فاعلية تدريس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکريم لتدريس علم النفس فى تنمية التفکير الايجابى والصلابة النفسية لدى طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس( علم نفس )


 

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  لتدریس علم النفس فى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة لدى طلاب المرحلة الثانویة

 

 

إعــــــــــداد

د/ شعبان عبدالعظیم أحمد

استاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدریس( علم نفس )

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الثانى -  فبرایر 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة :

     القرآن الکریم کتاب خالد لا تنتهى عجائبه ومعجزاته ، أنزله الله تعالى على نبیه الکریم لیکون کتاب هدایة وإعجاز ، معجزاته بهرت الجمیع وملات الکون رحمة وکلما اذداد الانسان فیها تاملاً  اذداد بها اعجابا ، فلکلمات القران السلطان القاهر على النفوس ، والمکان المکین من القلوب ، فلا یسمع أو یقرأ آیة من آیات الله حتى تستولى على وجوده کله ، ولقد جعل الله عز وجل هذه الشریعة فى آیات کریمة وجعل من هذه الآیات معجزات تغمر بنورها العقول والقلوب .

      ففى القرآن شفاء ، وفى القرآن رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الایمان فاشرقت وتفتحت لتلقى ما فى القران من روح وطمانینة وأمن وسلام وموعظة وعبرة ، وفى القران شفاء من الوسوسة والقلق والحیرة وفرط الحزن وشدته ، فهو یصل القلب بالله فیسکن ویهدأ ویستشعر الحمایة والامن ، والقران له تاثیر عجیب على النفس الانسانیة ، فالقارئ للقران یبکى عندما یقرا آیات تبکیه ، ویفرح عندما یتلو ایات فیها فرح وذلک دلیل عظیم على الاعجاز النفسى للقران الکریم ( فضل حسن عباس وسنا فضل عباس ، 1993 ، 82) .

      وفى القران الکریم شفاء من الاتجاهات المختلفة فى الشعور والتفکیر فهو یعصم العقل من الشطط ویطلق له الحریة فى مجالاته المثمرة ویکفه عن انفاق طاقته فیما لایجدى ولا ینفع ، وهو غذاء القلب کما الطعام غذاء الجسد ،  یقول تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنین " سورة الاسراء : ایة 82 ، وقال سبحانه " ویشف صدور قوم مؤمنین " سورة التوبة : ایة 14وقال عز وجل " یا ایها الناس قد جاءتکم موعظة من ربکم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنین " یونس أیة 57 ، وقال تعالى " قل هو للذین آمنوا هدى وشفاء " سورة فصلت : ایة 44(بدیع الزمان سعید النورسى ،1999، 132) ، والقران الکریم کما مزق حاجز الزمان والمکان مزق حاجز النفس الانسانیة وهو ما یخفیه الانسان داخل نفسه ، حیث یکشفه الله للاخرین ، ومن امثلة ذلک ما اضمره المنافقون فى نفوسهم حیث اخبر القران الرسول الکریم ما یخفوه حیث قال تعالى " الم تر الى الذین نهوا عن النجوى ثم یعودون لما نهوا عنه ویتناجون بالاثم والعدوان ومعصیة الرسول ، واذ جاءوک حیوک بما لم یحیک الله ، ویقولون فى انفسهم         لولا یعذبنا الله بما نقول ، حسبهم جهنم یصلونها فبئس المصیر " سورة المجادلة : أیة 8          (عیاض القاضى،1995 ، 74)  .

     ویتضمن القران کل معانى الجلد والرضا والتفاؤل فمن یتجلد على ما یکره من المصائب ویرضى ویحتسب وفى الحدیث الشریف " وما أعطى أحد عطاء خیرا واوسع من الصبر " ، ذلک لان الاعراض النفسیة مثل الغضب والغم والخوف والجزع کثیرا ما یتعرض الانسان لها ویوضح القران فى سیاق الایات الکثیرة مبلغ حاجة الانسان الى علاجها قال تعالى " ولقد خلقنا الانسان ونعلم  ما توسوس به نفسه" ( صلاح عبدالفتاح الخالدى ، 2000 ، 51) ، وقد اشتمل القران على الترغیب والترهیب والوعد والوعید للتاثیر على النفس الانسانیة وتربیتها بالاحداث وعرض الحلول ، وحثها على الجد والاجتهاد وعدم الخوف من شئ فلا یصیبن الانسان الا ما کتب الله له، والقران مصدر السعادة لانه یرسم منهج حیاة فاضلة تعنى بتحقیق التوازن النفسى داخل الفرد وتهتم بتعزیزه وتنمیته نفسیا وبدنیا وعقلیا وروحیا ، فتجعل له مناعة نفسیة لمختلف العقد لمختلف العقد والمشکلات من خلال المواقف المتباینة التى عبر عنها القران الکریم فیقول تعالى " الا یعلم من خلق وهو اللطیف الخبیر " سورة الملک : ایة 14(ضیاء الدین الجماس ، 1993، 63) .

      والقران الکریم له تمیز خاص بتاثیره على النفس الانسانیة ، وهذا التاثیر البلیغ یشیر الى ان القران کلام الله تعالى ، وله سلطان على النفس ، فالقلوب تنتفض تحت وطاة سلطان القران الکریم یقول تعالى" واعلموا ان الله یعلم ما فى انفسکم فاحذروه "سورة البقرة : ایة 235، والقران الکریم یخاطب الفطرة البشریة ، وهى عامة فى جمیع الناس وطبیعتها لا تختلف فى مجموعة عن الاخرین(محمد متولى الشعراوى ، 1988، 103)،والکتاب الذى یفى بالحاجات الانسانیة هو کتاب الله الکریم الذى یفى بالمفاهیم اللازمة للفطرة، واذا تجردت النفس من الاهواء والنقائص التقت بالقران الکریم، واستجابت لمعانیه السامیة فتشعر کل نفس بانه یخاطبها فهو منقذ کل نفس ومالها ، والقران الکریم یملک على الانسان بالوسیلة التى تقهر تفوقه فى الجدل فیتفوق على کل الحجج مهما بلغ مداها(عز الدین اسماعیل ، 2004 ،71 ) .

     وللتفکیر الایجابى کاحد أنواع التفکیر أهمیة کبیرة فى جمیع المواقف التى یتعرض لها الفرد ، فهو بمثابة البیئة المهیئة لفاعلیة أنواع التفکیر الآخرى وممارستها بصفة مستقرة غیر مهتزة ، ویرتبط النجاح فى مجالات الحیاة جمیعها بالتفکیر الایجابى ، فالتفکیر الایجابى یساعد الفرد فى البحث عن القیمة والفائدة والتى بدورها تؤدى الى تحقیق الاهداف وانجاز المهام ، فالتفاؤل والطاقة ومواجهة حدیث النفس السلبى یسهم فى زیادة الدافعیة وتنمیة الارادة وتعزیز الطاقة الایجابیة التى تنمى الجانب التاثیرى فى الشخصیة ( حافظ العمرى محمد ، 2014 ،22) . والشخصیة الفعالة تدرک جیدا أن التغییر شئ واقعى لا نستطیع أن نتجنبه وتدرک ما تریده من أهداف وتخطط لتنفیذها ، والافراد الذین لدیهم تفکیر ایجابى لدیهم قدرة على تحقیق الأهداف واتخاذ القرارات والتعلم بصورة صحیحة ( حنان عبدالعزیز ، 2011، 72-73) .

    والتفکیر الایجابى هو الباعث على استنباط العوامل الأفضل ، وهو العامل الرئیسى Basic Factor للأداء الفائق ویعمل على تعزیز بیئة العمل وتنمیتها وتهیئتها لعملیة الانجاز والتمکن ، والتفکیر الایجابى عملیة واجراء Process & Procedure تمکن المتعلم من ممارسة العدید من المهارات خاصة التاثیریة ( Seligman, M , 2006 ,19) ، والتفکیر الایجابى تفکیر بناء یساعد الفرد على تحقیق الأهداف والمیل والقوة الدافعة لتحقیق الذات ، ورد الامور الى ارادة الله تعالى ، ویساعد على تقبل الأمور الصعبة واکتساب فرص التغییر والتطویر والتقییم والتمتع بالوقت والخبرات ، ویساعد على بناء قناعات ومعتقدات راسخة تمکن الفرد من النجاح فى حل المشکلات فهو یساعد الفرد فى الترکیز على جوانب النجاح فى معالجة المشکلات بدلا من الاهتمام بجوانب الفشل فیها ، وکذلک الثقة فى القدرات ( Kendra ,C , 2012 ,76)، ویمکن التفکیر الایجابى الفرد من مراقبة Monitoring أفکاره ومعتقداته وتقییمهاAssessment  بهدف التخلص من الافکار السلبیة ویساعد الفرد أن یکون أکثر تفاؤلاً وأکثر قدرة على انتاج طاقات ایجابیة تمثل قوة دافعة للفرد ( صبرى محمد خلیل ، 2011 ، 1 ) ، ویجب تنمیة هذا النوع من التفکیر نظرا لاهمیته کما اشارت دراسات حنان عبدالعزیز(2011) ، واحمد محمد(2000) ، واحسان ابراهیم (2019) ، واحمد زارع (2017) ، وحافظ العمرى (2014)، سناء فراج (2014) ، Anaighazi A(2013) ، Jones G(2012) ، Wong S(2012) .

     ویعد مفهوم الصلابة من المفاهیم الحدیثة وهو من المتغیرات النفسیة الاجتماعیة          Social & Psychological Variables اللازمة لإحتفاظ الأفراد بصحتهم الجسمیة والنفسیة وهو یوازى مفهوم الاحساس بالتماسک وتمثل اتجاه وتوجه عام نحو إثبات الذات والتعبیر           عن النفس، وتعرف الصلابة النفسیة Psychological Hardiness بأنها قدرة الفرد           على وضع استراتیجیات والیات تساعده وتمکنه من التغلب على الضغوط وحل المشکلات             ( تنهید عادل البیرقدار ، 2011 ، 32) ، کما تعرف بانها قدرة الفرد على مقاومة المرض وادارة الحیاة ، وقدرة الفرد على التحدى لما یجابهه من صعوبات وعراقیل وتنمیة الذات من خلال ما یتم مواجهته من مشکلات ( Engel , et al ,. ,2011,485)

     وتسهم الصلابة النفسیة فى تنمیة الاعتقاد لدى المتعلم بفاعلیته وبقدرته الشخصیة          على الانجاز والتمکن مما ینعکس على ثقته بنفسه والارادة العامة الشخصیة وتنمیة           الدافعیة الذاتیة والتوجه نحو الهدف ، کما ان الصلابة النفسیة تقوى ارادة المتعلم وتعمل على استمراریة انتباهه وتحمل العقبات والصعوبات التعلیمیة وتسهم الصلابة النفسیة فى            تنمیة القدرة على اعادة التشکیل المعرفى Cognitive shaping والتکیف النفسى والمعرفى Cognitive & Psychological Adaption وامداد المتعلم باستراتیجیات تحویلیة عالیة           ( نورا محمود حسانین ، 2018 ،400-430 )،وهذا ما أکدته العدید من الدراسات مثل دراسات سمیرة محمد(2018) ، تنهید عادل(2011)، عبدالفتاح خلیفات(2009) ، إیمان محمد(2017) ، صبرى ابراهیم(2013) ، جمال السید(2008) ، جبر محمد(2005) ، نورا محمود(2018)، هوید حنفى محمود(2012) Shekarey , A ,et al ( 2010) ، Bartone , et al ,.( 2008)،( Bossick , Brain A (2008)،Engel , et al ,. (2011) ، وغیرها من الدراسات.

     وحث القران الکریم على التفکیر الایجابى البناء الذى یؤدى الى تنمیة الفرد وتنمیة            المجتمع ، وتعزیز شخصیة الفرد وتقویتها ونموها ، وأن یکون قویا وصلبا قادر على تحمل العقبات والابتلاءات ، والتفاؤل جزء من الإیمان، فالمؤمن یفرح برحمة ربه، ولو لم             یفعل ذلک ویئس فإن إیمانه سیکون ناقصاً، وانظروا معی إلى سیدنا یعقوب الذی ضرب أروع الأمثلة فی التفاؤل. فابنه یوسف قد أکله الذئب کما قالوا له، وابنه الثانی سَرَق وسُجن          کما أخبروه... وعلى الرغم من مرور السنوات الطویلة إلا أنه لم یفقد الأمل من رحمة الله تعالى ( کامل على موسى،  2007، 63).

     ولو تأملنا القرآن نجد مئات الآیات التی تمنح الإنسان القوة والصلابة والتفاؤل، مثلاً یقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ) [آل عمران: 139] وهناک آیات کثیرة تبشر المؤمن بحسن الخاتمة وبالفرح الأکبر یوم لقاء الله، فتهون علیه أحزانه وتتضاءل أمامه المشاکل ویکفی أن تتذکر رحمة الله حتى تنسى کل هموم الدنیا: (الَّذِینَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156-157] وغیرها من الادلة النقلیة والعقلیة من القران والسنة التى تدعو الى الایجابیة والصلابة النفسیة وشحذ الارادة الشخصیة وتحسینها  ( على محمد الحسینى ، 2007، 110) .

       والدراسة الحالیة تحاول أن تتعرف على فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  فى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة  لدى طلاب المرحلة الثانویة ، خاصة وأن الباحث وجد ندرة فى الدراسات التى استخدمت الاعجاز النفسى للقران الکریم فى  تنمیة المتغیرات التابعة المختلفة فى مجال علم النفس کمقرر دراسى ، ومن هنا تتلخص مشکلة الدراسة فى السؤال الرئیسی التالی: ما فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم لتدریس علم النفس فى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة  لدى طلاب المرحلة الثانویة ؟

مشکلة الدراسة

     یتسم هذا العصر بالتوترات والقلق ، وکثرة المشکلات والصعوبات ، ویواجه الفرد فى حیاته العدید من العوائق والمشکلات والمشاق التى تحول دون تحقیق بعض أهدافه ، وتعمل على انفعاله وشعوره بالعجز وعدم القدرة على المواجهة والیأس ، ویختلف الأفراد فى درجة تعاملهم مع هذه الضغوط  Pressوالمشکلات وتحملها ومعالجتها ، فمنهم من لدیه قدرة عالیة على التحمل والمواجهةConfidence  ومنهم من قدرته ضعیفة ویتعرض لمشکلات ناجمة عن عدم القدرة على التحمل نفسیة منها وبدنیة ، وتحمل المشاق والصعوبات والآثار الناجمة عن الأحداث الضاغطة للحیاة یرجع الى نمط شخصىPersonal Pattern یعرف بالصلابة النفسیة ، وهو متغیر مهم مدعم لقدرة الفرد على المواجهة الفاعلة ومقاومة الصعوبات والمشکلات والضغوط التى قد یتعرض لها الفرد ومن خلالها یستطیع التغلب علیها ، وهى من المتغیرات الواقیة Protective Variables والتى تعمل على توافقAccommodation  وتکیف الفرد مع ما یواجهه من ضغوط (سمیرة محمد ابراهیم ، 2018 ، 199-239) .

      ویساعد التفکیر الایجابى الفرد على تحقیق الأهداف والمیل والقوة الدافعة لتحقیق الذات ، ورد الامور الى ارادة الله تعالى ، ویساعد على تقبل الأمور الصعبة واکتساب فرص التغییر والتطویر والتقییم والتمتع بالوقت والخبرات ، ویساعد على بناء قناعات ومعتقدات راسخة تمکن الفرد من النجاح فى حل المشکلات فهو یساعد الفرد فى الترکیز على جوانب النجاح فى  معالجة المشکلات بدلا من الاهتمام بجوانب الفشل فیها ، وکذلک الثقة فى القدرات                   ( Kendra ,C , 2012 ,76)، ویمکن التفکیر الایجابى الفرد من مراقبة Monitoring أفکاره ومعتقداته وتقییمهاAssessment  بهدف التخلص من الافکار السلبیة ویساعد الفرد            أن یکون أکثر تفاؤلاً وأکثر قدرة على انتاج طاقات ایجابیة تمثل قوة دافعة للفرد                  ( صبرى محمد خلیل ، 2011 ، 1 ) ، ویجب تنمیة هذا النوع من التفکیر نظرا لاهمیته کما اشارت دراسات حنان عبدالعزیز(2011) ، واحمد محمد(2000) ، واحسان ابراهیم (2019) ، واحمد زارع (2017) ، وحافظ العمرى (2014)، سناء فراج (2014) ،                    Anaighazi A(2013) ، Jones G(2012) ، Wong S(2012) .

    وتقوى الصلابة النفسیة ارادة المتعلم وتعمل على استمراریة انتباهه وتحمل العقبات والصعوبات التعلیمیة وتسهم الصلابة النفسیة فى تنمیة القدرة على اعادة التشکیل المعرفى Cognitive shaping والتکیف النفسى والمعرفىCognitive & Psychological Adaption  وامداد المتعلم باستراتیجیات تحویلیة عالیة ( نورا محمود حسانین ، 2018 ،400-430   ) ، وهذا ما أکدته العدید من الدراسات مثل دراسات سمیرة محمد (2018) ، تنهید عادل(2011) ، عبدالفتاح خلیفات(2009) ، إیمان محمد(2017) ، صبرى ابراهیم(2013) ، جمال السید (2008) ، جبر محمد (2005) ، نورا محمود(2018)، هوید حنفى محمود(2012)Shekarey , A ,et al ( 2010) ، Bartone , et al ,. ( 2008) ، ( Bossick , Brain A ( 2008) ، Engel , et al ,. (2011) ، وغیرها من الدراسات .

     والتفکیر الایجابى والتفاؤل مهم للغایة فى الوقت الحالى للتکیف مع الواقع الصعب الملئ بالمشکلات ومنغصات الحیاة ، کما یحتاج الفرد لصلابة نفسیة کافیة وقوة ارادة مستمرة للتعامل مع ذلک ، ومن خلال استطلاع راى قام به الباحث وجد أن هناک ضعف لدى الطلاب فى الصلابة النفسیة وقوة التحمل للمشکلات ، ووجد فکره یاخذ المنحى السلبى القائم على الیاس والتشاؤم والطاقة السلبیة فلا توجد وظائف ولا هناک تعیینات کما قال الطلاب ، ومن هنا فکر الباحث فى استخدام الاعجاز النفسى للقران الکریم کاقوى الاتجاهات التى تعزز العوامل الداخلیة وتنمیها وتعزز العوامل الکامنة وراء کل انجاز خاصة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة .

     ویدعو القران الکریم الانسان الى أن یکون ایجابیا ومتفائلا وغیر قانط ولا متشائم بل یتوقع الخیر وذو تفکیر ایجابى ، ویکون قویا قادرا على تحمل العقبات والالام والمشاق  یقول تعالى " لقد خلقنا الانسان فى کبد " ، ودعا ان یکون لدیه ارادة قویة وقوة تحمل ، یقول تعالى            (وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِینَ) [البقرة: 45] ، وان یکون صلب من الناحیة النفسیة ( فکرى السید حمید ، 2010 ، 165)  ، والمؤمن هو أبعد الناس عن الضغط النفسی، لماذا؟ لأن الله تعالى زوده بعلاج قوی ألا وهو الصبر، یقول تبارک وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186]. فالملحد ینظر إلى الدنیا على أنها نهایة کل شیء، فلا حیاة بعد الموت، وهذا ما یزید من معاناته ویضاعف الضغوط النفسیة التی یتعرض لها، لأنه لا یجد حلاً لمشاکله وهمومه ، بینما المؤمن نراه یصبر ابتغاء وجه الله، فهو یصبر ویعالج الضغوط النفسیة بکل هدوء ورضا وسعادة، فتجده وهو فی أشد حالات الضغط النفسی سعیداً راضیاً بقضاء الله وقدره، ولذلک قال حبیبنا صلى الله علیه وسلم: "عجبت لحال المؤمن... إذا أصابته ضراء صبر فکان خیراً له، وإن أصابته سراء شکر فکان خیراً له"         ( کامل على موسى ، 2007 ، 211 ) ، وبناء علیه تتمثل مشکلة الدراسة فى التعرف على فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  لتدریس علم النفس فى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة  لدى طلاب المرحلة الثانویة .

أهداف البحث:

 یسعى البحث إلى ما یلی :

1- تعرف فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  فى تنمیة التفکیر الایجابى لدى طلاب المرحلة الثانویة .

 2- تعرف فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  فى تنمیة الصلابة النفسیة  لدى طلاب المرحلة الثانویة .

3- تعرف العلاقة بین التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة .

أهمیة البحث:

تتمثل أهمیة البحث فیما یلى :

 ا- تأکید أهمیة استخدام الاعجاز النفسى للقران الکریم لدى الطلاب ودوره فى تعلیم واکساب الطلاب مهارات نفسیة واجتماعیة وخلقیة مختلفة .

ب- تقدیم مقیاس لقیاس التفکیر الایجابى .

ج- تقدیم مقیاس لقیاس الصلابة النفسیة .

د- تأکید أهمیة تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة لدى الطلاب للنجاح فى الجانبین العملى والاکادیمى . 

ه- توجیه نظر مخططى مناهج علم النفس الى تفعیل الادلة العقلیة والنقلیة من القران الکریم لتنمیة مهارات ذاتیة لدى الطلاب تکون بمثابة قوة دافعة للمتعلم واساس لتعزیز قیم واتجاهات لدى المتعلم .

- أسئلة البحث:

1- ما فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  فى تنمیة التفکیر الایجابى لدى طلاب المرحلة الثانویة ؟

 2- ما فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم  فى تنمیة الصلابة النفسیة  لدى طلاب المرحلة الثانویة ؟

3- ما العلاقة بین التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة ؟

- مصطلحات البحث:

الاعجاز النفسى للقرآن الکریم

   یعرف الاعجاز النفسى للقران الکریم بالاثر البالغ الذى یترکه القران الکریم فى نفس الفرد ، وسیطرة القران الکریم على لب کل من یسمعه أو یقرؤه ، ویشیر الى ما یتم لمحه فى ایات القران الکریم من حدیث عن أصناف الناس ومواقفهم وخفایا نفوسهم ودوافعها ، ویعرف اجرائیا بانه قدرة الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى التاثیر على المتعلمین لتحسین التفکیر الایجابى وتنمیته وتنمیة الصلابة النفسیة لدیه بما تتضمنه من ایات کریمات لا تعد ولا تحصى تحث على التفکیر الایجابى وتصقل وتقوى الارادة الذاتیة وقوة التحمل .

التفکیر الایجابى Positive Thinking

     یعرف الباحث التفکیر الایجابى بأنه عملیة معرفیة وجدانیة یستطیع المتعلم من خلالها التحکم فى الافکار والمشاعر ، وتبنى أفکار ومشاعر ایجابیة تجعله أکثر مرونة وأکثر تفاؤلا ، ورؤیة الممیزات ومواطن القوة وتضمینها فى أنشطته المختلفة ، وتحدد الدراسة الحالیة أبعاد التفکیر الایجابى فى (الشعور العام بالرضا والتفاؤل - تقبل الذات والاخرین - الاتزان الانفعالى والتسامح - المجازفة وتقبل المسئولیة - الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم ) ، ویقاس بالدرجة التى یحصل علیها الطالب فى مقیاس التفکیر الایجابى .

الصلابة النفسیة

    تعرف بانها قدرة الفرد على مقاومة المرض وادارة الحیاة ، وقدرة الفرد على التحدى        لما یجابهه من صعوبات وعراقیل وتنمیة الذات من خلال ما یتم مواجهته من مشکلات          ( Engel , et al ,. ,2011,485) ، ، ولغرض البحث تعرف بانها قدرة المتعلم على الالتزام والتحدى والتحکم ، وتقاس الصلابة النفسیة بالدرجة التى یحصل علیها المتعلم على الاجابة عن مقیاس الصلابة النفسیة .

- منهج البحث:

استخدم الباحث المنهجین التالیین:

ا – المنهج الوصفی:-

       حیث تم استخدامه فی إعداد الإطار النظری وأدوات الدراسة وتفسیر النتائج ومناقشتها.

ب – المنهج شبه التجریبى:

     حیث تم استخدامه فى التعرف على فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم لتدریس علم النفس فى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة لدى طلاب المرحلة الثانویة ؟

- حدود البحث:

تتمثل حدود البحث فی التالی :

1- مجموعة من الطلاب بالمرحلة الثانویة الصف الثانى الثانوى .

2- وحدة تدریسیة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم .

3- التفکیر الایجابى.

 4- الصلابة النفسیة.

- مواد وأدوات البحث:

1- وحدة تدریسیة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم.           "إعداد الباحث"

2- مقیاس التفکیر الایجابى  .                                            " إعداد الباحث"

3- مقیاس الصلابة النفسیة .                                                " إعداد الباحث"

4- کراسة الانشطة وفقا للمحتوى المقترح بما یحقق اهداف الدراسة .          " إعداد الباحث"

خطوات البحث :

تمثلت خطوات البحث الحالی فیما یلی :

-      دراسة وتحلیل الأدب التربوی والبحوث والدراسات ذات الصلة لتأصیل البحث وبناء أدواته التى یمکن من خلالها الإجابة عن مجموعة الأسئلة الإجرائیة للبحث .

-      تصمیم الوحدة التدریسیة المقترحة بموضوعاتها المختلفة .

   - إعداد مقیاس التفکیر الایجابى .

   - إعداد مقیاس الصلابة النفسیة .

  - التحکیم والتجریب الاستطلاعی لأدوات الدراسة .

  - تحدید واختیار مجموعة البحث .

  - التطبیق القبلی لأدوات القیاس فی البحث ( مقیاس التفکیر الایجابى - مقیاس

     الصلابة النفسیة ) .

  - التدریس من خلال الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم .

  - التطبیق البعدى لأدوات الدراسة .

  - رصد النتائج ومعالجتها إحصائیا لمعرفة أثر المتغیر المستقل " وحدة تدریسیة مقترحة         فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم " فى التدریس على متغیرات البحث التابعة             ( التفکیر الایجابى - الصلابة النفسیة ) ، وتفسیر النتائج  للإجابة عن أسئلة البحث التجریبیة الإحصائیة والتحقق من فروضه .

  - تقدیم بعض المقترحات والتوصیات فى ضوء نتائج البحث .

الإطار النظری للبحث :

      یتمثلالإطار النظرى فى ثلاثة محاور أساسیة وهى الاعجاز النفسى للقران الکریم والتفکیر الایجابى والصلابة النفسیة ، وفیما یلی المحاور الثلاثة بالتفصیل .

أولاً : الاعجاز النفسى للقران الکریم

     القرآن الکریم کتاب خالد لا تنتهى عجائبه ومعجزاته ، أنزله الله تعالى على نبیه الکریم لیکون کتاب هدایة واعجاز ، معجزاته بهرت الجمیع وملات الکون رحمة وکلما اذداد الانسان فیها تاملا  اذداد بها اعجابا ، فلکلمات القران السلطان القاهر على النفوس ، والمکان المکین من القلوب ، فلا یسمع أو یقرأ آیة من آیات الله حتى تستولى على وجوده کله ، ولقد جعل الله عز وجل هذه الشریعة فى آیات کریمة وجعل من هذه الآیات معجزات تغمر بنورها العقول والقلوب .

     ففى القران شفاء ، وفى القران رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الایمان فاشرقت وتفتحت لتلقى ما فى القران من روح وطمانینة وأمن وسلام وموعظة وعبرة ، وفى القران شفاء من الوسوسة والقلق والحیرة وفرط الحزن وشدته ، فهو یصل القلب بالله فیسکن ویهدأ ویستشعر الحمایة والامن ، والقران له تاثیر عجیب على النفس الانسانیة ، فالقارئ للقران یبکى عندما یقرا آیات تبکیه ، ویفرح عندما یتلو ایات فیها فرح وذلک دلیل عظیم على الاعجاز النفسى للقران الکریم ( فضل حسن عباس وسنا فضل عباس ، 1993 ، 82) .

    وفى القران الکریم شفاء من الاتجاهات المختلفة فى الشعور والتفکیر فهو یعصم العقل من الشطط ویطلق له الحریة فى مجالاته المثمرة ویکفه عن انفاق طاقته فیما لایجدى ولا ینفع ، وهو غذاء القلب کما الطعام غذاء الجسد ،  یقول تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنین " سورة الاسراء : ایة 82 ، وقال سبحانه " ویشف صدور قوم مؤمنین " سورة التوبة : ایة 14وقال عز وجل " یا ایها الناس قد جاءتکم موعظة من ربکم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنین " یونس أیة 57 ، وقال تعالى " قل هو للذین آمنوا هدى وشفاء " سورة فصلت : ایة 44(بدیع الزمان سعید النورسى ،1999، 132) ، والقران الکریم کما مزق حاجز الزمان والمکان مزق حاجز النفس الانسانیة وهو ما یخفیه الانسان داخل نفسه ، حیث یکشفه الله للاخرین ، ومن امثلة ذلک ما اضمره المنافقون فى نفوسهم حیث اخبر القران الرسول الکریم ما یخفوه حیث قال تعالى " الم تر الى الذین نهوا عن النجوى ثم یعودون لما نهوا عنه ویتناجون بالاثم والعدوان ومعصیة الرسول ، واذ جاءوک حیوک بما لم یحیک الله ، ویقولون فى انفسهم لولا یعذبنا الله بما نقول ، حسبهم جهنم یصلونها فبئس المصیر "  سورة المجادلة : أیة 8           (عیاض القاضى،1995 ، 74)  .

     ویتضمن القران کل معانى الجلد والرضا والتفاؤل فمن یتجلد على ما یکره من المصائب ویرضى ویحتسب وفى الحدیث الشریف " وما أعطى أحد عطاء خیرا واوسع من الصبر " ، ذلک لان الاعراض النفسیة مثل الغضب والغم والخوف والجزع کثیرا ما یتعرض الانسان لها         ویوضح القران فى سیاق الایات الکثیرة مبلغ حاجة الانسان الى علاجها قال تعالى " ولقد         خلقنا الانسان ونعلم  ما توسوس به نفسه "(صلاح عبدالفتاح الخالدى، 2000، 51) ، وقد اشتمل القران على الترغیب والترهیب والوعد والوعید للتاثیر على النفس الانسانیة وتربیتها بالاحداث وعرض الحلول ، وحثها على الجد والاجتهاد وعدم الخوف من شئ فلا یصیبن الانسان           الا ما کتب الله له ، والقران مصدر السعادة لانه یرسم منهج حیاة فاضلة تعنى بتحقیق التوازن النفسى داخل الفرد وتهتم بتعزیزه وتنمیته نفسیا وبدنیا وعقلیا وروحیا ، فتجعل له مناعة            نفسیة لمختلف العقد لمختلف العقد والمشکلات من خلال المواقف المتباینة التى عبر عنها  القران الکریم فیقول تعالى " الا یعلم من خلق وهو اللطیف الخبیر " سورة الملک : ایة 14           ( ضیاء الدین الجماس ، 1993، 63 ) .

 

ومن یقرأ القران لا یلاحظ فجوة بین ما یقراه من الحقائق وما فى طبیعته البشریة ومن ثم سرعان ما یتحقق التوافق والاتساق بین ما هو مسطر فى القران الکریم وبین الفطرة الانسانیة قال تعالى " الله نزل الحدیث کتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذین یخشون ربهم ثم تلین جلودهم وقلوبهم الى ذکر الله ، ذلک هدى الله یهدى به من یشاء ، ومن یضلل الله فما له من هاد " سورة الزمر : أیة 23 ( توفیق محمد عز الدین ، 2005 ، 61) .

والقران الکریم له تمیز خاص بتاثیره على النفس الانسانیة ، وهذا التاثیر البلیغ یشیر الى ان القران کلام الله تعالى ، وله سلطان على النفس ، فالقلوب تنتفض تحت وطاة سلطان القران الکریم یقول تعالى " واعلموا ان الله یعلم ما فى انفسکم فاحذروه " سورة البقرة : ایة 235 ، والقران الکریم یخاطب الفطرة البشریة ، وهى عامة فى جمیع الناس وطبیعتها لا تختلف فى مجموعة عن الاخرین ( محمد متولى الشعراوى ، 1988، 103) ، والکتاب الذى یفى بالحاجات الانسانیة هو کتاب الله الکریم الذى یفى بالمفاهیم اللازمة للفطرة ، واذا تجردت النفس من الاهواء والنقائص التقت بالقران الکریم ، واستجابت لمعانیه السامیة فتشعر کل نفس بانه یخاطبها فهو منقذ کل نفس ومالها، والقران الکریم یملک على الانسان بالوسیلة التى تقهر تفوقه فى الجدل فیتفوق على کل الحجج مهما بلغ مداها(عز الدین اسماعیل،2004،71 ) .

النفس ومفهومها فى القران الکریم

     ورد لفظ النفس فى القران الکریم 367  موضع مع اختلاف دلالاتها المعنویة والضمنیة ، فقد جاءت دلالة على الانسان فقال تعالى " واتقوا یوما لا تجزى نفس عن نفس شیئا " ، وقال تعالى " لا تکلف نفسا الا وسعها "  سورة البقرة : ایة286 ، وقال تعالى " انه من قتل نفس بغیر نفس أو فساد فى الارض فکانما قتل الناس جمیعا "  سورة المائدة : ایة 32، کما أن النفس قد تاتى بمعنى ضمیر الانسان حیث یقول الله تعالى " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه " سورة ق : ایة 16، وقال عز وجل " ربکم اعلم بما فى نفوسکم إن تکونوا صالحین " سورة الاسراء :ایة 25، وقال تعالى " ان الله لا یغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بانفسهم " صدق الله العظیم  سورة الرعد : ایة 11( محمد الحسینى مسعود ، 2003 ، 111) .

   ولقد وردت النفس على صور متعددة فردیة وجماعیة ، وهى تدل أکثر على على ما تدل على الکائن الحى الذى یتکاثر وینمو وینفعل ویصیب ویخطئ ، وهى کائن غیر مرئى ، وتحدث عنها الغزالى حیث استخدمت للدلالة على النفس والروح والقلب والعقل ، وقد خص النفس بمفهوم اکثر شمولا وعمومیة ( عبد الدائم الکحیل ،2007) .

خصائص النفس الانسانیة

 للنفس کثیر من الخصائص نوجزها فى التالى ) زهیر شاکر ، 2005)

-      النفس هى المکلفة من الناحیة الشرعیة یقول تعالى "لا یکلف الله نفس الا وسعها " سورة البقرة : أیة 286 .

-      النفس هى التى تحس وتشعر وتتالم " کل نفس زائقة الموت " آل عمران: ایة 185.

-      النفس هى التى یلهمها الله دوافع الخیر ونوازع الشر " فالهمها فجورها وتقواها " سورة الشمس : ایة 8.

-      النفس مبصرة " بل الانسان على نفسه بصیرة "سورة القیامة : ایة 14 .

-      النفس التى تتعلم " أو لم یتفکروا فى انفسهم " سورة الروم : ایة 8.

-      النفس هى التى تشعر بالحاجة والدوافع " الا حاجة فى نفس یعقوب قضاها "سورة یوسف : ایة 68 .

ومما سبق یتضح ما یلى :

-      تاتى النفس بمعانى مختلفة فقد تاتى بمعنى الروح أو القلب أو الضمیر .

-      للنفس خصائص مختلفة فهى المکلفة والقابلة للتعلم والنامیة والتى تشعر .

-      القران الکریم له تمیز خاص بتاثیره على النفس الانسانیة ، وهذا التاثیر البلیغ یشیر الى الاعجاز النفسى .

-      القران الکریم کما مزق حاجز الزمان والمکان مزق حاجز النفس الانسانیة .

-      القران الکریم شفاء من الاتجاهات المختلفة فى الشعور والتفکیر فهو یعصم العقل من الشطط ویطلق له الحریة فى مجالاته المثمرة ویکفه عن انفاق طاقته فیما لایجدى ولا ینفع ، وهو غذاء القلب کما الطعام غذاء الجسد .

وقائع تثبت الاعجاز النفسى للقران الکریم

   هناک العدید من الوقائع التى لا تعد ولا تحصى التى تثبت الاعجاز النفسى للقران الکریم فى الجن وفى الانس ویمکن تناوله کالتالى : ( محمد طماشى 2003 ،122)

-      یتجلى الاثر النفسى للقران الکریم فى قول الجن " انا سمعنا قرانا عجبا یهدى الى الرشد فامنا به " سورة الجن : ایة 2.

-      رقة قلب سیدنا عمر بن الخطاب عندما سمع سورة طه بالرغم من انه کان مشحونا بالغضب الشدید وکان یرید الشر فى سریرته .

-      تاثر النجاشى وقساوسته واسلامهم عندما قرأ الرسول صلى الله علیه وسلم سورة یس حیث بکوا وامنو حیث یقول تعالى " واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعینهم تفیض من الدمع مما عرفوا من الحق یقولون ربنا آمنا فاکتبنا مع الشاهدین " فما هذا البکاء والایمان الا دلیل على الاعجاز النفسى للقران الکریم خاصة وان هؤلاء القوم لیسوا من العرب .

-      اسلام الکثیر من المشاهیر والعلماء الاجانب مثل روجیه جارودى وفیدور ایفان ودیبورا بورتر وشارون الامریکیة وکات ستینغر ومراد فهمان والکابتن جاک ایف والبحار کالبیسو والمفکر الفونس اتیین دینیه والطبیب الفرنسى موریس بوکاى وغیرها من الشخصیات التى لا تعد ولاتحصى الى الان ( موریس بوکاى ، 1996 ، 118).

القران الکریم والتفکیر الایجابى والصلابة النفسیة

حث القران الکریم على التفکیر الایجابى البناء الذى یؤدى الى تنمیة الفرد وتنمیة المجتمع ، وتعزیز شخصیة الفرد وتقویتها ونموها ، والتفاؤل جزء من الإیمان، فالمؤمن یفرح برحمة ربه، ولو لم یفعل ذلک ویئس فإن إیمانه سیکون ناقصاً، وانظروا معی إلى سیدنا یعقوب الذی ضرب أروع الأمثلة فی التفاؤل. فابنه یوسف قد أکله الذئب کما قالوا له، وابنه الثانی سَرَق وسُجن کما أخبروه... وعلى الرغم من مرور السنوات الطویلة إلا أنه لم یفقد الأمل من رحمة الله تعالى.

  انظروا ماذا کان رد فعله وماذا أمر أبناءه: (یَا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَیْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا یَیْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ) [یوسف: 87]... بالله علیکم! هل نسمی دیننا الحنیف "الإسلام" والذی جاء بمثل هذه التعالیم الراقیة، هل نسمیه دین إرهاب أم دین محبة وتفاؤل وسلام؟! (أحمد محمد عبد الخالق،2004،87) .

 ولو تأملنا القرآن نجد مئات الآیات التی تمنح الإنسان القوة والتفاؤل، مثلاً یقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ) [آل عمران: 139] وهناک آیات کثیرة تبشر المؤمن بحسن الخاتمة وبالفرح الأکبر یوم لقاء الله، فتهون علیه أحزانه وتتضاءل أمامه المشاکل ویکفی أن تتذکر رحمة الله حتى تنسى کل هموم الدنیا: (الَّذِینَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قَالُوا           إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)           [البقرة: 156-157] ( على محمد الحسینى ، 2007، 110) .

      وکلّنا یعلم أن النبی الکریم علیه الصلاة والسلام کان یعجبه الفأل، وکان یحب أن یستبشر بالخیر، بل کان ینهى قومه عن کلمة (لو) لأنها تفتح عمل الشیطان، إنما أمرهم أن یقولوا:   (قدَّر الله وما شاء فعل)، وکان منهجه فی التفاؤل یتجلى فی تطبیقه لقول الحق تبارک وتعالى: (وَعَسَى أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئًا وَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَیْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَکُمْ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]  ، وعندما رأى أحد الصحابة وقد أصابه الحَزَن والهموم وتراکمت علیه الدیون، قال له: قل: (اللهم إنی أعوذ بک من الهم والحَزَن ومن العجز والکسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدین وقهر الرجال ومن فتنة المحیا والممات ومن فتنة المسیح الدجال)، فإن الله سیّذهب عنک همَّک ویقضی عنک دیْنک، وبالفعل لم تمضِ سوى أیام قلیلة حتى تحقق ذلک             ( سالم محمد الکامل ، 2004، 23).

    والمؤمن القوى أحب الى الله من المؤمن الضعیف ، ویدعو القران الکریم الى أن یکون الانسان قویا قادرا على تحمل العقبات والالام والمشاق  یقول تعالى " لقد خلقنا الانسان فى کبد " ، ودعا ان یکون لدیه ارادة قویة وقوة تحمل ، یقول تعالى (وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ          وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِینَ) [البقرة: 45] ، وان یکون صلب من الناحیة النفسیة             ( فکرى السید حمید ، 2010 ، 165) .

     والمؤمن هو أبعد الناس عن الضغط النفسی، لماذا؟ لأن الله تعالى زوده بعلاج قوی ألا وهو الصبر، یقول تبارک وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)              [آل عمران: 186]. فالملحد ینظر إلى الدنیا على أنها نهایة کل شیء، فلا حیاة بعد الموت، وهذا ما یزید من معاناته ویضاعف الضغوط النفسیة التی یتعرض لها، لأنه لا یجد حلاً لمشاکله وهمومه ، بینما المؤمن نراه یصبر ابتغاء وجه الله، فهو یصبر ویعالج الضغوط النفسیة بکل هدوء ورضا وسعادة، فتجده وهو فی أشد حالات الضغط النفسی سعیداً راضیاً بقضاء الله وقدره، ولذلک قال حبیبنا صلى الله علیه وسلم: "عجبت لحال المؤمن... إذا أصابته ضراء صبر فکان خیراً له، وإن أصابته سراء شکر فکان خیراً له" ( کامل على موسى ، 2007 ، 211).

     ومن هنا ندرک أهمیة الإیمان بالله تعالى، فقد توصل باحثون بریطانیون إلى أن الإیمان بالله یخفف من الشعور بالألم. وذکرت صحیفة دایلی مایل البریطانیة أن أکادیمیین فی مرکز أکسفورد للعلوم الذهنیة فی بریطانیا أجروا اختبارات على 12 کاثولیکیاً و12 ملحداً لفحص تعاملهم مع الألم عبر تعریضهم للصدمات الکهربائیة. وتبین أن الکاثولیکیین استطاعوا إعاقة الکثیر من الألم الذی تسببت به الصدمات الکهربائیة وکانوا قادرین على تنشیط جزء من الدماغ متعلق بالتحکم بالألم ( محمد سید عویضة ، 2000، 54).

     واکتشف الباحثون عبر مراقبتهم للجزء الأیمن من الدماغ أن الآلیات العصبیة المتعلقة بالتحکم بالألم کانت ناشطة.أما الملحدون فلم تشهد أدمغتهم أی نشاط یتعلق بالتحکم بمستویات الألم التی بقیت کما هی طوال فترة الاختبار ، حیث أن الإیمان بالله یمنح الإنسان الصبر والقدرة على التحمل، ولکن وللأسف معظم التجارب تجری على أناس غیر مسلمین، ولکن لا بأس من التعریف بها، لأن الإسلام دین قوی جداً، وإذا کان المؤمن بالله من دیانات أخرى یستفید من إیمانه فکیف بالمسلم الذی یتبع الدین الحق؟ لابد أن یکون تأثیر الإیمان أقوى بمئة مرة، وکم تمنیت من علمائنا وأطبائنا أن یقوموا بتجارب مشابهة للتجارب التی یقوم بها الغرب، ولکن على أناس مسلمین! ( عامر سلیم مهدى ، 2003 ، 94) .

     وانظروا معی کیف أمرنا الله بالصبر وأکد لنا أنه معنا إذا صبرنا، یقول تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ) [الأنفال: 46]. فهل هناک أجمل من أن یکون الله معک فی کل لحظة؟ ألیس هذا الشعور کافیاً لعلاج أی ضغط نفسی مهما کان نوعه؟

     وتأملوا معی هذا النص الرائع الذی یمنح المؤمن القوة والقدرة على علاج أکبر الضغوط النفسیة مهما کان نوعها، مادامت النتیجة ستکون الجنة ورضا الله، یقول تعالى: (وَالَّذِینَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِیَةً وَیَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أُولَئِکَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّیَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ کُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَیْکُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].

الأدلة النقلیة والعقلیة من القران والسنة النبویة التى تدعو للایجابیة والصلابة النفسیة:
قال الله تعالى:

- وَالَّذِینَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِیَةً وَیَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أُولَئِکَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّیَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ کُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَیْکُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].

"ولسوف یعطیک ربک فترضى"

"ویرزقکم من حیث لا تعلمون"

"ویرزقکم من حیث لاتحتسبون"

"واذا سالک عبادى عنى فانى قریب اجیب دعوة الداعى اذا دعان فلیستجیبوا لى ولیؤمنوا بى لعلهم یرشدون"

" ادعونى استجب لکم"

"ویرزق من یشاء بغیر حساب"

" یایها الذین امنوا استعینوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرین"

"وبشر الصابرین الذین اذا اصابتهم مصیبة قالوا انا لله وانا الیة راجعون"

"واستغفروا انا الله غفور رحیم"

" فلا تخشوهم واخشونى ولاتم علیکم نعمتى و لعلکم تهتدون" ( س البقرة – 150)
" قل یا عبادی الذین أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله یغفر الذنوب جمیعا انه هو الغفور الرحیم"(الزمر:53)

إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ "

 (وان مع العسر یسر ان مع العسر یسر)

"والذین لا یدعون مع الله إلها آخر ولا یقتلون النفس التی حرم الله إلا بالحق ولا یزنون ومن یفعل ذلک یلق أثاما * یضاعف له العذاب یوم القیامة ویخلد فیه مهانا"إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئک یبدل الله سیئاتهم حسنات وکان الله غفورا رحیما } (الفرقان:70)
" إن الله لا یغفر أن یشرک به ویغفر ما دون ذلک لمن یشاء } ومعنی الایه : إن الله لا یغفر لعبد لقیه وهو مشرک به، ویغفر ما دون ذلک من الذنوب. وقد جاء فی الحدیث، أن الله سبحانه یخاطب عباده، قائلاً: ( یا ابن آدم ! إنک لو أتیتنی بذنوب کثیرة، ثم لقیتنی لا تشرک بی شیئًا، لأبدلتک مکانها مغفرة ) رواه الترمذی .

(الذین قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لکم فاخشوهم فزادهم ایمانا وقالوا          حسبنا الله ونعم الوکیل *فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم یمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله          والله ذو فضل عظیم) "

واستعینوا بالصبر والصلاة"

      (یَا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَیْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا یَیْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ) [یوسف: 87]. "

وقولة صلى الله علیة وسلم:

"تفائلوا بالخیر تجدوه"

" بشروا ولا تنفروا"

     ومما سبق یتضح أن القران الکریم والسنة النبویة الشریفة رکزت وحثت على التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة وأن یکون الفرد متفائلا دائما ، فلا یخاف من شئ الا الله فلا یخاف من حزن أو فقر أو شخص ما ، فالتفاؤل والایجابیة تقوى الانسان وتمکنه من شحذ قواه وامکاناته المختلفة وتجعله قادر على الانجاز ، ، وان یکون قوى الارادة قادرا على تحمل الصعوبات والاحباطات والمشکلات وان یکون لدیه ارادة قویة وهناک الکثیر من الایات القرانیة والاحادیث النبویة الشریفة التى دعت الى التفکیر الایجابى .

ثانیاً : التفکیر الایجابى Positive Thinking

یعد التفکیر من أهم الانشطة التى یقوم بها الفرد خاصة المتعلم لانه فى تفکیر مستمر من خلال تفاعله مع المواد العلمیة المختلفة ، وهو نشاط عقلى یتطلب تحریک ما لدى المتعلم من أفکار وخبرات ومعارف ودمجها مع الافکار الجدیدة واستغلالها لتنمیة البنى المعرفیة والاستفادة منها ، ویاخذ التفکیر الایجابى مکانة ممیزة بین أنواع التفکیر لانه من خلاله تنمو قدرات الفرد التفکیریة وتستقیم ولا تنحرف أو تتطرف ، کما ان التفکیر الایجابى یهیئ البیئة العقلیة المناسبة المیسرة لاعمال العقل وانواع التفکیر الاخرى .

مفهوم التفکیر الایجابى

     یعد التفکیر الإیجابى Positive Thinking أحد أنواع التفکیر التى تناولها علم النفس الایجابى ، ویرکز على الاجراءات Procedures التى تمکن الفرد من التحکم فى العقل   والتفکیر ، وتتعدد مفاهیم التفکیر الایجابى فیعرف بأنه حالة مزاجیة إیجابیة Positive Mode ینقلها الفرد عن نفسه للآخرین من حوله بتصرفاته تجاه الآخرین ، ونظرته التفاؤلیة للأمور والغض عن الجوانب السلبیة ( سهام یوسف محمد ، 2007 ، 36) ، ویعرفه محمد رزق          ( 2015) بأنه عملیة معرفیة وجدانیة Affective &Cognitive تسهم فى ادارة الذات          وتوجهها نحو التفاعل الایجابىPositive Interaction  والنظرة الإیجابیة للمتغیراتVariables  المختلفة ویکون مرناً راضیاً عن ذاته وأکثر قدرة على تقبل الآخرین والاختلافات فیما بینهم ( محمد رزق البحیرى ، 2015 ، 383-438).

     وتشیر علا عبدالرحمن (2013) إلى أن التفکیر الایجابى هو الطریقة التى یفکر بها الفرد حیث قد یکون تفکیرا یرکز على الایجابیات فیسمى التفکیر هنا ایجابیاً ، وقد یرکز على الاجوانب السلبیة وهنا یکون التفکیر سلبیاً ، ویتضمن التفاؤل وتقبل وجهات الانظر والاختلاف مع الاخرین وتقبل المسئولیة ( علا عبدالرحمن محمد ، 2013 ، 4-59) .

      ووفقاً لاهداف الدراسة یعرفه الباحث بأنه حالة معرفیة وجدانیة یتمکن المتعلم من خلالها التحکم فى افکاره ومشاعره وتبنى نظرة ایجابیة للمتغیرات التى یتعامل معها ، ویتضمن خمسة أبعاد وهى (الشعور العام بالرضا والتفاؤل - تقبل الذات والاخرین - الاتزان الانفعالى والتسامح - المجازفة وتقبل المسئولیة - الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم ) .

أبعاد التفکیر الایجابى

  تتمثل الأبعاد الأساسیة للتفکیر الایجابى فیما یلى :

1-    التفاؤل والتوقعات الایجابیةOptimism & Positive Expectation

      یعد التفاؤل والتوقعات الایجابیة أحد أهم متضمنات التفکیر الایجابى ویشیر الى شعور الفرد بالامل فى المستقبل ، وتوقع أحسن النتائج والترکیز على کل ما هو ایجابى وغیر سلبى والاعتقاد بأن ما هو آت هو جید ولیس سلبى ( Deptula Cohen , Leslie & sydeny, 2006 , 130-141)

2-    الثقة بالنفس Self Confedence

     تشیر الثقة بالنفس الى ادراک الفرد لکفاءته ومهاراته وقدراته وامکاناته المختلفة التى من خلالها یتفاعل مع المواقف المتباینة التى یتعرض لها ، واعتماد الفرد على نفسه تجاه التحدیات والمشکلات التى تواجهه واستقلالیته فى حل مشکلاته ، وتتضمن بعدین احدهما بعد معرفى Cognitive Dimension    وبعد وجدانى تاثیرى وکل منهما یشکلان ادراک الفرد وتصوره العقلى لما یتمتع به من امکانات وقدرات ومهارات(احسان ابراهیم الله جابو، 2019، 43-61) .

3-    الاتزان الانفعالى والمرونة الفکریة Intellectual Flexibility &Emotional Stability

     یعد الاتزان الانفعالى سمة شخصیة تمیز الفرد الذى یستطیع التحکم فى عوامله التاثیریة الداخلیة ، وتعکس المرونة الفکریة مدى قدرة الفرد على تغییر الاتجاه الذهنىMental Attitude والادرااک متعدد الزوایا والسیر بالمعارف والخبرات بطرق مختلفة والتحکم فى البنیة المعرفیة من حیث التمثیل والمواءمة  ، ویشکل الاتزان الانفعالى المستوى الاول والاساسى للایجابیة الفردیة    ( مهاب محمد الوقاد ، 2012 ، 217-246 ) ، وللمرونة الفکریة شکلان هما المرونة التلقائیة Spontanious Flexibility وتشیر الى قدرة الفرد على الانتاج الفکرى المتعدد ، بینما تشیر المرونة التکیفیة الى Adaptive Flexibility قدرة الفرد على التکیف السریع مع المستجدات والمواقف الجدیدة وکلاً منهما یرتبط ارتباطا وثیقا بالاخر (Wong S ,2012, 76-82).

4-         تقبل المسئولیة والتسامح

تعنى المسئولیة الشخصیة قدرة الفرد على تقبل الدور بایجابیةPositive Role  ویتحمل نتائج أفعاله ، ویشیر التسامح  Forgivinessالى التغاضى عن الاخطاء التى یرتکبها الاخرون فى حق الفرد واعطاء الاخرین فرص للتفاعل والمعاملة من جدید ، وادراک أنه لا جدوى من التفکیر فى الأشیاء التی حدثت وانتهت ( عبدالستار محمد ابراهیم ، 2007 ، 76).

5-         الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم

 یعد الاتجاه نحو عملیة التعلم من أهم العوامل التى تؤثر على امکانیة التعلم ،  ویتضمن الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم العوامل الدافعة والامکانات النفسیةPsychological Potentials اللازمة لعملیة التعلم والتمکن العلمى ، وتتمثل فى اتجاه الفرد وتوجهه نحو انجاز اهدافه التعلیمیة ووجود قوة دافعةMotivated Power                 لذلک وعدم التعب السریع من بذل  الجهد للوصول لذلک ، والاحساس بمتعة السیر نحو الهدف  ( سناء فراج عثمان،2014، 537-548).

     ومما سبق یتبین أن التفکیر الایجابى یتضمن العدید من الابعاد منها التفاؤل والتوقعات الایجابیة والثقة بالنفس والاتزان الانفعالى والمرونة الفکریة وتقبل المسئولیة والتسامح و الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم ، وهى متغیرات تاثیریة مهمة للغایة فى التحصیل الاکادیمى وتعمل على تعزیز امکانات المتعلم العلمیة وتمکن من تحمل الانتباه لفترات طویلة وتحمل العقبات والمشکلات فى سبیل الوصول للاهداف .

أهمیة التفکیر الایجابى

     للتفکیر الایجابى أهمیة کبیرة فى جمیع المواقف التى یتعرض لها الفرد ، فهو بمثابة البیئة المهیئة لفاعلیة أنواع التفکیر الآخرى وممارستها بصفة مستقرة غیر مهتزة ، ویرتبط النجاح فى مجالات الحیاة جمیعها بالتفکیر الایجابى ، فالتفکیر الایجابى یساعد الفرد فى البحث عن القیمة والفائدة والتى بدورها تؤدى الى تحقیق الاهداف وانجاز المهام ، فالتفاؤل والطاقة ومواجهة حدیث النفس السلبى یسهم فى زیادة الدافعیة وتنمیة الارادة وتعزیز الطاقة الایجابیة التى تنمى الجانب التاثیرى فى الشخصیة ( حافظ العمرى محمد ، 2014 ،22) . والشخصیة الفعالة تدرک جیدا أن التغییر شئ واقعى لا نستطیع أن نتجنبه وتدرک ما تریده من أهداف وتخطط لتنفیذها ، والافراد الذین لدیهم تفکیر ایجابى لدیهم قدرة على تحقیق الأهداف واتخاذ القرارات والتعلم بصورة صحیحة ( حنان عبدالعزیز ، 2011، 72-73) .

     والتفکیر الایجابى هو الباعث على استنباط العوامل الأفضل ، وهو العامل الرئیسى  Basic Factor للأداء الفائق ویعمل على تعزیز بیئة العمل وتنمیتها وتهیئتها لعملیة الانجاز والتمکن ، والتفکیر الایجابى عملیة واجراء Process & Procedure تمکن المتعلم من ممارسة العدید من المهارات خاصة التاثیریة ( Seligman, M , 2006 ,19) ، والتفکیر الایجابى تفکیر بناء یساعد الفرد على تحقیق الأهداف والمیل والقوة الدافعة لتحقیق الذات ، ورد الامور الى ارادة الله ، ویساعد على تقبل الأمور الصعبة واکتساب فرص التغییر والتطویر والتقییم والتمتع بالوقت والخبرات ، ویساعد على بناء قناعات ومعتقدات راسخة تمکن الفرد          من النجاح فى حل المشکلات فهو یساعد الفرد فى الترکیز على جوانب النجاح فى          معالجة المشکلات بدلا من الاهتمام بجوانب الفشل فیها ، وکذلک الثقة فى القدرات                 ( Kendra ,C , 2012 ,76)، ویمکن التفکیر الایجابى الفرد من مراقبة Monitoring            أفکاره ومعتقداته وتقییمهاAssessment  بهدف التخلص من الافکار السلبیة ویساعد           الفرد أن یکون أکثر تفاؤلاً وأکثر قدرة على انتاج طاقات ایجابیة تمثل قوة دافعة للفرد            (صبرى محمد خلیل ، 2011 ، 1).

      ومما تقدم یتضح مدى أهمیة التفکیر الایجابى حیث یساعد الفرد فى البحث عن القیمة والفائدة والتى بدورها تؤدى الى تحقیق الاهداف وانجاز المهام ، فالتفاؤل والطاقة ومواجهة حدیث النفس السلبى یسهم فى زیادة الدافعیة وتنمیة الارادة وتعزیز الطاقة الایجابیة التى تنمى الجانب التاثیرى فى الشخصیة ، کما یساعد الفرد على تحقیق الأهداف والمیل والقوة الدافعة لتحقیق الذات ویساعد على تقبل الأمور الصعبة واکتساب فرص التغییر والتطویر والتقییم والتمتع بالوقت والخبرات ، ویساعد على بناء معتقدات راسخة تمکن الفرد من النجاح والتقدم .

تنمیة التفکیر الایجابى

    لتنمیة التفکیر الایجابى أهمیة بالغة فمن خلاله تنمو مهارات التفکیر الاخرى ویتم تعزیزها وتقویتها ، فالتفکیر الایجابى لازم لکل أنواع التفکیر ومن الافضل أن یکون ملازماً لها للانتاج الفکرى الخصب ، وتتعدد أسالیب تنمیة التفکیر الایجابى کالتالى :

-      استراتیجیة تعدد البدائل ، وفیه یقوم المتعلم بالتعامل مع المشکلة من خلال أکثر من بدیل لحل الموقف الذى یمثل مشکلة ، ومن خلال هذه الاستراتیجیة یتمکن المتعلم من مهارات المقارنة والاستنتاج والتفسیر وفرض الفروض والموازنة العقلیة وتعمیم النتائج                ( أحمد زارع أحمد ، 2017 ، 644-694) .

-      القیادة الذاتیة للتفکیرSelf - Leadership ، وتتمثل فى قیادة المتعلم للانشطة العقلیة والافکار المختلفة والتى من خلالها یتحدد زمن وسرعة ونتیجة عملیات التفکیر ، وتشیر قیادة التفکیر الى قدرة المتعلم على التحکم والسیطرة على عملیاته العقلیة ومعالجاته الذهنیة            ( یوسف محیلان العنزى ، 2007،41) ، وترتبط القیادة الذاتیة للتفکیر بعدة عوامل منها عوامل خاصة بالمتعلم کمستوى الذکاء ، وقدرته على المعالجة المعرفیة ، والتوجیه الفکرى والانفعالى ، کما ان المحتوى العلمى وکتلة العبئ المعرفى المرتبط به کحد أدنى  ، ومتغیرات المتعلم التاثیریة الوظیفیة المختلفة (Anaighazi, A 2013, 55-111)

-      استراتیجیة اعادة التعریفRe definition  ، وتشیر الى تعریف الفرد لذاته بطریقة ایجابیة قائمة على تعزیز الامکانات الذاتیة الى حد کبیر ، مما یسهم فى الدفع بالثقة            بالنفس وتحسین الرؤیة الشخصیة للذات والشعور بالطاقة والانجاز والامکانات الذاتیة            ( محمد جبر دریب ، 2013 ، 86-134) .

-      استراتیجیة النمذجة Modeling ، تقوم استراتیجیة النموذج على اتاحة نموذج سلوکى مباشر یمکن ملاحظته وتفعیل سلوکیاته والاقتداء به ، لتنمیة وتعدیل السلوکیات المختلفة واکساب سلوکیات جدیدة مستهدفة (Jones , G ,2012) .

-      استراتیجیة النتائج الایجابیة والتجزئة ، نتعلم من الفشل أکثر من تعلمنا من النجاح  ، فالفشل یمکن المتعلم من التحلیل واعادة النظر ویوجهه نحو التامل والتفکیر الهادف ، ، ویکتسب المتعلم من نواحى القصور فیعدل من استجاباته (Fredrickson , B , 2009 , 76)  ، والتجزئة تشیر الى قدرة المتعلم على التفکیر التحلیلى وتحدید متغیرات المهمة التعلیمیة الفرعیة وما بینها من علاقات ، وقدرة المتعلم على تحلیل الفکرة الى عواملها الاولیة              ( Whyte , R , 2004 ) .

   ومما سبق یتضح أن هناک الکثیر من الاستراتیجیات التى تعمل تنمیة التفکیر الایجابى ومنها استراتیجیة تعدد البدائل ، والقیادة الذاتیة للتفکیر ، واستراتیجیة اعادة التعریف ، واستراتیجیة النمذجة ، واستراتیجیة النتائج الایجابیة والتجزئة ، وتعمل هذه الاستراتیجیات على دعم التفاؤل والتوقعات الایجابیة والثقة بالنفس ، والاتزان الانفعالى والاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم .

ثالثاً :الصلابة النفسیة Psychological Hardiness

     یواجه الفرد فى حیاته العدید من العوائق والمشکلات والمشاق التى تحول دون تحقیق بعض أهدافه ، وتعمل على انفعاله وشعوره بالعجز وعدم القدرة على المواجهة والیأس ، ویختلف الأفراد فى درجة تعاملهم مع هذه الضغوط  Pressوالمشکلات وتحملها ومعالجتها ، فمنهم من لدیه قدرة عالیة على التحمل والمواجهةConfidence  ومنهم من قدرته ضعیفة ویتعرض لمشکلات ناجمة عن عدم القدرة على التحمل نفسیة منها وبدنیة ، وتحمل المشاق والصعوبات والآثار الناجمة عن الأحداث الضاغطة للحیاة یرجع الى نمط شخصىPersonal Pattern یعرف بالصلابة النفسیة ، وهو متغیر مهم مدعم لقدرة الفرد على المواجهة الفاعلة ومقاومة            الصعوبات والمشکلات والضغوط التى قد یتعرض لها الفرد ومن خلالها یستطیع التغلب علیها ، وهى من المتغیرات الواقیةProtective Variables والتى تعمل على توافق Accommodation وتکیفAdaption  الفرد مع ما یواجهه من ضغوط                        (سمیرة محمد ابراهیم ، 2018 ،            199-239) .

مفهوم الصلابة النفسیة  Psychological Hardiness

   یعد مفهوم الصلابة من المفاهیم الحدیثة وهو من المتغیرات النفسیة الاجتماعیة              Social & Psychological Variables اللازمة لإحتفاظ الأفراد بصحتهم الجسمیة والنفسیة وهو یوازى مفهوم الاحساس بالتماسک وتمثل اتجاه وتوجه عام نحو إثبات الذات والتعبیر عن النفس، وتعرف الصلابة النفسیة Psychological Hardiness بأنها قدرة الفرد على            وضع استراتیجیات والیات تساعده وتمکنه من التغلب على الضغوط وحل المشکلات              ( تنهید عادل البیرقدار ، 2011 ، 32) ، کما تعرف بانها قدرة الفرد على مقاومة المرض وادارة الحیاة ، وقدرة الفرد على التحدى لما یجابهه من صعوبات وعراقیل وتنمیة الذات من خلال ما یتم مواجهته من مشکلات ( Engel , et al ,. ,2011,485)

    ویعرفها تامر إسماعیل (2014) بأنها أحد متغیرات الشخصیة الإیجابیةPositive Personality التى تمکن الفرد من مواجهة الصعوبات والتحدیات والمشکلات المختلفة           ( تامر اسماعیل رزیق ، 2014 ، 60) ، کما أنها إتجاه نفسى یتفاعل مع المرونة وفاعلیة الاداء وقوته فى الظروف الضاغطة التى تحول دون تحقیق الاهداف ، وتتضمن الالتزام والتحکم والتحدى ( Bartone , et al ,. , 2008 , 78-81)

أبعاد الصلابة النفسیة

   تعد أبعاد الصلابة النفسیة خصائص مهمة تعمل على حمایة الفرد مما یتعرض له من مشکلات وأحداث ضاغطة ، وتتمثل ابعاد الصلابة النفسیة فى ثلاثة متغیرات أساسیة وهى الالتزام والتحکم والتحدى ، ویحتاج الفرد الى هذه العوامل لمجابهة وتحمل الصعاب والتوافق والتکیف معها وذلک کالتالى :

1-    الإلتزام Commitment

      وهى أحد أبعاد الصلابة النفسیة وتشیر الى قدرة الفرد على التقید بالقواعد والأسس المتبعة ، وادراک أن قیمة الفرد فى مبادئه وقیمه ولیس بامکاناته المادیة فقط ، ویتسم الفرد            الملتزم بالمشارکة وعدم الانسحاب Withdrawal ، والشعور بالمسئولیة تجاه الاخرین                ( Maddi , et al,., 2009 , 293) ، والالتزام یتضمن أنواع مختلفة من حیث طبیعته فهناک الالتزام نحو الذات والذى یشیر الى اتجاه الفرد نحو تحدید أهدافه وقیمه ، وهناک الإلتزام الدینىReligionCommitment  والذى یعکس مجموعة القیم والمبادئ والمعتقدات التى یؤمن بها الفرد ، بینما یشیر الالتزام تجاه العمل الى التزام الفرد بالمبادئ والقواعد التى تحدد علاقة الفرد بعمله ، ودرجة الرضا عن العمل Satisfaction وایمانه ببذل الجهد لانجاز الاعمال المکلف بها ، وهناک الإلتزام الأخلاقى حیث یشیر هذا النوع الى التزام الفرد بمواجهة کل ما یتعرض لها من مواقف تمثل مشکلة معینة ، ومواجهة الصعوبات التى تعترض الطریق وتحمل المسئولیةResponsibility والالتزام بمتطلبات الأسرة والعائلة وحل مشکلاتهم ومعالجة ضغوطاتهم ( عبدالفتاح خلیفات ومنى الملاحمة ، 2009 ، 289-340) .

2-    التحکم Controlling

   یشیر التحکم الى اعتقاد الفرد بقدرته الفرد على التحکم فى احداث الحیاة المتغیرة الصعبة الملیئة بالصعاب والعراقیل ، واقتناع الفرد بقدرته الذاتیة على السیطرة على أمور حیاته والتحکم فى ما یواجهه من ضغوط ومشکلات والتعامل بفاعلیة مع المواقف الضاغطة وإتخاذ القرارات الصائبة فى التعامل مع المشکلات ( إیمان محمد صبرى ، 2017 ، 38-65 ) .

ومن مظاهر قدرة الفرد على التحکم ما یلى : ( صبرى ابراهیم عطیة ، 2013 ، 399-419)

-      القدرة على ادارة الامور والتحکم فیها .

-      السعى باستمرار الى تنمیة القدرات والمهارات العملیة للسیطرة على المشکلات المختلفة .

-      تحدید وقت طلب المساعدة من الاخرین عند التعامل مع المواقف الضاغطة .

-      احتواء المواقف وقوة الشخصیة .

-       تکوین علاقات اجتماعیة بسهولة مع الاخرین .

-      عدم تجنب مواجهة المشکلات الصعبة .

 وللتحکم عدة صور تتمثل فیما یلى ( Bossick , Brain A , 2008 , 43)

أ‌-    التمکن من إتخاذ القرارات وفرض الفروضFormulaing Hypotheseses  .

ب‌-               السیطرة السلوکیةBehavioral Control  ، وتعکس مدى قدرة الفرد على المواجهة الفعالة وبذل الجهد ممزوجة بالدافعیة للانجاز .

ج- السیطرة المعرفیة Cognitive control، وتشیر الى استخدام المعارف والخبرات المعرفیة فى التعامل مع الضغوط والاحداث التى تمثل عائق .

د- التحکم الاسترجاعى Recovery Control ، ویعنى استفادة الفرد من مواقف الحیاة الضاغطة السابقة فى التعامل وتحدى المواقف الضاغطة الراهنة .

3-    التحدى Challenge

  یشیر التحدى الى ادراک Perceptual الاحداثEvents  الحیاتیة المتباینة الدینامیکیة وقدرة الفرد على التکیف  Adaption لمواجهة الضغوط والمشکلات المختلفة ، ویعکس التحدىChallenges  قدرة الفرد على تقبل مواقف الحیاة الجدیدة ومجاراتهاConfirmity  بما تتضمنه من متغیرات سارة وغیر سارة ( جمال السید تفاحة ، 2008 ، 269-320) .

   وتتعدد مظاهر القدرة على التحدى التى تعکس الصلابة النفسیة وتتمثل هذه الظاهر فى التالى :  ( Shekarey , A ,et al , 2010 , 1905-1910)

-      حب المغامرة واکتشاف ما یحیط من أشیاء .

-      عدم التوتر من التغییرات التى تحدث فى الحیاة .

-      انجاز الأهداف مهما کانت العقبات .

-      الاصرار على اکتشاف الامور الغامضة والرغبة فى التعامل معها .

     ومما سبق یتضح أن الصلابة النفسیة من المتغیرات النفسیة الاجتماعیة اللازمة لإحتفاظ الأفراد بصحتهم الجسمیة والنفسیة وتشیر الى قدرة الفرد على التحدى لما یجابهه من صعوبات وعراقیل وتنمیة الذات من خلال ما یتم مواجهته من مشکلات ، وتتضمن أبعاد مختلفة منها الالتزام ویعنى قدرة الفرد على التقید بالقواعد والأسس المتبعة ، وادراک أن قیمة الفرد فى مبادئه وقیمه واخلاقه ولیس بامکانیاته المادیة ، والتحکم ویعکس اعتقاد الفرد بقدرته الفرد على التحکم فى احداث الحیاة المتغیرة الصعبة الملیئة بالصعاب والعراقیل ، واقتناع الفرد بقدرته الذاتیة على السیطرة على أمور حیاته والتحکم فى ما یواجهه من ضغوط ومشکلات ، کما ان هناک التحدى ویعنى قدرة الفرد على تقبل مواقف الحیاة الجدیدة ومجاراتها بما تتضمنه من متغیرات           سلبیة وایجابیة .

أهمیة الصلابة النفسیة

      للصلابة النفسیة أهمیة کبیرة فى جمیع الأنشطة الحیاتیة فهى التى تمکن الفرد من الاستمراریة وتمنحه القدرة على الاتصال والتفاعل المستمر مع المتغیرات مهما کانت العقبات ، فهى تعمل کمتغیر سیکولوجى یخفف من وقع الاحداث الضاغطة على الصحة الجسمیة والنفسیة للفرد ، وتمکن الفرد من السیطرة على الاحداث ومجابهة التوترات ومحاولة التکیف مع المواقف التى تحول دون تحقیق الأهداف ( جبر محمد جبر ، 2005 ،56-113) .

     وتساعد الصلابة النفسیة المتعلم فى ادارة الامور والتحکم فیها ، وتعمل على السعى باستمرار الى تنمیة قدراته ومهاراته العملیة للسیطرة على المشکلات المختلفة التى               تواجهه ، وتمکنه من تحدید وقت طلب المساعدة من الاخرین عند التعامل مع المواقف الضاغطة ، کما أنها تساعد على التمکن من إتخاذ القرارات وفرض الفروض ، والسیطرة السلوکیةBehavioral Control  ، وتعکس مدى قدرة الفرد على المواجهة الفعالة            وبذل الجهد ممزوجة بالدافعیة للانجاز ، وتمکن الصلابة النفسیة المتعلم من السیطرة المعرفیة Cognitive control، وتشیر الى استخدام المعارف والخبرات المعرفیة فى التعامل مع الضغوط والاحداث التى تمثل عائق ، وتساعده فى الاستفادة من مواقف الحیاة الضاغطة السابقة فى التعامل وتحدى المواقف الضاغطة الراهنة مما ینعکس على تحصیله الاکادیمى          ( عوید سلطان المشعان ، 2010 ، 665-689  ) .

     وتسهم الصلابة النفسیة فى تنمیة الاعتقاد لدى المتعلم بفاعلیته وبقدرته الشخصیة         على الانجاز والتمکن مما ینعکس على ثقته بنفسه والارادة العامة الشخصیة وتنمیة الدافعیة الذاتیة والتوجه نحو الهدف ، کما ان الصلابة النفسیة تقوى ارادة المتعلم وتعمل على           استمراریة انتباهه وتحمل العقبات والصعوبات التعلیمیة وتسهم الصلابة النفسیة فى تنمیة           القدرة على اعادة التشکیل المعرفى Cognitive shaping والتکیف النفسى والمعرفى Cognitive & Psychological Adaption وامداد المتعلم باستراتیجیات تحویلیة عالیة           ( نورا محمود حسانین ، 2018 ،400-430   ) ، وهذا ما أکدته العدید من الدراسات مثل دراسات سمیرة محمد (2018) ، تنهید عادل(2011) ، عبدالفتاح خلیفات(2009) ، إیمان محمد(2017) ، صبرى ابراهیم(2013) ، جمال السید(2008) ، جبر محمد (2005) ، نورا محمود(2018)، هوید حنفى محمود(2012) Shekarey , A ,et al ( 2010) ، Bartone , et al ,. ( 2008) ، ( Bossick , Brain A ( 2008) ، Engel , et al ,. (2011) ، وغیرها من الدراسات .

    ومما تقدم یتضح مدى اهمیة الصلابة النفسیة للمتعلم فهى تمکنه من مواجهة الصعوبات وتحدى العقبات والمشکلات التى تقابله ، کما ان الصلابة النفسیة تعمل على تنمیة الاعتقاد لدى المتعلم بفاعلیته وبقدرته الشخصیة على الانجاز والتمکن مما ینعکس على ثقته بنفسه والارادة العامة الشخصیة وتنمیة الدافعیة الذاتیة والتوجه نحو الهدف ، کما ان الصلابة النفسیة تقوى ارادة المتعلم وتعمل على استمراریة انتباهه وتحمل العقبات والصعوبات التعلیمیة ، وزیادة انتباهه واستمراریة هذا الانتباه لتحقیق الاهداف بغض النظر عن ما یتم مقابلته من عقبات .

 إجراءات الدراسة :

   وتتمثل فى اختیار مجموعة الدراسة وإعداد أدواتها وتطبیقها والمعالجات الإحصائیة المناسبة للنتائج .

1-    مجموعة الدراسة:-

    تتمثل مجموعة الدراسة  فی مجموعة من طلاب الصف الثانى الثانوى بلغت قوامها (40 ) طالب وطالبة ، واستخدم الباحث التصمیم التجریبى ذى المجموعة الواحدة .

2- أدوات ومواد الدراسة الدراسة:

قام الباحث بإعداد الأدوات والمواد التالیة :

أولاً- الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم :

  لإعداد الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم قام الباحث بما یلى:

1-      تحدید أهداف الوحدة التدریسیة المقترحة:-

      تهدف الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم إلى تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة لدى طلاب الصف الثانى الثانوى ، وینبثق من موضوعات الوحدة الأهداف التالیة :

-      تفسیر أهمیة التفکیر الایجابى .

-      استنتاج الادلة النقلیة التى تدعو للایجابیة .

-      تحلیل مقومات الرضا عن الحیاة .

-      تقییم کیفیة علاج الانفعال المزمن .

-      تحلیل الادلة النقلیة التى تبین اهتمام القران الکریم بالصحة النفسیة للانسان .

-      تلخیص کیف یحقق الإسلام الصحة النفسیة .

-      تقییم مظاهر قوة الشخصیة .

-      تحلیل الادلة النقلیة تشیر الى اهتمام القران بالشخصیة القویة .

-      ابداء الراى فى اسالیب التاثیر فى الاخرین .

-      استنتاج العلاقة بین قوة الارادة والصلاة .

-      تحلیل علاقة الالوان بالسلوک .

-      تفسیر الادلة النقلیة التى تبرهن على دور الالوان فى حیاتنا .

2-    تحدید محتوى الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم :

      تم تحدید محتوى الوحدة المقترحة فى صورة موضوعات مقترحة مدعمة بالادلة النقلیة بالقران الکریم والادلة العقلیة والاحادیث النبویة الشریفة وتتمثل هذه الموضوعات فى التالى :

-      السلوک الایجابى فى القران الکریم .

-      الرضا عن الحیاة .

-      التحکم فى الانفعالات .

-      الصحة النفسیة والقرآن الکریم .

-      قوة الشخصیة .

-      قوة التاثیر على الآخرین .

-      قوة الارادة .

-      الأثر النفسى للالوان .

3-  أسالیب تدریس الوحدة التدریسیة المقترحة:-

     استخدم الباحث استراتیجیات واجراءات تدریسیة لتنفیذ الأنشطة المطلوبة فى الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم من خلال القدح الذهنى والمناقشة وما وراء المعرفة  والتعلم التعاونى ، ثم عرض الاعمال للمجموعات المختلفة من الطلاب لتقویمها ومناقشتها وبیان ماجاء بها من ممیزات وعیوب وتقویمها .

4-  انشطة الوحدة المقترحة

تم تحدید أنشطة للوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، وهى أنشطة تتناول اثارة حل المشکلات واثارة الدافعیة ، واثارة التفکیر وتحفیز قوة الارادة والتفکیر الایجابى والترکیز على الممیزات وعوامل الطاقات الایجابیة ومحفزاتها .

5- تحکیم الوحدة التدریسیة المقترحة:-

     بعد إعداد الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقرآن الکریم فى صورتها الأولیة تم عرضها على السادة المحکمین فى مجال المناهج وطرق التدریس ( ملحق 2) للتأکد من الاتى:-

    - مدى مناسبة أهداف إعداد الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقرآن الکریم 

      لتنمیة المتغیرات التابعة للبحث( التفکیر الایجابى- الصلابة النفسیة) .

  - مدى مناسبة محتوى الوحدة التدریسیة المقترحة لتحقیق أهداف الدراسة وتنمیة المتغیرات التابعة .

   - مدى إمکانیة تنفیذ الوحدة التدریسیة المقترحة.

   - مدى سلامة الصیاغة الغویة والعلمیة للوحدة التدریسیة المقترحة.

   - مدى تحقیق الوحدة التدریسیة المقترحة للتفکیر الایجابى والصلابة النفسیة.

      وبعد عرض الوحدة التدریسیة المقترحة على السادة المحکمین أظهرت نتائج التحکیم بعض الملاحظات وقام الباحث بتنفیذها، حیث قام  بحذف بعض الأهداف وتعدیل البعض الآخر ،  کما قام الباحث بتعدیل بعض الأنشطة بما یتناسب مع أهداف البحث التابع  له ، وبعد إجراء عملیة التعدیل أصبحت الوحدة التدریسیة المقترحة فى صورتها النهائیة وقابلة للتطبیق على عینة الدراسة (ملحق 3) .

ثانیاً : دلیل المعلم للوحدة التدریسیة فى ضوء الاعجاز النفسى :

ولإعداد دلیل المعلم قام الباحث بما یلی :

 أ- الاطلاع على الدراسات والبحوث السابقة التى استخدمت  مجالات اعجاز القران الکریم کمدخل تربوى تدریسى  للاستفادة منها فی إعداد دلیل المعلم ، بالوحدة المقترحة وفى إعداد الدلیل تم مراعاة التالی :

- أن یتضمن الدلیل مقدمة یتضح من خلالها أهدافه وکیفیة استخدامه.

- أن یتضمن توزیعاً زمنیاً مقترحاً لتدریس موضوعات وحدة الدراسة المقترحة فی ضوء الخطة السنویة لوزارة التربیة والتعلیم .

- أن یتضمن الدلیل تخطیطاً مقترحاً لتدریس کل موضوع من موضوعات الوحدة المقترحة  فی ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم .       

ب- هدف الدلیل :

      یهدف دلیل المعلم إلى تبصیر المعلم بالطریقة الصحیحة لتدریس الوحدة المقترحة فی  ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم " لطلاب المرحلة الثانویة - الصف الثانى الثانوى - وذلک من خلال:

- تحدید أهداف کل درس  من دروس الوحدة بصورة سلوکیة .     

- تحدید خطوات السیر فی الدرس وفقاً للاسالیب المقترحة لتدریس الوحدة فی ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم .

- تحدید الأنشطة والوسائل التعلیمیة اللازمة لتوضیح العناصر المتضمنة بکل درس من  دروس الوحدة المقترحة .

-      تحدید أسئلة یتم تقویم المتعلم فى ضوءها فى اتجاه تنمیة المتغیرین التابعین التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة .

 ج - إعداد عناصر الدلیل:

تضمنت عناصر الدلیل ما یلى :

  -  تحدید الأهداف :

حیث قام الباحث بتحدید الأهداف التعلیمیة التی یمکن تحقیقها  بکل درس من دروس الوحدة المقترحة ، وذلک فی صورة سلوکیة یمکن ملاحظتها وقیاسها .

- الأنشطة والوسائل التعلیمیة:

       حدد الباحث الأنشطة والوسائل التعلیمیة التی تساعد على تعلم ما یتضمنه الدرس . وقد تم مراعاة أن تکون الأدوات والأنشطة فی متناول المدرسة والطلاب ، وبما یتناسب مع الاتجاه نحو تحقیق أهداف الدراسة .

- خطة السیر فی الدرس :

   اقترح الباحث أسالیب المناقشة والعصف الذهنى والتدریس التبادلى والتعلم التعاونى للسیر فی موصوعات الوحدة المقترحة .

- التقویم :

       حیث قام الباحث بصیاغة عدد من الأسئلة فی نهایة کل درس من دروس الوحدتین بحیث یمکن أن یقیس المعلم من خلالها ما أمکن تحقیقه من أهداف سلوکیة تمت صیاغتها وهى أسئلة تضمنت قیاس المهارات العقلیة العلیا وتضمنت الترکیز على الایجابیات للمتغیرات المختلفة وحفز المتعلم وتدعیم طاقته الایجابیة .

- الصورة النهائیة لدلیل المعلم :

      بعد إعداد دلیل المعلم فی صورته المبدئیة تم عرضه على مجموعة من المحکمین           ( ملحق2) ،  وذلک لمعرفة آرائهم حول مدى الدقة العلمیة واللغویة  ومدى مطابقة صیاغة دروس الدلیل للوحدة التدریسیة المقترحة فی ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، وقد أوصى المحکمون بتعدیل أهداف بعض الدروس وتعدیل بعض أسالیب التقویم حتی یتم التمکن من قیاس وملاحظة جمیع الأهداف المراد تحقیقها . وقد تم الآخذ بالتعدیلات التى أوصى بها السادة المحکمون ، وبذلک أصبح الدلیل فی الصورة النهائیة وجاهز لتناوله من قبل المعلم والتدریس من خلاله ( ملحق1) .

 ثالثاً: إعداد کراسة أنشطة الطالب :

      تم اعدد کراسة أنشطة فی ضوء المحتوى المقترح لإرشاد وتوجیه المتعلمین إلى التفاعل مع الأنشطة المختلفة التى یتم تکلیفهم بها بکل موضوع من الموضوعات المقترحة .

وتتکون کراسة الأنشطة من مجموعة من سجلات النشاط ، حیث إن کل موضوع من موضوعات تخطیط البرنامج یعقبه سجل نشاط خاص بهذا الدرس ویتضمن السجل : اسم الطالب  –اسم المدرسة- الفصل – وتاریخ الیوم وعنوان الدرس – کذلک ینطوی السجل على العدید من الأسئلة والأنشطة التی تتناسب مع الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، والتی تمکن المتعلمین من اکتساب التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة ، کما ان الطالب یتدرب من خلال الأنشطة على المهارات المختلفة والتفکیر الایجابى السلیم وقوة الارادة والصلابة النفسیة ،  ولإعداد کراسة النشاط تم الآخذ فی الاعتبار ما یلی :

* الأهداف السلوکیة الخاصة بکل موضوع من موضوعات الوحدة التدریسیة المقترحة.

* الامکانیات المتاحة.

* مراحل السیر فی الدرس وفقاً لاستراتیجیات القدح الذهنى وما وراء المعرفة والتعلم التعاونى .

    وقد تم عرض کراسة الأنشطة على مجموعة من المحکمین، وذلک للتأکد من مدی صلاحیتها وفعالیتها ، وقد قام الباحث بعمل التعدیلات التی أشار وأقرر بها المحکمون ، وبذلک أصبحت کراسة الأنشطة فی الصورة النهائیة لها( ملحق3) .

رابعاً : مقیاس التفکیر الایجابى :

    لإعداد مقیاس التفکیر الایجابى قام الباحث بالاتی :-

1-  تحدید الهدف من المقیاس

      یهدف المقیاس إلى قیاس مدى توافر التفکیر الایجابى لدى طلاب الصف الثانى الثانوى .

د‌- صیاغة المفردات المتضمنة بالمقیاس :

      تم وضع مجموعة من العبارات تمثل السلوکیات الخاصة بالتفکیر الایجابى لدى طلاب الصف الثانى الثانوى ، بحیث یلی کل عبارة ثلاثة أخیارات هی (تنطبق- تنطبق أحیانا- لا تنطبق ) ، وقد تضمن المقیاس ( 50) عبارة روعی فی إعدادها أن تتسم بالقابلیة للقیاس والملاحظة ، وذلک من خلال الإجراءات التالیة :

-  الاطلاع على الأدبیات والأطر النظریة والدراسات السابقة ذات الصلة التفکیر الایجابى .

- تحلیل المقاییس الخاصة بالتفکیر الایجابى لدى الطلاب  فى مراحل مختلفة.

- تم التوصل إلى مجموعة من المفردات فی صورة سلوکیات یمکن قیاسها وتصف السلوک الذی یقوم به الطالب .

 3- محاور وأبعاد المقیاس :

  تضمن المقیاس خمسة محاور رئیسیة وهى کالتالی :

المحور الأول: الشعور العام بالرضا والتفاؤل ، ویتضمن (10) مفردات .

المحور الثانی: تقبل الذات والاخرین ، ویتضمن (10) مفردات .

المحور الثالث: الاتزان الانفعالى والتسامح ، ویتضمن (10) مفردات .

المحور الرابع: المجازفة وتقبل المسئولیة ، ویتضمن (10) مفردات.

المحور الخامس: الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم ، ویتضمن (10) مفردات.

 وکل محور یندرج تحته مجموعة من العبارات روعی فیها ما یلى:

- مدى انتماء کل عبارة  للمحور الذی تندرج تحته.

  - مدى الصیاغة الواضحة لکل عبارة.

  - مدى وصف کل عبارة للسلوک الخاص بالتفکیر الایجابى الذی یقوم به المتعلم ، وتم حساب

الوزن النسبى لمحاور المقیاس والجدول التالى یوضح ذلک:

جدول (1)

أبعاد التفکیر الایجابى وأوزانها النسبیة

م

المحور

المفردات

العدد

الوزن النسبى

1

الشعور العام بالرضا والتفاؤل

10:1

10

20%

2

تقبل الذات والاخرین

20:11

10

20%

3

الاتزان الانفعالى والتحکم فى العملیات الشخصیة

30:21

10

20%

4

المجازفة وتقبل المسئولیة

31-40

10

20%

5

الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم

41-50

10

20%

المجموع

50

100%

     ومن الجدول یتضح أن عدد مفردات کل محور بلغ (10) مفردات بوزن نسبى بلغ (20%) ، وتضمن المقیاس خمسون مفردة اختباریة قابلة للقیاس والملاحظة.

د‌-  عرض المقیاس على المحکمین :

    تم عرض المقیاس فى صورته الأولیة على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فى المناهج وطرق التدریس وعلم النفس، وذلک لتحدید مدى ارتباط عبارات المقیاس بالهدف المراد قیاسه ، ومدى ارتباط کل بعد بالعبارات التی تندرج تحته ومدى صحة صیاغة العبارات من الناحیتین اللغویة والعلمیة ، وقد تم عمل ما أوصى به المحکمون من توصیات ومقترحات .

5- التجربة الاستطلاعیة للمقیاس:

   بعد إعداد المقیاس فى صورته الأولیة تم تطبیقه على العینة الاستطلاعیة وتمثلت فى طلاب الصف الثانی الثانوى بلغ قوامها (40) طالب وطالبة ، بغرض تحدید صدقه وثباته .

أ‌-       تحدید زمن المقیاس :

     تم تحدید الزمن اللازم للمقیاس عن طریق حساب متوسط الزمن التجریبی للمقیاس ، وذلک عن طریق حساب الزمن الذی استغرقه الطلاب ( الاول – الاخیر) ، ثم حساب المتوسط لکل الطلاب ، وتم تحدید زمن المقیاس حیث بلغ (44 ) دقیقة .

د‌-      صدق المقیاس :

      تم التأکد من صدق المقیاس من خلال عرضه على مجموعة من السادة المحکمین فى المناهج وطرق التدریس وعلم النفس ، حیث أبدى المحکمون أرائهم فی عبارات المقیاس وصیاغتها ومناسبتها ومدى دقتها العلمیة ، وتم عمل ما أوصوا به من ملاحظات وتعدیلات ، حیث تم حذف البعض وتعدیل البعض الاخر وکتابة ما تم اضافته من خلال السادة المحکمین.

     کما قام الباحث بحساب صدق الاتساق الداخلی للتأکد من البناء الداخلی، حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل عبارة من عبارات المقیاس ودرجة البعد الذی تنتمی إلیه، وبین درجة کل بعد والدرجة الکلیة .

 – الاتساق الداخلی لعبارات المقیاس ومدى ارتباطها بالبعد الذی تنتمی إلیه:

    قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بین درجات کل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه والجدول التالی یوضح هذه النتائج .

جدول (2)

( الاتساق الداخلی لعبارات المقیاس ، ن =  40)

معامل الارتباط بین درجات کل عبارة والبعد التى تنتمى إلیه

 

 

م

الشعور العام بالرضا والتفاؤل

 

 

م

تقبل الذات والاخرین

 

 

م

الاتزان الانفعالى والتحکم

 

 

م

المجازفة وتقبل المسئولیة

 

 

م

الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم

1

0,67**

11

0,36*

21

0,63**

31

0,76**

41

0,51**

2

0,36*

12

0,38*

22

0,61**

32

0,36*

42

0,67**

3

0,68**

13

0,57**

23

0,50**

33

0,38*

43

0,50**

4

0,53**

14

0,35*

24

0,50**

34

0,63**

44

0,37*

5

0,66**

15

0,76**

25

0,36*

35

0,66**

45

0,39*

6

0,37*

16

0,55**

26

0,66**

36

0,39*

46

0,66**

7

0,39*

17

0,36*

27

0,77**

37

0,55**

47

0,35*

8

0,71**

18

0,36*

28

0,36*

38

0,39*

48

0,38*

9

0,62**

19

0,65**

29

0,36*

39

0,39*

49

0,65**

10

0,55**

20

0,66**

30

0,63**

40

0,62**

50

0,39*

* دال عند0,05                 **دال عند0,01

     یتضح من الجدول السابق وجود علاقة ارتباطیه دالة إحصائیا عند مستوى (0,01) ، بین درجات کل عبارة والدرجات الکلیة لکل بعد تنتمی إلیه ، مع وجود علاقة ارتباطیه دالة إحصائیا عند مستوى (0,05) ، وهذا یدل على مدى تناسق وتماسک عبارات المقیاس فی کل بعد من أبعاده ، الأمر الذی یشیر إلى صدق المقیاس المستخدم .

  – الاتساق الداخلی لأبعاد المقیاس والمجموع الکلى للدرجات:

    لحساب الاتساق الداخلی لأبعاد المقیاس والمجموع الکلى للدرجات تم حساب معاملات الارتباط بطریقة (بیرسون ) بین درجات کل بعد من أبعاد المقیاس والمجموع الکلى للدرجات ، حیث قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بین درجات أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس، والجدول التالی یوضح هذه النتائج :-

جدول (3)

الاتساق الداخلی بین الدرجة الکلیة والأبعاد الفرعیة

البعد

الشعور العام بالرضا والتفاؤل

تقبل الذات والاخرین

الاتزان الانفعالى والتحکم

المجازفة وتقبل المسئولیة

الاتجاه الایجابى ورغبة التعلم

الدرجة الکلیة

0,66

0,68

0,64

0,70

0,64

      یتضح من الجدول السابق أن هناک تماسک بین أبعاد المقیاس الداخلیة حیث کانت العلاقة دالة موجبة عند مستوى (0,01) ومستوى (0,05) بین جمیع أبعاد المقیاس وبین الدرجة الکلیة للمقیاس ، مما یدل على أن المقیاس متناسق ومتماسک وعلى درجة عالیة من الصدق .

 ج- ثبات المقیاس :

     تم حساب ثبات المقیاس باستخدام طریقة ألفا کرونباخ ، وبلغت قیمة معامل ثبات المقیاس ککل 0,71، مما یشیر إلى تمتعه بقدر مقبول من الثبات ، ویوضح  الجدول  ( 4) معاملات الثبات لأبعاد المقیاس بطریقة ألفا کرونباک. 

جدول   (4  )

معاملات الثبات بطریقة ألفا کرونباک لأبعاد المقیاس

البعد

الشعور العام بالرضا والتفاؤل

تقبل الذات والاخرین

الاتزان الانفعالى والتحکم

المجازفة وتقبل المسئولیة

الاتجاه الایجابى ورغبة التعلم

 

المجموع

معامل الفا

0,68

0,74

0,70

0,74

0,66

0,71

د- الصورة النهائیة للمقیاس وطریقة تصحیحه :

      بعد إجراء التعدیلات فی ضوء أراء المحکمین ونتائج التجربة الاستطلاعیة ، أصبح المقیاس فی صورته النهائیة  حیث بلغت مفرداته ( 50) مفردة ، وبالنسبة لطریقة التصحیح تم وضع نظام لتقدیر الأداء  یتکون من مقیاس ثلاثى یحدد درجة توافر السلوک  ، حیث أعطیت  لکل سلوک متوفر قیم رقمیة على النحو التالی : درجتان فی حالة إذا کانت المفردة تنطبق  ، ودرجة واحدة إذا کانت الاستراتیجیة تنطبق احیانا ،  ولا شئ (صفر) إذا کانت المفردة لا تنطبق، وبالتالی تکون الدرجة الکلیة من ( 94) درجة ( ملحق 5).

خامساً: مقیاس الصلابة النفسیة :

     بعد الاطلاع على بعض الدراسات السابقة التی تناولت مقاییس الصلابة النفسیة والإطار النظری للبحث تم تصمیم مقیاس الصلابة النفسیة.

- الهدف من المقیاس :  

     یهدف المقیاس الى الوقوف على مدى توافر سلوک الصلابة النفسیة لدى طلاب الصف الثانى الثانوى .

- صیاغة عبارات المقیاس وتعلیماته :

      تم وضع مجموعة من العبارات التی تقیس سلوک الصلابة النفسیة لدى طلاب الصف الثانى الثانوى ، بحیث یلی کل عبارة ثلاثة خیارات هى ( تنطبق -  تنطبق الى حد ما – لا تنطبق ) ، وقد تضمن المقیاس ( 44) عبارة روعی فی إعدادها أن تتسم بالسهولة والترتیب العشوائی وبها عبارات موجبة وسالبة وألا تکون غامضة .

- محاور وأبعاد المقیاس :

تضمن المقیاس ثلاثة محاور رئیسیة وهى کالتالی :

المحور الأول: الالتزام ، ویتضمن (15) مفردة .

المحور الثانی: التحدى ، ویتضمن (15) مفردة.

المحور الثالث: السیطرة ، ویتضمن (14) مفردة.

 وکل محور یندرج تحته مجموعة من العبارات روعی فیها مایلى:

  - مدى انتماء کل عبارة  للمحور الذی تندرج تحته.

  - مدى الصیاغة الواضحة لکل عبارة.

  - مدى وصف کل عبارة للسلوک الخاص بالصلابة النفسیة الذی یقوم

    به المتعلم  ، وتم حساب الوزن النسبى لمحاور المقیاس والجدول التالى یوضح ذلک:

جدول (1)

أبعاد التفکیر الایجابى وأوزانها النسبیة

م

المحور

المفردات

العدد

الوزن النسبى

1

الالتزام

10:1

15

34,09%

2

التحدى

20:11

15

34,09%

3

السیطرة

30:21

14

31,8%

المجموع

44

100%

      ومن الجدول یتضح أن عدد مفردات کل محور بلغ على الترتیب (15-15-14) فى الابعاد الفرعیة ( الالتزام – التحدى – السیطرة ) بوزن نسبى بلغ على الترتیب                (34,09%  - 34,09% - 31,8) ، وتضمن المقیاس اربعة واربعون مفردة اختباریة قابلة للقیاس والملاحظة.

- عرض المقیاس على المحکمین :

    تم عرض المقیاس فى صورته الأولیة على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فى المناهج وطرق التدریس وعلم النفس ، وذلک لتحدید مدى ارتباط عبارات المقیاس بالهدف المراد قیاسه ومدى صحة صیاغة عباراته من الناحیتین اللغویة والمنهجیة .

- التجربة الاستطلاعیة للمقیاس :

   بعد إعداد المقیاس فى صورته الأولیة تم تطبیق المقیاس على العینة بغرض تحدید زمن المقیاس وصدقه وثباته .

- تحدید زمن المقیاس :

     تم تحدید الزمن اللازم للمقیاس عن طریق حساب متوسط الزمن التجریبی للمقیاس ، وذلک عن طریق حساب الزمن الذی استغرقه الطلاب ، ثم حساب المتوسط لکل الطلاب ، وتم تحدید زمن المقیاس حیث بلغ (43 ) دقیقة .

- صدق وثبات المقیاس :

      تم التأکد من صدق المقیاس من خلال عرضه على مجموعة من السادة المحکمین فى المناهج وطرق التدریس وعلم النفس ، حیث أبدى المحکمون أرائهم فی عبارات المقیاس وصیاغتها ومناسبتها ومدى دقتها العلمیة وفى ضوء أرائهم تم تعدیل بعض العبارات ، والجدول التالى یبین ذلک :

جدول (5)

یبین نسب الاتفاق لاراء السادة المحکمین حول عبارات المقیاس

مقیاس الصلابة النفسیة

العبارة

النسبة

العبارة

النسبة

العبارة

النسبة

العبارة

النسبة

العبارة

النسبة

1

95 %

11

96 %

21

98 %

31

88%

41

96 %

2

66 %

12

98 %

22

100 %

32

90%

42

90 %

3

88 %

13

88 %

23

96 %

33

94%

43

90 %

4

100 %

14

90 %

24

100 %

34

100%

44

88%

5

92 %

15

88 %

25

94 %

35

100%

45

96%

6

90 %

16

100 %

26

88 %

36

88%

 

 

7

77 %

17

100 %

27

100 %

37

94%

 

 

8

99 %

18

100 %

28

88 %

38

88%

 

 

9

99 %

19

88 %

29

88 %

39

80%

 

 

10

99 %

20

96 %

30

92 %

40

90%

 

 

وقد تم اعادة النظر فى بعض العبارات وتعدیلها وفق توصیات السادة المحکمین.

      وتم حساب الصدق من خلال طریقة المقارنة الطرفیة المقارنة ، من خلال حساب الفروق بین الأقویاء والضعفاء ، وتم حساب متوسط درجات أفراد المستوى المیزانى الضعیف ومتوسط درجات أفراد المستوى المیزانى القوى ، والانحراف المعیاری لدرجات المستویین والخطأ المعیاری للمتوسطین ، وقد أشارت النتائج إلى وجود فروق بین المستویین، حیث ذادت النسبة الحرجة عن 2,58 حیث بلغت النسبة الحرجة (  2,94  ) مما یشیر إلى أن المقیاس یمیز بین الأقویاء والضعفاء والجدول التالی یوضح ذلک.

جدول (6)

متوسط الدرجات والانحراف المعیاری والخطأ المعیاری لمتوسط درجات المستوى المیزانى (القوى – الضعیف) والنسبة الحرجة لمقیاس الصلابة النفسیة

البیان

 

 

 

المجموعة

طلاب المستوى المیزانى القوى

طلاب المستوى المیزانى الضعیف

 

النسبة

الحرجة

 

متوسط

الدرجات

م1

الانحراف

المعیاری

ع1

الخطأ

المعیاری

ع م1

متوسط

الدرجات

م2

الانحراف

المعیاری

ع2

الخطأ

المعیاری

ع م2

الاستطلاعیة

10,88

3,09

0,97

6,54

2,11

0,86

2,94

       ومن الجدول السابق یتضح مدى صدق مقیاس مهارات کفایة الذات الاکادیمیة وتمییزه بین الطلاب الأقویاء والضعفاء ، وهذا ما یوضحه بیانات الجدول السابق .

    ومن حیث الثبات قام الباحث بحساب ثبات المقیاس عن طریق التجزئة النصفیة حیث بلغ معامل الثبات (0,70)،وهو معامل ثبات مناسب ،  والجدول التالى یبین ذلک .  

جدول (7)

الانحراف المعیاری والتباین للأسئلة الفردیة والزوجیة وتباین المقیاس ککل

ومعامل الثبات لمقیاس الصلابة النفسیة

البیان

 

 

المجموعة

الانحراف المعیارى للأسئلة الفردیة ع1

تباین الأسئلة الفردیة

ع1

الانحراف المعیارى للأسئلة الزوجیة ع2

تباین الأسئلة الزوجیة

ع2

الانحراف المعیارى للاختبار ککل

ع

تباین المقیاس ککل

ع

معامل الثبات

الاستطلاعیة

1,74

3,02

1,89

3,57

1,81

3,3

0,70

     ویتضح من الجدول السابق أن الانحراف المعیارى للمفردات الفردیة بلغ (1,74) ، وبلغ (1,89 ) للأسئلة الزوجیة ، بینما بلغ تباین کل من الأسئلة الفردیة والزوجیة (3,02)،( 3,57) على الترتیب ، وبلغ الانحراف المعیارى للاختبار ککل (1,81)، وبلغ التباین (3,3) ،          وبلغ ثبات اختبار مقیاس الصلابة النفسیة کما تبینه بیانات الجدول (0,70 ) ، وهو معامل ثبات مقبول .

- الصورة النهائیة للمقیاس وطریقة تصحیحه :

     بعد إجراء التعدیلات فی ضوء أراء المحکمین وبعد تحدید زمن الاختبار وحساب صدقه وثباته ، ونتائج التجربة الاستطلاعیة أصبح المقیاس فی صورته النهائیة حیث تکون من (45) مفردة اختباریة ، وبالنسبة لطریقة التصحیح أعطیت لکل إجابة ( تنطبق : درجتان ، تنطبق الى حد ما : درجة واحدة ، لا تنطبق : صفر ) وبالنسبة للعبارات السلبیة تم إعطاء الدرجات السابقة بصورة عکسیة ، وبالتالی تکون الدرجة الکلیة من ( 84 ) درجة .

إجراء ت تجربة الدراسة:

اختیار مجموعة الدراسة :

      تم اختیار مجموعة الدراسة من الصف الثانى الثانوى بمدرسة منقباد الثانویة المشترکة، وقد بلغ عددهم ( 40) طالب وطالبة ، بمتوسط ( 18,1) سنة ، وانحراف معیارى ( 1,02) ، وهم من بیئة ثقافیة واجتماعیة تکاد تکون واحدة ومتقاربون إلى حد کبیر فى العمر الزمنى ، استخدم الباحث التصمیم التجریبى ذا المجموعة الواحدة .

التطبیق القبلی لأدوات الدراسة     

     وتتمثل فى تطبیق الأدوات المستخدمة  فى الدراسة وهى مقیاسى التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة ، وذلک بهدف تحدید خبرات الطلاب السابقة عن موضوعات محتوى المقیاس ، وتکوین دوافع ایجابیة لدى الطلاب للإقبال على دراسة الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم باهتمام وفاعلیة .                                                                     

تعلیم الوحدة المقترحة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم :

     بعد إجراء التطبیق القبلی لأدوات القیاس فى البحث تم البدء فى تعلیم موضوعات الوحدة وذلک تحت إشراف الباحث لتذلیل العقبات التى تواجه سیر العملیة التعلیمیة ، وإعطاء بعض الملاحظات البسیطة التى قد یحتاجها الطالب المعلم أثناء تعلیم الموضوعات المقترحة من خلال الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم .                                      

 التطبیق البعدى لأدوات الدراسة :

      بعد الانتهاء من عملیة التعلیم  تمت عملیة  التطبیق البعدى لأدوات الدراسة ، وذلک لمعرفة مدى فعالیة استخدام المتغیر المستقل وهو – الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم – فی تنمیة التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة لدى طلاب الصف الثانى الثانوى .

 نتائج البحث :

أولاً : بالنسبة للتفکیر الایجابى

-  للإجابة عن السؤال البحثى التجریبى الاحصائى الأول ونصه " ما فاعلیة تدریس وحدة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة التفکیر الایجابى لدى طلاب المرحلة الثانویة " ؟

  قام الباحث بحساب متوسط أداء مجموعة الدراسة قبل وبعد التدریس للوحدة المقترحة لطلاب الصف الثانى الثانوى ، وحساب قیمة "ت"، وکذلک حجم الأثر ونوعه والجدول التالی            یوضح ذلک:

جدول (8)

أداء مجموعة الدراسة فی التطبیقین القبلی والبعدى وقیمة "ت" ومستوى الدلالة

لمقیاس التفکیر الایجابى

التطبیق

 
   

 


المقیاس

القیاس القبلى

ن=40

القیاس البعدى

ن=40

م ف

قیمة

"ت"

مستوى الدلالة

عند0,01

الشعور بالرضا والتفاؤل

4,76

2,01

16,2

4,5

11,4

21,86

دال

تقبل الذات والاخرین

5,11

2,09

17,2

4,7

12,1

22,32

دال

الاتزان الانفعالى والتحکم

4,65

2,02

16,4

4,6

11,8

21,98

دال

المجازفة وتقبل المسئولیة

3,43

1,98

14,3

3,8

10,9

20,23

دال

الاتجاه الایجابى والتعلم

4,36

2,01

15,9

3,9

11,5

21,4

دال

المقیاس ککل

22,3

5,98

67,2

11

44,9

62,3

دال

      ویتضح من الجدول وجود فروق جوهریة ذات دلالة إحصائیة بین نتائج التطبیقین القبلى والبعدى لمقیاس التفکیر الایجابى لصالح التطبیق البعدى ، حیث بلغت قیمة "ت" المحسوبة(62,3) عند درجة حریة "39" ، وهى دالة إحصائیا عند مستوى (0,01) ، وذلک بالنسبة للمقیاس ککل ، وبالنسبة للابعاد الفرعیة فقد قام الباحث بحساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد الشعور بالرضا والتفاؤل حیث بلغت (21,86 ) ، وهى دالة عند مستوى( 0,01 ) ، وقام الباحث بحساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد تقبل الذات والاخرین حیث بلغت ( 22,32 ) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01) ، وتم حساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد الاتزان الانفعالى والتحکم حیث بلغت ( 21,98) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01 ) ، وتم حساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد المجازفة وتقبل المسئولیة حیث بلغت ( 20,23) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01 ) ، کما تم حساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد الاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم حیث بلغت         ( 21,4) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01 ) ، وهذا یشیر الى مدى تفوق الأداء لدى مجموعة الدراسة بعد الدراسة من خلال الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، مما یعکس مدى قدرة الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم على تنمیة التفکیر الایجابى بما یتضمنه من عوامل .

      وقام الباحث بحساب حجم التاثیر للوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة التفکیر الایجابى ، حیث قام الباحث بحساب مربع معامل ایتا ومنها حساب قیمة "d"، وقد بلغ حجم التأثیر الکلى للاختبار(2,8) ، وهو حجم مرتفع وبلغت قیمة "d" عند أبعاد التفکیر الایجابى (الشعور بالرضا والتفاؤل – تقبل الذات والاخرین- الاتزان الانفعالى والتحکم – المجازفة وتقبل المسئولیة – المجازفة وتقبل المسئولیة – الاتجاه الایجابى والتعلم ) على الترتیب (   1,17 )،(    1,19 ) ، (1,18) ، ( 1,15) ، (1,17) ، وهى أحجام تأثیر مرتفعة ، کما تم حساب قوة التاثیر من خلال مربع اومیجا الذى بلغ على الترتیب فى الابعاد السابقة(  0,30 -  0,23  - 0,21-0,22- 0,28 ) ، وبلغ فى الاختبار ککل (0,89) ، وهى نسب عالیة تشیر الى قوة ذات قوة تاثیر عالیة للمتغیر المستقل (الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم) على المتغیر التابع ( التفکیر الایجابى ) ، وتم حساب نسبة الکسب المعدل والتى بلغت 1,27 وهى نسبة جیدة بما یشیر الى اثر النموذج التدریسى المقترح وفق البرمجة اللغویة العصبیة على تنمیة الیقظة العقلیة ومتغیریها ، والجدول التالى یوضح ذلک

جدول (9)

قیمة "ت"" ومعامل ایتا وحجم الأثر وقوته ونسبة الکسب لنتیجة

مقیاس التفکیر الایجابى

العملیة

 

المعالجة

الشعور بالرضا والتفاؤل

تقبل الذات والاخرین

الاتزان الانفعالى والتحکم

المجازفة وتقبل المسئولیة

الاتجاه الایجابى والتعلم

المقیاس ککل

قیمة "ت"

21,86

22,32

21,98

20,23

21,4

62,3

قیمة  "d"

1,17

1,19

1,18

1,15

1,17

2,8

مربع أومیجا

0,30

0,23

0,21

0,22

0,28

0,89

نسبة الکسب المعدل

1,27

     وما سبق من نتائج یعکس مدى الأثر الکبیر الذی یحدثه تدریس الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة التفکیر الایجابى، وتتفق هذه النتائج مع نتائج العدید من الدراسات مثل دراسات حنان عبدالعزیز(2011) ، واحمد محمد(2000) ، واحسان ابراهیم (2019) ، واحمد زارع (2017) ، وحافظ العمرى (2014)، سناء فراج (2014) ، Anaighazi A(2013) ، Jones G(2012) ، Wong S(2012) ، والتى اکدت على مدى الاثر الکبیر یحدثه تدریس الوحدة المقترحة فى تنمیة التفکیر الایجابى وغیره من انواع التفکیر .

      وما سبق من نتائج یعکس مدى الأثر الکبیر الذی تحدثه الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، ویرجع الباحث ذلک التفوق فی أداء الطلاب فی التطبیق البعدى ، وهذا الأثر المرتفع یرجع إلى أن القران الکریم شفاء من الاتجاهات المختلفة فى الشعور والتفکیر فهو یعصم العقل من الشطط ویطلق له الحریة فى مجالاته المثمرة ویکفه عن انفاق طاقته فیما لایجدى ولا ینفع ، وهو غذاء القلب کما الطعام غذاء الجسد ،  یقول تعالى " وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنین " سورة الاسراء : ایة 82 ، وقال سبحانه " ویشف صدور قوم مؤمنین " سورة التوبة : ایة 14وقال عز وجل " یا ایها الناس قد جاءتکم موعظة من ربکم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنین " یونس أیة 57 ، وقال تعالى " قل هو للذین آمنوا هدى وشفاء " سورة فصلت : ایة ، ویتضمن القران کل معانى التفاؤل والامل والایجابیة وعدم الیاس والترحیب بالمجهول والایمان بالقضاء والقدر خیره وشره  ، فالقران یدعو للتبشیر لیس التنفیر والتفاؤل والایجابیة وعدم الیاس حیث لا ییاس من روح الله الا القوم الکافرون ،  وحث القران الکریم على التفکیر الایجابى البناء الذى یؤدى الى تنمیة الفرد وتنمیة المجتمع ، وتعزیز شخصیة الفرد وتقویتها ونموها ، والتفاؤل جزء من الإیمان، فالمؤمن یفرح برحمة ربه، ولو لم یفعل ذلک ویئس فإن إیمانه سیکون ناقصاً، وانظروا معی إلى سیدنا یعقوب الذی ضرب أروع الأمثلة فی التفاؤل. فابنه یوسف قد أکله الذئب کما قالوا له، وابنه الثانی سَرَق وسُجن کما أخبروه... وعلى الرغم من مرور السنوات الطویلة إلا أنه لم یفقد الأمل من رحمة  الله تعالى.

     انظروا ماذا کان رد فعله وماذا أمر أبناءه: (یَا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَیْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا یَیْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ) [یوسف: 87   وهناک مئات الآیات التی تمنح الإنسان القوة والتفاؤل، مثلاً یقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ) [آل عمران: 139] وهناک آیات کثیرة تبشر المؤمن بحسن الخاتمة وبالفرح الأکبر یوم لقاء الله، فتهون علیه أحزانه وتتضاءل أمامه المشاکل ویکفی أن تتذکر رحمة الله حتى تنسى کل هموم الدنیا: (الَّذِینَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156-157] ، والنبی الکریم علیه الصلاة والسلام کان یعجبه الفأل، وکان یحب أن یستبشر بالخیر، بل کان ینهى قومه عن کلمة (لو) لأنها تفتح عمل الشیطان، إنما أمرهم أن یقولوا: (قدَّر الله وما شاء فعل)، وکان منهجه فی التفاؤل یتجلى فی تطبیقه لقول الحق تبارک وتعالى: (وَعَسَى أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئًا وَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَیْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَکُمْ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]  ، وعندما رأى أحد الصحابة وقد أصابه الحَزَن والهموم وتراکمت علیه الدیون، قال له: قل: (اللهم إنی أعوذ بک من الهم والحَزَن ومن العجز والکسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدین وقهر الرجال ومن فتنة المحیا والممات ومن فتنة المسیح الدجال)، فإن الله سیّذهب عنک همَّک ویقضی عنک دیْنک، وبالفعل لم تمضِ سوى أیام قلیلة حتى تحقق ذلک ، وذهب عنه الیاس ، فالقران الکریم یعلم التفاؤل والایجابیة وعدم الیاس والایمان بالقضاء والقدر خیره وشره ، کما حثنا الرسول العظیم محمد صلى الله علیه وسلیم بالتفاؤل والایجابیة وعدم التشاؤم والیاس فیقول بشروا ولا تنفروا ، وتفائلوا بالخیر تجدوه ، ولتقل خیرا أو لتصمت وغیر ذلک من الاحادیث والماثر والاقوال التى لا تعد ولا تحصى .

ثانیاً: بالنسبة للصلابة النفسیة

      للإجابة عن السؤال البحثى التجریبى الاحصائى الثانی ونصه " ما فاعلیة وحدة تدریسیة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة الصلابة النفسیة لدى طلاب الصف الثانى الثانوى ؟        

     قام الباحث بحساب متوسط أداء مجموعة الدراسة قبل وبعد التدریس للوحدة المقترحة لطلاب الصف الثانى الثانوى ، وحساب قیمة "ت" ، وکذلک حجم الأثر ونوعه والجدول التالی یوضح ذلک :

جدول (10)

أداء مجموعة الدراسة فی التطبیقین القبلی والبعدى وقیمة "ت" ومستوى الدلالة

لمقیاس الصلابة النفسیة

التطبیق

 
   

 


المقیاس

القیاس القبلى

ن=40

القیاس البعدى

ن=40

م ف

قیمة

"ت"

 

مستوى الدلالة

عند0,01

الالتزام

8,21

2,89

26,02

4,46

17,9

29,67

دال

التحدى

7,89

1,76

25,11

5,87

17,2

29,01

دال

السیطرة

9,21

3,06

24,42

5,03

15,2

27,12

دال

المقیاس ککل

24,4

6,32

62,61

12,4

38,2

60,72

دال

     ویتضح من الجدول وجود فروق جوهریة ذات دلالة إحصائیة بین نتائج التطبیقین القبلى والبعدى لمقیاس الصلابة النفسیة لصالح التطبیق البعدى ، حیث بلغت قیمة "ت" المحسوبة(60,72) عند درجة حریة "39" ، وهى دالة إحصائیا عند مستوى (0,01) ، وذلک بالنسبة للمقیاس ککل ، وبالنسبة للابعاد الفرعیة فقد قام الباحث بحساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد الالتزام حیث بلغت (29,67 ) ، وهى دالة عند مستوى( 0,01 ) ، وقام الباحث بحساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد التحدى حیث بلغت            ( 29,01 ) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01) ، وتم حساب قیمة " ت" بین التطبیقین القبلى والبعدى لبعد السیطرة حیث بلغت ( 27,12) ، وهى دالة عند مستوى ( 0,01 ) ، وهذا یشیر الى مدى تفوق الأداء لدى مجموعة الدراسة بعد الدراسة من خلال الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ، مما یعکس مدى قدرة البرنامج على تنمیة الصلابة النفسیة بما یتضمنه من متغیرات .

    وقام الباحث بحساب حجم التاثیر للوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة الصلابة ، حیث قام الباحث بحساب مربع معامل ایتا ومنها حساب قیمة "d"، وقد بلغ حجم التأثیر الکلى للاختبار(4,7) ، وهو حجم مرتفع وبلغت قیمة "d" عند أبعاد الصلابة النفسیة (الالتزام – التحدى- السیطرة ) على الترتیب (   3,14 )،(    3,03 ) ، (3,11) ، وهى أحجام تأثیر مرتفعة ، کما تم حساب قوة التاثیر من خلال مربع اومیجا الذى بلغ على الترتیب فى الابعاد السابقة(  0,33 -  0,37 -0,41  ) ، وبلغ فى الاختبار ککل (0,87) ، وهى نسب عالیة تشیر الى قوة ذات قوة تاثیر عالیة للمتغیر المستقل (  الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم ) على المتغیر التابع ( الصلابة النفسیة ) ، وتم حساب نسبة الکسب المعدل والتى بلغت 1,76 وهى نسبة جیدة بما یشیر الى فاعلیة الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم على تنمیة الصلابة النفسیة ، والجدول التالى یوضح ذلک

جدول (11)

قیمة "ت"" ومعامل ایتا وحجم الأثر وقوته ونسبة الکسب لنتیجة

مقیاس الصلابة النفسیة

العملیة

المعالجة

الالتزام

التحدى

السیطرة

المقیاس ککل

قیمة "ت"

29,67

29,01

27,12

60,72

قیمة  "d"

3,14

3,03

3,11

4,7

مربع أومیجا

0,33

0,37

0,41

0,87

نسبة الکسب المعدل

1,76

     وما سبق من نتائج یعکس مدى الأثر الکبیر الذی یحدثه تدریس الوحدة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة الصلابة النفسیة ، وتتفق هذه النتائج مع نتائج العدید من الدراسات مثل دراسات إیمان محمد(2017) ، صبرى ابراهیم(2013) ، جمال السید(2008) ، جبر محمد (2005) ، نورا محمود(2018)، هوید حنفى محمود(2012) Shekarey , A ,et al ( 2010) ، Bartone , et al ,. ( 2008) ،   Bossick , Brain A ( 2008) وما سبق من نتائج یعکس مدى الأثر الکبیر الذی تحدثه الوحدة التدریسیة المقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تحسین الصلابة النفسیة ، ویرجع الباحث ذلک التفوق فی أداء الطلاب فی التطبیق البعدى ، وهذا الأثر المرتفع یرجع إلى أن القران الکریم یدعو الى القوة وتحمل العقبات والمشکلات والجد والاجتهاد فى الحیاة ،  ویدعو الى أن یکون الانسان قویا قادرا على تحمل العقبات والالام والمشاق  یقول تعالى " لقد خلقنا الانسان فى کبد " ، ودعا ان یکون لدیه ارادة قویة وقوة تحمل ، یقول تعالى (وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِینَ) [البقرة: 45] ، وان یکون صلب من الناحیة النفسیة ، فالمؤمن هو أبعد الناس عن الضغط النفسی، لماذا؟ لأن الله تعالى زوده بعلاج قوی ألا وهو الصبر، یقول تبارک وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186]. فالملحد ینظر إلى الدنیا على أنها نهایة کل شیء، فلا حیاة بعد الموت، وهذا ما یزید من معاناته ویضاعف الضغوط النفسیة التی یتعرض لها، لأنه لا یجد حلاً لمشاکله وهمومه ، بینما المؤمن نراه یصبر ابتغاء وجه الله، فهو یصبر ویعالج الضغوط النفسیة بکل هدوء ورضا وسعادة، فتجده وهو فی أشد حالات الضغط النفسی سعیداً راضیاً بقضاء الله وقدره، ولذلک قال حبیبنا صلى الله علیه وسلم: "عجبت لحال المؤمن... إذا أصابته ضراء صبر فکان خیراً له، وإن أصابته سراء شکر فکان خیراً له" ، فالقران الکریم یعمل على صقل ارادة الافراد وتنمیتها والارتقاء بها الى الحد الاقصى وتقویة عوامله الداخلیة المسئولة عن قوة التحمل والصبر والمفاضلة والرجاء والامل والایمان بالقضاء والقدر خیره وشره والاحتساب عند الله .

     ثالثاَ ً: للإجابة عن السؤال السابع الذی ینص على" ما العلاقة الارتباطیه بین التفکیر الایجابى  والصلابة النفسیة ؟

      قام الباحث بحساب معامل الارتباط بین درجات کل من مقیاس التفکیر الایجابى ودرجات مقیاس الصلابة النفسیة ، وأسفرت النتائج عن وجود ارتباط بین درجات کل من نتائج المقیاس الخاص بالتفکیر الایجابى والمقیاس الخاص بالصلابة النفسیة  ، حیث بلغ معامل الارتباط            ( 0,81 ) ، مما یشیر إلى وجود علاقة ارتباطیة بین مهارات التفکیر الایجابى والصلابة النفسی ، والجدول التالى یبین ذلک

   ن

مج أب

مج أ مج ب

مج أ

مج ب

ر أب

40

1514

6776

88

77

0,81

جدول (12)

ویرجع الباحث هذه العلاقة الى أن التفکیر الایجابى یؤدى الى الصلابة النفسیة کما ان الصلابة النفسیة تحتاج الى التفکیر الایجابى وتتضمنه، والاتجاه الایجابى والرغبة فى التعلم کاحد أبعاد التفکیر الایجابى تحتاج من المتعلم درجة عالیة الصلابة النفسیة ، کما ان الصلابة النفسیة تحتاج الى شعور عام بالرضا وتقبل الاخرین وهى أبعاد ومتضمنات التفکیر الایجابى ، کما أن المجازفة وتقبل المسئولیة کمتضمن من التفکیر الایجابى یحتاج الى التحدى والمجازفة کعنصر من عناصر الصلابة النفسیة والعکس ، کما ان الالتزام کبعد من ابعاد الصلابة النفسیة یحتاج الى تقبل الذات والاخرین کمتغیر رئیسى من متغیرات التفکیر الایجابى .


توصیات الدراسة ومقترحاتها :

-       تدریب طلاب التربیة العملیة بکلیات التربیة على استخدام الادلة العقلیة والنقلیة من القران على تنمیة ابعاد فى الشخصیة کالصحة النفسیة والتفکیر غیر المتشائم القائم على التفاؤل وعدم القنوط .

-       إتاحة الفرصة للطلاب أثناء التدریس لممارسة مهارات وانشطة تصقل صلابته النفسیة وتغذیها الى اقصى حد ممکن .

-       ضرورة التأکید على معلمى علم النفس بالمرحلة الثانویة للعمل على تنمیة مهارات التفکیر الایجابى والترکیز على نواحى القوة لدى الطلاب .

-       الاهتمام بمهارات ومتغیرات التفکیر الایجابى والصلابة النفسیة حیث یلعبوا دورا کبیرا فى اتزان الفرد ونجاحه علمیا وعملیا .

-       إعادة تنظیم محتوى مناهج علم النفس بالمرحلة الثانویة بحیث یتم من خلالها إعطاء فرصة کافیة للطلاب لممارسة محتوى خاص بالاعجاز النفسى للقران الکریم .

        وفى ضوء البحث یقترح الباحث البحوث التالیة :

-       فعالیة وحدة تدریسیة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة التفکیر المستقبلى والاتزان الانفعالى لدى طلاب المرحلة الثانویة .

-       دراسة أثر استخدام الاعجاز النفسى للقران الکریم على تنمیة التفکیر الاخلاقى وخفض الاضطرابات النفسیة لدى طلاب المرحلة الثانویة .

-       دراسة اثر وحدة تدریسیة مقترحة فى ضوء الاعجاز النفسى للقران الکریم فى تنمیة تحمل المسئولیة وخفض الیاس لدى الطلاب ذوى الاعاقة البصریة بالمرحلة الثانویة .

 


المراجع والهوامش

أولاً : المراجع العربیة

-        أحمد محمد عبد الخالق (2000) ، التفاؤل والتشاؤم وقلق الموت " دراسة عاملیة " ، دراسات نفسیة ، مجلد 28 ، العدد 3 ، یولیو – أکتوبر ، ص ص 361 – 374 .

-        أحمد محمد عبد الخالق (2004) ، التفاؤل والتشاؤم " عرض لدراسات عربیة " ، مؤتمر الخدمة النفسیة والتنمیة ، الکویت ، 5 – 7 أبریل ، ص ص 25- 55.

-        بدیع الزمان سعید النورسى (1999) . اشارات الاعجاز فى مظان الایجاز . القاهرة . شرکة سوزرس للنشر .

-        توفیق محمد عز الدین (2005) . دلیل الانفس بین القران والعلم الحدیث . دار السلام للطباعة والنشر .

-        احسان ابراهیم الله جابو (2019 ). دور التفکیر الایجابى فى تطویر قدرات الشباب الاداریة والتنمویة والخدمة المجتمعیة ، مجلة رماح للبحوث والدراسات ، ج4، عدد 30 ، ابریل ، ص ص 43-61.

-        أحمد زارع احمد زارع (2017) . استرتیجیات التفکیر فوق المعرفى فى تدریس الجغرافیا واثرها فى تنمیة التحصیل والمهارات الجغرافیة والتفکیر الایجابى لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة ، مجلة کلیة التربیة جامعة اسیوط ، ج33 ، ع 2 ، ص ص 644-694 .

-        براء محمد حسن ، ولطیف غازى مکى (2010) . صلابة الشخصیة وعلاقتها بتقدیر الذات لدى التدریسیین فى الجامعة ، جامعة بغداد ، مرکز الدراسات التربویة والابحاث النفسیة ، العدد الحادى والثلاثون ، 33-93.

-        تامر اسماعیل رزیق (2014) . فاعلیة استراتیجیات التمکین فى تنمیة الصلابة النفسیة

          والاقتدار المهنى لدى عینة من طلبة کلیة الشرطة ، رسالة دکتوراه ، کلیة    التربیة جامعة عین شمس .

-       تنهید عادل البیرقدار (2011) . الضغط النفسى وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى طلاب کلیة

التربیة ، مجلة ابحاث کلیة التربیة الاساسیة ، المجلد (11) ، عدد (1) ، ص ص 1-  56 .

-        جبر محمد جبر ( 2005) . علاقة مفهوم الذات بالصلابة النفسیة لدى المعاقین بصریا مقارنة بالمبصرین فى ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة ، المؤتمر العلمى بکلیة الاداب ( ببنى سویف ) ، جامعة المنیا .

-        جمال السید تفاحة ( 2008 ) . الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة لى عینة من المسنین " دراسة مقارنة " مجلة کلیة التربیة ، جامعة الاسکندریة ، مجلد (19) ، عدد (3) ، ص ص 269-320.

-        زهیر شاکر ( 2005) : روائع الاعجاز النفسى فى القرآن الکریم ، متاح فىhttp://alshaaer.n2ta.com/?p=5588

-        حافظ العمرى (2014) . التفکیر الایجابى ومصادر التاثیر . مجلة مسارات معرفیة . ج5، ع 4 ، ص ص 20-24 .

-        سالم محمد الکامل (2004) . الایجابیة والدین الاسلامى . عمان . دار سلیم .

-        سمیرة محمد ابراهیم (2018) . الخصائص السیکومتریة لمقیاس الصلابة النفسیة لدى

 المعلمات ، مجلة الارشاد النفسى ، کلیة التربیة جامعة عین شمس ، مجلد 4 ، عدد 55 ، ص ص 199-239 .

-        سهام یوسف محمد ( 2007) . کیف نعلم أبناءنا التفکیر الایجابى الناقد والسلیم ، عمان ، دار سلیم .

-        سناء فراج عثمان(2014) . فاعلیة برنامج ارشادى لتنمیة التفکیر الایجابى کمدخل لتحسین مستوى تقدیر الذات لدى مجموعة من المراهقین . مجلة البحث العلمى فى التربیة . ج2 ، 215 ، ص ص 537-548.

-        صبرى محمد خلیل (2011). التفکیر الایجابى . السودان . الخرطوم . دار النشر العلمى . ط1 .

-        صلاح عبدالفتاح الخالدى ( 2000) . اعجاز القران البیانى . عمان . دار عمان للنشر والتوزیع .

-        ضیاء الدین الجماس ( 1993) . مع الله فى اعماق النفس البشریة . دمشق . مرکز نور الشام للکتاب . ط1 .

-        عبدالستار محمد ابراهیم ( 2007) . السعادة الشخصیة فى عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحیاة . القاهرة . دار العلوم للنشر .

-        عبدالفتاح خلیفات ومنى محمد ( 2009 ) . الولاء التنظیمى وعلاقته بالرضا الوظیفى لدى اعضاء هیئة التدریس فى الجامعات الخاصة الاردنیة ، مجلة جامعة دمشق ، مجلد (25) ، عدد (3) ، ص ص289-340 .

-  عز الدین اسماعیل( 2004) . نصوص قرانیة فى النفس البشریة . دار غریب للطباعة والنشر .

-        علا عبدالرحمن محمد ( 2013 ). فاعلیة برنامج تدریبى لاکساب بعض أبعاد التفکیر الایجابى لدى معلمات ریاض الأطفال وتاثیره على جودة الحیاة لدیهن ، مجلة العلوم التربویة ، ج7، ع1، ص ص4-59 .

-        على محمد الحسینى (2007) . التفکیر الایجابى فى الاسلام . لبنان . دار البقاء للنشر .

-        عیاض القاضى (1995) . کتاب الشفاء . لبنان . دار الفکر . ط1 .

-        فریح عوید العنزى (2013) . المکونات الفرعیة للثقة بالنفس والخجل ، مجلة العلوم التربویة ، ج8، ع4، ص ص9-34 .

-        فضل حسن عباس وسنا فضل عباس( 1993) . اعجاز القران الکریم . عمان . دار الفرقان . ط1 .

-        فکرى السید حمید (2010) . الرؤیة الایجابیة فى الاسلام دراسة تحلیلیة . دمشق . دار المحبة للنشر والتوزیع . ط1 .

-        کامل على موسى ( 2007) . قوة الارادة من المنظور الاسلامى . ، عمان ، دار الحکمة.

-        محمد رزق البحیرى( 2015 ) . التفکیر الایجابى وعلاقته بالاغتراب لدى عینة من المراهقین المکفوفین المضطربین سلوکیاً ، المجلة المصریة للدراسات النفسیة ، ج25 ، ع 87 ، ص ص 383-438 .

-        محمد الحسینى مسعود ( 2003 ) . معالم التنزیل فى التفسیر والتاویل . دار الفکر للنشر والتوزیع .

-        محمد سید عویضة (2000) . الصلابة النفسیة والشخصیة القویة . لبنان . دار عجلة .

-        محمد متولى الشعراوى ( 1988) . معجزة القران . القاهرة . مکتبة التراث الاسلامى . ط1.

-        محمد جبر دریب (2013) . دور المناهج الدراسیة فى تنمیة التفکیر الایجابى ومهارات الاستذکار لدى طالبات کلیة التربیة للبنات ، مجلة کلیة التربیة للبنات للعلوم الانسانیة ، مج7 ، ع12 ، ص ص 98-136 .

-        محمد طماشى (2003) . عظماء ومفکرون یعتنقون الاسلام . دمشق . دار المحبة للنشر والتوزیع . ط1 .

-        مهاب محمد الوقاد ( 2012 ) . التنبؤ بالتفکیر الایجابى – السلبى لدى عینة من طلاب الجامعة من خلال معتقداتهم المعرفیة وفعالیة الذات ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة بنها ، ص ص 217-246 .

-        موریس بوکاى (1996) . القران الکریم والتوراة والانجیل . القاهرة . مکتبة مدبولى .

-        عامر سلیم مهدى ( 2003) . شخصیة المسلم المتکاملة . دمشق . دار النجاح .

-        عوید سلطان المشعان ( 2010) . الصلابة النفسیة والأمل وعلاقتهما بالشکاوى البدنیة والعصابیة لدى الطلبة والطالبات فى جامعة الکویت ، دراسات نفسیة ، مج 20 ، ع4 ، اکتوبر ، ص ص 665-689 .

-        هویدا حنفى محمود ( 2012) . الصلابة النفسیة وادارة الذات وعلاقتهما بالصحة النفسیة والنجاح الاکادیمى فى ضوء بعض المتغیرات لدى طلاب الدبلومة المهنیة بکلیة التربیة ، دراسات عربیة فى علم النفس ، مج 11، ع3 ، یولیو ، ص ص 541-618 .                                       

-        نورا محمود حسانین (2018) . أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة بور سعید ، ج3 ، 2 23 ، ص ص 401-430 .

-        یوسف محیلان سلطان العنزى ( 2007) . أثر التدریب على التفکیر الایجابى واستراتیجیات التعلم فى علاج التاخر الدراسى لدى تلامیذ الصف الرابع الابتدائى فى دولة الکویت . رسالة دکتوراة غیر منشورة . معهد الدراسات والبحوث التربویة . جامعة القاهرة .

 


- المراجع الاجنبیة :

-Anaighazi  A (2013) . Positive Thinking and good citizen ship Culyure. from Jordanian universities Students . Point of view . Published by Canadian Center of Science and Education , International Education Studies , 6(4) , 55-111 .

- Barton , et al ,. (2008) . Psychological Hardiness Predicts in high   Success in US Army special Forces Candidates, International Journal of Selection and Assessment, vol.81 No(1), pp78-81. 

- Bossick , Brain A ( 2008). An Empirical Examination of Relationship between Posttraumatic Growth and the Personality Traits of Hardiness sense of Coherence , Locus of control , self-Efficacy , Resiliens and optimism , Ph.D , Thesis , University of Akron .

- Deptula Cohen , Leslie & sydeny ( 2006) . Expecting the best . the

             relation between peer optimism and social competence , Journal of Positive Psychology,1 ,3 , 130-141 .

- Engel , et al ,. (2011) . Hardiness, Depression, and Emotional Well

Being and Their Association with Appetite with in older Adults , the American Geriatrics Society , Vol (59) , No(5) , ,485-487 .

- Maddi et al,.,( 2009) . The Personality Construct of Hardiness ,    Relationship and Repression innovativeness , Authoritarianism , and     4Performance , Journal of Personality , vol (74) , no(2) , pp575 , 598.                                                                                 

- Jones , G (2012) . The Positive Thinking theory , www . baheltower Todave . com .

-  Kendra ,C ( 2012 ) .  Benfits of Positive Thinking , www . Psveh . ologv.about .com

-  Fredrickson , B ( 2009 ). Positivity . Groundbreaking Research Reveals How to Embrace the hidden Strength  of Positive Emotion . Overcome   Negativity , and Thrive . Newyourk Crowen .

- Seligman, M ( 2006) . Learned Optimism : How to Chang Your mind and your life . Newyourk . Vintage Books Publish

- Shekarey , A ,et al ,.(2010) .The Relation of Self Efficacy and

          Hardiness with Education Progression among The  

          Sophomore girl student s in high school in Aleshtar City ,   

          Procedia Social and behavioral Sciences ,5, 1905-1910.

- whyte R (2004) . Negative Thinking Prose and Drawing ,                      

                http // www . tame .

- Wong S (2012) . Negative Thinking Versus Positive thinking in

        Singaporean Student Sample Relation with Psychological       

        Well-  Bring and Psychological Maladjustment  .   

        Lwarning  and  Individual Differient Journal , 22(1) ,

        76-82 .

 

 

 

 

أولاً : المراجع العربیة
-        أحمد محمد عبد الخالق (2000) ، التفاؤل والتشاؤم وقلق الموت " دراسة عاملیة " ، دراسات نفسیة ، مجلد 28 ، العدد 3 ، یولیو – أکتوبر ، ص ص 361 – 374 .
-        أحمد محمد عبد الخالق (2004) ، التفاؤل والتشاؤم " عرض لدراسات عربیة " ، مؤتمر الخدمة النفسیة والتنمیة ، الکویت ، 5 – 7 أبریل ، ص ص 25- 55.
-        بدیع الزمان سعید النورسى (1999) . اشارات الاعجاز فى مظان الایجاز . القاهرة . شرکة سوزرس للنشر .
-        توفیق محمد عز الدین (2005) . دلیل الانفس بین القران والعلم الحدیث . دار السلام للطباعة والنشر .
-        احسان ابراهیم الله جابو (2019 ). دور التفکیر الایجابى فى تطویر قدرات الشباب الاداریة والتنمویة والخدمة المجتمعیة ، مجلة رماح للبحوث والدراسات ، ج4، عدد 30 ، ابریل ، ص ص 43-61.
-        أحمد زارع احمد زارع (2017) . استرتیجیات التفکیر فوق المعرفى فى تدریس الجغرافیا واثرها فى تنمیة التحصیل والمهارات الجغرافیة والتفکیر الایجابى لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة ، مجلة کلیة التربیة جامعة اسیوط ، ج33 ، ع 2 ، ص ص 644-694 .
-        براء محمد حسن ، ولطیف غازى مکى (2010) . صلابة الشخصیة وعلاقتها بتقدیر الذات لدى التدریسیین فى الجامعة ، جامعة بغداد ، مرکز الدراسات التربویة والابحاث النفسیة ، العدد الحادى والثلاثون ، 33-93.
-        تامر اسماعیل رزیق (2014) . فاعلیة استراتیجیات التمکین فى تنمیة الصلابة النفسیة
          والاقتدار المهنى لدى عینة من طلبة کلیة الشرطة ، رسالة دکتوراه ، کلیة    التربیة جامعة عین شمس .
-       تنهید عادل البیرقدار (2011) . الضغط النفسى وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى طلاب کلیة
التربیة ، مجلة ابحاث کلیة التربیة الاساسیة ، المجلد (11) ، عدد (1) ، ص ص 1-  56 .
-        جبر محمد جبر ( 2005) . علاقة مفهوم الذات بالصلابة النفسیة لدى المعاقین بصریا مقارنة بالمبصرین فى ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة ، المؤتمر العلمى بکلیة الاداب ( ببنى سویف ) ، جامعة المنیا .
-        جمال السید تفاحة ( 2008 ) . الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة لى عینة من المسنین " دراسة مقارنة " مجلة کلیة التربیة ، جامعة الاسکندریة ، مجلد (19) ، عدد (3) ، ص ص 269-320.
-        زهیر شاکر ( 2005) : روائع الاعجاز النفسى فى القرآن الکریم ، متاح فىhttp://alshaaer.n2ta.com/?p=5588
-        حافظ العمرى (2014) . التفکیر الایجابى ومصادر التاثیر . مجلة مسارات معرفیة . ج5، ع 4 ، ص ص 20-24 .
-        سالم محمد الکامل (2004) . الایجابیة والدین الاسلامى . عمان . دار سلیم .
-        سمیرة محمد ابراهیم (2018) . الخصائص السیکومتریة لمقیاس الصلابة النفسیة لدى
 المعلمات ، مجلة الارشاد النفسى ، کلیة التربیة جامعة عین شمس ، مجلد 4 ، عدد 55 ، ص ص 199-239 .
-        سهام یوسف محمد ( 2007) . کیف نعلم أبناءنا التفکیر الایجابى الناقد والسلیم ، عمان ، دار سلیم .
-        سناء فراج عثمان(2014) . فاعلیة برنامج ارشادى لتنمیة التفکیر الایجابى کمدخل لتحسین مستوى تقدیر الذات لدى مجموعة من المراهقین . مجلة البحث العلمى فى التربیة . ج2 ، 215 ، ص ص 537-548.
-        صبرى محمد خلیل (2011). التفکیر الایجابى . السودان . الخرطوم . دار النشر العلمى . ط1 .
-        صلاح عبدالفتاح الخالدى ( 2000) . اعجاز القران البیانى . عمان . دار عمان للنشر والتوزیع .
-        ضیاء الدین الجماس ( 1993) . مع الله فى اعماق النفس البشریة . دمشق . مرکز نور الشام للکتاب . ط1 .
-        عبدالستار محمد ابراهیم ( 2007) . السعادة الشخصیة فى عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحیاة . القاهرة . دار العلوم للنشر .
-        عبدالفتاح خلیفات ومنى محمد ( 2009 ) . الولاء التنظیمى وعلاقته بالرضا الوظیفى لدى اعضاء هیئة التدریس فى الجامعات الخاصة الاردنیة ، مجلة جامعة دمشق ، مجلد (25) ، عدد (3) ، ص ص289-340 .
-  عز الدین اسماعیل( 2004) . نصوص قرانیة فى النفس البشریة . دار غریب للطباعة والنشر .
-        علا عبدالرحمن محمد ( 2013 ). فاعلیة برنامج تدریبى لاکساب بعض أبعاد التفکیر الایجابى لدى معلمات ریاض الأطفال وتاثیره على جودة الحیاة لدیهن ، مجلة العلوم التربویة ، ج7، ع1، ص ص4-59 .
-        على محمد الحسینى (2007) . التفکیر الایجابى فى الاسلام . لبنان . دار البقاء للنشر .
-        عیاض القاضى (1995) . کتاب الشفاء . لبنان . دار الفکر . ط1 .
-        فریح عوید العنزى (2013) . المکونات الفرعیة للثقة بالنفس والخجل ، مجلة العلوم التربویة ، ج8، ع4، ص ص9-34 .
-        فضل حسن عباس وسنا فضل عباس( 1993) . اعجاز القران الکریم . عمان . دار الفرقان . ط1 .
-        فکرى السید حمید (2010) . الرؤیة الایجابیة فى الاسلام دراسة تحلیلیة . دمشق . دار المحبة للنشر والتوزیع . ط1 .
-        کامل على موسى ( 2007) . قوة الارادة من المنظور الاسلامى . ، عمان ، دار الحکمة.
-        محمد رزق البحیرى( 2015 ) . التفکیر الایجابى وعلاقته بالاغتراب لدى عینة من المراهقین المکفوفین المضطربین سلوکیاً ، المجلة المصریة للدراسات النفسیة ، ج25 ، ع 87 ، ص ص 383-438 .
-        محمد الحسینى مسعود ( 2003 ) . معالم التنزیل فى التفسیر والتاویل . دار الفکر للنشر والتوزیع .
-        محمد سید عویضة (2000) . الصلابة النفسیة والشخصیة القویة . لبنان . دار عجلة .
-        محمد متولى الشعراوى ( 1988) . معجزة القران . القاهرة . مکتبة التراث الاسلامى . ط1.
-        محمد جبر دریب (2013) . دور المناهج الدراسیة فى تنمیة التفکیر الایجابى ومهارات الاستذکار لدى طالبات کلیة التربیة للبنات ، مجلة کلیة التربیة للبنات للعلوم الانسانیة ، مج7 ، ع12 ، ص ص 98-136 .
-        محمد طماشى (2003) . عظماء ومفکرون یعتنقون الاسلام . دمشق . دار المحبة للنشر والتوزیع . ط1 .
-        مهاب محمد الوقاد ( 2012 ) . التنبؤ بالتفکیر الایجابى – السلبى لدى عینة من طلاب الجامعة من خلال معتقداتهم المعرفیة وفعالیة الذات ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة بنها ، ص ص 217-246 .
-        موریس بوکاى (1996) . القران الکریم والتوراة والانجیل . القاهرة . مکتبة مدبولى .
-        عامر سلیم مهدى ( 2003) . شخصیة المسلم المتکاملة . دمشق . دار النجاح .
-        عوید سلطان المشعان ( 2010) . الصلابة النفسیة والأمل وعلاقتهما بالشکاوى البدنیة والعصابیة لدى الطلبة والطالبات فى جامعة الکویت ، دراسات نفسیة ، مج 20 ، ع4 ، اکتوبر ، ص ص 665-689 .
-        هویدا حنفى محمود ( 2012) . الصلابة النفسیة وادارة الذات وعلاقتهما بالصحة النفسیة والنجاح الاکادیمى فى ضوء بعض المتغیرات لدى طلاب الدبلومة المهنیة بکلیة التربیة ، دراسات عربیة فى علم النفس ، مج 11، ع3 ، یولیو ، ص ص 541-618 .                                       
-        نورا محمود حسانین (2018) . أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة ، مجلة کلیة التربیة ، جامعة بور سعید ، ج3 ، 2 23 ، ص ص 401-430 .
-        یوسف محیلان سلطان العنزى ( 2007) . أثر التدریب على التفکیر الایجابى واستراتیجیات التعلم فى علاج التاخر الدراسى لدى تلامیذ الصف الرابع الابتدائى فى دولة الکویت . رسالة دکتوراة غیر منشورة . معهد الدراسات والبحوث التربویة . جامعة القاهرة .
 
- المراجع الاجنبیة :
-Anaighazi  A (2013) . Positive Thinking and good citizen ship Culyure. from Jordanian universities Students . Point of view . Published by Canadian Center of Science and Education , International Education Studies , 6(4) , 55-111 .
- Barton , et al ,. (2008) . Psychological Hardiness Predicts in high   Success in US Army special Forces Candidates, International Journal of Selection and Assessment, vol.81 No(1), pp78-81. 
- Bossick , Brain A ( 2008). An Empirical Examination of Relationship between Posttraumatic Growth and the Personality Traits of Hardiness sense of Coherence , Locus of control , self-Efficacy , Resiliens and optimism , Ph.D , Thesis , University of Akron .
- Deptula Cohen , Leslie & sydeny ( 2006) . Expecting the best . the
             relation between peer optimism and social competence , Journal of Positive Psychology,1 ,3 , 130-141 .
- Engel , et al ,. (2011) . Hardiness, Depression, and Emotional Well
Being and Their Association with Appetite with in older Adults , the American Geriatrics Society , Vol (59) , No(5) , ,485-487 .
- Maddi et al,.,( 2009) . The Personality Construct of Hardiness ,    Relationship and Repression innovativeness , Authoritarianism , and     4Performance , Journal of Personality , vol (74) , no(2) , pp575 , 598.                                                                                 
- Jones , G (2012) . The Positive Thinking theory , www . baheltower Todave . com .
-  Kendra ,C ( 2012 ) .  Benfits of Positive Thinking , www . Psveh . ologv.about .com
-  Fredrickson , B ( 2009 ). Positivity . Groundbreaking Research Reveals How to Embrace the hidden Strength  of Positive Emotion . Overcome   Negativity , and Thrive . Newyourk Crowen .
- Seligman, M ( 2006) . Learned Optimism : How to Chang Your mind and your life . Newyourk . Vintage Books Publish
- Shekarey , A ,et al ,.(2010) .The Relation of Self Efficacy and
          Hardiness with Education Progression among The  
          Sophomore girl student s in high school in Aleshtar City ,   
          Procedia Social and behavioral Sciences ,5, 1905-1910.
- whyte R (2004) . Negative Thinking Prose and Drawing ,                      
                http // www . tame .
- Wong S (2012) . Negative Thinking Versus Positive thinking in
        Singaporean Student Sample Relation with Psychological       
        Well-  Bring and Psychological Maladjustment  .   
        Lwarning  and  Individual Differient Journal , 22(1) ,
        76-82 .