نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة
إعــــــــــداد
دلال بنت ترکی العتیبی
نویر بنت بشیر المشعل
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد العاشر – جزء ثانى- أکتوبر 2019م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على (التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها، سبل مواجهة التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة). تکون مجتمع الدراسة من القیادات التعلیمیة فی منطقة عسیر والبالغ عددهم (95) مفردة أما عینة الدراسة فقد تمثلت فی عینة عشوائیة بسیطة بلغ عددها (26) مفردة. حیث قامت الدراسة بنشر الاستبانة عن طریق مدیر مکتب التعلیم بمنطقة عسیر. استخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعی بالعینة کما استخدمت الاستبانة کأداة للدراسة.
أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة
أظهرت النتائج أن أفراد عینة الدراسة موافقون على التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات ، وکانت أبرز التحدیات التعلیمیة هی (نقص الکادر التعلیمی فی بعض التخصصات، نقص وقصور المبانی المدرسیة) تلیها تحدیات العولمة والانفجار المعرفی، وتبین من النتائج أن أبرز التحدیات الإداریة هی( غیاب التنسیق بین أقسام الإدارة، نقص فی البیانات اللازمة لاتخاذ القرارات)، بینما جاءت التحدیات المالیة. وأوضحت النتائج أن أبرز السبل لمواجهة التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة هی( عقد دورات تدریبیة للموظفین، التکامل بین أدوار الإدارات وعدم الازدواجیة، توفیر المیزانیة لضمان کفاءة سیر العمل والتطویر المستمر، ترتیب الاولویات، وتطبیق النظام على الجمیع).
Abstract
Title: challenges facing education administration in Asir region, from the leaders opinions
This study aims to identify (challenges facing education administration in Asir region, from the leaders opinions, ways of facing these challenges facing education administration in Asir region, from the leaders opinions). The study society is consisting of education leaders in Asir region whose number 95 individually, as the study sample who where chosen randomly 26 individually. The two researchers provided the questionnaire for education office manager in Asir. They depended on society and survey method as the questionnaire was the study tool.
Results:
Resulted showed that samples agree on challenges facing education administration in Asir region, as results also illustrates that the educational challenges are in the first level. But the distinguished educational challenges are (lack of educational cadre in some specializations, lack and problems in school buildings) .In the same time,. But the administrative challenges that the most administrative challenges are (absence of coordination between administration departments, and lack of information required for making decisions). But financial challenges is in the last . Finally, results showed that the easiest ways for facing education administration in Asir region, from the leaders opinions are (making training courses for employees, integration between administrations role and lack of duplications , providing balance that enhance capabilities in working and continuous development, reordering priorities, and applying regulations on all staff).
مقدمة
تولی الدول جُل اهتمامها لتعلیم النشء واعداد طاقاتها البشریة التی تعوّل علیها فی عملیة التنمیة، وتضطلع وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة بالمسؤولیة الکاملة عن التعلیم بکافة أنواعه ومستویاته، حیث یترأس وزیر التعلیم الهیکل التنظیمی للوزارة، ثم نائب وزیر التعلیم، فمدیر التعلیم فی المنطقة. وتعتبر إدارات التعلیم القناة الرئیسیة والمنفّذ المباشر للخطط التی تقرها وزارة التعلیم، والمحک الرئیسی الذی یختبر نجاح هذه الخطط ، وذلک من خلال ما تحققه مؤشرات أداء العملیة التعلیمیة ، التی تحدد بدورها مستوى أداء التعلیم فی المملکة مقارنة بمؤشرات أداء التعلیم الدولیة (الأمانة العامة لإدارات التعلیم، 1437.
ونظراً لانتشار إدارات التعلیم على مستوى مناطق المملکة ومحافظاتها، فإنه لا بد وأن تعترض تلک الإدارات عدداً من التحدیات والصعوبات، والتی تتأثر بعدد من العوامل. ویرى السبیعی(2009) بأنه على الرغم من الجهود المبذولة والإنجازات المتحققة فی نظام التربیة والتعلیم إلاّ أن إدارات التربیة والتعلیم لا تزال تواجه العدید من الصعوبات والمشکلات التـی تحد من فاعلیتها وکفاءتها وتحول دون تحقیق أهدافها، وبالتالی قدرتها على التطور ومواکبة التغییر. ولا شک بأن جزء من هذه المشکلات یخص إدارات المناطق والمحافظات فی المملکة، ویشکل تحدیاً بالنسبة لتلک الإدارات ، وبناء على ما تقدم ، فإن مشکلة هذه الدراسة تتلخص فی السؤال التالی: ماهی التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة؟
تأتی أهمیة هذه الدراسة من أهمیة الإدارة التربویة بشکل عام، ومن الدور الذی تلعبه إدارة المناطق التعلیمیة فی المملکة العربیة السعودیة بالنسبة لسیر العملیة التربویة، ویمکن تلخیصها فی النقاط التالیة:
- إدارة المناطق التعلیمیة هی همزة الوصل بین وزارة التعلیم کإدارة علیا؛ وبین مکاتب التربیة والتعلیم والمدارس کإدارة تنفیذیة.
- تساهم إدارة المناطق التعلیمیة فی تحقیق رؤیة وزارة التعلیم.
- إدارة أی منطقة تعلیمیة تلبی حاجات المجتمع المحلی، وهی على اتصال دائم به.
- تسهم إدارة المنطقة التعلیمیة فی تجوید العمل فی مکاتب التربیة والتعلیم والمدارس.
تهدف الدراسة الحالیة إلى:
تعتبر الدراسة الوصفیة من الدراسات الملائمة لهذا البحث حیث تهدف إلى جمع البیانات والمعلومات المرتبطة بالتحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة.
یشیر مفهوم المنهج إلى الطریقة التی یتبعها الباحث لدراسة المشکلة موضوع الدراسة.
وفی ضوء طبیعة الدراسة وأهدافها اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعی بالعینة وذلک للقیادات التعلیمیة فی منطقة عسیر بغرض التعرف على التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة.
عینة الدراسة فقد تمثلت فی عینة عشوائیة بسیطة بلغ عددها (26) مفردة. حیث قامت الدراسة بنشر الاستبانة عن طریق مدیر مکتب التعلیم بمنطقة عسیر.
بناءً على طبیعة البیانات المراد جمعها، وعلى المنهج المتبع فی الدراسة، استخدمت الدراسة الاستبانة فی هذه الدراسة، لکون الاستبانة تُستخدم لجمع حقائق ومعلومات عن موضوع معین.
تعتبر إدارات المناطق التعلیمیة فی المملکة حلقة الوصل بین وزارة التعلیم وبین المدارس، وهی الطریق لتنفیذ خططها الاستراتیجیة. وقد تطور مفهوم الإدارة التعلیمیة تطوراً سریعاً معتمداً فی ذلک على تطور مفاهیم إدارة الأعمال والصناعة من ناحیة، وتوافر کثیر من الدراسات فی میدان الإدارة التعلیمیة من ناحیة أخرى.
إن إدارة التعلیم شأنها شأن إدارة أیة مؤسسة من مؤسساته،أمر یتم فی إطار النظام المجتمعی الذی یحیط بالمدرسة وبالنظام التعلیمی، ومن ثم تکون صورة صادقة للحیاة المجتمعیة والثقافیة المحیطة بها (التهامی، 2010).
وقد تعددت الآراء حول تحدید مفهوم الإدارة التعلیمیة فقد عرفها الشمری (2008) بأنها : علم وفن تسییر العناصر البشریة فی إطار المؤسسات التعلیمیة ذات الأنظمة واللوائح التی تهدف إلى تحقیق أهداف معینة بوجود تسهیلات وإمکانیات مادیة فی زمان ومکان محددین . أو هی عبارة عن مجموعة من العملیات التنظیمیة التی تشرف على ضمان فعالیة الخدمات التربویة من خلال تطبیق السیاسة التعلیمیة.
هناک جوانب هامة لابد أن یمتلک فیها المدیر درجة عالیة من الکفایة حت یتمکن من القیام بأداء مسؤولیاته المتعددة ومن هذه الجوانب کما یراها شحادة (2008):
- اتخاذ القرارات الإداریة: هی وسیلة الإدارة التی تتمکن بواسطتها من القیام بوظائفها تمهیداً لخطوة التنفیذ السلیم والفعال على أرض الواقع.
- الاتصال الإداری: هی من المکونات الرئیسیة للعملیة الإداریة، وتظهر أهمیتها لأنها أداة فعالة التأثیر فی السلوک الوظیفی للمرؤوسین وتوجیه جهودهم نحو تحقیق الأهداف.
- تحفیز العاملین: تعتبر الحوافز بمثابة النظام الذی تتبعه الإدارة بشکل عام فی تقدیم المکافآت، والتشجیع للعاملین بهدف تحفیزهم نحو تفعیل أدائهم والوصول إلى أقصى إنتاجیة ممکنة.
- تفویض السلطة: وهنا لابد من ضرورة الموازنة بین الصلاحیات والمسؤولیات، ویجب أن یتم هذا التفویض فی إطار قانونی.
الکفایات اللازمة لمدیری إدارات المناطق التعلیمیة بالمملکة
أولاً: الکفایات الشخصیة
- التصور والإدراک. - السمات والأخلاق.
ثانیاً: الکفایات القیادیة
- القیادة. - التغییر والتطویر. - اتخاذ القرار وحل المشکلات.
ثالثاً: الکفایات الإداریة
- الأهداف والسیاسات واللوائح. - التخطیط والتنظیم. - الاتصال وتقنیة المعلومات. - العلاقة بالمجتمع المحلی.
رابعاً: الکفایات التربویة
- الإشراف التربوی. - العاملون (معلون، مدیری مدارس، مشرفون تربویون، إداریون). - شؤون الطلاب.
- المناهج والبرامج التربویة (کنتاب، 1435).
الأنماط القیادیة لمدراء التعلیم
ویقصد بالقیادات الأشخاص المعینون فی إدارة التعلیم کمسؤولون عن قطاعات ومکاتب التربیة التابعة للإدارة ویملکون سلطة للتأثیر على سیر العمل فیها، فالقیادة الإداریة تجمع فی هذا المفهوم بین استخدام السلطة الرسمیة وبین التأثیر على سلوک الآخرین واستمالتهم للتعاون لتحقیق الهدف.
وقد أجمعت المراجع على اختلافها على أنماط الإدارة التعلیمیة، ومن ثم أنماط القیادة الإداریة التعلیمیة، وهذه الأنماط هی الأوتوقراطی، الترسلی، الدیمقراطی، وفیما یلی مقومات کل من هذه الأنماط حسب ما أورده حسان (2005):
- ترکیز معظم السلطات فی ید المدیر وعدم تفویض الصلاحیات.
- منح حریة التصرف للجمیع لفعل مایشاء ویراه مناسباً.
- الاهتمام بالعلاقات الإنسانیة داخل العمل، وارتفاع الروح المعنویة والدافعیة للعاملین.
أدوار القائد التربوی
تتعدد الأدوار التی یتخذها القائد بشکل عام، ویسری هذا على مدیر التعلیم کأحد القادة التربویون ومن هذه الأدوار ما ذکره عطوی (2014) کما یلی:
- اختیار الأشخاص المناسبین للأماکن المناسبة لهم، مع تفقد الموظفین وتقدیم المشورة والنصح لهم.
- الاتصال الفعال بکافة المؤسسات الموجودة فی البیئة المحلیة على اختلافها.
- تقدیم التسهیلات البشریة والمادیة للمیدان للمساهمة فیتحقیق الأهداف التربویة.
- التنسیق بین جهود العاملین بحیث توجه نحو غایتها المنشودة فی تحقیق الأهداف.
- تنشیط عمل المجموعة بالوسائل المختلفة وبعث الحماس فیهم ورفع دافعیتهم وروحهم المعنویة.
- توخی الموضوعیة فی تقییم المرؤوسین.
- الکشف عن الطاقات الإبداعیة وتشجیعها.
- دراسة قضایا المیدان وتحقیقاتها ومعالجتها حسب الأنظمة.
- ترجمة العملیة التعلیمیة إلى أرقام وخرائط توضیحیة ونشرات یسهل من خلالها الاطلاع على واقع التربیة والتعلیم.
- تشجیع الأبحاث والدراسات المیدانیة ونعمیم نتائجها بقصد تحسین العملیة التربویة وتطویرها.
- جعل المدارس مراکز إشعاع ونقطة انطلاق لإحداث أی تغییر، عن طریق المحاضرات والندوات الهادفة من قبل المختصین.
- المبادأة والمبادرة بتقدیم الأفکار الجدیدة والطرق المستحدثة لتناول وعلاج المشکلات، وقبول الاقتراحات المماثلة.
إدارات التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة
إن إدارات التعلیم هی الهیئة الحکومیة التی أنشأتها وزارة التعلیم فی المناطق التعلیمیة والمحافظات، بهدف تنفیذ السیاسة التعلیمیة من جمیع النواحی الإداریة والتعلیمیة والفنیة والمالیة فی المنطقة والمحافظة، وهی الأقرب إلى المیدان التربوی، مما یجعلها أکثر قدرة على علاج مشکلاته، ولذا فإن نجاح النظام التعلیمی فی بلوغ أهدافه وتحقیق غایاته یرتبط بشکل کبیر بمدى فاعلیة إدارات التعلیم فی أداء مهامها والقیام بأدوارها المنوطة بها، الأمر الذی یتطلب العنایة بهذه الإدارات وتطویرها وتحسین مستوى أدائها والرفع من کفاءتها، خصوصاً وهی تعانی عدداً من الصعوبات الإداریة والمشکلات التنظیمسة التی تحد من فاعلیتها فی أداء رسالتها وتعوقها عن القیام بواجباتها (کنتاب، 1435).
ویبلغ عدد الإدارات التعلیمیة للمناطق بالمملکة العربیة السعودیة، ستة عشر إدارة تعلیمیة للمناطق التعلیمیة، وثلاثون إدارة تعلیمیة للمحافظات التابعة لتلک المناطق.
إدارة تعلیم منطقة عسیر
ویقصد بها إجرائیاً فی هذه الدراسة: الإدارة الوسطى المسؤولة عن العملیة التعلیمیة بالمنطقة، والتی تربط بین وزارة التعلیم ومکاتب التربیة والتعلیم والمدارس فی منطقة عسیر، ویتبعها إداریاً کل من: إدارة التعلیم بمحافظة بیشة، إدارة التعلیم بمحافظة النماص، إدارة التعلیم بمحافظة محایل عسیر إدارة، التعلیم بمحافظة سراة عبیدة، إدارة التعلیم بمحافظة رجال ألمع.
مدیر عام التعلیم ویرتبط تنظیمیاً بنائب وزیر التعلیم .
الهدف العام
تنفیذ الخطط والبرامج والمشروعات التربویة والتعلیمیة وفق السیاسات والأنظمة واللوائح والتعلیمات والإجراءات المعتمدة لتحقیق الأهداف التربویة والتعلیمیة والإداریة، والمشارکة فی مسیرة التطویر لعملیة التعلیم والتعلم.
مهامها
وقد أظهر الدلیل التنظیمی أن إدارات التعلیم تقوم بإثنان وعشرون وظیفة منها :الإشراف على إعداد الخطط التشغیلیة السنویة لإدارة التربیة والتعلیم ، والإشراف على تنفیذ الأنظمة واللوائح والتعلیمات والقرارات المتعلقة بالتربیة والتعلیم وتعمیمها على المدارس. والإشراف على تحدید احتیاجات المنطقة من المدارس والبرامج التربویة ومایتعلق بها. والإشراف على افتتاح المدارس بعد اعتمادها، والإشراف على عملیة توجیه المعلم، والمشرفین التربویین ، واعتماد البرامج والمشروعات التطویریة، المتابعة المستمرة لأعمال القیادات التربویة والإداریة بالإدارة والمیدان التربوی، وتوفیر الحوافز للمجتهدین والمتمیزین منهم، واقتراح برامج التطویر المهنی لهم. والإشراف على الاختبارات والقبول بالمنطقة.والإشراف على إعداد المیزانیة السنویة لإدارة التربیة والتعلیم والإشراف على تنفیذها بعد اعتمادها، وأی مهام أخرى یکلف بها فی مجال اختصاصه (وکالة التخطیط والتطویر).
التحدیات التی تواجهها إدارة تعلیم المناطق
ویقصد بالتحدیات مجموعة المتغیرات المتلاحقة والمتسارعة والجدیدة التی تواجه أداء القیادات الإداریة بإدارة تعلیم منطقة الریاض، فتعمل على إعاقة عملها وتحول بینها وبین السیر المخطط لتحقیق أهدافها المرجوة، ممل یلزمها أن تندفع نحوها للتغلب علیها ومقاومتها سواء أکانت سلبیة، أم تقبلها وتوظیفها لصالح أهدافها إن کانت إیجابیة.
وعلى الرغم من صعوبة حصر التحدیات والمشکلات التی تواجه إدارات التعلیم وقیاداتها فی المیدان، إلا أنه بعد مسح ومراجعة الدراسات السابقة التی تناولت التحدیات التی تواجه إدارات التعلیم وقد استعرض حریم (2010) التحدیات التی تواجهها الإدارة المعاصرة، حیث ذکر أن مدراء المنظمات المعاصرة فی الحاضر والمستقبل یواجهون تحدیات وضغوطات متزایدة ومعقدة، وتؤثر بشکل کبیر على أداء المدراء والمنظمات، ومن هذه التحدیات: العولمة، أخلاقیات العمل والمسؤولیة الاجتماعیة، الاضطراب البیئی، التنوع البیئی، ظهور اقتصادیات ومنظمات المعرفة، وتمکین العاملین.
کما أن من أبرز ماجاء فی هذا المجال ماذکره الکریدا(2004) حیث لخص مشکلات الإدارة التعلیمیة فی مایلی: المرکزیة ، الإهدار البشری والمالی، عدم توصیف الوظائف بدقة، عدم تحدید المواصفات العلمیة، والمهنیة، والخصائص الشخصیة اللازمة لکل نوع من هذه الوظائف ، غیاب أنظمة التقویم والمتابعة، نقل نماذج إداریة تعلیمیة من بیئات أخرى قد لاتصلح فی البیئة المحلیة، الفردیة فی اتخاذ القرارات، وغیاب البیانات، والمعلومات التی یمکن اتخاذها أساساً لصنع القرار.
ویتفق معه السنبل(1429ه) ویضیف إلى ذلک تضخم الجهاز الإداری فی إدارات التعلیم. کما یشارکهم البلیهی (1436هـ) الرأی ویشیر للمشکلات التی تواجهها إدارات التعلیم باعتبارها مظاهر للضعف ویضیف إلى ذلک :
أ. عدم وجود نظام فعال لتقویم إدارات التعلیم.
ب. عدم التوازن بین الصلاحیات والمسؤولیات لمختلف مستویات الإدارة.
ج. وجود تداخل فی الاختصاصات والمهام فی بعض الأجهزة .
د. النقص الشدید فی المعلومات التی تتناول الکثیر من الأوجه النوعیة والکمیة فی التعلیم وعدم دقتها.
ه. غلبة الأسالیب التنظیمیة والإداریة التقلیدیة.
و. عدم توفر نظام للمحاسبیة.
ز. قلة التدریب أثناء الخدمة وضعف نوعیته.
ح. غیاب العمل الاستراتیجی المؤسسی.
کما تناول کنتاب (1435ه) المشکلات التی تواجه إدارات التعلیم وقسمها على النحو التالی:
أ- مشکلات إدارات التعلیم مع الجهاز المرکزی وتتمثل فی المشکلات التالیة:
- ضعف مشارکة الإدارات التعلیمیة فی صنع واتخاذ القرارات واعتبارها جهة تنفیذیة أکثر منها استثنائیة.
- معاناة إدارات المناطق التعلیمیة من مشکلة تنقل قوى العمل بین مدارس المناطق التعلیمیة بسبب الإجراءات المعقدة التی تتبعها إدارات الوزارات فی إتمام عملیة النقل وعدم العدل فی توزیع الکفاءات الفنیة والإداریة بین المناطق.
- قلة الصلاحیات الممنوحة لإدارات التعلیک وأکثر الصلاحیات تترکز فی القضایا المالیة والإداریة.
ب- مشکلات داخلیة خاصة بإدارات التعلیم وتتمثل فی :
- عدم دعم القیادات بإدارة التعلیم للتدریب التربوی والغاء تنفیذ بعض البرامج بحجة أن التدریب یسبب تأخیر العمل.
- انخفاض مستوى الإعداد التربوی والخبرة الإداریة لدى الکثیر من مدیری التعلیم مما أدى إلى عدم ممارسة أدوارهم التربویة المطلوبة التی تمثل جوهر العملیة التربویة.
- عدم وضوح أهداف وأولیات الإدراة التعلیمیة وتغلیب العمل الإداری على العمل الفنی وممارسة مدیر التعلیم لدوره الإداری فقط دون اهتمام بالدور التربوی وتحسین جودة العملیة التربویة.
- انخفاض مستوى الآداء القیادی لدى المسؤولین خاصة فی مجال استخدام الأسالیب القیادیة المناسبة لاختلاف الظروف والقدرة على ممارسة المهارات العلمیة فی اتخاذ القرارات والتخطیط لتوفیر برامج التدریب المناسبة للعاملین.
وقد أورد التقریر الوطنی لتطویر التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة والصادر عام 2004 حیث تناول مجموعة من التحدیات التی یواجهها التعلیم فی المملکة وذکر أن من أهمها مایلی:
أما الزهرانی(1436ه) فقد قسمتها على النحو التالی:
أ. هدر الوقت فی المکاتبات، والمخاطبات الورقیة.
ب. ضعف توظیف نتائج الأبحاث لتطویر الجوانب الإداریة.
ج. جمود اللوائح، والأنظمة.
د. تتسم معظم التغییرات بأنها عبارة عن ردود أفعال لأزمات طارئة.
ه. الاهتمام بتسلسل الإجراءات الإداریة أکثر من الاهتمام بتحقیق النتائج المنشودة.
و. اتخاذ بعض القرارات المهمة دون التمهید الکافی مع المعنیین بها.
ز. المرکزیة، وتقدیم الحلول من أعلى سلطة إلى أسفل.
ح. ضعف التنسیق فی خطط البرامج المستقبلیة بین الإدارات.
ط. الالتزام الحرفی باللوائح، والضوابط عند حل المشکلات.
ی. الاعتماد التام على المخاطبات، والأرشفة الورقیة.
أ. تأخر صرف المبالغ المالیة لمستحقیها فی الوقت المناسب.
ب. ضعف مخصصات التحفیز المادی، والمکافآت التشجیعیة للموظفین.
ج. قلة المخصصات المالیة المعتمدة لعملیات التطویر فی الإدارة.
د. محدودیة المصادر المالیة لتمویل البرامج، والمشروعات التربویة للإدارة.
ه. قصور المیزانیة المحددة عن تلبیة احتیاجات إدارة التربیة والتعلیم.
و. محدودیة صلاحیات تنویع مصادر الدخل الممنوحة للمسؤولین.
أ. إهمال متابعة انتقال أثر التدریب على أداء الموظفین.
ب. تقلیدیة الأسالیب التدریبیة المستخدمة فی البرامج، والدورات التی یحضرها الموظفون.
ج. تجاهل تحدید الاحتیاجات التدریبیة بأسلوب علمی عند تصمیم برامج النمو المهنی للموظفین.
د. ضعف استقطاب حملة المؤهلات العلیا فی التخصصات المناسبة.
ه. ضعف توظیف مؤشرات الأداء بموضوعیة فی الترقی الوظیفی.
أ. غلبة وسائل الاتصال التقلیدیة، کالمکالمات الهاتفیة، والزیارات المیدانیة.
ب. تأخر توفیر التجهیزات التقنیة الحدیثة عند طلبها.
ج. صعوبة التعامل مع البرمجیات الحدیثة، (کبرنامج نور، وفارس، والشؤون المدرسیة،...إلخ).
د. قلة التوظیف السلیم للأجهزة المتوافرة بإدارة التربیة والتعلیم.
ه. کثرة أخطاء بعض البرمجیات الإلکترونیة الحدیثة.
أ. قلة استفادة المجتمع، والأهالی من المرافق التعلیمیة (المکتبة، الملاعب، المسرح) خلال الفترة المسائیة.
ب. ضعف خدمات التغذیة، والتموین فی مقار إدارات التربیة والتعلیم، سواء للموظفین، أو المراجعین.
ج. محدودیة مشارکة أولیاء الأمور، والأهالی فی صناعة قرارات تعلیمیة مهمة.
د. إهمال عملیات الصیانة الدوریة الشاملة على المرافق، والمبانی.
ه. استمرار وجود مبانٍ مستأجرة غیر ملائمة (مدارس، ومکاتب تعلیم).
و. غیاب وجود آلیات واضحة للشراکة المجتمعیة مع القطاع الخاص.
ز. انخفاض العمر الافتراضی للمبانی، والتجهیزات.
ح. بیئة العمل طاردة غیر محفزة.
وختاماً فإن هذه المشکلات والمعوقات والتحدیات التی تواجه القائد الإداری فی إدارات التعلیم رغم کثرتها، إلا أن هناک عدد من مدراء التعلیم الذین وضعوا بصمتهم الخاصة، وذلک فی سبیل التغییر والتطویر اللازم لآلیة العمل فی تلک الإدارات، للمساهمة فی تحقیق أهداف وزارة التعلیم ورؤیتها.
الدراسات السابقة
- دراسة البلیهی (1436ه) بعنوان (الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء جی کواف (GWQAF) بالمملکة العربیة السعودیة) وتهدف الدراسة إلى: التعرف على واقع ممارسة الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء إطار(جی کواف) وتقدیم نموذج مقترح لتطویر الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء إطار(جی کواف) فی المملکة العربیة السعودیة.واستخدم الباحث المنهج الوصفی المسحی ، وکان مجتمع الدراسة (360) فرداً موزعین على 45 إدارة تعلیم ، وتوصلت الدراسة لاتفاق غالبیة أفراد الدراسة على أن الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء إطار (جی کواف) فی المملکة تمارس بدرجة عالیة.عرضت الدراسة نموذج مقترح لتطویر الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء إطار(جی کواف).
- دراسة الزهرانی (1436) بعنوان (استشراف المشکلات التنظیمیة المستقبلیة للادارات العامة للتربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة وسبل علاجها فی ضوء نظریة تربز تصور مقترح) وهدفت هذه الرسالة : التعرف إلى المشکلات التنظیمیة الحالیة للإدارات العامة للتربیة والتعلیم بالمملکة.
وتوصلت الدراسة للنتائج التالیة: تعانی الإدارات العامة للتربیة والتعلیم من وجود مشکلات تنظیمیة (بدرجة متوسطة) فی جمیع محاور الدراسة الخمسة. وأجمع الخبراء على استمرار وجود خمسین مشکلة تنظیمیة فی المستقبل، ورجحوا أنها ستکون موجودة بدرجة متوسطة. وضع برنامج تدریبی مقترح لتأهیل وتدریب و تنمیة مدیری إدارات التعلیم لقیادة المیدان واکسابهم المهارات والقدرات الإبداعیة اللازمة وتطویرها لمواجهة تحدیات المستقبل فی عصر اقتصاد ومجتمع المعرفة.
- دراسة کنتاب (1435) بعنوان (تطویر أداء القیادات فی إدارات التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء مبادئ المحاسبیة الإداریة) وهدفت الدراسة إلى : استعراض التجارب العملیة للمحاسبیة فی المجال التربوی. التعرف على معوقات ومقترحات تطبیق المحاسبیة فی إدارات التعلیم من وجهة أفراد الدراسة. تصمیم برنامج تدریبی مقترح لتطویر أداء القیادات الإداریة فی إدارات التعلیم فی ضوء مبادئ المحاسبیة الإداریة. واستخدم الباحث المنهج الوصفی المسحی، وتمثل أفراد مجتمع الدراسة (675) فرداً ، وتوصلت الدراسة إلى معوقات تطبیق المحاسبیة وهی: نقص الکوادر البشریة المؤهلة، ندرة البرامج التدریبیة، ضعف توافر مقاییس الأداء.
- دراسة الحدیدی (2013) بعنوان (تطویر أداء القیادات الإداریة بوزارة التربیة والتعلیم العالی الفلسطینیة فی ضوء التحدیات المعاصرة) وتهدف الدراسة إلى تحقیق ما یلی: تحدید التحدیات المعاصرة التی تواجه أداء القیادات الإداریة بوزارة التربیة والتعلیم العالی الفلسطینیة.واستخدم الباحث المنهج الوصفی. وتوصلت الدراسة لتطویر أداء القیادات الإداریة بالوزارة.
وتشترک هذه الدراسة مع الدراسات السابقة فی انها جمیعها درست واقع الإدارات التعلیمیة وجمیعها انتهجت المنهج الوصفی واتخذت الاستبانة أداة لها، واختلفت هذه الدراسة فی أنها طبقت تحدیداً فی منطقة عسیر بالمملة العربیة السعودیة وکانت عینة الدراسة قیادات منطقة عسیر.
خلاصة نتائج الدراسة والتوصیات.
أولاً: أهم النتائج:
توصل البحث إلى عدد من النتائج أظهرها التحلیل الإحصائی للبیانات التی حصلت علیها الدراسة عند تطبیقهما لأداة بحثهما ویتم عرض خلاصتها على النحو التالی:-
1- بالنسبة للتساؤل الأول:ما هی التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة ؟
أظهرت النتائج أن أفراد عینة الدراسة موافقون على التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات التعلیمیة بمتوسط حسابی (3.71 من 5)، وقد تمثلت هذه التحدیات فی ( التحدیات المالیة ، التحدیات الإداریة ، التحدیات الإداریة، تحدیات العولمة والانفجار المعرفی)، والتی جاءت نتائجها کالتالی:
أ- التحدیات المالیة:
کشفت النتائج أن أفراد عینة الدراسة محایدون فی موافقتهم على التحدیات المالیة التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها، بمتوسط حسابی (3.39 من 5)، وتبین من النتائج أن أبرز التحدیات المالیة هی:
ب- التحدیات الإداریة:
أوضحت النتائج أن أفراد عینة الدراسة موافقون على التحدیات الإداریة التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها، بمتوسط حسابی(3.50 من 5)، وتبین من النتائج أن أبرز التحدیات الإداریة هی:
جـ- التحدیات التعلیمیة:
بینت النتائج أن أفراد عینة الدراسة موافقون بشدة على التحدیات التعلیمیة التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها (4.31 من 5)، وتبین من النتائج أن أبرز التحدیات التعلیمیة هی:
د- تحدیات العولمة والانفجار المعرفی:
أوضحت النتائج أن أفراد عینة الدراسة موافقون على تحدیات العولمة والانفجار المعرفی التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها بمتوسط حسابی (3.65 من 5)، وتبین من النتائج أن أبرز تحدیات العولمة والانفجار المعرفی هی :
2- بالنسبة للتساؤل الثانی: ما هی السبل لمواجهة التحدیات التی تواجه إدارة التعلیم فی منطقة عسیر من وجهة نظر القیادات فیها؟(سؤال مفتوح)
10. العدالة فی الترشح ومنع الواسطة والمحسوبیة.
11. توفیر بیئة عمل مناسبة وجاذبة.
12. الصیانة الدوریة لجمیع الأجهزة والمعدات.
13. مواکبة التطور التقنی، من خلال تطویر الأنظمة ومرونتها.
ثانیاً: التوصیات:
فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدراسة توصی الدراسة بالآتی:
المراجع
الأمانة العامة لإدارات التعلیم. (1437). إدارات التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة. وزارة التعلیم: الریاض.
البلیهی، محمد بن صالح(1436) . الحوکمة فی أداء مدیری إدارات التعلیم فی ضوء جی کواف (GWQAF) بالمملکة العربیة السعودیة: نموذج مقترح. رسالة دکتوراه ، جامعة الملک سعود، کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة : الریاض
الحدیدی، عماد أمین سعید (2013) . تطویر أداء القیادات الإداریة بوزارة التربیة والتعلیم العالی الفلسطینیة فی ضوء التحدیات المعاصرة.جامعة عین شمس، کلیة البنات للآداب والعلوم والتربیة ، قسم أصول التربیة : القاهرة.
حریم ، حسین (2010م) .مبادئ الإدارة الحدیثة – النظریات – العملیات الإداریة – وظائف المنظمة. عمان : دار الحامد للنشر والتوزیع .
الزهرانی، فتحیة صالح (1436ه). استشراف المشکلات التنظیمیة المستقبلیة للادارات العامة للتربیة والتعلیم فی المملکة العربیة السعودیة وسبل علاجها فی ضوء نظریة تربز تصور مقترح. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة الملک سعود، کلیة التربیة،قسم الإدارة التربویة : الریاض.
السبیعی، عبید. (2009). الأدوار القیادیة لمدیری التربیة والتعلیم فی ضوء متطلبات إدارة التغییر. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة أم القرى، کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة والتخطیط: مکة المکرمة.
السنبل، عبدالعزیز، الخطیب، محمد، متولی، مصطفى، عبدالجواد، نورالدین(1429). ).نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة الریاض. ط8.الخریجی.
العبدالکریم، راشد. (2009). واقع التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة: رؤیة خاصة. ورقة مقدمة إلى ورشة عمل إصلاح التعلیم فی الدول العربیة: المملکة العربیة السعودیة أنموذجاً.
کنتاب، محمد یوسف. (1435). تطویر أداء القیادات فی إدارات التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء مبادئ المحاسبیة الإداریة. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة الملک سعود، کلیة التربیة، قسم الإدارة التربویة: الریاض.
وکالة التخطیط والتطویر. (د، ت). الدلیل التنظیمی لإدارة التربیة والتعلیم بالمناطق.
وزارة التخطیط. (2015). الأهداف والسیاسات لخطة التنمیة العاشرة.