نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 باحث ماجستير في التربية الخاصة (تخصص توحد) كلية التربية- جامعة اسيوط
2 كلية التربية بجامعة اسيوط
3 مدرس الصحة النفسية كلية التربية - جامعة أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركزأ.د/ أحمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
(مجلة كلية التربية)
=======
استخـدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية
لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد
إعـــداد
أ.د/ أشرف عبد المنعم محمد د/ محمد عبد العظيم أحمد
أستاذ المناهج وطرق التدريس مدرس الصحة النفسية
كلية التربية - جامعة أسيوط كلية التربية - جامعة أسيوط
a.monem@aun.edu.eg mohamed.sayed10@edu.aun.edu.eg
أ/ حسين محمد طوسون محمد
باحث ماجستير في التربية الخاصة
(تخصص توحد) كلية التربية- جامعة اسيوط
}المجلد الأربعون– العدد الحادى عشر- جزء أول – نوفمبر 2024م {
عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى التاسع (دور التعليم العربى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة)
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص البحث
هدف البحث إلى تحسين بعض المهارات الحياتية لدى مجموعة من الأطفال ذوي اضطراب التوحد بواسطة البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر، حيث اعتمد البحث على المنهج التجريبي القائم على المجموعة الواحدة ذو القياس القبلي البعدي، وطبق البحث على مجموعة من الأطفال ذوي اضطراب التوحد، وعددهم (٥) أطفال منهم (٣) من الذكور و (٢) من الأناث، والذين تم اختيارهم من منتجع بلوتري للتربية الخاصة التابع لمؤسسة حضارة بمحافظة أسيوط ، وحيث تراوحت أعمارهم من (٦ :٨) سنوات، بمتوسط عمري (٧.٨) سنه وانحراف معياري (١.٤)، واستخدم البحث مجموعة من الأدوات هي: مقياس جيليام التقديري الإصدار الثالث (تعريب عادل عبد الله محمد-وعبير أبو المجد، ٢٠٢٠)، وبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية ، والبرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر، وقد أسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي على بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية في اتجاه القياس البعدي، ولا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين البعدي والتتبعي على بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
الكلمات المفتاحية: نهج جاسبر - المهارات الحياتية – الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
Using the Jasper approach to improve some life skills in children with autism spectrum disorder
Prof. Dr. Ashraf Abdel Moneim Mohamed
Professor of Curricula and Teaching Methods
Faculty of Education - Assiut University
a.monem@aun.edu.eg
Dr. Mohamed Abdel-Azim Ahmed
Lecturer of Mental Health
Faculty of Education - Assiut University
mohamed.sayed10@edu.aun.edu.eg
Mr. Hussein Mohamed Toson Mohamed
Master's Researcher in Special Education
)Autism Specialization) Faculty of Education - Assiut University
Research Abstract
The research aimed to improve some life skills among a sample of children qwith autism through a training program using the Jasper approach, The research relied on a one-group experimental design with pre-test and post-test measurements, The research was applied to a sample of children with autism, consisting of (5) children, including (3) males and (2) females, who were selected from the Belotri Special Education Resort affiliated with the Hadara Foundation in Asyut Governorate, Their ages it ranged from (6 to 8) years, with a mean age of (7.8) years and a standard deviation of (1.4), The research used a set of tools: the Gilliam Autism Rating Scale, Third Edition (translated by Adel Abdullah Mohammed and Abeer Abu El-Majd, 2020), a observation checklist for some life skills , and a training program using the Jasper approach, The results indicated statistically significant differences between the mean ranks of the scores of children with autism in the experimental research group in the pre-test and post-test measurements of the observation checklist for some life skills in favor of the post-test measurement. However, there were no statistically significant differences between the mean ranks of the scores of children with autism in the experimental research group in the post-test and follow-up measurements of the observation checklist for some life skills.
Keywords: Jasper Approach- Life Skills - Children with Autism Spectrum Disorder.
مقدمة البحث:
اضطراب التوحد من أعقد الاضطرابات النمائية التي تصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وهذا الاضطراب له تأثير سلبي شامل على جميع المهارات الحياتية، مثل المهارات الاجتماعية والتواصلية والمعرفية والمهارات الأساسية وغيرها من المهارات الآخرى، فالطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وليس لديه القدرة على إقامة علاقات الصداقة مع الآخرين والمحافظة عليها والاستمرار فيها، ولا يستطيع أن يفهم مشاعر الآخرين أو يتعامل معها بصورة صحيحة، كما يتسم بضعف في التعبير اللغوي والتأخر في الكلام، بالإضافة إلى انخراط الأطفال ذوي اضطراب التوحد في السلوكيات النمطية التكرارية المقيدة، والتي تبدو في التعلق والأنشغال الزائد بالأشياء، والسلوكيات النمطية الحركية والانفعالية واللفظية والسلوكيات النمطية التكرارية الناقصة والزائدة في الاستجابة للمثيرات السمعية والبصرية وغيرها.
حيث يشير Shirley,John (2024,2) أن الأطفال المصابين باضطراب التوحد يعانون من خلل في النمو العصبي، والاختلافات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، عادة ما يعاني ذوي اضطراب التوحد من قصور في القدرة على المعاملة الاجتماعية بالمثل والنفور من التغيير في البيئات غير المألوفة، والقلق الاجتماعي، وغالبا ما يكون ذلك مصحوبا باضطراب في الكلام، على سبيل المثال تأخر اللغة والصدى وقلة الكلام، وقدرة محدودة على أنشطة الحياة اليومية مثل التعلم والمهارات الحركية والذاكرة، بالإضافة إلى السمات السلوكية مثل الاهتمامات الشديدة والمقيدة والسلوكيات المتكررة، والاستثارة وفرط الحساسية الحسية أو نقص الحساسية الحسية . ويذكر فهد سلامة عواد وآخرين (٢٠٢٣، ص ٣) إلى أنه غالبا ما يواجه الأفراد ذوي اضطراب التوحد تحديات كبيرة في تعلم وتطبيق المهارات الحياتية الأساسية المختلفة اللازمة للعمل اليومي والاستقلالية، ومن هذه المهارات هي التفاعلات الاجتماعية، والتواصل، ونتيجة لذلك يعاني العديد من ذوي اضطراب التوحد من أجل الحفاظ على مهاراتهم الحياتية، ويواجهون صعوبة في تكوين علاقات مع الأخرين، وزيادة الاعتماد على الآخرين في المهام الأساسية، حيث يمكن أن يؤدي تحديد التدخلات الفعالة لتعليم المهارات الحياتية لذوي اضطراب التوحد إلى تحسين نوعية حياتهم وتحسين ثقتهم بأنفسهم.
والأطفال ذوي اضطراب التوحد يواجهون صعوبات في التعرف على المشاعر من خلال تعبيرات الوجه، وعدم القدرة على استشعار أفكار الآخرين، مثل مشاعر الفرح والحزن والخوف، والغضب والمفاجأة والاشمئزاز، بالإضافة إلى ضعف القدرة على استنتاج الحالة العاطفية لشخص آخر من خلال تحليل تعبيرات وجهة، وعدم القدرة على التبادل العاطفي، حيث تكون ردودهم العاطفية شاذة، وذلك يعيق تفاعلاتهم الاجتماعية وتطور السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، وذلك ناتج عن القصور الذي يوجد في الوظائف التنفيذية والقدرات المعرفية، والتي تتمثل في تخطيط السلوكيات المعقدة، والعجز في الذاكرة العاملة، والانتباه والطلاقة Perosona,Martinez (2024,2).
كما يعاني الأطفال المصابين باضطراب التوحد من انخفاض مستمر في التفاعلات الاجتماعية عبر سياقات متعددة، مما يؤثر على قدراتهم على الانخراط في تفاعلات اجتماعية حميمة، حيث أن هؤلاء الأطفال لديهم جودة صداقة أقل من الآخرين، وأن علاقة الصداقة لديهم تتسم بدرجة أقل من الترابط العاطفي، بالإضافة إلى قصور الرغبة في الحصول على صداقة، وقلة عدد الأصدقاء، وعدم القدرة على تكرار الاجتماعات مع الآخرين، وأن ضعف القدرات المعرفية لدى ذوي اضطراب التوحد يؤدي إلى عدم القدرة على الحصول على صداقات ذات جودة أفضل Saban-Bezalel (2024,1).
واستنادا إلى مما سبق فإن الأطفال ذوي اضطراب التوحد في حاجه ماسه إلى برامج تدخل مبكرة ومتنوعة، ونهج جاسبر الذي يشتمل على الانتباه المشترك واللعب الرمزي والمشاركة والتنظيم، أحد برامج التدخل المبكر، الذي يستهدف التحديات الأساسية المبكرة للأطفال ذوي اضطراب التوحد، حيث تم تطبيقه من قبل المعلمين باعتباره تدخلا سلوكيا تنمويا طبيعيا، يستخدم تقنيات سلوكية، ضمن إطار تنموي لاستهداف المشاركة المشتركة والتواصل الاجتماعي، حيث يكمن نهج جاسبر في فكرة أن المشاركة المشتركة توفر السياق لتطوير التواصل الاجتماعي، كما أن مهارات الاهتمام المشترك المبكرة تعتبر حاسمة لتطوير اللغة التعبيرية، وحيث تم تطوير نهج جاسبر في الأصل كتدخل قائم على العيادة والمنزل والبيئات المدرسية Panganiban,Shire,Williams (2022,76).
بناء على مما سبق يستنتج الباحث أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من قصور في القدرة على القيام بالمهارات الحياتية، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من عجز في القدرة على تكوين الصداقات، وصعوبة فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها والتعبير عن مشاعرهم، لذلك يرى الباحث أن هؤلاء الأطفال في حاجة ماسة للتدخل المبكر، ومن هنا جاءت فكرة الدراسة الحالية باستخدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
مشكلة البحث:-
اتضحت مشكلة البحث من خلال تطوع الباحث للعمل في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بإحدى مراكز التربية الخاصة بمحافظة أسيوط، والتحاقه بعدد من التدريبات مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد الملحقين بالمؤسسة، بالإضافة إلى اطلاع الباحث على الأدبيات والدراسات السابقة العربية والأجنبية ذات الصلة التي تناولت اضطراب التوحد بصفة عامة، والمهارات الحياتية لدى هؤلاء الأطفال بصفة خاصة.
حيث لاحظ الباحث أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من قصور في القدرة على المهارات الحياتية مثل مهارات تكوين الصداقات، ومهارات التعامل مع المشاعر، وأن هؤلاء الأطفال لا يستطيعون فهم مشاعر الآخرين، وعدم القدرة على التعامل مع مشاعر الآخرين ومشاركتهم في الأفراح والأحزان، بالإضافة إلى إنهم يعانون من قصور في القدرة على تكوين الصداقات، وعدم القدرة على مساعدة الأصدقاء، وضعف القدرة على المحادثة معهم، وعدم القدرة على الاستمرار والمحافظة عليها.
والأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من قصور في المهارات الحياتية المختلفة، مما لذلك الأثر الأكبر على الشعور بعدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية، ومن ثم عدم الاستقلالية، كما ينعكس ذلك على أولياء الأمور وشعورهم بالمعاناة في التواصل مع أبنائهم، والشعور بالإحباط والقلق الدائم (مي محمد ورداني، وآخرين، ٢٠٢٣، ص ٤).
ويشير Lott-Sandkamp,Spengler (2023,350) أن المصابين باضطراب التوحد يواجهون صعوبات في التعرف على المشاعر مثل السعادة والحزن والغضب وغيرها، وأن الصعوبة في فهم ومعرفة هذه الانفعالات لا تقتصر على القصور في تعبيرات الوجه فقط، بل تمتد إلى تعبيرات الجسم العاطفية، حيث أن ذوي اضطراب التوحد يعانون من عجز في القدرة على التعبيرات غير اللفظية، وهي ضرورية لتنظيم التواصل والتفاعل الاجتماعي، كما أن هؤلاء الأطفال يعانون من خلل في القدرة على استنتاج الحالة العاطفية للآخرين من خلال تعبيراتهم غير اللفظية والرد عليها بشكل مناسب.
ويذكر Park,Moulton (2023,80) أن إنشاء الصداقات المتبادلة يشكل تحديا كبيرا للعديد من المصابين باضطراب التوحد، حيث يعد الضعف الاجتماعي سمة مميز لذوي اضطراب التوحد، وتؤثر عليهم في جميع مستويات الأداء المعرفي واللغوي، حيث تظهر صعوبات التفاعل الاجتماعي لدى ذوي اضطراب التوحد مبكرا وتستمر طوال فترة النمو، وقد تظهر هذه الصعوبات على شكل مشاركة أقل مع الأقران، وصعوبة في تطوير الصداقات، وصعوبة في الحفاظ على الصداقات مع الآخرين، وعدد أقل من الأصدقاء، وانخفاض جودة الصداقة، ورفض الأقران والعزلة، وصعوبة الحفاظ على المحادثات المشتركة، والبقاء على هامش الأنشطة.
وحيث يشير Wadding,Reynolds (2021,2371) أن نهج جاسبر أحد أساليب التدخل المبكرة والواعدة للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، حيث يوصف بأنه أحد التدخلات السلوكية التنموية الطبيعية حيث يتم تقديمه في بيئات الأطفال اليومية أو أثناء اللعب أو الروتين اليومي، وغالبا ما يتم ذلك من خلال أفراد يتفاعلون بشكل متكرر مع الطفل مثل الأباء والمعلمين، وهو يعتمد على مبادئ سلوكية وتنموية، وغالبا ما يكون بقيادة الطفل، وتنطوي على سيطرة مشتركة بين الطفل والولد والمعلم، وهو نهج فعال في التقليد والاهتمام واللعب، والتواصل الاجتماعي واللغة والإدراك ومهارات اللعب، والتقليل من خصائص التوحد.
ومن خلال مما سبق إضافة إلى احساس الباحث تتمثل مشكلة البحث الحالي في معاناة الأطفال ذوي اضطراب التوحد من قصور في القدرة على القيام بالمهارات الحياتية، ولذلك هناك حاجة ملحة وضرورية لإعداد وتنفيذ برنامج تدريبي باستخدام نهج جاسبر لتحسين بعض المهارات الحياتية.
وبذلك يتم بلورة مشكلة البحث في الأسئلة التالية:
- ما أثر استخدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد؟
- ما مدى استمرارية تأثير استخدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد؟
أهداف البحث:-
ويحاول الباحث تحقيق الأهداف التالية:
التعرف على أثر نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
التعرف على استمرارية تأثير نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال اضطراب التوحد.
أهمية البحث:
تتضح أهمية البحث الحالي على المستويين النظري والتطبيقي ويمكن تحديد هذه الأهمية فيما يلي:-
الأهمية النظرية:
يساعد على توجيه نظر القائمين على رعاية الأطفال ذوي اضطراب التوحد إلى أحد المداخل العلاجية وهو نهج جاسبر، وتقديم إطار نظري متكامل عن أنشطة وفنيات نهج جاسبر واضطراب التوحد عامة والمهارات الحياتية خاصة، بالإضافة إلى الاستفادة من نتائج البحث في إعداد البرامج العلاجية التي تهدف إلى تحسين المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، فضلاً عن إعداد برنامج تدريبي باستخدام نهج جاسبر لتحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، واهتمام البحث بالطفل التوحدي في مرحلة من أهم مراحل حياته ألا وهي مرحلة الطفول المبكرة.
الأهمية التطبيقية:
يساعد على تقديم أنشطة يمكن من خلالها مساعدة الأطفال ذوى اضطراب التوحد في تحسين المهارات الحياتية، ويفيد الأخصائيين من خلال تقديم دليل لهم يمكن الاسترشاد به في تحسين المهارات الحياتية، بالإضافة إلى إعداد برنامج تدريبي قد يستفيد منه الأخصائيين والاهل في ميدان التدريب من حيث الأساليب والفنيات والأنشطة، فضلاً عن تقديم مجموعة من التوصيات والمقترحات المترتبة على النتائج والتي قد تخدم الاخصائيين والباحثين وكل المهتمين بمجال التوحد باستخدام واستغلال كافة البرامج والاتجاهات الفعالة من اجل الوصول بنمو أطفال اضطراب التوحد إلى اقصى حد ممكن.
مصطلحات البحث وتعريفاتها الإجرائية :
يتضمن البحث الحالي عدد من المصطلحات وهي على النحو التالي
اضطراب التوحد Autism Disorder :-
هو اضطراب في النمو العصبي، يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتميز بعجز مستمر في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنماط مقيدة ومتكررة من السلوك والاهتمامات والأنشطة، التي تسبب ضعفا سريريا ملحوظا في المجالات الاجتماعية والمهنية وغيرها من المجالات المهمة، فضلاً عن معاناة الأطفال ذوي اضطراب التوحد من مجموعة متنوعة من المشكلات العاطفية والسلوكية التي تشمل السلوكيات الخارجية والداخلية مثل القلق والاكتئاب وكسر القواعد، والعدوان وإيذاء النفس، وعدم الانتباه، والاندفاع، والتفكير غير الطبيعي، علاوة على ذلك تتغير هذه الأعراض مع نمو الطفل وتختلف في شدتها Chua,S.Y.,(2023,2).
ويعرف الباحث اضطراب التوحد إجرائيا: بأنه خلل نمائي عصبي معقد، يظهر في قصور حاد في المجالات النمائية والتي تتمثل في العجز في التفاعل الاجتماعي والتواصل الاجتماعي، وظهور السلوكيات النمطية التكرارية المقيدة، وتظهر هذه الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة، وتؤدي إلى قصور في القدرة على القيام بجميع المهارات الحياتية مثل مهارات التعامل مع مشاعر الآخرين، والقدرة على تكوين الصداقات مع الآخرين، وغيرها من المهارات الآخرى.
المهارات الحياتية Living Skills :-
هي مجموعة من السلوكيات والمهارات التي يؤديها الأطفال ذوي اضطراب التوحد من أجل اكتسابها، والتي تؤهله إلى التعامل مع صعوبات البيئة المحيطة في كل المواقف الحياتية التي يمر بها بنجاح، لتحقيق الرضا النفسي والعيش بطريقة أكثر استقلالية، ومنها المهارات الاجتماعية والانفعالية وغيرها من المهارات الآخرى ، نجلاء إبراهيم محمد (٢٠٢٤، ص ١٦٥).
ويعرف الباحث المهارات الحياتية إجرائيا: هي مهارات تساعد الطفل على الاعتماد على ذاته، والاستقلالية في الحياة، والقدرة على القيام بجميع الأمور الحياتية بإتقان، ومن هذه المهارات الحياتية، مهارات التعامل مع مشاعر الآخرين، ومهارات تكوين الصداقات مع الآخرين وغيرها من المهارات الآخرى، وذلك بناء على الدرجة التي يحصل عليها الأطفال ذوي اضطراب التوحد من خلال استخدام بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
نهج جاسبر Approach JASPER:-
هو نهج تدخل مبكر يعتمد على مجموعة من المبادئ التنموية والطبيعية والسلوكية، وهو مصمم لمعالجة التحديات الأساسية في التواصل الاجتماعي واللعب والمشاركة للأطفال ذوي اضطراب التوحد في مرحلة ما قبل المدرسة، ويشتمل على مجموعة من المجالات الرئيسية هي الانتباه المشترك، واللعب الرمزي، والمشاركة، والتنظيمPanganiban,Kasari 2022,1568)).
ويعرف الباحث نهج جاسبر إجرائيا: بأنه تدخل مبكر يعتمد على مجموعة من السلوكيات التنموية، ويشتمل على أربعة مجالات رئيسية هما الانتباه المشترك، واللعب الرمزي، والمشاركة، والتنظيم، وهو يعمل على خفض الصعوبات التي تقف حائلا بين الطفل وبين القيام بالمهارات الحياتية التي يحتاجها الطفل ذوي اضطراب التوحد في حياته اليومية، بالإضافة إلى إنه يعتبر أحد البرامج السلوكية التي يتم تنفيذها في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يمكن تطبيقه في البيئة المنزلية، وفي الروتين اليومي للطفل، وفي غرفة الصف، بالإضافة إلى أنه يسمح القيام بتطبيقه من قبل المعلمين والاخصائيين وأولياء الأمور.
حدود البحث :
يتحدد البحث الحالي بالحدود التالية
حدود موضوعية:-
تناول البحث موضوع استخدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
حدود مكانية:-
اقتصر تطبيق هذا البحث على مجموعة من الأطفال ذوي اضطراب التوحد الملتحقين بمنتجع بلوتري للتربية الخاصة التابع لمؤسسة حضارة بمحافظة أسيوط وذلك لمطابقتهم للبحث الحالي.
حدود بشرية:-
تم تطبيق هذا البحث على مجموعة من الأطفال ذوى اضطراب التوحد الذين يعانون من قصور في القدرة على القيام بالمهارات الحياتية والذي تراوحت أعمارهم من (٦: ٨) سنوات بمتوسط عمري (٧.٨) سنه، وانحراف معياري (١.٤).
حدود زمنية :-
تم تطبيق هذا البحث خلال عام ( ٢٠٢٣ م : ٢٠٢٤ م ).
فروض البحث:
توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠.٠٥) بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي على الدرجة الكلية لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية في اتجاه القياس البعدي.
لا توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠.٠٥) بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين البعدي والتتبعي على بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
الإطار النظري والدراسات ذات الصلة:
الإطار النظري:
يتمثل في عدة محاور وهي على النحو التالي:
المحور الأول / اضطراب التوحد:
مفهوم اضطراب التوحد:
حيث يعرف اضطراب التوحد بأنه اضطراب عصبي يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل مع نطاق محدود من الأنشطة والسلوكيات المتكررة، فضلا عن وجود اضطراب البيكا، وعادات إيذاء النفس ويظهر ذلك في مرحلة الطفولة المبكرة Gaur,&Dava( 2023,1).
خصائص اضطراب التوحد:
يؤثر اضطراب التوحد على جميع الجوانب النمائية للأطفال المصابين ويتمثل هذا القصور في المظاهر الاجتماعية، واللغوية والسلوكية والحسية، والانفعالية، والحركية والجسمية وتتجلى هذه المظاهر في مجموعة من الخصائص وهي على النحو التالي:
الخصائص الاجتماعية:
تشير دراسة You,Gong,Guo&Ma (2024,9) أن ذوي اضطراب التوحد يعانون من صعوبات في الاهتمام بأقرانهم، ويفتقرون إلى مهارات التنشئة الاجتماعية المناسبة، فهم اقل نشاطا في المواقف الاجتماعية مع أقرانهم، حيث يعد القلق الاجتماعي أحد السمات الأساسية لاضطراب التوحد، حيث يميل الأطفال التوحديين إلى أن تكون لديهم شبكات أصدقاء أقل، حيث يرون أن صداقاتهم مع الآخرين تفتقر إلى الرفقة والأمن، لذلك فهم يتلقون القليل من المساعدة من أصدقائهم، حيث يزداد الضعف الاجتماعي لديهم مع تقدم العمر، ويصبح أكثر وضوحا في مرحلة المراهقة عندما يكون هناك الحاجة إلى مزيد من المهارات الاجتماعية.
الخصائص اللغوية :
تشير دراسة Miranda,Berenguer,&Rosello (2023,103:105) أن المصابين باضطراب التوحد يعانون من قصور في بناء الجملة، وعجز التواصل غير اللفظي الذي يتمثل في استخدام التعابير الوجهية والايماءات، وعدم القدرة على بدء المحادثة والاستمرار فيها، وعدم التجانس في اللغة، وضعف اللغة البراغماتية، وضعف الاستجابة أثناء التفاعلات التواصلية، وقصور القدرات اللغوية العملية، بالإضافة إلى إنهم يعانون من اضطرابات صوتية، وخلل الصوت، وخلل مفردات الحروف الساكنة، ووجود العيوب النحوية، وصعوبات في اللغة غير الحرفية التي تنطوي عليها السخرية والتعابير والاستعارات، حيث أن المهارات التركيبية اللغوية الدلالية تعتبر وسيلة قوية للتنبؤ بمجموعة متنوعة من سلوكيات ومهارات التنشئة الاجتماعية وبما إنه يوجد ارتباط بين المهارات اللغوية والمهارات التواصلية والاجتماعية، فإن القصور في اللغة يؤدي إلى عجز في الاتصال الذي يؤدي بدوره إلى التأثير السلبي على العلاقات والتفاعلات مع الأقران والسلوكيات التكيفية.
الخصائص السلوكية:
تشير دراسة Genovess &Butler (2023,677:679) إلى أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من مستويات مرتفعة من نوبات الغضب والاحباط بالإضافة إلى السلوكيات الإشكالية الذي تتمثل في العدوان الجسدي تجاه الآخرين، وإيذاء النفس، وتدمير الممتلكات، والضرب والقرص والعض، والخدش، وضرب الرأس، وشد الشعر، وسلوكيات التحفيز الذاتي النمطية، الذي تتضمن حركات نمطية وطقوسية، وغالبا ما تكون هذه السلوكيات مستمرة أو عفوية أو متكررة بدون أي سبب محدد، أو قد تميل إلى الحدوث ضمن سياقات محددة، أو استجابة لمحفزات ومواقف معينه أكثر خطورة واستمرارا، فضلاً عن معاناتهم من فرط النشاط والاندفاع وغيرها من المشاكل السلوكية الآخرى.
تصنيف اضطراب التوحد وفقا للشدة ومستويات الخطورة والدعم: تشير دراسة Waizbard,Bartov,Fein (2023,685) إلى إنه توجد عدة مستويات لاضطراب التوحد وفقا لشدة الأعراض وذلك طبقا للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية DSM-V)) وهي على النحو التالي:
المستوى الأول (البسيط):
يحتاج إلى دعم، حيث يظهر صعوبات في التفاعلات الاجتماعية، استجابته غير ناجحة لبدء التفاعلات الاجتماعية، مقاومة التغيير، عدم القدرة على تكوين الصداقات، قصور في المهارات الاستقلالية، حيث بدون الدعم المناسب يؤدي القصور في التواصل الاجتماعي إلى إعاقات ملحوظة.
المستوى الثاني (المتوسط):
يحتاج هذا المستوى من اضطراب التوحد إلى مستوى دعم كبير، محدودية التفاعل الاجتماعي، عجز واضح في التواصل اللفظي وغير اللفظي، انعدام المرونة في السلوك، السلوكيات النمطية، مقاومة التغيير، يعانون من وجود إعاقات اجتماعية حتى في ظل وجود الدعم.
المستوى الثالث(الشديد):
يحتاج إلى دعم كبير جدا، يعانون من قصور التفاعل الاجتماعي، وعجز شديد وواضح في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وانعدام المرونة في السلوك، وظهور السلوكيات النمطية التكرارية، ومقاومة التغيير.
المحور الثاني / المهارات الحياتية:-
مفهوم المهارات الحياتية:
يعرف يحيى عبد الله طيف الشغبي، (٢٠٢٣، ص ١٩٦) المهارات الحياتية بأنها مجموعة من المهارات التي تساعد الأطفال من ذوي اضطراب التوحد على تحقيق أكبر قدر من التوافق الشخصي، والتكيف مع متطلبات البيئة الاجتماعية، وتحقيق اكبر درجة من التواصل الفعال مع الآخرين، والتصرف الصحيح في المواقف المختلفة، لتجنب المخاطر المحتمل حدوثها.
تصنيف المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد:
يصنف رضا توفيق عبد الفتاح أحمد (٢٠١٥، ص ٤٢٠) المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد إلى :
التعاون والصداقة وتتمثل في: إقامة علاقات صداقات مع الآخرين، والتعاون معهم في الأنشطة والمواقف الحياتية.
التواصل مع الآخرين وتتمثل في: القدرة على اقامة محادثات مع الآخرين والتواصل معهم.
التعامل مع المشاعر وتتمثل في: مشاركة الآخرين في الأحزان والأفراح، والتعبير عن مشاعرة تجاه الغير.
الاستجابات البصرية وتتمثل في: التفاعل بصريا مع المثيرات في الواقع.
الاستجابات العاطفية وتتمثل في: التعاطف مع الآخرين تجاه المواقف التي تصدر منهم.
الاستجابات السمعية وتتمثل في: التفاعل سمعيا للمواقف التي يتعرض لها الطفل.
مستوى النشاط وتتمثل في: القدرة على أداء المهام والأنشطة.
أهمية المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد:
حيث يرى نايف سرحان نائف السبعي (٢٠٢٣، ص ٢١٣: ٢١٤) أن أهمية المهارات الحياتية لدى ذوي اضطراب التوحد تتمثل في إنها تساعد ذوي اضطراب التوحد على الاستقلال، وعلى الاندماج في المجتمع. كما تساعدهم على العيش بشكل مستقل، وتعزيز فرص التعلم الذاتي، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى دعم احتياجات الافراد في بيئات العمل والمدرسة والمجتمع المحلي.
المهارات الحياتية المستهدفة في البحث:
يستهدف البحث بعض المهارات الحياتية وهي على النحو التالي:
مهارات تكوين الصداقات:
مفهوم مهارات تكوين الصداقات:
حيث يعرف Lu,minghui,pang,f.,wang (2023,2) أن مهارات تكوين الصداقات هي علاقة مودة متبادلة بين شخصين أو أكثر، تتصف بالتعاطف المتبادل، والمشاعر الصادقة المشروطة بوجود الصدق والثقة، وحيث تؤدي الصداقات والعلاقات الاجتماعية السليمة دورا هاما في عمليات التكيف المجتمعي والمدرسي.
الأثار النفسية والاجتماعية للصداقة على الأطفال:
يوضح عبد الفتاح محمد العيسوي (٢٠١٨، ص ٧٧) الأثار الاجتماعية والنفسية للصداقة على الأطفال وهي على النحو التالي: تساعد على القضاء على مشاعر الوحدة ودعم المشاعر الإيجابية، وعلاج الانطواء والانسحاب من معترك الحياة الاجتماعية. بالإضافة إلى إنها تساعد على الأفصاح عن المشاعر مما يخفض التوتر وبعض الاضطرابات، فضلاً عن تكوين علاقات تتسم بالثقة المتبادلة، وتنمي لدى الأطفال القدرة على التخاطب الناجح والتفاعل والتعبير عن الرغبات بصورة يفهمها أقرانهم وبالتالي الانخراط في المجتمع.
مهارات التعامل مع المشاعر:
مفهوم مهارات التعامل مع المشاعر:
حيث يعرف Alshirawi, &Hajji (2023,64) التعامل مع المشاعر بأنه القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين، والتمييز بين هذه المشاعر، والتعامل معها من خلال تعبيرات الوجه وإيماءتهم وأفعالهم، مما يسهم في تنمية التفاعل الاجتماعي، والتواصل الاجتماعي والتنظيم العاطفي.
مظاهر المشاعر والانفعالات:
تشير هدى يوسف عيدان حجي (٢٠٢٢، ص ٨١: ٨٤) إلى أنواع ومظاهر المشاعر والانفعالات البشرية وهي على النحو التالي:
انفعال الفرح:
وهو قدرة الطفل على إظهار ردود أفعال دالة على النجاح أو المشاركة، وتتمثل في عدة تعبيرات، مثل الابتسامة، مع شفاه بارزه ومتباعدة، التصفيق عندما يكون سعيدا، الابتسام عند رؤية شخص يعرفه، معانقة الشخص الذي يهديه لعبة.
انفعال الحزن:
هو قدرة الطفل على إظهار ردود أفعال دالة على خسارة شئ ما أو عدم القدرة على الحصول عليه، وتتمثل في عدة تعبيرات مثل، نقوص الحاجبين وخفض الفم نحو الأسفل، إظهار علامات الحزن عند تعرضه لموقف محزن، البكاء عند فقدان لعبة مفضلة.
انفعال الخوف:
هو قدرة الطفل على إظهار ردود أفعال دالة على الخوف عند رؤيته أو تعرضه لخطر ما أو تهديد ما، وتتمثل في عدة تعبيرات مثل التحديق الثابت، وارتجاف الشفاه، والذي يأخذ شكلا متعرجا، مظاهر الانعزال من شخص عند الاساءة إليه، التوقف عن عمل الأشياء عند إظهار الغضب عليه، اغماض العينين عند رؤية شئ مخيف.
انفعال الغضب:
هو قدرة الطفل على إظهار ردود أفعال دالة على الغضب عند تعرضه لموقف يغضبه، او عدم الرضا او الشعور بالانزعاج، ويظهر ذلك في عدة تعبيرات مثل، كتقطيب الحاجبين، وشد الفك، صر الأسنان، ضرب القدمين في الأرض، الصراخ، رمي الأشياء، ضرب نفسة.
المحور الثالث / نهج جاسبر Jasper)):-
مفهوم نهج جاسبر:
تشير دراسة Waddington,Reynolds (2021,2371) أن نهج جاسبر هو تدخل سلوكي تنموي طبيعي، يقدم في بيئات الأطفال اليومية أو أثناء اللعب أو في الروتين اليومي، ويتم من قبل أفراد يتفاعلون مع الطفل مثل الأباء والمعلمين، ويشتمل على مجالات مهمة للتدخل مثل، الانتباه المشترك واللعب الرمزي والمشاركة والتنظيم.
المكونات الأساسية لنهج جاسبر Jasper)):-
نهج جاسبر يستخدم مجموعة من المكونات الأساسية، وذلك لتحسين قدرات ومهارات ذوي اضطراب التوحد، وهذه المكونات هي، الانتباه المشترك، واللعب الرمزي، والمشاركة، والتنظيم، وسوف نتناول هذه المجالات بشيئا من التفصيل وهي على النحو التالي:-
المجال الأول / الانتباه المشترك Joint Attention :-
مفهوم الانتباه المشترك:
حيث يشير Hansen, Mowabray (2023,72) إلى أن الانتباه المشترك هو التركيز المشترك بين شخصين على شئ ما أو حدث ما، مثال أن يشير أحد الوالدين إلى طائر خارج النافذة، ويقول أنظر هناك طائر قد يتبع طفلهم وجهة نظر الوالدين وينظر إلى الطائر ثم يعود وينظر إلى الوالد، ويتم اكتساب الأطفال الانتباه المشترك قبل العام الثاني من الميلاد.
مجالات الانتباه المشترك:
تشير دراسة Stall Worthy,Berry, Davis (2023,3) إلى وجود مجالين رئيسيين للانتباه المشترك وهما على النحو التالي:
المبادرة بالانتباه المشترك:
يشير إلى استخدام الاتصال البصري، وتحويل النظرة والإيماءات لتوجيه انتباه الشريك الاجتماعي إلى موضع الاهتمام.
الاستجابة للانتباه المشترك:
هي الاستجابة من خلال متابعة النظرة أو الإشارة أو العرض لتعزيز التفاعل الاجتماعي مع الآخرين على وجه الخصوص.
المجال الثاني / اللعب الرمزي Symbolic Play)):-
مفهوم اللعب الرمزي:
ويشير Bentenuto,Perxolli,de,Falco (2023,243) إلى أن اللعب الرمزي هو استخدام الأطفال الأشياء أو الأفعال أو الأفكار، لتمثيل أشياء أو أفعال أو أفكار أخرى باستخدام مخيلتهم لتعيين أدوار للأشياء غير الحية أو الأشخاص.
أنواع اللعب الرمزي:
تشير دراسة Lee,Lee purk (2020,468) إلى وجود عدة أنواع من اللعب الرمزي وهي على النحو التالي:
استبدال الأشياء: يشمل استخدام كائن لشيء أخر.
إسناد الخصائص الغائبة: يشمل التظاهر بأن كائنا له خاصية غائبه
الأشياء الخيالية: تشمل أداء أنشطة اللعب دون أي كائنات.
المجال الثالث / المشاركة:-
مفهوم المشاركة:
تعرف دراسة Avila-Alvarez,Alonso-Bidegain,(2020,1221) المشاركة بأنها هي مشاركة في مجموعة فرعية من الأنشطة التي تنطوي على مواقف اجتماعية مع الآخرين، ويتطلب أداء هذه الأنشطة الاجتماعية الاستخدام المشترك لمجموعة من المهارات التي لها غرض وظيفي ضمني.
أهمية المشاركة لذوي اضطراب التوحد:
يشير Chen,Martin (2023,740) أن للمشاركة أهمية كبيرة لذوي اضطراب التوحد، حيث تعتبر بمثابة دعم اجتماعي مهم لهم، وتعزز لهم الفرصة الاجتماعية الطبيعية، والتواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل، والشعور بالانتماء، وتوفر تركيزا طبيعيا للتفاعل بين الأقران وتساعدهم على الرفاهية.
المجال الرابع / التنظيم الذاتي:
مفهوم التنظيم الذاتي:
وتشير دراسة D,Cruz,A.,F,Downing (2024,61) إلى أن التنظيم الذاتي هو قدرة الفرد على إدارة عواطفه ومعارفه وسلوكه، والاستجابة لمتطلبات الموقف، أي يشير إلى الدوافع المعرفية والعاطفية والسلوكية للفرد.
مجالات التنظيم الذاتي:
حيث تشير دراسة D,Cruz,Dowing (2024,61) أن للتنظيم الذاتي ثلاث مجالات رئيسية مترابطة هي كالأتي:
المجال المعرفي: يشمل التفكير والتخطيط وحل المشكلات، والتفكير الموجه نحو الأهداف.
المجال السلوكي: هو أساس لتجارب التعلم المفيدة والتفاعل الاجتماعي، والاستعداد للمدرسة.
المجال العاطفي: هو مفتاح للعمليات المعرفية العليا وتنظيم السلوك، ويتضمن القدرة على إدارة عواطف الفرد بنجاح في المواقف الصعبة طوال فترة الحياة وتعزيز الكفاءة الاجتماعية، والتحصيل الاكاديمي العالي، وهو ضروري لتطوير المجال السلوكي والعاطفي.
الدراسات السابقة ذات الصلة:
بعض الدراسات السابقة ذات الصلة التي تناولت استخدام نهج جاسبر مع الأطفال ذوى اضطراب التوحد:
هدفت دراسة موزة سيف الدرمكي (٢٠٢٣) إلى استخدام مكونات برنامج جاسبر، الاهتمام المشترك واللعب الرمزي والمشاركة والتنظيم، لتنمية مهارات الأطفال المصابين بالتوحد وخفض مستوى الاضطراب، تكونت مجموعة البحث من (٧) أطفال (٣ ذكور و٤ إناث) بالإضافة إلى أمهاتهم، وقد تم تسجيل الأطفال في أحد مراكز الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراوحت الأعمار الزمنية للعينة ما بين (٦: ٨) سنوات، واستخدمت الدراسة مجموعة من الأدوات لتحقيق أهدافها منها، مقياس مهام جاسبر للتدخل المبكر، مقياس اضطراب التوحد، والبرنامج التدريبي ، وأكدت نتائج البحث فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياس جاسبر الأبعاد والدرجة الكلية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات الدرجات قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبي لأطفال المجموعة التجريبية، لأبعاد والدرجة الكلية لمقياس تشخيص اضطراب التوحد في اتجاه الاختبار البعدي، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين جميع الاختبارات البعدية واختبارات المتابعة، بعد شهر من تطبيق البرنامج.
هدفت دراسة إيمان علي محمود خضر (٢٠٢٣) إلى التعرف على فعالية برنامج تدريبي مستند إلى نموذج جاسبر في تحسين المجالات الأساسية للتواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تكونت مجموعة الدراسة من (٥) أطفال من مركز ماي كير لرعاية الأطفال ذوي اضطراب التوحد بمحافظة الاسكندرية، وقد تم اختيارهم بطريقة قصدية، وكانت مجموعة الدراسة مجموعة واحدة، واستخدمت المنهج شبه التجريبي، واستخدمت الدراسة مجموعة من الأدوات لتحقيق أهدافها، وتم استخدام مقياس الطفل التوحدي إعداد (عادل عبد اللة)، ومقياس ستانفورد بينيه ترجمة وتقنين (صفوت فراج)، ومقياس المجالات الأساسية للتواصل الاجتماعي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، والبرنامج التدريبي المستند إلى نموذج جاسبر ، وكشفت النتائج أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بالمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمقياس المجالات الأساسية للتواصل الاجتماعي لصالح القياس البعدي، كما أظهر البحث أنه لا توجد فروق دالة إحصائية بين متوسطي درجات حالات أطفال المجموعة التجريبية على مقياس المجالات الأساسية للتواصل الاجتماعي في القياسين البعدي والتتبعي.
هدفت دراسة Panganiban,Shire (2022) إلى تقصي فاعلية تدخل جاسبر على تعزيز المشاركة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث كانت مجموعة الدراسة (١٠) من ذوي اضطراب التوحد، وتتراوح أعمارهم بين ( ٣: ٥) سنوات، واستخدمت الدراسة الأدوات الأتية لتحقيق أهدافها، وهي مقياس مولن للتعليم المبكر MSEL-Mullen,1995))، ومقياس تقييم التواصل الاجتماعي غير اللفظي Shire,et al,2018))، ومقياس التواصل الاجتماعي المبكر ESCS,Mundyet,1988))، وتدخل جاسبر، وأسفرت النتائج عن فاعلية تدخل جاسبر في تعزيز المشاركة الاجتماعية والتواصل الاجتماعي كما أدى إلى تحسين اللغة والتفاعل الاجتماعي.
بعض الدراسات ذات الصلة التي تناولت بعض المهارات الحياتية المستهدفة في البحث:
هدفت دراسة Lin,L.Y,H.,&Xu (2023) إلى التعرف على فاعلية نماذج الفيديو والتدخلات المبنية على الصور لتعليم التعرف على المشاعر لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، استخدمت الدراسة تصميم العلاجات المتناوبة المعدلة، وتكونت عينة الدراسة من (٤) أطفال مصابين باضطراب طيف التوحد،(٣) ذكور و(١) فتاة، تراوحت أعمارهم ما بين ( ٤.٥: ٥) سنوات، اعتمدت الدراسة على مجموعة من الأدوات مثل، برنامج تدريب نماذج الفيديو، وبرنامج التدخلات المبنية على الصور، ومقياس التعرف على المشاعر Lee,G.T))، وأسفرت النتائج عن فاعلية التدريب على نماذج الفيديو، والتدريب على التدخلات المبنية على الصور في تعليم التعرف على المشاعر لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى أن ثلاثة مصابين من الأطفال الأربعة أظهروا تحسنا أعلى من الاستجابات الدقيقة وسلوكا أطول أثناء المهمة لنماذج الفيديو مقارنة بالتدخلات المبنية على الصور، وأوصى البحث باختيار أحد التدخلين نماذج الفيديو، والتدريب على التدخلات المبنية على الصور بدلا من الآخر وفقا لاحتياجات المتعلمين والمعلمين وتفضيلاتهم وسياقاتهم.
هدفت دراسة Goh,Roslan (2020) إلى التعرف على فاعلية الأنشطة الاجتماعية وممارسة اللعب في بناء الصداقات لدى المصابين باضطراب طيف التوحد، استخدمت الدراسة التصميم شبه التجريبي للمجموعة الواحدة ذو الاختبار القبلي البعدي، تكونت عينة الدراسة من (٤٠) طفلا مصابا باضطراب طيف التوحد، تتراوح أعمارهم ما بين (٧: ١٢) عاما، واعتمدت الدراسة على الأدوات الأتية، مقياس تقييم المهارات الاجتماعية SSRS))، واستبيان جودة اللعب QPQ))، واستند البحث إلى الأدوات الإحصائية الوصفية والاستنتاجية لتحليل البيانات حيث أشارت النتائج إلى فاعلية الأنشطة الاجتماعية وممارسة اللعب في بناء الصداقات الجيدة وتعزيز المهارات الاجتماعية وجودة اللعب لدى المصابين باضطراب طيف التوحد.
هدفت دراسة محمد مصطفى عبد الرازق أمين (٢٠١٦) إلى التحقق من فاعلية الإرشاد الانتقائي في تنمية بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تكونت عينة الدراسة من (١٠) أطفال مصابين باضطراب التوحد،(٨) ذكور و (٢) من الإناث، بالمركز المصري لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنيا، وتراوحت أعمارهم ما بين (٦: ٩) سنوات، واعتمدت الدراسة على مجموعة من الأدوات مثل، مقياس تشخيص التوحد الطفولي المستوى الأساسي الإصدار الثاني CARS2-ST))( تقنين: نبيل السيد حسن، وليد محمد على، ٢٠١٤)، ومقياس المهارات الحياتية وأبعاده هي،(مهارات التعامل مع المشاعر، والانتماء، ومهارات السلامة والأمن، ومهارات الانتباه والتذكر، والمهارات الحركية الدقيقة مثل القص والرسوم والبراعة اليدوية ، ومهارات حركية كبرى كالمشي والقفز والجري) ، وبرنامج الإرشاد الانتقائي ، وأسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس المهارات الحياتية بأبعاده في اتجاه القياس البعدي، نجد أيضاً نسبة التحسن المئوية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لفاعلية البرنامج، ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس المهارات الحياتية بأبعاده مما يشير إلى فاعلية البرنامج.
هدفت دراسة رضا توفيق (٢٠١٥) إلى التعرف على فاعلية تنويع التدريس في تنمية الاستعداد للقراءة وتحسين المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وتكونت عينة الدراسة من (٥) أطفال مصابين باضطراب التوحد، حيث تتراوح أعمارهم ما بين (٥: ٧) سنوات، واستخدم الباحث التصميم شبه التجريبي، واعتمدت الدراسة على مجموعة من الأدوات مثل، مقياس تقدير التوحد الطفولي CARS))، اختبار مهارات الاستعداد للقراءة، وبطاقة ملاحظة للمهارات الحياتية وأبعادها هي ( مهارات التعاون والصداقة، ومهارات التعامل مع المشاعر، والاستجابات العاطفية، والتعامل مع الآخرين، والتعامل مع المواقف المختلفة، والاستجابات البصرية، والاستجابات السمعية، مستوى النشاط ) لدى الأطفال التوحديين ، وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال عينة البحث في التطبيق القبلي والبعدي لاختبار مهارات الاستعداد للقراءة في اتجاه القياس البعدي، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على بطاقة ملاحظة المهارات الحياتية لدى الأطفال التوحديين اتجاه القياس البعدي.
الإجراءات المنهجية للبحث :
منهج البحث:-
استخدم الباحث المنهج التجريبي القائم على المجموعة الواحدة ذو القياس القبلي البعدي.
المشاركون بالبحث:-
انقسم المشاركون بالبحث إلى: مجموعة البحث الاستطلاعية، ومجموعة البحث الأساسية، ومجموعة البحث العلاجية والذي تم تطبيق عليهم: مقياس جيليام الإصدار الثالث، وبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، وهم على النحو الأتي:
مجموعة البحث الاستطلاعية:-
اختار الباحث مجموعة بحث استطلاعية بهدف التحقق من الخصائص السيكومترية لأدوات الدراسة، وقد اشتملت مجموعة البحث الاستطلاعية على (٢٥) طفلا وطفلة من ذوي اضطراب التوحد، حيث تتراوح أعمارهم من (٦:٨) سنوات، وحيث يوجد الاضطراب لديهم بدرجة متوسطة.
مجموعة البحث الأساسية:-
اختار الباحث مجموعة بحث أساسية والتي قوامها (١٠) من الأطفال ذوي اضطراب التوحد (٦) من الذكور، و(٤) من الأناث، وذلك بمنتجع بلوتري للتربية الخاصة التابع لمؤسسة حضارة بمركز أسيوط- محافظة أسيوط، وقد اختار الباحث مجموعة البحث الأساسية بشكل مقصود ممن تتراوح أعمارهم من (٦: ٨) سنوات.
مجموعة البحث العلاجية:
بعد التحقق من الخصائص السيكومترية لأدوات الدراسة وهي: بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، قام الباحث بتطبيقهم على مجموعة الدراسة العلاجية والتي قوامها (٥) أطفال من أطفال اضطراب التوحد (٣) من الذكور، و(٢) من الأناث، حيث قام الباحث باختيارهم من مجموعة البحث الأساسية وذلك بمنتجع بلوتري للتربية الخاصة التابع لمؤسسة حضارة بمركز أسيوط- محافظة أسيوط، بهدف التحقق من فروض البحث الحالي، وقد اختار الباحث مجموعة البحث بشكل مقصود ممن تتراوح أعمارهم من (٦: ٨) سنوات، بمتوسط عمري (٧.٨) سنه، وانحراف معياري (١.٤).
أدوات البحث:
مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد- الإصدار الثالث، إعداد (James Gilliam,2014)، تعريب ( عادل عبداللة محمد، عبير أبو المجد محمد، ٢٠٢٠).
وصف مقياس جيليام:-
مقياس جيليام هو مقياس مرجعي المعيار، حيث يستخدم كأداة للفرز والتصفية، وذلك لتشخيص اضطراب التوحد وتقدير مستوى شدته بين الأفراد في المدى العمري ( ٣- ٢٢) سنه، وقد تم إعداد هذا المقياس وفقا لمرجعين أساسيين هما: أولا تعريف اضطراب طيف التوحد وفقا لما أوردته الجمعية الأمريكية لاضطراب التوحد Autism Society Of American))، وثانيا الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات العقلية والنفسية DSM-5))، الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، American psychiatric association APA,2013)).
حيث يتألف المقياس من ٥٨ عبارة، يجاب عليها من الأخصائيين والمعلمين وأولياء الأمور، أو أحد الأفراد وثيق العلاقة بالطفل، هذه العبارات موزعة على ستة مقاييس فرعية هي: السلوكيات النمطية التكرارية، ومقياس التفاعل الاجتماعي، ومقياس التواصل الاجتماعي، ومقياس الاستجابات الانفعالية، والاسلوب المعرفي، واللغة غير التكيفية أو الكلام غير الملائم، ويوجد أمام كل عبارة أربعة بدائل هي: نعم، وأحيانا، ونادرا، ولا، تحصل على الدرجات ( ٣، ٢، ١، صفر)، وذلك بالترتيب، وبالتالي تتراوح درجات المقياس بين الصفر- ١٧٤ درجة.
بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية (إعداد: الباحث):
خطوات ومصادر إعداد بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية:-
تم قيام الباحث بمجموعة من الخطوات والرجوع إلى المصادر وذلك لاشتقاق وتصميم فقرات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، حيث وجد الباحث أنه لا بد من إعداد بطاقة ملاحظة لقياس بعض المهارات الحياتية لتتناسب مع طبيعة الأطفال ذوي اضطراب التوحد، وقد تم إعداد بطاقة ملاحظة المهارات الحياتية في عدة خطوات وهي على النحو التالي:
الاطلاع على الأدبيات والدراسات ذات الصلة العربية والأجنبية التي تناولت المهارات الحياتية المستهدفة في البحث لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد وهي على النحو التالي: مثل دراسة ( حسين احمد عبد الفتاح، ٢٠٢٣)، ودراسة ( رضا توفيق عبد الفتاح، ٢٠١٥)، ودراسة (محمد مصطفى عبد الرازق،٢٠١٦)، ودراسة (طلال بن عقاب الحزيمي، ٢٠٢١)، ودراسة (هدى يوسف عيدان،٢٠٢٢)، ودراسة Lin,L.,2023))، دراسة Lee,G.T,2023))، ودراسة Garacia,2022)) وغيرها من الدراسات.
التحاق الباحث بعدد من التدريبات مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد بإحدى مركز التربية الخاصة.
وصف بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية:
أعد الباحث بطاقة ملاحظة لتقدير بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، وقد راعى في إعدادها صياغة العبارات في دقة ووضوح، واستخدام لغة عربية سليمة، وملائمة الأبعاد الفرعية للمجال الرئيسي، وحيث اشتملت على بعدين هما، البعد الأول مهارات التعامل مع المشاعر، وحيث تكون من (١٧) عبارة، والبعد الثاني هو مهارات تكوين الصداقات وحيث تكون من (١٦) عبارة، وبذلك أصبحت بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية تتكون من (٣٣) عبارة، وحيث يوجد أمام كل عبارة أربعة بدائل هي (دائماً أحياناً، نادرا، أبداً)، وتحصل على الدرجات (٣، ٢، ١، ٠)، حيث يتم تطبيقها على الأطفال من قبل الأخصائيين، أو المعلمين، أو أولياء الأمور، حيث لابد من قراءة عبارتها في دقة وامعان، ثم يتم اختيار اجابة واحدة من الأربع اجابات أمام كل عبارة، ثم يتم وضع علامة (✓) أمام الاجابة التي تم اختيارها.
الخصائص السيكومترية لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية:
اعتمد البحث للتحقق من الخصائص السيكومترية لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية على ما يلي:
الصدق Validity :
اعتمد الباحث في حساب صدق المقياس على ما يلي:
الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity:
للتأكد من مدى ملائمة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، عرض الباحث الصورة الأولية لبطاقة الملاحظة، والتي اشتملت على (٣٧) عبارة، على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (٩) متخصصين في على النفس التربوي، والصحة النفسية، والإرشاد النفسي، والقياس والتقويم، والتربية الخاصة والذين كانت لهم دراسات وأبحاث في هذا المجال أو أحد المتغيرات المرتبطة به ، لإبداء الرأي حول مدى مناسبة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، من حيث مناسبة العبارة للمفهوم المراد قياسه، وحذف بعض العبارات غير المرتبطة بمفهوم المهارات الحياتية، أو غير مناسبتها لطبيعة وخصائص مجموعة الدراسة، وتحديد غموض بعض العبارات لتعديلها، وعدد العبارات، والدقة والصياغة اللغوية، ومدى انتماء المجال لبطاقة الملاحظة، ومدى انتماء العبارة للمجال، ومن حيث درجات بطاقة الملاحظة، وبناء على ملاحظات المحكمين أجريت التعديلات المقترحة حيث أصبح عدد عبارات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية (٣٣) عبارة بعد ما كانت (٣٧) عبارة، موزعة على بعدين هما مهارات التعامل مع المشاعر وتحتوي على (١٧) عبارة، ومهارات تكوين الصداقات وتحتوي على (١٦) عبارة، وتم استبدال كلمة (لا) في درجات المقياس بكلمة (أبداً)، وتم تعديل الصياغة لبعض العبارات، وتم حذف (٤) عبارات.
الاتساق الداخلي لفقرات المقياس Internal Consistency:
وللتأكد من اتساق بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية داخلياً قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية، ودرجة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية الكلية، بعد تطبيق بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية على مجموعة البحث، ويوضح جدول (١٧) معاملات الارتباط.
جدول (١) معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية ودرجة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية الكلية
الفقرات |
الارتباط بالبعد |
الارتباط بالدرجة الكلية |
الفقرات |
الارتباط بالبعد |
الارتباط بالدرجة الكلية |
الفقرات |
الارتباط بالبعد |
الارتباط بالدرجة الكلية |
1 |
0.841** |
0.805** |
13 |
0.787** |
0.845** |
25 |
0.541** |
0.855** |
2 |
0.866** |
0.736** |
14 |
0.656** |
0.748** |
26 |
0.746** |
0.639** |
3 |
0.841** |
0.753** |
15 |
0.578** |
0.901** |
27 |
0.641** |
0.768** |
4 |
0.835** |
0.660** |
16 |
0.727** |
0.912** |
28 |
0.735** |
0.825** |
5 |
0.826** |
0.758** |
17 |
0.745** |
0.895** |
29 |
0.716** |
0.746** |
6 |
0.827** |
0.720** |
18 |
0.654** |
0.845** |
30 |
0.727** |
0.773** |
7 |
0.775** |
0.813** |
19 |
0.785** |
0.865** |
31 |
0.652** |
0.860** |
8 |
0.738** |
0.685** |
20 |
0.764** |
0.836** |
32 |
0.584** |
0.768** |
9 |
0.788** |
0.752** |
21 |
0.825** |
0.742** |
33 |
0.684** |
0.730** |
10 |
0.635** |
0.698** |
22 |
0.745** |
0.587** |
|
|
|
11 |
0839** |
0.814** |
23 |
0.689** |
0.689** |
|
|
|
12 |
0.868** |
0.836** |
24 |
0.820** |
0.647** |
|
|
|
** دال عند مستوى 0.01
يتضح من جدول (١) أن عبارات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما يدل على الاتساق الداخلي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
جدول (٢) معاملات الارتباط بين درجة كل محور من محاور بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية ودرجة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية الكلية
المحور |
الارتباط بالدرجة الكلية |
البعد الأول / مهارات التعامل مع المشاعر |
0.786** |
البعد الثاني / تكوين الصداقات |
0.803** |
** دال عند مستوى 0.01
يتضح من جدول (٢) أن أبعاد بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما يدل على الاتساق الداخلي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية .
الثبات Reliability :
طريقة ماكدونالدز أوميجا McDonald's Omega Method :استخدم الباحث معادلة McDonald's Omega وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات المقاييس في حالة عدم توافر شروط معادلة ألفا كرونباك، وبلغت قيمة معامل ثبات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية 0.842، وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
طريقة إعادة التطبيق: استخدم الباحث طريقة إعادة التطبيق لحساب ثبات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية بعد تطبيقه على مجموعة البحث، وجدول(١٩) يوضح معاملات الثبات.
جدول (٣) معاملات McDonald's Omega Reliability ومعاملات إعادة التطبيق لثبات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية
المحاور |
معامل بيرسون |
الدلالة |
McDonald's Omega Reliability |
البعد الأول / مهارات التعامل مع المشاعر |
0.890 |
0.01 |
0.848 |
البعد الثاني / مهارات تكوين الصداقات |
0.903 |
0.01 |
0.836 |
درجة بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية الكلية |
0.897 |
0.01 |
0.842 |
يتضح من جدول (٣) أن أبعاد بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما يدل على ثبات بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية.
البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر (إعداد الباحث):
الهدف العام للبرنامج التدريبي:
يتمثل الهدف العام للبرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر في تحسين بعض المهارات الحياتية لدى مجموعة من الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
مصادر إعداد البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر:-
اطلاع الباحث على الأبحاث العربية والاجنبية التي تناولت نهج جاسبر مع الأطفال ذوى اضطراب التوحد مثل : بحث ( kasari,2022), بحث Waddington,2021)), بحث Harrop,2017)). و بحث ( عبد العزيز الشخص واخرون، ٢٠٢١)، وبحث(ايمان علي محمود خضر، ٢٠٢٣)، وبحث ( موزة سيف الدرمكي، ٢٠٢٣).
وصف محتوى البرنامج :
أعد الباحث برنامجا تدريبيا باستخدام نهج جاسبر، ثم عرضه في صورته الأولية على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (٩) من المتخصصين في الصحة النفسية، وعلم النفس التربوي، والإرشاد النفسي، والتربية الخاصة، والقياس والتقويم، لإبداء الرأي حول مناسبة البرنامج من حيث الأهداف، وعدد الجلسات، والمدة الزمنية للبرنامج، والمدة الزمنية لكل جلسة، والأنشطة والألعاب المستخدمة، والفنيات والاستراتيجيات المستخدمة لتحقيق هدف البرنامج، وبناء على ملاحظات المحكمين أجريت التعديلات المقترحة، فقد توصل الباحث إلى الصورة النهائية للبرنامج التدريبي، فقد اشتمل على أربعة مجالات رئيسية هي الانتباه المشترك، واللعب الرمزي، والمشاركة والتنظيم، حيث تكون من (٥٢) جلسة تدريبية، تتراوح مدة هذه الجلسات من (٣٠: ٤٠) دقيقة، حيث تتخلل كل جلسة فترة راحة (٥) دقائق، واستندت هذه الجلسات في تطبيقها على مجموعة من الفنيات مثل النمذجة، والمحاكاة، والتغذية الراجعة، والواجب المنزلي، والممارسة والتكرار، والحث، والتلقين، وحيث اعتمد الباحث في تطبيق هذه الجلسات على مجموعة من الأنشطة والأدوات مثل الألعاب، والمجسمات، والكروت، والخرز، والصلصال، والورق، والوسائل الصوتية.
عرض نتائج البحث وتحليلها وتفسيرها ومناقشتها:
للتحقق من صحة الفرض الأول والذي نص على " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي على بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية في اتجاه القياس البعدي " تم استخدام اختبار ويلكوكسون للعينات اللابارامترية للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وذلك للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية بأبعادها والجدول التالي يوضح نتائج هذا الاختبار:
جدول (٤) نتائج اختبار ويلكوكسون للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية بأبعادها (ن=٥)
الأبعاد |
الرتب |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة "z" |
الدلالة الإحصائية Sig. |
حجم الاثر |
البعد الأول / مهارات التعامل مع المشاعر |
موجبة |
0 |
0.00 |
0.00 |
2.04 |
دال عند 0.05 |
0.915 |
سالبة |
5 |
3.00 |
15.00 |
||||
البعد الثاني / تكوين الصداقات |
موجبة |
1 |
1.30 |
1.30 |
2.03 |
دال عند 0.05 |
0.910 |
سالبة |
4 |
3.30 |
13.20 |
||||
الدرجة الكلية |
موجبة |
0 |
0 |
0.00 |
2.12 |
دال عند 0.05 |
0.951 |
سالبة |
5 |
3.35 |
16.75 |
مناقشة نتائج الفرض :
حيث يتضح وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠٥,٠( بين متوسطي درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي للدرجة الكلية لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية وذلك لصالح القياس البعدي، حيث كانت قيمة z)) مساوية (٢.١٢) وهي قيمة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠.٠٥).
كما يلاحظ من الجدول السابق أن قيمة حجم الأثر لدرجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية تراوحت بين (٠.٩١٠: ٠.٩٥١) وهي قيمة كبيرة تدل على أن البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر له فاعلية كبيرة في تحسين المهارات الحياتية المستهدفة في البحث وهي مهارات التعامل مع، ومهارات تكوين الصداقات لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث.
وحيث يرجع الباحث هذه النتيجة إلى البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر الذي ساعد الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث المنغلقين على أنفسهم على المشاركة الفعالة والاندماج في الأنشطة الجماعية، كما أتاح البرنامج المقدم فرصا كبيرة للتفاعل بين الطفل والباحث، حيث كان الترابط والتواصل على مدار جلسات البرنامج التدريبي، بالإضافة إلى أن الباحث أعد جلسات داخل البرنامج لتحسين القدرة على المشاعر هذه الجلسات مبنية على المواقف والرغبات، وتوظيف القدرة على التعبير عن مشاعرهم في المواقف الطبيعية، مما ساعد الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث على التعامل مع مشاعر الآخرين.
ويفسر الباحث هذه النتيجة بأن البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر له فاعلية في تحسين بعض المهارات الحياتية المستهدفة في الدراسة وهي مهارات التعامل مع مشاعر، ومهارات تكوين الصداقات، تعزى للقياس البعدي للمجموعة التجريبية الواحدة والذي طبق عليها القياس القبلي والقياس البعدي للمجموعة نفسها، وبالتالي يتضح ثبوت صحة الفرض.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة ذات الصلة مثل Gulsurud,et al,,2019))، ودراسة (Shire,shig, 2022 )، ودراسة Shire,S.Y.,Chang,2017))، ودراسة (عبد العزيز السيد، وآخرين، ٢٠٢١ ) في فاعلية البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر في تحسين قدرة الأطفال ذوي اضطراب التوحد على المشاركة العاطفية والاجتماعية والقدرة على التفاعل الاجتماعي، وأن النتيجة دالة إحصائيا،
كما يتفق البحث الحالي مع هذه الدراسات السابق ذكرها، في أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من قصور في القدرة على التعامل مع المشاعر مع الآخرين، وعدم القدرة على تكوين الصداقات، وينبغي تحسين هذه المهارات لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، لإنها تساعدهم على الثقة بالنفس وإثبات الذات، والقدرة على التفاعل مع الآخرين، ومشاركة الآخرين في جميع الأنشطة الاجتماعية.
للتحقق من صحة الفرض الثاني من فروض البحث والذي نص على " لا توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠.٠٥) بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث في القياسين البعدي والتتبعي على بطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية" تم استخدام اختبار ويلكوكسون للعينات اللابارامترية للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وذلك للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة الدراسة في القياسين البعدي والتتبعي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية بأبعادها والجدول التالي يوضح نتائج هذا الاختبار:
جدول (٥) نتائج اختبار ويلكوكسون للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة الدراسة في القياسين البعدي والتتبعي لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية بأبعادها (ن=٥)
الأبعاد |
الرتب |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة "z" |
الدلالة الإحصائية Sig. |
البعد الأول / مهارات التعامل مع المشاعر |
موجبة |
2 |
2.41 |
4.82 |
0.247 |
غير دال عند 0.05 |
سالبة |
3 |
2.36 |
7.08 |
|||
البعد الثاني / تكوين الصداقات |
موجبة |
3 |
3.17 |
9.51 |
0.285 |
غير دال عند 0.05 |
سالبة |
2 |
2.95 |
5.9 |
|||
الدرجة الكلية |
موجبة |
2 |
2.52 |
5.04 |
0.452 |
غير دال عند 0.05 |
سالبة |
3 |
3.07 |
9.21 |
مناقشة نتائج الفرض :
حيث يتضح أنه لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة الدراسة في القياسين البعدي والتتبعي للدرجة الكلية لبطاقة ملاحظة بعض المهارات الحياتية حيث كانت قيمة z"" مساوية (٠.٤٥٢) وهي قيمة غير دالة إحصائيا عند (٠.٥).
ويفسر الباحث هذه النتيجة بأن الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة الدراسة التجريبية لم يقل أدائهم بين القياسين البعدي والتتبعي في تحسن بعض المهارات الحياتية المستهدفة في الدراسة وهي مهارات التعامل مع مشاعر، ومهارات تكوين الصداقات، حيث تدل نتائج هذا الفرض على أن فاعلية البرنامج مستمرة في تحسين مهارات التعامل مع المشاعر ومهارات تكوين الصداقات وليست وقتيه، وإنما استمرت فاعليته بعد فترة التطبيق وبذلك تشير إلى أن الفرض الذي يحاول الباحث الإجابة عليه قد تحقق وقد ثبت صحته.
وحيث يرجع الباحث هذه النتيجة باستمرارية فاعلية البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر والتقدم الذي أحرزه الأطفال في الجلسات، إلى مراعاة الباحث أثناء تطبيق البرنامج خصائص الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة الدراسة واحتياجاتهم، وتركيز الباحث على تقبل الطفل بما هو عليه، واستمرارية التواصل بين الباحث وأولياء الأمور بعد تطبيق البرنامج وتحفيزهم، وذلك لضمان توجيه أولياء الامور على العمل مع ابنائهم باستخدام جلسات البرنامج التدريبي والأنشطة والاستراتيجيات والمجالات التنموية التي يرتكز عليها حتى لا يفقدوا المهارات التي اكتسبوها أثناء تطبيق البرنامج، بالإضافة إلى مرونة الباحث في وقت تطبيق الجلسات، واستخدام فنية التكرار لإعادة الجلسة وفنياتها، من أجل تثبيت الاستجابات الصحيحة.
كما يوضح الباحث أن من العوامل الآخرى أن البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر يقدم مجموعة من الإرشادات اللازمة مثل، تجهيز المكان قبل الجلوس مع الطفل، إزالة كل ما يشتت انتباه الطفل، إضافة خطوات جديدة في اللعب، والحماسة أثناء اللعب مع الطفل، المديح دائماً والتواصل البصري مع الطفل، بالإضافة إلى جعل الطفل هو القائد، وتقليد حركات الطفل في اللعب.
وتتوافق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة ذات الصلة مثل دراسة ، Panganiban,J.L.,Shire,2022))،ودراسةShireS.Y.Shih,W.,Chang,2019)) ودراسة Shire,S.,S.Y.,Shih,W.,Barriault,2022)) ، في استمرارية فاعلية البرنامج التدريبي باستخدام نهج جاسبر بعد الانتهاء من تطبيقه في تحسين المهارات الحياتية المستهدفة في الدراسة ، حيث أن هذه الدراسات أثبتت استمرارية فاعلية البرنامج في تحسين المشاركة العاطفية والاجتماعية والتفاعل الاجتماعي والمهارات الاجتماعية بأكملها، وهذا ما يتفق مع الدراسة الحالية في إنها تستهدف مهارات رئيسية في التفاعل الاجتماعي وهي مهارات التعامل مع المشاعر ومهارات تكوين الصداقات.
كما يتفق البحث الحالي مع الدراسات السابقة التي تم ذكرها في أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد مجموعة البحث التجريبية لم يقل أدائهم بين القياسين البعدي والتتبعي، كما تتفق مع هذه الدراسات في أنه من الممكن استمرار فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين بعض المهارات الحياتية المستهدفة في البحث، وذلك بعد مدة من المتابعة، ولكن مع ضرورة الاستمرارية في استخدام الفنيات والأنشطة والاستراتيجيات، والمجالات التنموية التي يرتكز عليها البرنامج.
في ضوء نتائج البحث الحالي، وفي ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة ذات الصلة، يمكن صياغة التوصيات التالية:
ث- ضرورة توسيع نطاق تطبيق نهج جاسبر في كثير من مركز التربية الخاصة، ومراكز الرعاية النهارية، والحضانات الدامجة التي تعتني بأطفال اضطراب التوحد.
- البحوث المقترحة:
من خلال ما تم عرضه من إطار نظري ودراسات سابقة ترتبط بمتغيرات البحث الحالي، وما أدت إليه هذا البحث من نتائج، يمكن اقتراح بعض البحوث التي يمكن أجراؤها في المستقبل وهي كالأتي:
- مراجع الدراسة العربية والأجنبية:
- المراجع العربية:
- إيمان علي محمود خضر (٢٠٢٣). فعالية استخدام برنامج تدريبي باستخدام نموذج جاسبر في تحسين المجالات الأساسية للتواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. المجلة المصرية للدراسات النفسية، ٣٣ (١٢١)، ١١١-١٨٧.
- حسين أحمد عبد الفتاح.(٢٠٢٣). المهارات الحياتية من منظور نظرية العقل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. مجلة العلوم التربوية، ١٠(٢)، ٢٥٥- ٢٨٥.
- رضا توفيق عبد الفتاح أحمد، عبد العظيم صبري عبد العظيم، سهير أبو زيد عبده.(٢٠١٥). تنمية الاستعداد للقراءة من خلال تنويع التدريس وفاعليته في تحسين المهارات الحياتية لدى الأطفال التوحديين. دراسة تربوية واجتماعية، ٢١ (٢)، ٣٩٩- ٤٣٨.
- طلال بن عقاب الحزيمي.(٢٠٢١). النموذج البنائي للعلاقة بين مستوى شدة الأعراض والصداقة والشعور بالوحدة لدى أطفال ومراهقي اضطراب. جامعة الأزهر، كلية التربية بالقاهرة، مجلة التربية، العدد (١٨٩)، الجزء الرابع.
- عبد العزيز السيد الشخص، عبد الرحمن سيد سليمان، الشيماء محمد عبد الله الوكيل، موزة سيف خميس ناصر الدرمكي.(٢٠٢١). برنامج تدريبي مقترح لاستخدام برنامج جاسبر Jasper لتحسين التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوى اضطراب التوحد وخفض بعض سلوكياتهم المضطربة. مجلة الإرشاد النفسي ع ٦٨، ١-٨٤.
- عادل عبد الله محمد، وعبير أبو المجد محمد.(٢٠٢٠). مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد-الإصدار الثالث GARS -3-مجلة الطفولة والتربية، ١٢ (٤٢)، ٤١-٧٦.
- عبد الفتاح محمد العيسوي.(٢٠١٨). الصداقة وأثارها الاجتماعية لدى الأطفال. الوعي الاسلامي، س ٥٥ (٤٣٨)، ٧٧.
- فهد سلامة عواد السميران، وسامر مطلق العياصرة.(٢٠٢٣). فاعلية برنامج معرفي سلوكي في تنمية مهارات الحياة اليومية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة عمان العربية، عمان.
- موزة سيف الدرمكي.(٢٠٢٣). فاعلية مهام برنامج جاسبر للتدخل المبكر في تطوير مهارات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. المجلة الدولية للبحوث التربية، ٤٧ (٣)، ٤٣- ٨٣.
- مي محمد ورداني علي، وإيهاب عبد العزيز عبد الباقي الببلاوي.(٢٠٢٣). فعالية برنامج قائم على مسرح العرائس في تنمية بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد (رسالة ماجستير غير منشورة). المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، القاهرة.
- محمد مصطفى عبد الرازق أمين، صابر حجازي عبد المولى، ناصر سيد جمعة، أسماء فتحي أحمد.(٢٠١٦). فعالية الإرشاد الانتقائي في تنمية بعض المهارات الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. كلية التربية، جامعة المنيا، ١- ٢٨٥.
- نجلاء إبراهيم محمد جبر، وسام علي سيد البنا، إيناس عز الدين مصطفى الريس.(٢٠٢٤). الخصائص السيكومترية لمقياس المهارات الحياتية لأطفال الروضة ذوي اضطراب التوحد. المجلة العلمية لكلية التربية للطفولة المبكرة ببورسعيد، ٣٠ (١)، ١٥٦- ١٩٤.
- نايف سرحان نائف السبعي، محمد رزق الله الزهراني.(٢٠٢٣).تدريس المهارات الحياتية من وجهة نظر معلميهم بمدينة جدة. جامعة أم القرى، (١٧) ، مارس، ٢١١- ٢٣٣.
- هدى يوسف عيدان محمد حجي، مريم عيس الشبراوي، ود حسين إبراهيم داغستاني.(٢٠٢٢). الفروق في مهارة التمييز الانفعالي لدى الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وفقا لبعض المتغيرات.( رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة الخليج العربي، المنامة .
يحيى عبد الله طيف الشغبي.(٢٠٢٣). المهارات الحياتية والأطفال والمراهقين ذوي اضطراب طيف. مجلة الدراسات التربوية والإنسانية، كلية التربية، جامعة دمنهور، ١٥ (٤)، الجزء الرابع (أ)، ١٩١- ٢٢٨.
- المراجع الأجنبية:
-Alshirawi, M., & Hajji, H. (2023). The Effectiveness of a Training Program Based on Theory of Mind in Developing of Emotional Discrimination among Children with Autism Spectrum Disorder. ESI Preprints, 14, 64-64.
-Avila-Alvarez, A., Alons-Bidegain, m., De-Rosende-Celeiro, I., Vizcain-Cela, M., Larreneta, Alcalde, L.,&Torres-Tobio G.(2020). Improving Social participation of children with autism spectrum disorder: pilot testing of an early animal-assisted intervention inspain Health&Social care in th Communty, 28(4), 1220-1229.
-Bentenuto, A., Perzolli, S., de Falco, S., & Venuti, P. (2023). Play in Children With Autism Spectrum Disorder: Development and Characteristics. In Handbook of Research on Play Specialism Strategies to Prevent Pediatric Hospitalization Trauma (pp. 240-267). IGI Global.
-Chua, S. Y., Abd Rahman, F. N., & Ratnasingam, S. (2023). Problem behaviours and caregiver burden among children with Autism Spectrum Disorder in Kuching, Sarawak. Frontiers in Psychiatry, 14, 1244164.
-Chen, Y. L., Martin, W., Vidiksis, R., & Patten, K. (2023). “A different environment for success:” a mixed-methods exploration of social participation outcomes among adolescents on the autism spectrum in an inclusive, interest-based school club. International Journal of Developmental Disabilities, 69(5), 738-747.
-D’Cruz, A. F., Downing, K. L., Sciberras, E., & Hesketh, K. D. (2024). Are physical activity and sleep associated with emotional self-regulation in toddlers? a cross-sectional study. BMC Public Health, 24(1), 61.
-Garcia-Garcia, J. M., Penichet, V. M., Lozano, M. D., & Fernando, A. (2022). Using emotion recognition technologies to teach children with autism spectrum disorder how to identify and express emotions. Universal Access in the Information Society, 21(4), 809-825.
-Gaur, M., & Dave, B. (2023). Current concepts of autism spectrum disorder: A literature review. Clinical Dentistry (0974-3979), 24(4).
-Genovese, A., & Butler, M. G. (2023). The Autism Spectrum: Behavioral, Psychiatric and Genetic Associations. Genes, 14(3), 677.
-Goh, H. S. E., Roslan, S., Baguri, E. M., Ong, S. Y., & Li, S. Y. (2020). The effects of children's friendship training on social skills and quality of play among children with Autism Spectrum Disorder. International Journal of Learning, Teaching and Educational Research, 19(7), 225-245.
- Gulsrud, A., Carr, T., Williams, J., Panganiban, J., Jones, F., Kimbrough, J., ... & Kasari, C. (2019). Developmental screening and early intervention in a childcare setting for young children at risk for autism and other developmental delays: A feasibility trial. Autism Research, 12(9), 1423-1433.
-Harrop, C., Gulsrud, A., Shih, W., Hovsepyan, L., & Kasari, C. (2017). The impact of caregiver‐mediated JASPER on child restricted and repetitive behaviors and caregiver responses. Autism Research, 10(5), 983-992.
-Hansen, S. G., Mowbray, M., Raulston, T., Carnett, A., & Tullis, C. (2023). Effects of a Peer-Mediated Joint Attention Intervention in an Inclusive Preschool Setting. Focus on Autism and Other Developmental Disabilities, 38(2), 71-79
-Kasari, C., Gusrud, A., Shire,&Strawbridge, C.,(2022). The Jasper model for Children With Autism Promoting Joint Attention Synbolic Engagment, and Regulation, New York The Guilford press.
-Lott-Sandkamp, L. L., Spengler, F. B., & Heinrichs, M. (2023). Impairment in reading negative social cues extends beyond the face in autism. Journal of Psychiatric Research, 164, 350-356.
-Lee, G. T., Li, H., & Xu, S. (2023). Comparing video modeling and picture-based interventions for teaching emotions in context to children with autism spectrum disorder. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 35(1), 145-165.
-Lin, L. Y., Lin, C. H., Chuang, T. Y., Loh, S. C., & Chu, S. Y. (2023). Using home-based augmented reality storybook training modules for facilitating emotional functioning and socialization of children with autism spectrum disorder. International Journal of Developmental Disabilities, 1-8.
-Lee, G., LeePark, H., Kim, S., Park, M. S., & Park, S. (2020). Using intraverbal training to increase symbolic play in children with autism spectrum disorder. Behavioral Interventions, 35(3), 467-482.
-Lu, M., Pang, F., Wang, R., Peng, T., Liang, D., & Liu, Y. (2023). Autistic traits are linked with school adjustment among Chinese college students: the chain-mediating effects of emotion regulation and friendships. International Journal of Developmental Disabilities, 1-9.
-Miranda, A., Berenguer, C., Baixauli, I., & Roselló, B. (2023). Childhood language skills as predictors of social, adaptive and behavior outcomes of adolescents with autism spectrum disorder. Research in Autism Spectrum Disorders, 103, 102143.
-Panganiban, J. L., Shire, S. Y., Williams, J., & Kasari, C. (2022). Supporting peer engagement for low-income preschool students with autism spectrum disorder during academic instruction: A pilot randomized trial. Autism, 26(8), 2175-2187.
-Perosanz, A., Martínez, O., Espinosa-Blanco, P., García, I., Al-Rashaida, M., & López-Paz, J. F. (2024). Comparative analysis of emotional facial expression recognition and empathy in children with prader-willi syndrome and autism spectrum disorder. BMC psychology, 12(1), 94.
-Panganiban, J., & Kasari, C. (2022). Super responders: Predicting language gains from JASPER among limited language children with autism spectrum disorder. Autism Research, 15(8), 1565-1575.
-Park, M. N., Moulton, E. E., & Laugeson, E. A. (2023). Parent-assisted social skills training for children with autism spectrum disorder: PEERS for preschoolers. Focus on Autism and Other Developmental Disabilities, 38(2), 80-89.
-Shirley, J., John, J. R., Montgomery, A., Whitehouse, A., & Eapen, V. (2024). Utilising behavioural and sensory profiles and associated perinatal factors to identify meaningful subgroups in autism spectrum disorder.
-Saban-Bezalel, R., Ben-Itzchak, E., & Zachor, D. A. (2024). Friendship in Autism Spectrum Disorder Is Related to Diverse Developmental Changes Between Toddlerhood and Adolescence. Journal of Autism and Developmental Disorders, 1-12.
-Stallworthy, I. C., Berry, D., Davis, S., Wolff, J. J., Burrows, C. A., Swanson, M. R., ... & IBIS Network. (2023). Quantifying latent social motivation and its associations with joint attention and language in infants at high and low likelihood for autism spectrum disorder. Developmental Science, 26(3), e13336.
-Shire, S. Y., Shih, W., Barriault, T., & Kasari, C. (2022). Exploring coaching and follow-up supports in community-implemented caregiver-mediated JASPER intervention. Autism, 26(3), 654-665.
- Shire, S. Y., Shih, W., Chang, Y. C., Bracaglia, S., Kodjoe, M., & Kasari, C. (2019). Sustained community implementation of JASPER intervention with toddlers with autism. Journal of autism and developmental disorders, 49, 1863-1875.
-Shire, S. Y., Shih, W., & Kasari, C. (2018). Brief report: Caregiver strategy implementation—Advancing spoken communication in children who are minimally verbal. Journal of autism and developmental disorders, 48, 1228-1234.
-Shire, S. Y., Chang, Y. C., Shih, W., Bracaglia, S., Kodjoe, M., & Kasari, C. (2017). Hybrid implementation model of community‐partnered early intervention for toddlers with autism: A randomized trial. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 58(5), 612-622.
-Waddington, H., Reynolds, J. E., Macaskill, E., Curtis, S., Taylor, L. J., & Whitehouse, A. J. (2021). The effects of JASPER intervention for children with autism spectrum disorder: A systematic review. Autism, 25(8), 2370-2385.
-Waizbard‐Bartov, E., Fein, D., Lord, C., & Amaral, D. G. (2023). Autism severity and its relationship to disability. Autism Research, 16(4), 685-696.
-You, X. R., Gong, X. R., Guo, M. R., & Ma, B. X. (2024). Cognitive behavioural therapy to improve social skills in children and adolescents with autism spectrum disorder: A meta-analysis of randomised controlled trials. Journal of Affective Disorders, 344, 8-1.