیقات القائمة على بعض مهارات خفض السلوک الانسحابی، والتی یعرضها الباحث فی صورة منهجیة وعلمیة لتدریب الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد علیها وفق خطوات إجرائیة منهجیة".

الإطار النظری:

 یتضمن الإطار النظری عرض ثلاث متغیرات رئیسیة وهی اضطراب طیف التوحد، السلوک الانسحابی، تحلیل السلوک التطبیقی (ABA) کما یلی:-

أولا:اضطراب طیف التوحد Autism Spectrum Disorder

 تعتبر الطفولة مرحلة ذات أهمیة خاصة، وذلک لما یلقاه الطفل فیها من خبرات سارة ومریرة وقاسیة مما یترک بصماته وأثاره على حیاة الطفل فی مراحل حیاته القادمة، فحیاة الإنسان سلسلة متصلة الحلقات، ولا شک أن خبرات الطفولة تنعکس على شخصیة الطفل فی شتى مراحل حیاته،حیث ترتسم فیها ملامح شخصیته وتتشکل فیها العادات والتوجهات وتنمو فیها المیول وتتفتحا لقدرات والأنماط السلوکیة وخلالها یتحدد مسار نمو الطفل الجسمی والعقلی، طبقا لما توفره له البیئة الاجتماعیة والأسریة والتربویة والثقافیة، ومن الملاحظ أنه قد تعددت الاضطرابات النمائیة واعتبرت مجال واسع متغیر ومتعدد الأسماء ومن بین هذه الاضطرابات " اضطراب طیف التوحد "فقد أصبح حدوثه وانتشاره أکثر من حدوث وانتشار اضطرابات النمو الأخرى مما جعله أکثر تعرضا للبحث والاهتمام من قبل العلماء والمتخصصین، فهو مازال یعتبر لغزا صعب الکشف عنه وعن أسراره ویعتبر مأساة للطفل ومعاناة لوالدیه.

 ویعتبر اضطراب طیف التوحد من الاضطرابات التی أثارت جدلا واسعا فی الأوساط العلمیة، وقد اعتبر مظهرا من مظاهر الاضطرابات الانفعالیة الشدیدة، أما الآن فأصبح                      یندرج تحت مسمی اضطرابات طیف التوحد والتی تم ذکرها فی الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس للاضطرابات العقلیة والصادر عن الرابطة الأمریکیة للطب النفسی                       (American Psychological Association " APA ",2013)

 وتعد مشکلات اضطراب طیف التوحد من أکثر المشکلات صعوبة وتعقیدا، فهی تؤثر على مظاهر نمو الطفل المختلفة بدءا من الانسحاب إلى الداخل ووصولا إلى الانغلاق فی عالمة المحیط به (Landa R J., 2008, 138)، ومع أن المشکلات تختلف من حیث درجتها أو تأثیرها من طفل لآخر، إلا أن هناک عدد من المشکلات العامة التی یشترک فیها جمیع الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، وهذه المشکلات تساعد الأخصائیین فی تشخیص اضطراب طیف التوحد الذی یعرف أصلا بالمظاهر السلوکیة التی یظهرها الطفل                  (الخرعان، 2016،5)

 وفی هذا الصدد یشیر دلیل التشخیص الإحصائی الخامس للاضطرابات                         العقلیة DSM-5 الصادر عن رابطة الطب النفسی الأمریکیة (American Psychiatric Association, 2013)  إلى أن اضطراب طیف التوحد یتضمن خصائص أساسیة هی العجز المستمر فی التواصل والتفاعل الاجتماعی فی سیاقات متعددة، أنماط محددة ومتکررة من السلوکیات والاهتمامات والأنشطة.

 وتوجد أدلة حدیثة تدعم النظریة التی تشیر إلى أن ذوی اضطرابات طیف التوحد لدیهم عجزا فی التعرف على الوجوه والأشکال، والتمییز مما قد یسهم فی صعوبة التفاعلات الاجتماعیة (Bollich, cox, Hyder, James & Gowani, 2013) وأن تواصلهم محدود بدرجة کبیرة نتیجة عدم القدرة على استنتاج أو توقع ما یفکر فیه الآخرین، بما فی ذلک مقاصدهم ونوایاهم ومعتقداتهم، حیث وجدت دراسة حدیثة أن الحکم الاجتماعی للأفراد الذین یعانون من اضطراب طیف التوحد یسبب انخفاض القدرة على التقییم الاجتماعی الدقیق للموقف الاجتماعی (young, lee,Mavros,et al.,2011).

 ویتمیز الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد بالانسحاب من المواقف الاجتماعیة والبعد عن إقامة العلاقات الاجتماعیة وعدم الاستجابة لانفعالات الوالدین أو مبادلتهم نفس المشاعر وعدم القدرة على محاکاة سلوک الآخرین وتقلیدهم، وعدم القدرة على تبادل المشاعر الاجتماعیة معهم، ولعل عدم وعی الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد بوجود الآخرین أو الاهتمام بهم لا یعنی أنهم یحبون العزلة وإنما یعبر عن أنهم غیر قادرین على التعامل مع هذه المواقف Lindner, Fay,2005))، کما یظهر لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد خاصیة التعلق الشدید بالأشیاء وبمظاهر السلوک النمطیة ، لذلک یستحوذ علیهم الروتین أی الشعور بالمحافظة على کل ما یحیط بهم وإبقائه على ما هو علیه (Jin, S., D et al, 2014, 144).

ثانیا: السلوک الإنسحابی Withdrawal Behavior

 یعد السلوک الانسحابی أحد مظاهر اضطراب السلوک التکیفی لدى الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة، حیث یعد هؤلاء الأطفال أقل قدرة على التکیف الاجتماعی وعادة إلى الانسحاب من المواقف والتفاعلات الاجتماعیة المختلفة.

 ویذکر Arnold (2014) أن السلوک الإنسحابی هو إدراک مؤلم ینقصه الاتصال مع الآخرین أو الشعور بالفراغ الداخلی الذی یمکن أن یکون مصحوبا به الحزن وتثبیط الهمة والشعور بالعزلة، الأرق، القلق، وتصاحبه رغبة جامحة من جانب شخص ما فی الانطواء، فالأشخاص الذین یشعرون بالوحدة غالبا ما یشعرون بأنهم غیر متقبلین أو مرفوضین من الآخرین الذین یتعایشون معهم أو یحیون فی کنفهم.

 والانسحاب یسبب عجزا وجدانیا حقیقیا للأطفال التوحدیین یحد من إمکانیة تطورهم الفکری ونموهم الذهنی وذلک بسبب انزوائهم وضعف ترکیزهم فی اکتساب المهارات التربویة وتنقصهم المهارات الاجتماعیة الضروریة فی الإبقاء على علاقات الصداقة والتمتع بها (الرواجفة، 2004، 7).

 ویری أصحاب المنظور المعرفی أن قضیة التمرکز حول الذات تغلب على تطور الطفل اجتماعیا فهو لا یستطیع مواءمة أفکاره لذلک یکون منعزلا اغلب الوقت ولهذا لا یبذل جهدا فی نقل أفکاره إلى الآخرین وتعمل ذاکرته الحسیه فقط أی أن الذاکرة القصیرة المدى والبعیدة المدى غیر متطورة أو غیر عامله (الترتوری،2009، 3) إذ یحدث النمو المعرفی عندما یواجه الطفل موقفا یؤدی إلى اختلال التوازن ثم یحصل التکیف المعرفی نتیجة التوازن بین التمثل والمواءمة (فارس، 2011، 6) وإذا کان الطفل ذو اضطراب طیف التوحد تحصل لدیه عملیة تمثیل دون مواءمة وذاکرته الحسیه هی فقط التی ستخدمها لذلک تبقى خبرات الطفل ذو اضطراب طیف التوحد محدودة وفی نطاق الطفل ذی عمر سنتین فقط ویحتاج من المحیطین تطویر مدرکاته الحسیه لنقله إلى المراحل المتقدمة من النمو من خلال برامج إرشادیه وتدریبیه.

 وینقسم الانسحاب الاجتماعی إلى نوعین: الأول عضوی بحیث یبتعد الفرد عن مجالسة الآخرین والاختلاط معهم، ویترک بینه وبینهم مسافة أمان کبیرة، والثانی ذهنی حیث یکون الفرد موجود مع الآخرین بجسده لکن ذهنه شاردا فی مکان آخر بحیث لا یتابع ما یقولون أو یناقشون (House, James, 2001, 273-274).

مظاهر السلوک الانسحابی: -

 تتمثل أهم مظاهر السلوک الانسحابی فی العزلة الاجتماعیة والانطواء والخجل، وفیما یلی عرض لهذه المظاهر : -

أ – العزلة الاجتماعیة : وهی إحدى العلاقات المشوشة بین الأطفال، وسببها هو عدم تفاعل الطفل مع الآخرین، وهو سلوک تجنبی للآخرین، مما یؤدی إلى عدم تکیفه مع محیطه (العربی، 2015، 2017).

ب – الانطواء : وفیها لا یقوى الشخص على المواجهة والتعبیر عن رأیه، کما یجد صعوبة فی الانسجام مع الآخرین (أبو النصر، 2005، 66).

ج – الخجل : وهو درجة عالیة من الارتباک والخوف یشعر بها الطفل حین یلتقی أشخاص من خارج محیطه (بکار، 2010، 115).

 وأما فیما یخص أعراض السلوک الانسحابی عند الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد فهناک مجموعة من الأعراض تتمثل فی إعراض عاطفیة تتمثل فی الانفصال عن الآخرین، الخجل، الحساسیة، الخوف، الشعور المستمر بالعجز عن الأداء، تجنب الدخول فی علاقات اجتماعیة، قلة الخبرات الاجتماعیة أو انعدامها، عدم وجود صداقات والاستمرار بها، تدنی القیم الاجتماعیة والکفایة الاجتماعیة، وفقدان روح المبادرة لدیهم (احمد، وصالح، 2012).

ثالثا: تحلیل السلوک التطبیقی Applied behavior analysis

 یرتکز تحلیل السلوک التطبیقی على الفکرة التالیة :بما أن خصائص الطفل الذی یعانی من التوحد لا تسمح له باکتشاف محیطه وبالتالی عدم الاستفادة من التجارب التی یمر بها( بعکس الطفل الطبیعی الذی یستفید بشکل تلقائی من خبراته التی تسمح له ببناء مخزون المعلومات وتطویر قدراته)، یقترح هذا البرنامج تعدیل سلوک الطفل وتعلیمه السلوکیات الضروریة التی تسمح له بذلک، وتعدیل هذا یعتمد على النظریة الاشراطیة من خلال التعزیز المتزامن، والتدخل التربوی مکون من تدخل فردی مکثف مع الطفل. (الجمعیة اللبنانیة للأوتیزم – التوحد، 2006، 9-10)

 ویعتبر تحلیل ABA التقنیة الأکثر استعمالا من بین البرامج السلوکیة وهو النموذج الذی یظل عدة أنواع من التدخلات حسب الدعامة المستخدمة: نموذجUCLA ،                     التدخل السلوکی المکثف IBI ، السلوک اللفظی التطبیقی AVB ، التدریب عن طریق المحاولات المنفصلةDTT ، التدریب فی المحیط الطبیعی NET (LENOIR et autre, 2007, p:213).

 وتقوم فکرة تعدیل السلوک على مکافأة (إثابة) السلوک الجید او المطلوب بشکل منتظم مع تجاهل مظاهر السلوک الأخرى غیر المناسبة تماما، وذلک فی محاولة للسیطرة على السلوک لدى الطفل، وترجع أسباب اختیار (اقتراح) العلاج السلوکی للتخفیف من حدة سلوکیات اضطراب طیف التوحد الى عدة أسباب منها : -

-       أنه أسلوب علاجی یمکن قیاس تأثیره بشکل عملی واضح دون عناء کبیر، أو تأثر بالعوامل الشخصیة التی غالبا ما تتدخل فی نتائج القیاس.

-        البرامج السلوکیة تعتمد على أساسیات التعلم، والتی یمکن تعلیمها بشکل سهل من قبل                       غیر المهنیین.

-       أنه أسلوب یضمن نظام ثابت لإثابة ومکافأة السلوک.

-       انه أسلوب لا یعیر اهتماما لأسباب الظاهرة وإنما یهتم بالظاهرة ذاتها.

مکونات تحلیل السلوک التطبیقی : -

 بصفة عامة یکون السلوک محکوما بالأحداث والبیئة التی تحیط به، ومن اجل فهم السلوک المشکل یجب تحلیل الموقف مباشرة قبل وبعد السلوک المشکل، والسلوک فی حد ذاته هوای فعل یحدث من الفرد یمکن ملاحظته، ولذلک فإن تحلیل السلوک التطبیقی یهتم بالمکونات التالیة عند تناول السلوک : -

- الأحداثالسابقةعلیالسلوک : ما یحدث قبل السلوک فی البیئة.

- السلوک :أی فعل یحدث من الفرد یمکن ملاحظته.

- النتیجة :التغیر البیئی الذی یحدث بعد السلوک، وتکون النتائج لیس فقط سلبیة بل قد تکون مرغوبة ومفضلة. ویطلق علی معالجة الأحداث السابقة والسلوک والنتیجة تحلیل السلوک التطبیقی (Maguire, Heather, 2012, 216).

 الجانب التطبیق للنموذج :

 أشهر برنامج لتحلیل السلوک التطبیقی صممه "إیفار لوفاس" (Ivar Lovaas) عام 1970 یعرف بالتدریب عن طریق المحاولات المنفصلة DTT وقد هدف إلى تحسین أداء الأطفال الذین یعانون من اضطراب طیف التوحد بواسطة برنامج سلوکی مکثف ومنظم بدقة یؤطره مدربون على قدر عالی من التدریب. فی نهایة 1960 و1970 عمل لوفاس مع أطفال اضطراب طیف التوحد ASD کانوا فی مؤسسات خاصة حیث حاول تحسین تواصلهم اللفظی من خلال تقنیات ABA. فی ذلک الوقت تعرض لوفاس لکثیر من الانتقادات من زملائه الذین جادلوا لصالح المقاربة السیکودینامیة والمقاربات الأخرى وذلک لأن معظم هؤلاء الأطفال فقدوا المهارات اللفظیة التی اکتسبوها بعد توقف البرنامج وعودتهم إلى حیاتهم المؤسسیة، ولکن ورغم ذلک لاحظ لوفاس بأن الأطفال الذین عادوا إلى عائلاتهم تحسنوا بطریقة أفضل وذلک لأن أسرهم کانت مهتمة بتطبیق البرنامج فی المنزل من اجل مساعدة أطفالهم، بالتالی أدرک لوفاس الأهمیة الحیویة لمساهمة الوالدین فی العملیة التعلیمیة، فی وقت لاحق بدا لوفاس بالعمل مع أطفال أقل سنا تتراوح أعمارهم بین 2 – 4 سنوات فی منازلهم ومع المشارکة النشطة للوالدین من اجل ضمان الحفاظ على المهارات المکتسبة حدیثا(Efrosini Kalyva, 2011,10).

الدراسات السابقة:

 رغم الاهتمام العالمی الکبیر بأهمیة البحث فی الأسالیب التی تساهم فی السیطرة على سلوکیات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، إلا أنه ومن خلال تتبع التراث والأدبیات العلمیة التی اهتمت بدراسة السلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد وجد ندرة شدیدة فی الدراسات بصفة عامة وفی الدراسات العربیة بصفة خاصة (فی حدود علم الباحث)التی اهتمت بمتغیرات الدراسة سواء السلوک الانسحابی أو تحلیل السلوک التطبیقی، ولکن الدراسات التی تم الحصول علیها أمکن بلورتها فی محور واحد أمکن تسمیته الدراسات التی تناولت السلوک لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، ویمکن عرض الدراسات السابقة کالتالی: -

 قامت بخش (2001) بدراسة بعنوان " دراسة تشخیصیة مقارنة فی السلوک الانسحابی للأطفال التوحدیین وأقرانهم المتخلفین عقلیا " وتکونت عینة الدراسة من (46) طفل، موزعین عشوائیا وبالتساوی إلى مجموعتین، مجموعة التوحدیین ومجموعة المعاقین عقلیا ممن تتراوح أعمارهم بین (8 – 14) عام، ونسبة ذکائهم بین (54 – 68) على مقیاس جودار، واستخدمت الدراسة مقیاس جودار للذکاء، ومقیاس الطفل التوحدی، ومقیاس السلوک الانسحابی، وأظهرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین فی الانسحاب من المواقف والتفاعلات الاجتماعیة وفی الدرجة الکلیة للسلوک الانسحابی وذلک لحساب الأطفال التوحدیین، حیث کانوا هم الأکثر انسحابا من بین أقرانهم المعاقین عقلیا.

 وقامت حجازی،وشاهین (2003) بدراسة بهدف تأثیر برنامج ألعاب على بعض المهارات الحرکیة الأساسیة واضطرابات الانتباه والتفاعلات الاجتماعیة والسلوک الانسحابی للطفل التوحدی، واستخدم الباحثتان المنهج التجریبی، وأجریت الدراسة على عینة قوامها (8) أطفال من ذوی اضطراب طیف التوحد تتراوح أعمارهم بین (5 – 7) سنوات، وأکدت النتائج أن البرنامج التجریبی یؤثر تأثیرا إیجابیا فی تنمیة المهارات الأساسیة ویحد من السلوک الانسحابی.

 کما قام کلا من کویل وکول (Coyel & Cole, 2004) دراسة حول فاعلیة برنامج استخدم فیه أشرطة الفیدیو والملاحظة الذاتیة لعلاج السلوکیات المشکلة وزیادة التفاعلات الاجتماعیة وذلک على عینة قوامها ثلاثة طلاب یعانون من اضطراب طیف التوحد تراوحت أعمارهم من 9 – 11 سنة، اثنین منهم لدیه توحد شدید والثالث لدیه توحد بدرجة متوسطة، وقد استخدم الباحثان تصمیم ABA لإجراء الدراسة، وقد أشارت النتائج إلى انخفاض کبیر فی سلوک الانسحاب الاجتماعی فی مرحلة التدخل وکذلک فی مرحلة المتابعة بعد البرنامج.

 وفی دراسة قامت بها سلیمان (2006) بهدف تصمیم برنامج مقترح للتمرینات الإیقاعیة الجماعیة للتعرف على مظاهر الاضطرابات السلوکیة والتفاعل الاجتماعی والسلوک الانسحابی للأطفال ذوی التوحد، باستخدام المنهج التجریبی على عینة قوامها (5) أطفال، تراوحت أعمارهم بین (10-12) عام من الأطفال ذوی التوحد، وکانت أهم النتائج فعالیة البرنامج فی تحسین التفاعل الاجتماعی والسلوک الانسحاب لدى الأطفال التوحدیون أفراد العینة.

 وقام دینیس وآخرون (Dennis, et. al, 2008) بدراسة قارنوا فیها بین مجموعة من الأطفال التوحدیین، قوامها ثمانیة أطفال، ومجموعة من الأطفال المصابین باضطرابات فی الفص الجبهی الأمامی تتضمن 12 طفلاً، ومجموعة من الأطفال المتخلفین تضم 12 طفلاً فی الأداء الاجتماعی، ووجدوا أن الأطفال التوحدیین یتسمون بدرجة من الوعی الاجتماعی أکثر انخفاضا من المجموعتین الآخرتین، وذلک بشکل دال إحصائیاً مما یجعلهم أقل قدرة على مسایرة الآخرین، کما وجدوا أیضا أن الأطفال التوحدیین هم أکثر انسحابا من المواقف الاجتماعیة قیاسا بأقرانهم فی هاتین المجموعتین الأخریین سواء المتخلفین عقلیا أو المصابین باضطرابات فی الفص الجبهی الأمامی.

 وأجرى محمد (2009) دراسة هدفت إلى تنمیة الانتباه المشترک وأثر ذلک على خفض السلوک الانسحابی لدى أطفال الروضة ذوی اضطراب التوحد من خلال استخدام نظام التواصل (Pecs) ، وقد طبقت الدراسة على عینة قوامها 11 طالبا من ذوی اضطراب التوحد یتواجدون فی مدارس التربیة الفکریة فی مدینة الطائف، وقد استخدم الباحث المنهج التجریبی فی الدراسة وقد تضمنت المجموعة التجریبیة (6) طلاب والمجموعة الضابطة (5) طلاب، وأشارت النتائج إلى أن البرنامج المستخدم لم یکن فعالا فقط فی تنمیة الانتباه المشترک لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد ولکن ساهم فی خفض السلوک الانسحابی لدیهم.

تعقیب على الدراسات السابقة:

 بعد عرض الدراسات السابقة التی ارتبطت بمتغیر الدراسة وهو السلوک الانسحابی، اتضح للباحث اهتمام بعض الدراسات بأهمیة برامج التدخل فی خفض السلوک الانسحابی لدى أطفال اضطراب طیف التوحد على اعتبار أنها مهارات أساسیة للتواصل لدیهم فی المراحل المتعاقبة والتی أثبتت فعالیتها. حیث أخذت تلک البرامج منحى المنهج التجریبی القائم على الضبط التجریبی للمتغیرات، فقد اهتمت معظم الدراسات بتصمیم برامج تدریبیة لتدریب أطفال اضطراب طیف التوحد، وکما لوحظ قلة وندرة الدراسات سواء العربیة أو الأجنبیة فی استخدام المنحى السلوکی فی العلاج والاستراتیجیات الأکثر فعالیة مثل التلقین، التعزیز، التغذیة الراجعة، وتحلیل المهارة وهو موضوع الدراسة الحالیة.

 هذا فإن محاولات التدخل بالبرامج العلاجیة بتنفیذ أسالیب تدریبیة أو تعلیمیة لمهارات وسلوکیات هؤلاء الأطفال تعد وسیلة إمداد لهم تساعدهم على تعلم أشکال التواصل والتفاعل، وهذا من شانه خفض الاضطرابات السلوکیة لدیهم.

فروض الدراسة

 بعد الإطلاع على التراث البحثی وقراءة الإطار النظری المتعلق بموضوع الدراسة أمکن بلورت فروض الدراسة فی فرضین کالآتی:-

1 – توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

2 – لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعى فی اتجاه القیاس التتبعی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

منهج الدراسة

 اعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج شبه التجریبی لمناسبته لأهداف الدراسة، وتم استخدام التصمیم التجریبی ذو المجموعة الواحدة (مجموعة تجریبیة واحدة) بهدف معرفة مدى أثر التدخل بالبرنامج التدریبی على خفض السلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب                 طیف التوحد.

 ومن ممیزات هذا التصمیم أن المجموعة التجریبیة هی نفس المجموعة الضابطة، وهذا النوع یکون التکافؤ فیه تاما، لأن الفرد فی المجموعة یناظر نفسه قبل إدخال العامل التجریبی وبعده " (منسی، وکامل، 2008، 559).

 وقام الباحث باستخدام التصمیم التجریبی المعتمد فی هذا البحث على النحو الآتی: تصمیم (AB-AB) ویشتمل على أربعة مراحل هی:

1- مرحلة الخط القاعدی (A1): وفیها یتم تحدید تکرار السلوک الانسحابی ونسبة حدوثه لکل طفل من أطفال عینة البحث اعتمادا على أسلوب الملاحظة المباشرة، وتسجیل البیانات المتعلقة بالسلوک المستهدف على استمارة الرصد المعدة من قبل الباحث لأغراض                   هذا البحث

2- مرحلة المعالجة الأولى (تطبیق البرنامج) (B1): وفیها طبق الباحث البرنامج السلوکی المعد للدراسة على أطفال عینة البحث، مع الاستمرار بتقویم السلوک المستهدف لتحدید تکراره، ومدة حدوثه، منذ البدء بتطبیق البرنامج وفی أثناء تطبیقه، وحتى انتهائه، من اجل قیاس التطور الحاصل فی سلوک کل طفل فی أثناء مدة التطبیق.

3- مرحلة المتابعة (A2): وفی هذه المرحلة تم التوقف عن جلسات البرنامج، من اجل التعرف على مدى تحقیق الأهداف النهائیة للبرنامج المعد لأغراض هذا البحث، وتسجیل تکرار السلوک، ومدة حدوثه، لملاحظة مدى استمرار السلوک المعدل بالظهور.

4- مرحلة المعالجة الثانیة (B2): فی هذه المرحلة تم استئناف البرنامج السلوکی، من اجل تحقیق الأهداف النهائیة للبرنامج المعد لأغراض هذا البحث، وتسجیل تکرار السلوک، ومدة حدوثه لملاحظة مدى استمرار السلوک المعدل بالظهور.

عینة الدراسة:-

 تم إجراء الدراسة الحالیة على عینة من الأطفال الذین یعانون من اضطراب طیف التوحد فی أحد مراکز الرعایة، حیث شملت عینة الدراسة 9 أطفال (6 ذکور، 3 أنثى)، تتراوح أعمارهم بین (6 : 9) سنوات.

أدوات الدراسة :

1 – مقیاس السلوک الانسحابی (إعداد الباحث)

 نظرا لعدم توفر أداة لقیاس السلوک الانسحابی لذوی اضطراب طیف التوحد " فی حدود علم الباحث " قام الباحث بتصمیم مقیاس للسلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، وقد اتبع الباحث فی تصمیم المقیاس مراجعة الإطار النظری والدراسات السابقة التی تناولت موضوع السلوک الانسحابی، وقام الباحث باستعراض المقاییس والاختبارات وقوائم تقییم السلوک الانسحابی والتی تضمنت بنودا أو عبارات تسهم فی إعداد المقیاس مثل                                                         (سمعان، 2010، وعبد العظیم، 2009، والبطاینة، 2007، وعبد الله 2002).

 وقد قام الباحث بإجراء دراسة استطلاعیة للإفادة منها فی تحدید مفردات المقیاس، وذلک من خلال عینة من المعلمین، وکان أهم ما أسفرت عنه هو أن الطفل لا یشارک الخبرات مع الآخرین ، عدم مشارکة الطفل مع زملائه، یتجنب الدفاع عن نفسه، یتجنب کافة أنواع التفاعل مع الآخرین، وفی ضوء ذلک انتهى الباحث إلى تحدید وصیاغة عبارات المقیاس، وتمت صیاغة عبارات المقیاس، وشمل المقیاس فی صورته الأولیة والنهائیة 12 یتم الإجابة على کل بند بثلاث بدائل وهی (دائما = 3، أحیانا = 2، أبدا = 1)، وبتجمیع الدرجات التی یحصل علیها المفحوص یمکن من خلالها حساب درجة کلیة فقط للسلوک الانسحابی، وتتراوح الدرجة الکلیة للمقیاس بین إثنتى عشر إلى ستة وثلاثون درجة وکلما ارتفعت الدرجة تدل على ارتفاع السلوک الانسحابی والعکس بالنسبة لانخفاض الدرجة تدل على انخفاض السلوک الانسحابی.

 اختبارات صلاحیة مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد:

 تشمل اختبارات صلاحیة مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد عدة اختبارات منها ثبات المقیاس وصدق المقیاس، وتجانس نصفی المقیاس. والأتی عرض لنتائج تلک الاختبارات:

قام الباحث بالتحقق من ثبات المقیاس عن طریق التجزئة النصفیة حیث بلغ معامل الارتباط بین نصفی الاختبار 0.651 وکما أمکن تصحیح أثر الطول بمعادلة سبیرمان براون حیث بلغ معامل الثبات للاختبار 0.788 وهو معامل ثبات جید، وکما أمکن حساب معامل ثبات ألفاکرونباخ حیث بلغ معامل الثبات (0.821) وهی معامل ثبات جید وبهذا تشیر معاملات الثبات إلى أن المقیاس فی صورته النهائیة یتمتع بمعاملات ثبات مناسبة.

کما أمکن التحقق من صدق المقیاس من خلال طریقتین حیث أمکن عرض المقیاس على مجموعة من الأساتذة فی مجال القیاس النفسی وإعداد الاختبارات وبلغ عددهم 4 أساتذة من الجامعات المصریة، وکذلک أمکن عرض المقیاس على عدد من الخبراء العاملین مع ذوی اضطراب طیف التوحد وبلغ عددهم 5 خبراء من العاملین مع ذوی الاحتیاجات الخاصة (اضطراب طیف التوحد)، وجاءت الآراء تؤید البنود ومدى صلاحیتها فی قیاس السلوک الإنسحابی ومع إجراء بعض التصویبات الطفیفة على بعض البنود بصورة أفضل وکانت نسب الاتفاق تتراوح ما بین 89% إلى 100% للأساتذة والخبراء.

کما أمکن التحقق من صدق المقیاس بواسطة استخدام طریقة الاتساق الداخلیInternal Consistency والتی یعبر عنه بالارتباطات الداخلیة بین الدرجات التی تأخذها کل عبارة من العبارات التی تقیس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی إضطراب طیف التوحد، والدرجة الکلیة للمقیاس (النبهان، 2004، 243)، وقد تم تحدید الصدق التکوینی من خلال قیاس اتساق کل عبارة من عبارات المقیاس بالدرجة الکلیة للمقیاس، وتوضح نتائج جدول (1) أن جمیع عبارات المقیاس جاءت قیم معاملات ارتباطها بالدرجة الکلیة للمقیاس معنویة إحصائیاً عند مستوی 0.01، وقد حظیت جمیع العبارات بمعاملات ارتباط معنویة قویة، مما یشیر إلی الاتساق الداخلی بین عبارات القیاس والدرجة الکلیة للمقیاس کما هو موضح فی الجدول رقم (1).

جدول (1)

قیم معاملات الارتباط بین عبارات مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب                     طیف التوحد والدرجة الکلیة للمقیاس.

العبارات

معامل

الارتباط

مستوی

المعنویة

یمیل إلى اللعب بمفرده بعیدا عن الآخرین

0.65

0.01

یتجنب الدفاع عن نفسه عندما یضایقه الآخرون

0.78

0.01

یفضل الجلوس بمفرده بعیدا عن الآخرین

0.66

0.01

تنعدم استجابته تقریبا لأی إشارات اجتماعیة من الآخرین

0.84

0.01

یشعر بالتوتر والارتباک عندما یرى الآخرین

0.76

0.01

یخاف من السقوط أثناء اللعب

0.84

0.01

یتجنب لقاء الأشخاص غیر المعروفین لدیه

0.65

0.01

یتخذ موقف المتفرج فی الألعاب الجماعیة

0.65

0.01

یتحرک نحو الشخص لإعطائه شیء عندما یطلب منه ذلک

0.72

0.01

یبدو دائما وکأنه شارد الذهن

0.84

0.01

لا یستجیب للشخص إذا طلب منه إعطاءه شیء

0.75

0.01

یصعب علیه التفاعل أو التواصل مع أی مثیرات حوله کالألعاب

0.72

0.01

2– البرنامج باستخدام تحلیل السلوک التطبیقی ABA (إعداد الباحث)

* الهدف من البرنامج:-

 یهدف البرنامج إلى خفض درجة السلوک الانسحابی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، من خلال برنامج سلوکی قائم على تحلیل السلوک التطبیقی ABA.

 * الأساس النظری للبرنامج: -

 ازداد فی الآونة الأخیرة الاهتمام بالسلوک الانسحابی فی بحوث اضطراب طیف التوحد نظرا لکونه أحد السلوکیات التی تسبب عجزا وجدانیا حقیقیا للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد حیث أنه یحد من إمکانیة تطورهم الفکری ونموهم الذهنی وضعف ترکیزهم فی اکتساب المهارات التربویة ونقصهم المهارات الاجتماعیة الضروریة، کما أنهم یفشلون فی المشارکة فی الأنشطة الاجتماعیة ویترددون فی تفاعلهم مع الآخرین مما یؤدی إلى تجاهلهم وبالتالی زیادة انعزالهم.

 * خطوات إعداد البرنامج:

 الخطوة الأولى: الاطلاع على الإطار النظری والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة المرتبطة بالموضوع، وکذلک الاطلاع على البرامج المعدة لأطفال اضطراب طیف التوحد.

 الخطوة الثانیة: وضع الأهداف العامة للبرنامج وذلک فی ضوء خصائص أفراد العینة وهم الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد من حیث احتیاجاتهم ومطالبهم النمائیة

الخطوة الثالثة: وضع الأهداف الإجرائیة للبرنامج وهی الأهداف التی تصف بالفعل ما یقوم به الأطفال أثناء الجلسات التدریبیة.

 الخطوة الرابعة: تحدید محتوى الجلسات وهو عبارة عن الوسیلة الأساسیة لتحقیق أهداف البرنامج، وتم عرضه على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فی علم النفس والتربیة الخاصة لإبداء الرأی، وقد تکون البرنامج من عدد (24) جلسة یتم تقدیمها بواقع (2) جلسة أسبوعیا، ومن ثم فقد استغرق تطبیق البرنامج فترة زمنیة قدرها ثلاثة أشهر، وقد تراوحت الفترة الزمنیة التی تستغرقها الجلسة الواحدة ما بین (40 - 45) دقیقة.

 * أهداف البرنامج:

 تتمثل أبرز أهداف برنامج تحلیل السلوک التطبیقی المستخدم فی الدراسة فیما یلی: -

 1 – خفض درجة السلوک الانسحابی لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

 2 – تزوید الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد بمجموعة من الأنشطة التی ترفع ثقتهم بأنفسهم وتدفعهم إلى التفاعل النشط مع البیئة المحیطة.

3 – محاولة تعلیم هؤلاء الأطفال على تعمیم نتائج المواقف التعلیمیة على کافة                         المواقف الأخرى.

4 – محاولة تخلیص الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد من مظاهر السلوک الانسحابی.

نتائج الدراسة وتفسیراتها : -

نتائج الفرض الأول والذی ینص على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بینا لقیاس القبلی والبعدی فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد"، تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلةIndependent Samples Test، ویوضح جدول رقم (2) نتائج اختبار ذلک الفرض بالتفصیل.

 

جدول (2)

نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطات درجات الاختبار القبلی والاختبار البعدی على مقیاس السلوک الانسحابی لدىذوی اضطراب طیف التوحد.

العبارات

المتوسطات

قیمة

ت

مستوی

المعنویة

فی اتجاه

قبلی

بعدی

یمیل إلى اللعب بمفرده بعیدا عن الآخرین

2.2

1.5

4.7

0.01

القیاس البعدی

یتجنب الدفاع عن نفسه عندما یضایقه الآخرون

2.2

1.7

4.4

0.01

القیاس البعدی

یفضل الجلوس بمفرده بعیدا عن الآخرین

2.3

1.4

3.5

0.01

القیاس البعدی

تنعدم استجابته تقریبا لأی إشارات اجتماعیة من الآخرین

2.1

1.3

2.1

0.01

القیاس البعدی

یشعر بالتوتر والارتباک عندما یرى الآخرین

2.2

1.5

4.7

0.01

القیاس البعدی

یخاف من السقوط أثناء اللعب

2.1

1.3

5.5

0.01

القیاس البعدی

یتجنب لقاء الأشخاص غیر المعروفین لدیه

2.2

1.3

6.5

0.01

القیاس البعدی

یتخذ موقف المتفرج فی الألعاب الجماعیة

2.2

1.4

2.6

0.01

القیاس البعدی

یتحرک نحو الشخص لإعطائه شیء عندما یطلب منه ذلک

1.7

2.4

4.3

0.01

القیاس البعدی

یبدو دائما وکأنه شارد الذهن

2.3

1.2

5.4

0.01

القیاس البعدی

لا یستجیب للشخص إذا طلب منه إعطاءه شیء

2.3

1.7

4.4

0.01

القیاس البعدی

یصعب علیه التفاعل أو التواصل مع أی مثیرات حوله کالألعاب

2.3

1.4

4.2

0.01

القیاس البعدی

إجمالی المقیاس

26.1

18.1

10.3

0.01

القیاس البعدی

 ویتضح من نتائج هذا الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوی 0.01 بین متوسطی درجات القیاس القبلی والقیاس البعدی علی مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد تأتی لصالح القیاس البعدی، حیث بلغ متوسط درجات القیاس القبلی علی مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد 26.1 درجة فی مقابل 18.1 درجة للقیاس البعدی.

 کما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوی 0.01 بین متوسطی درجات القیاس القبلی والقیاس البعدی علی جمیع عبارات مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد تأتی لصالح القیاس البعدی.

 واستنادا للنتائج السابقة، یمکن قبول الفرض الإحصائی الأول والقائل: " توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی فی اتجاه القیاس البعدی على السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد"، وبالتالی لا یمکن قبول الفرض النظری البدیل فی هذا الصدد.

 

ووجود فروق معنویة بین القیاسین القبلی والبعدی علی مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد تأتی لصالح القیاس البعدی، الأمر الذی یعکس فعالیة البرنامج الذی تم وضعه وتنفیذه فی هذا الإطار فی خفض مستوى السلوک الانسحابی لدی الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

 وتتفق نتائج فروض الدراسة مع ما توصلت إلیه معظم الدراسات السابقة التی أکدت على فعالیة استخدام برامج التدخل فی خفض درجة السلوک الانسحابی. ومن هذه الدراسات:دراسة (Coyel & Cole, 2004)، ودراسة کریستینا واهلن، ولورا شریبمان(Christina Whalen, Laura Schreibman,2006)، ودراسة دینیس وآخرون (Dennis, et. al, 2008)، ودراسة محمد (2009)، ودراسة علی (2010)، ودراسة عبد العزیز (2011)، ودراسة غنیم (2017)، والتی أشارت نتائجهم إلى أن البرامج المختلفة تؤثر إیجابیا على تعدیل السلوک لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

 وقد یرجع التحسن الذی طرأ على السلوک الانسحابی لدى أفراد المجموعة التجریبیة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد إلى استفادتهم من برنامج التدخل القائم على تحلیل السلوک التطبیقی ABA بما تضمنه من الأنشطة المختلفة والفنیات والمعززات وأسالیب التوجیه المختلفة مع الاهتمام بدور التغذیة الراجعة الفوریة، حیث أتاح البرنامج المقدم فرصًا کبیرة من التفاعل الاجتماعی بین الأطفال والباحث، الأطفال والمعلمین، الأطفال والأقران وأثر هذا التفاعل فی تحسن مستوى السلوک الانسحابی لدى هؤلاء الأطفال.

 کما یمکن تفسیر النتائج فی ضوء الإطار النظری الذی أشار إلى انه من الطبیعة الأساسیة للسلوک الانسحابی والقصور الخاص الذی یمکن ملاحظته لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد یشیران إلى أن السلوک الانسحابی ینبغی أن یکون مستهدف الرئیسی من جهود التدخلات المبکرة.

 ویتفق ذلک مع ما أشار إلیه القریطی (2001) إلى أن الإعاقة تؤدی إلى إعاقة النمو الاجتماعی وتحد من المشارکة والتفاعل الاجتماعی مع الآخرین والاندماج فی المجتمع ومدى اکتساب المهارات الاجتماعیة الضروریة واللازمة للحیاة فی المجتمع، مما یجعل الطفل أکثر نزوعا إلى الانسحاب ومیلا إلى العزلة والانطواء وأقل توافقا سواء الشخصی أو الاجتماعی.

 وفی هذا الصدد یؤکد کلا من إبراهیم وفرحات (1998) على أن العنایة بتلک الفئة ضرورة اجتماعیة وإنسانیة، وذلک من اجل تطویر قدراتهم وإمکانیاتهم لحسن التکیف مع الحیاة، ومساعدتهم على التفاعل مع المجتمع الذی یعیشون فیه.

نتائج الفرض الثانی، والذی ینص على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی فی اتجاه القیاس التتبعی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد"، تم استخدام اختبار (ت) للعینات            المستقلة Independent Samples Test، ویوضح جدول رقم (3) نتائج اختبار ذلک             الفرض بالتفصیل.

جدول (3)

نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطات درجات القیاس البعدی والقیاس التتبعی على      مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد

العبارات

المتوسطات

قیمة

ت

مستوی

المعنویة

فی اتجاه

بعدی

تتبعی

یمیل إلى اللعب بمفرده بعیدا عن الآخرین

2.2

2.3

0.0

غیر معنوی

-

یتجنب الدفاع عن نفسه عندما یضایقه الآخرون

2.2

2.3

0.7

غیر معنوی

-

یفضل الجلوس بمفرده بعیدا عن الآخرین

2.2

2.3

0.7

غیر معنوی

-

تنعدم استجابته تقریبا لأی إشارات اجتماعیة من الآخرین

2.4

2.5

2.4

غیر معنوی

-

یشعر بالتوتر والارتباک عندما یرى الآخرین

2.2

2.7

2.2

غیر معنوی

-

یخاف من السقوط أثناء اللعب

2.3

2.3

0.8

غیر معنوی

-

یتجنب لقاء الأشخاص غیر المعروفین لدیه

2.2

2.2

0.9

غیر معنوی

-

یتخذ موقف المتفرج فی الألعاب الجماعیة

2.2

2.2

0.4

غیر معنوی

-

یتحرک نحو الشخص لإعطائه شیء عندما یطلب منه ذلک

2.1

2.5

2.4

0.05

القیاس التتبعی

یبدو دائما وکأنه شارد الذهن

2.4

2.4

0.0

غیر معنوی

-

لا یستجیب للشخص إذا طلب منه إعطاءه شیء

2.3

2.3

0.0

غیر معنوی

-

یصعب علیه التفاعل أو التواصل مع أی مثیرات حوله کالألعاب

2.2

2.2

0.0

غیر معنوی

-

إجمالی المقیاس

27.0

28.1

1.6

غیر معنوی

-

ویتضح من نتائج هذا الجدول عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوی 0.05 بین متوسطی درجات القیاس البعدی والقیاس التتبعی علی مقیاس السلوک الانسحابی لدى ذوی اضطراب طیف التوحد، حیث بلغ متوسط درجات القیاس البعدی علی مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد 27.0 درجة فی مقابل 28.1 درجة القیاس البعدی.

 کما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوی 0.05 بین متوسطی درجات القیاس البعدی والقیاس التتبعی علی جمیع عبارات مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، باستثناء یتحرک نحو الشخص لإعطائه شیء عندما یطلب منه ذلک حیث جاء الفرق بین القیاسین البعدی والتتبعی معنویة عند مستوی 0.05 فی اتجاه القیاس التتبعی.

 واستنادا للنتائج السابقة، لا یمکن رفض الفرض الإحصائی الثانی والقائل: " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی فی اتجاه القیاس التتبعی على مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد"، وبالتالی لا یمکن قبول الفرض النظری البدیل فی هذا الصدد.

 

 

وعدم وجود فروق معنویة بین القیاسین البعدی والتتبعی علی مقیاس السلوک الانسحابی لدى عینة الدراسة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، وإن تمیز القیاس التتبعی بمتوسطات أعلی من القیاس البعدی، الأمر الذی یعکس ثبات واستمرار أثر البرنامج الذی تم وضعه وتنفیذه فی هذا الإطار فی خفض السلوک الانسحابی لدی الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد واستدامة التغییرات الإیجابیة للبرنامج لدی الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد.

 کما أن ثبات أثر البرنامج على الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد قد یعود إلى التنوع فی الفنیات التی تؤدى فی النهایة إلى تحقیق الهدف الذی وضعت من اجله، وهذا ما تم الترکیز علیه عند وضع فقرات البرنامج، حیث أن محتویات البرنامج جاءت متسقة مع آراء الکثیر من العلماء الذین اتفقوا على أهمیة هذه الفنیات فی البرامج الخاصة بالأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد والتی قد تساعدهم على خفض درجة السلوک الانسحابی لدیهم.

 ویرى الباحث أن هذا یعتبر مؤشر على نوعیة البرامج المقدمة للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد والتی یجب أن تتضمن مجموعة من الأنشطة المتنوعة، حیث أظهر الأطفال عینة الدراسة قدرتهم على التفاعل مع الأنشطة المستخدمة فی البرنامج.

 وینفق هذا مع دراسة عبد الواحد (2010) إلى أن الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد لدیهم استعداد کبیر لتعدیل سلوکیاتهم إذا ما استخدمت معهم البرامج المناسبة. ولعلنا نجد انه قد زاد الاهتمام بالفعل بتقدیم ید العون للأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد ومحاولة توفیر کافة إشکال الرعایة لهم، مما یساعد فی إعدادهم لحیاة اجتماعیة ناجحة، وذلک من خلال استخدام البرامج المختلفة.(Karvat, Golan, Kimchi, Tali, 2014)

 ویشیر کلا من میشل، ورید (Michelle, Ruud, 2012) إلى أن البرامج العلاجیة هی الطریقة المثالیة للتعلیم والتدریب مع الأطفال الذین یعانون من صعوبات فی التواصل والتفاعل الاجتماعی (ذوی اضطراب طیف التوحد) حیث أن التواصل والتفاعل یحتاجون إلى مهارات وغالبا ما تتسم هذه المهارات بالضعف لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مما یسبب لهم مشاکل وعزلة اجتماعیة وانسحاب عن البیئة المحیطة والمجتمع.

 

 

 

 

 

المراجع:

- إبراهیم، حلمی وفرحات، لیلى. (1998). التربیة الریاضیة والترویح للمعاقین، دار الفکر العربی، القاهرة.

- أبو النصر، مدحت. (2005). الإعاقة النفسیة المفهوم والأنواع وبرامج الرعایة، القاهرة، مجموعة النیل العربیة.

- احمد، نجاتی وصالح، أمل. (2012). فاعلیة برنامج قائم على المهارات الاجتماعیة فی خفض السلوک الانسحابی لدى عینة من الأطفال التوحدیون فی المملکة الأردنیة الهاشمیة، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 1 (9).

- البطاینة، أسامة. (2007). علم نفس الطفل غیر العادی، دار المیسرة للنشر والتوزیع، عمان.

- الترتوری، احمد. (2009). النمو المعرفی عند جان بیاجیه،ج٣، الجزائر.

- الجمعیة اللبنانیة للأوتیزم – التوحد. (2006). التأهیل الشامل للطفل المتوحد، أطفال الخلیج

- الخرعان، هیاء. (2016). مشکلات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد وأسالیب مواجهتها من وجهة نظر أولیاء أمورهم، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، المجلد 5 (1)، الأردن

- الرواجفة، عبدالله. (2014). أثر برنامج إرشادی فی تخفیض الشعور بالعزلة الاجتماعیة لدى طلاب الثانویة فی المملکة الأردنیة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة، ابن الهیثم، جامعة بغداد.

- العربی، حمیدة. (2015). مقدمة فی صعوبات التعلم، دار الفکر العربی.

- القریطی، عبد المطلب. (2001). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم، الطبعة الثالثة، القاهرة، دار الفکر العربی.

- النبهان، موسی. (2004). أساسیات القیاس فی العلوم السلوکیة، الأردن : دار الشروق للنشر والتوزیع.

- بخش، أمیرة. (2001). دراسة تشخیصیة مقارنة فی السلوک الانسحابی للأطفال التوحدیین وأقرانهم المتخلفین عقلیا، مجلة العلوم التربویة النفسیة، جامعة البحرین، (2)، 402.

- بکار، عبد الکریم. (2010). مشکلات الأطفال: تشخیص وعلاج لأهم عشر مشکلات، القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر والترجمة.

- حجازی، أمیمه وشاهین، منار. (2003). تأثیر برنامج ألعاب الجمباز على المهارات الحرکیة الأساسیة واضطرابات الانتباه والتفاعلات الاجتماعیة والسلوک الانسحابی للطفل التوحدی، مجلة علوم التربیة الریاضیة، کلیة التربیة الریاضیة، جامعة أسیوط، (10)، 65-95.

- حمدی، میسرة. (2017). فاعلیة بعض فنیات مهام نظریة العقل فی تحسین الخلل النوعی للمدخلات الحسیة لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، المجلد 33 (1)، الجزء (2).

- سلیمان، حنان. (2006). الاستجابات الانفعالیة والتفاعلیة لأطفال التوحد کنتاج لممارسة التمرینات الإیقاعیة الجماعیة، رسالة ماجستیر (غیر منشورة)، کلیة التربیة الریاضیة للبنات، جامعة حلوان.

- سمعان، مریم. (2010). الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال المتخلفین عقلیا وعلاقته ببعض المتغیرات (دراسة میدانیة فی مراکز رعایة وتأهیل المعوقین ذهنیا فی محافظة دمشق)، مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 (4)، 756 – 818.

- شعیب، علی ومحمد، عبدالله. (2014). قضایا معاصرة فی صعوبات التعلم " النظریة والتطبیق"، القاهرة، دار جوانا للنشر والتوزیع.

- شوقی، محمد. (2014). فاعلیة برنامج مستند لنظریة التکامل الحسی فی خفض الاضطرابات الحسیة لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة عین شمس.

- عبد العزیز، احمد. (2011). فاعلیة برنامج ترویحی ریاضی على التفاعل الاجتماعی للأطفال المعاقین عقلیا، المجلة العلمیة للبحوث والدراسات فی التربیة الریاضیة، (17)، کلیة التربیة الریاضیة، جامعة بورسعید.

- عبد العظیم، طه. (2009). استراتیجیات إدارة الخجل والقلق الاجتماعی، عمان، دار الفکر.

- عبد القادر، سامی. (2013). أثر برنامج تدریب قائم على الأنشطة التعلیمیة فی تنمیة بعض مهارات التواصل الاجتماعی والتواصل غیر اللفظی لدى الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، معهد الدراسات التربویة، جامعة القاهرة.

- عبدالله، إبراهیم. (2009). التدخل المبکر النماذج والإجراءات، الأردن، دار المسیرة للنشر والتوزیع.

- عبدالله، عادل. (2002). مقیاس السلوک الانسحابی لدى الأطفال، القاهرة، دار الرشاد.

- عبد المحسن، مصطفى ومحمد، أمنیة. (2013). فعالیة برنامج إرشادی بالرسم فی خفض السلوکیات النمطیة التکراریة لدى ذوی متلازمة أسبر جر، بحث منشور بالمجلة العلمیة، کلیة التربیة بالوادی الجدید، جامعة أسیوط.

- عبد الواحد، سلیمان. (2010). ذو الاحتیاجات التربویة الخاصة (بین التنمیة والتنحیة)، مجلة الطب النفسی الإسلامی( النفس المطمئنة)، الجمعیة العالمیة الإسلامیة للصحة النفسیة، (93)، مایو، القاهرة.

– عبد الواحد، سلیمان. (2011). ذو صعوباتالتعلمالاجتماعیة والانفعالیة، خصائصهم،اکتشافهم،رعایتهم،مشکلاتهم، دار المیسرة للنشر، عمان، الأردن.

- عراقی، صلاح الدین. (2014). فاعلیة برنامج تدریبی للوالدین قائم على تحلیل السلوک التطبیقی فی تحسین السلوک المشکل لأطفالهم، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، (51)، یولیو، مصر.

- غنیم، وائل. (2017). فعالیة برنامج قائم على تحلیل السلوک التطبیقی ABA فی تنمیة الانتباه المشترک لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، (98)، ینایر.

- غنیم، وائل والبهنساوی، أحمد. (2016). مدى فعالیة برنامج تدریبی قائم على إستراتیجیة السیکودراما لتنمیة التفاعل الاجتماعی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة، 13 (2).

- غنیم، وائل. (2015). الضغوط وأسالیب مواجهتها وعلاقتها بالصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة لدى أمهات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة الإرشاد النفسی، مرکز الإرشاد النفسی، جامعة عین شمس، (44).

- فارس، بن الشیخ. (2011). علم النفس الإکلینیکی، الجزائر.

- محمد، خالد. (2009). فاعلیة استخدام نظام التواصل من خلال تبادل الصور (Pecs) وبعض التدریبات السلوکیة لتنمیة الانتباه المشترک وأثر ذلک فی خفض السلوک الانسحابی لدى أطفال الروضة التوحدیین، مجلة کلیة التربیة بقنا، المجلد 15 (1)، ینایر.

- منسی، محمود وکامل، سهیر. (2008). مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس، الریاض : دار الزهراء للنشر.

- هیفلن، جوان وفیورینو، دونا، ترجمة : نایف الزراع، ویحی عبیدات. (2011). الطلاب ذوو اضطرابات طیف التوحد، عمان، دار الفکر.

- American Psychological Association, APA. (2013) Autism Definition, Retrieved from http://www. apa. org/topics/autism/index. asp x. Journal of Autism Development Disorders, 37, 37-48.

-Arnold, V. C. (2004). When Seniors Drink : Alcoholism and the Elderly. National Association of alcoholism and Drug abuse Counselors.

- Christina Whalen, Laura Schrebman and Brooke Ingersoll. (2006). The Collateral Effects of Joint Attention Training on Social Initiations,Positive Affect,Imitation and Spontaneous Speech For Young Children with Autism, Journal of Autism and Development disorders, 36 (5), 655-664, DOI: 10. 1007/s10803-006-1018-z.

- Coyel,c,&Cole,p. (2004). A Video taped self-Modeling and Self-Monitoring Treatment Program to Decrease off – Task Behavior in Children with Autism. journal of intellectual and development disability,29 (1) ,3-15.

- Dennis, M. , et. al. (2008). Intelligence patterns among children with high - functioning autism, phenylketonuria, and childhood head injury. Journal

- Efrosini Kalyva,( 2011): Autisme Educational and Therapeutique Approaches; Sage Publication; London.

-House, James. (2012). “ Social Isolation Kills,But How and Why?”. Psychosomatic Medicine 63.

- Jiang,X. , Bollich,A. ,Cox,E. ,James,J. , Gowani,S. (2013). A quantitative Link between face discrimination deficits and neuronal selectivity for faces in autism. NeuroImage: Clinical.

- Jin, S. , DaCosta, B. , & Seok, S. (2014). Social Skills Development for Children with Autism Spectrum Disorders through the Use of Interactive Storytelling Games. Assistive Technology Research, Practice, and Theory, 144.

- Karvat, Golan& Kimchi, Tali. (2014). Acetylcholine Elevation Relieves Cognitive Rigidity and Social Deficiency in a Mouse Model of Autism, Neuro psychopharmacology, Mar; 39 (4). 831–840.

- Landa R J. (2008). Diagnosis of autism spectrum disorders in the first 3 years of life. Nat Clin Pract Neurol;4 (3): 138–147

- Lindner, Fay (2005). Focus on autism: behavioral intervention program is available, center for Autism, Available at: www.  northshorelij. com/autism.

- Maguire, Heather M. (2012) A Self-Administered Parent Training Program Based upon the Principles of Applied Behavior Analysis, ProQuest LLC, Psy. D. Dissertation, Alliant International University

- Moran, J. , Young, L. , Saxe, R. , Lee, S, O’ Young, D, Mavros, P & Gabrielie, J. (2011). Impaired theory of mind for moral judgment in high-functioning autism. Proc. Natl. Acad. Sci > USA 108 (7): 2688 – 2692.

- N. A Ibrahim and N. A Nasser Ali. (2010). Impact of the Recreational Sports on Some Social Skills and Behavioral Manifestations in a Sample of Autistic Children,World Journal of Sport Sciences 3 (s) : 673-677, ISSN 2078-4724.

- Pascal LENOIR et autre: L'autisme et les troubles du development psychologique, 2eéd, 2007, Elsevier Masson.    

- Peter Vermeulen,traduction Wendy De Montis, (2013) : Autisme et émotion, 2e éd, De Boek,Bruxelles, pp :11-12.

- Sowa, Michelle& Meulenbroek, Ruud. (2012). Effects of Physical Exercise on Autism Spectrum Disorders: A Meta-Analysis, Journal, Research in Autism Spectrum Disorders, v6 n1 p46-57 Jan-Mar.

 

 

المراجع:
- إبراهیم، حلمی وفرحات، لیلى. (1998). التربیة الریاضیة والترویح للمعاقین، دار الفکر العربی، القاهرة.
- أبو النصر، مدحت. (2005). الإعاقة النفسیة المفهوم والأنواع وبرامج الرعایة، القاهرة، مجموعة النیل العربیة.
- احمد، نجاتی وصالح، أمل. (2012). فاعلیة برنامج قائم على المهارات الاجتماعیة فی خفض السلوک الانسحابی لدى عینة من الأطفال التوحدیون فی المملکة الأردنیة الهاشمیة، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 1 (9).
- البطاینة، أسامة. (2007). علم نفس الطفل غیر العادی، دار المیسرة للنشر والتوزیع، عمان.
- الترتوری، احمد. (2009). النمو المعرفی عند جان بیاجیه،ج٣، الجزائر.
- الجمعیة اللبنانیة للأوتیزم – التوحد. (2006). التأهیل الشامل للطفل المتوحد، أطفال الخلیج
- الخرعان، هیاء. (2016). مشکلات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد وأسالیب مواجهتها من وجهة نظر أولیاء أمورهم، المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، المجلد 5 (1)، الأردن
- الرواجفة، عبدالله. (2014). أثر برنامج إرشادی فی تخفیض الشعور بالعزلة الاجتماعیة لدى طلاب الثانویة فی المملکة الأردنیة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة، ابن الهیثم، جامعة بغداد.
- العربی، حمیدة. (2015). مقدمة فی صعوبات التعلم، دار الفکر العربی.
- القریطی، عبد المطلب. (2001). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم، الطبعة الثالثة، القاهرة، دار الفکر العربی.
- النبهان، موسی. (2004). أساسیات القیاس فی العلوم السلوکیة، الأردن : دار الشروق للنشر والتوزیع.
- بخش، أمیرة. (2001). دراسة تشخیصیة مقارنة فی السلوک الانسحابی للأطفال التوحدیین وأقرانهم المتخلفین عقلیا، مجلة العلوم التربویة النفسیة، جامعة البحرین، (2)، 402.
- بکار، عبد الکریم. (2010). مشکلات الأطفال: تشخیص وعلاج لأهم عشر مشکلات، القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر والترجمة.
- حجازی، أمیمه وشاهین، منار. (2003). تأثیر برنامج ألعاب الجمباز على المهارات الحرکیة الأساسیة واضطرابات الانتباه والتفاعلات الاجتماعیة والسلوک الانسحابی للطفل التوحدی، مجلة علوم التربیة الریاضیة، کلیة التربیة الریاضیة، جامعة أسیوط، (10)، 65-95.
- حمدی، میسرة. (2017). فاعلیة بعض فنیات مهام نظریة العقل فی تحسین الخلل النوعی للمدخلات الحسیة لدى الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، المجلد 33 (1)، الجزء (2).
- سلیمان، حنان. (2006). الاستجابات الانفعالیة والتفاعلیة لأطفال التوحد کنتاج لممارسة التمرینات الإیقاعیة الجماعیة، رسالة ماجستیر (غیر منشورة)، کلیة التربیة الریاضیة للبنات، جامعة حلوان.
- سمعان، مریم. (2010). الانسحاب الاجتماعی لدى الأطفال المتخلفین عقلیا وعلاقته ببعض المتغیرات (دراسة میدانیة فی مراکز رعایة وتأهیل المعوقین ذهنیا فی محافظة دمشق)، مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 (4)، 756 – 818.
- شعیب، علی ومحمد، عبدالله. (2014). قضایا معاصرة فی صعوبات التعلم " النظریة والتطبیق"، القاهرة، دار جوانا للنشر والتوزیع.
- شوقی، محمد. (2014). فاعلیة برنامج مستند لنظریة التکامل الحسی فی خفض الاضطرابات الحسیة لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة عین شمس.
- عبد العزیز، احمد. (2011). فاعلیة برنامج ترویحی ریاضی على التفاعل الاجتماعی للأطفال المعاقین عقلیا، المجلة العلمیة للبحوث والدراسات فی التربیة الریاضیة، (17)، کلیة التربیة الریاضیة، جامعة بورسعید.
- عبد العظیم، طه. (2009). استراتیجیات إدارة الخجل والقلق الاجتماعی، عمان، دار الفکر.
- عبد القادر، سامی. (2013). أثر برنامج تدریب قائم على الأنشطة التعلیمیة فی تنمیة بعض مهارات التواصل الاجتماعی والتواصل غیر اللفظی لدى الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، معهد الدراسات التربویة، جامعة القاهرة.
- عبدالله، إبراهیم. (2009). التدخل المبکر النماذج والإجراءات، الأردن، دار المسیرة للنشر والتوزیع.
- عبدالله، عادل. (2002). مقیاس السلوک الانسحابی لدى الأطفال، القاهرة، دار الرشاد.
- عبد المحسن، مصطفى ومحمد، أمنیة. (2013). فعالیة برنامج إرشادی بالرسم فی خفض السلوکیات النمطیة التکراریة لدى ذوی متلازمة أسبر جر، بحث منشور بالمجلة العلمیة، کلیة التربیة بالوادی الجدید، جامعة أسیوط.
- عبد الواحد، سلیمان. (2010). ذو الاحتیاجات التربویة الخاصة (بین التنمیة والتنحیة)، مجلة الطب النفسی الإسلامی( النفس المطمئنة)، الجمعیة العالمیة الإسلامیة للصحة النفسیة، (93)، مایو، القاهرة.
– عبد الواحد، سلیمان. (2011). ذو صعوباتالتعلمالاجتماعیة والانفعالیة، خصائصهم،اکتشافهم،رعایتهم،مشکلاتهم، دار المیسرة للنشر، عمان، الأردن.
- عراقی، صلاح الدین. (2014). فاعلیة برنامج تدریبی للوالدین قائم على تحلیل السلوک التطبیقی فی تحسین السلوک المشکل لأطفالهم، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، (51)، یولیو، مصر.
- غنیم، وائل. (2017). فعالیة برنامج قائم على تحلیل السلوک التطبیقی ABA فی تنمیة الانتباه المشترک لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، (98)، ینایر.
- غنیم، وائل والبهنساوی، أحمد. (2016). مدى فعالیة برنامج تدریبی قائم على إستراتیجیة السیکودراما لتنمیة التفاعل الاجتماعی لدى عینة من الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة، 13 (2).
- غنیم، وائل. (2015). الضغوط وأسالیب مواجهتها وعلاقتها بالصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة لدى أمهات الأطفال ذوی اضطراب طیف التوحد، مجلة الإرشاد النفسی، مرکز الإرشاد النفسی، جامعة عین شمس، (44).
- فارس، بن الشیخ. (2011). علم النفس الإکلینیکی، الجزائر.
- محمد، خالد. (2009). فاعلیة استخدام نظام التواصل من خلال تبادل الصور (Pecs) وبعض التدریبات السلوکیة لتنمیة الانتباه المشترک وأثر ذلک فی خفض السلوک الانسحابی لدى أطفال الروضة التوحدیین، مجلة کلیة التربیة بقنا، المجلد 15 (1)، ینایر.
- منسی، محمود وکامل، سهیر. (2008). مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس، الریاض : دار الزهراء للنشر.
- هیفلن، جوان وفیورینو، دونا، ترجمة : نایف الزراع، ویحی عبیدات. (2011). الطلاب ذوو اضطرابات طیف التوحد، عمان، دار الفکر.
- American Psychological Association, APA. (2013) Autism Definition, Retrieved from http://www. apa. org/topics/autism/index. asp x. Journal of Autism Development Disorders, 37, 37-48.
-Arnold, V. C. (2004). When Seniors Drink : Alcoholism and the Elderly. National Association of alcoholism and Drug abuse Counselors.
- Christina Whalen, Laura Schrebman and Brooke Ingersoll. (2006). The Collateral Effects of Joint Attention Training on Social Initiations,Positive Affect,Imitation and Spontaneous Speech For Young Children with Autism, Journal of Autism and Development disorders, 36 (5), 655-664, DOI: 10. 1007/s10803-006-1018-z.
- Coyel,c,&Cole,p. (2004). A Video taped self-Modeling and Self-Monitoring Treatment Program to Decrease off – Task Behavior in Children with Autism. journal of intellectual and development disability,29 (1) ,3-15.
- Dennis, M. , et. al. (2008). Intelligence patterns among children with high - functioning autism, phenylketonuria, and childhood head injury. Journal
- Efrosini Kalyva,( 2011): Autisme Educational and Therapeutique Approaches; Sage Publication; London.
-House, James. (2012). “ Social Isolation Kills,But How and Why?”. Psychosomatic Medicine 63.
- Jiang,X. , Bollich,A. ,Cox,E. ,James,J. , Gowani,S. (2013). A quantitative Link between face discrimination deficits and neuronal selectivity for faces in autism. NeuroImage: Clinical.
- Jin, S. , DaCosta, B. , & Seok, S. (2014). Social Skills Development for Children with Autism Spectrum Disorders through the Use of Interactive Storytelling Games. Assistive Technology Research, Practice, and Theory, 144.
- Karvat, Golan& Kimchi, Tali. (2014). Acetylcholine Elevation Relieves Cognitive Rigidity and Social Deficiency in a Mouse Model of Autism, Neuro psychopharmacology, Mar; 39 (4). 831–840.
- Landa R J. (2008). Diagnosis of autism spectrum disorders in the first 3 years of life. Nat Clin Pract Neurol;4 (3): 138–147
- Lindner, Fay (2005). Focus on autism: behavioral intervention program is available, center for Autism, Available at: www.  northshorelij. com/autism.
- Maguire, Heather M. (2012) A Self-Administered Parent Training Program Based upon the Principles of Applied Behavior Analysis, ProQuest LLC, Psy. D. Dissertation, Alliant International University
- Moran, J. , Young, L. , Saxe, R. , Lee, S, O’ Young, D, Mavros, P & Gabrielie, J. (2011). Impaired theory of mind for moral judgment in high-functioning autism. Proc. Natl. Acad. Sci > USA 108 (7): 2688 – 2692.
- N. A Ibrahim and N. A Nasser Ali. (2010). Impact of the Recreational Sports on Some Social Skills and Behavioral Manifestations in a Sample of Autistic Children,World Journal of Sport Sciences 3 (s) : 673-677, ISSN 2078-4724.
- Pascal LENOIR et autre: L'autisme et les troubles du development psychologique, 2eéd, 2007, Elsevier Masson.    
- Peter Vermeulen,traduction Wendy De Montis, (2013) : Autisme et émotion, 2e éd, De Boek,Bruxelles, pp :11-12.
- Sowa, Michelle& Meulenbroek, Ruud. (2012). Effects of Physical Exercise on Autism Spectrum Disorders: A Meta-Analysis, Journal, Research in Autism Spectrum Disorders, v6 n1 p46-57 Jan-Mar.