نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
قلق المستقبل وعلاقته بتقدیر الذات
لدى الأحداث الجانحین
إعــــــــــداد
د/ مصلح بن عبید العنزی
} المجلد الخامس والثلاثون–العدد الثانی عشر- دیسمبر2019م{
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة:-
هدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى قلق المستقبل وتقدیر الذات، کذلک التعرف على علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض، والکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات تبعاً لمتغیرات (العمر – المستوى التعلیمی – المستوى الاقتصادی – نوع الجنحة)، وأخیراً هدفت هذه الدراسة إلى التنبؤ بقلق المستقبل من خلال تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین.
وتکونّ مجتمع الدراسة من الأحداث الجانحین فی دار الملاحظة بالریاض وعددهم (284) وبلغت عینة الدراسة (120) حدثًا جانحًا، واستخدم الباحث المنهج الوصفى الارتباطى، واستخدم مقیاس قلق المستقبل، ومقیاس تقدیر الذات.
وکشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع درجة القلق من المستقبل وانخفاض مستوى تقدیر ذات لدى الأحداث الجانحین، کذلک وجدت علاقة سالبة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) بین قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین، کما کشفت نتائج الدراسة عن عدم وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى أبعاد قلق المستقبل والدرجة الکلیة کذلک فى تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیرى العمر والمستوى التعلیمى، فى حین وجدت فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیرى المستوى الاقتصادى ونوع الجنحة، وأخیراً یُمکن التنبؤ بقلق المستقبل من خلال تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین.
وأوصى الدراسة بضرورة تقدیم البرامج الإرشادیة للأحداث الجانحین والتی تهدف إلى خفض قلق المستقبل ورفع مستوى تقدیر الذات.
الکلمات المفتاحیة:-
Abstract: -
Study aimed at determining the levels of future anxiety and self –estimate, as well as the relationship between future anxiety and self –estimate. Further it aims to determine the differences related to age, educational and economic status, offense type, in addition identifying the relative contribution of the self-estimate in the Prediction of future anxietyfor Delinquent Minors.
Study population is composed of delinquent minors at Riyadh Reformatory Facility whose number is (284). Study participant were (120) delinquent minor. The study depended on descriptive correlative approach, Researcher used the future anxiety scale and self-estimate scale.
The Results of the Research indicated That There has been a negative correlative relationship between future anxiety and self-estimate, Increased degree of future anxiety and decrease of self-estimate to delinquent minors and There is a statistically significant relative contribution of the self-estimate in the Prediction of future anxietyfor Delinquent Minors.
This study Recommended by Providing guidance programs for delinquent minors, which could minimize future anxiety and promoting self-estimation, for the delinquent minors
Key words:-
مقدمة:-
منذ بدء الحیاة على الأرض، والإنسان فی تفاعل مستمر وتواصل دائم للتوافق مع البیئة والظروف التی تحیط به. وکثیراً ما ینجح الفرد فی أن یتوافق، ولکنه یفشل أحیاناً فی المواجهة مع تلک الظروف، وهذا الفشل یؤدی إلى تولّد حالات واضطرابات نفسیة لدیه تنعکس سلباً على سلوکه وتعامله مع الآخرین، وهناک أمور کثیرة تنعکس آثارها سلبًا على سلوک الفرد وتؤثر فی شخصیته من أهمها مثلاً، تدنی شعور الفرد بالرضا نتیجة؛ الملل والسأم من تکرار نمط العمل، أو بسبب قلة الدخل، أو التعرض للاحتراق النفسی نتیجة لضغوط فی کل مجالات الحیاة فی بیئة لا تتماشى مع احتیاجات الفرد المادیة والسیکولوجیة، وفضلاً عن ذلک، فالمشکلات الأسریة والأمراض والمخاوف من المستقبل، کلها أمور خارج سیطرة الفرد وطاقته، ویصعب علیه تجاوزها أو التخطیط لمواجهتها، وهذا ما سیؤدی بالفرد إلى الشعور بالحیرة والإرباک، والعجز والقلق(کرمیان، 2007:ص 2).
ویُعد انشغال البال بالمستقبل والخوف منه من الأمور المهمة التی تؤرق کثیراً من الناس فی الزمن الحالی، وخاصة جیل الشباب، وذلک نظراً للکثیر من المتغیرات الحیاتیة والمعیشیة والمهنیة التی أصبحت تشغل حیزاً کبیراً من تفکیر الشباب بدءًا من اختیار نوع الدراسة فی المرحلة الجامعیة إلى الدراسة عن وظیفة فی المستقبل والدراسة عن زوجة وتکوین أسرة وبناء بیت وسکن لهذه الأسرة، وهی أمور تشغل الأفراد الذین لدیهم عمل، فما بالک بالأحداث الجانحین الذین هم فی مقتبل العمر ویفتقدون کل أسس ومقومات الحیاة المستقبلیة المأمولة التی یتمنونها(معشی، 2012).
ومما لاشک فیه أن التفکیر والخوف من المستقبل من الأمور التی أصبحت لا تشغل بال أو فکر الشباب فقط، بل أصبح التفکیر فی المستقبل والتنبؤ به من الأمور التی تهم المجتمعات والشعوب المتحضرة، التی تحاول أن تجد لنفسها موضعاً على الخریطة العالمیة.
ولن یبلغ المراهق ما یرید، ولن یحقق أی نجاحات مستقبلیة فی المجالات التی یتمنى أن یتفوق فیها، مادامت هناک ضغوطات حیاتیة حالیة ومستقبلیة، ومادام هناک قلق من المستقبل الذی لم یأت بعد، ولم یعرف الفرد ماذا یحمل له حین یأتی" (زیدان 2007 ؛Zimbardo, and Boyd, 2008: 137).
وتعد ظاهرة جنوح الأحداث تعد من أبرز القضایا، ومن الظواهر النفسیة والاجتماعیة التی کانت ومازالت مجالاً خصباً للدراسات، والبحوث وهی ظاهرة سلوکیة تحدث فی إطار اجتماعی معین، وتخضع فی نشأتها وتطورها لأسباب عدیدة ترتد بجذورها إلى أعماق نفسیة الحدث، وإلى أعماق بیئته الاجتماعیة المحیطة به.
کما تتصف ظاهرة انحراف الأحداث بخطورة مزدوجة تؤثر فی کیان المجتمع حیث یصبح الأحداث طاقات معطلة لا تفید المجتمع بشیء، بل تسبب له ضرراً مؤکداً، ویرتکبون الجرائم التی تؤثر فی الأشخاص، والأموال آثاراً وخیمة وفی المجتمع فی آن واحد (جبر، 2000م،ص12).
ویُعد تقدیر الذات أحد الأبعاد المهمة فی الشخصیة، وهو حاجة إنسانیة قویة وأساسیة تزود الفرد بإسهامات ضروریة للحیاة، ولا غنى عنه للنمو السوی حیث یزودنا بالطاقة، والقوة على التجدید (Branden,1992,10). فلا یمکن أن نحقق فهماً واضحاً للشخصیة، أو السلوک الإنسانی عامة دون معرفة الحکم الذی یصدره الفرد على درجة کفاءته وجدارته.
ومن وجهة نظر الباحث تتعدد العوامل التی تسهم فی حدوث هذه الظاهرة ومنها العوامل الشخصیة للحدث الجانح، أو العوامل الأسریة، أو العوامل التی ترجع للمجتمع.
وقد نالت هذه الجوانب الکثیر من الدراسات، وقد تنوعت الدراسات التی أجریت على الجانحین؛ نتیجة اهتمامات الباحثین واختلاف تخصصاتهم، وهناک الکثیر من المتغیرات النفسیة، والاجتماعیة التی حظیت بالدراسة؛ لما لها من فعالیة، وتأثیر على سلوک الفرد وشخصیته.
ومما تقدم، فإن الباحث سوف یتناول موضوع قلق المستقبل وعلاقته بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین، ویأمل أن تسهم نتائج هذه الدراسة فی تحقیق الفائدة المرجوة، وأن تکون عوناً للقائمین على وضع الخطط، والبرامج التی تهتم بالأحداث الجانحین، وغیر الجانحین.
مشکلة الدراسة:-
تعتبر الجریمة فی المجتمع ظاهرة قدیمة الوجود؛ فمنذ أن بدء الإنسان العیش فی إطار الجماعة وجدت الجریمة مکاناً لها، وذلک بسبب التنازع فی المصالح والتنافس على إشباع الحاجات بین الأفراد، ولهذا فقد کانت ظاهرة الإجرام دائماً موضع اهتمام علماء القانون وعلماء النفس والاجتماع؛ لما تُشکله من خطورة بالغة على العلاقات الإنسانیة، وما تُمّثله من تعدٍ على هیبة الدولة وسلطة القانون. ولإمکانیة ارتکاب الجریمة من قبل الکبار أو الصغار على حد سواء، فقد أولت جمیع الدول ظاهرة جنوح الأحداث وانحرافهم اهتماماً کبیراً، حیث تعتبر هذه الظاهرة إحدى أخطر وأعقد المشکلات الاجتماعیة التی تواجه معظم أقطار العالم المعاصر، سواء المتقدمة منها أو النامیة، فهی تُعرض مستقبل أجیالها للخطر، وقد عمدت الدول المختلفة إلى وضع تشریعات خاصة بصغار السن من مرتکبی الجرائم (الأحداث) تختلف عن تلک المقررة للبالغین من المجرمین، نظراً لأن حریة الاختیار والإدراک والتمییز عند الحدث تختلف عنها لدى الإنسان البالغ، وهناک اهتمام بالغ لدى دول العالم بظاهرة انحراف الأحداث لما تتصف به من خطورة مزدوجة؛ فهی من جهة لها تأثیر سلبی ومدمر على الأحداث أنفسهم، حیث یغدون طاقات معطلة لا تفید منهم مجتمعاتهم بشیء، بل یشکلون عبئاً علیها، ومن جهة أخرى فهم یضرون مجتمعاتهم؛ لما ینتج عن جرائمهم من أضرار تلحق بالأشخاص والأموال، بالإضافة إلى ما تشکّله ظاهرة انحراف الأحداث من هدم وتدمیر للطاقات الخلاقة المتمثلة فی عنصر الشباب (جبارین، 1998: 8-9).
ویشکل جنوح الأحداث فی العالم أجمع ظاهرة خطیرة، وهی تمثل بحق تهدیداً متنامیًا لأمن المجتمع، واستقراره، وخططه التنمویة، وبنائه الأسری بصفة خاصة وهذه الظاهرة لیست جدیدة، ولیست مرتبطة بالمجتمعات المتخلفة دون غیرها, ولکن تخلف المجتمع وأزماته تعمق من هذه الظاهرة، وقد تعطیها أبعاداً أکثر خطورة، ومن ثم ندخل فی حلقة مفرغة من تخلف وأزمات اجتماعیة تسهم فی اتساع وتعمیق جنوح الأحداث، وهو ما یزید بدوره من تخلف المجتمع وتعمیق أزماته.
کما تُعد ظاهرة جنوح الأحداث من أبرز الظواهر الاجتماعیة المخلة بالنظام الاجتماعی فی أی مجتمع کان، فهی کانت وما تزال وستبقى موضوعاً خصباً للباحثین باعتبارها مشکلة طالما عانت منها مختلف دول العالم باختلاف مستویاتها، وذلک لما تنطوی علیه هذه المشکلة من مضاعفات تسهم فی تأخیر عجلة تقدم المجتمع وتطوره وقد تعددت وتنوعت مشکلة جنوح الأحداث بتعدد العوامل المسببة لها واختلاف وجهات نظر الباحثین والمختصین فیها التی حاولت تقدیم معطیات تشکل حافزاً لمعالجة هذه الظاهرة أو على الأقل التخفیف من حدتها (الفایز، 2013: 5).
وتجعل متطلبات الحیاة المتزایدة نتیجة التطور العلمی والتکنولوجی والدافع النفسی لتلبیتها ومسایرتها الفرد یعیش حالة من الصراع الإیجابی والسلبی فی الوقت نفسه، فالجانب الإیجابی یعتبر عاملاً محفزاً لمواصلة العمل، والجهد للتطلع إلى مستقبل حیاة أفضل ،وذلک لبلوغ أهداف یسعى بجدیة إلى تحقیقها، أما الجانب السلبی فقد یتعرض الشخص لکثیر من الإحباطات نتیجة مخاوف من طموحات مرغوبة یصعب تحقیقها؛ إذ تولد حالة من القلق، أو الخوف، والقلق من المستقبل، والشعور بالتهدید بالخطر.
وتأتی أهمیة دراسة مفهوم الذات وتقدیرها(El-Mofty,M.A, 1991)، لدى الأحداث الجانحین لما لتلک المرحلة من أهمیة بالغة فی حیاتهم، حیث تشهد تغیرات کبیرة فی جوانب عضویة ونفسیة لها قیمة کبیرة فی حیاة الفرد، الأمر الذی یشکل مکانة مهمة فی تکوین مفهوم الذات وبخاصة فی هذه المرحلة. إن مفهوم الشخص لذاته یختلف سلباً أو إیجاباً، وذلک نتیجة لما یتوصل إلیه من إدراک لقدراته الواقعیة، وإن الخبرات الأولى التی یمر بها الإنسان فی حیاته لها تأثیرها فی مفهومه الشخصی لذاته وإن طبیعة الذات ومفهومها تعتمد على طبیعة الخبرات السابقة التی مر بها، وطبیعة المحیط الاجتماعی الذی من حوله، وبذلک یؤکد معظم واضعی نظریات مفهوم الذات أن تقدیر الذات ینبع أساساً من تقدیر الآخرین للفرد وأن إدراک الفرد لذاته ینمو فقط فی حدود إدراکه لاستجابات الآخرین تجاه سلوکه، ویتبع ذلک أن یرى الفرد نفسه فی مرآة استجابات الآخرین لسلوکه. (المحمودى،16:2006)
وانطلاقاً مما تقدم، وبالرغم من وجود کم مقبول من الدراسات العربیة النفسیة التی تناولت دراسة العدید من المتغیرات النفسیة لدى الأحداث الجانحین، فإن علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لم تنل اهتمام الباحث السعودی.
وعلیه تحاول الدراسة الحالیة إلقاء الضوء على هذا الجانب من خلال سؤال رئیس فحواه: ما علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض؟ ویتفرع منه الأسئلة الآتیة:-
- ما مستوى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض؟
- ما علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض؟
- هل توجد فروق دالة إحصائیاً فی قلق المستقبل وتقدیر الذات تبعاً لمتغیرات (العمر – المستوى التعلیمی – المستوى الاقتصادی – نوع الجنحة)؟
- هل یمکن التنبؤ بقلق المستقبل من خلال تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین؟
أهداف الدراسة:-
1- التعرف على مستوى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض.
2- التعرف على علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض.
3- الکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات تبعاً لمتغیرات (العمر – المستوى التعلیمی – المستوى الاقتصادی – نوع الجنحة).
4- التنبؤ بقلق المستقبل من خلال تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین.
أهمیة الدراسة:-
أولًا: الأهمیة النظریة للدراسة:-
1- تتناول هذه الدراسة العلاقة بین متغیرات لم تنل حظها فی مجال الدراسات النفسیة على الأحداث الجانحین فی البیئة السعودیة.
2- إثراء المکتبة العربیة بدراسة فی مجال جنوح الأحداث والتعرف إلى بعض الخصائص النفسیة لدیهم المتمثلة فی متغیر قلق المستقبل وتقدیر الذات، وتأثیر ذلک على المتغیرات الدیموجرافیة محل الدراسة الحالیة.
3- تسهم هذه الدراسة فی التراکم العلمی، وتسلیط الضوء على متغیرات نفسیة تحتاج أن ُیلقى علیها الضوء فی مجال دراسات الأحداث الجانحین فی البیئة السعودیة.
ثانیاً: الأهمیة التطبیقیة للدراسة:-
1- تسهم نتائج الدراسة الحالیة فی مساعدة المختصین بوزارة الشؤون الاجتماعیة، والقائمین على رعایة الأحداث بدار الملاحظة الاجتماعیة بالریاض على وضع البرامج والخطط الإرشادیة الوقائیة للأحداث الجانحین.
2- تسهم نتائج الدراسة الحالیة فی مساعدة الوالدین أو القائمین على تربیة الحدث الجانح فی إرشادهم للتعرف على بعض المتغیرات النفسیة لدى أبنائهم.
3- لفت نظر القائمین على تربیة الحدث الجانح على مستوى کل من قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى أبنائهم.
مصطلحات الدراسة:-
1- قلق المستقبل:-
یعرفه (على، 2013) بأنه:" ترقب الفرد للمستقبل الآت، بأحداثه القریبة أو البعیدة بشک تسوده الریبة، وعدم الاطمئنان، وهو لا یأمل منه بشر أو سرور، فنظرته إلیه تشاؤمیة، وتفکیره فی کل أحداثه الغیبیة صفتها السلبیة واللامبالاة، ما قد ینتج عنه أن یعیش الفرد على نحو دائم فی ارتباک، وضیق، وإحساس بالغموض، ویصحب ذلک فقدان الفرد للتفاعل مع کل من حوله، وینصرف للتمحور مع نفسه بشکل یسبب له بعضًا من الاضطرابات النفسیة والجسمیة".
ویُعرفه الباحث إجرائیًا بأنه الدرجة التَی یحصل علیها أفراد عینة الدراسة على مقیاس أبعاد قلق المستقبل المستخدم فی الدراسة الحالیة.
2- تقدیر الذات:-
یُعرفه ( Rosenberg.1979) فى (محمد، 1998) بأنه "التقییم الذی یقوم به الفرد، ویحتفظ به عادة بالنسبة لذاته، وهو یعبر عن اتجاه الاستحسان أو الرفض. (ص 10).
ویُعرفه الباحث إجرائیًا بأنه الدرجة التی یحصل علیها أفراد عینة الدراسة على مقیاس تقدیر الذات المستخدم فی الدراسة الحالیة.
3- الأحداث الجانحون:-
التعریف اللغوی للحدث: یعنی فتیّ السن، ورجل حدث أی شاب، فإن ذکرت قلت: حدیث السن. (ابن منظور،1993م، ص797)
التعریف اللغوی للجنوح: تشیر کلمة جنح إلى معنى مال، والجناح بالضم هو المیل إلى الإثم وقیل: هو الإثم عامة والجناح: ما تحمل من الهم والأذى، وأصل ذلک من الجناح والذی هو الإثم والجناح هو الجنایة والجرم (ابن منظور ،1993،ص696-698).
التعریف الاصطلاحی للحدث الجانح هو الحدث الذی ارتکب جنحة أو مخالفة قانونیة وصدر بحقه حکم قضائى.
الإطار النظری والدراسات السابقة:-
أولاً: قلق المستقبل:-
یعد المستقبل مصدراً مهماً من مصادر القلق باعتباره مساحة لتحقیق الرغبات والطموحات، وتحقیق الذات، وأن ظاهرة قلق المستقبل أصبحت واضحة فی عالم ملیء بالتغیرات، ومشحون بعوامل مجهولة المصیر (سعود، 2004، ص63).
ویظهر قلق المستقبل من خلال رؤیته على أنه مساحة غامضة، ومجال لوجهات نظر سلبیة لما هو آت فی الغد، ویمکن أن تسود فی فترة من الزمن، وأن تعبر عن حالات موقفیة ثابتة نسبیًا على المستوى المعرفی، والعاطفی، وتتسم بالسلبیة، والتشاؤم (سعود، 2005، ص61).
عرفه ( علی، 2013) بأنه " ترقب الفرد للمستقبل الآت، بأحداثه القریبة أو البعیدة بشک تسوده الریبة، وعدم الاطمئنان، وهو لا یأمل منه ببشر أو سرور، فنظرته إلیه تشاؤمیة، وتفکیره فی کل أحداثه الغیبیة صفتها السلبیة واللامبالاة، ما قد ینتج عنه أن یعیش الفرد على نحو دائم فی ارتباک، وضیق وإحساس بالغموض، ویصحب ذلک فقدان الفرد للتفاعل مع کل من حوله وینصرف للتمحور مع نفسه بشکل یسبب له بعضًا من الاضطرابات النفسیة والجسمیة"(9).
وتعرف (شقیر، 2005، ص8) قلق المستقبل على أنه " خلل أو اضطراب نفسی المنشأ ینجم عن خبرات ماضیة غیر سارة، مع تشویه وتحریف إدراکی معرفی للواقع وللذات من خلال استحضار للذکریات، والخبرات الماضیة غیر السارة مع تضخیم للسلبیات ودحض للإیجابیات الخاصة بالذات، والواقع تجعل صاحبها فی حالة من التوتر، وعدم الأمن ما قد یدفعه لتدمیر الذات، والعجز الواضح ،وتعمیم الفشل، وتوقع الکوارث وتؤدی به إلى حالة من التشاؤم من المستقبل، وقلق التفکیر فی المستقبل، والخوف من المشکلات الاجتماعیة والاقتصادیة المستقبلیة المتوقعة، والأفکار الوسواسیة، وقلق الموت، والیأس.
کذلک یعرف (العنزى،2010، ص60) قلق المستقبل بأنه "شعور انفعالی غیر سار ینتج من الأفکار اللاعقلانیة، ومن البیئة الأسریة التی یسودها الرفض الوالدی، ما تدفع صاحبها إلى حالة من الارتباک والتوجس، والتشاؤم، وتوقع الکوارث وفقدان الشعور بالأمن، والخوف من المشکلات الأسریة، والاجتماعیة والاقتصادیة، والسیاسیة المتوقع حدوثها فی المستقبل".
کما یعرّفه (Ryckman.1993, p.93) بأنه "إحساس مؤلم یُشعر به عندما یتعرض الأنا للتهدید من قوى مجهولة".
ومما تقدم من التعریفات یرى الباحث أن قلق المستقبل هو اتجاه ترقبى نحو المستقبل یسوده السلبیة والتشاؤم، ویظهر على شکل قلق وخوف وعدم ثقة بالمستقبل.
وعن طبیعة قلق المستقبل یرى فروید أن الأنا هی دائما موطن القلق، فهی تستجیب إلى التهدیدات التی تواجهها من خلال مصادر ثلاث :البیئة الخارجیة ،واللبیدو الهو، وقوة الأنا الأعلى بحالة من القلق، فالقلیل منه عادی ،ومطلوب لإعادة التوازن ، ووفق نظرة فروید لا یؤدی الکبت إلی القلق ،وإنما یعمل القلق على کبت العامل، أو العوامل التی أثارت حالة القلق ،وعلى استخدام سائر الآلیات الدفاعیة فعندما تُهدد الذکریات ،والرغبات المکبوتة بالظهور من مستوى اللاشعور إلی مستوى الشعور فان القلق یحصل لیکون إشارة إنذار إلى الأنا. (صالح والطارق، 1998، ص264)
فى حین یرى فروم أن القلق ،أو الشعور بالعجز ینشأ عن الصراع بین الحاجة للتقرب إلى الوالدین، وعدم فقدان حنانهما، وبین الحاجة للاستقلال والاعتماد على النفس ،حیث یرى فروم أنه بعد الفترة الطویلة التی یقضیها الطفل معتمدا على والدته یبدأ ما یطلق علیه فروم بعملیة التفرد Individuation حیث یتحرر الطفل من الاعتماد على والدیه غیر أن نمو الشخصیة والاتجاه إلى المستقبل یهدد هذا الشعور بالأمن ،ویّولد شعوراً بالعجز ،والقلق حیث یشعر الفرد بأنه یقف بمفرده فی مواجهة عالم مملوء بالمخاطر. (موسى، 1993، ص100)
فیما یرى سولیفان أن القلق هو قوة لها أثرها فی تکوین الذات، والنفس غیر أنها قوة معوقة ؛إذ تقلل من قوة الملاحظة کما تقلل من القدرة على التمییز، وتعوق الفهم والحصول على المعلومات ،وأن نفسیة الطفل تتکون من نظام خاص یتعلق باستحسان الوالدین لسلوکیات الطفل ،والتی تؤدی إلى شعوره بالانشراح، أما السلوکیات التی لا تلقى استحسان فإنها تولد لدیه الشعور بالقلق، ویکتسب الطفل نتیجة لذلک سلوکا معیناً یحتفظ به طوال حیاته، وأن أی خبرة تهدد هذا النظام والاتجاه فی المستقبل تؤدی إلى القلق (أبو عطیة، 2000، ص120).
ویتفرد علم النفس الوجودی برؤیة خاصة لظاهرة القلق تتمیز بالشمول حیث یهتم الوجودیون بتأکید أن القلق فی الأساس ظاهرة صحیة، وذلک بدایة من (کیرکیجارد) الذى اعتبر أن القلق أفضل معلم للإنسان؛ لأنه یستبقی فی وعیه دیمومة التهدید باللاوجود، والعدم، وهو ما یدفع الإنسان دائمًا إلى السعی لتوکید ذاته فی مقابل هذا التهدید من خلال استکشاف الذات، والعمل على دعم القدرات ومواطن القوة التی تمکنه من مواجهة ما یتهدده ( فوزى، 2002، ص54).
ویشیر (هیدجر) إلى أن حیاة الإنسان تحمل بین طیاتها أوضاع القلق ومواجهة الموت، وهذه الحالة اعتبرت ذات قیمة فی الإصلاح وإظهار الوعی ونشاط الفرد فی بناء حیاته الخاصة. فالإنسان یعیش دائماً على فکرة ما سیکون علیه وجوده فی المستقبل، وعلیه فإن المستقبل لدى( هیدجر) أهم آفات الزمان، ولابد للفرد أن یعیش القلق لینتبه إلى حقیقة الوجود، فالإنسان موجود غیر کامل یسعى مع الزمن لتحقیق ذاته عن طریق وجود صحیح یصل إلیه عبر القلق، وهذا القلق الذی یتکون من إحساسه بالعدم، یمثُل أمامه، ویُهدده على الدوام فی أی لحظة ( الحمیدانى، 2011).
ویمکن وصف قلق المستقبل من خلال المنحى المعرفی على أنه إطار لمختلف العملیات المعرفیة، والمواقف الانفعالیة. فالقلق یترافق بتخمینات الخطر المتعلقة بالمستقبل بناءً على ما یتوفر فی الواقع من معطیات وعلى نوعیة التصورات الشخصیة (سعود، 2005، ص52 ).
وبعض الأفراد هم یکونوا أکثر قابلیة لتخمین الحالات المستقبلیة بکونها خطرة لأنهم یملکون تصورات تتضمن معلومات عن المعنى الخطر للحالات، وعن مقدرتهم المنخفضة للتعامل مع الخطر بشکل فاعل، فعندما تنشط المخططات المتعلقة بالخطر المستقبلی تحفز أفکاراً تلقائیةً سلبیةً عن الخطر تعکس موضوعات، أو کوارث جسدیة اجتماعیة نفسیة بصورة مباشرة، أو غیر مباشرة (سعود، 2005، ص52).
ویرى الباحث أن أبعاد قلق المستقبل تتمثل فى النظرة التشاؤمیة للحیاة، وأحداث الحیاة الضاغطة، والتفکیر السلبى، والمظاهر الجسمیة، والمظاهر النفسیة.
ومن أسباب قلق المستقبل نقص القدرة على التکهن بالمستقبل، وتدنی مستوى القیم الروحیة، والأخلاقیة، وتبنی الأفکار اللاعقلانیة، والاعتقاد بالخرافات، والنظرة السوداویة (مسعود، 2006، ص ص 51-54).
کما أن للبیئة التی یعیش فیها الفرد دوراً مهماً فی حدوث القلق، وبخاصة إذا ما کانت تحتوی على عوامل التهدید، والإحباط، والتناقضات، وقلة فرص تحقیق الذات وکثرة الضغوط النفسیة، وانهیار العلاقات الاجتماعیة "( عشری ،2004م ص29 ).
ویعد الإدراک الخاطئ للأحداث المحتملة فی المستقبل، وتقلیل فاعلیة الشخص فی التعامل مع هذه الأحداث، والنظر إلیها بطریقة سلبیة، وعدم القدرة على التکیف مع المشکلات التی یعانیها الشخص، والخوف من المشکلات الاجتماعیة المستقبلیة والخوف من تدنی القیم، والخوف من العجز، والخوف من الموت من أسباب حدوث قلق المستقبل ( الفقی ،2013م ،ص25).
وقد أشار(المشیخى، 2009، ص28) إلى أن من أهم الأسباب التی تؤدى إلى قلق المستقبل أحادیث الفرد الذاتیة والأفکار الهازمة للذات.
وقد أشار (حسن، 1999، ص70) إلى أن السبب فی قلق المستقبل یکون بفعل عوامل اجتماعیة ثقافیة، وهذا معناه أن هناک أمورًا داخل المجتمع تستثیر التوجس والخوف من الأیام المقبلة التی ستعمل على تغییر أهداف الفرد الحیاتیة، ووجود المناخ الاجتماعی المهیأ لحالة القلق من المستقبل، والمتمثل فی ضغوط الحیاة وأزمة السکن، وارتفاع الأسعار، وغیاب العدالة التوزیعیة، وقلة فرص العمل.
ویشیر (Zalesk,1999, p.171) إلى أن الأفراد الذین یحصلون على درجات عالیة فی مقیاس قلق المستقبل یتمیزون بأنماط سلوکیة ومعرفیة، فهم لا یخططون للمستقبل حتى لا یصابون بخیبة أمل، ویتعاملون مع أمور المستقبل بمرح أقل، ویعانون أعراضًا جسمیة عندما یفکرون بالمستقبل. فکلما زادت حدة القلق زادت هذه الأعراض وتعددت، ویتعاملون مع الأمور الصغیرة من أجل تأجیل القیام بالأعمال المهمة، وعلى المستوى الاجتماعی یستخدمون الآخرین لتأمین مستقبلهم.
فی حین أشارت دراسة (حسانین، 2000) إلى مجموعة من السمات یتمیز بها من یعانون قلق المستقبل، وهی: الانسحاب من الأنشطة البناءة، والمفیدة التی قد تتضمن نوعاً من المخاطرة، والانتظار السلبی لما قد یقع، والترکیز على أحداث الوقت الحاضر، أو الهروب نحو الماضی، کذلک الانطواء، وظهور علامات الحزن، والشک، والتردد.
ثانیاً: تقدیر الذات:-
حظى مفهوم تقدیر الذات فی أدبیات علم النفس بدراسات عدیدة، تناولت أهمیته باعتباره مفهوماً نفسیاً یتضمن العدید من أسالیب السلوک، حیث تشیر دراسات عدیدة إلى ارتباطه بوظائف نفسیة مختلفة کالاستجابة للنجاح، والفشل وأحداث الحیاة السلبیة، کما أنه یرتبط بالصحة النفسیة، والجسمیة، فضلاً عن استخدامه لتفسیر الأداء فی مجالات مختلفة (العنزى، 2006، ص29).
کما أن لتقدیر الذات دوراً مهماً فی توجیه سلوک الفرد الشخصی، والاجتماعی فالفکرة الجیدة عن الذات تدعم الشعور بالأمن النفسی، وتدفع الفرد نحو مزید من تقدیر الذات الإیجابى (أبو سبعة، 2000، ص83).
وعرف )الغامدی ،2009، ص10) تقدیر الذات بأنه "عبارة عن حکم الفرد، وتقییمه الذاتی سلباً، أو إیجابا، الذی یعبر عن احترامه لها، ویتأثر بالعوامل الذاتیة، والاجتماعیة".
کما عرفه (Cooper Smith) فی( عبدالمعطى، 2004، ص14) بأنه: "تقییم الفرد لذاته ویتضمن الحکم الذی یصدره الشخص على نفسه متضمناً الاتجاهات التی یرى أنها تصفه على نحو دقیق، ویعبر الفرد عن تقدیره لذاته من خلال إدراکه هو لنفسه ووصفه لها، وعن طریق الأسالیب السلوکیة التی توضح مدى تقدیره لذاته سلباً، أو إیجاباً، والتی تکون ملاحظة علیه من قبل الآخرین.
فى حین عرفه (جبریل، 1993، ص197) بأنه " توقعات النجاح فی مهمات لها أهمیة شخصیة، واجتماعیة، وکذلک أیضاً إلى وجود مشاعر إیجابیة نحو الذات، وإلى قبول الذات، وأنها مقبولة من الآخرین".
ومما تقدم یرى الباحث أن تقدیر الذات هو اتجاه تقییمی عام لدى الفرد یتسم بالثبات النسبی یتضمن حکم الفرد عن ذاته بالإیجابیة أو السلبیة ،من منطلقات داخلیة وخارجیة.
وتُعد نظریة( Rosenberg) من أوائل النظریات التی وضعت أساساً لتفسیر وتوضیح تقدیر الذات، حیث ظهرت هذه النظریة من خلال دراسته للفرد وارتقاء سلوک تقییمه لذاته، فی ضوء العوامل المختلفة التی تشمل المستویین الاقتصادی والاجتماعی، والدیانة وظروف التنشئة التربویة.
کما یعد (Rosenberg) تقدیر الذات اتجاه الفرد نحو نفسه؛ لأنها تمثل موضوعاً یتعامل معها، ویکون نحوها اتجاهاً. (کفافى،1997، ص 176)
وتحدث ( Rosenberg) عن نمو، وارتقاء سلوک تقییم الفرد لذاته، وذلک من خلال المعاییر السائدة فی الوسط الاجتماعی المحیط به، وأوضح أنه عندما نتحدث عن تقدیر الذات المرتفع، فنحن نعی أن الفرد یحترم ذاته، ویقدرها بشکل مرتفع، بینما تقدیر الذات المنخفض أو المتدنی یعنی رفض الذات، وعدم الرضا عنها (سلیمان 1992، ص96).
وقد رکز Cooper Smith على خصائص العملیة التی تصبح من خلالها مختلف جوانب الظاهرة الاجتماعیة ذات علاقة بعملیة تقییم الذات، وقد افترض فی سبیل ذلک أربع مجموعات من المتغیرات تعمل کمحددات لتقدیر الذات، وهی: النجاحات والقیم، والطموحات، والدفاعات (عبد الرحمن 1999،ص45).
ویعتبر (Zeller) تقدیر الذات ما هو إلا البناء الاجتماعی للذات، وأنه مفهوم یربط بین تکامل الشخصیة من ناحیة، وقدرة الفرد على أن یستجیب لمختلف المثیرات التی یتعرض لها من ناحیة أخرى (خلیل، 2005، ص32)
وفقاً لنظریة القیاس الاجتماعی یعد تقدیر الذات قیاساً نفسیاً یراقب نوعیة علاقات الفرد بالآخرین، وتقوم النظریة على أساس افتراض أن الناس یمتلکون دافعاً سائداً نحو تعزیز العلاقات الشخصیة المهمة، وأن نظام تقدیر الذات یراقب جودة العلاقات بین الأشخاص، من خلال تحدید الدرجة التی یقیم بها الفرد علاقته مع الآخرین على أنها تحمل قیمة، وأنها مهمة، ووثیقة. وعندما یتم المرور بخبرة التقویم المنخفض، فإن نظام القیاس الاجتماعی یستثیر الضیق الانفعالی کعلاقة تحذیر أو إنذار ویدفع الفرد إلى إظهار سلوکیات تسترجع التقدیر الإیجابی، ومحاولة المحافظة علیه(أبو زید، 1987، ص89).
وأشار کینیث فوکس (Fox,1997) إلى ضرورة التمییز بین مصطلح مفهوم الذات، وبین مصطلح تقدیر الذات؛ لأن هنالک فرقاً بینهما، فمفهوم الذات یعزى إلى وصف الذات، فی حین مصطلح تقدیر الذات یرتبط بالعامل التقییمی، حیث إن الشخص یصدر حکماً، أو تقدیراً على جدارته، وکفاءته وببساطة، فإن مفهوم الذات یسمح للفرد بأن یصف نفسه فی إطار تجربة مثیرة ،أما تقدیر الذات فیهتم بالقیمة الوجدانیة التی یربطها الفرد بأدائه خلال هذه التجربة (الدوسرى، 2000، ص25، والحسین وعبد الیمه،2011، ص 30).
وتشیر نتائج دراسة روزنبرج إلى وجود ارتباط ذی دلالة إحصائیة بین تقدیر الذات المنخفض، وکل من الحالات الانفعالیة السلبیة، وضعف الرضا عن الذات والحیاة (القحطانی،2014، ص58).
ویسهم تقدیر الذات المرتفع فی الإحساس بالفاعلیة، کما یسهم فی نمو هویة الذات، ووجهات النظر المختلفة للأشخاص عن أنفسهم، وعن خصائصهم الجسمیة (Kay,2003:p34) کما یسهم أیضاً فی الاحتفاظ بوجهة نظر إیجابیة عن الحیاة وعن الذات، ویعطی الإحساس بالکفاءة، والمرونة، والقدرة على مواجهة تحدیات الحیاة (القحطانى، 2014، ص58).
ویربط الباحث تقدیر الذات بمفهوم تأکید التوقع، الذی یشیر إلى أن التوقعات، والاعتقادات قد تحقق نفسها بنفسها، حیث تظهر أهمیة تقدیر الذات فی أن الأفراد یسعون إلى تحقیق التنبؤ الذاتی- أو ما یطلق علیه تأکید التوقع، أو التأکید السلوکی – فالأفراد أصحاب تقدیر الذات المرتفع، أو الأفراد أصحاب تقدیر الذات المنخفض سوف یسعون إلى تأکید هذا التوقع من خلال توافق السلوک مع الجانب المعرفی لدیهم ؛ ما یسهم فی تعزیز هذا الاتجاه ودیمومته.
ویوجد نوعین من تقدیر الذات هما:-
1-تقدیر الذات الإیجابی: إذا کانت مثیرات البیئة إیجابیة، وتخدم الذات الإنسانیة وتکشف عن قدرتها وطاقاتها، وتحارب فیها عوامل الشعور بالإحباط .
2-تقدیر الذات السلبى: إذا کانت البیئة محبطة، فإن الفرد یشعر بالدونیة ویسوء تقدیره لذاته (خلیل، 2006، ص25).
وحسب Cooper Smith (فى عطا أحمد، 2008، ص95) فإن الأشخاص ذوى تقدیر الذات المرتفع یعتبرون أنفسهم أشخاصًا مهمین، ولدیهم فکرة محددة، وکافیة لما یظنونه صواباً کما أنهم یملکون فهماً طیباً لنوع شخصیاتهم، ویستمتعون بالتحدی، ولا یضطربون عند الشدائد، وهم أمیل إلى الثقة بأحکامهم، وأقل تعرضاً للقلق، ولدیهم استعداد منخفض للإقناع، والتأثر بآراء الآخرین، وهم أکثر میلاً لتحمل الإیجابیة فی المناقشات الجماعیة وأقل حساسیة للنقد.
کما یتمیز الشخص ذوى تقدیر الذات المنخفض بفقدان الثقة فی قدراته والاضطراب الانفعالی لعدم قدرته على إیجاد الحل لمشکلاته، واعتقاده أن معظم محاولاته ستکون فاشلة وتوقعه أن مستوى أدائه سیکون منخفضاً، کما یشعر بالإذلال إذا قام بنشاطات فاشلة ویعمل باستمرار على فتراض أنه لا یمکن أن یحقق النجاح، ومن ثم یشعر بأنه غیر جدیر بالاحترام، فإن هذا الفرد یمیل إلى الشعور بالهزیمة لتوقعه الفشل سلفًا، لأنه ینسب هذا الفشل لعوامل داخلیة ثابتة کالقدرة، ما یؤدی به إلى لوم ذاته کما أنه یعمم فشله على المواقف الموالیة (شریفى، 2002، ص90).
ثالثاً: الأحداث الجانحین:-
نصت القاعدة الثانیة من قواعد الأمم المتحدة النموذجیة الدنیا لإدارة شؤون الأحداث على أن الحدث هو "شخص لم یتجاوز الثامنة عشرة، أو قبل ذلک بموجب النظم القانونیة ذات العلاقة، وتتم مساءلته عن جرمه بطریقة تختلف عن مساءلة البالغ" (عوین، 2003، ص23).
حدد علماء الشریعة الإسلامیة سن الحدث بسبع سنوات، وهی السن التی یفترض فیها عدم خضوع الحدث للتأدیب، أو العقوبة. أما الحد الأقصى لسن الحدث، فقد اختلفت الدول الإسلامیة فی تحدیده، فهو یتراوح ما بین 15-18 سنة، وقد یصل فی بعض الدول إلى سن 20 سنة.
وعُرف الحدث الجانح فی ضوء المنظور النفسی بأنه "سلوک غیر اجتماعی أو مضاد للمجتمع یقوم على عدم التوافق، والصراع بین الفرد ونفسه وبین الفرد والجماعة بشرط أن یکون الصراع والسلوک أللاجتماعی سمة، واتجاها نفسیًا ،واجتماعیًا تقوم علیه شخصیة الحدث المنحرف، وتستند إلیه فی التفاعل مع أغلب مواقف حیاته، وأحداثها وإلا کان هذا السلوک حدثًا سطحیاً، وعارضاً یزول بزوال أسبابه" (المغربى، 1960، ص30).
وجدیر بالذکر الإشارة إلى أنه لا یوجد خط فاصل بین الجنوح والجریمة وتطلق کلمة الجنوح، أو الجانح، أو الانحراف على المخالفات التی یرتکبها الصغار والأحداث للقوانین، والأنظمة، والاعتبارات السائدة فی مجتمعهم فی حین تطلق کلمة جریمة على مخالفات الکبار للقانون (العظماوى، 1988، ص275).
فی حین یقصد بالجنوح فی الشریعة الإسلامیة الخروج عن الطاعة لمنهج الله -سبحانه وتعالى- وهو الدین الذی ارتضاه للناس بما یتضمن من أوامر ونواه تنظم للناس أمورهم ،وحیاتهم ،والجنوح هو فعل ما نهى الله عنه وعصیان أو ترک ما أمر الله به (الجویر،1410، ص213).
ذهب بعض الذین حاولوا تفسیر السلوک الإنسانی الإجرامی إلى القول بأن الوراثة هی المسئولة عن سلوک بعض الأفراد سلوکاً مضاداً للمجتمع، ویعنون بالوراثة فی هذا الصدد انتقال الموروثات من السلف إلى الخلف، بمعنى أن المجرم یورث إجرامه بیولوجیاً لأبنائه (الجورى،1979، ص135).
تعتقد مدرسة التحلیل النفسی أن السلوک الإجرامی هو نتاج للصراع القائم بین الهو وبین الأنا، فإذا نجحت الأنا فی مساعیها، اتزن السلوک، وعاش الفرد متکیفًا مع البیئة المحیطة به، أما فی حالة فشلها، فقد ینحرف السلوک فیصبح شاذاً أو إجرامیاً فی اتجاهاته، أی تکون هناک دوافع مکبوتة فی اللاشعور تعمل بطریقة بعیدة عن وعی الفرد، وإدراکه ویتم توجیهه بشکل منحرف، وهذا یکون حصیلة صراعات لا شعوریة یتعرض لها الفرد خلال فترة طفولته المبکرة وتبقى فی اللاوعی (الجورى،1979، ص137).
ویؤکد(فروید) فى ( Andrson , Bonnies, Zinsser, Judith, 1988, p.276) أهمیة السنوات الأولى من العمر فی تشکیل السلوک ویتفق معه (إیکهورن) ،حیث یشیر إلى أن الجانح فی علاقته بمجتمعه إنما یکرر علاقات حیاته الوجدانیة الأولى التی أصابها التمزق والاضطراب.
ویؤکد (بیک1999 ) أن الطریقة التی یفکر بها الإجرامی غیر منطقیة وغیر عقلانیة، وتنعکس على سلوکه، ویکون من خلال قتل الأبریاء، أو تفجیر نفسه ویکون تفکیره بعیداً عن المنطق العقلانی، ویعمل بالصورة الخیالیة الموجودة فی ذهنه، وأن ما یقوم به هو دفاع عن الذات (عقیدة،1994، ص72).
وأشار دور کایم فی ((Walter, 1977, p.385 إلى أن الجریمة ظاهرة اعتیادیة تتصل بتکوین المجتمع، وطبیعة الحیاة الاجتماعیة ینشئها المجتمع ذاته بإدانته بعض الأنماط السلوکیة بوصفها أفعالاً مخلةً بمعاییر القواعد الاجتماعیة المألوفة، ویعتبرها جرائم وبالتالی یصبح فاعلها مجرماً.
ومن خلال الاطلاع على العدید من الدراسات، والبحوث فی هذا المجال کدراسة ابن لادن (1423)، ودراسة الشمیمرى (1996)، ودراسة السحلى(1998)، ودراسة الأشول (1982)، ودراسة الحربی (1989)، ودراسة الغامدى (1986)، ودراسة العجمى (1426)، ودراسة الشرقاوى (1986) استخلص الباحث السمات التالیة للاحداث الجانحین: ضعف فی قوة الأنا، وسوء التوافق النفسی والاجتماعى، وضعف فی تقدیر الذات، ومیل إلى الانعزال، والوحدة، وضعف فى مستوى الشعور بالمسئولیة، وعدم تقبل المعاییر المختلفة للجماعة، واتجاه سلبى نحو مفهوم الذات، والنظرة الدونیة، وکثرة القلق، کذلک المیل إلى السلوک العدوانى، وعدم الثبات الانفعالى.
ووضع (خوج:1408) قائمة من الصفات التی یتمیز بها سلوک الحدث الجانح أهمها: عدم الاستقرار النفسی ،وعدم القدرة على تنظیم طریقة إشباع الحاجات ،والرغبات کما یفعل الأطفال الأسویاء، وعدم احترام الوالدین ومصادر السلطة ومعاداتهم، کذلک الشعور السلبى عن العالم المحیط، وانخفاض المستوى التعلیمى، واخیراً المیل للعنف، والعدوان فی الاستجابة للضغوط الأسریة والاجتماعیة بخلاف استجابة الأطفال الأسویاء.
إجراءاتالدراسة:-
1- منهج الدراسة:- نظراً لطبیعة الدراسة الحالیة وأهدافه اعتمد الباحث على المنهج الوصفى الأرتباطی.
2- حدود الدراسة:-
3- عینة الدراسة:-
تکونت العینة الاستطلاعیة للدراسة بهدف التأکد من الخصائص السیکومتریة للأدوات من عدد (60)، فى حین بلغت العینة الأساسیة للدراسة من عدد (120) حدثًا جانحاُ بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض، ویوضح الجدول الآتى توزیع عینة الدراسة وفق المتغیرات الدیموجرافیة.
جدول (1) توزیع عینة الدراسة وفق المتغیرات الدیموجرافیة
المتغیرات |
فئات المتغیر |
التکرار |
النسبة |
العمر |
15 |
22 |
18.3% |
16 |
31 |
25.8% |
|
17 |
50 |
41.7% |
|
18 |
17 |
14.2% |
|
المجموع |
120 |
100% |
|
المستوى التعلیمى |
ابتدائی |
36 |
30.0% |
متوسط |
57 |
47.5% |
|
ثانوی |
27 |
22.5% |
|
المجموع |
120 |
100% |
|
المستوى الاقتصادی للأسرة |
مرتفع |
19 |
15.8% |
متوسط |
68 |
56.7% |
|
منخفض |
33 |
%27.5 |
|
المجموع |
120 |
100% |
|
نوع الجنحة |
قتل |
9 |
7.5% |
سرقة |
50 |
41.7% |
|
اعتداء |
15 |
12.5% |
|
قضایا أخلاقیة |
28 |
23.3% |
|
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
15.0% |
|
المجموع |
120 |
100% |
4- أدوات الدراسة:-
أ- مقیاس قلق المستقبل:-
(1) وصف المقیاس:- من إعداد :السید فهمی علی (2013م).اطلع معد المقیاس على عدد من مقاییس قلق المستقبل العربیة منها والأجنبیة ومنها (Zaleski,1996)، و(العکایشی، 2000)، و(بدر الأنصاری، 2003)، و(شند 2000)، و(المشیخی، 2009)، (معوض، 1996)، و(العجمی، 2004)، و(سعود 2005)، و(مسعود، 2006)، و(شقیر، 2005). هذا بالإضافة إلى اطلاع معد المقیاس على العدید من الدراسات المختلفة الأخرى التی تدور حول القلق بشکل عام، وقلق المستقبل بشکل خاص، وذلک بالکتب والمراجع والدوریات النفسیة، وکذلک المواقع الإلکترونیة المختصة. وقد تبین لمعد المقیاس أن أهم أبعاد قلق المستقبل السائدة تتمثل فی (التفکیر السلبی فی المستقبل، والنظرة التشاؤمیة للحیاة، والقلق من أحداث الحیاة الضاغطة، والمظاهر النفسیة لقلق المستقبل, والمظاهر الجسمیة لقلق المستقبل)، وعلیه صاغ معد المقیاس عبارات أو بنود المقیاس فی شکل أبعاد أو مقاییس فرعیة، بحیث تمثل تلک الأبعاد، وقد أدى هذا إلى أن عبارات المقیاس قد تکونت فی صورتها الأولیة من (50) عبارة، صارت بعد ذلک (45) عبارة فی الصورة النهائیة، بعد خضوع المقیاس للتحلیلات الإحصائیة الخاصة بحسابات صدق المقیاس وثباته. وقد اتبع معد المقیاس فی بناء مقیاس قلق المستقبل طریقة لیکرت (Likert Technique)، فی بناء الاختبارات والمقاییس النفسیة؛ لکونها من أشهر الطرائق وأکثرها شیوعاً واستخدامًا، وذلک لأنها تتمیز بالوضوح والسهولة ولا تتطلب الوقت والجهد الکبیرین. وقد أعطى معد المقیاس أربعة بدائل للاستجابة لکل فقرة من فقرات المقیاس (أبداً، أحیاناً، غالبا دائماً)، وذلک لأن کثیرًا من الأبحاث والدراسات حول الخصائص السیکومتریة لأدوات القیاس أثبتت زیادة قیمة معامل الثبات کلما زاد عدد البدائل حتى الوصول إلى خمسة بدائل، حیث یستقر معامل الثبات بحیث إن أی زیادة فی قیمته تکون غیر ملحوظة، ولیست ذات دلالة علمیة.
هذا وتتراوح بدائل الاستجابة لکل فقرة، من أقصى درجات الموافقة (دائماً) إلى أقصى درجات المعارضة (أبداً)، مروراً بالحیاد فی المنتصف(غالباً ,أحیاناً)، ویتم تقدیر الإجابة التی تعبر عن أقصى درجات السلبیة (المعارضة) بصفر درجة، وثلاث درجات إذا کانت الإجابة تعبر عن أقصى درجات الإیجابیة (دائماً)، وتحسب الدرجة الکلیة من خلال جمع درجات المبحوث فی کل بنود المقیاس، لتعبر عن استجاباته الکلیة لمقیاس قلق المستقبل.
جدول (2) أرقام عبارات مقیاس أبعاد قلق المستقبل
م |
أبعاد قلق المستقبل |
أرقام العبارات |
1 |
بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
1-6-11-13-18-23 -24-31-36 -37-42 |
2 |
بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
7-8-12-17 -22-27-32 -34-38-41 |
3 |
القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
2-3-9-19-26-33-43 |
4 |
بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
4-14-16-21-28-29-39-44-45 |
5 |
بُعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
5-10-15-20-25-30-35-40 |
(2) صدق المقیاس:-حُسب صدق البناء لمقیاس أبعاد قلق المستقبل وذلک بإیجاد معامل الارتباط بین الفقرة والمجموع الکلی للمقیاس وفیما یلی عرض للنتائج الإحصائیة المرتبطة بذلک:
جدول (3) معاملات الارتباط بین درجة کل بند والدرجة الکلیة للمقیاس قلق المستقبل
البند |
معامل الارتباط |
البند |
معامل الارتباط |
البند |
معامل الارتباط |
البند |
معامل الارتباط |
1 |
0.501** |
13 |
0.445** |
25 |
0.368** |
37 |
0.593** |
2 |
0.297* |
14 |
0.722** |
26 |
0.476** |
38 |
0.675** |
3 |
0.475** |
15 |
0.370** |
27 |
0.579** |
39 |
0.550** |
4 |
0.619** |
16 |
0.297* |
28 |
0.598** |
40 |
0.303* |
5 |
0.482** |
17 |
0.401** |
29 |
0.556** |
41 |
0.465** |
6 |
0.533** |
18 |
0.587** |
30 |
0.320* |
42 |
0.647** |
7 |
0.531** |
19 |
0.659** |
31 |
0.627** |
43 |
0.587** |
8 |
0.535** |
20 |
0.313* |
32 |
0.605** |
44 |
0.502** |
9 |
0.654** |
21 |
0.622** |
33 |
0.552** |
45 |
0.344** |
10 |
0.494** |
22 |
0.761** |
34 |
0.517** |
|
|
11 |
0.378** |
23 |
0.680** |
35 |
0.391** |
||
12 |
0.616** |
24 |
0.397** |
36 |
0.608** |
یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط قد تراوحت بین (0.297، 0.761) وهى قیم دالة إحصائیاً بین (0.05 ،0.01) ما یعنی أن المقیاس (الدرجة الکلیة) یتمتع بصدق البناء أو التکوین، ومن ثم فهو یتسم بالاتساق الداخلی لبنوده.
2- صدق التکوین أو البناء للمقیاس:- حُسب صدق البناء لمفردات أبعاد مقیاس قلق المستقبل وفیما یلى عرض للنتائج الإحصائیة المرتبطة بذلک:
جدول (4) معاملات الارتباط بین المفردة والدرجة الکلیة لکل بعد من أبعاد المقیاس
التفکیر السلبی |
النظرة التشاؤمیة |
القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
المظاهر النفسیة |
المظاهر الجسمیة |
|||||
المفردة |
معامل الارتباط |
المفردة |
معامل الارتباط |
المفردة |
معامل الارتباط |
المفردة |
معامل الارتباط |
المفردة |
معامل الارتباط |
1 |
0.547** |
7 |
0.647** |
2 |
0.593** |
4 |
0.675** |
5 |
0.615** |
6 |
0.660** |
8 |
0.624** |
3 |
0.665** |
14 |
0.608** |
10 |
0.736** |
11 |
0.421** |
12 |
0.637** |
9 |
0.657** |
16 |
0.381** |
15 |
0.604** |
13 |
0.514** |
17 |
0.445** |
19 |
0.648** |
21 |
0.719** |
20 |
0.682** |
18 |
0.595** |
22 |
0.841** |
26 |
0.583** |
28 |
0.621** |
25 |
0.578** |
23 |
0.761** |
27 |
0.568** |
33 |
0.709** |
29 |
0.686** |
30 |
0.602** |
24 |
0.486** |
32 |
0.583** |
43 |
0.658** |
39 |
0.641** |
35 |
0.591** |
31 |
0.719** |
34 |
0.594** |
|
44 |
0.657** |
40 |
0.620** |
|
36 |
0.662** |
38 |
0.673** |
45 |
0.490** |
|
|||
37 |
0.688** |
41 |
0.610** |
|
|||||
42 |
0.639** |
|
یتضح من الجدول السابق أنه توجد علاقة دالة إحصائیاً عند مستویی دلالة (0.05، 0.01) بین مفردات مقیاس قلق المستقبل والبعد الذى تنتمى إلیه؛ وعلیه یتضح أن مقیاس قلق المستقبل یتمتع بالاتساق الداخلى، الأمر الذى یمکن معه الاطمئنان إلى استخدامه فی الدراسة الحالیة من ناحیة الصدق.
(3) ثبات المقیاس:-
أ- الثبات بطریقة ألفا _ کرونباخ:- حُسب الثبات بطریقة ألفا کرونباخ للمقیاس وأبعاده، الذی من خلاله نحسب معامل التمییز لکل سؤال، حیث یتم حذف السؤال الذی معامل تمییزه یکون ضعیفًا أو سالبًا . وفیما یلی یعرض الباحث البیانات الإحصائیة المتعلقة بهذا الجانب:
جدول (5) معاملات ثبات ألفا کرونباخ للأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس قلق المستقبل
م |
الأبعاد |
معامل ثبات ألفا کرونباخ |
1 |
التفکیر السلبی فی المستقبل. |
0.828 |
2 |
النظرة التشاؤمیة للحیاة. |
0.823 |
3 |
القلق من أحداث الحیاة الضاغطة. |
0.764 |
4 |
المظاهر النفسیة لقلق المستقبل. |
0.785 |
5 |
المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل. |
0.782 |
الدرجة الکلیة للمقیاس |
0.935 |
یتضح من الجدول السابق أن معاملات الثبات قد تراوحت بین (0.764، 0.935) ککل، وهی تعنی أن المقیاس له درجة مقبولة إحصائیاً من ثبات الاتساق الداخلی للبنود .
ب- الثبات بطریقة التجزئة النصفیة:- حُسب الثبات بطریقة التجزئة النصفیة (فردی، زوجی)، وفیما یلی عرض للنتائج الإحصائیة :
جدول (6) معاملات الثبات بطریقة التجزئة النصفیة لأبعاد مقیاس قلق المستقبل
|
الأبعاد |
معامل ارتباط الجزأین |
معامل ثبات الاختبار |
1 |
بعد التفکیر السلبی فی المستقبل. |
0.841 |
0.91 |
2 |
بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة. |
0.807 |
0.90 |
3 |
القلق من أحداث الحیاة الضاغطة. |
0.704 |
0.82 |
4 |
بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل. |
0.746 |
0.86 |
5 |
المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل. |
00.691 |
0.82 |
|
الدرجة الکلیة للمقیاس |
0.892 |
0.94 |
یتضح من الجدول السابق أن أن معاملات الثبات قد تراوحت بین (0.82، 0.94) ککل وهی تعنی أن المقیاس له درجة مقبولة إحصائیاً من ثبات الاتساق الداخلی للبنود .
(4) طریقة تصحیح المقیاس:-یتم الاستجابة على مفردات المقیاس وفق مقیاس لیکرت الرباعى، ویوضح الجدول الآتی طریقة تصحیح مقیاس قلق المستقبل.
جدول (7)طریقة تصحیح مقیاس قلق المستقبل
المتغیر |
الدرجة المستحقة على الإجابة |
|||
دائماً |
غالباً |
أحیاناً |
أبداً |
|
المفردات |
3 |
2 |
1 |
صفر |
النهایة الصغری للمقیاس |
45 |
|||
النهایة العظمی للمقیاس |
135 |
ب- مقیاس تقدیر الذات:-
(1) وصف المقیاس:- أعد هذا المقیاس (روزنبرج ،1965)، وقد قام عبدالکریم جرادات بترجمة المقیاس وتعریبه عام (2005)، ویتکون المقیاس من( 10) عبارات، یُحدد من خلالها المستجیب مدى انطباق کل عبارة منها علیه، وذلک وفقًا لمقیاس رباعی متدرج على النحو التالی: (أوافق بشدة- أوافق- لا أوافق- لا أوافق بشدة). وقد صیغت عبارات المقیاس بشکل إیجابی وتمثله (5 ) عبارات، وهی العبارات أرقام (10،7،4،3،1) و بشکل سلبی وتمثله (5) عبارات، وهی العبارات أرقام (9،8،6،5،2).
(2) صدق المقیاس:- قام الباحث بحساب صدق المقیاس بطریقة صدق التکوین أو صدق البناء، وذلک على عینة مکونة من (60) حدثاً من المقیمین بدار الملاحظة بالریاض، حیث حُسب معامل الارتباط بین درجة کل بند والدرجة الکلیة لمقیاس تقدیر الذات، وفیما یلی یعرض الباحث لهذه النتائج:
جدول (8) معاملات الارتباط کل بند مع الدرجة الکلیة لمقیاس تقدیر الذات( ن = 60)
البند |
معامل الارتباط |
البند |
معامل الارتباط |
1 |
0.822** |
6 |
0.732** |
2 |
0.585** |
7 |
0.749** |
3 |
0.366** |
8 |
0.692** |
4 |
0.573** |
9 |
0.819** |
5 |
0.518** |
10 |
0.747** |
یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط تراوحت بین (0.366، 0.822) ،وهی دالة عند مستوى دلالة (0.01)، ما یعنی أن المقیاس یتمتع بصدق البناء أو التکوین، وبالتالی فهو یتسم بالاتساق الداخلی لبنوده .
(3) ثبات المقیاس:-
أ- طریقة ثبات ألفا- کرونباخ:- حسب الثبات للمقیاس بطریقة ألفا - کرونباخ، الذی من خلاله نحسب معامل التمییز لکل سؤال، حیث یتم حذف السؤال الذی معامل تمییزه یکون ضعیفًا أو سالبًا. وفیما یلی یعرض الباحث البیانات الإحصائیة المتعلقة بهذا الجانب :
جدول (9) معامل ثبات ألفا- کرونباخ لمقیاس تقدیر الذات
المقیاس |
معامل ثبات ألفا-کرونباخ |
تقدیر الذات |
0.811 |
یتضح من الجدول السابق أن معامل الثبات العام لمقیاس تقدیر الذات بلغ (0.811)، وهی تعنی أن المقیاس له درجة مقبولة إحصائیا من ثبات الاتساق الداخلی.
ب- الثبات بطریقة التجزئة النصفیة:- حسب الثبات بطریقة التجزئة النصفیة (فردى، وزوجى)، وفیما یلی عرض للنتائج الإحصائیة :
جدول (10) معاملات ثبات التجزئة النصفیة لمقیاس تقدیر الذات
المقیاس |
معامل ارتباط الجزأین |
معامل ثبات التجزئة |
تقدیر الذات |
0.863 |
0.92 |
یتضح من الجدول السابق أن معامل ثبات التجزئة النصفیة لمقیاس تقدیر الذات بلغ (0.92)، وهی تعنی أن المقیاس له درجة مقبولة إحصائیًا من الثبات.
(4) طریقة تصحیح المقیاس:-یتم الاستجابة على مفردات المقیاس وفق مقیاس لیکرت الرباعى، ویوضح الجدول الآتی طریقة تصحیح مقیاس تقدیر الذات.
جدول (11)طریقة تصحیح مقیاس تقدیر الذات
المتغیر |
الدرجة المستحقة على الإجابة |
|||
أوافق بشدة |
أوافق |
لا أوافق |
لا أوافق بشدة |
|
المفردات الموجبة |
4 |
3 |
2 |
1 |
المفردات السالبة |
1 |
2 |
3 |
4 |
النهایة الصغری للمقیاس |
10 |
|||
النهایة العظمی للمقیاس |
40 |
نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها:-
یتناول هذا الجزء اختبار صحة فروض الدراسة وتفسیر ومناقشة النتائج فى ضوء الإطار النظرى والدراسات السابقة، ویختتم الباحث هذا الجزء بتوصیات الدراسة والبحوث المقترحة. واستخدم الباحث فی التحلیل الإحصائی للبیانات حزمة البرامج الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة (SPSS 20)، وفیما یلی الإجابة عن أسئلة الدراسة وتفسیر ومناقشة النتائج:-
1- الإجابة عن السؤال الأول:-
ینص على أنه "ما مستوى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض؟". للإجابة عن السؤال استخدم الباحث اختبار One-Sample T-Test للعینة الواحدة للکشف عن فروق المتوسطات بین متوسط درجات العینة فى قلق المستقبلوالمتوسط الفرضى، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (12) نتائج اختبار (ت) للعینة الواحدة ودلالة الفروق بین المتوسط الحسابی للعینة عن قیمة المتوسط الفرضی لمستوى أبعاد قلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین (ن=120)
المتغیرات |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
المتوسط الفرضی |
ت |
درجة الحریة |
الدلالة |
بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
22.08 |
6.21 |
16.5 |
9.85 |
119 |
0.000 |
بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
20.34 |
6.10 |
15 |
9.60 |
119 |
0.000 |
القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
14.06 |
4.25 |
10.5 |
9.17 |
119 |
0.000 |
بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
17.39 |
5.27 |
13 |
8.09 |
119 |
0.000 |
بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
13.35 |
5.28 |
12 |
2.80 |
119 |
0.006 |
الدرجة الکلیة |
87.23 |
23.84 |
67.5 |
9.06 |
119 |
0.000 |
تقدیر الذات |
23.52 |
5.60 |
25 |
2.90 |
119 |
0.004 |
یتضح من الجدول السابق أن المتوسطات بالأبعاد والدرجة الکلیة جاءت أعلى من المتوسط الفرضی عند مستوى دلالة (α = 0.01).
وتشیر النتیجة السابقة إلى ارتفاع درجة القلق من المستقبل لدى الأحداث الجانحین. ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى أن وضع الأحداث کجانحین یسهم فی وجود مزید من القلق لدیهم بسبب ارتکابهم للجنحة وبسبب قلقهم من ردود فعل المجتمع وعدم تقبل المجتمع لهم عامة، والقلق من الوصمة الاجتماعیة لهم، وعدم شعورهم بالاطمئنان حیث یسهم فی نظرة سلبیة، ومتشائمة تجاه المستقبل ؛ما یؤدی إلى ارتفاع القلق من المستقبل لدیهم، وقد یکون قلق المستقبل أحد العوامل التی أدت إلى ارتکاب الحدث الجانح لتلک الجنح. وما کشفت عنه هذه الدراسة، تؤکده نتائج الدراسات السابقة، وهو أن الجانحین یتسمون بالقلق، والقلق – کما تقدم- مرتبط بقلق المستقبل.
والباحث فی تعقیبه على هذا یود أن یضیف أن کل هذا یؤدی إلى أن یعیش الفرد حیاةً غیر مستقرة، ملیئةً بالتوتر والانفعال، والمیل للعدوانیة، کما کشفت الدراسة الحالیة لهذا الجانب من النتائج، ولکن هل یمکن القول: إن ارتفاع قلق المستقبل لدى الجانحین یمکن أن یؤدی بهم إلى الجمود الفکری بسبب تمرکزهم حول المستقبل.
ویأمل الباحث الإجابة عنه فی دراسات لاحقة. والنتیجة فى حد ذاتها تُعد إضافة إلى الأدب السیکولوجی الذی یتناول دراسة قلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین بالمجتمع السعودى، ویود الباحث أن یضیف هنا أن القلق من المستقبل یقلق عامة الناس –ذکوراً وإناثاً وکباراً وصغاراً – وإذا کان الأمر کذلک لغیر الجانحین فکیف یکون الأمر لدى الأحداث الجانحین أنفسهم الذین یقطنون خلف أسوار الحریة، ویفتقدون لکثیر مما یعیشه الناس بعیدًاً عن هذا المکان ؟، وقد لا یکون القلق من المستقبل فی صدارة اهتمامات الأسویاء من الناس، لکنه – من وجهة نظر الباحث – یمثل أهمیة قصوى لدى الجانحین، فهم یعیشون فی ترقب للقادم المجهول الذی لا یعرفون عنه شیئًا، والذی یرقبونه کل لحظة من لحظات حیاتهم داخل جدران دار الملاحظة من أجل قضاء العقوبة، وهم لا یعرفون ماذا ینتظرهم بعد خروجهم ومواجهة المجتمع.
وفیما یختص بتقدیر الذات یتضح من الجدول السابق أن المتوسط الحسابی جاء أقل من المستوى الفرضی عند مستوى دلالة (α = 0.01).
وتشیر هذه النتیجة إلى أن الأحداث الجانحین لدیهم تقدیر ذات منخفض والذی یشیر إلى الشعور بالنقص أو الشعور بالغضب وعدم الشعور بالکفاءة والهروب من مواجهة التحدیات والمشکلات التی یمرون بها، والاتجاه إلى العنف والعدوانیة .وفی ظن الباحث أنها نتیجة منطقیة، ویعزو ذلک إلى وجود مشاعر الذنب، واحتقار الذات، وطبیعة الجنح التی ارتکبوها .
وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الفیومى،1991) التی کشفت عن تدنی تقدیر الذات لدى الجانحین، فضلاً عن کشفها أن الجانحین یعانون سوء التکیف والتوافق وهذا ما جعلهم –کما کشفت النتائج – یمیلون للعنف أکثر مقارنة بغیر الجانحین، وهذا ما أکدته أیضاً دراسة (السحلى، 1998) ودراسة (أبو خاطر ،2000) التی بینت أن غیر الجانحین مقارنة بالجانحین لدیهم تقدیر عال لذواتهم، وأقل شعوراً بالذنب، فضلاً عن تمتعهم بالاستقلال، والشعور بالسعادة والتوجه .
وما سبق أیدته نتائج دراسة (سلیمان ،2003) فالجانحون هم الأقل فی تقدیر الذات والأکثر قلقاً واکتئاباً من ذویهم من غیر الجانحین، ودراسة (کردى وصابر، 2006) أن السمة العامة لتقدیر الذات لدى نزلاء السجون تتسم بالانخفاض، أما دراسة ((Kanjanawong.2007 فقد أضافت لما سبق میل الجانحین للعدوان والغضب.
إن تقدیر الذات لدى الجانحین حتماً یشوبه النقص وتدنی صورة الذات لدیهم وبالتالی فإن تقییم الجانح لذاته سوف یتسم بالسلبیة، ولن یکون لدیه إیمان بنفسه ولا أهلیتها ولا قدرتها على الاستحقاق للحیاة، وعلیه فإن تقدیر الجانح لذاته لن یتسم بالکفاءة ولا القیمة (مالهى، 2000، ص124).
ویرى الجانح نفسه أقل من الآخرین، وبالتالی ینعکس ذلک على سلوکیاته فیتصرف بشکل یسیء لذاته ویوقع نفسه فی مشکلات عدیدة مع الناس والمجتمع ولیس أدل على ذلک من وقوعه تحت طائلة القانون رغم صغر سنه.
وکذلک – من وجهة نظر الباحث – فإن الجانح لا یتصرف عن وعی أو رؤیة سلیمة موضوعیة للذات، وکما یقول (کامل، 1989) فإن الجانح قد یغالی فی تقدیره لذاته ویصاب بما یمکن وصفة بسرطان الذات أو تضخم مرض خبیث فی ذات الفرد، یجعله غیر مقبول من الآخرین، ویبحث عن الکلام بدون عمل ویتسم بالعدوانیة ویحط من قدر ذاته، وینحدر بها نحو الدونیة والإحساس بالنقص.
2- الإجابة عن السؤال الثانى:-
ینص على أنه "ما علاقة أبعاد قلق المستقبل بتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض؟". للإجابة عن السؤال استخدم الباحث معامل ارتباط بیرسون لتحدید معاملات الارتباط بین أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (13) معاملات الارتباط بین أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین (ن=120)
التفکیر السلبی فی المستقبل |
النظرة التشاؤمیة للحیاة |
أحداث الحیاة الضاغطة |
المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
|
تقدیر الذات |
-0.629** |
-0.616** |
-0.573** |
-0.618** |
-0.463** |
-0.663** |
یتضح من الجدول السابق وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) بین أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة الریاض.
ویرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین بُعد التفکیر السلبی فی المستقبل وتقدیر الذات هی نتیجة طبیعیة ومنطقیة، فالتفکیر السلبی فی المستقبل لا یستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته یشعر بأن لدیه الکفاءة، وأکثر سعادة وراضِ عن حیاته وقادر على مواجهة التحدیات، لأنه یؤمن بأن النهایة سعیدة، وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه تفکیر سلبی فی المستقبل الذی یشعر بعدم وجود الأمل، وعدم الأمان وأن المستقبل لا یحمل أی صورة مشرقة .
کما یرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین بُعد النظرة التشاؤمیة للحیاة وتقدیر الذات هی نتیجة طبیعیة ومنطقیة، فالنظرة التشاؤمیة للحیاة لا تستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته یحارب مشاعر الإحباط، و یشعر بأن لدیه الکفاءة، وأنه أکثر سعادة وراضًا عن حیاته، وقادر على مواجهة التحدیات؛ لأنه یؤمن بأن النهایة سعیدة، وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه نظرة تشاؤمیة للحیاة، ویشعر بأن آماله وطموحاته صعبة المنال، وأن أیامه القادمة غیر سعیدة، ویخشى أن تتغیر حیاته للأسوأ عوضاً عن الأفضل، وأنه یخشى من وقوع المصائب فی المستقبل وأنه یشعر بالإحباط .
یرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین بُعد أحداث الحیاة الضاغطة وتقدیر الذات هى نتیجة طبیعیة ومنطقیة، فالمعاناة من ضغوط أحداث الحیاة لا تستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته یشعر بأن لدیه الکفاءة، وأکثر سعادة وراضاً عن حیاته وقادر على مواجهة التحدیات؛ لأنه یؤمن بأن النهایة سعیدة وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه معاناة من أحداث الحیاة الضاغطة، الذی یشعر بعدم الواقعیة فی تفسیر أحداث الحیاة، والشعور بعدم القدرة على الإنجاز .
کما یرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین بُعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل وتقدیر الذات هى نتیجة طبیعیة ومنطقیة، فالمظاهر النفسیة للقلق لا تستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته یتمتع بثقة عالیة، وغیر حساس فی المواقف، ولا یضطرب عند الشدائد، ویستطیع التحکم والسیطرة على ذاته، فیشعر بأن لدیه الکفاءة، وأکثر سعادة، وراضاً عن حیاته، وقادر على مواجهة التحدیات؛ لأنه یؤمن بأن النهایة سعیدة، وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه مظاهر نفسیة للقلق، الذی یشعر بعدم الاستقرار والعصبیة، والتوتر وعدم القدرة على تحمل الصعوبات التی تواجهه والحیرة، والشک والشعور بعدم القدرة على تحقیق الذات، والشعور الدائم بالحزن.
کذلک یرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین بُعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل وتقدیر الذات وهی نتیجة طبیعیة ومنطقیة، فالمظاهر الجسمیة لقلق المستقبل لا تستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته لدیه القدرة على الإنجاز وأکثر إنتاجیة وقدرة على مواجهة التحدی، ویتطوع للقیام بالمهمات والأنشطة، وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه مظاهر جسمیة للقلق، والذی یشعر بنقص الحیویة والضعف العام والرجفة، وارتعاش الیدین عند القیام بأی مجهود.
ویرى الباحث أن وجود علاقة سالبة دالة إحصائیاً بین الدرجة الکلیة لقلق المستقبل وتقدیر الذات هی نتیجة طبیعیة ومنطقیة فقلق المستقبل لا یستقیم وتقدیر الذات، فمن لدیه تقدیر لذاته یتمتع بثقة عالیة وغیر حساس فی المواقف، ولا یضطرب عند الشدائد ویستطیع التحکم، والسیطرة على ذاته فیشعر بأن لدیه الکفاءة وأکثر سعادة وراضًا عن حیاته، وقادر على مواجهة التحدیات؛ لأنه یؤمن بأن النهایة سعیدة، وهذه الصفات لا تنطبق على من لدیه تفکیر سلبی، ونظرة تشاؤمیة ویعانی ضغوط الحیاة وما یتبعها من وجود المظاهر النفسیة والجسمیة للقلق، وهی تشیر إلى أنه کلما ارتفع تقدیر الذات لدى الفرد قل لدیه القلق من المستقبل والعکس صحیح.
ویؤدى تقدیر الذات الإیجابی دورًاً مهماً فی دعم الشعور بالأمن النفسی ویعطی الإحساس بالکفاءة، والقدرة على مواجهة تحدیات الحیاة. ویشیر تقدیر الذات المنخفض کما یرى روجرز إلى القلق، والتوتر، والمشکلات الشخصیة والاجتماعیة وقلة الشعور بالرضا عن الحیاة، وهو ما یتفق مع أبعاد قلق المستقبل.
3- الإجابة عن السؤال الثالث:-
ینص على أنه "هل توجد فروق دالة إحصائیاً فی متغیرى الدراسة تعزى للمتغیرات الدیموجرافیة التالیة: العمر – المستوى التعلیمی – المستوى الاقتصادی – نوع الجنحة ( قتل– سرقة- اعتداء- قضایا أخلاقیة- ترویج أو تعاطی مخدرات)؟".
أولاً: الفروق تبعاً لمتغیر العمر:-للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحلیل التباین الأحادى للکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر العمر، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (14) نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی لدلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر العمر (ن=120)
الابعاد |
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
درجة الحریة |
متوسط المربعات |
قیمة (ف ) |
الدلالة |
1.بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
بین المجموعات |
65.89 |
3 |
21.96 |
0.56 |
0.640 |
داخل المجموعات |
4519.28 |
116 |
38.96 |
|||
2.بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
بین المجموعات |
4585.17 |
119 |
38.53 |
0.72 |
0.541 |
داخل المجموعات |
81.06 |
3 |
27.02 |
|||
3.القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
بین المجموعات |
4343.94 |
116 |
37.45 |
0.85 |
0.471 |
داخل المجموعات |
46.09 |
3 |
15.36 |
|||
4.بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
2104.50 |
116 |
18.14 |
0.77 |
0.515 |
داخل المجموعات |
64.27 |
3 |
21.42 |
|||
5.بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
3240.32 |
116 |
27.93 |
0.74 |
0.531 |
داخل المجموعات |
62.36 |
3 |
20.79 |
|||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
3260.94 |
116 |
28.11 |
0.63 |
0.597 |
داخل المجموعات |
1084.47 |
3 |
361.49 |
|||
تقدیر الذات |
بین المجموعات |
125.86 |
3 |
41.95 |
1.35 |
0.262 |
داخل المجموعات |
3604.11 |
116 |
31.07 |
یتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى أبعاد قلق المستقبل والدرجة الکلیة کذلک فى تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر العمر.
ثانیاً: الفروق تبعاً لمتغیر المستوى التعلیمى:- للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحلیل التباین الأحادى للکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (15) نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادى لدلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى (ن=120)
الأبعاد |
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
درجة الحریة |
متوسط المربعات |
قیمة (ف ) |
الدلالة |
1.بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
بین المجموعات |
14.09 |
2 |
7.04 |
0.18 |
0.835 |
داخل المجموعات |
4571.08 |
117 |
39.07 |
|||
2.بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
بین المجموعات |
7.85 |
2 |
3.93 |
0.10 |
0.901 |
داخل المجموعات |
4417.14 |
117 |
37.75 |
|||
3.القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
بین المجموعات |
20.93 |
2 |
10.46 |
0.57 |
0.564 |
داخل المجموعات |
2129.66 |
117 |
18.20 |
|||
4.بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
12.67 |
2 |
6.33 |
0.23 |
0.799 |
داخل المجموعات |
3291.92 |
117 |
28.14 |
|||
5.بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
167.25 |
2 |
83.62 |
3.10 |
0.049 |
داخل المجموعات |
3156.05 |
117 |
26.97 |
|||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
601.93 |
2 |
300.96 |
0.53 |
0.593 |
داخل المجموعات |
67021.00 |
117 |
572.83 |
|||
تقدیر الذات |
بین المجموعات |
90.90 |
2 |
45.45 |
1.46 |
0.236 |
داخل المجموعات |
3639.07 |
117 |
31.10 |
یتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى أبعاد قلق المستقبل والدرجة الکلیة کذلک فى تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى، فى حین فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى لصالح المؤهل الابتدائى، ویوضح الجدول الآتى نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى.
جدول (16) نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى التعلیمى
المؤهل العلمی |
العدد |
المتوسط |
الفرق |
الدلالة |
الاتجاه |
|
المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
ابتدائی |
36 |
14.69 |
3.29 |
0.014 |
المؤهل الابتدائی |
ثانوی |
27 |
11.41 |
ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى احتمال أن تکون هذه الفئة هی الأقل عمراً من الفئات الأخرى، وقد تتأثر بأعراض القلق والخوف بشکل أکبر على مستوى الوظائف الجسمیة، وقد تسهم أسالیب التنشئة الأسریة المبنیة على القسوة فی زیادة هذه الأعراض والتی تظهر على شکل ضعف عام ونقص فی الحیویة والارتعاش واضطرابات النوم والصداع والتعرق وکثرة النسیان.
ثالثاً: الفروق تبعاً لمتغیر المستوى الاقتصادى:- للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحلیل التباین الأحادى للکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (17) نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادى لدلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى (ن=120)
الأبعاد |
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
درجة الحریة |
متوسط المربعات |
قیمة (ف ) |
الدلالة |
1.بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
بین المجموعات |
301.77 |
2 |
150.89 |
4.12 |
0.019 |
داخل المجموعات |
4283.39 |
117 |
36.61 |
|||
2.بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
بین المجموعات |
177.03 |
2 |
88.52 |
2.44 |
0.092 |
داخل المجموعات |
4247.96 |
117 |
36.31 |
|||
3.القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
بین المجموعات |
100.69 |
2 |
50.34 |
2.87 |
0.061 |
داخل المجموعات |
2049.90 |
117 |
17.52 |
|||
4.بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
105.55 |
2 |
52.78 |
1.93 |
0.150 |
داخل المجموعات |
3199.04 |
117 |
27.34 |
|||
5.بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
230.06 |
2 |
115.03 |
4.35 |
0.015 |
داخل المجموعات |
3093.24 |
117 |
26.44 |
|||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
3598.32 |
2 |
1799.16 |
3.29 |
0.041 |
داخل المجموعات |
64024.60 |
117 |
547.22 |
|||
تقدیر الذات |
بین المجموعات |
337.76 |
2 |
168.88 |
5.82 |
0.004 |
داخل المجموعات |
3392.21 |
117 |
28.99 |
یتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة وبعد القلق من أحداث الحیاة الضاغطة وبعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى.
فى حین توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) فى بعدى التفکیر السلبی فی المستقبل والمظاهر الجسمیة لقلق المستقبل کذلک فى الدرجة الکلیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى لصالح المستوى الاقتصادى الأعلى، کما وجدت فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) فى تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى لصالح المستوى المنخفض.
ویوضح الجدول الآتى نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى بعض أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى.
جدول (18) نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى بعض أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر المستوى الاقتصادى (ن=120)
الأبعاد |
المستوى الاقتصادی |
العدد |
المتوسط |
الفرق |
الدلالة |
الاتجاه |
بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
منخفض |
33 |
24.61 |
- |
- |
منخفض |
مرتفع |
19 |
20.42 |
4.19 |
0.047 |
||
متوسط |
68 |
21.32 |
3.28 |
0.032 |
منخفض |
|
بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
منخفض |
33 |
14.33 |
- |
- |
منخفض |
مرتفع |
19 |
10.21 |
4.12 |
0.006 |
||
متوسط |
68 |
13.75 |
- |
- |
متوسط |
|
مرتفع |
19 |
10.21 |
3.54 |
0.009 |
||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
منخفض |
33 |
95.27 |
- |
- |
منخفض |
مرتفع |
19 |
79.00 |
16.27 |
0.017 |
||
تقدیر الذات |
مرتفع |
19 |
26.26 |
5.11 |
0.001 |
مستوى مرتفع |
منخفض |
33 |
20.42 |
||||
متوسط |
68 |
21.15 |
2.75 |
0.018 |
مستوى متوسط |
|
منخفض |
33 |
20.42 |
یتضح من الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائیًا بین مستوى اقتصادی (منخفض) ومستوى اقتصادی (مرتفع) عند مستوى (α = 0.05) لصالح مستوى اقتصادی منخفض. وکذلک بین مستوى اقتصادی (منخفض) ومستوى اقتصادى (متوسط) لصالح مستوى اقتصادی منخفض ببعد (التفکیر السلبی فی المستقبل) ما یعنی أنه کلما انخفض المستوى الاقتصادی ارتفع التفکیر السلبی فی المستقبل .
أما بالنسبة لُبعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل، فیُظهر الجدول وجود فروق دالة إحصائیًا بین مستوى اقتصادی (منخفض)، ومستوى اقتصادی (مرتفع) عند مستوى (α = 0.05) لصالح مستوى اقتصادی منخفض. وکذلک وجود فروق دالة إحصائیًا بین مستوى اقتصادی (متوسط) ومستوى اقتصادی (مرتفع) عند مستوى (α = 0.05) لصالح مستوى اقتصادی متوسط .
کما یتضح من الجدول السابق، وجود فروق دالة إحصائیاً بین مستوى اقتصادی (مرتفع ) ومستوى اقتصادی (منخفض ) عند مستوى (α = 0.05) لصالح مستوى اقتصادی مرتفع. وکذلک بین مستوى اقتصادی (متوسط)،ومستوى اقتصادی (منخفض) لصالح مستوى اقتصادی متوسط بمقیاس تقدیر الذات ؛ ما یعنی أنه کلما انخفض المستوى الاقتصادی انخفض تقدیر الذات ،وکلما ارتفع المستوى الاقتصادی ارتفع تقدیر الذات.
وفیما یختص بالدرجة الکلیة لمقیاس قلق المستقبل فیظهر الجدول وجود فروق دالة إحصائیًا بین مستوى اقتصادی ( منخفض ) ومستوى اقتصادی (مرتفع) عند مستوى (α = 0.05) لصالح مستوى اقتصادی منخفض. ما یعنی أنه کلما انخفض المستوى الاقتصادی ارتفع قلق المستقبل .
ویرى الباحث أنها نتیجة منطقیة، حیث إن الأسر ذات المستوى الاقتصادی المنخفض لدیها العدید من المشکلات، التی تتمثل فی الصعوبات التی تواجهها فی توفیر متطلبات الحیاة ونوعیة الحیاة التی یعیشونها ،والشعور بالعجز، واستخدام أنماط العزو الخارجی، والنظرة السلبیة للحیاة ؛ ما ینعکس أثره على أبناء تلک الفئة ویسهم فی ارتفاع القلق من المستقبل .
ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى تأثیر المستوى الاقتصادی فی توفیر الأمن النفسی وعدم الشعور بالحاجة الذی یُشعر بالدونیة فی بعض المواقف. فیما تعانی الأسر ذات الدخل المنخفض صعوبات کبیرة فی توفیر الحاجات، وقد تشعر بالعجز، والشعور بالنقص، ما ینعکس أثره على أبناء تلک الأسر. وهی لا تتفق مع دراسة العابد (2002) ،حیث أظهرت عدم وجود فروق فی تقدیر الذات تبعاً للمستوى الاقتصادی .
ثالثاً: الفروق تبعاً لمتغیر نوع الجنحة:- للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحلیل التباین الأحادى للکشف عن دلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة، والنتائج یوضحها الجدول الآتى:-
جدول (19) نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادى لدلالة الفروق فى قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة (ن=120)
الأبعاد |
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
درجة الحریة |
متوسط المربعات |
قیمة (ف ) |
الدلالة |
1.بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
بین المجموعات |
1490.10 |
4 |
372.52 |
13.84 |
0.000 |
داخل المجموعات |
3095.07 |
115 |
26.91 |
|||
2.بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
بین المجموعات |
1298.51 |
4 |
324.63 |
11.94 |
0.000 |
داخل المجموعات |
3126.48 |
115 |
27.19 |
|||
3.القلق من أحداث الحیاة الضاغطة |
بین المجموعات |
536.96 |
4 |
134.24 |
9.57 |
0.000 |
داخل المجموعات |
1613.63 |
115 |
14.03 |
|||
4.بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
655.45 |
4 |
163.86 |
7.11 |
0.000 |
داخل المجموعات |
2649.14 |
115 |
23.04 |
|||
5.بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
513.68 |
4 |
128.42 |
5.26 |
0.001 |
داخل المجموعات |
2809.62 |
115 |
24.43 |
|||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
بین المجموعات |
20638.81 |
4 |
5159.70 |
12.63 |
0.000 |
داخل المجموعات |
46984.12 |
115 |
408.56 |
|||
تقدیر الذات |
بین المجموعات |
915.64 |
4 |
228.91 |
9.35 |
0.000 |
داخل المجموعات |
2814.33 |
115 |
24.47 |
فى حین توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) فى جمیع أبعاد قلق المستقبل والدرجة الکلیة لقلق المستقبل لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة، کما توجد فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) فى تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة، ویوضح الجدول الآتى نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى بعض أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة.
جدول (20) نتائج اختبار LSD لاتجاه الفروق فى أبعاد قلق المستقبل وتقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین تبعًا لمتغیر نوع الجنحة (ن=120)
الأبعاد |
نوع الجنحة |
العدد |
المتوسط |
الفرق |
الدلالة |
الاتجاه |
بعد التفکیر السلبی فی المستقبل |
قتل |
9 |
22.56 |
9.76 |
0.000 |
قتل |
اعتداء |
15 |
12.80 |
||||
سرقة |
50 |
23.26 |
10.46 |
0.000 |
سرقة |
|
اعتداء |
15 |
12.80 |
||||
قضایا أخلاقیة |
28 |
23.71 |
10.91 |
0.000 |
قضایا أخلاقیة |
|
اعتداء |
15 |
12.80 |
||||
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
23.78 |
10.98 |
0.000 |
تعاطی أو ترویج مخدرات |
|
اعتداء |
15 |
12.80 |
||||
بعد النظرة التشاؤمیة للحیاة |
قتل |
9 |
21.89 |
10.22 |
0.000 |
قتل |
اعتداء |
15 |
11.67 |
||||
سرقة |
50 |
21.36 |
9.69 |
0.000 |
سرقة |
|
اعتداء |
15 |
11.67 |
||||
قضایا أخلاقیة |
28 |
21.54 |
9.87 |
0.000 |
قضایا أخلاقیة |
|
اعتداء |
15 |
11.67 |
||||
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
22.11 |
10.44 |
0.000 |
تعاطی أو ترویج مخدرات |
|
اعتداء |
15 |
11.67 |
||||
بعد المظاهر النفسیة لقلق المستقبل |
قتل |
9 |
18.11 |
6.78 |
0.001 |
قتل |
اعتداء |
15 |
11.33 |
||||
سرقة |
50 |
18.08 |
6.75 |
0.000 |
سرقة |
|
اعتداء |
15 |
11.33 |
||||
قضایا أخلاقیة |
28 |
19.04 |
7.70 |
0.000 |
قضایا أخلاقیة |
|
اعتداء |
15 |
11.33 |
||||
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
17.61 |
6.28 |
0.000 |
تعاطی أو ترویج مخدرات |
|
اعتداء |
15 |
11.33 |
||||
بعد المظاهر الجسمیة لقلق المستقبل |
قتل |
9 |
14.56 |
6.29 |
0.003 |
قتل |
اعتداء |
15 |
8.27 |
||||
سرقة |
50 |
14.66 |
6.39 |
0.000 |
سرقة |
|
اعتداء |
15 |
8.27 |
||||
قضایا أخلاقیة |
28 |
13.96 |
5.70 |
0.000 |
قضایا أخلاقیة |
|
اعتداء |
15 |
8.27 |
||||
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
12.39 |
4.12 |
0.019 |
تعاطی أو ترویج مخدرات |
|
اعتداء |
15 |
8.27 |
||||
الدرجة الکلیة لقلق المستقبل |
قتل |
9 |
91.22 |
38.62 |
0.000 |
قتل |
اعتداء |
15 |
52.60 |
||||
سرقة |
50 |
92.00 |
39.40 |
0.000 |
سرقة |
|
اعتداء |
15 |
52.60 |
||||
قضایا أخلاقیة |
28 |
93.54 |
40.94 |
0.000 |
قضایا أخلاقیة |
|
اعتداء |
15 |
52.60 |
||||
تعاطی أو ترویج المخدرات |
18 |
91.00 |
38.40 |
0.000 |
تعاطی أو ترویج مخدرات |
|
اعتداء |
15 |
52.60 |
||||
تقدیر الذات |
اعتداء |
15 |
30.53 |
- |
- |
- |
قتل |
9 |
24.78 |
5.76 |
0.007 |
اعتداء |
|
سرقة |
50 |
21.92 |
8.61 |
0.000 |
اعتداء |
|
قضایا أخلاقیة |
28 |
22.43 |
8.10 |
0.000 |
اعتداء |
|
تعاطی أو ترویج مخدرات |
18 |
23.17 |
7.37 |
0.000 |
اعتداء |
یتضح من الجدول السابق أنه:-
ویعزو الباحث ذلک إلى أن جنحة القتل، والسرقة، والقضایا الأخلاقیة، وتعاطی أو ترویج المخدرات تسهم بشکل کبیر فی القلق من المستقبل، وذلک لما لها من تأثیر نفسی على الحدث، أو ترقب الحکم الشرعی على الجانح بخلاف جنح الاعتداء التی لیس لها تأثیر سلبی على الحدث على المستوى الاجتماعی .
فى حین یعزو الباحث هذه النتیجة إلى أن الاعتداءات لا تعد من الجنح التی یشعر الفرد فیها بالدونیة، وکذلک ثقافة المجتمع لا تقلل من شأن أصحاب قضایا الاعتداء، أو تشعرهم بالدونیة، حیث إنها من القضایا التی لا تخل بالشرف أو تسیء للفرد .وهی تتفق مع ما توصلت إلیه دراسة کردی وصابر (2006 ) بوجود فروق تبعًا لمتغیر نوع الجریمة .
4- الإجابة عن السؤال الرابع:-
ینص على أنه "هل یمکن التنبؤ بقلق المستقبل من خلال تقدیر الذات لدى الأحداث الجانحین؟". للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحلیل الانحدار التدریجی المتعدد لبیان أثر المتغیر المستقل مقیاس تقدیر الذات على المتغیر التابع الذی یتمثل فی قلق المستقبل ودالة الانحدار هی معادلة خطیة من المتغیرات المستقلة یتم اختیارها لقوتها وتأثیرها على المتغیر التابع.
وباستخدام طریقة الانحدار التدریجی Multiple stepwise regression (حیث تدخل المتغیرات المستقلة فی النموذج حسب قدرتها على التمییز والتأثیر على المتغیر التابع بالترتیب)، وبتحدید مستوى دلالة 5% معیاراً لدخول المتغیرات المستقلة فی النموذج، وبالتطبیق علـى البیانات باستخدام مجموعة البرامج الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة SPSS أمکن الحصول على أفضل نماذج للانحدار تتوافق مع البیانات التی استخدمت فی هذه الدراسة، حیث تم التوصل إلى النتائج التالیة:
جدول (21) معادلة الانحدار المتعدد التدریجی لتقدیر الذات المنبئة ( قلق المستقبل) Stepwise
المتغیرات المنبئة |
الارتباط البسیط R |
الارتباط المتعدد R2 |
معامل الانحدار B |
نسبة المساهمة Beta |
ت T |
الدلالة Sig |
ف F |
الدلالة |
تقدیر الذات |
0.66 |
0.44 |
2.41- |
0.57 |
7.57 |
0.000 |
92.5 |
.000 |
الثابت (Constant(= 153.60 |
یتضح من الجدول السابق أن متغیر تقدیر الذات یمکنه التنبؤ بقلق المستقبل بنسبة مقدارها (57%).
ویعزو الباحث القدرة التنبؤیة لتقدیر الذات على القلق من المستقبل إلى السمات التی یحملها تقدیر الذات، حیث تشیر (تایلور،2008) إلى أن تقدیر الذات العالی یعمل على تخفیف الآثار التی تخلقها الضغوط، وأنه مصدر عون کبیر للفرد، ما یسهم فی وجود نظرة إیجابیة للحیاة وللمستقبل، ویسهم فی تخفیف القلق من المستقبل فیما یشیر تقدیر الذات المنخفض إلى عدم الثقة، وعدم الکفایة، والنظرة الدونیة، والتشاؤم، ما یسهم فی ارتفاع القلق من المستقبل.
توصیات الدراسة:-
من خلال نتائج الدراسة الحالى یوصی الباحث بما یلی:-
1- تقدیم البرامج الإرشادیة للأحداث الجانحین التی تهدف إلى خفض قلق المستقبل رفع مستوى تقدیر الذات لدیهم.
2- توفیر الطمأنینة النفسیة للأحداث الجانحین وإبعادهم عن مصادر القلق والتوتر .
3- محاولة اکتشاف الجوانب الإیجابیة لدى الأحداث الجانحین، وتنمیتها، وتعزیزها بهدف رفع مستوى تقدیر الذات لدیهم .
4- تشجیع الأحداث الجانحین، ومساعدتهم فی استثمار طاقاتهم حتى یشعروا بأهمیتهم ویرتفع تقدیر الذات لدیهم .
5- زیادة العنایة بتقدیم البرامج الإرشادیة فی النواحی النفسیة فی المؤسسات العامة.
6- عمل البرامج التوعویة للمجتمع بشکل عام بأهمیة البناء النفسی للحدث.
البحوث المقترحة:-
من خلال نتائج الدراسة الحالى یقترح الباحث إجراء البحوث التالیة:-
1- إجراء المزید من الدراسات المتعلقة بمتغیر قلق المستقبل لدى الجانحین وغیر الجانحین.
2- إجراء المزید من الدراسات المتعلقة بالمتغیرات النفسیة لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین .
3-إجراء المزید من الدراسات التنبؤیة والسببیة بین المتغیرات النفسیة.
المراجـع
أولاً: المصادر:-
ثانیاً: المراجع العربیة:-
ثالثاً: المراجع الأجنبیة:-
رابعاً: المواقع الالکترونیة:-
المراجـع
أولاً: المصادر:-
ثانیاً: المراجع العربیة:-
ثالثاً: المراجع الأجنبیة:-
رابعاً: المواقع الالکترونیة:-