مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأکاديمية في جامعة الطائف

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط المشارک قسم القيادة والسياسات التعليمية - کلية التربية – جامعة الطائف

المستخلص

ملخص
هدفت الدراسة التعرف على درجة توافر مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأکاديمية في جامعة الطائف، من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، والکشف عن الفروق ذات الدلالة بين استجابات العينة حول درجة توافرها. وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي، والاستبانة کأداة تضمنت (60) عبارة موزعة على أربع أبعاد (مهارات)، وبعد التأکد من صدقها وثباتها طبقت على عينة عشوائية بسيطة من (243) عضو هيئة تدريس في جامعة الطائف يشکلون (16%) من المجتمع الکلي. وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية: أن درجة توافر مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأکاديمية في جامعة الطائف متوسطة، وبمتوسط حسابي (3,16)، وجاء ترتيب توافرها المهارات على التوالي: (الشخصية العالمية، تقدير التنوع الثقافي، بناء الشراکات والتحالفات، التکنولوجيا والقدرات المؤسسية). وجميعها بدرجة متوسطة. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0,05) بين استجابات العينة حول درجة توافر مهارات القيادة العالمية تعزى للجنس لصالح الذکور، وللتخصص لصالح الکليات الإنسانية، ولسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات. وکذلک توجد فروق عند مستوى (0,01) حول مهارات بناء الشراکات والتحالفات تعزى للجنس لصالح الذکور، وفروق عند مستوى (0,05) حول مهارات: (الشخصية العالمية، تقدير التنوع الثقافي، وبناء الشراکات والتحالفات) تعزى للتخصص لصالح التخصصات الإنسانية، وحول مهارات (الشخصية العالمية، والتکنولوجيا والقدرات المؤسسية) تعزى لسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات. بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند أي من مستويات الدلالة بين استجابات العينة حول درجة توافر مهارات القيادة العالمية ولا حول أبعادها قد تعزى للدرجة العلمية. وتوصي الدراسة بإتاحة الفرص للقيادات الأکاديمية بالجامعة للحصول على منح زمالة مع القيادات الأکاديمية في الجامعات العالمية، ووضع إجراءات وحوافز لتعزيز التعاون والتنافس المؤسسي والبرامجي عالمياً.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة

 فی جامعة الطائف

 

 

إعــــــــــداد

د/ خالد بن محمد حمدان العصیمی

أستاذ الإدارة التربویة والتخطیط المشارک

قسم القیادة والسیاسات التعلیمیة - کلیة التربیة – جامعة الطائف

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الثانى -  فبرایر 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص

هدفت الدراسة التعرف على درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس، والکشف عن الفروق ذات الدلالة بین استجابات العینة حول درجة توافرها. وباستخدام المنهج الوصفی التحلیلی، والاستبانة کأداة تضمنت (60) عبارة موزعة على أربع أبعاد (مهارات)، وبعد التأکد من صدقها وثباتها طبقت على عینة عشوائیة بسیطة من (243) عضو هیئة تدریس فی جامعة الطائف یشکلون (16%) من المجتمع الکلی. وخلصت الدراسة إلى النتائج التالیة: أن درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,16)، وجاء ترتیب توافرها المهارات على التوالی: (الشخصیة العالمیة، تقدیر التنوع الثقافی، بناء الشراکات والتحالفات، التکنولوجیا والقدرات المؤسسیة). وجمیعها بدرجة متوسطة. توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) بین استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة تعزى للجنس لصالح الذکور، وللتخصص لصالح الکلیات الإنسانیة، ولسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات. وکذلک توجد فروق عند مستوى (0,01) حول مهارات بناء الشراکات والتحالفات تعزى للجنس لصالح الذکور، وفروق عند مستوى (0,05) حول مهارات: (الشخصیة العالمیة، تقدیر التنوع الثقافی، وبناء الشراکات والتحالفات) تعزى للتخصص لصالح التخصصات الإنسانیة، وحول مهارات (الشخصیة العالمیة، والتکنولوجیا والقدرات المؤسسیة) تعزى لسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات. بینما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند أی من مستویات الدلالة بین استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة ولا حول أبعادها قد تعزى للدرجة العلمیة. وتوصی الدراسة بإتاحة الفرص للقیادات الأکادیمیة بالجامعة للحصول على منح زمالة مع القیادات الأکادیمیة فی الجامعات العالمیة، ووضع إجراءات وحوافز لتعزیز التعاون والتنافس المؤسسی والبرامجی عالمیاً.

الکلمات المفتاحیة: القیادة الأکادیمیة، مهارات القیادة العالمیة، الشخصیة العالمیة، تقدیر         التنوع الثقافی.

 

 

 

 

 

Abstract

The study aimed to identify the degree of availability of global leadership skills to academic leaders at Taif University, from the viewpoint of faculty members, and to explore the significant differences between the responses of the sample about the degree of availability. Using the descriptive analytical approach and the questionnaire as a tool, it included (60) words distributed on four dimensions (skills), and after confirming their sincerity and consistency, they were applied to a simple random sample of (243) faculty members at Taif University, making up (16%) of the total community. The study concluded the following results: The degree of availability of global leadership skills among academic leaders in Taif University is average, with an average of (3,16), and the order of availability of skills came respectively: (Global personality, estimating cultural diversity, building partnerships and alliances, technology and institutional capabilities ). All of them are of moderate degree. There are statistically significant differences at the level (0.05) between the responses of the sample about the degree of availability of global leadership skills attributed to sex for the benefit of males, and for specialization in favor of human colleges, and for years of experience in favor of less than 5 years. Similarly, there are differences at the level (0,01) about the skills of building partnerships and alliances attributed to sex for the benefit of males, and differences at the level (0,05) about the skills: (global personality, appreciation of cultural diversity, building partnerships and alliances) attributed to specialization in favor of human specialties, and about Skills (global personality, technology and institutional capabilities) attributed to years of experience in favor of less than 5 years. While there are no statistically significant differences at any of the levels of significance between the responses of the sample about the degree of availability of global leadership skills or about its dimensions may be attributed to the scientific degree. The study recommends providing opportunities for academic leaders at the university to obtain fellowships with academic leaders in international universities, and to develop procedures and incentives to enhance cooperation and institutional and programmatic competition globally.

Key words: academic leadership, global leadership skills, global personality, appreciation of cultural diversity.

المقدمة:

یشهد العالم فی القرن الحادی والعشرین العدید من المتغیرات والتحولات العمیقة، وذلک فیما یعرف بالعولمة، والتی من أهمها: انفتاح الاقتصاد العالمی لیصبح أکثر تکاملاً وترابطاً، وتطویر أنماط عالمیة واسعة من العلاقات الاقتصادیة والتنافسیة بین الأسواق والشرکات العالمیة، وسیطرة التقدم التکنولوجی على الصناعات والمنظمات والأعمال والخدمات، والتقدم الکبیر فی البنیة التحتیة للاتصالات، وصعود شبکة المعلومات (الإنترنت) عبر أنحاء العالم، والتی جعلت من العالم قریة صغیرة فعلیاً، وتلاشى البعد الجغرافی والحدود الدولیة والفروق الثقافیة، وأصبح من السهل على الناس السفر والتواصل وممارسة الأعمال التجاریة على الصعید الدولی، وجعلت من مصطلح "عالمی" أو "عولمی" حقیقة واقعیة، ومن المنظمات عبر الوطنیة أو متعددة الجنسیة کیانات مألوفة ومنتشرة عالمیاً (القحطانی، 2002، 162).

ونتیجة لذلک زاد الاهتمام بمجال القیادة، نظراً لدورها فی مساعدة المنظمات على إدارة مستقبل الریادة العالمیة، والتعاون واکتساب المزایا التنافسیة، وإقرار استراتیجیة دولیة تتعامل بها المنظمة مع الانفتاح العالمی والتنوع الثقافی، ومع الاستدامة الدولیة وعبر الوطنیة والمتعددة الجنسیات، والتی تتطلب قیادة قادرة على إدارة التنافس، وإدارة التعقید، وإدارة فرق العمل العالمیة، وإدارة المفاجآت وعدم التأکد، وإدارة التعلم والتدریب المستمر عبر الثقافات وبینها، أی الحاجة إلى قیادة عالمیة (عقول عالمیة وأفکار عالمیة وممارسات عالمیة) کاستجابة لهذا التحدی العالمی (القحطانی، 2002، 165) (Perez, 2017, 50).

ولقد تزایدت الأبحاث فی موضوع القیادة العالمیة، وقیل کثیراً أن العدید من المدیرین الناجحین فی الإدارة المحلیة قد لا ینجحون لسبب ما فی الساحة الدولیة، ومن هنا بدأ التساؤل حول کفاءات القیادة المطلوبة فی السیاق العالمی (Jokinen, 2005, 2). ویدعم ذلک إحتیاج المنظمات إلى قادة یمتلکون ذخیرة من الصفات والمهارات والسلوکیات اللازمة للعالمیة، قادة لدیهم منظور وتفکیر عالمی وذوی کفاءة ثقافیة؛ قادرین على الموازنة بین تعقیدات الأعمال والثقافة فی منظمة عالمیة، ویتمتعون بالذکاء لتزوید التابعین بالإرشادات والموارد اللازمة لتشکیل خبراتهم عبر الثقافات، ویمتلکون الإیجابیة والحکمة للتنقل خلال عدم الیقین وفی بیئات معقدة، ویکون هؤلاء القادة أیضاً فضولیون ویحتضنون کل فرصة للتعلّم (Oppel, 2007, 8). کما أن عدم معرفة المنظور العالمی لن یمنع فقط قیادة الفرد وکفاءته الإداریة، ولکن یمکن أن یضر بفعالیة تقنیات وأسالیب القیادة والإدارة عموماً، بل إن نماذج القیادة التقلیدیة قد تتسبب فی ترک قائد الیوم ناقصاً فی النظام العالمی الجدید، والذی یتطلب أن یکون لدى القادة فهم عالمی وعلى درایة بالسوق العالمیة وبالأحداث والاهتمامات السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة، والوعی بحتمیة الارتباط بها والتأثر بنتائجها، وأن یکون لدیهم المهارات والخبرات اللازمة للتعامل معها وتوجیهها فی البیئات والظروف غیر المألوفة والمضطربة، ومراعاة الجوانب الثقافیة المتقاطعة عالمیاً ویشمل ذلک الحواجز اللغویة والدین والمواقف والتنظیم الاجتماعی وأنظمة القیم الاجتماعیة والتعلیم (Patterson; Dannhauser; Stone, 2007, 2-8). وبذلک، فإن السمة الأکثر أهمیة للقیادة العالمیة الفعالة تتمثل فیما یسمى بالعقلیة العالمیة، وهی القدرة على التأثیر على الأفراد والجماعات والمنظمات والأنظمة التی لدیها معرفة أو ذکاء فکری واجتماعی ونفسی مختلفة، وذلک أکثر من القول المأثور "فکر عالمیاً وتصرف محلیاً" لیصبح الآن "فکر وتصرف على الصعیدین العالمی والمحلی فی نفس الوقت"، والذی یتطلب الاعتراف بالمواقف التی فیها مطالب العناصر العالمیة والمحلیة مقنعة، والجمع بین الانفتاح والوعی بالتنوع عبر الثقافات والأسواق، وبین الرغبة والقدرة على التولیف عبرها (Cohen, 2010, 5).

وفی هذه البیئة العالمیة، تؤدی مؤسسات التعلیم العالی دوراً رئیساً فی التعامل مع التحدیات واغتنام الفرص، حیث مرت عملیة عولمة التعلیم العالی بمراحل تتضح من ظهور الکتاب المطبوع، والهجرة العالمیة للعلماء، وتبادل البحوث على الصعید الدولی، وارتباط التعلیم العالی وتنمیة المعرفة بشبکة عالمیة، بل أن کثیر من العمل الأساس لمؤسسات التعلیم العالی -اکتشاف المعرفة ونشرها واستخدامها من خلال البحث والتعلیم والخدمة- یتجاوز الحدود السیادیة بطبیعته، ویشارک فیه العلماء والأساتذة والطلاب عبر الجنسیات. ولکن الأمر المختلف             الیوم وفقاً لتقریر المجلس الأمریکی للتعلیم (ACE) هو أن الشبکات الدولیة أصبحت غارقة کعامل أساس فی نسیج مؤسسات التعلیم العالی، کما أن درجة الترابط العالمی أصبحت تشکل شبکات أکبر تعمداً وأکثر تعقیداً وقوة مما هی معروفة عادة فی مؤسسات التعلیم العالی، وباختصار، فإن الطبیعة العالمیة الواسعة للعدید من -إن لم یکن معظم- العلاقات التی تعمل فیها الکلیات والجامعات الیوم تُغیر من بیئة التعلیم العالی بطرق عمیقة، وتطرح تحدیات غیر مسبوقة، وفی نفس الوقت توفر فرصاً جدیدة، وذلک من أجل خلق وحمایة واستدامة معرفة          وفهم جدیدین، وضمان الوصول إلى التعلیم بغض النظر عن الحدود والسلطات التقلیدیة. ویضیف "التقریر" بأنه فی ضوء هذه السیاقات العالمیة الجدیدة، وبالنظر إلى الدور التقلیدی لـلقیادة الأکادیمیة المتمثل فی التنسیق والتمثیل، فإنه من الضروری لهذه القیادات أن ترشد الکلیات والجامعات وتساعدها فی الاستجابة لضرورة المشارکة بشکل استراتیجی موضوعی         فی بیئة التعلیم العالی المعولمة وعبر هذا العالم المترابط؛ وفی بناء مهارات وقدرات تنظیمیة جدیدة لدعم وتعزیز المشارکة العالمیة لمؤسسات التعلیم العالی بما یتماشى مع مهامها، والاعتراف بالواقع المتصور للتعاون والمنافسة فی وقت واحد، ومعالجة موضوعات مثل     المعاییر الأکادیمیة العالمیة، والتنمیة البشریة المستدامة فی السوق العالمیة، والدخول فی شراکات إقلیمیة وعالمیة، والتعاون لزیادة الموارد الشحیحة، وتوسیع الإمکانیات ونطاق التأثیر (American Council on Education, 2011, 6).

وبالنسبة للقیادة الأکادیمیة، فهی تحتل مکانة بالغة الأهمیة فی التعلیم العالی؛ وذلک لدورها فی تعبئة الموارد البشریة والفکریة والمادیة داخل الجامعة للقیام بوظائفها، وتشخیص فرص ومخاطر البیئة العالمیة، لتحقیق الاستقرار والتکیف مع المتغیرات المحیطة وتفعیل التعاون والتنافس من خلال الشراکات والتحالفات التعلیمیة والبحثیة، وتطبیق أفضل الممارسات العالمیة التی تستثیر خصائص الطلاب والأساتذة للتعامل مع هذا التنوع والتعدد الثقافی عبر عملیات تفکیر مبدعة وتقویم للأفکار والممارسات (حسین والعانی، 2015، 76).

وحیث أن المشارکة العالمیة والنشطة أمراً أساسیاً للکلیات والجامعات وفی الحصول على تعلیم عالی متمیز وذی جودة، ولأن الآثار المترتبة على هذا الواقع الجدید شاسعة بالفعل، ولأهمیة تبنی القیادات الأکادیمیة رؤیة استراتیجیة قادرة على المشارکة والتأثیر والنجاح فی عالم العولمة الدینامیکی، والذی یتطلب توافر خصائص ومهارات القیادة العالمیة فی الکلیات والجامعات، لما للقیادة العالمیة من أهمیة بالغة فی ظل هذا الواقع، والتی توردها الدراسات وتعدد ما یتمیز به القادة العالمیون من اهتمامات متنوعة وطموحات عالیة وقدرات فی التواصل مع المؤسسات النظیرة عالمیاً. وتجد دراسة (Nagavi; Jahandideh, 2012, 103) أن القیادة العالمیة تمکّن العاملین وتنمی قدراتهم للتعامل مع التوترات فی البیئة، وتحقق التکیف المطلوب عند العمل مع المجتمع العالمی، وبما یتواکب مع السیاسات العالمیةفی کافة المجالات. وترى دراسة (Vogelgesang; Clapp-Smith; Osland, 2014, 170) أنها تحقق فاعلیة المنظمة لقدرتها على إدارة التعقید، وتحقیق دیمقراطیة الأداء، وتحسین الکفاءة التنظیمیة فی ظل المنافسة العالمیة. وتضیف دراسة (Tung, 2014) بأنها تلبی الحاجات الاستراتیجیة للمنظمة، لقدرتها على تحدید وفهم الأنشطة والقضایا والاهتمامات والمتغیرات العالمیة والتعامل           معها، وجعل المؤسسة أکثر حساسیة لها، وتمکینها من الاستجابة بفعالیة لها، والثقة فی قدرتها على المنافسة العالمیة. وفی دراسة (Palmieri, 2014, 70) تسهل القیادة العالمیة النجاح التنظیمی وتبنی قدرات المؤسسة على الإبداع والتغییر والتفکیر فی مسارات متعددة لحل المشکلات، وبشکل یؤدی إلى استجابات دقیقة وسریعة للتغیر العالمی. وفی دراسة                        (Heath,; Martin,; Shahisaman, 2016, 183) فإنها تسهم فی بقاء المؤسسة متمیزة فی السیاقات العالمیة المختلفة والمتغیرة باستمرار. وفی دراسة (Park et al., 2018, 95)          فإنها ترفع کفاءة العاملین فی التواصل بین الثقافات المختلفة، وتعمل على توسیع المنتجات والخدمات والموارد.

ومما سبق، فإن القیادة العالمیة قد تمکّن مؤسسات التعلیم العالی من التعامل بفکر ومنظور عالمی مع القضایا والمشکلات الأکادیمیة، ولذا جاءت هذه الدراسة للتعرف على واقع مهارات القیادة العالمیة ودرجة توافرها لدى القیادات الأکادیمیة فی الکلیات والجامعات.

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها:

یعد التعلیم العالی مؤسسات عالمیة بشکل واضح وصریح فی القرن الحادی والعشرین، حیث أصبحت بیئة التعلیم العالی معولمة بشکل أکثر ترابطاً، وأصبح هناک ممارسات وتجارب فی التبادل الآنی بین الطلاب والعلماء، وفی الأبحاث التی تجریها فرق دولیة بشکل متزاید، وهذا الواقع الجدید هو أکثر بکثیر من مجرد ظاهرة، بل یجسد طریقة جدیدة تماماً للتفکیر والعمل (American Council on Education, 2011, 5).

وفی المملکة العربیة السعودیة ووفق رؤیة 2030 هناک توجه نحو استقلالیة وحوکمة الجامعات الحکومیة، ومواکبة المعاییر العالمیة للجودة والاعتماد الأکادیمی، والحصول على موقع متقدمة فی التصنیفات العالمیة للجامعات، الأمر الذی یفرض على الجامعات السعودیة العدید من التحدیات ویخلق فی نفس الوقت العدید من الفرص، والتی تستلزم من القیادات الأکادیمیة مواجهتها والتخلص من السلوکیات والممارسات التقلیدیة فی معالجتها، والتعامل معها بفکر جدید وأسالیب حدیثة ومتنوعة تناسب المتغیرات العالمیة، وتکثیف الجهود من أجل المشارکة العالمیة بشکل طموح وخلاق، وتستغل الفرص الواعدة التی یتیحها التعاون العالمی والشراکة الدولیة بین مؤسسات التعلیم العالی. ولذا تؤکد العدید من الدراسات على تطویر القیادات الأکادیمیة فی الجامعات السعودیة، حیث أکدت دراسة (عید، 2015) على ضرورة أن تواکب المتغیرات العالمیة. وفی دراسة (القحطانی، 2015) أنها تسهم فی تحسین القدرة التنافسیة للجامعات السعودیة، ولمواجهة التحدیات التی تواجه القیادات التربویة الفاعلة فی عالم یتمیز بالمتغیرات المتسارعة. وتجد دراسة (السکیتی والزبون، 2017) أن التحدیات التی تواجه الجامعات السعودیة للتصدی للمتغیرات مرتفعة، خاصة فی رعایة مجتمع العلم والمعرفة وتنمیة مهاراتهم القیادیة لیتمکنوا من مواجهة التغیر التربوی فی المجتمع السعودی، ولتحقیق رؤیة المملکة لمستقبل واعد. من جهة أخرى، وفی مجال مهارات القیادة الأکادیمیة تجد دراسة (الشثری، 2015) أن واقع ممارسة التخطیط الاستراتیجی بالجامعات السعودیة جاء بدرجة ما بین متدنیة ومتوسطة، خاصة ضعف آلیات التعامل مع مقاومة التغییر والتنافسیة العالمیة، وفی عملیات تحلیل البیئة الخارجیة. بینما تجد دراسة (الزهرانی، 2018) أنه بالرغم من أن درجة ممارسة القیادة الاستراتیجیة فی بعض الجامعات السعودیة العریقة تکاد تکون مرتفعة وذلک وفقاً لأبعادها الأربعة: الإداری، والتحویلی، والسیاسی، والأخلاقی. إلا أن إنعکاسها على توافر قدرات التعلم التنظیمی (التکیفی والتولیدی) تکاد تکون ضعیفة أو متوسطة، کما إن ممارسة البعد السیاسی للقیادة الاستراتیجیة والذی یتمثل فی تعزیز العلاقات الداخلیة والخارجیة للجامعة، وبناء الشراکات والتحالفات الاستراتیجیة وتفعیل استراتیجیات التفاوض، والتعامل مع مقاومة التغییر، یکاد یکون متوسط الممارسة، بالرغم من أهمیته فی ظل المتغیرات المعاصرة.

وبذلک تزداد أهمیة تطویر القیادات الأکادیمیة فی الکلیات والجامعات السعودیة لتمتلک مهارات القیادة العالمیة التی تساعدها على المشارکة العالمیة بشکل استراتیجی وموضوعی بما یتوافق مع مهامها ومواردها البشریة والفکریة والمالیة، وعلى التغلب على التحدیات واستغلال الفرص وتطویر أسالیب التنافس والتعاون معاً. حیث تجد دراسة (ویح، 2012) أن عملیات تدویل التعلیم ترتفع بمستوى المؤسسات التعلیمیة للمنافسة الدولیة، وتزید وعی الطلاب وتنمیة التفکیر والبحث فی القضایا التکنولوجیة والاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة العالمیة. کما تجد دراسة (حسین والعانی، 2015) أن خصائص القیادة التربویة العالمیة جاءت بدرجة مهمة جداً، الأمر الذی یؤکد الحاجة الماسة إلى قیادة تربویة عالمیة تنتهج أسالیب جدیدة ترتکز على المشارکة والحوار، وتحویل البیئة التعلیمیة إلى بیئة نشطة متفاعلة مع واقعها المحلی والعالمی، وتواکب التغیرات العالمیة والتحولات السریعة والمعقدة، وقادرة على تحقیق الریادة التعلیمیة، خاصة مع انتشار مفهوم تدویل التعلیم، والذی یتطلب مهارات وکفایات إداریة عالیة المستوى، ومرتبطة بالعمل مع بیئات وثقافات مختلفة وخلفیات اجتماعیة متعددة، وقادرة على الاستخدام البارع للتقنیات الحدیثة والمعلوماتیة وشبکة الإنترنت. کما تجد دراسة (المبیریک، 2016) أن الشراکة الدولیة مع الجامعات العالمیة المتمیزة تعد أحد السبل والوسائل العلمیة لنقل الخبرات وبنائها فی الجامعات السعودیة، إذ أنها تؤدی إلى التطویر الأکادیمی الذی یقود نحو تجوید البرامج ومخرجاتها بما یتواکب مع التغییرات المتسارعة فی العالم.

وفی الواقع، فإن معظم الجامعات السعودیة تعانی من غیاب السیاسات والممارسات التعلیمیة ذات الصبغة العالمیة، إذ تجد دراسة (Almansour, 2015) العدید من مصادر التحدیات التی تواجه جهود التعاون الدولی بین جامعة الأمیرة نورة والمؤسسات الدولیة، والتی تمثلت فی صعوبة إجراء اتصالات مع المؤسسات الدولیة، والحواجز اللغویة، ومقاومة أعضاء هیئة التدریس للشراکات الدولیة، وعند النظر فی القضایا المشترکة بین الثقافات، وفی إبرام اتفاقیات وعقود الشراکات الدولیة. کما تخلص دراسة (خلیل وخالد والشیبانی، 2018) إلى وجود معوقات أکادیمیة وإداریة وفنیة تواجه برنامج الشراکة التعلیمی بین کلیة إدارة الأعمال فی جامعة الأمیرة نورة وبین جامعة دبلن من وجهة نظر المساعدات العاملات فی البرنامج، وتتمثل هذه المعوقات فی: اللغة الإنجلیزیة، وإدارة التواصل مع إدارة البرنامج ومع الطالبات، وعدم توفر دلیل شامل یوضح العلاقة بین العضو الرئیس والعضو المساعد فی البرنامج، وعدم اهتمام الإدارة بالرد على استفسارات أعضاء هیئة التدریس وحل مشاکلهم، وقلة الحوافز المعنویة والمادیة اللازمة للالتحاق بالبرنامج، وصعوبة فهم الدلیل الإرشادی للبرنامج، وضعف الخدمات التعلیمیة المقدمة بالبرنامج، وصعوبة خدمات الشبکات، وغیرها من المشکلات، والتی قد یکون لها تأثیرات سلبیة على التحصیل، وجدوى الاستفادة من برامج الشراکة الدولیة.

وجامعة الطائف من الجامعات السعودیة الناشئة، وتتمتع بقیادات أکادیمیة شابة وطموحة، وتقوم بأدورها القیادیة التقلیدیة بشکل جید، تجد دراسة (الشهری، 2015) أنه بالرغم من أن درجة ممارسة رؤساء الأقسام بجامعة الطائف للمهارات القیادیة (الإنسانیة والإداریة والفنیة والفکریة) جاءت عالیة، إلا أن ممارسة المهارات الفنیة والفکریة تأتی بدرجة أقل وخاصة فی عملیة تفعیل الروابط مع الأقسام المناظرة فی الجامعات الأخرى وفی عملیة التخطیط الاستراتیجی للأقسام، والتی تعد أساسیة فی عملیات ضمان الجودة والاعتماد الأکادیمی، وبما یتناغم مع التوجهات التطویریة. وهو ما یؤکد أهمیة امتلاک مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، ولذا تتحدد مشکلة الدراسة فی محاولة الإجابة عن الأسئلة التالیة:

  1. ما درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس؟
  2. ما الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدراسة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة فی جامعة الطائف، والتی قد تعزى لمتغیرات: الجنس، الکلیة، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة؟

أهداف الدراسة:

تتحدد أهداف الدراسة فی التعرف على درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس، والکشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدراسة حول درجة توافرها والتی قد تعزى لمتغیرات: الجنس، الکلیة، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة.

أهمیة الدراسة:

تنبثق أهمیة الدراسة نظریاً: من أهمیة الموضوع الذی تتناوله، إذ أصبح الانفتاح على العالم وتواصل الکلیات والجامعات من خلال الشراکات والتحالفات الدولیة مسألة غایة فی الأهمیة، وضرورة فرضتها بیئة التعاون والتنافس العالمی، ولذا فإن الحاجة ماسة إلى إعداد وتأهیل القیادات الأکادیمیة وفق مهارات القیادة العالمیة؛ لتتواکب مع هذه التغیرات العالمیة، وإکسابهم عقلیة عالمیة تستطیع التعامل مع المشکلات العالمیة ووضع الحلول لها، والاستجابة إلى النداءات التی یحفل بها الأدب التربوی عموماً، والتی تطالب بالاهتمام بالبعد والمنظور العالمی فی التربیة، وبتوافر العقلیة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة، والتفکیر جدیاً للمشارکة فی المسرح العالمی للتعلیم العالی، إضافة إلى أن نتائجها قد تسهم فی فتح مجالات جدیدة أمام الباحثین للقیام بدراسة توسیع أدوار القیادة الأکادیمیة وتطویر وظائف وأدوار مؤسسات التعلیم العالی فی سیاق العالمیة والبیئة المعولمة للتعلیم. وتطبیقیاً: قد تفید نتائج الدراسة القیادات الأکادیمیة بجامعة الطائف فی التعرف على مهارات القیادة العالمیة، مما یؤدی إلى رفع مستوى فاعلیة أدائهم لها، وقد تساعد نتائج الدراسة فی تطویر برامج وورش عمل خاصة بمهارات القیادة العالمیة لتحسین أداء القیادات الأکادیمیة بالجامعة. وقد یستفید صناع القرار والمخططون فی وزارة التعلیم من نتائج الدراسة فی مراعاة مهارات القیادة الأکادیمیة العالمیة فی تطویر أداء القیادات الأکادیمیة بالجامعات السعودیة، وخاصة فی تحدید الفرص والمخاطر العالمیة، وتهیئة المتطلبات اللازمة من أجل التعاون والتمیز والتنافس العالمی، وعند عقد الشراکات والتحالفات مع جامعات وکلیات عالمیة، وعند تطبیق معاییر وممارسات مؤسسات التعلیم العالی المحلیة والعالمیة والمزج المتناسق بینهما.

حدود الدراسة:

تمثلت حدود الدراسة فی الجوانب التالیة:

-      موضوعیاً: تناولت الدراسة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة بأبعادها: (الشخصیة العالمیة، التنوع الثقافی، المعلوماتیة والتکنولوجیة، الشراکات والتحالفات).

-      بشریاً: اقتصرت الدراسة على عینة من أعضاء هیئة التدریس فی کلیات جامعة الطائف.

-      مکانیاً: تم التطبیق المیدانی لأداة الدراسة (الاستبانة) بمقر جامعة الطائف بالحویة.

-      زمنیاً: طبقت الدراسة خلال الفصل الثانی من العام الجامعی 1439/ 1440هـ (2019).

مصطلحات الدراسة:

اشتملت الدراسة على المصطلحات التالیة:

القیادة العالمیة (Global Leadership):

تعرف القیادة العالمیة بأنها العملیات والإجراءات التی من خلالها یؤثر الفرد            فی مجموعة من المکونات الداخلیة والخارجیة ومتعددة الثقافات، للوصول إلى التمیز      (Reiche, et al., 2016, 6). وبأنها: التفاعلات التی تحدث بین مختلف الناس وعبر الثقافات داخل المنظمة بغض النظر عن أسلوب القیادة المستخدم للتأثیر على النتیجة المرجوة. وبذلک یمکن وصفها بأنها مزیج من التأثیر وتغییر الجهود عبر الثقافات لتحقیق الأهداف التنظیمیة. وبأنها: عملیة التأثیر على الآخرین، من خلال تبنی رؤیة مشترکة، وتشجیع النمو الفردی والجماعی فی سیاق عالمی (Perez, 2017, 50). وبأنها عملیة وقادة عالمیین کأفراد یؤثرون ویحدثون تغییرات إیجابیة مهمة فی الشرکات والمؤسسات والمجتمعات من خلال تسهیل المستوى المناسب من الثقة والتأثیر فی الهیاکل والعملیات التنظیمیة، وإشراک أصحاب المصلحة المتعددین فی الموارد والثقافات، وذلک فی ظل ظروف مختلفة من التعقید والتعدد الزمنی والجغرافی والثقافی (Park et al., 2018, 96). وفی المجال الأکادیمی تعرف بأنها: الأسالیب والإجراءات التی تتبعها الإدارة التربویة فی ضوء عولمة التعلیم، عن طریق إعطاء مزید من الحریة الإداریة والحد من الضوابط التنظیمیة، لکی تتمکن عن طریقها من التوازن بین ما هو محلی وعالمی (حسین والعانی، 2015، 87).

مهارات القیادة العالمیة (Global Leadership Skils):

تعرف مهارات القیادة العالمیة بأنها تلک الصفات العامة والشاملة التی تمکن الأفراد من أداء وظائفهم خارج ثقافاتهم الوطنیة والتنظیمیة، بغض النظر عن خلفیاتهم التعلیمیة أو العرقیة أو مجالهم الوظیفی أو المنظمة التی ینتمون إلیها (Jokinen, 2005, 4). کما تعرف بأنها مجموعة القدرات والممارسات والسلوکیات التی یمتلکها القائد الأکادیمی، وتظهر فی أدائه لواجباته ومسئولیاته، وتمکنه من القیادة بفاعلیة وکفاءة؛ لتوفیر بیئة تعلیمیة تربویة مبدعة وبناءة وملتزمة بالمعاییر العالمیة، والانفتاح على المجتمع المحلی والعالمی، فی إطار من المشارکة واحترام الثقافات؛ لتحقیق أهداف المؤسسة (حسین والعانی، 2015، 76).

وتعرف الدراسة مهارات القیادة الأکادیمیة العالمیة إجرائیاً بأنها: مجموعة القدرات والممارسات والسلوکیات التی تمتلکها القیادات الأکادیمیة فی کلیات جامعة الطائف، وتتمثل فی المهارات: (الشخصیة العالمیة، تقدیر التنوع الثقافی، المعلوماتیة والتکنولوجیة، بناء الشراکات والتحالفات)؛ والتی تمکنهم من العمل بفعالیة فی بیئة تعلیمیة عالمیة ومعولمة.

الدراسات السابقة والأدب النظری

تعددت الدراسات التى تناولت مهارات القیادة العالمیة، والتی خلصت إلى عدداً من المهارات القیادیة، حیث حددت دراسة "جولد سمیث وآخرون" (Goldsmith, et al., 2003) خمس مهارات للقادة العالمیین، هی: التفکیر العالمی، تقدیر التنوع الثقافی، إظهار الذکاء التکنولوجی، بناء الشراکات والتحالفات، وتقاسم القیادة أو تبادلها. وأشارت إلى أن هذه المهارات تنطوی على الفهم الجدید للرؤیة والقیم، والحاجة إلى إقامة تحالفات حتى مع المنافسین، والتکامل العالمی للاستفادة من وفورات الحجم والتعلم مع الاستجابة للاحتیاجات المحلیة، وفهم التصورات والدوافع والجوانب الاجتماعیة وراء ممارسة البلدان للأعمال بطرق مختلفة. ویصنف دراسة "جوکنیین" (Jokinen, 2005) کفاءات القیادة العالمیة فی ثلاث مستویات هی: أولاً، الکفاءات العالمیة الأساسیة التی تشکل مهارات أخرى؛ وهی: الوعی الذاتی، المشارکة فی التحول الشخصی، والفضولی. ثانیاً، الخصائص العقلیة للقادة العالمیین، وهی خصائص تؤثر على الطرق التی یتعامل بها الشخص عالمیاً؛ وتشمل: التفاؤل، التنظیم الذاتی، مهارات الحکم الاجتماعی، التعاطف، الدافع للعمل فی البیئة الدولیة، المهارات المعرفیة، قبول التعقیدات وتناقضاتها. ثالثاً، الکفاءات السلوکیة للقادة العالمیین، وهی مهارات تؤدی إلى نتائج واضحة وملموسة، وتشمل: المهارات الاجتماعیة، إدارة التواصل الشبکی، المعرفة، الخبرة. وتطلق على المستوى الأول من الکفاءات الأساسیة بأنه جوهر الکفاءات القیادیة، ویمثل إمکانات القیادة العالمیة الفعلیة لأنها تشکل الظروف والقوة الدافعة لظهور مجموعة واسعة من المهارات الأخرى. وتجد دراسة "جافیدان" (Javidan, 2006) أن "العقلیة العالمیة" تعتبر ضروریة لقادة الغد وأنها تتطلب توافر: المهارات الفکریة (ذکاء الأعمال العالمی، التعلم والتعقید المعرفی، النظرة العالمیة، الانفتاح على التحدیات)، والمهارات النفسیة (شغف التنوع، امتلاک روح المغامرة، الثقة بالنفس والآخرین)، والمهارات الاجتماعیة (التعاطف بین الثقافات واحترامها، العلاقات الشخصیة والدبلوماسیة، والتأثیر على الآخرین). وتورد دراسة "باترسون ودانهاسر وستون"             (Patterson; Dannhauser; Stone, 2007) أن هناک عنصران أساسیان فی القیادة العالمیة؛ الأول هو فهم الفروق الثقافیة الدقیقة وینطوی على القیم والقواعد فی البیئة الثقافیة، والتی هی غیر ملموسة ویصعب فهمها، وکذلک اللغة یمکن أن تنقل معانی متعددة، والثانی هو الالتزام بالتواصل والاتصال، ویتضمن ذلک إدراکاً تاماً للرسائل الشفهیة وغیر اللفظیة التی یتم إرسالها واستلامها بشکل أعمق من مجرد فهم الکلمات واللغة نظراً للتأثیرات الثقافیة التی تجعل المعانی غامضة. وتحدد مجموعة من الکفاءات والمهارات المطلوبة کتفسیر لخصائص القائد العالمی فی الجوانب التالیة: الأول؛ المعرفة الأساسیة للأعمال العالمیة، والقدرة على اتخاذ وجهات نظر منهجیة واسعة، وتعیین رؤیة استراتیجیة. الثانی؛ التفکیر الإبداعی والابتکار وبناء مناخ ملائم للابتکار. الثالث؛ الاهتمام الثقافی والحساسیة تجاه العدید من الثقافات، والعمل مع أشخاص من ثقافات عدیدة والتعلم منهم فی وقت واحد. الرابع؛ الخبرة الأجنبیة والتعلم من الخبرات الوظیفیة الدولیة، وقدرات التحویل عبر الوطنیة کوسیلة للتطویر الوظیفی والتنظیمی. الخامس؛ تمکین الآخرین وتدریب الفرق، وتطویر المواهب التنظیمیة، وتعزیز العمل الجماعی. السادس؛ القیادة التعاونیة فی بناء علاقات استراتیجیة والتفاعل مع الأجانب على قدم المساواة. السابع؛ مهارات الإدارة الذاتیة فی القیادة لتحقیق النتائج، والتفکیر التحلیلی لإصدار أحکام حاسمة، واتخاذ قرارات أخلاقیة قائمة على القیمة، وإدارة المخاطر المرتبطة بزیادة الضغوط التنافسیة. الثامن؛ المهارات الشخصیة/الاجتماعیة والعمل بفعالیة فی النظم الاجتماعیة، والتکیف مع العیش فی ثقافة أجنبیة، وممارسة الاستماع النشط وإبداء الرأی. وتورد دراسة "کوهین" (Cohen, 2010) أبرز مواصفات العقلیة العالمیة، وهی أن یکون: فخور أنه مواطن دولی وفضولی، معاصر لثقافة الرأسمالیة العالمیة، یعترف بثقافته المحلیة ویقبل أنه نتاج أکثر من ثقافة واحدة، یعرف ویرغب فی مناقشة کل شیء عن وطنه، ومهتم بالثقافات والأماکن الأخرى، قادر على تحلیل وفلترة التحیزات الثقافیة لضمان التفاعلات المهذبة والمحترمة، یبحث عن فرص لمناقشة التنوع والاختلافات والاحتفال بهما، وینظر إلى العالم من منظور أوسع، ویبقى منفتحاً على معرفة ما یجب على الثقافات والبلدان الأخرى أن تقدمه، ولدیه نظرة عالمیة للممارسات ووجهات النظر الجدیدة وتطبیقها فی الوطن، ویدمج الأفکار والحکمة من الثقافات الأخرى فی بلده لإثراء وجهات النظر وتسریع التغییر والتحدیث، ملتزم بالتعاون والتکامل حقاً ویبحث عن طرق لإزالة الحواجز بین الناس ووجهات النظر والقیم لاکتساب التآزر، ویعتنی بالعلاقات الثقافیة ویقدم لها التسهیلات والصیانة، ویطور عقلیة عالمیة/محلیة متوازنة بشکل جید، ویعزز تنوع موظفیه لتلبیة احتیاجات السوق العالمیة، یطور ویعترف بالمدیرین المحلیین الذین لدیهم مهارات عالمیة. وترى دراسة "روجرز وبلونسکی" (Rogers; Blonski, 2010) أن جوهر القیادة العالمیة ینعکس فی کفاءات "الوجود"، أی وجود رؤیة قویة تستند إلى قیم واضحة ومشترکة تناشد مجموعة متنوعة من التابعین، بالإضافة إلى کفاءات "الفعل"، والتی تظهرها الخبرة العالمیة والسمعة والنتائج، ویصنفها فی ثلاثة مستویات جدیدة من الکفاءة، هی:

  • فطنة العمل العالمیة: أی المهارات المالیة والصناعیة والوظیفیة والتقنیة الجدیدة اللازمة للتطور السریع للأعمال والأسواق والمنتجات وعملیات الدمج والاستحواذ، والتی تمکن القادة من إدارة التعقید والمفارقة (الدینامیکی)، والحفاظ على التوتر والغموض فی وجهات النظر والبیانات والقیم المتعارضة وتنسیقها بشکل فعال، والرد مع خفة الحرکة للأزمة والفرصة، وبناء الکفاءة العالمیة بین الثقافات، وتنمیة الأعمال فی أسواق جدیدة.
  • عقلیة عالمیة: أی القدرة على الانخراط فی عملیة معرفیة لا حدود لها وتولیفها لتحدید الفرص والابتکار فی التعقید، واحتضان دمقرطة المعرفة، ورؤیة ما وراء حدود المنظمة والثقافة الوطنیة والمسؤولیات الوظیفیة، ورؤیة مکاسب المنظمات فی إیصال مساهمة وقیمة العمل إلى المجتمع والاستدامة، وتطبیق العقل الأخلاقی القادر على أن یخدم العمل أغراض تتجاوز المصلحة الذاتیة، وجذب حکمة الحشود والشبکات الاجتماعیة للابتکار.
  • المواطنة العالمیة: وهی مزیج قوی من الأذواق الجغرافیة والسیاسیة والاقتصادیة والحکومیة والقانونیة والثقافیة والتکنولوجیة والبیئیة التی تعمل على صیاغة وتنفیذ استراتیجیة الأعمال، ومتابعة الانفتاح على العالم والثقافات والأفراد، والاعتراف بالاختلافات بینهم وتقبلها، والسعى إلى العمل بفعالیة معهم، وتکریم أصول الفرد مع تعلیق الحکم والبقاء مفتوحین أمام الآخرین، أی تطبیق الذکاء العاطفی والاجتماعی على الکفاءة الثقافیة وفق طریقة مرنة وقابلة للتکیف وفضولیة للنظر إلى الأشیاء ورؤیة الاختلاف فی الآخرین وبینهم.

وتخلص دراسة "معهد جامعة کامبریدج لقیادة الاستدامة" إلى أن القیادة العالمیة تتطلب تنمیة عقلیة ذات رؤیة "عالمیة" و"تفکیر نظمی". وتمتلک مهارات مثل: منفتح الذهن، الإلهام، الشمولیة، الاهتمام بالأفراد والنجاح، المدى الطویل، التغلب على التعقید. وتراعی السمات الأساسیة التالیة: الصدق والذکاء والحسم، التعاطف والابتکار والطموح وجودة الخدمة. وتورد الدراسة عدة دراسات مهمة هی: (University of Cambridge Institute, 2017)

- خلصت دراسة "المنتدى الاقتصادی العالمی" (WEF, 2014) إلى أنه لابد من توافر أربع کفاءات أساسیة للقائد العالمی، هی: المنظور العالمی، إظهار التعاون، القدرة على التواصل، والعقلیة العالمیة. حیث ینطوی المنظور العالمی على عدة مهارات عملیة هی: الفکر النظمی، الانفتاح على المعرفة الجدیدة والآراء المتنوعة، التشکیک فی الحکمة المستلمة، التوفیق بین وجهات النظر عبر الانقسامات الجغرافیة والثقافیة والسیاسیة، اغتنام الفرص لحل المشکلات والنزاعات، التفکیر الاستراتیجی والتخطیط بعید المدى، رؤیة الکل فی         ضوء الوعی بالمستقبل العالمی، فهم وتحدید العلاقات بین المتغیرات الاقتصادیة والتکنولوجیة والاجتماعیة والبیئیة، القدرة على إحداث التغییر واعتماد طرق جدیدة تؤدی إلى حلول مبتکرة.

- حددت دراسة (GLOBE) ستة سلوکیات رائدة على مستوى العالم، والتی تسمى بـ"نظریات القیادة الثقافیة"، وهی: القیادة الکاریزمیة/القائمة على القیم؛ تشمل أبعاد (البصیرة، الإلهام، التضحیة بالنفس، النزاهة، الحسم، الترکیز على الأداء). القیادة الموجهة نحو الفریق؛ تشمل أبعاد (توجیه تعاونی، بناء وتکامل الفریق، الدبلوماسیة، الذکاء، التخصص). القیادة التشارکیة؛ تشمل أبعاد (التنوع، الشمول، البراعة الثقافیة، التواصل، نضج الأتباع). القیادة الإنسانیة؛ تشمل بعدی (التواضع، المنظور المعیاری الأخلاقی). القیادة الذاتیة؛ وتشمل الصفات المستقلة والفردیة. وأخیراً، القیادة الوقائیة الذاتیة؛ وترکز على ضمان سلامة وأمن الفرد والمجموعة من خلال تعزیز الحالة وتوفیر الوجه الآمن. ومن بین هذه السلوکیات القیادیة الستة، تعد الشخصیة الکاریزمیة/القائمة على القیم هی الأکثر تفضیلًا على المستوى العالمی وفی معظم الثقافات، ویأتی بعدها القیادة الموجهة نحو الفریق، ثم التشارکیة، وذات التوجه الإنسانی، بینما کانت القیادة الذاتیة والقیادة الوقائیة الذاتیة هی الأقل تفضیلاً فی السیاقات الثقافیة العالمیة.

وحددت دراسة "بوید وآخرون" (Boyd, et al., 2011) تسعة کفاءات للقیادة العالمیة و 58 مهارة فرعیة تابعة لها وهی: أولاً، التجربة الدولیة؛ بأن یکون لدیهم تجربة سفر دولیة وخبرة میدانیة. ثانیاً، النظرة العالمیة؛ بفهم القضایا العالمیة والمشکلات خارج المنظور الوطنی، وفهم الثقافات والأعمال الدولیة، وانفتاح العقلیة عالمیاً، وإدراک الدور فی المجتمع العالمی. ثالثاً، المعرفة بالسیاسة العالمیة والجغرافیا؛ بفهم العالم والمناطق والتاریخ والمصطلحات والتأثیر الجغرافی على الثقافة. رابعاً، المعارف والمهارات والمواقف الثقافیة؛ قادراً على العمل فی بیئات متنوعة ومع روئ عالمیة متنوعة، وفی فریق متنوع التخصصات ومتعدد الثقافات، وعلى درایة بالثقافة وحساساً لها، وقادراً على تطویر استراتیجیات تکیّف للعمل أو العیش فی تلک الثقافات. خامساً، الاتصال: قادراً على الکتابة والتحدث بطریقة واضحة وموجزة، وعلى إعطاء عروض تقدیمیة واضحة وموجزة، ویملک مهارات الاتصال الشخصی بالثقافات الأخرى. سادساً، المعرفة التقنیة؛ مؤهلاً تقنیاً فی الحقل الذی تم اختیاره، ولدیه تخصصات فرعیة تعزز الوظائف التنظیمیة، ویتمتع بقاعدة جیدة من المعرفة النظریة مع الخبرة العملیة. سابعاً، المهارات الشخصیة؛ قابلاً للتکیف والمرونة، متفتح الذهن، مستعدًا للتصحیح الذاتی والمشارکة فی المخاطر، یمتلک مهارات التعلم مدى الحیاة، وفهم المسؤولیة والأخلاق الشخصیة فی مکان العمل، یتمتع بالقدرة على تحمل الغموض، وإظهار الصبر والتعاطف والثقة بالنفس. ثامناً، التفکیر الناقد؛ قادراً على اتخاذ القرارات وحل المشکلات، وأخلاقیاً فی صنع القرار، یمتلک القدرة على التفکیر بشکل کلی والتفکیر فی عملیة "التفکیر" نفسها، ویمتلک الکفاءات المعرفیة. تاسعاً، مهارات التعامل مع الآخرین؛ یتخذ موقفاً للتعاون، ولدیه مهارات اجتماعیة، ویمتلک المعرفة بالآداب الاجتماعیة الأساسیة، یتمتع بالذکاء الشخصی، لدیهم القدرة على التواصل، ویمتلک المعرفة والقدرة على العمل والمشارکة فی مجموعات، وقیادة فرق العمل وإدارة الآخرین. وتحدد دراسة "ناجافی وجاهاندیده" (Nagavi; Jahandideh,  2012) فعالیة القیادة العالمیة فی امتلاک القادة للمعرفة، والمهارات والقدرات، والخصائص الشخصیة. أولاً: المعرفة تشمل: المعرفة بالثقافة العالمیة المزدهرة، ولدیه شبکة من الناس فی جمیع أنحاء العالم یتشارکون مصلحة أو مشروع؛ ومعرفة الظروف والاتجاهات السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والتکنولوجیة مرتبطة بمعالجة المشکلة العالمیة، والمعرفة العامة بالثقافة وتشمل معرفة القیم والمعاییر المجتمعیة لمعظم الثقافات، وأن یکون حساساً لها؛ ومعرفة السوق وبیئة الأعمال التی یعمل فیها، والفرص وقدرة المنظمة وتفهم تفرد ثقافة العملاء؛ والمعرفة الخاصة بالثقافة تشمل فهم المرء لقیم البلد ومعاییره ومعتقداته وطقوسه وسلوکیاته. ثانیاً: المهارات والقدرات تشمل: مهارات التفاعل فی المواقف متعددة الثقافات، ومهارات ذهنیة وعقلیة عالمیة، وتشتمل على مهارات التفاعل والتفاوض الأجنبیة أو حل النزاعات عبر الوطنیة؛ مهارات اللغة الأجنبیة تحدثا وکتابة بشکل یساعد على اتصال أفضل مع العملاء الأجانب والموردین وغیرهم؛ القدرة التحویلیة، أی صیاغة وتنفیذ استراتیجیات جریئة من شأنها تحویل أو مواءمة نقاط الضعف والقوة مع الفرص والتهدیدات، وعلى تغییر الوضع الراهن والرؤیة المقنعة لوضع المنظمة الجدید؛ القدرة المعرفیة، بالنظر إلى تعقید مطالب الثقافات المتعددة فی المهام الإداریة والبیئة العالمیة المتقلبة، والقدرة على الإدراک والتنبؤ بالأزمات؛ قیادة التنوع، أی الفروق والتشابهات الفردیة الموجودة بین الناس، والتکیف مع أناس مختلفین، وتنوع القوى العاملة الذی یمثل مزیجاً من حیث الجنس والعمر والعرق والتوجه والتعلیم، ومعرفة أسباب ظهور التنوع واستراتیجیات إدارته بالتعلیم والإنفاذ والتعرض. ثالثاً: الخصائص الشخصیة وراء التصرف، وهناک خمسة عوامل توفر تصنیفاً مفیداً هی: الانبساط وهو أن یکون على استعداد لمواجهة الآخرین مثل العمل مع زملاء من دول أخرى، والإشراف، والموظفین من جنسیات مختلفة، ویتمتع بسهولة طبیعیة أکبر مع المتطلبات الاجتماعیة. التوافق: یتضمن سمات کونه مهذب، وحسن السمعة، متعاطف، والرعایة، ویتعامل مع الصراع بشکل تعاونی، والسعی لتحقیق التفاهم المتبادل ومزید من التکیف بین الثقافات. الوعی ویشمل الضمیر والصفات المتعلقة بالإنجاز، ویُظهر التزاماً أکبر بمهام الجهد ولدیه الدافع لتحقیق النجاح ویمکن الاعتماد علیه. الاستقرار العاطفی وهو آلیة للتکیف تمکن من التغلب على التوتر فی بیئة غامضة وغیر مألوفة. الانفتاح أو الفکر ویشمل السمات المتعلقة بالقدرة على التغییر وتجربة أشیاء جدیدة، ولدیه قدر أقل من الصلابة، وقبول ثقافات متنوعة، والتمیز بالعدید من المهارات منها: إدارة المخاطر، القدرة على التحدث بطلاقة بأکثر من لغة، قیادة التغییر والتطویر، التعامل مع أفراد من جنسیات مختلفة، التفاعل مع المؤسسات العالمیة، الانفتاح، الذکاء العاطفی، التعامل مع سرعة الأحداث، إدارة عدم الاستقرار والحد من الغموض، والإشراف الفعال على أفراد ومع أنماط مختلفة من الناس. وأشار (حسین والعانی، 2015) إلى أربع خصائص للقیادة العالمیة، تتمثل فی: الخصائص الشخصیة ومنها: أن یکون ذکیاً، اجتماعیاً، متزناً، موضوعیاً، مبدعاً، مبادراً، له فلسفة شخصیة، یفکر بطریقة علمیة عالمیة، یمتلک رؤیة نقدیة، ولدیه الخیال الواسع. الخصائص المهنیة، ومنها: أن یکون لدیه اتجاهاً إیجابیاً نحو القیادة، وأن یمتلک رؤیة إستراتیجیة ومنظماتیة، معارف عالمیة، یجید التواصل بلغات أجنبیة، وإدارة الوقت. الخصائص التقنیة، ومنها: أن یکون ملماً بالحاسب الآلی وتقنیات الاتصال والتواصل. الخصائص البیئیة، ومنها: أن یکون قادراً على توفیر بیئة تعلیمیة آمنة وإیجابیة ومنفتحة. وتخلص دراسة "بارک وآخرون" (Park et al., 2018) إلى خمسة مواضیع کممثل للکفاءات المقترحة للقادة العالمیین، وهی: أولاً، المهارات الثقافیة، وتشیر إلى القدرة على فهم الاختلافات الثقافیة والتعامل بفعالیة مع الغموض عند العمل فی الثقافات الأخرى، وتشمل الأمثلة المعارف والمهارات الثقافیة، والحساسیة الثقافیة، والوعی بین الثقافات، والتکیف الثقافی. ثانیاً، المهارات الشخصیة، وتشیر إلى القدرة على إدارة العلاقات وترتبط بالذکاء العاطفی، والذی یتضمن التفاعل مع الآخرین، وتنمیة العلاقات، وفهم تأثیر الفرد على الآخرین. ثالثاً، المهارات الاجتماعیة والتواصل، ویتم تطبیقها بشکل غیر رسمی على المستوى الشخصی، وتشمل إقامة علاقات شخصیة وثیقة، ومهارات التعامل مع الآخرین، والذکاء الشخصی، وبناء مهارات العمل الجماعی الافتراضیة، وبناء الشراکات والتحالفات، الذکاء العاطفی وبناء الفریق، والحفاظ على الاستقرار العاطفی. رابعاً، وجود عقلیة ومعرفة عالمیة وهی سمة مهمة وضروریة للقادة العالمیین لتفسیر التعقیدات فی البیئة العالمیة وإدراکها بنجاح. وتشمل فهم القضایا العالمیة، وإظهار حنکة الأعمال العالمیة، والمعرفة والمهارات التنظیمیة العالمیة، وخبرة المنظمة العالمیة، قیادة التغییر وإلهام الرؤیة أو الرؤیة الملهمة فی سیاق الأعمال العالمی. خامساً، السمات والقیم الشخصیة للقائد وتشمل: النزاهة والأخلاق، والمرونة والانفتاح.

ویستخلص من الدراسات السابقة أن هناک توجهاً إیجابیاً وقناعة راسخة فی المؤسسات المختلفة بأهمیة توافر خصائص ومهارات القیادة العالمیة لدى القادة، کما أن هناک تشابه فی سمات القیادة العالمیة الواردة فی تلک الدراسات رغم اختلاف المسمیات، وأنها تجمع بین السمات الشخصیة والمهارات السلوکیة والمعرفة، مما یشیر إلى أن الکفاءات هی عبارة عن تصرفات للسلوک والمواقف والمعتقدات والمعرفة والذکاء والمهارات. وقد تم انتقاد نماذج کفاءة القیادة العالمیة بسبب عدم وجود اتفاق على التعاریف والتصورات؛ وتکرار العناصر والأبعاد والفئات المحددة؛ ونقص الانتباه إلى الثقافات والسیاقات المختلفة، ومن هذا الاستعراض فقد برزت الحاجة إلى تحسین فهمنا لکفاءات القیادة العالمیة التی تمثل مختلف السیاقات العالمیة، مع دمج سمات الشخصیة والکفاءات والسلوکیات لتوفر البیانات السلوکیة، وبالتالی، وجود مؤشرات سلوکیة قابلة للقیاس. کما أن هذه الدراسات ونماذج الکفاءة الحالیة للقیادة العالمیة تعکس إلى حد کبیر المنظورات الغربیة، ولا تعکس إلا القلیل من وجهات نظر المحلیة فی العالم. ولذا فإن نموذج القیادة العالمی الفعال یجب أن یحتوی على خصائص عالمیة ومحلیة أو عرضیة تتکون من الکفاءات الأساسیة التی تؤثر على المواقف والتفکیر والسلوکیات والقدرات لمؤسسة عالمیة لتحقیق أهدافها المشترکة فی سیاق العولمة، أی یتأثر بشدة ویتضمن تطبیقات لمفاهیم القیادة الناشئة عن الغرب مع دمجها فی الثقافة الأبویة للمجتمع والمنظمات المحلیة. وأخیراً، فإنه فی السیاق العالمی یتم الترکیز بشکل أکبر على توافر المهارات اللینة أو الناعمة مثل الوعی والتمکن الذاتی، القدرة على التعلم، والمهارات الاجتماعیة، فیما تکون مهارات الخبرة التقنیة والمعرفة الواقعیة والتوجه نحو العمیل أو المساهم بترکیز أقل.

وأخیراً، تعد الجامعات أکثر احتیاجاً للقیادة العالمیة فی ظل هذه المتغیرات العالمیة من انفجار معرفی وثورة تکنولوجیة ومعلوماتیة وعولمة؛ ولمواجهة التحدیات التی تنبثق منها، کما أن هناک مهارات خاصة بالقیادة العالمیة یجب مراعاتها وامتلاکها من قبل القیادات الأکادیمیة وتوافرها فی الکلیات والجامعات، من أبرزها: الشخصیة والعقلیة العالمیة، وإدارة التنوع الثقافی، وامتلاک المهارات المعلوماتیة والتکنولوجیة، والقدرة على بناء الشراکات وعقد التحالفات.

وقد استفاد الباحث من الدراسات السابقة فی: وضع الإطار النظری للدراسة، وتکوین تصور شامل عن الدراسة من حیث المفاهیم والمنهج والأدوات، وبناء أداة الدراسة وتطبیقها، وعند التحلیل والتفسیر المناسب للنتائج، ومن ثم صیاغة التوصیات والمقترحات.

ویتم عرض الإطار النظری للقیادة الأکادیمیة العالمیة على النحو التالی:

أولاً- مفهوم القیادة العالمیة:

القیادة العالمیة کفکرة لیست حدیثة، حیث ظهر المفهوم منذ فترة بعیدة فی المؤسسات الصناعیة والإنتاجیة على مستوى العالم، ولکن لم یتم استخدام مصطلح "القیادة العالمیة" حتى الثمانینات من القرن الماضی، وعلى وجه التحدید فی مجال الأعمال والإدارة، وغالباً مایستخدم مصطلح "عالمی" بالتبادل مع مصطلحات أخرى مثل: الدولی والمتعدد الجنسیات وعبر الوطنیة، کما أن صفة "العالمیة" أو "الصعید العالمی" هی مرادفات لکل العالم وتعنی أو تتعلق بالعالم بأسره أو ترتبط به، ویعنی ضمنیاً "عالم واحد" معین، وهو أوسع من مصطلح "دولی" الذی یمکن أن یشیر إلى شیء یشمل جمیع الدول إلى أن یصل لأقل عدد ممکن وهو دولتین فقط، ولکن "عالمی" من المفترض أنه یجب إشراک الجمیع قبل أن یصبح عالمیاً بالفعل، ویکون مناسباً عندما یرید المرء التأکید على أن شیئاً ما یؤثر على العالم بأسره حتى لو لم یتم تضمین جمیع الأمم أو أجزاء الأرض بشکل مباشر Jokinen, 2005, 203)).

والقیادة العالمیة لها سیاق تاریخی متأصل فی تاریخ القیادة، إذ تطور الترکیز التنظیمی للقائد خلال المراحل التاریخیة من ثقافة زراعیة إلى صناعیة، والیوم إلى ثقافة معلوماتیة، کما تعد أنماط القیادة التحویلیة والخادمة هی الأساس فی القیادة العالمیة، والتی توضح کیف یطلب القائد التحویلی من أتباعه تجاوز مصالحهم الشخصیة لصالح المجموعة أو المنظمة أو المجتمع والنظر فی احتیاجاتهم طویلة الأجل لتطویر أنفسهم، وأن یصبحوا أکثر وعیاً بما هو مهم حقاً، وأن یتم الترکیز على التابعین أولاً، والترکیز على فهم واحترام الآخرین، حیث: الحب الأخلاقی، التواضع، الإیثار، الرؤیة، الثقة التی تنطوی على النزاهة والاحترام، التمکین، الخدمة (Patterson; Dannhauser; Stone, 2007, 4). وتأتی القیادة عبر الثقافات التی مزجت بین القیادة التحویلیة والتعددیة الثقافیة، ورکزت فی البدایة على دراسة المغتربین ووجدت أن هناک عدد من المهارات الرئیسیة والقدرات السیاقیة تم اقتراحها کنهج قیادة قادر على البقاء فی بیئة معولمة، وعلى إلهام أعضاء التنظیم واتخاذ القرارات الأخلاقیة وخلق رؤى استراتیجیة تمتد عبر الحدود الثقافیة، وتشمل مهارات تطویر الذات والآخرین والمهارات الاجتماعیة والشخصیة والقدرة على حل المشکلات المعقدة والغموض، واحتضان الثقافات الأخرى (Perez, 2017, 51). کما استجابت القیادة من خلال بعض التغییرات الرئیسیة للطریقة التی تنظم بها نفسها، والتی تتطلب بشکل أساسی أن یتغیر تفکیر القیادة مع الزمن فیما یعرف باسم "ثقافات التفکیر المتقدم"، التی تشیر إلى أن "الدول التنافسیة لدیها عین على المستقبل"، وإن التأثیر المتتالی لهذا التحدی الملموس فی المستقبل یعنی أن القادة التنظیمیین وعلى جمیع المستویات یواجهون تحدی القیادة العالمیة (Rogers; Blonski, 2010).

      وفی هذا السیاق العالمی، ترى دراسة (University of Cambridge Institute, 2017) أنه ینبغی تعریف القیادة العالمیة والحکم علیها فیما یتعلق بالمخاطر والفرص الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة العالمیة المعقدة، وذلک بأن یُنظر وفق منظور النظم فی تطویر عقلیة عالمیة، وتطویر الدوافع والقیم والشخصیة الأساسیة التی تحقق تأثیر عالمی إیجابی، وذلک بالاستعداد للعمل مع التعقید، والانخراط فی التصمیم والتجریب، واعتماد نهج تعلیمی، بدلاً من السعی إلى القیادة والسیطرة. کما ینبغی فهم القیادة العالمیة لیس فقط من حیث النتائج، ولکن فی دوافع القادة وطباعهم، ومن خلال نظریات القیادة المختلفة "التحویلیة" و"الأخلاقیة" و"الشاملة" و"الخدمیة"، والتی یبدو أنها قابلة للتطبیق عالمیاً عبر السیاقات الثقافیة أما القیادة الموزعة مفیدة مع القادة الأفراد على حساب السیاق والأنظمة التی تظهر فیها القیادة وهذا النموذج المختلط لتطویر القیادة یضیف القیمة مع الترکیز على المعرفة والقیم والمهارات، وذلک فیما یعرف بأطر الکفاءات القیادیة لتقدیم مقاربة منظمة لتوجیه تصمیم برامج تطویر القیادة، وهذه الصفات المحددة من شأنها أن تنجح فی تبنی العقلیة الشاملة للنظم الخاصة بالقائد العالمی، والإدراک الاجتماعی لرجل سیاسة قادر على ترجمة وتحدید إطار القضایا بطرق تحظى بالإهتمام، وتشجع النظر فی السیاق الأوسع لتحقیق الأهداف العالمیة مثل: العدالة الاجتماعیة، وحمایة النظم البیئیة، والاقتصادات العاملة.

وفیما یخص القیادة التربویة العالمیة فإن لدیها القدرة على توظیف التوجهات الإداریة الحدیثة، مثل: التخطیط الاستراتیجی، الإدارة بالمبادرة، کما أن المتغیرات الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة فی العالم تحتم على القیادة التربویة العمل على تکوین رؤى استراتیجیة عالمیة للمنظمة، کما أنها تتمیز بالفکر الإستراتیجی، والثقافة العالمیة، والتعامل الفعال مع تکنولوجیا المعلومات (Irving,2010). کما أن القادة العالمیین یتصرفون بطریقة تشارکیة، والعمل بثقة، ولدیهم القدرة على التحفیز الفکری، وتحسین ظروف العمل، والحضور القوی، ومهارات التواصل الرائعة، والتوجه نحو المخاطر، والطموح والتواضع والاخلاص، والتفاؤل، وقبول التعقیدات، والحساسیة للمشکلات، والانضباط وتوجیه المهام والعلاقة القویة مع المرءوسین، ویمکنهم زیادة إنتاجیة بیئة العمل (Heath; Martin; Shahisaman, 2016, 168).

ثانیاً- القیادة العالمیة فی مؤسسات التعلیم العالی:

لتوضیح مفهوم القیادة العالمیة فی التعلیم العالی، وبسبب قلة الدراسات التی تناولت الموضوع، سیتم استعراض تجربة التعلیم العالی الأمریکی فی القیادة والمشارکة العالمیة فی القرن الحادی والعشرین، والتی أوردها تقریر مجلس التعلیم الأمریکی (ACE) حیث یجد أن الکلیات والجامعات الأمریکیة قد مارست حقاً تأثیراً کبیراً على مؤسسات التعلیم العالی فی جمیع أنحاء العالم، کما أن تأثیرها کان أکثر عمقاً ومباشرة مما یتوقعه التدفق الطبیعی للأفکار، وذلک فی ثلاثة جوانب هی: (American Council on Education, 2011, 9-10)

-      أولاً، وضعت المؤسسات الأمریکیة معیار التمیز، وتحتل الجامعات الأمریکیة المرتبة الأولى فی مختلف التصنیفات للتعلیم العالی بغض النظر عن المنهجیة المستخدمة. حیث مثلت المؤسسات الأمریکیة 53 من أفضل 100 جامعة فی التصنیف الأکادیمی للجامعات العالمیة فی عام 2011. کما تعد المؤسسات الأمریکیة بشکل متزاید نموذجاً لتطویر جامعات وکلیات جدیدة فی جمیع أنحاء العالم.

-      ثانیاً، أنشأت البرامج الأکادیمیة الأمریکیة عالیة الجودة والإعداد الوظیفی/التقنی والبحث مجموعة من الکلیات والجامعات التی تمثل المغناطیس للمواهب من جمیع أنحاء العالم، مما یجعل الولایات المتحدة الدولة المضیفة لأکبر عدد من الطلاب الجامعیین الدولیین وثلثی طلاب الدراسات العلیا الذین یدرسون فی الخارج. وبل یزداد الطلاب الدولیون فی کلیات المجتمع الأمریکیة، إما للتحضیر للانتقال إلى برامج مدتها أربع سنوات أو الحصول على درجات علمیة فی الحقول التی یوجد فیها احتیاجات للعمال المهرة فی بلدانهم.

-      ثالثًا، أن السمة الممیزة للنجاح الاقتصادی للولایات المتحدة وقدرتها التنافسیة فی السوق العالمیة هو نتیجة لنظام التعلیم العالی فیها وما ینتجه من حیث: القدرة على تولید معارف جدیدة، ونقل الاکتشافات الجدیدة من المختبر إلى السوق، وتثقیف القوى العاملة القادرة على دعم الابتکار والتنمیة الاقتصادیة. کما یُنظر له کعنصر أساسی فی تشکیل الوضع الدولی لأمریکا من خلال ما یوصف بأنه "القوة الناعمة"، التی تؤثر على الشؤون العالمیة من خلال نقل الثقافة والعلوم والتکنولوجیا، وإنشاء شرکاء فی الخارج، وروابط طویلة الأمد مع القوى الراسخة والناشئة، وتبادل الأفکار ورأس المال البشری الذی یستفید منه الجمیع.

ویرى "التقریر" أنه هذا الفضاء العالمی الجدید فی التعلیم العالی الأمریکی یتطلب مجموعة من مهارات رسم الخرائط للتنقل فی التضاریس غیر المألوفة، وهی مهارات تتطور الآن فی معظم مؤسسات التعلیم العالی الأمریکی، وذلک فی مواجهة التحدیات والفرص التی تطرحها عولمة التعلیم العالی، والتی حددها التقریر فی مجموعة من القضایا العامة التی تواجه الکلیات والجامعات عند تطویر استراتیجیاتها للمشارکة العالمیة، وجاءت فی ست مواضیع أساسیة هی على النحو الآتی: (American Council on Education, 2011, 17-23)

1- تحدید المبادئ الأساسیة والممارسات العالمیة: إن فرصة المشارکة تجلب معها مبادئ وممارسات ذات جذور عمیقة من التطور وتلتزم بها المؤسسة الأکادیمیة، فعلى سبیل المثال، حریة الاستفسار وحریة التعبیر والمساواة فی الوصول والمعاملة المنصفة، والتی بدورها تؤدی إلى أن تعمل هذه المؤسسات بمعاییر الجودة والشفافیة والمساءلة والمبادئ الأساسیة للبحث الفکری والنزاهة الأکادیمیة وضمان مصداقیتها. ولذا توجد تحدیات خاصة فی إقامة شراکات مع کیانات أو مؤسسات فی مناطق ثقافیة لا تتقاسم هذه القیم الأساسیة، أو فی إقامة تحالفات مع مؤسسات لم تسمح لها مواردها وخبرتها بعد بمطابقة المعاییر الإداریة والمهنیة الأمریکیة.

2- الموازنة بین البراغماتیة والمثالیة: تنطوی المشارکة العالمیة الحقیقیة بطبیعتها على تحریک جمیع الأطراف المعنیة -سواء کانوا طلاب أو أعضاء هیئة التدریس أو طاقم العمل أو قادة الجامعات- خارج منطقة الراحة الملیئة بالأشیاء المألوفة وبالقیم المضمونة، ویضع هذا الانتقال قوى فکریة وعاطفیة قویة فی الحرکة، حیث تظهر المرکزیة العرقیة بمجرد الخروج من المنطقة المحلیة، وحینها قد یتم إغراء البعض لإدانة ما على مستوى القیم، وبشکل یخالف ما یعتقد، أو القیام بممارسة فی البیئة الجدیدة یعتقد أنها خاطئة من الناحیة الأخلاقیة. مثل هذه الحالات تتطلب الاختیار: بالمشارکة من أجل الفهم والتعلم وإحداث التغییر أو رفض المشارکة من قبل الفرد أو المؤسسة، أو إیجاد توازن مناسب بین المثالیة التی تحفز المؤسسات على الانخراط فی الأنشطة العالمیة والواقعیة التی توازن بین الوقت والموارد والترکیز الاستراتیجی.

3- تحدید استراتیجیات مؤسسیة شاملة: تتم الاتصالات والمشارکة العالمیة فی إطار استراتیجیة مؤسسیة شاملة تتماشى بشکل وثیق مع رسالة المؤسسة وتاریخها وقیمها، بحیث تعمل المؤسسة على توضیح الأهداف، وبناء الدعم الداخلی والخارجی لهذه الأهداف، واتخاذ القرارات الرئیسیة (حول استخدام الموارد)، وضمان التزام مداولاتهم بالصفات الممیزة للمؤسسة والمبادئ الأساسیة. ولکن تعانی العدید من المؤسسات -ربما معظمها- فی الواقع، وذلک لأن المشارکة العالمیة نمت بصورة عشوائیة ومخصصة حیث سعت البرامج الفردیة وأعضاء هیئة التدریس إلى تحقیق المصالح الدولیة بشکل مستقل، وتکون النتیجة عبارة عن مجموعة من المبادرات المنفصلة التی قد تکون واسعة النطاق ولکنها فی الغالب لیست عمیقة أو متماسکة.

4- مواءمة المصالح المحلیة والعالمیة: أن قیمة "الذهاب إلى العالم" تکاد تکون بدیهیة فی مؤسسات التعلیم العالی، ویبدو أن الطبیعة العالمیة المتطورة للمجتمع المدنی والاقتصاد العالمی والتحدیات الرئیسیة التی تواجه البشریة تتطلب التعلیم والخدمة والأبحاث التی تتخلل الحدود بسهولة وبأسلوب رشیق. إلا أن هناک ضغوط من أجل الترکیز على المصالح الوطنیة والآثار الاقتصادیة (خاصة على المدى القصیر)، وغالبًا ما تکون هذه المخاوف مشروعة على المدى القصیر، إذ ستحصل الاستجابات للعولمة على أفضل المزایا الطویلة الأجل، ویکمن التحدی الذی یواجه قادة التعلیم العالی فی توضیح فوائد المشارکة العالمیة بشکل واضح للمکونات المختلفة فی الحرم الجامعی المحلی، إذ یساعد التوفیق بعنایة بین النشاط الدولی والمهمة الأساسیة للمؤسسة فی التوفیق بین الأهداف المحلیة والعالمیة المتنافسة.

5- تحدید النماذج الممکنة للمشارکة العالمیة: توجد مجموعة متنوعة من النماذج للمشارکة العالمیة، تتراوح بین اتفاقیات التبادل أو التعاون التقلیدیة إلى الشبکات المعقدة والمتکاملة التی تربط الحرم الجامعی الرئیسی ومواقع الأقمار الصناعیة وتسمح بالحرکة السلسة لأعضاء هیئة التدریس والعلماء فی جمیع أنحاء العالم. إلا أن المشارکة العالمیة المستدامة تتطلب شراکات تتجاوز مذکرات التفاهم النموذجیة التی فی کثیر من الأحیان توقع علیها ثم تنساها، والشراکات الناجحة تتطلب درجة عالیة من الاحترام المتبادل بین الشرکاء، والالتزام بالمثل فی العلاقة، وفهم واضح للمخاطر ذات الصلة، بما فی ذلک السمعة والمالیة. ومن الضروری أن یکون للاتفاقات أهداف یمکن تحقیقها والتزام قوی من القادة ومن جمیع الأطراف، بغض النظر عن المکان الذی تضع فیه المؤسسة الأکادیمیة نفسها على طیف المشارکة العالمیة.

6- دمج التکنولوجیا فی العولمة: فی تکنولوجیا المعلومات یتم الترکیز على ثلاثة مجالات هی: أولاً؛ الشبکات الوطنیة وعبر الوطنیة، والتی تم إنشاء شبکات النطاق العریض القادرة على دعم نقل کمیات هائلة من البیانات، ولتسهیل التعاون ودعم البحث العلمی المتقدم، وهذه الشبکات مترابطة الآن لدعم التعاون الدولی عبر الإنترنت 2 لتبادل البیانات والتعاون على نطاق أوسع، مثل التواجد عن بُعد للمعلمین والطلاب، ومیزات الفصل المحلی عبر الحدود الدولیة. إلا أن الطلب على هذه الشبکات لدعم أشکال التفاعل الأکثر تعقیداً قد أجهد بالفعل قدرة الحکومات والقطاع الخاص والتعلیم العالی على إنشاء البنیة التحتیة اللازمة، ولیس من الواضح ما إذا کانت الفجوة بین من یملکون التکنولوجیا والذین لا یملکونها سوف تتسع أو ستطور طریقة للقفز إلى حالة جدیدة. وفی کلتا الحالتین، فإن تداعیات المشارکة فیها هائلة والقرارات الفردیة والجماعیة لقادة التعلیم العالی یجب أن تتم متوافقة بوضوح مع هذه التداعیات.ثانیاً؛ القدرات المؤسسیة، ونجد أن أفضل الکلیات والجامعات والمزودة بالموارد تکافح من أجل مواکبة الطلب المتزاید على التقنیات الجدیدة والنطاق الترددی الضروری لدعم تلک التقنیات، ومع زیادة وجودها العالمی، سیزداد هذا الطلب فی کل الجامعات وبین الشرکاء الدولیین، والتی قد تحتاج إلى مساعدة لاستیعاب استخدام التکنولوجیا المتقدمة فی شراکة حقیقیة، کما إن مسائل الوصول والأمن والهیاکل اللازمة للتفاعل المتزامن وغیر المتزامن وتوفیر الدعم الفنی العام الکافی، تؤکد على الحاجة إلى الاهتمام المؤسسی بهذا المجال فی ظل تفاقم طلبات الموارد من تکالیف إنشاء وصیانة البنیة التحتیة التکنولوجیة التی تصاحب هذه التکنولوجیات الجدیدة. ویتضمن دعم المشارکة العالمیة إنشاء اتحادات لمشارکة النطاق الترددی وإدارة مراکز البیانات فی جمیع أنحاء العالم.وأخیرًا، یأتی مجال الابتکار التکنولوجی فی الفصول الدراسیة، لنجد أن بعض التقنیات المتاحة لدعم التعلیم والتعلم عبر الحدود الدولیة باهظة الثمن، إلا أن هناک خیارات منخفضة التکلفة نسبیاً یمکن أن توفر فرصاً للتعلّم العمیق بین الثقافات، مثل الشبکات الاجتماعیة وتطبیقاتها المختلفة، ونظراً لأن استخدام التکنولوجیا لدعم التعلیم الدولی یتطلب تعاوناً وثیقاً بین أعضاء هیئة التدریس وموظفی تکنولوجیا المعلومات ومسؤولی البرامج الدولیین، فإنه یتطلب حدوث تحول فی الثقافة المؤسسیة وبکیفیة نظر أعضاء هیئة التدریس إلى عملهم ضمن فریق عمل فنی یتعارض مع النموذج التقلیدی.

ثالثاً: أسس قیادة ومشارکة التعلیم العالی العالمیة:

فی ظل الحقائق العالمیة الجدیدة والفرص الوفیرة لمؤسسات التعلیم العالی فی جمیع أنحاء العالم، یقدم تقریر مجلس التعلیم الأمریکی (ACE) مجموعة من الأسس لتوجیه عمل القیادات الأکادیمیة بشأن قیادة ومشارکة التعلیم العالی العالمیة فی القرن الحادی والعشرین، وهی على النحو التالی: (American Council on Education, 2011, 24-25)

1. أن تؤدی القیادة الأکادیمیة دوراً قیادیاً رئیساً وفنیاً فی معالجة قضایا التعلیم العالی العالمیة الحرجة. بحیث یشمل: وضع مجموعة أساسیة من القیم والمبادئ لتوجیه جهود المشارکة العالمیة لمؤسسات التعلیم العالی، والتی ترکز على معاییر الجودة والمبادئ التوجیهیة الأخلاقیة. وعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة قضایا التعلیم العالی العالمیة. وتشجیع التعاون العالمی داخل مؤسسات التعلیم العالی ومن خلال وظائفها للمساعدة فی معالجة القضایا الرئیسیة التی تتحدى البشریة من خلال أنشطة البحث والتطویر.

2. أن تقوم القیادة الأکادیمیة بتوسیع محفظة الدعوة إلى المشارکة والاضطلاع بدورها فی معالجة القضایا الوطنیة والدولیة التی تؤثر على المشارکة العالمیة للتعلیم العالی، وخاصة التغلب على العوائق التی تحول دون التعاون العالمی المؤسسی. ومساعدة المؤسسات على التعبیر عن فوائد المشارکة الدولیة لأصحاب المصلحة من المؤسسات والمجتمع المحلی.

3. أن تساعد القیادة الأکادیمیة فی جمع البیانات والمعلومات والتواصل بین أفضل الممارسات والابتکارات ونماذج المشارکة العالمیة، واستخلاص الدروس منها، وإجراء البحوث والتحلیلات حول الموارد العملیة التی تساعد الکلیات والجامعات على تحقیق أهدافها الاستراتیجیة، وحول الاتجاهات العالمیة والملامح المحدثة من البلدان الرئیسیة للمناخ العام لشراکات التعلیم العالی.

4. أن تقدم القیادة الأکادیمیة الخدمات التأسیسیة والاستشارات المتخصصة والتوجیهات للمؤسسات المهتمة بتوسیع أو توضیح جهودها الدولیة وفی الساحة العالمیة، ومساعدتها على إقامة علاقات مع المؤسسات فی الخارج ومع برامج مماثلة للتدویل، وتنظیم ورش عمل وندوات عبر الإنترنت تعرض فیها تجارب مؤسسات معینة فی عملیات تدویل التعلیم.

5. أن تعمل القیادة الأکادیمیة على تعمیق العلاقات الدولیة والتواصل للوصول إلى مؤسسات التعلیم العالی العالمیة لتدویل برامجها وخدماتها، من حیث تطویر الاتفاقیات الرسمیة والتعاون مع منظمات التعلیم العالی الأخرى فی العالم، وتوسیع برامج تطویر القیادة العالمیة من خلال البرمجة التعاونیة لتشمل المشارکین فی مؤسسات فی الخارج وقادة التعلیم العالی الدولی، وتعزیز شراکات دولیة ترکز على التکنولوجیا ومجالات تعزیز التواصل، وبناء القدرات التکنولوجیة المؤسسیة للتعلیم العالی، واستخدام التکنولوجیا فی الفصول الدراسیة.

إجراءات الدراسة

منهج الدراسة:

تعتمد الدراسة على المنهج الوصفی لملاءمته لطبیعة الموضوع، حیث تم تنفیذ خطوات الدراسة من جمع البیانات والمعلومات حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، وتحدید الأدوات المستخدمة فی جمع البیانات وتحلیل النتائج.

مجتمع الدراسة وعینتها:

تکون مجتمع الدراسة من جمیع أعضاء هیئة التدریس بجامعة الطائف، والبالغ عددهم (1494) عضو هیئة تدریس وفقاً للإحصاءات الرسمیة، وذلک للعام الدراسی 1439/1440هـ (2019)، أما عینة الدراسة تکونت من (243) عضو هیئة تدریس من بعض کلیات الجامعة، ویشکلون ما نسبته (16,3%) من مجتمع الدراسة الکلی، کما فی الجدول(1).

جدول(1) توزیع أفراد عینة الدراسة حسب متغیرات الدراسة

م

المتغیرات

النوع

العدد

النسبة

الإجمالی

1

الجنس

ذکر

144

59,3 %

243

100%

أنثى

99

40.7 %

2

الکلیة

إنسانیة

114

46,9 %

243

100%

علمیة

129

53,1 %

3

سنوات الخبرة

أقل من 5 سنوات

63

25,9 %

243

100%

من 5 إلى أقل من 10

57

23,5 %

10 سنوات فأکثر

123

50,6 %

4

الدرجة العلمیة

أستاذ مساعد

141

58,0 %

243

100%

أستاذ مشارک

78

32,1 %

استاذ

24

9,9 %

أداة الدراسة:

لتحقیق أهداف الدراسة تم مراجعة الأدب النظری واستعراض الدراسات السابقة،          حیث تم تطویر استبان’ لجمع البیانات من أفراد العینة مکونة من أربعة مهارات (أبعاد) هی: مهارات الشخصیة العالمیة، مهارات تقدیر التنوع الثقافی، مهارات تکنولوجیة وقدرات           مؤسسیة، مهارات بناء الشراکات والتحالفات. ویتکون کل منها من (15) فقرة, حیث استفاد الباحث فی هذا الجزء من بعض الدراسات السابقة کدراسة (Goldsmith, et al., 2003)، (Park et al., 2018)، (حسین والعانی، 2015) بعد حذف بعض فقراتها وتعدیل البعض الأخر وصیاغتها لتغطیة أبعاد الدراسة.

صدق أداة الدراسة:

للتحقق من صدق الأداة الظاهری تم عرضها على (11) محکماً من ذوی الخبرة والاختصاص فی الإدارة التربویة، لتحکیمها من حیث ملاءمة فقراتها لأغراض الدراسة ومدى الصحة اللغویة للفقرات، وتم الأخذ بجمیع أراء المحکمین من حذف أو إضافة أو تعدیل، وتم الأخذ بملاحظاتهم بما یسهم فی تحقیق أهداف الدراسة. واعتمد الباحث التعدیلات التی یوجد اتفاق علیها بما نسبته (80 %)، وفی ضوء اقتراحات المحکمین المختصین تکونت أداة الدراسة بصورتها النهائیة من (60) فقرة وکانت قبل التحکیم مکونة من (64) فقرة.

 الصدق البنائی لأداة الدراسة:

تم التحقق من ثبات الأداة من خلال تطبیقها على عینة استطلاعیة مکونة من (30) عضوا من أعضاء هیئة التدریس بجامعة الطائف من خارج عینة الدراسة، ومن ثم إعادة تطبیقها بعد فاصل زمنی مدته ثلاثة اسابیع على نفس العینة بطریقة الاختبار وإعادة الاختبار (Test–Retest)، وحساب معامل ارتباط بیرسون بین تقدیراتهم على الاستبیان ککل والمحاور فی المرتین، کما تم حساب معامل ثبات الاتساق الداخلی باستخدام معادلة کرونباخ ألفا للاستبیان والمحاور، ویتضح أن الأداة تتمتع بالصدق والثبات، کما فی الجدول(2).

جدول(2) معامل الاتساق الداخلی وثبات الإعادة لأبعاد والدرجة الکلیة للأداة

الأبعاد

معامل ارتباط بیرسون

معامل کرونباخ ألفا

مهارات الشخصیة العالمیة

0,741

0,894

مهارات تقدیر التنوع الثقافی

0,863

0,804

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

0,857

0,791

مهارات بناء الشراکات والتحالفات

0,794

0,883

المجموع الکلی

0,813

0,843

تصحیح أداة الدراسة:

تکونت أداة الدراسة بصورتها النهائیة من (60) فقرة، یضع المستجیب إشارة أمام کل فقرة لبیان مدى تطابقها مع ما یناسبه ومدى قناعته بمضمونها، وفقا لتدرج لیکرت (likert) الخماسی، (مرتفعة جدا، مرتفعة, متوسطة، ضعیفة, ضعیفة جدا)، وبما أن المقیاس یتکون من (60) فقرة فأن أدنى درجة یمکن أن یحصل علیها المفحوص هی (60) درجة، وأعلى درجة هی(300)، وقد تم تصنیف المتوسطات الحسابیة لدرجة توافر مهارات القیادة العالمیة فی جامعة الطائف من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بحسب الفئات الواردة فی الجدول(3):

جدول(3) درجات القطع لتصنیف المتوسطات والحکم على الاستجابات

مستوى الدلالة

طول الخلیة ( الفئة)

درجة ضعیفة جداً

1 إلى أقل من 1.80

درجة ضعیفة

1.80 إلى أقل من 2.60

درجة متوسطة

2.60 إلى أقل من 3.40

درجة مرتفعة

3.40 إلى أقل من 4.20

درجة مرتفعة جداً

4.20 إلى أقل من 5

متغیرات الدراسة:

المتغیرات المستقلة: هی: الجنس وله فئتان (ذکر، أنثى)، الکلیة ولها فئتان (إنسانیة، علمیة)، الدرجة العلمیة ولها ثلاث فئات (أستاذ، أستاذ مشارک، أستاذ مساعد)، سنوات الخبرة ولها ثلاث فئات (أقل من 5 سنوات، من 5 إلى أقل من 10 سنوات، 10 سنوات فأکثر). أما المتغیر التابع: فهو درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمة بالجامعة.

المعالجات الإحصائیة:

استخدم الباحث برنامج التحلیل الإحصائی (SPSS) لتحلیل البیانات التالیة: معامل ارتباط بیرسون (pearson) ومعامل ألفا کرونباخ للتأکد من صدق الاتساق الداخلی والثبات لأداة الدراسة. التکرارات والنسب المئویة لوصف عینة الدراسة. المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للإجابة عن السؤال الأول. اختبار وتحلیل التباین للإجابة عن السؤال الثانی: اختبار "ت" (T-test) لدلالة الفروق بین متغیرین، واختبار "ف" One Way ANOVA)) لدلالة الفروق بین أکثر من متغیرین، واختبار "شیفیه" (Scheffe) لتحدید اتجاه الفروق ولصالح أی من المتغیرات.

تحلیل نتائج الدراسة المیدانیة وتفسیرها

للإجابة عن السؤال الأول: ما درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس؟" تم تحلیل استجابات عینة الدراسة وفقا للأبعاد والعبارات المختلفة، وخلاصة النتائج کما فی الجدول(4):

جدول (4) استجابات أفراد العینة لدرجة توافر مهارات القیادة العالمیة

م

الأبعاد

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

الدرجة

الترتیب

1

مهارات الشخصیة العالمیة

3,31

1,55

متوسطة

1

2

مهارات تقدیر التنوع الثقافی

3.26

1,51

متوسطة

2

3

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

3,04

1,61

متوسطة

4

4

مهارات بناء الشراکات والتحالفات

3.05

1,53

متوسطة

3

درجة توافر مهارات القیادة العالمیة

3.16

1,26

متوسطة

 

یتضح من جدول(4) أن درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,16)، وجاء ترتیب توافر هذه المهارات على التوالی: مهارات الشخصیة العالمیة، مهارات تقدیر التنوع الثقافی، مهارات بناء الشراکات والتحالفات، مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة. وجمیعها بدرجة متوسطة، مما یعنی إدراک أفراد العینة لأهمیة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة بجامعة الطائف، وإن کانوا یرغبون فی مستوى مرتفع من تطبیق تلک المهارات لدى القیادات الأکادیمیة بالجامعة، إذ أنها تسهم فی تمکین القیادات الأکادیمیة من الوعی بالمتغیرات العالمیة والاستفادة منها فی تطویر العمل الأکادیمی والإداری وضمان جودته، وإعداد خریجین قادرین على المنافسة المحلیة والإقلیمیة والعالمیة فی سوق العمل المحلی والعالمی فی القرن الحادی والعشرین، کما إن امتلاک مهارات القیادة العالمیة بجامعة الطائف یمکن قیاداتها لیکونوا قادة الغد العالمیین الذین یتمیزون بالمصداقیة، والقدرة على فهم الرؤیة والقیم العالمیة، والاهتمام بالقضایا العالمیة وقیادة التغیر، والتکیف مع البیئات الثقافیة المختلفة، وفهم أن البلدان تمارس الأعمال بطرق مختلفة، ویمتلکون الذکاء التقنی والمعلوماتی وانعکاس ذلک على القدرات المؤسسیة والبرامجیة فی جامعة الطائف، ولدیهم المرونة فی الاستجابة للاحتیاجات المحلیة، ویدرکون الحاجة إلى إقامة تحالفات من أجل التعاون والتکامل العالمی للإستفادة من التجارب والممارسات الجدیدة.

وتفصیل استجابات عینة الدراسة على العبارات وفقاً لکل بعد على حده، على النحو الآتی:

1- بعد مهارات الشخصیة العالمیة:

جدول(5) استجابات أفراد العینة المتعلقة ببعد مهارات الشخصیة العالمیة

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الممارسة

الترتیب

1

یتمیز بالنزاهة والمصداقیة الأکادیمیة فی سلوکیاته.

4,03

1,28

مرتفعة

1

2

لدیه وعی واحترام للقیم والمبادئ والممارسات العالمیة.

3,82

1,37

مرتفعة

2

6

لدیه قناعة قویة بالتغییر والتطویر من أجل صالح الکلیة.

3,75

1,47

مرتفعة

3

8

یمتلک الشجاعة والحسم والإصرار على تحقیق الأهداف.

3,70

1,51

مرتفعة

4

15

لدیه مرونة وحساسیة فی التکیف مع الثقافات العالمیة.

3,67

1,38

مرتفعة

5

14

یتمیز بالعقلیة العالمیة ذات التفکیر والمنظور النظمی.

3,51

1,50

مرتفعة

6

9

ینطلق من تفکیر استراتیجی ومنظور عالمی وعمیق.

3,28

1,64

متوسطة

7

3

لدیه استقرار عاطفی ونظرة إیجابیة تجاه المشکلات العالمیة.

3,17

1,67

متوسطة

8

10

لدیه فضول معرفی للتعلم والتجربة من مصادر عالمیة.

3,06

1,69

متوسطة

9

5

لدیه رؤیة تتسق مع اتجاهات وقضایا التعلیم العالمیة.

3,04

1,67

متوسطة

10

13

یستجیب بسرعة للمتغیرات المعرفیة والبیانات المتعارضة.

3,02

1,59

متوسطة

11

12

قادر على رؤیة واستشراف المستقبل الأکادیمی عالمیاً.

2,98

1,63

متوسطة

12

7

منفتح ومتمکن فی التعامل مع أفکار وبدائل عالمیة.

2,94

1,64

متوسطة

13

11

لدیه روح المبادرة والمغامرة فی تنفیذ الأعمال الریادیة.

2,85

1,57

متوسطة

14

4

یتمتع بذکاء عاطفی واجتماعی فی بناء العلاقات عالمیاً.

2,85

1,68

متوسطة

15

المجموع الکلی

3,31

1,55

متوسطة

 

یتضح من الجدول(5) توافر مهارات الشخصیة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,31)، مما یعنی إدراک أفراد العینة أن القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف یتمثلون القیم والمبادئ العالمیة فی أدوارهم وممارساتهم؛ حیث یفهمون خصائص الشخصیة العالمیة وأنها تمکنهم من قیادة الجامعة نحو التمیز والتنمیة المستدامة، من خلال مواکبتهم للمتغیرات العالمیة وتوظیفها لخدمة الجامعة، وفهم الثقافات العالمیة، ووضع التصورات المستقبلیة لکلیاتهم، واستثمار القدرات البشریة بما یخدم أهداف الجامعة والمجتمع، ولکن حصول المحور على درجة متوسطة یعنی رغبة أفراد العینة فی زیادة تلک المهارات لتحقیق قیادة عالمیة مبدعة، أما بالنسبة للعبارات التی جاءت بدرجة مرتفعة فتتمثل فی: تمیز القیادات بالتواضع والنزاهة والمصداقیة فی أقوالهم وأفعالهم، ولدیهم قناعة قویة بالتغییر من أجل صالح الکلیة والقسم، ویمتلکون الشجاعة والإصرار على متابعة وتحقیق الأهداف، ویتمیزون بالعقلیة العالمیة الناقدة وذات التفکیر والمنظور النظمی، وینطلقون من تفکیر استراتیجی ومنظور عالمی وعمیق، ولدیهم مرونة فی فهم الآخر والتکیف مع الثقافات العالمیة، وکل هذه المهارات تمکن القیادات الأکادیمیة بجامعة الطائف من تقبل الآخرین والاستماع إلیهم، وعدم الترفع على الآخرین؛ مما یجعلهم قدوة حسنة لجمیع منسوبی الجامعة؛ وهذه الخصائص تزید من الرضى الوظیفی لدى العاملین، وتجعلهم یتعاملون مع التغییر بکفاءة واقتدار، والذی أصبح سمة ملازمة للمؤسسات المعاصرة، والذی لابد أن تتعایش معه الجامعات بشکل دائم ومستمر، وقیادة النجاح بأنفسهم ومواکبة حرکة المتغیرات المحیطة، والیقظة الإداریة والاستراتیجیة، والتفاعل الإیجابی مع الثقافات العالمیة المختلفة، کما یستطیعون الفهم الصحیح لتلک الثقافات وعدم الانسیاق وراء مغریاتها، والبعد عن الصدمات الثقافیة التی تؤثر علیهم وعلى کلیاتهم أو جامعتهم.

أما العبارات التی جاءت بدرجة متوسطة فتتمثل فی قلة التمتع بذکاء عاطفی واجتماعی فی بناء العلاقات عالمیاً، وقلة الانطلاق فی أعمالهم الریادیة بروح المبادرة والمغامرة، وقلة ثقة فی التعامل مع أفکار وبدائل عالمیة، وعدم الاندفاع فی الاستجابة معها إلا بعد امتلاک المعرفة فیها وحل التعارضات التی تبدو علیها، وضعف القدرة على رؤیة واستشراف المستقبل الأکادیمی عالمیاً، وقد ترجع تلک النتائج إلى ترکیز القیادات على العمل بکلیاتهم فی إطار المجتمع المحلی دون التفکیر فی الجوانب العالمیة وأن یصبحون جزءا من المنظومة العالمیة، وذلک برغم أن العالم أصبح قریة صغیرة، وأن الإجراءات العالمیة تؤثر على کافة المؤسسات الجامعیة المحلیة والعالمیة، والذی یرفع من سمعة الجامعة ویزید من قدرتها التنافسیة.  

2- بعد مهارات تقدیر التنوع الثقافی:

جدول(6) استجابات أفراد العینة المتعلقة ببعد تقدیر التنوع الثقافی

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الممارسة

الترتیب

14

یهتم بمناقشة القضایا الإنسانیة والمواطنة العالمیة.

3,83

1,38

مرتفعة

1

13

یضمن المحافظة على أخلاقیات العمل العالمیة.

3,67

1,39

مرتفعة

2

8

یتبنى مفاهیم التعلم التنظیمی المستمر عالمیاً.

3,58

1,41

مرتفعة

3

1

لدیه فلسفة تربویة واضحة فی ضوء متغیرات العولمة.

3,56

1,32

مرتفعة

4

12

لدیه طلاقة لغویة فی التواصل بلغات أجنبیة مختلفة.

3,48

1,49

مرتفعة

5

5

یلتزم بحقوق الملکیة الفکریة فی وظائف الکلیة.

3,44

1,54

مرتفعة

6

2

یحقق المساواة فی الوصول والمعاملة المنصفة بین الجمیع.

3,31

1,55

متوسطة

7

9

یطور الأعضاء على التفاعل مع الثقافات العالمیة.

3,20

1,56

متوسطة

8

10

یترجم الأفکار العالمیة لواقع ملموس فی الکلیة والجامعة.

3,08

1,60

متوسطة

9

3

یمتلک أسالیب الحوار والتفاوض والإقناع الفکری عالمیاً.

3,06

1,59

متوسطة

10

7

یستطیع العمل فی بیئات غیر مألوفة وشدیدة التعقید.

3,00

1,52

متوسطة

11

6

یضع استراتیجیة وتنظیم إداری متوافق مع التغییر العالمی.

2,99

1,55

متوسطة

12

11

یدعم ممارسات الحریة الأکادیمیة فی الاستقصاء والتعبیر.

2,98

1,58

متوسطة

13

4

یتبنى مواقف غیر تقلیدیة لمعالجة المشکلات العالمیة.

2,92

1,60

متوسطة

14

15

یحترم الفروق الثقافیة والتنوع العرقی بین الأعضاء.

2,85

1,70

متوسطة

15

المجموع الکلی

3,26

1,51

متوسطة

 

یتضح من الجدول(6) توافر مهارات تقدیر التنوع الثقافی لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,26)، مما یعنی رؤیة أفراد العینة أن القیادات الأکادیمیة یهتمون بمهارات تقدیر التنوع الثقافی والذی یعنی مجموعة متباینة من الثقافات المتنوعة التی تمثل جزءا مهماً من المجتمع، والتی تتفاعل مع بعضها، بما تحمله من عادات وتقالید وقیم وغیرها، مما یعنی رغبة القیادات فی البعد عن الصراع الثقافی، والفوضى التی تسببها الثقافات المختلفة، ولکن حصول المحور على درجة متوسطة قد یعنی أن أفراد العینة یرون أن هناک خلل فی زیادة توطید العلاقة بین الهویة الوطنیة والتنوع الثقافی، وأنهم یرغبون فی أن ینطلق التنوع الثقافی من الهویة الإسلامیة التی یتمیز بها المجتمع السعودی.

أما بالنسبة للعبارات التی جاءت بدرجة مرتفعة فتتمثل فی: اهتمامهم بمناقشة القضایا الإنسانیة والمواطنة العالمیة، والمحافظة على أخلاقیات العمل، وتبنی مفاهیم التعلم التنظیمی والذی ینعکس إیجابیا على الأداء الجامعی المبنی على الکفاءة والأمانة والشفافیة وغیرها، ولدیهم فلسفة تربویة واضحة فی ضوء متغیرات العولمة؛ وقد ترجع تلک النتیجة إلى إیمان أفراد العینة بأهمیة التعلیم المستمر فی ضوء العولمة والذی یلقى اهتماما عالمیا؛ لأنه یسهم فی تطویر الأفراد فی مجتمع المعرفة، وتحقیق أهداف المجتمع التنمویة، وزیادة قدرة الإنسان على التعلم دون التقدید بالزمان والمکان، وعدم الاقتصار على فترة معینة من الحیاة، حیث یواکب التعلیم المستمر التدفق المعرفی، ویعد أفرادا قادرین على التعلم ذاتیاً.

أما العبارات التی جاءت بدرجة متوسطة فتتمثل فی: التزام القیادات باحترام الفروق الثقافیة والتنوع العرقی، وضعف تبنی مواقف غیر تقلیدیة لمعالجة المشکلات الأکادیمیة، ودعم ممارسات الحریة الأکادیمیة، وعدم وضع تنظیم إداری متوافق مع متطلبات التغییر العالمی، وقد ترجع تلک النتیجة إلى اعتماد التنظیم الإداری الخاص بالکلیات على لوائح تنظیم الجامعات السعودیة، وأنهم یسعون لتطویر ذلک التنظیم بما یتواکب مع التغیرات العالمیة من خلال أتمتة الأقسام والإدارات، وتوظیف الإجراءات الإداریة الحدیثة، وتحقیق الانسجام بین عناصر المؤسسة الجامعیة، إلا أن ذلک قد یعتریه بعض المرکزیة فی اتخاذ القرارات، إضافة إلى الالتزام بالممارسات التقلیدیة، وضعف الاستجابة بمرونة وإبداع للمشکلات الصعبة، ولکن یتم ذلک فی إطار النظام العام للجامعة، وقد یعنی قلة توفر الوقت الکافی لهذه الأعمال نظرا لزیادة العبء التدریسی لأعضاء هیئة التدریس، وانشغالهم بإعداد البحوث وأعمال الجودة والاعتماد.

3- بعد المهارات التکنولوجیة والقدرات المؤسسیة:

جدول(7) استجابات أفراد العینة المتعلقة ببعد المهارات التکنولوجیة والقدرات المؤسسیة

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الممارسة

الترتیب

5

یستخدم التکنولوجیا الرقمیة وأدوات التواصل الاجتماعی.

3,81

1,31

مرتفعة

1

1

یوظف الشبکة واسعة النطاق فی تنفیذ مهام القیادة العالمیة.

3,41

1,59

متوسطة

2

13

یضمن الالتزام بمعاییر الجودة النوعیة البرامجیة والمؤسسیة.

3,30

1,66

متوسطة

3

10

یوظف تقنیات التعلم الإلکترونی بفعالیة فی الفصول الدراسیة.

3,29

1,60

متوسطة

4

9

یشارک زملاءه بفعالیة فی نظم عملیة دعم واتخاذ القرار.

3,26

1,62

متوسطة

5

11

قادر على إدارة الأزمات والتعامل معها بشکل استباقی.

3,17

1,66

متوسطة

6

4

یبحث عن المعلومات فی مصادر وشبکات عالمیة متعددة.

3,05

1,63

متوسطة

7

3

یوفر بیئة ملائمة للإبداع المعرفی والأبحاث التطبیقیة.

3,01

1,66

متوسطة

8

7

یدعم عملیات حوکمة التعلیم والشفافیة والمحاسبیة.

2,91

1,65

متوسطة

9

15

یطبق قیادة التغییر بکل اقتدار ویقیم نتائجها أولا بأول.

2,90

1,67

متوسطة

10

2

یستطیع العمل والمشارکة عن بعد فی فرق الإدارة الافتراضیة.

2,87

1,61

متوسطة

11

8

یطبق إدارة المواهب لتطویر واستبقاء الباحثین المتمیزین.

2,82

1,61

متوسطة

12

12

یقدم تغذیة راجعة وفق المعاییر والتصنیفات العالمیة.

2,73

1,64

متوسطة

13

6

یبنی القدرات التکنولوجیة وتطبیقاتها فی الکلیة والجامعة.

2,69

1,70

متوسطة

14

14

یطبق إدارة ذکیة توجد الفرص ونقاط القوة لتمیز الکلیة.

2,40

1,65

ضعیفة

15

 

المجموع الکلی

3,04

1,61

متوسطة

 

  ویتضح من الجدول(7) توافر المهارات التکنولوجیة والقدرات المؤسسیة بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,04)، وهو ما یعنی رؤیة العینة أن القیادات الأکادیمیة بجامعة الطائف یستخدمون التقنیة ووسائل التواصل الاجتماعی، وقد تبدو تلک النتیجة طبیعیة فی ظل الثورة العلمیة والتکنولوجیة التی یشهدها العالم، والإمکانات التکنولوجیة الکبیرة بجامعة الطائف، ولکن حصول هذا المحور على درجة متوسطة قد یعنی أن أفراد العینة یرون أن هناک بعض المهارات المعلوماتیة والتکنولوجیة قد لا تتوفر لدى القیادات الأکادیمیة أو أنها تتوفر بدرجة قلیلة، مثل مهارات المتقدمة فی البرمجة أو الحمایة الإلکترونیة وغیرها، أما بالنسبة للعبارات التی جاءت بدرجة مرتفعة فتتمثل فی: استخدام التکنولوجیا الرقمیة وأدوات التواصل الاجتماعی، وتوظیف التقنیات الحدیثة فی تنفیذ مهام القیادة العالمیة، وهو ما یعنی قدرة القیادات على استخدام الإنترنت والأجهزة الإلکترونیة بشکل سلیم وتوظیفها فی خدمة الجامعة، والقیام بالمهام بطرق جدیدة ومبتکرة، وهو ما ینعکس على جودة الأداء بالجامعة، وتطویرها بما یحقق المیزة التنافسیة المستدامة، وتلبیة متطلبات سوق العمل المحلی والعالمی.

  کما جاءت معظم العبارات بدرجة متوسطة؛ لتدل أن هناک جهودا تبذل فی ضمان الالتزام بالجودة النوعیة البرامجیة والمؤسسیة، وتوظیف التعلم الإلکترونی فی تقدیم برامج ومقررات الأقسام العلمیة، ولکن تلک الجهود قد تکون لیس على المستوى المطلوب، وقد ترجع تلک النتیجة إلى اختلاف الرؤى لدى القیادات فیما یتعلق بتوظیف المهارات المعلوماتیة والتکنولوجیة والاستخدام الفعلی لتکنولوجیا المعلومات والاتصالات والتقنیات الرقمیة، أو قلة انتقال البعض من الطور التقلیدی والترکیز على المهارات التقلیدیة إلى الطور الإبداعی والعالمی، أو قلة تمکن القیادات من المهارات التکنولوجیة بما یمکنهم من إدارة نظام التعلیم الرقمی الإلکترونی، أو أن القیادات یرون أنهم یعملون فی بیئة محلیة ولا داعی لتنفیذ مهام القیادة العالمیة، وأنهم یمتلکون القدرة على إدارة الأزمات والتعامل معها بشکل استباقی فی ضوء الإمکانات المتاحة، ویصلون إلى المعلومات من مصادر متعددة محلیة وعالمیة بما یخدم مصالحهم الشخصیة ومصالح جامعتهم، ویوفرون بیئة ملائمة للإبداع المعرفی والأبحاث التطبیقیة فی ضوء الإمکانات المتاحة من أجهزة ومعدات ومیزانیة وغیرها، کما أنهم یستطیعون العمل عن بعد فی فرق الإدارة الافتراضیة إذا ما أتیحت لهم الفرصة لذلک.

أما العبارات التی جاءت فی المرتبة الأخیرة فتعنی رؤیة أفراد العینة أن القیادات یطبقون إدارة ذکیة توجد الفرص ونقاط القوة لتمیز المؤسسة بدرجة ضعیفة، وضعف تقدیم التغذیة الراجعة وفق المعاییر والنتائج العالمیة والمقارنات المرجعیة، وضعف تطبیق معاییر ومؤشرات الاعتماد الأکادیمی العالمیة، وقد ترجع تلک النتیجة إلى ضعف رغبة القیادات فی تغییر طرق العمل والتنافس مع الجامعات النظیرة، وقلة تنظیم فرق عمل لتحقیق النجاح والتمیز، أو قلة وضوح الرؤیة الخاصة بالإدارة الذکیة التی تستثمر الفرص ونقاط القوة لإیجاد الحلول الناجحة للتحدیات التی تواجه العمل الجامعی، أو أن القیادات یعتقدون أنهم یطبقون الإدارة الذکیة من وجهة نظر محلیة دون التعرف على أفضل الممارسات العالمیة، ودون بناء شبکة معلومات عالمیة متمیزة تسهم فی تحقیق الجودة والتمیز المؤسسی، وتوفر لهم تغذیة راجعة وفق المعاییر والتصنیفات والمقارنات المرجعیة العالمیة، ضعف الرغبة فی تطویر مهاراتهم وقدراتهم وفق أحدث الممارسات لإدارة المواهب واستقطاب الباحثین المتمیزین.

4- بعد مهارات بناء الشراکات والتحالفات:

جدول(8) استجابات أفراد العینة المتعلقة ببعد مهارات بناء الشراکات والتحالفات

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الممارسة

الترتیب

6

یشجع الحضور والمشارکة فی المؤتمرات العالمیة.

3,73

1,43

مرتفعة

1

13

یوائم البرامج مع احتیاجات سوق العمل عالمیاً.

3,55

1,46

مرتفعة

2

2

یدعم البحث والتطویر لجوانب المنظومة التعلیمیة.

3,43

1,33

مرتفعة

3

3

یشجع التنافس للحصول على التمیز العالمی.

3,40

1,49

مرتفعة

4

10

یفعل برامج التنمیة المستدامة والبیئیة عالمیاً.

3,39

1,39

متوسطة

5

8

یقارن إنجازات المؤسسة بنماذج إقلیمیة وعالمیة.

3,30

1,44

مرتفعة

6

1

یشجع إجراء البحوث المشترکة مع النظراء عالمیاً.

3,24

1,54

متوسطة

7

5

یطور الاتفاقیات والتعاون مع کلیات وجامعات متمیزة.

3,03

1,64

متوسطة

8

12

یرصد أفضل الممارسات الأکادیمیة للاستفادة منها.

2,99

1,63

متوسطة

9

11

یسعى للمشارکة فی التصنیفات العالمیة المتخصصة.

2,98

1,62

متوسطة

10

4

یبنی روابط وعلاقات توأمة مع الجامعات المتمیزة عالمیاً.

2,79

1,65

متوسطة

11

7

یُفعّل التبادل الأکادیمی وعملیات تدویل التعلیم العالی.

2,77

1,68

متوسطة

12

14

ینوع مصادر التمویل بالمؤسسة من موارد وامکانات متعددة.

2,65

1,62

متوسطة

13

9

یشجع الاستثمار المعرفی والتکنولوجی مع الشرکات العالمیة.

2,28

1,58

ضعیفة

14

15

یُفعّل الهیئة الاستشاریة من ذوی العلاقة والخبرة عالمیاً.

2,19

1,58

ضعیفة

15

 

المجموع الکلی

3,05

1,53

متوسطة

 

ویتضح من الجدول(8) توافر مهارات بناء الشراکات والتحالفات لدى القیادات الجامعیة فی جامعة الطائف بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,05)، وهو ما یعنی رؤیة أفراد العینة أن القیادات الأکادیمیة یهتمون بتلک المهارات؛ وذلک لما للشراکات والتحالفات من أهمیة فی الوقت الحالی؛ حیث أنها أحد مفاتیح النهوض بالمجتمع، کما أنها تعمل على التنسیق بین جهود القیادات الجامعیة والمؤسسات الأخرى؛ لتعبئة کافة الموارد بأنواعها المختلفة، والذی یسهم فی تحقیق تنمیة متکاملة ومستدامة للجامعة والمجتمع، ولکن حصول هذا المحور على درجة متوسطة یؤکد أن بناء الشراکات والتحالفات یحتاج إلى بذل المزید من الجهود من قبل القیادات الأکادیمیة وبحیث یتم تحقیق التعاون والتضامن لتحقیق أهداف الجامعة والمجتمع.

وبالنسبة لعبارات هذا المحور التی جاءت بدرجة مرتفعة فتتمثل فی: تشجیع القیادات الحضور والمشارکة فی الندوات والمؤتمرات العلمیة؛ وتوفیر فرص التعاون مع المؤسسات الحکومیة والخاصة المختلفة لتحقیق احتیاجاتها من البرامج، وأنهم یدعمون البحث والتطویر فی جمیع جوانب المنظومة التعلیمیة، کما أن تطویر المنظومة التعلیمیة یسهم فی تحقیق کفاءات أساسیة ومتمیزة لاستمرار الجامعة فی إبداع طرق جدیدة وفاعلة لتقدیم خدماتها المختلفة، کما یرى أفراد العینة أن القیادات یشجعون التنافس للحصول على تمیز المؤسسة محلیاً وعالمیاً، ویقارنون إنجازات المؤسسة بنماذج عدیدة إقلیمیة وعالمیة، ویشجعون إجراء البحوث المشترکة مع النظراء عالمیاً، وذلک لأن التعاون والتنافس یمکن الجامعة من السعی لأن تبقى متمیزة فی وظائفها المختلفة، وتزید من قدرتها على التعامل مع المتغیرات المحیطة، لما لذلک من أهمیة فی رفع تصنیف الجامعة عالمیا، والتعرف على العوامل الحاسمة فی نجاح الجامعات، وزیادة القدرة على اتخاذ القرارات لمواجهة تحدیات سوق العمل، ومساعدة الجامعة على أن تکون أفضل مما هی علیه، أما العبارات التی جاءت بدرجة متوسطة فتتمثل فی: أن تکون المؤسسة منتجة ومعتمدة على نفسها، وأن تتم عملیات مقارنة مرجعیة لها وفق أفضل الممارسات العالمیة والاستفادة من تطبیقها فی کلیات الجامعة، مما قد یرجع ذلک إلى وجود بعض المعوقات التی تعوق تنفیذ تلک الممارسات والتی قد تتمثل فی ضعف المیزانیات المالیة والمادیة، وقلة وجود الرؤى الطموحة لدى البعض، وافتقاد البعض لثقافة تبادل المعلومات، وقلة میل البعض نحو تبنی عملیات التغییر، أو الخوف من الخطأ والخضوع للمحاسبة. 

وجاءت معظم العبارات بدرجة متوسطة لتؤکد أن القیادات یتمتعون ببعض المهارات فی بناء الشراکات والتحالفات ویفتقدون للبعض الآخر، أو أنهم لدیهم تلک المهارات ولکن لا یحاولون ممارستها فی الواقع المیدانی، أما العبارات التی جاءت فی مراتب متأخرة فتؤکد على أن القیادات لا یُفعّلون الهیئة الاستشاریة من ذوی العلاقة محلیاً وعالمیاً، وقد ترجع تلک النتیجة إما إلى عدم وجود هیئات استشاریة على المستوى المحلی والعالمی، أو أن هناک العدید من المعوقات التی تعوق تشکیل وتفعیل عمل تلک الهیئات مثل ضعف التعاون بین الجامعة ومؤسسات المجتمع المحلی، أو أن هذه الهیئات لا یتم الاستعانة بها إلا فی الأمور المهمة جدا کإنشاء برامج أو إلغاء أخرى، أو أن اجتماعات تلک الهیئات قد تکون صوریة على الورق فقط، أو نقص الوعی اللازم لدى تلک الهیئات بالأدوار المنوطة بها، أو انشغال أعضاء تلک الهیئات بأحوالهم الخاصة وبأعمالهم التی قد تشغلهم عن المشارکة مع الجامعة، کما أکد أفراد العینة أن القیادات لا یشجعون الاستثمار المعرفی مع الشرکات المحلیة والعالمیة، وبشکل یؤدی إلى تنویع مصادر التمویل وفق الشراکات العالمیة، على الرغم مما یحققه الاستثمار المعرفی مع الشرکات من فوائد حیث أنه یجعل الجامعة تعتمد على مواردها الخاصة، کما یسهم الاستثمار المعرفی فی الوصول بالجامعة إلى المعاییر العالمیة للجودة ومنافسة الجامعات العالمیة، وعلى الجانب الآخر تستفید الشرکات من الإمکانات العلمیة للجامعة وکوادرها المتخصصة بما یحقق تنمیة مستدامة لتلک المؤسسات، کما یعد الاستثمار المعرفی من أهم الرکائز لتحقیق التقدم التقنی الذی یمکن بواسطته رفع مستوى تصنیف الجامعات، وقد یرجع عدم تشجیع القیادات على الاستثمار المعرفی مع الشرکات المحلیة والعالمیة إلى غیاب التواصل بین الجامعة والشرکات المحلیة والعالمیة، أو قلة المیزانیات المخصصة للبحث العلمی فی الجامعة، أو قلة اقتناع بعض القیادات بأهمیة الاستثمار المعرفی مع الشرکات، أو اتسام البحوث الجامعیة بالتقلیدیة، أو عدم وجود الضوابط والتشریعات والآلیات المحددة التی تحکم عملیة الاستثمار المعرفی مع الشرکات المحلیة والعالمیة.

وللإجابة عن السؤال الثانی ما الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسطات استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة، والتی قد تعزى لمتغیرات: الجنس، الکلیة، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة؟ تم تحلیل استجابات عینة الدراسة وفقا للأبعاد التالیة:

1- للکشف عن الفروق بین متوسطات أفراد العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة التی قد تعزى لمتغیری الجنس والکلیة، تم استخدام اختبار ت" للمجموعات المستقلة (Independent Samples T-Test) للمقارنة بین استجابات فئات عینة الدراسة، وجاءت النتائج کما فی الجدولین (9، 10) التالیة:

جدول(9) نتائج اختبار "ت" للفروق بین متوسطات فئات عینة الدراسة وفقاً لمتغیر الجنس

م

الأبعاد

الجنس

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة

"ت"

مستوى الدلالة

1

مهارات الشخصیة العالمیة

إناث

99

48,01

15,55

1,628

0,105

ذکور

144

50,89

12,03

2

مهارات تقدیر التنوع الثقافی

إناث

99

47,27

14,71

1,764

0,079

ذکور

144

50,25

11,55

3

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

إناث

99

43,91

13,36

1,451

0,148

ذکور

144

46,14

10,50

4

مهارات بناء الشراکات والتحالفات

إناث

99

43,42

15,24

3,285

0,001

ذکور

144

49,26

12,37

درجة توافر مهارات القیادة العالمیة

إناث

99

182,62

55,49

2,213

0,028

ذکور

144

196,55

42,50

یتضح من الجدول(9) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) بین متوسطات استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة وفی بعد مهارات بناء الشراکات والتحالفات، وهذه الفروق تعزى للجنس ولصالح الذکور، مما یعنی اختلاف رؤیة أفراد العینة من الذکور والإناث فی تقدیر توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة، وقد تفسر تلک النتیجة بتفوق أفراد العینة من الذکور على الإناث فی الاهتمام بملاحظة مهارات القیادة العالمیة، وقد تبدو تلک النتیجة طبیعیة، وذلک بحکم الظروف الاجتماعیة للإناث، والتی قد لا تتیح لهن الفرصة فی المشارکة فی المؤتمرات والندوات العالمیة وعقد الشراکات والتحالفات، وحضور الدورات التدریبیة التقنیة وغیرها، أما الذکور فیمیلون إلى التواصل والتفاعل مع القیادات الأکادیمیة ومع آخرین فی جامعات أخرى ومجتمعات أخرى سواء محلیة أو عالمیة، بینما لا توجد فروق عند أی مستوى من مستویات الدلالة بالنسبة لمحاور (مهارات شخصیة عالمیة، مهارات تقدیر التنوع الثقافی، مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة)؛ مما یعنی اتفاق أفراد العینة من الذکور والإناث حول هذه المحاور؛ لأنهم یعملون فی مؤسسة واحدة وبیئة اجتماعیة وثقافیة واحدة ویتعرضون لنفس المشکلات والتحدیات تقریباً.

وتختلف نتائج الدراسة مع نتائج وردت فی دراسة (Patterson; Dannhauser; Stone, 2007) والتی أکدت على أن القیادات النسائیة أکثر فاعلیة وطبیعیة من الرجال فی مهارات القیادة العالمیة، فی الجوانب العلائقیة والتحویلیة والحساسیة والیقظة، وفی الکفاءات الأساسیة للقیادة العالمیة المتمثلة فی الوعی الذاتی والمشارکة فی التحول الشخصی والفضول المعرفی؛ بینما یمیل الرجال إلى أن یکونوا أکثر فعالیة فی ممارسة السلطة والسیطرة. ومع ما ورد فی دراسة (University of Cambridge Institute, 2017) التی وجدت أن النساء أکثر من الرجال فی مهارات القیادة العالمیة، خاصة فی التعاطف والابتکار والتوصل إلى حلول وسط وأکثر عرضة للدفاع عن المعتقدات والعمل على تحسین الجودة وأکثر صدقاً وأخلاقیة، کما أن النساء فی المناصب العلیا یؤدون عملاً أفضل من الرجال، ویتعاملن مع القضایا الاجتماعیة مثل التعلیم والرعایة الصحیة أفضل بینما الرجال أفضل فی التعامل مع الأمن القومی والدفاع.

جدول(10) نتائج اختبار "ت" للفروق بین متوسطات فئات عینة الدراسة وفقاً لمتغیر الکلیة

م

المحور

الکلیة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة

"ت"

مستوى الدلالة

1

مهارات شخصیة عالمیة

إنسانیة

114

52,13

12,46

2,625

0,009

علمیة

129

47,58

14,27

2

مهارات تقدیر التنوع الثقافی

إنسانیة

114

50,97

12,71

2,203

0,029

علمیة

129

47,32

13,03

3

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

إنسانیة

114

46,54

11,50

1,629

0,105

علمیة

129

44,08

11,93

4

مهارات بناء الشراکات والتحالفات

إنسانیة

114

48,85

12,66

2,099

0,007

علمیة

129

45,13

14,71

درجة توافر مهارات القیادة العالمیة

إنسانیة

114

198,50

45,66

2,321

0,026

علمیة

129

184,13

50,26

یتضح من الجدول(10) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) بین متوسطات استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة وفی بعد مهارات الشخصیة العالمیة، وهذه الفروق تعزى للکلیة ولصالح الکلیات الإنسانیة، مما یعنی اختلاف رؤیة أفراد العینة من الکلیات العلمیة والإنسانیة فی تقدیر درجة توافر مهارات القیادة العالمیة فی جامعة الطائف لدى القیادات الأکادیمیة والتی ترجع لمتغیر الکلیة، وقد تفسر تلک النتیجة بوعی أفراد العینة من الکلیات الإنسانیة بمهارات القیادة العالمیة وأهمیتها فی الاستفادة من المهارات والخبرات والتقنیات الإداریة المتقدمة نتیجة للتعاون بین الجامعات، ومساعدة الجامعة على فهم فوائد المشارکة الدولیة، والتعرف على أفضل الممارسات القیادیة العالمیة، وتوظیفها فی خدمة الجامعة، ورصد التطورات العالمیة، وإقامة خطوط اتصال مع المؤسسات النظیرة، وقد تبدو تلک النتیجة طبیعیة نظرا لأن بعض الکلیات الإنسانیة لها علاقة بالقیادة والإدارة؛ وتقوم بتدریس بعض المقررات مثل القیادة التربویة، إدارة الأعمال، وضمان الجودة والاعتماد، وغیرها، بینما لا توجد فروق عند أی مستوى من مستویات الدلالة بالنسبة لمحور (مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة)؛ مما یعنی اتفاق أفراد العینة من الکلیات العلمیة والإنسانیة حول هذا المحور؛ حیث تحتاج أی قیادة سواء فی الکلیات العلمیة أو الإنسانیة لتلک المهارات وخاصة فی هذا العصر الذی ارتبطت فیه التقنیة بکل المستویات الوظیفیة، والتی بدورها تمکن القیادات من استثمار الإمکانات التکنولوجیة الهائلة سواء على المستوى المحلی أو العالمی.

2- للکشف عن الفروق بین متوسطات أفراد العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة التی قد تعزى لمتغیری سنوات الخبرة والدرجة العلمیة، تم استخدام اختبار "ف" تحلیل التباین الأحادی (One Way ANOVA) للمقارنة بین استجابات فئات عینة الدراسة، وجاءت النتائج کما فی الجدولین (11، 13):

جدول(11) نتائج اختبار "ف" للفروق بین استجابات فئات عینة الدراسة طبقاً لسنوات الخبرة

م

الأبعاد (المهارات)

مصدر التباین

درجات الحریة

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قیمة ف

مستوى الدلالة

1

شخصیة العالمیة

بین المجموعات

2

1839,697

919,848

5,126

0,007

داخل المجموعات

240

43069,274

179,455

2

تقدیر التنوع الثقافی

بین المجموعات

2

918,174

459,087

2,761

0,065

داخل المجموعات

240

39900,493

166,252

3

تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

بین المجموعات

2

870,084

435,042

3,193

0,043

داخل المجموعات

240

32700,072

136,250

4

بناء الشراکات والتحالفات

بین المجموعات

2

1144,278

572,139

3,016

0,013

داخل المجموعات

240

45524,495

189,685

درجة توافر مهارات القیادة العالمیة

بین المجموعات

2

18143,031

9071,515

3,934

0,021

داخل المجموعات

240

553434,508

2305,977

یتضح من الجدول(11) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) بین متوسطات استجابات العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة وفی جمیع الأبعاد عدا بعد مهارات تقدیر التنوع الثقافی، وهذه الفروق تعزى لسنوات الخبرة مما یعنی اختلاف رؤیة أفراد العینة فی تقدیر درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة بجامعة الطائف وذلک بحسب فئات سنوات الخبرة لأفراد عینة الدراسة، ولتحدید اتجاه الفروق لصالح أی من الفئات، تم استخدام اختبار شیفیة (Scheffe)، وجاءت النتائج فی جدول(12):

جدول (12) نتائج اختبار شیفیة للفروق بین فئات سنوات الخبرة

م

الأبعاد

سنوات الخبرة

العدد

المتوسط الحسابی

أقل من 5 سنوات

من 5 إلى أقل من  10 سنوات

 

1

مهارات شخصیة عالمیة

أقل من 5 سنوات

63

54,1905

 

7,3308*

من 5 لأقل من 10

57

46,8596

 

 

10 سنوات فأکثر

123

48,7561

5,4343*

 

3

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

أقل من 5 سنوات

63

47,7778

 

5,3918*

من 5 لأقل من 10

57

42,3860

 

 

10 سنوات فأکثر

123

45,2602

 

 

4

مهارات بناء الشرکات والتحالفات

أقل من 5 سنوات

63

44,1074

 

4,4871*

من 5 لأقل من 10

57

39,8348

 

 

10 سنوات فأکثر

123

41,7615

 

 

درجة توافر مهارات القیادة العالمیة

أقل من 5 سنوات

63

204,6349

 

23,5296*

من 5 لأقل من 10

57

181,1053

 

 

10 سنوات فأکثر

123

188,3659

 

 

ویتضح من الجدول(12) أن الفروق کانت بین فئة (أقل من 5 سنوات) من ناحیة  وفئتی (من 5 إلى أقل من 10 سنوات) و(10 سنوات فأکثر) فی درجة توافر مهارات           القیادة العالمیة وفی بعدی مهارات الشخصیة العالمیة وبناء الشراکات والتحالفات، لصالح فئة (أقل من 5 سنوات)، وأیضاً کانت الفروق بین فئة (أقل من 5 سنوات) وفئة (من 5 إلى أقل من 10 سنوات) فی بعد مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة لصالح عینة (أقل من 5 سنوات)، مما یعنی أن سنوات الخبرة لیس لها تأثیر فی درجة توافر مهارات القیادة العالمیة، وإنما حداثة الخبرة حیث نجد أن أفراد العینة الأقل فی سنوات الخبرة یدرکون أکثر من غیرهم أهمیة المهارات الشخصیة العالمیة، والمهارات التکنولوجیة ویطبقونها؛ وقد ترجع تلک النتیجة إلى أن القیادات الأصغر سناً ربما تکون لدیهم الرغبة فی امتلاک جمیع المهارات ویریدون أن یکون لهم تأثیر قوی فی أعمالهم من خلال امتلاک مهارات القیادة العالمیة، کما قد یکون بعض من هؤلاء الأعضاء قد عادوا حدیثاً من بعثات خارجیة ولمسوا وعایشوا واقع أداء القیادات فی الخارج وما یتمیزون به من مهارات ویریدون أن یطبقوا ما رأوه ولمسوه فی کلیاتهم، کما قد یرجع ذلک إلى أن القیادات الأصغر سناً قد تکون مقبلة على العمل القیادی ولدیهم الطموح الکبیر فی أن یکونوا علامات بارزة فی جامعتهم ومجتمعهم بامتلاکهم مهارات القیادة العالمیة.

جدول(13) نتائج اختبار "ف" للفروق بین استجابات فئات عینة الدراسة طبقا للدرجة العلمیة

م

البعد

مصدر التباین

درجات الحریة

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قیمة ف

مستوى الدلالة

1

مهارات شخصیة عالمیة

بین المجموعات

2

181,837

90,918

0,488

0,615

داخل المجموعات

240

44727,134

186,363

2

مهارات تقدیر التنوع الثقافی

بین المجموعات

2

306,931

153,465

0,909

0,404

داخل المجموعات

240

40511,736

168,799

3

مهارات تکنولوجیة وقدرات مؤسسیة

بین المجموعات

2

593,544

296,772

2,160

0,118

داخل المجموعات

240

32976,612

137,403

4

مهارات بناء الشراکات والتحالفات

بین المجموعات

2

291,627

145,813

0,755

0,471

داخل المجموعات

240

46377,147

193,238

درجة تطبیق مهارات القیادة العالمیة

بین المجموعات

2

4506,353

2253,177

0,954

0,387

داخل المجموعات

75

567071,186

2362,797

یتضح من الجدول(13) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند أی من مستویات الدلالة بین متوسطات استجابات أفراد العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة وجمیع الأبعاد، والتی قد تعزى للدرجة العلمیة، مما یعنی اتفاق آراء أفراد العینة من مختلف الدرجات العلمیة حول هذه المهارات، والذی یؤکد أن الدرجة العلمیة لیس لها تأثیر فی درجة توافر مهارات القیادة العالمیة من وجهة نظرهم، وقد ترجع تلک النتیجة إلى جمیع أفراد العینة یدرکون أن نجاح کلیاتهم وأقسامهم ووصولها إلى أهدافها مرتبط بدرجة توافر مهارات القیادة العالمیة وقناعتهم بها، وسعیهم للوصول إلى مستوى مرتفع من الأداء من خلال تطبیقها، وأیضاً قد ترجع تلک النتیجة إلى أن التقنیات الحدیثة المتوفرة بالجامعة ساعدت أفراد العینة على الاطلاع على تلک المهارات، وعلى الأدوار المطلوبة منهم لتطبیقها بما یتواکب مع الواقع المحلی.

ملخص النتائج والتوصیات والمقترحات

-           أن درجة توافر مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف متوسطة، وبمتوسط حسابی (3,16)، وجاء ترتیب توافر المهارات على التوالی: الشخصیة العالمیة، تقدیر التنوع الثقافی، بناء الشراکات والتحالفات، التکنولوجیة والقدرات المؤسسیة. وکانت جمیعها بدرجة توافر متوسطة.

-           توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) بین متوسطات استجابات أفراد العینة حول درجة توافر مهارات القیادة العالمیة، والتی قد تعزى للجنس لصالح الذکور، وللتخصص لصالح الکلیات الإنسانیة، ولسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات.

-           توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,01) بین متوسطات استجابات أفراد العینة حول بعد مهارات بناء الشراکات والتحالفات قد تعزى للجنس لصالح الذکور، وفروق عند مستوى (0,05) حول أبعاد مهارات الشخصیة العالمیة وتقدیر التنوع الثقافی وبناء الشراکات والتحالفات، قد تعزى للتخصص لصالح التخصصات الإنسانیة. وحول مهارات الشخصیة العالمیة والمهارات التکنولوجیة والقدرات المؤسسیة قد تعزى لسنوات الخبرة لصالح أقل من 5 سنوات.

-           عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند أی من مستویات الدلالة بین متوسطات استجابات أفراد العینة حول الدرجة توافر مهارات القیادة العالمیة وجمیع الأبعاد قد تعزى للدرجة العلمیة.

فی ضوء النتائج التی أسفرت عنها الدراسة المیدانیة توصی الدراسة بما یلی:

-           إتاحة الفرص للقیادات الأکادیمیة بالجامعة للحصول على منح زمالة مع القیادات الأکادیمیة بالجامعات الأجنبیة للتعرف على الأسالیب الحدیثة فی القیادة العالمیة.

-           وضع إجراءات محفزة لتعزیز التعاون والتنافس معاً بین القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف والقیادات الأکادیمیة بالجامعات المناظرة فی الخارج؛ من أجل فهم أفضل لقضایا التعلیم العالی الراهنة وانعکاساتها على المستوى المحلی والعالمی.

-           تمکین القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف باعتبارهم قیادات قادرة على مواجهة التحدیات، وفهم الإشکالیات العالمیة؛ وبما یحقق التحول نحو مفهوم القیادة العالمیة.

-           رصد معوقات تطبیق مهارات القیادة العالمیة لدى القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف، والعمل على الحد منها؛ لتحقیق أهداف الجامعة، وتعزیز قدرتها التنافسیة.

-           وضع برامج تدریبیة مبتکرة لتدریب القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف على مهارات القیادة العالمیة وأن یمتلکون عقلیة عالمیة ومنظور نظمی وذوی ثقافة عالمیة خلاقة.

-           تحدیث البرامج والممارسات القیادیة فی جامعة الطائف بما یتواکب مع متطلبات القیادة الأکادیمیة العالمیة؛ وذلک بتعزیز الوعی بالتنوع الثقافی والتفاهم بین الثقافات، والتعامل مع المتغیرات التکنولوجیة والمعلوماتیة، وتعزیز أدوارهم فی المجتمع المحلی والعالمی.

-           تشجیع القیادات الأکادیمیة بالجامعة على التعامل مع المصادر المختلفة من المعلومات والثقافات والأحداث بعقلیة منفتحة ونقدیة، وتعزیز القیم والأخلاقیات المبنیة على معرفة القضایا العالمیة، مع الاعتزاز بذاتیتهم وخلفیاتهم الثقافیة والأخلاقیة.

-           وضع نظام للحوافز المادیة والمعنویة یکافئ جهود القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف الذین یتمیزون فی تطبیق مهارات القیادة العالمیة، ویحققون مستوى أداء متمیز عالمیاً.

-           تشجیع القیادات الأکادیمیة فی جامعة الطائف على المشارکة فی الندوات والمؤتمرات المحلیة والعالمیة؛ لتنمیة مهارات القیادة العالمیة لدیهم؛ ومراعاة الفروق الثقافیة والعلمیة.


المراجع

أولا: المراجع العربیة:

حسین، محمد جاد؛ العانی، وجیهة ثابت (2015). خصائص القیادة المدرسیة العالمیة ودرجة تحققها لمدیری المدارس الثانویة فی مصر وسلطنة عمان، دراسة مقارنة. مجلة الإدارة التربویة، 2(5)، 65–207.

خلیل، محاسن؛ خالد، إیمان أحمد؛ الشیبانی، صفیه مختار (2018). معوقات الشراکات الدولیة فی التعلیم العالی: دراسة حالة مشروع الشراکة التعلیمی بین کلیة الإدارة والاعمال فی جامعة الأمیرة نورة بالسعودیة وجامعة مدینة دبلن بإیرلندا. مجلة اتحاد الجامعات العربیة للبحوث فی التعلیم العالی، 38(3)،  43-69.

الزهرانی، إبراهیم حنش (2018). القیادة الاستراتیجیة وأثرها فی تطویر قدرات التعلم التنظیمی بجامعة أم القرى. المجلة الدولیة للأبحاث التربویة، جامعة الإمارات، 4(2)، 189-238.

السکیتی، محمد إبراهیم؛ الزبون، محمد سلیم (2017). تطویر استراتیجیة مقترحة للجامعات السعودیة لمواجهة التغیرات والتحدیات التربویة فی ضوء وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس لکلیات التربیة فیها. المجلة العربیة لضمان جودة التعلیم الجامعی، 10(28)، 99-124.

الشثری، عبدالعزیز ناصر (2015). واقع ومتطلبات التخطیط الاستراتیجی بالجامعات السعودیة لتحسین قدرتها التنافسیة. مجلة العلوم التربویة، (6)، 225-284.

الشهری، عثمان عمر (2015). المهارات القیادیة السائدة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة الطائف من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

الطیطی، محمد عبدالإله؛ الشمری، عادل عاید (2016). درجة إدراک أعضاء هیئة التدریس لأهمیة متطلبات القیادة النوعیة وواقع تبنیها فی جامعتی القدس وبیرزیت بفلسطین وجامعة الملک فیصل الملک فیصل بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربویة والنفسیة، 4(14)، 95-131.

عید، هالة فوزی (2015). تصور مقترح لتحقیق القیادة الإبداعیة لدى القیادات الجامعیة بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، 61، 387–426.

القحطانی، سالم سعید (2002). القیادة الإداریة: التحول نحو نموذج القیادی العالمی. مطابع مرامر، الریاض.

القحطانی، مبارک فهید (2015). أبرز التحدیات المستقبلیة التی تواجه القیادات التربویة فی المملکة العربیة السعودیة وسبل مواجهتها. متاح على: http://repository.psau.edu.sa/jspui

المبیریک، وفاء ناصر (2016). الشراکة الدولیة فی کلیة الإدارة والأعمال بجامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن: نحو برامج معتمدة دولیاً. المؤتمر الثانی لکلیات إدارة الأعمال بجامعات دول مجلس التعاون الخلیجی "عوامل التغییر"، خلال الفترة 16-17 مارس، الکویت.

ویح، محمد عبد الرازق (2012). تصور مقترح لبناء تکتل جامعی عربی فی ضوء متطلبات وتحدیات تدویل التعلیم، مجلة مستقبل التربیة العربیة، 19(77)، 317–393.

 ثانیا: المراجع الأجنبیة:

Almansour, S. (2015). The challenges of international collaboration: Perspectives from Princess Nourah Bint Abdulrahman University, Cogent Education, 2(1), 1-13. DOI: 10.1080/2331186X.2015.1118201

American Council on Education (2011). Strength Through Global Leadership and Engagement: U.S. Higher Education in The 21st Century. Report of The Blue Ribbon Panel on Global Engagement, A program of the American Council on Education, Washington DC, USA.

Boyd, B.; Moore, L.; Williams, J.; Elbert, E. (2011). Entry-Level Competencies Needed for Global Leaders. International Leadership Journal, 3(1), 20-39.

Cohen, S. (2010). Effective global leadership requires a global mindset. Journal Industrial and Commercial Training, 42(1), 1-11.

Goldsmith, M., Greenberg, C. L., Robertson, A., & Hu-Chan, M. (2003). Global leadership: The next generation. New Jersey, NJ: Pearson FT Press.

Heath, K.; Martin, L.; Shahisaman, L. (2016). Global Leadership Competence: The Intelligence Evolution of a Great Leader. Presented at the International Center for Global Leadership Conference, Placencia, Belize, Journal of Global Leadership, 1, 167-185.

Irving, J. (2010). Educating Global leaders: Exploring Intercultural Competences in Leadership Education, Journal of International Business and Cultural Studies, 3(1), On Line: http://connection.ebscohost.com.

 Javidan, M.; Dorfman, P.; De Luque, M.; House, R. (2006). In the eye of the beholder: Cross cultural lessons in leadership from project GLOBE. Academy of Management Perspectives, 20(1), 67-90.

Jokinen, T. (2005). Global leadership competencies: a review and discussion. Journal of European Industrial Training, 29(3), 199-216.

Nagavi, M.; Jahandideh, M. (2012). Effective Global Leaders. 2nd International Conference on Business, Economics, Management and Behavioral Sciences (BEMBS'2012) Oct. 13-14, Bali, Indonesia.

Oppel, W. (2007). The Global Leadership Challenge. Regent Global Business Review, 1(1), 6-9.

Palmieri, N. (2014). Hope Leadership for a Global Community. Journal of Global Leadership, 1, 67–81.

Park, S.; Jeong, S.; Jaang, S.; Yoon, S.; Lim, D. (2018). Critical Review of Global Leadership Literature: Toward an Integrative Global Leadership Framework. Human Resource Development Review,17(1), 95-120.

Patterson, K.; Dannhauser, Z.; Stone, A. (2007).  From Noble to Global:  The Attributes of Global Leadership. Servant Leadership Research Roundtable, July, Regent University, 1-19. On line:

                http://www.regent.edu/acad/global/publications/sl

Perez, J. (2017). Global Leadership and the Impact of Globalization. Journal of Leadership, Accountability and Ethics, 14(3), 48-52.

Reiche, B.; Bird, A.; Mendenhall, M.; Osland, J. (2016). Contextualizing Leadership: A Typology of Global Leadership Roles. Journal of International Business Studies, 1-22.

Rogers, E.; Blonski, D. (2010). The Global Leadership Mindset. Chief Learning Officer,Leadership Development, 18-21. www.clomedia.com.

Tung, R. (2014). Distinguished Scholar Invited Essay Requisites to and Ways of Developing a Global Mind-Set: Implications for Research on Leadership and Organizations, Journal of Leadership & Organizational Studies, 21(4), 329–337.

University of Cambridge Institute for Sustainability Leadership (2017). Global Definitions of Leadership and Theories of Leadership Development: Literature Review. by the British Council,

https://www.cisl.cam.ac.uk/resources/publication-pdfs/Global-Definitions-Leadership-Theories-Leadership-Development.pdf/view

Vogelgesang, G.; Clapp-Smith, R.; Osland, J. (2014). The Relationship Between Positive Psychological Capital and Global Mindset in the Context of Global Leadership, Journal of Leadership & Organizational Studies, 21(2), 165–178 .

 

المراجع
أولا: المراجع العربیة:
حسین، محمد جاد؛ العانی، وجیهة ثابت (2015). خصائص القیادة المدرسیة العالمیة ودرجة تحققها لمدیری المدارس الثانویة فی مصر وسلطنة عمان، دراسة مقارنة. مجلة الإدارة التربویة، 2(5)، 65–207.
خلیل، محاسن؛ خالد، إیمان أحمد؛ الشیبانی، صفیه مختار (2018). معوقات الشراکات الدولیة فی التعلیم العالی: دراسة حالة مشروع الشراکة التعلیمی بین کلیة الإدارة والاعمال فی جامعة الأمیرة نورة بالسعودیة وجامعة مدینة دبلن بإیرلندا. مجلة اتحاد الجامعات العربیة للبحوث فی التعلیم العالی، 38(3)،  43-69.
الزهرانی، إبراهیم حنش (2018). القیادة الاستراتیجیة وأثرها فی تطویر قدرات التعلم التنظیمی بجامعة أم القرى. المجلة الدولیة للأبحاث التربویة، جامعة الإمارات، 4(2)، 189-238.
السکیتی، محمد إبراهیم؛ الزبون، محمد سلیم (2017). تطویر استراتیجیة مقترحة للجامعات السعودیة لمواجهة التغیرات والتحدیات التربویة فی ضوء وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس لکلیات التربیة فیها. المجلة العربیة لضمان جودة التعلیم الجامعی، 10(28)، 99-124.
الشثری، عبدالعزیز ناصر (2015). واقع ومتطلبات التخطیط الاستراتیجی بالجامعات السعودیة لتحسین قدرتها التنافسیة. مجلة العلوم التربویة، (6)، 225-284.
الشهری، عثمان عمر (2015). المهارات القیادیة السائدة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة الطائف من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
الطیطی، محمد عبدالإله؛ الشمری، عادل عاید (2016). درجة إدراک أعضاء هیئة التدریس لأهمیة متطلبات القیادة النوعیة وواقع تبنیها فی جامعتی القدس وبیرزیت بفلسطین وجامعة الملک فیصل الملک فیصل بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربویة والنفسیة، 4(14)، 95-131.
عید، هالة فوزی (2015). تصور مقترح لتحقیق القیادة الإبداعیة لدى القیادات الجامعیة بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، 61، 387–426.
القحطانی، سالم سعید (2002). القیادة الإداریة: التحول نحو نموذج القیادی العالمی. مطابع مرامر، الریاض.
القحطانی، مبارک فهید (2015). أبرز التحدیات المستقبلیة التی تواجه القیادات التربویة فی المملکة العربیة السعودیة وسبل مواجهتها. متاح على: http://repository.psau.edu.sa/jspui
المبیریک، وفاء ناصر (2016). الشراکة الدولیة فی کلیة الإدارة والأعمال بجامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن: نحو برامج معتمدة دولیاً. المؤتمر الثانی لکلیات إدارة الأعمال بجامعات دول مجلس التعاون الخلیجی "عوامل التغییر"، خلال الفترة 16-17 مارس، الکویت.
ویح، محمد عبد الرازق (2012). تصور مقترح لبناء تکتل جامعی عربی فی ضوء متطلبات وتحدیات تدویل التعلیم، مجلة مستقبل التربیة العربیة، 19(77)، 317–393.
 ثانیا: المراجع الأجنبیة:
Almansour, S. (2015). The challenges of international collaboration: Perspectives from Princess Nourah Bint Abdulrahman University, Cogent Education, 2(1), 1-13. DOI: 10.1080/2331186X.2015.1118201
American Council on Education (2011). Strength Through Global Leadership and Engagement: U.S. Higher Education in The 21st Century. Report of The Blue Ribbon Panel on Global Engagement, A program of the American Council on Education, Washington DC, USA.
Boyd, B.; Moore, L.; Williams, J.; Elbert, E. (2011). Entry-Level Competencies Needed for Global Leaders. International Leadership Journal, 3(1), 20-39.
Cohen, S. (2010). Effective global leadership requires a global mindset. Journal Industrial and Commercial Training, 42(1), 1-11.
Goldsmith, M., Greenberg, C. L., Robertson, A., & Hu-Chan, M. (2003). Global leadership: The next generation. New Jersey, NJ: Pearson FT Press.
Heath, K.; Martin, L.; Shahisaman, L. (2016). Global Leadership Competence: The Intelligence Evolution of a Great Leader. Presented at the International Center for Global Leadership Conference, Placencia, Belize, Journal of Global Leadership, 1, 167-185.
Irving, J. (2010). Educating Global leaders: Exploring Intercultural Competences in Leadership Education, Journal of International Business and Cultural Studies, 3(1), On Line: http://connection.ebscohost.com.
 Javidan, M.; Dorfman, P.; De Luque, M.; House, R. (2006). In the eye of the beholder: Cross cultural lessons in leadership from project GLOBE. Academy of Management Perspectives, 20(1), 67-90.
Jokinen, T. (2005). Global leadership competencies: a review and discussion. Journal of European Industrial Training, 29(3), 199-216.
Nagavi, M.; Jahandideh, M. (2012). Effective Global Leaders. 2nd International Conference on Business, Economics, Management and Behavioral Sciences (BEMBS'2012) Oct. 13-14, Bali, Indonesia.
Oppel, W. (2007). The Global Leadership Challenge. Regent Global Business Review, 1(1), 6-9.
Palmieri, N. (2014). Hope Leadership for a Global Community. Journal of Global Leadership, 1, 67–81.
Park, S.; Jeong, S.; Jaang, S.; Yoon, S.; Lim, D. (2018). Critical Review of Global Leadership Literature: Toward an Integrative Global Leadership Framework. Human Resource Development Review,17(1), 95-120.
Patterson, K.; Dannhauser, Z.; Stone, A. (2007).  From Noble to Global:  The Attributes of Global Leadership. Servant Leadership Research Roundtable, July, Regent University, 1-19. On line:
                http://www.regent.edu/acad/global/publications/sl
Perez, J. (2017). Global Leadership and the Impact of Globalization. Journal of Leadership, Accountability and Ethics, 14(3), 48-52.
Reiche, B.; Bird, A.; Mendenhall, M.; Osland, J. (2016). Contextualizing Leadership: A Typology of Global Leadership Roles. Journal of International Business Studies, 1-22.
Rogers, E.; Blonski, D. (2010). The Global Leadership Mindset. Chief Learning Officer,Leadership Development, 18-21. www.clomedia.com.
Tung, R. (2014). Distinguished Scholar Invited Essay Requisites to and Ways of Developing a Global Mind-Set: Implications for Research on Leadership and Organizations, Journal of Leadership & Organizational Studies, 21(4), 329–337.
University of Cambridge Institute for Sustainability Leadership (2017). Global Definitions of Leadership and Theories of Leadership Development: Literature Review. by the British Council,
Vogelgesang, G.; Clapp-Smith, R.; Osland, J. (2014). The Relationship Between Positive Psychological Capital and Global Mindset in the Context of Global Leadership, Journal of Leadership & Organizational Studies, 21(2), 165–178 .