دور مقـــررات التعليـــم الابتدائـــي فـــي مواجهـــة ظاهـــرة التنمـــر فـــي ضـــوء القـــرآن الكريـــم والسنــــة النبويــــة (دراســـة تحليليــــة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 كلية التربية، جامعة اسيوط

2 کلية التربية جامعة أسيوط

3 كلية التربية _ جامعة أسيوط

10.21608/mfes.2025.464925

المستخلص

مستخلص البحث
هدف هذا البحث الى وضع تصور مقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي في ضوء القران الكريم والسنة النبوية , ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة المنهج الوصفي لجمع البيانات والمعلومات من الدراسات والبحوث السابقة في مجال البحث  للبحث الحالي , وتوصلت الباحثة لعدد من النتائج منها :
1-  المقررات الدراسية تحتاج إلى التنقيح والتصحيح وإعادة الصياغة
2-  ربط المقررات الدراسية بالشريعة الاسلامية وتحديداً في ما يخص موضوعات التنمر
3-  المنهج الاسلامي من أهداف وطرق تدريس ومحتوى لديه القدرة علي محاربة التنمر
4-  المنهج  الاسلامي يعد واحدا من الوسائل التي يحارب بها التنمر مثل البرامج التي وضعتها بعض الدول مثل برنامج كيفا وغيره من البرامج المناهضة لتنمر
5-  التنمر من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تمثل شكلا خاصا من أشكال العنف التي لا تتكافء فيه القوي وتتوفر لدي الطرف الاقوى النية المبيتة  للإيذاء لأهداف عديدة منها السخرية والضحك والاذلال والاهانة فهو يريد إلحاق الأذى به بكافة الطرق .
6-  يبقي النص القرآني متميزا بالأصالة والسبق والغوص في عمق هذه الظاهرة                 (التنمر) والتشخيص الدقيق للمشكلة وعلاجها بل قدم لها أفضل الحلول وكان له منهج واضح في الوقاية ,والتدابير اللازمة وكان هذا المنهج شموليا حيث جمع بين النص (النظرية),والمنهج العملي (التطبيق )
7-  للقران الكريم منهجه المتفرد في تحقيق الامن ومكافحة العنف ,فهو يهتم بالجوانب التربوية والوقائية التي تمنع وقوع العنف أصلا كما يهتم بالجوانب الزجرية والعقابية  التي تمحو آثاره, وتمنع من معاودته وتكراره     
وأنتهى البحث بتقديم تصور مقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


           

              مركز أ . د . احمد المنشاوى

              للنشر العلمى والتميز البحثى

                    مجلة كلية التربية

                   =======

 

دور مقـــررات التعليـــم الابتدائـــي فـــي مواجهـــة ظاهـــرة التنمـــر فـــي

ضـــوء القـــرآن الكريـــم والسنــــة النبويــــة (دراســـة تحليليــــة)

 

إعــــــــــــــــــــــداد

أ.د/ أحمد عبد الله الصغير البنا                    د/ غادة فوزي هاشم

أستاذ ورئيس قسم أصول التربية                                              مدرس أصول التربية

     كلية التربية- جامعة اسيوط                                            كلية التربية- جامعة اسيوط    

ghada.mahmoud@edu.aun.edu.eg                              dr.elsagheer@edu.aun.edu.eg

أ/ هبه محمد عبدالله محمد

باحثة ماجستير- قسم أصول التربية

كلية التربية- جامعة اسيوط

hibamohamed2542@gmail.com         

 

   }المجلد الواحد والأربعون– العدد التاسع – جزء ثانى - سبتمبر 2025 م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص البحث

هدف هذا البحث الى وضع تصور مقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي في ضوء القران الكريم والسنة النبوية , ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة المنهج الوصفي لجمع البيانات والمعلومات من الدراسات والبحوث السابقة في مجال البحث  للبحث الحالي , وتوصلت الباحثة لعدد من النتائج منها :

1-  المقررات الدراسية تحتاج إلى التنقيح والتصحيح وإعادة الصياغة

2-  ربط المقررات الدراسية بالشريعة الاسلامية وتحديداً في ما يخص موضوعات التنمر

3-  المنهج الاسلامي من أهداف وطرق تدريس ومحتوى لديه القدرة علي محاربة التنمر

4-  المنهج  الاسلامي يعد واحدا من الوسائل التي يحارب بها التنمر مثل البرامج التي وضعتها بعض الدول مثل برنامج كيفا وغيره من البرامج المناهضة لتنمر

5-  التنمر من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تمثل شكلا خاصا من أشكال العنف التي لا تتكافء فيه القوي وتتوفر لدي الطرف الاقوى النية المبيتة  للإيذاء لأهداف عديدة منها السخرية والضحك والاذلال والاهانة فهو يريد إلحاق الأذى به بكافة الطرق .

6-  يبقي النص القرآني متميزا بالأصالة والسبق والغوص في عمق هذه الظاهرة                 (التنمر) والتشخيص الدقيق للمشكلة وعلاجها بل قدم لها أفضل الحلول وكان له منهج واضح في الوقاية ,والتدابير اللازمة وكان هذا المنهج شموليا حيث جمع بين النص (النظرية),والمنهج العملي (التطبيق )

7-  للقران الكريم منهجه المتفرد في تحقيق الامن ومكافحة العنف ,فهو يهتم بالجوانب التربوية والوقائية التي تمنع وقوع العنف أصلا كما يهتم بالجوانب الزجرية والعقابية  التي تمحو آثاره, وتمنع من معاودته وتكراره     

وأنتهى البحث بتقديم تصور مقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي

الكلمات المفتاحية :( مقررات التعليم الابتدائي – التنمر المدرسي – القرآن الكريم –           السنة النبوية )

 

The Role of Primary Education Curricula in Addressing Bullying in Light of the Holy Qur’an and the Sunnah of the Prophet

An Analytical Study

Prof. Ahmed Abdullah Al-Sagheer Al-Banna

Faculty of Education, Assiut University

Director of the Adult Education Center

Professor of Educational Principles, Faculty of Education

dr.elsagheer@edu.aun.edu.eg

Dr. Ghada Fawzy Hashem

Professor of Educational Principles, Faculty of Education

Assiut University

ghada.mahmoud@edu.aun.edu.eg                             

Heba Mohamed Abdullah Mohamed

First Teacher At Arabic Language

To obtain a master's degree in Education - specializing in "Pedagogy of Education"

hibamohamed2542@gmail.com

Abstract

The aim of this research is to develop a proposed vision for the role of primary education curricula in confronting the phenomenon of school bullying in light of the Holy Quran and the Sunnah of the Prophet. To achieve this goal, the researcher used the descriptive approach to collect data and information from previous studies and research in the field of the current research. The research has produced several results, including:

1- Primary education curricula need to be revised, corrected, and reformulated.

2- Linking primary education curricula to Islamic law, specifically regarding bullying topics.

3- The Islamic curriculum, with its objectives, teaching methods, and content, has the potential to combat bullying.

4- The Islamic curriculum is one of how bullying is combated, such as programs developed by some countries, such as Kiva and other anti-bullying programs.

5- Bullying is a dangerous social phenomenon that represents a special form of violence in which power is not equal, and the stronger party has the intention to harm, for many purposes, including mockery, laughter, humiliation, and insult. He seeks to harm the weaker party in every way possible.

6- The Qur'anic text remains distinguished by its originality, pioneering approach, and deep exploration of this phenomenon (bullying), its accurate diagnosis of the problem and its treatment. Indeed, it offers the best solutions and has a clear approach to prevention and necessary measures. This approach is comprehensive, combining the text (theory) with the practical approach (application).

7- The Holy Qur'an has a unique approach to achieving security and combating violence. It focuses on educational and preventative aspects that prevent violence from occurring in the first place, as well as deterrent and punitive aspects that erase its effects and prevent its recurrence.

The research concluded by presenting a proposed vision for activating the role of primary education curricula in combating the phenomenon of school bullying.

Keywords: Primary education curricula, school bullying, the Holy Qur'an, the Sunnah of the Prophet.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة البحث

مع توالى الزمن وتتابعه وانتشار الأمراض  خاصة النفسية منها والاسلام يثبت أنه هو الدين القادر على اصلاح هذه المفاسد والامراض التي تتوالى على مجتمعاتنا بل على المجتمع البشرى بشكل شمولي وتعلقه بمنهج السلوك المعتدل الذى يتبناه الدين الإسلامي بأهم مصادره القرآن والسنة وما حوته هذه المصادر من دعوة للتسامح بين جميع طوائف المجتمع ومالها من آثار متنوعه في السلم المجتمعي والتي تهدف في نهايتها الى تحقيق السلام النفسي والسلام بكل صوره بين طوائف المجتمع 

والاسلام في اساسه دين قائم علي العدل بين  الناس جميعا وعلى المساواة والتسامح  بين البشر في ميزان العلاقات الاجتماعية بين افراده قائم على التعاون على الخير والبناء والسعادة والنهوض بالإنسان وثقافته القائمة على الحوار المتبادل والتفاهم والصداقات المبنية على الحوار المتبادل والسلم والخير بين المجتمعات والشعوب وترسيخ المفاهيم الإيجابية في  سلوك الافراد والمجتمعات وتعزيز ثقافة الحوار البناء للقضاء علي التعصب والعنف الذي يقود الي ان تتصارع الشعوب بدلا من ان تتلاقي مع بعضها البعض. (عيدان,2014, 289 )

والتعليم الاساسي في مصر هو تعليم الزامي لجميع الاطفال المصريين الذين يبلغون سن السادسة من عمرهم اذ تلتزم الدولة بتوفيره ويلتزم الاباء وأولياء الامور بالتنفيذ وذلك لمدة  تسع سنوات دراسية ,ويتكون التعليم الاساسي في مصر من حلقتين الحلقة الاولي هو التعليم الابتدائي ومدتها ست سنوات ,والحلقة الثانية التعليم الاعدادي ومدتها ثلاث سنوات ليصبح مدة هذه المرحلة تسع سنوات (عوني,2020, 4 )

ومن ضمن المشكلات والظواهر السلوكية غير المرغوبة اخلاقيا مشكلة التنمر . والتي تشير الدراسات الى انها ظاهرة حول العالم تنتشر انتشارا واسعا في العديد من الدول ,ويعد التنمر الاكثر حضورا من مشكلات العنف في المدارس حيث تشير  إحدى الدراسات  الى ان 8 من طلاب المدارس الثانوية الامريكية  يغيبون  يوما واحدا في الاسبوع خوفا من التنمر في المدرسة, وكشفت دراسة في النرويج اجريت على 8812 من التلاميذ ان الطلبة ممن يمارسون التنمر وكذلك ضحاياهم قد حصلوا على درجات عالية في مقياس الافكار الانتحارية (العتيبي,2020, 47)

 

وتعد المدرسة المؤسسة التربوية والاجتماعية الثانية في الأهمية بعد الأسرة من حيث مكانتها في التأثير على الطالب  ورعايته وتنميه شخصيته ,و مهاراته ومواهبه وقدراته وتزويده بالمعلومات والمعارف المستجدة اضافه الى انها توفر له بيئة اجتماعيه مليئة بالمثيرات التي تعمل على تحفيز طاقته الكامنة وتوجيهها بالاتجاه الذى يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع . وهى بهذا تحقق الهدف العام للتربية وهو إعدد جيل  قادر على مواجهة  اعباء الحياة ويكون فيه فاعلاً منتجا ملبيا لحاجاته وحاجات مجتمعه , وقادرا على التكيف وتحقيق مستوى مناسب من الصحة النفسية . مثلما تسهم المدرسة في نمو التلاميذ الجسمي , والعقلي , والانفعالى والمعرفي والمهني في ضوء الخبرات المتنوعة المقدمة اليهم . فإنها قد تسهم ايضا في اكتساب البعض سلوكيات مضطربة كالعنف ,والعدوان من خلال تفاعلهم مع بعض مثيرات البيئة المدرسية والمجتمع المحلى   (يحيى,2018, 74)     

 ومن اجل الوصول الى هذه المعادلة وهى خلق شخصية ناضجة ومكتملة من جميع جوانبها كان على المجتمع ان يبحث عن حلول لهذه المشكلات التي تؤثر بالفعل على الفرد والمجتمع واصدق من يحمل هذا الحل هو كتاب الله وسنة رسوله لهذا كان الوصول الى تصور مقترح للتغلب على ظاهرة التنمر المدرسي في ضوء القران والسنة النبوية هو الحل الامثل للوصول لحل نهائي  لهذه المشكلة 

مشكلة البحث وتساؤلاته:

أن هناك علاقات بين الطلبة يشوبها التوتر والقلق بل تتعدى ذلك الى المشاحنات والاعتداءات وان مشاهدة المعلم لطالب مزقت ملابسه او تعدى عليه بالضرب وترى في عينيه نظره القهر والذل والاستبداد والظلم ,لحري بالمعلم ان يواصل الليل بالنهار حتي لا يجعل مشهد مثل هذا يتكرر حتي لا يعود  علي المجتمع افراد مشوه نفسيا متألمة من داخلها غير قادرة على العطاء

وتتحدد مشكلة البحث في الاجابة عن التساؤل الرئيسي وهو (ما دور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية )ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية  التالية -:

1-  ما الاطار الفكري لظاهرة التنمر ؟

2-  ما دور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي ؟

 

3-  ما المنظور القرآني والنبوي في مواجهة ظاهرة التنمر ؟

4-  ما التصور المقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة التنمر المدرسي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية  ؟

أهداف البحث:

حاولت الدراسة الحالية تحقيق الاهداف التالية -:

1-  تعرف الاطار الفكري والفلسفي  لظاهرة التنمر المدرسي .

2-  تعرف الإطار الفكري للتعليم الابتدائي ودور مقرراته  في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي لدي التلاميذ .

3-  بيان  المنظور القرآني والنبوي لظاهرة التنمر وكيفية مواجهتها .

4-  وضع  تصور مقترح لتفعيل دور مقررات التعليم الابتدائي لمواجهة ظاهرة التنمر المدرسي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية . 

أهمية البحث

وتبرز اهمية البحث في جانبيه النظري والتطبيقي في

1- اهميه نظرية

وتأتي هذه الأهمية مما يقدمه البحث من اطار نظري وفلسفي للمكتبة حول ظاهرة التنمر بمفهومها وأنواعها والنظريات التي قيلت حولها وما دار حول نشأتها وسبل علا جها

وكذلك الوقوف بالتفسير والتحليل في كتاب الله العظيم وسنة رسوله المطهرة وما جاء من آيات كرام واحاديث جليلة في هذا المقام

2- أهمية تطبيقية

وتتضح الاهمية التطبيقية حول ما يقدمه البحث من تصور مقترح للتغلب علي ظاهرة التنمر المدرسي معتمدة في ذلك علي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ,ويتحقق الهدف ويتمكن المسئولون من الاستفادة من هذا البحث في علاج ظاهرة تهدد المجتمع المدرسي وتقف حائلا امام تحقيق اهدافه مما يحقق سلامة الفرد وسلامة المجتمع

 

- منهج البحث

- اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي  لجمع البيانات والمعلومات من الدراسات والبحوث السابقة في مجال الدراسة وتحليلها لبيان دور المقررات الدراسية في مرحلة التعليم الابتدائي والمنظور القرآني والنبوي  في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي ,والخروج من ذلك بتصور مقترح لتفعيل دور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة  ظاهرة التنمر المدرسي لدى التلاميذ

- حدود البحث :

حد الموضوع:

- اعتمدت الدراسة علي توضيح دور مقررات التعليم الابتدائي  في مواجهة ظاهرة التنمر في المرحلة الابتدائية  في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية .

- مصطلحات البحث

- المقررات المدرسية (تعرفها الباحثة إجرائيا )

- هي عبارة عن تلك المواد  الدراسية التي توجد فيها مجموعة كبيرة من المعلومات وأيضا الحقائق والمفاهيم ,والتي يتم اختيارها  بكل عناية من قبل عدد كبير من الخبراء في كل مجال من تلك المجالات المعروفة ,كما أنهم يعملون علي تنظيمها بشكل كبير وتلك الطريقة تستهدف المتعلمين لإكسابهم  الكثير من المعارف والمعلومات وأيضا الحقائق العلمية حتي تستطيع تحقيق النمو الشامل لهم

- التعليم الابتدائي :هو التعليم الذي يمكن الاعتماد عليه في مراحل التعليم التالية  ,وهو يقدم للأطفال من (6سنوات -11سنة)ويعتبر قاعدة الهرم التعليمي ,بمدي ما يحققه من نوعية ومستوي في تكوين التلاميذ ويؤثر في عملية التعليم والتعلم في مراحل التعليم التالية  ,كما أنه يعتبر قاعدة اساسية لتكوين القدر المشترك من الثقافة العامة بمكوناتها الشخصية والقومية والعربية والانسانية  (مخلوف,1995, 9)

- التنمر(إجرائيا) والذي تعرفه الباحثة علي أنه هو قصد إلحاق الضرر بالغير مع عدم قدرة الطرف الآخر علي رد الضرر ودفعه عن نفسه.

 

- خطوات السير في البحث:

- للإجابة عن تساؤلات البحث وتحقيق أهدافه سار البحث وفقا للمحاور التالية

- المحور الاول :الاطار الفكري لظاهرة التنمر .

- المحور الثاني: دور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر .

- المحور الثالث :المنظور القرآني والنبوي في مواجهة ظاهرة التنمر .

- المحور الرابع :التصور المقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي . وفيما يلي تفصيل هذه المحاور .

- المحور الأول :الإطار الفكري لظاهرة التنمر

المقصود بمفهوم ظاهرة التنمر :

التنمر مفهوم معقد ويصعب تحديده نظرا لارتباطه بعوامل عديدة بعضها نفسية وبعضها اجتماعية وبعضها يرتبط بالتنشئة وغير ذلك من الأمور المتداخلة مع بعضها البعض ,فكان من الصعب تحديده تحديدا كليا, وأيضا هو مفهوم حديث نسبيا وعند التعرض له تجد اختلافا كبيرا عليه لاختلاف ذلك من مجتمع لآخر .

أولا :التنمر لغة: في اللغة :يقال( نمر) فلان:

غضب وساء خلقه ,وتنمر تشبه بالنمر في لونه أو طبعه .ويقال :تنمر لفلان :تنكر له و أوعده (الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ,  2018 , 635 ).

وهناك بعض المترادفات في اللغة لمفهوم التنمر منها    البلطجة   -  التسلط   -  الترهيب - الاستئساد -الاستقواء.  

 ثانيا: تعريف التنمر في الاصطلاح

عند النظر لمفهوم التنمر  اصطلاحا نجد أن المفاهيم متعددة ومختلفة ولكن منها من يعرف التنمر بشكل عام ولا يقتصر علي نوع بعينه فالتنمر هو :  ذلك السلوك المتكرر الذي يهدف إلي إيذاء شخص أخر جسديا أو لفظيا أو اجتماعيا أو صحيا أو جنسيا ,من قبل شخص واحد أو من عدة أشخاص وذلك بالقول أو بالفعل للسيطرة علي الضحية ونيل مكتسبات منها بطريقة غير شرعية . (الشريف , 2019 , 625 ).

أو هو شكل من أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب فيه شخص ما وعن قصد منه في إصابة شخص أو إزعاجه)   Cervantes,2025,p67)

ويلاحظ هنا أن التعريفين السابقين  لم يحدد امكان التنمر فقد يكون في العمل ,وقد يكون في الأماكن العامة وقد يكون بين الصغار وقد يكون بين الكبار دون تحديد أي فئة عمرية يحدث بها التنمر مع أن التعريف الاول ركز على أنواع (أشكال التنمر )مع إغفال عناصر أخري تحدث أثناء التنمر .

ومصطلح التنمر (البلطجة) ينظر اليه علي نطاق واسع علي أنه السلوك العدواني المتعمد والمضايقة الصامتة والتجاهل ..إلخ, مما ينتج عنه عدم الراحة والتسبب في الام بسبب شخص ما ((Yuan ,Cao, 2022,p72

ومنهم من عرف التنمر بأنه سلوك مقصود لإلحاق الأذى الجسمي أو اللفظي أو النفسي أو الجنسي ,ويحصل دائما من طرف قوي مسيطر تجاه طرف ضعيف لا يتوقع أن يرد الاعتداء عن نفسه ,ولا يستطيع أن يبادل القوة بالقوة ,ولا يجرؤ أن يبلغ عن حادث التنمر للراشدين من حوله ,وهنا يكمن سر استمرار التنمر على الضحية (الظهوري,2022 , 323 ).

وكما ركز التعريف الأول علي أنواع وأشكال التنمر ,كذلك هذا التعريف , مع التفريق بين أن المتنمر هنا مسيطر ويتمتع بالقوة فهو هنا يريد التنمر من أجل التنمر (في رأي الباحث( فيختار ضحية لا تستطيع أن تبلغ عن هذه الواقعة التي حدثت له ,وسواء كان ذلك له مكتسبات وعائدات مادية أو غير مادية فهو مستمر بالتنمر على هذه الشخصية التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها

ونخلص مما سبق : إلي أن حدوث التنمر أحيانا يكون له أهداف مثل الاستفادة من الشخص الضعيف ماديا أو غيره ,وأحيانا يكون الهدف هو التنمر من أجل التنمر ,أي من أجل إذلاله والسيطرة عليه والسخرية منه, و لا يخرج التنمر عن هذين الهدفين

وبعد العرض المبسط لتعريف ظاهرة التنمر ومحاولة وضع حدود لها تمنع غيرها من الظواهر التي تتصف بالعنف والعدوان من الدخول تحت تعريف التنمر ,وذلك لأن التنمر بالأخص يعود علي الطرفين بالضرر سواء جاني أو ضحية ,فقد كان هناك العديد من التعريفات المتعددة منها من حاول توضيح أشكال التنمر ومنهم من ركز على العوامل التي تخلق التنمر ومنهم من وضح جانب التنمر ومنهم من حاول حصر عناصر التنمر ...الخ وكان الهدف من ذلك تحديد هذه الظاهرة عن غيرها ,فهي ظاهرة خطيرة ولها عواقب وخيمة ,ومما سبق من تعريفات عديدة ولان التعريفات التي توضع لابد أن يتوفر فيها شروط معينة ومنها أن يكون التعريف جامعاً مانعاً محدداً قصيراً واضحاً, و استنادا علي التعريفات السابقة جاء هذا التعريف البسيط للتنمر والذي تعرفه الباحثة علي أنه هو قصد إلحاق الضرر بالغير مع عدم قدرة الطرف الآخر على رد الضرر ودفعة عنه

 ثانيا :أسباب التنمر المدرسي

من أسباب وعوامل التنمر المدرسي ما يأتي :

عوامل بيولوجية: أن يكون الضحية صغير السن ضعيف البنية مقارنة بالمتنمر .

-    عوامل نفسية : مثل الخجل , والقلق , وليس للضحايا القدرة على المواجهة , يميلون إلى الانسحاب , وتقديرهم لذواتهم منخفض , يخافون , ويعد الهروب وسيلتهم لحل الصراعات .

-    عوامل أسرية : تميل الأسر في المجتمعات الحديثة إلي تلبية الاحتياجات المادية للأبناء كالملبس والمأكل وكل مسببات الرفاهية مقابل إهمال المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة والتربية الحسنة ,إضافة إلى ذلك يعتبر العنف الأسري من أهم أسباب التنمر ,فالطفل الذي ينشأ في جو أسري يملؤه العنف سواء بين الزوجين أو اتجاه الأبناء ويتأثر الأبناء بما يشاهدوه أو يمارس عليهم وبالتالي يميل الطفل إلي ممارسة العنف والتنمر علي أقرانه, ويمكن توضيح ذلك كالتالي

-    التذبذب في اتخاذ القرارات ,وأسلوب التربية بين الوالدين ؛مما يؤدي إلي اختلاف قوانين المنزل

-    التساهل في التربية :وعدم عقاب الأطفال علي أخطائهم ,أو القسوة والشدة في التربية .

-    المستوى التعليمي والثقافي للوالدين وخاصة الأم: حيث يرتبط بصورة عكسية بمعدلات التنمر بين الطلبة في المدارس, وله أثر سلبي علي سلوكيات أطفالهم إما كمتنمرين أو كضحايا

-    المستوى الاقتصادي للأسرة: فالمستوي المرتفع قد يجعل من الأطفال المدللين ,والذين يعتبرون الثراء وسيلة للسخرية من الآخرين ,أما منخفضو الدخل فقد يكون أبناؤهم عرضة للسخرية .

-    عدد أفراد الأسرة :فالأسر الكبيرة تزيد نسبة ممارسة ,أو تعرض أطفالهم للتنمر في المدارس

-    ترتيب الطفل بين الإخوة: فالأطفال الذين يكون ترتيبهم بين إخوتهم بين (4-7)هم أكثر عرضة ليصبحوا متنمرين ؛بسبب قلة الاهتمام  .

-    والتنافس بين الأشقاء: فهناك ما يسمي "باضطراب تنافس الأشقاء "خاصة في مرحلة المراهقة؛ والذي يزيد من مشاعر الغيرة والغضب؛ وبالتالي يصبح متنمراً في المحيط المدرسي بغرض جذب الانتباه

-    العنف الأسري: فاستخدام العنف ,والقسوة ,والإفراط في العقاب الجسدي من قبل الأسرة ؛كأسلوب للتربية يؤدي إلي سلوكيات عنيفة من قبل الأطفال في المدرسة ؛وبالتالي زيادة نسبة التنمر في المدارس

حيث يشكل ضحية التنمر صورة سلبية عن ذاته وعن قدراته , وهو ما يعبر عنه بقوله أن :" المخططات المعرفية لدى ضحايا التنمر تتضمن أراء سلبية عن الذات "

- عوامل اجتماعية : وهى عديدة مثل : نقص المهارات الاجتماعية , نقص العلاقات مع الأقران , نقص المكانة الاجتماعية ما يؤدى إلى الميل إلى العزلة الاجتماعية والانسحاب والسلبية , نقص المهارات اللفظية ومهارات التواصل , وفى السياق يشير ( Hazler ) إلى أن :" المهارات اللفظية لدى ضحايا المشاغبة تستنفذ بسرعة خلال حوادث الضغوط المرتفعة , وأن قدرتهم تكون محدودة على التفاوض اللفظي وتهدئة الموقف , وأنهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم ضد الاعتداءات اللفظية التي توجه إليهم . (شطيبي ,2015 , 11)

عوامل اعلامية وتكنولوجية :تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة علي مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ,لذلك نجد الأطفال المدمنين علي هذا النوع من الألعاب يعتبرون الحياة اليومية بما فيها الحياة المدرسية امتداداً لهذه الألعاب فيمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم  بنفس الكيفية وهنا تكمن خطورة ترك الأبناء يدمنون ألعاب العنف ,وبتحليل بسيط لما يعرض في التلفاز من أفلام – سواء كانت موجهة للكبار أم لصغار –نلاحظ تزايد مشاهد العنف والقتل الهمجي والاستهانة بالنفس البشرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة ولا يخفى على أحد خطورة هذا الأمر خصوصا إذا استحضرنا ميل الطفل إلى تصديق هذه الأمور وميله الفطري إلى التقليد وإعادة الإنتاج .

-عوامل  مدرسية :إن المناخ المدرسي بناء متعدد الاوجه يشير إلي التجارب الذاتية والمشاعر التي تتعين علي الافراد تجاه مدارسهم وأهم هذه الابعاد هي المواقف المشتركة ,والعلاقات الشخصية ,والتدريس والممارسات التعليمية ,والبيئة المادية والإحساس العام بسمة السلامة للمدرسة ,المناخ المدرسي له آثار مهمة علي وجود التنمر والتعديل النفسي والاجتماعي للطلاب ,فإن المناخ الايجابي للمدرسة يقلل من حدة التنمر (Carney ,Catherine Mae, 2025,p8)

من منظور عالمي ,تختلف المدارس في العديد من الجوانب فعلي سبيل المثال ,فيما يتعلق بالخصائص الفردية للمعلمين والطلاب ومبادئ الحكومات والقواعد واللوائح والموارد المادية والموقع وما إلى ذلك ,وعلاوة علي هذا ,فإن العوامل تتفاعل علي مستويات مختلفة ,من مستوى الفرد إلي المستوى المجتمعي .وبالتالي ليس من المستغرب أنه لم يثبت بعد ما هي السمات المدرسية الأكثر أهمية في الجهود المبذولة لمنع وتقليل التنمر Johansson,2022,101-178))                                                                                                                                     

لقد ارتقى العنف في المدارس إلي مستويات غير مسبوقة وصلت حد الاعتداء اللفظي والجسدي سواء على المدرسين أو التلاميذ وأولياء الأمور وهذا أدى وشجع البعض علي التسلط والتنمر علي البعض الآخر ,كما أن التدريس بالطرق التقليدية التي تعتمد علي مركزية المدرس كمصدر وحيد للمعرفة وكمال السلطة المطلقة داخل الفصل دفع هذا الأخير إلي اعتماد العنف والتسلط والإقصاء ,وهذا  يخلق مناخاً مناسباً وبيئة ًجيدةً لنمو ظاهرة التنمر. (مغار,2015 , 514, 515) .

  ثالثا حجم ظاهرة التنمر المدرسي :

  باتت ظاهرة التنمر تتزايد حجما ونوعا وأسلوبا ,لا سيما مع زيادة العنف الأسري والعنف ضد الأطفال ,الذي صار يحدث بمعدلات عالية في أنحاء العالم ,ويأخذ طابعا وبائيا ينتشر انتشارا خطيرا في المجتمع المعاصر ,وفقا للتقديرات الإحصائية التي تسجلها بعض المجتمعات ,ساعد على وصفه بأنه "وباء العنف " ((Epidemic ofViolence كما تصفه الرابطة الأمريكية للطب النفسي, وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن حالات التنمر عموما في تزايد ,فقد كشفت إحدى الدراسات التي طبقت على بعض مدارس الولايات المتحدة الأمريكية أن 13%من الصف السادس و40%من الصف الثالث عادة يمثلون ضحية لأطفال متنمرين ,بينما 10-14%من هذه الصفوف هم أطفال متنمرون .وفي دراسة مسحية قام بها "أولو يس" لأكثر من 150000 طالب اسكندينافيا متنمراً تقريبا من الطلاب (أعمارهم 8-16)عاما كانوا إما متنمرين أو ضحايا للتنمر بشكل منظم بواقع 9%من الطلاب كانوا ضحايا و6%تنمروا على طلاب آخرين تنمرا منتظما .

  بل توصلت الدراسة إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أن 17%من الضحايا تحولوا متنمرين .

  أما في الدول العربية فلم تستحوز ظاهرة التنمر باهتمام يذكر لا من المدارس ووزارات التعليم ولا من الباحثين, مما يجعلنا غير مطلعين اطلاعا علميا على النسب الحقيقية لهذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية

  غير أنه في الآونة  الأخيرة قد بدت بعض المحاولات من بعض الباحثين للتصدي لهذه الظاهرة ومحاولة معرفة أسبابه وحقائقها ومحاولة إعداد البرامج الوقائية والعلاجية للحد من هذه الظاهرة ,فقد أشارت دراسة محمد القداح وبشير عربيات أن حالات التنمر تنتشر في المدارس ذات الأوساط الاجتماعية والاقتصادية الأقل تطورا وأن 8%من طلبة المدارس لا يذهبون إلى المدرسة شهريا خوفا من تعرضهم للتنمر من قبل أقرانهم , وكشفت دراسة نوره سعد القحطانى (2008) أن نسبه الطلاب والطالبات في المرحلة المتوسطة الذين يتعرضون للتنمر مرة أو مرتين خلال الأشهر الماضية تصل إلى (35,5% ), وانه يؤثر سلبيا على جميع الأطراف المشاركة فيه . (أحمد , 2020, 38).

  وتشير إحصائيات التنمر في المجتمع المصري إلى أن 70% من الاطفال يتعرضون للتنمر من زملائهم في المدرسة ,كما صرح بذلك مكتب اليونيسيف بمصر علي لسان مدير مكتبه الاعلامي  أن التنمر أصبح ظاهرة عالمية يتعرض لها حوالي 50%من طلاب المدارس ووفقا لنتائج الدراسة التي أجراها اليونيسيف في عدد من محافظات مصر عام 2015,فإن أعلى مستوى من العنف يتعرض له الطفل يحدث في المنزل تليه المدرسة ,كما أكدت النتائج أن حوالي 29%إلي 47% من الاطفال من الاطفال من 13-15عاماًعرضة للتنمر في المستقبل .وقد استرعت هذه المؤشرات اهتمام المجلس القومي للأمومة والطفولة فبادر بتنفيذ حملة إعلامية لمحاربة العنف بكل أشكاله في عام 2016  

  ويشير (Lang-2018)أن التنمر بين الطلاب وخاصة في مرحلة المراهقة مشكلة خطيرة في جميع أنحاء العالم ,حيث أن حوالي 100إلى 600مليون مراهق كل عام يشاركون بشكل مباشر في سلوكيات التنمر ,كمتنمر أو ضحية أو كليهما ,في جميع أنحاء العالم وتشير الإحصائيات الدولية أن معدل انتشار التنمر في المدارس يتراوح من 10:15%كما يختلف عدد الضحايا من بلد لآخر ,ففي اليابان بلغ معدل الضحايا 22%في المدارس الابتدائية ,و13%في المدارس الإعدادية و6%في المدارس الثانوية ,بينما في المدارس الإنجليزية فعدد الضحايا بلغ  20% تقريبا

  ويقدر الخبراء بأن هناك حوالي 7,3 مليون طفل في الولايات المتحدة  يتعرضون للتنمر في المدارس الأساسية الدنيا والمتوسطة ,وأن نحو (20%)يتعرضون لمعاناة طويلة المدى من التأثيرات النفسية والأفكار الانتحارية  نتيجة التنمر عليهم ,واستنادا إلي التقارير الذاتية لأطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 11-15عاما من 35 بلدا ,قدرت نسبة 10,9%أنها تعرضت للتنمر مرتين أو ثلاث مرات شهريا أو أكثر ,وأن نسبة كبيرة من تلاميذ المدارس الأسترالية بوجه عام يشاركون في التنمر بأدوار مختلفة  متنمرين أو ضحايا أو مشاهدين لموقف التنمر .( أحمد ,2020 , 37).

وهناك أشكال للتنمر ومنها ما يأتي:

- التنمر الجسمي: كالضرب أو الصفع أو الرفس أو الإيقاع أرضا, أو السحب, أو إجباره على فعل شيء. p7,) Lily,Lai,2019, )

- التنمر العاطفي والنفسي :المضايقة والتهديد والتخويف والإذلال والرفض من الجماعة وعزلهم عن التفاعلات الاجتماعية (McCullough,2025,p5)

- التنمر اللفظي: السب والشتم واللعن ,أو الإثارة أو التهديد, أو التعنيف ,أو الإشاعات الكاذبة ,أو إعطاء ألقاب ومسميات للفرد أو إعطاء تسمية عرقية .

- التنمر الجنسي: استخدام الأسماء الجنسية وينادي بها, أو كلمات قذرة أو لمس, أو تهديد بالممارسة

- التنمر في العلاقات الاجتماعية :منع بعض الأفراد من ممارسة بعض الأنشطة بإقصائهم أو رفض صداقتهم أو نشر شائعات عن آخرين.

- التنمر علي الممتلكات: أخذ أشياء الآخرين والتصرف فيها عنهم أو عدم إرجاعها أو إتلافها. وهنا لابد من ملاحظة ان الأشكال  السابقة قد ترتبط معا فقد يرتبط الشكل اللفظي مع الجسدي أو الجسدي مع الاجتماعي أو غيرها. Sullivan Keith ,2012,p23))

التنمر الالكتروني:

كما يمكن أن يكون التنمر اليوم أكثر تطورا من خلال الوسائل الحديثة كالإنترنت مثل إرسال رسائل عن طريق البريد الالكتروني ,أو الهاتف الخلوي ,أو نشر إشاعات على صفحات الانترنت ,وهذا يعطي مساحة إضافية للتنمر

من خلال الطرح السابق؛ التنمر يشير إلى ممارسة فرد أو جماعة للسلوكيات غير المقبولة تعبر عن ممارسات عدائية متكررة من شأنها استبعاد الآخرين ,والتقليل من شأنهم ومكانتهم وإهدار إنسانيتهم ,ويمكن أن يتضمن التنمر الإساءات اللفظية ,أو المكتوبة أو التنابذ بالألقاب  أو الاستبعاد من النشاطات الجماعية والمناسبات الاجتماعية ,أو الإساءة الجنسية (سايحى,2018 ,ص82 ).

التنمر الرمزي

ويعني استخدام بعض التصرفات التي تلحق الأذى النفسي بالآخر ,كالضحك عليه دون علمه بالسبب ,تجاهله أثناء الحديث والانشغال بأمور أخرى ,استخدام بعض الإشارات والإيماءات التي تحمل معني الاحتقار والتقليل من الشأن ,القيام بتصرفات مخيفة اتجاهه.

التنمر العنصري:

ويتضمن الإيماءات أو التلميحات ,أو القذف أو السب للآخرين بصورة متعمدة في نسبهم وديانتهم ومكانتهم الاجتماعية (الوضع الاجتماعي).( عبد الرحمن , 2020, 353- 356)

المحور الثاني :التعليم الابتدائي

أهمية التعليم الابتدائي :-

تعد المرحلة الابتدائية الركيزة الاساسية ولبنة الأساس للمرحلة التي تليها ,لذا ينبغي التركيز علي هذه المرحلة والاهتمام بها بنحو أكبر ,خاصة وأن أي خلل قد يعتري هذه المرحلة سيتراكم في هذا الاساس ,وسيمتد تأثيره في مراحل التعليم اللاحقة ,إذ يكتسب التلميذ في المرحلة الابتدائية الكثير من العادات والقيم والاتجاهات ,فضلا عن نمو قدراته واستعداداته العقلية إلى جانب تنمية المهارات الاساسية مثل القراءة والكتابة والحديث والاستماع ,وفي هذه المرحلة أيضا يفهم العلاقات الاجتماعية الصحيحة وكيفية  ممارستها(الحسين  ,2020 , ص101)

إن الاتجاه الذي يبدأ به تعليم الانسان سيحدد حياته المستقبلية ,تسلط هذه الكلمات لأفلاطون -الكاتب والفيلسوف اليوناني-الضوء علي أهمية التعليم المبكر في حياة الإنسان ,وهذه المعتقدات ظلت باقية لدي الفلاسفة والتربويون علي مر العصور ,واعتقدوا أن دورهم هو تنمية الطفل ككل وتعزيز جميع جوانب نموه

(Patrick Smith& Lyn Dawes, 2017, p21)   

تمثل المرحلة الابتدائية احدى البيئات المهمة التي تنبت فيها بذور العملية التربوية بأبعادها وخصائصها ومكوناتها المختلفة ,وأنها تمثل الحد الادنى للتربية والتعليم الذي لا غنى عنه لتهيئة الناشئة ليكونوا مواطنين قادرين عل أن ينطلقوا بمسؤولياتهم الفردية والاجتماعية بعد اكتسابهم كثيرا من المهارات الأساسية اللازمة للمواطنة الصالحة لمسايرة ركب المجتمع ,والمشاركة الايجابية في حياة المجتمع ونشاطاته المختلفة . (الحسين  ,2020 , ص101)

 ويتضح من ذلك أن أهمية التعليم الابتدائي تنبع من أهمية الفترة نفسها في عمر الطفل فهو في سنواته الاولى في المدرسة يتعلم القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلي مجتمع جديد عليه له قوانينه وله حقوق وعليه واجبات فهي بيئة الطفل التي تساعده علي فهم مجتمعه وتغرس فيه الحب والانتماء للوطن وتغرس فيه الثقافة والقيم الدينية والعقيدة .لذلك كان التعليم الابتدائي هو الاساس المتين الذي يجب أن تقوم عليه باقي المراحل التعليمية الاخرى(عبد العال, 2020,ص 12)

فلسفة التعليم الابتدائي :

تقوم فلسفة التعليم  في أي مجتمع على إبراز هويته الوطنية وتمثيل العناصر الأساسية في ثقافته وتحديثها لكي تتسق مع منظومة الفكر العالمي وتحقيق دورها في تكوين الشخصية المصرية ,لذا فإن التعليم الأساسي هو القدر من التعليم والمعرفة الذي يعده كل مجتمع حقا للمواطن, و واجبا توفره له ,ويمثل القدر الضروري من المعارف والقدرات الذهنية ,والتربية الروحية والمهارات والاتجاهات التي ينبغي للفرد أن ينالها في مراحل حياته ,صغيرا كان أم شابا كبيرا ,ويهدف التعليم الأساسي إلى تمكين الفرد من مواصلة تعليمه إلى مستويات أرفع في سلم المعرفة أو خروجه إلى الحياة العملية مزودا بالقدر الذي يمكنه من الانخراط فيها ,والمشاركة في حياة مجتمعه ,وأن يواصل تعليمه معتمدا على ذاته أو مستفيدا من فرص التعليم غير النظامي ,وكل ضروب التعليم المستمر (عبد الرحمن, 2015,  ص141).

وتعتمد فلسفة التعليم الابتدائي علي أن الخبرة لا تكتسب إلا من خلال الممارسة ,وأن الجانب العملي من التعليم الأساسي لا يجوز أن يبدأ إلا بعد أن يكون الطفل قد اكتسب قدرا من المهارات الأساسية (القراءة  -الكتابة – الحساب )وهذا يعني أنه بالرغم من أهمية المهارة اليدوية في إتقان المهنة إلا أنها يجب أن تمارس في ظل خلفية نظرية مناسبة لمستوى نضج التلاميذ وأن التعليم الاساسي تعليم مستمر ,كما أن طبيعة التغير في المجتمعات تتطلب استمرارية التعليم مدى الحياة (عبد العال , 2022,ص209)

رابعا :أهداف التعليم الابتدائي

يهدف التعليم الابتدائي إلى تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ ,وإشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العلمية والمهنية التي تتفق وظروف البيئات المختلفة, بحيث يمكن لمن يتم مرحلة التعليم الأساسي أن يواصل تعليمه في مرحلة أعلى, وأن يواجه الحياة بعد تدريب مهني مكثف من أجل إعداد الفرد لكي يكون مواطنا منتجا في بيئته ومجتمعه (خضر , 2000, ص124).

وتحقيقاً لهذه الاهداف الجوهرية يسعى التعليم الابتدائي إلى تنمية طاقات الطفل وقدراته في إطار من التوازن بين حقه في التعليم وحقه في الاستمتاع بطفولته حتى يتمكن من

  • تعميق الانتماء لوطنه وتاريخه وتأكيد الولاء الوطني وتنمية الاعتزاز به.
  • ترسيخ الايمان والاعتزاز بدينه وقيمه السماوية والاجتماعية واحترام عقائد الآخرين ومقدساتهم وشعائرهم .
  • اكتساب المهارات الاساسية في القراءة والكتابة والرياضيات بصورة تؤدي إلى التواصل اليسير والفعال بمختلف وسائله من خلال اللغة القومية بين مواطني المجتمع أخذا وعطاء ,وحوارا ورأيا, وتفاعلا وانتماء, وتحكيما لمنطق العقل .
  • تكوين أسلوب التفكير العلمي لدى الطلاب والقدرة على تحليل المعلومات واتخاذ القرار الصحيح عندما يواجه مشكلة مرتبطة به حيث أن منهج التفكير هو الاساس وليس حشو المعلومات ذاتها
  • توفير مقومات الصحة والسلامة الجسدية والنفسية وما يرتبط بها من مكونات سلامة البدن ورعايته .
  • اكتساب القدرة على المشاركة الإيجابية في عمل الجماعة والجهد التعاوني والتكافل والقدرة على إدراك العلاقة بين الحق والواجب والعطاء و المسئوليات في إطار من تحقيق الحرية وإقرار الديمقراطية وتعميق احترام الطفل لنفسه والآخرين والاحساس بالمسئولية . (عبد الجواد ,2016, ص 29 )
  • تنمية شخصية التلميذ الخلاقة وفكره النقدي ,بحيث يتمكن من الإسهامات البناء ة في تنمية مجتمعه بدءاً من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه ,بحيث يتم طبع شخصية التلميذ بمواصفات أساسية يتسم بها سلوكه . (أحمد,998ا, ص18).

ويتضح مما سبق أن الهدف من التعليم الابتدائي هو ربط التلميذ بمجتمعه وتنمية جميع جوانب شخصيته وغرس القيم في شخصيته وتنمية قدراته علي التفاعل المجتمعي ,وكذلك إكساب التلميذ قيم العمل والمشاركة والقدرة على التكيف مع  متغيرات العصر والتطوير وربط التلميذ ببيئته ومجتمعه والجمع بين الجانب النظري والجانب العملي وغرس حب الوطن في نفسه وتوعيته بقيمة وطنه والتسامح وحب الاخرين ,وتنمية قدراته العقلية وجعله مواطناً صالحاً وفعالاً ومشاركاً ,قادراً على تقبل ذاته وتقبل الآخرين . 

المقررات الدراسية :

أهمية المقررات الدراسية :

تتضح أهمية المقررات الدراسية في قدرتها على تحقيق ما يلي:

1-  إعداد الاجيال الناشئة والمتعلمة بالشكل الذي يتفق مع فلسفة المجتمع .

2-  مساعدة المتعلم علي فهم طبيعة مجتمعه من حيث نظمه ومؤسساته وكيفية التعامل بينهما بما يحقق تماسك المجتمع     وترابطه

3-  المنهج المدرسي متمثل في المقررات الدراسية يساعد في تحقيق تكيف الفرد مع مجتمعه عن طريق إبراز دوره وتوضيح ما له من حقوق وما عليه من واجبات

4-  مساهمة  المقررات الدراسية في تنمية روح التعارف بين المتعلمين وذلك عن طريق ما تتضمنه المقررات من أنشطة جماعية تقوي أواصر التعارف والمحبة والعمل الجماعي داخل المدرسة وخارجها

5-  تحقيق الاحتواء للطلاب بشكل مناسب عن طريق تضمينها أهم القيم التي تجعل النشء يلتف حولها

6-  تنمية القدرة النقدية لدى الطلاب ومساعدتهم على التكيف مع ما هو مرغوب فيه من مستحدثات عصرية لا تهدد القيم العربية والاسلامية

7-  تنقل تراث وتاريخ وقيم وخبرات الآباء والأجداد من السلف الصالح وتاريخهم وقيمهم وخبراتهم و تحليله ونقده وتقويمه للتعرف علي جوانب القوة والضعف فيه والاستفادة منه في تهيئة جو من الإبداع والابتكار من أجل حل مشكلات العصر (الكرغلي  ,2020 ,ص52).

 

المحور الثالث : صور التنمر في القرآن الكريم والسنة   

نماذج من آي القرآن الكريم في التنمر

 هذه بعض صور وأنواع التنمر ,منها ما حدث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام  ,ومنها ما أخبر به القرآن الكريم بينا وتوضيحا للأمة .واعتمدت في تحديد شكل التنمر السابق وهو قصد إلحاق الضرر بالغير مع عدم قدرة الطرف الآخر علي رد الضرر ودفعة عنه. وحاولت رصد أنواع وأشكال مختلفة لتنمر مع الإشارة اليها من كتاب الله أو سنة رسوله ليتضح  للعالم جميعا أن الدين الإسلامي دين الحق يدافع عن الإنسانية جمعاء ويرفض التنمر بكل أشكاله وأنواعه. 

التنمر الرمزي  

- باليد أو العين أو الإشارة :

قال تعالي "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَه (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)  " سورة الهمزة . جاء في تفسير قوله تعالي "ويل لكل همزة لمزه" أختلف العلماء في الهمز واللمز هل هما بمعني واحد أم يختلفان قال بعضهم هما بمعني واحد وقال بعضهم يختلفان فالهمز هو عيب الغير باللسان في غيابه واللمز هو عيب الغير باليد ,أو بالعين ,أو بالإشارة أو بالكلمة الخفية في حضوره ,وعلي كل حال ,فالمراد بالهمز واللمز عيب الناس ,وازدراؤهم واحتقارهم (بدوي ,2009, 10 )

وعند ابن كثير الهماز بالقول ,واللماز بالفعل ,بمعني يزدري الناس وينتقص بهم ,قال ابن عباس (همز لمز) طعان معياب وقال الربيع ابن أنس :الهمزة يهمز في وجهه, واللمزة من الخلف ,وقال قتادة يهمزه ويلمزه بلسانه وعينة ,ويأكل لحوم الناس ,ويطعن عليهم وقال مجاهد :الهمزة :باليد والعين ,واللمزه باللسان ,وهي عامة (ابن كثير , 1438ه,654).

في هذه السورة القصيرة العظيمة يبدأ سبحانه وتعالي السورة بكلمة ويل وفي تعريف الويل قال الطبري (الطبري,1321ه, 161).

(الويل الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم ,فجعل سبحانه وتعالي ذلك عقاباً للهمز واللمز والهمز كما تقدم بالقول واللمز بالفعل ,وهذا فيه معني التنمر لأن عند الرجوع إلى تعريفات التنمر السابقة كان من أهم الأمور المشتركة في التعريفات وهو تكرار الفعل ,ودل علي

 ذلك صيغ المبالغة التي جاءت عليها كلمتا همز ولمز؛ فهما على وزن فعل ويوضح ذلك الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي في كتابه الوسيط ,قال وحاصل هذه الأقوال يرجع إلي أصل واحد ,وهو الطعن وإظهار العيب ,ويدخل في ذلك من يحاكي الناس في أقوالهم وأصواتهم ليضحكوا منه

وهمزة ولمزة, وصفان لموصوف محذوف ,أي عذاب شديد وخزي عظيم ,لكل من يطعن في أعراض الناس ويغض من شأنهم ,ويحقر أعمالهم وصفاتهم وينسب إليهم ما هم برآء منه من عيوب

والتعبير بقوله "همزة ولمزة" يدل علي أن تلك الصفات القبيحة ,كانت عادة متأصلة فيهم لأن اللفظ الذي بزنة فعلة – بضم الفاء وفتح العين – يؤتى به للدلالة على أن الموصوف دأبه الإتيان بهذا الوصف ,وأنه يكثر من فعل هذا (طنطاوي, 1986 ,710 ).

فكان فيه معني التنمر بكثرة الفعل وتكراره وأنه يصدر من أناس متكبرين مغرورين ووضح ذلك فيمن نزلت فيه هذه الآية فقيل هو الاخنس بن شريق ,وقيل الوليد بن المغيرة ,وقيل أمية بن خلف ,كانوا يؤذون النبي وأصحابه وينشرون الأقوال السيئة والصفات الخبيثة عنهم

والمتدبر لهذه الآية الكريمة يجد أنها بدأت بالتوعد الشديد والعذاب الأليم لمن يؤذي الناس ويتتبعهم بالسخرية سواء بالقول أو الفعل ,فهو تخويف لهم للبعد عن ذلك والإقلاع عنة عن طريق ذكر أشد العذاب وهو الويل . والهمز واللمز إنما هما حرب نفسية يشنها المشركون علي المسلمين لزعزعة إيمانهم وخلخلة نفوسهم والتقليل منهم والتعريض بهم وهو واحد من الأنماط الكثيرة التي اتبعها المشركون المتكبرون على المؤمنين  المستضعفين ,وما زال هذا النموذج متواجداً بيننا يتحرك بين الناس بأخلاقيات سلبية هدامة يعمل علي تقويض البنيان الذي تبني عليه المجتمعات النظيفة وهذه الأخلاق أصبحت مرتسمة على الوجه وأعضاء الجسد ,وكل هذه الحركات الخارجية المصورة والداخلية المجسدة ,تمثل السلاح الذي يهاجم به الناس ولاسيما أهل الصلاح والفلاح في المجتمع (رمضان , 2008 , 301).

وقد عالج القرآن الكريم  ظاهرة التنمر في الآيات السابقة بما يلي :

  • جواز استخدام أسلوب الترغيب والترهيب: فعلي المعلم أن يقتدي بالأسلوب القرآني ويستخدم مع تلاميذه أسلوب الترغيب والترهيب ,بشرط حسن استخدام الاسلوب في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب ,فأذكره دائما بعقوبة الله تعالي لكل من آذى الناس وخالف أمر الله تعالي في كف أذاه عن الناس .
  • قيام المعلم بمحاورة العقل لدى التلاميذ فيعقد مقارنة بين همز الناس ولمزهم وبين مدحهم ,فعيب الناس لا يعطي نتائج بل يشعل الأحقاد في القلوب ,وعلي العكس فالمدح يجذب القلوب ويجعلها تقبل علي من أثني عليها ,فلا عيب في أن نقدم الكلمة الطيبة والمدح علي الكلمة الخبيثة والذم
  • الزجر والعقاب لمن أساء إلي غيره ,ويكون ذلك باتخاذ إجراءات ضد الفاعل ومعاقبته ووضع قوانين تعاقب المسيء وحتي يأمن الجميع ويعيشوا في سلام دون همز ولمز وتنمر
  • الهلاك والخزي مصير كل من انتقص من قدر غيره فهذا المغرور المتعالي الذي حط من مشاعر غيره وحطم نفوسهم بهمزه وتكبره استحق من العذاب التحطيم في نار جهنم لذلك ناسب اسم الحطمة لجهنم في هذا المقام .
  • التنمرالرمزي2- بالسخرية والضحك

قال تعالي(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ) سورة المطففين

  أخبرت السورة أن المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين ,فيتغامزون عند مرورهم عليهم احتقارا لهم وازدراء ,ومع هذا نراهم مؤمنين  مطمئنين لا يخطر الخوف علي بالهم , متمادين في الغرور والتكبر حتى أنهم إذا انقلبوا إلي أهلهم صباح مساء ,انقلبوا مسرورين  فكهين متلذذين ,وهذا أشد ما يكون من الاغترار أنهم جمعوا بين غاية الإساءة مع الأمن في الدنيا حني كأنهم قد جاءهم كتاب وعهد من الله أنهم أهل السعادة ,ولقد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى وأن المؤمنين ضالون ,افتراء علي الله وتجرؤوا علي القول عليهم .

قال الله تعالي (الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) سورة البقرة

إنهم كانوا يضحكون من الذين آمنوا استهزاء بهم ,وسخرية منهم ,وإما لفقرهم ورثاثة حالهم وإما لضعفهم عن رد الأذى ,وإما لترفعهم عن سفاهة السفهاء, فكل هذا مما يثير ضحك الذين أجرموا وهم يتخذون المؤمنين مادة لسخريتهم أو فكاهتهم المرزولة ,وهم يسلطون عليهم الأذى ثم يضحكون الضحك اللئيم الوضيع ,مما يصيب الذين أمنوا (عبد الجليل ,1999,ص 81)

وفي قولهم (من الذين آمنوا يضحكون )يستهزؤون بفقرائهم كعمار وصهيب وخباب وغيرهم من الفقراء ,(وإذا مروا بهم يتغامزون )أي يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم استهزاء بالمؤمنين.( الالوسي ,77)

- الملاحظ  للتعبير القرآني وأحداثه يلاحظ وجود القضايا التربوية والأخلاقية في الوحدات النصية التي بينها السياق ,يشعر المتلقي بسوء أخلاق المطففين وانحطاطهم في تعاملهم مع الناس ,ولذلك انتقل الوصف القرآني إلي قضية (الغمز)في الفعل يتغامزون وهي تدل علي الاستمرارية المتجددة فيهم ,فهي ليست وليدة الحاضر وإنما صفة دائمة في أفعالهم من قبيل الانتقاص أو الإشارة بحركات معينة .

ويتضح مما سبق وجود التنمر لأسباب وهي

-  أن المسلمين في هذا الموقف ضعفاء والكفار أقوياء ولا يستطيعون دفع الضرر عن أنفسهم

-  أن فعل الضحك والسخرية متكرر منهم لأنهم ينقلبون إلى أهلهم فاكهين  منشرحين الصدر بما فعلوه بالمسلمين وبما نالوا منهم من السخرية والضحك عليهم وإشعارهم بخلل ونقص يعتريهم ويقلل من شأنهم بين الناس ,ولذلك جاء الحكم من الله بأن الجزاء من جنس العمل وأنه سبحانه مجازيهم علي ما فعلوا يوم القيامة ,بأن يروا المؤمنين في النعيم ينعمون بصبرهم عليهم وعلي ما كانوا يفعلون بهم من سخرية واستهزاء ,وما كان ضحكهم هذا إلا نكاية بالمؤمنين ؛لأنهم يعلمون أن السخرية إذا صاحبها ضحك علي المسخور منه كان ذلك أشد إيلاما علية مما لو كانت بغير ضحك .

-  ومن الدلالات أيضا ,أنه جاء بصيغة الجمع ,فليس مفردا بل هو أمر تواطأوا عليه مجتمعين ,بل وعملوا علي نشره والمجاهرة به والتنافس عليه

- انقلابهم إلي أهلهم فكهين, والانقلاب هو الرجوع إلي شيء اعتاد الإنسان أن يذهب إليه مع تلذذهم بالسخرية من المؤمنين وتأمل قوله تعالي (إذا إنقلبوا إلي أهلهم ),ولم يقل بيوتهم ,وذلك يشير بأن القوم يشركون أهلهم في السخرية من عباد الله الصالحين ,فهو ليس موقفا عابرا ,بل هو جزء من برنامجهم اليومي يستمتعون به في أوقات الأنس والاستجمام ,غافلين عن جريمتهم ,سارين في غيهم وضلالهم (العسكر , 2022,  710)

فهي عملية تنمر متكاملة الأركان ,فالكفار قبحهم الله متنمرين علي المسلمين الضعفاء ,بهدف إذلالهم ومضايقتهم والتحقير من شأنهم وبس روح الخوف بداخلهم وزعزعتهم عن إيمانهم ومعتقداتهم متخذين بذلك أحط الطرق وأقذرها ,لم يكتفوا بذلك بل كان هناك عنصر أخر من عناصر عملية التنمر وهم المتفرجون ,الذين اتخذوا موقفا سلبيا من المتنمر عليهم فشاركوا مع المتنمرين في الضحك واللعب والاستهزاء بهم ,تاركين في أنفسهم أكبر أنواع الأذى وأصعبها إنه الأذى النفسي ,فكان العقاب من الله سبحانه وتعالي (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون علي الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون )

وعالج القرآن الكريم ظاهرة التنمر في الآية السابقة بما يلي:

  1. من الصفات الممقوتة هي التكبر ,وهو آفة عظيمة يهلك كل من اتخذها مسلكا له ,فإن الآيات الكريمة في سورة المطففين توضح ذلك بشكل غير مباشر فما أهلك هؤلاء المجرمين المتنمرين إلا التكبر علي المؤمنين الضعفاء ,وتماديهم في تكبرهم زادهم هلاكا حتي أوقعهم في النار
  2. التقليد للغير يضر بصاحبه :فما فعله هؤلاء الكفار إلا تقليدا لآبائهم وأجدادهم ومن حولهم فكل المحيطين بهؤلاء الكفار المجرمين يقلدهم في التنمر علي هؤلاء القوم الضعفاء فيكمل في إدائهم وإذلالهم .
  3. استخدام الأسلوب المباشر وغير المباشر في علاج ظاهرة التنمر ,فمن تعرض لتنمر يجوز للمعلم أن يوجه له النصح والإرشاد بطريقة مباشرة ,ويجوز له أن يذكر له بعض نماذج التنمر من القرآن والسنة وكيف تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع ذلك
  4. القدوة الحسنة :فإن المؤمنين مع ما لاقوه من أصناف العذاب والسخرية والاستهزاء والضحك الذي له عظيم الأثر في النفس الإنسانية ,ومع ذلك كله صمدوا وواجهوا ولم ينتكسوا بل تمسكوا بدينهم وعلت ثقتهم بأنفسهم وعظمت هممهم حتى أنقضت تلك الفترة من حياتهم
  5. تجريم الاستهزاء والسخرية ,فهو فعل قبيح لا يجوز أن يصدر من نفس مؤمنة ذاقت طعم الإيمان ,لذلك لا يليق بالمؤمن أن يتشبه بالكفار في تنمرهم وسخريتهم وضحكهم من المؤمنين ,فمتي فعل المسلم ذلك التنمر كان شبها للكفار في تنمرهم علي المؤمنين ,فلا يقرب هذا الفعل أبدا

 

نماذج من صور التنمر في السنة النبوية

تم اختيار هذه المشاهد من السنة النبوية من منطلق التعريف الذي تم وضعه لتنمر وهو قصد إلحاق الضرر إلي الغير مع عدم قدرة الطرف الثاني علي الرد

تنمر عنصري : منه قصة عمر بن الخطاب وقبطي مصر

وفي هذا السياق ذكر بعض الكتاب ورواة التاريخ قصة توضح هذا المعني وتظهر سماحة الإسلام في شكل بديع واضح ,قال أنس كنا عند عمر بن الخطاب إذ جاء من أهل مصر رجل فقال : يا أمير المؤمنين ,هذا مقام العائذ بك !,قال :لقد عذت بمعاذ ,مالك ؟,قال :أجرى عمرو بن العاص بمصر الخيل ,فأقبلت فرسي ,فلما رآها الناس قام محمد بن عمرو ,فقال فرسي ورب الكعبة .فلما دنا مني عرفته فقلت :بل فرسي ,فقام إلي يضربني بالسوط ,ويقول :خذها وأنا ابن الاكرمين ,وبلغ ذلك عمرا أباه فخشي أن آتيك فحبسني في السجن فنفلت منه ,وهذا حين أتيتك .

فو الله ما زاد عمر علي أن قال له : أجلس ,ثم كتب إلي عمرو ,إذا جاءك كتابي هذا فأقبل ,وأقبل معك بابنك محمد ,وقال للمصري أقم حتى يأتيك ,فدعا عمرو ابنه ,فقال :أأحدثت حدثا ؟أجنيت جناية ,قال لا ,قال فما بال عمر يكتب فيك ؟

قال أنس :فو الله إنا عند عمر ,اذا نحن بعمرو وقد أقبل في إزار ورداء ,فجعل عمر يلتفت هل يري ابنه, فإذا هو خلف أبيه ,فقال :أين المصري ,فقال ها أنا ذا ,قال دونك الدرة ,فاضرب بها ابن الأكرمين ,فضربه حتي أثخنه ونحن نشتهي أن يضربه ,فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه ,وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين ,ثم قال أجلها علي صلعة عمر ,فو الله ما ضربك إلا بفضل سلطانه ,قال يا أمير المؤمنين قد استوفيت وشفيت ,قال يا أمير المؤمنين قد ضربت من ضربني ,قال أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه حتي تكون أنت من تدعه ,أيا عمرو متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ,فجعل يعتذر ويقول إني لم أشعر بهذا ,ثم التفت عمر إلي المصري فقال :انصرف راشدا فإن رابك ريب فاكتب إلي (علي الطنطاوي ,ناجي الطنطاوي  ,1983, 144 ,145 )

التنمر علي الممتلكات

- حدَّثنا سليمانُ بن داود المَهْرِيُّ، أخبرنا ابنُ وهْبٍ، حدَّثني أبو صخْر المَديني، أن صفوان بن سُلَيم أخبره

عن عِدَّة من أبناء أصحابِ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، عن آبائِهم دِنْيَةً، عن رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "ألا مَن ظَلم مُعاهِداً أو انتَقصَهُ أو كلَّفَهُ فوقَ طاقَتِه أو أخَذ منهُ شيئاً بِغيرِ طِيبِ نَفسِ فأنا حَجِيجُهُ يوم القيامةِ" (السِّجِسْتاني , 2009 م, 658)

قوله: ((أو انتقصه)) قال في الاساس: استنقصه وانتقصه عابه وما فيه نقيصة ومنقصة. وقوله: ((فأنا حجيجه)) أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجج عليه, والحجة الدليل والبرهان, يقال: حاججته حجاجا ومحاجة وأنا حجاج, وحجيج فعيل بمعنى فاعل.

 قوله: [(أو انتقصه)] يعني: انتقص حقه أو تنقصه أو عابه بشيء يسيء إليه ويلحقه بسببه أذى.

وقوله: [(أو كلفه فوق طاقته)].يعني: كلفه ما لا يطيق من العمل.

قوله: [(أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس)] يعني: ونفسه غير طيبة في الشيء الذي أخذ منه مكرهاً.

قوله: [(كنت حجيجه يوم القيامة)] يعني: خصمه يوم القيامة(الطيبي,1997, 328 )

يبدأ النبي قوله (بألا) وهي عند أهل اللغة استفتاحية ,هدفها جذب الانتباه ,فالمتحدث وهو النبي صلي الله عليه وسلم يريد جذب انتباه السامعين ,لأهمية ما يقوله فبدأ قوله بألا, ويوضح عليه الصلاة والسلام حكم ظلم المعاهد ,والمعاهد هو صاحب العهد ,الذي يعيش بين المسلمين وهو على غير دينهم ,فله من الله عهد وذمة ,فهو يعيش وسط المسلمين أمنا علي أمواله وأبنائه ونفسه دون أن يروعه أحد ,وحرصا من النبي علي أن يعيش الجميع في سلام بعيدا عن الظلم ويضمن للمعاهد (صاحب دين آخر)حياة مطمئنة وضح عليه الصلاة والسلام أن من يظلمه ,والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه أو انتقصه ,وهو إيذاء معنوي بمعني قلل من شأنه و اذدراه واحتقره ,أو كلفه فوق طاقته ,كأن يكون عاملا لدى مسلم فيثقل العمل لديه ,أو طاقت نفس المسلم (والنفس أمارة بالسوء إلي أخذ ممتلكاته دون وجه حق ,فيضع النبي الردع والزجر للمسلمين الذين قد يحيدوا عن الحق وهو رادع قوي وصعب ويحمي للمعاهدين حقوقهم كاملة ,بل يجعل المسلم يعاملهم خير المعاملة وأفضلها ,إنه قانون سحري من اختيار خير خلق الله محمد صلي الله عليه وسلم ,وهو (ما ينطق عن الهوي)وهذا الحل هو فأنا حجيجه يوم القيامة ,يوم القيامة يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه والأهوال محيطة بك من كل جانب ,وتطوق نفسك

لمن يمد لك يد العون ولكن النبي خصيم لمن فعل الامور سابقة الذكر, من يطيق ذلك من يسعي لفعله ,ومن يجرأ علي مخاصمة النبي ,وهو ملازنا وملجأنا الآمن يوم القيامة ,فالكل يرجو شفاعته ويترجى شربة من يده الشريفة صلي الله عليه وسلم .وبذلك وضع النبي القانون العام الذي يمنع من التنمر أو غير التنمر من السلوكيات غير السوية والمؤذية للغير

ما يؤخذ من الحديث لعلاج  فعل التنمر  

الحفاظ علي حقوق الأقليات:

كانت الشريعة الإسلامية أول من ضمن حقوقا واضحة للأقليات الدينية والعرقية في المجتمع المسلم، لقد أكدت لهم حقوق التملك والعمل، وأصبح ولي الأمر المسلم مسئولا عن حماية أموالهم وأعراضهم أسوة ببقية المواطنين. وهذه التشريعات -أيضا- متصلة بجذور العقيدة الإسلامية، التي تعترف بكل الأديان السماوية وتحترم أنبياءها وكتبها المقدسة، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] .

ويذكر في هذا المقام -أيضا- المعاهدة التي أبرمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع نصارى نجران بعد أن حاورهم أياما في مسجده بالمدينة حول الدين والعقائد، فبقي كل على دينه لا يغيره، ولكن قبل النصارى سيادة الدولة الإسلامية, وقد جاء في تلك المعاهدة: "إن جوار الله، وذمة محمد رسول الله لأهل نجران، وحاشيتها على أموالهم، وأنفسهم،                                                      وملتهم غائبهم، وشاهدهم، وعشيرتهم، وبيعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، لا يغير (الشريف,2000 م, 11)

ثانيًا: زوال العصبية

المقصود بالعصبية التناصر بالحق وبالباطل؛ لاشتراك المتناصرين بالنسب، أي: بنسب القبيلة أو السلالة أو الأسرة، وكان هذا المفهوم للعصبية هو الشائع عند العرب قبل الإسلام، فكان أفراد القبيلة ينصر بعضهم بعضًا في الحق وفي الباطل؛ لانتسابهم إلى قبيلة واحدة، وقد أنكر الإسلام هذه العصبية وأمر بنبذها، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا مَن دعا إلى عصبية، وليس منَّا من مات على عصبية"، وقال -عليه الصلاة والسلام- عن العصبية: "دعوها فإنها منتنة".  وبعد أن كان شعار الجاهلية: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، بمعنى: كن بجانبه في الحالين، أصبح الشعار في الإسلام: أنصر أخاك ظالمًا، بأن تمنعه من الظلم، أو مظلومًا بأن تقف بجانبه ضد ظالمه.

ثالثًا: تقوى الله هي ميزان التفاضل بين الناس:

وبزوال العصبية تزول نتائجها، ومنها: التفاخر بالأحساب والأنساب والعظام البالية، فليس مجرَّد انتساب الفرد إلى قبيلة معينة مدعاة إلى الفخر، ولا إلى فضله وعلو منزلته؛ إذ لا علاقة بين فضل الإنسان وبين انتسابه إلى قوم معينين، أو إلى قبيلة معينة، وإنما المعقول أن يقدَّر فضل الإنسان بقدر ما تحمله نفسه من فضائل وأخلاق كريمة، وبقدر ما يقدّمه من صالح الأعمال. وهذا كله يحققه تقوى الله -عز وجل، ومن هنا كان أساس التفاضل في الإسلام تقوى الله، وأمَّا الانتساب إلى القبائل فهو للتعارف فقط، كانتسابه إلى بلدة معينة أو حرفة معينة أو بيت معين، أو تسميته باسم معين، فكل هذه الأشكال من الانتساب أو الأسماء يقصد بها التعارف وما يترتب عليه من تعاون أو تكاليف، قال تعالى: {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}  (زيدان, , 2001, 106)

ومن صور التنمر :التنمر في العلاقات الاجتماعية :

جاء في السنة النبوية حديث النبي صلي الله عليه وسلم في ذلك فقال :حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب - واللفظ ليحيى قال يحيى، أخبرنا وقال الآخرون: - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه» ( صحيح مسلم ,ص 1718 )

قَوْلُهُ (إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً) أَيْ فِي الْمُصَاحَبَةِ سَفَرًا أَوْ حَضَرًا (فلا ينتجي) مِنَ الِانْتِجَاءِ وَهُوَ التَّنَاجِي (اثْنَانِ) أَيْ لَا يَتَكَلَّمَا بِالسِّرِّ يُقَالُ انْتَجَى الْقَوْمُ وَتَنَاجَوْا أَيْ سَارَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (دُونَ صَاحِبِهِمَا) أَيِ الثَّالِثِ (فلا يتناجى اثْنَانِ) أَيْ لَا يَتَكَلَّمَا بِالسِّرِّ (دُونَ الثَّالِثِ) أَيْ مُجَاوِزَيْنِ عَنْهُ غَيْرَ مُشَارِكَيْنِ لَهُ

لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ نَجْوَاهُمَا لِشَرٍّ مُتَعَلِّقٍ بِهِ (فَإِنَّ ذَلِكَ) أَيْ تَنَاجِي الِاثْنَيْنِ دُونَ الثَّالِثِ (يَحْزُنُهُ) بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَضَمِّ الزَّايِ وَيَجُوزُ ضَمُّ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرُ الزَّايِ قَالَ فِي الْقَامُوسِ حَزَنَهُ الْأَمْرُ حُزْنًا بِالضَّمِّ وَأَحْزَنَهُ جَعَلَهُ حَزِينًا انْتَهَى

وَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ فِي قَوْلِهِ يَحْزُنُهُ لِلثَّالِثِ

قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْحَدِيثِ النَّهْيُ عَنْ تَنَاجِي اثْنَيْنِ بِحَضْرَةِ ثَالِثٍ وَكَذَا ثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُ بِحَضْرَةِ وَاحِدٍ وَهُوَ نَهْيُ تَحْرِيمٍ فَيَحْرُمُ عَلَى الْجَمَاعَةِ الْمُنَاجَاةُ دُونَ واحد منهم إلا أن يأذن

ومذهب ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَالِكٌ وَأَصْحَابُنَا وَجَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ النَّهْيَ عَامٌّ فِي كُلِّ الْأَزْمَانِ وَفِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ (المباركفورى ,ص9)

هَذَا حَدِيث مُتَّفق على صِحَّته، واتفقا عَلَى إِخْرَاجه، عَن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الآخر حَتَّى يختلطوا بِالنَّاسِ مِن أجل أَن يحزنهُ»

قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ: إِنَّمَا يحزنهُ ذَلِكَ لأحد مَعْنيين، أَحدهمَا: أَنَّهُ رُبمَا يتَوَهَّم أَن نجواهما لتبييت رَأْي فِيهِ، أَو دسيس غائلة لَهُ. وَالْآخر: أَن ذَلِكَ مِن أجل الِاخْتِصَاص بالكرامة، وَهُوَ يحزن صَاحبه (الشافعي , 1983 م , 88)وهو حديث جامع لكل فضائل الإيمان حاث علي الخير بين الناس يمنع أن يصيب الانسان أخيه الانسان بأقل أنواع الحزن والأسي ولو من غير قصد ,يستنكر رسول الله عليه الصلاة والسلام التناجي وهو الحديث سرا دون مشاركة كل الموجودين في الحديث لماذا لان هذا الفعل قد يشعر الثالث بالحزن وأنه غير مرغوب في حديثه أو مشاركته لهم ويريدون إبعاده من الجماعة حتى وإن كان ذلك علي سبيل الظن وهذا هو التنمر الاجتماعي ,فهو عبارة عن استبعاد شخص من الجماعة وهو غير راغب في ذلك ,وحين يحدث ذلك يشعر بالأذى والحسرة ,ويشعر بالدونية من بينهم ؛ولمنع ذلك في مجتمعنا وجه النبي الكريم حديثه إلى أقل عدد يمكن أن يتكون منه جماعة وهو ثلاثة بالنهي عن هذا الفعل والنهي هنا للتحريم فهذا فعل محرم شرعا ومنهي عنه فوجب الامتناع عنه

ما يؤخذ من الحديث لعلاج التنمر

1- إن في النهي عن تناجي الاثنين دون الثالث ,فيه ما فيه من الحفاظ علي التلاحم المجتمعي والبعد عن التفرقة ,فمتى صار الناس متحابين مع بعضهم البعض مترابطين فيما بينهم قوي المجتمع وزاد ازدهاره

2- ذلك ادعي الي التنظيم في المجلس فلا يحدث أحاديث جانبية بين كل اثنين علي حدة وفيه ما فيه من آداب الحديث وآداب الاستماع

3- حث الاسلام علي تأليف القلوب وتنمية اواصر الحب والمودة بين أفراد المجتمع عن طريق احترام الانسان لأخيه الانسان وعدم التقليل من شأنه

 

التنمر اللفظي :

 ومن ذلك حديث الغامدية ,فقد جاء في صحيح مسلم (الحديث)

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَتَقَارَبَا فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيَّ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَزَنَيْتُ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَرَدَّهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، فَرَدَّهُ الثَّانِيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: «أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا، تُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئًا؟» فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ إِلَّا وَفِيَّ الْعَقْلِ مِنْ صَالِحِينَا فِيمَا نُرَى، فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَيْضًا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَا بِعَقْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَةَ حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، قَالَ، فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي، وَإِنَّهُ رَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تَرُدُّنِي؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا، فَوَ اللهِ إِنِّي لَحُبْلَى، قَالَ: «إِمَّا لَا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي»، فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ، قَالَتْ: هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ، قَالَ: «اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ»، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ قَدْ فَطَمْتُهُ، وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا، وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا، فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ، فَرَمَى رَأْسَهَا فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: «مَهْلًا يَا خَالِدُ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ»، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَدُفِنَتْ (مسلم, ص1323)

في هذا الحديث بيان واضح لحد مهم في الشريعة الاسلامية وهو حد الزني ,فأوضح النبي عليه الصلاة واتم التسليم هذا الحد وكيفية تنفيذه ,وهذا ما يهتم به الفقهاء ,ولكن الناظر في حديث رسول الله بعين التربوي المربي ,يري كيف أن النبي يربي الامه بأكملها في هذا الحديث ,فنري رحمته عليه أفضل الصلاة والسلام بطائفة من الناس إعتاد مجتمعهم علي عدم رحمته لهم ,بل ونري إحترامه لهم ,فقد رد السب عن الغامدية رغم شنيع فعلها ,ولكنها في هذا الموقف أضعف من أن ترد أو تدافع عن نفسها أو يدافع عنها من يهتم لأمرها ,فقام عليه الصلاة والسلام بالدفاع عنها ,وإن كان ما فعله سيدنا خالد ابن الوليد تنمرا عليها ,في موقف يظهر فيه جليا ضعفها ,فهذا رسول الله ينهاه عن ذلك ويوضح له أن هذا لا يجوز وعليه أن يكف عن سبها ولعنها ) قال النووى رحمه الله هذا الاحسان له سببان (احدهما) الخوف عليها من اقاربها ان تحملهم الغيرة ولحوق العار بهم ان يؤذوها فأوصى بالإحسان اليها تحذيرا من ذلك (والثانى) امر به رحمة لها اذ قد تابت، وحرض على الاحسان اليها لما في نفوس الناس من النفرة من مثلها واسماعها الكلام المؤذي ونحو ذلك فنهى عن هذا كله( (الساعاتي, ص 97)

ما يؤخذ من الحديث لعلاج التنمر

1- حرص النبي علي نشر التكافل في المجتمع الاسلامي ,فقد رفض صلي الله عليه وسلم تنفيذ الحد عليها إلا بعد أن عهد لاحد الصحابة بتربية ولدها ,حتى ينشأ في جو أسري سليم ,ونهي أن يسب أحد أمه رفقة به و بها ,فوضح عظيم قدر توبتها

2 - شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، ونهيه عن سب من تاب منهم، وبيان أن الله قد غفر لهذه المرأة والله أعلم. (الصغير, 1996 ,210)

3- الحرص علي تقبل الاخر وإعطائه حقوقه كاملة ,فمع كونها علي هذا الحد من المعصية ,لكن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يهدر إنسانيتها وسماح لخالد رضي الله عنه بسبها بل منعه ووضح له عظيم الاجر الذي حصلت عليه بتوبتها

4- حقوق الطفل في الاسلام أمر يحظى بالأهمية والحرص عليه  ,فللطفل الحق في الرعاية والاهتمام والأمان والتنشئة الأسرية السليمة .

5-  إقالة ذوي العثرات ,فكم للنفس البشرية من زلات ,وذلك من سمات الضعف البشري والعجز الإنساني ليعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم بأن البشر ما داموا ليسوا رسلا ولا ملائكة فهم غير معصومين من الخطأ, وخالد صاحب فضل وله مناقب كثيرة تحمد له ولكن غلبته جاهليته ,فعفي عنه رسول الله ,ولذلك يجوز التغافل عن الافعال التي تصدر من الاطفال دون قصد أو نية مبيتة عندهم وهو منهج تربوي حكيم

 المحور الرابع :

التصور المقترح لدور مقررات التعليم الابتدائي في مواجهة ظاهرة التنمر في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية.

         ومن خلال توضيح دور المقررات التعليمية وما يمكن أن يكون لها من دور في مقاومة ظاهرة التنمر الي جانب باقي عناصر العملية التعليمية يمكن وضع تصور مقترح لكيفية غرس القيم التربوية السليمة لمواجهة ظاهرة التنمر من خلال المعلم ,طرق التدريس ,الانشطة المدرسية ,الادارة المدرسية ,المقررات الدراسية ,والاخصائي الاجتماعي ووسائل الاعلام .

المعلم :

  يعمل جاهدا على أن يكون قدوة حسنة للطلاب ونموذجا أخلاقيا يحتذى به في عمله وسلوكه

  التزام الاسلوب المهذب الخالي من التهكم والسخرية ولو علي سبيل المزاح ,فقد يعتقد بعض الطلبة أن ذلك أسلوب محمود ويحذو حذو أستاذهم ,مما يكون بداخلهم نواة تكون هي بداية التنمر والسخرية

  البعد عن إعطاء الالقاب للطلاب ,فقد يكون ذلك علي سبيل الترفيه والدعابة أثناء الحصة ولكن بعد انصراف المعلم يقوم الطلاب بتقليد المعلم كما كان يقول وينادي بعض زملائهم

  قيام المعلم بإكساب طلابه القدرة علي تقبل الآخر ,وتعليمهم أننا مختلفون لأن ذلك سنة الله في الكون وأن مهما بلغت درجة الاختلاف في الشكل أو اللون أو الدين أو العرق أو اللهجة ,يظل دائما سقف الانسانية يجمعنا"  يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "الحجرات أية 13

  ضرب المعلم للأمثلة التي توضح كيف كان النبي مع أصحابه مع اختلاف أجسامهم أشكالهم وأجناسهم وأنسابهم وأحسابهم ,فهذا بلال حبشي وهذا سلمان فارسي وهذا عمرو قرشي رضي الله عنهم أجمعين ومع ذلك تقلهم أرض واحدة وتعلوهم سماء واحدة وجميعهم إخوة

طرق التدريس:

-    يجب علي المعلم استخدام طرق تدريس تمنع وقوع التنمر وتعالج ما حدث من تنمر بعض الطلبة علي بعض ,ولكي يحدث ذلك ,فعليه أن يستخدم أساليب الفلسفة الإسلامية في طرق التدريس ,وهي قائمة علي كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ومنها

-    أسلوب التربية بالقصة :ففي هذا الأسلوب يورد المعلم قصصا عن خطورة التنمر من واقع الأحداث المعاصرة وآثاره السلبية ومن مواقف السلف في تجنب هذا السلوك السيئ وممارساتهم للسلوك الخلقي النبيل .

-    أسلوب ضرب المثل: وفيه يضرب المعلم أمثلة لأشكال التنمر في المدرسة بين الطلاب وخارج المدرسة ,لتقريب فكرة التنمر ومفهومها من أذهان الطلاب ,وهو أقرب للإقناع والوصول لأفهامهم .

-    التركيز علي استراتيجية التعليم التعاوني لما لها من تأثير إيجابي علي الطلاب والحد من السلوك السلبي الذي قد يكون بداية التنمر كالأنانية والغرور والعدوانية .

دور الإدارة المدرسة في الحد من ظاهرة التنمر وعلاجها

  وضع خطط وبرامج لتعزيز السلوكيات الايجابية وتصديرها للمجتمع المدرسي ,والتغاضي والتغافل والتكتم على السلوكيات السلبية (مع معاقبة الجاني )كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم ,فتكون الادارة المدرسية حريصة كل الحرص علي تكريم كل من قام بفعل ايجابي أمام زملائه حتي يصبح قدوة لهم .

  التعامل مع ضحايا التنمر ,عن طريق الانشطة ,فعندم تقوم الادارة المدرسية بتوفير الانشطة المناسبة يمكن من خلال ذلك معالجة الضحايا عن طريق زيادة ثقتهم بأنفسهم ,وزيادة الروح المعنوية لهم وتقوية علاقتهم بزملائهم

  تفعيل صندوق الشكاوي توضع به الشكاوي والمقترحات دون التعرض المباشر للأشخاص لان من صفات ضحايا التنمر الرهبة و الخوف الشديد

  تفعيل الادارة المدرسية للأنشطة الصيفية ,حتي تخلق داخل الطالب الارتباط الايجابي بالمدرسة وبالزملاء داخل الانشطة ,مما يجعل المناخ المدرسي مناسباً وملائماً للعملية التعليمية .

  زيادة الرقابة المدرسية عن طريق وضع كاميرات للمراقبة داخل الأماكن التي تكون غير مشاهدة من الجميع مثل دورات المياه والطرقات الجانبية والمتابعة المستمرة من المعلمين والاخصائيين الاجتماعيين ومشاركة أولياء الامور في الرقابة التي تقوم بها المدرسة

الأنشطة المدرسية :

  الاهتمام بالأنشطة التي تنمي الجانب الوجداني عند الطفل حتي تصنع بداخله حصانة داخلية تمنعه من ممارسة التنمر أو المشاركة فيه ,وتساعد في بناء شخصية قوية تدافع عن نفسها عند تعرضها للتنمر مثل القراءة الموجهة التي تشجعهم علي المناقشة البناءة والحوار الذي يقوم علي المبادئ الأخلاقية السليمة

  تفعيل دور الاعلام المدرسي ,ويتضمن مجلة الحائط والاذاعة المدرسية ,بتنشيط الحواس الخمس عند التلميذ تجاه التنمر ,فأعبر له بالصورة والكلمة والمجسمات وغير ذلك من التنويع في عرض مشكلة التنمر أمامه حتي يلم بها ويحيط بها من كل الجوانب

  الاستفادة من مسرحة المناهج عن طريق تمثيل ما تم تضمين المقررات به من موضوعات تخص التنمر

  التركيز علي الندوات الدينية عند الحديث عن التنمر وخاصة في المرحلة الابتدائية ,لتكوين الضمير بداخلهم ليمثل بذلك واحدا من الموانع الذاتية التي تمنع الطفل عن التنمر .

المراجع:

أولا: المراجع باللغة العربية :

1-  أحمد ,شاكر محمد فتحي ,التعليم الأساسي "الفكر .. التطبيق .. للصيغة المستقبلية"1998 .

2-  الأزدي ,أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو, سنن أبي داود, . باب في الغيبة ,ج4 , بيروت ,المكتبة العصرية.

3-  الالوسي, أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الالوسي, ,روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ج30, تحقيق محمود شكري الالوسي,  القاهرة ,إدارة الطباعة المنيرية .

4-  بدوي ,عبد العظيم ,تفسير سورتي الهمزة والفيل ,مجلة التوحيد, جماعة أنصار السنة المحمدية ,ع448 ,2009

5-  ابن عبد الرحمن ,الطاهر, التنمر المدرسي من وجهة نظر تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط ,مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية, جامعة عبد الحميد مهدي,مج6, ع2, 2020.

6-  ابن كثير ,عماد الدين أبي الفداء إسماعيل, تفسير القرآن العظيم , القاهرة ,المكتبة الإسلامية , مج السابع, 1438ه

7-  ابن يحيى ,سليمة ,التنمر المدرسي :مفهومه ,أسبابه ,طرق علاجه ,مجلة التنمر الاجتماعي , ,جامعة محمد خيضر بسكرة ,كلية العلوم الانسانية والاجتماعية  ,الجزائر ,ع6, 2018.

8-  خضر ,لطيفة إبراهيم, دور التعليم في تعزيز الانتماء ,القاهرة , عالم الكتاب , 2000, ص124.

9-  زيدان ,عبد الكريم, أصول الدعوة ,بيروت ,مؤسسة الرسالة ,ط9, 2001.

10- الساعاتي ,أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا, الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني, بيروت ,دار إحياء التراث العربي ,ط2,ج16 .

11- سايحي ,سليمة ,التنمر المدرسي :مفهومه ,أسبابه, طرق علاجه ,مجلة التغير الاجتماعي,جامعة بسكرة , الجزائر,ع6 ,2018.

12- السِّجِسْتاني, أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي , سنن أبي داود , باب في الذمي يسلم في بعض السنة ,تحقيق شعَيب الأرنؤوط - محَمَّد كامِل قره بللي, دار الرسالة العالمية, ,أعليه جزيه ,ج4, 1430 هـ - 2009 م.

13- الشافعي, أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي ,شرح السنة , تحقيق: شعيب الأرنؤوط-محمد زهير الشاويش, بيروت ,المكتب الإسلامي ,ط2,ج13, 1983 م .

14- الشريف, كامل إسماعيل, حقوق الإنسان والقضايا, مجلة مجمع الفقه الإسلامي,2000.

15- شطيبي ,فاطمة الزهراء واقع التنمر في المدرسة الجزائرية: مرحلة التعليم المتوسط :دراسة ميدانية ,مجلة الباحث ,المدرسة العليا للأساتذة بوزيعة,مج7 ,ع13,س2015

16- الصغير ,حصه بنت عبد العزيز , إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب الستة ,رسالة د كتوراة, 1996  .

17- الطبري ,جعفر بن محمد بن جرير ,جامع البيان في تفسير القرآن , القاهرة ,المطبعة اليمنية ,1321ه.

18- الطنطاوي ,علي ,ناجي ,اخبار عمر وأخبار عبدالله ابن عمر ,بيروت ,المكتب الاسلامي ,ط8 ,1983.

19- الطويان عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم ,جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف ,الرياض ,مكتبة العبيكان ,ج2 ,1999.

20- الطيبي ,شرف الدين الحسين بن عبد الله ,المحقق: عبد الحميد هنداوي ,شرح الطيبي علي مشكاة المصابيح (الكاشف عن حقائق السنن) مكة المكرمة ,مكتبة نزار مصطفي الباز,1997.

21- عبد الجليل ,عثمان أحمد, تفسير لسورة المطففين :دراسة موضوعية ,رسالة ماجستير , ,جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية كلية الدراسات العليا ,1999

22- عبد الجواد ,ليلي, مجلد التعليم ,القاهرة ,المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ,2016

23- عبد الحسين ,حنان عزيز, دور الأنشطة المدرسية في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية , مجلة الأطروحة للعلوم الانسانية ,دار الأطروحة  للنشر العلمي , ع3, س5,  2020 .

24- عبد العال ,أسماء سعد عبدالله ,رؤية مقترحة لعلاج بعض مشكلات التعليم الابتدائي في محافظة الوادي الجديد في ضوء بعض متغيرات القرن الحادي والعشرين ,المجلة العلمية لكلية التربية ,جامعة الوادي الجديد ,كلية التربية , ع32 ,2020 .  

25- عبد العال ,هناء أحمد محمود, دراسة مقارنة لنظام التعليم الابتدائي في كل من مصر والبرازيل ,  مجلة كلية التربية , جامعة بور سعيد , كلية التربية, ع 38 , 2022.

26- العتيبي ,ساره سويلم, درجة ممارسة المعلمات  بالمرحلة المتوسطة في محافظة عفيف بالمملكة العربية السعودية لأساليب التحذير من التنمر في ضوء التربية الإسلامية , مجله العلوم التربوية والنفسية , المركز القومي للبحوث ,غزة ,مج4 ,ع18 , 2020

27- العسكر ,عبد الله بن محمد بن محمد ,علاج ظاهرة التطفيف وبخس الحقوق من خلال سورة المطففين ,مجلة الدراسات الإنسانية والأدبية , جامعة كفر الشيخ ,كلية الآداب ,مج 26, 2022  .

28- عوني ,عائشة بسيوني أحمد ,نظام التعليم الاساسي  في مصر وفنلندا ,رسالة ماجستير, جامعة كفر الشيخ  , كلية التربية ,2020

29- عيدان ,خلود جبار, السلم والسلام وثقافة الحوار في الاسلام , مجله الكلية الإسلامية الجامعية, جامعة بغداد , , الجامعة الإسلامية ,مج 9 ,ع28 , 2014 م

30- الكرغلي ,الزهراء مفتاح , دور الإدارة المدرسية في تطوير المناهج التعليمية ,الجمعية الليبية لعلوم التعليم ,المجلة الليبية لعلوم التعليم ,ع2, 2020,

31- المباركفوري, أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم , تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي, بيروت ,دار الكتب العلمية,ج8.

32- محمد ,صباح سيد عبد الرحمن, دور التعليم الأساسي في مصر في تنمية مهارات متطلبات التعامل مع عصر المعلومات  تصور مقترح ,مجلة رابطة التربية الحديثة ,رابطة التربية الحديثة , مج7 ,ع25, 2015.

33- مخلوف ,سميحة علي محمد ,التخطيط لتوفير التعليم الابتدائي في مصر ,رسالة دكتوراه جامعة القاهرة ,معهد الدراسات والبحوث في مصر ,1995.

34- مغار ,عبد الوهاب ,التنمر الوظيفي :مقاربة نظرية , مجلة العلوم الإنسانية, ,جامعة منتوري قسنطينة , ع43 ,2015

35- النيسابوري,  مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري  ,المحقق ,محمد فؤاد عبد الباقي ,المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, بيروت ,دار إحياء التراث العربي ,ج3.

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا: المراجع باللغة الأجنبية:

36-    Atrick Smith& Lyn Dawes, Subject Teaching in Primary Education, Sage publication, London, 2017 p21

37-    Carney ,Catherine Mae, Understanding the Context of Bullying :Examination of the Healthy Context Paradox and Peer Acceptance for Students With Disabilities, P.hD ,The University of Nebraska –Lincoln ,2025,p8.

38-    Johansson Stefan, ,School bullying :Prevalence and variation in and between school systems in TIMSS 2015 ,Studies in Educational  Evaluation ,volume 74 ,2022, pp101-178

39-    Lily, Lai, Discussion on Bullying Bystander Behavior and Related Social Psychological Characteristics of Adolescents in Middle school ,M.Ed, National Taiwan Normal University,2019, p7.

40-    McCullough, Jeanette ,School Bullying, Indiana Wesleyan University M.Ed , 2025, p5.

41-    Cervantes ,Michelle, Bullying Prevention in K-8 Schools :Integrating Student Engagement and Anti Bullying Curriculum ,p.hd  ,university proQuest Dissertation  ,2025,p67

42-    Sullivan Keith ,Bullying in Secondary Schools :What it Looks Like and How to Manage it ,London ,Sage publication,2012,p23

43-    Yuan ,Cao, Aninvestigation of Public Middle –School Leaders Perceptions of Educational Practices Regarding Prevention of School Bullying in Northwest China Schools ,Louis University ,p.hd , 2022,p72

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:
أولا: المراجع باللغة العربية :
1-  أحمد ,شاكر محمد فتحي ,التعليم الأساسي "الفكر .. التطبيق .. للصيغة المستقبلية"1998 .
2-  الأزدي ,أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو, سنن أبي داود, . باب في الغيبة ,ج4 , بيروت ,المكتبة العصرية.
3-  الالوسي, أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الالوسي, ,روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ج30, تحقيق محمود شكري الالوسي,  القاهرة ,إدارة الطباعة المنيرية .
4-  بدوي ,عبد العظيم ,تفسير سورتي الهمزة والفيل ,مجلة التوحيد, جماعة أنصار السنة المحمدية ,ع448 ,2009
5-  ابن عبد الرحمن ,الطاهر, التنمر المدرسي من وجهة نظر تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط ,مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية, جامعة عبد الحميد مهدي,مج6, ع2, 2020.
6-  ابن كثير ,عماد الدين أبي الفداء إسماعيل, تفسير القرآن العظيم , القاهرة ,المكتبة الإسلامية , مج السابع, 1438ه
7-  ابن يحيى ,سليمة ,التنمر المدرسي :مفهومه ,أسبابه ,طرق علاجه ,مجلة التنمر الاجتماعي , ,جامعة محمد خيضر بسكرة ,كلية العلوم الانسانية والاجتماعية  ,الجزائر ,ع6, 2018.
8-  خضر ,لطيفة إبراهيم, دور التعليم في تعزيز الانتماء ,القاهرة , عالم الكتاب , 2000, ص124.
9-  زيدان ,عبد الكريم, أصول الدعوة ,بيروت ,مؤسسة الرسالة ,ط9, 2001.
10- الساعاتي ,أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا, الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني, بيروت ,دار إحياء التراث العربي ,ط2,ج16 .
11- سايحي ,سليمة ,التنمر المدرسي :مفهومه ,أسبابه, طرق علاجه ,مجلة التغير الاجتماعي,جامعة بسكرة , الجزائر,ع6 ,2018.
12- السِّجِسْتاني, أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي , سنن أبي داود , باب في الذمي يسلم في بعض السنة ,تحقيق شعَيب الأرنؤوط - محَمَّد كامِل قره بللي, دار الرسالة العالمية, ,أعليه جزيه ,ج4, 1430 هـ - 2009 م.
13- الشافعي, أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي ,شرح السنة , تحقيق: شعيب الأرنؤوط-محمد زهير الشاويش, بيروت ,المكتب الإسلامي ,ط2,ج13, 1983 م .
14- الشريف, كامل إسماعيل, حقوق الإنسان والقضايا, مجلة مجمع الفقه الإسلامي,2000.
15- شطيبي ,فاطمة الزهراء واقع التنمر في المدرسة الجزائرية: مرحلة التعليم المتوسط :دراسة ميدانية ,مجلة الباحث ,المدرسة العليا للأساتذة بوزيعة,مج7 ,ع13,س2015
16- الصغير ,حصه بنت عبد العزيز , إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب الستة ,رسالة د كتوراة, 1996  .
17- الطبري ,جعفر بن محمد بن جرير ,جامع البيان في تفسير القرآن , القاهرة ,المطبعة اليمنية ,1321ه.
18- الطنطاوي ,علي ,ناجي ,اخبار عمر وأخبار عبدالله ابن عمر ,بيروت ,المكتب الاسلامي ,ط8 ,1983.
19- الطويان عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم ,جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف ,الرياض ,مكتبة العبيكان ,ج2 ,1999.
20- الطيبي ,شرف الدين الحسين بن عبد الله ,المحقق: عبد الحميد هنداوي ,شرح الطيبي علي مشكاة المصابيح (الكاشف عن حقائق السنن) مكة المكرمة ,مكتبة نزار مصطفي الباز,1997.
21- عبد الجليل ,عثمان أحمد, تفسير لسورة المطففين :دراسة موضوعية ,رسالة ماجستير , ,جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية كلية الدراسات العليا ,1999
22- عبد الجواد ,ليلي, مجلد التعليم ,القاهرة ,المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ,2016
23- عبد الحسين ,حنان عزيز, دور الأنشطة المدرسية في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية , مجلة الأطروحة للعلوم الانسانية ,دار الأطروحة  للنشر العلمي , ع3, س5,  2020 .
24- عبد العال ,أسماء سعد عبدالله ,رؤية مقترحة لعلاج بعض مشكلات التعليم الابتدائي في محافظة الوادي الجديد في ضوء بعض متغيرات القرن الحادي والعشرين ,المجلة العلمية لكلية التربية ,جامعة الوادي الجديد ,كلية التربية , ع32 ,2020 .  
25- عبد العال ,هناء أحمد محمود, دراسة مقارنة لنظام التعليم الابتدائي في كل من مصر والبرازيل ,  مجلة كلية التربية , جامعة بور سعيد , كلية التربية, ع 38 , 2022.
26- العتيبي ,ساره سويلم, درجة ممارسة المعلمات  بالمرحلة المتوسطة في محافظة عفيف بالمملكة العربية السعودية لأساليب التحذير من التنمر في ضوء التربية الإسلامية , مجله العلوم التربوية والنفسية , المركز القومي للبحوث ,غزة ,مج4 ,ع18 , 2020
27- العسكر ,عبد الله بن محمد بن محمد ,علاج ظاهرة التطفيف وبخس الحقوق من خلال سورة المطففين ,مجلة الدراسات الإنسانية والأدبية , جامعة كفر الشيخ ,كلية الآداب ,مج 26, 2022  .
28- عوني ,عائشة بسيوني أحمد ,نظام التعليم الاساسي  في مصر وفنلندا ,رسالة ماجستير, جامعة كفر الشيخ  , كلية التربية ,2020
29- عيدان ,خلود جبار, السلم والسلام وثقافة الحوار في الاسلام , مجله الكلية الإسلامية الجامعية, جامعة بغداد , , الجامعة الإسلامية ,مج 9 ,ع28 , 2014 م
30- الكرغلي ,الزهراء مفتاح , دور الإدارة المدرسية في تطوير المناهج التعليمية ,الجمعية الليبية لعلوم التعليم ,المجلة الليبية لعلوم التعليم ,ع2, 2020,
31- المباركفوري, أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم , تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي, بيروت ,دار الكتب العلمية,ج8.
32- محمد ,صباح سيد عبد الرحمن, دور التعليم الأساسي في مصر في تنمية مهارات متطلبات التعامل مع عصر المعلومات  تصور مقترح ,مجلة رابطة التربية الحديثة ,رابطة التربية الحديثة , مج7 ,ع25, 2015.
33- مخلوف ,سميحة علي محمد ,التخطيط لتوفير التعليم الابتدائي في مصر ,رسالة دكتوراه جامعة القاهرة ,معهد الدراسات والبحوث في مصر ,1995.
34- مغار ,عبد الوهاب ,التنمر الوظيفي :مقاربة نظرية , مجلة العلوم الإنسانية, ,جامعة منتوري قسنطينة , ع43 ,2015
35- النيسابوري,  مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري  ,المحقق ,محمد فؤاد عبد الباقي ,المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, بيروت ,دار إحياء التراث العربي ,ج3.
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانيا: المراجع باللغة الأجنبية:
36-    Atrick Smith& Lyn Dawes, Subject Teaching in Primary Education, Sage publication, London, 2017 p21
37-    Carney ,Catherine Mae, Understanding the Context of Bullying :Examination of the Healthy Context Paradox and Peer Acceptance for Students With Disabilities, P.hD ,The University of Nebraska –Lincoln ,2025,p8.
38-    Johansson Stefan, ,School bullying :Prevalence and variation in and between school systems in TIMSS 2015 ,Studies in Educational  Evaluation ,volume 74 ,2022, pp101-178
39-    Lily, Lai, Discussion on Bullying Bystander Behavior and Related Social Psychological Characteristics of Adolescents in Middle school ,M.Ed, National Taiwan Normal University,2019, p7.
40-    McCullough, Jeanette ,School Bullying, Indiana Wesleyan University M.Ed , 2025, p5.
41-    Cervantes ,Michelle, Bullying Prevention in K-8 Schools :Integrating Student Engagement and Anti Bullying Curriculum ,p.hd  ,university proQuest Dissertation  ,2025,p67
42-    Sullivan Keith ,Bullying in Secondary Schools :What it Looks Like and How to Manage it ,London ,Sage publication,2012,p23
43-    Yuan ,Cao, Aninvestigation of Public Middle –School Leaders Perceptions of Educational Practices Regarding Prevention of School Bullying in Northwest China Schools ,Louis University ,p.hd , 2022,p72