التـحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها من وجهة نظرهن

           مركزأ.د/ أحمد المنشاوى

         للنشر العلمى والتميز البحثى

            (مجلة كلية التربية)

           =======

التـحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها من            وجهة نظرهن

إعــــــــــــــــــــــداد

       د/هدى حميدان عطيان المحمادي

أستاذ المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية المساعد

كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية

hhmahamadi@uqu.edu.sa

   }المجلد الواحد والأربعون– العدد الثالث –  مارس 2025م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص

هدفت الدراسة إلى الكشف عن التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، واقتراح طرق التغلب على هذه التحديات من وجهة نظر المعلمات في مدينة مكة المكرمة. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية بلغت (152) معلمة، جُمعت بيانات الدراسة باستخدام أداة الاستبانة بعد التأكد من صدقها وثباتها.

أظهرت النتائج أن متوسط القسم الأول بلغ (3.73) وبوزن نسبي (74.5%)، مما يشير إلى أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وذلك من وجهة نظرهن. أما القسم الثاني فقد بلغ متوسطه (4.37) وبوزن نسبي قدره (87.5%)، مما يؤكد الأهمية الكبيرة للمقترحات المقدمة للتغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية.

كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهات نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى إلى متغيرات (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، سنوات الخبرة).

وقد خلصت الدراسة إلى أهم الاستنتاجات، وقدمت مجموعة من التوصيات والمقترحات.

الكلمات المفتاحية: تحديات معلمات الطفولة المبكرة، التغلب على التحديات التدريسية، معلمات الطفولة المبكرة، مرحلة الطفولة المبكرة، مواد المهارات الحياتية والأسرية.

Challenges Faced by Early Childhood Teachers in Teaching Life and Family Skills and Ways to Overcome Them from Their Perspective

Huda Homydan Atyan Almehmadi

Assistant Professor of Curriculum and Teaching Methods for Social Studies, College of Education, Umm Al-Qura University, Makkah, Saudi Arabia.

hhmahamadi@uqu.edu.sa

Abstract

The study sought to identify the challenges encountered by early childhood teachers in teaching life and family skills subjects and to suggest strategies for overcoming these challenges from the teachers' perspectives in Mecca. Utilizing a descriptive analytical approach, the study randomly selected a sample of (152) teachers. Data were gathered through a questionnaire, which was validated for accuracy and reliability.

The results showed that the average score for the first section was (3.73) with a relative weight of (74.5%), indicating that early childhood teachers face a significant degree of challenges while teaching life and family skills subjects from their perspective. The second section had an average score of (4.37) with a relative weight of (87.5%), emphasizing the great importance of the proposed solutions to overcome the challenges faced by early childhood teachers in teaching life and family skills subjects.

The results also indicated no statistically significant differences in the perspectives of the study sample regarding the estimation of challenges faced by early childhood teachers in teaching and ways to overcome them attributed to variables such as specialization, educational qualification, age, and years of experience.

The study concluded with key findings and provided a set of recommendations and suggestions.

Keywords: Early Childhood Teachers' Challenges, Overcoming Teaching Challenges, Early Childhood Teachers, Early Childhood Stage, Life And Family Skills Subjects. 

خلفية الدراسة وأدبياتها

يشهد العصر الحديث تطورًا متسارعًا في شتى المجالات، ومن أبرزها المجال التعليمي الذي يعدّ ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ومن بين مراحل التعليم المختلفة، تبرز مرحلة الطفولة المبكرة كإحدى أهم المراحل التي حظيت باهتمام متزايد في نظام التعليم بالمملكة العربية السعودية. فقد تم إدراج مرحلة الطفولة المبكرة ضمن السلم التعليمي للتعليم العام السعودية، الأمر الذي يمثل تحديًا أمام المؤسسات التعليمية لمواكبة متطلبات هذه المرحلة المهمة، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة تساهم في تنمية قدرات الأطفال وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر.

وتأتي هذه الجهود في إطار الرؤية الطموحة للمملكة التي تسعى إلى بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل وانطلاقًا من هذا التوجه، حرصت الوزارة في دليلها التنظيمي على تطوير السياسات والإجراءات المتعلقة بتعليم الطفولة، وقد حددت الإدارة العامة للطفولة المبكرة، التابعة لوكالة التعليم العام، أهدافها في تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة، ومتابعة الأداء التعليمي لهذه المرحلة بناءً على مؤشرات معتمدة، بهدف إعداد المتعلمين وتهيئتهم للمراحل التعليمية اللاحقة (وزارة التعليم السعودي، 2024).

وتعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة مهمة وحساسة في حياة الطفل، فهي الفترة التي يكتسب فيها المعارف والمهارات، ويبني فيها شخصيته، كما أنها مرحلة تؤهل الطفل للمستقبل، مما يجعلها ذات أهمية بالغة ليس للطفل فقط، بل مهمة للمجتمع أيضًا. والاهتمام بمرحلة رياض الأطفال زاد تبعًا لأهمية وحساسية المرحلة العمرية، إذ تمثل مرحلة الطفولة المبكرة الأساس في تكوين شخصية الأطفال وإعدادهم للحياة المستقبلية (جمبي وآل حسين، 2024). ويُقاس تقدم المجتمعات بمدى اهتمامها بالأطفال وتوفير التعليم المناسب لاحتياجاتهم العمرية والنمائية. ومن هنا برزت أهمية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال الحاجة إلى تأهيل معلمات متخصصات لهذه المرحلة، حيث إن المعلمة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز النمو السليم للأطفال، ويتم ذلك من خلال التعليم والتوجيه مع التركيز على التنمية الشخصية الإيجابية عبر الأنشطة والبرامج التي تدعم تعلمهم المهارات المختلفة. وأكد بيسونين (Pesonen, 2020) إن المعلمة في مرحلة الطفولة المبكرة تُعد قائدًا تربويًا، حيث تتحمل مسؤولية تخطيط وتنفيذ التعليم والتعلم بشكل أساسي، فالمعلم له دور مهم في تهيئة البيئة التعليمية الإيجابية التي تعزز احترام الطفل لذاته.

وتظهر التحديات في عصرنا الحالي في شتى الميادين وخاصة مجال التعليم، ومناهجه المتطورة باستمرار كمناهج الدراسات الاجتماعية ومناهج المهارات الحياتية والأسرية، فوضح الطيطي وآخرون (2018) أنها تعد من أكثر ميادين المناهج المدرسية حداثة، وأكثرها غموض؛ فهي مواد غير مستقرة تتجدد معلوماتها ومفاهيمها باستمرار، وموادها مجردة ومتغيرة تلاحق التطورات وتتابع التغيرات، وهي من المواد المتعددة الأبعاد، حيث تشغل ميدانًا مهمًا من الميادين الرئيسة في برامج التعليم، وتركز أهدافها ومحتواها بشكل مباشر على الإنسان. وقد سبب التقدم العلمي والتقني تطورات حديثة أدت إلى تطور مجالات التربية، واستحداث استراتيجيات وطرائق التدريس الحديثة، وتكنولوجيا التعليم، فهي تثري عملية التعليم وتدعم وتطور خبرات المعلمات، ووجودها ضرورة لمجابهة مشكلات المجتمع المدرسي، كتزايد اعداد التلاميذ وقلة عدد الفصول، وغيرها من التحديات التي تجعلنا في مواجهة هذه التحديات الجديدة للمجتمع بضرورة تجديد مصادر التعلم (بباوي، 2019). أما الجلوي (2022) فقد وضح أن هذا التطور نتج عنه تزايد في حجم المعارف الإنسانية، وظهور تقنيات حديثة، كما صاحبها تحديات عديدة انعكست على الأنظمة التعليمية ومناهجها، ومن ذلك عملية اختيار المحتوى التعليمي، والذي اصبح يشكل أهم العقبات التي تواجه خبراء المناهج والبرامج الدراسية في جميع مراحل التعليم. والتعليم يواجه العديد من الصعوبات التي يتعرض لها المعلمين وتؤثر على أدائهم، وأن الكشف عن هذه الصعوبات يعد الخطوة الأولى لتقليل الآثار السلبية التي تعرقل وتعيق المسيرة التعليمية، وخاصة في الصفوف الثلاثة الأولى (الشبول، 2023). ووضح كيمي (Kimmy, 2017) أن التحديات التي تواجه المعلمات في مرحلة الطفولة المبكرة تكمن في وجود معلمات ذوات كفاءة ذاتية منخفضة، قد يكون لدى المعلمة دافع ومثابرة أقل وهذا يؤثر على تدريسها.

ويستوجب على المؤسسات التعليمية تأهيل المعلمات وتدريبهم وتهيئتهم لتدريس هذه المرحلة وتقليص التحديات التي قد تعيق عملية التعليم، وعلى معلمة مرحلة الطفولة المبكرة أن تكون ملمة بكل ما يخص تريس هذه المرحلة، وطرق التدريس المناسبة لتدريس مواد المهارات الحياتية والأسرية واختيار الأنشطة التعليمية التعلمية ودرجة مناسبتها لمستوى الأطفال وادراكهم في هذه المرحلة. فقد وضحت المغربي ودحلان (2022) أن إعداد معلمة الطفولة المبكرة في غاية الأهمية لكونها مشاركة للأسرة في تحقيق النمو المتكامل للطفل، وتساعده على اكتساب المهارات، وتنمي لديه الاتجاهات، مما دعا إلى اكتسابهم للمعلومات والمهارات والاتجاهات. وبين المحسن وقاضي وأبو الروس (2022) أن معلمة الطفولة المبكرة يتطلب منها مهام شاملة ومتعددة نظرًا لأهمية تأثيرها على نمو وتعلم الأطفال، وبين أن تباين بيئات التعلم يحتاج إلى معلمة على دراية تامة بمهامها التدريسية. لذلك من المهم أن تمتلك معلمة الطفولة المبكرة القدرة على مواجهة التحديات وتقليصها لضمان تنفيذ المنهج ونجاح العملية التعليمية.

يتبين مما سبق؛ أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في نظام التعليم السعودي، حيث تمثل هذه المرحلة أساسًا لبناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته. وتنعكس هذه الأهمية على مواجهة التحديات التعليمية، وضرورة تطوير مناهج المهارات الحياتية والأسرية خاصة بما يتناسب مع خصائص الأطفال، بالإضافة إلى أهمية تأهيل معلمات متخصصات قادرات على التعامل بمرونة وفعالية مع احتياجات الأطفال، وتنمية ميولهم، وبناء الاتجاهات الإيجابية والمهارات الحياتية والأسرية لديهم، مما يساهم في التغلب على الصعوبات المتعلقة بتدريس هذه المواد وضمان تقديم تعليم يتماشى مع متطلبات المرحلة العمرية للطفولة المبكرة.

وبالرجوع إلى الأدب التربوي؛ وجد أنه أجريت بعض الدراسات التي تؤكد على أهمية تحديد التحديات والكشف عن طرق التغلب عليها في التعليم كدراسة العقيل (2019) التي أشارت إلى المشكلات التي تواجه الطفل في مرحلة رياض الأطفال، كالمشكلات الاجتماعية والسلوكية، وبعض آليات مواجهتها، وبعض الخصائص الديموغرافية لمعلمات رياض الأطفال، وتصور مقترح للخدمة الاجتماعية في رياض الأطفال. واستخدمت الاستبانة لجمع البيانات وطبقت على (95) معلمة من معلمات رياض الأطفال. وأظهرت الدراسة العديد من النتائج منها أنّ الطفل في مرحلة رياض الأطفال لا يواجه مشكلات اجتماعية على مستوى الأصدقاء وعلى مستوى المدرسة. ولاكن لديهم مشكلات سلوكية بسبب قلة انضباطهم لصغر سنهم. أما دراسة عوينان (2020) فهدفت إلى تحديد الإجراءات المقترحة للتغلب على المعوقات التي تواجه مؤسسات رياض الأطفال بدولة الكويت عند تطبيق هندسة العمليات الإدارية، والكشف عن المعوقات التي تواجه مؤسسات رياض الأطفال، وتحديد الإجراءات المقترحة للتغلب عليها واستخدم المنهج الوصفي لما هو كائن وتفسيره. وأظهرت الدراسة عدة نتائج منها الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، ودعم تبادل الخبرات بين مؤسسات رياض الأطفال في المنطقة التعليمية الواحدة، والتركيز على المرجعية النظامية عبر إعادة النظر في اللوائح والقوانين لهذه المرحلة. بينما هدفت دراسة موسى والزيون (2021) إلى الكشف عن التحديات التي تواجه المعلمين في تنمية مهارات المستقبل لدى الطلبة، وتم تطوير استبانة طبقت على (500) من المعلمين والمعلمات، وتوصلت الدراسة إلى أن التحديات التي تواجه المعلمين في تنمية مهارات المستقبل لدى الطلبة من وجهة نظر المعلمين انفسهم جاءت بدرجة مرتفعة. وكشفت دراسة الشمري وأحمد (2022) عن فاعلية برنامج قائم على تقنيات التعلم الرقمية في تنمية المهارات الحياتية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتم اتباع المنهج شبه التجريبي على عينة مكونة من (60) طفلة، من الصف الثاني ابتدائي وتم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبية وضابطة، واستخدام مقياس المهارات الحياتية للطفولة المبكرة، وأظهرت النتائج أثر إيجابي في تنمية المهارات الحياتية للأطفال وأوصى البحث بضرورية تدعيم الأنشطة المقدمة للصفوف الأولية بالتقنيات الرقمية، وتثقيف معلمات الطفولة المبكرة بأهمية وفاعلية التقنيات الرقمية من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية. وهدفت دراسة الدحيلان ورفيق وأفضل ( Aldhilan, Rafiq, & Afzal, 2024 ) إلى استكشاف الأساليب التربوية المبتكرة في إعدادات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في السعودية، وركزت على الممارسات والتحديات واستراتيجيات التحسين. واعتمدت الدراسة على المقابلة شبه المقننة مع (60) من معلمات الطفولة المبكرة في جدة، وتم تحديد الموضوعات الرئيسية للدراسة. وأظهرت النتائج أن الأنشطة القائمة على اللعب تعزز الإبداع والمهارات الاجتماعية، وتساعد التكنولوجيا على التعلم الشخصي ومحو الأمية الرقمية، ودعم أصول التدريس التفاعلية ثقافياً وتكوين الهوية، بينما يعزز التعلم التعاوني مهارات التواصل والعمل الجماعي. والمعلمون يواجهون عدة تحديات منها عدم كفاية التطوير المهني، وتحديات المعايير الثقافية التقليدية، وكذلك القيود الإدارية.

وفي الدراسات السابقة لوحظ اختلاف أهدافها عن الدراسة الحالية التي هدفت إلى تحديد التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها، أما أداة الدراسة الحالية المتمثلة في الاستبانة اتفقت مع دراسة كلًا من (العقيل، 2019؛ موسى والزيون، 2021)، بينما اختلفت مع دراسة Aldhilan, Rafiq, & Afzal, 2024) التي اعتمدت على المقابلة شبه المقننة. ومن حيث المنهج اعتمدت دراسة عوينان (2020) على المنهج الوصفي بتفسير الواقع، أما دراسة الشمري وأحمد (2022) فاعتمدت على المنهج شبة التجريبي. ومن حيث العينة اتفقت بعض الدراسات مع الدراسة الحالية في العينة حيث طبقت دراسة كلًا من (العقيل، 2019؛ Aldhilan, Rafiq, & Afzal, 2024) على معلمات الطفولة المبكرة، أما دراسة موسى والزيون (2021) طبقت على المعلمين في تنمية مهارات المستقبل لدى الطلبة. وطبقت دراسة الشمري وأحمد (2022) على عينة من أطفال مرحلة الطفولة المبكرة بالصف الثاني ابتدائي. بينما طبقت دراسة عوينان (2020) على مؤسسات رياض الأطفال. وتباينت النتائج بين الدراسات السابقة وأهمية تطبيقها والتوصيات التي أوصي بها؛ أدت إلى أهمية تطبيق هذه الدراسة.

    وتأسيسًا على ما سبق، ظهرت أهمية إجراء هذه الدراسة للكشف عن التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها، وهذا ما تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيقه.

مشكلة الدراسة

تعتمد مناهج المهارات الحياتية والأسرية في المملكة العربية السعودية على الجانب النظري والمهاري التطبيقي في تحقيق أهداف المنهج، ووزارة التعليم السعودي تولي اهتمام بمنهج المهارات الحياتية والأسرية ويتضح ذلك من اعتماده في مراحل التعليم العام ومنها مرحلة الطفولة المبكرة، ويركز منهج المهارات الحياتية والأسرية على تطوير مجموعة من المهارات الأساسية التي تحتاجها المتعلمة في حياتها اليومية فالمنهج بحاجة إلى معلمات مؤهلات متخصصات اكاديميًا، بالإضافة إلى معامل مجهزة، ووسائل تعليمية خاصة بالمنهج، وإن نقص الإمكانات أو عدم توفرها في البيئات التعليمية يعوق تحقيق الأهداف التعليمية للمادة.

وانطلاقًا من هذه الأهمية لمنهج المهارات الحياتية والأسرية في التعليم العام وتعليم مرحلة الطفولة المبكرة، وفي ضوء خبرة الباحثة بالمنهج واحتياجاته واحساسها بالتحديات التي تمر بها المعلمات أثناء تدريس الموضوعات وتطبيق الجانب المهاري، والأنشطة التعليمية التعلمية المصاحبة، ولأن معلمات هذه المرحلة هن حجر الأساس في بناء الأساس التعليمي للأطفال إذ يلعبنا دورًا مهم في تشكيل مهاراتهم المعرفية والاجتماعية والعاطفية، ومع ذلك فإنهن يواجهن العديد من التحديات التي تؤثر على جودة التعليم، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى إجراء هذه الدراسة للكشف عن التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وتحديد طرق التغلب عليها من وجهة نظرهن.

أسئلة الدراسة

1-  ما التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن؟

2-  ما طرق التغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن؟

3-  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥α) بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغيرات: (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، وسنوات الخبرة التدريسية)؟ ".

أهداف الدراسة:

 سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-  الوقوف على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية.

2-  بيان طرق التغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن.

3-  الوقوف على الفروق الإحصائية في تقديرات عينة الدراسة التي تعزى إلى (التخصص، المؤهل العلمي، والعمر، وسنوات الخبرة التدريسية).

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة الحالية في الاتي:

1-  يؤمل أن تسهم نتائج الدراسة في عملية تطوير مواد المهارات الحياتية والأسرية في مراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، وخاصة مرحلة الطفولة المبكرة.

2-  سوف تقدم هذه الدراسة في توجيه مصممي المناهج الدراسية ومطوريها في وزارة التعليم السعودي ومراعاة خصائص النمو للفئة العمرية عند تخطيط مواد المهارات الحياتية والأسرية.

3-  تفيد الباحثين والمتخصصين في إجراء المزيد من الدراسات حول التحديات وطرق التغلب عليها في مرحلة الطفولة المبكرة وعلاقتها بمتغيرات أخرى ومراحل تعليمية مختلفة.

مصطلحات الدراسة

التحديات: تعرف إجرائيًا في هذه الدراسة بأنها الصعوبات والمعوقات التي تواجهها المعلمات أثناء تدريس مواد المهارات الحياتية والأسرية في مرحلة الطفولة المبكرة وتعوق تحقيق الأهداف التعليمية بكفاءة وفاعلية، وهذه التحديات والعقبات قد تتعلق بمعلمات مرحلة الطفولة المبكرة أو تتعلق بمادة المهارات الحياتية أو مشكلات تتعلق بأطفال هذه المرحلة.

مرحلة الطفولة المبكرة: عرفت وزارة التعليم السعودي (2024) الطفولة المبكرة بأنها: مرحلة الطفولة الواقعة بين سن ٣-٨ سنوات، ووضعت الوزارة أساسيات التنمية البدنية، والاجتماعية، والعاطفية، والذهنية، للطلاب والطالبات وتطورها بشكل متزامن في وقت مبكر، وهذه المرحلة تعتمد على القدرات التي حققها الطفل في المرحلة السابقة.

معلمة الطفولة المبكرة: عرفتها الطويرقي (2021، 237) بأنها: "هي التي تقوم بتعليم الطفل وتدريبه في مرحلة الروضة، وتسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهج مراعية الخصائص العمرية لتلك المرحلة، وهي التي تقوم بإدارة النشاط وتنظيمه في غرفة النشاط وخارجها إضافة إلى تمتعها بمجموعة من الخصائص الشخصية والاجتماعية والتربوية التي تميزها عن غيرها من معلمات المراحل العمرية الأخرى".

معلمات الطفولة المبكرة: تعرف إجرائيًا في هذه الدراسة بأنهن المعلمات الآتي أوكل لهن تدريس الأطفال مادة المهارات الحياتية والأسرية من الصف الأول إلى الثالث الابتدائي بمدارس الطفولة المبكرة الحكومية بمدينة مكة المكرمة.

مواد المهارات الحياتية والأسرية: تعرف إجرائيًا بأنها المواد التي تُدرس للأطفال من الصف الأول إلى الصف الثالث الابتدائي وهي تهتم بإكساب الأطفال المعارف والمعلومات الحياتية والأسرية والاجتماعية، وتنمي لديهم القدرات والمهارات، وتطبق السلوكيات الحميدة وتعمل على تكوين شخصياتهم.

حدود الدراسة

الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على التعرف على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها من وجهة نظرهن.

الحدود البشرية: طبقت الدراسة على معلمات مرحلة الطفولة المبكرة في مدينة مكة المكرمة.

الحدود المكانية: طبقت الدراسة في مدارس الطفولة المبكرة في مدينة مكة المكرمة.

الحدود الزمانية: طبقت الدراسة في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1446هـ (2024م).

منهج الدراسة

لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن أسئلتها تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، باعتباره المنهج المناسب للدراسة الحالية، ويعتبر المنهج مناسب للدراسات التي تهدف إلى وصف الظاهرة وتحليلها كما هي في الواقع من خلال جمع البيانات اللازمة لذلك.

إجراءات الدراسة: مجتمع الدراسة وعينتها

شمل مجتمع الدراسة جميع معلمات مرحلة الطفولة المبكرة بالمدارس الحكومية في مدينة مكة المكرمة للعام الدراسي 1446هـ الموافق 2024م.

وتكونت عينة الدراسة من (152) معلمة من معلمات الطفولة المبكرة والآتي يُدرسن مواد المهارات الحياتية والأسرية بمدارس الطفولة المبكرة الحكومي بمدينة مكة المكرمة، للعام الدراسي 1446هـ (2024م). وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية. ويوضح الجدول التالي توزيع العينة بحسب متغيرات الدراسة، وجاءت النتائج كما يبين الجدول، الآتي:

جدول (1) وصف أفراد العينة بحسب متغيرات الدراسة (ن= 152)

يتضح من الجدول (1) أن اغلب المعلمات الآتي يدرسن مادة المهارات الحياتية والأسرية من خارج التخصص بنسبة (52%) من المعلمات. بينما أظهر الجدول أن أغلب المعلمات يحملنا درجة البكالوريوس بنسبة (89.5%) من المعلمات. وأشار متغير العمر إلى أن أكبر نسبة كانت للمعلمات من 45 سنة فأكثر بواقع (43.4%) معلمة. أما سنوات الخبرة التدريسية فكانت النسبة الأعلى للمعلمات الآتي لديهن خبرة من 10 سنوات فأكثر فكانت بنسبة (72.4%) من المعلمات.

أداة الدراسة

لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام الاستبانة كأداة لجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بهذه الدراسة، وقد تم إعداد الاستبانة بعد الاطلاع على الأدب التربوي والكتب العلمية والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، وتكونت الاستبانة من جزئين، الجزء الأول خاص بمتغيرات الدراسة وهي: (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، وسنوات الخبرة)، أما الجزء الثاني خاص بفقرات الدراسة وهو مكون من محورين، المحور الأول: مكون من (30) فقرة موزعة على ثلاثة محاور هي: تحديات تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة، وتحديات تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية، ومشكلات تتعلق بأطفال مرحلة الطفولة المبكرة. أما القسم الثاني: مكون من (15) فقرة تهتم بطرق التغلب على هذه التحديات.

صدق وثبات الاستبانة

أولاً: صدق الاستبانة: تم التأكد من صدق الاستبانة من خلال الطرق الآتية:

الصدق الظاهري: تم عرض الصورة الأولية من الاستبانة على عدد من المحكمين من ذوي الخبرة في مجال المناهج وطرق التدريس، وعلم النفس التربوي، والطفولة المبكرة؛ للتأكد من أن محاور وفقرات الاستبانة تقيس الهدف الذي وضعت من أجله، وإبداء الرأي حول مدى وضوح الصياغة اللغوية والدقة العلمية لعبارات الاستبانة، ومدى انتماء وأهمية الفقرات للمحور الذى تمثله، وذلك بهدف تعديل أو إضافة أو حذف أو إبداء أي مقترحات أخرى على الاستبانة بما يرونه مناسبًا، وقد اتفق جميع المحكمين على فعالية الأداة مع وجود بعض الملاحظات التي تم أخذها بعين الاعتبار وتم تعديل الاستبانة في ضوءها لتصبح بصورتها النهائية التي تم اعتمادها وتطبيقها.

صدق الإتساق الداخلي: تم تطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية قوامها (25) معلمة من المعلمات غير المشاركات في العينة الأساسية، وتم استخدام معامل ارتباط "بيرسون"، في حساب معاملات الأبعاد بالدرجة الكلية للمحور الذي تمثله، ثم في حساب مدى ارتباط الأبعاد والمحاور بالدرجة الكلية للاستبانة، وجاءت النتائج كما يوضح الجدول التالي:

جدول (2) نتائج صدق الإتساق الداخلى لأبعاد ومحاور الاستبانة (ن= 25)

** دال عند مستوى (0.01)

يتبين من الجدول (2) النتائج الآتية:

-    معاملات ارتباط أبعاد الاستبانة بالمحاور التي تمثلها تراوحت ما بين (0.874- 0.917)، ومعاملات ارتباطها بالدرجة الكلية للاستبانة تراوحت ما بين (0.775- 0.868)، وكانت هذه القيم دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0.01)، مما يؤكد على أن أبعاد الاستبانة تتمتع بالصدق الداخلي.

-    معاملات ارتباط محاور الاستبانة بدرجتها الكلية بلغت على الترتيب: (0.921)، (0.730)، وكانت هذه القيم دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0.01)، مما يؤكد على أن محاور الاستبانة تتمتع بالصدق الداخلي.

ثانياً: ثبات الاستبانة

تم التأكد من ثبات الاستبانة من خلال حساب معامل "ألفا كرونباخ" (α) لأبعاد ومحاور الاستبانة ودرجتها الكلية، كما تم استخدام طريقة التجزئة النصفية لحساب الثبات، وجاءت النتائج كما يلي:

جدول (3) نتائج معاملات ثبات الاستبانة بطريقتي ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية

(ن= 25)

يتضح من الجدول (3) النتائج الآتية:

-    معاملات ثبات أبعاد الاستبانة بطريقة "ألفا- كرونباخ" تراوحت ما بين (0.886- 0.915)، وبطريقة التجزئة النصفية تراوحت ما بين (0.820- 0.894)، وتؤكد هذه القيم على أن أبعاد الاستبانة تتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات.

-    معاملات ثبات محاور الاستبانة بطريقة "ألفا كرونباخ" بلغت على الترتيب: (0.921)، (0.873)، وبطريقة "التجزئة النصفية بلغت على الترتيب: (0.902)، (0.854)، وتؤكد هذه القيم على أن محاور الاستبانة تتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات.

-    معامل الثبات العام للاستبانة بطريقة "ألفا كرونباخ" بلغ (0.919) وبطريقة التجزئة النصفية بلغ (0.846)، وتؤكد هذه القيم على أن الاستبانة ككل تتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات.

معيار الحكم على قيم المتوسطات:

تم استخدام مقياس (ليكرت الخماسي) لتحديد درجة الموافقة، بحيث تعطى الدرجة (5) للاستجابة أوافق بشدة، الدرجة (4) للاستجابة أوافق، الدرجة (3) للاستجابة محايد، الدرجة (2) للاستجابة لا أوافق، الدرجة (1) للاستجابة لا أوافق بشدة. وتم الاعتماد على المحك التالي عند الحكم على قيم المتوسطات الحسابية في جداول النتائج:

إذا كان المتوسط (من1.00- 1.80) يكون الحكم بدرجة ضعيفة جدًا. وإذا كان المتوسط (أكبر من 1.80- 2.60) يكون الحكم بدرجة ضعيفة. وإذا كان المتوسط (أكبر من 2.60- 3.40) يكون الحكم بدرجة متوسطة. وإذا كان المتوسط (أكبر من 3.40- 4.20) يكون الحكم بدرجة كبيرة. وإذا كان المتوسط (أكبر من 4.20- 5.00) يكون الحكم بدرجة كبيرة جدًا.

أساليب المعالجة الإحصائية:

تم الاستعانة ببرنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSSv28) في تنفيذ المعالجات الإحصائية الآتية:

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية والأوزان النسبية لوصف وجهة نظر أفراد العينة على عبارات الاستبانة. ومعامل ارتباط بيرسون للتأكد من صدق الاستبانة بطريقة الإتساق الداخلي. واختبار "تحليل التباين الأحادي" للتعرف على دلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات تبعًا لمتغيرات (التخصص، العمر، الخبرة التدريسية). أما اختبار "كروسكال واليز" للتعرف على دلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات تبعًا لمتغير (المؤهل العلمي). ومعامل "ألفا كرونباخ" وطريقة التجزئة النصفية فكانت للتأكد من ثبات الاستبانة.

نتائج الدراسة ومناقشتها

يتم عرض نتائج الدراسة وفقًا لأسئلتها التي تم الوصول لها بعد تطبيق أداة الدراسة والتحليل الإحصائي للبيانات، مع مناقشة هذه النتائج وتفسيرها في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة ذات الصلة.

نتائج السؤال الأول

ينص السؤال الأول على: "ما التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن؟".

وللإجابة عن السؤال الأول، تم حساب المتوسط الكلي لوجهة نظر أفراد العينة من معلمات الطفولة المبكرة على المحور الأول من الاستبانة والمتعلق بتقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن، وذلك بالاعتماد على قيم المتوسطات الحسابية للأبعاد التي تضمنها المحور، كما تم ترتيب هذه الأبعاد تنازليًا في ضوء قيم متوسطاتها، وجاءت النتائج الإجمالية كما يعرض الجدول التالي:

جدول (4) النتائج الإجمالية حول تحديد درجة التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن (ن= 152)

يتضح من الجدول (4) أن المتوسط الحسابي العام للقسم الأول بلغ (3.73) وبوزن نسبي (74.5%) وهى قيم تؤكد أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، وذلك من وجهة نظرهن.

وجاءت جميع المحاور بدرجة كبيرة؛ حيث احتل المحور الثالث: "مشكلات تتعلق بالأطفال" المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.96) وبوزن نسبي (79.1%)، وحاز المحور الثاني: "تحديات تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية" على المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.63) وبوزن نسبي (72.7%)، في حين شغل المحور الأول: "تحديات تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة" المرتبة الثالثة -والأخيرة- بمتوسط حسابي (3.59) وبوزن نسبي (71.8%)، وذلك من وجهة نظر أفراد العينة من معلمات الطفولة المبكرة.

وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة العقيل (2019) التي أثبتت أن مشكلات الأطفال تؤثر على تعلمهم.

ولعرض النتائج التفصيلية المرتبطة بكل محور، تم حساب التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لوجهة نظر أفراد العينة على عبارات كل محور، كما تم ترتيب فقرات كل محور تنازليًا في ضوء قيم متوسطاتها، وجاءت النتائج كما يلي:

نتائج المحور الأول: تحديات تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة

جدول (5) الإحصاءات الوصفية لوجهة نظر المعلمات حول تقدير درجة التحديات التي تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية (ن= 152)

يتضح من الجدول (5) أن المتوسط الحسابي العام للمحور الأول: "تحديات تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة" بلغ (3.59) وبوزن نسبي بلغ (71.8%)، وهي قيم تؤكد أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات التي تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، وذلك من وجهة نظرهن.

وقد جاءت الفقرة رقم (10) في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.28) وبوزن نسبي (85.5%) وبدرجة (كبيرة جدًا)، وشغلت الفقرة رقم (4) المرتبة العاشرة -والأخيرة- بمتوسط حسابي (3.13) وبوزن نسبي (62.6%) وبدرجة (متوسطة). وذلك من وجهة نظر أفراد العينة.

وهذه النتيجة تتفق مع دراسة موسى والزيون (2021) التي أثبتت أن التحديات التي تواجه المعلمين والمعلمات في تنمية مهارات المستقبل جاءت بدرجة كبيرة.

نتائج المحور الثاني: تحديات تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية

جدول (6) الإحصاءات الوصفية لوجهة نظر المعلمات حول تقدير درجة التحديات التي تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية أثناء تدريسها (ن= 152)

يتضح من الجدول (6) أن المتوسط الحسابي العام للمحور الثاني: "تحديات تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية" بلغ (3.63) وبوزن نسبي بلغ (72.7%)، وهي قيم تؤكد أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات التي تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية أثناء تدريسها، وذلك من وجهة نظرهن.

وقد جاءت الفقرة رقم (9) في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.21) وبوزن نسبي (84.2%) وبدرجة (كبيرة جدًا)، بينما حصلت الفقرة رقم (5) على المرتبة العاشرة - والأخيرة- بمتوسط حسابي (3.32) وبوزن نسبي (66.3%) وبدرجة (متوسطة). وذلك من وجهة نظر أفراد العينة.

نتائج المحور الثالث: تحديات تتعلق بالأطفال

جدول (7) الإحصاءات الوصفية لوجهة نظر المعلمات حول تقدير درجة التحديات التي تتعلق بالأطفال أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية (ن= 152)

يتضح من الجدول (7) أن المتوسط الحسابي العام للمحور الثالث: "مشكلات تتعلق بالأطفال" بلغ (3.96) وبوزن نسبي بلغ (79.1%)، وهي قيم تؤكد أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات التي تتعلق بالأطفال أثناء تعليم مادة المهارات الحياتية والأسرية، وذلك من وجهة نظرهن.

وقد جاءت الفقرة رقم (6) في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.42) وبوزن نسبي (88.4%) وبدرجة (كبيرة جدًا)، وشغلت العبارة رقم (4) المرتبة العاشرة - والأخيرة- بمتوسط حسابي (3.67) وبوزن نسبي (73.4%) وبدرجة (كبيرة). وذلك من وجهة نظر أفراد العينة.

نتائج السؤال الثاني

ينص السؤال الثاني على: "ما طرق التغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن؟".

وللإجابة عن السؤال الثاني، تم حساب التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لوجهة نظر أفراد العينة من معلمات الطفولة المبكرة على القسم الثاني من الاستبانة، والمتعلق بتحديد طرق التغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، وجاءت النتائج كما يعرض الجدول التالي:

جدول (8) النتائج المتعلقة بتقدير طرق التغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية من وجهة نظرهن (ن=152)

يبين الجدول (8) أن المتوسط الحسابي العام للقسم الثاني: "طرق التغلب على هذه التحديات" بلغ (4.37) وبوزن نسبي بلغ (87.5%)، وهي قيم تؤكد أن المقترحات التي تم ذكرها ذات أهمية كبيرة جدًا للتغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، وذلك من وجهة نظرهن.

وقد احتلت الفقرة رقم (13) في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.50) وبوزن نسبي (90.0%) وبدرجة (كبيرة جدًا)، وتلتها الفقرة رقم (1) المرتبة الخامسة عشر - والأخيرة- بمتوسط حسابي (4.22) وبوزن نسبي (84.5%) وبدرجة (كبيرة جدًا). وذلك من وجهة نظر أفراد العينة.

يتضح مما سبق، أن جميع النتائج أشارت إلى درجة كبيرة جدًا من الأهمية، وقد يُعزى ذلك إلى أن جميع المقترحات التي تم اقتراحها منطقية فهي حل متوقع للتغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية.

نتائج السؤال الثالث

ينص السؤال الثالث على: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥α) بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغيرات: (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، وسنوات الخبرة التدريسية)؟ ".

وللإجابة عن السؤال الثالث للدراسة، تم استخدام اختبار "تحليل التباين الأحادي" للتعرف على دلالة الفروق بين وجهة نظر معلمات العينة تبعًا لمتغيرات (التخصص، العمر، الخبرة التدريسية)، كما تم استخدام اختبار "كروسكال واليز" للتعرف على دلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات تبعًا لمتغير (المؤهل العلمي)، وجاءت النتائج على النحو الآتى:

أولاً: نتائج الفروق تبعًا لمتغير التخصص

جدول (9) نتائج اختبار "تحليل التباين" لدلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات                   تبعًا لمتغير التخصص

يتضح من الجدول (9) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغير التخصص.

ثانيًا: نتائج الفروق تبعًا لمتغير المؤهل العلمي

جدول (10) نتائج اختبار "كروسكال – واليز" لدلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات        تبعًا لمتغير المؤهل العلمي

يتبين من الجدول (10) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغير المؤهل العلمي.

ثالثًا: نتائج الفروق تبعًا لمتغير العمر

جدول (11) نتائج اختبار "تحليل التباين" لدلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات                تبعًا لمتغير العمر

يظهر من الجدول (11) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء التعليم وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغير العمر.

رابعًا: نتائج الفروق تبعًا لسنوات الخبرة التدريسية

جدول (12) نتائج اختبار "تحليل التباين" لدلالة الفروق بين وجهة نظر المعلمات             تبعًا  لمتغير سنوات الخبرة التدريسية

يُلاحظ من الجدول (12) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء التعليم وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغير سنوات الخبرة.

ويتبين مما سبق أن المتغيرات (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، وسنوات الخبرة التدريسية) لا يوجد لها تأثير على التحديات التي تواجهه المعلمات أثناء التعليم وطرق التغلب عليها من وجهة نظرهن.

الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات

اولًا: الاستنتاجات

-    إن نتائج الدراسة تؤكد أن معلمات الطفولة المبكرة يواجهن درجة كبيرة من التحديات أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، حيث جاءت "المشكلات التي تتعلق بالأطفال" في المرتبة الأولى، و"التحديات التي تتعلق بمادة المهارات الحياتية والأسرية" في المرتبة الثانية، أما المرتبة الثالثة فكانت "التحديات التي تتعلق بمعلمة مرحلة الطفولة المبكرة"، وذلك من وجهة نظر أفراد العينة من معلمات الطفولة المبكرة.

-    أثبتت النتائج أن المقترحات التي تم اقتراحها ذات أهمية كبيرة للتغلب على التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية، وذلك من وجهة نظرهن.

-    أثبتت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهة نظر عينة الدراسة حول تقدير التحديات التي تواجه معلمات الطفولة المبكرة أثناء تعليم مواد المهارات الحياتية والأسرية وطرق التغلب عليها تُعزى لمتغيرات (التخصص، المؤهل العلمي، العمر، وسنوات الخبرة التدريسية).

ثانيًا: المقترحات:

-    إجراء دراسة علمية تتعلق بالتحديات التطبيقية التي تواجه معلمات المهارات الحياتية والأسرية في مراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية.

-    إجراء دراسة مستقبلية تكشف عن التحديات التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية أثناء تدريس مواد المهارات الحياتية والأسرية التطبيقية عن بعد.

-    إجراء المزيد من الدراسات التربوية الحديثة المتعلقة بتطوير مناهج المهارات الحياتية والأسرية في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية.

ثالثًا: التوصيات:

-    تطوير مناهج المهارات الحياتية والأسرية بموضوعات حديثة تناسب خصائص المرحلة العمرية وتُكسب المتعلمين المعارف والمهارات الحديثة التي تعزز جودة التعليم.

-    الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في تطوير مناهج المهارات الحياتية والأسرية والتغلب على التحديات التي تعوق تعليمها في مرحلة الطفولة المبكرة بالمملكة العربية السعودية.

-    توفير برامج تدريبية متخصصة لمعلمات الطفولة المبكرة، تركز على أحدث الأساليب التعليمية والتربوية وتساهم في تعزيز مهارات المعلمات وتطوير كفاءتهن.

المراجع العربية:

بباوي، مراد. (2019). هندسة المعرفة الرقمية وانقرائية الصورة الرقمية لإثراء الثقافة والمهارات الفنية للتلاميذ في التربية الفنية2. جامعة القاهرة، بحوث في التربية النوعية. 1(35). 1-16.

الجلوي، محمود. (2022). اتجاهات حديثة في بناء مناهج الجغرافيا. (الأسس النظرية والتطبيقات العملية). مصر: وكالة الصحافة العربية ناشرون.

جمبي، نداء وآل حسين، ساره. (2024). تقدير الجودة لبيئة رياض الأطفال المادية باستخدام مقياس ابيئة المادية للأطفال (CPERS). المجلة العلمية لتربية الطفولة المبكرة- مصر. 2(2). 145-172.

الشبول، رحاب. (2023). الصعوبات التي تواجه معلمات الصفوف الثلاثة الأولى: دراسة ميدانية في مدارس مديرية التربية والتعليم التابعة للواء الرمثا. مجلة كلية التربية جامعة أسيوط. 39(3). 20-49.

الشمري، منال وأحمد، نجلاء. (2022). فاعلية برنامج قائم على استخدام تقنيات التعلم الرقمية في تنمية المهارات الحياتية في مرحلة الطفولة المبكرة. المجلة العربية للإعلام وثقافة الطفل: مصر. 5(21). 119-170.

الطويرقي، تركية. (2021). قيم المواطنة الرقمية في برنامج إعداد معلمة الطفولة المبكرة بجامعة أم القرى. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، رابطة التربويين العرب بمصر. (132). 227-244.

الطيطي، محمد وآخرون. (2018). التربية الاجتماعية وأساليب تدريسها. عمان: دار عالم الثقافة للنشر والتوزيع.

العقيل، سراء. (2019). المشكلات التي تواجه الطفل في مرحلة الأطفال وآلية تعامل الخدمة الاجتماعية معها. المجلة العربية للإعلام وثقافة الطفل إبريل 2019 (7). 47-90.

عوينان، منيرة. (2020).  معوقات تطبيق هندسة العمليات الإدارية بمؤسسات رياض الأطفال بدولة الكويت وسبل التغلب عليها. مجلة كلية التربية- جامعة بنها.          31 (122) الجزء (5). 409-430.

المحسن، نور وقاضي، سبأ وأبو الروس، عادل. (2022). درجة امتلاك معلمات مرحلة الطفولة المبكرة لكفايات توظيف التعلم المدمج في المدارس الحكومية بدولة قطر من وجهة نظرهن. مجلة العلوم التربوية، 49(2).           395  -407.

المغربي، راندا ودحلان، رناد. (2022). درجة توفر المعايير المهنية لدى معلمات رياض الأطفال الحكومية والأهلية في مدينة جدة. المجلة العلمية لتربية الطفولة المبكرة: مصر. 1(3). 129-160.

موسى، إيناس والزيون، محمد. (2021). التحديات التي تواجه المعلمين في تنمية مهارات المستقبل لدى الطلبة. مجلة كلية التربية بجامعة أسيوط. 37(8). 78-97.

وزارة التعليم السعودي. (2024). الطفولة المبكرة. https://2u.pw/wo8U5

المراجع الأجنبية

Aldhilan, D, Rafiq, S, & Afzal. A. (2024).The Innovative Pedagogical Approaches & Challenges in the Early Childhood Education: Insights from Saudi Arabia. Gomal University Journal of Research. 40(2). 169-176.

Kimmy, M. (2017). Preschool Teachers' Views of Literacy Instruction. Unpublished doctoral dissertation. Walden University College of Education. https://2u.pw/cINe1nfd

Pesonen, Jaana. (2020). The Early Childhood Education Teacher’s Professional Ethics Guidelines, Early Childhood Education Teachers Union in Finland, 1-12. https://2u.pw/gFWomd4H