الخصائـــص السيــكومتـريــة لمقيـــاس الاستعـــداد لمناصـــرة الـــذات لـــدي طـــلاب الجامــــعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم الصحة النفسية، كلية التربية، جامعة أسيوط، أسيوط، مصر

2 أستاذ الصــحـة النفســـية كـلية التربية – جامعـة أسيوط

3 مدرس الصــحـة النفســـية كـلية التربية – جامعـة أسيوط

10.21608/mfes.2024.375263

المستخلص

الملخص                   
هدفت الدراسة الحالية إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة، وأجريت الدراسة على عينة بلغ قوامهم (364) طالبًا وطالبة أعمارهم تتراوح بين (19-22) سنة بمتوسط عمرى قدره (20,19) عامًا وانحراف معياري قدره (1,86)، واستخدمت الدراسة مقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة (إعداد: Harris,2009؛ ترجمة وتعريب: مصطفى عبد المحسن الحديبي وعرفة حسني أبو حشيش و مها صلاح سيد، 2024)، استخدم الباحثون التحليل العاملي التوكيدي للتحقق من صدق البناء الكامن للمقياس عن طريق اختبار نموذج العوامل الكامنة، وأسفرت النتائج عن مؤشرات حسن مطابقة للنموذج المقترح، حيث بلغت قيم مؤشركا2 Chi- Square (3058.772)، ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) (0.895)، ومؤشر المطابقة المعياري (Incremental  Fit  Indexes  (NFI (0.819)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.894)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error  of Approximation (RMSEA) (0.056)، وجميع تلك القيم في المدى المثالي لها، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباك للأبعاد الأول: الاستقلالية (0.683)، والثاني: التحكم/ السيطرة (0.513)، والثالث: الخبرة (0.741)، والرابع: المعرفة (0.778)، والدافعية (0.597)، وبلغت قيمة معامل ثبات المقياس ككل 0,895 , وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس، وهذا يدل علي أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات والصدق. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

             مركز أ . د . احمد المنشاوى

                 للنشر العلمى والتميز البحثى

                      مجلة كلية التربية

                      =======

 

 

الخصائـــص السيــكومتـريــة لمقيـــاس الاستعـــداد لمناصـــرة الـــذات لـــدي طـــلاب الجامــــعة

 

الباحثة

أ/مها صلاح سيد محمد

 معيدة بقسم الصحة النفسية

كلية التربية - جامعة أسيوط

Maha.salah@aun.edu.eg

 

أ.د/مصطفى عبدالمحسن الحديبي

أستاذ الصــحـة النفســـية

كـلية التربية – جامعـة أسيوط

د/ميسرة حمدي شاكر محمود

مدرس الصــحـة النفســـية

كـلية التربية – جامعـة أسيوط

 

 

   }المجلد الأربعون– العدد السابع– يوليو 2024م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص                   

هدفت الدراسة الحالية إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة، وأجريت الدراسة على عينة بلغ قوامهم (364) طالبًا وطالبة أعمارهم تتراوح بين (19-22) سنة بمتوسط عمرى قدره (20,19) عامًا وانحراف معياري قدره (1,86)، واستخدمت الدراسة مقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة (إعداد: Harris,2009؛ ترجمة وتعريب: مصطفى عبد المحسن الحديبي وعرفة حسني أبو حشيش و مها صلاح سيد، 2024)، استخدم الباحثون التحليل العاملي التوكيدي للتحقق من صدق البناء الكامن للمقياس عن طريق اختبار نموذج العوامل الكامنة، وأسفرت النتائج عن مؤشرات حسن مطابقة للنموذج المقترح، حيث بلغت قيم مؤشركا2 Chi- Square (3058.772)، ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) (0.895)، ومؤشر المطابقة المعياري (Incremental  Fit  Indexes  (NFI (0.819)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.894)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error  of Approximation (RMSEA) (0.056)، وجميع تلك القيم في المدى المثالي لها، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباك للأبعاد الأول: الاستقلالية (0.683)، والثاني: التحكم/ السيطرة (0.513)، والثالث: الخبرة (0.741)، والرابع: المعرفة (0.778)، والدافعية (0.597)، وبلغت قيمة معامل ثبات المقياس ككل 0,895 , وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس، وهذا يدل علي أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات والصدق. 

الكلمات المفتاحية: الخصائص السيكومترية- الاستعداد لمناصرة الذات- طلاب الجامعة.

 

 

 

 

 

 

The Psychometric Properties of  Self - Advocacy Readiness Scale for University Students

The researcher

Maha Salah Sayed Mohamed

Demonstrator at Mental Health Department
Faculty of Education- Assiut University
Maha.salah@aun.edu.eg

Prof. Mustafa Abdel Mohsen El-Hudaybi

Professor of Mental Health,

Faculty of Education -Assiut University

Dr. Mysra Hamdy Shaker Mahmoud

Lecturer of Mental Health
Faculty of Education- Assiut University

 

Abstract

The current study aimed to verify the psychometric properties of Self - Advocacy Readiness Scale for university students. The study was conducted on a sample of (364) male and female students, Their ages range between (19-22) years  with an average age of (20.19) years and a standard deviation of (1.86). The study used the Self - Advocacy Readiness Scale for university students (prepared by: Harris, 2009; translated into Arabic by: Mustafa Abdel Mohsen Al-Hudaibi, Arafa Hosni Abu Hashish, and Maha Salah Sayed, 2024). The researchers used confirmatory factor analysis to validate the latent structure of the scale by testing the latent factors model. The results yielded that there are goodness of fit indicators for the proposed model. The values of the Chi-Square Index reached (3058.772), the Goodness of Fit Index (GFI) (0.895), the Standard Fit Index (NFI) (0.819), and the Standard Fit Index (NFI) (0.819), the Comparative Fit Index (CFI) (0.894), and the Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) (0.056). All of these values are in their ideal range. The reliability coefficient value for the scale as a whole was 0.895 and its sub-dimensions were 0.683 , 0.513, 0.741, 0.778, 0.597 respectively. This indicates that the scale has a high degree of reliability and validity.

Keywords: the psychometric properties-  readiness for self-advocacy - university students.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

تُعد المرحلة الجامعية مرحلة مهمة في حياة الأفراد، حيث يتم فيها إعداد الطالب لسوق العمل وشغل المناصب والوظائف المختلفة، كما يتم فيها التأهيل الأكاديمي والإعداد للانتقال إلى مرحلة الدراسات العليا، وتوفر للطالب فرصة الحصول على التدريب العملي والعمل الجماعي، وتُثير في الطالب مشاعر الثقة في النفس والقوة نتيجة المرور بخبرات وتجارب كثيرة تجعله أكثر قوة وثقة بنفسه وبقدراته التي يمتلكها، وأيضاً تساعده على صقل شخصيته نتيجة لاكتساب المعارف التي يبنى على أساسها أفكاره وآرائه، والمرحلة الجامعية بالنسبة للطالب الجامعي بصفة عامة، وطلاب كلية التربية (الطالب المعلم) بصفة خاصة مرحلة ذات طابع خاص حيث يتم إعداده أكاديمياً وتربوياً لنقل خبراته للأجيال المستقبلية. 

ولهذا يجب على الطالب المعلم أن يمتلك مهارة التعبير عن المشاعر سواءً إيجابية أو سلبية والتعبير عن آرائه وأفكاره، والدفاع عن حقوقه الشخصية والتعليمية، واكتساب مهارات التواصل الفعال والتفاوض مع الأخرين، وتحديد أهدافه وحل مشكلاته بصورة عملية، بالإضافة إلى الوعى بنقاط القوة ومواطن الضعف بشخصيته وتقبل ذاته، وكل ما سبق من مهارات تندرج تحت مفهوم مناصرة الذات (Harris, 2009; Dowden, 2010; Barnett, 2014 ؛ حمدي محمد وأحمد كمال ،2017 ؛ محمود ربيع، 2021).

ويُشير عبدالعزيز محمد(2019، 425) إلي أن مناصرة الذات أحد المتغيرات الإيجابية في الشخصية والتي تؤثر إيجابيًا في حياة الطالب الجامعي، وتساعده في التغلب علي المشكلات والضغوط الأكاديمية وتحقيق النجاح الأكاديمي، وصولًا إلي تحقيق ذاته وأهدافه، لذا يمكن اعتبار مناصرة الذات وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس في المواقف الأكاديمية بصفة خاصة والمواقف الحياتية بصفة عامة.

كما تُعد مناصرة الذات مهارة حياتية ضرورية يجب اكتسابها لتحقيق أفضل حياة للأفراد، وقد تناولت العديد من الدراسات أهمية اكتساب الأفراد لمهارات مناصرة الذات ومساعدتهم على السيطرة على حياتهم، من خلال تحسين الأداء الأكاديمي(Barnett,2014؛ Kosine ,2006)؛ وتعين الطالب على تحقيق الاستقلالية وتقبل الذات والتوافق الدراسي والتفاعل الاجتماعي السليم والمشاركة الاجتماعية والتواصل الفعال مع أعضاء هيئة التدريس والأقران (Doren & Kang ,2016)؛ واتخاذ القرارات المصيرية(جمعه فاروق،2017)؛ والصمود النفسي(أسماء أنور، 2023)؛ والقدرة على التعبير عن احتياجاته ومعرفة حقوقه والدفاع عنها (Harris,2009)، وتحقيق التمكين النفسي والمتمثل في الرضا عن الحياة والشعور بالكفاءة الذاتية والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة(منال محمود ومنال عبد النعيم، 2015)، واكتساب الطالب الوعى بنقاط قوته وكيفية استثمارها ومواطن ضعفه وكيفية التغلب عليها(Villanueva,2009)، وتقبل الذات والثقة بالنفس(أحمد كمال وحمدي محمد،2017)؛ وتحقيق التكيف النفسي والاجتماعي لديه Daly-Cano, Vaccaro & Newman, 2015) ؛ Adams,2007 )، وتحديد الأهداف وحل المشكلات واتخاذ القرارات(محمود ربيع , 2021).

و تؤثر مناصرة الذات بصورة مباشرة علي أنماط المواجهة للضغوط الأكاديمية والتحصيل الدراسي لدي طلاب الجامعة، وأن انخفاض مستوى مناصرة الذات يؤثر علي قدرة الطالب الجامعي علي مواجهة الضغوط والتحديات الأكاديمية داخل البيئة الجامعية، والتحديات الغير أكاديمية خارجها، فالضغوط والتحديات الأكاديمية متمثلة في كثرة المهام والتكليفات الدراسية، والساعات الدراسية الطويلة، والجداول الدراسية المزدحمة، والاختبارات المتكررة، والمنافسة الشديدة مع الأقران، والخوف من الإخفاق الأكاديمي، والضغوط والتحديات الغير أكاديمية تتمثل في التوقعات المرتفعة للأسرة حول الأداء الأكاديمي لأبنائها، والمرض، والظروف المعيشية، والمشاكل المالية، والخوف من الفشل المهني في المستقبل، والعمل أثناء الدراسة(عبد العزيز محمد، 2019، 426). وأن نقص مناصرة الفرد لذاته يشعره بعدم السيطرة على الذات وعدم الاستقلالية والثقة بالنفس والدفاع عن احتياجاته أمام الأخرين، ويزيد كل ذلك من مشاعر اليأس والعجز والغربة لديه(محمود ربيع، 2021، 450).

وأيضًا أشارت (Harris(2009 إلي أن الطلاب ذوو مناصرة الذات المرتفعة يكونوا أكثر ثقة في أنفسهم عند مواجهة الضغوط والعقبات الأكاديمية، وبالتالي يُعدوا الأكثر اندماجًا في الأنشطة الأكاديمية والأكثر تفوقًا وتمكنًا وتحقيقًا للمستويات المرتفعة من التحصيل الأكاديمي، وعلي الرغم من أهمية مناصرة الذات إلا أنها لم تلق الاهتمام المناسب من الباحثين، فمناصرة الذات مفهوم يُستخدم في مختلف المجالات لمساعدة الأفراد في تطوير السلوكيات أو المهارات الأساسية حتى يكون لديهم القدرة على التحدث بأنفسهم عن أنفسهم وعن أوضاع حياتهم والدفاع عن احتياجاتهم خاصة الاحتياجات الأكاديمية بما يمكنهم من تحقيق النجاح الأكاديمي.

والمستقرىء لما سبق يتضح له أن الطالب الجامعي يمكنه حل مشكلاته الأكاديمية والحياتية ومواجهة الضغوط بشكل عام وتحقيق أعلي مستويات التحصيل الأكاديمي، من خلال امتلاكه لمجموعة من المهارات كحل المشكلات واتخاذ القرارات وتنفيذها والتعبير عن الاحتياجات والقدرة علي طلب العون من أساتذته وزملائه عند الحاجة، والتمتع بمستوي عال من الوعي الذاتي والثقة بالنفس والدافعية، وهو ما يعني ضرورة امتلاكه لمستوي مرتفع من مناصرة الذات.

كما أن ندرة المقاييس والأدوات المقننة لقياس متغير مناصرة الذات لدى طلاب الجامعة، هذا ما حدا بالباحثين إلى التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدى طلاب الجامعة Harris(2009 )، بعد تعريبه وترجمته من قبل مصطفى عبد المحسن الحديبي وأخرون(2024)، وهذا ما قد يتضح ويتبلور من خلال مشكلة الدراسة.

مشكلة الدراسة

على الرغم من الاستحسان المتنامي في تناول متغير مناصرة الذات في البيئة الأجنبية بحثًا ودراسة، إلا أنه توجد ندرة في الدراسات حول مناصرة الذات لطلاب الجامعة في البيئة العربية، كما أنه في حد ذاته يمثل موضوعاً محورياً، ومن موضوعات الاهتمام الحديثة والمعاصرة نسبياً، وعلي الرغم من ذلك لم ينل حقه من الدراسة والبحث واهتمامات الباحثين بما يتناسب مع أهميته وخطورته.

وأنه لا يوجد في البيئة العربية - في حدود ما تم إطلاع الباحثين عليه-  أي مقياس لمستويات الاستعداد لمناصرة الذات لطلاب الجامعة العاديين، على الرغم من توافر عدد من الدراسات في البيئة الأجنبية تعتمد على مقياس Harris لتشخيص متغير الاستعداد لمناصرة الذات لطلاب الجامعة العاديين، ولذلك يمكن بلورة مشكلة الدراسة في التساؤل التالي: ما الخصائص السيكومترية (الصدق، الثبات) لمقياس  Harris (2009) لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة؟

هدف الدراسة

يتمثل الهدف من الدراسة في تعريب مقياس الاستعداد لمناصرة الذات (إعداد: Harris,2009) ليتماشى مع طبيعة وخصائص طلاب كلية التربية بجامعة أسيوط، والتحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس  Harris (2009). 

أهمية الدراسة

تأتى أهمية الدراسة من أهمية موضوعها ؛ فمناصرة الذات مشكلة وحقيقة ملموسة لدى طلاب الجامعة، كما أن هذه الدراسة توفر أداة مترجمة ومُعربة لقياس الاستعداد لمناصرة الذات، وتمثل إضافة جديدة يمكن الإفادة منها في مجال الدراسات والبحوث الخاصة بطلاب الجامعة بصفة عامة وطلاب كليات التربية بصفة خاصة.

الإطار النظري والمفاهيم الأساسية للدراسة

أولاً- الاستعداد لمناصرة الذات:

وردت العديد من التعريفات لمفهوم مناصرة الذات لبيان طبيعته، وعلاقته بعدد من المتغيرات النفسية والنفس – اجتماعية، وإبراز أبعاده ومكوناته، فتُعرف Harris (2009) مناصرة الذات بأنه مفهوم يستخدم في مختلف المجالات لمساعدة الأفراد في تطوير السلوكيات أو المهارات الأساسية حتى يكون لديهم القدرة على التحدث بأنفسهم عن أنفسهم وعن أوضاع حياتهم، في حين يُعرف Dowden(2010) مصطلح المناصرة بشكل عام بأنها القدرة على محاربة الظلم من خلال العمل الفردي والجماعي من أجل تحسين الظروف التي تعود على الفرد والجماعة، ويُعرف مناصرة الذات بشكل خاص بأنها القدرة على التواصل أو التفاوض بشكل حازم حول مصالح الفرد ورغباته واحتياجاته وحقوقه.

كما يُعرف (Barnett (2014 مناصرة الذات بأنها القدرة على التحدث لنفسك وللأخرين عن نفسك دون خجل أو خوف، حيث تأكيد الفرد لمصالحه ورغباته واحتياجاته وأولوياته وحقوقه الخاصة والتعبير عنها بوضوح دون وجل من الأخرين، بينما يُعرفها محمود ربيع(2021، 460) بأنها "أسلوب حياة يجعل الفرد قادرًا على التحدث عن نفسه واحتياجاته الخاصة، والدفاع عن حقوقه، وإدراك نقاط قوته ومواطن ضعفه، وصياغة أهدافه الشخصية، مع التواصل بشكل فعال مع الأخرين، واتخاذ قراراته مع الشعور بالكرامة وتقرير المصير، للوصول إلى أكبر قدر من الاستقلالية والمشاركة الفعالة في المجتمع، من خلال تحسين مجموعة من المهارات المختلفة، وهى معرفة الذات ومعرفة الحقوق والتواصل والقيادة". 

ويُعرف عمرو رمضان(2021، 264) مناصرة الذات بأنها مفهوم يستخدم في كافة الميادين لمساعدة الأفراد في تطوير سلوكياتهم ومهاراتهم الأساسية، حتى يتسنى لهم التعبير بشكل فعال عن أنفسهم واحتياجاتهم الأكاديمية في البيئة التعليمية، بهدف إشباع هذه الاحتياجات، وتُعرفا فاطمة السيد حسن وعفاف سعيد فرج (2022، 343) مناصرة الذات بأنها "مجموعة سلوكيات تعبر عن قدرة الطالبات علي تحقيق أهدافهن ورغباتهن الخاصة بالنواحي الأكاديمية وغيرها كالوعي بالذات والوصول إلي أكبر قدر من الاستقلالية في أداء المهام والدافعية أو التكيف مع الضغوط التي تواجهها وتقدير متطلبات الدعم التي تحتاجها والكفاح الدائم وراء هذه المتطلبات بغية تحقيقها بما يضمن لهن التمكين والتحكم في صنع القرارات الخاصة بهن".

تعرف أسماء فتحي(2022 ،13) مناصرة الذات بأنها "القدرة على التواصل أو التفاوض أو تأكيد مصالح الفرد ورغباته واحتياجاته وحقوقه بشكل فعال، وأنها أيضًا قدرة الفرد في التحكم والسيطرة علي حياته وقدرته على الاستقلال، ومعرفته لجوانب قوته ومواطن ضعفه وقدرته على تحديد احتياجاته والتعبير عنها للأخرين، ومعرفته لحقوقه وواجباته ودافعيته للدفاع عن ذاته"، بينما تعرف أسماء أنور(2023، 437) مناصرة الذات بأنها" محادثة الفرد لذاته بشكل فعال لتحديد السلوكيات التي من خلالها يستطيع الطالب الاستقلال بهويته ورغباته الخاصة الممكنة للمستقبل، والسيطرة من خلال القدرة على تحمل المسؤولية، واكتساب خبرات ناجحة تساعده في طلب الدعم المناسب له، ومعرفة نقاط القوة لديه واحتياجاته وتعزيز الدوافع الذاتية لديه لرفع مستوى الأداء".

وتتبني الدراسة الحالية مفهوم مناصرة الذات لهاريس Harris (2009) والذي عرفته على أنه :"مفهوم يستخدم في مختلف المجالات لمساعدة الأفراد في تطوير السلوكيات أو المهارات الأساسية حتى يكون لديهم القدرة على التحدث بأنفسهم عن أنفسهم وعن أوضاع حياتهم"، ويُقاس من خلال الدرجة التي يحصل عليها المشاركون بالدراسة الحالية على المقياس المستخدم وأبعاده الخمس.

ووضعتHarris(2009) نموذجاً لمناصرة الذات يتكون من خمسة أبعاد على النحو التالي:

1- الاستقلالية: وتعنى توكيد الطلاب لذواتهم وثقتهم في أنفسهم أمام الآخرين من خلال المبادرة في التعبير عن حاجاتهم للآخرين سواء الوالدين أو المعلمين أو المرشدين على نحو فعال والسعي لتحقيق النجاح الأكاديمي، ويهدف هذا البعد إلى توكيد الطالب لذاته والقدرة على التواصل الجيد.

2-التحكم: مجموعة العمليات التحفيزية والمعرفية التي تساعد الأفراد على السيطرة على    سلوكياتهم ومراقبتها والتحكم بها، ويهدف هذا البعد إلى سيطرة الطالب على أدائه الأكاديمي.

4- الخبرة : خبرة التلاميذ في البيئة التعليمية التي تتيح لهم العدالة وتلقي الخدمات دون تمييز، ويهدف هذا البعد إلى تشجيع الطالب على طلب العون من الأخرين سواء الأسرة أو المعلمين أو إدارة المؤسسة التعليمية التي ينتمى إليها حتى يشعر بالعدالة في المعاملة وفى الحصول على الحقوق الأكاديمية وعدم التمييز.

4- المعرفة: فهم التلاميذ ومعرفتهم بالمهارات والأهداف الأكاديمية والاحتياجات وكيفية الدفاع عنها، ويهدف هذا البعد إلى تعريف الطالب بمفهوم مناصرة الذات ومهارات مناصرة الذات اللازمة لتحقيق النجاح الأكاديمي وإدارته وذلك من خلال تحديد الأهداف والقدرة على اتخاذ القرارات والالتزام بها وتحمل مسئوليتها، ومعرفة الحقوق الأكاديمية والتعبير عنها والمطالبة بها.

 5- الدافعية: دوافع التلاميذ الداخلية لمناصرة ذواتهم ورغباتهم في تحقيق النجاح، ويهدف هذا البعد إلى زيادة الرغبة في الإنجاز والنجاح الأكاديمي، وتحسين القدرة على مناصرة الأخرين ومساعدتهم.

 

 

 

 

 

 

شكل(1) أبعاد مناصرة الذات وفقًا لنموذج Harris(2009) تصميم الباحثين.

مبادئ مناصرة الذات :

ووضعا (2007) Astramovich & Harris  ثلاثة مبادئ لمناصرة الذات، وهي:

  1. تقرير المصير: تم تعريف حق تقرير المصير على أنه قدرة الفرد على اتخاذ قرارات هادفة وتنفيذ هذه القرارات التي تتعلق بجودة الحياة، ويتضمن تقرير المصير المواقف حول الفعالية الشخصية والمواقف حول السيطرة على البيئة، ويتضح تقرير المصير من خلال الاستخدام الناجح لحل المشكلات واتخاذ القرارات وتحديد الأهداف مما يساعد الطلاب في تولى مسؤولية تعليمهم و نجاحهم الأكاديمي، وأن الطلاب الذين يقررون مصيرهم بأنفسهم هم أولئك الذين قاموا بتنمية الوعى بالذات واحترام الذات والثقة بالنفس بإحساس عال من الكفاءة الذاتية ولديهم ميل داخلي للسيطرة إلى حد كبير.
  2. التمكين: ويشير إلى مساعدة الأفراد والجماعات على إدراك وتطوير دور القوة والامتياز في حياتهم، ومساعدتهم على تطوير المعرفة والمهارات بشكل مناسب، والسيطرة على مواقف حياتهم، ومساعدتهم على الوصول إلى حالة من التمكين الاجتماعي، ولهذا، أكدت حركة مناصرة الذات بشدة على أهمية تمكين العميل من خلال تقديم مختلف الخدمات الإرشادية، وضرورة تعزيز العلاقات الاجتماعية القائمة على المساواة، والتوزيع العادل لمختلف المصادر، والاستجابة الثقافية، والتغير الاجتماعي، ومراعاة العديد من الخصائص الأساسية للأفراد المتمكنين منها التوكيدية، الاستقلالية، الاعتماد المتبادل والمسئولية الشخصية والاجتماعية ، وفى النهاية إن الأفراد الذين تم تمكينهم لديهم شعور بالسيطرة على الذات والسيطرة على قرارتهم الحياتية.
  3. العدالة الاجتماعية: في أواخر القرن العشرين ازداد اهتمام المرشدين النفسيين بالاحتياجات الخاصة للعملاء الذين ينتمون إلى مجتمع الأقليات، ولهذا السبب أصبحت الكفاءة الإرشادية القائمة على التعددية الثقافية مكونًا مهمًا من مكونات التدريب على الإرشاد النفسي، وذلك بعد تطوير مجموعة من الكفاءات الإرشادية من أجل توجيه ممارسي الإرشاد نحو اكتسابها وتطبيقها، وينتمي مفهوم الإرشاد القائم على العدالة الاجتماعية إلى حركة الإرشاد القائم على التعددية الثقافية، وازداد تأثير هذا النمط من الإرشاد خلال القرن الحادي والعشرين، ويؤكد هذا المنظور على المسئولية الاجتماعية على المستويين الفردي والمجتمعي بخصوص توفير أنظمة اجتماعية قائمة على الدمج والمساواة، وفى البيئة التعليمية يعمل النظام التعليمي القائم على العدالة الاجتماعية على تعزيز تقرير المصير، والاعتماد المتبادل لدى الطلاب باعتباره وسيلة للتحرر الشخصي والمجتمعي.

مصادر اكتساب مهارات مناصرة الذات لدى طلاب الجامعة:

تناولت العديد من الدراسات مصادر اكتساب مهارات مناصرة الذات لدى طلاب الجامعة، حيث اتفقت على ثلاثة مصادر رئيسية وهى الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران، وأخرى ثانوية مثل وسائل الإعلام والندوات والبرامج الشبابية. 

  1. الأسرة: أكدت دراسة Murray, Lombardi & Kosty (2014) والتي شاركت فيها مجموعة من طلاب الجامعة ذوى مستويات متباينة من التوافق الأكاديمي، أن طلاب الجامعة ذوو المستويات المرتفعة من التوافق الأكاديمي قد حصلوا على درجات مرتفعة على مقاييس الكفاءة الذاتية ومناصرة الذات والدعم الأسرى، على عكس أقرانهم ذوو المستويات المنخفضة من التوافق الأكاديمي والذين سجلوا درجات منخفضة على مقاييس الكفاءة الذاتية ومناصرة الذات والدعم الأسرى.
  2. المدرسة: أشارت دراسة Daly-Cano et al.,(2015) إلى أن طلاب الجامعة المشاركين في هذه الدراسة قد أفادوا بأنهم اكتسبوا مهارات مناصرة الذات من خلال أفراد أسرهم والمعلمين في المدرسة وذلك في وقت مبكر من حياتهم.
  3. جماعة الأقران: وجد Dowrick, Anderson, Heyer & Acosta (2005) أن طلاب الجامعة من ذوى الاحتياجات الخاصة أفادوا بأنهم قد اكتسبوا مهارات مناصرة الذات من خلال المناقشات والملاحظات مع أقرانهم العاديين، وأيضًا ما تلقوه من دعم من أقرانهم ذوى الاحتياجات الخاصة فيما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالدعم ومختلف الخدمات المقدمة لهم وكيفية مناصرة ذواتهم، ويؤيد ما سبق ما أسفرت عنه نتائج دراسة Grella (2014) والتي أجريت على مجموعة من طلاب الجامعة من ذوي صعوبات التعلم حيث اعتبر معظم هؤلاء الطلاب أن أولياء الأمور وغيرهم من أفراد الأسرة المقربين والمعلمين والأقران بمثابة مصادر مهمة أمكن من خلالهم فهم إعاقتهم وتحسين قدرتهم على مناصرة ذواتهم.
  4. مصادر ثانوية: أشار عرفة حسنى(2022، 27) إلى وجود مصادر أخرى ثانوية لاكتساب مهارات مناصرة وأبرزها وسائل الإعلام ودورها في عرض العديد من النماذج المشرفة التي ناصرت ذواتها ووصلت لمرحلة من التمكن والشهرة، والندوات في مختلف المنشئات الاجتماعية، والبرامج الشبابية التي تحفز الشباب على تحقيق أفضل مستويات النمو الشخصي والاجتماعي من خلال نشر ثقافة الوعى والتواصل الجيد والريادة.

ويتضح مما سبق أن البيئة الأسرية والمدرسية والتفاعلات مع الأقران هي المصادر الأولية لاكتساب وتعلم مهارات مناصرة الذات، حيث توفر الأسرة المناخ المناسب لتنمية بعض المهارات التي تساعد الفرد على مناصرة ذاته مستقبلًا، ثم تأتى المدرسة لتكمل ما بدأته الأسرة فيعملان معًا على ترسيخ هذه المهارات، ثم تأتي جماعة الأقران التي يمارس فيها الفرد تلك المهارات بتلقائية وعفوية حتى تتأكد لديه فكرة أن مناصرة الذات ليست سلوكيات ثانوية واختيارية بل هي أساسية يجب امتلاكها وممارستها حتى يؤكد الفرد ذاته، كما أن هناك مصادر أخرى ثانوية لمناصرة الذات وأبرزها وسائل الإعلام والندوات والبرامج الشبابية والتي جميعها تهدف إلى نشر ثقافة الوعى والتواصل الجيد والريادة.

 

 

 

 

شكل (2) مصادر اكتساب مهارات مناصرة الذات لدى طلاب الجامعة.

أسباب افتقاد الطلاب لمهارات مناصرة الذات:

تشير أسماء فتحي(2022، 22) إلي الأسباب المحتملة لافتقاد الطلاب لمناصرة ذواتهم، وهي:

  • عدم قدرة الطلاب على وصف قدراتهم واحتياجاتهم والظروف التي تعزز تعلمهم علي أفضل وجه، نتيجة لسبب صعوبات اللغة، أو ضعف المهارات الاجتماعية، أو قلة المعرفة بأنفسهم كمتعلمين.
  • عدم معرفة الطالب بالأشخاص المناسبين داخل البيئة التعليمية لطلب العون منهم، وافتقاره للأسلوب الصحيح لطلب المساعدة من الآخرين.
  • لم يتم تعليم الطلاب بشكل مباشر مهارات مناصرة الذات، أو عدم توافر الأفراد المناسبين لتدريب الطلاب على المواقف التي قد يحتاجون فيها لمناصرة ذواتهم.
  • محدودية ثقة الطالب في قدراته مما يجعله مترددًا في طرح الأسئلة داخل قاعة المحاضرة أو طلب المساعدة.
  • تثبيط عزيمتهم وانخفاض الدافع نتيجة مقابلة الطلاب ببعض الأشخاص الذين لا يفهمون مستوى القدرة المطلوبة في المعرفة ودورات التوظيف.
  • السلبية في تعليم الطلاب ولاسيما الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث الاعتماد على الوالدين والمعلمين في الدفاع عنهم واتخاذ القرارات نيابة عنهم.

سمات الأفراد المناصرون لذواتهم:

ذكرت لمياء رجب(2020، 31-32)عددًا من السمات التي تميز الفرد المناصر لذاته، وذلك بأنه شخص يمتلك مهارات الاتصال التي تمكنه من الوصول للمعلومات، ملم بقدر كبير من الاحتياجات والمتطلبات الشخصية والتعليمية، قادر علي التحدث والتعبير عن اهتماماته واحتياجاته للأخرين، يستطيع نقل مهاراته الشخصية للأخرين للاستفادة منها، قادر علي تطبيق العلم والمعرفة التي لديه، الوعي بنقاط القوة والضعف لديه، وقادر علي التحكم الذاتي؛ بالإضافة إلي أن مناصرة الذات تجعل الطالب موجه نحو تحقيق الأهداف، قادرًا علي الاستفادة من الفرص التي تقربه من غاياته، لديه إصرار في الحصول علي الدعم الذي يحتاجه، قادر علي تحمل المسؤولية ورسم مسار حياته بنفسه، ويمتلك مهارات الإقناع والتفاوض مما ييسر له التعامل مع مساره التعليمي.

بينما حدد  Wright,  Frey & Sopory (2007) ثلاث خصائص يجب توافرها لدي الفرد المناصر لذاته، أولاً: يجب أن يكون لدى الأشخاص المعرفة والوعي الكافي باحتياجاتهم وما هو متاح لهم من خدمات وتسهيلات مما يساعدهم علي اتخاذ القرارات المناسبة لهم؛ ثانيًا، يحتاج الأفراد إلى أن يكونوا حازمين إلى حد ما عند التحدث والتعبير عن احتياجاتهم للأخرين؛ ثالثًا، يجب أن يكونوا على استعداد لتحدي الأخرين عندما يشعرون أن الخدمات المقدمة لهم غير كافية أو غير متوافقة مع احتياجاتهم.

ومما سبق يمكن تلخيص السمات التي تمييز الفرد المناصر لذاته، كما يلي:

  • المناصر لذاته يتحدث عن نفسه مؤكدً لذاته: كونك مناصرًا لذاتك في أبسط مستوياته يعني أنك تتحدث عن نفسك، ولا تدع الآخرين يتحدثون نيابة عنك إلا إذا طلبت منهم ذلك، كما أنه يجب أن يكون لديك الوعي بنقاط القوة ومواطن الضعف في شخصيتك والعمل علي استثمار نقاط القوة وتحسين مواطن الضعف.
  • المناصرون لذواتهم يعرفون حقوقهم ويدافعون عنها: كمناصر لذاتك يجب أن تعرف حقوقك بموجب القانون حتى تتمكن من التحدث والدفاع عنها.
  • يسيطر المناصرون لذواتهم علي حياتهم: كونك مناصرًا لذاتك يعني أنك تتحكم في حياتك، وهذا لا يعني أنه لا يجب عليك طلب المساعدة عند الحاجة، بل يفهم المناصرون لذواتهم أن طلب المساعدة عند الحاجة هو اختيار شخصي وجزء من السيطرة على حياتهم، كما أنهم يحددون أهدافهم الشخصية ويتوجهون نحوها، ويتخذون قراراتهم بأنفسهم مع تحمل مسؤولية هذه القرارات.
  • المناصرون لذواتهم يتحدثون نيابة عن الآخرين(مناصرة الغير): لا يتحدث المدافعون عن أنفسهم عن أنفسهم فحسب، بل يتحدثون نيابة عن الآخرين الذين قد لا يكونون قادرين على التحدث عن أنفسهم.

مستويات المناصرة:

قسم Henderson & Pochin(2001) المناصرة إلى أربعة مستويات، وهى:

  • مناصرة المواطنين: تهدف لحماية مصالح الأفراد عندما لا توفر الأسر هذه الحماية لعدم قدرتها أو رغبتها في ذلك، وهذه الخدمات تتميز بأنها غير مدفوعة الأجر وأنها علاقة طويلة الأمد، مثل :المحامي والشريك.
  • المناصرة التطوعية: وهى شكل من أشكال المناصرة والتي تدعو الأفراد إلى الاندماج في علاقة منفعة متبادلة مع الفئات المحتاجة للمساعدة مثل: كبار السن، وذوى الإعاقة، وذوى المشكلات النفسية وذلك كنوع من الاندماج المجتمعي. وهذه الخدمات تتميز بأنها غير مدفوعة الأجر وعلاقة قصيرة الأمد تنتهى بمجرد الانتهاء من حل المشكلات.
  • مناصرة الأقران: يستخدم مصطلح " مناصرة الأقران '' لوصف علاقات المناصرة التي يتشارك فيها كل من فردين أو أكثر (المدافع والشريك) تجربة أو بيئة مشتركة، مثل: مقيمان في دار لرعاية المسنين ، أو مريضان في مستشفى، أو امرأتان لديهما خبرة شخصية من العنف المنزلي، على الرغم من أن مناصرة الأقران ليست في حد ذاتها شكلاً من أشكال الدفاع المستقلة بنفس الطريقة التي تستخدم بها على سبيل المثال: مناصرة المواطنين، إلا أنها مع ذلك يمكن أن توفر دافع قوي لكل من التحدي والتغيير داخل إعدادات الخدمة؛ وتشير دعوة الأقران في المقام الأول إلى من يقوم بالدعوة وليس كيف يتم ذلك؛ وقد ينخرط المدافعون عن الأقران (الذين تكون مؤهلاتهم الأساسية هي تجربتهم الشخصية الخاصة بالإعاقة أو استخدام الخدمة أو عدم التمكين) في علاقة فردية في كثير من الأحيان، وتحدث دعوة الأقران بطريقة غير رسمية ومرتجلة ضمن إعدادات الخدمة مثل المراكز النهارية والمنازل السكنية وأجنحة المستشفيات.
  • المناصرة الذاتية: كان أول ظهور لهذا المصطلح كحركة مدنية تستهدف تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين جودة الحياة لديهم ، من خلال تقديم الأنشطة التوعوية والتدريب بالإضافة إلى الدعم بهدف تعلم مهارات جديدة وتنمية الثقة بالنفس.

بينما يقسم Ryan & Griffiths(2015) المناصرة إلى ثلاث مستويات وهم: المناصرة الذاتية وتعنى أن يتحدث الفرد عن نفسه أو يتصرف ويقرر ما هو أفضل له في حياته، والمناصرة الجماعية وتعنى اتفاق مجموعة من الأفراد معًا للدفاع عن قضية مشتركة، وإذا هدفت هذه المجموعة إلى نشر الوعى أو تعليم الأخرين فإنها في هذه الحالة تسمي          المناصرة العامة. 

وأيضًا يصنف عرفة حسنى(2022، 36) المناصرة إلى ثلاث مستويات هي المناصرة الذاتية والتي تتمثل في وعي الطالب بذاته وقدرته على التعبير عن اهتماماته، رغباته، احتياجاته وحقوقه، والمناصرة المؤسسية والتي تتبدى في حالة التعاون الاجتماعي أو المؤسسي من أجل الدفاع عن حقوق الطلاب ويشتمل على مشاركة أولياء الأمور، وأفراد المجتمع والمربين في تحسين العلاقات  المجتمعية أو المؤسسية، والمناصرة العامة والتي تركز على التأثير في الرأي العام، أو السياسات أو التشريعات العامة.

ومما سبق يتضح أن هناك ثلاثة مستويات لمفهوم المناصرة هي المناصرة الذاتية ، والمناصرة الجماعية أو المؤسسية ، والمناصرة العامة. وفيما يتعلق بالدراسة الحالية، فإنها تركز على المستوى الأول المتمثل في مناصرة الفرد لذاته من خلال إكساب طلاب كلية التربية بجامعة أسيوط مهارات مناصرة ذواتهم والمطالبة بحقوقهم داخل البيئة الجامعية.

ثانيا- طلاب الجامعة:

يُعد الالتحاق بالجامعة خبرة جديدة وضاغطة لبعض الطلاب نتيجة لما يمرون به من ضغوط أكاديمية وغير أكاديمية ولاسيما خبرة الانتقال من مرحلة المراهقة لمرحلة الشباب، والتي تتطلب أن يتوافر مستوي معين من امتلاك بعض المهارات لمواجهة هذه التحديات والضغوط، كالقدرة علي اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومهارات التواصل والتفاوض، وهو ما تشمله أبعاد مناصرة الذات، والتي تساعدهم علي مواجهة تلك التحديات وتلبيه              احتياجاتهم التعليمية.

فالطلاب الذين يمتلكون مهارات مناصرة الذات بدرجة عالية، يمتلكون مهارات الاستقلالية والتحكم والخبرة والمعرفة والدافعية والتي تمكنهم من التعبير عن آرائهم بحرية حتي لو مختلفة عن الأخرين، فمهارات الاستقلال تجعلهم أكثر ثقة في أنفسهم أمام الأخرين، فعندما يبادر الطالب في مناصرة ذاته يبدأ في الإعلان عن حاجاته للأخرين والوالدين وأعضاء هيئة التدريس، وهذا يتطلب منه أن يمتلك المهارة والقدرة علي التعبير عما يحتاج، كما تكون لديهم السيطرة التي تساعدهم علي مراقبة سلوكهم والتحكم فيه والسيطرة علي عملية صنع القرار، ويكون لديهم خبرات عن البيئة التعليمية التي تتيح لهم العدالة وتلقي الخدمات داخل الجامعة دون تمييز، والمعرفة بالمهارات التي تجعلهم يدافعون عن أنفسهم ومعرفة أهدافهم الأكاديمية، واحتياجاتهم التعليمية وكيفية الدفاع عنها(منال محمود ومنال عبد النعيم، 2015، 66).   

ويقصد بطلاب الجامعة إجرائيًا بأنهم طلاب جامعة أسيوط والتي تتراوح أعمارهم ما بين (19- 22)عامًا، والذين لديهم انخفاض في مهارات مناصرة الذات، نتيجة عدم تدريبهم في وقت مبكر من حياتهم علي هذه المهارات داخل الأسرة أو في المدرسة بشكل مباشر من خلال المعلمين أو ما تتضمنه المقررات الدراسية من موضوعات.

الدراسات ذات الصلة: 

هدفت دراسة منال محمود ومنال عبد النعيم (2015) لاستكشاف العلاقة بين التمكين النفسي وكل من مناصرة الذات وتصورات الطالبات للفصول الدراسية العادلة لدي طالبات الجامعة، ولتحقيق هذا الهدف قامت الباحثتان بتعريب مقياس (Harris (2009 للكشف عن الاستعداد لمناصرة الذات لدي عينة الدراسة، ومقياس التمكين النفسي(إعداد الباحثتين)، ومقياس تصورات الطلاب للفصول الدراسية العادلة(Paulsel (2005 تعريب الباحثتين، والتي تكونت من (156) طالبة من كلية التربية جامعة حائل بالمملكة العربية السعودية، وأوضحت طريقة ألفا كرونباك والتجزئة النصفية أن هذا المقياس على درجة عالية من الثبات، كما أنه يتمتع بدرجة عالية من الصدق العاملي والاتساق الداخلي.

وهدفت دراسة جمعة فاروق(2017) للكشف عن العلاقة بين مناصرة الذات وتقرير المصير لدي عينة من المعاقين سمعيًا وبصريًا، ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث بتعريب مقياس(Harris (2009 للكشف عن الاستعداد لمناصرة الذات لدي عينة الدراسة، ومقياس تقرير المصير (إعداد أماني عزت نعمان ومحمد أكرم حمدان ،2006)، و تكونت عينة الدراسة من الصم والمكفوفين بلغ عددهم 136 (71 من الصم و 65 من المكفوفين) وعدد الذكور (75) وعدد الإناث(61)، وأسفرت النتائج عن تمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق والثبات تمكن     من استخدامه.

كما هدفت دراسة لمياء رجب(2020) إلى الكشف عن أثر البرنامج التدريبي القائم علي مناصرة الذات في تنمية التمكين والملكية النفسية لدي عينة من طالبات الصف الأول الثانوي، والكشف عن إمكانية التنبؤ بالتمكين والملكية النفسية من درجات مناصرة الذات، وللتحقق من الخصائص السيكومترية لأدوات الدراسة والمتمثلة في: مقياس مناصرة الذات (Harris (2009 تعريب الباحثة، ومقياس التمكين (إعداد الباحثة)، ومقياس الملكية النفسية (إعداد الباحثة)، والبرنامج التدريبي القائم على مناصرة الذات (إعداد الباحثة)، قامت الباحثة باختيار عينة عشوائية من طالبات الصف الأول الثانوي بمدرسة منفلوط الثانوية بنات التابعة لإدارة منفلوط التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة أسيوط، وبلغ عددهن(100) طالبة، ومن خلال حساب صدق مقياس مناصرة الذات بطرق صدق المحكمين وصدق لاوشي وصدق التحليل العاملي، يتضح أن المقياس يتمتع بمعامل صدق مقبول، ومن خلال حساب ثبات المقياس بطرقة ألفا كرونباك وطريقة إعادة التطبيق، يتضح أن المقياس يتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات، كما يتمتع بالاتساق الداخلي.

وهدفت دراسة عمرو رمضان (2021) للتعرف على العلاقة بين مناصرة الذات والتفاؤل و دافعية الإنجاز الأكاديمي من خلال مناصرة الذات والتفاؤل، ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث بتعريب مقياس (Harris (2009، وإعداد مقياسي التفاؤل ودافعية الإنجاز الأكاديمي، وللتحقق من الخصائص السيكومترية لأدوات الدراسة قام الباحث باختيار عينة عشوائية من طلاب الدراسات العليا بلغ عددهم (100) طالبًا، وأسفرت نتائج الدراسة عن تمتع مقياس مناصرة الذات بدرجات ثبات مرتفعة، كما أنه يتمتع بدرجة عالية من الصدق العاملي.

 هدفت دراسة Summary & Hammadi (2023) للتعرف علي مناصرة الذات لدي طلبة الجامعة. حيث تكونت عينة الدراسة من (378) طالبًا وطالبة تم اختيارهم من خمس كليات(كليتين أدبيتين ويمثلون 42% من العينة أي 182 طالبًا وطالبة – وثلاث كليات علمية تمثل 52% من العينة أي 195 طالبًا وطالبة) بجامعة بابل للعام الدراسي (2022- 2023)، واستخدم الباحثان مقياس (Harris(2009  بعد ترجمته للغة العربية، يتضح أن المقياس يتمتع بمعامل صدق مقبول، ومن خلال حساب ثبات المقياس بطرقة ألفا كرونباك وطريقة إعادة التطبيق، يتضح أن المقياس يتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات.

منهج وإجراءات الدراسة

  • منهج الدراسة:

استخدم الباحثين في الدراسة الحالية المنهج الوصفي؛ لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة في حساب مؤشرات صدق البناء للمقياس، إضافة إلى تحديد بعض مؤشرات الثبات لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة.

  • المشاركون بالدراسة :

  اختار الباحثون عددًا من طلاب كلية التربية عشوائيًا ليمثلوا المشاركون بالدراسة ؛ بهدف التحقق من الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة، وقد بلغ قوامهم (364) طالبًا وطالبة من طلاب كلية التربية بجامعة أسيوط؛ وذلك لتمثل بعض المتغيرات الديموجرافية المطلوبة" النوع والتخصص الأكاديمي"، ويوضح جدول (1) الخصائص الديموجرافية            للمشاركين بالدراسة.

جدول (1)

الخصائص الديموجرافية للمشاركين بالدراسة (ن =364)

م

التخصص  الدراسي

الفرقة الأولي

الفرقة الثانية

الفرقة الثالثة

الفرقة الرابعة

إجمالي المشاركين بالدراسة

ذكور

إناث

ذكور

إناث

ذكور

إناث

ذكور

إناث

1

الشعب العلمية

15

26

2

8

2

3

33

35

124

2

الشعب الأدبية

19

102

1

8

2

18

24

66

240

إجمالي المشاركين بالدراسة

34

128

3

16

4

21

57

101

364

  • أداة الدراسة " مقياس الاستعداد لمناصرة الذات " :
  • وصف المقياس:

قام بإعداده Harris (2009) ، وقام بترجمته للغة العربية وإعداده للاستخدام في البيئة المصرية مصطفى عبد المحسن الحديبي وأخرون(2024)، ويتكون من (55) عبارة أمامها خمسة بدائل: (لا تنطبق تمامًا- لا تنطبق إلى حد ما- غير متأكد- تنطبق إلى حد ما- تنطبق تمامًا) تقيس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة، وذلك وفق خمسة أبعاد كما هو موضح بجدول(2):

جدول ( 2 )

توزيع العبارات على الأبعاد المكونة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات

م

البعد

أرقام العبارات

إجمالي عدد العبارات في البعد

1

الاستقلالية

3

4 *

11

14

21*

28*

10

34

45

51*

53

 

 

2

التحكم/السيطرة

1

2*

9

19

31

32

11

41*

47

48

49

55

 

3

الخبرة

7

13

18*

20*

24

36

11

37*

42

46

52

54

 

4

المعرفة

5

6

12*

15

16

22

12

25

27

30

35

40

50

5

الدافعية

8

10

17

23*

26

29

11

33*

38

39

43

44

 

إجمالي عبارات المقياس

55

 (*) العبارات السلبية بالمقياس طبقًا لكل بعد.

  • تصحيح المقياس:

تم تقدير درجات المقياس بوضع درجة لكل عبارة تتراوح من 1 إلى 5 ؛ وذلك كالتالي: لا تنطبق  تمامًا (تعطى درجة واحدة)، لا تنطبق إلى حد ما (تعطى درجتين)، غير متأكد (تعطى ثلاث درجات)، تنطبق  إلى حد ما (تعطى أربع درجات)، تنطبق  تمامًا (تعطى خمس درجات) للعبارات الإيجابية، أما العبارات السلبية تصحح عكس العبارات الإيجابية، حيث كانت طريقة تصحيحها كالتالي: لا تنطبق  تمامًا (تعطى خمس درجات)، لا تنطبق إلى حد ما (تعطى أربع درجات)، غير متأكد (تعطى ثلاث درجات)، تنطبق  إلى حد ما (تعطى درجتين)، تنطبق  تمامًا (تعطى درجة واحدة)، وكانت طريقة الإجابة وضع علامة (P) أما البديل المناسب للطالب المعلم، وتدل الدرجة المنخفضة على انخفاض الاستعداد لمناصرة الذات لدى الطالب المعلم.

نتائج الدراسة وتفسيرها  :

1- نتائج الفرض الأول  وتفسيرها:

ينص الفرض الأول على أنه: " يتصف مقياس الاستعداد لمناصرة الذات لطلاب الجامعة بمؤشرات صدق كما في التراث النفسي ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم اطلاع الباحثين على صدق المقياس في البيئة الأجنبية، حيث تحقق مُعد المقياس في البيئة الأجنبية من صدقه والتحقق منه باستخدام التحليل العامليFactorial Analysis  ، حيث تم حساب التحليل العاملي الاستكشافي Exploratory Factor Analysis للتحقق من الصدق البنائي للمقياس عن طريق إخضاع مصفوفة الارتباطات بين عبارات المقياس (55 عبارة) بطريقة المكونات الأساسية Principle Component لـ Hotelling ، وقد أسفر التحليل العاملي بعد تدوير المحاور تدويراً متعامداً بطريقة الفاريماكس Varimax لـ Kaiser عن وجود خمسة عوامل قابلة للتفسير لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات، هي: العامل الأول(الاستقلالية) وقد بلغ جذره الكامن (3,766)، وتباين (12,985)، العامل الثاني (التحكم) بجذر كامن (3,105) وتباين(10,708)، والعامل الثالث(الخبرة) بجذر كامن (2,447) وتباين(8,439)، والعامل الرابع(المعرفة) بجذر كامن (2,387) وتباين(8,230)، والعامل الخامس(الدافعية) بجذر كامن (1,945) وتباين(6,706)، وهي تفسر (47,068)من التباين الكلي.

وقام الباحثون في الدراسة الحالية بالتحقق من صدق المقياس من خلال التحليل العاملي التوكيدي للبنود Confirmatory Factor Analysis، حيث تم إدخال درجات أفراد العينة الاستطلاعية إلى برنامج (R) الإحصائي واستخدام طريقة المربعات الصغرى الموزونة (WLSMV)، لاستخراج مؤشرات المطابقة للنموذج خماسي الأبعاد عن طريق التحليل العاملي التوكيدي، وللكشف عن مدى جودة تمثيل المفردات التي تشبعت على عومل المقياس كمتغيرات مشاهدة لهذه العوامل للمقياس، وجدول (3) يوضح نتائج أدلة المطابقة لهذا النموذج خماسي العوامل للمقياس وفقًا لاستجابات المشاركين للتحقق خصائص السيكومترية لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لطلاب الجامعة، كما يوضح شكل (3) نموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 شكل(3)

نموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة

وقد حظي نموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة على مؤشرات حسن مطابقة جيدة، حيث إن قيمة كا 2غير دالة إحصائياً، وقيمة مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج الحالي أقل من نظيرتها للنموذج المشبع، وأن قيم بقية المؤشرات وقعت في المدى المثالي لكل مؤشر (*)؛ مما يدل على مطابقة النموذج الجيدة للبيانات موضع الاختبار، ويوضح جدول (3) مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة.

جدول (3)

مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لطلاب الجامعة ( ن =364)

م

المؤشر

قيمة المؤشر

المدى المثالي للمؤشر

1

الاختبار الإحصائي  Chi-Square كا2

3058.772

أن تكون قيمة كا2 غير دالة إحصائيًا

درجات الحرية df(**)

1420

مستوى دلالة Chi-Square

0.0

2

اختبار مربع كاي النسبي df Relative ) /  Chi-Square (

2.154

صفر - 3

3

مؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI)

0.895

0.095- 1

4

جذر متوسط مربعات البواقي المعيارية SRMR

0.082

صفر –  0.06

5

مؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error  of Approximation (RMSEA)

0.056

صفر –  0.08

6

مؤشر المطابقة المعياري Incremental  Fit  Indexes (NFI)

0.819

0.095- 1

7

مؤشر المطابقة المقُارن Comparative Fit Index (CFI)

0.894

0.095- 1

يتضح من جدول (3) أن النموذج المقترح قد جاء متطابقاً مع البيانات في ضوء العديد من المؤشرات ومنها مؤشر كا2  Chi- Square (3058.772)،  ومؤشر حسن المطابقة Goodness of  Fit Index (GFI)  (0.895) ، ومؤشر المطابقة المعياري Incremental  Fit  Indexes  (NFI) (0.819)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.894)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error  of Approximation (RMSEA) (0.056).

2- نتائج الفرض الثاني  وتفسيرها:

ينص الفرض الثاني على أنه : " يتصف مقياس الاستعداد لمناصرة الذات بمؤشرات ثبات كما في التراث النفسي ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض، اعتمد الباحثون فى حساب ثبات المقياسReliability  على طريقة ألفا كرونباك Alpha Cronbach Method ( صفوت فرج، 2007)، وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار، وتراوحت قيم معاملات ثبات أبعاد المقياس بين 0.513 -  0.778 ، وهى قيم مرتفعة تدل على ثبات المقياس، وقد بلغت قيم معامل ثبات ألفا كرونباك للأبعاد الأول: الاستقلالية (0.683)، والثاني: التحكم/ السيطرة (0.513)، والثالث: الخبرة (0.741)، والرابع: المعرفة (0.778)، والدافعية (0.597)، وبلغت قيمة معامل ثبات المقياس ككل 0,895 , وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس، وما توصلت إليه نتائج البحث يمثل مؤشرًا جيدًا لثبات المقياس وأبعاده وصلاحيته للتطبيق في البيئة العربية.

جدول (4)

قيم معامل ثبات ألفا كرونباك لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات و أبعاده (ن= 364)

أبعاد مقياس الاستعداد لمناصرة الذات

معامل ثبات المقياس بطريقة ألفا كرونباك

البعد الأول: الاستقلالية

0.683* *

البعد الثاني: التحكم/ السيطرة

0.513* *

البعد الثالث: الخبرة

0.741* *

البعد الرابع: المعرفة

0.778* *

البعد الخامس: الدافعية

0.597* *

مقياس الاستعداد لمناصرة الذات ككل

0.895* *

        * * دال عند مستوى 0,01

التعليق علي نتائج الدراسة :

استخدم الباحثون في الدراسة الحالية التحليل العاملي التوكيدي للبنود Confirmatory Factor Analysis، حيث تم إدخال درجات أفراد العينة الاستطلاعية إلى برنامج (R) الإحصائي واستخدام طريقة المربعات الصغرى الموزونة (WLSMV)، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الكامنة لمقياس الاستعداد لمناصرة الذات لدي طلاب الجامعة قد حظي علي مؤشرات حسن مطابقة جيدة، وللتحقق من ثبات المقياس تم استخدام معامل ثبات ألفاكرونباك وقد بلغت قيمة معامل الثبات للمقياس ككل (0,895) وهو يُعد مؤشرًا جيدًا لثبات المقياس وصلاحيته للتطبيق، وهذا يدل علي أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات والصدق، مما يؤكد أن المقياس يصلح استخدامه مع طلاب الجامعة، ويمكن استخدامه في البحوث والدراسات العربية الخاصة بطلاب الجامعة في البيئة المصرية والعربية والثقة في النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال استخدامه.

 

المراجع :

أسماء أنور عبدالستار(2023). مناصرة الذات وعلاقتها بالصمود النفسي لدي المراهقين ذوى الإعاقة البصرية بالمنيا. مجلة البحث في التربية وعلم النفس،38(1)، 431-474.

أسماء فتحي أحمد(2022). اليقظة العقلية كمتغير وسيط بين مناصرة الذات والهناء الاجتماعي لدى المراهقين ذوى الإعاقة البصرية. مجلة التربية الخاصة والتأهيل،14(48)، 1-62 .

جمعة فاروق حلمي(2017). مناصرة الذات وعلاقتها بتقرير المصير لعينة من المعاقين سمعياً وبصرياً. مجلة البحث العلمي في التربية، (18)، 475- 496 .

عبد العزيز محمد حسب الله (2019). التباين في أنماط المواجهة الأكاديمية والتحصيل الدراسي طبقاً لمستوى مناصرة الذات الأكاديمية لدى طلاب الجامعة . مجلة كلية التربية ببنها، (120)، 419- 524.

عرفة حسنى عبدالحافظ (2022). الأداء الأكاديمى لدى تلاميذ صعوبات تعلم اللغة الإنجليزية ذوى مستويات متباينة من مناصرة الذات وعلاقته بالمشكلات الانفعالية. رسالة دكتوراه، كلية التربية بالقاهرة جامعة الأزهر.

 عمرو رمضان معوض (2021). إسهام مناصرة الذات والتفاؤل في التنبؤ بدافعية الإنجاز الأكاديمي لدى طلبة الدراسات العليا. الجمعية النفسية للدراسات النفسية، 31(113)، 263- 306 .

فاطمة السيد حسن، عفاف سعيد فرج(2022). فعالية برنامج قائم علي المدخل التفاوضي في تنمية الحيوية النفسية ومناصرة الذات لدي طالبات جامعة الأزهر. مجلة كلية التربية ببنها، 2(132)، 328-450.

لمياء رجب عبد المعطي، هويدا حنفي محمود، أحمد شعبان محمد(2020). فعالية برنامج تدريبي قائم علي مناصرة الذات في تنمية التمكين والملكية النفسية لدي عينة من طلاب المرحلة الثانوية. رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة الإسكندرية.

محمود ربيع الشهاوى (2021). فعالية برنامج إرشادي سلوكي في تنمية بعض مهارات مناصرة الذات لدى عينة من التلاميذ ضحايا التنمر ذوى الإعاقة البصرية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس،36 (2)، 445- 514 .

مصطفى عبد المحسن الحديبي، عرفة حسنى عبد الحافظ، مها صلاح سيد(2024). مقياس الاستعداد لمناصرة الذات. القاهرة : مكتبة الأنجلو.

منال محمود محمد ، منال عبد النعيم محمد (2015). مناصرة الذات وتصورات الطالبات للفصول الدراسية العادلة كمتغيرات تنبؤيه بالتمكين النفسي لطالبات الجامعة. مجلة كلية التربية ، جامعة الأزهر، 2(162)، 13- 81 .

Adams, K. (2007). Visibility of Disability, Attributional Style, Psychosocial Adjustment to Disability, and Self-Advocacy Skill in Relation to Student Adaptation to College . [ Doctoral dissertation, The Florida State University].lib-ir @ fsu.edu

Astramovich, R. L., & Harris, K. R. (2007). Promoting self‐advocacy among minority students in school counseling. Journal of Counseling & Development, 85(3), 269-276.‏

Barnett, A. (2014). Evaluation of relationship between self-advocacy skills and college freshmen first semester grade point average for students with disabilities. [ Doctoral dissertation, University of Montana]. https:// Scholar works. Umt.edu/ etd/10762

Daly-Cano, M., Vaccaro, A.,& Newman, B.(2015). College Student Narratives about Learning and Using Self-advocacy Skills . Journal of Postsecondary Education and Disability,28(2),213- 227  

Doren, B., & Kang, H.(2016). Autonomy , Self-advocacy and the school- and career-related Adjustment of adolescent girls with disabilities. Career Development and Transition for Exptional Individuals,39(3), 132-143

Dowden, A. (2010). The Effectiveness of Self- Advocacy training within a Brief  Psychoeducational motivation of Black Adolescents. [ Doctoral dissertation, North Carolina State University].

Dowrick, P. W., Anderson, J., Heyer, K., & Acosta, J.(2005). Postsecondary education across the USA: Experiences of adults with disabilities. Journal of Vocational Rehabilitation, 22(1) 41-47.

Grella, K. D. (2014). " You missed the exam!": A discourse with college students with learning disabilities on their experiences with self-determination, self-advocacy, and stigma in secondary and postsecondary education (Doctoral dissertation, Syracuse University).‏

Harris, k. (2009). Development and empirical analysis of a self- advocacy readiness scale with a university sample. [ Doctoral dissertation, University of Nevada]

Henderson, R.,& Pochin, M.(2001). A RIGHT RESULT? Advocacy, justice and empowerment. USA, University of Chicago Press.

Khudair Summary, Z., & Hammadi, H. (2023). Self-advocacy among university students. Journal for Educators, Teachers and Trainers,Vol. 14(3). 358-367.

Murray, C., Lombardi, A., & Kosty, D. (2014). Profiling   adjustment among postsecondary students with disabilities: A person-centered approach. Journal of Diversity in Higher Education 7(1) 31-44.

Ryan, T. G., & Griffiths, S. (2015). Self-advocacy and its impacts for adults with developmental disabilities. Australian Journal of Adult Learning, 55(1), 31-53.

Villanueva,  D.  (2009).  Students  with  Learning  Disabilities  in

Postsecondary  Education:  Differences  Among  Students  with

Varying  Levels  of  Self-advocacy  Skills  and  Academic Achievement( Doctoral dissertation, the Graduate School of the

University of Texas-Pan American).

Wright, K. B., Frey, L., & Sopory, P. (2007). Willingness to communicate about health as an underlying trait of patient self-advocacy: The development of the willingness to communicate about health (WTCH) measure. Communication Studies, 58(1), 35-51.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(*) تم تحديد المدى المثالي للمؤشر في ضوء  الأطر التنظيرية للإحصاء المتقدم للعلوم النفسية                والتربوية والاجتماعية.

(**) تم تحديد درجة الحرية طبقاً لعدد المتغيرات المشاهدة والكامنة.

 

 

المراجع :
أسماء أنور عبدالستار(2023). مناصرة الذات وعلاقتها بالصمود النفسي لدي المراهقين ذوى الإعاقة البصرية بالمنيا. مجلة البحث في التربية وعلم النفس،38(1)، 431-474.
أسماء فتحي أحمد(2022). اليقظة العقلية كمتغير وسيط بين مناصرة الذات والهناء الاجتماعي لدى المراهقين ذوى الإعاقة البصرية. مجلة التربية الخاصة والتأهيل،14(48)، 1-62 .
جمعة فاروق حلمي(2017). مناصرة الذات وعلاقتها بتقرير المصير لعينة من المعاقين سمعياً وبصرياً. مجلة البحث العلمي في التربية، (18)، 475- 496 .
عبد العزيز محمد حسب الله (2019). التباين في أنماط المواجهة الأكاديمية والتحصيل الدراسي طبقاً لمستوى مناصرة الذات الأكاديمية لدى طلاب الجامعة . مجلة كلية التربية ببنها، (120)، 419- 524.
عرفة حسنى عبدالحافظ (2022). الأداء الأكاديمى لدى تلاميذ صعوبات تعلم اللغة الإنجليزية ذوى مستويات متباينة من مناصرة الذات وعلاقته بالمشكلات الانفعالية. رسالة دكتوراه، كلية التربية بالقاهرة جامعة الأزهر.
 عمرو رمضان معوض (2021). إسهام مناصرة الذات والتفاؤل في التنبؤ بدافعية الإنجاز الأكاديمي لدى طلبة الدراسات العليا. الجمعية النفسية للدراسات النفسية، 31(113)، 263- 306 .
فاطمة السيد حسن، عفاف سعيد فرج(2022). فعالية برنامج قائم علي المدخل التفاوضي في تنمية الحيوية النفسية ومناصرة الذات لدي طالبات جامعة الأزهر. مجلة كلية التربية ببنها، 2(132)، 328-450.
لمياء رجب عبد المعطي، هويدا حنفي محمود، أحمد شعبان محمد(2020). فعالية برنامج تدريبي قائم علي مناصرة الذات في تنمية التمكين والملكية النفسية لدي عينة من طلاب المرحلة الثانوية. رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة الإسكندرية.
محمود ربيع الشهاوى (2021). فعالية برنامج إرشادي سلوكي في تنمية بعض مهارات مناصرة الذات لدى عينة من التلاميذ ضحايا التنمر ذوى الإعاقة البصرية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس،36 (2)، 445- 514 .
مصطفى عبد المحسن الحديبي، عرفة حسنى عبد الحافظ، مها صلاح سيد(2024). مقياس الاستعداد لمناصرة الذات. القاهرة : مكتبة الأنجلو.
منال محمود محمد ، منال عبد النعيم محمد (2015). مناصرة الذات وتصورات الطالبات للفصول الدراسية العادلة كمتغيرات تنبؤيه بالتمكين النفسي لطالبات الجامعة. مجلة كلية التربية ، جامعة الأزهر، 2(162)، 13- 81 .
Adams, K. (2007). Visibility of Disability, Attributional Style, Psychosocial Adjustment to Disability, and Self-Advocacy Skill in Relation to Student Adaptation to College . [ Doctoral dissertation, The Florida State University].lib-ir @ fsu.edu
Astramovich, R. L., & Harris, K. R. (2007). Promoting self‐advocacy among minority students in school counseling. Journal of Counseling & Development, 85(3), 269-276.‏
Barnett, A. (2014). Evaluation of relationship between self-advocacy skills and college freshmen first semester grade point average for students with disabilities. [ Doctoral dissertation, University of Montana]. https:// Scholar works. Umt.edu/ etd/10762
Daly-Cano, M., Vaccaro, A.,& Newman, B.(2015). College Student Narratives about Learning and Using Self-advocacy Skills . Journal of Postsecondary Education and Disability,28(2),213- 227  
Doren, B., & Kang, H.(2016). Autonomy , Self-advocacy and the school- and career-related Adjustment of adolescent girls with disabilities. Career Development and Transition for Exptional Individuals,39(3), 132-143
Dowden, A. (2010). The Effectiveness of Self- Advocacy training within a Brief  Psychoeducational motivation of Black Adolescents. [ Doctoral dissertation, North Carolina State University].
Dowrick, P. W., Anderson, J., Heyer, K., & Acosta, J.(2005). Postsecondary education across the USA: Experiences of adults with disabilities. Journal of Vocational Rehabilitation, 22(1) 41-47.
Grella, K. D. (2014). " You missed the exam!": A discourse with college students with learning disabilities on their experiences with self-determination, self-advocacy, and stigma in secondary and postsecondary education (Doctoral dissertation, Syracuse University).‏
Harris, k. (2009). Development and empirical analysis of a self- advocacy readiness scale with a university sample. [ Doctoral dissertation, University of Nevada]
Henderson, R.,& Pochin, M.(2001). A RIGHT RESULT? Advocacy, justice and empowerment. USA, University of Chicago Press.
Khudair Summary, Z., & Hammadi, H. (2023). Self-advocacy among university students. Journal for Educators, Teachers and Trainers,Vol. 14(3). 358-367.
Murray, C., Lombardi, A., & Kosty, D. (2014). Profiling   adjustment among postsecondary students with disabilities: A person-centered approach. Journal of Diversity in Higher Education 7(1) 31-44.
Ryan, T. G., & Griffiths, S. (2015). Self-advocacy and its impacts for adults with developmental disabilities. Australian Journal of Adult Learning, 55(1), 31-53.
Villanueva,  D.  (2009).  Students  with  Learning  Disabilities  in
Postsecondary  Education:  Differences  Among  Students  with
Varying  Levels  of  Self-advocacy  Skills  and  Academic Achievement( Doctoral dissertation, the Graduate School of the
University of Texas-Pan American).
Wright, K. B., Frey, L., & Sopory, P. (2007). Willingness to communicate about health as an underlying trait of patient self-advocacy: The development of the willingness to communicate about health (WTCH) measure. Communication Studies, 58(1), 35-51.