بــرنــامــج إرشادي للـــوالديــن قائــم علــى نهـــج Hanen لتحسيــن مهــارات التفــاعــل الاجتمــاعــي لــدى أطفــال التــوحــد

                مركز أ . د . احمد المنشاوى

                 للنشر العلمى والتميز البحثى

                      مجلة كلية التربية

                      =======

برنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج Hanen لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد

إعــــــــــــــــــــــداد

أ.د/ محمد رياض أحمد                                      د/ داليا جعفر علي

أستاذ علم النفس التربوي                                                      مدرس الصحة النفسية

كلية التربية- جامعة أسيوط                                                  كلية التربية- جامعة أسيوط

dalia.hamouda@edu.au.edu.eg                                          mriad@edu.aun.edu.eg

أ/مصطفى صابر صبره علي

باحث ماجستير

البرنامج الخاص في التربية الخاصة (التخاطب)

mostafa301991@gmail.com

   }المجلد الأربعون– العدد التاسع– سبتمبر 2024م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص :

هدف البحث الحالي إلى التعرف على فاعلية برنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج Hanen في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفالهم من ذوي اضطراب طيف التوحد، مُتبعًا المنهج التجريبي، ذا التصميم شبه التجريبي، لمجموعة تجريبية واحدة، التي تكونت من (10) أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الملتحقين بمركز زهور الحياة لذوي الهمم، و تمثلت أدوات البحث  في قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد، ومقياس مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد، ودليل الوالدين لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد بالمنزل، وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج فاعلية برنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج Hanen في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفالهم من ذوي اضطراب طيف التوحد، من خلال حساب الفرق بين متوسطات الرتب لنتائج مقياس مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد في التطبيقين القبلي والبعدي، وكانت قيمة Z (2.810)، وهي دالة عند مستوى دلالة (0.01)، لصالح التطبيق البعدي في مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد وكان حجم الأثر كبيرًا، وأوصى البحث بمجموعة من التوصيات، منها: الاهتمام بفئة التوحد وتشجيع برامج تدريب الوالدين. كما قدم مجموعة من المقترحات في ضوء ما أسفر عنه من نتائج.

الكلمات المفتاحية: برنامج إرشادي، التوحد، مهارات التفاعل الاجتماعي، نهج Hanen.

.

A parenting program based on the Hanen approach to improve social interaction skills in children with autism

Prof. Dr. Mohamed Riad Ahmed                                        Dr. Dalia Jafar Ali

Professor of Educational Psychology                                                    Lecturer of Mental Health      Deputy Dean for Graduate Studies and Research                                             

Faculty of Education - Assiut University

mriad@edu.aun.edu.eg                                                   dalia.hamouda@edu.au.edu.eg              

Mustafa Saber Sabra Ali

Coordinator of the Speech Department at the Kayan Association for People with Disabilities

Completing the requirements for obtaining a Master's degree

In Special Education, Specialization (Speech)

Faculty of Education - Assiut University

mostafa301991@gmail.com

Abstract

The current research aimed to identify the effectiveness of a guidance program for parents based on the Hanen approach in improving the social interaction skills of their children with autism spectrum disorder, following the experimental approach, with a quasi-experimental design, for one experimental group, which consisted of (10) parents of children with autism spectrum disorder enrolled in the Zahrat Al-Hayat Center for People with Disabilities. The research tools were represented in the list of social interaction skills for autistic children, the social interaction skills scale for autistic children, and the parents' guide to improving social interaction skills for autistic children at home. The results showed the effectiveness of the program. The effectiveness of a guidance program for parents based on the Hanen approach in improving the social interaction skills of their children with autism spectrum disorder, by calculating the difference between the average ranks of the results of the social interaction skills scale for autistic children in the pre- and post-applications. The difference was statistically significant at the level (0.01) in favor of the post-application in social interaction skills for autistic children, and the effect size was large. The research recommended a set of recommendations, including: paying attention to the autism category and encouraging parent training programs. He also presented a set of proposals in light of the results.

Keywords: Guidance program, autism, social interaction skills, Hanen approach.

  مقدمة البحث:

يعد التوحد (Autism) من أكثر الاضطرابات النمائية تعقيداً، و يتميز بالتداخل مع عدد كبير من الاضطرابات والإعاقات الأخرى المختلفة، وقد ظهر التوحد حديثاً في مجال التربية الخاصة، وأول من أطلق هذا المصطلح طبيب الأطفال النفسي الأمريكي ليو كانرKanner. وهو من أكثر الإعاقات النمائية (Developmental Disabilities) غموضا لعدم الوصول إلى أسبابه الحقيقية على وجه التحديد من ناحية، وكذلك شدة غرابة أنماط سلوكه غير التكيفي من ناحية أخرى، فهو حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها انشغال الطفل بذاته وانسحابه الشديد، إضافة إلى عجز مهاراته الاجتماعية، وقصور تواصله اللفظي وغير اللفظي، الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين به (يحيى، 2000، ص.19).

وتعد اضطرابات التواصل من الاضطرابات المركزية والأساسية التي تؤثر سلباً على مظاهر النمو الطبيعي والتفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد، هذا ما أشار إليه محمود الحوامدة (2019، 52) بأن اضطرابات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من أهم المظاهر التي تؤثر على النمو الاجتماعي والانفعالي خاصة، وعلى النمو بشكل عام، وتشمل اضطرابات التواصل: التواصل اللفظي، وغير اللفظي؛ حيث يُظهر الطفل العديد من الأنماط السلوكية غير التكيفية، مثل: البكاء، والعدوان، وإيذاء الآخرين،  وسلوكيات إيذاء الذات، والصراخ، وغيرها، ناتجة عن الصعوبات التي يواجهها في تواصله مع الآخرىن، ويُعرف التفاعل الاجتماعي في البحث الحالي  بأنه مجموعة من الأداءات التي يمارسها أطفال اضطراب طيف التوحد، وتمثل العلاقات التبادلية مع المحيطين بهم بصرياً أو لفظياً: حيث يؤثر كل منهما في الآخر، مثل: مشاركة الأقران، وتكوين العلاقات والصداقة مع الآخرين.

وللتغلب على صعوبات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد يجب العمل على تطوير آلية التدخل العلاجي، من الضروري أن يتضمن العمل على تطوير قدرات الطفل التواصلية، وتدريب والديهم وإرشادهم إلى كيفية التعامل معهم في هذين الجانبين، ومنذ سنوات عديدة، كان التدخل اللغوي المبكر يشمل اختصاصي أمراض النطق واللغة "يعالجون" طفلًا في غرفة العلاج مع مشاركة بسيطة أو معدومة من الوالدين، وفي أوائل السبعينيات بدأ البحث في الكشف عن أن مشاركة الوالدين في التدخل المبكر لأطفالهم كان أمرًا بالغ الأهمية، وأن مشاركة الآباء في وقت مبكر، كانت النتيجة أفضل للطفل، ويعد نهج (Hanen) أحد برامج التدخل المطورة حديثاً لتدريب الوالدين وإرشادهم إلى كيفية تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى أطفالهم المصابين باضطراب طيف التوحد.

ففي عام 1975، طورت Ayala Hanen Manolson أخصائية أمراض النطق واللغة في مونتريال، كندا، برنامجًا مبتكرًا لمجموعات من الآباء الذين يعاني أطفالهم من تأخيرات لغوية كبيرة، قدم هذا البرنامج شيئًا جديدًا، فبدلاً من إعطاء الأطفال علاج النطق مرة واحدة في الأسبوع، جمعت السيدة Manolson والديهم في مجموعة لسلسلة من الجلسات وعلمتهم كيف يمكنهم القيام بدور أساسي في مساعدة أطفالهم على تطوير مهارات التواصل لديهم، أدى نجاح هذا البرنامج إلى إنشاء The Hanen Centre، ومهد الطريق لتطوير سبع  برامج أساسية ل The Hanen Centre؛ أربعة للآباء، وثلاثة لمعلمي الطفولة المبكرة. 

بدأ مركز Hanen  عمله بالتركيز على التدخل اللغوي المبكر للأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي، وتنقسم برامج Hanen Programs إلى ثلاثة مجالات أساسية، هي: تأخر اللغة لدى الأطفال عموماً، والتوحد خصوصاً، ومحو الأمية التعليمية لدى الأطفال، وأصبح مركز حنين ذائع الصيت عالميًا في مجال التدخل اللغوي المبكر، يقوم بتدريب محترفين/ متخصصين من أكثر من خمسين دولة، ويواصل تطوير الشراكات الدولية من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في جميع أنحاء العالم. 

فنهج (Hanen) هو برنامج تدخل اجتماعي عملي، يركز على أسر الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ويهدف إلى تمكين الأسر ليصبحوا الميسر الأساسي لتواصل أطفالهم وتطور لغتهم؛ وبالتالي تعظيم فرص الطفل لتنمية مهارات الاتصال في مواقف الحياة اليومية،  ويلبي نهج (Hanen) الاحتياجات اللفظية وغير اللفظية لأطفال اضطراب طيف التوحد بالأخص الأطفال تحت سن الخامسة من العمر، وتعتمد فلسفة (Hanen) على تدريب أحد الوالدين على التدخلات المطلوبة لتنمية لغة الطفل بالمنزل لتصبح هذه التدخلات جزءا من التعامل الطبيعي بين الطفل وأسرته بالمنزل، والبحث الحالي يتبنى هذا البرنامج لتطوير اداء الوالدين ومهاراتهم لتنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم.

مشكلة البحث:

تشير توصيات بعض الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أهمية وجود تدخلات مناسبة لتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد في مراحل مبكرة من العمر، حيث أوصت دراسة رندة موسى (2011) بإجراء بعض الدراسات البحثية في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل لدي أطفال اضطراب التوحد، وأوصت دراسة رجاء (2018) بضرورة الاهتمام بتنمية مهارات التواصل و التفاعل الاجتماعي لدى عينة من اضطراب التوحد في مراحل مبكرة من العمر، حيث إكسابهم بعض المهارات الاجتماعية، وتنمية أساليب التفاعل الاجتماعي مع الآخرىن.

ومن خلال الملاحظات التي تم رصدها حول مشاركة الوالدين في تدريب طفلهم خصوصاً في مهارات التفاعل إذ تتطلب هذه المهارات نوعاً ما من العلاقة الوجدانية بين الطفل والقائم بتدريبه وهو ما يتوفر بصورة كبيرة في علاقة الطفل بوالديه وهي مهارات يفتقدها كثير منهم، وكذلك الدراسة الكشفية التي طبقت على مجموعة من أطفال اضطراب طيف التوحد، بلغ عددهم (10) أطفال، من خلال تطبيق استمارة المقابلة الفنية مع الأطفال وأسرهم فيما يتعلق بمهارات التفاعل الاجتماعي، واتضح من نتائج المقابلة أن (7) من الأطفال بلغت نسبة مهارات التفاعل الاجتماعي (22%)، و(3) أطفال بلغت نسبة هذه المهارات لديهم (30%)، أما فيما يتعلق بمهارات اللغة الاستقبالية فبلغت نسبتها لدى (4) من الأطفال (20%)، ولدى (8) أطفال (33%)، وهذا ما يثبت ضعفًا في مهارات التفاعل  الاجتماعي، وبما يستدعي وجود برامج متنوعة لتطوير التفاعل الاجتماعي لدى هؤلاء الأطفال.

وبخصوص الدراسات التي اعتمدت علي نهج هانن فقد وجدت بعض الدراسات القليلة في هذا المجال

حيث أشارت نتائج دراسة (2005) McConachie, Randle, & Le Couteur إلى أن الوالدين الذين تم تدريبهم على نهج هانن كانت نتائج أبنائهم أفضل ممن لم يتم تدريبهم، ونتائج دراسة Girolametto, Sussman, & Weitzman, 2007، التى أكدت أن الأباء الذين تدربوا على نهج هانن كانت نتائجهم أفضل مقارنة أطفال لم يتدرب والديهم على النهج. وقد لوحظ أن هذا البرنامج غير مستخدم في البيئة العربية.

ومن هنا تمثلت مشكلة البحث في ضعف مهارات التفاعل الاجتماعي، لدى أطفال اضطراب طيف التوحد؛ ووجود حاجه  لعلاج هذه المشكلة من خلال انخراط الوالدين في عملية التدخل ولذا سيتم استخدام برنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج (Hanen) لتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي لدى اطفالهم. وبذلك تتحدد مشكلة البحث في التساؤلات التالية:

• - ما مهارات التفاعل الاجتماعي المراد تحسينها لدي أطفال اضطراب طيف التوحد؟
• - ما صورة البرنامج الإرشادي القائم على نهج (Hanen) في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي؟
• - ما فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على نهج (Hanen) في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي؟

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلي تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى اطفال إضطراب طيف التوحد باستخدام برنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج (Hanen).

أهمية البحث:

تتمثل أهمية البحث في إلقاء الضوء على اطفال اضطراب طيف التوحد والتفاعل الاجتماعي والمشاركة الوالدية في تطوير هذه المهارات من  خلال برنامج يعتمد على نهج (Hanen)، والذي لم يتم تناوله في البيئة العربية على نحو كاف مما يعد إثراء للمجال النظري والمعرفي بالتعريف بواحد من البرامج التي يتم تطويرها حالياً للتدخل المبكر مع أطفال التوحد، وكذلك فإن نتائج هذا البحث يمكن أن تساعد أسر أطفال التوحد في تدريب أطفالهم التوحديين على تنمية التواصل الاجتماعي. وكذلك يسهم البحث الحالي في لفت الأنظار إلى أهمية مشاركة الوالدين في تنمية مهارات أطفالهم بالمنزل. وايضا لفت نظر الباحثين إلى أهمية تنويع التدخلات مع الطفل وأسرته بناء على ما وصل إليه حول العالم.

محددات البحث:

- محددات بشرية: مجموعة الوالدين الذين يعاني أبناؤهم من اضطراب طيف التوحد، ولا يصاحب الطفل تخلفًا عقليًا، وعددهم (10) أمهات، و يباشرن العمل مع أطفالهن، ويتراوح عمر الأطفال من (4 إلى 9) سنوات.

- محددات مكانية: مراكز التربية الخاصة بمدينة منفلوط؛ محل عمل الباحث الأول.

- محددات موضوعية: بعض مهارات التفاعل الاجتماعي، وبرنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج (Hanen).

فروض البحث

• يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي في مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال طيف التوحد لصالح القياس البعدي
• لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي في مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال طيف التوحد  بعد مضي شهر من إنهاء            البرنامج الارشادي

منهج البحث:

استخدم البحث الحالي المنهج شبه التجريبي،  ذي المجموعة الواحدة (القياس القبلي والقياس البعدي) مستخدماً القياسات القبلية والبعدية والتتبعية، ويتمثل المتغير المستقل في البرنامج الإرشادي للوالدين القائم على نهج Hanen والمتغير التابع في مهارات            التفاعل الاجتماعي

عــــينة البحث:

• عينة البحث الاستطلاعية :

لكي يتم التحقق من الخصائص السيكومترية للأدوات المستخدمة في البحث، وهي: قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال طيف التوحد ، ومقياس جيليام لتشخيص التوحد، لذا أمكن تطبيق مقاييس البحث على عينة مكونة من (40) طفل من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (20 ذكور ، 20 إناث) تتراوح أعمارهم بين (4-9) عام، وكما أمكن الوصول إلى عينة البحث الاستطلاعية من خلال المترددين على مراكز كيان للأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظات المنيا وأسيوط وسوهاج من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مستوى بسيط ومتوسط حيث أمكن تطبيق الأدوات على أولياء أمور والقائمين على تربية أطفال اضطراب طيف التوحد، وكذلك ساعد فحص العينة الاستطلاعية على تحديد عينة البحث الأساسية التي تم تطبيق البرنامج عليها (العينة التأهيلية)، و لتحديد درجة مستوى وشدة درجة اضطراب طيف التوحد لدى عينة البحث أمكن تطبيق مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد– الإصدار الثالث GARS-3 إعداد عادل عبد الله محمد، وعبير أبو المجد محمد (2020)، كذلك تطبيق قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد.

• عينة البحث الأساسية.

3-الأفراد المشاركون بالدراسة الإرشادية

تكونت عينة البحث الأساسية من (10) من أسر الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد (8 ذكور، و 2 أناث) تم اختيارهم بطريقة مقصودة من عينة البحث الأساسية وفقاً لعدد من الشروط وهي أن تقتصر على أولياء الأمور الأطفال ذوي إضطراب التوحد ممن يقعون في الفئة العمرية ما بين (4-9) سنوات، وكذلك ممن يعانون من اضطراب طيف التوحد مستوى بسيط أو متوسط، طبقاً لمقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد– الإصدار الثالث GARS-3؛ وقد تم اختيار عينة البحث من مركز زهور الحياة لذوي الهمم بمنفلوط، وقد مرت عملية اختيار أفراد العينة الارشادية بالمراحل التالية :

• المرحلة الأولى

تم تطبيق أداة الدراسة على(60) من والدي الأطفال المترددين على مراكز تدريب وتعليم أطفال التوحد، بهدف تحديد عينة الدراسة الإرشادية، وهم الأطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم أطفال طيف توحد متوسط أو بسيط وقد تم إختيار العينة من مركز زهور الحياة وذلك           للأسباب الآتية:-

• ترحيب إدارة المركز بتطبيق البرنامج الإرشادي
• وجود تيسيرات في عملية تنظيم جلسات البرنامج كون الباحث الأول مديراً فنياً بالمركز
• وجود بيئة تطبيقية مميزة من حيث قبول الأسر وفريق العمل بتطبيق البرنامج الإرشادي
• المرحلة الثانية

بتحليل البيانات تم اختيار عدد 10 من الأسر الملتحقة بمركز زهور الحياة لذوي الهمم بمنفلوط وقد تم اختيارهم بناء على درجة تشخيص أطفالهم للتوحد فقد تم اشتراط أن يكون الطفل توحد بسيط أو متوسط بالإضافة لموافقة الأم على متابعة الجلسات وتطبيقها بالمنزل           والإفادة عنها

• المرحلة الثالثة:

تم تطبيق قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال التوحد تطبيقاُ قبلياً ثم بدء جلسات البرنامج الإرشادي ثم التطبيق البعدي ثم التطبيق التتبعي

ثالثًا-  أدوات البحث:

• مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد – الإصدار الثالث:

يعد مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد – الإصدار الثالث  Gilliam Autism Rating Scale (GARS-3)إعداد James Gilliam تعريب عادل عبد الله محمد، وعبير أبو المجد محمد (2020) اختبار مرجعي المعيار يستخدم كأداة للفرز والتصفية؛ لتشخيص اضطراب التوحد وتقدير مستوى شدته بين الأفراد في المدى العمري 3–22 سنة، وقد تم إعداد وفقاً لمرجعين أساسيين، هما تعريف اضطراب طيف التوحد وفقاً ما أوردته الجمعية الأمريكية لاضطراب التوحد ِAutism Society of American، والدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات DSM-5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي American Psychiatric Association APA,2013)).

ويتألف المقياس من 58 عبارة ، يجاب عليها من جانب الإخصائيين والمعلمين وأولياء الأمور، أو أحد الأفراد وثيقي الصلة بالطفل، موزعة على ستة مقاييس فرعية، هي : السلوكيات المقيدة أو التكرارية، التفاعل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي، الاستجابات الانفعالية، ، يوجد أمام كل عبارة أربعة بدائل، هي: (نعم، أحياناً، نادراً، لا) تحصل على الدرجات (3 ، 2 ، 1، صفر) بالترتيب، وتم إستخدام المقياس في الدراسة لتشخيص الأطفال عينة الدراسة و اثبات صدق قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي.

2-قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال اضطراب طيف التوحد (إعداد الباحث الأول):

تم إعداد قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد؛ بهدف الحصول على أداة سيكومترية تتناسب مع هؤلاء الأطفال، وكذلك طبيعة وأهداف البحث وتحقيق التجانس بين أفراد العينة التجريبية قبل البدء بتطبيق البرنامج، وقد مر بناء القائمة             بالخطوات الآتية:

• الاطلاع على الأطر النظرية، الخبرة العملية، والدراسات العربية والأجنبية التي تناولت مهارات التفاعل الاجتماعي، بوجه عام، ولدى أطفال اضطراب طيف التوحد بوجه خاص مثل دراسة الطنوي (۲۰۱۳)، ودراسة إبراهيم (۲۰۱۳)، ودراسة سليمان( ۲۰۱۳)، و دراسة رجاء (2018)، و سليمان(2018).
• إعداد قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي في صورتها المبدئية وعرضها على مجموعة من المحكمين المختصين، وقد بلغ عددهم (27) محكمًا، لإبداء آرائهم في القائمة
• التوصل إلى الصورة النهائية للقائمة

وفي ضوء الخطوات السابقة تم صياغة فقرات مقياس مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد في صورته الأولية، والتي تكونت من (12) عبارة تقيس مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد، والمتمثلة في الأبعاد الثلاثة، وهي:

مهارات التواصل غير اللفظي وتشمل البنود القائمة من (1-16)، مهارات التواصل اللفظي وتشمل بنود القائمة من ( 17-32)، ومهارات تكوين العلاقات والصداقات مع الآخرين وتشمل بنود القائمة من (33-48)، ويتم الإجابة على فقرات القائمة من خلال اختيار أحد البدائل الاربعة ، والمدرجة أمام كل عبارة، وهـي: (دائمًا، أحيانًا، نادراً، أبداً )، وتصحح كما يلى على الترتيب (4-3 – 2- 1)، وبذلك تكون الدرجة القصوى 48 في حالة الدرجة النهائية للقائمة ككل

• كفاءة قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد:

(1) الصدق

بعد إعداد عبارات قائمة المهارات التفاعل الاجتماعي وتم عرضها على عدد من المتخصصين في مجال علم النفس والتربية الخاصة والمناهج وطرق التدريس، وقد جاء نسبة الاتفاق تتراوح ما بين 90% إلى 100% تقريباً على جميع العبارات وكان هناك بعض التعديلات والإضافات على المقياس من قبل السادة الأساتذة والخبراء في مجال التربية الخاصة، و أشار المحكمين إلى جعل العبارات متدرجة تسير من المستوى الأضعف للمستوى الطبيعي كما طلب المحكمين بإضافة أمثلة توضيحية للعبارات وتيسير عبارات القائمة بشكل، وقد أشار بعض بعض المحكمين إلي دمج بعض البنود الرئيسية، وفي ضوء آراء المحكمين تم تعديل عدد(7)عبارات من القائمة ، وتم الإبقاء على العبارات التي حظيت بنسبة إتفاق تتراوح بين (85% إلي 100%)، وللتأكيد من  اتساق المقياس داخلياً تم حساب معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة من عبارات المقياس ودرجة البعد التي تندرج تحته، إضافة إلى حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الكلية للقائمة بعد تطبيقها على الأطفال المشاركين بالدراسة الاستطلاعية ، ويوضح جدول (1) معاملات الارتباط

جدول (1)

معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة من عبارات قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد ودرجة البعد التي تندرج تحته ( ن = 40)

يتضح من جدول ( 1 ) أن جميع معاملات الإرتباط بين درجة كل عبارة ودرجة البعد الذي يندرج تحته لقائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال إضطراب طيف التوحد دالة عند مستوى 0,01 ومستوى 0,05، وبهذا تصبح القائمة في صورتها النهائية تتكون من 48 عبارة

وتم أيضا استخدام صدق المحك لإيجاد صدق القائمة من خلال إيجاد معامل الارتباط بين قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد و بعد التفاعل الاجتماعي في مقياس جيليام وكانت النتيجة كما بالجدول (2) :

ويتضح من جدول (2) وجود علاقة إرتباطية  دالة إحصائياً عند مستوى 0,01  بين قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي وبعد التفاعل الاجتماعي بمقياس جيليام مما يدل علي           صدق القائمة

2- الثبات:

• طريقة ألفا كرونباك

تم استخدام معادلة ألفا كرونباك (صفوت فرج، 2007، 327) وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام ثبات الاختبار، ويوضح جدول (5) قيم معامل ثبات ألفا كرونباك لمقياس المهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد .

• طريقة إعادة تطبيق الاختبار

تم استخدام طريقة إعادة الاختبار؛ لحساب ثبات المقياس بعد تطبيقه على المشاركين بالدراسة لحساب الخصائص السيكومترية (ن = 40)، بفاصل زمني أسبوعين بين التطبيق الأول والتطبيق الثاني، وتم حساب معامل الارتباط بين درجات المشاركين بالدراسة لحساب الخصائص السيكومترية في التطبيق الأول، و درجاتهم في التطبيق الثاني على المقياس ككل ويوضح جدول (3) قيم معامل الثبات  لقائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال اضطراب طيف التوحد.

جدول (3)

قيم معامل ثبات قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد
بطريقتي ألفا كرونباك وإعادة تطبيق الاختبار (ن = 40)

يتضح من جدول (3) ارتفاع قيم معامل ثبات  قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد بطريقة ألفا كرونباك وإعادة تطبيق الاختبار؛ مما يشير إلى تمتع المقياس ككل وأبعاده الثلاثة الفرعية بدلالات ثبات مناسبة.

• ولحساب ثبات مقياس جيليام تم حساب معامل ارتباط جيليام في تطبيق 1 و جيليام في تطبيق 2 وكانت النتيجة كما بجدول (4)

• ولتحديد ثبات القائمة تم حساب معامل الارتباط بين القائمة في تطبيق1، القائمة تطبيق 2 كانت النتيجة كما بجدول (5)

ويتضح لنا من خلال جدول (4) وجدول (5) وجود علاقة إرتباطية دالة عند 0,01 مما يعني تمتع قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي بدرجة عالية من الثبات

• استمارة المقابلة الأولية مع والدي أطفال التوحد ذوي ضعف التفاعل (إعداد الباحث الأول)

تم إعداد استمارة المقابلة الأولية مع والدي أطفال التوحد ذوي ضعف التفاعل بهدف المساعدة في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد في الكشف الدقيق عن الخلل في مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد

• كتيب دليل الوالدين لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم بالمنزل (إعداد الباحث الأول)

     تم إعداد دليل مصغر لمساعدة الوالدين في تطبيق البرنامج الإرشادي والدليل عباره عن شرح مختصر وبسيط بلغة سهلة يناسب أولياء الأمور ومدعم بالصور لتيسير الجلسات الارشادية ومتابعة أفراد المجموعة الإرشادية في تطبيق البرنامج الإرشادي بالمنزل

• البرنامج التدريبي

نتيجة لاعتبار اضطراب طيف التوحد فئة تصنيفية مستقلة لها خصائصها التي تميزها عن غيرها من الاضطرابات؛ ظهر العديد من المراكز والاختصاصيين الذين عملوا على إعداد البرامج والوسائل التي تساعد اضطراب طيف التوحد على تنمية جوانب القصور والضعف في أدائهم، ولعل من أهم المجالات التي كانت محل اهتمام ودراسة مهارات التفاعل والمهارات التكيفية بشكل عام.

وفيما يلي عرض المصادر التي تم  الأعتماد عليها في إعداد البرنامج، وأهمية البرنامج و الهدف العام والأهداف الفرعية للبرنامج ومخطط جلسات البرنامج والأدوات المستخدمة والفنيات والاستراتيجيات، ومرحلة تطبيق البرنامج والجلسات الإجرائية للبرنامج، وذلك           كما يلي:

أهمية البرنامج.

تتحدد أهمية البرنامج في النقاط الآتية:

• أهمية الفئة التي يستهدفها البرنامج التأهيلي لاضطراب طيف التوحد.
• أهمية تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي التي يحاول البرنامج تنميتها وعلاجها.
• أهمية تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد؛ والتي في كثير من الأحيان قد تسبب الحرج للأهل وتحد من تعلمه و تواصله وتفاعله مع الآخرين، والتي قد تكون مصدر أذى للطفل أو الأخرين وتؤثر عليه في جميع المجالات.
• يسهم البرنامج في تزويد مكتبة التربية الخاصة ببرنامج إرشادي للوالدين قائم على نهج هانن في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم بالمنزل من ذوي اضطراب طيف التوحد.

أهداف البرنامج.

يهدف البرنامج إلى تحقيق هدف عام، وينبثق منها هدفان فرعيان، ويندرج تحت كل هدف فرعي مجموعة من الأهداف الإجرائية وهي كالتالي:

• الهدف العام للبرنامج:

يهدف هذا البرنامج الإرشادي للوالدين القائم على نهج Hanen في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم من ذوي اضطراب طيف التوحد إلى تحسن مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد  

• الأهداف الإجرائية للبرنامج:

انبثق من الهدف العام عدة أهداف إجرائية وهي كالتالي

• أن يتعرف أفراد المجموعة الإرشادية على خصائص وسمات إضطراب التوحد
• أن يتعرف أفراد المجموعة الإرشادية على التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد
• أن يتعرف أفراد المجموعة الإرشادية على منهج هانن
• أن يذكر أفراد المجموعة الإرشادية أدوار الوالدين في تنمية مهارات طفلهم بالمنزل
• أن يصمم أفراد المجموعة الإرشادية بعض الأدوات  التي يمكن إستخدامها في تدريب الطفل التوحدي بالمنزل
• أن يطبق أفراد المجموعة الإرشادية الاستراتيجيات المستخدمة في تدريب الطفل التوحدي علي بدء التفاعل الإجتماعي
• أن يطبق أفراد المجموعة الإرشادية الاستراتيجيات المستخدمة في تدريب الطفل التوحدي على استمرار التفاعل الاجتماعي
• أن يطبق أفراد المجموعة الإرشادية الاستراتيجيات المستخدمة في تدريب الطفل التوحدي على تطوير التفاعل الاجتماعي
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على بدء التفاعل مع الأم أثناء اللعب 
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على التواصل البصري مع الام
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على تنفيذ الأوامر
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على الإستجابة لنداء اسمه
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على التقليد الحركي
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على طلب الإحتياجات     والرغبات بالنظر  
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على زيادة مدة التفاعل مع الأم
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على طلب الإحتياجات والرغبات بالإشارة 
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على التقليد الصوتي
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على طلب الإحتياجات بتسمية الأشياء بكلمة مفردة 
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على طلب الإحتياجات والرغبات بجمل مركبة
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على وصف أحدث يومه في صورة قصص سردية
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على رد تحية الآخرين
• أن يتقن أفراد المجموعة الإرشادية تدريب الطفل التوحدي على مواساة أصدقائه

نتائج البحث وتفسيرها

بعد تطبيق أدوات البحث التشخيصية، وانتقاء عينة البحث، وبعدها تطبيق أدوات البحث الأساسية على عينة البحث، ومن ثم، التدخل بالبرنامج بالبرنامج الإرشادي للوالدين القائم على نهج Hanen لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي  لدى أطفال اضطراب طيف التوحد أمكن الخروج بعدد من البيانات فيما يخص تنمية المهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال اضطراب طيف التوحد، ولكي يتم التحقق من مدى فاعلية البرنامج الإرشادي، أمكن معالجة البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة، باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية في العلوم الاجتماعية SPSS V25 بهدف التحقق من فروض الدراسة، والتي يمكن توضيح نتائجها على كل فرض من فروض البحث  وتفسيرها في ضوء الدراسات السابقة والإطار النظري للدراسة الحالية، وذلك كما يلي.

أولًا - نتائج البحث وتفسيرها:

الفرض الأول:

• والذي ينص على " يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي في مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال طيف التوحد لصالح القياس البعدي

و للتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب دلالة الفروق بين متوسطات رتب أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي، ومتوسطات رتب نفس المجموعة في القياس التتبعي على مقياس المهارات التفاعل الاجتماعي، وحساب قيمة Z للتعرف على دلالة الفروق بإستخدام إختبار ويلكوكسون ، ويتضح من الجدول (6) النتائج التي تم التوصل إليها في هذا الشأن.

جدول (6) الدلالة الاحصائية للفروق بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية

في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعي (ن=10)

Z =2,58   عند مستوى 0,01      z =1,96   عند مستوى 0,01

يتضح من جدول (6): وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أطفال المجموعة التجريبية في المهارات التفاعل الاجتماعي في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، حيث كانت قيمة Z (2.810)، وهي دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وبذلك يتحقق الفرض الأول للدراسة. وقد بلغ حجم الأثر0.69 وهو حجم تأثير متوسط.

فأطفال المجموعة الإرشادية تحسنت لديهم مهارات التفاعل الاجتماعي من حيث التواصل غير اللفظي مثل فهم الأوامر والتقليد والطلب غير اللفظي، وتحسنت أيضا لديهم مهارات التواصل مع الآخرين لفظياً ومهارات اللعب وتكوين الصداقات مع الاخرين.

وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع نتائج دراسات كل من: ودراسة المومني (۲۰۱1)، ودراسة سليمان( ۲۰۱۳)، والبلوي(2018)، ودراسة عبدالعال (2019)، ودراسة الجندي (2021)

وقد أكدت دراسة رجاء(2018) على أهمية استخدام البرامج الإرشادية للوالدين في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال بالمنزل

ويمكن تفسير ذلك بأن نهج هانن كمنهج إرشادي له دور مهم في تدريب الأطفال لتحسين تفاعلهم الاجتماعي بالمنزل لانه يقوم علي تطبيق الاستراتيجيات خلال البيئة المنزلية فالأسرة هي العامل الأقرب لحياة طفلها والأدرى بتفاصيل مهاراته والأقرب لعالم الطفل، إذ يعمل البرنامج علي خلق فرص تفاعلية طبيعية بين الطفل وأسرته مما يوفر بيئة مناسبة لنمو مهارات التفاعل الاجتماعي

وقد يرجع اكتساب أطفال المجموعة الارشادية للمهارات المستهدفة إلى:

• طبيعة البرنامج، والذي تم الاعتماد في تصميمه على استراتيجيات الصوت والصورة، حيث تم استخدام أساليب مرئية توضح خطوات تنفيذ المهارة مع التعليمات اللفظية التي أتسمت بمجموعة من الخصائص منها: أن تكون بسيطة وقصيرة وواضحة ومحددة، والتي ساعدت أفراد المجموعة الارشادية على فهم طبيعة البرنامج وتنفيذه بخبرة فائقة.
• اعتماد البرنامج الإرشادي على فنيات تدريب يمكن إستخدامها في البيئة المنزلية مثل اللعب والحركات الممتعة والكلمات الممتعة وقراءة القصة وغيرهما

الفرض الثاني:

• ينص الفرض الثاني على أنه " لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي على قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي لأطفال طيف التوحد  بعد مضي شهر من إنهاء البرنامج الارشادي "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب دلالة الفروق بين متوسطات رتب أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي، ومتوسطات رتب نفس المجموعة في القياس التتبعي على مقياس المهارات التفاعل الاجتماعي، وحساب قيمة Z للتعرف على دلالة الفروق بإستخدام إختبار ويلكوكسن، ويتضح من الجدول (7) النتائج التي تم التوصل إليها في هذا الشأن.

جدول (7) الدلالة الاحصائية للفروق بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية

في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعي (ن=10)

يتضح لنا من جدول (7)  عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات الأطفال التوحديين في المجموعة التجريبية في القياسين القبلي – البعدي في مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال إضطراب التوحد فمن خلال مجموع الرتب الأقل تكراراً لأبعاد قائمة مهارات التفاعل الاجتماعي (مهارات التواصل غير اللفظي – مهارات التواصل اللفظي – مهارات تكوين الصدقات) وجد أنها تساوي على التوالي( 0,513 – 1,613- 1,265) وبالكشف عن دلالتها الإحصائية وجد أنهما غير دلالين إحصائياً مما يشير إلى تحقق الفرض الثاني، وهذا يدل على استمرارية تأثير البرنامج الإرشادي في فترة المتابعة في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفال العينة

وتدل هذه النتيجة على أن البرنامج قد أثر في أداء الأطفال، وذلك نتيجة لتأثير البرنامج المباشر على إكسابهم المهارات التفاعل الاجتماعي، وأيضا تحسن معاملة الوالدين للطفل وإرشادهم إلى طرق التعامل الصحيحة مع الطفل، مما انعكس أثر ذلك على الطفل نفسه وفي تحسن أدائه لبعض المهارات التفاعل الاجتماعي .

وقد يرجع ذلك إلى بقاء أثر فعالية البرنامج المستخدم، وتأثيره بصورة إيجابية في تحسين وتنمية المهارات التفاعل الاجتماعي، حيث راعى البرنامج خصائص نمو الأطفال التوحديين واحتياجاتهم، وكذلك أثناء تنفيذه.

إلا أن العامل الرئيسي لنجاح البرنامج هو مشاركة الوالدين فيه، حيث إنهم يمثلون المجال الحيوي الأول للتواصل من خلال التفاعل والتعامل اليومي لإكسابه المهارات المختلفة بممارسة أنشطة البرامج.

والدراسة الحالية تتفق مع الدراسات السابقة جميعها في أهمية اعتماد البرنامج على مشاركة الأسرة في تنفيذه.

كما أن تدريب الوالدين ومشاركتهم بالبرنامج أدى إلى قدرة هؤلاء الآباء على التعامل مع السلوكيات الخاطئة، والتي يظهرها هؤلاء الأطفال، كما ساعد الأبناء على تطوير             قدراتهم ومهاراتهم.

كما يرجع تفسير عدم وجود فروق بين القياسين البعدي والتتبعي إلى استفادة الأطفال من البرنامج، والمراحل التي يتكون منها، وخاصة اعتماده على ما يرغب الطفل، وليس ما يفرض عليه مما أدى إلى بقاء أثر البرنامج، وهذا ما ظهر لدى الطفل حيث وجد أن الأطفال ما زالوا يحتفظون بأداء المهارات التي تم تدريبهم عليها.

كل ذلك ساهم في عدم انتكاسة الأطفال التوحديين بعد انتهاء البرنامج، وامتد أثر ذلك إلى ما بعد انتهاء البرنامج إلى ثبات ما تم تعلمه، وعمل على استمرار تقدمهم مع مرور الوقت.

وهكذا فقد سعت الدراسة نحو استخدام برنامج إرشادي كان له الأثر في إكساب الأطفال في المجموعة الإرشادية لمهارات التفاعل المستهدفة.

ثانياً: الأستنتاجات والتوصيات

خلاصة نتائج البحث:

تؤكد جميع النتائج على فاعلية برنامج البحث الإرشادي للوالدين القائم على نهج  Hanen  لتحسن مهارات التفاعل الاجتماعي  لدى أطفال اضطراب طيف التوحد. وهذا يؤكد ما جاء بالأدب البحثي وهو أن البرامج الارشادية  تعد وسيلة ممتازة لتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد

توصيات البحث :

في ضوء نتائج البحث الحالي برنامج إرشادي قائم على نهج Hanen لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم من اضطراب طيف التوحد من خلال التعامل مع أفراد العينة الإرشادية أثناء تطبيق البرنامج، ومن خلال الملاحظة، والاطلاع على نوعية البرامج المقدمة لهم، وأساليب التعامل معهم، توصل الباحث إلى مجموعة من التوصيات في هذا المجال:

• استخدام نهج Hanen كمدخل لإكساب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مهارات التفاعل الاجتماعي.  
• التوسع في دراسة مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
• الاهتمام بالبرامج الإرشادية وتدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الطفل بالمنزل

ثالثًا: البحوث المقترحة:

• فعالية برنامج إرشادي قائم على نهج Hanen في تنمية المهارات اللغوية لدى أطفال اضطراب طيف التوحد.
• برنامج إرشادي قائم على نهج Hanen في الحد من المصاداة اللفظية لدى أطفال اضطراب طيف التوحد .
• برنامج إرشادي قائم على نهج Hanen لتخفيف حدة مشكلات ضعف التواصل لدى أطفال اضطراب طيف التوحد.

قائمة المراجع

أولًا- المراجع العربية:

• البلوي، نادية صالح (2011). فاعلية برنامج تدريبي مستند إلى الأنشطة الفنية في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وخفض السلوك النمطي لدى أطفال التوحد في الأردن (أطروحة دكتوراة غير منشورة)، جامعة عمان العربية، عمان، الأردن.
• بيومي، لمياء عبد الحميد. (2020). فعالية برنامج قائم على اللعب الجماعي لتنمية مهارات التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد وأثره في تحسين التفاعل الاجتماعي لديهم. مجلة الطفولة والتربية، 12 (43)، 333 - 391.
• الجندي، آيات عبد الفتاح عبد الوهاب. (2021). فاعلية استخدام المسرح الغنائي الرقمي في تنمية مهارتي اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية وأثره في تحسين التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. مجلة بحوث ودراسات الطفولة، 3(6) 1025 1149.
• الحوامدة، أحمد محمود. (2019). الأساليب التربوية والتعليمية للتعامل مع اضطراب التوحد. (ط1). دار بن النفيس للنشر والتوزيع
• سليمان، حفني عبده حفني. (2014). فاعلية برنامج إرشادي أسري لتنمية مهارات الوالدين للتعامل مع بعض المشكلات الجنسية لدى أبنائهم الذاتويين (رسالة ماجستير) قسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي، كلية التربية، جامعة عين شمس.
• صالح، رباب عبد الكريم وبنداري، أبو دنيا نادية عبده عواض، و إبراهيم، مروة محمد حسن (2018) فاعلية برنامج تدريبي لتنمية التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. دراسات تربوية وإجتماعية 2 (24) ، 1283 – 1328.
• عبدالعال، دولت شريف عطية حسن، رضوان مایفل، علي ومحمد عبدالصبور منصور. (2019). فعالية برنامج إرشادي أسري في تنمية بعض مهارات الأمان لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد بالمرحلة الابتدائية. مجلة كلية التربية. 26، 1071 - 1087.
• محمد، فاطمة أحمد رجاء محمود. (2018). أثر برنامج إرشادي للوالدين قائم على إستراتيجية منح السيطرة والتحكم SON - RISE في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أطفالهم ذوي طيف الذاتوية. علم النفس، 118، 193 - 200.
• المومني، رندة موسى، وعواد، أحمد أحمد. (2011). بناء برنامج في التعزيز الرمزي وقياس أثره في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى اطفال التوحد (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة عمان العربية، عمان.
• المومني، رندة، موسى و عواد، أحمد أحمد. (2011). بناء برنامج في التعزيز الرمزي وقياس أثره في تحسین مهارت التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى اطفال التوحد (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة عمان العربية، عمان.
• يحيى، خولة (2000): الاضطرابات السلوكية والانفعالية. عمّان: دار الفكر.

ثانياً- المراجع الأجنبية:

• American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th Ed). Washington، DC: American Psychiatric Association.
• Girolametto, L., Sussman, F., & Weitzman, E. (2007). Using Case Study Methods to Investigate the Effects of Interactive Intervention for Children with Autism Spectrum Disorders. Journal of Communication Disorders, 40, 470-492.
• McConachie, H., Randle, V., Hammal, D., & Le Couteur, A. (2005). A controlled trial of a training course for parents of children with suspected autism spectrum disorder. The Journal of  Pediatrics,  147(3),  335-340.
• Weitzman, E. (2017). It Takes Two to Talk: A Practical Guide for Parents of Children with Language Delays, 5th ed. Toronto, Ontario: The Hanen Centre.

• Sussman, F. (2012). More Than Words: A Parent's Guide to Building Interaction and Language Skills for Children with Autism Spectrum Disorder or Social Communication Difficulties. Toronto: The Hanen Centre.