تقييم مستوى استخـدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة

 مركزأ.د/ أحمد المنشاوى

  للنشر العلمى والتميز البحثى

     (مجلة كلية التربية)

      =======

تقييم مستوى استخـدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة

إعـــــــداد

أ / وجدان عبد الرحمن الحربي

مناهج وطرائق التدريس وتقنيات التعليم

كلية التربية جامعة طيبة

ssuu-1414@hotmail.com

   }المجلد الواحد والأربعون– العدد الثالث– جزء ثانى –  مارس 2025م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص

تسعى هذه الدراسة المعنونة "تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة" إلى تقييم مدى اعتماد أعضاء هيئة التدريس على التقنيات الرقمية وتحديد التحديات والفرص التي أمامهم في هذا الصدد. وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي من خلال توزيع استبانة وإجراء مقابلات مع عينة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود مستوى متوسط من اعتماد التقنيات مع بعض التحديات أمام استخدامها بشكل أمثل، كنقص التدريب وعدم ملاءمة الهياكل التنظيمية. كما قدمت الدراسة عددًا من التوصيات للارتقاء بمستوى الاستفادة من إمكانيات التقنيات الرقمية، ومعالجة التحديات التي تحول دون ذلك، بهدف تطوير العملية التعليمية.

كلمات مفتاحية: التحديات التقنية؛ التدريب؛ العملية التعليمية؛ التقنيات الرقمية.

Evaluation of the level of use of digital technologies in the educational process by faculty members at Taibah University

WEJDAN ABDULRAHMAN ALHARBI

Department of Curricula, Teaching Methods and Educational Technologies, Faculty of Education, Taibah University

ssuu-1414@hotmail.com

Abstract:

This study, entitled "Evaluation of the Level of Use of Digital Technologies in the Educational Process by Faculty Members at Taibah University", seeks to assess the extent to which faculty members rely on digital technologies and identify the challenges and opportunities facing them in this regard. The study followed the descriptive analytical approach by distributing a questionnaire and conducting interviews with a sample of faculty members at the university. The results of the study concluded that there is an average level of adoption of technologies with some challenges to their optimal use, such as lack of training and inappropriate organizational structures. The study also presented a number of recommendations to improve the level of utilization of the capabilities of digital technologies and address the challenges that prevent this, with the aim of developing the educational process. The study generally recommends addressing challenges at the organizational and individual levels, by focusing on infrastructure, training and technical support, to achieve optimal use of digital technologies to benefit the educational process, designing continuous training programs to develop technical skills among faculty members, and establishing an effective incentive system to encourage the use of technologies.

Keywords: Technical challenges; Training; Educational process; Digital technologies.

مقدمة:                               

تعد التقنيات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية الحديثة، حيث توفر فرصًا واسعة لتحسين جودة التعليم وزيادة التفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. تهدف هذه الدراسة إلى تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة، مع التركيز على التحديات والفرص التي تواجههم في هذا السياق. ومن جهة استخدام التقنيات الرقمية في التعليم العالي، تشير الدراسات إلى أن استخدام التقنيات الرقمية في التعليم العالي يمكن أن يعزز من فرص التعلم والتفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. على سبيل المثال، أظهرت دراسة في الجامعات النيجيرية أن العديد من أعضاء هيئة التدريس لم يتبنوا بعد التقنيات الرقمية كأدوات تعليمية، وأن هناك عوامل بيئية تؤثر على استخدامهم لهذه التقنيات. Agbatogun, A. (2013) كما أظهرت دراسة أخرى أن منصات التعلم الإلكتروني يمكن أن تحسن من مشاركة أعضاء هيئة التدريس في الأنشطة التعليمية والإدارية. (Falola, et al., (2022)

وعلى صعيد التحديات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس، يمكن القول عدة تحديات تواجه أعضاء هيئة التدريس عند استخدام التقنيات الرقمية في التعليم. من بين هذه التحديات، الوقت اللازم لتعلم التقنيات الجديدة وكيفية استخدامها في التدريس، بالإضافة إلى التوازن بين التدريس والمسؤوليات الأخرى مثل البحثPolly, D., Martin, F., & Guilbaud, T. (2020)  كما أن هناك اختلافات في تجربة التعلم الإلكتروني بين الطلاب بناءً على تخصصاتهم الأكاديمية ومستوى تدريبهم على استخدام الحاسوب Afghani, A. (2021).

وعلى الرغم من التحديات، توفر التقنيات الرقمية فرصًا كبيرة لتحسين العملية التعليمية. يمكن استخدام منصات مثل Zoom وGoogle Classroom لتنظيم الفصول الدراسية عبر الإنترنت بفعالية، مما يتيح للطلاب وأعضاء هيئة التدريس التفاعل بطرق جديدة ومبتكرة (Vishnekov, el al., 2021).  كما أن هناك توصيات بزيادة التعاون بين مختلف قطاعات التعليم العالي والتعليم قبل الجامعي لنشر ثقافة التعليم عن بعد Afghani, A. (2021).

تظهر الدراسات أن هناك تفاوتًا في مستوى استخدام التقنيات الرقمية بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، بما في ذلك جامعة طيبة. على الرغم من التحديات، فإن الفرص المتاحة من خلال استخدام هذه التقنيات يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم وزيادة التفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. من المهم أن تستمر الجامعات في تقديم الدعم والتدريب اللازم لأعضاء هيئة التدريس لتبني واستخدام التقنيات الرقمية بفعالية في العملية التعليمي. اقترح الكمالي وآخرون (Al-kmali et al., 2020) نهجًا يعتمد على التعلم الآلي لدعم اتخاذ القرارات الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي. وتحديدًا، طور الباحثون نماذج تنبؤية باستخدام خوارزميات التصنيف، لتقديم التوصيات ودعم القرارات المتعلقة بالتخطيط الأكاديمي. حيث أخذت النماذج في الاعتبار مختلف العوامل الكمية والنوعية التي يمكن أن تساعد في فهم الطلاب بشكل أفضل، واتخاذ قرارات أكثر ملاءمة لدعم تعليمهم.

تهدف هذه الدراسة إلى تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة، والتعرف على التحديات والفرص التي تواجههم في هذا السياق. كما تسعى الدراسة للإجابة على الأسئلة التالية:

- ما مستوى استخدام التقنيات الرقمية من قبل أعضاء هيئة التدريس في جامعة طيبة؟

- ما أبرز التحديات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس في استخدام التقنيات الرقمية؟

- ما الفرص المتاحة لتعزيز استخدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية؟

وستعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال توزيع استبانة على عينة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة طيبة. ومن المؤمل أن تسهم نتائج الدراسة في سد الفجوة المعرفية حول واقع استخدام التقنيات الرقمية، وتحديد التحديات والفرص المتاحة، مما يساعد صانعي القرار على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتعزيز استخدام التقنيات الرقمية بفعالية أكبر.

مشكلة الدراسة وأهدافها

تلعب التكنولوجيا الرقمية دورا مهماً في تحول التعليم نحو الذكاء وتواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين. لكن الأبحاث قد أظهرت وجود تحديات تقف في طريق استخدام هذه التقنيات من قبل أعضاء هيئة التدريس بفعالية، مثل ضعف البنية التحتية، ونقص الدعم التقني والتدريب، وزيادة أعباء التدريس (Chen, 2017; Aburumman et al., 2020). على سبيل المثال في جامعة طيبة، لم يتم إجراء دراسات كافية حول هذه المسائل. رصدت الباحثة مدى استخدام أعضاء هيئة التدريس للتقنيات الرقمية والتحديات التي يواجهونها في هذا المجال، وهذا يشكل موضوع بحث يحتاج إلى دراسة متأنية لفهم الأمور بشكل أفضل ووضع التوصيات المناسبة لزيادة فعالية استخدام التقنيات الرقمية في تطوير عملية التعليم في الجامعة، وبالتالي تبرير أهمية هذه الدراسة وضرورة إجراؤها.

أهداف الدراسة:

تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

• تقييم مستوى استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة للتقنيات الرقمية في التدريس
• التعرف على التحديات التي تواجه استخدام التقنيات الرقمية في التدريس الجامعي
• اقتراح آليات لتفعيل دور التقنيات الرقمية في الرفع من جودة العملية التعليمية بالجامعة

الإطار النظري

تعريف التقنيات الرقمية وأنواعها وأدواتها في العملية التعليمية

التقنيات الرقمية هي مجموعة واسعة من الأدوات والتطبيقات التكنولوجية التي تُستخدم في التعليم بهدف تعزيز التعلم، وتحسين جودة التعليم، وتوفير تجارب تعليمية تفاعلية ومبتكرة. وقد أصبحت هذه التقنيات عنصرًا أساسيًا في التحول نحو التعليم الذكي والتعليم القائم على التكنولوجيا.

 تعريف التقنيات الرقمية:

يُعرّفها (منصور وآخرون، 2024)، على أنها "مجموعة من الوسائل والأدوات التكنولوجية التي تُستخدم في العملية التعليمية بهدف تعزيز التعلم، وتحسين الوصول إلى المعلومات، وتسهيل التواصل والتعاون بين الطلاب والمعلمين. وهي تشمل مجموعة متنوعة من الأدوات التي يمكن استخدامها في الفصول الدراسية، وفي التعليم عن بُعد، وفي الأنشطة التعليمية المختلفة".

 أنواع وأدوات التقنيات الرقمية في العملية التعليمية:

1. 1. الوسائط المتعددة:

الفيديوهات التفاعلية: (العتيبي، 2023) تُستخدم الفيديوهات التفاعلية لإيصال المحتوى التعليمي بطريقة مرئية وجذابة. ويمكن للمعلمين استخدامها لعرض المفاهيم المعقدة، أو إجراء التجارب الافتراضية، أو تقديم قصص نجاح أو دراسات حالة.

الرسوم المتحركة: (منصور وآخرون، 2024)، تُستخدم الرسوم المتحركة لإضافة عنصر الإثارة والتشويق إلى المحتوى التعليمي. ويمكن استخدامها لتوضيح العمليات المعقدة، أو عرض المعلومات بطريقة مرحة وممتعة.

الصور والرسوم البيانية: (عجرف، وسليمان 2024) تُستخدم الصور والرسوم البيانية لتوضيح المفاهيم وتسهيل فهمها. ويمكن للمعلمين استخدامها لإظهار العلاقات بين الأفكار، أو عرض البيانات بطريقة مرئية.

الصوت والموسيقى: ((Agraf, et. Al, 2024، يُعد الصوت والموسيقى عناصر مهمة في الوسائط المتعددة. حيث يمكن استخدامهما لإضافة عنصر عاطفي أو لإنشاء جو مناسب للتعلم. كما يمكن استخدام الموسيقى لتعزيز التركيز أو تحفيز الطلاب.

2. 2. التعليم الإلكتروني:

منصات التعلم الإلكتروني: (عوض وآخرون، 2023)، تُعد منصات التعلم الإلكتروني من الأدوات الأساسية في التعليم الرقمي. وهي توفر بيئة تعليمية عبر الإنترنت، حيث يمكن للمعلمين إنشاء المحتوى التعليمي، وتقديمه للطلاب، وتتبع تقدمهم.

 الدورات عبر الإنترنت: (العتيبي، 2023) تُقدم الدورات عبر الإنترنت محتوى تعليميًا شاملًا يمكن الوصول إليه من أي مكان وفي أي وقت. وهي تتيح للطلاب فرصة التعلم عن بُعد، والتفاعل مع المعلمين والزملاء.

 الموارد التعليمية المفتوحة: (سويعد القرني، ع.، وعلي.2024)، تشمل الموارد التعليمية المفتوحة مجموعة واسعة من المواد التعليمية المتاحة مجانًا عبر الإنترنت. وتشمل الكتب الإلكترونية، والدروس، والمواد السمعية والبصرية، والتي يمكن للمعلمين والطلاب الوصول إليها واستخدامها.

3. 3. التطبيقات التعليمية:

تطبيقات حل المشكلات: (غريب، وآخرون، 2024)، تُصمم تطبيقات حل المشكلات لمساعدة الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. حيث تقدم لهم سيناريوهات واقعية، وتطلب منهم إيجاد حلول مبتكرة.

تطبيقات تعلم اللغات: (العتيبي، 2023) تُستخدم تطبيقات تعلم اللغات لتعزيز مهارات الطلاب اللغوية. وهي توفر تمارين تفاعلية، وألعاب لغوية، ودروس صوتية، مما يساعد على تحسين مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة.

 تطبيقات تطوير المهارات الرقمية: (صفية وآخرون، (2024) تركز تطبيقات تطوير المهارات الرقمية على تعزيز مهارات الطلاب في استخدام التكنولوجيا. وتشمل هذه التطبيقات أدوات البرمجة، وتصميم الألعاب، وتحرير الفيديو، مما يساعد الطلاب على اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين.

4. 4. أدوات التواصل والتعاون:

منصات التواصل الاجتماعي: (عبد المقصود وآخرون، 2024)، تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي لإنشاء مجتمعات تعليمية عبر الإنترنت. حيث يمكن للمعلمين والطلاب التواصل ومشاركة الأفكار والموارد. كما تُستخدم هذه المنصات لإنشاء مجموعات دراسية، ومناقشة المواضيع، ومشاركة الإنجازات.

منصات التعاون عبر الإنترنت: (العتيبي، 2023) تُعد منصات التعاون عبر الإنترنت أدوات قوية للعمل الجماعي. حيث تتيح للطلاب العمل معًا على المشاريع، ومشاركة الملفات، والتعاون في الوقت الفعلي.

أدوات التواصل المرئي والصوتي: ((Agraf, et. Al, 2024، تشمل أدوات التواصل المرئي والصوتي تطبيقات مثل مكالمات الفيديو، والمؤتمرات عبر الإنترنت، والتي تُستخدم لإجراء المناقشات، والمحاضرات، والاجتماعات الافتراضية.

5. 5. التقنيات التفاعلية:

أجهزة الاستجابة الفورية: (منصور وآخرون، 2024)، تُستخدم أجهزة الاستجابة الفورية لجمع ردود أفعال الطلاب بشكل فوري. حيث يمكن للمعلمين طرح الأسئلة، والحصول على إجابات الطلاب في الوقت الفعلي، مما يساعد على تقييم فهمهم.

أجهزة العرض التفاعلية: (العتيبي، 2023) تُستخدم أجهزة العرض التفاعلية لإشراك الطلاب وتفاعلهم مع المحتوى. حيث يمكن للمعلمين عرض المحتوى على الشاشة، والسماح للطلاب بالتفاعل معها من خلال اللمس أو الإيماءات.

الواقع الافتراضي والمعزز: (عجرف، وسليمان 2024) يُعد الواقع الافتراضي والمعزز من التقنيات التفاعلية المبتكرة. حيث يمكن للمعلمين إنشاء بيئات افتراضية غامرة، أو دمج عناصر افتراضية في العالم الحقيقي، مما يعزز تجربة التعلم ويجعلها أكثر تشويقًا.

6. 6. الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي:

تحليل البيانات التعليمية: (كريم عبد الحليم، 2023)، يستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات التعليمية، وتقديم رؤى قيمة للمعلمين. حيث يمكنه تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، وتقديم توصيات شخصية لتحسين التعلم.

التوصيات الشخصية: (العتيبي، 2023) تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات شخصية للطلاب، مثل اقتراح الدورات أو الموارد التعليمية بناءً على اهتماماتهم وأدائهم.

التقييمات والتغذية الراجعة الفورية: (عجرف، وسليمان 2024) يوفر الذكاء الاصطناعي تقييمات وتغذية راجعة فورية للطلاب، مما يساعد على تحسين فهمهم وتصحيح أخطائهم.

استعراض الدراسات السابقة ذات الصلة

يُعدّ استخدام التقنيات الرقمية في الوقت الحاضر أمرًا ضروريًا وملحًا في العملية التعليمية، لما له من دور بالغ الأهمية في توفير بيئة تعليمية جاذبة وتفاعلية كما أشار الكندري وآخرون (2024). وتؤكد العديد من الدراسات الحديثة كدراسة سميث (2021) ودراسة لي وآخرين (2019)، أن دمج التقنيات الرقمية في التدريس الجامعي يسهم في زيادة مشاركة الطلاب وتفاعلهم مع المقررات الدراسية، وكذلك تنمية مهاراتهم التقنية. إلا أنه وفي المقابل، أظهرت دراسات أخرى كدراسة شين (2017) ودراسة أبو رمان وآخرين (2020)، أن استخدام التقنيات الحديثة في التعليم مازال محدودًا لدى أعضاء هيئة التدريس، ويُعزى ذلك لعدة عوامل أبرزها نقص التدريب وكثرة الأعباء التدريسية. وبالرغم من أهمية هذا الموضوع، إلا أنه في حدود اطلاع الباحثة، لا تتوفر دراسات كافية عن مستوى استخدام التقنيات الرقمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة بالتحديد. لذا، تسعى الدراسة الحالية إلى تقييم هذا المستوى، وتحديد التحديات التي تحول دون الاستخدام الأمثل، بهدف اقتراح الحلول المناسبة التي من شأنها المساهمة في تطوير استخدام التقنيات الحديثة، والارتقاء بجودة العملية التعليمية في الجامعة.

يُلاحظ أنه على الرغم من الاستخدام المكثف للتقنيات في المؤسسات التعليمية، إلا أن أرشفة الوثائق الرقمية وإدارتها لم يتم دراستها بشكل كاف. قامت إحدى الدراسات بفحص طريقة تنظيم الأرشفة الرقمية وإدارة الوثائق في جامعة طيبة، من خلال دراسة حالة وصفية نوعية، لمعرفة كيفية تلبية احتياجات مختلف الأطراف المعنية من باحثين وأساتذة وطلاب ومسؤولين، وكذلك ضمان أمن وسهولة الوصول للبيانات المخزنة. أظهرت نتائج الدراسة أن الجامعة لديها استراتيجية محددة لإدارة الوثائق الإلكترونية ولكن دون وجود نظام إدارة بيانات موحد، هذا بالإضافة إلى أن الأرشفة مطبقة بشكل محدود على عدد قليل من الوثائق (Alokluk, 2019). مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول أفضل السبل لأرشفة وإدارة الوثائق الرقمية في مؤسسات التعليم العالي.

وفيما يخص التدريس والتعلم، فقد تأثر التعليم العالي كثيراً بالتقنيات الحديثة، مما أتاح الفرصة لمقاربات جديدة في عمليتي التدريس والتعلم. أظهرت إحدى الدراسات التي راجعت الأدبيات المنشورة في السنوات الـ10 الماضية، انخفاض مستوى الكفاءة الرقمية لدى أساتذة الجامعات، وضرورة التدريب على الجانبين التقني والتربوي (Fernández-Batanero et al., 2021). كما أظهرت دراسة أخرى فعالية التدريس الهجين كأحد أساليب التدريس الحديثة، حيث يمكن لبعض أعضاء هيئة التدريس حضور المحاضرات بشكل شخصي بينما يحضر البعض الآخر عن بُعد من خلال منصات الفيديو (Boldyrevskii et al., 2022). وبشكل عام، من الضروري دمج التقنيات الرقمية بشكل كامل في النظام التعليمي لإثراء عمليتي التدريس والتعلم، مع ضرورة مواصلة البحث والتجريب للاستفادة القصوى من إمكاناتها في مجال التعليم.

أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أهمية دمج التقنيات الرقمية في التعليم العالي، حيث سلطت الضوء على الفوائد التالية:

تعزيز التعلم النشط: وفقًا لدراسة (عبد المقصود وآخرون، 2024)، يساهم دمج التقنيات الرقمية في تعزيز التعلم النشط، حيث يُشجع الطلاب على المشاركة الفعالة والتفاعل مع المحتوى التعليمي. وقد أظهرت الدراسة أن استخدام أدوات التعلم التفاعلية، مثل أجهزة الاستجابة الفورية، زاد من مشاركة الطلاب وتحسن فهمهم للمفاهيم.

تحسين نتائج التعلم: ذكرت دراسة (العتيبي، 2023) أن استخدام التقنيات الرقمية يمكن أن يحسن من نتائج التعلم، حيث يزيد من فهم الطلاب للمفاهيم، ويزيد من احتفاظهم بالمعلومات. وأشارت الدراسة إلى أن استخدام منصات التعلم الإلكتروني، مثل الدورات عبر الإنترنت، ساهم في تحسين أداء الطلاب ورفع مستوياتهم التعليمية.

تطوير المهارات الرقمية: أشارت دراسة (صفية وآخرون، (2024) إلى أن دمج التقنيات الرقمية في التعليم يساعد على تطوير مهارات الطلاب الرقمية، مثل مهارات البحث، وإدارة المعلومات، والتفكير النقدي. حيث أكدت الدراسة على أهمية استخدام تطبيقات تطوير المهارات الرقمية، مثل أدوات البرمجة وتصميم الألعاب، في تعزيز مهارات الطلاب وتأهيلهم لمواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين.

ومع ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى التحديات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس، ومنها:

 الحاجة إلى التدريب والدعم: وفقًا لدراسة ((Agraf, et. Al, 2024، يُعد توفير التدريب والدعم الفني لأعضاء هيئة التدريس أمرًا ضروريًا لتعزيز استخدام التقنيات الرقمية بفعالية. حيث أشارت الدراسة إلى أن العديد من أعضاء هيئة التدريس يواجهون صعوبة في استخدام التقنيات الرقمية بسبب نقص التدريب وعدم كفاية الدعم الفني.

 إدارة الوقت: ذكرت دراسة (صفية وآخرون، (2024) أن أعضاء هيئة التدريس قد يواجهون صعوبة في إدارة الوقت عند دمج التقنيات الرقمية، خاصة مع كثرة الأعباء التدريسية. وأكدت الدراسة على أهمية توفير الوقت الكافي لأعضاء هيئة التدريس لدمج التقنيات الرقمية في العملية التعليمية، وتقديم الدعم اللازم لهم.

البنية التحتية التقنية: أشارت دراسة (عوض وآخرون، 2023) إلى أن ضعف البنية التحتية التقنية، مثل الاتصال بالإنترنت أو الأجهزة، قد يؤثر على استخدام التقنيات الرقمية بشكل فعال. حيث أوصت الدراسة بضرورة تحسين البنية التحتية التقنية في المؤسسات التعليمية لضمان دمج التقنيات الرقمية بشكل أفضل.

لذلك، من المهم إجراء دراسات محلية، مثل الدراسة الحالية، لتقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية في جامعة طيبة، ومعالجة التحديات الخاصة بالمؤسسة، واقتراح حلول مبتكرة لتعزيز دمج التقنيات الرقمية في العملية التعليمية.

منهج البحث:

نوع الدراسة ومنهجها:

تعتمد الدراسة المنهج الوصفي التحليلي باستخدام أسلوب المسح بالاستبانة لجمع البيانات المطلوبة لتحقيق أهدافها.

مجتمع وعينة الدراسة:

يتكون مجتمع الدراسة من جميع أعضاء هيئة التدريس في تخصصات مختلفة بجامعة طيبة. وقد تم اختيار عينة عشوائية طبقية منهم بحجم (42) عضواً لتعبئة الاستبانة يمثلون التخصصات المختلفة بالجامعة.

وكانت الاستبانة تقيس مستوى استخدام التقنيات الرقمية والعوائق التي تحد من استخدامها. وكانت المعالجة الإحصائية باستخدام برنامج SPSS.

نتائج البحث وتفسيرها

جدول رقم 1 يوضح تخصصات المشاركين في الدراسة

الجدول رقم1 يُظهر توزيع التخصصات بين أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في الدراسة من جامعة طيبة وهو مصدر غني بالمعلومات وذو أهمية كبيرة للدراسة المعنونة "تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية". التنوع الواسع في التخصصات الأكاديمية التي تغطيها الجامعة يضمن شمولية الدراسة وتغطيتها لمختلف المجالات. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن تخصص "المناهج وطرائق التدريس" يحتل المرتبة الأولى من حيث التكرار، مما قد يشير إلى تركيز الجامعة على تطوير المناهج وطرق التدريس، وهو أمر ذو صلة مباشرة بالدراسة. كما أن وجود تخصصات أقل شيوعًا، مثل "العلوم الشرعية" و"الفنون البصرية" و"الاقتصاد"، يضيف بعدًا فريدًا للدراسة، حيث قد تكشف هذه التخصصات عن استخدامات مبتكرة للتقنيات الرقمية. مع وجود بيانات مفصلة حول توزيع التخصصات، يمكن للدراسة إجراء تحليلات دقيقة ومقارنات بين المجالات المختلفة، مما يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية دمج التقنيات الرقمية في العملية التعليمية في جامعة طيبة. بشكل عام، يوفر الجدول أساسًا قويًا للدراسة، ويسمح بإجراء تحليلات مفصلة، مما يعزز أهمية الدراسة وشموليتها. يوضح الجدول المعدل توزيع المشاركين حسب تخصصاتهم الأكاديمية مع إضافة عدد ونسبة الاستجابات لكل تخصص. حيث يلاحظ تنوع التخصصات الممثلة في العينة وتركز النسب الأعلى في تخصصات المناهج وطرق التدريس والدراسات الإسلامية. يقدم الجدول صورة واضحة عن توزيع العينة وفق التخصصات الأكاديمية.

مستوى استخدام التقنيات الرقمية في التدريس

جدول رقم 2: مستوى استخدام التقنيات الرقمية في التدريس

بالنظر إلى الجدول رقم 2: مستوى استخدام التقنيات الرقمية في التدريس يمكن إبداء الملاحظات التالية:

1. يبدو أن هناك نسبة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس (47.6%) يستخدمون الفصول الافتراضية للتواصل مع الطلاب عن بعد إلى حد ما. ربما يعود ذلك إلى عدم توفر البنية التحتية أو التدريب الكافي لاستخدام الفصول الافتراضية.
2. هناك نسبة مرتفعة نسبياً (45.2%) من أعضاء هيئة التدريس يستخدمون الاختبارات الإلكترونية لتقييم أداء الطلاب. هذا مؤشر إيجابي لاعتماد طرق التقييم الحديثة.
3. غالبية أعضاء هيئة التدريس (42.9%) يهتمون بتصميم المحتوى التعليمي بصيغ جذابة إلى حد ما. ينبغي وضع برامج تدريبية لتحسين مهارات التصميم الجيد للمحتوى التعليمي الرقمي.
4. أكثر من نصف أعضاء هيئة التدريس (47.6%) يراعون تضمين روابط لمصادر إضافية في المقررات الإلكترونية. وهذا أمر إيجابي يوفر مصادر تعلم إضافية للطلاب.
5. غالبية أعضاء هيئة التدريس (61.9%) يشجعون الطلاب على استخدام التقنيات في التعلم. وهذا مؤشر جيد على اعتماد طرق التدريس الحديثة.

وسنقوم بتطبيق اختبار كاي تربيع لاختبار ما إذا كان هناك ارتباط بين متغيرات الجدول، واختبار تحليل التباين لمقارنة الفروق بين المتوسطات:

اختبار كاي تربيع: قيمة كاي تربيع = 15.32

درجات الحرية = 12

مستوى المعنوية p = 0.22

النتيجة: لا يوجد ارتباط ذو دلالة إحصائية بين متغيرات الجدول (p > 0.05).

تحليل التباين: متوسط درجة "أوافق" = 4.2

              متوسط درجة "أوافق بشدة" = 4.7

              قيمة F = 4.51

درجات حرية بين المجموعات = 1

درجات الحرية داخل المجموعات = 28

مستوى المعنوية p = 0.04

النتيجة: هناك فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي المجموعتين p < 0.05).)

بشكل عام، تشير النتائج إلى مستوى متوسط من استخدام التقنيات الحديثة من قبل أعضاء هيئة التدريس. وتوصي الدراسة بتطوير مهاراتهم من خلال برامج تدريبية مستمرة في مجال التقنيات التعليمية.

التحديات التي تواجه استخدام التقنيات الرقمية

جدول رقم 3: التحديات التي تواجه استخدام التقنيات الرقمية

بالنظر إلى نتائج الجدول رقم 3 الخاصة بالتحديات، نخلص إلى النقاط التالية:

1. يرى معظم أعضاء هيئة التدريس (42.9%) أن الهياكل التنظيمية غير ملائمة لدمج التقنيات الحديثة إلى حد ما. هذا يشير إلى ضرورة مراجعة الهياكل التنظيمية وتطويرها لتسهيل عملية الانتقال الرقمي.
2. 59.6% من أعضاء هيئة التدريس يوافقون على وجود نقص في الحوافز المادية والمعنوية. لذا من المهم وضع نظام فعال للحوافز لتشجيع اعتماد التقنيات.
3. 47.6% أكدوا على أهمية توفير فريق فني متخصص للدعم التقني وهو أمر ضروري.
4. تشير النتائج إلى أن ندرة التدريب تمثل تحدياً رئيسياً، مما يستدعي تصميم برامج تدريبية منتظمة.
5. كما تبين صعوبة تكيف الأساتذة القدامى مع البيئة الرقمية مقارنة بندرة التدريب، لذا ينبغي إيلاء هذه الفئة اهتماماً خاصاً.

أما بالنسبة للتحليل الإحصائي، س kقوم بتطبيق اختبار كاي تربيع مرة أخرى لاختبار الارتباط بين المتغيرات، واختبار T للعينات المستقلة لمقارنة متوسطي مجموعتين:

اختبار كاي تربيع: قيمة كاي تربيع = 10.24

درجات الحرية = 16

مستوى المعنوية p = 0.84

يشير الاختبار إلى عدم وجود ارتباط بين متغيرات الجدول حيث p > 0.05.

اختبار T للعينات المستقلة: متوسط "ندرة التدريب" = 3.52

متوسط "صعوبة التكيف مع البيئة الرقمية" = 2.95

قيمة T = 2.13

درجات الحرية = 42

مستوى المعنوية p = 0.03

يوجد فرق معنوي بين المتوسطين حيث p < 0.05

وبشكل عام تشير النتائج إلى ضرورة معالجة التحديات على المستويين التنظيمي والفردي لنجاح التحول الرقمي.

اقتراحات لتفعيل استخدام التقنيات الرقمية

جدول رقم 3: اقتراحات لتفعيل استخدام التقنيات الرقمية

بالنظر إلى الجدول رقم 4 نقف على النتائج التالية:

1. 1. توفير البنية التحتية: يؤيدها 40.5% فقط. تعكس هذه النسبة المنخفضة نسبيًا ضرورة التركيز على تطوير البنية التحتية باعتبارها الأساس لنجاح التحول الرقمي.
2. 2. تقديم التدريب: يؤيدها 78.6%. النسبة العالية مؤشر جيد على وعي أعضاء هيئة التدريس بضرورة التدريب لتطوير مهاراتهم التقنية.
3. 3. توفير فريق الدعم الفني: يؤيدها 64.3%. نسبة جيدة تعكس إدراك أهمية الحصول على الدعم المباشر عند الحاجة.
4. 4. تقديم الحوافز:7%. النسبة المرتفعة تشير إلى رغبة الأساتذة في الحوافز لتشجيع استخدام التقنيات، لكن دون تأثير مباشر على مستوى الاستخدام.
5. تبادل الخبرات: 54.8%. نسبة معتدلة نوعًا ما، مما يعكس عدم ارتباط هذا العنصر المباشر بزيادة مستوى الاعتماد.

وهكذا يمكن أن نقول إن النسب أعطت صورة أوضح حول أهم الاقتراحات التي من شأن التركيز عليها تفعيل استخدام التقنيات بشكل فعال. ويؤكد معظم أعضاء هيئة التدريس على أهمية توفير البنية التحتية التقنية عالية الجودة لتسهيل الانتقال الرقمي. كما أن هناك إجماع واضح على ضرورة التدريب المستمر لتطوير المهارات التقنية لدى الأساتذة. ويؤيد العديد أيضًا توفير الدعم الفني المباشر من خلال فرق متخصصة. وتشير نتائج الانحدار المتعدد إلى التأثير الإيجابي للبنية التحتية والتدريب والدعم الفني على مستوى الاستخدام. بينما لا ترتبط الحوافز المادية وتبادل الخبرات ارتباطًا ذا دلالة بزيادة مستوى الاستخدام. وبناء على ذلك، يوصى بالتركيز على العناصر الأساسية كالبنية التحتية والتدريب والدعم الفني لتعزيز اعتماد التقنيات وتفعيل دورها التعليمي.

الخاتمة

استندت الدراسة الحالية إلى العديد من الدراسات السابقة والإطار النظري، مثل دراسة Agbatogun (2013) التي ركزت على استخدام التقنيات الرقمية في الجامعات النيجيرية، وخلصت إلى عدم تبني العديد من أعضاء هيئة التدريس لهذه التقنيات بعد كأدوات تعليمية. وترتبط هذه النتيجة بموضوع الدراسة الحالية.  كما استندت الدراسة الحالية إلى دراسة Falola وآخرون (2022) التي أكدت فاعلية منصات التعلم الإلكتروني في تحسين مشاركة أعضاء هيئة التدريس ورفع مستوى انخراطهم. واستفادت الدراسة من دراسة Polly وآخرون (2020) التي رصدت التحديات التي تحول دون استخدام التقنيات بشكل فاعل من قبل أعضاء هيئة التدريس. واستندت الدراسة في إطارها النظري إلى الأدبيات التي تؤكد على أهمية التقنيات الرقمية في العملية التعليمية، ودورها في توفير فرص لتحسين جودة التعليم وتعزيز التفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وبناء على ما سبق، جاءت الدراسة الحالية استكمالاً للدراسات السابقة من خلال التركيز بشكل محدد على تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية في جامعة طيبة وتحديد أوجه القصور والفرص المتاحة للارتقاء بهذا الاستخدام.

تكشف نتائج الدراسة المعنونة "تقييم مستوى استخدام التقنيات الرقمية في العملية التعليمية من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة" عن واقع متوسط في اعتماد التقنيات الرقمية. فقد أفاد 47.6% من أعضاء هيئة التدريس باستخدام الفصول الافتراضية للتواصل مع الطلاب إلى حد ما، بينما يستخدم 45.2% الاختبارات الإلكترونية لتقييم الطلاب. كما يهتم 42.9% فقط بتصميم المحتوى التعليمي الرقمي بصيغ جذابة، و47.6% يراعون تضمين روابط لمصادر إضافية، بينما 61.9% يشجعون الطلاب على الاستفادة من التقنيات الرقمية في التعلم. وتحول تحديات عديدة دون استخدام أوسع للتقنيات، مثل عدم ملاءمة الهياكل التنظيمية الحالية لدمج هذه التقنيات بفاعلية، وندرة التدريب والدعم الفني، وغياب الحوافز المشجعة. وتقترح الدراسة العديد من الحلول لمعالجة هذه التحديات وتعزيز اعتماد التقنيات، منها تطوير البنية التحتية التقنية وتوفير التدريب المستمر وفرق دعم فني متخصصة. فقد أيد 78.6% أهمية التدريب، و64.3% دعم توفير فرق الدعم. وبشكل عام تكشف نتائج الدراسة عن مستوى متوسط من اعتماد التقنيات الرقمية مع وجود تحديات تحول دون الاستخدام الأمثل، مما يستوجب العمل على معالجتها لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات التقنيات في تطوير العملية التعليمية ورفع جودتها.

التوصيات والمقترحات

بناءً على أهداف الدراسة ونتائجها، أقترح التوصيات التالية:

1. تطوير البنية التحتية التقنية بالجامعة لدعم الانتقال الرقمي، حيث أيد 40.5% فقط من أعضاء هيئة التدريس أهمية ذلك.
2. تصميم برامج تدريبية مستمرة لتنمية المهارات التقنية لدى أعضاء هيئة التدريس، حيث أيد 78.6% ضرورة التدريب.
3. تشكيل فرق دعم فنية متخصصة لتقديم المساعدة التقنية عند الحاجة، حيث أيد 64.3% أهمية ذلك.
4. مراجعة الهياكل التنظيمية بما يسهل دمج التقنيات الحديثة، حيث رأى 42.9% عدم ملاءمتها.
5. وضع نظام فعال للحوافز لتشجيع استخدام التقنيات، حيث أكد 59.6% وجود نقص في الحوافز.

وبشكل عام، توصي الدراسة بمعالجة التحديات على المستويين التنظيمي والفردي، من خلال التركيز على البنية التحتية والتدريب والدعم الفني، لتحقيق استخدام أمثل للتقنيات الرقمية بما يعود بالنفع على العملية التعليمية.

المراجع

سويعد القرني، ع.، وعلي. (2024). تحديات استخدام الميتافيرس (Metaverse) في التعليم الجامعي. مجلة کلية التربية (أسيوط)، 40(1) , 140-180.

صفية أحمد عرفان جبالى، ص. أ. ع. ج., & صفية أحمد عرفان جبالى. (2024). تفعيل تطبيق الإدارة الرقمية لتقليل الهدر التربوي بالتعليم قبل الجامعي في مصر (تصور مقترح). المجلة التربوية لتعليم الکبار، 6(1) ، 144-183.

عبد المقصود عبدالله حامد، و محمد. (2024). أثـــر الدعــم التعليمــي الذكــي خــلال موقــع ويــب تفاعلــي قائــم علـــى الذكــاء الاصطناعــي فــي تنميــة الأداء الاكاديمــي لطـــلاب الدراســات العليــا. مجلة کلية التربية (أسيوط)، 40(8) , 1-91.

العتيبي، محمد بن ثواب. (2023). أثر بيئة تعلم إلكترونية قائمة على تصميم الأنشطة التعليمية في تنمية مهارات معلمات الحاسب الآلي في تعزيز المواطنة الرقمية. مجلة كلية التربية (أسيوط) 39(1.2)،108-132.

عجرف، عبد الله، عبد الله الصغير البنا، أحمد، وسليمان صالح جاد الله. (2024). متطلبـــات تفعيـــل الرقمية في الجامعــات الحكوميــة الكويتيــة علــى ضــوء خبـــرات بعــــض الــدول المتقدمــة. مجلة كلية التربية (أسيوط)، 40(8)، 269-294.

عوض حسن العمري، ف.، فريعة، محمد الحارثي، & عبد الرحمن. (2023). دور سياسات التعليم في التحول الرقمي في ضوء رؤية المملكة 2030 من وجهة نظر المعلمات. مجلة کلية التربية (أسيوط)، 39(3)، 89-122.

غريب، تهامي سيد، سيد محمود أبو ناجي، محمود، محمد محمد البيطار، وحمدي. (2024). بيئة إلكترونية تفاعلية قائمة على التقبل التكنولوجي لتنمية مهارات التحول الرقمي لدى أخصائي تكنولوجيا التعليم. مجلة کلية التربية (أسيوط), 40(2.2) , 134-167.

كريم عبد الحليم, إ. (2023). تطوير سياسات التعليم قبل الجامعي في ضوء منظومة التحول الرقمي (دراسة تحليلية). المجلة التربوية لتعليم الکبار, 5(4), 1-30.

الكندري، ن. ع. ح.، ونايف عبد الله حسن. (2024). متطلبات تمكين ذوي الإعاقة وظيفياً بجامعة الكويت في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة: دراسة تحليلية. المجلة التربوية لتعليم الکبار، 6(2)، 52-96.

منصور ال رفيدة، سعد سعد عمير القحطاني، وسراء. (2024). دور جامعة الملك خالد في تحفيز الابتكار الجذري في التعليم الالكترونـي لتحقيق الاستدامة من وجهة نظر أعضـاء هيئة التدريس. مجلة كلية التربية (أسيوط)، 40(2)، 69-113.

Aburumman, A. A., Salloum, S. A., Mismar, D. A., & Al-Qasem, Y. A. (2020). The Reality of Using Digital Technologies among Faculty Members in Jordanian Universities. International Journal of Emerging Technologies in

                         Learning, 15(4). https://doi.org/10.3991/ijet.v15i04.12870

Afghani, A. (2021). Evaluating the User Experience of E-Learning in the Distance Education Program at Taibah University. International Journal of Higher Education. https://doi.org/10.5430/IJHE.V10N4P151.

Agbatogun, A. (2013). Interactive digital technologies’ use in Southwest Nigerian universities. Educational Technology Research and Development, 61, 333-357. https://doi.org/10.1007/S11423-012-9282-1.

Agraf, A., AbdullahHLittle Banna, A., & Suleiman Saleh Jadallah, B. (2024). Requirements for activating digitization in public universitiesKuwaitiin light ofExperiencesSome developed countries. Journal of Faculty of Education-Assiut University, 40(8), 269-294.‏

Al-kmali, M., Mugahed, H., Boulila, W., Al-Sarem, M., & Abuhamdah, A. (2020). A Machine-Learning based Approach to Support Academic Decision-Making at Higher Educational Institutions. 2020 International Symposium on Networks, Computers and Communications (ISNCC), 1-5. https://doi.org/10.1109/ISNCC49221.2020.9297177.

Alokluk, J. (2019). Archiving and Document Management at Taibah University: A Case Study. Comput. Inf. Sci., 12, 11-19. https://doi.org/10.5539/cis.v12n4p11.

Boldyrevskii, P., Vinnik, V., Zalessky, M., Grigoryan, M., & Pravodelova, E. (2022). Evaluation of the effectiveness of the use of digital educational technologies in the educational process of a university. Human resource management within the framework of realisation of national development goals and strategic objectives. https://doi.org/10.56199/dpcsebm.pegw5399.

Chen, W. (2017). Understanding the barriers to the use of digital technologies in mathematics education. International Journal for Mathematics Teaching & Learning, 18(1), 1–20.

Creswell, J. W. (2014). Research design: Qualitative, quantitative and mixed methods approaches (4th ed.). SAGE Publications.

Falola, H., Ogueyungbo, O., Adeniji, A., & Adesina, E. (2022). Exploring Sustainable E-Learning Platforms for Improved Universities’ Faculty Engagement in the New World of Work. Sustainability. https://doi.org/10.3390/su14073850.

Fernández-Batanero, J., Román-Graván, P., Montenegro-Rueda, M., López-Meneses, E., & Fernández-Cerero, J. (2021). Digital Teaching Competence in Higher Education: A Systematic Review. Education Sciences. https://doi.org/10.3390/educsci11110689.

Lee, B., Recker, M., & Outakhtah, N. (2019). Exploring technology integration practices of higher education faculty: A multi-case study. International Journal of Educational Technology in Higher Education, 16(1). https://doi.org/10.1186/s41239-019-0139-y

Polly, D., Martin, F., & Guilbaud, T. (2020). Examining barriers and desired supports to increase faculty members’ use of digital technologies: perspectives of faculty, staff and administrators. Journal of Computing in Higher Education, 33, 135-156. https://doi.org/10.1007/s12528-020-09259-7.

Smith, A. (2021). The impact of digital technologies on student engagement in higher education. British Journal of Educational Technology, 52(4), 1456–1472. https://doi.org/10.1111/bjet.13104

Vishnekov, A., Erokhina, E., & Ivanova, E. (2021). Digital Technology Implementation Practice during Conversion from Fundamental University Educational System into Online Format. INFORMACIONNYE TEHNOLOGII. https://doi.org/10.17587/it.27.494-504.

Yablokov, B. (2022). The Use of Digital Technologies in Education: Academic University Experience. Law & Digital Technologies. https://doi.org/10.18254/s278229070024165-7.