المعتقدات اللاعقلانية واستراتيجيات التحکم في الفکر کمنبئات بالضغوط النفسية لدى عينة من طالبات رياض الأطفال بجامعة الأمير سطام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ رياض الأطفال المساعد کلية التربية – جامعة الأمير سطام کلية رياض الأطفال- جامعة أسيوط أستاذ رياض الأطفال المساعد- کلية التربية – جامعة الأمير سطام. ( مدرس بکلية رياض الأطفال – جامعة أسيوط )

المستخلص

ملخص البحث
هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن إمکانية التنبؤ بالضغوط النفسية من خلال کل من المعتقدات اللاعقلانية واستراتيجيات التحکم في الفکر، وتکونت عينة الدراسة من (200) طالبة من طالبات رياض الأطفال، جامعة الأمير سطام، فرع وادى الدواسر، واعتمدت الباحثة على المقاييس التالية : مقياس الضغوط النفسية المدرکة The Psychological Perceived Stress Scale (PPSS) إعداد(Cohen,1983)  ترجمة الباحثة، ومقياس ما وراء المعرفة Metacognition Scale-30 (MCS-30)(Wells&Cartwright-Hatton,1997) ، ومقياس استراتيجيات التحکم فى الفکر Thought Control Strategies   (TCQ)          (Wells & Davies, 1994) ، واستخدمت الباحثة عدداً من الأساليب الإحصائية مثل معامل الارتباط ، وتحليل الانحدار المتعدد ، وتحليل المسار . کشفت نتائج الدراسة عن إمکانية التنبؤ بالضغوط المدرکة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفية التالية: (المعتقدات السلبية بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار/الخطر، الثقة المعرفية)، وکشفت أيضاً عن إمکانية التنبؤ بالضغوط المدرکة من خلال استراتيجيات التحکم فى الفکر التالية:( القلق، العقاب، والتحکم الاجتماعى). وتوصلت الدراسة باستخدام النمذجة بالمعادلات البنائية إلى أن العقاب وإعادة التقييم هي أکثر استراتيجيات التحکم في الفکر تأثيراً في الضغوط المدرکة ، کما توصلت أيضاً إلى أن المعتقدات ما وراء المعرفية بشأن الحاجة للتحکم في الأفکار ، والمعتقدات ما وراء المعرفية السلبية بشأن عدم القدرة على التحکم في الأفکار/الخطر هي أکثر المعتقدات تأثيراً في تفسير حدوث الضغوط المدرکة، وفى ضوء ذلک قدمت الدراسة نموذجاً بنائياً يُحدد المسارات الدالة عن طبيعة العلاقة بين الضغوط وکل من استراتيجيات التحکم في الفکر والمعتقدات ما وراء المعرفية.   

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

المعتقدات اللاعقلانیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر کمنبئات بالضغوط النفسیة لدى عینة من طالبات ریاض الأطفال بجامعة الأمیر سطام

 

إعــــــــــداد

دکتور / ثناء شعبان محمد خلفیة

أستاذ ریاض الأطفال المساعد

کلیة التربیة – جامعة الأمیر سطام

کلیة ریاض الأطفال- جامعة أسیوط

أستاذ ریاض الأطفال المساعد-  کلیة التربیة – جامعة الأمیر سطام.

( مدرس بکلیة ریاض الأطفال – جامعة أسیوط )

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثانی عشر - دیسمبر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

" تم دعم هذا المشروع بواسطة عمادة البحث العلمى بجامعة الأمیر سطام بن عبد العزیز من خلال المقترح   البحثى رقم 11152 / 02 /2019

ملخص البحث

هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن إمکانیة التنبؤ بالضغوط النفسیة من خلال کل من المعتقدات اللاعقلانیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر، وتکونت عینة الدراسة من (200) طالبة من طالبات ریاض الأطفال، جامعة الأمیر سطام، فرع وادى الدواسر، واعتمدت الباحثة على المقاییس التالیة : مقیاس الضغوط النفسیة المدرکة The Psychological Perceived Stress Scale (PPSS) إعداد(Cohen,1983)  ترجمة الباحثة، ومقیاس ما وراء المعرفة Metacognition Scale-30 (MCS-30)(Wells&Cartwright-Hatton,1997) ، ومقیاس استراتیجیات التحکم فى الفکر Thought Control Strategies   (TCQ)          (Wells & Davies, 1994) ، واستخدمت الباحثة عدداً من الأسالیب الإحصائیة مثل معامل الارتباط ، وتحلیل الانحدار المتعدد ، وتحلیل المسار . کشفت نتائج الدراسة عن إمکانیة التنبؤ بالضغوط المدرکة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة التالیة: (المعتقدات السلبیة بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار/الخطر، الثقة المعرفیة)، وکشفت أیضاً عن إمکانیة التنبؤ بالضغوط المدرکة من خلال استراتیجیات التحکم فى الفکر التالیة:( القلق، العقاب، والتحکم الاجتماعى). وتوصلت الدراسة باستخدام النمذجة بالمعادلات البنائیة إلى أن العقاب وإعادة التقییم هی أکثر استراتیجیات التحکم فی الفکر تأثیراً فی الضغوط المدرکة ، کما توصلت أیضاً إلى أن المعتقدات ما وراء المعرفیة بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار ، والمعتقدات ما وراء المعرفیة السلبیة بشأن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار/الخطر هی أکثر المعتقدات تأثیراً فی تفسیر حدوث الضغوط المدرکة، وفى ضوء ذلک قدمت الدراسة نموذجاً بنائیاً یُحدد المسارات الدالة عن طبیعة العلاقة بین الضغوط وکل من استراتیجیات التحکم فی الفکر والمعتقدات ما وراء المعرفیة.   

الکلمات المفتاحیة: المعتقدات اللاعقلانیة، استراتیجیات التحکم فی الفکر، الضغوط النفسیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

          This study aimed at detecting the possibility of predicting psychological stress through both the Metacognitive beliefs and thought control strategies. The study sample consisted of (200) students. (1) The researcher used the following scales: The Psychological Perceived Stress Scale (PPSS), prepared by Cohen (1983); (2), Metacognition scale (MCS-30) (Wells &Cartwright-Hatton, 1997) (translated by Elkholy,2011), Thought Control Strategies (TCS) (Wells & Davies, 1994) (translated by Elkholy,2011). The researcher used also a number of statistical methods such as correlation coefficients, multiple regression analysis, and path analysis. The results of the study revealed the possibility of predicting perceived Stresses through the following Metacognitive beliefs (negative beliefs about the inability to control ideas / danger, cognitive confidence), and also revealed the possibility of predicting perceived Stresses through the following thought control strategies: Punishment, and social control). The study, using modeling in constructional equations, found that punishment and reappraisal were the most influential strategies of thought control in perceived Stresses. It also found that the metacognitive beliefs about the need to control negative thoughts and beliefs about the inability to control ideas / danger is the most influential belief in the occurrence of perceived Stresses. In light of this, the study presented a structural model that identifies the pathways that characterize the relationship between perceived Stresses and the strategies of controlling thought and metacognitive beliefs.

Key words: Metacognitive beliefs, Thought control strategies, Psychological Percieved stress.

 

 

مقدمة:

          یعیش الإنسان المعاصر تحت وطأة زمن یمتاز بالتغیر السریع والمتلاحق، یواجه فیه کثیراً من مصادر التوتر والضغط النفسى، الأمر الذی جعل العلماء والباحثین یولون موضوع الضغوط النفسیة اهتماماً متزایداً لما لها من أثر خطیر على الصحة النفسیة والجسمیة والاجتماعیة (أبو هواش والشایب، 2012). وتُعد مشکلات الصحة النفسیة من بین الأسباب العشرة الرئیسة للإعاقة disability، وانخفاض جودة الحیاةQuality of life، وانخفاض الإنتاجیة فی استرالیا(Stallman,2008).

          وإذا کان المعلم هو الأساس الذى تقوم علیه العملیة التربویة، لذا لابد أن یتمتع بصحة نفسیة وجسدیة جیدة، وبشخصیة متکاملة ومتزنة تعکس مستوى مقبولاً من الرضا عن الحیاة التی یعیشها هذا المعلم، إذ إن تصرفاته ونظرته للحیاة تنعکس بشکل مباشر على تلامیذه. وفى حیاة المعلم الکثیر من الضغوط النفسیة التی تفرضها علیه مهنته بما فیها من صعوبات وتحدیات تؤثر علیه وعلى صحته النفسیة والبدنیة (قریطع ، 2017).

  وإذا کان الأطفال هم المستقبل الذى تدخره المجتمعات المتقدمة للنهوض بمستقبلها الاقتصادى والاجتماعى والثقافى ، لذا کان الاهتمام بهم فی مرحلة الطفولة المبکرة یُمثل أمراً فی غایة الأهمیة ، والاهتمام بشخصیة معلمة الروضة یُحدد بدرجة کبیرة ما سیحققه الطفل من نمو. ومن هذا المنطلق فإن الإسهام الجید فی إعداد وتکوین الطالبة فی المرحلة الجامعیة أکادیمیاً ونفسیاً واجتماعیاً سیساعدها مستقبلاً فی القیام بأدوارها على أکمل وجه. فالمعلمة یجب أن تتمتع بالصحة النفسیة وأن تکون لدیها الرغبة والاستعداد والرضا المهنى والنفسى للتعامل الناجح مع الأطفال (أبو حسونة، 2017).

ویذکر(Wells,2009, 1) أن کل واحد منا یمتلک أفکاراً سلبیة، کما یؤمن کل واحد منا بصحة تلک الأفکار، ولکن لا یعانی جمیعنا قلقاً مستمراً أو معاناة انفعالیة، وهنا یطرح سؤال نفسه علینا ما الألیة المتحکمة فى تلک الأفکار، وما الذى یُحدد قدرة الفرد على طردها أو التخلص منها، وما الذى یجعل الأخرون یقعون فریسة للأسى والضغط النفسى الشدید؟ .

          وتسعى الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة بین الضغوط النفسیة وبین کل من المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر، والکشف عن إمکانیة التنبؤ بالضغوط النفسیة من خلال هذین المتغیرین، ووصولاً إلى نموذج تخطیطى یوضح مسارات العلاقة بین هذه المتغیرات ودورها فى نشأة الضغوط النفسیة واستمرارها.

مشکلة الدراسة:

          تواجه طالبات الجامعة ضغوطاً نفسیة متعددة ومتنوعة تبعاً لمصدر الضغط، الذى قد یکون واقعاً حقیقیاً أو متوهماً ناتجاً عن طریقة تفکیر کثیر من الطالبات.فقد تکون مصادر الضغط اقتصادیة أو اجتماعیة أو ثقافیة تؤثر على جوانب شخصیة الطالبة وتنعکس على أدائها الأکادیمى وعلاقتها مع زمیلاتها ومع أعضاء هیئة التدریس.ومن خلال عمل الباحثة کعضو فی وحدة الإرشاد النفسى بالکلیة، فقد لاحظت أن هناک ضغوطاً یصعب التعامل معها ومواجهتها ، حیث إنها تتفاقم وتًغذى نفسها بنفسها وتزداد من سىء إلى أسوء، وتؤثر بشکل ملحوظ على أداء الطالبات وعلى صحتهن النفسیة والجسمیة. 

    وتُعتبر الضغوط النفسیة عاملاً حاسماً فی ظهور الاضطرابات المختلفة ومسارها وتفاقمها، مثل: الاکتئاب، أمراض القلب والأوعیة الدمویة والاضطرابات المرتبطة بالمناعة، کما أنها ترتبط بارتفاع معدل الوفیات الإجمالیة.وعموماً فإن الضغوط المدرکة ترتبط بانخفاض الرضا عن الحیاة

(Klein,Brahler,Dreier,Reinecke,Muller,Schmutzer,Wolfling&Beutel,2016).، کما تشیر الدراسات غیر الکلینیکیة إلى أن الضغط النفسى یؤدى إلى ظهور أعراض            الاکتئاب عن طریق إضعاف القدرة على المتعة أو الشعور باللذة Impairing hedonic (Pizzagalli,Bogdan,Kyle&Allison,2007).

          وتُعد الضغوط النفسیة من المشکلات المتزایدة بین طلاب الجامعة فی العدید من البلدان، وقد تم الإبلاغ عن انتشارها بین الطلاب الجامعیین فی کندا بنسبة 30%( 35% إناث، 24% ذکور). وفى دراسات متنوعة تراوحت نسبة انتشار الضغوط النفسیة بین طلاب السنة الأولى إلى 21%(23% إناث، 16% ذکور)، وفى النرویج تراوحت النسبة إلى 26%              (33%إناث، 16%ذکور)،وفى فرنسا وصلت إلى 34%،وفى کندا أبلغ26%من طلاب الجامعة عن ضغوط نفسیة(Okasanen,Laimi,Bjorklund,Loyttyniemi&Kunttu,2017) .

ویحدث الضغط النفسى عندما یتصور الفرد أن المتطلبات البیئیة تتجاوز قدرته على التکیف. وعموماً یُعتقد أن الأحداث الضاغطة Stressful events تؤثر على نشأة المرض العضوى عن طریق التسبب فی حدوث انفعالات سلبیة (على سبیل المثال: مشاعر القلق والاکتئاب) والتی بدورها تؤدى إلى تأثیرات مباشرة على العملیات البیولوجیة أو العوامل السلوکیة التی تؤدى إلى خطر الإصابة بالمرض(Cohen,Lanicki&Miller,2007).، ومن المؤلم أن تتطفل الأفکار السلبیة غیر المرغوبة على شعور الفرد، سواء کانت فى صورة شکوک حول قیمة الذات Self-worth، أو تتعلق بالمستقبل، أو بهواجس الماضى. ومثل هذه الأفکار قد تقوض إحساس الفرد بالسعادة وتدعم المزاج السلبى لدیه، ولحسن الحظ فإن غالبیة الناس یبدون قادرین على استبدال أفکارهم غیر المرغوبة بأفکار أکثر استحساناً وجاذبیة. ومع ذلک لا یبدو أن کل فرد قادر على إظهار قدرته على التحکم العقلى فی أفکاره، لأنه من المؤکد أن هناک عدداً لیس بالقلیل من الناس الذین یکتئبون لفترات طویلة ویعایشون ویعانون من أفکار سلبیة مستمرة، وربما یکون السبب فى ذلک هو أن اکتئابهم ناشىء عن عجز محدد فى قدرتهم على التحکم فى أفکارهم السلبیة (Wenzlaff,1998).

وتُعد بعض استراتیجیات التحکم فى الفکر استراتیجیات غیر ملائمة نظراً لعدم فاعلیتها الدائمة فى وقف الأفکار غیر المرغوبة أو التخلص منها. ففى کل حالة انفعالیة یحدث إصرار فى معالجة التهدید عن طریق بعض استراتیجیات التنظیم التهکمیة التی تعتمد على عملیات متنافرة. وتعتبر بعض سلوکیات المسایرة کالتجنب وتنظیم الانفعال والمعرفة مشکلة نظراً لأنها تحرم الفرد من فرص اکتشاف مدى قدرته على المواجهة فى المواقف الفعلیة، فضلاً عن تدعیمها إحساسه بالخطر، ومنعه من اختبار مدى مصداقیة هذه المعتقدات والأفکار السلبیة. (Wells,2009,15)

وتُستخدم ما وراء المعرفة لتحدید المعارف الذاتیة المضطربة وظیفیاً رغبة فى تعدیلها. وقد أثبتت نتائج العدید من الدراسات أن فاعلیة العلاج المعرفى یتم تدعیمها من خلال استراتیجیات إعادة التدریب على عملیة التنظیم والمراقبة ما وراء المعرفیة . (Wells&Fisher,2005)، وتمتلک المعتقدات ما وراء المعرفیة  Metacognitive beliefs التأثیر الرئیس على الأسلوب الذى یستجیب به الفرد للأفکار والمعتقدات والأعراض والانفعالات السلبیة ، فهى بمثابة القوة المحرکة خلف أسلوب التفکیر المسمم Toxi thinking style ،  وهذا ما یُطلق علیه اصطلاحاً المتلازمة المعرفیة الانتباهیة Cognitive attentional syndrome(CAS) والتى تؤدى إلى معاناة انفعالیة مستمرة (Wells,2009,6).

وترى الباحثة أنه یجب على الباحثین البحث عن الأسباب الحقیقة التى تُعد سبباً فى نشأة الاضطرابات النفسیة واستمرارها وبخاصة الضغوط النفسیة نظراً لانتشارها الواسع بین طلاب الجامعة وبصورة خاصة بین الطالبات.

          ویُمکن صیاغة مشکلة الدراسة فى السؤال التالى: هل یمکن التنبؤ بالضغوط النفسیة لدى طالبات ریاض الأطفال من خلال معتقداتهن ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فى الفکر التى یستخدمنها؟ ویتفرع من السؤال الرئیس السابق الأسئلة الفرعیة التالیة:

1- هل یمکن التنبؤ باالضغوط النفسیة لدى عینة الدراسة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة؟

2- هل یمکن التنبؤ بالضغو النفسیة لدى عینة الدراسة من خلال استراتیجیات التحکم           فی الفکر؟

3- ما مسار العلاقة بین الضغوط النفسیة المدرکة وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فى الفکر؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على:

1- إمکانیة التنبوء بالضغوط النفسیة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة لدى عینة الدراسة.

2- إمکانیة التنبؤ بالضغوط النفسیة من خلال استراتیجیات التحکم فی الفکر لدى عینة الدراسة.

3- التوصل إلى نموذج تحلیل مسار یکشف عن مسارات العلاقات الدالة إحصائیاً بین الضغوط النفسیة وکل من: المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فى الفکر.

أهمیة الدراسة:

تتضح أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلى:

1- تُولى الدراسة اهتماما بفئة تُعد من أهم الفئات وأکثرها احتیاجاً للدعم النفسى وهن الطالبات المعلمات بریاض الأطفال، حیث سیوکل إلیهن تربیة وتعلیم وتشکیل الأطفال.

2- تقدیم نموذج بنائى یوضح مسارات العلاقة بین متغیرات المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فى الفکر والضغوط النفسیة، ویبین الأسباب الحقیقیة وراء انتشار الضغوط النفسیة واستمرارها.

3- قد تفید نتائج هذه الدراسة مراکز ووحدات الإرشاد النفسى والأکادیمى فی الجامعات، على تقدیم خدمات الإرشاد الإنمائى والوقائى والعلاجى بصورة فعالة ترکز على الأسباب الحقیقیة وراء انتشار الضغوط النفسیة.

حدود الدراسة:

          تتحدد الدراسة الحالیة بالعینة المستخدمة وهن طالبات ریاض الأطفال، المستوى السادس والسابع بکلیة البنات جامعة الأمیر سطام – فرع وادى الدواسر، فى الفصل الدراسى الأول (2018/2019) والتى بلغ قوامها (200) طالبة، کما تتحدد بالمنهج الوصفى التحلیلى وبأدوات الدراسة وبالأسالیب الإحصائیة المستخدمة والنتائج التى تتوصل إلیها.

مصطلحات الدراسة:

1- المعتقدات ما وراء المعرفیة: Metacognitive beliefs

          تُشیر المعتقدات ما وراء المعرفیة إلى المعتقدات والنظریات التى یمتلکها الناس عن تفکیرهم، وتتکون هذه المعرفة من معتقدات عن أنماط محددة من الأفکار بالتوازى مع المعتقدات المتعلقة بفاعلیة ذاکرة الشخص أو قوة الترکیز لدیه. (Wells,2009,6) ، وتُعرف الباحثة المعتقدات ما وراء المعرفیة إجرائیاً بأنها أفکار الفرد عن طریقة تفکیره ، وتُقاس هذه المعتقدات ما وراء المعرفیة الإیجابیة والسلبیة بالدرجة التى تحصل علیها الطالبة على مقیاس ما وراء المعرفة.

2- استراتیجیات التحکم فى الفکر:Thought Control Strategies

          تُعتبر استراتیجیات التحکم فى الفکر جزء من طریقة الفرد للتعامل مع التهدید والتناقض الذاتى والانفعالى الناشىء عن تطفل وإلحاح بعض الأفکار السلبیة غیر المرغوبة على ذهنه. (Wells,2009,11) ، وتُعرف الباحثة استراتیجیات التحکم فى الفکر إجرائیاً بأنها مجموعة من الإجراءات التى یقوم بها الفرد رغبة منه فى التخلص من الأفکار غیر المرغوبة والتى تتطفل على ذهنه. وتقاس من خلال الدرجة التى تحصل علیها الطالبة على کل بُعد من الأبعاد الفرعیة المکونة لمقیاس استراتیجیات التحکم فى الفکر ومن خلال الدرجة الکلیة على المقیاس.

3- الضغوط النفسیة: Psychological Stress

          هی حالة تُؤثر فی الجوانب الانفعالیة والجسدیة للفرد وفى عملیة تفکیره، فتظهر علیه علامات القلق وسرعة الانفعال والاستثارة الزائدة(Linden,2002).. وتعرفها الباحثة إجرائیاً بأنها حالة تنتج من تشوه إدراک الفرد وتفسیره للمثیرات الداخلیة والخارجیة على أنها تهدید حقیقى یفوق قدراته وإمکاناته، وتولد لدیه الإحساس بالعجز والتوتر وعدم الاتزان. وتُقاس من خلال الدرجة الکلیة التی تحصل علیها الطالبة على مقیاس الضغوط المدرکة.

الإطار النظرى والدراسات السابقة:

أولا: الضغوط النفسیة: Psychological Stress

          تُشکل الضغوط جزءاً من حیاة الأفراد والمجتمعات نظراً لکثرة تحدیات العصر الحالی وزیادة مطالبه. فلا یکاد مجتمع من المجتمعات یخلو من الضغوط، بحیث أصبح من الصعب تفادیها أو تجاهلها، مما یدفع غالبیة الناس إلى مواجهتها ومحاولة التعایش معها، ولا یتوقف تأثیر الضغوط على الجوانب الشخصیة للأفراد، أو علاقاتهم الأسریة والاجتماعیة فحسب، بل یمتد إلى بیئة العمل، فیحد من الأداء الوظیفى مما یتسبب فی خفض الإنتاجیة وتدنى جودتها (خلیفات والزغول،2003).

          ویُشیر محمد، یوسف (1999) إلى أن المعلمین فی المدارس یتعرضون إلى درجات متباینة من الضغوط النفسیة المهنیة، حیث یشعرون بأن جهودهم فی العمل غیر فعالة، ولا تکفی لإشباع حاجتهم إلى التقدیر والإنجاز وتحقیق الذات. وتُعد مهنة التدریس من المهن التی تتطلب أداء مهمات کثیرة، لذلک تُعد من المهن الضاغطةStressfull Jobs  والتی تتوفر فیها مصادر عدیدة للضغوط النفسیة، والتی تجعل بعض المعلمین یشعرون بعدم الرضا عن مهنتهم، مما یترتب علیه أثار سلبیة کثیرة تنعکس على عطائهم وتوافقهم النفسى ورضاهم عن الحیاة  (قریطع، 2017).

          ویُعد أول من استخدم مصطلح الضغط هو العالم الفسیولوجىWalter Canon والذى وصفه برد الفعل فی حالة الطوارئ (عسکر،2009، 33). ففى عام 1932 قام Canon بتحدید إفرازات الأدرینالین فی حالة الخطر، وأطلق علیها ما یُسمى باستجابة الخوف والهرب، واعتبرها استجابة تکیفیة للتهدید والخطر والتی تتسم بتفعیل الجهاز العصبى السمبتاوى وجهاز الغدة الصماء لیهیىء الجسم لمواجهة الخطر(Robert,1996,187).، وقد أشار Pierre (1999) إلى أن Canon حاول تفسیر عملیة التکیف واعتبرها ضروریة لاستمرار الحیاة تحت أی شرط أو ظرف، وقد استخدم مصطلح التوازن الحیوىHomeostasis ، والذى یعبر عن القدرة على مواجهة التغیرات التی تواجه الفرد، وتحافظ على توازنه العضوى والکیمیائى بانتهاء الموقف الضاغط(عسکر،2009، 34). 

          ویؤکد فاید 2000 أن هناک ثلاثة اتجاهات تُؤخذ بعین الاعتبار عند تعریف الضغوط النفسیة وهى: الاتجاه الأول: ویتعامل مع الضغط على أنه متغیر تابع(نتیجة)؛أی أنه استجابة لمثیر معین، حیث یقوم بوصف الفرد ضمن البیئات المزعجة والمضایقة له.والاتجاه الثانى: وفیه یصف الضغط فی صورة مثیر بحت یتمثل فی الخصائص الخاصة بتلک البیئة المضایقة أو المزعجة، ومن ثم فإنه ینظر إلى الضغط على أنه المتغیر المستقل(السبب).أما الاتجاه الثالث: فینظر إلى الضغوط على أنها انعکاس لنقص التوافق بین الشخصیة والبیئة ، وفى هذا الإطار فإن الضغط یُدرس فی إطار عوامل قبلیة مهددة تُمهد لظهوره، وأخرى بعدیة تتمثل فی إثارته، بمعنى أنه ینظر إلیه بأنه متغیر وسیط بین المثیر والاستجابة(محمد فیاض،2017).

ثانیاً: المعتقدات ما وراء المعرفیة: Metacognitive beliefs

لقد ترتب على المداخل السلوکیة المعرفیة المفسرة لتطور الاضطرابات النفسیة          نشأة بعض التدخلات العلاجیة الأکثر فعالیة حتى الأن. ومع ذلک لا یزال هناک الکثیر          الذی یتعین تحقیقه للتوصل إلى فهم وعلاج الاضطراب النفسى. وعلاوة على ذلک فقد أکد       بعض المنظرین المحدثین على وجود قصور فى النظریة المعرفیة العامة مثل نظریة   المخططات واقترحوا إطارات عمل للتصور المفاهیمى المعرفى للاضطراب الوظیفى الانفعالى (Wells&Purdon,1999,71). 

ویؤکد Wells  ، Purdon (1999) أنه على الرغم من أن المداخل السلوکیة توصلت إلى نمو وتطور علاجات ذات فاعلیة کبیرة ، فإن الترکیز الأبعد یحتاج إلى تصور لدور المعرفة فى الاضطرابات الانفعالیة . ولعل هذا ما یُکرر التأکید على أن محتوى الفکر والمعتقدات المرتبطة بالنماذج المعرفیة السلوکیة ربما یکون محدوداً للغایة، وهذا یعنى أن هناک معدلاً أکثر اتساعاً بشأن الظاهرة المعرفیة، وأن هناک اختلافا فى المعالجة المعرفیة تحتاج إلى أن یتم فهمها Calamari,et al; 2005).)

وتُعرف ما وراء المعرفة على أنها مفهوم متعدد الأوجه، یتضمن المعرفة Knowledge  والعملیات Processes والاستراتیجیات Strategies التی تقیم أو تراقب أو تتحکم فی المعرفة Cognition  (Foumany,Salehi&Faei,2014). ، وتتمثل الفرضیة الأساسیة فى العلاج المعرفى السلوکى التقلیدى (CBT) مثل نظریة بیک البنائیة Beck (1967- 1976) ونظریة العلاج العقلانى الانفعالى السلوکى (REBT) Ellis (1962)           و Ellis&Harper (1961) فى أن الاضطرابات والانحرافات فى التفکیر تؤدى إلى نشأة الاضطراب النفسى ، حیث یعطى المدخلان معاً الدور الرئیس للمعتقدات المضطربة          وظیفیاً dysfunctional beliefs ، ولا تعتبر هذه المعتقدات ذات أهمیة فى العلاج           ما وراء المعرفى فى ضوء النظریات التقلیدیة التى تتعلق بالعالم المحیط والذات           الجسمیة والاجتماعیة ، ولکن المعتقدات المستهدفة هى المعتقدات ما وراء المعرفیة Metacognitive beliefs (Wells,2009,2)

ثالثاً: استراتیجیات التحکم فى الفکر: Thought Control Strategies

ویؤدى التحکم المعرفى والمرونة المعرفیة دوراً مهماً فی قدرة الفرد على التکیف مع البیئات المتغیرة باستمرار، بالإضافة إلى دورهما فی تنظیم الانفعال وتسهیل السلوکیات الموجهة نحو الأهداف(Gabrys,Tabri,Anisman&Matheson,2018).، فإذا کان لدینا تحکم معرفی، فیبدو أن یبدأ بقدرتنا على التأثیر فی ترکیز انتباهنا، فقد أکد Williams James أن الجهد المبذول فی الانتباه هو الظاهرة الإرادیة الأساسیة، وهذا یعنى أنه یمکن للمرء القیام بعمل ما عن طریق توجیه انتباه الفرد نحو فکرة الفعل. ویُنظر إلى التحکم المعرفى على أنه الخطوة الأولى نحو قوة الإرادة، وبالتالی فهو یُمثل مفتاحاً لأی نوع أخر من التحکم قد ندعى أننا نمتلکه، وکی نتحکم فی أحلامنا أو انفعالاتنا أو إدماننا أو رغباتنا أو حمیتنا الغذائیة أو أی شیء أخر، فإنه یجب علینا ألاً التحکم فی انتباهنا (Wegner,1988

وتقترح النظریات المفسرة للتحکم الانفعالى بواسطة Klinger (1982) وClark&Lsen (1982) أن الناس یستطیعون التحکم فى المزاج السلبی مباشرة بواسطة التغییر العمدى لترکیز انتباههم بعیداً عن الأفکار السلبیة. وفى الواقع یعتبر هذا التکتیک هو الأساس لاستراتیجیة التشویش الذاتى self-distraction والتى تُعد من أکثر الاستراتیجیات شهرة لمواجهة الوساوس والقلق الیومى ، ولسوء الحظ فإنه لیس من السهل دائما توجیه الوعى بعیداً عن الأفکار غیر المرغوبة .(Wenzlaff,1998)

وتُوصف أسالیب التفکیر لدى ذوى الاضطراب النفسى بأنها ذات طبیعة تأملیة تکراریة ترتکز على موضوعات ذاتیة یصعب السیطرة علیها، وتعتبر الخبرة الذاتیة لذوى الاضطراب النفسى هى العنصر الوحید الذى یصعب التحکم فیه. فعادة ما تتکون الاستراتیجیات من محاولات للتحکم فى طبیعة التفکیر، حیث تمیل تلک المحاولات على المدى الطویل نحو إحداث نتائج عکسیة، وتتضمن أیضا تلک الاستراتیجیات محاولات لکبح أفکار معینة، أو لتحلیل الخبرات بغرض الحصول على إجابات، أو محاولة لتوقع ما یحتمل حدوثه فى المستقبل من أجل تجنب المشکلات. ویفسر الأفراد ذوو اضطرابات القلق تکرار حدوث الأفکار واستراتیجیاتها بطریقة سلبیة، والتى غالباً ما تتضمن محاولات لکبحها.(Wells,2009,7)  

دراسات سابقة وفروض الدراسة:

          تنبأت دراسة (Moatamedi et al,2018) بالاضطرابات النفسیة لدى طلاب الجامعة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة. تکونت عینة الدراسة من (300) طالب تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة الطبقیة، تم تطبیق الأدوات التالیة على عینة الدراسة: قائمة فحص الأعراض النفسیة(SCL-90-R) ، ومقیاس ما وراء المعرفة(MCQ-30) ، واستخدم الباحثون التحلیل الوصفى الارتباطى وتحلیل الانحدارالمتعدد، وکشفت نتائج الدراسة أن هناک علاقة إیجابیة بین مکونات ما وراء المعرفة والاضطرابات النفسیة، وقد کانت مکونات المعتقدات الإیجابیة، والمعتقدات التی لا یتم السیطرة علیها، والمعتقدات المعرفیة مهمة لجمیع  الاضطرابات النفسیة.

          وکشفت دراسة(Spada et al,2018) عن العلاقات بین ما وراء المعرفة والضغوط المدرکة والانفعال السلبى. تکونت عینة الدراسة من (420) مشارکاً طبق علیهم المقاییس التالیة: مقیاس ما وراء المعرفة(MCQ-30) ، ومقیاس الضغط المدرک(PSS) ، ومقیاس القلق والاکتئاب فی المستشفیات(HADS)  ، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً بین ما وراء المعرفة وکل من الضغوط المدرکة والانفعال السلبى                        ( القلق والاکتئاب )، کما توصلت نتائج الدراسة أن ما وراء المعرفة قد توسطت العلاقة بین الضغوط المدرکة والانفعال السلبى( القلق والاکتئاب). وتُشیر النتائج الأولیة إلى أن الفروق الفردیة فی ما وراء المعرفة وثیقة الصلة بفهم العلاقة المستمرة بین الضغوط والانفعال السلبى.

          وهدفت دراسة(Gabrys et al,2018) إلى التحقق من العلاقة بین کل من السیطرة والمرونة المعرفیة والأعراض الاکتئابیة.تکونت عینة الدراسة من (302) طالباً، طبق على العینة مقیاس التحکم المعرفى والمرونة المعرفیة(CCFQ) ، ویقیس هذا المقیاس قدرة الفرد المتصورة على ممارسة السیطرة على الأفکار والانفعالات المتطفلة( السلبیة) غیر المرغوب فیها، وقدرته على مواجهة المواقف الضاغطة بمرونة. ویتکون هذا المقیاس من عاملین هما : التحکم المعرفى فی الانفعال ، التقییم والمواجهة الضاغطة بمرونة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ارتباط درجات هذا المقیاس مع الأعراض الاکتئابیة المرتفعة( بعد التحکم فی بعض المقاییس لمعرفة التحکم المعرفى وعدم المرونة مثال( مقیاس الاستجابة الاجتراریةRuminative Response Scale، ومقیاس التفکیر المصورPerseverative Thinking Questionnaire ) ، کما أکدت النتائج أن الدرجات المنخفضة على مقیاس التحکم المعرفى والمرونة ارتبطت سلبیاً بتقییم الضغط وبأعراض الاکتئاب الشدیدة.

          کما هدفت دراسة(Matthews et al,2017) إلى التعرف على دور العملیات والمیکانیزمات المعرفیة وعلاقتها بالصور اللاتکیفیة للکمالیة والضغوط النفسیة، وقد تم إعطاء أهمیة خاصة لدور التفکیر السلبى المتکرر(RNT) ، وکیف تتوسط هذه العملیة المعرفیة العلاقة بین الکمالیة والضغوط النفسیة.واقترح الباحثون نموذجاً معرفیاً متعدد المستویات المعرفیة تُفسر فیه المعتقدات ما وراء المعرفیة قیمة التفکیر السلبى المتکرر، والألیات المعرفیة المرتبطة بالکمالیة وعلاقتها بالاضطرابات الانفعالیة.

          وجاءت دراسة(Cichon et al,2017) إلى التحقق مما إذا کان القلق یتوسط العلاقة بین المعتقدات ما وراء المعرفیة السلبیة وأعراض الاکتئاب فی المواقف العادیة. تکونت عینة الدراسة من(208) مشارکاً، طبقت علیهم الأدوات التالیة: مقیاس ما وراء المعرفة(MCQ-30) ، ومقیاس قلق الحالة(STAI) ، ومقیاس بیک للاکتئاب(BDI). وأظهرت نتائج الدراسة أن المعتقدات الإیجابیة حول القلق، والمعتقدات السلبیة حول عدم القدرة على التحکم/الخطر، انخفاض الثقة المعرفیة، والمعتقدات السلبیة حول عدم القدرة على السیطرة على الأفکار، والوعى الذاتی المعرفى توسطت العلاقة بین القلق المتوسط والاکتئاب الشدید، کما أشارت نتائج تحلیل الوساطةMediation analysis إلى أن معتقدات الثقة المعرفیة فقط هی التی تؤثر بشکل مباشر على شدة الأعراض الاکتئابیة.

          وجاءت دراسة(Kim&Jun,2015) للتعرف على تأثیر ما وراء المعرفة الإیجابیة وما وراء المعرفة السلبیة على ضغوط العمل لدى عینة من طلاب بعض الجامعات الکوریة. تکونت عینة الدراسة من(87) طالباً، طبقت علیهم الأدوات التالیة: مقیاس ما وراء المعرفة، مقیاس ضغوط العمل، وقد أظهرت نتائج الدراسة ما یلى : تنبأت ما وراء المعرفة الإیجابیة والسلبیة بضغوط العمل بین الطلاب ، کانت ما وراء المعرفة الإیجابیة أقوى فی التنبؤ بالضغوط مقارنة بما وراء المعرفة السلبیة.

       وبحثت دراسة(Foumany et al,2014) العلاقة بین المعتقدات ما وراء المعرفیة Meta-cognitive beliefs وتقدیر الذات والصحة النفسیة لطلاب الجامعة. تکونت عینة الدراسة من (372) طالباً(203 ذکور، 169 إناث) تماختیارهم بالطریقة العشوائیة، وطبق على العینة الأدوات التالیة: مقیاس ماوراء المعرفة MCQ-30 لـــ(Cartwright&Wells) ، ومقیاس تقدیر الذات، ومقیاس الصحة النفسیة. وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطیة عکسیة دالة إحصائیاً بین المعتقدات ما وراء المعرفیة والصحة النفسیة لدى طلاب الجامعة.   

          وجاءت دراسة(Pizzagolli,2007) للکشف عن العلاقة بین الضغوط المدرکة وانعدام الشعور باللذة لدى ذوى اضطراب الاکتئاب، وتفترض تلک الدراسة أن الألیات الدقیقة التی تربط بین الضغوط وانعدام التلذذ anhedonia ، تکونت عینة الدراسة من مجموعتین : الأولى (88)، والثانیة (80)، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن الأفراد ذوى الدرجات المرتفعة على مقیاس الضغوط المدرکة قد أظهروا درجات مرتفعة على باقى المقاییس ( الاکتئاب، القلق ، والضغوط)، وتتفق هذه النتائج مع البیانات قبل الکلینیکیة فی تسلیط الضوء على الروابط بین انعدام الشعور باللذة ، کما تقدم رؤى واعدة فی الألیات المحتملة التی تربط بین الضغوط والاکتئاب.

فروض الدراسة:

1- یُمکن التنبؤ بالضغوط النفسیة المدرکة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة لدى عینة الدراسة.

2- یُمکن التنبؤ بالضغوط النفسیة المدرکة من خلال استراتیجیات التحکم فی الفکر لدى عینة الدراسة.

3- یُمکن التوصل إلى نموذج بنائى یُحدد طبیعة العلاقة بین الضغوط النفسیة المدرکة وبعض المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر.

منهج الدراسة:

          للإجابة عن أسئلة الدراسة والتحقق من صحة فروضها وتفسیر وتحلیل نتائجها        تم استخدام المنهج الوصفى التحلیلى، لأنه المنهج المناسب لطبیعة المتغیرات ولتحقیق          أهداف الدراسة.

عینة الدراسة:

          تم اختیار عینة الدراسة الاستطلاعیة بهدف التحقق من کفاءة أدوات الدراسة، وقد تکونت عینة الدراسة الاستطلاعیة قوامها (150) طالبة بالمستوى الخامس والسادس بکلیة البنات بجامعة الأمیر سطام ، وبمتوسط عمرى (19.23) وانحراف معیارى922.، وبلغت عینة الدراسة الأساسیة (200) طالبة وبمتوسط عمرى (19.27) وانحراف معیارى (965.)، تم احتیارها بالطریقة العشوائیة.

أدوات الدراسة:

مقیاس الضغوط النفسیة المدرکة:

The Psychological Perceived Stress Scale                      

أولاً: صدق مقیاس الضغوط المدرکة:

مقیاس الضغوط المدرکة(PSS) هو أداة تقییم الضغوط التقلیدیة، ولا تزال تلک الأداة التی تم تطویرها على ید Cohen عام 1983 خیاراً شائعاً لمساعدتنا فی فهم کیف تؤثر المواقف المختلفة على مشاعرنا وعلى ضغوطنا المدرکة. وفقرات هذا المقیاس العشرة تسأل عن مشاعر الفرد وأفکاره خلال الشهر الماضى. وقد وجد Cohen أن مجموعات الضغوط المرتفعة عادة ما تکون درجة ضغوطها حوالى 20 درجة على المقیاس.

1) صدق الاتساق الداخلی للمقیاس: Internal Consistency Validity

     للتحقق من مدى ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة للمقیاس، تم حساب معامل ارتباط بیرسون، بین درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة على المقیاس، ویوضح ذلک جدول رقم(1):

جدول رقم (1)

معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات مقیاس الضغوط المدرکة

الفقرات

الارتباط بالبعد

الفقرات

الارتباط بالبعد

1

0.433**

6

0.512**

2

0.486**

7

0.416**

3

0.483**

8

0.543**

4

0.435**

9

0.437**

5

0.467**

10

0.385**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع المقیاس، وهذا یعنی أن المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

2) الصدق البنائی للمقیاس: the construct validity of the scale:

أ‌-      التحلیل العاملی الاستکشافی:

للتحقق من صدق البناء للمقیاس تم استخدام التحلیل العاملی الاستکشافی حیث تم تطبیق المقیاس على عینة مکونة من 200طالبة، وتکون المقیاس من 10 فقرات، وقد تشبعت جمیع فقرات المقیاس على عامل واحد حیث کانت قیم تشبعاتها على هذا العامل تتراوح بین 0.399 إلى 0.707 مما یدل على صدق البناء للمقیاس ویوضح جدول رقم (2) نتائج التحلیل العاملی الاستکشافی للمقیاس:

جدول رقم (2)

نتائج التحلیل العاملی الاستکشافی لمقیاس الضغوط المدرکة

تشبعات فقرات المقیاس على العامل الأول

الفقرات

قیم التشبع

الفقرات

قیم التشبع

1

0.553

6

0.467

2

0.707

7

0.455

3

0.688

8

0.399

4

0.419

9

0.494

5

0.448

10

0.690

الجذر الکامن

2.960

نسبة التباین

29.597

ویتضح من الجدول السابق أن قیمة الجذر الکامن للعامل الأول بلغت 2.960 وبنسبة تباین قدرها 29.597%، مما یشیر إلى أن فقرات المقیاس تتشبع على بعد واحد وهذا یؤکد صدق البناء للمقیاس.

ب‌-    التحلیل العاملی التوکیدی:

للتحقق من الصدق البنائی construct validity لمقیاس الضغوط المدرکة تم استخدام التحلیل العاملی التوکیدی، وقد تم اختبار نموذج القیاس لمقیاس الضغوط المدرکة والذی یتکون من (10) فقرات ویوضح جدول رقم (3) قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس الضغوط المدرکة:

جدول رقم (3)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی

 لمقیاس الضغوط المدرکة

مؤشرات حُسن المطابقة

القیمة

کای تربیع

58.68

(درجات الحریة)

33

کای تربیع/ درجات الحریة

1.778

NFI

0.918

CFI

0.907

IFI

0.911

GFI

0.946

SRMR

0.063

RMSEA

0.058

ویتضح من الجدول السابق أن قیم مؤشرات حُسن المطابقة کانت جیدة وتقع ضمن الحدود المقبولة، مما یدل على مطابقة نموذج القیاس للبیانات الفعلیة، ویوضح جدول رقم (4) قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس الضغوط المدرکة وفقاً لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی:

جدول رقم (4)

قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس الضغوط المدرکة وفقا ًلنموذج التحلیل العاملی التوکیدی

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

1

0.573

0.083

7.62

6

0.523

0.076

3.42

2

0.367

0.078

4.59

7

0.451

0.075

3.10

3

0.644

0.079

7.38

8

0.677

0.071

9.23

4

0.392

0.079

3.70

9

0.724

0.079

9.95

5

0.384

0.085

4.90

10

0.480

0.080

6.26

جمیع قیم "z" الواردة بالجدول دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم التشبعات کانت أکبر من 0.3 ودالة إحصائیاً عند مستوى 0.01، مما یؤکد تحقق الصدق البنائی لمقیاس الضغوط المدرکة، ویوضح شکل(1) نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس الضغوط المدرکة:

 

شکل (1)

نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس الضغوط المدرکة

ثانیاً: ثبات مقیاس الضغوط المدرکة:

للاطمئنان على ثبات مقیاس الضغوط المدرکة تم استخدام معادلة سبیرمان -براون للتجزئة النصفیة ومعادلة ألفا کرونباخ، حیث تم تطبیق مقیاس الضغوط المدرکة على عینة استطلاعیة بلغ عددها (200) طالبة ، وتم حساب ثبات المقیاس باستخدام معادلة سبیرمان-براون للتجزئة النصفیة بلغت قیمته (0.762)، وبمعادلة ألفا کرونباخ بلغت قیمته (0.707) وهاتان القیمتان أکبر من (0.7) مما یدل على ثبات مقیاس الضغوط المدرکة.

2 مقیاس ما وراء المعرفة: Meta-Cognitoin Scale (MCS-30)

          قام بإعداد هذا المقیاس (Wells & Cartwright-Hatton, 1997). ویهدف هذا المقیاس إلى معرفة الفروق الفردیة بین الأفراد فى اختبار المعتقدات ما وراء المعرفیة           Meta-Cognitive beliefs. وتعتبر مراقبة المیول ذات أهمیة فى نموذج ما وراء المعرفة بشأن الاضطرابات النفسیة. ویحتوی هذا المقیاس على 30 عبارة، وقد تم إیجاد الصدق البنائى له بواسطة التحلیل العاملى الاستکشافى والتوکیدى Confirmatory and Exploratory factor analysis. وقد اقترحت النظریة ملاءمة خمسة عوامل للمقیاس الأصلى. وقد دعم التحلیل العاملى الاسستکشافى بنیة العوامل الخمس، حیث أصبح أکثر مطابقة مع الحل النهائى الذى تم الحصول علیه من الدراسات السابقة. والعوامل الخمس للمقیاس هى: الثقة المعرفیة Cognitive confidence، المعتقدات الإیجابیة عن القلق Positive beliefs about worry، الوعى الذاتى المعرفى Cognitive self-consciousness، المعتقدات السلبیة بشأن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار أو الخطر Negative beliefs about uncontrollability of thoughts and danger، والمعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فى الأفکار beliefs about need to control. وقد أظهر مقیاس ما وراء المعرفة MCS-30 اتساقاً داخلیاً جیداً، وثباتاً جیداً بطریقة إعادة تطبیق الاختبار. کما وجدت معاملات ارتباط جیدة بین ما وراء المعرفة ومقاییس القلق والتى قدمت تدعیماً إضافیاً لصدق المقیاس ولنظریة ما وراء المعرفة بشأن الأفکار المتطفلة. وتشرح الخصائص السیکومتریة لمقیاس ما وراء المعرفة MCS-30 أن هذه الأداة تُعد إضافة قیمة لقیاس وتقییم ما وراء المعرفة.

أولاً : صدق مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة:

1) صدق الاتساق الداخلی للمقیاس Internal Consistency Validity:

     للتحقق من مدى ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة للبعد الذی تقیسه، تم حساب معامل ارتباط بیرسون، بین درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه، وجاءت النتائج على النحو الموضح فی جدول رقم (5):

جدول رقم (5)

معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات المقیاس والدرجة الکلیة للبعد

الأبعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالمقیاس

الأبعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالمقیاس

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1

0.609

0.511

الثقة المعرفیة

24

0.594

0.579

7

0.528

0.455

26

0.627

0.563

10

0.449

0.358

29

0.428

0.431

19

0.519

0.361

المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار

6

0.476

0.414

23

0.545

0.444

13

0.598

0.634

28

0.648

0.407

20

0.577

0.489

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار / الخطر

2

0.494

0.409

22

0.487

0.383

4

0.536

0.391

25

0.475

0.392

9

0.431

0.387

27

0.525

0.457

11

0.557

0.519

الوعی الذاتی المعرفی

3

0.591

0.414

15

0.495

0.448

5

0.560

0.462

21

0.481

0.452

12

0.572

0.410

الثقة المعرفیة

8

0.642

0.541

16

0.533

0.437

14

0.648

0.526

18

0.496

0.454

17

0.612

0.541

30

0.534

0.437

جمیع قیم معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)

*دالة عند مستوى 0.05 **دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من جدول رقم(5) أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد على صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع أبعادها، کما تم حساب معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس کما هو موضح بجدول رقم(6):

جدول رقم(6)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس المعتقدات

 ما وراء المعرفیة

م

الأبعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة للمقیاس

1

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

0.534**

2

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر

0.626**

3

الثقة المعرفیة

0.356**

4

المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار

0.445**

5

الوعی الذاتی المعرفی

0.477**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول رقم(6) أن جمیع قیم معاملات الارتباط جاءت دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 ، مما یعنی أن الأبعاد تتسق مع الدرجة الکلیة على المقیاس ، وهذا یعنی أن المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

2) الصدق البنائی:

للتحقق من الصدق البنائی construct validity لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة تم استخدام التحلیل العاملی التوکیدی، وقد تم اختبار نموذج القیاس لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة ، ویتکون نموذج القیاس من خمسة أبعاد یتضمن کل بعد على 6 فقرات (المعتقدات الإیجابیة عن القلق ، المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر ، الثقة المعرفیة ، المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار ، الوعی الذاتی المعرفی) ، وبذلک فإن العدد الکلی للفقرات فی نموذج القیاس یکون مساویاً(30) فقرة، ویوضح جدول رقم(7) قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة:

جدول رقم (7)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس المعتقدات

 ما وراء المعرفیة

مؤشرات حسن المطابقة

القیمة

کای تربیع

747.46

(درجات الحریة)

395

کای تربیع/ درجات الحریة

1.892

NFI

0.939

CFI

0.903

IFI

0.913

GFI

0.916

SRMR

0.067

RMSEA

0.054

ویتضح من الجدول السابق أن قیم مؤشرات حُسن المطابقة کانت جیدة وتقع ضمن الحدود المقبولة ، مما یدل على مطابقة نموذج القیاس للبیانات الفعلیة، ویوضح جدول رقم(8) قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة وفقا لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی:

جدول رقم(8)

قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة وفقاً لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی

الابعاد

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

الابعاد

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1

0.435

0.073

5.42

الثقة المعرفیة

24

0.308

0.076

3.88

7

0.545

0.081

6.93

26

0.659

0.070

9.00

10

0.641

0.071

8.27

29

0.603

0.084

8.13

19

0.371

0.100

4.57

المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار

6

0.326

0.096

4.14

23

0.602

0.075

7.72

13

0.468

0.132

3.58

28

0.458

0.242

3.01

20

0.664

0.079

8.67

المعتقدات السلبیة

2

0.607

0.071

8.70

22

0.483

0.096

6.29

4

0.740

0.070

11.19

25

0.347

0.079

4.42

9

0.682

0.068

10.07

27

0.169

0.105

3.11

11

0.317

0.124

4.19

الوعی الذاتی المعرفی

3

0.304

0.074

3.36

15

0.694

0.070

10.29

5

0.331

0.080

4.00

21

0.641

0.070

9.30

12

0.330

0.087

3.99

الثقة المعرفیة

8

0.387

0.081

4.95

16

0.719

0.089

8.24

14

0.400

0.071

5.13

18

0.684

0.088

7.94

17

0.681

0.070

9.35

30

0.324

0.081

3.58

جمیع قیم "z" الواردة بالجدول دالة احصائیا عند مستوى 0.01

ویتضح من جدول رقم(8) أن جمیع قیم التشبعات کانت أکبر من 0.3 ودالة إحصائیاً عند مستوى 0.01، مما یؤکد تحقق الصدق البنائی لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة، ویُوضح شکل(2) نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة:

 

شکل (2)

نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة

ثانیاً : ثبات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة:

للاطمئنان على ثبات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة تم استخدام معادلة سبیرمان-براون للتجزئة النصفیة ومعادلة ألفا کرونباخ، حیث تم تطبیق مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة على عینة استطلاعیة قدرها (200) طالبة ، وتم حساب ثبات المقیاس باستخدام معادلة سبیرمان-براون للتجزئة النصفیة ومعادلة ألفا کرونباخ کما هو موضح فی جدول(9) التالی:

جدول رقم(9)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة والدرجة الکلیة

م

الابعاد

معامل الثبات

ألفا کرونباخ

التجزئة النصفیة

1

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

0.762

0.840

2

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فى الأفکار / الخطر

0.783

0.743

3

الثقة المعرفیة

0.832

0.852

4

المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فى الأفکار

0.744

0.788

5

الوعى الذاتى المعرفى

0.712

0.788

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.755

0.834

ویتضح من الجدول رقم(9) أن قیم معاملات الثبات کانت جمیعها أکبر من (0.7) مما یدل على ثبات مقیاس المعتقدات ما وراء المعرفیة.

3- مقیاس التحکم فی الفکر: Thought Control Scale

          قام کل (Wells & Davies, 1994) بإعداد مقیاس التحکم فى الفکر (TCS). ویُعتبر هذا المقیاس أحد أدوات التقریر الذاتى التى تقیس الاستراتیجیات التى یستخدمها الأفراد للتوافق مع الأفکار غیر المرغوبة. ویتکون هذا المقیاس من 30 عبارة ، تم توزیعها تحت خمسة أبعاد هى : التشویش Distraction ، العقاب Punishment ، القلق Worry ، التحکم الاجتماعى Social control ، إعادة التقییم Reappraisal. وتتراوح الدرجات فى کل بعد من (6-24). ویتمتع هذا المقیاس بدرجة مناسبة من الاتساق الداخلى حیث تراوحت معاملات ألفا بین الأبعاد من 0.64 إلى 0.83.

أولاً: صدق مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر:

1) صدق الاتساق الداخلی للمقیاس Internal Consistency Validity:

للتحقق من مدى ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة للبعد الذی تقیسه، تم حساب معامل ارتباط بیرسون، بین درجة کل فقرة مع الدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه، کما هو موضح فی جدول(10) :

جدول (10)

معامل ارتباط بیرسون بین کل فقرة من فقرات المقیاس والدرجة الکلیة للبعد

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالمقیاس

الابعاد

الفقرات

الارتباط بالبعد

الارتباط بالمقیاس

التشویش

1

0.674

0.645

القلق

24

0.548

0.419

7

0.617

0.530

26

0.620

0.547

10

0.617

0.414

29

0.622

0.483

19

0.608

0.551

العقاب

6

0.504

0.456

23

0.593

0.453

13

0.664

0.420

28

0.439

0.366

20

0.617

0.535

التحکم الاجتماعی

2

0.445

0.379

22

0.573

0.418

4

0.539

0.441

25

0.610

0.495

9

0.608

0.449

27

0.632

0.386

11

0.603

0.455

إعادة التقییم

3

0.534

0.402

15

0.497

0.407

5

0.532

0.460

21

0.664

0.465

12

0.591

0.571

القلق

8

0.547

0.427

16

0.601

0.599

14

0.582

0.491

18

0.512

0.496

17

0.498

0.344

30

0.685

0.522

جمیع قیم معاملات الارتباط الواردة بالجدول دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذی یؤکد صدق الاتساق الداخلی للفقرات مع أبعادها، کما تم حساب معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر کما هو موضح بجدول (11) التالی:

جدول (11)

معاملات ارتباط بیرسون بین درجات الأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس

م

الابعاد

الارتباط بالدرجة الکلیة للمقیاس

1

التشویش

0.482**

2

التحکم الاجتماعی

0.352**

3

القلق

0.402**

4

العقاب

0.562**

5

إعادة التقییم

0.548**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من جدول(11) أن جمیع قیم معاملات الارتباط کانت دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 مما یعنی أن الأبعاد تتسق مع الدرجة الکلیة على المقیاس ، وهذا یعنی أن المقیاس بوجه عام صادق ویمکن الاعتماد علیه.

2) الصدق البنائی:

للتحقق من الصدق البنائی construct validity لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر تم استخدام التحلیل العاملی التوکیدی، وقد تم اختبار نموذج القیاس لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر ویتکون نموذج القیاس من خمسة أبعاد، یتکون کل بعد من 6 فقرات                (التشویش، التحکم الاجتماعی ، القلق ، العقاب ، إعادة التقییم) وبذلک فإن العدد الکلی للفقرات فی نموذج القیاس یکون مساویاً 30 فقرة، ویوضح جدول(12) التالی قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر:

جدول (12)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس

استراتیجیات التحکم فی الفکر

مؤشرات حسن المطابقة

القیمة

کای تربیع

727.502

(درجات الحریة)

395

کای تربیع/ درجات الحریة

1.842

NFI

0.928

CFI

0.936

IFI

0.947

GFI

0.949

SRMR

0.065

RMSEA

0.072

ویتضح من جدول(12) أن قیم مؤشرات حُسن المطابقة کانت جیدة وتقع ضمن الحدود المقبولة مما یدل على مطابقة نموذج القیاس للبیانات الفعلیة، ویوضح جدول (13) قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر وفقاً لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی:

جدول (13)

قیم التشبعات ودلالتها الإحصائیة لفقرات مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر

وفقاً لنموذج التحلیل العاملی التوکیدی

الابعاد

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

الابعاد

الفقرات

التشبعات

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

التشویش

1

0.32

0.071

4.13

القلق

22

0.54

0.081

6.88

9

0.45

0.072

6.01

24

0.41

0.075

5.15

16

0.75

0.088

10.65

26

0.38

0.144

3.47

19

0.57

0.070

7.72

العقاب

2

0.36

0.076

4.60

21

0.44

0.081

5.86

6

0.52

0.071

7.00

30

0.32

0.078

4.08

11

0.59

0.075

8.17

التحکم الاجتماعی

5

0.34

0.088

4.31

13

0.72

0.073

10.24

8

0.54

0.075

7.12

15

0.39

0.087

5.06

12

0.73

0.101

9.61

28

0.48

0.081

6.35

17

0.51

0.081

5.02

إعادة التقییم

3

0.36

0.069

4.34

25

0.37

0.075

7.06

10

0.33

0.081

3.96

29

0.45

0.076

4.17

14

0.35

0.087

3.03

القلق

4

0.41

0.068

5.04

20

0.32

0.105

3.87

7

0.56

0.081

7.18

23

0.39

0.080

4.72

18

0.44

0.084

5.48

27

0.54

0.081

6.56

جمیع قیم "z" الواردة بالجدول دالة احصائیا عند مستوى 0.01

ویتضح من جدول (13) أن جمیع قیم التشبعات کانت أکبر من 0.3 ودالة إحصائیاً عند مستوى 0.01، مما یؤکد تحقق الصدق البنائی لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر، ویوضح شکل(3) التالی نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر:

 

شکل (3)

نموذج التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر

ثانیاً: ثبات مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر:

للاطمئنان على ثبات مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر تم استخدام معادلة سبیرمان-براون للتجزئة النصفیة ومعادلة ألفا کرونباخ، حیث تم تطبیق مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر على عینة استطلاعیة قوامها(200) طالبة ، وتم حساب ثبات المقیاس باستخدام معادلة سبیرمان-براون للتجزئة النصفیة ومعادلة الفا کرونباخ کما هو موضح  فی جدول (14) التالی:

جدول (14)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر والدرجة الکلیة

م

الأبعاد

معامل الثبات

ألفا کرونباخ

التجزئة النصفیة

1

التشویش

0.726

0.737

2

التحکم الاجتماعی

0.742

0.800

3

القلق

0.714

0.748

4

العقاب

0.725

0.757

5

إعادة التقییم

0.757

0.799

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.712

0.771

ویتضح من جدول(14) أن قیم معاملات الثبات کانت جمیعها أکبر من (0.7) مما یدل على ثبات مقیاس استراتیجیات التحکم فی الفکر.

نتائج الدراسة وتفسیرها :

نتائج الفرض الأول وتفسیرها:

وینص الفرض الأول على انه " یُمکن التنبؤ بالضغوط النفسیة المدرکة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة لدى عینة الدراسة" وللتحقق من صحة هذا الفرضتم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد وذلک باعتبار ان الضغوط النفسیة متغیر تابع والمعتقدات ما وراء المعرفیة متغیرات مستقلة، وتم اجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى ثلاثة نماذج للانحدار کما هو موضح فی جدول (17) التالی:

جدول (17)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالضغوط النفسیة من خلال المعتقدات

ما وراء المعرفیة

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

26.02

1.17

 

26.59**

 

22.34**

0.344

 

0.118

 

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر

0.40

0.08

0.34

5.16**

2

ثابت الانحدار

23.88

1.39

 

17.43**

 

17.19**

0.388

 

0.150

 

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر

0.34

0.08

0.29

4.28**

الثقة المعرفیة

0.23

0.09

0.19

2.72**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من جدول (17) ما یلی: یتم قبول النموذج الثانی حیث إنه یتضمن تحسناً مقبولاً فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج الأول، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الثانی 17.43 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.388 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید)       R2 0.150 أی أن المتغیرات المستقلة (المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر، الثقة المعرفیة) فی النموذج الثانی تُفسر نسبة 15.0% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (الضغوط النفسیة)، ومن ثم یمکن القول بأن المتغیرات (المعتقدات الإیجابیة عن القلق، المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار، الوعی الذاتی المعرفی) لا تُسهم إسهاماً دالاً فی التنبؤ بالضغوط النفسیة لدى عینة الدراسة.

ولعل نتیجة هذا الفرض تتفق مع ما ذکرهWegner (1988) من أن التحکم العقلى یبدأ بقدرتنا على التحکم فی ترکیز انتباهنا( الثقة المعرفیة). فالجهد المبذول للانتباه هو الإرادة الرئیسة، وهذا یعنى أنه یُمکن للمرء القیام بعمل ما عن طریق توجیه انتباهه نحو فکرة الفعل، وینظر إلى التحکم العقلى على أنه الخطوة الأولى نحو قوة الإرادة، وبالتالی تُمثل تلک الخطوة مفتاحاً لأى نوع من التحکم ندعى أننا نمتلکه، فکى نتحکم فی أحلامنا أو انفعالاتنا أو إدماننا أو رغباتنا یجب علینا أولاً التحکم فی انتباهنا، وتتفق مع نتائج تحلیل الانحدار لدراسة           Foumany et al(2014) التی أظهرت أن حوالى 30% من التباین فی الصحة النفسیة للطلاب یمکن تفسیره من خلال متغیرى المعتقدات ما وراء المعرفیة وتقدیر الذات ، کما أکدت أنه یمکن التنبؤ بالصحة النفسیة من خلال المعتقدات ما وراء المعرفیة، ومع نتائج دراسة Esin(2007) التی أکدت أن ما وراء المعرفة تنبأت بأعراض القلق والاکتئاب، کما تنبأت المستویات العلیا من المعتقدات السلبیة حول القلق بزیادة أعراض القلق والاکتئاب، کما تفاعلت المستویات الأعلى من الثقة المعرفیة مع مستویات أعلى من المتاعب الیومیة للتنبؤ بارتفاع درجات القلق. واتفقت نتائج دراسةCichon et al(2017)  جزئیا مع نتائج الفرض الثالث ، حیث أکدت أن المعتقدات الإیجابیة حول القلق، والمعتقدات السلبیة حول عدم القدرة على التجکم فی الأفکار/الخطر ، وانخفاض الثقة المعرفیة، والمعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار والوعى الذاتی المعرفى توسطت العلاقة بین القلق المتوسط والاکتئاب، کما أشارت النتائج إلى أن معتقدات الثقة المعرفیة تؤثر بشکل مباشر على شدة الأعراض الاکتئابیة.

نتائج الفرض الثانى وتفسیرها:

وینص الفرض الثانى على أنه " یُمکن التنبؤ بالضغوط النفسیة المدرکة من خلال استراتیجیات التحکم فى الفکر لدى عینة الدراسة". وللتحقق من صحة هذا الفرضتم استخدام تحلیل الانحدار الخطی المتعدد، وذلک باعتبار أن الضغوط النفسیة متغیر تابع          واستراتیجیات التحکم فی الفکر متغیرات مستقلة، وتم إجراء تحلیل الانحدار المتعدد المتدرج Stepwise Multiple Linear Regression وتم التوصل إلى ثلاثة نماذج للانحدار کما هو موضح فی جدول (18) التالی:

جدول (18)

نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتدرج للتنبؤ بالضغوط النفسیة من خلال استراتیجیات التحکم فی الفکر

النموذج

المتغیرات

معامل الانحدار الغیر معیاری

معامل الانحدار المعیاری

قیمة "ف"

قیمة "ت"

قیمة R

قیمة R2

القیمة

الخطأ المعیاری

1

ثابت الانحدار

27.10

1.48

 

10.61**

 

18.28**

0.226

 

0.051

 

التحکم الاجتماعی

0.28

0.086

0.23

3.26**

2

ثابت الانحدار

25.68

1.61

 

7.691**

 

15.92**

0.269

 

0.072

 

التحکم الاجتماعی

0.24

0.088

0.19

2.67**

القلق

0.18

0.086

0.15

2.14*

**دالة عند مستوى 0.01 *دالة عند مستوى 0.05

ویتضح من جدول (18) ما یلی: یتم قبول النموذج الثانی حیث إنه یتضمن تحسناً مقبولاً فی قیمة معامل الارتباط المتعدد R مقارنة بالنموذج الأول، وقد بلغت قیمة "ف" لنموذج الانحدار الثانی 7.69 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.01، وبلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد R 0.269 وبلغت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد (معامل التحدید) R2 0.072 أی أن المتغیرات المستقلة (التحکم الاجتماعی، القلق) فی النموذج الثانی تُفسر نسبة 7.2% من التباین الکلی فی المتغیر التابع (الضغوط النفسیة). وتبین النتائج أن المتغیرات التالیة: (التشویش، العقاب، إعادة التقییم) لا تُسهم إسهاماً دالاً فی التنبؤ بالضغوط النفسیة لدى عینة الدراسة.

          وتتفق نتیجة هذا الفرض مع دراسةGabrys et al (2018) والتی أظهرت نتائجها ارتباط درجات العینة على مقیاس السیطرة المعرفیة والمرونة بتقییم الضغط بصورة سلبیة، کما ارتبطت الدرجات المنخفضة على مقیاس السیطرة المعرفیة والمرونة مع أعراض الاکتئاب. کما تتفق نتیجة هذا الفرض التی توصلت إلى أن استراتیجیات ( التشویش ، العقاب ، وإعادة          التقییم ) لم تتنبأ بالضغوط المدرکة مع ما ذکره Wegner ، حیث یرى أن التحکم العقلى Mental Control والتحکم الانتباهى Attention Control  عملیتان مترابطتان. ویبدو أن فعل الترکیز یستتبع قمعاًSuppression  متزامناً. فالترکیز على العنصر A  یعتمد على الانتباه المکبوت للعناصر الموجودة ما عدا العنصرA . وهذه هی المشکلة الکلاسیکیة التی تعالجها نظریات ترشیح وتنقیة الانتباهFilter Theories of Attention  . وکقاعدة عامة ، فقد أکد المنظرون أنه یجب علینا أن نتعرف على کیفیة معالجة المعلومات التی لا نراعیها بوعى، على الأقل إلى الحد الأدنى ، خاصة إذا کان ذلک  یقتصر على تصفیة أو تنحیة تلک المعلومات خارج الوعى.فالنشاط ( الترکیز والقمع Concentration and Suppression ) یجعل التحکم العقلى جانباً رئیساً من ما وراء المعرفة.

          وقد اتفقت نتائج هذا الفرض جزئیاً مع ما طرحته کثیر من الأدبیات النظریة عن الضغوط النفسیة. فالأفراد ذوو الضغوط النفسیة لا یستخدمون استراتیجیات التحکم التکیفیة کالتشویش وإعادة التقییم، وهى استراتیجیات ناجحة فی مواجهة وإدارة أسباب الضغوط.وهذا ما توصلت إلیه نتیجة الفرض الرابع. کما تعارضت نتیجة الفرض منطقیاً فی التوصل إلى أن استراتیجیة العقاب ( استراتیجیة لا تکیفیة) التی یمیل إلى استخدامها معظم من یعانون من اضطرابات القلق والاکتئاب والوساوس والضغوط بأنها لم تتنبأ بالضغوط ، وأیضاً جاءت نتیجة الفرض الرابع محیرة ومفاداها أن استراتیجیة التحکم الاجتماعى (وهى استراتیجیة تکیفیة یمیل الفرد إلى استخدامها عندما یواجه مواقف ضاغطة وصعبة یفشل فی التعامل معها فبدلاً من الکبت والحزن والانسحاب یُعید توازنه مرة أخرى وینفس بها عن مشاعره مع شخص أخر یمیل إلى الحدیث معه ، وکأنه نوع من الطرح ) تنبأت أیضاً بالضغوط ، وربما هذا یحدث مع کثیر من الحالات التی تعانى ضغوطاً شدیدة ولا تستطیع التعامل معها ومواجهتها.  

نتائج الفرض الثالث وتفسیرها:

وینص الفرض الثالث على أنه "یُمکن التوصل إلى نموذج بنائی یُحدد طبیعة العلاقة بین الضغوط النفسیة وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر"

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام النمذجة بالمعادلات البنائیة ، حیث تم بناء نموذج للعلاقة بین الضغوط النفسیة (کمتغیر تابع) وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر (کمتغیرات مستقلان) کما هو موضح بشکل(4) التالی:

 

شکل (4)

النموذج البنائی للعلاقات بین الضغوط النفسیة المدرکة وکل من المعتقدات ما وراء المعرفیة واستراتیجیات التحکم فی الفکر

وقد تم التحقق من مطابقة النموذج السابق وذلک باستخدام برنامج Amos v20 وحقق النموذج مطابقة مقبولة ویوضح جدول(19) قیم مطابقة النموذج البنائی:

جدول (19)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة للنموذج البنائی

مؤشرات حُسن المطابقة

القیمة

کای تربیع

81.258

(درجات الحریة)

40

کای تربیع/ درجات الحریة

2.03

NFI

0.951

CFI

0.952

IFI

0.966

GFI

0.966

SRMR

0.077

RMSEA

0.073

     ویلاحظ من جدول(19) أن قیمة (کای تربیع/درجات الحریة) کانت مساویة (2.03) وهی قیمة أقل من(3)، کما أن قیم (NFI، CFI، IFI، GFI) کانت مساویة (0.951، 0.952، 0.966،0.966)على الترتیب وجمیعها قیم أکبر من (0.95)، وبلغت قیمة SRMR (0.077) وقیمة (RMSEA) (0.073) وهی قیمة أقل من(0.08)،ومما سبق یتضح أن مؤشرات حُسن المطابقة للنموذج کانت مقبولة مما یدل على صحة النموذج وتطابقه مع بیانات عینة الدراسة، وقد تم تقدیر القیم المعیاریة للمسارات المتضمنة فی النموذج البنائی کما هو موضح فی جدول(20):

جدول (20)

القیم المعیاریة للمسارات المتضمنة فی النموذج البنائی

المتغیرات

معاملات المسار

الخطأ المعیاری

قیمة "z"

القیمة الغیر معیاریة

القیمة المعیاریة

استراتیجیات التحکم فی الفکر

 

التشویش

0.956

0.355

0.288

3.319**

 

التحکم الاجتماعی

1.787

0.484

0.269

6.630**

 

القلق

2.167

0.573

0.269

8.047**

 

العقاب

2.636

0.685

0.264

9.978**

 

إعادة التقییم

2.111

0.647

0.227

9.317**

المعتقدات ما وراء المعرفیة

 

المعتقدات الإیجابیة عن القلق

1.891

0.395

0.371

5.103**

 

المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار / الخطر

2.462

0.630

0.273

9.034**

 

الثقة المعرفیة

1.267

0.344

0.277

4.573**

 

المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار

2.431

0.710

0.240

10.143**

 

الوعی الذاتی المعرفی

1.111

0.331

0.253

4.383**

استراتیجیات التحکم فی الفکر

 

الضغوط النفسیة

3.048

0.189

0.774

3.938**

المعتقدات ما وراء المعرفیة

 

الضغوط النفسیة

5.498

0.305

0.762

7.215**

**دالة عند مستوى 0.01

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم "z" کانت دالة عند مستوى 0.01، کما یلاحظ وجود تأثیر دال إحصائیاً عند مستوى (0.01) لکل من استراتیجیات التحکم فی الفکر والمعتقدات ما وراء المعرفیة على الضغوط النفسیة، حیث بلغت القیمة المعیاریة لتأثیر استراتیجیات التحکم فی الفکر والمعتقدات على الضغوط النفسیة (0.189) وبلغت القیمة المعیاریة لتأثیر المعتقدات ما وراء المعرفیة على الضغوط النفسیة (0.305)، ویوضح شکل (5) النموذج البنائی متضمناً القیم المعیاریة للمسارات بین المتغیرات:

 

شکل (5)

النموذج البنائی متضمناً القیم المعیاریة للمسارات بین المتغیرات

          وبالنظر إلى القیم المعیاریة لاستراتیجیات التحکم فی الفکر التکیفیة واللاتکیفیة(التشویش، التحکم الاجتماعى، القلق، العقاب،إعادة التقییم)، والقیم المعیاریة للمعتقدات ما وراء المعرفیة الإیجابیة والسلبیة( المعتقدات الإیجابیة عن القلق، المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار/الخطر، الثقة المعرفیة، المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار، والوعى الذاتی المعرفى) والمتضمنة فی النموذج البنائى الذى یحدد طبیعة المسارات الدالة بین هذه المتغیرات المستقلة السابقة والمتغیر التابع وهو ( الضغوط النفسیة المدرکة). فقد جاءت القیم المعیاریة لاستراتیجیات التحکم فی الفکر التکیفیة واللاتکیفیة مرتبة کالتالى :         ( العقاب0.685 ، إعادة التقییم 0.647 ، القلق 0.573 ، وأخیراً جاءت استراتیجیتى التحکم الاجتماعى والتشویش فی المرکز الأخیر0.484 ، 0.355) ، وبهذا أظهرت نتائج تحلیل المسار أن استراتیجیات التحکم فی الفکر اللاتکیفیة( کالقلق والعقاب ) هی الأکثر تأثیراً فی الضغوط المدرکة.

          کما جاءت القیم المعیاریة للمعتقدات ما وراء المعرفیة المتضمنة فی نموذج الضغوط النفسیة مرتبة کالتالى( المعتقدات بشأن الحاجة للتحکم فی الأفکار0.710 ، المعتقدات السلبیة عن عدم القدرة على التحکم فی الأفکار/الخطر0.63، المعتقدات الإیجابیة بشأن القلق40. ، وأخیراً جاءت الثقة المعرفیة والوعى الذاتی المعرفى 0.34 ، 0.33)، وتبین هذه النتیجة أن معتقدات الفرد بشأن حاجته الماسة والملحة للتحکم فی أفکاره، ومعتقداته السلبیة المستقبلیة عن عدم قدرته وعجزه عن التحکم فی أفکاره أو إیقاف الخطر المترتب على إلحاحها ونشاطها هی المعتقدات الأکثر تأثیراً أو الأسباب الرئیسة فی حدوث الضغوط المدرکة بل واستمرارها. وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره Foumany et al(2014) الذى یعتبرالمعتقدات ما وراء المعرفیة واحداً من العوامل الفعالة فی الصحة النفسیة، ویمکن أن تکون مؤشر عام للثقة.فمع إعادة إصلاح وتعدیل المعتقدات ما وراء المعرفیة اللاتکیفیة التی زادت من الأفکار السلبیة، وتعدیل الطرق اللاتکیفیة فی التفکیر یمکن أن نساعد طلاب الجامعة على إدارة ومواجهة الضغوط النفسیة بل وتحسین وتدعیم الصحة النفسیة لدیهم.   

 

المراجـــــــــــــــــــــع

أولاً: المراجع باللغة العربیة :

أبوحسونة، نشأت محمود(2017).الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصحة النفسیة لدى الطالبات المتزوجات فی جامعة إربد الأهلیة.المجلة الدولیة للبحوث فی التربیة وعلم النفس،  5(2)، 315-346.

الحمد، نایف(2003).الضغوط النفسیة التی تواجه طالبات کلیة إربد الجامعیة فی ضوء         بعض المتغیرات.مجلة العلوم التربویة والنفسیة بالسعودیة،14(3) ، 129-154.

قریطع، فراس(2017).الضغوط النفسیة لدى المعلمین وعلاقتها بالرضا عن الحیاة.المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة، (4) ، 475-486 .

قماز، فریدة (2011). التفکیر ما وراء المعرفى وتفسیر السلوک المرضى ، مجلة دراسات نفسیة وتربویة ، جامعة فرحات عباس- سطیف- العدد 6 ، 211- 248 .

محمود، حنان حسین(2016). التنظیم الانفعالى والمعتقدات ما وراء المعرفیة وعلاقتها بقلق الامتحان لدى عینة من طالبات المرحلة الجامعیة. مجلة العلوم التربویة ، العدد الرابع، الجزء الأول ، 9-65 .

 

ثانیاً: المراجع باللغة الأجنبیة:

Aithken, C&Schloss. (1994). Occupational stress and burnout among staff working with people with ID. Behavioral Interventio,9(1),225-234.

Anderson, R., Capobian, L., Fisher, P., Reeves, D., Heal, C., FaiJa, C., Gaffney, H., & Wells, A. (2019). Testing relationships between metacognitive beliefs, anxiety and depression in cardiac and cancer patients: Are they transdiagnostic 2. Journal of Psychosomatic Research. available att:// doi.org/10.1016/j.jpsychores.  

Cohen, s., Lanicki-Deverts., & Miller, G. (2007). Psychological stress and disease. JAMA,298(4),1685-1687.

Deasy, C., Coughlan, B., Pironom, J., Jourdan, D., &Mannix-Mc Namara, P. (2014). Psychological distress coping amongst higher education students: Amixed method enquiry.http://Ulir.Ul.ie.

Foumany, G., Salehi, J., & Ifaei, F. (2014). The relationship between metacognition, mental health and self-esteem in students.J. APPI.Environ. Biol.Sci,4(3),61-67.

Gabrys, R., Tabri, N., Anisman, H., & Matheson.K.(2018). Cognitive control and flexibility in the context of stress and depressive symptoms: The cognitive control and flexibility questionnaire. Frontiers in Psychology.Availlable att:doi:10.3389/Fpsyg.

Kim, Y., & Jun, Y. (2015). The role of positive metacognition and negative metacognition in employment stress among college students. International Conference on Studies in Humanities and Social Sciences(ICSHSS 15) July 29-30,Phuket(Thailand).

Klein, E., Brahler, E., Dreier, M., Reinecke, L., Muller, K., Schmutzer, G., Wolfling, K., & Beutel, M.(2016). The german version of the perceived stress scale-psychometric characteristics in a representative german community sample.BMC Psychiatry, DoI 10.1186/s12888-016-0875-9.

Macedo, A., Marques, M., & Pereira, T. (2014). Perceptionism and psychological distress: A review of the cognitive factors. International Journal of Clinical Neurosciences and Mental Health, 39, 1-6.

Moatamedi, A., Borjali, A., Sohrabi-Asmarodi, F., Delavar, A., & Tangestain, Y. (2018). Prediction of Psychological disorders based on metacognitive components in the elderly of Tehran.Int J Behav Sci.12(3),108-113.

 Oksanen, A., Laimi, K., Bjorklund, K., Loyttyniemi, E., & Kunttu, K. (2017). A 12-Year trend of psychological distress: National study of finnish University students. Cent Eur J Public Health, 25(2), 113-119.

Pizzagalli, A., Bogdan, R., Kyle, G., & Allison, L. (2007). Increased perceived stress is associated with blunted hedonic capacity: Potential implications for depression research. Behaviour Research and Therapy,45(11),2242-2753.

Spada, M ., Nikcevic,A ., Moneta, G ., & Wells, A.(2008). Metacognition, perceived stress,and negative emotion. Personality and Individual Differences. 44,1172-1181.

Stallman, H. (2008). Prevalence of psychological distress in university students: Implications for service delivery. Australian Family physican.37(8), 673-677.

Wegner, D.(1988).Stress and mental control.Handbook of life stress,cognition and Health, Edited by S.Fisher and J.Reason.John Wiley&SonsLtd.

Wells, A. & Purdon, C. (1999). Metacognition and cognitive-behaviour therapy: a special issue. Clinical psychology and psychotherapy, 6, 71-72.

Wells, A. (2000). Emotional disorders and Metacognition. Innovative cognitive therapy. Chichester, UK Wiley.

Wells,A.(2009).Metacognitive therapy for anxiety and depression.London,UK:Guilford.

Wenzlaff, R.(1998). Depression and mental control: The resurgence of unwanted negative thoughts. Journal of Personality and Social Psychology.55(6), 882-892.

 

 

 
المراجـــــــــــــــــــــع
أولاً: المراجع باللغة العربیة :
أبوحسونة، نشأت محمود(2017).الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصحة النفسیة لدى الطالبات المتزوجات فی جامعة إربد الأهلیة.المجلة الدولیة للبحوث فی التربیة وعلم النفس،  5(2)، 315-346.
الحمد، نایف(2003).الضغوط النفسیة التی تواجه طالبات کلیة إربد الجامعیة فی ضوء         بعض المتغیرات.مجلة العلوم التربویة والنفسیة بالسعودیة،14(3) ، 129-154.
قریطع، فراس(2017).الضغوط النفسیة لدى المعلمین وعلاقتها بالرضا عن الحیاة.المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة، (4) ، 475-486 .
قماز، فریدة (2011). التفکیر ما وراء المعرفى وتفسیر السلوک المرضى ، مجلة دراسات نفسیة وتربویة ، جامعة فرحات عباس- سطیف- العدد 6 ، 211- 248 .
محمود، حنان حسین(2016). التنظیم الانفعالى والمعتقدات ما وراء المعرفیة وعلاقتها بقلق الامتحان لدى عینة من طالبات المرحلة الجامعیة. مجلة العلوم التربویة ، العدد الرابع، الجزء الأول ، 9-65 .
 
ثانیاً: المراجع باللغة الأجنبیة:
Aithken, C&Schloss. (1994). Occupational stress and burnout among staff working with people with ID. Behavioral Interventio,9(1),225-234.
Anderson, R., Capobian, L., Fisher, P., Reeves, D., Heal, C., FaiJa, C., Gaffney, H., & Wells, A. (2019). Testing relationships between metacognitive beliefs, anxiety and depression in cardiac and cancer patients: Are they transdiagnostic 2. Journal of Psychosomatic Research. available att:// doi.org/10.1016/j.jpsychores.  
Cohen, s., Lanicki-Deverts., & Miller, G. (2007). Psychological stress and disease. JAMA,298(4),1685-1687.
Deasy, C., Coughlan, B., Pironom, J., Jourdan, D., &Mannix-Mc Namara, P. (2014). Psychological distress coping amongst higher education students: Amixed method enquiry.http://Ulir.Ul.ie.
Foumany, G., Salehi, J., & Ifaei, F. (2014). The relationship between metacognition, mental health and self-esteem in students.J. APPI.Environ. Biol.Sci,4(3),61-67.
Gabrys, R., Tabri, N., Anisman, H., & Matheson.K.(2018). Cognitive control and flexibility in the context of stress and depressive symptoms: The cognitive control and flexibility questionnaire. Frontiers in Psychology.Availlable att:doi:10.3389/Fpsyg.
Kim, Y., & Jun, Y. (2015). The role of positive metacognition and negative metacognition in employment stress among college students. International Conference on Studies in Humanities and Social Sciences(ICSHSS 15) July 29-30,Phuket(Thailand).
Klein, E., Brahler, E., Dreier, M., Reinecke, L., Muller, K., Schmutzer, G., Wolfling, K., & Beutel, M.(2016). The german version of the perceived stress scale-psychometric characteristics in a representative german community sample.BMC Psychiatry, DoI 10.1186/s12888-016-0875-9.
Macedo, A., Marques, M., & Pereira, T. (2014). Perceptionism and psychological distress: A review of the cognitive factors. International Journal of Clinical Neurosciences and Mental Health, 39, 1-6.
Moatamedi, A., Borjali, A., Sohrabi-Asmarodi, F., Delavar, A., & Tangestain, Y. (2018). Prediction of Psychological disorders based on metacognitive components in the elderly of Tehran.Int J Behav Sci.12(3),108-113.
 Oksanen, A., Laimi, K., Bjorklund, K., Loyttyniemi, E., & Kunttu, K. (2017). A 12-Year trend of psychological distress: National study of finnish University students. Cent Eur J Public Health, 25(2), 113-119.
Pizzagalli, A., Bogdan, R., Kyle, G., & Allison, L. (2007). Increased perceived stress is associated with blunted hedonic capacity: Potential implications for depression research. Behaviour Research and Therapy,45(11),2242-2753.
Spada, M ., Nikcevic,A ., Moneta, G ., & Wells, A.(2008). Metacognition, perceived stress,and negative emotion. Personality and Individual Differences. 44,1172-1181.
Stallman, H. (2008). Prevalence of psychological distress in university students: Implications for service delivery. Australian Family physican.37(8), 673-677.
Wegner, D.(1988).Stress and mental control.Handbook of life stress,cognition and Health, Edited by S.Fisher and J.Reason.John Wiley&SonsLtd.
Wells, A. & Purdon, C. (1999). Metacognition and cognitive-behaviour therapy: a special issue. Clinical psychology and psychotherapy, 6, 71-72.
Wells, A. (2000). Emotional disorders and Metacognition. Innovative cognitive therapy. Chichester, UK Wiley.
Wells,A.(2009).Metacognitive therapy for anxiety and depression.London,UK:Guilford.
Wenzlaff, R.(1998). Depression and mental control: The resurgence of unwanted negative thoughts. Journal of Personality and Social Psychology.55(6), 882-892.