الدور التربوي للصداقة في المجتمعات والافتراضية " دراسة ميدانية "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول التربية کلية التربية- جامعة الفيوم

المستخلص

مستخلص:
     استهدف البحث الحالي التعرف على الدور التربوي للصداقة في المجتمعات الافتراضية  لدى طلاب الجامعة ، واستخدم البحث المنهج الوصفي لمناسبته لطبيعة البحث، وقد تم اختيار عينة عشوائية من طلاب جامعة الفيوم حجمها (413) طالب وطالبة، واستخدمت الباحثة الأستبانة الألکترونية کأداة للبحث، وتوصل البحث إلى أن للصداقة الافتراضية العديد من الأدوار الاجتماعية والتعليمية والنفسية والسياسية، حيث تسهم بدور اجتماعي وتعمل على توسيع دائرة التفاعلات الاجتماعية لدى الطلاب في الجامعة، کما أن لها دور نفسي يتمثل في التسلية والترفيه لدى الأفراد، وأيضا أدوارا أخلاقية تتمثل في مساندة الآخرين وتقديم يد العون لهم ، بالإضافة إلى أدوارها في العملية التعليمية، وأدوارها السياسية والثقافية أيضا المتمثلة في زيادة الوعي السياسي والافتصادي، وقد أوصت الدراسة بضرورة تفعيل دور التربية لإکساب الطلاب ثقافة الاستخدام الأمثل للمجتمعات الافتراضية  .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

 

                 کلیة التربیة

کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                 =======

 

 

الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات والافتراضیة

" دراسة میدانیة "

 

 

إعــــــــــداد

د/ سحر محمد علی محمد

مدرس أصول التربیة کلیة التربیة- جامعة الفیوم

 

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الثانى -  فبرایر 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص:

     استهدف البحث الحالی التعرف على الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدى طلاب الجامعة ، واستخدم البحث المنهج الوصفی لمناسبته لطبیعة البحث، وقد تم اختیار عینة عشوائیة من طلاب جامعة الفیوم حجمها (413) طالب وطالبة، واستخدمت الباحثة الأستبانة الألکترونیة کأداة للبحث، وتوصل البحث إلى أن للصداقة الافتراضیة العدید من الأدوار الاجتماعیة والتعلیمیة والنفسیة والسیاسیة، حیث تسهم بدور اجتماعی وتعمل على توسیع دائرة التفاعلات الاجتماعیة لدى الطلاب فی الجامعة، کما أن لها دور نفسی یتمثل فی التسلیة والترفیه لدى الأفراد، وأیضا أدوارا أخلاقیة تتمثل فی مساندة الآخرین وتقدیم ید العون لهم ، بالإضافة إلى أدوارها فی العملیة التعلیمیة، وأدوارها السیاسیة والثقافیة أیضا المتمثلة فی زیادة الوعی السیاسی والافتصادی، وقد أوصت الدراسة بضرورة تفعیل دور التربیة لإکساب الطلاب ثقافة الاستخدام الأمثل للمجتمعات الافتراضیة  .

الکلمات المفتاحیة:

الدور التربوی  - الصداقة  - المجتمعات الافتراضیة  


Abstract:

The current research aimed at identifying the educational role of friendship in virtual communities among university students. The researcher used the descriptive method as it suits the nature of the research. A random sample of (413) students was selected from Fayoum University. The study concluded that virtual friendship has many social, educational, psychological and political roles, contributes to a social role and expands the range of social interactions among students, it also has a psychological role in the entertainment and recreation of individuals, and also moral roles in supporting others and helping them, In addition to its roles in the educational process, and its political and cultural roles to increase political and economic awareness. The research recommended the need to activate the role of education to make students acquire the culture of optimal use of virtual communities.

key words:

Friendship - Virtual Communities

 

مـقــدمة

یشهد العصر الحالی  تغیرات شاملة وتطورات تکنولوجیة  فی مجال الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات حیث أصبحت تکنولوجیا الاتصال المفتاح الأساسی للتنمیة والتقدم فی المجتمع المعاصر، وقد عمت النشاط الإنسانی بمختلف مجالاته، وأحدثت ثورة اتصالیة کبیرة، فی مختلف أرجاء المعمورة، محدثة تغییرا کبیرا فی طرائق الانسان للعیش والتخاطب واکتساب المعرفة، وفی تنظیم العمل والإنتاج، متجاوزة الحدود الجغرافیة والسیاسیة،ومغیرة معطیات الزمان والمکان والمسافات، وقد أدت أیضا هذه التکنولوجیا إلى ترجمة آمال الانسان وتطلعاته إلى واقع معاش فی الحیاة الانسانیة المعاصرة.

کما ساهمت تکنولوجیا الاتصال أیضا فی  تحولات جوهریة على مستوى التواصل الاجتماعی فی استحداث فضاء جدید ومجتمعات جدیدة  لتعزیز التواصل بین الأفراد بعد إزاحة المسافات المکانیة وتغییب الآبعاد الزمنیة وذوبان الحدود الجغرافیة ضمن فضاء سایبری تجسده الوسائط الجدیدة بمختلف مواقعها، وکنتیجة للتطورات المتعاقبة التی عززتها شبکة الإنترنت والتی تحولت إلى أکبر وسیلة تتیح التواصل الاجتماعی فی العالم، وذلک لتمیزها بتمکین مستخدمیها من تجاوز العلاقات ضمن النسق الواحد الذی یشکله المجتمع إلى الانفتاح على الثقافات والمجتمعات الآخرى ( بوقلوف، 2017، 154)، وهذا یتم ضمن وجود سیاق ملائم یشکل فضاءا عاما اجتماعیا جدید یعرف بالفضاء الافتراضی، حیث ساهم هذا الفضاء الافتراضی فی تشکیل مجتمعات افتراضیة  تضمن آلیا الاندماج الافتراضی بین المستخدمین، وأدى بدوره إلى تشکیل علاقات اجتماعیة تتم عبر هذه المجتمعات الافتراضیة  تختفی فیها عناصر الزمان والمکان والمسافات والحدود متجاوزة الإطار  الفیزیقی والمکانی لعلاقات الوجه بالوجه               ( زاید،2003، 61) واتخذت هذه المجتمعات أشکالا متعددة منها مواقع التواصل الاجتماعی وأشهرها الفیس بوک وتویتر، ومواقع مشارکة الفیدیو، والمدونات، والمنتدیات وغیرها من        الأشکال المختلفة.

وتتمثل العلاقات الاجتماعیة التی یقیمها الأفراد من خلال هذه المجتمعات الافتراضیة  فی علاقات الصداقة؛ فالإنسان اجتماعی بطبعه ولایستطیع العیش بمفرده والرغبة فی التواصل مع الغیر رغبة متأصلة، حیث تنشأ بین المستخدمین علاقات صداقة یقیمها الأفراد عبر هذه المجتمعات والتی أشهرها مواقع التواصل الاجتماعی متمثلة فی الفیس بوکFacebook ، حیث أکدت العدید من التقاریر على أن الفیس بوک یعد من أکثر المواقع استخداما وقد أشارت إحصائیة مستخدمی السوشیال میدیا لعام 2019م  أن نسبة المستخدمین الفیس بوک تتزاید کل عام لتصل إلى2.121 بلیون عالمیًا (إحصائیة مستخدمی السوشیال میدیا لعام2019م)، وبحکم هذه الثورة التکنولوجیة ، أدى ذلک بدوره إلى تغییر أنماط العلاقات الاجتماعیة بشکل عام، ومن أنماط الصداقة بشکل خاص تحت تأثیره الذی وسع دائرة الأصدقاء، فأصبح لکل فرد مجموعته وأصدقائه على الفیسبوک أو تویتر أو غیرها من وسائل التواصل وسمیت هذه الصداقة بالصداقة الافتراضیة  التی لها محدداتها وأشکالها مما جعلها تتمیز عن الصداقة التقلیدیة أو الواقعیة، وأصبح الأفراد یستخدمونها لأغراض متعددة .

وتکمن أهمیة علاقات الصداقة الافتراضیة  من کونها تنشأ فی فضاء افتراضی یتسم بنطاق أکثر اتساعا من الحریة والاختیار، عند مقارنتها بالعلاقات التقلیدیة ، حیث لا یوجد أی أهمیة للمکان أو للزمان ، بل تتراجع أهمیة الکثیر من العناصر المحددة  لشبکة العلاقات التقلیدیة ، مثل النوع والسن والجنسیة ، فتلک المحددات تبدلت فعالیتها لیحل محلها عناصر أخرى مثل اللغة ومهارة استخدام الحاسب الآلی والبرامج الإلکترونیة الحدیثة.

وحیث أن التربیة عملیة اجتماعیة بمعنى أنها لا تنشأ من فراغ وانما یلزم لحدوثها أفرادا اجتماعیین، کما أنها متغیرة تبعا للتغیر التی یطرأ على المجتمع ومن ثم فإن أی تغیر مجتمعی لابد وأن یصاحبه تغییر تربوی وبالتالی فإن لها دورا فی المجتمع سواء فی المجتمع التقلیدی أو فی المجتمع الافتراضی الذی ظهر بفعل التطورات التکنولوجیة،  ومن هنا یأتی أهمیة تناول دور التربیة تجاه الصداقة الافتراضیة ، فالتربیة لها دور کبیر فی المجتمعات الافتراضیة  لتطویر استراتیجیتها وآلیاتها وأسالیبها فی مواجهة التغییرات الاجتماعیة والثقافیة الناجمة عن دخول أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب وطلاب الجامعات فی المجتمعات الافتراضیة  وانخراطهم فیه وإقامة علاقات صداقة، حتى تمکن أفراد المجتمع من حسن التکیف والتعامل مع تحدیاته، من هنا جاءت فکرة الدراسة والتی تسعى للکشف عن الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدى طلاب الجامعة وقد تم اختیار فئة الطلاب تحدیدا نظرا لأنهم أکثر فئة استخداما للمجتمعات الافتراضیة ، کما أنهم فئة مستهدفة من الاستخدام من قبل القائمین على إنتاج هذه التکنولوجیا وتصدیرها للمجتمعات العربیة ومنها المجتمع المصری.

الدراسات السابقة:

لقد أجریت العدید من الدراسات التی تناولت موضوع المجتمعات الافتراضیة  ولکن وجدت الباحثة ندرة فی الدراسات المرتبطة بموضوع الصداقة فدراسة ( ساری، 2008) استهدفت التعرف إلى تأثیرات الاتصال عبر الإنترنت فی العلاقات الاجتماعیة فی المجتمع القطری، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وتوصلت الدراسة إلى وجود تأثیر للانترنت فی نسق التفاعل الاجتماعی بین أفراد العینة وبین أقاربهم تتمثل فی تراجع عدد الزیارات لأقاربهم وقلة الأنشطة الاجتماعیة التی یقومون بها، کما توصلت الدراسة إلى أن الإنترنت له القدرة على توسیع العلاقات الاجتماعیة .

واستهدفت دراسة  (Goulet& Purcell,2011)التعرف إلى  التأثیر الاجتماعی لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعی فی أمریکا، واعتمدت على منهج المسح الاجتماعی،  وتوصلت الدراسة إلى أن العلاقات الاجتماعیة فی أمریکا أصبحت أکثر حمیمیة مما کانت علیه من قبل ، وأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعی ساعد بشکل کبیر فی إیجاد علاقات وثیقة بین الأفراد.

کما استهدفت دراسة ( الشماس، 2012) الکشف عن خصائص الصداقة ودورها فی حیاة الشباب الجامعی، وکیفیة اختیار الأصدقاء من الجنس الواحد أو من الجنسین، واستخدم الباحث المنهج الوصفی/التحلیلی، وأسفرت نتائج البحث أنه لاتوجد  فروق جوهریة بین )الشباب) فلم یستطیعوا إعطاء رأی حاسم فی مضمون الصداقة واختیار الصدیق ؛ على الرغم من تعدد بیئاتهم الاجتماعیة، بالنظر لطبیعة جامعة دمشق التی تضم طلبة من فئات المجتمع العربی السوری کافة، فلم یظهر أی تأثیر دال للتخصص الدراسی الجامعی فی الصداقة عند الشباب،کما لم یظهر تأثیر واضح للجنس فی خصائص الصداقة  ودورها فی حیاة الشباب.

ودراسة ( نومار، 2012) التی استهدفت الکشف عن أثر استخدام مواقع الشبکات الاجتماعیة فی العلاقات الاجتماعیة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وتوصلت الدراسة إلى أن المبحوثین الأکبر سنا یتعاملون بنوع من الوعی عند استخدامهم لموقع الفیسبوک، کما أسفرت الدراسة أن استخدام هذا الموقع یؤثر فی الاتصال الشخصی وجها لوجه وفی تفاعل المستخدمین مع أسرهم وآقاربهم وأصدقائهم کما یؤدی الانسحاب الملحوظ للفرد من التفاعل الاجتماعی.

کما تناولت دراسة ( الضبع، 2015) أهم خصائص ومحددات تشکل العلاقات الافتراضیة  التی یقیمهما الشباب فی المجتمع السعودی ، واستخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعی، وقد خلصت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها: إن الأقارب یمثلون الفئة الرئیسیة التی یتواصل معها أفراد عینة الدراسة عبر العلاقات الافتراضیة  على الإنترنت ، إن النسبة الغالبة من أفراد عینة الدراسة أشارت إلى أنها تتواصل فقط مع الإناث عبر شبکة الإنترنت ، أما عن الغرض من إقامة العلاقات الافتراضیة  عبر الإنترنت ، فقد تمثلت فی: قضاء وقت الفراغ، وإقامة علاقات جدیدة ، وصلة الرحم.

ودراسة ( العقبی، وبرکات، 2016)أیضا التی تناولت نمط العلاقات الاجتماعیة فی ظل استخدام مواقع التواصل الاجتماعی حیث استهدفت الکشف عن ماهیة النمط التقلیدی للعلاقات الاجتماعیة الحقیقیة والنمط الجدید والمستحدث للعلاقات الاجتماعیة الافتراضیة  من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعی، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعی قد أثر على حیاة الأفراد على المستوى الشخصی والاجتماعی، کما أن هذه المواقع أصبحت تشکل عالما افتراضیا یفتح المجال على مصرعیه للأفراد والمجتمعات بمختلف أنواعها لإبداء أرائهم ومواقفهم فی القضایا والموضوعات التی تهمهم بحریة غیر مسبوقة.

کما تناولت دراسة  (Alshare& Eneizan,2019) أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعی على العلاقات الاجتماعیة حیث استهدفت الدراسة التعرف إلى أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعی على العلاقات الاجتماعیة لدى طلاب الجامعة، واستخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعی ، وقد أظهرت النتائج أن أکثر من نصف الأشخاص البالغین الذین یستخدمون مواقع من بینها فیسبوک، یوتیوب، قد اعترفوا بأنهم یقضون وقتا أطول على شبکة الإنترنت من ذلک الذی یقضونه مع أصدقائهم الحقیقیین أو مع أفراد أسرهم، وأظهرت الدراسة أنهم یتحدثون وقتا أقل خلال الهاتف ولا یشاهدون التلفاز  کثیرا ویرسلوا رسائل نصیة عبر البرید الالکترونی، وقد بینت الدراسة أن شبکات التواصل الاجتماعی على الإنترنت أدت إلى تغییر أنماط حیاتهم.

تعلیق على الدراسات السابقة:

-      من خلال العرض السابق یتضح تنامی تأثیر تکنولوجیا الاتصال الحدیثة على تشکیل العلاقات الاجتماعیة، حیث سلطت بعض الدراسات الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بموضوع الدراسة والتی تتفق معها الدراسة الحالیة والتی منها:  تأثیر الاتصال عبر الإنترنت فی العلاقات الاجتماعیة حیث أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعی ساعد بشکل کبیر فی إیجاد علاقات وثیقة بین الأفراد، وأن الأفراد الذین یستخدمون مواقع من بینها فیسبوک، یوتیوب، قد اعترفوا بأنهم یقضون وقتا أطول على شبکة الإنترنت من ذلک الذی یقضونه مع أصدقائهم الحقیقیین أو مع أفراد أسرهم.

-      تناولت بعض الدراسات السابقة موضوع العلاقات الاجتماعیة بشکل عام، أما الدراسة الحالیة أقتصرت على أحد أشکال العلاقات الاجتماعیة ألا وهی موضوع الصداقة فقط، وهذا ما تختلف عنه الدراسة الحالیة تمیزه لأن شبکة العلاقات الاجتماعیة واسعة .

-       تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی تناولها لموضوع الصداقة بتعمق والکشف عن الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  وهذا ما لم تتعرض له الدراسات السابقة.

-      تمیزت الدراسة الحالیة عن معظم الدراسات السابقة، کونها أصلت لمفهوم الصداقة والمجتمعات الافتراضیة  ودور التربیة فی المجتمعات الافتراضیة  إضافة إلى الجانب المیدانی للدراسة التی تناولت الکشف عن أبعاد الدور التربوی للصداقة عبر المجتمعات الافتراضیة

-      تمیزت الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی تصنیفها للدور التربوی لأبعاد اجتماعیة واقتصادیة وأخلاقیة وتعلیمیة.

-      کما تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی المقارنة بین الصداقة فی المجتمعات الواقعیة والافتراضیة  وهذا ایضا لم تتعرض له الدراسات السابقة، کما أنه یمیز الدراسة الحالیة .

مشکلة الدراسة:

انطلاقا من الدراسات السابقة والتی أکدت تأثیر تکنولوجیا الاتصال الحدیثة على تشکیل العلاقات الاجتماعیة ، هذا بالإضافة إلى أن الإنترنت یعد من أکثر مظاهر تکنولوجیا الاتصال والتی أثبتت نجاحها على نطاق واسع للتواصل والتفاعل بین الأفراد لنقل خبراتهم وهمومهم ومشاکلهم من خلال إقامة علاقات صداقة افتراضیة  تنتهی عند حدود الشاشة ، فبدلا من الاتصال وجها لوجه وتعابیر الوجه والإیماءات وغیرها من طرق الاتصال التی عرفتها الإنسانیة منذ آلاف السنین أصبح الاتصال الوسیطی على الخط لیتحول الشخص إلى فرد افتراضی یتفاعل ضمن مجتمع افتراضی وبدلا من علاقة الصداقة الواقعیة أصبحت الصداقة الافتراضیة  أکثر ظهورا فی المجتمع التی قد تطغى على علاقة الصداقة الواقعیة وهذه الصداقة الافتراضیة  لها دور تربوی فالتربیة لایمکن إغفال دورها حتى فی المجتمعات الافتراضیة  کونها عملیة اجتماعیة ومن هنا جاءت فکرتها والتی تتبلور مشکلتها فی الکشف عن أبعاد  الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدى طلاب الجامعة.

ومن ثم یمکن بلورة مشکلة الدراسة فی التساؤلات التالیة:

1-      ما الصداقة، وخصائصها، النظریات المفسرة للصداقة؟

2-      ما المجتمعات الافتراضیة ، وخصائصها، والنظریات المفسرة لها ؟

3-      ما التأثیرات التربویة للمجتمعات الافتراضیة على علاقة الصداقة، وعوامل الانضمام لها؟

4-      ما أبعاد الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدى طلاب جامعة الفیوم؟

5-      ما التصور المقترح لتفعیل دور الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة؟

أهمیة الدراسة :

ترجع أهمیة الدراسة للاعتبارات التالیة:

1-  الأهمیة النظریة : وتتمثل فی

-          أهمیة الصداقة نفسها، حیث تعد قیمة اجتماعیة راقیة، تحدد علاقة الفرد بالآخرین وتجعل الفرد یشعر بذاته ، کما أنها أحد منابع التعایش الاجتماعی ، وأحد روافد التنشئة الاجتماعیة.

-          تعد أحد الدراسات النادرة التی تبحث فی دراسة التغیرات الثقافیة والاجتماعیة التی طرأت على مفهوم الصداقة وتطورها من الشکل التقلیدی إلى الشکل الافتراضی .

-          ترجع أهمیة الدراسة أیضا لأهمیة المجتمعات الافتراضیة  فی تعمیق قیم  الصداقة والتعاون والتفاعل والمساندة وتنمیة رأس المال الاجتماعی لدى مستخدمیها.

-          أهمیة دور الإنترنت فی تشکیل علاقات اجتماعیة داخل المجتمعات الافتراضیة .

2-  الأهمیة التطبیقیة : وتتمثل فی

-      التوصل لآلیات لتفعیل دور التربیة للتعامل الفعال مع المجتمعات الافتراضیة

-      وضع ضوابط أخلاقیة لضبط التفاعلات الاجتماعیة فی المجتمعات الافتراضیة .

أهداف الدراسة :

       تستهدف الدراسة التعرف إلى الأدوار التربویة للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  وذلک من خلال

1-      التعرف إلى مفهوم الصداقة وخصائصها، والنظریات المفسرة للصداقة.

2-      التعرف إلى المجتمعات الافتراضیة  وخصائصها والنظریات المفسرة لها.

3-      دراسة وتحلیل التأثیرات التربویة للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة .

4-      التعرف إلى أبعاد دور التربیة اتجاه الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدى طلاب جامعة الفیوم.

5-      وضع تصور مقترح لتفعیل دور الصداقة لدى طلاب الجامعة فی المجتمعات الافتراضیة.

منهج الدراسة وأدواتها:

تسعى هذه الدراسة إلى جمع معلومات حول مستخدمی المجتمعات الافتراضیة  فیما یتعلق بعلاقة الصداقة ونمطها فی هذه المجتمعات، ومن ثم فإنها تندرج ضمن البحوث الوصفیة التی تهتم بشرح وتوضیح الأحداث والمواقف المختلفة المعبرة عن ظاهرة أو مجموعة ظواهر مهمة ومحاولة تحلیل الواقع الذی تدور حوله تلک الأحداث من تحلیل و تفسیر الأسباب الظاهریة لتلک الأحداث، بقصد الوصول إلى استنتاجات منطقیة مفیدة، تسهم فی  إزالة المعوقات أو الغموض الذی یکتنف بعض الظواهر، من أجل تطویر الواقع واستحداث أفکار ومعلومات ونماذج سلوک جدیدة ( الطائی& أبوبک، 2007، 95).

          ومن ثم یعد المنهج الوصفی هو المنهج المناسب لطبیعة البحث لدراسة ووصف علاقة الصداقة فی کل من المجتمعات الواقعیة والافتراضیة .

          وتستخدم الدراسة أیضا الاستبانة الالکترونیة کأداة للبحث للوقوف على آراء الطلاب بشأن التعرف إلى الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  لدیهم، حیث تم بث الأستبانة فی الجروبات التعلیمیة للطلبة على مواقع کلیاتهم.

مصطلحات الدراسة :

تتمثل مصطلحات الدراسة فیما یلی:

الدور:

     یعرف الدور بأنه " مجموعة من الأنماط السلوکیة التی یتخذها الفرد أو المؤسسة تجاه موقف ما وفق إطار  نسق اجتماعی محدد"( البدری، 2002، 103)

وارتبط مفهوم الدور وتعریفاته بالمدرسة الوظیفیة الأمریکیة والتی قسمت الدور إلى الدور المتوقع والدور الممارس والدور المستقبلی، فالدور المتوقع یتمثل فی الوظائف والمهام التی یتوقع المجتمع من المؤسسة أن تقوم بها، أما الدور الممارس فهو السلوک الظاهر الذی یمارسه الفرد أثناء أدائه لمهنته أی الواقع بالفعل، والدور المستقبلی فیتمثل فی مجموعة المواصفات والتی ترسم للمؤسسات أدوارها المستقبلیة ( خمیس، 2009، 68).

ومن ثم یمکن تعریف الدور التربوی اجرائیا بأنه مجموعة من الإجراءات والممارسات التی تقوم بها التربیة  فی المجتمعات الافتراضیة  بهدف التأثیر فی سلوک الطلاب بحیث تکون صداقاتهم فی هذه المجتمعات  أکثر إیجابیة ، والدور المقصود به فی الدراسة هو الدور الممارس أی الواقع فعلیا، وأقتصرت الباحثة فی تناولها للدور على معرفة أبعاد الدور التربوی للصداقة الافتراضیة .

الصداقة:

    تعرف الصداقة لغة من الصدق حیث جاء فی لسان العرب لابن منظور : الصداقة من الصدق والصدق نقیض الکذب وبهذا تکون الصداقة هی صدق النصیحة والإخاء، والصدیق هو المصادق لک والجمع أصدقاء( ابن منظور، 1994،659)

    کما تعرف اصطلاحا بأنها علاقة بین شخصین أو أکثر تجمع بینهم مشاعر متبادلة وتسودها قیم معینة کالثقة والحب والمساعدة والتعاون المتبادل والقبول والدعم فیما بینهم           ( Maroney,2005,1)

    ومن ثم یمکن تعریف الصداقة إجرائیا بأنها علاقة بین فردین أو أکثر یسودها التفاعل الاجتماعی الإیجابی وتتضمن المحافظة على الأسرار ومساعدة کل فرد للأخر بطریقة تبادلیة، وتعبر عن التشابه والتماثل فی القیم فیما بینهما، وتستند إلى قیم الحب والاحترام المتبادل، والمقصود هنا فی الدراسة الصداقة بین طلاب الجامعة عبر المجتمعات الافتراضیة

المجتمعات الافتراضیة  :

    تعرف المجتمعات الافتراضیة  بأنها "مجموعة من الأشخاص یتفاعلون فی الإنترنت مثل غرف الدردشة ویتبادلون الاهتمام"( ,2009, 300, Marcel )

    کما تعرف المجتمعات الافتراضیة على شبکة الإنترنت على أنها مستوى عال من الانصهار الاجتماعی فی الوسط الرقمی، یجسد فضاء رقمیا إلکترونیا یستوعب فی مساراته  المتشابکة عددا لا متناهیا من الأفکار الإنسانیة، یتناقلها، ویوزعها ویخزنها(رحومة، 2005، 302).

      ویمکن تعریفها إجرائیا بأنها تجمعات لامکانیة  بمعنى ألا یوجد لاعضائها تجمعا مکانیا حیث تنتشر على شبکة الإنترنت کما أن لأعضائها اهتمامات مشترکة ویمکن لأی عضو أن یدخل فی مناقشات مع فرد واحد أو أکثر وأن یشارک فی أکثر من جماعة على حسب           میوله واهتماماته.

حدود الدراسة :

تتمثل حدود الدراسة فیما یلی:

الحدود الموضوعیة: یقتصر البحث على تناول موضوع الصداقة بین المجتمعات الافتراضیة  ، وقد تم تحدید الفیس البوک کأحد أشکال المجتمعات الافتراضیة   المعبرة عن وسائل التواصل الاجتماعی نظرا لأنه أکثر شیوعا واستخداما بین الأفراد کما أنه أحد صور وسائل التواصل الاجتماعی التی یقوم الأفراد بعمل صداقة فیه.

الحدود الجغرافیة: تقتصر الدراسة على عینة من طلاب جامعة الفیوم لتطبیق الدراسة المیدانیة وتتمثل العینة فی طلاب من الکلیات النظریة المتمثلة فی کلیتی ( التربیة – الآداب ) وطلاب من الکلیات العملیة المتمثلة فی کلیتی ( الزراعة – العلوم ) ، وقد تم اختیار جامعة الفیوم نظرا لأنها محل عمل الباحثة، کم تم اختیار فئة طلاب الجامعة نظرا لأنهم أکثر فئة استخداما للمجتمعات الافتراضیة . الحدود الزمنیة: تم تطبیق الدراسة المیدانیة فی الفترة من 1/10/2019 حتى 18/11/2019

خطوات السیر فی الدراسة :

تسیر الدراسة وفقا للخطوات التالیة :

1- المحور الأول: ویتناول مفهوم الصداقة وخصائصها والنظریات المفسرة لها.

2- المحور الثانی : ویشمل مفهوم المجتمعات الافتراضیة  والنظریات المفسرة لها .

3- المحور الثالث: ویتضمن دراسة وتحلیل التأثیرات التربویة للمجتمعات الافتراضیة على الصداقة،  وعوامل الانضمام للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة .

4- المحور الرابع: ویتناول الدراسة المیدانیة لدراسة دور التربیة تجاه الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  .

5- المحور الخامس: ویشمل التصور المقترح لتفعیل دور الصداقة لدى طلاب الجامعة فی المجتمعات الافتراضیة.

المحور الأول: الصداقة: مفهومها، خصائصها، النظریات المفسرة لها

یحظى مفهوم الصداقة باهتمام واسع المدى لاتنحصر حدوده فی إطار  الدراسات النفسیة والاجتماعیة فقط بل أتسع مجاله لیتضمن مجالات الحیاة الانسانیة من فلسفة وآداب، والاهتمام بالصداقة لیس ولید الحیاة المعاصرة بل أن الاهتمام بها ظهر منذ القدم نظرا للمکانة الرفیعة التی شغلتها الصداقة لکونها قیمة إنسانیة عظیمة ولکونها جسراً یمر عبره الآخرون فی علاقاتهم الیومیة وینشئون أدق الجمالیات من خلال التواصل النفسی والفکری والأخلاقی والروحی لمشوار حیاتی طویل، والصداقة  فی الأصل فطریة بین الناس فالإنسان اجتماعی بطبعه، والمجتمع لا یستطیع العیش إلا بوجود جسر المحبة، والتفاهم مع الآخرین؛ لهذا توفرت فی الأدبیات المختلفة حقائق کثیرة عن الصداقة ، وفیما یلی تتناول الدراسة مفهوم الصداقة من أکثر من جانب کما یلی 

أ‌-     الصداقة من منظور فلسفی: 

أن التدبر والتأمل فی معنى الصداقة یستلزم العودة إلى الفلسفة حیث کبار الفلاسفة الذین لم یکتفوا بالبحث فی مصادرها وأصلها، بل مارسوها واختبروها کخبرة حقیقیة فمن قبل "أرسطو" ظهر "فیثاغورس"  ومدرسته الشهیرة وظهر أیضا "إمبادقلیس وهیرقلیس"، وکانوا هؤلاء الفلاسفة یؤمنون أن الصداقة تحکم الکون وتعمل على تماسکه ووحدته وتتضح الصداقة فی انسجام الکون وترابط ظواهره ( أبو سریع، 1993، 9).

فقد أکد "دیمقریطس" ( 470- 361ق.م) أهمیة التعاون بین الاصدقاء وأن یمنح الانسان أخاه المال والعلم  والنصیحة إذا کان محتاجا حیث قال" من أعطى أخاه المال فقد أعطاه خزائنه ومن أعطاه علمه ونصیحته فقد وهب له نفسه" ( طاهر، 2008، 300)، کما أکد "سقراط " (469-339ق.م) على أهمیة الصداقة مؤکدا دور الصدیق فی نصیحة صدیقه ومن ضمن ما نقل عنه أنه ینبغی على الصدیق فی نصیحة صدیقه حیث نقل عنه" إنی لأکثر التعجب ممن یعلم أولاده أخبار الملوک ووقائع بعضهم ببعض وذکر الحروب والضغائن ومن انتقم   أو وثب على صاحبه ولا یخطر ببالهم أمر المودة وأحادیث الألفة وما یحصل من الخیرات العامة لجمیع الناس بالمحبة والأنس وأنه لایستطیع أحد من الناس أن یعیش بغیر المودة وإن مالت إلیه الدنیا بجمیع رغائبها" ( المشهدی، 2016، 695)

ومن ثم أکد "سقراط" على أهمیة المودة ونبذ الحرب والعنف وضرورة النصیحة حیث إذا وعظ الانسان بشکل فیه صلاحه فینبغی أن یتشکل بشکل المریض للطبیب، وأن نصیحة الصدیق لصدیقه أنما یدلک على عیوبک وینفیها عنک .

وهکذا یتضح تأکید کل من "دیمقریطس وسقراط" على الإخاء والمودة وأن الصدیق مرآة لصدیقه یکشف له عن عیوبه ویحاول أن یوصله إلى بر الأمان متخذا النصیحة والموعظة وسیلة لذلک.

وشغلت مسألة الصداقة أیضا فکر تلمیذ "سقراط" الفیلسوف الکبیر "أفلاطون"              ( 427-347ق.م) الذی وضع للصداقة محاور کاملة سماها" لیزیس" حیث وضح فیها أن الرجل إذا کان عاقلا أو حکیما فإن کل الناس سیکونون أصدقائه ومقربین له لأنه سیکون انسان مفید، أما إن لم یکن کذلک فإنه لا أحد سیکون صدیقه حتى أقاربه وأهله وأمه وأبوه وأکد على أن المؤذی أو المسئ لایستحق الصداقة لأن الصداقة الحقه هی التی تتم بین الجیدین المفیدین لبعضهم ( طاهر، 2008، (300-301))

ووضح أیضا أن الصداقة علاقة محبة متبادلة بین الأنا والغیر أی بین الفرد وغیره، والمبدأ الأساسی فی هذه العلاقة أن الإنسان یعیش فی حالة وجودیة وسط بین الخیر وهو الکمال المطلق، والشر وهو النقص المطلق، وما دام الإنسان لدیه صفات الخیر فی غیر حاجة إلى الغیر لأنه یکتفی بنفسه وشخصه، ومن یتصف بالشر لا یحب اکتساب أی نوع من الکمال، فإن من یعیش فی حالة الوسط هو نفسه الذی یبحث عن الخیر لدى غیره من خلال إنشاء علاقة صداقة معهم( أکادیمیة الحرار، 2019).

وتطرق "أفلاطون" لبعض الأفکار التی تتعلق بالصداقة والمتمثلة فی أن ما            یقع بین الاصحاب والأقارب من مشادات وصراعات لایسمى حربا بل هو نزاعا لأن            الأصحاب لابد لهم من أن یتصافوا ویتصالحوا بروح الاخاء ولا یحق استبعاد بعضهم البعض            ( طاهر، 2008، 301).

وأهتم بالصداقة أیضا المعلم الأول مؤسس علم المنطق "أرسطو طالیس" حیث بین فی کتابه " علم الأخلاق إلى نیقوماخوس" أن الصداقة حد وسط بین خلقین، فالصدیق هو الشخص الذی یعرف کیف یکون مقبولا من الآخرین کما ینبغی، أما الشخص الذی یبالغ حتى یکون مقبولا لدى الجمیع إلى الدرجة التی تجعله لایعارض فی أی شئ حتى لایسئ إلى الآخرین فهو الشخص المسایر، وذلک إذا کان یفعل ذلک بدون سعی إلى منفعة شخصیة وإنما لحبه وشغفه للإرضاء، أما إن کان یهدف من مسایرته إلى مصلحة شخصیة فهو المتملق وعلى العکس یصف أرسطو الشخص الذی لایهتم بالقبول من جانب الآخرین بأنه الشخص الشرس والمشاغب والصعب فی المعیشة( طالیس، 1924، 230).

وهکذا یتضح أنحیاز أرسطو إلى الوضع الوسط حیث یوضح هذا الوضع مفهوم الصداقة فالأفراد أکثر استعدادا لقبول الشخص الذی ینتمی إلى هذا الوضع کصدیق إذا جمع إلى رغبته فی التقبل والشعور بالمیل نحو الآخرین، کما أن الرغبة فی التقبل واکتساب قبول الآخرین لیست مردافة للصداقة، حیث أن بعض الأفراد یرغبون فی أن یکونوا مقبولین ولکن دون أن یشعروا بأی عاطفة فهم یفعلوا ما یجب وما ینبغی أن یفعلوه مع من یعرفونهم ومع ما لایعرفونهم لیس حبا أو بغضا ولکن لحرصهم على إرضاء الأخرین .

ومن ثم قسم أرسطو الصداقة إلى ثلاثة أقسام وهی( متیاس، 2017، 99):

-       الصداقة المبنیة على أساس المنفعة: یتم تحدید قیمتها فی نظر الأفراد بمقدار ما یستطیع الفرد أن یحصل مقابل ما یعطی لغیره.

-       الصداقة من أجل المتعة: یتم تحدید قیمتها بدرجة الشعور بالسعادة والبهجة والألفة عند الحدیث مع شخص آخر.

-       الصداقة من أجل الفضیلة: هی الصداقة التی تنشأ بین أفراد المجتمع الطیبین الذی یحبون بعضهم البعض لأنهم طیبون.

ویؤکد أرسطو فی کتابه " علم الأخلاق إلى نیقوماخوس": " بحیث نکون مستعدین إلى أن نسمیه صدیقا حقا، إذا جمع إلى معروفه شعورا بالمیل لنا، ولکنه یخالف الصداقة فی أن قلب ذلک الإنسان لایشعر بعاطفة ، وأنه لیس مرتبطا جدا الارتباط بأولئک الذین یلتقی بهم لأنه لیس لحب ولا لبغض یصطنع الأشیاء کما ینبغی، بل لأنه هکذا خلق، ذلک حقا إلا أنه یلزم دائما هذا الخلق عینه مع من لایعرفهم ومع من یعرفهم"( طالیس، 1924، 40)

ویؤکد أرسطو أیضا على أن الصداقة المبنیة على اللذة أو المنفعة أکثر شیوعا من الصداقة الحقیقیة  لأن الصداقة الحقیقیة نادرة، لأن الناس الصالحین بالمعنى الصحیح نادرون – فالصداقة الحقیقیة تقتضی شخصیة تتمیز بالعدالة والشفقة والکرم والشجاعة والصدق والشرف والعفة والحکمة العملیة( أبو سریع، 1993، 15)، وهذه الصفات تعد أساسیة وضروریة لممارسة الصداقة، ویتضمن هذا المفهوم أیضا نظاما تربویا وثقافة تساعد على نمو الشخصیة.

ومن ثم وعلى الرغم من واقعیة أرسطو فی تحدیده لماهیة الصداقة إلا أنه یؤخذ علیه ربطه بین الصداقة ومبدأ الوسط الذی هو جوهر الفضائل عنده، فالوسط عند أرسطو وجهت له سهام النقد حیث أن کثیر من الفضائل لایمکن تحدیدها بحدود مبدأ الوسط الذی تبناه أرسطو فبعض الفضائل یکون أقرب إلى الإفراط، وبعضها یکون أقرب إلى التفریط فالشجاعة مثلا أقرب إلى التهور منها إلى الجبن والعفة أقرب إلى جمود الشهوة منها إلى اشتغالها( أبو ریان، 1992، 223)، کما أن مبدأ الوسط یصعب تحدیده فالوسط یتغیر من شخص لأخر کما أن الوسط لیس خط مرسوم أقیسه لمعرفة وسطه ولا یوجد قاعدة واحدة أو معیار یتم القیاس على أساسه.

نستنتج مما سبق أنه لا یمکن إنشاء صداقة بین الشبیه وشبیهه ولا بین النقیض ونقیضه، بل یُمکن خلق علاقة صداقة بین شخصین مختلفین لکنهما لیسا متناقضین بل متکاملین، وهکذا استطاع أرسطو ترسیخ فکرة أساسیة؛ وهی: إن أساس الصداقة فی الحیاة هو التکامل.

ولن تغفل الفلسفة الاسلامیة عن موضوع الصداقة بل نال اهتماما کبیرا من جانب الفلاسفة المسلمین فقد تناول أبى حامد الغزالی موضوع الصداقة حیث یرى أنها المجالسة والمجاورة، والتی لا تکون إلا مع المحبوب، أما غیر المحبوب فیتم البعد عنه وعدم مخالطته،           ویربط الغزالی الصحبة أو الأخوة بحسن الخلق فمن مقولاته " حسن الخلق یوجب التحاب  والتآلف والتوافق، وسوء الخلق یثمر التباغض والتحاسد والتدابر"، ثم یقسم الصحبة إلى قسمین (زهیر، 2003، 109):

-      القسم الأول: ما یقع بالاتفاق، کالصحبة بسبب الجوار، أو الاجتماع فی المدرسة أو            السوق وغیرها.

-      القسم الثانی: ما ینشأ اختیارا وهو الذی علیه الثواب إذ لاثواب إلا على الأفعال الاختیاریة.

وقسم المحبوب بدوره إلى أربعة أقسام ( الوزیر، 2018، 38):

-      القسم الأول: وهو أن نحب ونصاحب الإنسان لذاته، أی نستمتع برؤیته ومعرفته ومشاهدة أخلاقه لاستحساننا له حیث " کل جمیل لذیذ فی حق من أدرک جماله وکل لذیذ محبوب واللذة تتبع الاستحسان والاستسحسان یتبع المناسبة والملاءمة والموافقة بین الطباع ".

-      القسم الثانی: أن یحب شخص ویصاحب لینال من ذاته غیر ذاته، حیث یکون وسیلة إلى محبوب غیره، والوسیلة إلى المحبوب محبوبة ومثال ذلک حب الذهب والفضة فلا غرض فیهما حیث لایطعما ولکنهما وسیلة إلى المحبوب والمقصود وهو المال بمعنى أن من خلال الذهب یتوصل الفرد إلى المال

-      القسم الثالث : أن یحب ویصاحب لا لذاته بل لغیره، وذلک الغیر لیس راجعا إلى ما یناله فی الدنیا بل راجعا إلى ما یناله فی الآخرة ، فمن یحب أستاذه وشیخه یتوصل من خلالهما إلى تحصیل العلم وتحسین العمل والغرض من العلم والعمل الفوز بالأخرة وإرضاء الله وأصحاب هذا القسم عند الغزالی من المحبین فی الله .

-          القسم الرابع: أن یحب ویصاحب شخص لله وفی الله لیس لینال منه علم أو عمل أو یتوسل به إلى أمر وراء ذاته وانما لإرضاء الله، وهو أعلى الدرجات وهو أدقها وأغمضها.

      ویرى الغزالی أنه لایصلح للصحبة کل إنسان، ولذلک فلابد من توفر مجموعة من الخصال والصفات فی الفرد الذی یتم اختیاره صحبته وصداقته، وتحدد هذه الخصال والصفات بحسب الأغراض والفوائد المطلوبة من الصحبة أو الغرض من الصحبة، وهی أغراض وفوائد دینیة ودنیویة، وتتمثل الدنیویة فی الانتفاع بالمال أو الجاه أو مجرد المجاورة للمشاهدة، أما الدینیة فتتمثل فی الاستفادة من العلم والعمل والاستفادة من الجاه تحصنا به عن إیذاء من یشوش القلب ویمنع عن العبادة ( زهیر، 2003، 113)

   وهکذا یتضح أن الغزالی تناول الصداقة بمعنی الصحبة، کما أکد على أن الفرد یقوم بالصداقة أو الصحبة من أجل مجموعة من الأغراض کلا حسب شخصیته، وشابه الغزالی أفلاطن فی آرائه عن الصداقة.

کما تناول محمد بن مسکویه أیضا موضوع الصداقة ففی کتابه" تهذیب الأخلاق وتطهیر الاعراق" صنف الصداقة إلى ثلاثة ضروب، الأول وهی صداقة اللذة وهی الذی  تنعقد سریعا وتنحل سریعا، وهی أکثر شیوعا بین الفتیان، والثانی وهی صداقة المنفعة وهی التی تنعقد بطیئا وتنحل سریعا بانتهاء المصلحة وهی صداقة کبار السن، و الثالث وهی صداقة الفضیلة وهی التی تنعقد سریعه وتنحل بطیئا، وهی صداقة الاخیار( ابن مسکویه، 1997، 63)، ویتضح أن رأی مسکویه یستند إلى رأی أرسطو حیث نفس التصنیف الذی وضعه مسکویه ذکره أرسطو من قبل.

    من خلال العرض السابق یتضح أن من أهم شروط الصداقة التی ینبغی توافرها الجانب الاخلاقى حیث أکدت العدید من الأدیان والفلسفات إلى ضرورة توافر الشرط الاخلاقى للصداقة ، ممثلا فی ضرورة اختیار الشخص الملتزم أخلاقیا  لیکون صدیقا ، ومرجع ذلک أن الصداقة هی ذاتها قیمه أخلاقیه ، وذات أثر فاعل على السلوک الاخلاقى لأطرافها ، ویمکن إضافه سبب آخر هو أن السلوک الاخلاقى (الإیجابی أو السلبی )، یتصف بالکلیة والشمول ، من جهة أن صاحبه یلتزم به تجاه الجمیع ( فالأصل فی الشخص الذی یصدق  أنه یصدق مع الجمیع والأصل فی الشخص الذی یکذب  انه یکذب على الجمیع وهکذا ) ، وبالتالی فإن أى استثناء یقوم به صاحبه  فإنه یظل استثناء  یفتقد لضمان کونه حقیقی أو مستمر.

ب‌- الصداقة من منظور علم النفس:

تعرف الصداقة وفقا للجانب النفسی بأنها " علاقة بین شخصین أو أکثر تتسم بالجاذبیة المصحوبة بمشاعر وجدانیة تخلو عامة من الرغبة الجنسیة" ( 1983,   English,)

وعرفت الصداقة أیضا بأنها علاقة اجتماعیة وثیقة ودائمة تقوم على التماثل والتشابه للاتجاهات بصفة خاصة، وتحمل دلالات ذات أهمیة کبیرة ترتبط بتوافق الفرد واستقرار الجماعة ( الشماس، 2012، 19).

ویشیر تعریف آخر بأن الصداقة علاقة اجتماعیة تتسم بثلاث خصائص تتمثل الأولى فی الاعتمادیة المتبادلة، والتی تظهر من خلال تأثیر کل طرف فی مشاعر ومعتقدات وسلوک الطرف الآخر؛ وتتمثل الثانیة فی  الاهتمامات المتبادلة والأنشطة التی یشترکون فیها؛ وتتمثل الثالثة فی قدرة کل طرف من أطراف العلاقة على استثارة انفعالات قویة فی الطرف الآخر وهی خاصیة مترتبة على الاعتمادیة المتبادلة بین الاصدقاء وهذه الاستثارة ترتبط بجانبین جانب المشاعر الایجابیة السارة وجانب المشاعر السلبیة غیر السارة ( أبو سریع، 1993، 28).

ومن خلال العرض السابق لمفهوم الصداقة سواء من الجانب الفلسفی وجانب علم النفس یمکن استخلاص ما یلی:

  • الصداقة مفهوم بعدى ولیس قبلی : فصفه ( صدیق) لا یمکن أن تطلق على شخص ، إلا بعد التحقق من وقوفه مع صدیقه فی المحن والشدائد ولیس قبل ذلک.
  • الصداقة مفهوم کیفی ولیس کمی:الصداقة مفهوم کیفی(بمعنى أنه یقاس بمدى وقوف الصدیق مع صدیقه فی المحن والشدائد)،ولیس مفهوم کمی(أى لا  یقاس بطول مدة الصداقة).
  • الصداقة مفهوم نادر: حیث أن الصداقة الحقیقیة نادرة، خاصة فی ظل الوقت الحالی حیث ظهرت الصداقة للمصلحة ولفترة  زمنیة معینة.

ج- خصائص الصداقة:

     حیث أ ن الصداقة قائمة على علاقة فعلیة، متبادلة بین شخصین أو أکثر، فتوجد مجموعة من الخصائص التی تتسم بها الصداقة الحقیقیة، لتحّقق التکامل بین الشخص وأصدقائه. ویمکن إجمال هذه الخصائص بما یلی:

1-    المناقشةوالحوار: تختلف الصداقة عن غیرها من العلاقات الأخرى، کالزمالة والمعرفة والصحبة، حیث تتیح  للأصدقاء أن یناقشوا کلّ أمور حیاتهم بما یعود علیهم بالفائدة، کما فی ضروب متنوعة من الأنشطة والاهتمامات، وذلک على عکس العلاقات السطحیة التی تترکز فی أغلب الأحوال، حول موضوع محدد أو نشاط معین( الشماس، 2012، 19).

ومن ثم تتیح الصداقة فرصة المناقشة والحوارکما تسمح لکل فرد أن یسقط  ویعبر عما بداخله أثناء الحوار وأن یتحقق من صدق أفکاره .

2-    الاعتمادالمتبادل: ویتمّثل فیما یقوم به کل طرف من أطراف الصداقة من تأثیر فی مشاعر الطرف الآخر ومعتقداته وسلوکه، ففی الصداقة یکون کلّ طرف قادراً على استثارة انفعالات قویة لدى الطرف الآخر والافصاح عما بالداخل، وهو أمر یرتبط بخاصیة الاعتماد المتبادل بین الأصدقاء، ویعد مصدراً لکثیر من المشاعر الإیجابیة السارة غالباً، وغیر السارة أحیانا         ( أبو سریع، 1993، 38).

ومن ثم على الطرف الآخر الذی یستمع أن یشجع صدیقه المتحدث والمعتمد علیه وأن یدعمه الأمر الذی یؤدی إلى زیادة الثقة بین الطرفین.

3-    تحقیقالمنفعةالمتبادلة: وترتبط المنفعة المتبادلة بالاعتماد المتبادل، حیث تتیح الصداقة للأفراد المرتبطین بها أن یحّققوا لأنفسهم منفعة مباشرة، وذلک من خلال ما یقومون به بعضهم نحو بعض، سواء من خلال استغلال الوقت أو تسخیر الجهد( المجذوب، 2001، 512)، وغیر ذلک من الإمکانات الشخصیة، سواء أکانت مادیة أم معنویة، وبما یخدم بعضهم، ویلبی مطالب بعضهم البعض ، ولکن تقدیم العون  وقضاء مصلحة الصدیق لا یکون على حساب منفعة أخرى أو مقابل قضاء مصلحة ، بل تکون المنفعة لصالح الأصدقاء بلا مقابل أو ثمن ، وإنما تکون المصلحة والتضحیة محبة من أجل الصدیق.

مما سبق یتضح أن الصداقة تتسم بعدة خصائص تمیزها عن غیرها من العلاقات الأخرى کالزمالة والصحبة ولکن أهم ما یمیز الصداقة هو الاحساس بالأمان عند الصدیق فالفرد لایمکنه التعبیر عما بداخله والتحاور مع صدیقه إلا إذا أحس بالأمان والطمأنینة لدى صدیقه، کما أن أهم ما یمیز الصداقة أنها اختیاریة وبذلک فهی تختلف عن الأخوة فالأخوة إجباریة، أما الصداقة اختیاریة بمعنى أن الفرد له حریة الاختیار فی الصداقة.

   کما أن من أهم خصائص الصداقة إمکانیه التعایش مع السلبیات بمعنى أن الصداقة لا تقتضى عدم وجود سلبیات لأطراف علاقة الصداقة ، حیث أنه  من المستحیل وجود شخص بدون سلبیات ، فلکل شخص إیجابیات وسلبیات ، فالصداقة تتوقف على مدى إمکانیه التعایش مع هذه السلبیات کما ونوعا ، بشرط أن لا تکون ذات تأثیر سلبی على الصداقة، وبالتالی تتسم الصداقة بعدة قیم کما أنها قیمة تربویة فی ذاتها ولها أدوار تربویة متعددة فی المجتمع.

د-الصداقة وعلاقاتاجتماعیة أخرى(الزمالة-الحب-التجاذب بین الأشخاص–التقبل الاجتماعی):

یتداخل مفهوم الصداقة مع غیره من المفاهیم کالحب والزمالة وغیرها من المفاهیم وفیما یلی توضیح العلاقة بین مفهوم الصداقة وعلاقته ببعض المفاهیم

1-   الصداقة والزمالة: تتنوع علاقات الأشخاص مع بعضهم البعض من حیث القرب والعمق،  فالفرد یستطیع التمییز بین الصدیق المقرب والمألوف وبجانب علاقات الصداقة یستطیع الفرد تکوین علاقات اجتماعیة أخرى کعلاقة الزمالة، ولکن علاقة الزمالة تکون أقل من مستوى عمق علاقة الصداقة، فعلاقة الزمالة تتضمن علاقات المعارف أو العلاقات السطحیة، وعلى ذلک یمکن التمییز بین أربعة مستویات من العلاقات الاجتماعیة متدرجة من حیث الخصوصیة والعمق کالتالی(Þórðarson, 2012, 19 ):

-        الاصدقاء المقربون: یتمیز الأصدقاء المقربون بتفاعلات اجتماعیة على درجة عالیة من العمق والخصوصیة، حیث یسود بینهم الحب المتبادل والمعرفة الدقیقة بخصائص الصدیق مع وجود تبادل للمعلومات والأسرار بمعنى أن الفرد لا یستطیع تعویضهم بسهولة ویطلق علیهم الأقران.

-        الأصدقاء الاجتماعیون: وهم الأفراد الذین تتصف العلاقات الاجتماعیة فیما بینهم بدرجات منخفضة من التجاذب والحب والمشارکة بمعنی أن العلاقة بینهم لم تصل لمرحلة الصداقة وتکون قابلة للتعویض .

-        المشارکون فی النشاط: وهم فئة الأفراد الذین تقتصر العلاقات الاجتماعیة فیما بینهم على مشارکة نشاط ما أو أداء مهمة مشترکة مع شخص آخر ویلاحظ على هذا النمط من العلاقة غیاب علاقة الصداقة فالتفاعلات تنتهی بمجر أنتهاء المهمة المشترکة بینهم.

-        المعارف: وهی علاقات لاتنهض على الصداقة ولا على الاشتراک فی نشاط ما فتکون العلاقة فی هذه الحالة سطحیة.

ومن ثم تختلف الزمالة عن الصداقة فی أن الصداقة مفهوم أعمق من الزمالة فالزمالة علاقة اجتماعیة سطحیة .

2-   الصداقة والحب: الحب لیس هدفا یتم بلوغه وینتهی عنده بل هو ممارسة مستمرة وحیاة وکفاح من أجل الاحتفاظ بما وصل إلیه الفرد فالحب لیس هبة تهبط من السماء لکنه جهد جمیل یتطور من أجل الاقتراب بین الأفراد بحیث یصبح کل فرد ضرورة للآخر، أی أن الحب یتمیز بالشغف والاهتمام والعنایة( الشارونی، 1992، 18)، ومن ثم یتشابه الحب مع الصداقة فی جوانب کثیرة ولکن یزید علیها بالشغف والعنایة.

3-    الصداقة والتجاذب بین الأشخاص: تعرف الجاذبیة بأنها خاصیة لشخص تستثیر استجابات التقرب من جانب الأشخاص الأخرین بمعنى هی میل إلى الاقتراب من شخص وقد یکون هذا الشخص لیس لدیه الرغبة من الشخص الذی یمیل إلیه أی لایوجد جاذبیة متبادلة          ( لعلیجی،2015 ، 301) ، ومن ثم تختلف الجاذبیة عن الصداقة لأن الصداقة علاقة متبادلة بین شخصین، أما الجاذبیة قد تکون علاقة من طرف واحد .

4-    الصداقة والتقبل الاجتماعی: یشیر التقبل الاجتماعی إلى درجة نجاح الأشخاص فی عضویة الجماعات التی ینتمون إلیها(Ravichandran, 1999 , 24)، ومن ثم فالتقبل الاجتماعی یشیر إلى النجومیة والشعبیة ولا یلزم لحدوثها علاقة متبادلة وبالتالی فهی تختلف عن الصداقة.

من خلال العرض السابق للمفاهیم المرتبطة بمفهوم الصداقة یتضح أن الصداقة مفهوم أعمق وأشمل وعلاقة خاصة بین الأفراد تقوم على الفضیلة والمنفعة والمتعة والعلاقات المتبادلة بین الأفراد ومن ثم تختلف الصداقة عن الحب فی أن الحب یتمیز عنها فی الشغف والعنایة، وتختلف عن الجاذبیة على اعتبار أن الجاذبیة میل وقد لاتؤدی فی أغلب الأحیان  إلى الصداقة، وتختلف أیضا عن الزمالة فی أن الزمالة علاقة سطحیة غیر متعمقة مثل الصداقة، وتختلف عن التقبل الاجتماعی فی أن التقبل الاجتماعی مرتبط بالجماهیریة والشعبیة، ولایشترط حدوث صداقة فی حالة التقبل الاجتماعی.

    ومن ثم فإن التمییز بین الصداقة وغیرها من المفاهیم الأخرى لا یعنى أن الفروق بین الصداقة وغیرها من العلاقات الاجتماعیة الأخرى تقوم على التناقض بل هی تدرج، فمن الممکن أن تتحول هذه العلاقات إلى صداقه إذا توافرت مقومات الصداقة الحقیقیة وخصائصها.

ه- النظریات المفسرة للصداقة :

    تناول علماء الاجتماع العدید من النظریات المفسرة لعلاقات الصداقة للإجابة عن أسئلة مثل لماذا نختار بعض الناس کأصدقاء والآخرین لا ؟ ولماذا نکون سعداء فى بعض الصداقات عن غیرها ؟ لماذا تنتهى بعض الصداقات بینما تنمو الأخرى وتزدهر ؟ لذلک تتناول الدراسة فیما یلی  النظریات التى ترکز على الصداقة فیما یلى :

١ - نظریةالتعزیز:            Reinforcement Theory

    ظهرت هذه النظریة فى الستینات على ید Lot&Lott  واستکملها کلور وبیرن Clore&Byrne فى السبعینات وتستند هذه النظریة على أن الأفراد یتجاذبون ویقیمون علاقات صداقة مع من یتکافؤ معهم أو یسعدوا فی وجودهم وتمر عملیة الصداقة بمجموعة من المراحل أولها أن الشخص یخضع لمجموعة من الاستجابات من طرف آخر، ثم یبدأ فی التصرف بإیجابیة عندما یخبر بمکافأة أو سعادة أو تعزیز من الطرف الآخر وکلما حضر هذا الطرف تم استدعاء الخبرات السارة وأصبح صدیقا( Fehr,1996,20)،

     وقد حاول  Lot&Lott إثبات صحة نظریته بأن أحضر مجموعتین من الأطفال وترک کل مجموعة تلعب على حده وقام بمکافأة مجموعة أثناء اللعب ولم یکافئ المجموعة الأخرى ، ثم قام بعد ذلک بتطبیق مقیاس سوسیومترى وطلب من کل طفل فى تلک المجموعتین اختیار اسمین لمن یرید أن یقضى معهم الإجازة ، فاختار أطفال المجموعة التى کوفئت أصدقائهم من المجموعة ذاتها أما أطفال المجموعة الأخرى کانت اختیاراتهم لا تقتصر على أطفال نفس المجموعة بل اتجهوا لأطفال المجموعة التی کوفئت، وهکذا تأکد Lot&Lott من إثبات فرض النظریة(البلاح، 2008، 54)، أما "کلور وبیرن" فوجدوا أن هذه النظریة تستمد مبادئها من نظریة الاشتراط  الکلاسیکى لبافلوف حیث تشیر النظریة إلى أن الأفراد تلجأ وتتصادق مع الأخرین الذین ترتبط خبراتهم معهم بأحداث سعیدة وسارة ، حیث تکون الأحداث السعیدة أو التعزیز الذى یلقاه الفرد مثیرا غیر شرطى ، وتکون الصداقة استجابة غیر شرطیة .

     مما سبق یتضح أن النظریة تناولت مفهوم الصداقة من حیث أنها تتم نتیجة التعزیز بین مثیر واستجابة وأرتباط الفرد المنجذب لمثیر ما أحدث إلیه اشتراط وشعوره بسعادة کلما ظهر أمامه المثیر وبالتالی فهی أکدت على کیفیة حدوث  الصداقة لکنها لم توضح الأسس التی یتم بموجبها استمرار علاقة الصداقة هل تستمر الصداقة باستمرار التعزیز؟ أم أن الانطباع الأول هو الاساس فی بناء علاقة الصداقة واستمراراها

2- نظریة التبادل الاجتماعی: Social Exchange Theory  

    ظهرت هذه النظریة على ید Thibaut& Kelly  وتستند إلى أن الرضا وقبول أی علاقة یکون على أساس العائد منها والتکلفة بمقارنتها مع بقیة العلاقات، فإذا کان العائد أکبر وجدت قبولا والفرد عندما یبدأ فی مقارنة العائد من هذه العلاقة فإنه یبدأ فی مقارنة العائد من هذه العلاقة والمتمثل فی السعادة والمرح والاستفادة العملیة بتکلفة ما أنفقه فی هذه العلاقة والتی قد تکون خدمات أداها، ومساندة أو زیارات وإذا ثبت أن العائد أکبر من التکلفة وأکبر من أی عائد فی علاقة أخرى فإن الصداقة تحدث ( لطفی، 1994، 9).

     ومن ثم فإن النظریة تشیر على أن الرضا والقبول الذی یؤدی لإقامة علاقة لایتحقق إلا بحساب العائد منها ولابد أن یکون العائد من الصداقة أکبر من التکلفة  وبالتالی فهی تفسر علاقات الصداقة والعلاقات الشخصیة وکأنها علاقات تجاریة تحسب بالعائد والتکلفة  بالرغم من أنه فى العلاقات الإنسانیة عندما یتعلق إنسان بآخر فإنه یکون مستعداً للتضحیة من أجله ولإرضائه بغض النظر عن التکلفة والعائد وبالتالی فهذا تصور برجماتی نفعی أی أن العلاقات فی هذه الحالة تبنى على أساس المصلحة والمنفعة وهی تعبر عن  المجتمع الأمریکی الذی تسوده النزعة الفردیة  ویسعى إلى الربح والبحث عن العائد.

3- نظریة التکافؤ:   Equity Theory  

     توکد هذه النظریة نفس مفاهیم نظریة التبادل الاجتماعی وهی العائد والتکلفة ولکنها           تنظر للصداقة فی حالة التساوی والتکافؤ لکل من طرفی العلاقة بمعنى أن العائد یکون         مکافئ للتکلفة أی إذا کان العائد أکبر من التکلفة إن الفرد یشعر بالذنب وکأنه ظالم للشخص الآخر الذی یصادقه ، وإذا کان العائد اقل فإن الفرد یشعر بالغضب لأنه یعتقد أن الآخر یستخف به؛ ومن ثم فإن ما تستند إلیه نظریة التکافؤ هو المساواة بمعنى أن یکون العائد من الصداقة مساوی أو مکافأ للتکلفة أو ما ینفقه الشخص فی سبیل الصداقة، وبالتالی إذا کان   یوجد فردان بینهما علاقة وأحداهما یحصل على عائد أکبر من التکلفة فإن هذه لم تکن صداقة من وجهة نظر نظریة التکافؤء، وانما تکون صداقة من وجهة نظر نظریة التبادل الاجتماعی (عبد الجواد، 1999، 34).

    ومن ثم فقد حاولت نظریة التکافؤ أن تضبط  أفتراضات نظریة التبادل الاجتماعی والتی کانت تنظر للصداقة على أساس العائد من الصداقة فأدخلت عنصر المساواة بین العائد والتکلفة لکنها مازالت تتعامل بلغة التجارة وتنظر للصداقو من منظور العائد والتکلفة  والمساواة بین    العائد والتکلفة .

4- نظریةالاتساقالمعرفى Cognitive Consistency theory

    یعد Heider هو المؤسس لهذه النظریة وتستند إلى افتراض اساسی وهو أن الأفراد بحاجة إلى قدر من الاتزان والثبات ، حیث أن الاتزان فی العلاقات هو المسئول عن تحقیق الثبات کما أن الاتزان لایتحقق إلا بوحدة الاتجاه التی تکون الاساس لإقامة علاقة صداقة ، فأی علاقة تأخذ شکلا ثلاثیا فمثلا إذا کان (س) و (ص) یحب کلا منهما (أ) أو یکره کل منهما (أ) فإن الاتزان یتحقق بعلاقة إیجابیة بین (س) و (ص) ومن ثم یحب کل منهما الأخر حتى تتحقق الصداقة بینهما وبالتالی فالصداقة تتحقق بتوحد الاتجاهات نحو الموضوعات والاشیاء               ( Fehr,1996,20).

      ومن ثم یرى هیدر أن الاتجاهات نحو الأشیاء ونحو الناس لها  جاذبیة ایجابیة أو جاذبیة سلبیة وبالتالی یحدث التطابق  فی حالة التوازن والجاذبیة الایجابیة أو لایحدث فی حالة عدم التوازن، کما یوجد حرکة دائمة نحو التوازن من قبل الأفراد، وتتمیز هذه النظریة بأنها حاولت أن تتعمق أکثر فى دینامیات علاقة الصداقة حیث أنها تفترض نوعاً من الاتزان لا یتحقق إلا بتشابه الاتجاهات نحو الأشیاء.

5- النظریةالارتقائیة         Developmental theory   

    یعد کل من لیفنجر وسنوک Levenger&snoeck هم المؤسسین لهذه النظریة والتی تنطلق من منطلق أن أی علاقة  ومنها علاقة الصداقة تتم فی مراحل متتالیة وهذه المراحل تتطور کما یلی(البلاح، 2008، 56):

-        المرحلة الأولى: تکون العلاقة فی هذه المرحلة اتصال فی اتجاه واحد Unilateral awareness حیث یوجد اهتمام من کل طرف بالأخر بناء على جاذبیة ولکن لا یوجد رغبة مشترکة فی الافصاح عن الذات لدى کل منهما  حیث أنها تکون مبنیة على صفات خارجیة مثل الجاذبیة البدنیة مثلا أما المحافظة على العلاقة نفسها لا تحتل اهتمام من کل منهما.

-        المرحلة الثانیة : تکون العلاقة فی هذه المرحلة عملیة اتصال سطحی Surface contact حیث تتسم هذه المرحلة بالتبادل السطحی للمعلومات بین الطرفین ویتوقف حدود المعلومات التی یتبادلونها على الإدراک العام  حیث ما یزال الافصاح سطحیا فی حدود المعلومات العامة .

-        المرحلة الثالثة: وتتسم هذه المرحلة بأن یوجد اتصال متبادل Mutuality وفیها یبدأ کل طرف بالافصاح عن ذاته والتحدث عن معلوماته الشخصیة الخاصة وخبراته ویبدأ کل منهما فی الحفاظ على هذه العلاقة وتصبح هذه العلاقة علاقة صداقة .

    وبذلک یتضح أن هذه النظریة قدمت أفضل وأعمق تفسیر لنمو علاقة الصداقة حیث أنها لم تکتف بذکر البدایة فقط ، حیث أوضحت أن الصداقة لاتحدث نتیجة اللقاء الأول بین شخصین وإنما تتم نتیجة العدید من المراحل و تعمقت فی المراحل التی تمر بها علاقة الصداقة إلى          أن تتکون.

      ویتبین من خلال العرض السابق لتلک النظریات أنها مفسرة أیضا للصداقة الافتراضیة للطلاب فمثلا من خلال عمل إعجاب طالب لطالب أخر على منشور عبر المجتمع الافتراضی فهذا یؤکد على نظریة التعزیز، وکذلک تتضح نظریة التبادل الاجتماعی کمفسرة للصداقة الافتراضیة فی عمل صداقات من أجل الاستفادة العلمیة للطلاب أو تبادل المراجع والمحاضرات بهدف المنفعة المتبادلة، وکذلک نظریة التکافؤء التی تستند إلى التساوی فی تبادل المنفعة بین طلاب الجامعة.   

  وتتبنى الباحثة فی الدراسة الحالیة نظریتی الاتساق المعرفی حیث التجاذب نحو الأشخاص بناء على الاتجاه  والنظریة الارتقائیة التی حددت مراحل علاقة الصداقة بین الأفراد، وذلک لأن الصداقة الحقیقیة لاتحدث بین یوم ولیلة ولکنها تتخذ مراحل حتى تنمو، کما أن الصداقة تحدث نتیجة توافق الاتجاهات بین الأفراد.

     المحور الثانی: المجتمعات الافتراضیة : مفهومها،نشأتها، أنواعها، النظریات المفسرة لها

یتناول هذه المحور مفهوم المجتمعات الافتراضیة  وخصائصها وأنواعها والنظریات المفسرة لهاکما یلی:

أ‌-      مفهوم المجتمعات الافتراضیة

یتم التطرق فی البدایة للجماعات الاجتماعیة ثم مفهوم المجتمعات وذلک على أساس أن المجتمع یتکون من الجماعات؛ ویعود مفهوم الجماعات الاجتماعیة إلى زمن بعید فی تاریخ علم الاجتماع، ولقد تمت دراسة الجماعات الاجتماعیة وتفاعلاتها بأشکال وطرق متعددة وأیضا الظواهر المختلفة التی ترتبط بها اعتمادا علی فسلفات وخلفیات اجتماعیة متباینة ولکن مع الانتشار الواسع للانترنت والتی أدى بدوره إلى ابتکار أنماط غیر تقلیدیة من الجماعات ومن العلاقات الاجتماعیة والتفاعلات التی لا ترتبط بهویة أو قومیة بذاتها ولا ترتبط أیضا بإطار  فیزیقی محدد المعالم والأبعاد ولکنها تتم عبر الفضاء المعلوماتی الذی تکون بفضل الإنترنت والثورة التکنولوجیة( حجازی، 2011، 4318).

وقد ظهر الفضاء المعلوماتی بفعل العدید من المتغیرات کالعولمة والتکنولوجیا المتمثلة فی الإنترنت وغیرها من وسائل الاتصال الحدیثة، حیث أفرزت هذه المتغیرات ثلاث عناصر أساسیة هما المعلومات Information والفضاء الإلکترونی Cyber Space والطابع الالکترونی Digital وتعد کلمة Cyber  مقتبسة من علم Cybernetice الذی هو عبارة عن نظریة الاتصالات والتحکم فی الحیاة وفی الآلیات والأسالیب التی صنعها الإنسان وتعنی التفکیر المعقد فی النظم الدینامیکیة عن طریق مفاهیم التحکم والتغذیة العکسیة، ومن ثم فإن کلمة              Cyber Space تعد إطارا جدیدا لعلاقات اجتماعیة عابرة القومیات فمن المعروف أن الجماعة الاجتماعیة مجموعة من الأفراد تجمع بینهم قیم مشترکة وشعور بالانتماء ویعیشون فی بیئة جغرافیة واحدة وتحکمهم قیم وأعراف یتفقون علیها فیما بینهم( زاید، 2003، 61)، ولکن الإنترنت قد ساهم فی تشکیل علاقات تتجاوز الإطار  المکانی  وتفاعل الوجه بالوجه عرفت باسم المجتمعات الافتراضیة

وتتعدد تعریفات المجتمع الافتراضی لکن نقطة الانطلاق التی اعتمد علیها العدید من الباحثین هی تحدیدهم لمفهوم المجتمع المحلی والتوصل من خلاله إلى مفهوم المجتمع الافتراضی حیث أن معظم العناصر التی یتسم بها المجتمع المحلی أصبحت متوفرة فی مجتمع من نوع جدید یعیش فی جغرافیا الفضاء السیبری.

یعرف المجتمع بأنه "مجموعة من الناس تجمعهم مصلحة مشترکة أو عمل واحد"            ( الصالح، 1999، 103)

کما یعرف المجتمع بأنه إطار  یحدد الحلقات التی تنشأ بین جمیع الأفراد الذین یعیشون فی بیئة معینة، تنشأ بینهم مجموعة من الأهداف والمصالح المشترکة وتحکمهم مجموعة من القیم والمبادئ والمعاییر والأسالیب المنظمة لسلوکیاتهم( الخلیفة، 2014، 490).

ومن ثم فإن المتأمل لمفهوم المجتمع یلاحظ أنه یتکون من مجموعة من العناصر الأساسیة المتمثلة فی مجموعة من الأفراد یتفاعلون فی علاقات اجتماعیة ویتمیزون بثقافة معینة ویتقیدون بتقالید وقواعد وقیم للأدوار والسلوکیات التی یصدرونها، کما أنه مجال التفاعل الحقیقی الذی یستعمل علاقات مباشرة بین الأفراد من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعیة کالأسرة           والمدرسة والمسجد .

وقد ظهر مصطلح المجتمعات الافتراضیة   فی صورته الإ نجلیزیة عنوانا لکتاب "هووارد راینجولد ویعنی جماعة من البشر تربطهم اهتمامات مشترکة ، ولا تربطهم (Rheingold) بالضرورة حدود جغرافیة أو أواصر عرقیة أو قبلیة أو سیاسیة أو دینیة ، یتفاعلون عبر وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعی الحدیثة ، وبالتالی فهی تجمعات اجتماعیة تنشأ من الشبکة، حیث یستمر أناس بعدد کاف فی مناقشاتهم علنیا لوقت کاف من الزمن بمشاعر إنسانیة کافیة لتشکیل شبکات من العلاقات الشخصیة فی الفضاء السایبری(Chan, 2014,)

کما تٌعرف بأنها مجموعة أفراد یستخدمون منتدیات المحادثة، حلقات النقاش، أو مجموعات الحوار وبالتالی تنشأ بینهم علاقة انتماء إلى جماعة واحدة ویتقاسمون نفس الأذواق والقیم والاهتمامات ولهم أهداف مشترکة  (Serge, 2004,2   )

وبالتالی فإن الشئ الممیز لهذه المجتمعات هو أنها تتکون على أساس الاهتمامات بین المشارکین والمستخدمین ومن ثم فإن الاهتمامات والصفات والخصائص التی یتصف بها کل شخص هی التی تحدد نوع الجماعة الافتراضیة  الذی ینتمی إلیها، کما أنها متاحة للأفراد فی أی وقت وقد عرفت بأنها مجتمعات لاتنام بمعنى أنها متاحة فی أی وقت.

کما عرفت بأنها شبکة عالمیة من الحاسبات المرتبطة ببعضها البعض عن طریق البنیة التحتیة الاتصالیة، والتی تسمح بتبادل المعلومات ونقلها بطریقة رقمیة( یاسین، 2004، 18)

وقد عرفها نبیل علی بأنها تجمعات اجتماعیة تجمع بین أصحاب الاهتمامات المشترکة وأهل التخصص الواحد وأصحاب الرأی وجماعات السمر والدردشة وتبادل المعلومات والأحادیث کما یمکن لأی عضو فی هذه الجماعة أن یبث حدیثه لجمیع أعضائها دون استثناء أو یخص فریقا منهم بعینه ما یرید أن یحجبه عن الآخرین ویمکن أن یقدم نفسه تحت أسماء مستعارة بل ویمکن أن یتنکر العضو فی شخصیات متعددة ( علی، 1999، 501)

من خلال العرض السابق للمفاهیم المتعلقة بالمجتمعات الافتراضیة  یتضح أن کل من هذه التعریفات أتخذت اتجاها معینا، فالبعض قام بتعریف المجتمع الافتراضی بناء على تعریف المجتمع الکلاسیکی وعناصره والبعض الأخر حصر تعریفه على الاستخدمات التی تتیحها غرف الدردشة والحوار فی حین أن له أبعاد وأسس أعمق من أقتصاره على غرف الدردشة.

کما یتضح من عرض المفاهیم السابقة أن المجتمعات الافتراضیة  تجمعات لامکانیة  بمعنى ألا یوجد لأعضائها تجمعا مکانیا کما أنها تنتشر فی الفضاء الرمزی وهو شبکة الإنترنت کما أن لأعضائها اهتمامات مشترکة ویمکن لأی عضو أن یدخل فی مناقشات مع فرد واحد أو أکثر وأن یشارک فی أکثر من جماعة على حسب میوله واهتماماته کما تتمیز المجتمعات الافتراضیة  بأنها متاحة لیلا  ونهارا.

ویمکن توضیح الفروق بین المجتمعات الطبیعیة والافتراضیة  فیما یلی:

-      المجتمع الطبیعی یدوم لفترة طویلة أما المجتمع الافتراضی ینتهی بمجرد انقطاع الإنترنت.

-      التقارب الجغرافی فی المجتمع الطبیعی یقابله غیاب العامل الجغرافی والمکان فی المجتمع الافتراضی.

-      یتمیز المجتمع الافتراضی بالکونیة والعالمیة فی حین یتمیز المجتمع الطبیعی بالمحلیة.

-      الاتصال فی المجتمع الطبیعی یکون وجها لوجه أما فی المجتمع الافتراضی یکن الاتصال عن طریق وسیط، حیث تعمل هذه المجتمعات على تخفیف القیود التی تفرضها حدود الزمان والمکان وتوفر الکثیر من الجهد والعناء.

-      التعبیر عن الانفعالات فی المجتمعات الطبیعیة یکون من خلال الوجه وباقی الحواس، أما فی المجتمعات الافتراضیة  یکون من خلال رموز أو ما یعرف بالسمیلز Smile .

ومن ثم تستند المجتمعات الافتراضیة  فی تکوینها على عناصر أساسیة منها الغرض المشترک وعدد الأفراد المتفاعلین والنفاذ إلى الموارد المشترکة والدعم التکنولوجی والبرمجیات المشترکة وقواعد وسیاسات التواصل وطقوس وتقالید التفاعل الاجتماعی الالکترونی.

ب‌- نشأة وتطور المجتمعات الافتراضیة  :

تعود بدایات تشکل المجتمعات الافتراضیة  وتأثیرها على العلاقات الاجتماعیة إلى المنظور الدورکیمی وفکرته الأساسیة عن مجتمعی التضامن الآلی والعضوی ، حیث نظر(Alexander) ألکساندر منذ فترة مبکرة إلى التلیفون بوصفه تکنولوجیا تدعم  (Organic Solidarity) التضامن العضوی کما اعتبر أیضا الإذاعة والتلفزیون ، قوة هائلة تعمل على إیجاد حالة من التوازن والتضامن بین أفراد المجتمع ، فهی تقوم بتدعیم الفکرة الأساسیة للعقل الجمعی عبر ما تدعمه من تشکیل حالة من الفهم المشترک بین الأفراد(Alexander, 1988, )

کما دعم المارکسیون المحدثون وجهة النظر السابقة فلم یبتعدوا کثیرا فی نظرتهم لتلک الوسائط عن التحلیل المارکسی الکلاسیکی ، حیث نظر إلیها شیللر(Schiller )بوصفها أحد الآلیات التی تستخدمها الطبقات الحاکمة والمسیطرة فی أی مجتمع ، من أجل فرض سیطرتهم ونفوذهم وتغلیب أیدیولوجیاتهم على باقی الطبقات الأخرى(Schiller, 1996,2 )

ورغم کل وجهات النظر السابقة إلا أن الاهتمام الحقیقی بالمجتمعات الافتراضیة  وتأثیرها فی بنیة المجتمع تعود إلى تشکّیل المجتمع الشبکی (على الخط)، فی فترة الستینیات من القرن الماضی وذلک بعد ظهور شبکات الحواسیب لأغراض التعلیم مثل شبکة بلاتو PLATO والتی کانت تعبیر عن النظام الرائد للقاءات والمنتدیات على الخط (On Line Forums) أو المراسلات واللوحات الالکترونیة والبرید الالکترونی، وغرف الدردشة والتراسل الآلی ومشارکة الشاشات عن بعد وألعاب التسالی متعددة اللاعبین( رحومة، 2008، 66).

ومن ثم  تعد شبکة (بلاتو) الشکل الأولی البدائی للمجتمعات الافتراضیة  الحالیة، حیث إنها نوع من التنظیم الافتراضی والتجمع التشارکی الطبیعی (رمزیا، رقمیا، آلیا) .

وفی آواخر الستینیات وأوائل السبعینیات ظهرت أیضا  شبکة آربانت وغیرها من الشبکات التی ظهرت فی فترة السبعینیات والثمانینیات والتی عرفت بالمجتمعات الشبکیة networked communities وبخاصة مع انتشار استخدام لوحات الاتصال المحلی، ولوحات النشرات (BBSS) لإتاحة مجال واسع للتکنولوجیات الجدیدة آنذاک، ومن أهم المجتمعات التی انتشرت :مجتمع محلی افتراضی، اسمه ویل (Whole Earth Lectronic Link)، فی سان فرانسیسکو، ومجتمع نظام "تویکس (TWICS) الذی أسس فی طوکیو، سی. آی. اکس (CIX) فی لندن، وکالفا کوم، (Calva Com) فی باریس، ومجتمع شبکة سیاتل                   (Seattle Community Network)، ویوزنت (Usenet) فی الولایات المتحدة الامریکیة، ونظم (Echo) فی نیویورک سیتی، والتی کانت تستخدم بصعوبة للمحافظة على مواکبتها للتقنیة الشبکیة المتغیرة فی نماذج الأعمال فی ذلک الوقت ولقد واجهت مختلف هذه النظم صعوبات عدیدة لعمل قاعدة بیانات للمشارکین تشمل جماعات سوسیو-اقتصادیة، خاصة فی ظل غیاب نموذج مالی ذی قاعدة ربحیة( رحومة، 2006، 51).

ومن ثم تعد هذه الفترة مرحلة تأسیسیة للمجتمعات الافتراضیة  حیث أتاحت کل هذه الشبکات زیادة التفاعل والحوار بین المستخدمین.

وفی فترة التسعینیات تمثلت مجتمعات الشبکات نفسها کحرکة اجتماعیة-تقنیة             خاصة فی عام 1996 ، حیث تمّ نشر شبکة دوغلاس شوللر للمجتمع المحلی الجدید -          أیرد للتغییر- (Douglas Schuler's New Community Networking Wired for Change) ، وتأسیس منظمات شبکیة مثل: جمعیة شبکات المجتمعات المحلیة (Association for Community Networking) ( عبوب، 2019، 5)

وتوالى بعد ذلک ظهور الشبکات والمتتبع لحرکة تطور المجتمعات الافتراضیة  المختلفة والمتنوعة یلاحظ أنها تهدف بالتحدید إلى تحقیق التواصل والتفاعل بین الأصدقاء والمستخدمین، دون تحدید نوعیة المستخدمین أو طبیعة المناقشات، فهی مواقع عامة لجمیع المستخدمین على مستوى العالم.

مما سبق یتضح أن  المتغیرات الطارئة على المجتمع  وعلى رأسها العولمة وثورة الاتصالات  لها دورا کبیرا  فی ظهور المجتمعات الافتراضیة  فلقد کان لهذه الثورة أدواتها التکنولوجیة التی أستطاعت تحویل العالم بطابعه المادی إلى عالم رقمی افتراضی.

ج- أنواع المجتمعات الافتراضیة :

    تتضمن المجتمعات الافتراضیة  عدة أنواع وأشکال داخل الفضاء السیبری، وبالتالی یمکن تصنیفها إلى نوعین کما یلی:

1-  أنواع المجتمعات الافتراضیة  وفقا للتکنولوجیا المستخدمة:

ویستند هذا التصنیف للمجتمعات الافتراضیة  إلى نوع التکنولوجیا التی یعتمد علیها بناء المکون التقنی للمجتمع الافتراضی، ویعد هذا التصنیف أکثر شمولا وتمثیلا للمجتمع الافتراضی وهی کما یلی:

-      غرف المحادثة الإلکترونیة: ویتمثل فی غرف الدردشة فی صورة موقع إلکترونی یضم غرفة أو أکثر من غرف الدردشة، وفی کل غرفة یوجد فردین أو أکثر تجمعهم اهتمامات مشترکة، ویمکن أن یتفاعلوا اجتماعیا مع بعضهم البعض من خلال محادثات إلکترونیة متزامنة قد تکون نصیة أو صوتیة أو مرئیة، وقد تدعم بأدوات أخرى للتواصل أو الترفیه http://www.12allchat.com ومن أمثلتها: موقع 12شات (Armentor,2004)

-     مواقع تشارک تسجیلات الفیدیو: ویکون من خلال صورة موقع إلکترونی یمکن للمشترکین به أن یضعوا علیه مقاطع من تسجیلات الفیدیو مصنفة وفقا لعنوان وموضوع التسجیل،           ویتم التفاعل من خلال مشاهدة هذه المقاطع بواسطة المشترکین فی الموقع أو              الزائرین والتعلیق علیها والرد بمقاطع أخرى أو مشارکتها عبر مجتمعات افتراضیة  أخرى            ( مشرى، 2012، 158)،ومن أشهر الأمثلة موقع www.youtube.com لمشارکة مقاطع تسجیلات الفیدیو.

-      المدونات الإلکترونیة: وهی شکل من أشکال المجتمع الافتراضی تتمثل فی صورة موقع إلکترونی یدیره شخص مسئول، ویطرح به موضوعات وقضایا نقاشیة مشترکة أو مقالات قصیرة، مصنفة ومرتبة ترتیبا زمنیا، یتم مناقشتها والتعلیق علیها من خلال بقیة المشترکین فی الموقع فی شکل حوارات الکترونیة غالبا ما تکون نصیة مثل: موقع مدونة الاسواق المالیة والأسهم http ://www.timothysykes.com/ ( منصور، 2009، 96)

-      المنتدیات الإلکترونیة: وتعد من أشکال المجتمعات الافتراضیة  الأکثر شیوعا وإقبالا بین المستخدمین، وهی عبارة عن موقع الکترونی ینشئه یدیره ویشرف علیه عدد من الأشخاص، ویتم تقسیمه إلى أقسام وفقا للقضایا ومجالات الاهتمام المختلفة، ویتم اشتراک الأفراد فی المنتدى وفقا لقواعد وقوانین العضویة عامة ومعلنة، ویصبح لکل عضو صفحة لبیاناته التی تعبر عن هویته الرقمیة داخل المنتدى، ویحدث التفاعل الاجتماعی داخل المنتدى من خلال قیام کل عضو فی المنتدى بطرح موضوع للنقاش فی القسم المناسب، أو الحصول على معلومات من خلاله، ویتاح لبقیة الأعضاء فی المنتدى التعلیق وإبداء الرأی على هذا الموضوع( حرب، 2016، 141)، ومن أمثلتها: منتدى فتکات للمرأة forums.fatakat.com

      ومن ثم یمکن اعتبار المنتدیات ساحة للحوار وتبادل المعلومات فی شتى المجالات وذلک عن طریق التسجیل والمشارکة بالآراء والمقالات إما عن طریق صور أو فیدیوهات أو مقالات نصیة ویکون غرضها تعلیمی أو اکساب الأفراد بعض المهارات.

-      شبکات التواصل الاجتماعی: تعد شبکات التواصل الاجتماعی أکثر أشکال المجتمعات الافتراضیة  محاکاة للمجتمع الطبیعی خاصة فیما یتعلق بالطریقة الشبکیة فی تشکیل العلاقات الاجتماعیة بین الأفراد، وهی عبارة عن موقع إلکترونی یسجل فیه الأفراد على الشبکة عضویتهم من خلال بریدهم الإلکترونی وکلمة مرور خاصة بهم، وینشئ کل عضو صفحة خاصة تعبر عن هویته الافتراضیة  التی یتعامل من خلالها داخل المجتمع الافتراضی، ویقوم کل عضو بالتعرف على أعضاء آخرین من خلال صفحاتهم الشخصیة، ومن ثم تکوین صداقات ومجموعات وعلاقات متشابکة داخل الموقع، ویتفاعل الأعضاء والأصدقاء من خلال أدوات للتفاعل الاجتماعی مثل: الدردشة النصیة والصوتیة والمرئیة المتزامنة وغیر المتزامنة، أو مشارکة الصور وتسجیلات الفیدیو، وإرسال الرسائل على البرید الإلکترونی ،( المحتسب للاستشارات، 2017، 15)، ومن ثم تساعد مواقع التواصل الاجتماعی على زیادة التفاعل الاجتماعی بین الاعضاء وذلک من خلال الإنترنت ومن أمثلتها موقع التواصل الاجتماعی www.facebook.com

مما سبق یتضح تعدد وتنوع المجتمعات الافتراضیة  وقد یرجع السبب فی نمو هذه المجتمعات إلى أن الانسان کائن اجتماعی ولا یستطیع أن یحیا بمفرده والرغبة فی التواصل مع الغیر رغبة متأصلة بداخله، وعلى النقیض قد یکون الشعور بالاغتراب والاکتفاء على الذات وأنقطاع صلة الفرد بمن حوله عالعلاقة مع الجیران مثلا سببا فی انتشار ونمو المجتمعات الافتراضیة  .

2- أنواع المجتمعات الافتراضیة  وفقا للمحتوى المعلوماتی

      وتتمثل هذه المجتمعات فی تعبیرات عن اهتمامات أعضاءه وأهداف المجتمع، بغض النظر عن نوع التکنولوجیا المستخدمة به ، حیث توجد المجتمعات الافتراضیة الدینیة والأخلاقیة، التربویة والتعلیمیة، والعلمیة والتکنولوجیة، الاقتصادیة والتجاریة، والسیاسیة، والقانونیة والحقوقیة، والصحیة والطبیة، البیئیة والجغرافیة، الترفیهیة،الأدبیة والثقافیة، العاطفیة والجنسیة، والنفسیة والاجتماعیة، والصناعیة والحرفیة.. وغیرها، وتوجد مجتمعات افتراضیة  کبیرة تضم نوعین أو أکثر من المجتمعات الافتراضیة السابقة، فمثلا قد یوجد مجتمع افتراضی  للشباب ویضم بداخله مجموعات افتراضیة دینیة وتعلیمیة  وترفیهیة واجتماعیة مثلا (علی، 2017، 71).

      من خلال العرض السابق للأنواع المختلفة للمجتمعات الافتراضیة  یتضح أنها أنماط غیر تقلیدیة من المجتمعات ومن العلاقات الاجتماعیة والتفاعلات التی لا ترتبط بهویة أو قومیة بذاتها ولا ترتبط أیضا بإطار  فیزیقی محدد المعالم والأبعاد ولکنها تتم عبر الفضاء المعلوماتی الذی تشکل بفضل الإنترنت, لا یشترط فی تأسیس هذه الجماعات بیئة جغرافیة واحدة أو هیکل أو بناء محدد لها کما هو متعارف فی الجماعات التقلیدیة ولکن تتم العضویة فی هذه المجتمعات من خلال معرفة العضو المتفاعل باستخدام تقنیة العبور إلی الجماعة والاهتمامات المشترکة، کما أن الهدف من کل هذه الأنماط مختلف بإختلاف المجالات فبعضها له غرض تعلیمی والبعض الآخر له غرض خدمی والبعض من هذه المجتمعات یعد بمثابة وسیلة للإسقاط عما بداخل الفرد ففی بعض الأحیان  لایستطیع الفرد أن یعبر عما بداخله فی المجتمع الطبیعی ولکنه فی المجتمع الافتراضی یعبر بما یرید ولا یستطیع التعبیر عنه فی المجتمع الواقعی.

د- النظریات المفسرة للمجتمعات الافتراضیة :

توجد  مجموعة من النظریات التی حاولت توضیح وتفسیر ماهیة المجتمعات الافتراضیة  یتم تناولها فیما یلی:

1-    نظریةالشبکاتالاجتماعیة

إن فکرة التنظیر للشبکات الاجتماعیة یرجع أصلها إلى علم الاجتماع فلقد تبنى التحلیل الاجتماعی أطرا تحلیلیة أبرزها التحلیلات المرتبطة برأس المال الاجتماعی لدراسة فاعلیة الشبکات الاجتماعیة، والمقولات الأساسیة المتعلقة بالشبکات الاجتماعیة على مستوى التنظیر الاجتماعی ومن أهم هذه المقولات مقولة البناء الشبکی وتنطلق هذه المقولة من حقیقة مغزاها أن البناء الشبکی یمثل الرابط بین مجموعة من الحزم الاجتماعیة التی تتمثل فی الأفراد أو الجماعات فقد یتم التفاعل الاجتماعی فی مستواه الافتراضی بین الأفراد بعضهم البعض أو الجماعات والأفراد وقد یهمل الأفراد أو تهمل الجماعات تفاعلات مع أفراد آخرین داخل الشبکة وقد یصل الأمر إلى غیاب التفاعل لدى بعض الأفراد داخل الشبکة، ویستند البناء الشبکی إلى دعامتین أساسیتین، تتمثل الأولى فی قوة الروابط والتی تعنی أن الشبکات الاجتماعیة والبناء الشبکی یستمد طاقته من قوة الروابط بین الأفراد والجماعات والدعامة الثانیة تتمثل فی خواص الروابط التی تتنوع بتنوع مجالات الاهتمام والتی تتعدد بدورها داخل البناء الشبکی                  ( زکی، 2010، ( 98-99)).

    وبتطبیق هذه النظریة على المجتمعات الافتراضیة  یتضح أن المجتمعات الافتراضیة  تشکل بناء شبکیا یعکس واقعا اجتماعیا یسهم فی زیادة التواصل والتفاعل السریع بین الأفراد ویتیح لهم حریة التعبیر عن آرائهم ، کما تفسر هذه النظریة علاقة الصداقة الافتراضیة بین طلاب الجامعات حیث یکون الدافع من وراء استخدام الصداقة الافتراضیة من قبل الطلاب توسیع دائرة العلاقات والتفاعلات الاجتماعیة.

2-    نظریة التفاعلیة الرمزیة:

یمتد جذور المدخل التفاعلی الرمزی لإسهامات علماء النفس الاجتماعی أمثال جور مید Mead  وتشارلز کولی Cooly وجور هومانز Homans وغیرهم، والذین أسهموا فی استخدام المدخل السلوکی فی دراسة الظواهر الاجتماعیة والقضایا المجتمعیة بصورة عامة                    ( جونز، 2010،154 ).

وتهتم نظریة التفاعلیة الرمزیة بالعلاقة بین الفرد والمجتمع وکیف یرتبط الفرد بالمجتمع،

وکیف ینفصل عنه، فالحیاة الاجتماعیة التی نعیشها من وجهة نظر التفاعلیة الرمزیة ما هی إلا "حصیلة تفاعلات بین البشر بعضهم بعضا أو بینهم وبین المؤسسات الاجتماعیة فی المجتمع"، حیث أنها تنظر لأدوار البشر بعضهم تجاه بعض من خلال المعانی والرموز التی قد تکون تلک العلاقة إیجابیه أو سلبیه، وطبیعة هذا الرمز والذی یحدد علاقتنا بالآخر، من حیث قد تکون تلک العلاقة إیجابیه أو سلبیه اعتمادا على هذا الرمز أو الصورة الذهنیة التی کوّنها عن هذا الرمز أو عمن نتفاعل معهم( القرنی، 2016، 7).

    ومن ثم تعد التفاعلیة الرمزیة من أهم النظریات المفسرة للمجتمعات الافتراضیة  حیث یتفاعل الأفراد مع بعضهم من خلال الرموز والتعبیرات الرمزیة، کما تعد هذه النظریة مفسرة أیضا للصداقة الافتراضیة للطلاب الجامعات من خلال استخدامهم فی الحوار بعض التعبیرات الرمزیة کالتعبیر عن الحالة المزاجیة أ الأعجاب وغیرها من الرموز .

3-    نظریة وسائل الاتصال:

تخاطب وسائل الاتصال عقول الناس ولذلک فهی تعتبر رافدا هاما من روافد نشر الثقافة والوعی وتنمیة الفکر وتشجیع التفکیر السلیم وتهدف إلى زیادة الوعی والتفاهم والاقناع بالاضافة إلى ما تقدمه من معلومات جدیدة حو المشکلات القائمة والمحیطة بالناس داخلیا وخارجیا، لذلک فإن المجتمعات الافتراضیة  تعد عملیة تهدف إلى توعیة وتعلیم وتثقیف واقناع مختلف فئات الجماهیر باختلاف ثقافاتهم وعاداتهم ودرجة وعیهم من خلال تزوید الناس بأکبر قدر ممکن من المعلومات والحقائق الواضحة مما یساعدهم على تکوین رأی عام عن طریق الإقناع بالمعلومات والحقائق الموثوقة( همام، 2016، (490-491)).

ومن ثم فرسالة المجتمعات الافتراضیة  هی الإقناع عن طریق المعلومات والحقائق الموثوقة مخاطبا العقول بالتوضیح والشرح والتفسیر والتعلیق والجدل المنطقی فی تحقیق غایته، وتقوم أیضا بدور هام فی التنویر والتثقیف والتاثیر فی السلوک واتجاهات الأفراد لتحقیق أهداف وغایات کثیرة ترتبط بمختلف مجالات الحیاة الانسانیة کما تعمل على تکوین رأی عام یتسم بالموضوعیة وبالتالی فهی تعد عملیة اتصالیة.

4-    نطریة المجال العام:

نشأ مفهوم "المجال العام" فی الفکر الغربی الحدیث، وانتشر باعتباره مصطلحا محددا فی العلوم الاجتماعیة فی ستینیات القرن العشرین بعد أن نشر المفکر الألمانی هابرماس Jurgen Habermas  کتا با بعنوان "التحولات الهیکلیة للمجال العام البرجوازی تُرجِّم إلى الإنجلیزیة فی التسعینیات مما زاد من انتشار المفهوم واستخدامه، وتوالت تحلیلات المفکرین والباحثین وشروحهم ونقدهم للمفهوم من مداخل ومجالات مختلفة(Parkins, 2002, 165)‏

ویشیر مفهوم المجال إلى أن ثمة قطاعا فی المجتمع مفتوحا للتفاعل الاجتماعی وتبادل الآراء والأفکار والاتصال بین الأفراد، أی أنه ساحة یلجأ إلیها الأفراد بهدف الحوار والنقاش مع غیرهم فی ما یتصل بالمسائل العامة ویستند الحوار إلى مجموعة من المبادئ المتمثلة فی قبول الآخر والتسامح والإیمان بالتعددیة وحریة الرأی والتعبیر والوصول فی نهایة الحوار إلى رأی عام موضوعی وجماعی، ویتم الحوار من خلال حلقات النقاش والصالونات الأدبیة والمنتدیات            ( أبو دوح، 2011، 139).

ومن ثم یمکن القول أن المجال العام هو أی مساحة مادیة أو افتراضیة   یمکن لأی فرد عادی أیا کان مستواه  الاقتصادی والاجتماعی والثقافی وأیا کان انتماؤه الفکری والأیدیولوجی وأیا کان توجهه السیاسی أن یعبر عن رأیه بحریة تامة منفردا أو فی جماعة دون قیود ودون تأثیر من أی طرف أو جهة رسمیة أو غیر رسمیة.

5-    نظریة الاستخدمات والاشباعات

تستند هذه النظریة إلى الخلفیة الاجتماعیة للفرد وطبیعة التجربة الاتصالیة ودرجة توقعاته مسبقا، وتؤکد على أن الجمهور المتعرض للمادة الاعلامیة، یتسم بأنه نشیط، ولدیه المبادرة والقدرة على الربط بین حاجاته، والاعلام التی سیشبع هذه الحاجات، بالإضافة إلى اعتقاد النظریة أن الأفراد لدیهم القدرة على إدراک احتیاجاتهم، ومیولهم ورغباتهم وهذه الاشباعات             تنقسم لنوعین اشباعات للبحث عن الوسیلة التی تشبع احتیاجاته واشباعات متحققة لدیه              ( المصری، 2010، 13).

ووفق النظریة یختار الجمهور أنواعا من المجتمعات الافتراضیة  ،وفقا لما تشبع حاجاته، مثل حاجات التنفیس أو الترفیه، والمعلومات، وهذه الاشباعات تنقسم إلى نوعین، الأول، هو الاشباع الذی یحققه الجمهور بعد البحث والوصول إلیه، وإشباع الحاجة بالدخول للمجتمع، وتسمى الإشباعات المطلوبة أو الاحتیاجات، أما النوع الآخر، وتکون هنا الاشباعات التی تتحقق بعد استخدام الأفراد للمجتمع الافتراضی، وبعد التعرض واکتساب القیمة والمنفعة، وتحقیق الإشباع لدوافع الأفراد، وتسمى الاشباعات المتحققة أو المکتسبة.

ومن ثم تفسر هذه النظریة الصداقة الافتراضیة حیث یلجأ طلاب الجامعات للصداقة الافتراضیة لأغراض متعددة تشبع إحتیاجاتهم .

ه-  نمط العلاقات الاجتماعیة فی ظل المجتمعات الافتراضیة :   

    من المسلم به أن الرغبة فی التواصل مع الغیر هی نزعة متأصلة فی الانسان ومهما قیل عن حوار الإنسان والآلة فلا یوجد أفضل من إقامة علاقات اجتماعیة  وحوار مع إنسان آخر یبنی معه صداقات ویشارکه اهتماماته ویتبادل معه معارفه وخبراته ، ومن الطبیعی أن تنمو الرغبة فی التواصل مع الآخرین فالإنسان اجتماعی بطبعه( علی، 2001، 501).

    یشیر مفهوم العلاقة الاجتماعیة بأنها ترتیب أو تنظیم ثابت للعناصر التی تظهر فی الفعل الاجتماعی، بمعنى أنها لاتوجد خارج الفعل الاجتماعی( السید، 2017، 329).

تُعرف العلاقات الاجتماعیة بأنها الروابط والآثار المتبادلة بین الأفراد فی المجتمع، والتی تنشأ نتیجة تفاعلهم وتبادل مشاعرهم واحتکاکهم ببعضهم البعض فی المجتمع                (خیرة،2019، 142 )

    ومن ثم یمکن القول أن العلاقات الاجتماعیة تفاعل بین شخصین أو أکثر ینشأ نتیجة أحتکاکهم وتفاعلهم مع بعضهم لإشباع احتیاجاتهم، والعلاقات الاجتماعیة متنوعة کالعلاقات الأسریة والصداقة والقرابة والصحبة وغیرها، وقد تکون علاقات بناءة کعلاقات الحب والتعاون ، وقد تکون هدامة کالعداوة والصراع والکراهیة وبالتالی تعد الصداقة إحدى أشکال العلاقات الاجتماعیة البناءة أو الإیجابیة  .

    ومع الانتشار السریع و الاستخدام المفرط للمجتمعات الافتراضیة  على الإنترنت أصبح الأفراد یمیلون إلى قضاء وقتهم فی عالم یوازی عالمهم الفیزیائی، الأمر الذی دفعهم إلى الانقطاع عن العدید من الأنشطة الاجتماعیة کالتسوق مثلا والتقلیل من العلاقات الاجتماعیة التقلیدیة مقابل استخدام المجتمعات الافتراضیة ، وربما هذا یفسر نمو وانتشار المجتمعات الافتراضیة، ومن بین العلاقات التی یقیمها الأفراد فی المجتمعات الافتراضیة  علاقات الصداقة.

   وتعد کلمة صدیقFriend هی الشائعة لوصف العلاقة فی المجتمعات الافتراضیة  ولکن توجد العدید من وجهات النظر حول کلمة صدیق فی المجتمعات الافتراضیة  فالبعض یعتبره شخص یتقاسم معه المستخدم اهتمامات معینة والبعض یرى أنه صدیق مشترک أو أنه صدیق ینتمی للمجتمع الواقعی للفرد (Geyer, 2007, 3)، ویرى آخرون أن مفهوم صدیق یعکس عدد عریض من العلاقات ( زمالة- معارف- أفراد عائلة)، لأنه أخذ أتجاه عن الاتجاه الذی أخذه فی العالم الفیزیقی، حیث یصبح المستخدم صدیق لغیره من المستخدمین لأسباب قد تکن مختلفة لإحساس الصداقة فی العالم الواقعی وأنها لاتشکل علاقة مقربة أو انعکاس لها بل هی قبل کل شئ علاقة تحدث ضمن عملیة تکنولوجیة(Filliettaz, & Gregori, 2011 ,7 ).

     ومن ثم یتضح أن استخدام کلمة صدیق فی المجتمعات الافتراضیة  یتم تناوله من أکثر من جانب فممکن الأهل عبر المجتمعات الافتراضیة  یتم اعتبارهم أصدقاء وکذلک الزملاء وکذلک أفراد آخرون لسنا على معرفة بهم ولم یتم الاحتکاک بهم ، فهل هم بالفعل أصدقاء حقیقیون کمفهوم صداقة؟ وما دورهم اتجاه بعضهم فی هذه المجتمعات وهل لهذه المجتمعات الافتراضیة  تأثیرات على مستخدمیها وما دور التربیة فی ظل الصداقة الافتراضیة ؟ هذا ما یتم تناوله فی المحور التالی.

المحور الثالث:

أ‌-   التأثیرات التربویة للمجتمعات الافتراضیة  :

ظهرت العدید من التأثیرات للمجتمعات الافتراضیة  وانعکاساتها الایجابیة والسلبیة على الأفراد والمجتمعات وعلى الرغم من أن لهذه المجتمعات تأثیرات سلبیة إلا أنه لایمکن بأی حال من الأحوال إغفال الجوانب الایجابیة للمجتمعات الافتراضیة  فأی شئ به الجانب الایجابی والجانب السلبی، وفیما یلی تناول التأثیرات التربویة الایجابیة ، والتربیة کعملیة إیجابیة دورها تفعیل الجانب الإیجابی والحد من الجوانب السلبیة.

1-  التأثیرات الاجتماعیة :

ساهمت المجتمعات الافتراضیة  فی سهولة اتصال الأفراد بعضهم ببعض وتوطید العلاقات الانسانیة، کما ساهمت فی تکوین صداقات جدیدة، ومشارکة الاهتمامات بین الاصدقاء وتبادل الآراء فی مختلف القضایا، وانتشار الجماعات داخل هذه المجتمعات کل حسب میوله وهوایاته واهتماماته ( رشاد، 2012، 7)، الأمر الذی یؤکد على دور التربیة کعملیة اجتماعیة تعمل على زیادة التفاعل بین الأفراد سواء فی المجتمع الواقعی أو الافتراضی.

2-  التأثیرات التعلیمیة :

ساهمت المجتمعات الافتراضیة  بدور تعلیمی لدى الأفراد وإکسابهم المعارف العلمیة السلیمة حیث أدت إلى زیادة فرص التواصل لدى الطلبة ونتنمیة مهارات الطالب الاجتماعیة، وارتفاع مستوى النضج الاجتماعی انطلاقا من مشارکة الطالب لجمیع الفئات الاجتماعیة من مجتمعه الافتراضی، کما أثرت هذه المجتمعات الافتراضیة  فی تحویل المؤسسة التعلیمیة من  بیئة تعلیمیة محصورة بجدرانها إلى عالم مفتوح یتجاوز حدود الزمان والمکان، بالإضافة إلى اشتراک أولیاء الأمور ومتابعتهم لهذه المجتمعات من أجل أبنائهم، إثراء الجوانب المعرفیة والثقافیة لدى الأفراد من الفئات المجتمعیة والعمریة المختلفة؛ حیث تعد المجتمعات الافتراضیة  مصدرا لنشر الإنتاج الفکری والثقافی والمعرفی بین أعضائها، ووسیلة للتعرف على حیاة الشعوب وعاداتها وأنماط حیاتها الثقافیة( زیانی، 2016، 17)، هذا بالإضافة إلى التواصل والتفاعل وتبادل المعرفة والمعلومات مع ثقافات الشعوب الأخرى، مما یثری الجوانب المعرفیة والثقافیة لدى أفراد المجتمع وتوسیع مدارکهم وآفاقهم الحیاتیة بشکل عام.

3-  التأثیرات السیاسیة والاقتصادیة:

     للمجتمعات الافتراضیة  تأثیرات سیاسیة واقتصادیة ایضا فمن خلال انضمام الأفراد فی المجموعات الموجودة بهذه المجتمعات یتاح لهم ممارسة العمل السیاسی والتعبیر عن آرائهم حیث ساهمت هذه المجتمعات فی زیادة التفاعل السیاسی( رشاد، 2012، 7)، حیث یتابع الأفراد الأحداث الجاریة فی المجتمع الواقعی ویتفاعل من خلال المجتمعات الافتراضیة  عما هو جاری فی الواقع .

    أما عن التأثیرات السلبیة للمجتمعات الافتراضیة  فتتمثل فی( عبد الحی، 2013، 152).:

  1. ضعف التواصل الثقافی بین الأجیال، حیث إن تفاعل الأجیال الجدیدة من الشباب مع تکنولوجیا الاتصال والمعلومات وإطلاعهم على الثقافات الغربیة وتواصلهم مع منتجاتها وأفکارها وانجذابهم نحو هذه الثقافة وأنبهارهم بها، جعلهم یعزفون عن التواصل مع تراثهم الثقافی ومع الأجیال السابقة التی تمثل هذا التراث وتعمل على نقله لهم، ومن ثم تعرض هذا التراث–(وخاصة اللغة العربیة والتاریخ العربی والإسلامی والفن والشعر والأدب والفکر الفلسفی الدینی وغیره من التراث) إلى الضیاع والتشویه والتحریف، حیث أصبح الأفراد ینبهرون بالموضة دون التفکیر هل هی تتماشى مع ثقافة المجتمع المصری أم لا .
  2. إهدار الوقت وضیاع قیمته، حیث یؤدی الاندماج فی التفاعلات الافتراضیة  -خاصة بین الشباب والمراهقین- والتواصل مع أعداد کبیرة من الأشخاص عبر المجتمعات الافتراضیة  إلى طول فترة الجلوس أمام شاشات الکمبیوتر، مما یؤدی إلى قضاء الوقت فی اهتمامات ثانویة تطغى على الواجبات الأساسیة للفرد،الأمر الذی أدى إلى إدمان التفاعلات الاجتماعیة.
  3. المیل إلى العزلة الاجتماعیة والاغتراب، نتیجة انخراط الفرد فی التفاعلات الافتراضیة - حتى لو کانت جماعیة- ومن ثم تستهلک وقته وطاقته فی علاقات افتراضیة  تؤدی إلى انقطاع العلاقات الاجتماعیة مع الأصدقاء والأقرباء والجیران، وتعزز الوحدة والفردیة والانعزال عن السیاق الاجتماعی المحیط به، الأمر الذی أدى إلى وجود نوع من أنواع الاغتراب الاجتماعی نتیجة انفصاله عن الواقع الحقیقی واندماجه فی المجتمع الافتراضی.
  4. غرس القیم الفردیة والمادیة على حساب القیم الاجتماعیة للفرد، حیث یؤدی التفاعل المفرط وغیر المتکافئ عبر المجتمعات الافتراضیة، وما یتعرض له الشباب من أفکار وقیم العولمة الثقافیة الغربیة، إلى غرس القیم الفردیة والاستقلالیة والأنامالیة والسلبیة واللا مبالاة لدیهم، مما ینعکس سلبا على قیم المسئولیة الاجتماعیة والانتماء الوطنی والمشارکة المجتمعیة.
  5. وجود درجة من الصراع بین هویة الفرد الافتراضیة  وهویته الحقیقة؛ خاصة إذا کانت الهویتین على قدر کبیر من التباعد والتناقض، إذ یصعب أن تتعایش هویتین متناقضتین فی جسد واحد ومن ثم یصبح الفرد أمام احتمال تخلیه عن هویته الحقیقة مقابل الافتراضیة  باعتبار أنها تمنحه الشعور بالراحة والأمان وتحقیق الذات والابتعاد عن المشکلات الحیاتیة الواقعیة.
  6. ضعف العلاقات الاجتماعیة داخل الأسرة وتفککها؛ حیث إن زیادة استخدام المجتمعات الافتراضیة- من قبل الآباء أو الأبناء- ولأغراض غیر هادفة، یؤثر سلبا على طبیعة ومستوى التفاعل الاجتماعی داخل الأسرة، بشکل قد یثیر التوتر والصراع بین أفرادها، ویقلل من مساحات الحوار بینها، ویزید الفجوة بین الاجتماعیة بین الأجیال وبین أفراد الأسرة نفسها.
  7. تجاهل بعض القیم والعادات والتقالید المجتمعیة والثقافیة الأصیلة والتمرد علیها، حیث إن التواصل الثقافی عبر المجتمعات الافتراضیة  وما تتمیز به من صبغة رقمیة وتکنولوجیة تجذب بعض أفراد المجتمعات العربیة للثقافة الغربیة والانبهار بها واعتناق قیمها وسلوکیاتها باعتبارها الثقافة التی أفرزت هذه التکنولوجیا، وأنها تتلاءم ونمط الحیاة والثقافة المعلوماتیة الحدیثة.

مما سبق یتضح التأثیر الکبیر للمجتمعات الافتراضیة بفعل التربیة على الأفراد، وهذا التأثیر یتخذ أشکال متعددة منها الإیجابی ومنها السلبی، وهنا یکمن دور التربیة فی الحد من التأثیرات السلبیة وتفعیل الأدوار الإیجابیة.

ب-عوامل الانضمام للمجتمعات الافتراضیة 

توصلت نتائج العدید من الدراسات والکتابات العلمیة إلى أن عوامل انضمام الأفراد للمجتمعات الافتراضیة  عدیدة ومتنوعة، وتختلف أولویاتها وفقا لعدد من المتغیرات کالعمر والجنس والحالات التعلیمیة والاجتماعیة والاقتصادیة وغیرها، ومن ثم ترى الباحثة إجمال أبرز ما توصلت إلیه تلک الدراسات والکتابات بشکل عام وتصنیفها على النحو التالی:

  1. عوامل اجتماعیة: وهی مجموعة العوامل المرتبطة بالطبیعة الاجتماعیة للإنسان، فالإنسان بطبیعته کائن اجتماعی، دائما ما یشعر بالحاجة إلى التفاعل الاجتماعی مع الآخرین داخل مجتمع ما بشکل یحقق له کینونته الاجتماعیة وقدرته على تحقیق ذاته وتقدیرها              ( خضر، 2009، 949)، وتظهر هذه العوامل فی رغبة الفرد وحاجاته لعلاقات اجتماعیة جدیدة وتکوین صداقات جدیدة ومعارف والتواصل مع أفراد ذوی اهتمامات وأنشطة مشترکة من مختلف أنحاء العالم.
  2. عوامل نفسیة: وهی عوامل مرتبطة بالحالة النفسیة للفرد وبحثه عن الاتزان والاستقرار النفسی، ومن ثم ینضم العدید من الأفراد للمجتمعات الافتراضیة  بحثا عن الاسترخاء النفسی من خلال الترفیة والتسلیة، أو البعد عن الروتین الیومی وضغوط العمل ومسئولیات الحیاة، ( خضر، 2009، 949)، أو التحاور مع أشخاص یشعر لهم بالارتیاح النفسی.
  3. عوامل تعویضیة: وهی عوامل مرتبطة برغبة الإنسان فی تلبیة حاجات یفتقد القدرة على تلبیتها فی المجتمع الطبیعی، ومنها مثلا حاجة الإنسان إلى حریة الرأی والتعبیر المطلق، أو تخطی حواجز العادات والتقالید والأعراف المجتمعیة، أو تحقیق التواصل الاجتماعی لدى بعض ذوی الاحتیاجات الخاصة الذین لا یتمکنون من التواصل مع المجتمع بشکل طبیعی( رحومة، 2008، 12).
  4. عوامل معرفیة ثقافیة: حیث یقبل العدید من الناس للانضمام للمجتمعات الافتراضیة  للتعلم أو التدریب فی تخصصات ومجالات مختلفة والحصول على شهادات ودرجات علمیة، أو للحصول على المعرفة والمعلومات فی شتى المجالات بغرض التثقیف أو التنمیة المهنیة الذاتیة، أو للتواصل مع ذوی الاهتمامات العلمیة والفکریة والثقافیة المشترکة، أو للبحث عن إجابات لتساؤلات ذهنیة( الهزنی، 2013، 5)، وذلک بفضل العدید من الوسائل التی تتیحها المجتمعات الافتراضیة  من نظم المحادثة سواء محادثة فردیة أو جماعیة وعقد الندوات ولدورات العلمیة عبرها .
  5. عوامل سیاسیة: وهی عوامل مرتبطة بالأوضاع السیاسیة التی تتحکم فی مجتمع أو دولة أو مؤسسة أو منظمة، فهناک العدید ممن ینضمون إلى المجتمعات الافتراضیة  بهدف زیادة الوعی السیاسی، أو محاولة المشارکة فی الحیاة السیاسیة وممارسة العمل السیاسی، أو الحشد الجماهیری لدعم مطلب سیاسی أو التعبیر عن موقف سیاسی معین کالدعوة للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات، وغیرها( عبدالله، 2016،132 )

6. عوامل اقتصادیة تجاریة: وهی عوامل تنتج عن حاجات اقتصادیة، ومنها الانضمام لبعض المجتمعات الافتراضیة  بدافع إجراء عملیات بیع أو شراء لسلع ومنتجات وممتلکات بین الأفراد أو المؤسسات، أو البحث عن فرص عمل، التسویق والدعایة الإعلانیة لسلع ومنتجات وخدمات، وغیرها( خضر، 2009، 949)

7. عوامل إعلامیة دعائیة: وهی عوامل تتعلق بالحاجة لإیصال رسائل من مرسل أو أکثر إلى أکبر عدد ممکن من المستقبلین، فالمجتمعات الافتراضیة  تعد وسیطا فعالا للاتصال الجماهیری وبیئة مناسبة لممارسة الإعلام الإلکترونی فی صوره المقروءة والمسموعة والمرئیة، ولنشر وترویج ما تؤمن به بعض الجماعات والمؤسسات من آراء فکریة أو عقائدیة أو مذهبیة، وما إلى ذلک( عبدالله، 2016،132 ).

8. عوامل عدائیة إجرامیة: وهی عوامل ذات طابع لا أخلاقی تدفع الفرد للانضمام للمجتمعات الافتراضیة  للقیام بسلوکیات محرمة شرعا أو مجرمة قانونا، مثل التعدی على الأمن والخصوصیة المعلوماتیة، نشر الشائعات والمعلومات الخاطئة لإثارة الفتن وإحداث الفوضى   ( رحومة، 2008، 12).

مما سبق یتضح تعدد الدوافع لدى الأفراد اتجاه استخدام المجتمعات الافتراضیة  فمنهم من یستخدمها بدافع التسلیة والترفیه ومنهم من یستخدمها لغرض اجتماعی ورغبته فی التفاعل مع الأخرین وتوسیع نطاق تفاعلاته، وممنهم من یستخدمها بغرض الترویج لبعض السلع أو لاتجاهاته السیاسیة وبالتالی یتضح الانتشار الکبیر للمجتمع الافتراضی أنه یحاکی المجتمع الواقعی ویقوم بالعدید من الأدوار.

المحور الرابع: الدراسة المیدانیة :

تسعى الباحثة من خلال هذا الجزء من البحث التعرف إلى آراء عینة من  طلاب جامعة الفیوم حول الدور التربوی  الحالی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  ، لذا قامت الباحثة بإعداد أداة الدراسة وفقا للخطوات التالیة:

أولا: خطوات إعداد أداة الدراسة:

فی سبیل تحقیق الدراسة لهدفها تم إعداد أداة الدراسة المیدانیة، والتی تتکون من استبانة موجهة لعینة من طلاب جامعة الفیوم حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  وقد مرت الاستبانة بالمراحل التالیة:

المرحلة الأولى: إعداد أداة الدراسة:

     استعانت الباحثة فی إعداد الاستبانة بما  استخلصته من الإطار  النظری للدراسة ومجموعة الدراسات السابقة التی تناولت المجتمعات الافتراضیة  والعلاقات الاجتماعیة .

المرحلة الثانیة: تحکیم أداة الدراسة وإجراء التعدیلات المطلوبة:

حیث قامت الباحثة بعرض أداة الدراسة على السادة المحکمین من أساتذة التربیة للوقوف على مناسبة کل مفردة من مفردات الأداة لتحقیق هدف الدراسة .

قدم السادة المحکمون مجموعة من الآراء التی أفادت الباحثة کثیرا فی وضع الأداة فی شکلها النهائی، فقد أوصوا بضرورة إعادة صیاغة بعض العبارات کما أکدوا على تکرار بعض العبارات وضرورة حذفها، وقد قامت الباحثة بتعدیل الأداة وفقا لتلک الآراء.

ثانیا: وصف أداة الدراسة:

استخدمت الباحثة استبانة موجهة لعینة من طلاب جامعة الفیوم بهدف التعرف إلى الدور التربوی الحالی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  ، وتتکون الاستبانة من محورین المحور الأول عبارة عن بیانات أساسیة والمحور الثانی تناول أدوار الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  وتمثلت هذه الادوار فی خمسة أبعاد وتکونت من ثلاثة ثلاثین مفردة تضمنت الابعاد التربویة للدور الاجتماعی والنفسی والأخلاقی وکذلک الدور التعلیمی والاقتصادی والسیاسی.

ثالثا: صدق أداة الدراسة :

     صدق الاستبیان یعنی التأکد من أنها سوف تقیس ما أعدت لقیاسه , کما یقصد بالصدق "شمول الاستمارة لکل العناصر التی یجب أن تدخل فی التحلیل من ناحیة, ووضوح فقراتها ومفرداتها من ناحیة ثانیة, بحیث تکون مفهومه لکل من یستخدمها"( علام،2003،160) .                                    

 وقد تم التأکد من صدق أداة الدراسة من خلال:

أ-الصدق الظاهری للأداة:

ویعنی التعرف على مدى صدق أداة الدراسة فی قیاس ما وضعت لقیاسه ثم عرضها على عدد من المحکمین من أعضاء هیئة التدریس بالجامعات، وفی ضوء آراء المحکمین تم إعداد أداة هذه الدراسة بصورتها النهائیة .

ب- صدق الاتساق الداخلی للأداة:

بعد التأکد من الصدق الظاهری لأداة الدراسة تم تطبیقها میدانیاً وتم حساب معامل الارتباط بیرسون لمعرفة الصدق الداخلی للاستبانة حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل محور من محاور الاستبانة بالدرجة الکلیة للاستبانة ، کما توضح ذلک الجدول التالی:

جدول رقم (1)

یوضح المصفوفة الارتباطیة بین ابعاد الاستبانه والمجموع الکلى

الابعاد

معامل الارتباط بالمجموع الکلى

البعد الاجتماعی

0.58**

البعد النفسی

0.63**

البعد الأخلاقی 

0.64**

البعد التعلیمی

0.63**

البعد الاقتصادی والسیاسی

0.67**

** تدل على أن معامل الارتباط دال عند مستوى (0.01)

     یتضح من الجدول السابق ارتباط أبعاد الاستبانه ببعضها البعض بمستوى دلالة (0.01) . وهذا یؤکد أن الاستبانه تتمتع بدرجة عالیة من الصدق.

رابعا: ثبات الأداة :

     تم استخدام معادلة ألفا کرونباخ للتأکد من الاتساق الداخلی لفقرات الأداة، حیث تم استخراج معامل الثبات على مستوى الأداة بالکامل وعلى مستوى الابعاد، والجدول التالی یبین معامل الثبات لأداة الدراسة وأبعادها :

جدول رقم (2)

معاملات الثبات للابعاد وللأداة ککل

الابعاد

معامل الثبات

البعد الاجتماعی

0.73

البعد النفسی

0.90

البعد الأخلاقی 

0.72

البعد التعلیمی

0.91

البعد الاقتصادی والسیاسی

0.79

الاستبانه ککل

0.83

وبالنظر إلى النتائج الموجودة بالجدول السابق یتضح أن معامل ثبات بالنسبة لمحاور الاستبانة والمجموع الکلی مرتفعة. وبناء على هذه النتیجة فإن مستوى الثبات لمحتوى الأداة یعد ملائماً من وجهة نظر البحث العلمی.

خامسا:خصائص عینة الدراسة:

اشتملت عینة الدراسة على عینة عشوائیة من طلاب جامعة الفیوم حجمها 413 طالبا وقد تنوعت عینة الدراسة لتشمل بعض الکلیات النظریة وبعض الکلیات العملیة وتشمل أیضا عینة من الذکور والإناث، وحیث أن الدراسة تقوم على عدد من المتغیرات المتعلقة بالخصائص الشخصیة لأفراد عینة الدراسة متمثلة فی ( الکلیة ،  النوع), وفی ضوء هذه المتغیرات یمکن تحدید خصائص أفراد عینة الدراسة على النحو التالی:

جدول (3)

توزیع عینة الدراسة تبعاً لمتغیر الکلیة

الکلیة

العدد

النسبة المئویة

التربیة

153

37.05 %

الزراعة

98

23.73 %

العلوم

60

14.53 %

الاداب

102

24.7 %

الإجمالی

413

100 %

یوضح  الجدول السابق توزیع أفراد عینة الدراسة وفقاً لمتغیر الکلیة , حیث یتبین أن (153) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (37.05%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة من کلیة (التربیة) ، فی حین أن (98) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (23.73%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة من کلیة (الزراعة) ، فی حین أن (60) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (14.53%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة الدراسة من کلیة (العلوم) ,  فی حین أن (102) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (24.7%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة الدراسة من کلیة (الاداب)  .

جدول (4)

توزیع عینة الدراسة تبعاً لمتغیر النوع

النوع

العدد

النسبة المئویة

ذکر

192

46.49 %

انثی

221

53.51 %

الإجمالی

413

100 %

یوضح  الجدول السابق توزیع أفراد عینة الدراسة وفقاً لمتغیر النوع , حیث یتبین أن (192) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (46.49%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة من الذکور ، فی حین أن (221) من أفراد عینة الدراسة یمثلون ما نسبته (53.51%) من إجمالی أفراد عینة الدراسة من الإناث .

 سادسا: الأسالیب الإحصائیة المتبعة فی تحلیل البیانات:

تم إعداد الاستبانة الخاصة بالدراسة التی تمثل وجهة نظر عینة الدراسة وذلک بطریقة تحقق أهداف الدراسة و یسهل معها إدخال متغیرات الدراسة للحاسوب حتى یتسنى تحلیلها بواسطة برنامج SPSS.  تم التعامل مع البیانات بمستوى دلالة (0.05) و (0.01) لوصف وتحلیل بیانات الدراسة، وتم استخدام برنامج الحزم الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة SPSS  النسخة (21) حیث تم استخدام النسب المئویة للتکرارات  والمتوسطات الحسابیة  والإنحراف المعیاری وتحلیل التباین لمعرفة الفروق فی آراء عینة الدراسة .

سابعا:عرض وتحلیل نتائج الدراسة المیدانیة

أسفرت المعالجة الإحصائیة لاستجابات أفراد العینة عن النتائج التالیة حسب محاورها المختلفة وذلک کما یلی:

( 1 ) نتائج البعد الاجتماعی  :

تم دراسة آراء عینة الدراسة حول البعد الاجتماعی  ، وذلک من خلال استجابات عینة الدراسة ، حیث تم استخراج التکرارات والمتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة والنسب المئویة للمحور الأول (البعد الاجتماعی) ، والجداول التالیة توضح ذلک:

جدول (5)

التکرارات والمتوسطات الحسابیة والنسب المئویة و کا2
للمحور الأول (البعد الاجتماعی)

م

البنود

نعم

إلى حد ما

لا

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

النسبة المئویة

(%)

اتجاه البند

کا2

مستوی الدلالة

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

1

تقضی وقتًا فی التحاور مع أصدقائک عبر المجتمعات الافتراضیة   أکثر من الوقت الذی تجلس فیه مع أصدقائک الواقعیین.

134

32.45

177

42.86

102

24.70

2.08

0.75

69.25

متوسط

20.58

0.01

3

2

تساعدک الصداقة الافتراضیة  على تعمیق علاقة الصداقة الواقعیة.

131

31.72

148

35.84

134

32.45

1.99

0.80

66.42

متوسط

1.20

غیر دالة

4

3

تحس بالألفة والانتماء الاجتماعی مع جماعة أصدقائک الافتراضیین أکثر من أصدقائک فی الواقع.

264

63.92

102

24.70

47

11.38

2.53

0.69

84.18

مرتفع

184.89

0.01

2

4

تشعر أن الصداقات التی کونتها عن طریق المجتمعات الافتراضیة  تعادل فی حمیمیتها الصداقات التی کونتها عن طریق الاتصال وجها لوجه.

273

66.10

94

22.76

46

11.14

2.55

0.69

84.99

مرتفع

207.93

0.01

1

5

إحساسک بجودة العلاقة مع أصدقائک فی المجتمعات الافتراضیة  دفعک للإلتقاء بهم وجها لوجه.

105

25.42

159

38.50

149

36.08

1.89

0.78

63.12

متوسط

11.99

0.01

7

6

لایهمنی إذا کان صدیقی الافتراضی یقطع صداقتنا

134

32.45

129

31.23

150

36.32

1.96

0.83

65.38

متوسط

1.75

غیر دالة

5

7

یعد أصدقائک الافتراضیین أصدقاء مؤقتین

112

27.12

155

37.53

146

35.35

1.92

0.79

63.92

متوسط

7.47

0.05

6

 

المجموع الکلى

1153

39.88

964

33.35

774

26.77

2.13

0.76

71.00

متوسط

62.26

0.01

 

* قیمة ( کا2 ) الجدولیة عند مستوى(0.01)= 9.210 ،وعند مستوى (0.05) = 5.991  لدرجة حریة (2)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه أن جمیع قیم کا2 دالة عند مستوى (0.01) أو  (0.05) ، إذ أن قیم کا2  المحسوبة أکبر من قیمة کا2 الجدولیة عند مستوی (0.01) لدرجة حریة (2) الموضحة أسفل الجدول السابق فیما عدا العبارة رقم (7) دالة عند مستوى (0.05) ،  والعبارتین (2 ، 6) غیر دالة ، وهذا یؤکد أن أراء عینة الدراسة حول بنود هذا البعد متسقة مع نفسها وهذه البنود تمیز أراء الأفراد عینة الدراسة نحو إتجاه معین وعدم تشتت التکرارات حول بدائل الاختیار الثلاثة (موافق، إلى حد ما ، غیر موافق) فیما عدا العبارتین (2 ، 6) فتشتت آراء عینة الدارسة حولها  .

کما یتضح أن أفراد عینة الدراسة یوافقون على المحور الأول (البعد الاجتماعی ) بنسبة مئویة (71.00%) ، وبمتوسط حسابی عام (2.13 من 3) وهو متوسط حیث أنه یقع فى الفئة (1.67 إلى 2.33) .

کما یتضح أیضا من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة مرتفعة على بعض عبارات المحور الأول (البعد الاجتماعی) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی:-

- جاءت العبارة رقم ( 4 ) وهی " تشعر أن الصداقات التی کونتها عن طریق المجتمعات الافتراضیة  تعادل فی حمیمیتها الصداقات التی کونتها عن طریق الاتصال وجها لوجه. " بالمرتبة الأولى من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (84.99%) ، وبمتوسط حسابی (2.55), وإنحراف معیاری (0.69) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) ، وهذا یفسر الدور الاجتماعی القوی للصداقة الافتراضیة  حیث أن أکد غالبیة أفراد العینة على هذه المفردة بالموافقة وهذا یشیر على أن  الصداقة الافتراضیة  تتسم بالقوة والعمق للدرجة التی جعلتها تحل محل الصداقة الواقعیة لدى بعض أفراد عینة الدراسة، وقد یرجع ذلک إلى أن الصداقة الافتراضیة  أدت إلى تضییق المسافات بین الأفراد وتعدت أیضا حدود الزمان والمکان فمن الممکن أن یکون الفرد علاقات     اجتماعیة جیدة ویعمل على تعمیقها من خلال الصداقة الافتراضیة  ، کما یمکن أن            تتحول بعض الصداقات الافتراضیة  إلى صداقات واقعیة، وهذا یتفق مع دراسة  (Goulet&   Purcell,2011) التی أکدت على أن العلاقات الاجتماعیة فی أمریکا أصبحت أکثر حمیمیة مما کانت علیه من قبل ، وأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعی ساعد بشکل کبیر فی إیجاد علاقات وثیقة بین الأفراد.

-      جاءت العبارة رقم ( 3 ) وهی " تحس بالألفة والانتماء الاجتماعی مع جماعة أصدقائک الافتراضیین أکثر من أصدقائک فی الواقع " بالمرتبة الثانیة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (84.18%) ، وبمتوسط حسابی (2.53), وإنحراف معیاری (0.69) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) ، وهذا یفسر زیادة ثقة الأفراد وإقبالهم على الصداقة الافتراضیة  فربما یجدون فی الصداقة الافتراضیة  مجال للاستمتاع فی التحدث مع الآخرین ولتوسیع نطاق تفاعلاهم، ویجدونها طوق نجاة من أجل الترویح عنهم  حیث تمثل منفذا للهروب من سیطرة ظروف المجتمع الواقعی وقسوة معاییر الحکم والنقد فیه ، مقابل ارتفاع نسبة التعاطف والتفهم فی الصداقة الافتراضیة خاصة مع أصحاب الرؤى والمشکلات المتشابهة .

ویتفق هذا مع ما جاء به الإطار  النظری بأن الصداقة الجیدة تتسم بالصدق والاعتماد المتبادل من الطرفین، وهو ما یمثل بعدا إیجابیا لما تمنحه هذه الصداقات من مشاعر الود والألفة، إلا أنه فی ذات الوقت قد یحمل بعدا سلبیا، حیث یتفق هؤلاء الأصداقاء الافتراضیون على التنفیس عن مشکلاتهم والتعبیر عنها بطریقة سلبیة تسئ لأنفسهم وللآخرین، أی أنه قد تدعم الصداقة الافتراضیة بعض مشاعر التمرد والتطرف، خاصة وأن المووضوعات الاجتماعیة والعاطفیة تحتل مکان الصدارة فی مثل هذه الصداقات، و یمکن تفسیر موافقة أغلب الطلاب على هذه العبارة بأنهم یشعرون بالراحة مع الاصدقاء الافتراضیین حیث تحتل الموضوعات الاجتماعیة والعاطفیة مکان الصدارة  فی النقاش فی المجتمعات الافتراضیة  وهذا یتماشی مع طبیعة المرحلة العمریة وقد  اکدت ذلک دراسة ( الضبع، 2015)حیث أکدت أن الأفراد یتناقشون عبر المجتمع الافتراضی فی موضوعات ذات خصوصیة لایناقشها الانسان فی علاقاته الواقعیة إلا مع من هم أهل الثقة .

  کما یتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة متوسطة على بقیة عبارات المحور الأول(البعد الاجتماعی), والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی:-

-جاءت العبارة رقم ( 1 ) وهی " تقضی وقتًا فی التحاور مع أصدقائک عبر المجتمعات الافتراضیة   أکثر من الوقت الذی تجلس فیه مع أصدقائک الواقعیین. " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (69.25%) ، وبمتوسط حسابی (2.08), وإنحراف معیاری (0.75) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33)، وهذا یشیر إلى أن الصداقة الافتراضیة  لها تأثیر کبیر على علاقات الأفراد ویؤکد مدى اندماج الطلاب مع أصدقائهم الافتراضیین ، ومن ناحیة أخرى أثرت الصداقة الافتراضیة سلبیا على الأفراد بشکل عام، حیث أدت إلى الشعور بالعزلة داخل الأسرة الواحدة والانسحاب الاجتماعی، وهذا یتفق مع دراسة ( نومار، 2012) التی أکدت على أن استخدام مواقع التواصع الاحتماعی یؤثر فی الاتصال الشخصی وجها لوجه وفی تفاعل المستخدمین مع أسرهم وآقاربهم وأصدقائهم کما یؤدی الانسحاب الملحوظ للفرد من التفاعل الاجتماعی،حیث عملت مواقع التواصل الاجتماعی على قرب المتباعدین وبعد المتقاربین .

 -جاءت العبارة رقم ( 2 ) وهی " تساعدک الصداقة الافتراضیة  على تعمیق علاقة الصداقة الواقعیة. " بالمرتبة الرابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (66.42%) ، وبمتوسط حسابی (1.99), وإنحراف معیاری (0.8) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، وهذا یفسر بأن کثیرا من الصداقات الافتراضیة  قد تتحول إلى صداقات واقعیة، کما أن الصداقة الافتراضیة  تعمل على توسیع نطاق التفاعلات الاجتماعیة وتعمیقها ومن ثم فلها دور تربوی هام فی المجتمع.

جاءت العبارة رقم ( 6 ) وهی " لایهمنی إذا کان صدیقی الافتراضی یقطع صداقتنا " بالمرتبة الخامسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (65.38%) ، وبمتوسط حسابی (1.96), وإنحراف معیاری (0.83) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، وهذا یشیر إلى أن الصداقة الافتراضیة  فی بعض الأحیان  تکون صداقة وهمیة من وجهة نظر بعض أفراد العینة .

جاءت العبارة رقم ( 7 ) وهی " یعد أصدقائک الافتراضیین أصدقاء مؤقتین " بالمرتبة السادسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (63.92%) ، وبمتوسط حسابی (1.92), وإنحراف معیاری (0.79) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، هذا یشیر إلى أن الصداقة الافتراضیة  غیر وقتیة ودائمة فی بعض الأحیان  ویمکن أن تتحول إلى صداقة واقعیة وبالتالی ینفی الطلاب بأنها مؤقتة لأن الصداقة الافتراضیة  یمکن أن تکون سببا تعمیق العدید من الصداقات ، وهذا یتفق مع العبارتین (3، 4) من حیث الحمیمیة  والألفة .

-جاءت العبارة رقم ( 5 ) وهی " إحساسک بجودة العلاقة مع أصدقائک فی المجتمعات الافتراضیة  دفعک للإلتقاء بهم وجها لوجه " بالمرتبة السابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (63.12%) ، وبمتوسط حسابی (1.89), وإنحراف معیاری (0.78) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویفسر ذلک بانقسام فی آراء عینة الدراسة ، حیث ضعف ثقة بعض أفراد عینة الدراسة بالصداقة الافتراضیة  نظرا للمخاطر التی یمکن أن تحدث بسببها والمتمثلة فی الخداع والکذب والخیانة التی تحدث، فبعض الطلاب فی الصداقة الافتراضیة  یختبئون خلف الشاشات ویمکن أن ینهوا صداقاتهم فی أی وقت ، ویمکن اعتبار هذا البعد من سلبیات الصداقة الافتراضیة .

( 2 ) نتائج البعد النفسی  :

     تم دراسة آراء عینة الدراسة حول البعد النفسی، وذلک من خلال استجابات عینة الدراسة ، حیث تم استخراج التکرارات والمتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة والنسب المئویة للمحور الثانى (البعد النفسی) ، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (6)

التکرارات والمتوسطات الحسابیة والنسب المئویة و کا2 للمحور الثانی (البعد النفسی)

م

البنود

نعم

إلى حد ما

لا

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

النسبة المئویة

(%)

اتجاه البند

کا2

مستوی الدلالة

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

8

یسبب لک استخدام المجتمعات الافتراضیة  بالوحدة والعزلة عن محیطک الاجتماعی

88

21.31

125

30.27

200

48.43

1.73

0.79

57.63

متوسط

47.31

0.01

4

9

تشعر أن علاقاتک عن طریق المجتمعات الافتراضیة  تسمح لک بالتکلم بصراحة وجرأة فی مختلف المواضیع أکثر من أتصالک بهم وجها لوجه

83

20.10

134

32.45

196

47.46

1.73

0.78

57.55

متوسط

46.52

0.01

5

10

إذا شعرت بالضیق تتجه إلى الصدیق الواقعی أکثر من الصدیق الافتراضی

69

16.71

73

17.68

271

65.62

1.51

0.77

50.36

منخفض

193.76

0.01

6

11

تحولت بعض الصداقات الافتراضیة  إلى صداقات واقعیة

76

18.40

152

36.80

185

44.79

1.74

0.75

57.87

متوسط

45.39

0.01

3

12

تشارک أسرارک  مع الصدیق الواقعی  أکثر من الصدیق الافتراضی

57

13.80

66

15.98

290

70.22

1.44

0.72

47.86

منخفض

253.14

0.01

7

13

تقضی وقتک بسعادة مع الصدیق الواقعی  أکثر من الصدیق الافتراضی

32

7.75

72

17.43

309

74.82

1.33

0.61

44.31

منخفض

325.66

0.01

8

14

الصدیق الواقعی یکون قادرا على فهمک بطریقة أفضل والتنبؤ بمشاعرک  وتستطیع الاعتماد علیه من الصدیق الافتراضی

31

7.51

64

15.50

318

77.00

1.31

0.60

43.50

منخفض

358.29

0.01

9

15

یمکنک التحدث فی الهاتف والالتقاء فی أماکن خاصة وتبادل الصور مع أصدقائک الافتراضیین

196

47.46

127

30.75

90

21.79

2.26

0.79

75.22

متوسط

42.05

0.01

2

16

توافق على طلبات الصداقة بدافع التسلیة وقضاء وقت الفراغ

251

60.77

95

23.00

67

16.22

2.45

0.76

81.52

مرتفع

142.80

0.01

1

 

المجموع الکلى

883

23.76

908

24.43

1926

51.82

1.72

0.73

57.33

متوسط

161.66

0.01

 

* قیمة ( کا2)الجدولیة عند مستوى (0.01) = 9.210 ، وعند مستوى (0.05) = 5.991  لدرجة حریة (2)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه یتضح أن جمیع قیم کا2 دالة عند مستوى (0.01)  ، إذ أن قیم کا2  المحسوبة أکبر من قیمة کا2 الجدولیة عند مستوی (0.01) لدرجة حریة (2) الموضحة أسفل الجدول السابق ، وهذا یؤکد أن أراء عینة الدراسة حول بنود هذا البعد متسقة مع نفسها وهذه البنود تمیز أراء الأفراد عینة الدراسة نحو إتجاه معین وعدم تشتت التکرارات حول بدائل الاختیار الثلاثة (موافق، إلى حد ما ، غیر موافق) .

کما یتضح أن أفراد عینة الدراسة یوافقون على المحور الثانی (البعد النفسی) بنسبة مئویة (57.33%) ، وبمتوسط حسابی عام (1.72 من 3) وهو متوسط حیث أنه یقع فى الفئة (1.67 إلى 2.33) .

ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة مرتفعة على عبارة واحدة من عبارات المحور الثانی (البعد النفسی) ، وهى :

جاءت العبارة رقم ( 16 ) وهی " توافق على طلبات الصداقة بدافع التسلیة وقضاء وقت الفراغ " بالمرتبة الأولى من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (81.52%) ، وبمتوسط حسابی (2.45), وإنحراف معیاری (0.76) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) ، وهذا یفسر أن الهدف من الصداقة الافتراضیة  یتمثل فی الترفیه والتسلیة وهذا یشیر على أن للصداقة الافتراضیة  دور تربوی ترویحی وترفیهی ، وهذا ما اکدته دراسة ( الضبع، 2015) حیث خلصت الدراسة إلى أن من أغراض إقامة العلاقات الافتراضیة  عبر الإنترنت ، یتمثل فی: قضاء وقت الفراغ .

کما یتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة متوسطة على بعض عبارات المحور الثانی (البعد النفسی) , والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط        کما یلی:-

جاءت العبارة رقم ( 15 ) وهی " یمکنک التحدث فی الهاتف والالتقاء فی أماکن خاصة وتبادل الصور مع أصدقائک الافتراضیین " بالمرتبة الثانیة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (75.22%) ، وبمتوسط حسابی (2.26), وإنحراف معیاری (0.79) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویفسر ذلک بالدور الذی تقوم به الصداقة الافتراضیة  وأهمیتها فی تعمیق العلاقات بین الأفراد ، ویفسر ذلک أیضا نتیجة الضغوط التی تتعرض لها الطلبة نتیجة کثرة الدروس والمحاضرات أو نتیجة لظروف أسریة فیلجأوا للصداقة الافتراضیة  کوسیلة للبعد عن الضغوط والترویح عن النفس.

 جاءت العبارة رقم ( 11 ) وهی " تحولت بعض الصداقات الافتراضیة  إلى صداقات واقعیة  " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (57.87%) ، وبمتوسط حسابی (1.74), وإنحراف معیاری (0.75) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، وهذا یفسر الدور االتربوی الایجابی للصداقة الافتراضیة  المتمثل فی تعمیق العلاقات الاجتماعیة وتوطیدها بین الأفراد ، وتعمل فعلا الصداقة الافتراضیة  على تعمیق العلاقات لدى الطلاب حیث الشعور بالاغتراب لدى البعض سواء اغتراب داخل الجامعة أو داخل الأسرة جعلهم یلجأوا للصداقة الافتراضیة   .

جاءت العبارة رقم ( 8 ) وهی " یسبب لک استخدام المجتمعات الافتراضیة  بالوحدة والعزلة عن محیطک الاجتماعی " بالمرتبة الرابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (57.63%) ، وبمتوسط حسابی (1.73), وإنحراف معیاری (0.79) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، وقد یرجع ذلک إلى الدور التربوی للصداقات الافتراضیة  واعتبارها مجال للترویح عن النفس والخروج من الضیق لدى أفراد عینة الدراسة، ومن ناحیة أخرى یمکن أن تتسبب الصداقة الافتراضیة  فی الانسحاب الاجتماعی والعزلة مما یؤثر سلبیا على سلوکیات الطالب فی الجامعة.

جاءت العبارة رقم ( 9 ) وهی " تشعر أن علاقاتک عن طریق المجتمعات الافتراضیة  تسمح لک بالتکلم بصراحة وجرأة فی مختلف المواضیع أکثر من أتصالک بهم وجها لوجه " بالمرتبة الخامسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (57.55%) ، وبمتوسط حسابی (1.73), وإنحراف معیاری (0.78) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویشیر ذلک إلى أن الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  تعطی قدرا من الحریة للتحدث فی موضوعات کثیرة والتعبیر عما بداخلهم ولکن نتیجة أزمة الثقة السائدة بین الطلبة فإنهم لایشعرن بالآمان ویثیر الحظر الخوف لدیهم، وهذا ضروری ومن الاحتیاطات الواجبة للتعامل فی المجتمع الافتراضی حیث المخاطر والجرائم التی قد تحدث نتیجة الثقة الزائدة بین الأفراد .

کما یتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة منخفضة على بقیة عبارات المحور الثانی (البعد النفسی) , والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط         کما یلی:-

جاءت العبارة رقم ( 10 ) وهی " إذا شعرت بالضیق تتجه إلى الصدیق الواقعی أکثر من الصدیق الافتراضی " بالمرتبة السادسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (50.36%) ، وبمتوسط حسابی (1.51), وإنحراف معیاری (0.77) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 ) ، وهو ما یؤکد أهمیة الصداقة الافتراضیة  ودورها فی الترویح عن النفس لدى أفراد العینة لدرجة أن بعض أفراد عینة الدراسة یجدون  فی الصداقة الافتراضیة  ملجأ لهم أکثر من الواقع ویمکن تفسیر  ذلک بهرویهم         من الواقع .

جاءت العبارة رقم ( 12 ) وهی " تشارک أسرارک  مع الصدیق الواقعی  أکثر من الصدیق الافتراضی " بالمرتبة السابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (47.86%) ، وبمتوسط حسابی (1.44), وإنحراف معیاری (0.72) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 ) ، وقد یرجع ذلک نتیجة قلة الامان الذی یشعر به أفراد عینة الدراسة نتیجة وجود بعض العادات السیئة کالغیرة مثلا والتنافس غیر الشریف بین الطلبة مما یجعلهم لا یشعرون بالأمان مع زملائهم أو أصدقائهم الواقعیین .

جاءت العبارة رقم ( 14 ) وهی " الصدیق الواقعی یکون قادرا على فهمک بطریقة         أفضل والتنبؤ بمشاعرک  وتستطیع الاعتماد علیه من الصدیق الافتراضی " بالمرتبة             الثامنة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (43.5%) ، وبمتوسط حسابی (1.31), وإنحراف معیاری (0.6) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 ) وهذا یفسر أن الصداقة الافتراضیة  تقوم بدور تربوی کبیر یتمثل فی الترویح عن النفس والاعتماد علیها فی تعدیل الحالة المزاجیة لدى الأفراد، هذا بالإضافة إلى أنها تتیح لأفراد عینة الدراسة مجال أکبر من الحریة للتعبیر عما بداخلهم ودون رقابة علیهم .

( 3 ) نتائج البعد الأخلاقی  :

تم دراسة آراء عینة الدراسة حول البعد الأخلاقی، وذلک من خلال استجابات عینة الدراسة ، حیث تم استخراج التکرارات والمتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة والنسب المئویة للمحور الثالث (البعد الأخلاقی) ، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (7)

التکرارات والمتوسطات الحسابیة والنسب المئویة و کا2
للمحور الثالث (البعد الأخلاقی
)

م

البنود

نعم

إلى حد ما

لا

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

النسبة المئویة

(%)

اتجاه البند

کا2

مستوی الدلالة

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

17

تفضل علاقة الصداقة الافتراضیة  لأنها تتیح لی التظاهر بأن أکون الشخص الذی أریده

222

53.75

110

26.63

81

19.61

2.34

0.79

78.05

مرتفع

80.55

0.01

3

18

یؤثر استخدامک للمجتمعات الافتراضیة  سلبیا على التواصل مع أصدقائک الواقعیین

176

42.62

147

35.59

90

21.79

2.21

0.78

73.61

متوسط

27.81

0.01

5

19

تتعرض للإساءة أو الاستغلال من خلال الصداقة الافتراضیة

217

52.54

120

29.06

76

18.40

2.34

0.77

78.05

مرتفع

75.61

0.01

3

20

توافق على طلبات الصداقة تشترک فی المجموعات بدافع معرفة الجنس الآخر

313

75.79

63

15.25

37

8.96

2.67

0.63

88.94

مرتفع

337.41

0.01

1

21

ساعدتک المجتمعات الافتراضیة  على تقدیم العون للأخرین

48

11.62

191

46.25

174

42.13

1.69

0.67

56.50

متوسط

88.65

0.01

6

22

ساعدتک الصداقة الافتراضیة  على التنمر بالأخرین

283

68.52

72

17.43

58

14.04

2.54

0.73

84.83

مرتفع

230.85

0.01

2

 

المجموع

الکلى

1259

50.81

703

28.37

516

20.82

2.30

0.73

76.67

متوسط

140.15

0.01

 

* قیمة ( کا2) الجدولیة عند مستوى (0.01) = 9.210 ، وعند مستوى (0.05) = 5.991  لدرجة حریة (2)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه یتضح  أن جمیع قیم کا2 دالة عند مستوى (0.01)  ، إذ أن قیم کا2  المحسوبة أکبر من قیمة کا2 الجدولیة عند مستوی (0.01) لدرجة حریة (2) الموضحة أسفل الجدول السابق ، وهذا یؤکد أن أراء عینة الدراسة حول بنود هذا البعد متسقة مع نفسها وهذه البنود تمیز أراء الأفراد عینة الدراسة نحو إتجاه معین وعدم تشتت التکرارات حول بدائل الاختیار الثلاثة (نعم، إلى حد ما ، لا) .

کما یتضح أن أفراد عینة الدراسة یوافقون على المحور الثالث (البعد الأخلاقی ) بنسبة مئویة (76.67%) ، وبمتوسط حسابی عام (2.30 من 3) وهو متوسط حیث أنه یقع فى الفئة (1.67 إلى 2.33) .

ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة مرتفعة على عبارة واحدة من عبارات المحور الثالث (البعد الأخلاقی ) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی :-

جاءت العبارة رقم ( 20 ) وهی " توافق على طلبات الصداقة بدافع معرفة الجنس الآخر  " بالمرتبة الأولى من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (88.94%) ، وبمتوسط حسابی (2.67), وإنحراف معیاری (0.63) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) ، وهذا یشیر إلى البعد الخطیر لهذا الدور حیث أن کثیرا من الأفراد یستخدمون الصداقة الافتراضیة  بهدف معرفة الجنس الآخر إلى أن  یصل بهم الأمر الوقوع فی الخطأ وخداع کثیر من الفتیات والکذب علیهم،  ومن ثم فإن الصداقة الافتراضیة  تکون قائمة على الکذب والاختفاء خلف الشاشات بهدف الکذب فی بعض الأحیان ، ولهذه العبارة معزى خطیر یشیر على تدنی مستوى القیم الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة ، الأمر الذی یحتم تفعیل دور التربیة للحد من سلبیات التعامل مع المجتمعات الافتراضیة .

جاءت العبارة رقم ( 22 ) وهی " ساعدتک الصداقة الافتراضیة  على التنمر بالأخرین " بالمرتبة الثانیة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (84.83%) ، وبمتوسط حسابی (2.54), وإنحراف معیاری (0.73) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) وهذا یؤکد الجانب السلبی للصداقة الافتراضیة  حیث یستخدم بعض الأفراد الصداقة الافتراضیة  کوسیلة من أجل إلحاق الأذى بالأخرین وإسقاط ما بداخلهم من اتجاهات سلبیة نحو الأخرین من خلال الصداقة الافتراضیة ـ أو قد یحدث ذلک نتیجة أنه تم التنمر بهم فبالتالی یردون ما حدث بهم من خلال الصداقة الافتراضیة .

جاءت العبارة رقم ( 17 ) وهی " تفضل علاقة الصداقة الافتراضیة  لأنها تتیح لی التظاهر بأن أکون الشخص الذی أریده " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (78.05%) ، وبمتوسط حسابی (2.34), وإنحراف معیاری (0.79) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) وهذا یشیر إلى وضع خطیر وهو أنه من خلال الصداقة الافتراضیة  یمکن للأفراد أن یعبروا عما یقولون بحریة ویلبسوا أقنعة کذابة لاتعبر عن شخصیاتهم وهذه تعد من مداخل الخداع والغش ویدلل على ذلک أن الکثیر من الأفراد الذین یستخدمون الصداقة الافتراضیة   تجدهم ملائکة الرحمن فی المجتمعات الافتراضیة  تجدهم یکثرون من استخدام المنشورات الدینیة والمنشورات التی تحث على التحلی بمکارم الاخلاق فی حین تجدهم فی الواقع على النقیض، فالصداقة الافتراضیة  تتیح للفرد التعبیر بحریة عما یرید سواء کان ذلک یعبر عن شخصیته أو تقمصه شخصیة أخرى لخداع الآخرین.

جاءت العبارة رقم ( 19 ) وهی " تتعرض للإساءة أو الاستغلال من خلال الصداقة الافتراضیة " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة مرتفعة بنسبة مئویة (78.05%) ، وبمتوسط حسابی (2.34), وإنحراف معیاری (0.77) ، وهو متوسط حسابی مرتفع لأنه واقع بین (2.34 : 3) ، وهذا یؤکد على أن الصداقة الافتراضیة  یمکن استخدامها بشکل سئ للخداع والغش وعقد المؤامرات للغیر.

ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة متوسطة على بقیة عبارات المحور الثالث (البعد الأخلاقی ) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط  کما یلی:-

جاءت العبارة رقم ( 18 ) وهی " یؤثر استخدامک للمجتمعات الافتراضیة  سلبیا على التواصل مع أصدقائک الواقعیین " بالمرتبة الخامسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (73.61%) ، وبمتوسط حسابی (2.21), وإنحراف معیاری (0.78) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویمکن تفسیر ذلک بأن الصداقات الافتراضیة  یمکن أن تعمل على توطید العلاقات الواقعیة وتعمیقها فالصداقة الافتراضیة  یمکن أن تعمل على توطید العلاقات بین الأفراد خاصة فی حالة سفر أحد الأصدقاء ففی هذه الحالة تعمل على استمرار تواصلهم.

 جاءت العبارة رقم ( 21 ) وهی " ساعدتک المجتمعات الافتراضیة  على تقدیم العون للأخرین " بالمرتبة السادسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (56.5%) ، وبمتوسط حسابی (1.69), وإنحراف معیاری (0.67) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ویفسر ذلک بأن للصداقة الافتراضیة  دور فی مساندة الآخرین وتقدیم الخدمات لبعضهم البعض، ولکن کون أن تحتل هذه العبارة البعد الأخیر فی الترتیب فإن ذلک یشیر إلى تدنی مستوى القیم لدى طلبة الجامعة وقلة الخیر فیهم وضعف ثقافة التطوع لدى الطلبة، وقد یرجع ذلک إلى انتشار ظاهرة التنافس غیر الشریف بین الطلاب فی الدراسة.

( 4 ) نتائج البعد التعلیمی :

     تم دراسة آراء عینة الدراسة حول البعد التعلیمی  ، وذلک من خلال استجابات عینة الدراسة ، حیث تم استخراج التکرارات والمتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة والنسب المئویة للمحور الرابع (البعد التعلیمی) ، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (8)

التکرارات والمتوسطات الحسابیة والنسب المئویة و کا2
للمحور الرابع (البعد التعلیمی
)

م

البنود

نعم

إلى حد ما

لا

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

النسبة المئویة

(%)

اتجاه البند

کا2

مستوی الدلالة

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

23

تکتسب وتنمی معلوماتک  مع الصدیق الواقعی  أکثر من الصدیق الافتراضی

49

11.86

103

24.94

261

63.20

1.49

0.70

49.56

منخفض

176.33

0.01

5

24

ساعدتک الصداقة الافتراضیة  على الالتحاق ببعض الکورسات

114

27.60

164

39.71

135

32.69

1.95

0.78

64.97

متوسط

9.16

0.01

2

25

تختار أصدقاءک الافتراضیین وفقا للمرحلة التعلیمیة التی بها

148

35.84

144

34.87

121

29.30

2.07

0.81

68.85

متوسط

3.09

غیر دالة

1

26

ساعدتک المجتمعات الافتراضیة  فی الحصول على مصادر تعلیمیة من کتب ومراجع.

66

15.98

131

31.72

216

52.30

1.64

0.74

54.56

منخفض

82.20

0.01

3

27

تساعدک الصداقة الافتراضیة  فی التواصل مع زملاء الدراسة فی الحصول على الدروس وفهمها وفی إنجاز المهام الدراسیة

40

9.69

118

28.57

255

61.74

1.48

0.67

49.31

منخفض

172.10

0.01

6

28

تشترک فی المجموعات التی ینتمی إلیها زملائک فی الدراسة

26

6.30

99

23.97

288

69.73

1.37

0.60

45.52

منخفض

265.60

0.01

7

29

تساعدک الصداقة الافتراضیة  على اکتساب بعض الجوانب معرفیة ومهاریة .

35

8.47

142

34.38

236

57.14

1.51

0.65

50.44

منخفض

146.94

0.01

4

 

المجموع الکلى

478

16.53

901

31.17

1512

52.30

1.64

0.71

54.67

منخفض

122.20

0.01

 

* قیمة ( کا2 ) الجدولیة عند مستوى (0.01) = 9.210 ، وعند مستوى (0.05) = 5.991  لدرجة حریة (2)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه یتضح أن جمیع قیم کا2 دالة عند مستوى (0.01)  ، إذ أن قیم کا2  المحسوبة أکبر من قیمة کا2 الجدولیة عند مستوی (0.01) لدرجة حریة (2) الموضحة أسفل الجدول السابق فیما عدا العبارة رقم (25) فهی غیر دالة ، وهذا یؤکد أن أراء عینة الدراسة حول بنود هذا البعد متسقة مع نفسها وهذه البنود تمیز أراء الأفراد عینة الدراسة نحو إتجاه معین وعدم تشتت التکرارات حول بدائل الاختیار الثلاثة (موافق، إلى حد ما ، غیر موافق) فیما عدا العبارة رقم (25) فتشتت آراء عینة الدراسة حولها.

کما یتضح أن أفراد عینة الدراسة یوافقون على المحور الرابع (البعد التعلیمی ) بنسبة مئویة (54.67%) ، وبمتوسط حسابی عام (1.64 من 3) وهو منخفض حیث أنه یقع فى الفئة (1.00 إلى 1.66) .

ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة متوسطة على بعض عبارات المحور الرابع (البعد التعلیمی ) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی:-

 جاءت العبارة رقم ( 25 ) وهی " تختار أصدقاءک الافتراضیین وفقا للمرحلة التعلیمیة التی بها " بالمرتبة الأولى من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (68.85%) ، وبمتوسط حسابی (2.07), وإنحراف معیاری (0.81) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33)، وقد یرجع ذلک إلى أن أفراد عینة الدراسة من الطلبة الجامعیین ومن ثم فهم یستخدمون الصداقة الافتراضیة  بهدف الاستفادة التعلیمیة  ومتابعة الدراسة  وبالتالی یمکن التأکید على أن الصداقة الافتراضیة  لها دور تربوی تعلیمی .

جاءت العبارة رقم ( 24 ) وهی " ساعدتک الصداقة الافتراضیة  على الالتحاق ببعض الکورسات " بالمرتبة الثانیة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (64.97%) ، وبمتوسط حسابی(1.95), وإنحراف معیاری (0.78) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویفسر ذلک بأهمیة الصداقة الافتراضیة  ودورها التعلیمی وزیادة الوعی عن أهمیة بعض الدورات والکورسات التدریبیة فی مجال التخصص والاعلان عن التدریب عبر الإنترنت أو من خلال مؤسسات یتم الالتحاق بها وبالتالی فهی تعمل على التنمیة المهنیة للأفراد فی المجالات المختلفة  .

  ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة منخفضة على بقیة عبارات المحور الرابع (البعد التعلیمی ) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی:-

جاءت العبارة رقم ( 26 ) وهی " ساعدتک المجتمعات الافتراضیة  فی الحصول على مصادر تعلیمیة من کتب ومراجع. " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (54.56%) ، وبمتوسط حسابی (1.64), وإنحراف معیاری (0.74) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 ) ، ویفسر ذلک بأن أفراد عینة الدراسة لایستخدمون الصداقة الافتراضیة  بهدف التواصل الثقافی وإثراء الجانب الثقافی لدیهم الأمر الذی یشیر إلى أولویة الکتاب الجامعی لدى طلاب الجامعة .

فمن خلال الصداقة الافتراضیة  یمکن تبادل الکتب والمراجع العلمیة کما أنها تساعد الفرد فی الحصول على العدید من المواقع التی تنشر کتب بشکل دوری من ثم تسهم الصداقة الافتراضیة  بدور تعلیمی لکن کل هذا لایستهوى أفراد عینة الدراسة فکل ما یشغلهم من الصداقة الافتراضیة  الترفیه وشغل وقت الفراغ ومعرفة الجنس الآخر وهذا شئ محزن، وقد یرجع قلة اهتمامهم بالمرحلة الدراسیة  نتیجة الظروف المحیطة بهم وقلة فرص التوظیف وأن الهدف من الدراسة  الحصول على شهادة بصرف النظر عن التقدیر العام،  ویعزى ذلک لضعف تقدیر المجتمع للعلم والعلماء.

جاءت العبارة رقم ( 29 ) وهی " تساعدک الصداقة الافتراضیة  على اکتساب بعض الجوانب معرفیة ومهاریة . " بالمرتبة الرابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (50.44%) ، وبمتوسط حسابی (1.51), وإنحراف معیاری (0.65) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 ) ، ویفسر ذلک بضعف ثقة بعض أفراد عینة الدراسة فی الصداقة الافتراضیة نتیجة أن بعض الأفراد یستخدمون الصداقة الافتراضیة  بغرض نشر وترویج بعض الشائعات .

جاءت العبارة رقم ( 23 ) وهی " تکتسب وتنمی معلوماتک  مع الصدیق الواقعی  أکثر من الصدیق الافتراضی " بالمرتبة الخامسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (49.56%) ، وبمتوسط حسابی (1.49), وإنحراف معیاری (0.7) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66 )، ویفسر ذلک بأن أغلب الأفراد تهتم بالصداقة الافتراضیة  أکثر من الصداقة الواقعیة ویکمن ذلک فی ضیق الوقت وسرعة التغیر المجتمعی الذی نشهده وبالتالی فإن الصداقة الافتراضیة  أثرت بشکل کبیر جدا على حیاة الأفراد فی مختلف الجوانب سواء الاجتماعیة الاقتصادیة والتعلیمیة وهذا له بعدان الأول ایجابی ویتمثل فی ان الصداقة الافتراضیة  یمکن أن تحل مشکلة ضیق الوقت وتعمل على استمرار التواصل بین الأفراد حتى لو کانت المسافة بینهم بعیدة، أما الثانی فیتمثل فی أنها أثرت وبشکل سلبی على العادات المصریة الأصلیة والتی منها اللقاءات الدوریة والزیارات وصلة الارحام، ومن ثم تؤدی فی بعض الأحیان  إلى قطع الارحام لأن هذه العادات واللقاءات تعمل على توطید صلة الارحام العلاقات الاجتماعیة بشکل عام.

جاءت العبارة رقم ( 27 ) وهی " تساعدک الصداقة الافتراضیة  فی التواصل مع زملاء الدراسة فی الحصول على الدروس وفهمها وفی إنجاز المهام الدراسیة " بالمرتبة السادسة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (49.31%) ، وبمتوسط حسابی (1.48), وإنحراف معیاری (0.67) ، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین             ( 1 : 1.66 )، ویرجع ذلک لطبیعة الدراسة لدى بعض أفراد العینة التی تحتم علیهم الحضر الفعلی بالتالی لایهتمون بالمتابعة خلال الصداقة الافتراضیة .

    جاءت العبارة رقم(28) وهی"تشترک فی المجموعات التی ینتمی إلیها زملائک فی الدراسة " بالمرتبة السابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة منخفضة بنسبة مئویة (45.52%)،وبمتوسط حسابی (1.37), وإنحراف معیاری(0.6)، وهو متوسط حسابی منخفض لأنه واقع بین ( 1 : 1.66) ، ویفسر ذلک بأن بعض أفراد عینة الدراسة لایمکنهم متابعة دراستهم من خلال الصداقة الافتراضیة وذلک لطبیعة دراستهم والتی تتطلب الحضور الفعلی وإجراء التجارب بأنفسهم .

( 5 ) نتائج البعد الاقتصادی والسیاسی  :

تم دراسة آراء عینة الدراسة حول البعد الاقتصادی والسیاسی  ، وذلک من خلال استجابات عینة الدراسة ، حیث تم استخراج التکرارات والمتوسطات الحسابیة والإنحرافات المعیاریة والنسب المئویة للمحور الخامس (البعد الاقتصادی والسیاسی) ، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (9)

التکرارات والمتوسطات الحسابیة والنسب المئویة و کا2
للمحور الخامس (البعد الاقتصادی والسیاسی
)

م

البنود

نعم

إلى حد ما

لا

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

النسبة المئویة

(%)

اتجاه البند

کا2

مستوی الدلالة

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

30

یتم الترویج لبعض السلع والخدمات أو الشراء من خلال الصداقة الافتراضیة

72

17.43

144

34.87

197

47.70

1.70

0.75

56.58

متوسط

57.19

0.01

4

31

تشجع الصداقة الافتراضیة  على مناقشة الأحداث السیاسیة الجاریة على الساحة

112

27.12

132

31.96

169

40.92

1.86

0.81

62.07

متوسط

12.15

0.01

2

32

تعد الصداقة الافتراضیة  مصدرا اساسیا للحصول على الأخبار السیاسیة

125

30.27

166

40.19

122

29.54

2.01

0.77

66.91

متوسط

8.78

0.01

1

33

تسهم الصداقة الافتراضیة  فی رفع مستوى الثقافة والوعی السیاسی لدیک

80

19.37

184

44.55

149

36.08

1.83

0.73

61.10

متوسط

40.68

0.01

3

 

المجموع الکلى

389

23.55

626

37.89

637

38.56

1.85

0.77

61.67

متوسط

29.70

0.01

 

* قیمة ( کا2 ) الجدولیة عند مستوى (0.01) = 9.210 ، وعند مستوى (0.05) = 5.991  لدرجة حریة (2)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه یتضح أن جمیع قیم کا2 دالة عند مستوى (0.01)  ، إذ أن قیم کا2  المحسوبة أکبر من قیمة کا2 الجدولیة عند مستوی (0.01) لدرجة حریة (2) الموضحة أسفل الجدول السابق ، وهذا یؤکد أن أراء عینة الدراسة حول بنود هذا البعد متسقة مع نفسها وهذه البنود تمیز أراء الأفراد عینة الدراسة نحو إتجاه معین وعدم تشتت التکرارات حول بدائل الاختیار الثلاثة (موافق، إلى حد ما ، غیر موافق) .

کما یتضح أن أفراد عینة الدراسة یوافقون على المحور الخامس (البعد الاقتصادی والسیاسی ) بنسبة مئویة (61.67%) ، وبمتوسط حسابی عام (1.85 من 3) وهو متوسط حیث أنه یقع فى الفئة (1.67 إلى 2.33).

ویتضح من النتائج أن أفراد عینة الدراسة یوافقون بدرجة متوسطة على جمیع عبارات المحور الخامس (البعد الاقتصادی والسیاسی ) ، والتی تم ترتیبها تنازلیاً حسب موافقة أفراد عینة الدراسة علیها وفقاً لأعلى قیم للمتوسط, ووفقاً لأقل قیم لللإنحراف المعیاری عند تساوی قیم المتوسط کما یلی:-

جاءت العبارة رقم ( 32 ) وهی " تعد الصداقة الافتراضیة  مصدرا أساسیا للحصول على الأخبار السیاسیة  " بالمرتبة الأولى من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (66.91%) ، وبمتوسط حسابی (2.01), وإنحراف معیاری (0.77) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33)، وهذا یشیر إلى أن الصداقة الافتراضیة  تسهم بدور کبیر فی زیادة الوعی السیاسی لدى الأفراد ومتابعة الأحداث الجاریة.

جاءت العبارة رقم ( 31 ) وهی " تشجع الصداقة الافتراضیة  على مناقشة الأحداث السیاسیة الجاریة على الساحة  " بالمرتبة الثانیة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (62.07%) ، وبمتوسط حسابی (1.86), وإنحراف معیاری (0.81) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ، ویفسر ذلک بأن الأفراد یجدون فی الصداقة الافتراضیة  متعة فی مناقشة ومشارکة اهتمامتهم سواء کانت اهتمامات سیاسیة أو اجتماعیة أو اقتصادیة ، مع تنوع أسالیب النقاش بین الجاد والساخر.

جاءت العبارة رقم ( 33 ) وهی " تسهم الصداقة الافتراضیة  فی رفع مستوى الثقافة والوعی السیاسی لدیک  " بالمرتبة الثالثة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (61.1%) ، وبمتوسط حسابی (1.83), وإنحراف معیاری (0.73) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33)، ویفسر ذلک بالدور التربوی الذی تقوم به الصداقة الافتراضیة  فی رفع الوعی السیاسی ومستوى الثقافة بشکل عام،  فمن خلال المناقشات وتبادل معلومات الأفراد مع بعضهم هذا بدوره یعمل على إثراء ثقافة الفرد، إلا أنه لیس من أولویات الصداقة لدى طلاب الجامعة

جاءت العبارة رقم ( 30 ) وهی " یتم الترویج لبعض السلع والخدمات أو الشراء من خلال الصداقة الافتراضیة  " بالمرتبة الرابعة من حیث موافقة أفراد عینة الدراسة علیها بدرجة متوسطة بنسبة مئویة (56.58%) ، وبمتوسط حسابی (1.7), وإنحراف معیاری (0.75) ، وهو متوسط حسابی متوسط لأنه واقع بین (1.67 : 2.33) ویفسر ذلک بأن أفراد عینة الدراسة من الطلبة الجامعیین الذین یکون أغلب اهتمامهم یرتکز على التحصیل الدراسی ومتابعة الدروس والمحاضرات الیومیة وبالتالی لا یشغلهم عملیات البیع أو الشراء والترویج لبعض السلع.

من خلال العرض السابق لأبعاد الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  یمکن استخلاص ما یلی:

-        تسهم الصداقة الافتراضیة  بدور تربوی اجتماعی لدى أفراد عینة الدرسة

-        تسهم الصداقة الافتراضیة  بدور تربوی نفسی قوی لدى أفراد عینة الدرسة

-        تسهم الصداقة الافتراضیة  بدور تربوی أخلاقی قوی لدى أفراد عینة الدراسة وهذا الدور له أبعاد ایجابیة وسلبیة.

-        تسهم الصداقة الافتراضیة  بدور تعلیمی ولکن نسبة الموافقة على هذه المحور متوسطة

-        تعمل الصداقة الافتراضیة  على زیادة الوعی السیاسی والاقتصادی لدى أفراد عینة الدراسة

نتائج الفروق فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  تبعا لمتغیرات الدراسة:

أولاً : هل توجــد فروق ذات دلالة إحصائیة فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  تبعا لمتغیر الکلیة ؟

تم استخدام اختبار (One Way ANOVA) للتحقق من صحة هذه الفرضیة ، ویوضح الجدول التالی نتائج اختبار (One Way ANOVA)، للمتغیر المستقل أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  ، والمتغیر التابع الکلیة .

جدول رقم (10)

البیانات الوصفیة لأبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات

 الافتراضیة  تبعا لمتغیر الکلیة

ابعاد الاستبانه

الکلیة

العدد

المتوسط الحسابى

الإنحراف المعیارى

البعد الاجتماعی

التربیة

153

14.84

2.32

الزراعة

98

14.73

2.37

العلوم

60

15.45

2.04

الآداب

102

14.89

2.20

Total

413

14.92

2.27

البعد النفسی

التربیة

153

15.60

2.46

الزراعة

98

15.49

2.52

العلوم

60

15.73

3.39

الآداب

102

15.12

2.54

Total

413

15.47

2.65

البعد الأخلاقی

التربیة

153

13.93

2.52

الزراعة

98

13.79

2.26

العلوم

60

14.23

2.20

الآداب

102

13.35

2.40

Total

413

13.80

2.39

البعد التعلیمی

التربیة

153

11.47

2.52

الزراعة

98

11.58

2.41

العلوم

60

12.20

2.92

الآداب

102

11.04

2.41

Total

413

11.50

2.55

البعد الاقتصادی والسیاسی

التربیة

153

7.59

2.09

الزراعة

98

7.26

2.35

العلوم

60

7.83

1.93

الآداب

102

7.00

1.85

Total

413

7.40

2.09

المجموع الکلى

التربیة

153

63.44

7.43

الزراعة

98

62.85

7.38

العلوم

60

65.45

8.33

الآداب

102

61.40

7.00

Total

413

63.09

7.53

یوضح الجدول السابق البیانات الوصفیة لأبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  تبعا لمتغیر الکلیة ، یتضح من الجدول أن الإنحراف المعیاری متقارب فی کلیات التربیة والزراعة والأداب فیما عدا کلیة العلوم  بمعنى أنه لا یوجد اختلاف حول أبعاد الاستبانة بالنسبة لطلاب کلیات التربیة والزراعة والآداب  ، کما أن البعد النفسی للصداقة یحتل أعلى متوسط بالنسبة  لکل الکلیات ، مما یشیر إلى أن للصداقة الافتراضیة  دورا کبیرا بالنسبة للجانب النفسی والترویح عن النفس لدى أفراد عینة الدراسة ، ثم یلیه البعد الاجتماعی ویعزى ذلک أن أن الانسان بطبعه اجتماعی وفی حاجة دائما للتفاعل مع الأخرین، ثم البعد الأخلاقی للصداقة، حیث أکد غالبیة أفراد عینة الدراسة على أهمیة الصداقة الافتراضیة  فی تقدیم ید العون للأخرین.

جدول رقم (11)

نتائج تحلیل التباین الأحادی (One Way ANOVA) لدلالة الفروق فى أبعاد استبانة

 حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  تبعا لمتغیر الکلیة

م

الابعاد

البیان

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

الدلالة

1

البعد الاجتماعی

بین المجموعات

21.20

3.00

7.07

1.38

غیر دالة

داخل المجموعات

2096.00

409.00

5.12

 

 

المجموع

2117.20

412.00

 

 

 

2

البعد النفسی

بین المجموعات

19.49

3.00

6.50

0.93

غیر دالة

داخل المجموعات

2865.49

409.00

7.01

 

 

المجموع

2884.98

412.00

 

 

 

3

البعد الأخلاقی

بین المجموعات

34.45

3.00

11.48

2.02

غیر دالة

داخل المجموعات

2327.87

409.00

5.69

 

 

المجموع

2362.32

412.00

 

 

 

4

البعد التعلیمی

بین المجموعات

51.84

3.00

17.28

2.70

0.05

داخل المجموعات

2617.41

409.00

6.40

 

 

المجموع

2669.24

412.00

 

 

 

5

البعد الاقتصادی والسیاسی

بین المجموعات

35.07

3.00

11.69

2.71

0.05

داخل المجموعات

1766.01

409.00

4.32

 

 

المجموع

1801.08

412.00

 

 

 

 

المجموع الکلى

بین المجموعات

649.13

3.00

216.38

3.90

0.01

داخل المجموعات

22709.73

409.00

55.53

 

 

المجموع

23358.86

412.00

 

 

 

دلت نتائج الجدول السابق أنه لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائیا عند مستوى دلالة (0.05) فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  بین الکلیات المختلفة فیما عدا البعد التعلیمی والبعد الاقتصادی والسیاسی والمجموع الکلى لصالح کلیة العلوم ، أى أن عینة الدراسة من کلیات مختلفة یتوافقون على ابعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  فیما عدا البعد التعلیمی والبعد الاقتصادی والسیاسی والمجموع الکلى توجد فروق لصالح کلیة العلوم ، وقد یرجع ذلک لطبیعة الدراسة العملیة فی کلیة العلوم وصعوبة الدراسة بها حیث یکون ترکیز الطلاب على التحصیل الدراسی وضرورة نزولهم الجامعة بأنفسهم ومتابعة محاضرتهم وحضورهم المعامل جعلهم لایستخدموا الجروبات التعلیمیة بهدف المتابعة وهذا بالنسبة للبعد التعلیمی، أما بالنسبة للفروق فی البعد الاقتصادی والسیاسی فقد یرجع ذلک نتیجة لترکیز الطلبة فی الدراسة وضیق الوقت أمامهم، وبالتالی لا تسنح لهم الفرصة لمتابعة الأحداث السیاسیة والاقتصادیة من خلال الصداقة الافتراضیة ، کما قد یرجع لاعتقاد کثیر من الطلاب أن تبادل الحدیث حول القضایا الاقتصادیة والسیاسیة قد یجلب لهم المتاعب أو أنها من القضایا الشائکة، وأن هناک رقابة على الحدیث عنها فی وسائل الاتصال الإلکترونیة .

 ثانیاً : هل توجـد فروق ذات دلالة إحصائیة فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة   تبعا لمتغیر النوع؟

تم استخدام اختبار (ت) للتحقق من صحة هذه الفرضیة ، ویوضح الجدول التالی نتائج اختبار (ت) ، للمتغیر المستقل أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة   ، والمتغیر التابع النوع

                                         جدول رقم (11)

نتائج تحلیل اختبار (ت) لدلالة الفروق فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة   تبعا لمتغیر النوع

م

الابعاد

النوع

العدد

المتوسط الحسابی

الإنحراف المعیاری

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

1

البعد الاجتماعی

ذکر

192

14.77

2.33

1.27

غیر دالة

انثی

221

15.05

2.21

2

البعد النفسی

ذکر

192

14.97

2.63

3.67

0.01

لصالح الإناث

انثی

221

15.91

2.59

3

البعد الأخلاقی

ذکر

192

13.23

2.48

4.62

0.01

لصالح الإناث

انثی

221

14.29

2.21

4

البعد التعلیمی

ذکر

192

11.30

2.52

1.45

غیر دالة

انثی

221

11.67

2.56

5

البعد الاقتصادی والسیاسی

ذکر

192

7.15

1.95

2.28

0.05

لصالح الإناث

انثی

221

7.62

2.18

 

المجموع الکلى

ذکر

192

61.42

7.58

4.29

0.01

لصالح الإناث

انثی

221

64.54

7.19

دلت نتائج الجدول السابق على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة  (0.01) فى أبعاد استبانة حول الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة   بین الذکور والإناث لصالح الإناث فیما عدا البعد الاقتصادی والسیاسی عند مستوى دلالة  (0.05) لصالح الإناث وعدم وجود فروق فی البعد الاجتماعی والتعلیمى، وقد یرجع ذلک إلى أن الإناث هم الأکثر تعرضا لمواقف الصداقة خاصة فی البعد الأخلاقی والنفسی والاجتماعی، کما قد یفسر ذلک بکثرة الضغوط على الذکور أکثر من الإناث، ویمکن التدلیل على ذلک بحصر عدد الذکور المعتقلین بالمقارنة بالإناث.

من خلال نتائج الدراسة المیدانیة تبین أن :

  • ·          أن الفیسبوک أکثر مواقع التواصل الاجتماعی استخداما لدى طلاب الجامعة وأکثر المواقع الذین یقیمون علیها علاقات صداقة.
  • أن الصداقة الافتراضیة  تقوم بدور اجتماعی  ونفسی وأخلاقی لدى أفراد عینة الدراسة ویعزى ذلک إلى أن الصداقة لها بعد اجتماعی کبیر  فالانسان اجتماعی بطبعه ولدیه رغبة دائمة فی توسیع نطاق تفاعلاته الاجتماعیة.
  • أن أفراد عینة الدراسة أکثر استخداما للصداقة الافتراضیة  .
  • أن أفراد عینة الدراسة أکثر میلا لاستخدام المجتمعات الافتراضیة  للترفیه والتسلیة ، وبهدف الترویح عن النفس.
  • أن أفراد عینة الدراسة أکثر استخداما للصداقة الافتراضیة بدافع التخلص من الفراغ الاجتماعی والعاطفی.
  • الصداقة کقیمة تؤدی دورا  کبیرا فی المجتمع سواء کان مجتمع حقیقی أم مجتمع افتراضی.
  • أن من أکثر الابعاد الواضحة لأدوار الصداقة فی المجتمعات الافتراضیة  البعد الأخلاقی والنفسی والاجتماعی والتعلیمی، مما یؤکد على أن الصداقة الافتراضیة  تقوم بدور تربوی واضح ومتعدد الأبعاد لدى طلاب جامعة الفیوم.
  • استخدام الأفراد للصداقة الافتراضیة  یؤدی إلى الانسحاب الملحوظ لهم من الأنشطة الاجتماعیة ویقلل من اتصالهم الشخصی بعائلتهم وأصدقائهم فی المجتممع الواقعی
  • من سلبیات الصداقة الافتراضیة  أن کثیر من الاصدقاء لا یقدمون أسمائهم الصریحة بل ألقابهم ومعلوماتهم غیر حقیقیة ، قد تکون لها أهداف ونوایا سیئة , وهذه تسبب مشاکل مما یؤدی لانعدام الثقة بین الأصدقاء.
  • الصداقات الافتراضیة  تتسم بالحمیمیة والجودة وتعادل فی حمیمیتها الصداقات التی تکونت عن طریق الاتصال وجها لوجه .
  • أن أفراد عینة الدراسة توافق على طلبات الصداقة بدافع معرفة الجنس .
  • بعض أفراد عینة الدراسة تستخدم الصداقة الافتراضیة  للتنمر بالأخرین وإسقاط ما بداخلهم اتجاه الأخرین.
  • أن أفراد عینة الدراسة توافق على اختیار الأصدقاء الافتراضیین وفقا للمرحلة التعلیمیة .

المحور الخامس : تصور مقترح لتفعیل الدور التربوی للصداقة لدى طلاب الجامعة فی المجتمعات الافتراضیة:

      بناء على ما تقدم من استعراض لأهم نتائج البحث فی جانبه النظری والمیدانی فإنه یتم طرح تصور مقترح  لتدعیم مساهمة التربیة بدور فعال فی المجتمعات الافتراضیة لدى طلاب الجامعة ، ویتضمن التصر المقترح العناصر التالیة:

1-         فلسفة التصور المقترح:

یستند التصور المقترح على فلسفة تتمثل فی أن المجتمعات الافتراضیة أصبحت وسیلة ذات تأثیر کبیر على العلاقات الاجتماعیة فی المجتمع، فی ظل تنامی استخدامها لدى الأفراد خاصة طلاب الجامعة، وترتبط فلسفة التصور المقترح بفلسفة المجتمعات الافتراضیة، والتی تتضمن النقاط التالیة:

-        تفرض التحدیات التکنولوجیة على المجتمعات من حتمیة التعامل باعتبارها ضرورة حتمیة تفرضها خصائص وطبیعة العصر.

-      تنمیة الالتزام الأخلاقی والقیمی لدى الطلاب فی استخدام المجتمعات الافتراضیة بما یتماشى مع الثقافة الاسلامیة وطبیعة المجتمع المصری .

-      لم تعد المجتمعات الافتراضیة ترفا بقدر ما أصبحت ضرورة یلجأ إلیها الطلاب ویستخدمونها فیما بینهم، الأمر الذی یحتم تفعیل دور التربیة للتوعیة بمخاطر استخدامها والتقلیل من سلبیاتها مما یؤدی من الاستغلال الأمل لها.

-      ترسیخ مبادئ الحوار الإیجابی ونشر ثقافة حوار الثقافات من خلال تعریف الطلاب بآداب الحوار والاختلاف لیکون منهجا لهم فی إقامة علاقات صداقة فعالة وبناءة عبر المجتمعات الافتراضیة.

2-             الأسس التی یرتکز علیها التصور المقترح:

یستند التصور المقترح على مجموعة من الأسس هی:

-      قیام المؤسسات التربویة المختلفة ومنها الجامعة بمسئولیة تجاه أفراد المجتمع بصفة عامة وطلابها بصفة خاصة  وتفعیل دورها التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة.

-      قیام المؤسسات التربویة الجامعیة بالتخطیط والتنظیم لشغل أوقات فراغ الطلاب بما یفیدهم ویعود علیهم بالنفع.

-      قیام المؤسسات التربویة ومنها الجامعیة بتعزیز الصداقة الافتراضیة الفعالة لدى طلابها والاستفادة من إیجابیات التعامل مع المجتمعات الافتراضیة.

-      قیام المؤسسات الجامعیة بدورها بتفعیل أسلوب الحوار وتخفیف حدة التعصب فی التفاعل عبر المجتمعات الافتراضیة.

3-             أهداف التصور المقترح:

یهدف التصور المقترح لتفعیل الدور التربوی للصداقة فی المجتمعات الافتراضیة والتقلیص من التأثیرات السلبیة لاستخدامها وذلک من خلال:

-      تفعیل دور المؤسسات التربویة وخاصة الجامعیة تجاه طلابها لتنمیة الوعی بأهمیة          تفعیل الصداقة الافتراضیة ودورها التربوی الفعال ذات الأبعاد التعلیمیة والاجتماعیة        والخلقیة والدینیة .

-      إکساب الطلاب أخلاقیات وآداب الحوار عبر المجتمعات الافتراضیة .

-      تفعیل مبدأ الحوار والصداقة الافتراضیة داخل المؤسسات التربویة بإعتبارها الأساس فی بناء وتربیة المواطن الصالح والمسئولة عن تکوین شخصیة الفرد بشکل متکامل.   

4-         محاور التصور المقترح:

من خلال الإطار النظری والدراسة المیدانیة یمکن تحدید محتوى التصور المقترح کما یلی:

  • تفعیل الدور التعلیمی للصداقة الافتراضیة: وذلک من خلال

-      تقترح الباحثة تضمین البرامج الثقافیة للجامعة ببعض المحاضرات العامة التی تسهم فی تنمیة الوعی لدى الطلاب بضوابط وأخلاقیات التعامل مع المجتمعات الافتراضیة .

-      تقترح الباحثة أیضا ضرورة توافر مرشدا أکادیمیا للحوار مع طلاب الجامعة لیس فقط لإرشادهم فیما یخص الجانب الأکادیمی ، ولکن أیضا فیما یمکن أن یستفادوا به من استخدام الصداقة الافتراضیة فی تطویر مهاراتهم الحیاتیة وزیادة ثقافتتهم ووعیهم بما یجرى حولهم من أحداث فی مختلف المجالات.

-      تقترح الباحثة إتاحة الفرصة لأعضاء هیئات التدریس لتدریس أجزاء من محتوى المقررات الدراسیة عبر المجتمعات الافتراضیة وتدعیمها بروابط لمواقع مقالات ذات صلة تفتح آفاق الطلاب وتخرجهم من قید الکتاب الجامعی وتشجعهم على التعلم التعاونی والتعلم من خلال الصداقة الافتراضیة.

-      ضرورة الاهتمام بالتعاون بین مراکز المعلومات والمؤسسات التعلیمیة للقیام بدراسات مستمرة لتعرف أهم مشکلات طلاب الجامعة فی المجتمعات الافتراضیة وأنماط تفکیرهم فی التعامل مع هذه المشکلات.

-      ضرورة تضمین المناهج الدراسیة فی کلیات الجامعة بموضوعات لتثقیف الطلاب بأهمیة الصداقة الافتراضیة وأبعاد الدور التربوی الضی تقوم به.

-      تنمیة الرقابة الذاتیة لدى طلاب الجامعة من خلال تضمینها فی المقررات الدراسیة وحثهم على القیم والأخلاقیات المجتمعیة التی تتفق وصحیح الدین.

  • تفعیل الدور الاجتماعی للصداقة الافتراضیة: وذلک من خلال

-      عقد الندوات بصورة منتظمة لمناقشة القضایا المجتمعیة المختلفة التی تهم طلاب الجامعة مع إتاحة الحریة لهم فی التعبیر عن مشکلاتهم وآرائهم.

-      توعیة طلاب الجامعة عبر وسائل الإعلام المختلفة بالفرق بین الغزو الثقافی والتواصل الثقافی وحثهم على الاستخدام الایجابی للصداقة الافتراضیة فی إطار قیم المجتمع وأخلاقیاته.

-      توعیة طلاب الجامعة بأن الصداقة الإلکترونیة لیست مجرد الکتابة عبر لوحة المفاتیح لشخصیات وهمیة أو طیف خرافی، فیمکن للفرد أن یکتسب خبرات کثیرة وذلک من خلال فکرة التبادل الثقافی، من خلال التواصل مع أصدقاء من بلدان مختلفة

-      توعیة الطلاب یأن حجم الاستفادة من الصداقة الافتراضیة  یأتی من خلال القابلیة ومدى الاستعداد للتعلم، والتعرف على ثقافات أخرى.

  • تفعیل الدور النفسی للصداقة الافتراضیة: وذلک من خلال

-      التوعیة بأهمیة الصداقة الافتراضیة وحاجة الفرد فی بعض الأحیان  للحدیث مع صدیق، یشکو له مصاعب الحیاة، ویطلب منه المشورة والنصح فی أمر ما دون الحاجة لمقابلته وجهاً لوجه.

-      توعیة الطلاب بأهمیة الصداقة الإلکترونیة فی حیاة الإنسان ومن خلال شبکات التواصل الاجتماعی، ولکن شرط ألا تکون بهدف التسلیة، وإنما یجب أن یکون لها أهداف إیجابیة، مثل تبادل الثقافات والتعرف إلى حضارة الآخر.

-      حث الطلاب على التعاون مع زملائهم وتعلیمهم معنى التعاون ومشارکة المعرفة مع زملائهم وتشجعیهم لبعضهم البعض، ونبذ قیم التعصب والعنف بینهم.

-      استخدام الصداقة الافتراضیة فی أنشطة بناءة تهدف للترویح عن النفس وتعمل أیضا على تکامل شخصیة.

  • تفعیل الدور الاخلاقی للصداقة الافتراضیة: وذلک من خلال

-      التوعیة بأنه لیس من الضروری التحدث بانفتاح بجمیع أسراری ومعلوماتی الشخصیة للطرف الآخر، فقط أکتفی بالمعلومات البسیطة مثل البلد والسن.

-      الالتزام بالمیثاق الأخلاقی للا ستخدام واحترام القوانین واللوائح الموضوعة للاستخدام الآمن.

-      یتم اختیار الصدیق على اساس درجة الصلاح والاستقامة وذوی الرأی السدید والعقل الراجح القویم.

-      إقامة صداقات بسهولة مع الشخصیات الاجتماعیة والسیاسیة والمثقفین وأصحاب الرأی والقرار والنخب الاجتماعیة والتواصل معهم والتعرف على أخبارهم ونشاطاتهم والافادة منهم , بما یخدم الفرد والمجتمع.

-      ضرورة التحقق من مصداقیة المنشورات والجروبات التی یتم الاشتراک بها.

-      ضرورة التوعیة من قبل المؤسسات الجامعیة بأن الصداقة الافتراضیة سلاح ذو حدین، ونستطیع الاستفادة من إمکاناتها الهائلة بتوجیه استخدامها؛ بحیث یصبح لها أدوار تربویة تعلیمیة، تقدم خدمة تربویة لجمیع المستخدمین، وتوفر منصة تعلیمیة تتجاوز حدود الزمان والمکان.

  • تفعیل الدور الاقتصادی والسیاسی للصداقة الافتراضیة: وذلک من خلال

-      نشر الوعی بین الطلاب بماهیه الصداقة الافتراضیة  وکیفیة التعامل معها، وتفعیل دور التربیة فی استخدامها کحلقة وصل مع الطلاب، وتوجیه الطلاب إلى الاستخدام الأمثل لها وإتاحة الفرصة لهم للمشارکة والتفاعل فی النواحی الاقتصادیة والسیاسیة.

-      تصمیم برامج توعویة للاستخدام الأمثل والایجابی لمواقع التواصل الاجتماعی، وتعمیق الوعی بتأثیرات الاستخدام السلبی على الفرد والمجتمع.

-      التوعیة بأهمیة الصداقة الافتراضیة فی الترویج لبعض السلع.

-      العمل على حجب المواقع الالکترونیة التی تدفع إلى العنف والفساد، والمواقع التی تدعوا لتبنی الفکر المتطرف والإرهاب.

-      التوعیة بأهمیة الصداقة الافتراضیة فی متابعة الأخبار السیاسیة والاقتصادیة واستخدامها أداة فعالة للتأثیر فی الرأی العام لکن بشکل مناسب دون الهجوم أو التطاول على أی جهة.

-      التحقق من هویة الأفراد عبر المجتمعات الافتراضیة وعدم تصدیق الشائعات.

-      توعیة الطلاب فی الکلیات المختلفة بأهمیة استخدام الصداقة الافتراضیة  والتواصل الفعال واقناعهم بدورها فی العملیة التعلیمیة.

-      الصداقة الافتراضیة یمکن أن تکون بدرجة واقعیة الصداقة فی الواقع إذا تم استخدامها وفقا لأخلاقیات وضوابط التعامل الأخلاقی مع المجتمع الافتراضی .

 

 

 

المراجع :

1)   علی، نبیل ( 2001): الثقافة العربیة وعصر المعلومات: رؤیة لمستقبل الخطاب الثقافی العربی، عالم المعرفة، الکویت، ص 501.

2)   السید،السید عبد العاطی (2017) : علم الاجتماع الحضری، الاسکندریة، دار المعرفة الجدیدة، ص 329.

3)   عبدالله، سحر عویس (2016): دور شبکات التواصل الاجتماعی فی تنمیة بعض قیم الحوار لدى طلاب جامعة الفیوم، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة الفیوم، ص 132.

4)   بوقلوف،سهام (2017): المجتمع الافتراضی والنسق القیمی: قراءة فی تأثیرات وسائط الاتصال الجدیدة، مجلة الحکمة للدراسات الإعلامیة والإتصالیة، العدد (10)، ص 154.

5)   زاید، أحمد (2003): عولمة الحداثة وتفکیک الثقافة الوطنیة، عالم الفکر، العدد(1)، المجلد (32)، الکویت، ص 61.

6)   الطائی، مصطفى حمید & أبوبک، خیر میلاد (2007): مناهج البحث العلمی وتطبیقاتها، دار الوفاء، الاسکندریة، ص 95

7)   أبو سریع، أسامة (1993): الصداقة من منظور علم النفس، عالم المعرفة، العدد (179)، الکویت، ص 9.

8)   طاهر، علی هادی (2008): الصداقة عند الغزالی، مجلة آداب البصرة، العدد (47) ، جامعة البصرة، کلیة الآداب، ص 300.

9)   المشهدی، سندس معین حسن ( 2016): الفلسفة الاجتماعیة عند ابن مسکویه، مجلة الکلیة الاسلامیة، العدد (40)، المجلد (2)، ص 695.

10)    أکادیمیة الحرار : الصداقة مع الغیر موقف أفلاطون وأرسطو، تاریخ الدخول على الموقع 21/4/2019، متاح على:

https://www.facebook.com/ElhararAcademicSuccess/posts/

11)    طالیس، أرسطو (1924): علم الأخلاق إلى نیقوماخوس،القاهرة، مطبعة دار الکتب المصریة، ص 230

12)    متیاس، میشیل حنا (2017): الصداقة قیمة أخلاقیة مرکزیة، ترجمة میشیل حنا متیاس،عالم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، ص 99.

13)    أبو ریان، محمد علی ( 1992): تاریخ الفکر الفلسفی" أرسطو والمدارس المتأخرة"، الاسکندریة، دار المعرفة الجامعیة، الجزء الثانی، ص 223.

14)    زهیر، محمد: الصحبة عند أبی حامد الغزالی من خلال کتابه" إحیاء علوم الدین"، مجلة المصباحیة، العدد (6)،المغرب، 2003، ص 109.

15)    الشماس، عیسى (2012): الصداقة عند الشباب الجامعی، مجلة جامعة دمشق ، المجلد (28)، العدد الثانی، 2012، ص 19.

16)    عبوب، محمد أمین (2019 ): المجتمعات الافتراضیة : أنماطها ومشکلاتها، مجلة علوم الاعلام والاتصال، العدد الثانی ، ص 5.

17)    بن یعقوب، أحمد ( ابن مسکویه)(1997): تهذیب الاخلاق وتطهیر الاعراق، الطبعة الثانیة، دار مکتبة الحیاة، بیروت، ص 63.

18)    رحومة، علی محمد ( 2005): الإنترنت والمنظومة التکنواجتماعیة، مرکز الدرسات الوحدة العربیة، بیروت، 2005 م، ص.302

19)    المجذوب، أحمد علی (2001): الصداقة والشباب، الدار المصریة اللبنانیة، بیروت، ص 512.

20)    الشارونی، یوسف (1992): الحب والصداقة فی التراث العربی والدراسات المعاصرة، دار المعارف، القاهرة، ص 18.

21)    لعلیجی، محمد الأمین ( 2015): علاقات الصداقة بین الواقعی والافتراضی، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، العدد (16)، ص 301.

22)    البلاح، خالد عوض حسین (2008): تحسین مستوى الصداقة وعلاقته بالنسق القیمی لدى المراهقین الصم، رسالة ردکتوراه، کلیة الآداب، جامعة الزقازیق، ص 54.

23)    لطفی، طلعت إبراهیم (1994): بیتر بلاو ومدى اسهامه فی تطور نظریة التبادل الاجتماعی، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة،العدد( 46)، المجلد(12)، الکویت، ص 9.

24)    عبد الجواد، هانم معوض شهاب (1999):: فاعلیة استخدام مسرح العرائس فى تنمیة مها رات الصداقة لدى أطفال الریاض ، رسالة ماجستیر ، معهد الد ا رسات والبحوث التربویة ، جامعة القاهرة، ص 34 .

25)    حجازی، سناء محمد ( 2011): المجتمعات الافتراضیة  کآلیة لمقابلة حاجات الشباب الجامعی دراسة من منظور بیئی على طلاب کلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة حلوان، مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الانسانیة، العدد (31)، المجلد(9)، جامعة حلوان، ص 4318

26)    زاید، أحمد (2003): عولمة الحداثة وتفکیک الثقافة الوطنیة، عالم الفکر، العدد(1)، المجلد (32)، الکویت، ص61

27)    الصالح، مصلح ( 1999): الشامل قاموس مصطلحات العلوم الاجتماعیة، دار عالم الکتب للطباعة والنشر والتوزیع، الریاض، ص 103.

28)    الخلیفة، حسن جعفر ( 2014): المنهج المعاصر، مکتبة الرشد، الریاض، ص 490.

29)    یاسین، السید ( 2004): المعلوماتیة وحضارة العولمة رؤیة نقدیة عربیة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة ، ص 18.

30)    علی، نبیل ( 1999), صورة الثقافات العربیة والإسلامیة علی الإنترنت وخطة تنفیذیة مقترحة لإقامة شبکة مواقع خدمات للإعلام الثقافی العربی, المنظمة العربیة للتربیة والعلوم والثقافة, إدارة البرامج العامة والاتصال, تونس، ص 501

31)    رحومة، علی محمد (2008): علم الاجتماع الآلی،سلسلة علم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، ص 66.

32)    رحومة، علی محمد (2006): البحث الاجتماعی الرقمی ووسائله فی جمع البیانات من المستفیدین الافتراضیین، المؤتمر السابع عشر للاتحاد العربی للمکتبات والمعلومات، الجزائر، ص 51.

33)    علی، مطرف ( 2017): المجتمعات الافتراضیة  بین دوافع الانتماء واعادة تشکیل الهویة الاجتماعیة ، المجلة المغربیة للعلوم الاجتماعیة والانسانیة، العدد (1)، ص 70.

34)    منصور، عصام (2009 ): المدونات الالکترونیة مصدر جدید للمعلومات، مجلة دراسات المعلومات، العدد (5)،الکویت، ص 96

35)    حرب، سلیمان أحمد ( 2016): معاییر تصمیم المنتدیات التعلیمیة الالکترونیة المضبوطة،المجلة الفلسطینیة للتعلیم المفتوح، العدد (10)، المجلد (5)،فلسطین، ص 141

36)    مرکز المحتسب للاستشارات(2017): دور مواقع التواصل الاجتماعی فی الاحتساب توتیتر نموذجا، دار المحتسب للنشر والتوزیع،السعودیة، ص15.

37)    علی، مطرف ( 2017): المجتمعات الافتراضیة  بین دوافع الانتماء واعادة تشکیل الهویة الاجتماعیة ، المجلة المغربیة للعلوم الاجتماعیة والانسانیة، العدد (1)، ص 71.

38)    زکی، ولید رشاد ( 2010): الشبکات الاجتماعیة.. محاولة للفهم، مجلة السیاسة الدولیة، العدد ( 180) القاهرة، مؤسس الأهرام، ص ص ( 98-99).

39)    القرنی، عبدالله أحمد: التفاعل الاجتماعی فی المجتمعات الافتراضیة  : دراسة مسحیة على أساتذة وطلاب التعلیم عن بعد بجامعة الملک عبد العزیز، مجلة القراءة والمعرفة، العدد ( 179)، 2016 ، ص 7.

40)    أبو دوح، خالد کاظم ( 2011): مفهوم المجال العام: الأبعاد النظریة والتطبیقات، المجلة العربیة لعلوم الاجتماع، العدد (15)، ص 139.

41)    همام، کریم حسن أحمد: إسهام المجتمعات الافتراضیة  فی دعم المسئولیة الاجتماعیة للشباب الجامعی، مجلة الخدمة الاجتماعیة، العدد ( 56)، المجلد الأول، 2016، ص ص ( 490-491).

42)    جونز، فیلیس(2010) :النظریات الاجتماعیة والممارسة البحثیة، ترجمة: محمد الخواجة، القاهرة: مصر العربیة للنشر والتوزیع، ص 154.

43)    ابن منظور، جمال الدین أبو الفضل محمد بن مکرم: لسانالعرب، الجزء 11 ، دار صادر، بیروت، لبنان، 188، ص659   

44)    مشرى، مرسی ( 2012): شبکات التواصل الاجتماعی الرقمیة –نظرة فی الوظائف- مجلة المستقبل العربی، العدد ( 395)، مرکز دراسات الوحدة العربیة، بیروت،ص 158.

45)    إحصائیة مستخدمی السوشیال میدیا لعام 2019: متاح على  

https://www.dimofinf.net/blog/s/491

46)    الوزیر، محمد السید عبد المنصف ( 2018): الصداقة بین أرسطو والغزالی، حولیة کلیة أصول الدین والدعوة بالمنوفیة، العدد السابع والثلاثون، ، ص 38

47)    خیرة، بغدادی ( 2019): العلاقة العاطفیة بین الجنسین بأستخدام الوسائل الالکترونیة بین المجتمع الافتراضی والمجتمع الحقیقی، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، عدد خاص، ص142.

48)    المصری، منى أحمد(2010): الکتاب والأدباء الأردنیون والإشباعات المتحققة لهم من وسائل الإعلام التقلیدیة والرقمیة، رسالة ماجستیر، کلیة الإعلام، جامعة الشرق الأوسط، ص 13.

49)    ساری، حلمی خضر (2008): تأثیرات الاتصال عبر الإنترنت فی العلاقات الاجتماعیة فی المجتمع القطری مجلة جامعة دمشق، المجلد (24)، العدد الأول

50)    نومار، مریم نریمان (2012): استخدام مواقع الشبکات الاجتماعیة وتأثیره فی العلاقات الاجتماعیة دراسة عینة من مستخدمی موقع الفیسبوک فی الجزائر، رسالة ماجستیر، جامعة الحاج لخضر، کلیة الإعلام والاتصال. 

51)    الضبع، ماهر عبد العال: ( 2015)العلاقات الافتراضیة  بین الشباب فی المجتمع السعودی دراسة فی الخصائص والمحددات، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، العدد ( 37).

52)    العقبی، الازهر & برکات،  نوال مجلة علوم الانسان والمجتمع، العدد (19)، 2016

53)    رشاد، ولید (2012): نظریة الشبکات الاجتماعیة من الایدیولوجیا إلى المیثودولوجیا، المرکز العربی لأبحاث الفضاء الالکترونی، مارس 2012، ص7.

54)    زیانی، سمیر دریوش ( 2016): الدور التربوی والتعلیمی لموقع الفیسبوک ، مؤتمر ضوابط استخدام شبکات التواصل الاجتماعی فی الاسلام، الجامعة الاسلامیة بالمدینة المنورة، ص 17. عبد الحی، أسماء الهادی إبراهیم (2013): الأبعاد التربویة للتواصل الثقافی لدى أعضاء المجتمعات الافتراضیة  ودور المؤسسات التربویة فی مواجهتها، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة المنصورة، ص ص ( 152-154)

55)    خضر ،نرمین ذکریا (2009): الآثار النفسیة والاجتماعیة لمواقع الشبکات الاجتماعیة – دراسة على مستخدمی الفیس بوک، المؤتمر العلمی الأول " الأسرة والاعلام وتحدیات العصر"، کلیة التربیة، جامعة القاهرة، ( 15-17)فبرایر2009، ص 949.

56)    البدری، طارق(2002): أساسیات فی علم إدارة القیادة، دار الفکر للطباعة، عمان، 103

57)    خمیس، إسلام(2009): استراتیجیة مقدمة لتطویر الدور التربوی للجمعیات الأهلیة العاملة فی مجال الطفولة المبکرة، رسالة دکتوراه،کلیة الدراسات العلیا للتربیة، جامعة القاهرة، ص 68.

58)    الهزنی، نوره سعود ( 2013): فاعلیة الشبکات الاجتماعیة الالکترونیة فی تطویر عملیة التعلیم والتعلم لدى طالبات کلیة التربیة جامعة الملک سعود، المجلة الدولیة لالابحاث التربویة، العدد(33)، ص5.

59)      Filliettaz, F., & Gregori, M. (2011). Comprendre les réseaux sociaux numériques. Ed. Chappatte, Version1, P.7

60)      Maroney, Sharon (2005) : A Closer look at friendship . Western Illinois University,P.1

61)      Þórðarson, M. Ö. (2012). The theme of friendship in JRR Tolkien's The Lord of the Rings (Doctoral dissertation).‏p.19

62)      T-Ravichandran(1999) : “ on Friendship”, Published in college English Review,April-June 1999, Vol, 3 :N2 p24

63)      Fehr,Beverley (1996) : Friendship processes . Sage Publications ,

International educational and Professional Publisher , Thousand

Oaks London New Delhi,p.30

64)      Alexander, J. C. (Ed.). (1990). Durkheimian sociology: cultural studies. Cambridge University Press,pp( 46-48)

65)      Schiller, H. (2013). Information inequality. Routledge, P.59

66)      Calvin M. L. & Bin Oh ,Lih (2004) Recognition and Participation in a Virtual Community. Proceedings of the 37th Hawaii International Conference on SystemSciences Hong Kong Marcel danesi(2009), dictionary of media and communication, United States of America : Library of Congress Cataloging-in-Publication Data,p300

67)      Serge Proulx( 2004) , les communauté virtuelles, construisent-elles du lien social ?, colloque international:l’organisation media, dispositifs médiatiques, sémiotiques et des médiations de l’organisation, université Jean moulin, Lyon,P. 2.

68)      H and English, A (1983) A comprehensive Dictionary of psychology and psychological Terms, New York, Long Man.

69)      Parkins, J. (2002). Forest management and advisory groups in Alberta: an empirical critique of an emergent public sphere. Canadian Journal of Sociology/Cahiers canadiens de sociologie,Vol.27, No.2,P.165.

70)      Alshare, F., Alkhawaldeh, A. M., & Eneizan, B. M. (2019). Social Media Website’s Impact on Moral and Social Behavior of the Students of University. International Journal of Academic Research in Business and  Social Sciences, 9(3).

71)      Geyer, V. (2007). What is “social” in social networking? Is social networking failing to sustain traditional social standards?. Proceedings of the New York State Communication Association, P.4

72)      .‏Hampton, K.,et. (2011). Social networking sites and our lives. Pew Internet & American Life Project16, 1-85, p.3.

المراجع :
1)   علی، نبیل ( 2001): الثقافة العربیة وعصر المعلومات: رؤیة لمستقبل الخطاب الثقافی العربی، عالم المعرفة، الکویت، ص 501.
2)   السید،السید عبد العاطی (2017) : علم الاجتماع الحضری، الاسکندریة، دار المعرفة الجدیدة، ص 329.
3)   عبدالله، سحر عویس (2016): دور شبکات التواصل الاجتماعی فی تنمیة بعض قیم الحوار لدى طلاب جامعة الفیوم، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة الفیوم، ص 132.
4)   بوقلوف،سهام (2017): المجتمع الافتراضی والنسق القیمی: قراءة فی تأثیرات وسائط الاتصال الجدیدة، مجلة الحکمة للدراسات الإعلامیة والإتصالیة، العدد (10)، ص 154.
5)   زاید، أحمد (2003): عولمة الحداثة وتفکیک الثقافة الوطنیة، عالم الفکر، العدد(1)، المجلد (32)، الکویت، ص 61.
6)   الطائی، مصطفى حمید & أبوبک، خیر میلاد (2007): مناهج البحث العلمی وتطبیقاتها، دار الوفاء، الاسکندریة، ص 95
7)   أبو سریع، أسامة (1993): الصداقة من منظور علم النفس، عالم المعرفة، العدد (179)، الکویت، ص 9.
8)   طاهر، علی هادی (2008): الصداقة عند الغزالی، مجلة آداب البصرة، العدد (47) ، جامعة البصرة، کلیة الآداب، ص 300.
9)   المشهدی، سندس معین حسن ( 2016): الفلسفة الاجتماعیة عند ابن مسکویه، مجلة الکلیة الاسلامیة، العدد (40)، المجلد (2)، ص 695.
10)    أکادیمیة الحرار : الصداقة مع الغیر موقف أفلاطون وأرسطو، تاریخ الدخول على الموقع 21/4/2019، متاح على:
https://www.facebook.com/ElhararAcademicSuccess/posts/
11)    طالیس، أرسطو (1924): علم الأخلاق إلى نیقوماخوس،القاهرة، مطبعة دار الکتب المصریة، ص 230
12)    متیاس، میشیل حنا (2017): الصداقة قیمة أخلاقیة مرکزیة، ترجمة میشیل حنا متیاس،عالم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، ص 99.
13)    أبو ریان، محمد علی ( 1992): تاریخ الفکر الفلسفی" أرسطو والمدارس المتأخرة"، الاسکندریة، دار المعرفة الجامعیة، الجزء الثانی، ص 223.
14)    زهیر، محمد: الصحبة عند أبی حامد الغزالی من خلال کتابه" إحیاء علوم الدین"، مجلة المصباحیة، العدد (6)،المغرب، 2003، ص 109.
15)    الشماس، عیسى (2012): الصداقة عند الشباب الجامعی، مجلة جامعة دمشق ، المجلد (28)، العدد الثانی، 2012، ص 19.
16)    عبوب، محمد أمین (2019 ): المجتمعات الافتراضیة : أنماطها ومشکلاتها، مجلة علوم الاعلام والاتصال، العدد الثانی ، ص 5.
17)    بن یعقوب، أحمد ( ابن مسکویه)(1997): تهذیب الاخلاق وتطهیر الاعراق، الطبعة الثانیة، دار مکتبة الحیاة، بیروت، ص 63.
18)    رحومة، علی محمد ( 2005): الإنترنت والمنظومة التکنواجتماعیة، مرکز الدرسات الوحدة العربیة، بیروت، 2005 م، ص.302
19)    المجذوب، أحمد علی (2001): الصداقة والشباب، الدار المصریة اللبنانیة، بیروت، ص 512.
20)    الشارونی، یوسف (1992): الحب والصداقة فی التراث العربی والدراسات المعاصرة، دار المعارف، القاهرة، ص 18.
21)    لعلیجی، محمد الأمین ( 2015): علاقات الصداقة بین الواقعی والافتراضی، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، العدد (16)، ص 301.
22)    البلاح، خالد عوض حسین (2008): تحسین مستوى الصداقة وعلاقته بالنسق القیمی لدى المراهقین الصم، رسالة ردکتوراه، کلیة الآداب، جامعة الزقازیق، ص 54.
23)    لطفی، طلعت إبراهیم (1994): بیتر بلاو ومدى اسهامه فی تطور نظریة التبادل الاجتماعی، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة،العدد( 46)، المجلد(12)، الکویت، ص 9.
24)    عبد الجواد، هانم معوض شهاب (1999):: فاعلیة استخدام مسرح العرائس فى تنمیة مها رات الصداقة لدى أطفال الریاض ، رسالة ماجستیر ، معهد الد ا رسات والبحوث التربویة ، جامعة القاهرة، ص 34 .
25)    حجازی، سناء محمد ( 2011): المجتمعات الافتراضیة  کآلیة لمقابلة حاجات الشباب الجامعی دراسة من منظور بیئی على طلاب کلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة حلوان، مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الانسانیة، العدد (31)، المجلد(9)، جامعة حلوان، ص 4318
26)    زاید، أحمد (2003): عولمة الحداثة وتفکیک الثقافة الوطنیة، عالم الفکر، العدد(1)، المجلد (32)، الکویت، ص61
27)    الصالح، مصلح ( 1999): الشامل قاموس مصطلحات العلوم الاجتماعیة، دار عالم الکتب للطباعة والنشر والتوزیع، الریاض، ص 103.
28)    الخلیفة، حسن جعفر ( 2014): المنهج المعاصر، مکتبة الرشد، الریاض، ص 490.
29)    یاسین، السید ( 2004): المعلوماتیة وحضارة العولمة رؤیة نقدیة عربیة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة ، ص 18.
30)    علی، نبیل ( 1999), صورة الثقافات العربیة والإسلامیة علی الإنترنت وخطة تنفیذیة مقترحة لإقامة شبکة مواقع خدمات للإعلام الثقافی العربی, المنظمة العربیة للتربیة والعلوم والثقافة, إدارة البرامج العامة والاتصال, تونس، ص 501
31)    رحومة، علی محمد (2008): علم الاجتماع الآلی،سلسلة علم المعرفة، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، الکویت، ص 66.
32)    رحومة، علی محمد (2006): البحث الاجتماعی الرقمی ووسائله فی جمع البیانات من المستفیدین الافتراضیین، المؤتمر السابع عشر للاتحاد العربی للمکتبات والمعلومات، الجزائر، ص 51.
33)    علی، مطرف ( 2017): المجتمعات الافتراضیة  بین دوافع الانتماء واعادة تشکیل الهویة الاجتماعیة ، المجلة المغربیة للعلوم الاجتماعیة والانسانیة، العدد (1)، ص 70.
34)    منصور، عصام (2009 ): المدونات الالکترونیة مصدر جدید للمعلومات، مجلة دراسات المعلومات، العدد (5)،الکویت، ص 96
35)    حرب، سلیمان أحمد ( 2016): معاییر تصمیم المنتدیات التعلیمیة الالکترونیة المضبوطة،المجلة الفلسطینیة للتعلیم المفتوح، العدد (10)، المجلد (5)،فلسطین، ص 141
36)    مرکز المحتسب للاستشارات(2017): دور مواقع التواصل الاجتماعی فی الاحتساب توتیتر نموذجا، دار المحتسب للنشر والتوزیع،السعودیة، ص15.
37)    علی، مطرف ( 2017): المجتمعات الافتراضیة  بین دوافع الانتماء واعادة تشکیل الهویة الاجتماعیة ، المجلة المغربیة للعلوم الاجتماعیة والانسانیة، العدد (1)، ص 71.
38)    زکی، ولید رشاد ( 2010): الشبکات الاجتماعیة.. محاولة للفهم، مجلة السیاسة الدولیة، العدد ( 180) القاهرة، مؤسس الأهرام، ص ص ( 98-99).
39)    القرنی، عبدالله أحمد: التفاعل الاجتماعی فی المجتمعات الافتراضیة  : دراسة مسحیة على أساتذة وطلاب التعلیم عن بعد بجامعة الملک عبد العزیز، مجلة القراءة والمعرفة، العدد ( 179)، 2016 ، ص 7.
40)    أبو دوح، خالد کاظم ( 2011): مفهوم المجال العام: الأبعاد النظریة والتطبیقات، المجلة العربیة لعلوم الاجتماع، العدد (15)، ص 139.
41)    همام، کریم حسن أحمد: إسهام المجتمعات الافتراضیة  فی دعم المسئولیة الاجتماعیة للشباب الجامعی، مجلة الخدمة الاجتماعیة، العدد ( 56)، المجلد الأول، 2016، ص ص ( 490-491).
42)    جونز، فیلیس(2010) :النظریات الاجتماعیة والممارسة البحثیة، ترجمة: محمد الخواجة، القاهرة: مصر العربیة للنشر والتوزیع، ص 154.
43)    ابن منظور، جمال الدین أبو الفضل محمد بن مکرم: لسانالعرب، الجزء 11 ، دار صادر، بیروت، لبنان، 188، ص659   
44)    مشرى، مرسی ( 2012): شبکات التواصل الاجتماعی الرقمیة –نظرة فی الوظائف- مجلة المستقبل العربی، العدد ( 395)، مرکز دراسات الوحدة العربیة، بیروت،ص 158.
45)    إحصائیة مستخدمی السوشیال میدیا لعام 2019: متاح على  
46)    الوزیر، محمد السید عبد المنصف ( 2018): الصداقة بین أرسطو والغزالی، حولیة کلیة أصول الدین والدعوة بالمنوفیة، العدد السابع والثلاثون، ، ص 38
47)    خیرة، بغدادی ( 2019): العلاقة العاطفیة بین الجنسین بأستخدام الوسائل الالکترونیة بین المجتمع الافتراضی والمجتمع الحقیقی، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، عدد خاص، ص142.
48)    المصری، منى أحمد(2010): الکتاب والأدباء الأردنیون والإشباعات المتحققة لهم من وسائل الإعلام التقلیدیة والرقمیة، رسالة ماجستیر، کلیة الإعلام، جامعة الشرق الأوسط، ص 13.
49)    ساری، حلمی خضر (2008): تأثیرات الاتصال عبر الإنترنت فی العلاقات الاجتماعیة فی المجتمع القطری مجلة جامعة دمشق، المجلد (24)، العدد الأول
50)    نومار، مریم نریمان (2012): استخدام مواقع الشبکات الاجتماعیة وتأثیره فی العلاقات الاجتماعیة دراسة عینة من مستخدمی موقع الفیسبوک فی الجزائر، رسالة ماجستیر، جامعة الحاج لخضر، کلیة الإعلام والاتصال. 
51)    الضبع، ماهر عبد العال: ( 2015)العلاقات الافتراضیة  بین الشباب فی المجتمع السعودی دراسة فی الخصائص والمحددات، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، العدد ( 37).
52)    العقبی، الازهر & برکات،  نوال مجلة علوم الانسان والمجتمع، العدد (19)، 2016
53)    رشاد، ولید (2012): نظریة الشبکات الاجتماعیة من الایدیولوجیا إلى المیثودولوجیا، المرکز العربی لأبحاث الفضاء الالکترونی، مارس 2012، ص7.
54)    زیانی، سمیر دریوش ( 2016): الدور التربوی والتعلیمی لموقع الفیسبوک ، مؤتمر ضوابط استخدام شبکات التواصل الاجتماعی فی الاسلام، الجامعة الاسلامیة بالمدینة المنورة، ص 17. عبد الحی، أسماء الهادی إبراهیم (2013): الأبعاد التربویة للتواصل الثقافی لدى أعضاء المجتمعات الافتراضیة  ودور المؤسسات التربویة فی مواجهتها، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة المنصورة، ص ص ( 152-154)
55)    خضر ،نرمین ذکریا (2009): الآثار النفسیة والاجتماعیة لمواقع الشبکات الاجتماعیة – دراسة على مستخدمی الفیس بوک، المؤتمر العلمی الأول " الأسرة والاعلام وتحدیات العصر"، کلیة التربیة، جامعة القاهرة، ( 15-17)فبرایر2009، ص 949.
56)    البدری، طارق(2002): أساسیات فی علم إدارة القیادة، دار الفکر للطباعة، عمان، 103
57)    خمیس، إسلام(2009): استراتیجیة مقدمة لتطویر الدور التربوی للجمعیات الأهلیة العاملة فی مجال الطفولة المبکرة، رسالة دکتوراه،کلیة الدراسات العلیا للتربیة، جامعة القاهرة، ص 68.
58)    الهزنی، نوره سعود ( 2013): فاعلیة الشبکات الاجتماعیة الالکترونیة فی تطویر عملیة التعلیم والتعلم لدى طالبات کلیة التربیة جامعة الملک سعود، المجلة الدولیة لالابحاث التربویة، العدد(33)، ص5.
59)      Filliettaz, F., & Gregori, M. (2011). Comprendre les réseaux sociaux numériques. Ed. Chappatte, Version1, P.7
60)      Maroney, Sharon (2005) : A Closer look at friendship . Western Illinois University,P.1
61)      Þórðarson, M. Ö. (2012). The theme of friendship in JRR Tolkien's The Lord of the Rings (Doctoral dissertation).‏p.19
62)      T-Ravichandran(1999) : “ on Friendship”, Published in college English Review,April-June 1999, Vol, 3 :N2 p24
63)      Fehr,Beverley (1996) : Friendship processes . Sage Publications ,
International educational and Professional Publisher , Thousand
Oaks London New Delhi,p.30
64)      Alexander, J. C. (Ed.). (1990). Durkheimian sociology: cultural studies. Cambridge University Press,pp( 46-48)
65)      Schiller, H. (2013). Information inequality. Routledge, P.59
66)      Calvin M. L. & Bin Oh ,Lih (2004) Recognition and Participation in a Virtual Community. Proceedings of the 37th Hawaii International Conference on SystemSciences Hong Kong Marcel danesi(2009), dictionary of media and communication, United States of America : Library of Congress Cataloging-in-Publication Data,p300
67)      Serge Proulx( 2004) , les communauté virtuelles, construisent-elles du lien social ?, colloque international:l’organisation media, dispositifs médiatiques, sémiotiques et des médiations de l’organisation, université Jean moulin, Lyon,P. 2.
68)      H and English, A (1983) A comprehensive Dictionary of psychology and psychological Terms, New York, Long Man.
69)      Parkins, J. (2002). Forest management and advisory groups in Alberta: an empirical critique of an emergent public sphere. Canadian Journal of Sociology/Cahiers canadiens de sociologie,Vol.27, No.2,P.165.
70)      Alshare, F., Alkhawaldeh, A. M., & Eneizan, B. M. (2019). Social Media Website’s Impact on Moral and Social Behavior of the Students of University. International Journal of Academic Research in Business and  Social Sciences, 9(3).
71)      Geyer, V. (2007). What is “social” in social networking? Is social networking failing to sustain traditional social standards?. Proceedings of the New York State Communication Association, P.4
72)      .‏Hampton, K.,et. (2011). Social networking sites and our lives. Pew Internet & American Life Project16, 1-85, p.3.