نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 الجامعة الإسلامية العالمية . ماليزيا
2 كلية التربية- الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركز أ . د . احمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
مجلة كلية التربية
=======
استكشـــاف مفاهيــــم التربيـــة الاقتصاديـــة لـــدى الأطفـــال وذويهـــم:دراســـة حالـــة علـــى مـــدارس المرحلـــة الابتدائيـــة بمدينــــة جــــده
إعـــــــــــــــــداد
أ/ سالم علي يوسف باشميل د/ مستورة بنت بادسيس
طالب دكتوراه أستاذ مشارك
كلية التربية كلية التربية- الجامعة الإسلامية
الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا العالمية- ماليزيا
bmastura@iium.edu.my researcheracademic4@gmail.com
}المجلد الحادي والأربعون– العدد الأول– يناير2025 م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة، وبيان العوامل المؤثرة في تشكيلها، إضافة إلى استكشاف مفاهيم التربية الاقتصادية لدى أولياء أمورهم. تنبع أهمية الدراسة من الدور الحيوي للتربية الاقتصادية في إعداد جيل واعٍ اقتصادياً، قادر على اتخاذ قرارات مالية سليمة في المستقبل. اعتمدت الدراسة على المنهج النوعي لتحقيق أهدافها، حيث تم إجراء مقابلات شبه منظمة مع عينة قصدية مكونة من 9 أطفال في المرحلة الابتدائية و5 من أولياء أمورهم في مدينة جدة، تم اختيار العينة بحيث تمثل تنوعاً في الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية. تم تحليل البيانات باستخدام طرق التحليل الموضوعي، مع التركيز على استخراج المواضيع الرئيسية من المقابلات.
أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال في المرحلة الابتدائية يمتلكون فهماً أساسياً للمفاهيم الاقتصادية، يتراوح بين البساطة والتعقيد حسب العمر والخبرات. شملت هذه المفاهيم فهم قيمة المال، ومبادئ الادخار والإنفاق، وبعض الأفكار الأساسية عن العمل والكسب. كما كشفت الدراسة عن الدور الأساسي للأسرة في تشكيل هذه المفاهيم، مع وجود تفاوت ملحوظ في ممارسات الأسر وأساليبهم في التربية الاقتصادية.
الكلمات المفتاحية: التربية الاقتصادية، الأطفال، المدارس الابتدائية، جدة، المفاهيم الاقتصادية، أولياء الأمور، المناهج الدراسية.
Exploring the Concepts of Economic Education among Children: A Case Study of Primary Schools in Jeddah
Mr. Salem Ali Yousef Bashmil
PhD student
Faculty of Education, International Islamic University, Malaysia
researcheracademic4@gmail.com
Dr. Mastoura bint Badsis
Associate Professor
Faculty of Education, International Islamic University, Malaysia
Abstract
This study aimed to explore economic education concepts among children in primary schools in Jeddah, identify factors influencing their formation, and investigate economic education concepts held by their parents. The importance of the study stems from the vital role of economic education in preparing an economically aware generation capable of making sound financial decisions in the future. The study adopted a qualitative approach, conducting semi-structured interviews with a purposive sample of 9 primary school children and 5 of their parents in Jeddah. The sample was selected to represent diverse social and economic backgrounds. Data were analyzed using thematic analysis techniques, focusing on extracting patterns and main themes from the interviews.
Results showed that primary school children possess a basic understanding of economic concepts, ranging from simple to complex depending on age and individual experiences. These concepts included understanding the value of money, principles of saving and spending, and some initial ideas about work and earning. The study revealed the pivotal role of the family in shaping these concepts, with notable variations in family practices and approaches to economic education.
Keywords: Economic education, children, primary schools, Jeddah, economic concepts, parents, curricula
مقدمة الدراسة
تعد المرحلة الابتدائية من أهم المراحل التعليمية التي تنال اهتماماً حقيقياً من جهات الاختصاص، وذلك نظراً لأهمية الأدوار التي تقوم بها في تأسيس الطلبة في كافة الجوانب، ولما تتضمنه من غرس للقيم في الطلبة وإكسابهم المهارات الأساسية، كما أن المرحلة الابتدائية هي القاعدة التي يتم الارتكاز عليها في إعداد النشء للمراحل التالية من حياتهم، وهي مرحلة عامة تشمل كافة الشرائح الطلابية في بداياتها، حيث يتم فيها تزويدهم بالاتجاهات السليمة الصحيحة والخبرات والمعلومات والمهارات اللازمة لممارسة الحياة ومواقفها اليومية (سبحي، 2016).
ولذلك تهتم النظم التربوية المعاصرة بهذه المرحلة، وتسعى إلى الاستفادة من خصائصهم النمائية المتزامنة مع هذه المرحلة في وضع أسس التربية المتكاملة، وإكسابهم المعارف والقيم والمفاهيم اللازمة له في حاضره ومستقبله، وفي هذا الصدد تشير (شاذلي، 2013) إلى أنه وفي ضوء هذا الاهتمام الكبير فإن التخطيط التربوي لهذه المرحلة يتضمن العديد من الجوانب التي تسعى الاتجاهات الحديثة إلى ترسيخها لدى الطلبة، مثل التربية الجمالية، والبيئية، والوقائية، والصحية، و التقنية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وما تحمله هذه الجوانب من قيم ومعارف ومفاهيم واتجاهات، وذلك في إطار النمو المتكامل للطلبة استشرافاً للمستقبل، وبما يتفق مع الرؤى المعاصرة للتطور والتكيف مع المستحدثات التي لا تتوقف، ومع التغيرات التي لم يعد من السهل توقعها.
وتعد التربية الاقتصادية وترسيخ قيمها وتنمية مفاهيمها ومهاراتها من الاتجاهات التربوية الحديثة في الدراسات الاجتماعية والتربوية، التي تتصل في أحد جوانبها بالمسؤولية الاجتماعية، وتتصل في جانبها الآخر بالمعاصرة والتغيرات والتحولات التي تعيشها المجتمعات، وفي هذا الصدد يشير (عامر ، 2008) إلى أن التربية الاقتصادية تعد أحد المجالات التي تزايد الاهتمام بها بشدة في العقود الأخيرة، وذلك بعدما أصبحت قوة الأمم وتقدمها لا تقاس فقط بما يتوافر لديها من موارد طبيعية، وإنما بمدى امتلاكها للقوى البشرية الواعية والمدربة على العمل والإنتاج، وبالقدرة على تحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الموارد المتاحة.
وأشار (أبو زيد ،2017) إلى أن التربية الاقتصادية للطفل تركز على غرس وتنمية مفاهيم اقتصادية في نفوس الأطفال، وتدريبهم على المهارات المتعلقة بهذه المفاهيم، وفق وسائل تربوية حديثة وأساليب وطرق مناسبة فهماً وممارسة، مراعية العمر والعقلية للطفل لتسهم في تعديل السلوكيات الاقتصادية لدى الطفل، كاستعمال النقود في سن مبكرة، واتخاذ قرار الشراء حسب النقود التي معه فهي لازمة له في معاملاته الحياتية، وقد أكد (الربعاني والمخلافي ،2013) إلى أنه من الخصال التي يتوجب غرسها في الأبناء وتدريبهم عليها ترشيد الإنفاق والاعتدال في الاستهلاك، وهو أهم غايات التربية الاقتصادية، وسعت معظم دول العالم ومنظماته وهيئاته المهتمة بالشأن الاقتصادي تطالب بترشيد الإنفاق والتوسط في الاستهلاك من جميع فئات المجتمعات.
كما أشارت دراسة (عبد الحليم وآخرون ،2013) إلى أن المفاهيم الاقتصادية شكل من أشكال التعلم الاجتماعي، وهي واحد من المفاهيم والمهارات المهمة التي يجب غرسها وتنميتها في شخصية الطفل في مرحلة عمرية مبكرة، حتى ينمو ويكبر ولديه الأسس التي يبني عليها قراراته ومهاراته وأولوياته الاقتصادية كما أكد كل من الباحثين ((Borg, 2017 و Jennings, 2017)) أن التربية الاقتصادية للطفل تعزز لديه المهارات والسلوكيات الاقتصادية الجيدة، والمتعلقة بالمحافظة على الموارد المتاحة، وترشيد الاستهلاك، فضلاً عن تزويده بالمعارف حول العمليات والقضايا الاقتصادية المناسبة لعمره ومستوى تفكيره. كما أشار (بني عيسى ،2018) إلى أن التربية الاقتصادية نوع من الاستثمار في المتعلمين، فهي تعلمهم وتثقفهم ليكتسبوا المهارات المرتبطة بالمال والدخل والعمل والإنتاج، وتسهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي وزيادة الإنتاج.
وقد بات المختصين والمهتمين بالشأن الاقتصادي على يقين بأن تغير هذا السلوك لا يأتي بمجرد نداء أو توجيه، وإنما يأتي نتيجة التربية والتعود عليها منذ الصغر، يكون ذلك عن طريق التكامل فيما بين الأسرة والمدرسة والمجتمع في ظل منظومة محكمة الأطر ومحددة الأهداف، وهذا يتوافق مع غايات الدراسات الاجتماعية والوطنية التي ترنو صوب غاية هدفها إيجاد المواطن الصالح في ذاته المصلح لغيره باكتسابه للمنظومة التربوية المنشودة (العميري، 2013).
وعليه فقد جاءت هذه الدراسة لاستكشاف مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال: دراسة تحليلية على مدارس المرحلة الابتدائية بمدينة جدة.
تحديد المشكلة
يعد المجتمع السعودي جزء من المجتمع العالمي فهو ليس ببعيد عن تلك التحديات التي فرضتها التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتقنية، وما صاحب ذلك من اختلال في القيم وتغير في طريقة المعيشة، وظهور أنماط من السلوك الاقتصادي السلبي، وانتشار الثقافة الاستهلاكية وضعف التعامل معها (آل رشود، 2018).
وعلى مستوى واقع التربية الاقتصادية فقد أشارت دراسة (المدخلي ،2015) إلى أن بعض الأسر تفتقد إلى أسس ومبادئ التربية الاقتصادية الصحيحة، مما يؤثر سلباً على تربية الأولاد والتخطيط السليم لهم، فهناك ما نسبته 85% من الأسر السعودية لا تعرف ثقافة الادخار ولا تجيد التعامل مع هذه الثقافة، حيث تقوم الأسرة بصرف أكثر من دخلها الشهري بنسبة 10%، وهذا يعني أنها تقترض تلك الزيادة شهرياً.
كما أشارت دراسة (البازعي والخضر ،2020) إلى وجود معوقات تواجه الأسرة للقيام بممارسة دورها التربوي في تعزيز ثقافة الادخار من أهمها ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، وضعف ثقافة التخطيط الادخاري لدى الأسرة.
كما أشارت دراسة (محمد وآخرون ،2021) إلى قصور في أدوار المعلمين في تنمية بعض القيم الاقتصادية لدى الطلبة. وأشارت نتائج دراسة (الشرعة وآخرون ،2018) إلى أن الأسرة تقوم بدور متوسط في غرس قيم التربية الاقتصادية لدى الأبناء. كما أشارت دراسة (السيد وآخرون ، 2020) إلى أن العديد من الطلبة في المرحلة الابتدائية يعانون من انخفاض في مستوى استيعاب المفاهيم الاقتصادية.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى:
أسئلة الدراسة
ستتضمن الدراسة الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي يمكن من خلالها الوصول إلى نتائج الدراسة، وتتمثل أسئلة هذه الدراسة في:
أهمية الدراسة
تستمد الدراسة أهميتها مما يلي:
حدود الدراسة
تقتصر الدراسة على الحدود التالية:
مصطلحات الدراسة
تضمنت الدراسة المصطلحات التالية:
عرفها (الشربيني والطناوي ،2011) بأنها: "التربية التي تساعد الفرد على تحسين أنماط الاستهلاك، وتكوين الوعي الاقتصادي، واكتسابه مهارات العمل المنتج والتي تساعده على زيادة الإنتاج والمحافظة على المعرفة الاقتصادية والمهارات العملية وتنميتها، وكذلك اكتساب الفرد القدرة على التفكير الذكي وفق متطلبات الظروف الاقتصادية للمجتمع، حتى يستطيع التكيف مع الواقع الاقتصادي له وللمجتمع الذي يعيش فيه".
وتعرف إجرائياً بأنها: "عملية الكشف والتعرف على المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات المتعلقة بجوانب الإنفاق والاستهلاك والادخار والاستثمار، والتعامل مع المال، وذلك لتوعية الأطفال بمدارس المرحلة الابتدائية بمدينة جدة وتعديل سلوكهم الاقتصادي".
الإطار النظري
مفهوم التربية الاقتصادية
يختلف مفهوم التربية الاقتصادية باختلاف وجهات النظر إلى الاقتصاد وأهميته ودوره في حياة الأفراد، فيعرفها (أبو زيد ،2017) بأنها: "غرس وتنمية مفاهيم اقتصادية في نفوس الأطفال، وفق أساليب وطرق مناسبة فهماً وممارسة، مراعيةً عمر الطفل وعقليته لتسهم في تعديل السلوكيات الاقتصادية لديه".
وأشارت (Borg, 2017) إلى أن التربية الاقتصادية للطفل تعني: "تلك المعارف والتوجيهات التي يتم من خلالها إكساب الأطفال السلوكيات الاقتصادية الصحيحة، وتنمي مسؤوليتهم ومصادر معرفتهم حول القضايا الاقتصادية".
ويرى (Jennings, 2017) أن التربية الاقتصادية للطفل تعني تنمية المعارف التي تحسن تجاربهم الاقتصادية واستخدامهم للموارد.
أهمية التربية الاقتصادية للطفل
تواجه المجتمعات المعاصرة العديد من التحديات التي فرضت عليها إعادة النظر في كثير من أنظمتها، خاصةً النظام التربوي الذي يقوم بالمهمة الرئيسة في تنشئة الأجيال وإعدادهم للمستقبل، وتعد التحديات الاقتصادية من أهم التحديات المعاصرة في ظل العولمة، والانفتاح الاقتصادي وندرة الموارد، وزيادة حدة المشكلات الاقتصادية، الأمر الذي أوجد حاجة إلى التركيز على الجانب الاقتصادي، وتوجيه الأجيال وتربيهم على أسس اقتصادية صحيحة، ويرى (الجابري ،2010) أن الاهتمام بالتربية الاقتصادية جاء نتيجة التحدي الاقتصادي في العملية التربوية، وشيوع المظاهر الاقتصادية السلبية، وأن التربية هي المنوط بها القيام بمهمة التوعية الاقتصادية، وتوجيه سلوكيات الناشئة الاقتصادية توجيهاً صحيحاً، وأن تضع مؤسسات التربية والتعليم ذلك ضمن أولوياتها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية.
وترى (نسيم ،2013) أن أهمية التربية الاقتصادية للطفل تتضح آثارها كونها تسهم في تربية الطفل على السلوكيات الاقتصادية الإيجابية، وتشجيع الطفل على التوفير والادخار والمشاركة في الأعمال النافعة، ومنها مساعدة الآخرين، كما تؤدي التربية الاقتصادية دوراً مهماً في تحقيق الانضباط الاقتصادي للطفل، أضف إلى ذلك أن المفاهيم والقيم الاقتصادية التي يكتسبها الطفل مبكراً تعد أساساً لبناء شخصيته مستقبلاً.
وذهبت (أحمد وعبد الجواد ،2016) إلى وجود العديد من الدواعي والأسباب التي تبرز أهمية التربية الاقتصادية والبدء بها مبكراً، فهي توعي النشء بأهمية ممتلكاتهم والمحافظة عليها، والحفاظ على ممتلكات الآخرين، وترشيد الاستهلاك، وهي ضرورية لمواجهة التغيرات والمشكلات الاقتصادية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى أن تثقيفهم وتوعيتهم اقتصادياً سيساعدهم على اتخاذ القرارات الاقتصادية بطريقة سليمة، والوصول إلى مستوى مقبول من المعرفة الاقتصادية تناسب مرحلتهم العمرية، كما تبصرهم بأهمية التوازن الاقتصادي، وتعالج لديهم السلوكيات الاقتصادية الخاطئة مثل الهدر في الإنفاق، والاستهلاك، والاعتداء على البيئة والمال العام أو الخاص، وغرس وتنمية السلوك الادخاري، والاستثماري، وقيم العمل والإنتاج، إضافةً إلى مواجهة السلوكيات غير المشروعة في الكسب والإنفاق، والتي تضعف الأمن الاقتصادي والاجتماعي.
أهداف تنمية مفاهيم التربية الاقتصادية للأطفال
تسعى التربية الاقتصادية إلى تحقيق العديد من الأهداف، وقد أورد (المدخلي ،2015) و (الشربيني والطناوي ،2011) بعضاً من أهداف التربية الاقتصادية لعموم الطلبة نسردها على النحو التالي:
وأما أهداف تنمية المفاهيم الاقتصادية لدى الطفل على وجه التحديد، فقد حددتها (العيوطي ،2012) فيما يلي:
خصائص التربية الاقتصادية
يمكن تناول أبرز خصائص التربية الاقتصادية على النحو التالي (أحمد وعبد الجواد، 2016):
أهم مفاهيم التربية الاقتصادية للأطفال
لكل مرحلة عمرية مفاهيم وقيم تتناسب مع خصائص الفرد في هذه المرحلة، وقدرته على إدراك أبعادها وفهم مقصدها، وتطبيقها عملياً في حياته، ونستعرض فيما يلي أبرز هذه المفاهيم الخاصة بالاطفال (الحمود، 2010):
وخلصت دراسة (نسيم ،2013) إلى تحديد عشرة مفاهيم اقتصادية رئيسية تعد مهمة للطفل، وهي:
وسعت دراسة (الخضر وإبراهيم ،2018) إلى تنمية مجموعة من المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال، وتم تصنيفها إلى ستة مجالات وهي:
الدراسات السابقة
الدراسات العربية
وأشارت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05≥α) بين متوسطات استجابات (الأمهات) حول (واقع دور الأسرة في التربية الاقتصادية للأولاد) تعزى لمتغير (المستوى التعليمي)، على مجالات (الإنتاج، ترشيد الاستهلاك، الادخار).
ولكن كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α≤0.05) بين متوسطات استجابات (الأمهات) حول (واقع دور الأسرة في التربية الاقتصادية للأولاد) تعزى لمتغير الدخل الشهري على مجال (الادخار)، حيث كانت الفروق لصالح مستويات: (أكثر من 5 آلاف ريال).
كما ذكرت الباحثة أن أبرز الأدوار التي تقوم بها إدارة رياض الأطفال في تحقيق التربية الاقتصادية لدي أطفال الروضة هي : لصق الملصقات المصورة داخل وخارج حجرة الدراسة التي تحث علي غلق المصابيح والصنابير، عمل رحلات شهرية للأطفال للتعرف علي المهن والأعمال المختلفة لغرس قيمه حب العمل واحترام المهن المختلفة وتقدير أصحابها.
كما ذكرت الباحثة أن أبرز الأدوار التي تحققها أنشطة رياض الأطفال في تحقيق التربية الاقتصادية لدي أطفال الروضة هي : تنويع الأنشطة داخل الروضة التي تغرس في الطفل الأمانة والحرام والحلال وقيم البيع والشراء، وإقامة أنشطة تحث الطفل علي ممارسة السلوكيات الاقتصادية المرغوب بها كترشيد الاستهلاك والبعد عن الإسراف والتبذير.
أما أبرز أدوار المناهج الدراسية في تحقيق التربية الاقتصادية لدي أطفال الروضة فتمثلت في: تنمية حب العمل واحترام المهن عن طريق موضوعات منهجية يتعرف منها الطفل علي المهن المختلفة، وأهمية كل مهنه للمجتمع، واحتواء المنهج علي تدريبات تنمي الوعي الاقتصادي لدي الأطفال.
وفي ضوء النتائج أوصت الدراسة بزيادة الاهتمام بالتربية الاقتصادية الإسلامية من قبل الوالدين ومن قبل المؤسسات التي تؤثر في تكوين ثقافة الأسرة، كالإعلام والمسجد وغيرهما. وكذلك التركيز على سلوكيات خاصة مثل إنظار المعسر والحث على الإنفاق بشكل عام.
أشارت النتائج إلى أن كلا من التعليم الاقتصادي للأسرة ومجموعات الأقران يرتبطان بشكل إيجابي مع المعرفة الاقتصادية ونية الطلبة في تنظيم المشاريع. وأكدت هذه النتائج الدور الحاسم لمحو الأمية الاقتصادية الذي يمكن للحكومة والمؤسسات التعليمية أخذه بعين الاعتبار لتحفيز نية الطلبة في تنظيم المشاريع. وأوصت الدراسة أيضًا القطاع التعليمي والحكومات بتسهيل إنشاء مجموعات عمل طلابية في ريادة الأعمال كمحاولة لتشجيع مشاركة الطلبة.
شمل مجتمع البحث 4698 طالبًا من طلبة المدارس الثانوية من 14 مدرسة عامة في مدينة بلوميناو. تشير النتائج إلى وجود تثقيف مالي فعال لدى الشباب من طلبة المدارس الثانوية، وهو ما يمكن ملاحظته في بعض النتائج مثل: بعض الشباب غير ملزمين بالشرح لأولياء الأمور أين ينفقون مواردهم المالية، اكتسب بعض الطلبة معرفتهم المالية من خلال تعاملهم المالي مع أولياء الأمور والأقارب، ومن خلال الممارسات اليومية، وأوصت الدراسة زيادة الحوار في الأسرة حول المسائل المالية. كما دعت لتحسين جودة المعرفة المالية المدرسية من خلال المحاضرات والدورات الجامعية، وذكرت الدراسة إلى انه قد يقع العمال المحتملون في مشاكل اجتماعية بسبب عدم قدرتهم على إدارة مواردهم ونفقات أسرهم بالشكل المناسب.
أظهرت النتائج أن الأطفال يعتبرون أن المال يستخدم إلى حد كبير في استهلاك السلع، بينما أبدى عدد قليل منهم رغبته في التبرع بأموالهم للفقراء ولأفراد العائلة، وأما فيما يتعلق بتقاسم الموارد، أراد معظم الأطفال مشاركة الحلوى مع الأصدقاء، واعتبروا المشاركة بمثابة مسؤولية اجتماعية أو التزام أخلاقي، أو كونهم عادلين، وأن الوالدين والمعلمين يعدون المصادر الرئيسة للمعرفة الاقتصادية.
أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في التطبيق البعدي لاختبار الثقافة المالية لصالح المجموعة التجريبية.
التعقيب على الدراسات السابقة
ستتبع الدراسة الحالية المنهج النوعي وهو ما يختلف مع دراسة الخضر (2021)، دراسة عبده وآخرون (2020)، دراسة الشرعة وآخرون (2018)، دراسة المدخلي (2015) دراسة (Borg, 2017) دراسة (Silva et al, 2017) دراسة (Narmaditya & Wibowo, 2021) والتي اعتمدت على المنهج الوصفي. كما اختلفت مع دراسة (Sherraden et al, 2011) التي اعتمدت على المنهج شبه التجريبي
سيتم الاعتماد على المقابلة كأداة رئيسة للحصول على استجابات أفراد عينة الدراسة الحالية ، والتي اتفقت في ذلك مع دراسة (Borg, 2017)، كما اختلفت مع دراسة الخضر (2021)، دراسة عبده وآخرون (2020)، دراسة الشرعة وآخرون (2018)، دراسة المدخلي (2015)، دراسة (Narmaditya & Wibowo, 2021) دراسة (Silva et al, 2017) التي اعتمدت على الاستبانة كأداة، كما اختلفت مع دراسة (Sherraden et al, 2011) والتي اعتمدت على اختبار الثقافة المالية، والبرنامج التعليمي المقترح.
أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة
أوجه تميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة
الفصل الثالث: المنهجية
تصميم البحث
المنهج عبارة عن قواعد عامة تحدد الإجراءات السليمة والعمليـات العقليـة التـي تتبع من اجل الوصول الى الحقيقة فـيما يتعلـق بظـواهر الكـون الطبيعيـة أو الحيوية للإنسان. وهو بذلك يجمع بين المنهج كإطار للعمليات العقلية التي تدور في ذهن الباحث والمنهج كطريقة عملية يجري بموجبها البحث (كماش، 2016).
ومع الأخذ بالاعتبار أهداف الدراسة وأسئلة الدراسة الحالية تباين للباحث أن المنهج النوعي هو الأنسب للدراسة، لذلك استخدمت الدراسة المنهج النوعي لملائمته للموضوع. حيث يعرف المنهج النوعي بأنه:" نوع من أنواع الأبحاث العلمية التي تعتمد على دراسة السلوك والمواقف الإنسانية، وفي سبيل ذلك يتم جمع المعلومات والبيانات؛ من خلال مجموعة من الوسائل مثل المقابلات والملاحظات (المشهداني والعبيدي، 2013).
كما أن المنهج النوعي يعتبر أداة قيمة لفهم الظواهر الاجتماعية المعقدة مثل موضوع الدراسة الحالية ويمكنه أن يساعد على الحصول على رؤى جديدة وفريدة من نوعها حول هذه الظاهرة، وفهم السلوكيات البشرية بشكلٍ أفضل، وفهم كيفية تأثير العوامل المختلفة على سلوك الأطفال وتجاربهم مع المال بشكلٍ دقيقٍ، وذلك من خلال الاستماع إلى رواياتهم وتجاربهم مباشرةً.
المجتمع والعينة
تكون مجتمع الدراسة من الأطفال في مدارس المرحلة الابتدائية بمدينة جدة وأولياء أمورهم، وسيتم اختيار العينة بالطريقة القصدية وستقتصر على:
القسم الأول (الأطفال):
عدد 9 أطفال في مدارس المرحلة الابتدائية بمدينة جدة، وفق الخصائص التالية:
القسم الثاني (أولياء الأمور):
عدد 5 أولياء الأمور لأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة، وفق الخصائص التالية:
طرق جمع البيانات
لتحقيق أهداف الدراسة، والإجابة عن تساؤلاتها، سوف تتمثل أداتها في المقابلات الشخصية، وتعرف المقابلة بأنها عبارة عن تبادل لفظي وجها لوجه بـين الباحـث آو القـائم بالمقابلـة والفـرد للحــصول عــلى المعلومــات التــي تعــبر عــن الآراء والاتجاهــات أو المــشاعر أو الدوافع أو السلوك في الماضي أو الحاضر (كماش، 2016).
وستكون طريقة المقابلة شبه المقننة هي الطريقة الأساسية المستخدمة، وذلك بسبب إتاحتها لجمع المعلومات من مصادرها بشكل متعمق، وتتيح إعادة صياغة طرح الأسئلة بطريقة تسهل على المشارك فهم السؤال. وستتضمن المقابلة عدة محاور يتخللها مجموعة من الأسئلة:
إجراءات تصميم أداة الدراسة
وفيما يلي أسئلة المقابلة بصورتها النهائية.
القسم الأول: مقابلة الأطفال
المحور الأول: البيانات الديموغرافية للطفل:
الاسم: .............
العمر: ..............
المحور الأول: أسئلة المقابلة:
القسم الأول: مقابلة الأطفال
المحور الأول: البيانات الديموغرافية
الاسم الأول: ............
العمر: ...........
صلة القرابة بالطفل: ( ) أب ( ) أم
المحور الثاني: أسئلة المقابلة لأحد الوالدين
إجراءات جمع البيانات المقترحة
سيتم التواصل مع المشاركين ومحادثتهم للتأكد من قبولهم لإجراء المقابلة، وتحديد موعدها، والطريقة التي ستتم فيها المقابلة، وسيتم إتباع الخطوات الإجرائية التالية:
تحليل البيانات
سيتم تحليل المقابلات على النحو التالي:
تحليل البيانات ونتائج الدراسة
مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة
تكشف نتائج الدراسة عن تنوع ملحوظ في مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة. يمكن تصنيف هذه المفاهيم إلى أربعة محاور رئيسية: فهم الأطفال لمفهوم المال وأهميته، ومفاهيم الإنفاق والادخار، ووعي الأطفال بمفاهيم الكسب والعمل، وإدراك الأطفال لمفاهيم التبرع والصدقة. تعكس هذه المحاور الأربعة الجوانب الأساسية للتربية الاقتصادية في هذه المرحلة العمرية المبكرة، وتوفر نظرة شاملة على كيفية تشكل الوعي الاقتصادي لدى الأطفال في المجتمع بمدينة جدة.
فهم الأطفال لمفهوم المال وأهميته
يظهر من خلال المقابلات أن الأطفال في المرحلة الابتدائية لديهم فهم أساسي لمفهوم المال وأهميته في الحياة اليومية. يرتبط هذا الفهم بشكل أساسي بالاستخدامات المباشرة للمال في شراء الاحتياجات والرغبات. على سبيل المثال، عبر الطفل (1) عن فهمه للمال بقول : "نشتري فقط" هذا الفهم البسيط يعكس إدراك الأطفال للوظيفة الأساسية للمال كوسيلة للتملك و الشراء. ويمكن تفسير هذا الفهم البسيط في ضوء المرحلة العمرية للأطفال، حيث يميلون في هذه السن إلى التركيز على الجوانب الملاحظة بشكل مباشر للاستخدام .
تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطفال أظهروا فهماً أكثر تعمقاً لأهمية المال. فقد عبر الطفل (5) عن ذلك بقوله " لكي تعيشني و تاكلني" هذا الفهم يتجاوز مجرد الشراء إلى إدراك دور المال في تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة. يعكس هذا الفهم الأكثر تطوراً وعياً بدور المال في توفير الضروريات الحياتية، مما يشير إلى بداية تشكل فهم أعمق للدور الاقتصادي للمال في ذهن الطفل.
من جانب آخر، أظهر بعض الأطفال أيضاً فهماً أكثر تطوراً لمفهوم المال، حيث ربطوه بمفاهيم اقتصادية أكثر تعقيداً. فقد عبر الطفل (7) عن ذلك بقوله " ان المال تبدل اللي عندك بشي عند الناس انت تبغاه" هذا الفهم يعكس إدراكاً لمفهوم التبادل وان المال ما هو إلا وسيط لهذا التبدل. يشير هذا المستوى من الفهم إلى بداية تشكل مفاهيم اقتصادية أكثر تعقيداً لدى بعض الأطفال، مما قد يكون نتيجة لتعرضهم لتجارب أو تعليم أكثر تقدماً في مجال الاقتصاد.
مفاهيم الإنفاق والادخار لدى الأطفال
تظهر النتائج تفاوتاً ملحوظاً في فهم الأطفال لمفاهيم الإنفاق والادخار. فبينما يميل بعض الأطفال إلى الإنفاق المباشر لكل ما يحصلون عليه من مال، يظهر البعض الآخر وعياً بأهمية الادخار. هذا التفاوت يعكس الاختلافات في التربية الأسرية والتأثيرات الاجتماعية والثقافية المحيطة بالأطفال.
فيما يتعلق بالإنفاق، يبدو أن معظم الأطفال يرتبطون المال بالشراء المباشر لاحتياجاتهم ورغباتهم. على سبيل المثال، عندما سُئل الطفل (1) عما سيفعله بمبلغ 100 ريال، أجاب " :اشتري فيها كورة و ألعاب" هذا يعكس الرغبة الاستهلاكية المباشرة لدى الأطفال في هذه المرحلة العمرية. ويمكن تفسير هذا الميل نحو الإنفاق المباشر في ضوء محدودية قدرة الأطفال على التخطيط طويل المدى وتفضيلهم للإشباع الفوري لرغباتهم، وما قد يلاحظونه من سلوك الراشدين حولهم.
من ناحية أخرى، أظهر بعض الأطفال وعياً بمفهوم الادخار وأهميته. فقد عبر الطفل (1) عن ذلك بقوله : "عشان لما أنا أكبر اشتري فيها السيارة اللي أبغاها" هذا الفهم يعكس إدراكاً لمفهوم التخطيط المالي على المدى الطويل، وهو مفهوم متقدم نسبياً في هذه المرحلة العمرية. يشير هذا الوعي بأهمية الادخار إلى وجود تأثيرات إيجابية، سواء من الأسرة أو المدرسة، في تشكيل الوعي الاقتصادي لدى بعض الأطفال، ويمكن أن يكون التأثر من خلال سماع بعض التوجيهات في الحملات التي تنفذها المؤسسات الأهلية كمؤسسة ريالي، ومؤسسة الحصالة في اليوم العالمي للادخار الموافق 31 أكتوبر من كل عام.
إضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الإجابات فهماً أكثر تعقيداً لمفهوم الادخار. فقد عبرت الطفلة (2) عن رغبتها في شراء شيء رخيص الثمن، مبررة ذلك بقولها: "عشان ما تخلص فلوسي" هذا الفهم يعكس بداية إدراك لمفهوم إدارة الموارد المالية المحدودة وانه لا يمكن بالموارد تحقيق كل الرغبات، وهذا مفهوم أساسي في التربية الاقتصادية.
وعي الأطفال بمفاهيم الكسب والعمل
تظهر النتائج أن وعي الأطفال بمفاهيم الكسب والعمل يتفاوت بشكل كبير. بعض الأطفال أظهروا فهماً بسيطاً لهذه المفاهيم، بينما أظهر آخرون فهماً أكثر تعقيداً. هذا التفاوت قد يعكس الاختلافات الأسرية والاجتماعية للأطفال، وكذلك تأثير وسائل الإعلام والتعليم المدرسي، و المجتمع القريب من الطفل.
على سبيل المثال، عبر الطفل (8) عن فهمه لمفهوم الكسب بقوله "المال تحصل عليه لما تدرس وتصير كويس وعندما تذهب إلى جامعة طب أو مهندس" هذا الفهم يربط بين التعليم والعمل والكسب المالي، مما يعكس إدراكاً لأهمية التعليم في تحقيق الاستقرار المالي المستقبلي. يشير هذا الفهم إلى وجود تأثير إيجابي للقيم الاجتماعية التي تؤكد على أهمية التعليم كوسيلة للنجاح الاقتصادي.
من جانب آخر، أظهر بعض الأطفال فهماً أكثر تطوراً لمفاهيم العمل والكسب. فقد عبر الطفل (5) عن رغبته في "افتح مشروع فيها، افتح بقالة، افتح مصنع" هذا الفهم يعكس إدراكاً لمفهوم تأسيس المشاريع وريادة الأعمال والاستثمار، وهو مفهوم متقدم نسبياً في هذه المرحلة العمرية. قد يكون هذا الفهم المتقدم ناتجاً عن التعرض لنماذج ناجحة في مجال ريادة الأعمال في البيئة المحيطة بالطفل، أو قد يكون نتيجة لبرامج تعليمية متقدمة في المدرسة أو ما يسمعه في الإعلام من تضخم ثروات رواد الأعمال.
إدراك الأطفال لمفاهيم التبرع والصدقة
تظهر النتائج أن العديد من الأطفال لديهم وعي بمفاهيم العطاء وكصورة له التبرع والصدقة كجزء من التعامل مع المال. هذا الوعي قد يكون نابعاً من التأثيرات الثقافية والدينية في المجتمع المحلي والحملات التطوعية التي تنظم من قبل الجهات الحكومية بشكل دائم و منصات التبرع الدائمة كمنصة إحسان، حيث تلعب مفاهيم الزكاة والصدقة دوراً مهماً في الثقافة الإسلامية.
وعلى سبيل المثال، عبرت الطفلة (2) عن فهمها لأهمية الصدقة بقولها: "جاء في بالي اتصدق بيها" ، هذا الفهم يعكس إدراكاً لمفهوم المسؤولية الاجتماعية في التعامل مع المال. يشير هذا الوعي المبكر بأهمية الصدقة إلى التأثير القوي للقيم الدينية والاجتماعية في تشكيل الوعي الاقتصادي لدى الأطفال في المجتمع المحلي.
كما أظهر بعض الأطفال فهماً أكثر تفصيلاً لمفهوم الصدقة والزكاة. فقد عبر الطفل (7) عن ذلك بقوله" انه اتصدق فيه، واطلع الزكاة" هذا الفهم يعكس إدراكاً للمفاهيم الدينية المرتبطة بالتعامل مع المال في المجتمع الإسلامي. يشير هذا المستوى من الفهم إلى وجود تعليم ديني فعال، سواء في المنزل أو المدرسة، يربط بين المفاهيم الاقتصادية والقيم الدينية.
إضافة إلى ذلك، أظهر بعض الأطفال فهماً أكثر شمولية لمفهوم التبرع والمساعدة. فقد عبر الطفل (6) عن ذلك بقوله" نعطي المساكين ، نتصدق، وكمان لو واحد قل لنا أبغى شي و بعدين ارجعه لك" ، هذا الفهم يتجاوز مجرد التبرع المالي إلى إدراك مفهوم المساعدة المتبادلة والقرض الحسن و المساندة المالية، مما يعكس فهماً أكثر تعقيداً للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية، ولعله تأثر بسلوك الوالدين في المجتمع إذ أن سلوك الإقراض الحسن المتبادل شائع بين الأفراد.
إجمالاً، تظهر هذه النتائج أن الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة لديهم مجموعة متنوعة من المفاهيم الاقتصادية، تتراوح بين الفهم البسيط للمال كوسيلة للشراء، إلى فهم أكثر تعقيداً يشمل مفاهيم الادخار والاستثمار والمسؤولية الاجتماعية. هذا التنوع في الفهم يشير إلى الحاجة إلى تطوير برامج تعليمية تراعي هذه الاختلافات وتعمل على تعزيز المفاهيم الاقتصادية الإيجابية لدى جميع الأطفال. كما يسلط الضوء على أهمية دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تشكيل الوعي الاقتصادي للأطفال في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
العوامل المؤثرة على تطوير مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة
تكشف نتائج الدراسة عن مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على تطوير مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة. تتضمن هذه العوامل دور الأسرة، تأثير المدرسة والمناهج الدراسية، أثر وسائل الإعلام و التقنية، وتأثير الأقران والمجتمع المحيط. يعكس تنوع هذه العوامل الطبيعة المعقدة لعملية تشكيل الوعي الاقتصادي لدى الأطفال، والذي يتأثر بمجموعة واسعة من المؤثرات الاجتماعية والثقافية والتعليمية.
دور الأسرة في تشكيل المفاهيم الاقتصادية
تبرز نتائج الدراسة الدور المحوري للأسرة في تشكيل المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال. يظهر هذا التأثير من خلال الممارسات اليومية للأسرة، والحوارات التي تدور حول المال، والقدوة التي يقدمها الوالدان في التعامل مع المسائل المالية.
على سبيل المثال، عبر الطفل (1) عن تصوره لكيفية استخدام والديه للمال بقوله "حيشتري أغراض للبيت" عند الحديث عن كيفية إنفاق والده لمبلغ 1000 ريال، بينما قال عن والدته "تشتري ماما أشياء لها يعني ممكن تطلب حاجات لنفسها" تعكس هذه التصورات الانطباعات التي يكونها الأطفال عن السلوك المالي لوالديهم، مما يشير إلى التأثير الكبير للممارسات الأسرية في تشكيل المفاهيم الاقتصادية للأطفال.
كما يظهر دور الأسرة في تعليم مفاهيم الادخار والتخطيط المالي. فقد أشار الطفل (2) إلى أن والدها اشترى لها حصالة، قائلة "هو اشتراها من نفسه" يشير هذا إلى وعي الأسرة بأهمية تعليم الأطفال مفاهيم الادخار من سن مبكرة و توفير الأدوات لذلك كالحصالة.
إضافة إلى ذلك، يبدو أن بعض الأسر تلعب دوراً في تعليم الأطفال مفاهيم التعاون المالي والمشاركة. فقد ذكر الطفل (1)" أنا اعطيها الخمسات – يقصد أخته - ونشتري مع بعض" عند الحديث عن التعامل المالي مع أخته. يعكس هذا دور الأسرة في غرس قيم التعاون والمشاركة في التعاملات المالية.
تأثير المدرسة والمناهج الدراسية
تظهر النتائج تبايناً في تأثير المدرسة والمناهج الدراسية على تطوير المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال. بينما يشير بعض الأطفال إلى دور المدرسة في تعليمهم بعض المفاهيم الاقتصادية، يبدو أن هذا الدور محدود في حالات أخرى.
على سبيل المثال، ذكر الطفل (7) أنه تعلم عن المال "من الدراسة من مادة الاجتماعيات " كما أشار الطفل (8) إلى أنه تعلم في المدرسة "انو لازم استثمر واعرف الوقت الصح للتجارة وما تصرف على اي شئ" تشير هذه التعليقات من الأطفال إلى وجود بعض المحتوى التعليمي المتعلق بالتربية الاقتصادية في المناهج الدراسية، خاصة في مواد مثل الاجتماعيات، وقد يكون اجتهاد شخصي من المعلمين كون محتوى المادة بعيد عن الاقتصاد
ومع ذلك، أشار عدد من الأطفال إلى عدم وجود تعليم مباشر للمفاهيم الاقتصادية في المدرسة. فقد ذكر الطفل (1) عند سؤاله عما إذا كان هناك من يتحدث عن المال في المدرسة "ولا احد" وبالمثل، أجاب الطفل (4) بـ "لا" عندما سُئل عما إذا كان هناك أحد في المدرسة يتحدث عن المال.
يشير هذا التباين إلى عدم وجود نهج موحد أو منهجي لتعليم المفاهيم الاقتصادية في المدارس الابتدائية بمدينة جدة. قد يعتمد وجود هذا التعليم على مبادرات فردية من المعلمين أو على تفسيرات مختلفة للمناهج الدراسية.
أثر وسائل الإعلام والتقنية
تظهر النتائج محدودية تأثير وسائل الإعلام والتقنية في تشكيل المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال في هذه الدراسة. معظم الأطفال الذين تمت مقابلتهم لم يشيروا إلى تعرضهم لمحتوى إعلامي أو تقني يتعلق بالمفاهيم الاقتصادية.
عند سؤالهم عما إذا كانوا قد شاهدوا أفلام كرتون ( رسوم متحركة ) أو مقاطع فيديو تتحدث عن المال، أجاب معظم الأطفال بالنفي. على سبيل المثال، أجاب الطفل (2) و الطفل (4) بـ " لا" عند سؤالهما عن مشاهدة أفلام كرتون تتحدث عن المال.
ومع ذلك، ذكر الطفل (8) أنه شاهد برنامجاً تلفزيونياً يتعلق بالمال، قائلاً: "ايوا ، حقت ريالي" يشير هذا إلى وجود بعض المحتوى الإعلامي الموجه للأطفال والذي يتناول مواضيع مالية، ولكن يبدو أن التعرض لهذا المحتوى محدود بين الأطفال المشاركين في الدراسة، ومؤسسة ريالي هي مؤسسة غير ربحية انتجت عدد من أفلام الرسوم المتحركة موجهة للأطفال في المواضيع الاقتصادية كالميزانية و الادخار
هذه النتائج تسلط الضوء على وجود فرصة غير مستغلة لاستخدام وسائل الإعلام والتقنية في تعزيز الوعي الاقتصادي لدى الأطفال. قد يكون هناك حاجة لتطوير المزيد من المحتوى الإعلامي والتقني الموجه للأطفال والذي يتناول المفاهيم الاقتصادية بطريقة جذابة ومناسبة لأعمارهم.
تأثير الأقران والمجتمع المحيط
تشير نتائج الدراسة إلى وجود تأثير محدود للأقران والمجتمع المحيط في تشكيل المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال. معظم الأطفال لم يشيروا بشكل مباشر إلى تأثير أقرانهم أو المجتمع على فهمهم للمفاهيم الاقتصادية.
ومع ذلك، يمكن استنتاج بعض التأثيرات غير المباشرة من خلال إجابات الأطفال. على سبيل المثال، عندما تحدث الطفل (6) عن التعامل مع البائعين في المدرسة، قال "كمان ينصب علي اللي يبيع" و "يقول واحد بخمسة ريال ، ليه!؟ ظالم هذا في البقالة بريال" تعكس هذه الملاحظات وعياً بالحركة في السوق والأسعار، والتي قد تكون ناتجة عن التفاعلات مع الأقران والبائعين في بيئة المدرسة.
كما يظهر تأثير المجتمع المحيط من خلال الوعي بمفاهيم الصدقة والزكاة، والتي تعكس القيم الاجتماعية والدينية السائدة في المجتمع السعودي. على سبيل المثال، ذكر الطفل (7) ""انه اتصدق فيه، واطلع الزكاة" عند الحديث عن استخدامات المال.
في الختام، تظهر هذه النتائج أن تطوير المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، مع وجود تأثير قوي للأسرة، ودور متفاوت للمدرسة والمناهج الدراسية، وتأثير محدود لوسائل الإعلام والتقنية والأقران. تشير هذه النتائج إلى الحاجة إلى نهج شامل ومتكامل لتعزيز التربية الاقتصادية، يشمل تعاوناً وثيقاً بين الأسرة والمدرسة، وتطوير مناهج دراسية موجهة بشكل أكبر نحو المفاهيم الاقتصادية، واستغلال أفضل لإمكانات وسائل الإعلام والتقنية في هذا المجال. كما تسلط الضوء على أهمية مراعاة السياق الاجتماعي والثقافي في تصميم برامج التربية الاقتصادية للأطفال في المجتمع السعودي.
مفاهيم التربية الاقتصادية لدى أولياء أمور الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة
تكشف نتائج الدراسة عن تنوع في مفاهيم التربية الاقتصادية لدى أولياء أمور الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة. يتجلى هذا التنوع في مستويات الوعي بأهمية التربية الاقتصادية، والممارسات المتبعة في تعليم الأطفال المفاهيم الاقتصادية، وتصورات أولياء الأمور حول دور المدرسة في هذا المجال، والتحديات التي يواجهونها في تنفيذ التربية الاقتصادية. تعكس هذه النتائج الدور المحوري لأولياء الأمور في تشكيل الوعي الاقتصادي لأطفالهم، وتسلط الضوء على الفرص والتحديات في هذا المجال.
وعي أولياء الأمور بأهمية التربية الاقتصادية
تظهر النتائج وعياً متزايداً لدى أولياء الأمور بأهمية التربية الاقتصادية لأطفالهم. يدرك معظم أولياء الأمور الذين تمت مقابلتهم الدور الحيوي للتربية الاقتصادية في إعداد أطفالهم للمستقبل وتنمية مهاراتهم المالية.
على سبيل المثال، عبر ولي الأمر (1) عن أهمية التربية الاقتصادية قائلاً: "التربية الاقتصادية مهمة لأن توعي الإنسان أنه يتعلم أنه يكون إنسان منتج أو على الأقل يتعلم الادخار عشان يحقق أهداف كبيرة وليس فقط ينساق وراء العروض والتخفيضات" يعكس هذا الرأي فهماً عميقاً لأهمية التربية الاقتصادية في تنمية مهارات الإنتاج والادخار، وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات مالية حكيمة.
كما أكد ولي الأمر (2) على أهمية التربية الاقتصادية للمستقبل، قائلاً " أنا أقول مهم جدا في المرحلة لانهم هم في المستقبل يستطيعون الاستثمار، مثلا إذا كان لديهم مال بسيط يستطيعون يدير أموال، يستطيعون الادخار إذا كان في المستقبل فمهم جدا التربية المالية " يشير هذا الرأي إلى إدراك أولياء الأمور لأهمية التربية الاقتصادية في إعداد الأطفال للتحديات المالية المستقبلية.
إضافة إلى ذلك، ربط ولي الأمر (3) بين التربية الاقتصادية والقيم الدينية والاجتماعية، مستشهداً بالآية القرآنية " وَلَا تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا " يعكس هذا الربط الوعي بأهمية التربية الاقتصادية في السياق الثقافي والديني للمجتمع المحلي.
ممارسات أولياء الأمور في تعليم أطفالهم المفاهيم الاقتصادية
تكشف النتائج عن مجموعة متنوعة من الممارسات التي يتبعها أولياء الأمور في تعليم أطفالهم المفاهيم الاقتصادية. تتراوح هذه الممارسات بين الحوارات اليومية حول المال، والتطبيق العملي للمفاهيم الاقتصادية، واستخدام أدوات مثل الحصالة لتشجيع الادخار.
يصف ولي الأمر (1) بعض هذه الممارسات قائلا "الحوارات حول المال والممارسات المالية اليومية والمواقف المتعلقة بالمال، التطبيق العملي من الوالدين كقدوة أعتقد هذا هو أول وسيلة تعليمية في المنزل" يؤكد هذا على أهمية التربية بالقدوة والتعلم بالملاحظة في اكتساب المفاهيم الاقتصادية.
كما يشير ولي الأمر (1) إلى استخدام المناقشات لتعزيز المفاهيم الاقتصادية: "ممكن أيضاً مناقشة الأطفال في موضوع المال، يعني مثلًا إذا جمّع عيديّة إيش حتسويه بالعيديّة؟ خلّى الطفل يقول اللي عنده، بعد كده نعطي اقتراحات للتحسين" تعكس هذه الممارسة نهجاً تفاعلياً في تعليم المفاهيم الاقتصادية، يشجع على التفكير التحليلي والتخطيط المالي.
يؤكد ولي الأمر (3) على أهمية التجربة العملية في تعليم المفاهيم الاقتصادية، قائلاً " ما أعتقد أنه في شيء مثل الممارسة الواقعية أن يُعطى مبلغ وينظر ماذا يعمل به، أو مبلغ بداية كل أسبوع ويقال له هذا مصروفك للمدرسة ومصروفك للعام" تعكس هذه الممارسة نهجاً عملياً في التربية الاقتصادية، يهدف إلى تنمية مهارات إدارة المال من خلال التجربة المباشرة.
تصورات أولياء الأمور حول دور المدرسة في التربية الاقتصادية
تظهر النتائج تبايناً في تصورات أولياء الأمور حول دور المدرسة في التربية الاقتصادية. بينما يرى بعض أولياء الأمور أن المدرسة تلعب دوراً محدوداً في هذا المجال، يعتقد آخرون أن هناك بعض الجهود المبذولة، ولكنها غير كافية.
يعبر ولي الأمر (2) عن رأيه في الدور الحالي للمدرسة قائلاً "والله بكل صراحة ما في اي دور" ، ويقدر مساهمة المناهج الحالية في التوعية المالية بنسبة "ممكن عشرة في المئة بس" يعكس هذا الرأي تصوراً بأن دور المدرسة في التربية الاقتصادية محدوداً للغاية.
من ناحية أخرى، يشير ولي الأمر (1) إلى بعض الجهود المدرسية في هذا المجال، قائلاً "بالنسبة لابني هناك درس كان يتكلم على التجارة قديما، وكيف تبادل المصالح التجارية أو العمل التجاري وذلك قبل صدور النقود، اللي هو التبادل بالأشياء" يشير هذا إلى وجود بعض المحتوى المتعلق بالمفاهيم الاقتصادية في المناهج الدراسية، ولكنه قد يكون غير كاف أو غير منهجي ولعله اجتهد شخصي.
يشير ولي الأمر (5) أن بعض المدارس، خاصة تلك التي تتبع مناهج خاصة مثل المونتيسوري، قد تكون أكثر فعالية في التربية الاقتصادية "بالنسبة لأطفالي الحمدلله تعلموا في مدارس كان فيها تعليم وعي مالي فعندهم نفس هذه الفكرة" يشير هذا إلى وجود تباين في نهج المدارس المختلفة تجاه التربية الاقتصادية.
تحديات التربية الاقتصادية من وجهة نظر أولياء الأمور
تكشف النتائج عن مجموعة من التحديات التي يواجهها أولياء الأمور في تنفيذ التربية الاقتصادية لأطفالهم. تتنوع هذه التحديات بين صعوبات مرتبطة بطبيعة الأطفال، وتحديات تعود لطبيعة المجتمع، وتحديات لبعض القصور في المناهج الدراسية.
يشير ولي الأمر (1) إلى تحدي يتعلق بطبيعة الأطفال، قائلاً "أن الطفل في النهاية تحكمه رغباته الطفولية، ونظرته للأمور لا تكون بعيدة المدى" يعكس هذا التحدي صعوبة تعليم مفاهيم مالية طويلة المدى لأطفال قد يكونون أكثر تركيزاً على الإشباع الفوري لرغباتهم و الاستمتاع العاجل.
يلفت ولي الأمر (5) الانتباه إلى التحديات المجتمعية، قائلاً "صار الحياة شوية صعبة لأنه حالياً التوجه كله صاير مكلف في الأنشطة وتتبع الماركات، فكطفل إذا ما كان واعي بشكل كافي لا من المدرسة أو من البيت فممكن يكون مرهق على أهله وممكن يكون مرهق على نفسه" يشير هذا إلى التحدي المتمثل في مواجهة الضغوط الاستهلاكية المتزايدة في المجتمع، والانجراف لصرف المال محاكاة للآخرين دون حاجة ضرورية.
يشير ولي الأمر (2) إلى تحدٍ يتعلق بقلة الخبرة والتركيز من جانب الوالدين، قائلاً "والله ً قلة خبرة مني، وما في تركيز على الموضوع ذا من الوالدين" يعكس هذا الحاجة إلى زيادة الوعي والمهارات لدى أولياء الأمور أنفسهم في مجال التربية الاقتصادية.
في المحصلة، تظهر هذه النتائج أن أولياء أمور الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة يدركون أهمية التربية الاقتصادية ويسعون إلى تطبيقها من خلال مجموعة متنوعة من الممارسات. ومع ذلك، فإنهم يواجهون تحديات متعددة في هذا المجال، ويرون أن دور المدرسة في التربية الاقتصادية لا يزال محدوداً. تشير هذه النتائج إلى الحاجة إلى نهج أكثر تكاملاً في التربية الاقتصادية، يجمع بين جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع. كما تسلط الضوء على أهمية تطوير برامج لدعم أولياء الأمور في جهودهم لتعليم أطفالهم المفاهيم الاقتصادية، وتحسين المناهج الدراسية لتشمل المزيد من المحتوى المتعلق بالتربية الاقتصادية بطريقة منهجية ومناسبة لمختلف الفئات العمرية.
مناقشة النتائج في ضوء الدراسات السابقة
تكشف نتائج الدراسة الحالية عن مجموعة من الأفكار المهمة حول مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة، والعوامل المؤثرة في تشكيل هذه المفاهيم، إضافة إلى تصورات أولياء الأمور حول هذا الموضوع. تتوافق هذه النتائج في جوانب عديدة مع الدراسات السابقة، بينما تختلف في جوانب أخرى، مما يسلط الضوء على خصوصية السياق السعودي في مجال التربية الاقتصادية للأطفال.
فيما يتعلق بمفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال، تظهر النتائج أن الأطفال في المرحلة الابتدائية بمدينة جدة لديهم فهم أساسي لمفهوم المال وأهميته، يتراوح بين الفهم البسيط للمال كوسيلة للشراء إلى فهم أكثر تعقيداً يشمل مفاهيم الادخار والاستثمار. تتوافق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (Borg, 2017)، التي أشارت إلى أن أطفال ما قبل المدرسة يعتبرون أن المال يستخدم إلى حد كبير في استهلاك السلع. ومع ذلك، تظهر الدراسة الحالية أن بعض الأطفال في المرحلة الابتدائية قد طوروا فهماً أكثر تعقيداً للمال، وهو ما قد يعكس التطور المعرفي المرتبط بالعمر.
يبرز في نتائج الدراسة الحالية الوعي المبكر لدى بعض الأطفال بمفاهيم الادخار والتخطيط المالي. يتوافق هذا مع نتائج دراسة (Sherraden et al, 2011)، التي أظهرت فعالية برامج تنمية الثقافة المالية والادخار لدى الأطفال من عمر 5-10 سنوات. تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير مفاهيم اقتصادية متقدمة نسبياً لدى الأطفال في سن مبكرة، مما يؤكد أهمية البدء بالتربية الاقتصادية في المراحل التعليمية الأولى.
كما تظهر الدراسة الحالية أيضاً وعياً ملحوظاً لدى الأطفال بمفاهيم التبرع والصدقة كجزء من التعامل مع المال. تختلف هذه النتيجة عن بعض الدراسات السابقة التي أجريت في سياقات ثقافية مختلفة، مثل دراسة (Borg, 2017) التي أشارت إلى أن عدداً قليلاً من الأطفال أبدوا رغبتهم في التبرع بأموالهم. قد يعكس هذا الاختلاف تأثير القيم الإسلامية والثقافة السعودية التي تؤكد على أهمية الصدقة والزكاة.
فيما يخص العوامل المؤثرة على تطوير مفاهيم التربية الاقتصادية لدى الأطفال، تؤكد نتائج الدراسة الحالية على الدور المحوري للأسرة. يتوافق هذا مع نتائج دراسة (الشرعة وآخرون ، 2018) التي أشارت إلى أن الأسرة تقوم بدور متوسط في غرس قيم التربية الاقتصادية لدى الأبناء. ومع ذلك، تظهر الدراسة الحالية تفاوتاً في ممارسات الأسر، مع وجود بعض الممارسات المتقدمة مثل استخدام الحوارات والتطبيقات العملية لتعليم المفاهيم الاقتصادية.
تكشف النتائج عن دور محدود للمدرسة والمناهج الدراسية في التربية الاقتصادية للأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة. يتوافق هذا مع نتائج دراسة (محمد وآخرون، 2021) التي أشارت إلى قصور في أدوار المعلمين في تنمية بعض القيم الاقتصادية لدى الطلاب. كما يتفق مع دراسة (السيد وآخرون، 2020) التي أشارت إلى انخفاض في مستوى طلاب المرحلة الابتدائية في استيعاب المفاهيم الاقتصادية. تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى تطوير المناهج الدراسية وتدريب المعلمين لتعزيز دور المدرسة في التربية الاقتصادية.
تظهر الدراسة الحالية محدودية تأثير وسائل الإعلام والتقنية في تشكيل المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال في مدينة جدة. تختلف هذه النتيجة عن بعض الدراسات في سياقات أخرى، مثل دراسة (Silva et al, 2017)، التي أشارت إلى دور وسائل الإعلام في التثقيف المالي للشباب. قد يعكس هذا الاختلاف الحاجة إلى تطوير محتوى إعلامي وتكنولوجي موجه للأطفال في السياق السعودي يتناول المفاهيم الاقتصادية.
وفيما يتعلق بمفاهيم التربية الاقتصادية لدى أولياء الأمور، تظهر النتائج وعياً متزايداً بأهمية التربية الاقتصادية. يتوافق هذا مع نتائج دراسة ( الخضر، 2021) التي أشارت إلى الدور الإيجابي للأسرة في التربية الاقتصادية للأولاد. ومع ذلك، تكشف الدراسة الحالية عن تحديات تواجه أولياء الأمور في تنفيذ التربية الاقتصادية، بما في ذلك الضغوط الاستهلاكية المجتمعية وقلة الخبرة لدى بعض الأولياء.
تبرز نتائج الدراسة الحالية أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة في التربية الاقتصادية. يتوافق هذا مع ما أشارت إليه دراسة (العميري، 2013) من أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع في تحقيق غايات التربية الاقتصادية. تؤكد هذه النتائج على ضرورة تبني نهج شامل في التربية الاقتصادية يجمع بين جهود مختلف الأطراف المعنية.
تكشف الدراسة عن تأثير القيم الدينية والثقافية في تشكيل المفاهيم الاقتصادية لدى الأطفال في مدينة جدة، خاصة فيما يتعلق بمفاهيم الصدقة والزكاة. يتوافق هذا مع ما أشار إليه (الربعاني والمخلافي، 2013) من أهمية غرس قيم ترشيد الإنفاق والاعتدال في الاستهلاك كجزء من التربية الاقتصادية الإسلامية. تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية مراعاة السياق الثقافي والديني في تصميم برامج التربية الاقتصادية في المجتمع السعودي.
تظهر نتائج الدراسة الحالية أن بعض الأطفال لديهم فهم متقدم نسبياً لمفاهيم الكسب والعمل، بما في ذلك أفكار حول ريادة الأعمال والاستثمار. يتوافق هذا مع نتائج دراسة (Narmaditya & Wibowo, 2021)، التي أشارت إلى أهمية التعليم الاقتصادي في تعزيز نية الطلاب في ريادة الأعمال. تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير مفاهيم اقتصادية متقدمة لدى الأطفال في سن مبكرة، مما قد يساهم في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال على المدى الطويل.
فيما يتعلق بممارسات أولياء الأمور في تعليم أطفالهم المفاهيم الاقتصادية، تظهر الدراسة الحالية تنوعاً في الأساليب المستخدمة، بما في ذلك الحوارات اليومية والتطبيق العملي. يتوافق هذا مع ما أشارت إليه دراسة (البازعي والخضر، 2020 ) من أهمية دور الأسرة في تعزيز ثقافة الادخار. ومع ذلك، تكشف الدراسة الحالية عن تحديات تواجه الأسر في هذا المجال، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وضغوط الاستهلاك، مما يتفق مع نتائج دراسة (البازعي والخضر، 2020 )
واخيراً، تبرز نتائج الدراسة الحالية الحاجة إلى تطوير المناهج الدراسية لتشمل المزيد من المحتوى المتعلق بالتربية الاقتصادية. يتوافق هذا مع توصيات دراسة (عبده وآخرون ، 2020 ) التي أكدت على أهمية تضمين المناهج الدراسية موضوعات تنمي الوعي الاقتصادي لدى الأطفال. تشير هذه النتائج إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات التربية الاقتصادية في العصر الحالي.
التوصيات والمقترحات
في ضوء نتائج الدراسة الحالية ومناقشتها، تبرز أهمية تعزيز التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة خاصة، وفي المملكة العربية السعودية عامة. تهدف التوصيات والمقترحات التالية إلى تطوير منظومة التربية الاقتصادية بشكل شامل، مع التركيز على دور المدارس وأولياء الأمور كجهات رئيسية في هذه العملية. تأخذ هذه التوصيات في الاعتبار الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي، مع الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في مجال التربية الاقتصادية للأطفال.
توصيات للمدارس
تُوصى المدارس بتطوير المناهج الدراسية لتشمل مواد مخصصة للتربية الاقتصادية، تتناسب مع المراحل العمرية المختلفة للأطفال. ينبغي تضمين المفاهيم الاقتصادية الأساسية مثل الادخار، الإنفاق الحكيم، وأساسيات الاستثمار في المناهج الحالية بطريقة متكاملة مع المواد الأخرى. كما يُقترح تطوير أنشطة عملية وتفاعلية لتعزيز فهم الأطفال للمفاهيم الاقتصادية بشكل تطبيقي.
علاوة على ذلك، من الضروري توفير برامج تدريبية للمعلمين لتعزيز قدراتهم على تدريس المفاهيم الاقتصادية بطرق جذابة ومناسبة للأطفال. يُشجع المعلمون على دمج هذه المفاهيم في مختلف المواد الدراسية لتعزيز الفهم الشامل لدى الطلاب.
يُقترح تنظيم أنشطة مدرسية تجمع بين التعليم الاقتصادي والتربية الإسلامية، مثل مشاريع تطوعية أو خيرية تعزز مفاهيم الزكاة والصدقة. كما يُوصى بتنظيم زيارات ميدانية للمؤسسات المالية والشركات لتعزيز فهم الطلاب للعالم الاقتصادي الحقيقي.
توصيات لأولياء الأمور
يُوصى أولياء الأمور بالمشاركة في ورش عمل ودورات تدريبية لتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لتعليم أطفالهم المفاهيم الاقتصادية في المنزل. يُشجع الأهالي على تبني ممارسات مالية إيجابية وتطبيقها مع أطفالهم، مثل استخدام الحصالة وتخطيط الميزانية الأسرية بمشاركة الأطفال.
واخيراً، من المهم أن يشارك أولياء الأمور في الأنشطة المدرسية المتعلقة بالتربية الاقتصادية، وأن يحرصوا على التواصل المستمر مع المدرسة لمتابعة تطور المفاهيم الاقتصادية لدى أطفالهم. كما يُقترح أن يقوم الأهالي بتشجيع أطفالهم على المشاركة في الأنشطة التطوعية والخيرية لتعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والاقتصادية.
خاتمة الدراسة
تناولت هذه الدراسة موضوع التربية الاقتصادية لدى الأطفال في المدارس الابتدائية بمدينة جدة، مستكشفة مفاهيمهم الاقتصادية والعوامل المؤثرة في تشكيلها، إضافة إلى تصورات أولياء الأمور حول هذا الموضوع. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة التي تسلط الضوء على واقع التربية الاقتصادية في السياق السعودي.
أظهرت النتائج أن الأطفال في المرحلة الابتدائية يمتلكون فهماً أساسياً للمفاهيم الاقتصادية، يتراوح بين البساطة والتعقيد حسب العمر والخبرات الفردية. كما كشفت الدراسة عن الدور المحوري للأسرة في تشكيل هذه المفاهيم، مع وجود تفاوت في ممارسات الأسر وأساليبهم في التربية الاقتصادية. وبينت النتائج أيضاً محدودية دور المدرسة والمناهج الدراسية في هذا المجال، مما يشير إلى الحاجة لتطوير البرامج التعليمية لتشمل التربية الاقتصادية بشكل أكثر فعالية.
تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تقدم رؤية شاملة عن واقع التربية الاقتصادية في المرحلة الابتدائية بمدينة جدة، وتسلط الضوء على التحديات والفرص في هذا المجال. كما أنها تؤكد على ضرورة تبني نهج متكامل في التربية الاقتصادية، يجمع بين جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي.
وفي ضوء هذه النتائج، تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات الموجهة للمدارس وأولياء الأمور، تهدف إلى تعزيز التربية الاقتصادية لدى الأطفال. وتؤكد هذه التوصيات على أهمية تطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، وتعزيز دور الأسرة، واستثمار التقنية ووسائل الإعلام في هذا المجال.
ختاماً، تفتح هذه الدراسة المجال لمزيد من البحث والاستقصاء في موضوع التربية الاقتصادية للأطفال في المملكة العربية السعودية. فهناك حاجة لدراسات مستقبلية تتناول هذا الموضوع بشكل أوسع، وتشمل مناطق مختلفة من المملكة، وتستخدم مناهج بحثية متنوعة. كما أن هناك أهمية لدراسة تأثير البرامج والمبادرات المختلفة في تعزيز الوعي الاقتصادي لدى الأطفال على المدى الطويل. كما أن تعزيز التربية الاقتصادية في المراحل المبكرة من التعليم يعد استثماراً في مستقبل المجتمع السعودي، حيث يساهم في إعداد جيل واعٍ اقتصادياً، قادر على اتخاذ قرارات مالية سليمة ومسؤولة، ومساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للمملكة.
قائمة المراجع
أولاً: المراجع العربية:
ثانياً: المراجع الأجنبية:
قائمة المراجع
أولاً: المراجع العربية:
ثانياً: المراجع الأجنبية: