نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 كلية التربية -جامعة سوهاج أستاذ أصول التربية – والعميد السابق
2 تخصص أصول تربية دكتوراه الفلسفة في التربية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي (المجلة العلمية)
=======
SWOT- Analysis في التخطيط الاستراتيجي
بين النظرية والتطبيق
إعــــــــــــــــــــــداد
الأستاذ الدكتور/ محمود السيد عباس أستاذ أصول التربية – والعميد السابق كلية التربية -جامعة سوهاج |
|
دكتور/ عفيفه فتحي رفله لوس دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص أصول تربية
|
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد الثانى عشر – جزء ثانى– ديسمبر 2023م{
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص البحث:
هدفت الدراسة الحالية إلى توضيح الاستخدام الأمثل و الصحيح لنموذج SWOT – Analysis في المؤسسات التعليمية المختلفة عند وضع الخطط الاستراتيجية الخاصة بها، واعتمد الباحثان في الدراسة على استخدام المنهج الوصفي التحليلي، بالإضافة إلى المنهج الاستشرافي في تحديد كيفية توظيف نموذج SWOT – Analysis في تحديد الاستراتيجيات المختلفة التي يجب على المؤسسات التعليمية توظيفها عند وضع الأهداف الاستراتيجية الخاصة بها، كما أوضحت الدراسة كيفية توظيف كل من نقاط القوة والضعف مع الفرص والتهديدات في بناء هذه الاستراتيجيات حتى يمكن الوصول إلى وضع خطة تنفيذية واستراتيجية سليمة ودقيقة لهذه المؤسسات.
الكلمات المفتاحية: التحليل البيئي - سوات SWOT – Analysis – الاستراتيجيات البديلة.
Search summary:
the aimed current study to clarify the optimal and correct use of the SWOT - Analysis model In the different educational institutions when developing their strategic plans, and the researchers relied in the study on the use of the descriptive analytical approach, in addition to the forward-looking approach in determining how to employ the SWOT-Analysis model in determining the different strategies that educational institutions should employ when setting their own strategic objectives, The study also showed how to employ each of the strengths and weaknesses along with the opportunities and threats in building these strategies so that a sound and accurate implementation plan and strategy can be reached for these institutions.
Key Words: Scan Environment – SWOT – Analysis- alternative strategies
مقدمة
يُعدُّ التخطيط الاستراتيجي مدخلًا من المداخل الحديثة والفعالة الذي تعتمد عليه جميع القطاعات والمؤسسات التعليمية سواء التعليم الجامعي أو قبل الجامعي في رسم ووضع الخطط المستقبلية؛ وذلك نظرًا لما للتخطيط الاستراتيجي من دور هام في التحول من الممارسات الإدارية التقليدية والعشوائية إلى الممارسات الإدارية التي تبني على دراسات واقعية وفعلية، تعتمد على المشاركة الجماعية، والدراسات العلمية الحديثة التي ترسم طريق واضح المعالم أمام هذه المؤسسات والقطاعات.
وفي الفترة الأخيرة بدأت المؤسسات التعليمية سواء على المستوي العالمي أو الإقليمي أو المحلي في استخدام التخطيط الاستراتيجي كمدخل لوضع خططها الاستراتيجية، التي يترتب عليها مستقبلها العملي والتعليمي والإداري، وأصبحت الخطط الاستراتيجية هي المسار الذي تتبعه المؤسسات التعليمية الجادة، التي تريد البقاء والتطوير والتنافس من جامعات ومدارس ومديريات وإدارات تعليمية لتحقيق أهدافها ورسالتها.
أما فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي كمدخل؛ فهو تفكير استراتيجي منظم، له مقوماته ومفاهيمه وتقنياته الحديثة والفعالة، ومن أهم مزايا التخطيط الاستراتيجي أنه يعتمد على المنهج العلمي لاستشراف متغيرات المستقبل، وذلك من خلا تحليل بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية للاستفادة من جوانب القوة والفرص المتاحة أمامها في مواجهة التحديات المتوقعة، والتي بدورها تساهم في وضع استراتيجيات قابلة للتطبيق، على أن تكون هذه الاستراتيجيات مستمدة من التحليل البيئي لها، وكذلك تحليل الوضع الراهن بها، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذه المؤسسات والقطاعات .
ويُعدُّ التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية ضرورة وليس ترفًا؛ لأنه يسهم في رفع وتطوير أداء المؤسسات التعليمية حاضرًا ومستقبلًا إذا تم تطبيقه بصورة أكثر فاعلية؛ فالتخطيط الاستراتيجي يحقق الكثير من الفوائد للمؤسسات التعليمية ومن أهمها؛ قدرته على وضع خطط استراتيجية تمثل خارطة طريق لهذه المؤسسات، كما يساعد على تحسين وتقوية الميزة التنافسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، كما يوفر التخطيط الاستراتيجي حق المشاركة للجميع في وضع الخطط الاستراتيجية، وغيرها من الفوائد الأخرى.
ويأتي التحليل البيئي ودراسة البيئة المحيطة في مقدمة خطوات استخدام التخطيط الاستراتيجي وتطبيقه في المؤسسات التعليمية، وتنبع أهمية هذه المرحلة من ضرورة فهم متغيرات البيئة الداخلية والخارجية لهذه المؤسسات، والتي تؤثر تأثيرًا مباشرًا على التعليم فيها، والفهم الواضح والحقيقي يأتي من خلال التحليل الدقيق والشامل لمتغيرات وعناصر البيئة الداخلية والخارجية، والذي بناءً عليه يتم تحديد الاستراتيجيات البديلة التي يمكن أن تختار من بينها المؤسسات التعليمية بما يتناسب مع نتائج هذا التحليل.
وتُعدُّ أداة التحليل الرباعي SWOT أداة استراتيجية ظهرت منذ عقود وتستخدم على نطاق واسع في العصر الحديث في مختلف المجالات (الصناعة – التجارة - والمنظمات الخيرية – والتعليم العالي)، بالإضافة إلى أنها جزءًا رئيسًا من دراسات الأعمال، وهي أسلوب تحليل يستخدم كأداة فعالة لبناء الخطط الاستراتيجية في مختلف القطاعات والمؤسسات. (Sarsby, 2012)
كما يُعدُّ نموذج SWOT من الأدوات الأساسية والأكثر شيوعًا وانتشارًا لمرحلة التحليل البيئي لكافة المؤسسات وخاصة المؤسسات التعليمية، وذلك لما له من أهمية في رسم وتحديد الاستراتيجيات التي يمكن للمؤسسات التعليمية استخدامها في وضع تصورها المستقبلي، وكذلك تحدد الموقع التنافسي لهذه المؤسسات.
ومن خلال خبرات الباحثان في مجال التخطيط الاستراتيجي فقد لاحظا أن هناك عدم وضوح لدى البعض عن مفهوم وأهمية نموذج SWOT-Analysis سواء كان عدم الوضوح في الدراسات النظرية، أو في الاستخدام العملي والتطبيقي للنموذج.
وهناك من يعتبر أن نموذج SWOT- Analysis هو نموذج خاص بوضع وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات فقط، دون أي توظيف، ومن هنا أطلق عليه البعض نموذج التحليل الرباعي، ومن هذا المنطلق يتم وضع نتائج التحليل البيئي (القوة والضعف والفرص والتهديدات)، ثم استخدامها على مستوى المؤسسات التعليمية المختلفة، وهذا من أكبر الأخطاء التي ترتكبها هذه المؤسسات عند استخدام نموذج SWOT.
ولكن يجب أن نؤكد أن نموذج (سوات) SWOT- Analysis هو نموذج يقوم بتحديد الاستراتيجيات التي يمكن للمؤسسات التعليمية استخدامها في وضع تصورها المستقبلي وتحقيق ما جاء فيه من أهداف، فهناك من يطلق على نموذج SWOT نموذج الاستراتيجيات البديلة، وذلك من خلال ما بها من نقاط قوة وضعف للبيئة الداخلية، والفرص والتهديدات للبيئة الخارجية، وتوظيف هذه العناصر أو النتائج في تحديد الاستراتيجيات التي تستخدمها المؤسسات التعليمية.
من هنا جاءت فكرة إجراء الدراسة الحالية والتي تهدف إلى توضيح وشرح الاستخدام الصحيح والدقيق لنموذج SWOT- Analysis في استخراج وتحديد الاستراتيجيات التي يجب على المؤسسات التعليمية استخدامها في وضع خططها التنفيذية والاستراتيجية.
مشكلة الدراسة
يُعدًّ التخطيط الاستراتيجي من أهم المداخل التي يتم الحديث عنها واستخدامها أخيرًا في مختلف المؤسسات سواء الإنتاجية أو الخدمية، وذلك لأن التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة تتعلق بالمستقبل، وتبني توقعات البيئة الداخلية والخارجية، وكذلك تقيم الفرص والمخاطر عن طريق صياغة ووضع الأهداف الاستراتيجية.
وتأتي مرحلة التحليل البيئي ودراسة الوضع الراهن في مختلف المؤسسات والقطاعات في المرتبة الأولى عند استخدام التخطيط الاستراتيجي، ومحاولة تطبيقه فيها، وتأتي أهمية هذه المرحلة كونها الأساس في بناء الرؤية والرسالة لهذه المؤسسات، بالإضافة إلى أنها هي الأساس في وضع وصياغة الأهداف الاستراتيجية فيها؛ بالإضافة إلى أنها مرحلة تُبنى بناءً عليها الاستراتيجيات التي سوف تستخدمها المؤسسات في رسم صورتها المستقبلية والوصول إليها.
وجاءت مشكلة الدراسة من خلال عمل ودراسة الباحثان في مجال التخطيط الاستراتيجي، حيث وجدا الباحثان أن هناك بعض المؤسسات والأشخاص لديهم بعض المفاهيم والاستخدامات الخاطئة لنموذج SWOT- Analysis عند استخدامه في التخطيط الاستراتيجي داخل هذه المؤسسات ومن قِبل هؤلاء الأشخاص.
ويجب أن نؤكد في هذه الدراسة أن الهدف الأساسي من استخدام SWOT- Analysis هو تحديد ووضع الاستراتيجيات المختلفة أو ما يسمي (الاستراتيجيات البديلة) أمام المؤسسات والأشخاص، بمعنى أن الوظيفة الأساسية ل SWOT- Analysis هي رسم واستنتاج الاستراتيجيات بناءً على نتائج التحليل البيئي، وما تم التوصل إليه من جوانب قوة وضعف في البيئة الداخلية، وفرص وتهديدات للبيئة الخارجية.
ومن المعروف أن أي استراتيجية تقوم المؤسسات باختيارها يجب أن تتناسب مع نتائج التحليل البيئي وتكون قادرة على تحقيق أهداف المؤسسة المستقبلية، وتعزيز ميزتها التنافسية بين المؤسسات التعليمية المختلفة على جميع الأصعدة.
ومن هذا المنطلق تدور مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل الآتي:
"كيف يمكن استخدام SWOT- Analysis بطريقة صحيحة في تحديد الاستراتيجيات المستقبلية في المؤسسات التعليمية"
وللإجابة على هذا التساؤل الرئيس سيتم الإجابة على التساؤلات الفرعية التالية:
أهمية الدراسة
تستمد الدراسة الحالية أهميتها من الاهتمام الكبير والاستخدام الشائع لنموذج SWOT- Analysis في الآونة الأخيرة في جميع نظم التعليم قبل الجامعي والجامعي، خاصة بعد ذهاب الكثير من هذه المؤسسات التعليمية إلى الحصول على الجودة والاعتماد، ويمكن حصر أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية:
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق عدة أهداف منها:
الإطار النظري للبحث
أولًا: التحليل البيئي وSWOT- Analysis
يُعدُّ التحليل البيئي الخطوة الأولى والمهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي، والتي يتم من خلالها تحليل البيئة الداخلية والخارجية بكل دقة وشفافية، لنحصل على نقاط قوة ومواطن ضعف وفرص وتهديدات حقيقية لبيئة المؤسسة، ولا تترك هذه النتائج بدون التعامل معها لصالح هذه المؤسسة، وللتعامل مع هذه النتائج يتم استخدام عديد من الأدوات من أهمها وأكثرها شيوعًا نموذج التحليل الرباعي SWOT، الذي يتم من خلاله المواءمة بين نتائج التحليل البيئي بحيث يتم التركيز على كافة النتائج باستخدام استراتيجيات SWOT المختلفة والمتنوعة والتي تتناسب مع جميع المؤسسات مهما كانت نتائج التحليل البيئي.
إن كثير من الباحثين استخدموا تحليل SWOT كأداة للتحليل البيئي، لأنه يتناسب بشكل خاص مع المراحل الأولى للتخطيط الاستراتيجي، وظهر تحليل SWOT نتيجة للبحث الذي تم بمعهد ستانفورد من عام 1960 إلى عام 1970، وقام به ألبرت هامفري، وجاء الاهتمام به في نفس الوقت الذي دعت الحاجة إلى دراسة الاستراتيجية، وبات ذلك واضحًا في العديد من النظريات التي تفرض أن تقوم المؤسسات بالتحليل البيئي للاستعانة بنتائجه في رسم صورة المؤسسة في بيئتها الخاصة والعامة (الزيدي، 2014، صفحة 58)
ويُعدُّ نموذج SWOT- Analysis أكثر النماذج الملائمة لميدان التعليم، حيث ظهرت الحاجة إليه انطلاقًا من تزايد الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي، باعتباره قادرًا على الاستجابة والتكيف مع التغيرات المتسارعة والدينامية لكل من البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسات التعليمية، وإذا كان التحليل البيئي من أهم متطلبات التخطيط الاستراتيجي، والتي تمكنه من التكيف مع المتغيرات البيئية، فإنه في حاجة إلى استخدام أسلوب دقيق لرصد وتحليل هذه المتغيرات البيئية، ويعتبر أسلوب SWOT الأسلوب الأكثر ملائمة للقيام بهذه المهمة ، (الشرقاوي، 2016، صفحة 369)
وذلك لأن SWOT يوفر بصفة عامة تبصرًا وتعمقًا من الناحيتين الكمية والكيفية، فيما يتصل بالمؤسسة التعليمية وبيئتها المحيطة، ومن ثم يعد ضرورة وأساسًا للتخطيط الاستراتيجي، فهناك حقيقة هي أن تلك العوامل الأربعة (القوة والضعف والفرص والتهديدات) تشكل المدخلات الأساسية التخطيط الاستراتيجي (الزنفلي، 2012، صفحة 127)
كما أنه قد أكدت التجارب أن التحليل الرباعي SWOT أداة فعالة لتقليص فجوة حالة عدم التأكد، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تحدث في البيئة التعليمية التنافسية، ودعم المؤسسات التعليمية على بناء المركز الاستراتيجي الخاص بها. (paul & Teryima, 2014)
ثانيًا: مفهوم SWOT_ Analysis في المؤسسات التعليمية
التحليل الاستراتيجي الرباعي (SWOT) يُطلق عليه التحليل الرباعي SWOT_ Analysis وهي الحروف الأولى من القوة Strengths والضعف Weaknesses والفرص Opportunities والتهديدات Threats، كما يسمونه أحيانًا بتحليل الموقف، لأنه ينطوي على تحليل كامل للموقف الذي تعمل فيه المؤسسة من بيئة خارجية، وعناصر داخلية، وهو ضروري لتحديد أنشطة جديدة ستمارسها المؤسسة أو إنهاء بعض الأنشطة، التي تشكل عبء على المؤسسة، ويعد بمثابة تحليل دقيق لبعدين في وضع المؤسسة هما: بيئتها الخارجية وخصائصها، والشق الآخر تحليل داخلي، ويتطلب تقييم وضع المؤسسة الداخلي بهدف حصر كل نقاط قوتها ونقاط ضعفها. (Chang, 2008, p. 12)
ويعرف التحليل الاستراتيجي الرباعي (SWOT) أيضًا بأنه: نظام من أجل التعرف على النظام التعليمي، والوقوف على بعض المشكلات التي يعاني منها، كما يعد أداة أساسية للتخطيط الاستراتيجي، حيث تستطيع المؤسسات من خلاله تحديد وضعها، من حيث نقاط قوتها وضعفها الداخلية، والفرص والتهديدات التي تواجهها في بيئتها الخارجية، حيث تستطيع التكيف مع المتغيرات السريعة المتلاحقة عليها، وأخذ الإجراءات المناسبة لملاحقتها، ويطلق عليه علماء الإدارة الاستراتيجية SWOT_ Analysis وهي الحروف الأولى من القوة (Strengths)، والضعف Weaknesses) ، والفرص (Opportunitie) والتهديدات Threats)).
(Dooris, Kelley, & Trainer, 2014, p. 7)
وأيضًا هو تحليل يشير إلى جوانب القوة وجوانب الضعف والفرص والتهديدات، وهو أسلوب يصلح لبناء الخطط الاستراتيجية، ويراعي العديد من العوامل الداخلية والخارجية للمؤسسة، كذلك يعمل على تعظيم جوانب القوة، والفرص المتاحة، وهو وسيلة للحصول على المعلومات، وتحليل هذه المعلومات في ضوء الملاحظات الواقعية للمؤسسة (Franz & Schall, 2015, p. 15)
وأيضًا SWOT_ Analysis هو عملية تحديد وتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في المؤسسات، ويستخدم أهداف العمل، ويحدد العوامل الداخلية والخارجية التي تكون مواتية أو غير مواتية للمؤسسة. (DeRuyck, 2011, p. 9)
ويُعرف أيضًا بأنه عملية تستخدمها المنظمات والمؤسسات التعليمية حتى تمكنها من تحليل كل من بيئتها الداخلية والخارجية، بما يؤثر في صياغة الأهداف والاستراتيجيات، التي من شأنها أن تساعد المدرسة لتحقيق رسالتها والالتزام بها، وحيثما أمكن يُنبئ بالتوقعات المحتملة للمدرسة، شرط اكتساب فهم نقاط القوة والضعف في ضوء الفرص والتهديدات، ويستخدم لتعزيز النجاح في المدرسة (Koulamanis, 2016, p. 12)
وتعرفه الدراسة بأنه أداة مفيدة وفعالة للموائمة بين نقاط القوة والضعف الداخلية والفرص والتهديدات الخارجية للمؤسسات التعليمية، ينتج عن هذه الموائمة الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق أهداف المؤسسات التعليمية، وتحسين وتطوير العملية التعليمية بها، وزيادة قدرتها التنافسية بين المؤسسات المختلفة (محليًا واقليميًا وعالميًا).
ثالثًا: فكرة نموذج SWOT في المؤسسات التعليمية
إن الفكرة التي يعمل بها نموذج SWOT- Analysis بعد الانتهاء من تحليل عوامل البيئة الداخلية، للتعرف على نقاط القوة والضعف، وتحليل عوامل البيئة الخارجية، للتعرف على الفرص والتهديدات، وبعد تحديد هذه العوامل يتم تطوير البدائل الاستراتيجية التي تُبنى على أساس استخدام نقاط القوة، ومعالجة نقاط الضعف، واستغلال الفرص، ومواجهة التحديات، من خلال المزاوجة بين عوامل البيئة الداخلية، مع عوامل البيئة الخارجية، ومن ثم إعداد مصفوفة SWOT للبدائل الاستراتيجية، بما يسهم في اختيار الاستراتيجية المناسبة (الشرقاوي، 2016، صفحة 345)
وتجدر الإشارة إلى أن عملية المواءمة بين نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، تتم من خلال مصفوفة SWOT والتي ينتج عنها امكانية اختيار الاستراتيجية المناسبة لكل موقف، فيما يتناسب مع المؤسسة التعليمية. (Daft, 2012, p. 15)
وبذلك فإن فكرة نموذج SWOT الأساسية في المؤسسات التعليمية هي المواءمة والتنسيق بين نتائج تحليل البيئة الداخلية والبيئة الخارجية الذي أجرته المؤسسة، وينتج عن هذه المواءمة أربع استراتيجيات رئيسة، تختار منها المؤسسة الأنسب والملائم لها سواءً استراتيجية أو أكثر تبعًا لحالة المؤسسة ووضعها الفعلي لتحسين الأداء وتطوير العملية التعليمية بها.
رابعًا: أهمية النموذج الرباعي SWOT في المؤسسات التعليمية
ترجع أهمية SWOT في تحديد الاستراتيجيات البديلة التي يمكن للمؤسسة استخدامها، وذلك حسب نتائج التحليل البيئي الخاص بها، وبما يتناسب معها، وعند الالتزام بهذه الاستراتيجيات فإن المؤسسة يمكنها الانتقال من مستوى أقل إلى مستوى أعلى، كما يمكن للمؤسسة استخدام استراتيجية أو أكثر بما يتوافق مع حالتها وامكانياتها.
ويُعدُّ نموذج SWOT من النماذج المسيطرة على عالم التخطيط، ويستخدم هذا النموذج في التخطيط التشغيلي بنسبة 83% في الخطة الاستراتيجية بمختلف المؤسسات والقطاعات، ويدل ذلك على ارتفاع نسبة استخدام SWOT - Analysis مقارنًا بالنماذج الأخرى الخاصة بالتخطيط الاستراتيجي. (سويدان، 2016)
وتُستمد أهمية نموذج SWOT - Analysis من أهمية تحديده الاستراتيجيات التي تُبنى عليها الصورة المستقبلية للمؤسسات التعليمية، حيث يقدم نموذج SWOT أربع استراتيجيات أساسية من خلال علاقات التفاعل بين القوة والضعف والفرص والتهديدات، ويمكن لأي مؤسسة تعليمية الاختيار من بين هذه الاستراتيجيات، أو يمكن أن تأخذ بالأربع استراتيجيات، هذا حسب ما تتطلع إليه المؤسسة.
ويمكن استخدام تحليل SWOT لتعزيز نجاح المؤسسة بدلًا من مجرد الجلوس والانتظار لفهم ما سيحدث، ويساعد هذا التحليل أيضًا في معرفة وضع المؤسسة بشكل صحيح، لمتابعة الفرص التي لديها وإمكانية المساهمة في نجاحها في المستقبل، ومن خلال تحليل SWOT يمكن للمؤسسة تعزيز فعاليتها وكفاءتها، وكذلك قدرتها على الوفاء بمهمتها. (Koulamanis, 2016, p. 12)
إن دراسة SWOT عملية عقلانية، أو سلسلة من الخطوات تسهم في تطوير العمل في المؤسسات التربوية من خلال التقييم النوعي للطاقات والقدرات الداخلية في المدرسة، وكذلك تطوير الأهداف والخطط المستقبلية للمؤسسة، من خلال وضع الرؤية والرسالة، وتطوير الرؤية المستقبلية لها، والمهام ذات الأولوية في التنفيذ للوصول بها إلى المستقبل المنشود، بالإضافة إلى الأساليب الاستراتيجية المتبعة لإنجاز تلك المهام، وتطبيق الخطط وتقييمها والعمل على تطويرها أخيرًا مراجعة التقدم والتطوير الحادث في المؤسسة، وحل المشكلات وتجديد ومتابعة الخطط فيها. (القشيري، 2007، صفحة 6)
ويساعد نموذج SWOT- Analysis المؤسسات التعليمية على استخدام المعرفة التي تمتلكها من تحليل بيئاتها الداخلية والخارجية في صياغة الاستراتيجية واتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة تحدد حاضر ومستقبل المؤسسة. (Sammut-Bonnici, 2015, p. 3)
كما يسهم SWOT- Analysis في تقديم حلول فعالة لمشكلات المؤسسات بصورة واقعية واضحة، وتعكس بوضوح الإيجابيات المتمثلة في نقاط القوة والفرص والسلبيات المتمثلة في نقاط الضعف والتهديدات؛ بحيث تتكامل الأربع عند استخدام سوات كأداة للتحليل البيئي وينتج عنها مصفوفة التحليل الرباعي (البدائل الاستراتيجية الأربعة). (السويفي، 2018، صفحة 23)
هذا بالإضافة إلى أن SWOT أداة من الأدوات التحليلية الفعالة لتقييم الموقف، وغالبًا ما يستخدم SWOT في التخطيط الاستراتيجي؛ حيث يشكل أحد العوامل التي تؤدي إلى نجاح عملية التخطيط واستمرارها. (Foong, 2019)
كما أضافت دراسة (Franz & Schall, 2015, p. 19) عديد من النقاط التي توضح أهمية تحليل Analysis _ SWOT للمؤسسات التعليمية منها:
كما يسمح نموذج Analysis _ SWOT بتحديد فيما إذا كانت المؤسسة تمتلك الموارد والكفاءات الضرورية للاستجابة للتطورات البيئية، وكذا إن كان بمقدورها تطوير خدماتها وأنشطتها وتوجهها نحو طرق وأساليب جديدة تسمح لها بالتنافس مع المدارس المشابهة (وهابي، 2017، صفحة 320)
ويستخدم تحليل Analysis _ SWOT بصورة عامة عادة عند تقييم المؤسسات ويمكن استخدامه بعدة طرق ذكية أخرى للحصول على تقييم كفء ومثمر في هذا المجال، وبشكل عام يتم توظيف نقاط وعناصر التحليل في تحسين حالة المؤسسة الحالية والمستقبلية، فإذا كانت هناك عناصر قوة غير مستغلة يمكن استغلالها لتحسين الأداء في المؤسسة، وإيجاد فرص تنافسية جديدة، وربطها بخطط عمل سريعة، او اتجاهات استراتيجية مقترحة، وكذلك يمكن الاستفادة من نفس نقاط الضعف والعمل على اصلاحها أو تحييد بعضها على الأقل (الكرخي، 2014، صفحة 208)
هذا بالإضافة إلى الصورة الواقعية التي يقدمها نموذج SWOT- Analysis من خلال ما يوضحه من إيجابيات تتمثل في نقاط القوة والفرص للمؤسسة التعليمية، وكذلك ما يوضحه من معوقات أو سلبيات تتمثل في نقاط الضعف والتهديدات التي تواجه المؤسسات التعليمية، ويحقق نموذج SWOT الترابط والتكامل بين هذه العناصر الأربعة كأداة من أدوات التحليل البيئي التي تؤدي إلى ما يسمى بمصفوفة التحليل الرباعي التي نستنتج منها الاستراتيجيات الأربع للمؤسسات التعليمية. (السويفي، 2018، صفحة 26)
وبالاطلاع على معظم الخطط الاستراتيجية بالجامعات المصرية، والمتاحة يمكن التعرف على الأدوات والأساليب المستخدمة في التحليل البيئي لتلك الخطط، فقد جاء في معظم استراتيجيات الجامعات المصرية ومنها: استراتيجية جامعة سوهاج، جامعة الاسكندرية، جامعة عين شمس، جامعة الفيوم، جامعة جنوب الوادي، وجامعة طنطا وغيرهم، أنهم استخدموا بعد مرحلة التحليل البيئي أداة التحليل البيئي SWOT حيث تم تحديد عناصر القوة والضعف والفرص والتهديدات لكل قسم من أقسام الكلية.
ومن هنا يأتي دور SWOT- Analysis كأحد النماذج المهمة في تحديد الاستراتيجية أو مجموعة الاستراتيجيات التي سوف تستخدمها المؤسسة التعليمية، والتي تبنى عليها كل هذه المؤسسات صورتها المستقبلية، والتي تأمل في الوصول إليها من أجل تحقيق ميزة تنافسية قوية.
خامسًا: مزايا تحليل SWOT_ Analysis في المؤسسات التعليمية
هناك عديد من المزايا لأجراء تحليل سوت Analysis _ SWOT في المؤسسات التعليمية، حين يتم تطبيقه وتنفيذه بطريقة واقعية صحيحة، حيث يمكن للمؤسسة التعليمية أن تستفيد من استراتيجياته، غذا كانت مناسبة وملائمة لحالة المؤسسة، ويتوقف ذلك على واقعية ودقة التحليل البيئي من البداية.
إن تحليل سوت Analysis _ SWOT يلعب دورًا محوريًا في صياغة الاستراتيجية وخياراتها، بل هو أداة قوية لرسم أهداف المؤسسة التعليمية، بالرغم من أنه ينطوي على عناصر ربما تكون ذاتية أي (شخصية)، ولهذا يفضل عند استخدامه تناوله كدليل ووسيلة لإنارة الطريق أمام المؤسسة، وليس وصفة نهائية للمشاكل التي تواجهها. إن المؤسسات الناجحة هي التي تسعى بكل ما لديها لتحديد مواطن القوة لديها، وتصحيح ضعفها، ومواجهة التهديدات الخارجية، كما انها تبقى في مراقبة دائمة لبيئتها الشاملة وتمييز واستغلال الفرص بشكل أسرع من منافسيها. (الكرخي، 2014، صفحة 202)
ومن أهم مميزات أسلوب SWOT في المؤسسات التعليمية ما يلي: (الشرقاوي، 2016، صفحة 402)
مما سبق تتضح مميزات SWOT كأداة فعالة في المؤسسات التعليمية، إذ يوفر للمؤسسة رؤية شاملة تمكنها من اتخاذ القرارات السليمة، ويمكِّنها من التكيف مع المتغيرات الخارجية المتسارعة، كما يعد أيضًا أداة هامة لتصنيف نتائج التحليل البيئي للمؤسسة، مما يؤدي إلى وضع رؤية استراتيجية واضحة للمؤسسة بما يزيد من قدرة المؤسسة نحو تحقيق أهدافها.
سادسًا: المجالات التي يمكن أن يستخدم فيها أسلوب Analysis_SWOT
نظرًا لأهمية أسلوب SWOT وفعاليته تتعدد استخداماته إذ يمكن أن يستخدم في عدة مجالات منها: (الشرقاوي، 2016، صفحة 380)
نستنتج من ذلك تعدد المجالات التي يمكن أن يستخدم فيها أسلوب SWOT داخل المؤسسات التعليمية، بداية من عمليات التخطيط لتحديد الأهداف، ثم عمليات التشخيص والتقييم للوضع الراهن للمدرسة وكافة البرامج والمشروعات داخلها، انتهاءً بعمليات حل المشكلات واتخاذ القرارات الحاسمة.
ولكن يلزم لنجاح التحليل الاستراتيجي SWOT_ Analysis في المؤسسات التعليمية توفر عدة شروط أهمها الواقعية في تحليل الوضع الراهن للمؤسسة للتنبؤ بالوضع المستقبلي، والواقعية في تحديد نقاط القوة والضعف في للمؤسسة، وكذلك الواقعية في تحديد الفرص والتهديدات، وبساطة التحليل والبعد عن التعقيد وذلك حتى يكون تحليل SWOT على قدر عالي من الوضوح والشفافية. (عطية، 2015، صفحة 108)
سابعًا: العناصر الأربعة التي يقوم عليها SWOT- Analysis
يقوم نموذج SWOT- Analysis على توظيف ومواءمة الأربع عناصر الأساسية التي جاءت نتيجة التحليل البيئي، ودراسة الوضع الراهن للمؤسسة، وهذه العناصر هي:
وهي عبارة عن النقاط والجوانب الإيجابية أو المتميزة داخل المؤسسة التعليمية والتي أفرزها التحليل البيئي لهذه المؤسسة.
هي عبارة عن بعض الجوانب التي تكون سلبية أو ليست متميزة داخل المؤسسة، أيضًا هي جوانب تمنع المؤسسة من الوصول إلى أو تحقيق الميزة التنافسية، ويجب أن تحدد هذه النقاط ليس فقط من العاملين داخل المؤسسة، ولكن أيضًا ضرورة إشراك الأطراف الخارجية المستفيدة من خدمات هذه المؤسسة.
وهي عبارة عن الخدمات التي يقدمها للمجتمع الخارجي، والتي يمكن من خلالها للمؤسسة في تطوير وتعزيز جوانب القوة بها وصولًا إلى الأهداف التي تسعى إليها.
وهي عبارة عن المعوقات الموجودة بالمجتمع الخارجي، وتمثل تهديدًا لوضع المؤسسة في تحقيق أهدافها.
ثامنًا: SWOT_ Analysis والاستراتيجيات البديلة
كما سبق القول بأن الهدف الأساسي والرئيسي من نموذج سوت Analysis _ SWOT هو توضيح الاستراتيجيات فعلينا أن نوضح أولًا مفهوم الاستراتيجية كالتالي:
تعرف الاستراتيجية بأنها منهج مقترح شامل، يعتمد على فهم المحيط الواسع الذي يعمل فيه المرء، وكذلك فهم نقاط القوة والضعف في المؤسسة بالإضافة إلى الفرص والتهديدات، والقيود التي تحاول المؤسسة معالجتها، وتعطي الاستراتيجية إطارًا عامَا يقوم العمل في حدوده، كما أنها توضح الأهداف والطريقة التي تعتزم استخدامها لتحقيق ذلك. (مؤسسة الملك خالد الخيرية، 2010، صفحة 363)
وتعني أيضًا تحديد الأهداف والغايات الرئيسية، والطريقة التي تنجز أو تحقق بها المؤسسة هذه الأهداف والغايات تتم من خلال التخطيط الاستراتيجي، وتكون الاستراتيجية هي نتاج لعملية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسة. (جثير و حسين، 2018، صفحة 270)
وتعرف الاستراتيجية أيضًا بأنها خطة شاملة تبين إمكانية تحقيق رسالة المؤسسة وأهدافها، حيث يتمثل الدور الرئيسي للاستراتيجية في زيادة وتعظيم الميزة التنافسية، والحد من نقاط الضعف التنافسية، والاستراتيجية الجيدة هي التي يجب أن يعرفها جميع العاملين ويعملون على تحقيقها بشكل لا يبعث على سوء الفهم، أو التضارب، أو التداخل في الأداء. (باكير، 2017، صفحة 782)
وتعرف الاستراتيجية اجرائيًا بأنها الإطار العام الذي يوضح الخطوات واجراءات العمل لتحقيق أهداف المؤسسات التعليمية، من خلال الفهم الدقيق للبيئة الداخلية والخارجية للمدرسة ورسم الخطوط العريضة لكيفية تحقيق أهداف المدرسة ورؤيتها ورسالتها.
بعد الموائمة بين نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات تنتج أربع استراتيجيات (التوجهات الاستراتيجية) لسوات SWOT، وتختلف مسميات الاستراتيجيات الأربعة لسوات، ولكنها في النهاية لها نفس المضمون وهي:
ج- التوجه الاستراتيجي (ST) ST Strategic: وتسمى استراتيجية الثبات والاستقرار أو استراتيجية القوة والتهديدات (ق _ ت)، يعتمد هذا النوع من الاستراتيجيات على تعظيم الاستفادة من عناصر القوة الداخلية، وتجنب تهديدات البيئة الخارجية، أو الحد من آثارها السلبية على البيئة المدرسية، مما يحقق تحسينها أو إصلاحها، لتنتج تفاعل ثنائي يمكن صياغته بشكل سياسات ومبادرات بتعزيز وتقوية مكامن قوتها لمواجهة التهديدات والتي قد تكون ذات فترة زمنية محددة، وتستطيع تجاوزها. (السويد، 2014، صفحة 249)
د- التوجه الاستراتيجي (OW) OW Strategic: وتسمى استراتيجية الانكماش، واستراتيجية الضعف والتهديدات (ض-ت)، وتستند هذه الاستراتيجية إلى معالجة جوانب الضعف والقصور، بما يساعد على تلافي التهديدات، أو معالجة الآثار السلبية الناجمة عنها، وهي تمثل أخطر الحالات التي تكون بها المؤسسة التعليمية (المدرسة)، لأنها تمثل حالة التوافق بين نقاط الضعف التي تعتريها، وما تواجهه من تهديدات، ويعود السبب في ذلك إلى عدم الكفاءة التشغيلية والخدمية، فضلًا عن الضغوط والتنافسية، والظروف الاقتصادية السيئة. (الشلاش، 2020، صفحة 20)
يتضح من العرض السابق أن نموذج SWOT - Analysis يوفر للمؤسسات التعليمية أربعة نماذج من الاستراتيجيات المختلفة، التي تتناسب مع جميع الحالات التي يمكن أن تكون عليها اي المؤسسة، ويحق لكل مؤسسة أن تختار الاستراتيجية أو الاستراتيجيات التي تتناسب مع واقع تحليلها البيئي، والتي تحقق لها أهدافها المستقبلية، التي تضمن بها تطوير العملية التعليمية بها، والحصول على الجودة والاعتماد الأكاديمي، بما يضمن لها خلق ميزة تنافسية تنافس بها مع المؤسسات التعليمية الأخرى.
ويمكن توضيح استراتيجيات- Analysis SWOT من خلال جدول سوات ويعرف بشبكة تحليل سوات، أو مصفوفة سوات SWOT Matrix وتستخدم لزيادة الفائدة من البيانات التي تم جمعها، والمتصلة بالقوة والضعف والفرص والتهديدات، وتسمح برؤية بعض الديناميكيات في اختيار الاستراتيجيات. ([1])
ويمكن توضيح استراتيجيات- Analysis SWOT في الجدول التالي:
جدول رقم (1)
بيئة داخلية بيئة خارجية |
قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة Strengths |
ضـــــــــــــعف Weaknesses |
فـــــــــــــــــــــــــــــــرص Opportunities
|
S1 SO Strategic التوسع والنمو
|
S2 WO Strategic التحسين والتطوير |
تهديــــــــــــــــــــــــــــدات Threats |
S3 ST Strategic الثبات والاستقرار |
S4 WT Strategic الانكمــــــــــــــــــــاش |
تاسعًا: معايير SWOT _ Analysis
وعند إجراء جدول Analysis SWOT - يجب التأكد من ضرورة توافر المعايير التالية: , (Allison & Kaye, 2015, p. 182) ([2]).
يتضح مما سبق أنه لزيادة فعالية Analysis- SWOT عند اجراءه في المؤسسات التعليمية لابد أن تلتزم كل مدرسة بعدة معايير، وذلك بتحديد وترتيب الأولويات في كل قائمة من قوائم تحليل البيئة الداخلية والخارجية، بما يتناسب مع أهداف المؤسسة، ويتم ذلك بإعطاء تقديرات كمية تحددها المؤسسة لكل عنصر على حسب أهميته، وقوة تأثيره على توجه المدرسة الاستراتيجي، حتى يتثنى للمدرسة اختيار الاستراتيجية المناسبة على اسس واقعية واضحة.
المعايير والاعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام نموذج- Analysis SWOT في المؤسسات التعليمية
هناك عدة معايير واعتبارات يجب مراعاتها لضمان نجاح SWOT نحو تحقيق الأهداف المرجوة منه بكفاءة وفعالية وهي: (الشرقاوي، 2016، الصفحات 405- 406)
يتضح من العرض السابق المعايير والاعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام المؤسسات التعليمية لنموذج Analysis SWOT - أهمها التأكد من وجود الكفاءات، والقدرات التخطيطية القادرة على اجراءه، والتأكيد على تحليل البيئة التنافسية للمدرسة، وذلك لاختيار الاستراتيجيات المناسبة، وأيضًا يجب إجراء التحديثات الدورية لنتائج SWOT- Analysis, وذلك للتغير السريع الذي تتسم به بيئة المدرسة، وتحديد السيناريوهات البديلة والاستراتيجيات المناسبة لها استعدادًا لأي تغيير مفاجئ أو تغيير غير متوقع.
عاشرًا: الخطوات العملية لاستخدام SWOT- Analysis
بعد الاستعراض السابق في كل ما يخص استخدام - Analysis SWOT في المؤسسات التعليمية المختلفة، سوف يتم توضيح الخطوات اللازمة عن تطبيق واستخدام SWOT- Analysis، وهي كالتالي:
جدول رقم (2)
نقاط القوة 1- معلمين على درجة عالية في استخدام التكنولوجيا الحديثة 2- مبني دراسي حديث 3- أماكن جيدة لتنفيذ الأنشطة المختلفة |
نقاط الضعف 1- معامل قديمة ومتهالكة 2- انخفاض المستوي التحصيلي للطلاب 3- إدارة مدرسية ضعيفة المستوي في استخدام التكنولوجيا الحديثة |
الفرص 1- دعم مادي ومعنوي من الوزارة للمؤسسات التعليمية 2- دعم من أولياء الأمور ورجال الاعمال للمؤسسة 3- الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد |
التهديدات 1- القوانين واللوائح الخاصة بالوزارة قديمة وغير مناسبة 2- الموقع الجغرافي غير الملائم 3- ضعف مستوي الميزانيات المخصصة للتعليم من قبل الدولة |
جدول رقم (3)
بيئة داخلية
بيئة خارجية
|
نقاط القوة 5- معلمين متميزين في استخدام التكنولوجيا الحديثة
6- مبني د دراسي حديث
7- أماكن جيدة لتنفيذ الأنشطة
8- موارد مالية جيدة
|
نقاط الضعف 9- معامل قديمة ومتهالكة
10- انخفاض المستوي التحصيلي للطلاب 11- ضعف مستوي الإدارة في استخدام التكنولوجيا الحديثة |
الفرص 12- دعم مادي ومعنوي من الوزارة
13- دعم أولياء الأمور ورجال الاعمال للمؤسسة 14- الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد
|
الاستراتيجية الاولي (SO ) استراتيجية التوسع والنمو وتقوم هذه الاستراتيجية على اساس الاستفادة من الفرص المتاحة امام المؤسسة للتوسع في جوانب القوة وزيادة قوتها |
الاستراتيجية الثانية ( (wo استراتيجية التحسين والتطوير وتقوم هذه الاستراتيجية على اساس الاستفادة من الفرص المتاحة امام المؤسسة لتقليل وتحسين جوانب الضعف |
التهديدات (التحديات) 15- قوانين ولوائح خاصة بالوزارة قديمة وغير مناسبة 16- الموقع الجغرافي غير الملائم 17- ضعف الميزانيات المخصصة للتعليم
|
الاستراتيجية الثالثة ( ST) استراتيجية الثبات والاستقرار تقوم هذه الاستراتيجية على اساس الاستفادة من نقاط القوة التي تمتلكها المؤسسة في تثبيت التهديدات واستقرارها دون زيادة
|
الاستراتيجية الرابعة ( (WT استراتيجية التقليل والانكماش
وتقوم هذه الاستراتيجية على أساس تقديم مجموعة من الأهداف على هيئة مقترحات يتم من خلالها التغلب على كل من نقاط الضعف والتهديدات |
وفيما يلي توضيح لكيفية استخراج الاستراتيجيات الأربعة من نموذج SWOT _ Analysis:
الاستراتيجية الاولي وهي استراتيجية التوسع والنمو والتي تقوم علي أساس الاستفادة من الفرص الموجودة اما المؤسسة التعليمية في تقوية و دعم جوانب القوة الموجودة بها، نفترض انه يتم الاستفادة من فرصة الدعم المادي و المعنوي من الوزارة او المديرية مع نقطة القوة معلمين متميزين في استخدام التكنولوجيا، هنا يكون الهدف الاستراتيجي طبقا لاستراتيجية التوسع و النمو هو "تطوير و زيادة مهارات أعضاء هيئة التدريس (المعلمين) علي استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس.
ويرجع أهمية اختيار وتطبيق هذه الاستراتيجية في المؤسسات التعليمية المختلفة أنها تقوم على استغلال كل الفرص التي يظهرها التحليل في زيادة التوسع في جوانب القوة، وهي تعزز وتزيد من نقاط القوة والتي تعتبر بمثابة مزايا تنافسية لهذه المؤسسات، باستغلالها للفرص المتاحة والمحيطة ببيئة المؤسسات الخارجية خاصة التطورات التقنية والتكنولوجية التي تجتاح العالم بمؤسساته وهيئاته ومنظماته المختلفة، وأصبحت توجهًا عامًا للدول والحكومات، وأصبحت عاملًا أساسيًا لتعزيز مركز التنافسي للمؤسسات التعليمية محليًا وإقليميًا وعالميًا، وبذلك تساعد استراتيجية التوسع والنمو هذه المؤسسات على مواكبة التطورات المختلفة حولها لتعزيز مزاياها التنافسية، وتبوؤها مركزًا متميزًا في تصنيفات التنافسية المختلفة على الصعيدين الدولي والعالمي.
الاستراتيجية الثانية وهي استراتيجية التوسع والنمو والتي تقوم على أساس الاستفادة من الفرص المتاحة امام المؤسسة في تحسين وتقليل جوانب الضعف، نفترض تم اختيار دعم أولياء الأمور ورجال الاعمال كفرصة لتحسين نقطة الضعف وهي معامل قديمة ومتهالكة وبالتالي يكون الهدف الاستراتيجي طبقا لهذه الاستراتيجية هو " تطوير وتحسين المعامل بالمؤسسة من خلال دعم أولياء الأمور ورجال الاعمال.
وترجع أهمية استراتيجية التحسين والتطوير للمؤسسات التعليمية عندما يتم تطبيقها أنها تعالج مواطن الضعف الداخلية الموجودة بها وتحولها لنقاط قوة تدعم ميزتها التنافسية باستغلالها للفرص الخارجية المتعددة من حولها، سواءً من الهيئات المحلية أو الهيئات والمؤسسات الدولية، أو القرارات والقوانين الحكومية، أو قرارات الوزرات المعنية، وهذه الفرص على هيئة مشروعات أو بروتوكولات تعاون، أو قوانين وقرارات لصالح هذه المؤسسات أو دعم مادي ومعنوي من الهيئات والمؤسسات المختلفة، بما يساعد المؤسسات التعليمية على معالجة نقاط الضعف، وتطوير إمكاناتها الداخلية بما يتلاءم مع البيئة الخارجية لهذه المؤسسات، ويعزز الميزة التنافسية لها.
الاستراتيجية الثالثة وهي استراتيجية الثبات والاستقرار والتي تقوم على أساس الاستفادة من نقاط القوة الموجودة لدي المؤسسة في تقليل التهديدات او التحديات التي تواجهها المؤسسة، نفترض سوف يتم الاستفادة من نقطة القوة وهي الموارد المالية الجيدة لدي المؤسسة في تقليل اثار الموقع الجغرافي غير الملائم او البعيد للمؤسسة، هنا يكون الهدف الاستراتيجي طبقا لهذه الاستراتيجية هو: شراء وتوفير بعص وسائل النقل (اتوبيسات او سيارات مثلا) لنقل أعضاء هيئة التدريس / المعلمين من والي المؤسسة من خلال الموارد المالية.
أما بالنسبة لاستراتيجية الثبات والاستقرار فيمكن للمؤسسات التعليمية استخدامها في الأنشطة والخدمات والمشروعات التي تواجه مخاطر خارجية، ولكنها تمتلك نقاط قوة، وذلك بتعزيز وزيادة نقاط القوة لمواجهة التهديدات الخارجية التي لا تستطيع مواجهتها، لتتمكن من تجنبها قدر الإمكان، وفي نفس الوقت تزيد من قوتها داخليًا، وبذلك لا تؤثر هذه التهديدات تأثيرًا سلبيًا على هذه المؤسسات، وتستطيع الحفاظ على استقرار وثبات تلك المشروعات والخدمات لمتاحة بها.
الاستراتيجية الرابعة وهي استراتيجية التقليل والانكماش والتي تقوم على أساس تقليل نقاط الضعف وتقليل التهديدات او التحديات التي امام المؤسسة ودائما ما يتم كتابة الأهداف الاستراتيجية لهذه الاستراتيجية في صورة مقترحات، فمثلا يتم وضع الهدف الاستراتيجي كالتالي: يقترح الحد من مشكلة انخفاض المستوي التحصيلي للطلاب من وضع بعض القوانيين واللوائح المرنة بالاتفاق مع الوزارة او المديرية لإقامة مجموعات دراسية داخل المدرسة او داخل الجامعة , او دمج بعض التخصصات او البرامج بالكليات نظرا لنقص الميزانيات الخاصة بهذه الكليات وهنا يكون الهدف الاستراتيجي هو يقترح دمج برنامج معين مع برنامج اخر بالكلية.
وتعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات المهمة للمؤسسات التعليمية المختلفة ، لأنها تمثل حالة التوافق بين نقاط الضعف التي تعتريها، وما تواجهه من تهديدات، وتهدف إلى تقليل جوانب الضعف في البيئة الداخلية للمؤسسة التعليمية، وما تمثله البيئة الخارجية من تهديدات، وتستخدم هذه الاستراتيجية في حالات تدهور الموارد المالية، أو ضعف الإدارة، أو ضعف البنية التحتية، أو صدور تشريعات أو قرارات مقيدة لنشاط الجامعة أو مجال عملها، أو ظهور كيانات أخرى أهلية أو رسمية تشكل عامل منافسة وتحدي، وفي هذه الحالة تقلل الجامعة حجم الخدمات والأنشطة، أو تقوم بالاستغناء عن بعض الأنشطة والخدمات.
الحادي عشر: نقاط مهمة:
المراجع:
المراجع العربية
المراجع الأجنبية
(3)Alison Michael, Kaye. J, Second Edition, Library of Congress, 2005,pp 182- 183
المراجع العربية
المراجع الأجنبية