المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050م دراسة ميدانية بجامعة أسيوط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

كلية التربية- جامعة أسيوط

المستخلص

هدف البحث إلى تعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050، ووضع رؤية مقترحة من أجل تنميتها لدى الطلاب، واستخدم البحث المنهج الوصفي، وتكونت عينة البحث من عدد (20) عضو هيئة تدريس، وعدد (607) طالبًا وطالبة من طلاب الكليات النظرية (التربية – التربية النوعية) والكليات العملية (الطب البشري- الصيدلة) بجامعة أسيوط، وقامت الباحثتان بتصميم استبانة كادأة للكشف عن واقع المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050، وإعداد مقابلة مع بعض أعضاء هيئة التدريس لتعرف آرائهم حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية ومقترحات تنميتها لدى الطلاب.
 وتوصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها: جاءت استجابات الطلاب تجاه واقع المواطنة البيئية العالمية بدرجة ضعيفة على مستوى الأداة مجملة، وبلغ المتوسط الحسابي قيمة (1.644) وبإنحراف معياري (0.393)، وفيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية فقد جاء مختلفًا من بعد لآخر، حيث أظهرت النتائج أن مستوى "المشاركة البيئية والعدالة البيئية" جاء متوسطًا، وجاء مستوى "المسؤولية البيئية والابتكار البيئي والاستدامة البيئية" ضعيفًا، مما يشير إلى حاجة الطلاب لتنمية المواطنة البيئية العالمية من خلال تنمية السلوك البيئي المسئول، والحث على المشاركة البيئية بقوة، ومعرفة الحقوق والواجبات البيئية، وتشجيع الابتكار البيئي، ونشر ثقافة الاستدامة البيئية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات تقديرات عينة البحث حول واقع المواطنة البيئية العالمية تعزى إلى متغير النوع لصالح الإناث، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات الطلاب حول واقع المواطنة البيئية العالمية تعزى إلى متغير نوع الكلية (عملية - نظرية)، وجاءت استجابات أعضاء هيئة التدريس حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب بالضعف، وضرورة تضمين موضوعات عن المواطنة البيئية العالمية من خلال المناهج الجامعية، والعمل على ممارستها وتطبيقها بشكل فعلي، والتصرف بطريقة صديقة للبيئة، والعمل على نشر ثقافة المواطنة البيئية العالمية بين أعضاء المجتمع الجامعي جميعهم، وعمل قوافل وحملات توعوية بيئية، وتشجيع إنشاء فرق عمل بيئية من الطلاب.
وفي ضوء نتائج الإطار النظري للبحث وتحليل نتائجه الميدانية؛ تم التوصل إلى صياغة رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050م.
The research aimed to identify the reality of global environmental citizenship for Assiut University students in light of The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050, and develop a proposed vision for its development among students. The research used the descriptive approach, and the research sample consisted of (20) faculty members and (607) male and female students. Students of theoretical colleges (education–Specific Education) and practical colleges (Human Medicine - Pharmacy) at Assiut University. The two researchers designed a questionnaire as a tool to detect the reality of global environmental citizenship with students In light of the The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050 and prepare an interview with some faculty members to know their opinions about natural global environmental citizenship and proposals for its development with students.
And Reach out search to Several results, the most important of which are: Students’ responses to The reality of global environmental citizenship to a weak degree at the overall tool level, The arithmetic mean was (1.644) and standard deviation (0.393), Regarding the dimensions of environmental citizenship, it differed from one dimension to another, as the results showed that the level of “environmental participation and environmental justice” was moderate, and the level of “environmental responsibility, environmental innovation, and environmental sustainability” was weak. Which indicates the need of students to development Global environmental citizenship through development environmental behavior administrator, And the encourage strong environmental engagement And knowledge of rights and duties environmental, Encouraging environmental innovation and spreading a culture of environmental sustainability, The results also showed that there were statistically significant differences at the significance level (0.05) between the average estimates of the research sample about The reality of global environmental citizenship This is due to the gender variable in favor of females, and the absence of statistically significant differences between the averages of students’ estimates about The reality of global environmental citizenship attributable to the variable type of college (practical - theoretical), and The responses of the staff members of faculities came on the nature of global environmental citizenship with students that it is weakness, and the necessity of including topics on global environmental citizenship through university curricula, working to practice and apply them effectively, acting in an environmentally friendly manner, working to spread the culture of environmental citizenship among all members of the university community, conducting environmental awareness convoys and campaigns, and encouraging the establishment of environmental work teams from the students.
In light of the results of the theoretical framework and analysis of its field results; A proposed vision for developing global environmental citizenship among Assiut University students was reached in light of The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050م

دراسة ميدانية بجامعة أسيوط

 

إعــــــــــــــــــــــداد

 

أ.م.د/ أماني محمد شريف عبد السلام

     أ.م.د/ هناء فرغلي علي محمود

أستاذ أصول التربية المساعد

كلية التربية- جامعة أسيوط 

أستاذ أصول التربية المساعد

كلية التربية- جامعة أسيوط 

khalednouran00@gmail.com                amanyshrf@yahoo.com

 

 

}المجلد التاسع والثلاثون– العدد الثانى عشر– ديسمبر 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مستخلص البحث:

هدف البحث إلى تعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050، ووضع رؤية مقترحة من أجل تنميتها لدى الطلاب، واستخدم البحث المنهج الوصفي، وتكونت عينة البحث من عدد (20) عضو هيئة تدريس، وعدد (607) طالبًا وطالبة من طلاب الكليات النظرية (التربية – التربية النوعية) والكليات العملية (الطب البشري- الصيدلة) بجامعة أسيوط، وقامت الباحثتان بتصميم استبانة كادأة للكشف عن واقع المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050، وإعداد مقابلة مع بعض أعضاء هيئة التدريس لتعرف آرائهم حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية ومقترحات تنميتها لدى الطلاب.

 وتوصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها: جاءت استجابات الطلاب تجاه واقع المواطنة البيئية العالمية بدرجة ضعيفة على مستوى الأداة مجملة، وبلغ المتوسط الحسابي قيمة (1.644) وبإنحراف معياري (0.393)، وفيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية فقد جاء مختلفًا من بعد لآخر، حيث أظهرت النتائج أن مستوى "المشاركة البيئية والعدالة البيئية" جاء متوسطًا، وجاء مستوى "المسؤولية البيئية والابتكار البيئي والاستدامة البيئية" ضعيفًا، مما يشير إلى حاجة الطلاب لتنمية المواطنة البيئية العالمية من خلال تنمية السلوك البيئي المسئول، والحث على المشاركة البيئية بقوة، ومعرفة الحقوق والواجبات البيئية، وتشجيع الابتكار البيئي، ونشر ثقافة الاستدامة البيئية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات تقديرات عينة البحث حول واقع المواطنة البيئية العالمية تعزى إلى متغير النوع لصالح الإناث، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات الطلاب حول واقع المواطنة البيئية العالمية تعزى إلى متغير نوع الكلية (عملية - نظرية)، وجاءت استجابات أعضاء هيئة التدريس حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب بالضعف، وضرورة تضمين موضوعات عن المواطنة البيئية العالمية من خلال المناهج الجامعية، والعمل على ممارستها وتطبيقها بشكل فعلي، والتصرف بطريقة صديقة للبيئة، والعمل على نشر ثقافة المواطنة البيئية العالمية بين أعضاء المجتمع الجامعي جميعهم، وعمل قوافل وحملات توعوية بيئية، وتشجيع إنشاء فرق عمل بيئية من الطلاب.

وفي ضوء نتائج الإطار النظري للبحث وتحليل نتائجه الميدانية؛ تم التوصل إلى صياغة رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050م.

كلمات مفتاحية: المواطنة- المواطنة البيئية العالمية- الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ  في مصر2050- جامعة أسيوط.

Abstract:

The research aimed to identify the reality of global environmental citizenship for Assiut University students in light of The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050, and develop a proposed vision for its development among students. The research used the descriptive approach, and the research sample consisted of (20) faculty members and (607) male and female students. Students of theoretical colleges (education–Specific Education) and practical colleges (Human Medicine - Pharmacy) at Assiut University. The two researchers designed a questionnaire as a tool to detect the reality of global environmental citizenship with students In light of the The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050 and prepare an interview with some faculty members to know their opinions about natural global environmental citizenship and proposals for its development with students.

And Reach out search to Several results, the most important of which are: Students’ responses to The reality of global environmental citizenship to a weak degree at the overall tool level, The arithmetic mean was (1.644) and standard deviation (0.393), Regarding the dimensions of environmental citizenship, it differed from one dimension to another, as the results showed that the level of “environmental participation and environmental justice” was moderate, and the level of “environmental responsibility, environmental innovation, and environmental sustainability” was weak. Which indicates the need of students to development Global environmental citizenship through development environmental behavior administrator, And the encourage strong environmental engagement And knowledge of rights and duties environmental, Encouraging environmental innovation and spreading a culture of environmental sustainability, The results also showed that there were statistically significant differences at the significance level (0.05) between the average estimates of the research sample about The reality of global environmental citizenship This is due to the gender variable in favor of females, and the absence of statistically significant differences between the averages of students’ estimates about The reality of global environmental citizenship attributable to the variable type of college (practical - theoretical), and The responses of the staff members of faculities came on the nature of global environmental citizenship with students that it is weakness, and the necessity of including topics on global environmental citizenship through university curricula, working to practice and apply them effectively, acting in an environmentally friendly manner, working to spread the culture of environmental citizenship among all members of the university community, conducting environmental awareness convoys and campaigns, and encouraging the establishment of environmental work teams from the students.

In light of the results of the theoretical framework and analysis of its field results; A proposed vision for developing global environmental citizenship among Assiut University students was reached in light of The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050.

Keywords: Citizenship - Global Environmental Citizenship - The National Strategy for Climate Change in Egypt 2050- Assiut University.

 

 

 

 

 

أولاً- الإطار العام للبحث:

مقدمة:

يشهد العصر الحالي عديد من المبادرات والاهتمامات التي تنادي بتوطيد علاقة الأفراد ببيئتهم، وتنشئتهم على الحفاظ عليها؛ تحقيقًا لما يسمى بالمواطنة البيئية العالمية، والتي باتت لها أهمية كبيرة في ربط أفكار المواطنين في أنحاء العالم جميعه حول هدف مشترك؛ للحفاظ على البيئة، ومواجهة التحديات التي تتعرض لها؛ من خلال تنشئة المواطنين على القيم، والسلوكيات، والممارسات التي تعبر عن المواطنة البيئية العالمية. 

وتعد المواطنة المفهوم الأساسي في التحول نحو الدولة الحديثة، ونقطة الارتكاز في النهوض بها؛ كونها الأساس الدستوري للمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الدولة الواحدة، وهي أداة لبناء المواطن؛ للعيش بسلام وتسامح مع غيره مع ضمان الحريات الفردية، واحترام حقوق الإنسان، وقبول الآخر، واحترام القانون والنظام العام، وغيرها من المؤشرات التي تمثل قيمًا للمواطنة، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها ما لم يتم توعية المواطنين بحقوقهم ومسئولياتهم المتعلقة بالبيئة، واحترامهم للقوانين المنظمة للتعامل معها، والشعور بمشاكلها، والمشاركة الفعالة في حلها، وهذا ما يعرف بالمواطنة البيئية العالمية.

وتعد المواطنة البيئية العالمية من المفاهيم التي تستهدف تكوين إنسان له الحقوق والواجبات والتطلعات في أنحاء العالم جميعه دون تمييز، كما تهدف إلى غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل لدى المواطنين صغارًا كانوا أم كبارًا؛ لتساعدهم في أن يكونوا صالحين وقادرين على المشاركة الفعالة والإيجابية في القضايا والمشكلات البيئية، وبذلك يتطور مفهوم المواطنة ويصبح له مدلول أبعد وأشمل يتعدى كون الإنسان مواطنًا داخل وطنه فقط إلى كونه عضوًا فاعلاً ونشيطًا في المجتمع ككل، وبذلك يصبح مفهوم المواطنة البيئية العالمية ضرورة وجودية؛ لبقاء الإنسان.

وتعد المواطنة البيئية العالمية إحدى أشكال المواطنة، والتي اشتقت منها مؤخرًا؛ لتعطي مزيدًا من التحديد والتخصيص الذي يميزها عن غيرها من أنواع المواطنة الأخرى، والتي تتضمن حقوق المواطن وواجباته تجاه بيئته، فالإنسان هو الذي يخلق مشكلات البيئة ويدمر مواردها، ومن ثم يكون الهدف الأكثر أهمية هو الاتجاه نحو تنشئة المواطنين على السلوكيات المسئولة. (إسماعيل، 2021، 80)، وبالتالي تزايد الاهتمام بالمواطنة البيئية من قبل صناع القرار والتربويين في مختلف أقطار العالم؛ فالمواطنة البيئية محط اهتمام رئيس لعلماء السياسة البيئية، وأصحاب النظريات البيئية.(الديب ، 2022، 5)

وتهدف المواطنة البيئية العالمية إلى بناء جيل جديدٍ وواعٍ بالقضايا البيئية، وبأهمية البيئة، ويؤمن بضرورة المحافظة عليها من الأخطار التي تهددها، والتي جاءت كنتيجة لفعل التدخل البشري في الطبيعة، وما نجم عن ذلك من ظهور الاختلالات البيئية المختلفة؛ مما لفت أنظار العالم أجمع لضرورة الاهتمام بالبيئة، وتحقيق أكبر المستويات من الوعي بقضاياها وأهمية المحافظة عليها، كما أن الاهتمام بالبيئة أمر حيوي من منطلق العامل المشترك بين البلدان جميعها، وهو العيش على كوكب واحد؛ مما يؤكد ضرورة تكاتف الجهود والمشاركات على المستويات المحلية والدولية من أجل تخفيف الآثار الضارة؛ بغية أن تنعم البشرية ببيئة أكثر أمانًا، وحياة أكثر جودة، وتنمية أكثر استدامة. (إبراهيم؛ وزهرة، 2023، 5)

ومن منطلق أن جوهر المواطنة البيئية العالمية يكمن في العلاقة التبادلية الوطيدة بين المواطنة والبيئة؛ لذا صار مفهوم المواطنة البيئية يحمل في طياته مصفوفة من القيم التي تدور حول ضرورة حماية المواطنين، والبيئة بمواردها، وأنظمتها، وصيانتها من التدهور وكل ما يخص سلامتها. (أبو مغنم، 2022، 328)

وترتكز المواطنة على إشراك المواطنين في القضايا المشتركة، والتحديات المستقبلية، والمشاكل المتزايدة التي تمس باستدامة النظام البيئي، باعتبار البيئة من أهم مواضيع القانون الدولي، ومن أهم الشواغل الإنسانية التي إن لم تتخذ من أجلها تدابير وقائية وحمائية فحتمًا سيتم تهديد السلم والأمن الدوليين، فالبيئة بهذا المفهوم تهم البشرية جمعاء؛ لارتباطها بموضوع آخر ألا وهو موضوع الحقوق الإنسانية، والتي تعد حقوقًا عالمية، وإنسانية متكاملة، وغير قابلة للتجزئة، مع ضرورة التركيز على أن الاستدامة البيئية هي عامل مهم من عوامل التنمية.(عمروش، 2014، 90)

والمواطن الصالح يؤمن بأن المواطنة البيئية العالمية سلعة عامة، ويعطي المعارف الأخلاقية والقيم الحاكمة أهمية المعارف العلمية والتكنولوجية نفسها، ويؤمن بأن الحقوق              البيئية للآخرين تنطوي على مسئوليات بيئية لا تقع فقط على كاهل جيرانه أو مواطنيه،                 بل على كاهل الجميع، ويعي أن الأفعال الخاصة بالبيئة قد يكون لها آثارًا بيئية عامة .               (أبو مغنم، 2022، 327)

غير أن الإنسان بسلوكياته يفتقر إلى احترام البيئة، ورعاية حقوقها، وبات يهدد وجوده نفسه، وليس أدل على هذا من ظهور عديد من المشكلات البيئية التي أخذت صفة العالمية، وبالبحث عن المصدر لهذه المشكلات يُستنتج أنها لا تخرج من كونها أزمة قيم، فهي بالدرجة الأولى سلوكيات ناتجة عن غياب القيم البيئية المتعلقة بطريقة معاملة الإنسان لبيئته.                (إسماعيل، 2021، 79)

حيث شهدت العقود الأخيرة زيادة في المشكلات البيئية على المستويين المحلي والعالمي، كتلوث المياه، وتلوث الهواء، وتلوث التربة، ومشكلات التصحر، واستنزاف الموارد البيئية ومحدوديتها، ومشكلات الطاقة، والاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية، والتي تعكس سوء استخدام الإنسان للبيئة، حيث بلغ تأثير الإنسان على البيئة إلى مستويات خطيرة خاصة إذا استمر الحال على ذلك.

وتعد ظاهرة التغير المناخي من أهم القضايا البيئية الناجمة عن تزايد النشاط البشري، وزيادة استهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة في الواقع، ولما لها من تداعيات تشكل خطرًا يحيط بمستقبل الأجيال القادمة، وأن تغير المناخ بات أمرًا لا يمكن تجاهله؛ وذلك لأن التدهور البيئي على الصعيد العالمي لم يجد من يوقفه، ومن ثم أصبح هذا التغير مماثلاً لخطر الحروب على البشرية.( أبو عيطة، 2023، 202)، فظاهرة التغير المناخي ظاهرة عالمية إلا أن      تأثيراتها محلية.

وللمواطنة البيئية دور مهم في الحد من المشكلات البيئية التي تؤثر على سلامة النظم البيئية واستدامتها، فقد أصبح الاهتمام بتنميتها لدى المواطنين ضرورة قصوى يجب علينا الإسراع به.

ومن ثم توالت المؤتمرات بشأن القضايا البيئية، والتي بدأت بقمة الأرض في ستوكهولم 1972م، وهو أول مؤتمر عالمي يجعل البيئة قضية رئيسة، واعتمد المشاركون سلسلة من المبادئ السليمة للبيئة، والتي اعتبرت صوت العالم للمحافظة على البيئة وحسن إدارتها. (مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية 1972)، والمنتدى التحضيري لقمة جوهانسبيرغ (2002) للتنمية المستدامة للمنظمات غير الحكومية، والذي عقد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (2002)، والذي أشار إلى أهمية حماية البيئة المحلية والعالمية ومواردها الطبيعية وصونها من التلوث، ما يعكس معرفة ووعيًا بندرة الموارد الطبيعية أحيانًا، ومحدودية قدرتها على                                    التجدد أو إعادة التأهيل الذاتي أحيانًا أخرى، وأهمية المحافظة عليها وتنميتها باستدامة .                ( مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، 2002).

وكذلك قمة الأرض ريو +20 للتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر المنعقد في يونيو 2012، والذي أسفر عن وثيقة ختامية سميت بــ " المستقبل الذي نصبو إليه". (مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، 2012)، والمؤتمر الدولي الثامن للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية (2018) والذي ركز على معالجة الأخطار البيئية المؤثرة على صحة الإنسان، وضرورة تطوير البرامج الدراسية للتوعية، وتحصين البيئة بالتشريعات والقوانين، واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا؛ لجمع المجتمع البيئي العالمي معًا في ستوكهولم - السويد في اجتماع بيئي دولي كبير في  يونيو 2022، وهو أسبوع يوم البيئة العالمي "ستوكهولم +50: كوكب صحي من أجل رخاء الجميع - مسؤوليتنا، فرصتنا" لتحقيق الإجراءات العاجلة اللازمة لتأمين مستقبل أفضل على كوكب صحي، من خلال الاعتراف بأهمية التعددية في معالجة أزمة كوكب الأرض الثلاثية - المناخ والطبيعة والتلوث - لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك خطة عام 2030. (ستوكهولم  +50، 2022).

وما زال الاهتمام بالمواطنة البيئية وتنميتها قائمًا، حيث نظمت الشبكة الأوربية للمواطنة البيئية في مؤتمر الباحثين الدوليين الثاني في التعليم من أجل المواطنة البيئية 2022International Researchers Education for Environmental Citizenship (IREEC)؛ بغرض تعميق الفهم حول القضايا البيئية والمواطنة البيئية.(European Network for Environmental Citizenship, 2022, 1)، والمؤتمر العلمي الدولي الثالث الذي نظمته جامعة الأزهر تحت عنوان " تغير المناخ – التحديات والمواجهة" في الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2021، حيث أوصي بضرورة الحفاظ على البيئة بين طلاب الجامعة؛ لتحقيق الاستدامة، وتفعيل دور الشباب في مواجهة أزمة التغير المناخي من خلال إطلاق مشروع "سفراء المناخ"، وتفعيل دور أعضاء هيئة التدريس في إجراء الدراسات البينية، والعمل على نشر مفهوم الاستدامة البيئية، ونشر السلوكيات الصحيحة. (الهيئة الوطنية للاستعلامات، 2021)، ومؤتمر الأطراف للدورة السابعة والعشرين (COP 27) الذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر2022م، والذي جاء استكمالاً لمجموعة من مؤتمرات القمة العالمية للمناخ السابقة له، والذي في ضوئه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050. (الهيئة الوطنية للاستعلامات، 2022).

كما ظهرت حملات عالمية لكسب الرأي العام العالمي بأهمية النظام البيئي، وضرورة تضافر الجهود؛ لمواجهة المشاكل التي تهدده، ومن أهم هذه الحملات: حملات أنقذوا الأرض عبر الوسائط الإلكترونية، وذلك من خلال لفت انتباه الناس للانتهاكات التي تطال البيئة، عن طريق التوعية البيئية، وتبادل التجارب، والمطالبة بترويج الطاقة المستدامة.( عمروش، 2014، 104)

وكذلك حملات منظمة السلام الأخضرGREEN PEACE ، وهي منظمة عالمية مهتمة بالبيئة، وتسلط الضوء على المشاكل البيئية العالمية، وتحث صانعي القرار على اعتماد حلول جوهرية من أجل ضمان مستقبل أخضر يعمه السلام، ونشر الثقافة البيئية من أجل المساهمة في إرساء المواطنة البيئية، مثل حملة "لا يمكنكم أن تغرقوا قوس قزح"، وحملة "صفر إزالة الغابات" بحلول عام 2020 والتي أطلقتها 2012،   (بلعسل، عمروش، 2022، 357- 369)، وحملة "معًا من أجل عالم مشرق خالٍ من النووي"، وحملة "الطاقة المسالمة"، وحملة "دفاعًا عن متوسطنا"، وحملة "شارك في الحل"؛ حيث وجدت أن هذا الكوكب الضعيف يحتاج إلى صوت. ( عمروش، 2014، 105- 106)

كما أطلقت مصر عديد من من المبادرات والحملات البيئية منها: مبادرة "اتحضر للأخضر"؛ لتغيير السلوكيات، ونشر الوعي البيئي، وحث المواطنين على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية؛ لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة، وتعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخرج من رحمها عديد من الحملات البيئية، منها: حملة الرئة الخضراء لزراعة 100 مليون شجرة، وحملة رجع الطبيعة لطبيعتها؛ للتوعية بالتغيرات المناخية، وحملة بلولاجون؛ للحفاظ على النظم البيئية والمحميات الطبيعية.(الهيئة الوطنية للإعلام، 2022، 7-8)

وبالرغم من الاهتمام الدولي والإقليمي والمحلي بقضايا البيئة والمواطنة البيئية، إلا أن عديد من الدراسات والبحوث وثيقة الصلة بالموضوع أكدت على ضرورة الاهتمام بتنمية المواطنة البيئية وأبعادها المختلفة، وجعلها منهج حياة لكافة المواطنين؛ للتأكد من تحقيقها للعيش بسلام وأمان مع البيئة، وحسن توجيه الأفراد نحو رعايتها، ومنها؛ دراسة أبو عيطه (2023، 200) والتي أكدت على ضرورة تنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية بأبعادها المختلفة، ودراسة إبراهيم، وزهرة (2023، 3) والتي أكدت على ضرورة التربية على المواطنة البيئية العالمية؛ لمواجهة التغير المناخي، وعلى ضرورة توافر عدد من المتطلبات اللازمة لتنميتها، ودراسة المالكي، والعميري (2023، 680) والتي أكدت على أهمية تنمية قيم المواطنة البيئية ومهاراتها لدى طالبات المرحلة المتوسطة، ومراعاة تضمينها عند تخطيط المناهج الدراسية.

 وكذلك دراسة  Grau et al. (2019, 295) والتي أكدت على تنمية الثقافة البيئية لدى الطلاب في إسبانيا من أجل التنمية المستدامة، ودراسة الريامية والنجار (2021، 151) والتي أوصت بضرورة الاهتمام بتضمين المناهج للمدخل البيئي والأحداث الجارية، وتكثيف البرامج والأنشطة البيئية لتعزيز الاستدامة البيئية، ودراسة Abbas& Ali (2023) والتي أوصت بضرورة وجود دورات تعليمية لطلبة الجامعة من حيث المفاهيم والأهمية لكل من الاستدامة البيئية والمواطنة البيئية، وكيفية تطبيق الاستدامة البيئية على أرض الواقع؛ لبناء مجتمع يتمتع بالمواطنة البيئية، ودراسة عبد الفتاح، وعبدالله، وعبد الغني (2023، 121) والتي أكدت على تنمية وعي الطلاب حول التعيرات المناخية، وضرورة تضمين ثقافة الاستدامة البيئية في المقررات الجامعية.

إن المحافظة على البيئة وحمايتها وتنميتها، يمكن أن تتم من خلال جانبين هما: الجانب التشريعي، وهو ما تقوم به الدولة والهيئات من سن التشريعات، والأنظمة، والقوانين لحماية البيئة، والمحافظة عليها، غير أن الاعتماد على هذا الجانب وحده قد لا يكون كافيًا؛ ذلك لأنه لا يمكن لأي مجتمع الاقتصار على القواعد والتشريعات القانونية وحدها في ضبط السلوكيات البيئية، أما الجانب الآخر فهو الجانب التربوي الذي يعد أمرًا ملحًا لحماية البيئة، والمحافظة عليها. (السويكت، 2022، 36)

ولذلك أصدرت هيئة الأمم المتحدة ما يسمى بعقد الأمم المتحدة 2005- 2015 للتربية من أجل التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى استخدام الأنظمة التربوية؛ لتحقيق التوازن البيئي، والحد من الفقر، والتنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية والزراعية، والتنوع البيولوجي والمياه، ذلك أن التعليم يعد أداة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المجتمعية المستدامة.               (اليونسكو، 2013)، ومن ثم تزايدت مسؤولية التربية ومؤسساتها في إحداث تغيير في معارف المواطنين وقيمهم ومهاراتهم تجاه بيئتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه؛ لتكوين مواطنين ذوي سلوكيات واتجاهات إيجابية نحو بيئتهم.

وفي إطار الاهتمام بالبيئة جاء في تقرير الأمم المتحدة للبيئة 2011م التأكيد على أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب، وبناء القدرات لتحسين المهارات؛ لإعداد القوى العاملة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.(برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2011، 32)، كما أشارت الوثيقة الختامية لمؤتمر ريو دي جانيرو عام 2012 بعنوان "المستقبل الذي نصبو إليه" إلى أهمية الاستجابة والمشاركة الفاعلة للمؤسسات التعليمية، ولا سيما مؤسسات التعليم العالي، مع التأكيد على ضرورة إعادة النظر في البرامج التدريبية والمناهج التعليمية الحالية وتطويرها من أجل المضي قدمًا نحو التنمية المستدامة. (منظمة الأمم المتحدة، 2012، 57- 58)

فنهوض أية أمة بمكانتها الاقتصادية يتحقق من خلال التعليم خاصة التعليم العالي؛ وذلك من خلال إعداد الشباب؛ لمواكبة المتغيرات والمستجدات، وما يقوم به من معالجة النقص في المهارات، وإحداث تغيرات في السلوك والممارسات بحيث تكون أكثر مسئولية بيئيًا، والعمل على دمج مفاهيم المواطنة البيئية العالمية في برامجها، وجعلها جزءًا ضروريًا من الكفاءة المهنية لخريجيها.(محمود، 2022، 832)

وعليه ترى الباحثتان أن المواطنة البيئية العالمية ترتكز في تحقيق توجهاتها على تنمية قدرات، ومهارات، ومعارف، وطاقات الإنسان؛ لتحقيق دورًا مهمًا في مواجهة التحديات البيئية، وتسريع عجلة النمو الاقتصادي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، لذا حرى بالجامعات أن تؤدي دورًا فاعلاً في إكساب خريجيها المعارف والمهارات البيئية في ضوء توجهات المواطنة البيئية العالمية، وتنمية مهارات البحث والتفكير؛ لبناء القدرات العقلية القادرة على تقديم الرؤى الاستراتيجية، واستشراف مستقبل بيئي أفضل، ومستوى أعلى لجودة الحياة في الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، ومستقبل أكثر استدامة على أساس السلامة والصحة البيئية.

مشكلة البحث:

  يشهد العالم تغيرات سريعة وجذرية نتج عنها تضخم عديد من المشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تمس الحاضر والمستقبل، وذلك نتيجة سوء تعامل الإنسان مع بيئته، والتصميم غير الرشيد لبرامج التنمية، وتعد مشكلة التغير المناخي إحدى الظواهر العالمية التي باتت تجتاح العالم بأسره، وأصبحت تحديًا أساسيًا للتنمية المستدامة التي تنشد الاستخدام الأمثل للموارد البيئية في تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة.

ويعد الاهتمام بالبيئة والمواطنة البيئية العالمية وتنميتها لدى طلاب الجامعة ضرورة مجتمعية تفرضها التحديات الراهنة المحلية والعالمية؛ كي يحافظوا على البيئة، ويشاركوا في تنميتها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والإنسان هو المسؤول الأول عن البيئة؛ كونه المسبب الأول لمشكلاتها، ومن منطلق أن الإنسان ابن بيئته فهو القادر على حمايتها، والحد من المشكلات التي تعاني منها، وصيانتها من كل ما يهدد بقائها، وإيجاد كل ما من شأنه يساعده على حماية البيئة، وهذا هو جوهر المواطنة البيئية العالمية، والتي تقتضي التمتع بالحقوق البيئية في مقابل الالتزام بواجبات تجاه البيئة؛ وذلك بناءً على علاقة قوية بين الإنسان ووطنه، وما تشتمل عليه من التزامات ومسؤوليات متبادلة.

فقد أسهمت التطورات المختلفة للتقدم الصناعي والتكنولوجي في دول العالم إلى تنامي عديد من المشكلات ذات الطابع البيئي، فأصبحت قضايا التدهور البيئي تمثل واقعًا مؤلمًا ملازمًا للحياة في العصر الحديث، إذ إنها عززت مقدرة البشر على إحداث الأضرار البيئية بدرجة كبيرة، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز المواطنة البيئية في مجالات الحياة كلها، وعلى الرغم من أهمية المواطنة البيئية العالمية إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في التطبيق على أرض الواقع، ومن الملاحظ أن هناك قصورًا في دور التعليم في تنمية المواطنة البيئية لدى الطلاب؛ مما ترتب عليه انتشار أنماط سلوكية سلبية لديهم تمثلت في ممارسات غير صديقة للبيئة، فضلاً عن ضعف الوعي بأهم المشكلات البيئية وكيف حلها. (بني حمدان، والسعود، 2019، 24-25)

لذا قامت الباحثتان بدراسة استكشافية استهدفت تعرف طلاب الفرقة النهائية بجامعة أسيوط لمفهوم المواطنة البيئية العالمية وأبعادها، بلغ عددهم (50) طالبًا، وقد اتضح من نتائج الدراسة ما يلي:

  • أن مستوى معارف الطلاب بمفهوم المواطنة البيئية العالمية والمفردات الخاصة بأبعادها في مستوى منخفض، حيث ترواحت الدرجات حول متوسط 18%- 30%، وهو ضعيف مقارنة بأهمية تنمية وترسيخ المواطنة البيئية العالمية كونها قيم أمن وأمان واستدامة.
  • أن ممارسات الطلاب لا تتفق والمواطنة البيئية العالمية، حيث ترواحت الدرجات حول متوسط 39%- 50%، وهذه نسبة متوسطة تدل على قصور في إدراك الطلبة للممارسات التي يمكن من خلالها دعم المواطنة البيئية العالمية، وهذا يشير إلى أهمية تغيير اتجاهات وسلوكيات وممارسات الطلبة نحو السلوك البيئي المستدام.
  • أجمعت العينة على قصور البرامج الأكاديمية في تنمية مفهوم المواطنة البيئية العالمية وأبعادها حيث ترواحت الدرجات حول متوسط 15%- 24%، وهي نسبة ضعيفة؛ مما يشير إلى ضعف البرامج والمقررات في تناولها للمواطنة البيئية العالمية، وبذلك تتضح أهمية دمج المواطنة البيئية العالمية في البرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية.
  • أجمعت العينة على اهتمامهم بالمواطنة البيئية العالمية، فقد أبدي الطلاب جميعهم الرغبة في تعرف هذا المفهوم حيث ترواحت الدرجات حول متوسط 89%- 93%، وهي نسبة مرتفعة تشير إلى رغبتهم في تعرف هذا المفهوم وأهميته، وأبعاده، وكيفية تطبيقه على أرض الواقع.

كما أن ثمة مؤشرات تشير إلى ضعف مستوى المواطنة البيئية العالمية لدى المتعلمين، فعلى سبيل المثال، كشفت نتائج دراسة حسن (2022، 114) أن ثقافة الاستدامة البيئية لدى طلاب الجامعة في ضوء التغيرات المناخية متوسطة، ودراسة عمر (2022، 81) والتي أكدت أن هناك ضعفًا في الممارسات الداعمة للمواطنة البيئية، ودراسة عبد الفتاح، وعبدالله، وعبد الغني (2023) والتي أكدت أن الطلاب في حاجة إلى مزيد من المعارف والمعلومات حول التغيرات المناخية.

كما أوصت دراسة الغنام (2019، 213) بتنظيم فاعليات وأنشطة تعزز من المواطنة البيئية في المدارس والجامعات، وأكدت دراسة عمر (2022، 81) على ضرورة مراعاة مبادئ التعليم الأخضر الداعم للمواطنة البيئية، ودراسة أبو عيطه (2023، 260) والتي أكدت على تنمية وعي الطلاب بالمواطنة البيئية، والتغيرات المناخية، والاهتمام بالمشروعات البيئية، وإدماجها في المناهج التعليمية، ودراسة أبو مغنم (2022، 376) والتي أوصت بتطوير مقرر جامعي بعنوان " قيم المواطنة البيئية" وتعميمه على طلاب الجامعة بالكليات المختلفة؛ لما له من أهمية في تربية الوازع الأخلاقي البيئي.

إن نهوض أية أمة بمكانتها الاقتصادية، وتحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي يتحقق من خلال الاهتمام بالتعليم الجامعي؛ لأن برامج التعليم الجامعي في أي مجتمع لم تعد تقتصر على إعداد الخريجين؛ لتلبية متطلبات سوق العمل، إنما امتد الأمر إلى تلبية متطلبات التحول نحو التنمية المستدامة، وعليه فالتعليم الجامعي في أي مجتمع إن لم يعد خريجًا يتوافق ومتطلبات سوق العمل، قادرًا على تحمل المسئولية، فإن هذه المجتمعات لن تحقق أي تطورات أو إنجازات في مجالات التنمية المستدامة، ولن تزيد المشروعات والاستثمارات من تقدم هذه المجتمعات بل ستعيقها. ( محمود، 2018، 225- 229)

وفي ظل المنافسة العالمية بين مؤسسات التعليم العالي في مجال التميز في إنتاج المعلومات والمعارف ذات الصلة بالإبداع والتطوير؛ لإيجاد حلول فعالة للمشكلات المجتمعية، والتي من بينها القضايا البيئية جاءت الحاجة إلى التغيير مدفوعة بعوامل خارجية وأخرى داخلية، ومطالب سوق العمل من التعليم العالي، وضرورة السير بخطى متسارعة؛ لتقويم نظمها من أجل الابتكار في الألفية الثالثة، وتنمية مهارات الطلاب والتي من شأنها إيجاد طرق مبتكرة؛ لحل المشكلات بصورة شاملة. (Dampson& Edwards, 2019, 1-2 )

ونظرًا للدور الكبير للجامعة في تنمية المعارف والقيم والسلوكيات، فمن الضروري الاهتمام بتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلابها باعتبارهم المسئولين عن تنمية المجتمع والارتقاء به؛ من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة من خلال تحقيق أهداف المواطنة البيئية العالمية في جميع أبعادها.

وبناء على ما سبق، وفي ضوء نتائج الدراسة الاستكشافية، تتضح أهمية تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة الذين يتطلب منهم أن يكون لديهم فهم أفضل للتوجهات البيئية، والمواطنة البيئية العالمية، والاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م ، وضرورة التفكير في كل ما من شأنه تطوير منظومة المواطنة البيئية العالمية بأبعادها                              وقيمها لديهم.

ولهذا جاء البحث الحالي؛ للكشف عن واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة بأبعادها المختلفة على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م؛ لما لطلاب الجامعة من دور في خدمة المجتمع وتنميته في شتى المجالات، فتنمية المواطنة البيئية العالمية من أهم المجالات التي يحتاجها المجتمع؛ للوصول إلى استدامة بيئية للجيل الحالي             وللأجيال القادمة.

أسئلة البحث:

  • ما الإطار الفكري للمواطنة البيئية العالمية؟
  • ما الإطار الفكري للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر؟
  • ما واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر؟
  • هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات إجابات أفراد العينة حول واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر تعزى لمتغير نوع الكلية (عملية – نظرية) والنوع (ذكر، أنثى)؟
  • ما الرؤية المقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر؟

 

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلى تنمية المواطنة البيئية العالمية على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر؛ من خلال:

  • تعرف الإطار الفكري للمواطنة البيئية العالمية.
  • الوقوف على ملامح الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر.
  • الكشف عن واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر.
  • تعرف الفروق بين متوسطات إجابات أفراد العينة حول واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر وفقًا لمتغير نوع الكلية (عملية - نظرية)، والنوع (ذكر، أنثى).
  • تقديم رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر.

أهمية البحث:

  • من الناحية النظرية: تمثلت فيما يلي:
  • مواكبة موضوع البحث للاتجاهات العالمية الحديثة ومتطلبات العصر، حيث أصبح الوعي بقضية المواطنة البيئية، وتشكيل المواطن البيئي العالمي اتجاهًا عالميًا لا تخلو منه أي سياسة تطوير للتعليم بوجه عام، والتعليم البيئي في كثير من دول العالم.
  • يشهد المجتمع المصري عديد من التحديات والتغيرات المحلية والعالمية في مختلف مجالات الحياة، مما يفرض على الجامعة أن تحدث تطورًا في وظائفها بما يتناسب مع التحديات والتغيرات السريعة في المجتمع.
  • تلبية توصيات عديد من الدراسات العربية والأجنبية، والتي أكدت على أهمية تنمية المواطنة البيئية العالمية خلال مراحل التعليم المختلفة؛ وذلك لمواجهة تحديات التغيرات المناخية.
  • أهمية موضوع المواطنة البيئية العالمية، وأهمية تنميتها لدى طلاب الجامعة؛ حيث يشغل هذا الموضوع السياسيين، والاقتصاديين، والتربويين.
  • من الناحية التطبيقية: تمثلت فيما يلي:
  • يمكن أن تقدم هذه الدراسة بما تصل إليه من نتائج ورؤية مقترحة ما من شأنه أن يسهم في اتخاذ قرارات أو تبني أفكار، أو إدخال برامج تهتم برفع مستوى المواطنة البيئية العالمية بأبعادها المختلفة لدى طلاب الجامعة بما يسهم في خدمة المجتمع وتنميته.
  • يفيد البحث واضعي السياسات ومتخذي القرارات في تمكين المواطنة البيئية العالمية؛ لما لها من دور فاعل في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، ومواجهة تحديات التغير المناخي.

 

دراسات سابقة:

يعرض البحث لعدد من الدراسات السابقة العربية والأجنبية والمتصلة بموضوع البحث الحالي مرتبة من الأقدم إلى الأحدث على النحو التالي:

هدفت دراسةMeerah, Halim& Nadeson (2010)  تعرف مستوى المواطنة البيئية لدى طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية في ماليزيا، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، والاستبانة كأداة لها حيث طبقت على عينة قوامها (2853) من طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، وتوصلت الدراسة إلى أن مستوى المواطنة البيئية لدى الطلاب جاء بدرجة منخفضة ومتوسطة، وأوصت الدراسة بضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بدمج المواطنة البيئية في المقررات الدراسية.

وسعت دراسة(2014)   Larsenإلى تعزيز السلوكيات المؤيدة للبيئة؛ لتنمية المواطنة البيئية، وأن إقبال المواطنين على شراء السيارات الكهربائية البيئية راجع لاتجاه المواطنين نحو السلوك المناصر للبيئة أم يرجع للحوافز المالية في النرويج والدنمارك، وخلصت الدراسة إلى عديد من النتائج أهمها عدم قدرة اتجاهات الأفراد وحدها على تأييد التوجه البيئي، وأن الحوافز المالية هي التي تشجع هذا التوجه.

وهدفت دراسة عبد العال (2017) إلى تعرف أبعاد المواطنة البيئية كما يتصورها أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس، وعلاقتها بثلاثة متغيرات، وهي: النوع، والكلية، والدرجة العلمية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي من خلال تطبيق استبانة مكونة من أربعة أبعاد، وهي: (العدالة البيئية، الحقوق البيئية، المسئولية البيئية، المشاركة في اتخاذ القرار البيئي)، وأظهرت النتائج وجود فروق في المتوسطات الحسابية لدرجة تصور أعضاء هيئة التدريس في جامعة عين شمس لأبعاد المواطنة البيئية، حيث جاء في المرتبة الأولى بعد الحقوق البيئية وعكس درجة كبيرة جدًا، يليه بعدي المسئولية البيئية والمشاركة في اتخاذ القرار البيئي وعكسا درجة تصور كبيرة، وأخيرًا بعد العدالة البيئية وعكس درجة تصور متوسطة، كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى للنوع، ووجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى 5.,. تعزى لمتغيري الكلية والدرجة العلمية.

وسعت دراسة العجمي، والظفيري، والشطي (2018) إلى تعرف مستوى المواطنة البيئية لدى عينة من طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت، وعلاقتها ببعض المتغيرات مثل: النوع، والتخصص الدراسي، وتضمنت الدراسة استطلاع أراء عينة من (374) طالبًا وطالبة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، وأظهرت النتائج أن مستوى المواطنة البيئية قد جاء مرتفعًا في ثلاثة أبعاد هي: الثقافة البيئية، والتطوع في أنشطة بيئية، والسلوك البيئي المسؤول، في حين جاء المستوى متوسطًا في بعد واحد هو مستوى دعم الطلبة لأنشطة تخدم قضايا ومشكلات البيئة، كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغيري النوع والتخصص الدراسي، وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات منها إضافة مقرر التربية البيئية لكافة التخصصات، وإعادة النظر بمحتوى مقرر ثقافة علمية، وتضمينه مفاهيم وقيم التربية والمواطنة البيئية، وتنظيم فعاليات وأنشطة تعزز من المواطنة البيئية في الكليات والمعاهد والمدارس المختلفة، والتشجيع على تشكيل فرق ميدانية تعمل على حماية البيئة.

وبحثت دراسة Asha, et al. (2018) التنبؤ بالمواطنة البيئية من خلال آليات تعرض الأطفال للطبيعة، واستخدمت الدراسة المنهج المختلط، واستخدمت الدراسة الاستبانة والمقابلة كأداتا لها، واشتملت عينة الدراسة على (905) تلميذًا، وتوصلت الدراسة إلى التزام التلاميذ في سلوكياتهم أثناء ممارسة الأنشطة القائمة على الطبيعة، وجاء مجال السلوكيات نحو البيئة  بتقدير عالٍ.

وهدفت دراسة(2018)  Stefano إلى الكشف عما إذا كانت ممارسات المواطنة البيئية مضمنة في حياة طلاب جامعة لوند السويدية Lund University Swedish وذلك من خلال الإجاية عن السؤال التالي: هل يمكن تصنيف طلاب جامعة لوند السويدية على أنهم مواطنون مستدامون بيئيًا؟ واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، واشتملت عينة الدراسة على (134) طالبًا وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى عديد من النتائج من أهمها: أن مستوى المواطنة البيئية لدى الطلبة كان مرتفعًا.  

وهدفت دراسة بني حمدان، والسعود (2019) إلى تعرف درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية في الأردن للمواطنة البيئية وعلاقتها ببعض المتغيرات، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي من خلال تطبيق استبانة على عينة قوامها (126) مديرًا ومديرة، و(630) معلمًا ومعلمة، وأظهرت النتائج أن درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية في الأردن للمواطنة البيئية جاءت بدرجة متوسطة، واقترح الباحثان بعض التوصيات منها تعزيز الوعي البيئي في المدارس من خلال برامج متخصصة وتنفيذها، مع اهتمام وزارة التربية والتعليم بعقد دورات تدريبية وبشكل دوري لمديري المدارس؛ لتنمية المواطنة البيئية لديهم.

واستهدفت دراسة  Grau et al. (2019)تنمية الثقافة البيئية لدى الطلاب في إسبانيا من أجل التنمية المستدامة؛ للحفاظ على الموارد المائية، وتوصلت الدراسة إلى وضع برنامج مشترك بين الجامعات والمدارس بهدف تدريبهم في مجال الموارد المائية على العمل في المجالات المتعلقة بالتخطيط والإدارة المستدامة.

وسعت دراسة ابن عمارة (2020) إلى معرفة مدى الشعور بالمواطنة البيئية وأبعادها لدى تلاميذ بعض متوسطات ولاية ورقلة، وأجريت الدراسة على عينة قوامها (200) تلميذًا، وطبقت عليهم استبانة مكونة من خمسة أبعاد (المعرفة البيئية، الوعي البيئي، السلوك البيئي، الإدراك البيئي، المشاركة البيئية)، وتوصلت الدراسة إلى أن تلاميذ التوسط بولاية ورقلة يشعرون بدرجة عالية بالمواطنة البيئية وأبعادها لصالح الإناث، كما أن المواطنة البيئية صارت ضمنية في المناهج الدراسية وضمن النشاطات الصفية واللاصفية، وقدمت الدراسة في نهايتها مجموعة من التوصيات منها: تسهيل عملية انفتاح المدرسة على المجتمع المحلي كشريك اجتماعي في تنمية المواطنة البيئية، وتفعيل النشاطات اللاصفية والتدريب الميداني؛ ليمارس التلاميذ ما اكتسبوه من مفاهيم وقيم للمواطنة البيئية.

وسعت دراسة Sarbaini (2020) إلى معرفة مستوى المواطنة البيئية لدي الطلاب المعلمين، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، ومقياس المواطنة البيئية، وتكونت عينة الدراسة من (100) طالبًا وطالبة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن مستوى المواطنة البيئية لدى الطلبة جاء بدرجة متوسطة على مستوى الأداة مجملة، وفيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية، فقد جاء مختلفًا من بعد لآخر، حيث أظهرت النتائج أن مستوى "المشاركة البيئية" جاء ضعيفًا، وجاء مستوى "المسؤولية البيئية والاستدامة البيئية" متوسطًا، وجاء مستوى المواطنة البيئية فيما يتعلق بـــ" العدالة البيئية" عاليًا.

وهدفت دراسة السويكت (2021) إلى تعرف مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة القصيم، ووظفت الدراسة المنهج الوصفي بأسلوبه المسحي، واستخدمت الاستبانة كأداة لها، وتكونت عينة الدراسة من (232) طالبًا، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية جامعة القصيم جاء متوسطًا، وفيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية، فقد جاء مختلفًا من بعد إلى آخر، حيث أظهرت النتائج أن مستوى " المسؤولية البيئية" جاء متوسطًا، وجاء مستوى " العدالة البيئية" ضعيفًا، وجاء مستوى المواطنة البيئية فيما يتعلق بـ " المشاركة البيئية" ضعيفًا، وأوصت الدراسة بالاهتمام بتنمية المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا من خلال إضافة مقرر عن المواطنة البيئية كمتطلب عام يتضمن مفاهيم وقيم المواطنة البيئية، كما يتضمن قائمة من مهارات المواطنة البيئية، وتنظيم أنشطة وبرامج بيئية تتيح لطلبة الدراسات العليا المشاركة في مواقف حقيقية كتطبيق فعلي لأبعاد المواطنة البيئية.

وهدفت دراسة D’Arco& Marino (2021) إلى التحقيق في التأثير المعتدل لتطبيق الاستدامة البيئية على سلوكيات المواطنة البيئية في الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام نموذج تفعيل المعايير، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، والاستبانة كأداة للدراسة والتي تكونت من خمسة أبعاد: الوعي بالعواقب، وإسناد المسؤولية، والمعايير الشخصية، وسلوك المواطنة البيئية في المجال الخاص، وسلوك المواطنة البيئية في المجال العام، حيث طبقت على عينة قوامها (549) مواطنًا، وكشفت النتائج أن هناك علاقة إيجابية بين الوعي بالنتائج، وإسناد المسؤولية، والأعراف الشخصية، وسلوك المواطنة البيئية في كل من المجالين الخاص والعام، وأكدت هذه الدراسة أن استخدام تطبيقات الاستدامة له تأثير معتدل على تنبؤات سلوكيات المواطنة البيئية، وأوصت الدراسة بضرورة استخدام التكنولوجيا لتغيير السلوك البيئي من خلال الاعتماد على تطبيقات الاستدامة من قبل الحكومات، وصانعي السياسات، والمنظمات، ومعلمي المعلمين؛ لإشراك الناس وتحفيز سلوكيات المواطنة البيئية.

وكشفت دراسة السويكت (2022) عن مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة كليات التربية في الجامعات الحكومية السعودية، من خلال مراجعة نتائج الدراسات السابقة التي تناولت موضوع المواطنة البيئية، والتربية البيئية، والوعي البيئي، كما شملت الدراسة مراجعة بعض خطط برامج كليات التربية؛ للتعرف على دور تلك البرامج فيما يتعلق بالمواطنة البيئية وتنميتها، ومن ثم تقديم تصور مقترح لتنمية المواطنة البيئية لدى طلبة كليات التربية، وكشفت الدراسة عن ضعف مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة كليات التربية، لذلك قدمت تصورًا مقترحًا يرجى أن يساهم في تطوير كليات التربية؛ لتنمية المواطنة البيئية لدى الطلبة.

واهتمت دراسة الفتلاوي، والنائلي (2022) بالتعرف على ما يمتلكه طلبة المرحلة الثانوية من معرفة بالمواطنة البيئية، ولتحقيق هذه الدراسة قام الباحثان بإعداد مقياس المواطنة البيئية مكون من أربعة أبعاد (السلوك البيئي المسؤول، العدالة البيئية، التنمية المستدامة، المعرفة البيئية) وطبق المقياس على (400) طالبًا وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن السلوك البيئي المسؤول حقق أعلى مستوى أداء من قبل طلبة المرحلة الثانوية على مقياس المواطنة البيئية، في حين حقق بعد التنمية المستدامة أدنى مستوى أداء، وأن طلبة المرحلة الثانوية يمتلكون مستوى جيدًا من المواطنة البيئية، وأوصت الدراسة بضرورة تضمين المقررات الدراسية نصوصًا من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية المرتبطة بالحفاظ على مكونات البيئة، وحث المدرسين على استخدام طرائق التدريس التي تشجع الطلبة على العمل بأنفسهم؛ لتعزيز المواطنة البيئية لديهم.

وسعت دراسة الضبع (2022) تعرف مدى شعور أساتذة كليات جامعة الزاوية بالمواطنة البيئية، ومدى مشاركتهم في اتخاذ قرارات إيجابية تجاه بيئتهم والمحافظة عليها، وتعرف المعوقات التي تواجههم في تنمية قيم المواطنة البيئية وأبعادها، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، والاستبانة كأداة لها حيث طبقت على عينها قوامها (182) أستاذًا بكليات التربية، والآداب، والاقتصاد، والعلوم، وتقنية المعلومات، والتقنية الطبية، والموارد الطبيعية، والصحة العامة، وأكدت نتائج البحث على الدور الفعال للأستاذ الجامعي في تعزيز المواطنة البيئية، وتوصل البحث إلى عدة مقترحات منها العمل على تفعيل الندوات العلمية التي تسهم في تعزيز المواطنة البيئية بين أساتذة الجامعة وطلابها، وتضمين أبعاد المواطنة البيئية في المقررات الدراسية بالجامعة. 

وهدفت دراسة عمر (2022) إلى تحديد أبعاد المواطنة البيئية الواجب دعمها بمدارس التعليم قبل الجامعي، وتحديد متطلبات ومبادئ التعليم الأخضر الواجب مراعاتها بتلك المدارس، والوقوف على مدى مراعاة مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالمنيا لمتطلبات وممارسات التعليم الأخضر للمواطنة البيئية من وجهة نظر طلاب المدرسة، وتقديم مقترحات لتفعيل دور مدارس المتفوقين STEM في مراعاة مبادئ التعليم الأخضر الداعم للمواطنة البيئية، واعتمد البحث على المنهج الوصفي، من خلال استبانة طُبقت على (56) طالبًا بمدارس المتفوقين STEM، وتوصل الدراسة إلى عدة نتائج منها: ضعف ممارسات وأنشطة مدرسة المتفوقين STEM بالمنيا في مراعاة متطلبات ومبادئ التعليم الأخضر الداعم للمواطنة البيئية، وقدمت الدراسة في نهايتها مجموعة من التوصيات أهمها تبني مفاهيم وإجراءات التعليم الأخضر بشكل مستمر ومناسب طوال العام الدراسي.

وسعت دراسة& Baltsioti (2022)  Kalaitsidaki إلى تعرف مستوى المواطنة البيئية لطلاب المرحلة الجامعية الأولى من قسم التعليم الابتدائي في إحدى الجامعات اليونانية، والتعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائية تبعًا لبعض المتغيرات (الجنس، السنة الدراسية)، وتم استخدام المنهج الوصفي، ومقياس المواطنة البيئية، وأشارت النتائج إلى أن الطلاب لديهم فرص لتطوير المهارات المناسبة للمواطنة البيئية خلال السنة الثالثة والرابعة، كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح طلاب الفرقة الثالثة والرابعة، وأوصت الدراسة بضرورة التركيز على البرامج الجامعية؛ لتوفير الفرص في المجالات الأخرى للمواطنة البيئية كقيم وسلوكيات المواطنة البيئية داخل الحرم الجامعي وخارجه.

واستهدفت دراسة أبو عيطه (2023) تحديد مستوى وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء المتغيرات المناخية، وذلك من خلال تحديد مستوى وعي الشباب بالحقوق البيئية، والمسئولية البيئية، والمشاركة في اتخاذ القرار البيئي، كما استهدفت الدراسة تحديد مستوى جوانب وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء المتغيرات المناخية، وتحديد المعوقات التي تواجه تنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء المتغيرات المناخية، والتوصل لإستراتيجية مقترحة لتنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء المتغيرات المناخية، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي حيث اعتمدت على دراسة الحالة، واعتمدت الدراسة على الاستبانة حيث طبقت على عينة من طلاب كلية التربية بتفهنا الأشراف بلغ قوامها (255) طالبًا، وتوصل البحث إلى ضرورة عمل برامج توعية للشباب الجامعي؛ لتنمية وعيهم بالمشكلات البيئية المحيطة، وإدماج التغيرات المناخية في المناهج التعليمية بمراحل التعليم المختلفة؛ للمحافظة على البيئة من التلوث.

وهدفت دراسة Abbas& Ali (2023) إلى رصد وتحليل طبيعة العلاقة بين الاستدامة البيئية والمواطنة البيئية، وتحديد متطلبات الاستدامة البيئية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتم استخدام الاستبانة كأداة لها حيث تم تطبيقها على عينة بلغت قوامها (468) طالبًا من طلاب كلية الإدارة والاقتصاد قسم المحاسبة بجامعة كربلاء، وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الاستدامة البيئية والمواطنة البيئية في أبعادها كان مرتفعًا، وأوصت الدراسة بضرورة وجود دورات تعليمية لطلبة الجامعة من حيث المفاهيم والأهمية لكل من الاستدامة البيئية والمواطنة البيئية، وكيفية تطبيق الاستدامة البيئية على أرض الواقع؛ لبناء مجتمع يتمتع بالمواطنة البيئية.

واستهدفت دراسة عبد الفتاح، وعبدالله، وعبد الغني (2023) وضع تصور مقترح لتدعيم ثقافة الاستدامة البيئية في مواجهة التغيرات المناخية لدى طلاب الجامعة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، وتم استخدام الاستبانة كأداة لها حيث تم تطبيقها على عينة قوامها (358) طالبًا من طلاب كليات جامعة الفيوم، وأكدت الدراسة أن الطلاب في حاجة إلى مزيد من المعارف والمعلومات حول التغيرات المناخية، كما أسفرت عن وجود بعض معوقات نشر ثقافة الاستدامة البيئية لدى طلاب الجامعة في مواجهة التغيرات المناخية، وأوصت بالعمل على تنمية وعي الطلاب حول التعيرات المناخية، وضرورة تضمين ثقافة الاستدامة البيئية في المقررات الجامعية.

التعليق على الدراسات السابقة:

          تبين من خلال ما تم عرضه من دراسات سابقة، ندرة الدراسات التي تناولت المواطنة البيئية العالمية في ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر، فهناك الكثير من الدراسات التي تناولت كل متغير منها على حدة في علاقته بمتغيرات أخرى، في حين لم توجد دراسة تجمع بين متغيري الدراسة، وتتفق نتائج أغلب الدراسات السابقة على أهمية المواطنة البيئية العالمية على الصعيدين العربي والعالمي خاصة في السنوات الأخيرة، كما أكدت على دور المؤسسات التعليمية في تنميتها لدى طلابها، وتفعيلها على أرض الواقع مثل دراسة السويكت (2022)، ودراسة عمر (2022) ، وضرورة تضمين أبعادها في برامجها الدراسية مثل دراسةMeerah, Halim& Nadeson (2010) ، ودراسة الفتلاوي، والنائلي(2022)، ودراسة الضبع (2022)، ودعم وتشجيع الطلبة على الممارسات البيئية الصديقة للبيئة مثل دراسة(2014)  Larsen، وإكسابهم المعارف والمهارات التي تؤهلهم للقيام بذلك مثل دراسة&Baltsioti (2022)  Kalaitsidaki، ودورها في مواجهة التغيرات المناخية مثل دراسة أبو عيطه (2023)، ودراسة عبد الفتاح، وعبدالله، وعبد الغني (2023)، واتفقت معظم هذه الدراسات في توصياتها على ضرورة تفعيل البرامج الدراسية في توعية الطلاب بأهمية المواطنة البيئية العالمية ومواجهة التغيرات المناخية.

واتفق البحث الحالي مع معظم الدراسات السابقة من حيث الاهتمام بنشر المواطنة البيئية العالمية، وإمكانية الاستفادة من تحقيقها في الحفاظ على البيئة، إلا أنها لم تتطرق – أي من هذه الدراسات- إلى رصد واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، ووضع رؤية مقترحة للنهوض بهذا الواقع؛ وهذا ما جعل البحث الحالي يختلف عن الدراسات السابقة في محاولة سعيه لجبر هذا القصور من خلال تحديد واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، وتقديم رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050؛ وقد استفادت الباحثتان من الدراسات السابقة في تحديد مشكلة البحث، وكتابة أدبياته، وكذلك في إعداد أداتا البحث الميدانية، وتفسير نتائجهما.

 

منهج البحث:

استخدم البحث المنهج الوصفي باعتباره أكثر ملائمة لموضوع الدراسة، وهو منهج يتخطى مجرد الوصف إلى تفسير البيانات والمعلومات المتاحة وتحليلها؛ لإدراك العلاقات الكامنة فيما بينها، وفي هذا البحث يستخدم لتحليل ماهية المواطنة البيئية العالمية، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، واعتمد البحث على أداتين؛ أولهما: الاستبانة كأحد أدواته؛ لتعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، وثانيهما: المقابلة؛ لتعرف آراء السادة أعضاء هيئة التدريس حول طبيعة المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط، ومقومات تنميتها لدى الطلاب على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، وتقديم رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م.

حدود البحث:

اقتصر البحث على تحليل الإطار الفكري للمواطنة البيئية العالمية، وتحليل ملامح الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، واقتصر في حدوده المكانية على: بعض كليات جامعات أسيوط حيث طبق على عينة من طلاب المرحلة الجامعية الأولى بالفرق النهائية ببعض الكليات النظرية (التربية- التربية النوعية)، والعملية (الطب البشري- الصيدلة) بجامعة أسيوط قوامها (607) طالبًا، وبعض أعضاء هيئة التدريس بالكليات الأربعة قوامها (20) عضوًا، أما الحدود الزمانية فتم تطبيق أداتا البحث الميدانية في الفصل الدراسي الأول                     2023/ 2024م، وبالنسبة للاستبانة تم تطبيقها الكترونيًا:

https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLScIkcwOZ6PvuQkijgte5spbLO7QuaR4z-kizbWg1o4EEEjVpg/viewform?usp=sf_link

وبالنسبة للمقابلة بعضها تم بشكل مباشر وبعضها تم من خلال برنامج ZOOM وترواحت الفترة الزمنية للمقابلة من 25- 30 دقيقة.

 

 

مصطلحات البحث الإجرائية:

تناول البحث الحالي المصطلحات الآتية:

المواطنة البيئية العالمية  :Global Environmental Citizenship

سلوكيات وممارسات ينتهجها الطالب تجاه بيئته على المستويين؛ الخاص والعام، وعلى المستوى المحلي والوطني والعالمي، من خلال إلمام الطلاب معرفيًا ومهاريا ووجدانيًا وقيميًا بالمبادئ التي توفر لهم العيش في حياة أفضل مع بيئتهم دون الإخلال بأنظمتها، وتنعكس في أبعادها الرئيسة وهي: المسئولية البيئية، والمشاركة البيئية، والعدالة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، والحد من الممارسات غير الصحيحة تجاه البيئة، والمشاركة الفعالة والمنظمة في حمايتها، واتخاذ ما يلزم من قرارات تؤدي إلى صيانتها واستدامتها، وابتكار وتنمية عمليات وممارسات بيئية جديدة.

الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م

 :National Climate Change Strategy 2050                                  

هي استراتيجية وطنية رسمية وضعتها الدولة المصرية؛ للرجوع إليها فيما يتعلق بالبعد البيئي، وكيفية تأثير تغير المناخ على الدولة بأكملها، والتي تسعى الدولة للحد منه، باتباع منهج مرن ومنخفض الانبعاثات، والعمل على دعم غايات التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة؛ الاقتصادي والبيئي والاجتماعي. 

إجراءات البحث:

تمثلت إجراءات البحث الحالي فيما يلي:

  • مراجعة الأدبيات التربوية فيما يتعلق بالمواطنة البيئية العالمية، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م من أجل إعداد الإطار النظري للبحث، حيث اشتمل المحور الأول: المواطنة البيئية العالمية من حيث مفهومها، وأهم أهدافها، وأهميتها، والأسس التي ترتكز عليها، ومكوناتها، وأبعادها، ومداخل تنميتها، والمحور الثاني: ملامح الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م؛ ويتناول مفهومها، ورؤيتها، وأهدافها، وتوجهات تحقيق أهدافها.
  • إجراء الجانب الميداني للبحث؛ ويتضمن هذا الجانب: الأهداف، وأداتا البحث وكيفية إعدادهما، ومجتمع وعينة البحث، ثم المعالجة الإحصائية؛ للوصول إلى نتائج البحث ومناقشتها.
  • تقديم رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، وفيما يلي تناول كل محور بتفصيل مناسب.
   

ثانيًا- الإطار النظري للبحث:

المحور الأول- الإطار الفكري للمواطنة البيئية العالمية:

تعد المواطنة البيئية العالمية أحد الركائز الأساسية في إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية وسياسية داخل المجتمع، بما تحمله من قيم تتجلى أهميتها في بناء السلوك الإنساني المسئول، وفهم العلاقات والقوانين المنظمة للبيئة، وترشيده نحو العناية بقضايا المجتمع بما فيها البيئة، والمشاركة في مواجهة مشكلاتها، وتجنب الكثير منها قبل وقوعها.

ويتناول هذا المحور المواطنة البيئية العالمية من حيث مفهومها، وأهدافها، وأهميتها، والأسس التي ترتكز عليها، ومكوناتها، وأبعادها، ومداخل تنميتها، وفيما يلي تفصيل ذلك:

أولاً- مفهوم المواطنة البيئية العالمية:

تعددت المصطلحات التي تعتمد على الفكر البيئي للإشارة إلى الموطنة البيئية Environmental Citizenship ، كالمواطنة الخضراء Green Citizenship، والمواطنة الأيكولوجية Ecological Citizenship ، والمواطنة المستدامة Sustainability Citizenship ، وهذه المصطلحات جميعها تشير إلى فكرة واحدة، وربما للاستخدام المتبادل، فعندما ساءت أحوال البيئة، أكد الكثير على رسالة مفادها بأن إذ لم نفعل شيئًا فإن الانهيار البيئي سيكون لا مفر منه. (Mueller, 2011, 13)

ويرتبط مدلول المواطنة البيئية بفكرة المواطنة التي تعبر عن علاقة قانونية تجمع بين الفرد بدولته، وبما تتضمنه هذه العلاقة من حقوق وواجبات معترف بها في تلك الدولة، وعلى هذا الأساس تدل المواطنة البيئية على الارتباط القوي بين أفراد المجتمع ككل والبيئة وما يترتب عليها من حقوق يكتسبها المواطنون تجاه البيئة التي يعيشون فيها، والتي تشترك في غاية واحدة وهي التمتع ببيئة سليمة. ( أمين، 2020، 126)

والمواطنة البيئية العالمية مصطلح جديد أوجده الوضع البيئي، ويعني أن يكون الفرد متحمسًا وداعيًا للقضايا البيئية، متفهمًا مسائلها متحفزًا لصون بيئته، ومهتمًا بصحة كوكب الأرض، وما عليها من هواء وماء وحيوان وشجر وبشر يعمق البعد العالمي للمواطنة البيئية، ويدفعه للمشاركة الفعالة والمسئولة تجاه مجتمعه خاصة، وكوكب الأرض عامة دون تأثر بالحدود الجغرافية، وذلك لرد كل التحديات البيئية التي تواجه أجيال الحاضر والمستقبل دون تمييز. (بو زيان؛ الشيخ؛ أحمد، 2014، 4)

وتتعدد تعريفات المواطنة البيئية العالمية، إذ عرفها (2005, 228) Berkowitz et al. بأنها امتلاك الحافز، والثقة بالنفس، والوعي بقيم الفرد، والحكمة العملية، والقدرة على وضع التربية المدنية والبيئية في حيز التنفيذ، وتتضمن تمكين الناس من امتلاك المعرفة والمهارات والمواقف اللازمة؛ لتحديد قيمهم وأهدافهم فيما يتعلق بالبيئة والتصرف وفقًا لذلك، بناءً على أفضل معرفة بالخيارات والعواقب.

وعرفها عمروش (2014، 90-91) بأنها المشاركة الإنسانية القائمة على تغير مركز المواطن العالمي من كونه جزءًا من المجتمع الوطني إلى كونه جزءًا من المجتمع العالمي، من خلال تغيير قيم المجتمع وممارساته عبر تبيان كيفية التصرف بمسؤولية أكبر كمواطن من العالم، وكيف يسهم في الدفاع عن السياسات والبرامج التي تنفع الكوكب بأسره، وكيفية الانخراط في المؤسسات المعنية في إدارة الشئون البيئية العالمية، والإطلاع على الفعاليات التي تجسد العمل الجماعي كمجتمع عالمي، مع وجوب احترام الآخر، ودعمه وبناء روابط متبادلة مبنية على الانفتاح على التعليم، والاستعداد بمشاركة المعارف مع الآخر.

يتضح من هذا التعريف إنه تضمن آليات الارتقاء بالمواطنة البيئية العالمية، كما تضمن عديد من قيم المواطنة البيئية العالمية ومهاراتها كالتصرف بمسئولية، والمشاركة البيئية الفعالة، والعمل البيئي الجماعي، والتشارك المعرفي فيما يخص قضايا البيئية ومشكلاتها.

وعرفها حدادي (2015، 49- 50) بأنها مجموعة القيم والعادات والتقاليد والأعراف والمبادئ والاتجاهات الإنسانية، التي تعزز واقع الحقوق البيئية للجماعات البشرية في المناطق المختلفة من العالم، وتدعم قدرات وجود مقومات السلوك الأخلاقي والمسئولية الذاتية للفرد والمجتمع في تجسيد واقع الممارسات البشرية السليمة في العلاقة مع النظم البيئية، والتي يمكن أن تسهم في إيجاد قاعدة واعية قادرة على المساهمة الفعلية في الدفع باتجاه إقامة نظام عالمي أكثر عدلاً ومسئولية في الدفاع عن المصالح العليا للإنسانية، والحفاظ على سلامة كوكب الأرض، وتحقيق الأمن البيئي للإنسانية. وهذا التعريف أكد على الأخلاقيات البيئية،                    والأمن البيئي.

أما دراسة خليل (2016، 69) فعرفت المواطنة البيئية بمدى وعي الفرد، وإحساسه بالبيئة المحيطة به، والناتج عن معرفته بمشكلات بيئية، وقدرته على حل هذه المشكلات، واتخاذ قرارات إيجابية نحوها من خلال إدراكه لحقوقه وواجباته تجاه بيئته، وما ينتج عنه من اتباع سلوكيات بيئية صحيحة يؤدي إلى الانتماء إلى البيئة التي يحيا فيها، وينعم بمواردها المتعددة. وأضاف هذا التعريف مشاركة الفرد باتخاذ قرارات ذات صلة بالمحافظة على البيئة.

وعرفها أبو بكر (2016، 26) بأنها سلوك صديق للبيئة، يمارس في الحياة العامة والخاصة، يدفعه اعتقاد بعدالة توزيع السلع البيئية، والمشاركة النشطة في التوجه نحو الاستدامة، والمواطنون البيئيون يعملون بفكرة الحقوق والمسئوليات؛ من أجل التقليل من بصمتهم البيئية، وأن المواطن البيئي يؤمن بأن الاستدامة البيئية سلعة عامة، يعطي المعارف الأخلاقية والمعنوية نفس أهمية المعارف التكنولوجية والعلمية، ويؤمن بأن الحقوق البيئية للآخرين تنطوي على مسئوليات بيئية، ويعي أن الأفعال الخاصة المتعلقة بالبيئة قد يكون لها آثار بيئية عامة. وهذا التعريف تطرق إلى الصداقة مع البيئة، والمسئولية الذاتية للفرد والمجتمع، وأن المسئولية البيئية تقع على كاهل كل البشر، كما تطرق إلى موضوع البصمة البيئية وضروة الحد منها.

وعرفها ابن دواد (2018، 149) على أنها العلاقة القائمة بين كل مواطن وبيئته المحيطة به سواء الطبيعية كالماء والهواء والأرض أو البيئة الاصطناعية وما تسمى بالوسط المعيشي؛ أي ما كان للإنسان دخل فيه، وما تمنحه هذه العلاقة من حقوق بيئية كالحق في بيئة سليمة، والحق في التنمية، والحق في الموارد الطبيعية، في مقابل ذلك ما تفرضه من التزامات وواجبات بيئية كحماية البيئة من كل ما يهددها من تلوث واستنزاف للموارد الطبيعية. وأوضح هذا التعريف أن المواطنة البيئية تنطوي على جانبين، هما الحقوق البيئية في مقابل الواجبات البيئية، خاصة واجب المواطن في حماية البيئة.

وعرفها Asha et al. (2018, 809) بأنها إجراءات مختلفة يتخذها الناس لصالح الحفاظ على البيئة، ومعظمها في المجال العام، وتتضمن أربعة جوانب رئيسة وهي: النشاط والمشاركة البيئية، والعمل التطوعي، ومحو الأمية البيئية، والمواطنة السياسية البيئية.

واتفق مع هذا التعريف تعريف(2018, 53)  Andreas& Pedro على أنها ممارسة الحقوق والواجبات البيئية، والوعي بالقضايا التي تهدد البيئة، ومواجهة التحديات التي تعكس طبيعة المشاكل البيئية والعمل على حلها، والمشاركة الفعالة في مواجهتها، والتحرك نحو تحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة في تكوين مجتمع عادل. غير أن هذا التعريف تطرق إلى مفهوم المواطنة البيئية بنوعٍ من الشمول حيث تضمن أبعاد المواطنة البيئية المتمثلة في المسئولية الشخصية، والمشاركة البيئية، وتحقيق العدالة البيئية.

وعرفتها الشبكة الأوربية (2018, 1) European Network for Environmental Citizenship) بأنها السلوك المسؤول المؤيد للبيئة للمواطنين الذين يتصرفون ويشاركون في المجتمع كوكلاء للتغيير في المجالين الخاص والعام، على المستوى المحلي والوطني والعالمي، من خلال الإجراءات الفردية والجماعية، في حل المشكلات البيئية المعاصرة، ومنع حدوث مشاكل بيئية جديدة، وتحقيق الاستدامة، وكذلك تطوير علاقة صحية مع الطبيعة.

وركز هذا التعريف على أن المواطنة البيئية تنبع من شعور الفرد بمسؤلياته المتعلقة بشئون محيطه البيئي؛ مما يعزز سلوكه الإيجابي بالمشاركة الفاعلة في حماية البيئة، والارتقاء بها نحو تحقيق الاستدامة البيئية؛ لضمان حياة آمنة وصحية على المستوى الوطني والعالمي.

وعرفها ابن عودة (2020، 897) بأنها التزام شخصي لتعلم المزيد واكتساب معارف إضافية حول البيئة، واتخاذ إجراءات بيئية مسئولة، وتشجع الأفراد والمجتمعات والمنظمات على التفكير في الحقوق والواجبات البيئية التي لدينا جميعًا كمقيمين على كوكب الأرض؛ فالمواطنة البيئية هي التزام برعاية الأرض.

يتضح من خلال هذا التعريف الخروج من الإطار الدولي الحكومي إلى الإطار العالمي في الحرص والتأكيد على مفهوم المواطنة البيئية وأهدافها المطلوب تطبيقها على أرض الواقع.

أما تعريف عرايبية، وحامد (2021، 64) فركز على بعد مهم وهو الشعور بالانتماء، حيث عرفا المواطنة البيئية على أنها تنبع من شعور المواطن بالانتماء لبيئته نتيجة ارتباطه بها، بحيث يكون مدركًا لحقوقه ومسؤولياته المتعلقة بشئون محيطه البيئي؛ مما يعزز سلوكه الإيجابي، والمشاركة الفاعلة في حماية البيئة، وصون مكوناتها، ومواردها المتنوعة، والارتقاء بها نحو تحقيق التنمية المستدامة؛ لضمان حياة صحية لأفراد الجيل الحاضر، وأجيال               المستقبل جميعهم.

 وعرفها D’Arco& Marino (2021, 186) سلوك مؤيد للبيئة، في القطاعين العام والخاص،  مدفوعًا بالإيمان بالعدالة في توزيع السلع البيئية، والمشاركة في إنشاء                   سياسة الاستدامة.

 وركز هذا التعريف على الإجراءات الفردية والجماعية لحماية البيئة، وهذه الإجراءات تنفذ من قبل الأفراد في الأماكن الخاصة والعامة.     

أما تعريف العزب (2022، 63) فيتمثل في مدى إلمام الطلاب بالمبادئ التي توفر لهم العيش في حياة أفضل مع بيئتهم دون الإخلال بأنظمتها، وتنعكس في شعورهم بالمسئولية نحو البيئة، وتسمح لهم بممارسة سلوكيات إيجابية نحوها، والتي تعكس مدى إلمامهم بالقيم والثقافة والقوانين البيئية؛ لمساهمتهم في حماية البيئة. وهذا التعريف أكد على المبادئ والجوانب الأخلاقية والثقافة البيئية التي توفر للفرد أفضل الفرص من أجل الابتعاد عن المشكلات البيئية.

أما فاضل (2022، 258) فركز في مفهوم المواطنة البيئية على البعد العالمي، وتغير مركز المواطن من كونه جزءًا من المجتمع الوطني إلى كونه جزءًا من المجتمع العالمي، حيث عرفها بأنها سلسلة مترابطة من السلوكيات التي تنطلق من فكرة أن كل فرد هو مواطن ينتمي لهذا العالم، ولديه مسؤولية مشتركة تجاه كوكب الأرض الذي يعيش عليه؛ ليحافظ عليه ويعيش فيه بكرامة، فهي مجموعة من الأفعال التي تبدأ من المستوى المحلي والوطني إلى الاهتمام بما يحدث على المستوى العالمي، والمساهمة في حل المشكلات التي تواجه العالم، كمشكلات التغير المناخي.

وعرفها إبراهيم، وزهرة (2023، 13) بأنها السلوك الذي ينتهجه الفرد تجاه كوكب الأرض الذي يعيش عليه، وصون موارده الطبيعية من التلوث، والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالبيئة؛ لمواجهة التحديات التي تعكس طبيعة المشكلات البيئية، وذلك على المستويين؛ المحلي والعالمي.

وعرفها أبو عيطه (2023، 217) بأنها إدراك الشباب للقضايا البيئية المرتبطة بالتغيرات المناخية، وجمع المعلومات؛ للتوصل إلى حلول مناسبة لمواجهتها. وهذا التعريف ركز على الوعي بالقضايا البيئية وبظاهرة التغير المناخي التي أصبحت أخطر التحديات البيئية.

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية علاقة قائمة بين الإنسان والبيئة، ويكون الإنسان متمسكًا بالقيم البيئية، والتي تعكس سلوكه الإيجابي مع البيئة، ويكون مشاركًا فاعلاً، متحليًا بالمسئولية والحس البيئي، والعمل معًا نحو استدامة الموارد، والعدالة بين المواطنين، وأن هناك من يرى أن المواطنة البيئية تتعدى الحدود الوطنية وأنها ذات بعد عالمي، وأن المشكلاب البيئية تتطلب معالجة على نطاق عالمي أكبر.

وتعرف الباحثتان المواطنة البيئية العالمية بأنها سلوكيات وممارسات ينتهجها الطلاب تجاه بيئتهم على المستويين؛ الخاص والعام، وعلى المستوى المحلي والوطني والعالمي، من خلال إلمام الطلاب معرفيًا ومهاريا ووجدانيًا وقيميًا بالمبادئ التي توفر لهم العيش في حياة أفضل مع بيئتهم دون الإخلال بأنظمتها، وتنعكس في أبعادها الرئيسة وهي: المسئولية البيئية، والمشاركة البيئية، والعدالة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، والحد من الممارسات غير الصحيحة تجاه البيئة، والمشاركة الفعالة والمنظمة في حمايتها، واتخاذ ما يلزم من قرارات تؤدي إلى صيانتها واستدامتها، وابتكار وتنمية عمليات وممارسات بيئية جديدة.

ثانيًا- أهداف المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة:

إن المواطنة البيئية لا تهدف إلى تحقيق هدف واحد، أو تخص عملاً محددًا، فهي من أكثر الميادين اتساعًا؛ لأنها تشمل معظم المجالات المعرفية، وتعكس قدرتها على تكوين الاتجاهات البناءة، والجهود الفاعلة، بإشراك قطاعات المجتمع المختلفة؛ لتحقيق الإنماء الوطني. (محمود، 2022، 199)

وبالرجوع إلى مختلف البحوث والدراسات التي تناولت المواطنة البيئية العالمية، يتضح أنها تهدف إلى تحقيق أهداف متعددة، تتمثل في: غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل لدى أفراد المجتمع صغارًا كانوا أم كبارًا؛ لتساعدهم على أن يكونوا صالحين وقادرين على المشاركة الفعالة والنشطة في كافة قضايا البيئة ومشكلاتها، وبذلك يتطور مفهوم المواطنة، ويصبح له مدلول أشمل يتعدى كون الإنسان مواطنًا داخل وطنه فقط، إلى كونه عضوًا نشيطًا وفاعلاً وسط المجتمع البشري ككل؛ أي أن عليه واجبات تجاه العالم كله مثلما عليه واجبات نحو وطنه، وبالتالي يصير المواطن ذا صبغة عالمية، يحمل على عاتقه مسئولية أوسع نطاقًا نحو بيئته ككل، وبذلك تصبح المواطنة البيئية والسلوك البيئي الصحيح ضرورة وجودية؛ لبقاء الإنسان، وليس رغبة أو شعار له أن يختاره أو يرفضه. (عرايبية، وحامد، 2021، 65)

كما تهدف المواطنة البيئية العالمية إلى تكوين مواطن بيئي نشطـ، وتعزيز الحفاظ على الموارد البيئية، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي، وتنمية طرقًا جديدة للتفكير في الإصلاح البيئي، والحق في المشاركة في صنع السياسات البيئية، واختيار الإجراءات الشخصية المستدامة، والامتثال للقانون البيئي العادل، وتعزيز الترتيبات المستدامة.(Jørgensen& Jørgensen, 2021, 1344- 1345)، كما تهدف إلى مساعدة الأفراد والفئات الاجتماعية؛ للحصول على المعارف الأساسية عن البيئة، ونوعية المشاكل التي تواجههم، وتنمية الإحساس بالمسئولية الوطنية والعالمية لحماية البيئة، ومساعدتهم على اكتساب القيم والمهارات المناسبة التي تساعدهم على معالجة المشاكل البيئية، وبالتالي المشاركة الإيجابية في حل مشكلاتها، والمساهمة في استخدام كل السبل المتاحة في تطويرها، وتقوية القدرة التقيمية لدى الأفراد والفئات الاجتماعية على إعداد البرامج البيئية، وتحديد مشاكلها، وتشخيص العلل في الأنظمة البيئية، والعوامل المؤدية لهذه المشاكل؛ وصولاً إلى معالجة ناجحة لها. (محمود، 2022، 199)

كما تسعى المواطنة البيئية العالمية إلى تنمية الوعي والثقافة البيئية، وتفعيل السلوك البيئي الرشيد لدى الفرد، والعلاقة السليمة مع النظم البيئية، وترشيد عمليات الاستفادة من موارد الطبيعة، وضبط القرار السياسي البيئي، وتعزيز واقع الشفافية البيئية، وديمقراطية القرار البيئي، والمشاركة في صناعته، مع تكريس مبدأ العالة الاجتماعية في الاستفادة من الموارد والخبرات البيئية، مع التأكيد على أن حماية البيئة مسئولية مشتركة في ظل وجود حركة بيئية فاعلة، قادرة على تشكيل قوة ضغط حقيقية؛ لردع مختلف أشكال التجاوزات المؤدية إلى التدهور البيئي.(عمر، 2022، 97)، ومن أهدافها – أيضًا- ترشيد استخدام الموارد غير المتجددة، وعدم تجاوز قدرة الموارد المتجددة على تجديد نفسها؛ كي لا تندر وتفنى، ورفع درجة وعي المواطن بالمشكلات البيئية، والمحلية، والعالمية، وإسهامه فيها، وتفعيل دوره الرقابي، والمشاركة في اتخاذ القرار البيئي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.(الغنام، 2019،  188- 189)، وترسيخ السلوك الأخلاقي والمسئولية الذاتية على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات نحو البيئة، وتفعيل السلوك البيئي الرشيد، وتعميق العلاقة السليمة مع النظم البيئية.(السويكت، 2022، 43)

كما تهدف إلى تربية الأفراد تربية بيئية وصولاً إلى حياة أفضل، وتكوين مشاعر الاحترام للبيئة، والتنشئة على حب الطبيعة بغرس قيم النظافة وحماية الصحة لدى الأفراد، وحثهم على حب الحياة في محيط نقي وبيئة سليمة، واستثمار الطاقة النظيفة بكفاءة، واختيار التكنولوجيا الملائمة والآمنة والنظيفة بيئيًا. (خليل، 2016، 69- 70)، كما تهدف إلى تنمية السلوك الرشيد للبيئة، وتنمية المشاركة البيئية النقدية والنشطة لدى المواطنين، وتغير سلوكيات المواطنين إزاء بيئتهم، وجعلهم كعوامل بيئية للتغيير؛ لإحداث التغيير الاجتماعي والبيئي؛ لحل المشاكل البيئية الحالية، ومنع وقوع مشاكل بيئية جديدة، ومعالجة المشاكل البيئية، وتنمية علاقة إيجابية بين المواطن والبيئة، وممارسة الحقوق والوجبات البيئية. (Hadjichambis  et al., 2022, 3-5)، وجسدت دراسة عبد العال (2017، 143) أهداف المواطنة البيئية في الشكل التالي:

شكل رقم (1) أهداف المواطنة البيئية العالمية

المصدر: (عبد العال، 2017، 143)

يتضح من هذا الشكل أن أهداف المواطنة البيئية العالمية تتحدد في أربعة أهداف أساسية، وهذه الأهداف شملت بعض أبعاد المواطنة البيئية، والمتمثلة في المسئولية البيئية، وتحقيق العدالة البيئية، والمشاركة البيئية، إضافة إلى الحقوق البيئية.

وحدد  Ariza et al. (2021, 4)أهداف المواطنة البيئية في حل المشاكل البيئية الحالية، ومنع المشاكل البيئية الجديدة، وتحقيق الاستدامة، وتطوير علاقات صحية مع الطبيعة، وممارسات الحقوق والواجبات البيئية، وتحقيق المشاركة النقدية والفعالة والمشاركة المدنية، وتعزيز العدالة بين الأجيال الحالية والمستقبلية.

يتضح مما سبق تعدد أهداف المواطنة البيئية العالمية؛ حيث تهدف بصفة عامة إلى غرس القيم البيئية لدى الأفراد بكافة أعمارهم؛ ليكونوا مواطنين صالحين وقادرين على المشاركة الفعالة في القضايا البيئية، ولديهم إحساس بالمسئولية تجاه بيئتهم وحمايتها؛ وصولاً لحياة أفضل.

ثالثًا- أهمية تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة:

أصبحت المواطنة البيئية العالمية أكثر أهمية لدعاة حماية البيئة، وتضمين أخلاقيات البيئة في المناقشات والخطابات العامة، كما اكتسبت أهمية متزايدة في عمليات صنع السياسات، والعمل الأكاديمي على مدى العقدين الماضيين، ولقد اهتمت معظم الدول في برامجها بالمواطنة البيئية، وتشجعيها لممارسات قد تسهم في حماية النظام البيئي، وتعزز الشعور بالانتماء واحترام الآخر، وكوسيلة لتعزيز الاستدامة وحماية البيئة، ودمج الاهتمامات البيئية في النظرية السياسية وأنماط المشاركة السياسية. (Pallett, 2017, 1)

وللمواطنة البيئية العالمية أهمية حيوية داخل المجتمعات، فعن طريقها يتعمق الإيمان بأن البيئة المستدامة لصالح الجميع، وأن البيئة مورد جماعي مشترك لا يستبعد أحد منه فعليًا، ودعم تفضيل المصلحة العامة على الخاصة؛ فالمواطنة البيئية العالمية تسعى للحفاظ على سلامة الموارد المشتركة ذات المنفعة العامة، كما تولد المواطنة البيئية الإيمان بأن الحقوق البيئية تقابلها المسؤوليات البيئية للآخرين، وأن المواطنة البيئية العالمية أصبحت لغة مشتركة بين المجتمعات.(Larsen, 2014, 13)، وبالتالي يتحمل المواطنون ثلاث مسؤوليات: العمل ضد أي شيء يحط من الهوية المدنية والمشاركة، والبقاء على دراية بالإجراءات الفردية والجماعية التي تؤثر على حالة البيئة، واتخاذ القرارات التي تعزز الصالح العام على المصالح الفردية.(Svarstad et al., 2011, 21)

كما تظهر أهمية المواطنة البيئية العالمية من خلال إسهامها الفعال في بناء المجتمع، واتخاذ قررارات عقلانية في مواجهة مشكلات البيئة، والقدرة على المشاركة في عمليات حل المشكلات، والإسهام الذكي في حل قضايا المجتمع المحلي والعالمي، وتزويد الناشئة بالمعرفة التي تمكنهم من المشاركة على مستوى المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تنمية مدركاتهم حول بعض القضايا العالمية كالتأثيرات المرتبطة بتغيرات البيئة. (عرايبية؛ حامد، 2021، 66)

كذلك من أهمية المواطنة البيئية العالمية تحقيق السياسة الخضراء، التي تكفل للمجتمع السير في طريق الاستدامة، وإنتاج السلع البيئية، والنجاح في إنتاجها؛ بما يعود على الفرد والمجتمع بالخير والنماء، وتطوير الدوافع الداخلية والتصرفات البيئية، بالبناء على الأخلاقيات البيئية، لا القوانين والتشريعات، وتشجيع الأفراد والمجتمعات والمنظمات على التفكير في الحقوق البيئية، وتوزيع المسؤليات على الجميع كمواطنين يعيشون في كوكب الأرض، وتقديم وسائل العناية بهذا الكوكب، إضافة إلى إحداث توازن بيئي شامل بين صحة التربية الأخلاقية في المجتمع، والكوكب الذي نعيش عليه اليوم والغد.(الرافعي، والرياشي، والعقيلي، والخولي، 2021، 110)

كما تكتسب المواطنة البيئية العالمية أهمية بالغة؛ حيث تحرك المواطنة البيئية العالمية الاهتمام بالذات والمدينة في بيئة مستدامة، كما تدمج الوقت بين الأجيال وبين مختلف الأنواع، كونها هدف تربوي، وقيمة أخلاقية وسياسية، فالمواطنة البيئية العالمية يمكن أن تعرف على أنها هوية، وعملية ديناميكية، تفاعلية وتعاونية دائمة، وهي حركة ديناميكية تعمل وبشكل موضوعي على الممارسات الاجتماعية كمجموعة من المواقف والمهارات والقدرات والمعارف الأكاديمية والخبرة المعرفية والأخلاقية، وهي في البداية مقاربة (معرفة وتحليل مختلف المشكلات البيئية)، ثم هي التزام (التفاعل فرديًا وجماعيًا من أجل المحافظة على البيئة)، ودعوة لتحمل المسؤولية لصناع القرار (التقرير ديمقراطيًا). (رضوان، وإيمان، 2020، 105)

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية العالمية محورًا أساسيًا في تنمية المجتمعات، وأن أهميتها تأتي من خلال ترسيخها للقيم والواجبات والحقوق البيئية داخل أفراد المجتمع، كذلك نشر الثقافة البيئية، ووعيهم بكيفية استخدام الموارد الطبيعية والإلتزام بحماية البيئة، وتنمية مهارات المشاركة الفعالة في كافة قضايا البيئة، وإدراكهم كونهم أعضاء بيئيين نشطاء، وأن عليهم واجبات تجاه العالم كله مثلما لهم واجبات نحو وطنهم، وأنه من الضروري إدراك الطلاب لقدراتهم على القيام بالمهام البيئية بمستويات مرغوب فيها؛ لأن ذلك يعد أساسًا لدافعيتهم؛ للتغلب على الصعوبات التي تعترضهم، ولهذا فمن الضروري تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى  طلاب الجامعة.

 

رابعًا- أسس بناء المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة:

لبناء المواطنة البيئية العالمية هناك أسس لابد من مراعاتها وتحقيقها، وهذه الأسس  تمثل الأهداف الرئيسة لتحقيق برامج ومشاريع المواطنة البيئية العالمية، وهذه الأسس هي:            ( تومي، 2023، 247)

  • ضرورة تصحيح المفاهيم البيئية السائدة لدى المواطنين، وتعديل المعتقدات والأفكار البيئية الخاطئة، ومعالجة أساس المشاكل للسوكيات السلبية الناجمة عن غياب مفهوم المواطنة البيئية العالمية.
  • محاولة اكتساب المواطنين المهارات كالآليات السليمة والمفيدة التي تسهم في المحافظة والإصلاح البيئي من أجل التنمية المستدامة.
  • تحسين السلوك البيئي المتبع في الحياة العامة أثناء التعامل مع البيئة.
  • السعي لتجنب الأضرار البيئية قبل نشوئها، والمطالبة بإثبات عدم وجود أضرار بعيدة المدى للأنشطة البيئية المقترحة.
  • الإسهام في رفع مستوى المعرفة الثقافية البيئية العامة للأفراد؛ لتحفيزهم على المشاركة في اتخاذ القرارات، ووضع الحلول المعنية بالشئون البيئية التنموية.

وأضاف فاضل (2022، 260) عددًا من الأسس، وهي:

  • يجب أن تشمل حقوق المواطنة أجيال المستقبل، الذين لا يزالون الآن أطفالاً خاصة حقوق التعليم والرفاهية.
  • النظر إلى المواطنة البيئية العالمية بتعابير المسئولية عن الطبيعة، والتأكيد على وجوب اشتراك المواطنين مع الخبراء في تقييم المخاطر البيئية، وما يجب عمله لمقاومتها، وتوجيه الانتباه للمستوى القومي والدولي، واقتراح برلمانات، وحملات إعلامية؛ للتأثير في المواطنين في خياراتهم البيئية.

وأضاف عمر (2022، 101) إلى هذه الأسس ضرورة تبادل الخبرات بين جميع المنظمات، ومشاركة كافة أجهزة التربية الرسمية وغير الرسمية؛ لمواجهة المشكلات البيئية مع تفعيل دور الإعلام؛ لنشر الوعي البيئي.

واقترح Larsen (2014, 13- 14) ستة أسس للمواطنة البيئية وهي: أن المواطن البيئي يعتقد أن الاستدامة البيئية هي مصلحة عامة، ولن يتحقق ذلك من خلال السعي وراء المصلحة الذاتية الفردية وحدها، ويكمن وراء هذا الاعتقاد فهم البيئة كمورد مشترك، لكنها محدودة ومتضائلة، كما تحركه دوافع أخرى فضلاً عن المصالح الذاتية؛ أي أن المواطن البيئي سيسعى إلى الحفاظ على تكامل المورد المشترك بسبب منفعته العامة، بدلا ًمن بعض الفوائد الخاصة والفردية التي لا يمكن استبعادها، يقول المواطن البيئي ، "سأفعل حتى لو لم تفعل"، كما يعتقد أن المعرفة الأخلاقية والمعنوية لا تقل أهمية عن المعرفة التقنية العلمية في سياق تغيير السلوك المؤيد للبيئة، كما يعتقد أن الحقوق البيئية للآخرين تولد مسؤوليات بيئية، والتي يجب على المواطن البيئي استبدالها على عكس أشكال المواطنة الأخرى، فإن العلاقة بين الحقوق والواجبات في المواطنة البيئية لا تتعلق بحقوق وواجبات المواطنين تجاه الحكومة، بل تتعلق أكثر بحقوق وواجبات المواطنين تجاه بعضهم البعض، كما يعتقد أن هذه المسؤوليات لا ترجع فقط إلى جيران المرء أو زملائه من المواطنين ولكن أيضًا إلى الغرباء البعيدين، فمن المعروف جيدًا أن المشكلات البيئية تتجاوز الحدود الوطنية، كما أن الإجراءات الخاصة المتعلقة بالبيئة يمكن أن يكون لها تأثيرات عامة متعلقة بالبيئة، وهذا يختلف عن المفاهيم التقليدية للمواطنة أيضًا فيما يتعلق بالممارسات التي تحدث في الساحة الخاصة - مثل إعادة التدوير- على              أنها مواطنة.

ولتحقيق هذه الأسس في التعليم الجامعي فإن الأمر يتطلب تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب من خلال إقامة مؤتمرات وندوات تثقيفية بيئية وإدماجها في                   البرامج الجامعية.

خامسًا- بناء المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة:

تتشكل المواطنة البيئية العالمية لدى الأفراد في المجتمع من خلال ثلاث ركائز أساسية متكاملة: (وطفة، 2022، 22- 25 )

  • التعلم عن البيئة (المعرفة): يشكل التعليم عن البيئة الخطوة الأولى للمواطنة البيئية، إذ لا يمكن أن ننمي المواطنة البيئية قبل أن نعلم، وتسمى هذه المرحلة بالتأهيل المعرفي الذي يمتلك فيه الفرد معلومات ضرورية وحيوية وشاملة عن الطبيعة وتحديات البيئة، والتعليم عن البيئة يساعد الأفراد على فهم الطبيعة ومكوناتها عن طريق الاكتشاف والاستكشاف والتقصي، وهذا يمكن وعي المتعلمين بأبعاد البيئة ومشكلاتها، فالمتعلمون يتشكلون تربويًا عبر عملية تفاعل مع البيئة وعناصرها الطبيعية والاجتماعية، فهم يتلقون المعلومات من البيئة ثم يقومون ببناء المعرفة من خلال العمل الجسدي والعقلي، ومن خلال التفاعلات الاجتماعية مع الآخرين في الوسط الاجتماعي.
  • التعلم من البيئة (المهارات): أي توظيف البيئة نفسها كوسيلة للتعلم والاكتساب، كالأنشطة التي تتم في الهواء الطلق التي يدفع المتعلمين إلى الشعور بأهمية البيئة، وتمكنهم من التعرف عليها والتفاعل مع معطياتها مباشرة، ومثل هذا التعلم سيؤدي بالضرورة إلى تشكيل مشاعر إيجابية إزاء البيئة ومكوناتها، وهذه المشاعر ستؤدي بالضرورة إلى سلوكيات إيجابية تجاه المحافظة على البيئة وحمايتها.
  • التعلم من أجل البيئة ( المواقف والقيم والسلوك): ويهدف هذا النمط إلى توليد الاتجاهات والمواقف الإيجابية نحو البيئة بكل ما تنطوي عليه، كما يهدف إلى إيجاد مواطنين مثقفين بيئيًا مستعدين لإتخاذ إجراءات عملية نشطة في مجال الدفاع عن حقوق البيئة، وحمايتها من كل ما يعرضها للتدهور، وكذلك تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات استباقية ومستنيرة تحترم التكامل البيئي والاقتصادي والاجتماعي؛ لتحقيق أسس المواطنة البيئية، ومن ثم حياة بيئية إنسانية أفضل.

يتضح مما سبق أن بناء المواطنة البيئية لدى المواطنين يمكن يتم من خلال الثلاثية البيئية؛ التعلم عن البيئة، والتعلم من البيئة، والتعلم من أجل البيئة، والتي يعبر عنها الشكل التالي:

شكل رقم (2) بناء المواطنة البيئية

من إعداد الباحثتين

يتضح من الشكل السابق أن المواطنة البيئية العالمية تنطلق من ثلاث ركائز أساسية متكاملة؛ يشكل التعليم عن البيئة الخطوة الأولى للمواطنة البيئية، وهذه المرحلة تهيئ المواطن للمرحلة التالية التي تتمثل في التعرف على البيئة والتفاعل معها والإحساس بها، وأخيرًا مرحلة الاتجاهات والميول والمواقف التي تتعلق بالبيئة وحمايتها.

كما يمكن بناء المواطنة البيئية العالمية لدى الأفراد من خلال عمليات: التربية البيئية، والتوعية البيئية، والتثقيف البيئي. (رضوان، إيمان، 2020، 105)

وتعتبر التربية البيئية نمط من التربية ينظم علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية والاجتماعية والنفسية، مستهدفًا إكساب الطلاب خبرة تعليمية حول الحقائق والمفاهيم والاتجاهات والقيم، كما تركز على تجنب المشكلات البيئية، وما يترتب عليها عن طريق المشاركة الفعالة، كما تسعى لتكوين الفرد في جميع جوانبه المعرفية، والوجدانية، والمهارية، وتوعيته بأهمية المشاركة.       (أحمد، 2020، 1032)

 كما تعمل على تطوير الأخلاقيات البيئية بحيث تصبح هي الرقيب على الإنسان في تعامله مع البيئة، وغرس القيم البيئية في الأجيال حاضرًا ومستقبلاً، وغرس روح المسئولية لدى الأفراد والجماعات. (حيدرة، 2018، 281)، وإكسابهم القدرة على متابعة القضايا البيئية، والتنبؤ بما قد يحدث من مشكلات بيئية، وكذلك إكسابهم المهارات اللازمة؛ لتطوير بيئتهم وصيانتها وتنمية مواردها، والقدرة على اتخاذ القرار بشأنها.(الصفتي، 2020، 854)، كما تركز على تنمية السلوك الصديق للبيئة بين الأفراد، وتشجع توليد الوعي وتنمية المهارات، كما أنها تعلم المواطنين كيفية التعايش مع البيئة نحو الاستدامة (Yadava et al., 2021, 418)

وتكمن أهمية التوعية البيئية في إيجاد الوعي لدى أفراد المجتمع بالمكونات البيئية وتفاعلاتها مع الأحياء، وإكسابهم المعارف والمعلومات، وتغيير اتجاهاتهم السلبية تجاه البيئة، وتعزيز المشاركة الإيجابية في حل مشكلات البيئة.(عبد الرحمن، إبراهيم، 2020، 414)، وتهدف إلى إكساب المواطن لممارسات يومية؛ للحفاظ على البيئة، وتعديل السلوك تجاه المشكلات والقضايا المتعلقة بحماية البيئة باستدامة.(الدفراوي، 2019، 150)، حيث يقومون بتحديد المشكلة، ومنع المخاطر البيئية من خلال تطوير المهارات في متابعة القضايا البيئية، والإدارة البيئية دون الإضرار بالبيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.(مجيد، 2021، 226)

كما تساهم التوعية البيئية في التقليل من المشاكل البيئية من خلال برامج التوعية، إلى جانب البحوث العلمية والتشريع الخاص بالبيئة، الذي يساعد على حماية البيئة، والحد من نشاطات الإنسان السلبية عليها، ومن خلال ممارسة الإدارة السليمة للموارد الطبيعية، وحماية النظام البيئية بدعم الهيئات والجمعيات المتخصصة في حماية البيئة. (قيداري، بلحنافي، 2022، 38)، كما تساعد على توليد الوعي لدى الأفراد والجماعات؛ للتقليل من التلوث، والحفاظ على السلامة البيئية، والاستخدام الأمثل للبيئة، والحساسية تجاه المشكلات البيئية. (Yadava et al., 2021, 416)

وتعتبر التوعية البيئية المقياس الحقيقي لتقدم الدول وحضارتها، فالعالم اليوم ليس بحاجة إلى التقدم العلمي والتقني فحسب، وإنما هو بحاجة ماسة – أيضًا- إلى صحوة ضمير، ونبذ الأنانية، وبناء مواطن إيجابي واعٍ بمشكلات البيئة، ومبتكر حلول لها.( سمية، 2021، 9)

أما الثقافة البيئية فتنطلق من مبدأ الحقوق البيئية للإنسان، وللأنواع والأنظمة البيئية، وواجبات الإنسان نحوها باعتبار أن المحافظة على الأنظمة البيئية، وعلى الأنواع هي المحافظة على القيم والأخلاق البيئية، التي يجب أن يتحلى بها المواطن أثناء تعامله مع البيئة ومكوناتها، وهو الأساس للمسئولية البيئية النابعة من هذه الثقافة المتميزة، وبذلك تعيد الثقافة البيئية النظر في مفاهيم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتعاقد الاجتماعي، وتأخذ في اعتبارها حقوق البيئة وحقوق الأجيال القادمة، فتعمل بشكل فاعل على تحقيق المواطنة الواعية بيئيًا،                 والقادرة على تعميق حب الانتماء للأرض والوطن في إطار الأخلاق البيئية. (رضوان، وإيمان، 2020، 106)

فمن خلالها تتحقق نشأة مواطن يتمتع بالالتزام البيئي، والذي يحتم عليه إتباع ما هو صواب، وتجنب ما خطأ، دون وجود رقابة خارجية عن سلوكه، وترسيخ قيم المشاركة في حماية البيئة وصيانتها؛ ليصبح السلوك البيئي جزءًا لا يتجزأ من أخلاق الإنسان وثقافة المجتمع.(المسعود، وبدران، وعيساوة 2020، 146)

ويرى Georgiou (2021, 1) أن التثقيف البيئي بمثابة وسيلة لتحقيق المواطنة البيئية، فهو لا يسهم في تنمية الطلاب الذين ليسوا على دراية بالمشاكل البيئية فحسب، بل يتبنون - أيضًا- سلوكيات مؤيدة للبيئة، كما يسهم في ابتكار وتطبيق حلول فعالة للقضايا البيئية، فتكوين المواطنة البيئية لدى المواطنين يتطلب تحولاً في معتقدات الأفراد ومواقفهم وسلوكهم، يجب أن يحمل المواطنون قيمًا معينة تجاه البيئة، ويتصورون أنفسهم كجزء من سياسة بيئية عالمية، والتأكيد على أن حماية البيئة هي جزء من الصالح العام. (Schild, 2016, 20-21)

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية العالمية تتشكل –أيضًا- لدى الأفراد من خلال عمليات التربية البيئية، والتوعية البيئية، والتثقيف البيئي، والتي يعبر عنها الشكل التالي:

شكل رقم (3) آليات بناء المواطنة البيئية العالمية من إعداد الباحثتين

حيث تعمل التربية البيئية على إعداد المواطن للتفاعل الناجع مع بيئته، من خلال المعارف البيئية التي تساعده على فهم العلاقة المتبادلة بينه وبين بيئته، وكذلك تنمية القيم التي تحكم سلوكه إزاء بيئته، أما التوعية البيئية فتسهم بشكل فعال في إيجاد الوعي لدى الأفراد والجماعات، والذي يغير سلوكهم إزاء البيئة، ويجعلهم مشاركين في حل المشكلات البيئية، أما التثقيف البيئي فيتضمن إعداد المواطن؛ للقيام بدوره في مواكبة التغيرات البيئية؛ ليصبح أكثر إيجابية ومشاركة في الحفاظ على البيئة من أجل الحاضر والمستقبل.

وأشار Hadjichambis& Reis (2018, 53) إلى أن بناء المواطنة البيئية يتطلب نظامًا متعدد التخصصات وتعاونيًا ومنهجيًا من التعليم البيئي، والتعليم من أجل التنمية المستدامة، وتعليم العلوم، وتعليم من أجل المواطنة البيئية Education for Environmental Citizenship والتي تعرف على أنها نوع التعليم الذي يزرع مجموعة متماسكة وكافية من المعرفة، بالإضافة إلى المهارات والقيم والمواقف والكفاءات التي يجب أن يتسلح بها المواطن البيئي حتى يكون قادرًا على العمل، والمشاركة في المجتمع كعامل تغيير في المجالين الخاص والعام، على المستوى المحلي والوطني والعالمي، من خلال الإجراءات الفردية والجماعية، في اتجاه حل المشكلات البيئية المعاصرة، ومنع حدوث مشاكل بيئية جديدة في تحقيق الاستدامة، وكذلك تطوير علاقة صحية مع الطبيعة، وتمكين المواطنين من ممارسة حقوقهم وواجباتهم البيئية، فضلا ًعن تحديد الأسباب الهيكلية الكامنة وراء التدهور البيئي والمشاكل البيئية، وتطوير الاستعداد والكفاءات للمشاركة الحاسمة والفعالة، والمشاركة المدنية؛ لمعالجة تلك          الأسباب الهيكلية.

وأشارD’Arco& Marino (2021, 186)  إلى أن بناء المواطنة البيئية العالمية تتطلب تنمية الحقوق والواجبات البيئية، وتنمية الوعي البيئي، والمسئولية البيئية، والتثقيف البيئي، وإشراك المواطنين، إضافة إلى تدخل الحكومة بسن سياسات وقوانين ذات صلة بالبيئة.

واقترح (Jørgensen& Jørgensen (2021, 1345- 1346 ثلاث استراتيجيات لبناء المواطنة البيئية وهي:

  • التعرف على الطبيعة الجماعية للمواطنة (الجماعية): أحد المكونات الأساسية للمواطنة وهي المشاركة في الجماعة؛ حيث تعمل الأنشطة من مراقبة الطيور إلى تمشيط الشاطئ على بناء شعور بالتعاون والمسؤولية المجتمعية تجاه البيئة، حيث يعمل الأفراد بشكل جماعي من أجل الصالح العام، وهو جانب حيوي من جوانب المواطنة البيئية العالمية، ويعد التعرف على البيئة المحلية، والارتباط بالطبيعة من الدوافع الأساسية للمواطنين؛ لانخراط المواطن الإيكولوجي في مشاريع بيئية، كما يعزز التعاون مشاعر المسؤولية الحالية، والعناية بالطبيعة والاستعداد للتصرف، وبالتالي فإن العمل معًا أكثر أهمية من العمل بمفرده من أجل تنمية التفكير بالمواطنة.
  • تنمية المواطنة القائمة (الوضعية): وتحتاج مبادرات لتنمية المواطنة القائمة، كما يجب أن يكون التعلم جزءًا لا يتجزأ من التجربة الحية للمشاركين كجزء من الممارسة الاجتماعية والبيئة المادية، فالمشاريع البيئية توفر فرصة للتعلم القائم على الموقع حتى المشاريع الرقمية يمكن أن تعزز الروابط والتعلق والاهتمام ببيئة أو أنواع معينة على الرغم من أنها قد تكون بعيدة فعليًا عن المشارك.
  • ربط البيانات المحلية بالمشكلات البيئية الأكبر(الترابط): حيث يجب أن تساعد المشروعات العلمية المواطنين المشاركين في إجراء اتصالات بين البيانات التي يجمعونها، فالمواطنة البيئية تدعو المواطنين إلى معالجة الجذور الهيكلية للتحديات البيئية، لا سيما التوزيع غير المتكافئ للأعباء البيئية، ويعد تحريك الأفراد للتفكير في الصورة الكبيرة أحد المسارات؛ لربط المواطن المحلي بالمواطنة البيئية العالمية.

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية تتشكل لدى المواطنين من عدة آليات؛ مما يتطلب العمل عليها سواء كان ذلك في المدرسة أو الجامعات، وجعلها هدفًا تربويًا يتجاوز الطلاب بمقتضاه الجاني المعرفي وصولاً لتحقيق المواطنة البيئية العالمية.

سادسًا- مكونات المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة:

أشار Asah et al.(2017, 809) إلى أن المواطنة البيئية تتكون من أربعة جوانب، وهي:

  • الدعم والنشاط البيئي Advocacy and Activism  Environmental: ويشير إلى مدى مشاركة الفرد في دعم ومناصرة القضايا البيئية.
  • التطوع Volunteerism: عبارة عن تطوع الفرد في أعمال وأنشطة بهدف المحافظة على البيئة وحمايتها.
  • الثقافة البيئية Literacy Environmental: يبين بوضوح معلومات ومعارف الفرد بالقضايا البيئية وجهوده في التغلب عليها.
  • المواطنة السياسية البيئية Political- Ecological Citizenship: عبارة عن التصرفات التي يقوم بها الفرد من أجل دعم القضايا والمشكلات البيئية.

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية العالمية تتضمن عديد من المكونات، وجميعها ذات صلة وثيقة بالبيئة؛ كالوعي البيئي، والثقافة البيئية، والتطوع، والمشاركة البيئية، والسلوك البيئي المسئول، وغيرها، وأن هذه المكونات المتضمنة في المواطنة البيئية العالمية تعكس أهميتها، والأهداف المراد تحقيقها من تنمية المواطنة البيئية العالمية، وتعزيزها لدى الأفراد والمجتمعات.

ويمكن القول بأن المواطنة البيئية العالمية تشتمل على ما يلي: (مجاهد، وجمال الدين، 2022، 87- 88)

  • المستوى الشخصي والجماعي: حيث يشارك أفراد الجماعة من خلال الحكومة والمجتمع المدني في أعمال المواطنة البيئية؛ كالمشاركة في حملات حماية البيئة، وتطبيق القوانين البيئية، وعلى المستوى الشخصي يمكن أن يقوم المواطن بأفعال واختيارات توثر على البيئة ولها عواقب بيئية، وترشيد استهلاك الطاقة، واختيار الخدمات والبضائع التي لها تأثير منخفض على البيئة.
  • المستوى المحلي والعالمي: فالمشكلات البيئية ليس لها حدود فما يحدث في دولة ما قد يؤثر على العالم، كمشكلة التغيرات المناخية، والتي تؤثر على كوكب الأرض بأكمله، ومثل هذه المشكلات تتطلب مواطنًا يمتلك المسئولية والالتزام نحو البيئة على المستويين المحلي والعالمي، والإحساس بالانتماء ليس فقط محليًا، ولكن انتماء للجنس البشري بأكمله، أي يمتلك مواطنة بيئية عالمية.
  • العمل من أجل الحاضر والمستقبل: تعمل المواطنة البيئية العالمية على توفير حياة أفضل للأجيال الحالية والقادمة، وذلك بتحقيق العدالة البيئية للأجيال من خلال الصيانة والاستدامة البيئية ومواردها.
  • الموازنة بين الحقوق والوجبات: حيث تتضمن الحق في العيش في بيئة نظيفة، والحصول على ماء نظيف، وتتضمن واجباته نحو صيانة البيئة، وخفض الأفعال التي تؤدي إلى عدم الاستدامة البيئية.

وأشار (2005, 228) Berkowitz et al. إلى أن هناك مكونات خمسة للمواطنة البيئية العالمية متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض، وهي:

  • محو الأمية البيئية Ecological Literacy: فهم النظم البيئية الرئيسة باستخدام التفكير البيئي السليم، مع فهم طبيعة العلوم البيئية وتفاعلها مع المجتمع.
  • محو الأمية المدنية Civics Literacy: فهم النظم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الرئيسة باستخدام مهارات التفكير النقدي المطلوبة.
  • الوعي بالقيم Values Awareness: الوعي بالقيم الشخصية فيما يتعلق بالبيئة، والقدرة على ربط هذه القيم بالمعرفة والحكمة العملية؛ لاتخاذ القرارات والتصرف.
  • الفعالية الذاتية Self- Efficacy: امتلاك القدرة على التعلم والتصرف فيما يتعلق بالقيم والمصالح الشخصية في البيئة.
  • الحكمة العملية Practical Wisdom: امتلاك الحكمة العملية والمهارات اللازمة؛ لاتخاذ القرار والتصرف فيما يتعلق بالبيئة.

 

والشكل التالي يوضح المكونات الخمسة للمواطنة البيئية العالمية:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شكل رقم (4) المكونات الخمسة المتداخلة للمواطنة البيئية العالمية

(2005, 230 Source: (Berkowitz et al.,

يتضح من الشكل السابق أن هذه المكونات من المواطنة البيئية العالمية لا تتألف من تسلسل بسيط أو تسلسل هرمي للخطوات، ولكنها مترابطة ومتداخلة للغاية، فالعلاقة بينهم علاقة ديناميكية بما يسهم في محو الأمية البيئية، والفعالية الذاتية، والاستفادة منها أيضًا في اكتساب الحكمة العملية والمهارات من خلال العمل.

سابعًا- أبعاد المواطنة البيئية العالمية المطلوب تعزيزها لدى طلاب الجامعة:

تعددت وجهات النظر حول أبعاد المواطنة البيئية العالمية، مثلما تعددت المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالمواطنة البيئية العالمية، فدراسة أحمد (2022، 332) حددتها في ثلاثة أبعاد، وهي الوعي بالقضايا البيئية ونتائجها حيث وعي الطلاب بالمشكلات البيئية، والعمل على مواجهتها سواء بشكل فردي أو جماعي، والمشاركة والمسئولية تجاه البيئة؛ حيث قدرة الطلاب على اتخاذ القررات؛ لتحمل المسئولية البيئية، والعدالة البيئية وتعبر عن حق الطالب في التوزيع العادل للفوائد البيئية والمخاطر، والمشاركة العادلة في صنع القررات البيئية.

أما عاريبية، وحامد (2021، 67- 73) فأشارا إلى ثلاثة أبعاد أساسية للمواطنة البيئية العالمية، وهي: المسؤولية الشخصية البيئية، والمشاركة البيئية، والعدالة البيئية، وقد أضاف بعض الباحثين إلى هذه الأبعاد أبعادًا أخري، مثل دراسة الضبع (2022، 222) والتي أضافت العمل الجماعي واتخاذ القرار البيئي، ودراسة تومي (2023، 249) والذي أضاف بعد الأخلاقيات البيئية.

 أما Karatekin& Uysal (2018, 86) فحددا بعدًا رابعًا من أبعاد للمواطنة البيئية العالمية وهو الاستدامة البيئية إضافة إلى الأبعاد الثلاثة؛ المسئولية البيئية، والعدالة البيئية، والمشاركة البيئية، ودراسة عبد العال (2017، 151) والتي أضافت الحقوق البيئية كبعد رابع من أبعاد المواطنة البيئية العالمية.

ويتبنى البحث الحالي أبعاد: المسؤلية البيئية، والعدالة البيئية، والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية؛ كأبعاد رئيسة للمواطنة البيئية العالمية، لاعتبارات عدة من أهمها: أنها تعد عناصر أساسية تستوجب تنميتها وتعزيزها لدى الطلاب، ولما لها من دور مهم في تكوين المواطنة البيئية العالمية من خلال بناء السلوك القويم وتفعيله، كما أن الأبعاد المضافة بعضها ضمن هذه الأبعاد، فبالنسبة إلى الحقوق البيئية؛ فالعدالة البيئية في جوهرها حقوق وواجبات، كما أنه لا معنى لممارسة المشاركة أو المسئولية أو العدالة البيئية خارج الأطر الأخلاقية التي تحكمها جميعًا، أما العمل الجماعي واتخاذ القرار متضمن في بعد المشاركة البيئية.

كما أن هذه الأبعاد تعبر في جوهرها عن مفهوم شامل للمواطنة البيئية العالمية، فجميعها يتطلب قاعدة معرفية بيئية سليمة، وقيمًا ومهارات وسلوكيات بيئية صحيحة، والشكل التالي يوضح هذه الأبعاد:

شكل رقم (5) أبعاد المواطنة البيئية العالمية من إعداد الباحثتين

يتضح من الشكل السابق أن هناك خمسة أبعاد متداخلة ومتكاملة للمواطنة البيئية العالمية، تمثلت في: المسؤولية البيئية الشخصية، والعدالة البيئية، والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية؛ فالمواطنة البيئية تحتاج منا أن تكون ممارساتنا مسؤولة ومناصرة للبيئة، كما تحتاج معرفة بالحقوق والواجبات، كما تنطوى على إظهار السلوك التشاركي إزاء البيئة، أما الابتكار البيئي فيخفض من الأثر البيئي السلبي، وأخيرًا الاستدامة البيئية التي تعد المدخل الحقيقي لإيجاد علاقة مثالية مع البيئة. وفيما يلي عرض لتلك الأبعاد بشيء               من التفصيل:

  • المسئولية الشخصية البيئية

                   Responsibility of the Environment   Personal:

تشير المسؤولية البيئية، أو مسؤولية الفرد الذاتية إزاء البيئة إلى قدرة الفرد على اتخاذ القرارات؛ لتحمل مسئولياته البيئية بما لديه من وعي، واتجاه بوازع من ضميره، وتعاونه مع الآخرين في الاهتمام بالبيئة؛ لحمايتها مما يهددها من أخطار لاستنزاف مواردها الطبيعية، والمشاركة في صيانتها بما يكفل استمرارها؛ تحقيقًا للتنمية المستدامة. (خليل، 2016، 71)

كما أن المسؤولية البيئية تتمثل في تطبيق العمليات الخاصة بحماية البيئة، وتقليص الممارسات التي لها آثار سلبية مستقبلاً على البيئة، وإعادة التوازن في علاقة الإنسان بالبيئة.(مشكور، 2021 ، 18)

فالمواطنة البيئية تؤكد على المسؤولية الشخصية للأفراد، وذلك من خلال السلوك البيئي المسئول، والوعي بالقضايا البيئية، وهي تتضمن مناشدة لإعادة تدوير أكثر، واستهلاك أقل للطاقة، واستخدام أمثل للموارد البيئية، والتأكيد على أن التوجه نحو الاستدامة يتطلب زيادة التغيير في السلوك الشخصي للمواطنين، فيمكن لكل مواطن أن يقوم ببعض السلوكيات البسيطة التي تسهم في التوجه نحو الاستدامة مثل سلوكيات استخدامهم للمياه كفتح صنبور المياه بدرجة قليلة، وتقليل استخدام السيارات لخفض الانبعاثات الضارة، والمشي إلى مكان العمل، أو استخدام الدراجة بدلاً من استخدام السيارة إذا أمكن. (الضبع، 2022، 221)

وتتعلق المسؤولية بالميل الفردي لرؤية الذات كمسؤولة عن الأحداث، حيث يمكن أن يكون لأفعال الناس عواقب إيجابية وسلبية على الأشخاص الآخرين والأنواع الأخرى ورفاهية البيئة، لذلك فإن إسناد المسؤولية هو الاعتقاد أو الإنكار بأن أفعال الفرد قد ساهمت أو يمكن أن تخفف من تلك العواقب، على سبيل المثال يميل الفرد إلى اعتبار توفير الطاقة في مكان العمل على أنه مسؤوليته الخاصة بدلا ًمن مسؤولية مؤسسته. (D’Arco& Marino, 2021, 188)

كما يشمل هذا البعد الممارسات الفردية التي تخفض من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وإعادة تدوير مزيد من الأشياء المهلكة من قبل الفرد، حيث يمكن لكل فرد عدد من                     المنجزات التي قام بها تجاه بيئته أو عدد من التعهدات مع الالتزام بها لفترة زمنية محددة.              ( أبو عيطه، 2023، 217)

فالمواطنة البيئية تؤكد على التوجه البيئي الداخلي للأشخاص، حيث التمسك بالقيم البيئية، ومعايير السلوك الأخلاقي الخاص بالبيئة، والالتزام بحماية البيئة، وذلك بدلاً من التركيز على الحاجة إلى الحد من المخاطر البيئية. (Tay et al., 2021, 347)

وتسعى المواطنة البيئية إلى تأكيد الحقوق والمسئوليات البيئية من خلال التركيز على الحفاظ على البيئة، والتخطيط المستدام لاستخدام الموارد الطبيعية، وهي تعتبر صحة البيئة شرطًا مسبقًا لصحة الإنسان، فالمواطنة البيئية تنطوي على الالتزام الشخصي؛ لمعرفة المزيد عن البيئة، واتخاذ إجراءات المسئولية البيئية من خلال تبني تلك المواقف والسلوكيات التي تعزز المسؤولية البيئية. (عبد الحميد، وحياة، 2017، 274- 275)

ونظرًا لكون المشكلات البيئية في معظمها مرتبطة بالأنماط السلوكية، والتصرفات الخاطئة للإنسان تجاه البيئة، كان من الضروري تأهيل الأفراد، وتحميلهم مسؤولية حماية البيئة، والمحافظة عليها بدلاً من التركيز على فرض القوانين والأنظمة وتطبيق العقوبات، الأمر الذي أدى مؤخرًا إلى ظهور مفهوم المواطنة البيئية العالمية كمحاولة؛ لإعادة تعريف العلاقة بين أفراد المجتمع وبيئتهم، وذلك من خلال التأكيد على المسؤولية الشخصية لكل فرد في المحافظة على البيئة وحمايتها. (العجمي، والظفيري، والشطي، 2018، 464- 465)

فالمواطنة البيئية العالمية سلوك مؤيد للبيئة علنًا وسرًا، مدفوعًا بالإيمان بأن الحقوق تقابلها مسؤوليات، وأن كل مواطن لديه التزامات تجاه بيئته، وأن سلوكياته وممارساته البيئية اليوم ستؤثر على الأفراد لاحقًا. Sarbaini, 2020, 212))

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية العالمية ترجع إلى تحمل كل مواطن مسؤولية أفعاله وسلوكياته مع البيئة، وأداء واجباته من أجل حمايتها، وأن سلوكيات المواطنين وأفعالهم غير المسئولة والخاطئة تجاه بيئتهم هي أساس المشاكل البيئية؛ فالسلوكيات الشخصية للأفراد تؤثر بشكل كبير على البيئة.

وتقوم المسئولية البيئية على أسس أربعة، هي: السلوك والتصرف البيئي المسؤول، واتخاذ القرارات البيئية المناسبة، والاتجاه نحو الحفاظ على البيئة وحمايتها، والوعي بالقضايا البيئية.(السويكت، 2022، 44- 45)

وتنبثق المسؤولية الشخصية من ذلك الشعور الإيجابي النابع من داخل الفرد تجاه البيئة بهدف صيانتها، وذلك من خلال الالتزام بعديد من الواجبات، واحترام القوانين البيئية، والالتزام بصيانة البيئة، وحمايتها التزامًا شخصيًا نابعًا من قناعة كل شخص بواجباته نحو البيئة دون الحاجة إلى تدخل الدولة بالردع والعقاب، بصورة تعكس مدى وعي الأفراد بأهمية معالجة مختلف القضايا البيئية، فمتى تحقق ذلك عند كل مواطن تحولت المسؤولية الشخصية إلى مسئولية اجتماعية تتقاسمها مختلف فئات المجتمع التي تعمل معًا؛ للتصدي للقضايا البيئية. (قرجع، 2022 ، 971)

وللمسؤولية البيئية أهمية في مجال حماية البيئة، وتكوين المواطنة البيئية العالمية من خلال: (عرايبية، وحامد، 2021، 68)

  • تهتم المسؤولية البيئية بإعداد الإنسان وتنشئته على السلوك السوي مع بيئته، وإكسابه الوعي الكامل بالبيئة، والوصول إلى أعماق مشكلاتها والخلل الموجود فيها، ومحاولة تشخيصه وعلاجه عن طريق ما اكتسبه من معارف ومفاهيم واتجاهات سليمة نحوها.
  • تنمي المسؤولية البيئية ضرورة الإدراك البيئي لمعالم البيئة ومقوماتها، وما يحدث لها من تدهور في بعض جوانبها كتلوث الهواء، والماء، وتشوه الجانب الجمالي فيها، وموقف الفرد إزاء البيئة تقبلاً أو رفضًا، وحمايتها أو إهمالها، وتحسينها أو تركها دون رعاية.
  • الحد من الآثار السلبية لتفاعل الإنسان مع بيئته، فالأساس في صيانة البيئة حسن إعداد الإنسان وإدراكه للعلاقات المتبادلة بين عناصرها المختلفة، وتعويدهم على احترام القوانين البيئية.
  • تسهم المسؤولية البيئية في إكساب قيم المشاركة مع الآخرين في حماية البيئة، ومساعدتهم على تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه المشكلات البيئية، واتخاذ القرارات المناسبة؛ للوصول إلى حلها.

كما تظهر أهمية المسؤولية البيئية في تكوين مواطن صديق للبيئة، ومحافظ عليها، ومدافع عنها في ربط الله عز وجل مظاهر التلوث بالكسب الإنساني والسلوك التخريبي، ففي قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (الروم، الآية 41)، فقوله تعالى ﴿ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ﴾ تتضمن كل مظاهر التلوث بمعناه الواسع، وقوله: ﴿ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ ﴾ نسبة المشاكل والأضرار البيئية إلى السلوك الإنساني غير المتزن وغير العقلاني للموارد الطبيعية مما جعله مصدرًا لتلوث البيئة من الماء والهواء والتراب، وقوله ﴿ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ ﴾ أفضل كلمة تعبر عن هذه المعاني المختلفة هي ﴿ لِيُذِيقَهُم ﴾، ولولا هذا الذي يذوقه الإنسان من بعض ما عملته يداه، لما تنبه إلى خطورة ما يقدم عليه من تخريب للأنظمة البيئية، فبدأ يدق ناقوس الخطر لحماية البيئة. (بوزيان، والشيخ، وأحمد، 2014 ، 3)

يتضح مما سبق أن المسؤولية البيئية واجب على كل فرد؛ للحد من الممارسات السلبية على البيئة، فكثير من المشاكل البيئية نتيجة غياب المسؤولية البيئية، ويجب على كل مواطن أن يعترف بمسئوليته تجاه بيئته، كما أنه مطالب بتعديل سلوكياته وتصرفاته تجاه بيئته، والتي تترجم في صورة ممارسات إيجابية والتزامات بسيطة في علاقته مع البيئة، حتى نحظى ببيئة مثالية خالية من أي تهديد.

2- العدالة البيئية Environmental Justice :

اتفقت معظم الأراء على أن العدالة البيئية هي الحقوق التي ينبغي أن يحصل عليها كل مواطن في بيئته، وينادي بحصول كل المواطنين على حقوقهم البيئية من هواء نظيف، ومسكن صحي، وبيئة يمكن العيش فيها، فالعدالة البيئية تؤسس بوضوح العلاقة بين المجتمع وعدم وجود امتيازات بيئية فيه، وهي كبعد من أبعاد المواطنة البيئية العالمية تزيد من معرفة المواطن بحقوقه البيئية التي ينبغي أن تضاف للحقوق التقليدية للمواطنة، كما يتضمن هذا البعد المعوقات أو التحديات التي تحد من التمتع بهذه الحقوق وممارستها. (السويكت، 2022، 45)

وتشير العدالة البيئية إلى مجموعة من القيم، والقوانين، والسلوكيات، والسياسات العامة، والقرارات التي تدعم المجتمعات المستدامة، حيث يستطيع الفراد التعامل بثقة في بيئتهم الآمنة.(عرايبية، وحامد، 2021، 71)

وعرفها مركز النظم المستدامة Center for Sustainable Systems (2022, 1) بأنها المعاملة المتساوية، ومشاركة جميع الأشخاص في صنع القرار البيئي في الاستفادة من الامتيازات البيئية، ودفع الظلم البيئي.

وكان لظهور العنصرية البيئية تأثيرات سلبية على المجتمعات والدول الفقيرة، وقد أدي ذلك إلى المطالبة بالعدالة البيئية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعالت الأصوات المحتجة بسبب الظلم البيئي، وعدم المساواة البيئية، وذلك بسبب المخاطر البيئية على أماكن دون غيرها. (Álvarez& Coolsaet, 2018, 4-5)، وفي إطار هذا البعد تخطو مصر خطوات ملحوظة وواضحة تجاه تحقيق العدالة البيئية من خلال عديد من المشروعات التنموية الكبيرة.

كما أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كثير من الأوراق في ملف العدالة البيئية بعنوان "حتى لا يزول الأخضر - الأشجار والحدائق في مدن مصر من منظور العدالة البيئية"، وورقة بعنوان "خطة طوارئ مصرية عاجلة لمواجهة تغير المناخ: مؤتمر الأطراف 27 كفرصة لتعديل المسار". وترسم الورقة ملامح خطة عاجلة لسياسات مقترحة؛ للتعامل مع تداعيات قضية التغير المناخي في مصر من منطلقات العدالة البيئية والمناخية. (https://eipr.org/publications )

وقد اكتسب مفهوم العدالة البيئية أبعادًا جديدة، حيث لم يعد الاهتمام بالبيئة قاصرًا على حماية الأشجار والطيور والأنهار والنباتات والحيوانات، بل امتد إلى الاهتمام بحماية حياة الناس أين يعيشون ويعملون ويتعلمون، فهي مفهوم شامل لقضايا تقوم على الاعتماد المتبادل بين البشر والبيئة الطبيعية والثقافية والاقتصادية التي يعيشون فيها، ولذا نجد أن مفهوم العدالة البيئية يتصدى لأنواع التمييز المختلفة التي تتعرض لها مجموعات من البشر. (البربري، والخناني، 2020، 310)

وتتحقق العدالة البيئية من خلال تكريس المساواة بين الأفراد بمختلف                       مستوياتهم وإمكانياتهم في الانتفاع بالموارد البيئية، وفي آن واحد المساواة في الالتزام نحو البيئة بالحماية والصيانة والحفاظ على مواردها، أي المساواة في الحقوق والواجبات مع البيئة.              (قرجع، 2022، 972)

وترتبط العدالة البيئية بالتنمية المستدامة التي تركز على ضمان الحصول على نوعية حياة أفضل، بأسلوب عادل متساوٍ، لذلك فهذا البعد يؤكد على ضمان الحصول على إعادة توزيع المنافع بطريقة أكثر عدالة، بإدراك من المجتمع بأهمية وجود هذا البعد؛ لأنه من غير المحتمل ضمان تحقيق مجتمعات عالمية أكثر استدامة من غير وجود عدالة بيئية.            (السويكت، والخنيني، 2021، 301- 302)

ومن ناحية أخرى؛ هناك جانبان للعدالة البيئية: جانب إيجابي، وآخر سلبي؛ حيث يتمثل الجانب الإيجابي في اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لتحسين حالة البيئة من خلال تعزيز الوعي البيئي لمواطنيها، والتوزيع العادل للموارد الطبيعية، وتعزيز المشاركة في البيئة، خاصة في اتخاذ القرارات البيئية، أما الجانب السلبي للعدالة البيئية فيتمثل في منع وإيقاف التلوث.                   (السويكت، 2022، 45).

 وتتجلى أهمية العدالة البيئية في أنها تؤكد على مطالبة كل فرد على وجه الأرض باتخاذ الخيارات الشخصية البيئية السليمة في ترشيد الاستهلاك لموارد الأرض، وإنتاج القليل من النفايات والأثار الضارة قدر الإمكان، واتخاذ القرار الواعي في كل ما هو مفيد للبيئة، ودفع ما هو مضر؛ لضمان صحة العالم الطبيعي لأجيال الحاضر والمستقبل. ( Park, 2009, 9)

وتسعى العدالة البيئية إلى تحقيق المعاملة البيئية العادلة، والمشاركة الفعالة للمواطنين جميعهم، وبين الدول وبعضها البعض، وأن يتمتع الجميع بنفس درجة الحماية من المخاطر البيئية والصحية، والمساواة في الوصول إلى عملية صنع القرار؛ للحصول على بيئة صحية آمنة. ( EPA, 2022, 1-2)

وللعدالة البيئية ثلاثة أبعاد، وهي: العدالة البيئية التوزيعية؛ وتبحث في حق المواطنين للحصول على معاملة بيئية عادلة في توزيع الامتيازات البيئية، وكذلك إذا ما كان هناك مخاطر بيئية، والعدالة الإجرائية؛ وتهتم بتقييم النزاهة والشفافية في عملية صنع القرار البيئي، أما البعد الثالث فيتمثل في حس العدالة، ويبحث في أساليب تعامل الناس أنفسهم مع القضايا والمشكلات البيئية. (Svarstad et al, 2011, 1-12)

وقد أشار عبد المسيح (2017، 35) أن العدالة المناخية شكل من أشكال العدالة البيئية، وهي قيمة أخلاقية وروحية؛ لإزالة وتخفيف الأعباء غير المتكافئة التي أنتجها تغير المناخ، وتحسين وضعية الإنسان الحالية وحياته - جودة الاقتصاد، والحفاظ على الصحة، وحقوق الإنسان، وحماية البيئة- دون إهمال احتياجات الأجيال القادمة من مقاربة               التنمية المستدامة.

ويرى حموشان وبالويللو (2015، 13- 21) أن العدالة المناخية تمثل محورًا ضروريًا من محاور تحقيق العدالة البيئية، خاصة بعد حدوث أزمة التغيرات المناخية، وجشع بعض الدول الرأسمالية في تحقيق المنافع المناخية على حساب الدول الفقيرة، وظهرت مفاهيم مثل: خصخصة الغلاف الجوي، والاضطهاد المناخي، والأمن المناخي لصالح نصف الكرة الجنوبي، بعدما تفاقم عنف تغير المناخ، وسياسة القهر المناخي التي تمارسها الدول ذات السلطة على الأخرى الفقيرة.

يتضح مما سبق أن العدالة البيئية تعد بعدًا من أبعاد المواطنة البيئية العالمية، وأن تحقيقها يعد هدفًا من أهدافها، وذلك باتخاذ كل ما من شأنه وقف التدهور الحاصل في البيئة، سواء كان ذلك بالنطاق السلبي للعدالة البيئية من حيث منع وإيقاف التلوث الحاصل، أو من خلال النطاق الإيجابي بإتخاذ كل إجراء من شأنه تحسين البيئة؛ لذا فهناك اهتمام عالمي بتحقيق هذا البعد؛ لحصول كل مواطن في بيئته لما يستحقه وبشكل متساوٍ مع أي شخص في أي مكان، ومن هنا تبرز أهمية تنميتها لدى طلاب الجامعة لزيادة الوعي بها.

3- المشاركة البيئية: Environmental Participation

تتنوع المشكلات البيئية بتنوع مسببات حدوثها، وحل هذه المشكلات لا تقع على جهات بعينها ذات صلة بحماية البيئة، وإنما هي مسئولية الجميع؛ منظمات ومواطنين، فالمواطن عندما يكون صالحًا إيجابيًا، ويعي واجباته وحقوقه تجاه البيئة يكون قد ساهم في المشاركة في الحفاظ على البيئة من جهة، ومن جهة أخرى حافظ على نفسه.

ويشير هذا البعد إلى موقف الأفراد وهم في عمل جماعي بشأن البيئة، أي أن الأفراد هنا يعملون ليس لذاتهم، بل يعملون بشكلٍ جماعي؛ للمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات البيئية، فالمواطنون يتحملون المسؤولية الجماعية في تنفيذ المهام والقيام بالأعمال المطلوبة، بل ويشاركون في اتخاذ القرارات البيئية التي تساهم في تحقيق الحفاظ على البيئة ومواردها.                   ( السويكت، 2021، 219)

وهي تحوّل التصوّرات والمواقف إلى إجراءات ملموسة ومراعية لاعتبارات البيئة، إن المشاركة الفردية والاجتماعية في الإجراءات الرامية إلى تحسين وحماية البيئة المحلية والعالمية هو تغيير ملموس من خلال السلوك عن فهم للقضايا البيئية وعن الاندفاع والالتزام بحماية البيئة وتحسينها.(ESCWA, 2013, 1)، وهي سلوكيات مقصودة؛ للمساهمة في حماية البيئة، وتقليل التأثيرات السلبية عليها، وتتضمن المشاركة النشطة في القضايا البيئية، والمشاركة العامة التي لها تأثير على صناعة السياسات واتخاذ القرار، والنشاط البيئي على المستوى الشخص مثل سلوكيات الاستهلاك، واستخدام الطاقة، والتسوق الأخضر.(الرشيدي، والشبو، والرشيدي، والعازمي، 2018، 196)

والمشاركة البيئية كبعد من أبعاد المواطنة البيئية تؤكد على مشاركة المواطنين للعمل كأعضاء في الجماعة أكثر من العمل الفردي الشخصي، وعلى المسؤولية الجماعية لأفعال الناس في المجتمع، حيث يمكن للمواطنين في المجتمع المحلي أن يشعروا بالمشكلة               البيئية، ولكن العمل على هذه المشكلة أو مواجهتها يتطلب عمل جماعي، وليس عمل فردي.             ( عرايبية، وحامد، 2021، 69)، فيجب على المواطنين إظهار السلوك التشاركي؛ للقيام بواجباتهم والتزاماتهم إزاء بيئتهم. Sarbaini, 2020, 213))

فالمواطنة البيئية العالمية تعزز دور الجماعة داخل المجتمع، وتؤكد بصورة كبيرة نمو الحياة الجماعية في المجتمع، ومن ثم فهي تعظم دور الجماعات في المجتمعات؛ لتحقيق التنمية المستدامة من خلال المشاركة البيئية، والعمل الجماعي لابد أن يكون مصحوبًا بالتعاون بين أفراده، ذلك أن العمل الجماعي دون تعاظم أفراده لا يؤدي دوره في اكتساب السلوكيات البيئية المسؤولة تجاه البيئة. (السويكت، 2022، 45)، فلابد أن يكون العمل لصالح البيئة، وأن يساعد كل منهم الآخر، وأن يكون كل فرد ليس مسئولاً عن ذاته فقط بل عن الآخر.

وقد نص المبدأ العاشر من إعلان قمة الأرض في ريو دي جانيرو البرازيل على أن أحسن وسيلة لمعالجة القضايا البيئية هو ضمان جميع المواطنين المعنين على المستوى المناسب، وعلى المستوى الوطني ينبغي أن يكون لكل مواطن حق الإطلاع على المعلومات التي بحوزة السلطات العامة ذات الصلة بالبيئة، كما ينبغي على الدول تشجيع وتحسين مشاركة الجمهور من خلال إتاحة المعلومات على نطاق واسع.(الأمم المتحدة، 1993، 4)

وتؤدي المشاركة البيئية إلى تعزيز المواطنة البيئية العالمية، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحمل الأفراد لمسؤولياتهم المتمثلة في الدفاع عن بيئاتهم عن طريق الوسائل المشروعة، كما تعد المشاركة البيئية مدخل لبناء روح المواطنة البيئية وتجسيدها، فهي حق بيئي يتيح للمواطن المساهم في حماية البيئة، واتخاذ القرارات التي تخدم حماية البيئة، كما أن إتاحة فرص المشاركة تولد الشعور لدى المواطنين بأنهم يعيشون في بيئة واحدة وهم شركاء فيها، وهذا ما يحفزهم على تحمل المسؤولية نحوها، ويدعم المبادرات البيئية، ويعزز السلوك البيئي الإيجابي، ويوجهه نحو البيئة وصونها. (عرايبية، وحامد، 2021، 71)

كما أن مشاركة المواطنين في اتخاذ القرارات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية ذات أهمية بالغة، ذلك أن من أهدافها المساعدة في تحسين جودة حياة الأفراد، وتسيير الموارد الطبيعية من خلال تطبيق خياراتهم، وضمان الشفافية والمساءلة لمتخذي القرار، وتحقق المشاركة في اتخاذ القرارات رفاهية للأفراد وتقديرًا لهم، كما تسهم في رفع مستوى المعيشة والرفاه الاجتماعي، وتعزيز الحقوق الأساسية للإنسان، وتحقق كذلك مفهوم التنمية المستدامة.( السويكت، والخنيني، 2021، 301)

يتضح مما سبق أن المشاركة البيئية ثالث بعد من أبعاد المواطنة البيئية العالمية، وهو يعني العمل في جماعة، وليس بشكل فردي فقط، فالمواطنون جميعهم يشعرون بالمشكلات البيئية، والجميع عليه المشاركة في الحد منها أو مواجهتها، وما هو جدير بالذكر هنا أن المشاركة البيئية هي نتاج المسؤولية البيئية الشخصية، وفي الوقت نفسه تعمل على تعزيزها، وأن المشاركة البيئية لا تتأتى إلا من معرفة المواطن بحقوقه البيئية، فالعدالة البيئية يتم تحقيقها من خلال العمل الجماعي، وهنا لابد أن يعي المواطنون جميعهم أهمية أن يكون لديهم المعرفة والأدوات والأخلاق؛ للمشاركة البيئية اليومية بطرق تقلل تأثير أفعالهم في البيئة.

4- الابتكار البيئي   : Environmental innovation

يعتبر الابتكار البيئي أداة لحماية البيئة، وبعدًا من أبعاد المواطنة البيئية العالمية، وهو جزء لا يتجزأ من الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة، فهو يعني التوازن بين نمو الاقتصاد الأخضر، والعدالة الاجتماعية، والحماية البيئية بطريقة جديدة ومبتكرة بيئيًا؛ فالابتكار هو تجاوز الفهم التقليدي لحماية البيئة دون مخلفات، والاستخدام الفعال للموارد، وتغيير أسلوب الحياة وأنماط الاستهلاك المرتبطة بالابتكار البيئي. (طواهري، بوروبة، 2023، 142- 143)

والابتكار البيئي يعني ابتكار وتنمية عمليات وممارسات جديدة، وهو يتضمن مجالات مختلفة تركز على الممارسات الصديقة للبيئة.(وهيبة، 2021، 152)، ويعرف كذلك بأنه ذلك الابتكار الذي يخفض من الأثر البيئي السلبي، من خلال تنفيذ أنواع معينة من التحسينات التي تتضمن استهلاكًا أقل للموارد، وإنتاجًا أقل للمخلفات.( بومريفق، وزلاق، 2023، 177)، وهذا التعريف يؤكد على تطبيق مجموعة من التحسينات التي تضمن تخفيف التأثيرات البيئية، واستهلاك أقل قدر ممكن من الموارد، والتقليل من المخلفات.

كما تشير الابتكارات البيئية إلى إعداد نموذج الأعمال وتطبيقه، والذي تم تجسيده من خلال اتباع استراتيجية عمل جديدة يتمثل دورها في تطبيق الاستدامة في العمليات التجارية جميعها التي تستند إلى التفكير وفقًا لمنظور دورة الحياة، وتتعاون مع الشركاء عبر سلسلة قيمها، حيث تتطلب هذه الابتكارات وجود مجموعة متناسقة من التعديلات أو الحلول المبتكرة للمنتجات والعمليات ونهج السوق والهيكل التنظيمي مما يؤدي إلى رفع مستوى المؤسسة وقدرتها على المنافسة، فالابتكارات البيئية هي تكنولوجيا صديقة للبيئة، تسمح باستعمال الموارد على نحو مستديم، وتصنع عالمًا أكثر استدامة، حيث يساهم هذا التغير في التقليل من التلوث البيئي.( بومريفق، وزلاق، 2023، 177- 179)

ويهدف الابتكار البيئي إلى الحفاظ على استدامة استخدام الموارد الطبيعية، والعمل على إدارة وتقليل النفايات، وكفاءة استخدام الطاقة، وتوليد واستخدام طاقة متجددة، والتوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون. (بوروبة، وبن منصور، 2019، 651)

ومن هنا لابد من دمج الابتكار البيئي في التعليم، وتشجيع الريادة الإبداعية للأعمال، وتحفيز الطلاب والباحثين؛ للإفادة من بحوثهم وتحويلها إلى منتجات وخدمات مطلوبة، ودعم ريادة الأعمال وتشجيع المبتكرين ماديًا ومعنويًا، خاصة الابتكار في إيجاد حلول لمشكلات بيئية، أو صنع منتجات صديقة للبيئة، وبالتالي تلبية حاجات الاستدامة البيئية والمواطنة               البيئية العالمية.

5- الاستدامة البيئية  Environmental Sustainability:

تعد الاستدامة البيئية  Environmental Sustainability أحد الأبعاد الرئيسة للمواطنة البيئية العالمية.Sarbaini, 2020, 212))، فالاستدامة Sustainability مرادفة للاستمرارية، وهي مفهوم يطلق على العمليات والتوجهات الساعية إلى تطويع الأنشطة البشرية من أجل إحداث تحقيق التوافق مع البيئة، وبما يضمن استمرارية الحياة والموارد المختلفة لصالح الأجيال القادمة. (خليل، 2017، 293)

وقد حظى مفهوم الاستدامة البيئية منذ ظهوره باهتمام واسع في عديد من التخصصات، ووردت تعريفات متعددة في شأنه، حيث عرفت الاستدامة البيئية بأنها حماية الموارد البيئية، والمحافظة عليها للأجيال القادمة.( (Pettinger, 2018, 1

ويقصد بها إيجاد علاقات مثالية أو قريبة من النموذجية مع البيئة المحيطة بنا بما لا ينقص من قدراتها المستقبلية على تلبية الاحتياجات الخاصة للأجيال القادمة، وهي تركز على التوازن بين الأنشطة البشرية المتنوعة والبيئية على مختلف المستويات، ولصالح الأجيال المختلفة. (خليل، 2017، 294)

كما تعرف بأنها القدرة على الاحتفاظ بالصفات التي تعد ذات قيمة في البيئة المادية والاجتماعية، ومنها المحافظة على الحياة البشرية، وقدرة البيئة على الحفاظ على حياة الناس والأحياء الأخرى، من خلال الحفاظ على الماء والهواء والأجواء المناسبة، واستمرارية حركة المجتمع، على الرغم من استنزاف الموارد غير القابلة للتجديد، ونوعية الحياة لجميع الناس التي ينبغي أن تتصف بالتجدد والجمالية. (محسن، 2017، 26)

وقد ارتبط مفهوم المواطنة البيئية العالمية بمفهوم التنمية المستدامة، انطلاقًا من أن الوصول إلى المجتمعات المستدامة يتطلب تحولات في مواقف البشر تجاه البيئة، فالمواطنة البيئية العالمية تتطلب الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، واحتياجاتها، من خلال توجيه الأفراد إلى السلوك البيئي المسئوول نحو البيئة، وبهذا فهي تسعي إلى توفير السبل؛ لتعزيز الاستدامة البيئية.( الغنام، 2019، 188)

والاستدامة البيئية كبعد من أبعاد المواطنة البيئية العالمية تهدف إلى الحد من استنزاف الموارد الطبيعية، والعمل على استغلالها بشكل عقلاني، وتعزيز الحس البيئي والمسئولية الاجتماعية في استخدام التكنولوجيا التطبيقية؛ لزيادة توعية الجمهور بنظافة البيئة، وادخال صناعات صديقة للبيئة، ووضع سياسات لحماية البيئة من أجل الجيل الحالي والأجيال المقبلة، وإنشاء الإطار اللازم؛ لتطوير وتحسين استخدام موارد البيئة بالصورة المثلى. (أحمد، 2022، 101)

وللاستدامة البيئية قواعد ستة (Six Rs) من إعادة التفكير (rething) من خلال مجموعات النقاش؛ لإعادة تقييم الأنشطة والممارسات البيئية، وتوفير(reduce) للحد من النفقات غير المجدية، وإعادة استخدام (reuse) لاستغلال الموارد المتاحة بالبيئة بدلاً من شراء الجديد منها، وإعادة تدوير (recycle) لإعادة تدوير المواد البيئية المستهلكة، وإعادة شراء أو استرداد (repurchase/ recover) لاستغلال المواد المستخدمة أو المعاد تدويرها، والابتهاج (rejoice) للاحتفال بالنجاحات. ( Le Ber& Gregory, 2004, 267)، والشكل التالي يوضح ذلك:

شكل رقم (6) قواعد الاستدامة البيئية الستة ( 6 RS)

من إعداد الباحثتين بالرجوع إلى (Le Ber& Gregory, 2004, 267  )

يتضح مما سبق أن للاستدامة البيئية ست قواعد إذا ما تم العمل بها، فإنه تحقق تنمية سليمة بيئيًا، وزيادة في الوعي البيئي، والاستخدام الأمثل لموارد البيئة، واختلاف في الممارسات والسلوكيات عن ذي قبل، ومواصلة العمل بطريقة صحيحة مع محاولة الوصول إلى أقل تدهور في البيئة.

والمواطنة البيئية العالمية تؤكد على التوجه نحو الاستدامة البيئية حيث تستهدف تنمية الوعي لدى الأفراد، بجذب اهتمامهم نحو البيئة بمعناها الشامل والقضايا البيئية العالمية والمشكلات المتعلقة بها، من خلال تزويدهم بالمعارف وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم، فهي ليست مجرد معرفة علمية مكتسبة، ولكن القدرة على اتخاذ القرارات، وتحمل المسئولية، ونشر الثقافة، وتنمية الوعي، وتعديل السلوك تجاه المشكلات والقضايا المتعلقة باحترام وحماية البيئة بشكل مستدام. (حمدي، 2023، 455)

وتتطلب الاستدامة تحولاً هائلاً في أسلوب التفكير، وينبغي أن يصبح التعليم جزءًا مهمًا من هذا التغيير. (اليونسكو، 2016، 18)، ومن ثم بدأت الجهات العلمية والمؤسسات الدولية ذات الاهتمام بالبيئة، إلى الاهتمام بالاستدامة كمتطلب بيني بين العلوم، خاصة العلوم ذات الطابع المكاني والبيئي، وظهرت ما يسمى بعلوم الاستدامة Sciences Sustainability وهي جميع العلوم البينية أو العابرة بين التخصصات Sciences Inter-, Multi-transdisciplinary، والموجهة للاستخدام الأمثل للبيئة والحفاظ عليها، واستيحاء المعارف منها، بالاستناد إلى التجارب والخبرات للمجتمعات الإنسانية، ويتمحور اهتمامها حول السلوك والأفعال والنظم التعليمية الموصلة إلى اكتساب المعارف والمهارات المنتجة والابتكار الإبداعي، بما يمكن المجتمعات من مواجهة المشكلات بشأن استدامة أنماط الحياة وجودتها.                  (اليونسكو، 2017، 2-5)

ويتزامن مع ذلك تزايد التأكيد على أهمية الجامعات لتحقيق الاستدامة البيئية، فالجامعة من أجل الاستدامة البيئية أصبحت المحور الرئيس للتعليم في الألفية الجديدة، حيث دمج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في كافة ممارسات وسياسات الجامعة، ففي التعليم تهتم بإعداد الطالب وتدريبه بوصفه قائدًا في المستقبل ومواطنًا أخضر في المجتمع، وتحويله من عنصر أكاديمي فقط إلى عنصر أكاديمي محترف، وفي البحث العلمي الاهتمام بالبحوث والدراسات التطبيقية والبينية، أما في خدمة المجتمع وتنميته فتتمثل الاستدامة في الشراكات والتحالفات والتطبيق الفعلي لذلك. (محمد، 2023، 1178- 1179)

وهذا يتطلب من مؤسسات التعليم الجامعي استخدام نهج جديد للتعلم كإعداد مقررات دراسية متعددة التخصصات ذات علاقة بالاستدامة وقضاياها، وإتاحة الفرصة لمناقشة المفاهيم والمبادئ التي تحقق الاستدامة البيئية، وتأصيل التعلم التشاركي، والتفكير الناقد، وتنمية مهارات صنع القرارات الأخلاقية.

كما أن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور في تحقيق الاستدامة البيئية، فهي تعد طريقة قابلة للتطبيق للتأثير على سلوك الأفراد، مثال من مجال الصحة والتعليم والخدمة العامة تبين أن الانتفاع من التطبيقات يمكن أن تكون بمثابة تدخلات ناجحة، وفي الآونة الأخيرة أثبتت التطبيقات أنها مفيدة في تحقيق الأهداف المتعلقة بالاستدامة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يجعلنا تطبيق يعتمد على البيانات مثل حاسبة البصمة الكربونية  نفكر في مدى عدم استدامة أسلوب حياتنا، وبالتالي يجعل الاختيار بين ركوب السيارة أو الدراجة أكثر تعمقًا، وفيما يلي بعض الأمثلة المتعلقة بمجال ووظائف تطبيقات الاستدامة الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية موضحة في الجدول: (D’Arco& Marino, 2021, 189)

 

جدول رقم (1) أمثلة على تطبيقات الاستدامة

اسم التطبيق

الاختصاص

الوصف

جيد لك/ جيد عليك

الأخلاق البيئية والاستدامة

يوفر التطبيق تقييمات ومعلومات وعروضًا وأخبارًا حول الأخلاق البيئية والاستدامة.

جولبغ

أسلوب حياة مستدام

يستخدم التطبيق نموذج gamification مع النقاط الممنوحة لاستكمال الإجراءات المستدامة.

أوريكو

تلوث

يتبع التطبيق تلقائيًا التأثيرات المناخية للمستخدم باستخدام أفضل آلة حاسبة لانبعاثات الكربون في العالم، ويتلقى المستخدم معلومات ونقاط ويتنافس مع الأعضاء الآخرين في المجتمع.

عالم

تعليم

يستخدم التطبيق الذي تم إنشاؤه لدعم حملة ActNow  للأمم المتحدة للعمل الفردي بشأن تغير المناخ والاستدامة والتحديات والمحتويات الجذابة لتوجيه المستخدمين نحو العيش بشكل مستدام.

دليل جيد

الاستهلاك الأخلاقي

يساعد التطبيق المستخدمين في العثور على منتجات آمنة وصحية ومستدامة أثناء التسوق.

أنا أعدت تصنيع

إعادة التدوير

يقدم التطبيق معلومات للتعامل مع أي تحد ٍلإعادة التدوير.

مذكراتي البلاستيكية

تقليل التلوث البلاستيكي

يساعد التطبيق المستخدمين على تتبع البصمة البلاستيكية وتقليلها. قم بتسجيل جميع العناصر البلاستيكية التي تشتريها، وحدد الأهداف، واحصل على جوائز افتراضية، وشارك تقدمك على وسائل التواصل الاجتماعي إلهام الآخرين.

باي كووت

نشاط المستهلك

يوفر التطبيق معلومات شفافية في الوقت الفعلي حول المنتجات من خلال قراءة الرمز الشريطي لرموز المنتجات العالمية، ويساعد التطبيق المستخدمين على مقاطعة المنتجات السيئة، وإيجاد بدائل مستدامة.

أوليو

التقليل من هدر الطعام

يربط التطبيق الجيران ببعضهم البعض وبالمحلات التجارية المحلية بحيث يمكن مشاركة فائض الطعام

وهذه التطبيقات تركز على مساعدة الناس على العيش بشكل أكثر استدامة، حيث تغيير السوك، وتعزيز العلاقة بين المعايير الشخصية، والوعي البيئي والمسئولية، وتحفيز سلوك المواطنة البيئية العالمية في تقليل حاجز نقص الوعي، والمساهمة في تكوين العادات.

يتضح مما سبق أن الاستدامة البيئية بعد مهم في المواطنة البيئية العالمية، فهي ثقافة وسلوك إنساني، تركز على تحقيق بعدين رئيسين هما الاستمرارية، والحفاظ على البيئة، وتسعى إلى تحقيق التوازن في البيئة من خلال ترسيخ الممارسات الأكثر استدامة والصديقة للبيئة، وتمكنه من التفاعل مع البيئة بصورة إيجابية، ومن ثم يجب أن تهدف البرامج التعليمية إلى التركيز على الاستدامة كخطوة لدفع الطلاب لفهم الاستدامة البيئية وتطبيقها في حياتهم اليومية حتى تصبح الاستدامة ثقافة تحكم سلوكهم، وبهذا تتكون لديهم تدريجيًا المواطنة البيئية العالمية.

بناءً على ما سبق، فهناك خمسة أبعاد للمواطنة البيئية العالمية، تمثلت في: المسؤولية البيئية الشخصية، والعدالة البيئية، والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، وهذه الأبعاد بالنظر إليها نجد أنها تعكس المواطنة والانتماء للبيئة؛ فحماية البيئة من أي تهديد أو خطر يقع على عاتق كل مواطن على كوكب الأرض، فممارسات الفرد اليومية في شئون الحياة كلها تنعكس إيجابيًا على البيئة، وعندما يكون هناك سلوكيات غير مسئولة وممارسات غير أخلاقية يكون قد ساهم بشكل أو بآخر في تدهور البيئة، هنا تسقط المواطنة والانتماء، ولكن عندما نكون مسئولين إيجابيين فاعلين تتغير سلوكياتنا وممارساتنا من تلك السلبية وغير الواعية إلى أخرى إيجابية ومسئولة وواعية، وهذا كله من خلال المعرفة البيئية خاصة فيما يخص الحقوق والواجبات البيئية بين المواطنين والمرتبطة بالعدالة البيئية والتي يتم تحقيقها عن طريق المشاركة البيئية الفعلية والعمل الجماعي في التغلب على المشكلات البيئية، والحفاظ على البيئة والانتماء لها، فالمواطن المسؤول الواعي بالحقوق والواجبات والمشارك يساوي بيئة نظيفة، وكذلك الابتكار البيئي الذي يسعى لابتكار منتجات صديقة للبيئة، والاستدامة البيئية الذي يسعى إلى تلبية الاحتياجات الخاصة للأجيال الحالية والقادمة.

ثامنًا- مداخل تنمية المواطنة البيئية العالمية:

تعددت المداخل التي يمكن أن تساهم في تنمية المواطنة البيئية العالمية، وفيما يلي بعض هذه المداخل:

(1) المدخل الديني:

أولى الإسلام البيئة والمواطنة البيئية بكل جوانبها عناية كبيرة باعتبارها نظامًا متوازنًا ومتناسقًا وفق ضوابط واضحة ومحددة وبنظام دقيق، قال تعالى في وصف البيئة: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (النمل، 88)؛ فالإسلام بتعاليمه وتوجيهاته له السبق في وضع القواعد الاجتماعية، والتشريعات القانونية والأخلاقية التي تضمن سلامة البيئة، والمحافظة عليها، واستدامتها وجمالها، وفي إطار المفهوم الإسلامي للمواطنة البيئية الذي يشمل الكون بأسره، يلزم الإسلام المسلمين بمواجهة المخاطر، والكوارث البيئية ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب، بل وعلى المستوى العالمي، وأهمية التصور الإسلامي للبيئة تكمن في ثبات المبادئ التي يرتكز عليها، وقدسية مصدره، فضلاً عن ارتباطه بعقيدة المسلم، وتكوينه الوجداني والقيمي؛ فالممارسات البيئية الصحيحة كإماطة الأذى عن الطريق كما أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم ترتبط بالتعاليم، والتوجيهات والأوامر الإسلامية التي يثاب فاعلها باعتبارها شعبة من شعب الإيمان.(السويكت، 2022، 46)

ففي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم:" الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان" ( رواه البخاري، حديث رقم 9، 12)، وكذلك عدم الإسراف في استخدام الماء حتى في العبادات، مهما كانت غزارة المصدر، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف ياسعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهرٍ جارٍ. (رواه أحمد في مسنده، حديث رقم 7066، 637 )

فقد حرصت العقيدة الإسلامية على أن يحيا الإنسان في بيئة صحية مناسبة، ووضعت عددًا من القواعد والمبادئ والقيم البيئية التي تكفل سلامة البيئة وحمايتها من العبث، من خلال نصوص وإشارات وآداب موجهة لتكوين ثقافة بيئية، وسلوك قويم لدى الأفراد يقدر البيئة             ويحافظ عليها.

واعتبر الإسلام حماية البيئة أمانة في أعناق الجميع يتحمل وزر التقصير في أدائها أمام الله تعالى، وقد وضع منهجًا متكاملاً؛ للحفاظ عليها أرضًا وسماءً وهواءً وماءً ونباتًا وأحياءً وجمادًا؛ حتى تظل مصدر خير وفير واستقرار وسعادة للإنسان في كل زمان ومكان، وقد ترجم الفقه الإسلامي هذه القواعد والأحكام إلى ممارسات عملية، فقد استقر في الفقه الإسلامي                أن الاستخدام لموارد البيئة شرطه السلامة وعدم الإضرار بالآخرين. ( عيسى، 2018،             147-148)

وهكذا يمكن توظيف المدخل الديني في تنمية المعارف البيئية للأفراد، وترسيخ الجانب الوجداني والقيمي لديهم، مما يدفعهم إلى الالتزام بالسلوكيات البيئية الصحيحة، من وازع ذاتي وداخلي، ومن ثم عدم الإضرار بالبيئة والمحافظة عليها.

(2) المدخل المعرفي السلوكي:

أحد المداخل الذي يسعى إلى تغيير تفكير الفرد بحيث يمتنع عن الأفكار السلبية، فمصطلح معرفي يشير إلى النشاط العقلي المتصل بالتفكير، وما يرتبط من تذكر واستدلال وحكم ووعي للعالم الخارجي، أما سلوكي فينظر لها على أنها متعلمة من البيئة التي يعيشها الفرد دون النظر إلى العوامل الداخلية، ويستهدف المدخل السلوكي تعديل أنماط التفكير الخاطئة للفرد وإكسابه أخرى صحيحة وأكثر كفاءة. (أبو زيد، 2021، 41- 42) 

ومن أهم أساسيات المدخل السلوكي في التنمية الاستدلال من خلال السلوك الخارجي على النشاط العقلي الداخلي للفرد من تذكر واستدلال، وإدراك بالبيئة الخارجية، والأفكار والمعتقدات نحوها، وتوظيفها والتحكم فيها لتعديل سلوكه تدريجيًا، مما يؤدي إلى مساعدة الفرد، وبناء أفكاره وتطوير مهاراته المعرفية، وتدعيم ممارساته وسلوكياته، ومن ثم إحداث تغييرات جوهرية في نظرته لنفسه والعالم الخارجي الحالي والمستقبلي.( السويكت، 2022، 47)

وبذلك يمكن استخدام هذا المدخل؛ لتعرف المعارف والأفكار والمدركات البيئية للفرد، ومن ثم توظيفها في تعديل السلوكيات الخاطئة، وتدعيم الإيجابي منها، مما يسهم في تعديل اتجاهاته نحو البيئة، وترسيخ قيمها لديه، مما يدفعه نحو السلوك الصديق للبيئة، والالتزام           الذاتي به.

(3) المدخل التلقيني:

ثمة مدخل آخر بالإضافة إلى المداخل السابقة، يمكن توظيفه في تنمية المواطنة البيئية العالمية للطلاب خاصة الجانب المعرفي، وهو المدخل التلقيني.

ويقوم هذا المدخل على أساس توجيه الطلاب لاختيار قيم محددة، وذلك من خلال سلسلة من الإرشادات التي تبين لهم الصواب والخطأ والتعزيز الإيجابي والسلبي للسلوكيات، مع عرض نماذج لسلوكيات أو لعب أدوار تركز على قيم معينة. (الجلوي، 2023، 47)

ففي هذا المدخل يتم تلقين الفرد التعاليم البيئية الواجب اتباعها بشكل مباشر، وشرح عناصر البيئة وقضاياها وأهمية حمايتها، ويستخدم لذلك المناهج التعليمية الموضوعة قبـلاً، ونجاح هذه الطريقة محـدود خاصة إذا تعارضت مع العادات البيئية السيئة الموروثة والموجودة في المجتمع فعلاً.

ومما يزيد من المدخل التلقيني في تنمية المواطنة البيئية، أنه لا غنى بالنسبة إلى المداخل المختلفة الأخرى، حيث تتطلب المداخل الأخرى قاعدة معرفية للقيام عليها، ويعد المدخل التلقيني أفضل المداخل للوفاء به، وفي الوقت نفسه فإن الاعتماد عليه وحده لتنمية المواطنة البيئية لا يجدي؛ لأن تنمية الجانب المعرفي وحده لا يفي بالغرض المطلوب في تنمية المواطن البيئية العالمية التي تحتاج إلى تنمية الجانب الوجداني والسلوكي كذلك.                     (السويكت، 2022، 49-50)

 (4) مدخل توضيح القيمة:

يستند هذا المدخل على الجانب الانفعالي في الشخصية الإنسانية، ويقوم على افتراض أن الاهتمام بالقيم الخلقية يجب أن يكون موجهًا نحو مساعدة الطلاب على استيضاح قيمهم الشخصية بدلاً عن تلقينهم مجموعة من القيم، ومن ثم يكتسب الطلاب قيمهم بصورة وظيفية من خلال المرور بخبرات تعليمية مباشرة من شأنها تشجع الطلاب وتساعدهم على تعرف قيمهم والتفكر حولها في مواقف الحياة المختلفة، مما يمكنهم من الاختيار السليم للبدائل التي تعرض له في مواقف الحياة المختلفة.( وزة، 2017، 246)

ومن ثم فإنه من خلال هذا المدخل يمكن تشجيع الطلاب على تحديد قيمهم البيئية، وتحفيزهم على أن يكونوا واضحين نحوها، وكذلك استكشاف قيم المحيطين بهم، وهذا يساعدهم على نقد تلك القيم من ذواتهم، أو من قبل الآخرين؛ مما يجعلها أكثر عمقًا لديهم.

لذا يمكن استخدام مدخل توضيح القيمة؛ لمساعدة الطلاب على توضيح قيمهم البيئية، ومن ثم مساعدتهم على أن يتعاملوا بشكل واضح، وبكل صدق مع الآخرين حول قيمهم نحو البيئة وقضاياها، وممارساتهم نحوها.

يتضح مما سبق أن المواطنة البيئية العالمية تعتبر مفتاحًا مهمًا؛ لضمان عالم يصلح العيش فيه، تنبع من شعور المواطن بالإنتماء لبيئته، وهي في جوهرها قيم ومبادئ وسلوك وأخلاق، وهي ببساطة تعبر عن حياة المواطنين في علاقتهم ببيئتهم، وتسعى إلى بناء مواطن إيجابي بسلوكيات وممارسات واعية ومسئولة، وشريك فعال في حماية البيئة والحفاظ عليها من كافة قضايا البيئة ومشكلاتها، وبذلك يتطور مفهوم المواطنة، ويصبح له مدلول أشمل يتعدى كون الفرد مواطنًا داخل وطنه فقط، بل مواطن ذو صبغة عالمية يحمل على عاتقه مسؤولية أوسع نحو بيئته ككل، كما اتضح أن للمواطنة البيئة العالمية أهمية حيوية داخل المجتمعات، فعن طريقها يتكون السلوك الصديق المؤيد للبيئة، والسعي لتعزيز شعور الفرد بالانتماء إلى مجتمعه وقيمه وبيئته.

 كما اتضح أن المواطنة البيئية العالمية ترتكز على مجموعة من الأبعاد المتداخلة والمترابطة، وأنها ضرورية لبناء المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة، وتتمثل في المسؤولية البيئية الشخصية، والعدالة البيئية، والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، فالمسؤولية البيئية تشكل أحد الأبعاد المهمة للمواطنة البيئية العالمية، حيث إن المواطنة البيئية العالمية تحتاج منا كمواطنين إلى أن تكون ممارساتنا مسؤولة نحو البيئة، وغير ضارة بها أو باستدامتها، أما العدالة البيئية كبعد آخر للمواطنة البيئية العالمية، والتي تزيد من معرفة المواطن بحقوقه البيئية التي ينبغي أن يحصل عليها كل مواطن في بيئته، أما المشاركة البيئية فتؤكد على أن كل مواطن شريك فعال في حماية البيئة سواء كان ذلك من خلال إبداء الرأي أو من خلال المشاركة في المبادرات أو العمل التطوعي، كما تتضمن الابتكار البيئي الذي يسعى للحد من التلوث والآثار السلبية، وابتكار منتجات صديقة للبيئة، وأخيرًا بعد الاستدامة البيئية الذي يسعى إيجاد علاقات مثالية أو قريبة من النموذجية مع البيئة المحيطة بنا بما لا ينقص من قدراتها المستقبلية على تلبية الاحتياجات الخاصة للأجيال القادمة.

وهذه الأبعاد عناصر مستهدف تنميتها لدى الجميع؛ لأن هذه الأبعاد إذا تحققت سيلاحظ الجميع مزيدًا من الوعي البيئي، والتربية البيئية الإيجابية، وتكوين المسؤولية البيئية، والمشاركة الفعالة، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، والتقدم نحو سلوكيات المواطنة البيئية، كما اتضح أيضًا تعدد المداخل التي يمكن أن تساهم في تنمية المواطنة البيئية العالمية، والتي ذكر منها؛ المدخل الديني، والمدخل السلوكي، والمدخل التلقيني، ومدخل توضيح القيمة.

المحور الثاني: الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م:

انطلاقًا من أن سلامة النظام البيئي مسئولية تقع على عاتق الجميع؛ فإن ذلك يجسد مجموعة القيم التي تساعد في الحفاظ عليها، كالانتماء والولاء للبيئة، والمشاركة البيئية، والتمسك بالسلوك الإيجابي في التعامل مع البيئة، والوعي الصحيح تجاه قضاياها على المستوى الوطني والعالمي، وتعنى المواطنة البيئية العالمية مدى وعى الفرد بالسلوك البيئي الصحيح، والعمل بصورة إيجابية لحمايتها، والحد من الممارسات غير الصحيحة تجاهها والمشاركة الفعالة والمنظمة في حمايتها، واتخاذ ما يلزم من قرارات تؤدي إلى صيانتها واستدامتها، وابتكار وتنمية ممارسات بيئية جديدة.

ونظرًا للممارسات الجائرة التي انتهجها الأفراد والمجتمعات تجاه البيئة ومواردها، بما أدى إلى إضرار العالم بأسره، ومن ثم استهدفت المواطنة البيئية العالمية العمل على تحسين الوعى وتنميته فيما يخص قضايا البيئة المتعددة؛ لذا ينبغي تعريف الفرد بمعلومات ومعارف عن بيئته، حتى يستوعب المخاطر التي تتعرض لها؛ ليشارك في إيجاد الحلول، ويستغل مواردها برشادة، ويحمل مسئولية الحفاظ عليها، ويصل إلى أفكار ابتكارية أو خطط إجرائية تسهم في حمايتها واستدامتها؛ لينتفع بها الأجيال الحالية والمستقبلية.

 وعلى الجانب الآخر اهتمام الدولة بالقضايا البيئية، ومن الشواهد المضيئة للدولة المصرية وقيادتها الرشيدة تمثيلها للقارة الأفريقية في استضافتها لمؤتمر المناخ السابع والعشرين  (COP27)  بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر2022م؛ وإطلاقها الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م، والتي تعد بمثابة خارطة طريق؛ حيث تم ربط أهدافها بأهداف رؤية مصر 2030، وسعت إلى تحقيق الهدف الثالث من رؤيتها وهو "مواجهة تحديات تغير المناخ"، والعمل على إيجاد نظام بيئي متكامل، ومستدام وقادر على مواجهة المخاطر خاصة المتعلقة                   بالتغير المناخي.

تعد ظاهرة التغير المناخي من أهم القضايا البيئية التي تحظى باهتمام على المستوى العالمي على مدى العقود الماضية، والناتجة عن تزايد النشاط البشري، وزيادة استهلاك الطاقة غير المتجددة، فقد أصبحت أمرًا لا يمكن تجاهله؛ لأن التدهور البيئي على مستوى العالم يكاد يقترب من الكارثة.

ورغم أن كل دول العالم معرضة للمخاطر الناجمة عن تغير المناخ، فإن ذلك لا يحدث بشكل متساوٍ، ومصر دولة شديدة التعرض لمخاطر التغير المناخي؛ لأسباب طبيعية جغرافية، إضافة إلى ضعف المرونة في مواجهة هذه المخاطر لأسباب هيكلية اجتماعية، فالتغير المناخي سيؤثر بشكل كبير على السواحل الشمالية، والأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي، والمياه، والصحة، وغيرها من جوانب الحياة. (UNFCCC, 2022, 5-7)، وسيكون التأثير أكبر على الفئات الضعيفة، ومن ثم يجب أن يكون التركيز الأكبر للسياسة الحكومية البيئية على مواجهة مخاطر التكيف مع تغير المناخ. ( المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، 2022، 4)

ويتناول هذا المحور الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، من حيث التطور التاريخي للاستراتيجية، ومفهومها، وأهم ملامحها (الرؤية، والأهداف، والتوجهات الداعمة لتحقيق أهدافها)، وفيما يلي عرض تفصيلي لتلك العناصر:

أولاً- التطور التاريخي للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م:

لم تكن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م وليدة نفسها، ولكنها كانت تطور لاستراتيجيات بيئية أطلقتها وزارة البيئة المصرية، والتي تتعلق بالبعد البيئي، وهي:

(1) الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث الناجمة عنها:

  أعدت مصر استراتيجيتها الوطنية الأولى للتكيف مع تغير المناخ والحد من الكوارث عام 2011، وهدفت إلى زيادة مرونة المجتمع المصري في التعامل مع الأخطار والكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، وآثارها على القطاعات والأنشطة المختلفة، كما هدفت إلى تعزيز القدرة على استيعاب واحتواء والحد من الأخطار والكوارث الناجمة عن هذه التغيرات، والتزمت بتحديد المخاطر والأزمات الناجمة عن التغيرات المناخية، وعملت على دمج خطط القطاعات المختلفة، وبناء ثقافة السلامة أولاً، ورفع الوعي المجتمعي، والمشاركة المجتمعية على كافة الأصعدة، والتعاون الإقليمي والدولي، كما قدمت الاستراتيجية تقييمًا للوضع الراهن في ذلك الوقت، وأبعاد المشكلة وآثارها المترتبة، وتبنت الاستراتيجية مجموعة من الإجراءات بدءًا من الأبجديات إلى أحدث التقنيات؛ لتتكيف وتحد من أخطار الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية. (وزارة البيئة المصرية، 2011، 19-20)

(2) استراتيجية التنمية منخفضة الانبعاثات (LEDS):

 أعددت مصر هذه الاستراتيجية عام 2018، وهي استراتيجية وطنية رفيعة المستوى وشاملة لعدة قطاعات، تأخذ في الاعتبار الاحتياجات التنموية للبلاد، والذي تم اعتمادها رسميًا من قبل المجلس الوطني لتغير المناخ NCCC، ويجري تحديثها حتى عام 2050، لتتناول خطط التنمية الوطنية وخطط تغير المناخ في إطار متسق ومتناغم. (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، 2022، 4)

وقد اهتمت وزارة البيئة المصرية بملف التغيرات المناخية اهتمامًا مكثفًا منذ عام 2019م، وعلى مستوى وزاري، حيث تم إعادة تشكيل المجلس الوطني للتغيرات المناخية؛ ليكون المجلس برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزارت المعنية بهدف رسم السياسات العامة للدولة فيما يخص التعامل مع التغيرات المناخية، والعمل على وضع وتحديث الاستراتيجيات والخطط القطاعية لتغير المناخ، في ضوء الاتفاقيات الدولية والمصالح الوطنية والعمل على صياغة وتحديث استراتيجية وطنية شاملة لتغير المناخ، وربط السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية الخاصة بتغير المناخ باستراتيجية التنمية المستدامة، ودمج مفاهيم التغيرات المناخية ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والخطط القطاعية، والعمل على توفير التمويل اللازم؛ لتنفيذ تلك الخطط من الموازنات العامة أو أية فرص تمويلية دولية أو إقليمية، وزيادة المعارف العلمية والبحوث المنشورة المرتبطة بالتغيرات المناخية، ومتابعة تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ورفع وعى المسئولين ومتخذي القرار والجمهور بكل ما يتعلق بالتغيرات المناخية كل فيما يخصه، ودمج المفاهيم والمعارف المرتبطة بالتغيرات المناخية داخل مراحل التعليم المختلفة، وبناء القدرات المؤسسية والفردية اللازمة للتعامل مع التغيرات المناخية.              (وزارة البيئة المصرية، 2019)

وبدأت مصر الالتزام والجدية على المستوى السياسي تجاه مكافحة تغير المناخ من خلال الموافقة والتصديق على اتفاقيات تغير المناخ المختلفة، حيث صدقت مصر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي(UNFCCC) في عام 1994، وبروتوكول كيوتو في عام 2005، ووقعت مصر اتفاقية باريس 2015 والتي تم التصديق عليها 2017م،  والتي أدت بدورها إلى العمل على وجود إطار استراتيجي يضم خطة وطنية مصرية لتغير المناخ.                   (وزارة البيئة المصرية)، حيث أعلنت مصر أنها ستستضيف الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، وكان هذا الأمر فصل جديد من ريادة مصر في قيادة المنطقة في العمل المناخي إلى توحيد جهود العالم في مواجهة آثار                  تغير المناخ.

 

ثانيًا- مفهوم الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م:

يمكن تعريف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م بأنها: استراتيجية تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام يقوم على خفض الانبعاثات في القطاعات المختلفة، بجانب بناء القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتخفيف آثارها السلبية كآلية لحماية الاقتصاد، وحوكمة المناخ، وتحسين البنية التحتية؛ لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجيا، ورفع الوعي بضروة التصدي لمخاطر تغير المناخ.

ويمكن وصفها بأنها خطط طويلة الأجل تسعى؛ لتجنب الآثار السلبية لقضية تغير المناخ بالتوازي مع الحفاظ على ما تحقق من تنمية وتقدم اقتصادي وصولاً لعام 2050م. وقد حظيت الاستراتيجية باهتمام بارز من قبل الدولة المصرية ومختلف مؤسساتها المعنية، كما نُظر إليها باعتبارها محاولة سياسية جادة؛ لتلافي التداعيات السلبية المحلية والعالمية لتغير المناخ، لاسيما فيما يتعلق بالجوانب التنموية والبيئية.( عبد النبي، 2022، 275)

ثالثًا- أهم ملامح الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م:

(أ) رؤية الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050م:

تتمثل رؤية الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ في التصدي بفاعلية لآثار وتداعيات تغير المناخ بما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطن المصري، وتحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي المستدام، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، مع تعزيز ريادة مصر على الصعيد الدولي في مجال تغير المناخ. (وزارة البيئة المصرية، 2021، 6)

(ب) أهداف الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ في مصر 2050م:

قبل استعراض الأهداف الرئيسة لاستراتيجية تغير المناخ 2050م، يمكن القول أن هذه الاستراتيجية تعد بمثابة دليلاً أو مرشدًا؛ لتحقيق هدف رئيس ممثلاً في "التصدي للآثار السلبية الناتجة عن ظاهرة تغير المناخ وفقًا لرؤية مصر 2030، وبالتالي تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفع ومستدام في مختلف القطاعات الرئيسة بالدولة، مع الحفاظ على مواردها الطبيعية، والالتزام بالضوابط والمعايير البيئية، وكذا تقوية الدور المصري فيما يتعلق بالتصدي لظاهرة التغيرات المناخية عالميًا. ( عبد النبي، 2022، 277)

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 تعد استراتيجية متكاملة، وأن تلك الاستراتيجية تعد مثالاً يحتذي به، ويمكن نقله للعالم والشركاء فى COP27 ويعطي نموذجًا للجمهورية الجديدة، وأنها ستمكن الدولة المصرية من تخطيط، وإدارة تغير المناخ على مستويات مختلفة، ودعم تحقيق غايات التنمية المستدامة2030م، بما يسهم في تحسين جودة حياة المواطن، وتعزيز دور مصر الريادي فى التعامل مع التغيرات المناخية على الصعيد العالمي. (عميرة، 2022، 1-3)

ويمكــن النظــر إلــى الاســتراتيجية الوطنيــة لتغيــر المنــاخ علــى أنهــا خارطــة طريــق لتحقيــق " الهـدف الفرعـي 3.1: مواجهـة تحديـات تغيـر المنـاخ" فـي إطـار رؤيـة مصـر 2030 المحدثـة (SDS 2030). ســتمكن الاســتراتيجية الوطنيــة لتغيــر المنــاخ مصــر مــن تخطيــط وإدارة تغيــر المنــاخ علــى مســتويات مختلفــة بطريقــة تدعــم تحقيــق الأهــداف الاقتصاديــة التنمويــة المرغوبــة للبلاد، باتبــاع نهــج مــرن ومنخفــض الانبعاثــات، وتضــع الاســتراتيجية الوطنيــة لتغيــر المنــاخ رفاهيــة المواطــن المصــري كأولويــة، وهــو مــا يتماشـى مـع الهـدف الاسـتراتيجي الأول ضمـن (SDS 2030). (وزارة البيئة المصرية، 2021، 6)

وعلى وجه التحديد، تهدف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 إلى تحقيق خمسة أهداف رئيسة يتفرع عنهم اثنان وعشرون هدف فرعي كما يلي:

الهدف 1: تحقيق نمو اقتصادي ومنخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات:

ويتفرع من هذا الهدف أربعة أهداف فرعية أخرى: (وزارة البيئة المصرية، 2021،             12- 15)

(1-  أ ) تحول مجال الطاقة عن طريق زيادة حصة جميع مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة:

وفقاً لتقرير التنمية الصادر في 2018، فإن نسبة مساهمة الطاقة غير النظيفة من الوقود والفحم وغيرها في حدوث الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تبلغ نحو 64,5% من إجمالي الانبعاثات، كما وصل حجم إسهام الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية في مصر نحو 4,4% عامي 2019- 2020 ويستهدف زيادة إسهام الطاقة المتجددة إلى42% بحلول عام 2035.

 (1- ب) خفض الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري:

يجب التركيز على استخدام بدائل وقود قليلة الانبعاثات الكربونية وأكثر أمنًا مثل الغاز الطبيعي، وبالفعل بلغ استخدام مصر من الغاز الطبيعي بمحطات الكهرباء نحو 94,1% عامي 2019-2020، فضلاً عن تحقيق فائض من إنتاجه خلال السنوات الماضية، وذلك بالتوازي مع خفض نسب استخدام المازوت والسولار أيضًا.

(1- ج) تعظيم كفاءة الطاقة:

حيث تضمن تحقيق استفادة قصوى من الموارد المتاحة سواء كانت مواد خام أو طاقة كهربائية منتجة، مما يؤدي بالتالي إلى توفر الموارد اللازمة لعملية التنمية الاقتصادية المستدامة باستخدام طاقة ذات انبعاثات أقل.

(1- د) تبنـي اتجاهـات الاستهلاك والإنتاج المسـتدامة؛ للحـد مـن انبعاثات غـازات الاحتبـاس الحـراري مـن النشـاطات الأخـرى غيـر المتعلقـة بالطاقة:

خاصة في القطاع الزراعي حيث بلغت نسبة مساهمته في الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري نحو 9% عام 2018م، وهو يعد من أكثر القطاعات حساسية لتغيرات المناخ، حيث يؤثر في حجم الإنتاج الزراعي، وبالتالي الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، وبالتالي ينبغي العمل على زيادة إنتاجية القطاع مع ربطها بسياسات فعالة تخفض              الانبعاثات الناتجة.

يتضح مما سبق أن الاستراتيجية الوطنيــة لتغيــر المنــاخ في مصر2050م تسعى إلى تحقيق مستويات مرتفعة من التنمية الاقتصادية المستدامة مع مراعاة الحقوق البيئية والمناخية والأقل ضررًا على البيئة.

وتساهم التوجهات التالية في تحقيق تلك الأهداف: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 12- 15)

  • نشــر الأنظمة المركزيــة للطاقــة المتجــددة علــى نطــاق واســع مثــل مــزارع الريــاح، والطاقــة الشمســية المركــزة، ومحطــات الطاقــة الشمســية والطاقــة الحيويــة.
  • تطويــر تقنيــات جديــدة؛ لاســتيعاب اســتخدام مصادر الطاقــة المتجــددة مثــل أنظمــة  التحكــم الذكيــة.
  • إدراج مصــادر طاقــة بديلــة جديــدة مثــل الهيدروجيــن الأخضــر والهيدروجيــن الأزرق      والطاقــة النوويــة.
  • التخلص التدريجي من الفحم والتحول إلى أنواع وقود منخفضة الكربون، وتحفيز زيادة انتاج واستخدام الوقود الحيوي، وتحول المستهلكين لاستخدام تقنيات تعتمد على مصادر طاقة أنظف مثل: وسائل النقل التي تعمل بالكهرباء، والغاز الطبيعي، وأنظمة النقل العام الجماعي، والدراجات.
  • تشجيع أنشطة الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وتحسـين كفـاءة الطاقـة فـي المبانـي وتبّنـي وتنفيـذ الأكـواد الوطنيـة للأبنيـة الخضراء للمبانـي الجديدة.
  • تشـجيع التوجـه نحـو إنشـاء المـدن الذكيـة والتحـول؛ لتوفيـر بيئة مسـتدامة.
  • تقليــل انبعاثــات غــازات الاحتبــاس الحــراري مــن أنشــطة الإنتــاج الحيوانــي مــن خــلال اســتخدام التقنيــات الحديثــة، وأنظمــة التغذيــة المختلفــة، واســتخدام محاصيــل ذات احتياجــات مائيــة قليلــة.
  • الترويــج لمفهــوم " 4 Rs" وهــو تقليــل وإعــادة اســتخدام وإعــادة تدويــر والاســترجاع للمخلفــات البلديــة والزراعيــة.
  • التخلـص الآمن والسـليم مـن المخلفـات الصلبـة، والحـد مـن اسـتخدام البلاستيك أحــادي الاســتخدام واســتخدام مــواد تعبئــة وتغليــف أقــل أو قابلــة لإعــادة الاســتخدام.

الهدف 2: بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ:

ويندرج عنه عدة أهداف فرعية هي: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 17- 23)

(2- أ) حماية المواطنين من الآثار السلبية الصحية لتغير المناخ:

فالإنســان محــور التنميــة، وبالتالي لابد من حماية المواطنين من الآثار السلبية لتغير المناخ.

(2- ب) تقليــل الخسائر والأضرار التي يمكن أن تحدث لأصول الدولة والنظم البيئية عــن طريق الحفاظ عليها مــن تأثيرات تغير المناخ :

من أهم أهداف الاستراتيجية، فالحفاظ على النظم البيئية له أهمية بالغة؛ للحفاظ على التوازن البيئي، ومنع الآثار الاجتماعية والصحية والاقتصادية السلبية التي قد تنتج من اختلال ذلك التوازن.

(2- ج) الحفاظ على موارد الدولة من تأثيرات تغير المناخ:

يعد جزءًا أساسيًا من تحقيق الاستدامة، وهي مصدر أساسي للتنمية الاقتصادية، ويتم عليها تطوير مشروعات التنمية.

(2- د) وجود بنية تحتية وخدمات مرنة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ:

فخدمات البنية التحتية من شأنها تسهم في تهيئة حياة كريمة للمواطنين ورفع المستوى المعيشي، وبالتالي يجب التأكد من جاهزيتها؛ للتعامل مع التأثيرات المتوقعة من تغيرات المناخ.

(2- ه) تنفيذ مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث:

حيث التأكد من وجود وسيلة تنبؤ وإنذار يتبعها إجراءات يتم اتخاذها على أرض الواقع؛ للتصدي لمخاطر تغير المناخ.

(2- و) الحفاظ على المساحات الخضراء والتوسع بها:

حيث تسهم في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتقلل من ارتفاع درجات الحرارة، وخفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لارتفاع درجة الحرارة.

(2- ز) تعزيــز اعتبــارات الاســتجابة الخاصــة بالمــرأة؛ لمســاعدتها علــى التكيــف مــع تغيــر المنــاخ:

وذلك نظرًا لأهمية المرأة في المجتمع المصري، وقابليتها للتأثر بتغيرات المناخ، خاصة في المناطق الريفية والأقل تعليمًا.

وتساهم التوجهات التالية في تحقيق تلك الأهداف: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 17- 23)

  • تحسين الخدمات الصحية، وتوافر الفرق الصحية؛ لمواجهة الأمراض الناجمة عن تغير المناخ، وتطوير ودعم الخدمات الوقائية، وتدريب العاملين بالقطاع الصحي، وتوعية المواطنين، وعمل خريطة صحية للأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية.
  • تحسين القدرة التكيفية للنظم البيئية، وتحديد المجالات التكنولوجية المراد دعمها وتطويرها، والترويج لتبني نهج مترابط؛ للتصدي لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور البيئة، والحفاظ على المحميات، والتراث الثقافي والتاريخي من الآثار السلبية لتغير المناخ.
  • رفع مستوى الوعي حول الحفاظ على الموارد المائية، واستخدام تقنيات أكثر كفاءة لترشيد استهلاك المياه، وأنظمة ري أكثر كفاءة، وتشجيع أنظمة حصاد مياه السيول، وجمع مياه الأمطار، وتحسين الطرق لتكون أكثر مرونة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ.
  • التأكد من إدراج تأثيرات تغير المناخ كجزء من تصميم المشروعات الزراعية، ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر تغير المناخ، ووسائل التعامل معها، والتأكيد على أهمية المشاركة المجتمعية والمساواة بين الجميع، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر.
  • زيادة رقعة المساحات الخضراء والتشجير، ونشر ثقافة الزراعة الحضرية وزراعة الأسطح، ومراعاة الفرق بين الجنسين في بناء القدرات، ونقل التكنولوجيا والتكيف مع تغير المناخ.

الهدف 3: تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ: 

ويتفرع عنه عدد من الأهداف الفرعية:( وزارة البيئة المصرية، 2021، 26- 28)

 (3- أ) تحديد أدوار ومسؤوليات مختلف أصحاب المصلحة مــن أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية:

حيث يسلط الضوء على أهمية التكامل المؤسسي بيــن مختلف القطاعات والوزارات فــي قضية متعددة الأبعاد مثل التغير المناخي.

 (3- ب) تحسـين مكانـة مصـر فـي الترتيب الدولي الخـاص بإجراءات تغيـر المناخ؛ لجذب المزيد مـن الاستثمارات، وفـرص التمويـل المناخي:

من أجل تنفيذ المشروعات والمقترحات البيئية، وخاصة المتعلقة بالمناخ يستلزم وجود موارد مالية كافية، ويأتي ذلك من خلال المنح والقـروض الدولية، والتي تدعـم مشـروعات خفـض الانبعاثات، وتقليل الأضرار الناتجة، أو مـن خلال التمويل الداخلي.

 (3- ج) إصلاح السياسات القطاعية اللازمة لاستيعاب التدخلات المطلوبة؛ للتخفيـف مـن آثـار تغيـر المناخ والتكيـف معه:

وذلك لضمـان إسهام القطاع الخاص ومختلف الفئـات المعنية، وتعد سياسـات وزارة الكهرباء والطاقة المصرية الخاصة بتنفيـذ مشـروعات الطاقـة الشمسـية – كتعريفة التغذية والمزاد العلني- مثال جيد لتشجيع دخول القطاع الخاص فــي تنفيذ تلك المشروعات.

 (3- د) تعزيز الترتيبات المؤسسية والإجرائية والقانونية مثــل نظام الرصد والإبلاغ والتحقق:

حيث تعمل على تعزيــز موقف مصـر مـن قضايـا تغيـر المناخ؛ ممـا يؤدي إلـى إمكانية جـذب مشـروعات واستثمارات أكبر فـي هـذا المجال، ويعد المجلـس الوطنـي للتغيـرات المناخيـة خطوة رئيسة في هذا السياق.

يتضح مما سبق أن تحسين الحوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ يسهم في خلق نظام بيئي مستدام ومتكامل.

وتساهم التوجهات التالية في تحقيق تلك الأهداف: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 26- 28)

  • استكمال إنشاء وتنمية قدرات الوحدات المنوطة بالتعامل مع ملف تغير المناخ  بالوزارت المعنية.
  • توطين موضوعات تغير المناخ في المحافظات المختلفة، وتحديد دور المحافظات في تخطيط وتنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف.
  • العمل على إنشاء وحدات لإدارة المخاطر على مستوى المناطق النائية.
  • التأكد من مناقشة السياسات المقترحة؛ لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
  • تفعيل نظام التقرير والإبلاغ والتحقق الخاص بالتغير المناخي، وتحديث البيانات الإحصائية ذات الصلة بالتغير المناخي.

الهدف 4: تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية:

ويتفرع عن هذا الهدف خمسة أهداف أخرى: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 29- 32)

 (4- أ) الترويج للأعمال المصرفية الخضراء المحلية، وخطوط الائتمان الخضراء:

 حيث يمكــن إضافــة الشــق البيئــي والاجتماعي كمكون أساسي تهتم به الجهات المصرفية المحلية، وذلـك اقتـداء بالمجتمـع المصرفي الدولي مثـل البنـك الدولـي وغيــره.

(4- ب) الترويج لآليات التمويل المبتكرة التي تعطي الأولوية لإجراءات التكيف كالسندات الخضراء.

أصدرت مصر خلال النصـف الثانـي مـن عـام 2020 أول طـرح للسـندات الخضـراء، والتي تهدف لجـذب المسـتثمرين المهتمين بالمشاريع البيئية المناخية المستدامة، وبالتالي أصبح لها الريادة في المنطقة في هذا المجال، كما فتح ذلك الباب لها لتمويـل مشروعات الطاقـة المتجـددة، وكفـاءة اسـتخدام الطاقـة، وإدارة المخلفـات، والنقـل النظيـف.

 (4- ج) مشاركة القطاع الخاص في تمويل الأنشطة المناخية والترويج للوظائف الخضراء:

قد أظهـرت الدولـة المصريـة حسـن تعامـل مـع أزمة كوفيد 19، ساعدها في ذلك مساهمة فعالة للقطاع الخاص فــي مواجهــة التحديـات الجديدة، ومن ثم تأتـي أهميـة مشـاركة القطـاع فـي تمويـل الأنشطة المناخيـة.

(4- د) التوافق مع الخطوط التوجيهية لبنوك التنمية متعددة الأطراف؛ لتمويل الأنشطة المناخية:

ينبغي أخذ الاشتراطات المتعلقة بتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه، والتي وضعتها بنوك التنمية في الاعتبار؛ لتسهيل الحصول علــى التمويل المطلـوب؛ لتنفيذ المشروعات المناخية البيئية، والخطط المستهدفة بكفاءة عالية.

(4- ه) البناء على نجاح برامج تمويل الأنشطة المناخية الحالية:

حققـت مصـر نجاحات في تمويل الأنشطة المناخية مــن خلال طرح السـندات الخضراء، وكذا نجاحها في إشـراك القطاع الخاص فــي مشــروعات تمويــل محطــات الطاقــة الشمســية.

يتضح مما سبق أن تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية يتأتى من خلال تعزيز بيئة الأعمال، وتوسيع دور القطاع الخاص، إضافة إلى إدراج البعد البيئي والاجتماعي في التنمية الاقتصادية للدولة، وهو ما يؤدي لتعزيز الأنشطة المناخية الخضراء، والبحث عن مصادر تمويل جديدة ومبتكرة للمشاريع، والأنشطة المناخية اللازمة للتخفيف من آثار ظاهرة تغير المناخ واحتوائها بشكل ملائم.

وتساهم التوجهات التالية في تحقيق تلك الأهداف: (وزارة البيئة المصرية، 2021،                  29- 32)

  • العمل على الترويج للأعمال المصرفية الخضراء، والتمويل على أساس النتائج؛ للتقليل من مخاطر الجهات المقرضة.
  • زيادة الوعي في القطاع الخاص عن التمويل المناخي، والشراكة مع القطاع الخاص في تمويل الأنشطة المناخية، ومع مؤسسات المجتمع المنوطة بالأنشطة البيئية.
  • عمل تحليل فجوات مفصل يوضح الوضع الحالي، والإجراءات المطلوبة للتوافق، وتشجيع وضع سياسات تمويلية مماثلة لما تم إثبات فاعليته ونشره في القطاعات المختلفة بما يتناسب وكل قطاع.

الهدف 5: تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة               تغير المناخ:

وينبثق عنه عدد من الأهداف الفرعية: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 33- 35)

 (5- أ) تعزيز دور البحث العلمي ونقل التكنولوجيا في التخفيف من تغير المناخ               والتكيف معه:

يمكن للبحث العلمي تحليل الظاهرة المناخية، والتنبؤ بالتغيرات المتوقعة، ووضع خطط لمواجهتها، كما تسهم التكنولوجيـا في التأكـد مـن تنفيـذ نتائج الأبحاث، والاستفادة مـن تجـارب الآخرين.

(5- ب) تسهيل نشر المعلومات المتعلقة بالمناخ وإدارة المعرفة بين المؤسسات الحكومية والمواطنين:

تمتلـك مصــر بنيــة تحتيــة جيــدة فــي مجــال الاتصالات مكنتهــا مــن الاستفادة مــن الانفتاح المعرفي العالمي خاصة التطبيقات المناخية، ومن أجل الاستفادة القصوى مـن الجهـود البحثية والتكنولوجية والتعليمية، وتؤكـد استراتيجية تغير المناخ علـى أهمية تشـجيع التعاون والتواصل بين المراكز البحثية والحكومية من جانب وصناع القـرار من جانب آخر.

(5- ج) زيادة الوعي بشأن تغير المناخ بين مختلف أصحاب المصلحة (صناع القرارات أو السياسات، والمواطنين، والطلاب:

تسـهم زيـادة الوعـي فـي تحقيـق الجاهزيـة؛ للتعامـل مـع أي أخطـار محتملـة تعامـل صحيــح، كمــا أنهــا تصــدر جيــل يمتلــك الوعــي الكافــي عــن أبعــاد القضيــة، وبالتالــي يتمكــن مــن زيــادة فاعليــة الآليــات المطلوبــة؛ للتصــدي لتبعــات التغيــرات المناخيــة، وإمكانيــة مشــاركتهم كجــزء فعــال فــي الاقتصــاد الأخضــر ووعيهــم بأهميــة المشـروعات المقامـة؛ لتخفيـف آثـار التغيـر المناخـي، وكذلـك التكيـف خاصـة مـع توقـع زيــادة المخاطــر مســتقبلاً.

وتساهم التوجهات التالية في تحقيق تلك الأهداف: (وزارة البيئة المصرية، 2021،                 33- 35)

  • إنشـاء كيـان وطنـي؛ لتنسـيق الجهـود البحثيـة متعـددة التخصصـات التـي تهـدف إلـى تحسـين الفهـم والاسـتجابة لتغيـر المنـاخ.
  • تفعيــل دور البحــث العلمــي فــي التخطيــط علــى المــدى الطويــل للتنبــؤ بالكــوارث والاســتجابة لحالات الطــوارئ، والتنبــؤ والإنذار المبكــر بالعناصــر المناخيــة حتــى عــام 2050، والتأثيــرات المتوقعــة علــى القطاعــات المختلفــة.
  • تشجيع زيادة البرامج المتعلقة بتغير المناخ في الجامعات، وزيادة فرص التمويل اللازم للمشروعات البحثية في مجال تغير المناخ، وإعطاء المشروعات البحثية المتعلقة بالتغيرات المناخية أفضلية للتمويل، وتعزيـز التعـاون بيـن الجهـات البحثيـة المختلفـة، وتشـجيع تكويـن فـرق بحثيـة مكونـة مـن مجـالات مختلفـة؛ لتعزيـز الاسـتفادة مـن البحوث.
  • إنشــاء قاعــدة بيانــات موحــدة؛ لتبــادل المجهــودات البحثيــة بيــن الــوزارات والجامعــات والمعاهــد البحثيــة المختلفــة، وتشــجيع التنســيق بيــن الجهــات البحثيــة المختلفــة مــن معاهــد وجامعــات ومراكــز وتبــادل الخبــرات ونتائــج الأبحاث.
  • إعداد برامج تدريبية متخصصة لصانعي السياسات عن التغيرات المناخية، وزيــادة الحمــلات القوميــة الهادفــة؛ لرفــع الوعــي لــدى فئــات المجتمــع المختلفــة بأهميــة الحفــاظ علــى البيئــة والمــوارد الطبيعيــة، وتعديــل ســلوك المواطنيــن تجــاه عناصــر البيئــة المختلفــة.
  • إعــداد حملات توعيــة للمواطنيــن عــن أخطــار التغيــرات المناخيــة، ومــا قــد يصاحبهــا مــن تأثيــرات والجهــود المبذولــة للتصــدي لهــا، يشــترك ويتضامــن فيهــا كافــة المؤسســات والجهــات المعنيــة ذات الصلــة كالمــدارس، والجامعــات، والمســاجد، والكنائــس، ووســائل الإعلام بمختلــف أنواعهــا، والمجتمــع المدنــي، مــع مراعــاة تحديــد الأدوار بشــكل واضــح.
  • التركيـز علـى زيـادة المشـروعات العاملـة علـى إعـداد حـزم تعليميـة خاصـة بمفاهيـم التغيـر المناخـي تسـتهدف طـلاب المـدارس والجامعات؛ لتشـجيع المـدارس والجامعات علـى تبنيهـا.

يتضح مما سبق أهمية البحث العلمي، ونقل التكنولوجيا، والتوعية، وإدراج التغيرات المناخية كجزء من العملية التعليمية، وإعداد مواد توعوية عن قضايا التغيرات المناخية، وكيفية التصدي لها، واستخدام وسائل الاتصال جميعها وبأنواعها المختلفة؛ لتوعية المجتمع بالمخاطر والآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية.

ج- توجهات عامة تدعم تحقيق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر2050م:

تفترض الأهداف التي تسعى استراتيجية تغير المناخ لتحقيقها أن يتم اتخاذ عدد من الإجراءات والوسائل التنفيذية التي تسهم في تحقيق أهداف استراتيجية 2050، ويمكن تلخيص تلك الإجراءات والمقترحات التي تساعد على ذلك كما يلي: (وزارة البيئة المصرية، 2021، 39)

  • أهمية وجود التكامل بين مختلف الخطط والاستراتيجيات الوطنية المصرية الموضوعة كاستراتيجية التنمية المستدامة 2030، واستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، واستراتيجية الاقتصاد الأخضر، والاستراتيجية الوطنية للحد من الكوارث الطبيعية، واستراتيجية التنمية منخفضة الانبعاثات، والاستراتيجيات القطاعية الأخرى في الدولة سواء الزراعة أو الصناعة.
  • إدراج مختلف الإجراءات المناخية المفترض اتخاذها على مستوى التخطيط القومي وكذلك عند اتخاذ القرار.
  • تضمين مفاهيم الاستدامة ومؤشراتها، والتعافي الأخضر، وغيرها من المصطلحات المناخية والبيئية أيضًا عند التخطيط وصياغة السياسات وإعداد الموازنة العامة للبلاد.
  • ادراج مفاهيم التكيف مع المرونة والمناخ عند تنفيذ مختلف المشروعات القومية خاصة المتعلقة بالبنية التحتية، وشبكات الطرق والمواصلات والنقل، والمياه، والصرف الصحي، والكهرباء.
  • الاستفادة المثلى من فرص وإمكانات التمويل الدولية التي تطرحها الاتفاقات والمواثيق الدولية المهتمة بقضايا المناخ والبيئة مثل اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، واتفاقية باريس وغيرهما.
  • ربط مشاريع البنية التحتية الموجودة حاليًا بغيرها من المشروعات والأفكار الخاصة بالمناخ، والحفاظ على البيئة (مثل استغلال شبكة الكهرباء الحالية لتشغيل السيارات الكهربائية).
  • دعم تنافسية السوق والتنوع الاقتصادي، وخلق فرص عمل ترتبط بالبيئة والمناخ، والتوسع في اللون الأخضر.
  • تقوية التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع مختلف الدول والمؤسسات والشركات الدولية في المجالات والمناطق الأكثر تركيزًا واهتمامًا بقضايا معينة مثل حوض النيل.

يتضح مما سبق أن وزارة البيئة المصرية أطلقت الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، بهدف تمكين البلاد من إدارة التغير المناخي، ودعم أهداف رؤية مصر 2030م، وتعمل الاستراتيجية على تحقيق خمسة أهداف رئيسة وهي، تحقيق نمو اقتصادي مستدام، من تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، بزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والبديلة في مزيج الطاقة، وتعظيم كفاءة الطاقة، وذلك بتحسين كفاءة محطات الطاقة الحرارية، وشبكات النقل والتوزيع، والأنشطة المرتبطة بالنفط والغاز، وتبَنّي اتجاهات الاستهلاك والإنتاج المستدامة؛ للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النشاطات الأخرى غير المتعلقة بالطاقة، والهدف الثاني هو بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، بالتخفيف من الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية من تأثيرات تغير المناخ، والحفاظ على موارد  الدولة وأصولها من تأثيرات تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية والخدمات المرنة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، وتنفيذ مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث، عن طريق إنشاء أنظمة إنذار مبكر.

وشمل الهدف الثالث تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ من خلال تحديد أدوار ومسؤوليات مختلف أصحاب المصلحة من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتحسين مكانة مصر في الترتيب الدولي الخاص بإجراءات تغير المناخ، ويعمل الهدف الرابع على تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، بينما يعمل الهدف الخامس على تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ.

كما اتضح أن هناك توجهات عامة تدعم تحقيقها أهمها العمل على التكامل بين الاستراتيجيات المختلفة، وتضمين مفاهيم الاستدامة، والتعافي الأخضر، وغيرها من المصطلحات المناخية والبيئية عند التخطيط وصياغة السياسات، وتقوية التعاون والشراكة متعدد الأطراف مع مختلف الدول والمؤسسات والشركات الدولية المعنية بالقضايا البيئية.

يتضح من العرض السابق أن تعزيز المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة أضحى يحتل أولوية؛ لمواجهة التدهور البيئي وآثار التغيرات المناخية السلبية، وتبين أن المواطنة البيئية العالمية تعتمد على مجموعة من القيم والسلوكيات؛ لمواجهة هذه الأخطار أهمها المسئولية الشخصية والجماعية، والمعرفة بالحقوق والواجبات البيئية، والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية، كما اتضح أن المواطنة البيئية العالمية تذهب إلى ما هو أبعد من المصالح الشخصية؛ للحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والقادمة من خلال تصرف المواطنين بمسؤولية وإيجابية تجاه بيئتهم، والمساهمة في تحقيق مجتمع عادل، وتوفير السبل اللازمة لتعزيز الاستدامة البيئية.

إن المواطنة البيئية العالمية تساعد الفرد لأن يؤدي دورًا فاعلًا تجاه بيئته على المستوى الخاص، وتجاه البيئة العالمية على المستوى العام؛ وفي الوقت نفسه تبذل الدولة المصرية جهودًا ملموسة؛ لتنمية الوعي بقضايا البيئة لدى مواطنيها؛ حيث تهتم بإطلاق مبادرات ومؤتمرات دولية لبيئة جديدة تدعو إلى المواطنة البيئية؛ للتصدي لقضايا البيئة، وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، ومن ثم جاءت الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م، والتي تتمثل رؤيتها في التصدي بفاعلية لآثار وتداعيات تغير المناخ بما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطن المصري.

وبما أن التغير المناخي من أهم المشكلات التي يواجهها العالم مؤخرًا، وتسببت في إحداث تغيرات خطيرة، وهددت حقوق الأجيال الحالية والقادمة، وبالتالي ستكون المواطنة قي خطر، ومن ثم فمن الضروري مع التدابير التي تتخذها الدول لمواجعة التغير المناخي أن يوازيها تدابير تربوية وتوعوية تهدف إلى السعى لتطوير مواطنة بيئية ذات توجه عالمي لدى طلاب الجامعة، لما له من أهمية كبيرة في ربط المواطنين ببيئتهم المحلية والعالمية من خلال المساهمة في بناء المواطن الإيجابي وسلوكه الواعي بقضايا البيئة وشريك فعال في الحفاظ عليها، ومبتكر لعمليات وممارسات بيئية جديدة تسهم في حمايتها واستدامتها.

 وما هو جدير بالذكر إنه لا توجد تنمية اقتصادية مميزة تنبذ البعد البيئي منها، ولا يمكن أن تعتني مختلف مؤسسات الدولة بقضايا البيئة خاصة تغير المناخ وتحاول تلافي آثارها السلبية دون محو الأمية المناخية، وتنمية وعي المواطنين على كافة المستويات، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال دعم التعليم من أجل تغير المناخ، ولهذا السبب فإن المواطنة البيئية العالمية مفيدة جدًا في هذا المجال، فالمواطنة البيئية العالمية خطوة فعالة ومهمة في مسار مواجهة التغير المناخي، وتحقيق الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م.

ثالثًا- إجراءات البحث الميدانية، وتفسير نتائجها:

          يتضمن هذا الجانب استعراض أهداف الجانب الميداني للبحث، وأداتا البحث، وكيفية إعدادهما، وعينة البحث، والأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث، وعرض                   نتائجه ومناقشتها.

أ- أهداف الجانب الميداني للبحث:

          تهدف إجراءات البحث الميدانية إلى تعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، وتعرف أراء السادة أعضاء هيئة التدريس حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م ومقترحات تنميتها لطلابهم.

ب- أداتا البحث الميدانية:

(1) الاستبانة:

استخدمت الباحثتان استبانة تم إعدادها في ضوء الإطار النظري للبحث والدراسات السابقة، وقد تم تطبيقها على عينة ممثلة من طلاب كليات الجامعة النظرية (التربية – التربية النوعية) والعملية (الطب البشري - الصيدلة) بجامعة أسيوط؛ حيث بلغت العينة (607) طالبًا وطالبة؛ وذلك بغرض تعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م.

اشتملت هذه الاستبانة في صورتها النهائية على خمسة أبعاد، تم توزيعها كما يلي:

  • البعد الأول: واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط، ويتضمن (8) عبارات.
  • البعد الثاني: واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط، ويتضمن (11) عبارة.
  • البعد الثالث: واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط، ويتضمن (10) عبارات.
  • البعد الرابع: واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط، ويتضمن (10) عبارات.
  • البعد الخامس: واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط، ويتضمن (12) عبارة.

وقد استخدمت الباحثتان مقياس "ليكرت الثلاثي" لقياس استجابات أفراد العينة لعبارات الاستبانة، وذلك كما هو موضح فى الجدول رقم (2):

جدول رقم (2) درجات مقياس ليكرت الثلاثى

الإجابة

موافق

إلى حد ما

غير موافق

الدرجة

3

2

1

  • اعتمدت الباحثتان في التحقق من صدق الاستبانة على صدق المحتوى؛ حيث عرضت الاستبانة في صورتها الأولية على عدد (15) من المحكمين من أساتذة كلية التربية ببعض الجامعات المصرية؛ وذلك لمعرفة وجهة نظرهم والاستفادة من ملاحظاتهم فيما احتوته الاستبانة من عبارات، ومدى ملاءمتها لتحقيق أهداف البحث الميدانية، ومدى ارتباط ومناسبة كل عبارة للبعد الذي تنتمي إليه، وبناء على الآراء التي تقدم بها السادة المحكمين تم تعديل بعض العبارات، وحذفت العبارات التى قلت عن نسبة 90 % اتفاق.
  • اعتمدت الباحثتان في التحقق من ثبات الاستبانة على استخدام "معامل ألفا كرونباخ" Cronbach's Coefficient Alpha؛ وذلك على عينة استطلاعية مكونة من (30) طالبًا وطالبة، وقد تم استبعادها من العينة الكلية، حيث كانت النتائج كما فى الجدول التالى:

 

جدول رقم (3) معاملات ثبات الاستبانة

البعد

عدد العبارات

معامل الثبات

واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

8

0.721

واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

11

0.782

واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

10

0.586

واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط.

10

0.970

واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

12

0.900

الاستبانة ككل

51

0.953

المصدر: من إعداد الباحثتين بالاعتماد على مخرجات برنامج SPSS.V.22

ويتضح من الجدول السابق أن معامل ألفا "ألفا كرونباخ" الكلى للاستبانة بلغ (0.953) وهو معامل مرتفع ومناسب لغرض البحث، كما تعتبر معاملات ألفا كرونباخ لكل بعد مرتفعة أيضًا، ومناسبة لغرض البحث، وبذلك أصبحت الاستبانة في صورتها النهائية صالحة للتطبيق، بحسب مقياس نانلي والذي اعتمد 0.70 كحد أدنى للثبات.(Nunnally & Bemstein, 1994, 264-265)

(2) المقابلة:

اعتمدت الباحثتان فى هذا البحث على أداة المقابلة، والتي تتألف من عدة أسئلة مفتوحة رئيسة تساعد فى تعرف أراء السادة أعضاء هيئة التدريس حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م ومقترحات تنميتها لطلابهم، ومرت بناء المقابلة بالخطوات التالية:

  • تصميم المقابلة:

تم تصميم المقابلة من خلال وضع مجموعة من الأسئلة المفتوحة حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م ومقترحات تنميتها لطلابهم، وشملت عشرة أسئلة، وتضمنت أسئلة المقابلة فى الجزء الأول المعلومات الشخصية، أما الجزء الثاني تضمن أسئلة المقابلة.

  • خطوات بناء أسئلة المقابلة:

قامت الباحثتان باتباع الخطوات التالية:

  • الإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث والاستفادة منها فى تحديد الأسئلة وصياغتها.
  • تم استشارة عدد (15) من السادة المحكمين من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية ببعض الجامعات المصرية فى إعداد الأسئلة.
  • تم تعديل الأسئلة من حيث الحذف والإضافة.
  • تم اعتماد أسئلة المقابلة فى صورتها النهائية.
  • التحضير للمقابلة:

راعت الباحثتان مجموعة من المتطلبات، كما يلي:

  • اختيار المشاركين: تم اختيارهم من السادة أعضاء هيئة التدريس بالكليات المختارة فى العينة بواقع خمسة أعضاء بكل كلية وبلغ عددهم 20 عضوًا.
  • المكان: تم عقد بعض المقابلات بشكل مباشر، وبعضها من خلال برنامج Zoom.
  • التوقيت: تم اختيار توقيت المقابلات وفقا للمواعيد التي تتناسب مع المشاركين؛ حيث تم إعطائهم كامل الحرية لاختيار الوقت المناسب لهم، ومدة المقابلة من 25-30 دقيقة.
  • تحليل البيانات:

اتبع البحث عدة خطوات لتحليل البيانات، فبعد جمع البيانات تم تحويلها من صوتية إلى مكتوبة، بعد ذلك قامت الباحثتان بقراءة البيانات المكتوبة من أجل تنظيمها وصياغة النتائج.

ج- مجتمع البحث وعينته:

تكونت عينة البحث من عينة ممثلة من طلاب بعض كليات جامعة أسيوط بالفرق النهائية النظرية (التربية – التربية النوعية) والعملية (الطب البشري – الصيدلة) حيث بلغت العينة (607) طالبًا وطالبة، وذلك لتعرف واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، ويوضح الجدول التالي توزيع أفراد العينة.

جدول رقم (4) حجم عينة الدراسة من الطلاب

الكلية

المجتمع الاصلي

العينة

النسبة للمجتمع الأصلي

عملية

الطب البشري

1039

79

7.60

 

الصيدلة

330

58

17.58

نظرية

التربية

1797

346

19.25

 

التربية النوعية

390

124

31.8

الإجمالي

3556

607

17.07

 

 

كما اشتملت على بعض أعضاء هيئة التدريس بالكليات الأربعة بواقع (5) أعضاء من كل كلية بإجمالى (20) عضو هيئة التدريس، وذلك بغرض التعرف على أرائهم حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م ومقترحات تنميتها لطلابهم. د- المعالجة الإحصائية:

بعد تطبيق الاستبانة على أفراد العينة استخدمت الباحثتان أساليب الإحصاء الوصفى، وذلك باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS. V. 26) حيث تم الاعتماد على ما يلي:

  • مقاييس الإحصاء الوصفى Descriptive Statistic Measures: وذلك من أجل الإجابة على أسئلة البحث، وترتيب متغيرات البحث حسب أهميتها بالاعتماد على المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية.
  • اختبار Cronbach's Alpha لمعرفة ثبات عبارات الاستبانة.
  • اختبار(T)، من أجل اختبار مدى وجود اختلاف تبعًا لمتغير نوع الكلية.

ه- عرض تحليل نتائج البحث: 

  • بالنسبة للاستبانة:

سيتم عرض وتحليل أبعاد الاستبانة بغية الإجابة على أسئلة البحث، حيث تم استخدام مقاييس الإحصاء الوصفى المتمثلة فى المتوسط الحسابي والإنحراف المعياري (على مقياس ليكرت الثلاثى) لإجابات أفراد عينة البحث عن عبارات أبعاد الاستبانة، ويكون المتوسط الحسابي لإجابات أفراد العينة عن كل عبارة من (1 – 1.66) دالاً على مستوى (منخفض) من الأهمية، ومن (1.67 – 2.33) دالاً على مستوى (متوسط)، ومن (2.34- 3) دالاً على مستوى (مرتفع). ويلخص الجدول رقم ( 5) ما تم ذكره سابقًا.

جدول رقم (5) الحدود الدنيا والعليا للمتوسط الحسابي

الدرجة

منخفض

متوسط

مرتفع

المتوسط الحسابي

1-      1.66

1.67 – 2.33

2.34 – 3

بعد تحديد الحدود الدنيا والعليا للمتوسط الحسابي، سيتم تحديد اتجاهات أفراد العينة من أجل الإجابة على السؤال الثالث: ما واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر؟

وللإجابة على هذا السؤال سوف نقوم بتحليل النتائج كما يلي:

أولاً- عرض النتائج الخاصة بالأبعاد ككل:

جدول رقم (6)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد عينة                البحث عن أبعاد المواطنة البيئية العالمية

م

أبعاد  المواطنة البيئية العالمية

المتوسط   الحسابي

الانحراف المعياري

الترتيب

مستوى الموافقة

1

واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

1.581

0.449

4

ضعيفة

2

واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

1.708

0.402

2

متوسطة

3

واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

1.877

0.294

1

متوسطة

4

واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط.

1.437

0.627

5

ضعيفة

5

واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

1.607

0.514

3

ضعيفة

المجموع

1.644

0.393

-

ضعيفة

يتضح من الجدول السابق رقم (6) أن استجابات أفراد العينة على الاستبانة ككل أظهرت درجة تحقق ضعيفة من سلوكيات وممارسات الطلاب للمواطنة البيئية العالمية، حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.644) وهو متوسط يقع ضمن الفئة (1- 1.66) لمقياس ليكرت الثلاثي، وهي الفئة التي تشير إلى الاستجابة الضعيفة، وهذا يدل على ضعف المواطنة البيئية العالمية لديهم، وقد تعزى هذه النتيجة إلى أن هذه الممارسات والسلوكيات الخاصة بالمواطنة البيئية العالمية لم يعتادوا عليها، وهذا يعكس ضرورة تنمية السلوك البيئي لدى طلاب الجامعة، من خلال التربية البيئية المقصودة في البرامج والمناهج والأنشطة الدراسية، ونشر الوعي البيئي والحث على المشاركة البيئية بقوة، ومعرفة الحقوق والواجبات البيئية، وتشجيع الابتكار البيئي، ونشر ثقافة الاستدامة البيئية.

وبوجه عام تتفق هذه النتيجة مع ما انتهت إليه غالبية البحوث والدراسات السابقة؛ كدراسة Meerah, Halim& Nadeson (2010, 5715) والتي أظهرت أن مستوى المواطنة البيئية لدى الطلاب جاء بدرجة منخفضة ومتوسطة، ودراسة السويكت (2022، 34) والتي كشفت عن ضعف مستوى المواطنة البيئية لدى طلاب كليات التربية.

كما يتبين من الجدول السابق رقم (6) أنه توجد فروق في المتوسطات الحسابية لدرجة ممارسة الطلاب بجامعة أسيوط وفقًا لأبعاد المواطنة البيئية العالمية؛ حيث جاء في المرتبة الأولى بعد العدالة البيئية وحصل على متوسط حسابي 1.877 ويعكس درجة تحقق متوسطة، يليه بعد المشاركة البيئية وحصل على متوسط حسابي مقداره 1.708 ويعكس درجة تحقق متوسطة، وجاء في المرتبة الثالثة بعد الاستدامة البيئية وحصل على متوسط حسابي مقداره 1.607 ويعكس درجة تحقق ضعيفة، وجاء في المرتبة الرابعة بعد المسئولية البيئية وحصل على متوسط حسابي مقداره 1.581 ويعكس درجة تحقق ضعيفة، وأخيرًا جاء بعد الابتكار البيئي وحصل على متوسط حسابي مقداره 1.437 ويعكس درجة تحقق ضعيفة، وهذا يؤكد على أن أفراد العينة غير مدركين لأبعاد المواطنة البيئية العالمية، وأن سلوكياتهم على أرض الواقع تتنافي والمواطنة البيئية العالمية، وإنه لا يتوفر لديهم ضمانات كافية لتطبيقها من الناحية السلوكية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة Sarbaini (2020, 211) والتي خلصت إلى أن مستوى المواطنة البيئية لدى الطلبة فيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية جاء مختلفًا من بعد لآخر، ودراسة السويكت (2021، 202) والتي كشفت أن مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية جامعة القصيم فيما يتعلق بأبعاد المواطنة البيئية جاء مختلفًا من بعد          إلى آخر.

ثانيًا- عرض النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة الخاصة بعبارات كل بعد: وذلك كما يلي:

- النتائج الخاصة بالبعد الأول " واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط".

- النتائج الخاصة بالبعد الثاني " واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط ".

- النتائج الخاصة بالبعد الثالث " واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط "

- النتائج الخاصة بالبعد الرابع " واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط ".

- النتائج الخاصة بالبعد الخامس " واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط ".

 

 (1) تحليل اتجاه عبارات بعد المسئولية البيئية للمواطنة البيئية العالمية:

جدول رقم (7)

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد عينة

 البحث عن عبارات بعد المسئولية البيئية

مم

العبـــــــــــــــــــــارة

التكرارت والنسب المئوية

المتوسط الحسابي

الإنحراف المعياري

الأهمية النسبية

مستوى الموافقة

بدرجة كبيرة

بدرجة متوسطة

بدرجة ضعيفة

1

أحرص على الاقتصاد في استخدام الموارد حفاظا على حقوق الأجيال القادمة.

157

72

378

1.635

0.866

2

ضعيفة

25.9

11.9

62.3

2

أشارك في حملات التوعية بأهمية الطاقة المتجددة والنظيفة.

65

147

395

1.456

0.680

5

ضعيفة

10.7

24.2

65.1

 

3

أتصدى للممارسات الضارة بالبيئة في محيط سكني كحرق القمامة وقش الأرز وغيرها.

312

127

168

2.237

0.857

1

متوسطة

51.4

20.9

27.7

 

4

أبلغ جهاز حماية البيئة والجهات المختصة في حالة رؤيتي لأى ممارسات أو أنشطة ضارة بالبيئة.

68

140

399

1.454

0.687

6

ضعيفة

11.2

23.1

65.7

5

أشرح لزملائي الآثار السلبية لتغير المناخ.

119

94

349

1.547

0.800

3

ضعيفة

19.6

15.5

64.9

 

6

أنتسب لإحدى الجمعيات البيئية التي تهدف حماية البيئة وتقليل الخسائر والأضرار الناتجة من الممارسات الضارة بالبيئة.

103

76

428

1.464

0.767

4

ضعيفة

17.0

12.5

70.5

 

7

أتبنى أفكارًا للحفاظ على الرقعة الخضراء وزيادتها، وأعمل على نشر هذه الأفكار.

96

83

428

1.453

0.751

7

ضعيفة

15.8

13.7

70.5

8

أبلغ  عن أي أنشطة أو مخالفات تضر بالمساحة الخضراء أو البنية التحتية.

89

74

444

1.415

0.732

8

ضعيفة

14.7

12.2

73.1

المحور ككل

1.581

0.449

ضعيفة

يتضح من الجدول السابق رقم (7) أن استجابات أفراد العينة على عبارات بعد " واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط " جاءت بدرجة ضعيفة حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.581) بإنحراف معياري 0.449، وهذا يؤكد على ضعف ممارسات الطلاب فيما يتعلق بالمسئولية البيئية كبعد من أبعاد المواطنة البيئية العالمية، مما يشير إلى ضرورة تعزيز هذا البعد لدى الطلاب، بما يتأتى من سلوكيات بيئية صحيحة وصحية بما يتفق وسلامة البيئة، وضمان الحفاظ عليها.

 وقد تعزى هذه النتيجة إلى ضعف الوعي لدى الطلاب بقضايا البيئة، وندرة تشكيل الطلاب للفرق المهتمة بمشكلات البيئة، وضعف التربية البيئية، وضعف الاهتمام بنشر ثقافة المواطنة البيئية من خلال وسائط التربية المختلفة، وقد تعزي هذه النتيجة إلى ضعف تنشئة الأفراد وفقًا لمفهوم المواطنة البيئية التي تعد أساس تحقيق المسئولية البيئية وتنمية معرفتهم لمجتمعهم، وتفاعلهم بشكل إيجابي مع البيئة، والحفاظ عليها، والسعي لمواجهة مشكلاتها خاصة التغيرات المناخية، والتحلي بالسلوك المسؤول تجاه البيئة وضمان استمراريتها؛ للاستفادة منها حاليًا ومستقبلاً، وتختلف هذه النتيجة مع دراسة الفتلاوي والنائلي (2022، 166) والتي توصلت إلى أن بعد السلوك البيئي المسؤول حقق أعلى درجة، كما تختلف مع دراسة العلوي (2021، 87) في أن مستوى المواطنة البيئية لدى طلاب الحلقة الثانية في مجال السلوك البيئي المسئول جاء بدرجة تقدير كبيرة.

 (2) تحليل اتجاه عبارات بعد المشاركة البيئية للمواطنة البيئية العالمية:

جدول رقم (8)

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد                  عينة البحث عن عبارات بعد المشاركة البيئية

مم

العبـــــــــــارة

التكرارت والنسب المئوية

المتوسط الحسابي

الإنحراف المعياري

الأهمية النسبية

مستوى الموافقة

بدرجة كبيرة

بدرجة متوسطة

بدرجة ضعيفة

9

أشارك في العمل التطوعي لحماية البيئة (حملات، ندوات، مسابقات، مشروعات) سواء بالخبرة أو الجهد

420

74

113

2.505

0.789

1

مرتفعة

69.2

12.2

18.6

10

أشارك في حملات التشجير بالبيئة من حولي.

68

75

464

1.437

0.671

7

ضعيفة

11.2

12.4

76.4

11

أتبرع ماديًا للجمعيات الخيرية للحفاظ على البيئة.

57

94

456

1.432

0.643

8

ضعيفة

9.4

15.5

75.1

12

أشارك في صنع القرار البيئي تجاه المشكلات البيئية.

61

87

459

1.340

0.654

11

ضعيفة

10.0

14.3

75.6

13

أشارك منظمات حماية البيئة والتغيرات المناخية.

59

138

410

1.420

0.663

9

ضعيفة

9.7

22.7

67.5

14

أدعو زملائي للمشاركة في أنشطة حماية البيئة المحلية.

73

146

388

1.480

0.701

6

ضعيفة

12.0

24.1

63.9

15

أشارك في تحديد المطالب والاحتياجات فيما يتعلق بالمشكلات البيئية.

62

97

448

1.360

0.661

10

ضعيفة

10.2

16.0

73.8

16

أراعي الالتزامات التي تم التعهد بها لتنفيذ القرار البيئي.

408

82

117

2.480

0.798

2

مرتفعة

67.2

13.5

19.3

17

احترم أراء المشاركين جميعهم في اتخاذ القرار.

252

298

57

2.320

0.638

3

متوسطة

41.5

49.1

9.4

18

أحرص على الانضمام في إحدى الفرق التطوعية.

132

129

346

1.650

0.815

4

ضعيفة

21.7

21.3

57.0

19

أشارك في المسابقات التي لها علاقة بالبيئة.

125

75

407

1.540

0.813

5

ضعيفة

20.6

24.2

65.1

المحور ككل

1.708

0.402

متوسطة

يتضح من الجدول السابق رقم (8) أن استجابات أفراد العينة على عبارات بعد " واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط " جاءت بدرجة متوسطة حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.708) بإنحراف معياري 0.402، وهذا يدل على أن دعم ومشاركة الطلاب لأنشطة تخدم البيئة دون مستوى الطموح، فهم لا يشاركون في صنع القرار البيئي تجاه المشكلات البيئية، ولا يشاركون في فعاليات حماية البيئة كالندوات والمسابقات والحملات البيئية، ولا يتواصلون أيضًا مع الجهات المختصة؛ لحل المشكلات البيئية، ويمكن إيعاز ذلك إلى ضعف الثقافة والوعي البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط، وقد يعزى ذلك إلى ندرة الندوات التي تعقد للتوعية بالمشكلات البيئية ما يجعل فرص مشاركة الطلاب فيها قليلة، وربما لضيق الوقت لممارسة أعمال تطوعية لخدمة البيئة، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة العجمي والظفيري والشطي (2018، 480) والتي أظهرت أن دعم طلبة كلية التربية الأساسية للأنشطة والقضايا البيئية جاء متوسطًا، كما تتفق مع دراسة السويكت (2021، 238) والتي أظهرت أن المشاركة البيئية للطلاب جاء في نطاق الاستجابة المتوسطة.

وفيما يتعلق بالبنود، فقد جاءت درجة الموافقة مرتفعة على بندين في حين حصلت واحدة على درجة موافقة متوسطة، وقد جاء في المرتبة الأولى من حيث درجة الموافقة "أشارك في العمل التطوعي لحماية البيئة (حملات، ندوات، مسابقات، مشروعات) سواء بالخبرة أو الجهد" بمتوسط حسابي 2.505 وبإنحراف معياري0.789 ويمكن أن تعزى هذه النتيجة إلى دور الجامعة في تحقيق القيم والأفكار التي يتضمنها الإطار الإيديولوجي للمجتمع، وغرسها في نفوس الطلاب، وتكوين سلوكهم على أساسها، وتهيئة مواقف تربوية وممارسات فعلية تشجع العمل التطوعي بين أفراد المجتمع الجامعي مما ولد لديهم المبادرة وحب التطوع، كما أن هناك علاقة بين العمل التطوعي والبيئة؛ فالشباب طاقة ونشاط، وإعطائهم الدور اللازم وتشجيعهم عليه يقوي دعائم المواطنة البيئية العالمية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة العلوي (2021، 88) والتي أشارت إلى إقبال الطلاب في المشاركة في الأعمال التطوعية التي تخدم البيئة، كما تتفق مع نتيجة دراسة أبو عيطه (2023، 238) والتي توصلت إلى مشاركة الشباب في العمل التطوعي لتحقيق الاستدامة البيئية سواء أكانت المشاركة بالخبرة أو الجهد؛ لمواجهة التغيرات المناخية، كما اتفقت مع نتائج دراسة العجمي والظفيري والشطي (2018، 482) في أن مستوى التطوع في الأنشطة البيئية لدى طلاب كلية التربية الأساسية جاء مرتفعًا.

ويلي ذلك "أراعي الالتزامات التي تم التعهد بها لتنفيذ القرار البيئي" بمتوسط حسابي 2.480 وبإنحراف معياري 0.798 ويمكن أن تعزى هذه النتيجة إلى أنه مع ازدياد المشكلات البيئية، وما لها من آثار على سلامة النظم البيئية واستدامتها، وأن الاهتمام بالبيئة بات مسؤولية جماعية، وشيوع مفهوم المشاركة ليتضمن مفاهيم المواطنة البيئية العالمية التي ترتكز على تحمل المسئوليات، والالتزام بالقررات والسياسات البيئية، وإنجاحها، وقد تعزى هذه النتيجة إلى أن مراعاة الالتزامات البيئية له فوائد عديدة للفرد والمجتمع، فالعلاقة بين البيئة والإنسان علاقة تبادلية؛ أي أن كلا الطرفين يؤثر ويتأثر بالآخر، فعندما تكون عناصر البيئة صحية ونظيفة فهذا ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان ورفاهية المجتمع، ثم جاء "احترم آراء المشاركين جميعهم في اتخاذ القرار" بمتوسط حسابي2.320 وبإنحراف معياري 0.638 وذلك لما لها من أهمية كبيرة في حماية البيئة، أو إنها نتيجة تزايد الوعي البيئي، وقد يكون ذلك من منطق الواجب الإنساني، وأن الناس جميعهم لابد أن يحترموا القرارات البيئية من أجل حماية البيئة، وقد يعود ذلك لأهمية المواطنة البيئية في تفعيل الحوكمة البيئية.

 (3) تحليل اتجاه عبارات بعد العدالة البيئية للمواطنة البيئية العالمية:

جدول رقم (9)

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد                          عينة البحث عن عبارات بعد العدالة البيئية

مم

العبـــــــــــارة

التكرارت والنسب المئوية

المتوسط الحسابي

الإنحراف المعياري

الأهمية النسبية

مستوى الموافقة

بدرجة كبيرة

بدرجة متوسطة

بدرجة ضعيفة

20

أعرف حقوقي وواجباتي البيئية.

72

50

485

1.320

0.675

9

ضعيفة

11.9

8.2

79.9

21

أرى ضرورة ألا تؤثر الممارسات البيئية في مجتمع ما على الحياة في مجتمع آخر.

441

142

24

2.690

0.543

2

مرتفعة

72.7

23.4

4.0

22

أرى أن لكل جيل حق الاستفادة من موارد البيئة مع مراعاة حق الأجيال المستقبلية في هذه الموارد.

406

185

16

2.640

0.532

3

مرتفعة

66.9

30.5

2.6

23

أرى ضرورة اتخاذ تدابير ضد المشاكل التي لها تأثير على التغير المناخي.

467

122

18

2.740

0.502

1

مرتفعة

76.9

20.1

3.0

24

أعرف إجراءات السلامة والصحة البيئية.

18

140

449

1.290

0.515

10

ضعيفة

3.0

23.1

74.0

25

أري الحاجة إلى قوانين أكثر صرامة لحماية البيئة.

431

62

114

2.520

0.791

4

مرتفعة

71.0

10.2

18.8

26

التزم بالقوانين واللوائح الخاصة بالبيئة.

72

69

466

1.350

0.682

8

ضعيفة

11.9

11.4

76.8

27

استثمر معلوماتي للوقاية من الأمراض الناجمة عن التغيرات المناخية.

76

89

442

1.400

0.700

6

ضعيفة

12.5

14.7

72.8

28

أشارك في الأنشطة الترويجية للحقوق البيئية.

65

83

459

1.350

0.665

7

ضعيفة

10.7

13.7

75.6

29

اعتني بمن هم أسوأ حالاً في المجتمع.

89

101

417

1.460

0.737

5

ضعيفة

14.7

16.6

68.7

المحور ككل

1.877

0.294

متوسطة

يتضح من الجدول السابق رقم (9) أن استجابات أفراد العينة على عبارات بعد " واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط " جاءت بدرجة متوسطة حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.877) بإنحراف معياري 0.294، وقد تعزى هذه النتيجة إلى قصور دور المؤسسات التربوية في إيجاد الآليات والمبادرات الهادفة لتعزيز مبادئ المواطنة البيئية العالمية، وقد تعزى هذه النتيجة إلى حالات عدم العدالة التوزيعية الناتجة عن السياسة البيئية، وهو واقع ملموس، حيث إن حالات التدهور البيئي مرتبطة بقضايا العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والواجبات ونوعية حياة المواطنين بشكل عام، وقد يعزى إلى ضعف معرفة الطلاب بحقوقهم وواجباتهم البيئية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة بني حمدان والسعود                (2019، 41) حيث بينت النتائج أن المتوسط الحسابي لمجال العدالة البيئية جاء متوسطًا، ودراسة عبد العال (2017، 139) حيث جاءت درجة ممارسة أفراد عينة الدراسة لبعد العدالة البيئية بدرجة متوسطة، في حين اختلفت هذه النتيجة مع دراسة Sarbaini (2020, 2011) حيث جاء مستوى المواطنة البيئية فيما يتعلق بـــ" العدالة البيئية" عاليًا.

وفيما يتعلق بالبنود فقد حصلت أربعة بنود على درجة موافقة مرتفعة، ومن البنود التي حصلت على درجة موافقة مرتفعة وجاء في المرتبة الأولى " أرى ضرورة اتخاذ تدابير ضد المشاكل التي لها تأثير على التغير المناخي" بمتوسط حسابي  2.740 وبإنحراف معياري 0.502؛ وذلك لأن حماية البيئة باتخاذ كل ما من شأنه مطلبًا أساسيًا لاستمرار الحياة الإنسانية، ويليه ضرورة ألا تؤثر الممارسات البيئية في مجتمع ما على الحياة في مجتمع آخر بمتوسط حسابي 2.690 وبإنحراف معياري0.543، وقد يعزى ذلك إلى إدراك أفراد العينة في حق الأفراد بالعيش في بيئة صحية ونظيفة، تتوافر فيها شروط الحياة الكريمة، وعلى ضرورة تكاتف المجتمع، وقد يعزي ذلك إلى أن حماية البيئة واجب وطني وضرورة محلية وإقليمية وعالمية، ويليه "أري أن لكل جيل حق الاستفادة من موارد البيئة مع مراعاة حق الأجيال المستقبلية في هذه الموارد آخر" بمتوسط حسابي 2.640 وبإنحراف معياري0.532، وقد يعزى ذلك إلى إدراك أفراد العينة بأهمية المحافظة على البيئة واستثمارها الاستثمار الأمثل وتقليل هدر مواردها؛ لضمان حياة صحية وسعيدة، وحفاظًا على حقوق الأجيال القادمة، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة أبو عيطه ( 2023، 232) حيث ضرورة الاستخدام المستدام للموارد البيئية، وذلك استنادًا إلى نظرية العدالة بين الأجيال، والتي تقوم على أساس أن كل جيل يقع عليه واجب ترك البيئة بحالٍ أفضل أو بحالة ليست أسوأ من الحالة التي استلمها للأجيال القادمة، يليه "أري الحاجة إلى قوانين أكثر صرامة لحماية البيئة" بمتوسط حسابي 2.520 وبإنحراف معياري0.791، وذلك لأهمية استخدام القوانين من أجل وضع وتنفيذ سياسات للحد من المخاطر البيئية.

 (4) تحليل اتجاه عبارات بعد الابتكار البيئي للمواطنة البيئية العالمية:

جدول (10)

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد عينة            البحث عن عبارات بعد الابتكار البيئي

مم

العبـــــــــــارة

التكرارت والنسب المئوية

المتوسط الحسابي

الإنحراف المعياري

الأهمية النسبية

مستوى الموافقة

بدرجة كبيرة

بدرجة متوسطة

بدرجة ضعيفة

30

أساهم بأفكار تساعد في حل المشكلات البيئية والتغيرات المناخية.

78

91

438

1.410

0.707

5

ضعيفة

12.9

15.0

72.2

31

اقترح ممارسات جيدة يمكن أن تؤدي إلى الاستدامة البيئية.

78

94

435

1.410

0.707

5

ضعيفة

12.9

15.5

71.7

32

أقدم توعية بمفاهيم المواطنة البيئية من خلال الأدوات الرقمية.

72

90

445

1.390

0.689

8

ضعيفة

11.9

14.8

73.3

33

أقوم بنشر ملصقات عن كيفية حماية البيئة.

63

143

401

1.440

0.675

4

ضعيفة

10.4

23.6

66.1

34

أتبنى تدابير وإجراءات غير تقليدية لتعزيز السلوكيات الإيجابية البيئية.

68

151

388

1.470

0.689

3

ضعيفة

11.2

24.9

63.9

35

اكتب مقالات عن القضايا البيئية (التلوث البيئي، التغيرات المناخية،...) في الصحف أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

61

85

461

1.340

0.653

9

ضعيفة

10.0

14.0

75.9

36

انظم لمجموعة عبر الانترنت لاتخاذ موقف بشأن القضايا البيئية.

62

85

460

1.340

0.656

10

ضعيفة

10.2

14.0

75.8

37

أسعى لأوسع ثقافتي العالمية عن المعرفة المناخية.

149

96

362

1.650

0.848

1

ضعيفة

24.5

15.8

59.6

38

أساهم بنصح الآخرين باستخدام سيارات صديقة للبيئة.

78

85

444

1.400

0.705

7

ضعيفة

12.9

14.0

73.1

39

أرغب في إكمال دراستي الجامعية في التنمية المستدامة.

82

147

378

1.510

0.722

2

ضعيفة

13.5

24.2

62.3

المحور ككل

1.437

0.627

         ضعيفة

يتضح من الجدول السابق (10) أن استجابات أفراد العينة على عبارات بعد " واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط " جاءت بدرجة ضعيفة حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.437) بإنحراف معياري 0.627، وقد تعزى هذه النتيجة إلى ضعف وعي أفراد العينة بتجاوز الفهم التقليدي لحماية البيئة دون مخلفات، والاستخدام الفعال للموارد، وتغيير أسلوب الحياة وأنماط الاستهلاك المرتبطة بالابتكار البيئي، والعمل على إدارة وتقليل النفايات، وكفاءة استخدام الطاقة، واستخدام طاقة متجددة، وقد تعزى هذه النتيجة إلى أن المواطنة البيئية فيما يخص بعد الابتكار البيئي ليس من أولويات اهتمامات الجامعات، وأن الاهتمام بممارسات ابتكارية بيئية بدأ في وقت متأخر، ويمكن أن يكون ذلك عائد إلى أن ثقافة الاهتمام بالمواطنة البيئية وتنمية أبعادها المختلفة خاصة فيما يخص الابتكار البيئي ما زال دون المنشود في كثير من دول العالم الثالث، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة، وتنميتها وحمايتها، والمحافظة عليها، الأمر الذي يشير إلى ضرورة إكساب الطلاب المهارات والأساليب المتطورة التي تدفعهم لتحسين ممارساتهم البيئية، وهذا لا يظهر إلا من خلال انخراط الطلاب في الجمعيات والمنظمات ذات العمل الجماعي التي تهدف إلى المحافظة على البيئة من التلوث، والعمل على جعلها أنظف وأجمل، كما تحثهم على تبني أفكار وممارسات داعمة للبيئة، فمواجهة المشكلات ينبغي أن تبدأ بالإنسان نفسه، فهو العنصر الرئيس والمستفيد منها، والسبب المباشر في مشاكلها.

 (5) تحليل اتجاه عبارات بعد الاستدامة البيئية للمواطنة البيئية العالمية:

جدول (11)

المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لإجابات أفراد عينة             البحث عن عبارات بعد الاستدامة البيئية

مم

العبـــــــــــارة

التكرارت والنسب المئوية

المتوسط الحسابي

الإنحراف المعياري

الأهمية النسبية

مستوى الموافقة

بدرجة كبيرة

بدرجة متوسطة

بدرجة ضعيفة

40

اهتم بقراءة كل ما هو جديد عن البيئة وقضاياها.

93

80

434

1.440

0.744

6

ضعيفة

15.3

13.2

71.5

41

أدرك أهمية استخدام التكنولوجيا النظافة للحد من التغيرات المناخية.

252

271

84

2.280

0.691

2

مرتفعة

41.5

44.6

13.8

42

انتبه إلى المنتجات التي اشتريها.

79

78

450

1.390

0.706

8

ضعيفة

13.0

12.9

74.1

43

أتجنب الإسراف في استهلاك الموارد.

76

71

460

1.370

0.695

12

ضعيفة

12.5

11.7

75.8

44

أكتب قائمة بالاحتياجات قبل التسوق.

81

75

451

1.390

0.711

10

ضعيفة

13.3

12.4

74.3

45

اضع في الاعتبار استخدام الطاقة عند شراء منتج كهربائي.

87

79

441

1.420

0.728

7

ضعيفة

14.3

13.0

72.7

46

أفكر في المواطنين الفقراء عندما أتسوق مقابل لا شئ.

80

79

448

1.390

0.709

9

ضعيفة

13.2

13.0

73.8

47

أبذل جهدي لشراء منتجات صديقة للبيئة.

152

96

359

1.660

0.852

3

ضعيفة

25.0

15.8

59.1

48

اعتمد المصادر المتجددة للطاقة للتقليل من التغيرات المناخية.

89

153

365

1.550

0.736

5

ضعيفة

14.7

25.2

60.1

49

أري ضرورة الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية (الغذاء الصحي، المياه، النبات، الحيوان، التربة)

75

77

455

1.370

0.694

11

ضعيفة

12.4

12.7

75.0

50

أري ضرورة الحفاظ على المحميات البيئية.

408

66

133

2.450

0.829

1

مرتفعة

67.2

10.9

21.9

51

أقوم بأنشطة بيئية مرتبطة بالتنمية المستدامة.

132

88

387

1.580

0.824

4

ضعيفة

21.7

14.5

63.8

المحور ككل

1.607

0.514

ضعيفة

يتضح من الجدول السابق (11) أن استجابات أفراد العينة على عبارات بعد " واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط " جاءت بدرجة ضعيفة حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة البحث (1.607) بإنحراف معياري 0.514، وهذا يدل على أن المعارف والاتجاهات التي يمتلكها أفراد العينة نحو الاستدامة البيئية منخفضة نوعًا ما، وانعكس ذلك على ممارساتهم حولها، وقد تعزى هذه النتيجة إلى أن أفراد العينة لم يتعرضوا بشكل كاف لموضوعات الاستدامة البيئية في المناهج الدراسية، فهم لا يهتمون بقراءة كل ما هو جديد عن البيئة وقضاياها، ولا يهتمون باعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وليسوا حريصين على شراء منتجات صديقة للبيئة، وقد تعزى هذه النتيجة إلى ضعف ثقافة الاستدامة البيئية لدى الطلاب؛ للحفاظ على البيئة، وقد يكون ذلك راجع إلى وجود نوع من القصور الشديد في نشر ثقافة الاستدامة البيئية، وضعف الدور الأكاديمي للجامعة في تنمية الوعي البيئي للطلاب لتحقيق الاستدامة البيئية، وضعف الأنشطة الجامعية المرتبطة بها، وقد يرجع  إلى عدم وجود خطة استراتيجية واضحة ومعلنة لكليات الجامعة تجاه الاستدامة البيئية، وقد يعزى إلى كون الجامعات لا تزال في مرحلة مبكرة من مراحل تطبيق الاستدامة البيئية، وقد تعزى هذه النتيجة أيضًا إلى أن الطلاب لم يتعرضوا لسلوكيات ترتبط بالاستدامة البيئية في المنزل بشكل يحسن ويرفع من مستوى معتقداتهم نحوها، وتتفق هذه النتيجة جزئيًا ما توصلت إليه دراسة أحمد (2022، 144) حيث واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء التغيرات المناخية جاء دون المستوى المطلوب، كما تتفق هذه النتيجة مع دراسة السيد (2021، 225) والتي توصلت إلى ضعف مستوى الاستدامة البيئية، كما تتفق هذه النتيجة مع دراسة خليل (2017، 314) فيما يتعلق بواقع ثقافة الاستدامة البيئية بين طلاب الخدمة الاجتماعية حيث يتفقون بدرجة منخفضة على الاستدامة البيئية، كما اتفقت هذه النتيجة مع دراسة الريامية والنجار (2021، 151) والتي أظهرت نتائجها انخفاض مستوى معتقدات الطلاب نحو الاستدامة البيئية.

وفيما يتعلق بالبنود فقد حصل بندان على درجة موافقة مرتفعة، ومن البنود التي حصلت على درجة موافقة مرتفعة وجاء في المرتبة الأولى "أري ضرورة الحفاظ على المحميات البيئية" بمتوسط حسابي (2.450) وبإنحراف معياري0.829، فالمحافظة على البيئة والأنظمة البيئية المختلفة أمر ضروري وحيوي، وأي خلل بالأنظمة البيئية يؤدي لظهور عديد من المشاكل والظواهر البيئية على اختلافها مثل اختفاء بعض الكائنات الحية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة أبو عيطه (2023، 235) فيما يتعلق بضرورة الحفاظ على المحميات الطبيعية، يليه "أدرك أهمية استخدام التكنولوجيا النظافة للحد من التغيرات المناخية" بمتوسط حسابي (2.280) وبإنحراف معياري0.691، وقد يعزى ذلك لإجادة الطلاب للبعد التكنولوجي مع إدراك الطلاب لأهمية التكنولوجيا في تحقيق التنمية البيئية المستدامة، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة أحمد (2022، 109-110) في أهمية استخدام التكنولوجيا النظيفة في المحافظة على البيئة.

وللإجابة عن السؤال الرابع: هل توجد فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) بين متوسطات إجابات أفراد العينة حول واقع المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050م تعزى لبعض المتغيرات: نوع الكلية (عملية - نظرية)، ومتغير الجنس (ذكور - إناث)؟

استخدمت الباحثتان اختبار(T) لعينتين مستقلتين؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية، وهو اختبار يصلح لمقارنة متوسطي مجموعتين من البيانات.

جدول ( 10) نتائج اختبار (T) لاستجابات أفراد العينة عن محاور البحث                            تبعًا لمتغير نوع الكلية

البعد

العدد

المتوسطات

قيمة الاختبار

(T)

القيمة الاحتمالية (Sig)

نظرى

عملى

نظرى

عملى

واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.581

1.585

0.091

0.536

واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.731

1.628

2.613

*0.00

واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.887

1.835

1.800

*0.037

واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.514

1.168

5.743

*0.00

واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.601

1.626

0.511

*0.00

واقع المواطنة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

470

137

1.665

1.568

2.523

0.277

*الفرق بين المتوسطين دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.05)

يتضح من الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) المقابلة لاختبار (T) لعينتين مستقلتين جاءت أكبر من مستوى دلالة (0.05) وهو ما يعنى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة في الاستبانة ككل تعزى إلى متغير نوع الكلية، حيث بلغت قيمة (T)  0.277، ومن الدراسات التي توافقت مع نتيجة هذا البحث دراسة العجمي والظفيري والشطي (2018، 489) في عدم وجود فروق دالة إحصائيًا تعزى لمتغير التخصص العلمي، ودراسة السويكت (2021، 243) في عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى المواطنة البيئية تعزى لمتغير التخصص الدراسي.

 وتشير النتيجة السابقة إلى عدم وجود اختلاف في كليات الجامعة في تعزيز مستوي المواطنة البيئية لدى طلابها، وقد لاحظت الباحثتان ذلك كونهم أعضاء هيئة تدريس ضعف الاهتمام بتنظيم فعاليات أو أنشطة تعزز المواطنة البيئية العالمية، سواء على مستوى الكلية أو الجامعة ككل، ويمكن أن يرجع ذلك إلى أنه ليس ثمة اختلاف كبير بين طبيعة البرامج وطرق تدريسها وإدارتها وبيئتها التنظيمية بالشكل الذي يوجد فارقًا ملموسًا في مستوى المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب.

كما يتضح من الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) المقابلة لاختبار (T) لعينتين مستقلتين جاءت أقل من مستوى دلالة (0.05) للأبعاد "المشاركة البيئية، والعدالة البيئية، والابتكار البيئي"، مما يؤكد وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة حول هذا المحور تعزى إلى متغير نوع الكلية لصالح الكليات النظرية، ويعود ذلك إلى أن طبيعة الدراسة بالكليات النظرية حيث يملكون وقتًا للمشاركة في الأعمال التطوعية التي تستهدف حماية البيئة والحفاظ عليها، وقد ترجع هذه الفروق إلى أن بعض المقررات الدراسية النظرية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بأبعاد المواطنة خاصة كلية التربية بجامعة أسيوط حيث يدرسون مقرر للتربية البيئية يدرس لطلاب الفرقة الأولى، إضافة إلى أن مجال البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط في مجال الدراسات النظرية قد يتطرق إلى أبعاد المواطنة البيئية، وقد يناقشون ذلك مع طلابهم.

كما يوضح الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) أقل من مستوى الدلالة (0.05) لبعد "الاستدامة البيئية" لصالح الكليات العملية، وتعزى هذه النتيجة إلى أن طلاب الكليات العملية قد يكونوا  تعرضوا لسلوكيات ترتبط بالاستدامة البيئية بشكل يحسن ويرفع من مستوى معتقداتهم نحوها.

جدول (11) نتائج اختبار (T) لاستجابات أفراد العينة عن كل محور من محاور                          البحث تبعًا لمتغير الجنس

البعد

العدد

المتوسطات

قيمة الاختبار

(T)

القيمة الاحتمالية (Sig)

ذكر

أنثى

ذكر

أنثى

واقع المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.462

1.622

3.820

*0.00

واقع المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.630

1.734

2.742

0.530

واقع العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.881

1.876

0.175

*0.00

واقع الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.392

1.451

0.993

*0.034

واقع الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.451

1.658

4.317

*0.00

واقع المواطنة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

149

458

1.564

1.671

2.894

*0.00

يتضح من الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) المقابلة لاختبار (T) لعينتين مستقلتين جاءت أقل من مستوى دلالة (0.05) مما يؤكد وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة حول الاستبانة ككل تعزى إلى متغير النوع لصالح الإناث، كما يتضح من الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) المقابلة لاختبار (T) لعينتين مستقلتين جاءت أقل من مستوى دلالة (0.05) للأبعاد "المسئولية البيئية والمشاركة البيئية، والابتكار البيئي، والاستدامة البيئية"، مما يؤكد وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة حول هذا المحور تعزى إلى متغير النوع لصالح الإناث، ومن الدراسات التي توافقت مع نتيجة هذا البحث ابن عمارة (2020، 39) في وجود فروق دالة إحصائيًا عن مستوى دلالة (0.05) بين كل من الذكور والإناث لصالح الإناث، وتتعارض مع دراسة العجمي والظفيري والشطي (2018، 487) حيث أشارت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لمتغير النوع في جميع أبعاد المواطنة البيئية، ودراسة الريامية والنجار (2021، 173) والتي أكدت على عدم وجود فروق دالة إحصائيًا عن مستوى دلالة (0.05) بين كل من                الذكور والإناث.

وقد تعزي هذه النتيجة إلى أن الإناث بطبيعة تكوينهن يتجهن نحو الاهتمام بنظافة البيئة والمكان الذي يعشن فيه، والمحافظة عليه من التلوث، إضافة إلى ارتباطهن بالطبيعة وميلهن للهدوء، كما أنهن أكثر ميلاً إلى الترشيد في استخدام الموارد ومنها المياه والطاقة، كما يعود السبب في أن الممارسات اليومية للأنثى تسهم في تشكيل فكر واعٍ كعملية التنظيف وترشيد الاستهلاك، والحرف اليدوية، وإعادة الاستخدام، وهي فيما بعد مثل أعلى لأبنائها، ومعلم جيد لحسن إدارة واستخدام الموارد وترشيدها.

كما يوضح الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) أقل من مستوى الدلالة (0.05) لبعد "العدالة البيئية" مما يؤكد وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة حول هذا المحور تعزى إلى متغير النوع لصالح الذكور، وتعزى هذه النتيجة إلى الاهتمامات الذكورية بمواضيع الحقوق والواجبات البيئية بعكس الإناث، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة بني حمدان والسعود (2019، 37) حيث بينت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا عن مستوى دلالة (0.05) بين كل من الذكور والإناث لصالح الذكور فيما يخص بعد العدالة البيئية.

(2) بالنسبة للمقابلة:

قامت الباحثتان بإجراء مقابلة مع السادة أعضاء هيئة التدريس حول طبيعية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م ومقترحات تنميتها لطلابهم،  من خلال مقابلات فردية، لعدد (20) عضو هيئة التدريس، وتم توجيه عدد عشرة من الأسئلة المفتوحة، وفيما يلي عرض النتائج:

الإجابة عن السؤال الأول: من وجهة نظركم ما مدى الشعور بالمواطنة البيئية العالمية لدي طلابك بجامعة أسيوط؟

للإجابة عن ذلك قامت الباحثتان بعملية قراءة فاحصة لاستجابات أعضاء هيئة التدريس الذين أجريت معهم المقابلة، وبينت نتائج التحليل أن 85% من أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا أن الشعور بالمواطنة البيئية العالمية منخفض بالمقارنة مع الشعور بالمواطنة البيئية العالمية المرتفع المقدر بــ15%، وهذا الشعور بالمواطنة البيئية العالمية المنخفض دليل على ضعف الوعي بالمواطنة البيئية لدى طلاب الجامعة، وعليه تزيد أهمية تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب من خلال تنمية السلوك البيئي الصديق للبيئة، ونشر الوعي البيئي، والحث على المشاركة البيئية داخل الجامعة من خلال المقررات الجامعية، والأنشطة، وأعضاء هيئة التدريس، والقيادات الجامعية.

الإجابة عن السؤال الثاني: من وجهة نظركم هل تعتقد إن إضافة موضوعات عن المواطنة البيئية العالمية تساعد في تنمية وعي الطلاب ليصبحوا أكثر حفاظًا على البيئة ومواردها؟

يتضح من نتائج تحليل بيانات المقابلة، أن 100% من أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على أهمية تضمين موضوعات عن المواطنة البيئية العالمية من خلال المناهج الجامعية، والبرامج التوعوية التي تقام في الجامعة، ومن خلال الأنشطة الجامعية كالأنشطة الرياضية، والمسرحية، والاتحادات الطلابية، ومن خلال لوحات الإعلانات، وعمل ركن بيئي في كل كلية من كليات الجامعة، ولعل ما يوضح ذلك ما عُبر عنه من خلال الاستجابات الآتية:

  • " إنه من المفترض تضمين قيم المواطنة البيئية العالمية خلال المناهج الجامعية".
  • " يجب تعلم أشياء كثيرة عن المواطنة البيئية العالمية كمفهومها، وأهدافها، وقيمها، وأهميتها في حماية كوكبنا، ولابد أن يكون لدى كل فرد وعي بها".
  • " إنه يجب تناولها بشكل تطبيقي على أرض الواقع، وليس بشكل نظري".
  • " يفترض تقديم موضوعات تهتم بتنمية وعي طلابنا بالحقوق والواجبات البيئية".

وبناءً على ذلك تظهر الحاجة الماسة لتضمين المواطنة البيئية العالمية في المناهج والأنشطة الجامعية والبرامج التوعوية التربوية، والعمل على ممارستها وتطبيقها بشكل فعلي، وجعلها هدفًا من الأهداف الحياتية من أجل تحقيق الاستدامة البيئية.

الإجابة عن السؤال الثالث: كيف يمكن توظيف أبعاد المواطنة البيئية العالمية في الممارسات الحياتية لدى طلاب الجامعة؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة، أن ما يشكل 90% من أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على أهمية ممارسة المواطنة البيئية العالمية، وتطبيق أبعادها في الممارسات الحياتية اليومية، وأهميتها في تعريف الطلاب بحقوقهم وواجباتهم البيئية بما يسهم في استدامة البيئة والحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والقادمة، وفيما يلي بعض الاقتباسات من استجابات أعضاء هيئة التدريس عينة البحث:

 

  • " أنصح طلابي بتطبيق أبعاد المواطنة البيئية في حياتهم اليومية".
  • " من خلال ممارساتي كقدوة لطلابي كاستخدام الطاقة الشمسية في الإضاءة إذا كانت قاعة التدريس الخاصة بتدريس مقرري لا تحتاج لإضاءة كهربية".
  • " من خلال تنمية دافعية الطلاب للتعلم عن المواطنة البيئية من أجل مستقبل مستدام خالٍ من التلوث والاحتباس الحراري".
  • " ممارستها من خلال حث طلابي على استخدام وسائل النقل الأخضر، والحرص على فصل النفايات، وإعادة تدويرها، والمشاركة في حملات التشجير".
  • " من خلال طرح قضايا بيئية مثير للجدل ومناقشتها مع الطلاب".
  • " من خلال تربيتهم على المواطنة البيئية العالمية، وكيف يتصرفون بطرق صديقة للبيئة".

الإجابة عن السؤال الرابع: من وجهة نظركم ما السلوكيات التي تراها مناسبة ليكون الطالب مواطنًا بيئيًا صالحًا؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على وجود عديد من السلوكيات التي يرونها مناسبة ليكون الطالب مواطنًا بيئيًا صالحًا مثل: الالتزام اليومي بسلوكيات صديقة للبيئة، وتغيير العادات الاستهلاكية، وتجنب كل ما من شأنه يلوث البيئة، والانضمام إلى مجموعة من الطلاب الذين يقومون بحملات من أجل القضايا البيئية، وحماية البيئة ومنع التلوث البيئي، والعمل بجد وطموح، وتعديل سلوكياته وسلوكيات الآخرين، والانخراط في المناقشات البيئية، والمشاركة في الأنشطة التي تعود بالفائدة على البيئة، وفيما يلي بعض الاقتباسات من استجابات أعضاء هيئة التدريس عينة البحث:

  • " أن يكون الطالب مسئولاً تجاه بيئته المحلية وبالتالي العالمية، ومدركًا لحقوقه البيئية وواجباته".
  • " يمتلك القدرة أو المهارة في المشاركة البيئية، والقيام بأنشطة بيئية إيجابية؛ لتحقيق مجتمع مستدام".
  • " أن يكون واعيًا بعواقب سلوكياته اليومية على البيئة والمجتمع".
  • " أن يكون حريصًا على تبديل عاداته السيئة من استهلاك الطاقة، وفرز النفايات وإعادة تدويرها"
  • " أن يكون حريصًا علي شراء منتجات صديقة بالبيئة، وتجنب التبذير، والتوقف عن إنتاج نفايات بلا جدوي".
  • " العمل على تقليل الاستهلاك في استخدام الموارد البيئية؛ المياه، الكهرباء، الورق"
  • " أن يبدا الطالب بنفسه أولاً في الممارسات الصديقة للبيئة وينقل أثره لمن حوله".

الإجابة عن السؤال الخامس: من وجهة نظركم ما الأنشطة التي تراها مناسبة لتنمية المواطنة البييئة العالمية لدى طلاب الجامعة؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على أهمية الأنشطة الطلابية في تنمية المواطنة البيئية العالمية، وأنه يمكن ممارستها في الأنشطة كافة ثقافية، وعلمية، ودينية، واجتماعية، وفنية، ورياضية، وكشفية، وعمل معارض علمية تقوم على الأشغال اليدوية، وإعادة الاستخدام، وكذلك تطويع الرحلات العلمية، وأنشطة الكشافة في تصحيح ممارساتهم البيئية، وعمل مسابقات بين كليات الجامعة في مجالات الاهتمام بالبيئة، وعقد ندوات وورش عمل؛ لتنمية الوعي بقيم المواطنة البيئية العالمية.

الإجابة عن السؤال السادس: من وجهة نظركم ما المتطلبات اللازمة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على ضروة توافر متطلبات لتنمية المواطنة البيئية العالمية، يأتي على رأس هذه المتطلبات سن تشريعات؛ لحماية البيئة والمحافظة عليها، وتضمين المناهج بالمواطنة البيئية العالمية، والعمل على نشر ثقافة المواطنة البيئية بين أعضاء المجتمع الجامعي جميعهم، والعمل على تجهيز القاعات الدراسية بشكل يتوافق مع تنمية المواطنة البيئية العالمية، وتشكيل فرق عمل على مستوى كل كلية وعلى مستوى الجامعة تكون مسئولة عن تعزيز المواطنة البيئية العالمية وبما يضمن استدامة الجامعة، وتنمية الجانب الأخلاقي في تعامل الطالب مع البيئة، والتأكيد على أهمية الإعلام التربوي بالجامعة في مواجهة التغيرات المناخية، وتفعيل دور رعاية الشباب بكل كلية، وتقديم الخدمات الكترونيًا، والحرص على تخضير الحرم الجامعي، ودعم الجهات المعنية بالبيئة، وفيما يلي بعض الاقتباسات من استجابات أعضاء هيئة التدريس عينة البحث:

  • " عقد ورش عمل، وإقامة ندوات لتوعية الطلاب بمخاطر التغير المناخي".
  • " تفعيل أدوار رعاية الشباب بكل كلية من كليات الجامعة".
  • "إثراء البيئة الجامعية بسن القوانين والتشريعات الداعمة للبيئة وقضاياها".
  • " تطوير البينية التكنولوجية بحيث يتم تقديم الخدمات الطلابية الكترونيًا".
  • " وضع المواطنة البيئية في المقررات الدراسية".
  • " إنشاء حرم جامعي أخضر".

الإجابة عن السؤال السابع: من وجهة نظركم ما الممارسات الحياتية الداعمة للمواطنة البيئية العالمية والتي ينبغي تعزيزها لدى طلاب الجامعة؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على أن هناك عديد من الممارسات الحياتية الداعمة للمواطنة البيئية العالمية مثل غلق صنبور المياه، وفصل الأجهزة الكهربية عند عدم الاستخدام، والحرص على اختيار منتجات صديقة للبيئة، وتشجير الحي، واستخدام وسائل النقل المستدام، واستخدام أكياس قابلة للتدوير، وعدم استخدام القناني البلاستيكية، والحرص على تقليل إنتاج النفايات، والتخلص من النفايايات بطريقة صحيحة، وإغلاق المصابيح داخل الفصل الدراسي، واستخدام الطاقة الشمسية في الإضاءة.

الإجابة عن السؤال الثامن: من وجهة نظركم ما الموضوعات التي يمكن إدراجها في المقرر الدراسي المقترح لتنمية المواطنة البيئية العالمية؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على أنه يمكن إدراج عديد من الموضوعات البيئية مثل: كيفية المساهمة في حل المشاكل البيئية، وكيفية المساهمة في الوقاية من المشاكل البيئية، وكيفية تطوير علاقة صحيحة مع البيئة، وكيفية المساهمة في تحقيق الاستدامة البيئية، والحقوق والوجبات البيئية، وكيفية تقييم الأسباب الهيكلية للمشاكل البيئية، وكيفية المشاركة بنشاط في المجتمع، وكيفية التصرف والتواصل على المستوي المحلي، والوطني، والعالمي فيما يخص قضايا البيئة، وكيفية اتخاذ القرار البيئي، والتفكير الناقد والإبداعي، وكيفية الحياة بطريقة صحية، وتناول المواطنة البيئية من وجهة نظر إسلامية، وعرض قضايا بيئية ومناقشتها مع الطلاب كالتغيرات المناخية، والاتجاهات العالمية في المواطنة البيئية، وتنمية قيم العمل التطوعي، وأفضل الممارسات التعليمية المؤيدة للبيئة، وفيما يلي بعض الاقتباسات من استجابات أعضاء هيئة التدريس عينة البحث:

  • " تناول موضوعات تهتم بممارسات المواطنة البيئية العالمية مثل كيفية حل المشاكل البيئية الموجودة، وكيفية الوقاية من المشاكل البيئية".
  • " تقديم موضوعات تنمي مهارات الطلاب على اتخاذ القرار البيئي".
  • " تقديم موضوعات تهتم بالحقوق والواجبات والمسئولية البيئية".
  • " تقديم موضوعات تهتم بالتوعية البيئية".
  • " تقديم موضوعات تتناول كيف نغير حياتنا بحيث تكون صحية ومستدامة".
  • " يجب تقديم موضوعات جاذبة تهتم بشكل فعلي بالبيئة".
  • " تقديم موضوعات عن القيم البيئية التي حثنا عليها الدين الإسلامي".
  • " عرض قضايا بيئية وبالأخص التغيرات المناخية".
  • "عرض خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال".
  • " من الضروري تناول قيم العمل التطوعي".
  • " التأكيد على الممارسات التعليمية المؤيدة للبيئة".

الإجابة عن السؤال التاسع: من وجهة نظركم ما العوائق التي تحول دون تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة، أن ما يشكل 90% من أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على وجود عديد من الصعوبات التي تحول دون تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط والتي تمثلت في ضعف الوعي بقيم المواطنة البيئية العالمية ومهاراتها، والتحرج من ممارسة بعض مهارات المواطنة البيئية، والاعتقاد بأن المواطنة البيئية والاهتمام بالبيئة ليست مهمة، والاتكال على الآخرين، وعدم وجود حاويات لفرز النفايات، ومقاومة ثقافة التغيير، والاعتياد على الممارسات البيئية غير الصديقة للبيئة، وعدم الاهتمام بالقضايا البيئية، ونقص الدافعية في المشاركة البيئية، وندرة الأنشطة التي تهتم بالبيئة والمواطنة البيئية وتنميتها، وندرة عقد ندوات وورش عمل تدعم المواطنة البيئية العالمية، وقلة الوقت المتاح وكثرة الأعباء، وعدم تبني المجتمع برامج توعوية، وفيما يلي بعض الاقتباسات من استجابات أعضاء هيئة التدريس عينة البحث:

  • " ليس لديهم معرفة بالمواطنة البيئية العالمية، فهي ليست من موضوعات المقررات التي ندرسها حاليًا".
  • " الاعتماد على الآخرين والحرج من تنظيف الأماكن".
  • " نقص وجود حاويات لفرز النفايات".
  • " عدم دعم الجهات المعنية بالبيئة".
  • " الاعتقاد بأنها ليست مهمة".
  • " لا توجد صعوبات".
  • " التعود على السلوكيات السلبية في العلاقة بالبيئة".
  • " عدم ارتباط الأنشطة الطلابية بالجانب البيئي".
  • " التركيز على الجوانب المعرفية المرتبطة بالتخصص".
  • " لا أملك وقت كافٍ نتيجة كثرة الأعباء التدريسية والإدارية".
  • " الأنشطة التي تهتم بتنمية المواطنة البيئية تكاد تكون محدودة جدًا".
  • " هناك معوقات يمكن إرجاعها إلى التنشئة الأسرية، والمجتمع الخارجي".

الإجابة عن السؤال العاشر: من وجهة نظركم ما المقترحات التي تراها مناسبة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط؟

كشفت نتائج تحليل بيانات المقابلة، أن أعضاء هيئة التدريس عينة البحث أكدوا على عديد من المقترحات لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط، وهي:

  • ضرورة إدماج مقرر ضمن المناهج الدراسية تحت عنوان المواطنة البيئية العالمية.
  • تخصيص مسابقات بين الكليات الجامعية في مجالات الاهتمام بالبيئة.
  • التزام الجامعة بخطة عمل تربط بين احتياجات سوق العمل ومتطلبات بيئة التعلم الداعمة للمواطنة البيئية العالمية.
  • عقد دورات وورش عمل لتنمية قيم المواطنة البيئية العالمية ومهاراتها.
  • تشجيع الطلاب على المشاركة في أنشطة البيئة بالجامعة.
  • عمل قوافل وحملات توعوية بيئية بالجامعة والمجتمع الخارجي.
  • عمل مبادرات بيئية على الوسائل الرقمية، لنشر الوعي بأهمية المواطنة البيئية العالمية.
  • تشجيع أعضاء لجان البيئة في دعم مشاركة الطلاب في الأنشطة البيئية.
  • توفير قاعدة بيانات متكاملة وحديثة حول الأنشطة البيئية والبرامج التي تدعم المواطنة البيئية العالمية.
  • التعاون المتبادل بين الجامعة ومنظمات المجتمع المدني لحل مشكلات البيئة.
  • تشجيع إنشاء فرق عمل بيئية وتطويرها وربطها بإدارة الجامعة.
  • تشجيع الطلاب على الالتزام بالممارسات الشخصية؛ حفاظًا على البيئة (غلق المياه، فصل الأجهزة في حالة عدم استخدامها، استخدام منتجات صديقة للبيئة).
  • تشجيع الطلاب على المشاركة في الأعمال التطوعية في المجال البيئي.
  • إقامة معارض بيئية تتضمن صور ولوحات من عمل الطلاب تسلط الضوء على أبرز القضايا البيئية العالمية.
  • عمل أسبوع للبيئة يتضمن عديد من الفعاليات (ندوات تثقيفية، مسابقات، بحوث طلابية مشتركة، استضافة خبراء في المجال البيئي).
  • تشجيع الطلاب على إنتاج أفلام بيئية توعوية تسهم في زيادة الوعي بالمواطنة البيئية العالمية.
  • تنظيم رحلات علمية للبيئات المختلفة (البيئة الجبلية، والبرية، والبحرية) بما يسهم في زيادة وعيهم.
  • تكليف الطلاب بكتابة تقارير فردية عن القضايا البيئية، والجهود الوطنية في المجال البيئي.
  • إطلاق مبادرات تهدف إلى تنمية الوعي بالبيئة وقضاياها.

بناء على ما سبق من عرض الإجراءات المنهجية التي اتبعتها الباحثتان في الجانب الميداني للبحث، من حيث: الأهداف، والمنهج، والأدوات المستخدمة وخطوات إعدادها، ومجتمع وعينة البحث، وأساليب المعالجة الإحصائية، وأخيرًا عرض وتحليل نتائج البحث وتفسيرها، يتم وضع رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م في مصر، وذلك على النحو التالي:

رابعًا- رؤية مقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م:

في ضوء الإطار النظري للبحث، وما تتضمنه من مفاهيم للمواطنة البيئية العالمية، وأهدافها، وأهميتها، وأبعادها، ومستوى المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م من خلال الإطار الميداني للبحث، تم صياغة الرؤية المقترحة؛ لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، وعلى ذلك يتناول هذا المحور: أهداف الرؤية المقترحة، ومنطلقاتها، ومجالاتها، وآلياتها، ومعوقات قد تواجه تنفيذ الرؤية المقترحة، وسبل التغلب عليها، وفيما يلي عرض ذلك:

1- أهداف الرؤية المقترحة:

تهدف الرؤية المقترحة إلى تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050م، وفق مستوياتها: المعرفية، والقيمية، والمهارية من خلال تحقيق الأهداف التالية:

  • تنمية المسئولية البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.
  • تنمية المشاركة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.
  • تنمية العدالة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.
  • تنمية الابتكار البيئي لدى طلاب جامعة أسيوط.
  • تنمية الاستدامة البيئية لدى طلاب جامعة أسيوط.

2- منطلقات الرؤية المقترحة:

تستند منطلقات الرؤية المقترحة على التحليل المنهجي للإطار النظري للبحث، وما توصلت إليه نتائج البحث الميدانية حول مستوى المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط، والتي أشارت إلى ضعفه في سياق الدراسات السابقة ذات الصلة، وذلك على             النحو التالي:

  • أن الاهتمام بالمواطنة البيئية العالمية أمر ضروري من منطلق العامل المشترك بين البلاد جميعها هو العيش المشترك على كوكب واحد.
  • أن الاهتمام بالمواطنة البيئية، وتشكيل المواطن البيئي العالمي اتجاهًا عالميًا لا تخلو منه أي سياسة تطوير للتعليم بوجه عام، والتعليم البيئي في كثير من دول العالم.
  • أن المواطنة البيئية العالمية من المفاهيم التي تستهدف تكوين جيل واعٍ بأهمية البيئة، وبالقضايا والمشكلات البيئية، ويؤمن بضرورة المحافظة عليها من كل ما يهددها، ويشارك في اتخاذ القرارات التي تخدم حماية البيئة.
  • أن المواطنة البيئية العالمية تهدف تكوين إنسان له الحقوق والواجبات والهموم والتطلعات نفسها في جميع أنحاء العالم دون تمييز، والعدالة البيئية تعد بعدًا من أبعاد المواطنة البيئية العالمية، وأن تحقيقها يعد هدفًا من أهدافها؛ تجسيدًا لمفهوم الإنسانية العالمية، وانطلاقًا من مفهوم العدالة البيئية باتخاذ كل ما من شأنه وقف التدهور الحاصل في البيئة، سواء كان ذلك بالنطاق السلبي للعدالة البيئية من حيث منع وإيقاف التلوث، أو من خلال النطاق الإيجابي بإتخاذ كل إجراء من شأنه تحسين البيئة.
  • تركيز استراتيجية التنمية المستدامة المصرية 2030 على تحقيق الاستدامة البيئية.
  • تأكيد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 على تنمية وعي المواطنين وتثقيفهم بيئيًا؛ كأساليب جوهرية في مواجهة التغيرات المناخية.
  • أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة في تغيير الإعتلال المعرفي والفكري والسلوكي والوجداني تجاه البيئة إلى اعتدال معرفي وفكري ووجداني وسلوكي.
  • أن تنمية المواطنة البيئية العالمية تقوم على إشراك أعضاء هيئة التدريس والقيادات والطلاب والمقررات في القضايا البيئية والتحديات المستقبلية التي تمس باستدامة النظام البيئي.
  • اعتبار طلاب الجامعة سواعد فنية وعقول مستنيرة وشريحة مثقفة، يمكنها المشاركة بدور فعال في حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.
  • أن ظاهرة التغيرات المناخية من أكثر الظواهر التي تهدد الحياة على كوكب الأرض، وأمرًا لا يمكن تجاهله.

3- أسس الرؤية المقترحة:

تقوم الرؤية المقترحة على مجموعة من الأسس والمبادئ المعرفية والممارسات الواقعية المتعلقة بمقومات تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وذلك على النحو التالي:

  • تحديد الأهداف المراد تحقيقها بوضوح: فبناء الرؤية المقترحة يتطلب تحديد الأهداف المراد تحقيقها بوضوح، على أن تكون الأهداف نابعة ومتوافقة واحتياجات الجامعة وتلائم طلابها.
  • ترتيب أولويات تحقيق الأهداف: وذلك بناءً على الإمكانات المادية والبشرية والمعرفية، والعمليات المؤسسية اللازمة لتحقيقها.
  • الاعتماد على البيانات: تنطلق الرؤية المقترحة من الاعتماد على البيانات والمعلومات والإحصاءات من خلال تحليل نتائج البحث الميداني في ضوء آراء عينة البحث في مستوى المواطنة البيئية العالمية لديهم.
  • الواقعية: بمعنى رصد الواقع الفعلي لممارسات المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط في مواجهة التغيرات المناخية، ومن ثم الانطلاق منه، إضافة إلى إمكانية تطبيقها في ظل الظروف والموارد المتاحة، وبذلك تتناسب الأهداف التي تسعى الرؤية إلى تحقيقها مع الإمكانات المتاحة.
  • المرونة: القدرة على تطبيقها في ظل المتغيرات والظروف الطارئة، أي تتضمن الرؤية قدرًا من الحرية الذي يسمح بمرونة الحركة؛ لمواجهة التغيرات المفاجئة التي يمكن أن تحدث، ويسمح بالتغيير وتحويل المسار وفق طبيعة المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها وأنواعها.
  • الشمولية: بمعى شمول الرؤية لأوجه النشاطات المختلفة في العملية التعليمية؛ لضمان تحقيق التكامل بين الأهداف والتطبيق داخل المؤسسات التعليمية والمجتمع والعالم.
  • المشاركة: أي مشاركة جميع الأطراف المعنية بتنمية المواطنة البيئية العالمية عند التطبيق من أعضاء هيئة التدريس وقيادات وطلاب.
  • المتابعة والتقويم: لأجل متابعة الرؤية أول بأول، وتقويم الوضع الراهن؛ لتعرف جوانب القوة والضعف فيها، وتوظيف أوجه التغيير الممكنة.

4- إجراءات الرؤية المقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050:

ثمة إجراءات لتنفيذ الرؤية المقترحة عن طريق تنمية جوانبها، بما يحقق تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة، وهذه الإجراءات تتطلب الاعتماد على عدة مداخل؛ لتنمية المعارف البيئية، وتطوير الممارسات والسلوكيات، وتعزيز القيم والاتجاهات، ويمكن تقسيم تلك الإجراءات إلى:

(أ) إجراءات خاصة بتنمية الجانب المعرفي للمواطنة البيئية العالمية:

فهناك إجراءات لتنمية المواطنة البيئية العالمية من خلال تنمية الجانب المعرفي كأحد مكونات المواطنة البيئية العالمية، ويعد المدخل الديني، والمدخل التلقيني من أكثر المداخل المناسبة لتنمية هذا الجانب المعرفي، ووفقًا للمدخل التلقيني يتم تلقين الطلاب بالمعارف والمفاهيم ذات الصلة بالبيئة، وما يتعلق بها من قضايا ومشكلات تتعرض لها، وكيفية الحد منها، والتوجيه من خلال النصائح والمواعظ مع ضرورة توظيف المدخل الديني لدعم هذا الجانب، ويمكن اعتبار هذا الجانب المعرفي بداية لتفعيل الجانبين؛ المهاري والوجداني.

(ب) إجراءات خاصة بتنمية الجانب المهاري للمواطنة البيئية العالمية:

فهناك إجراءات لتنمية المواطنة البيئية العالمية من خلال تنمية الجانب المهاري كأحد مكونات المواطنة البيئية العالمية، ويعد المدخل السلوكي من أكثر المداخل المناسبة لتنمية هذا الجانب المهاري، حيث يمكن توظيفه من خلال تعرض الطلاب لمواقف حقيقية لتصحيح السوكيات الخاطئة وتعديلها، وإكسابهم السلوكيات الإيجابية وبصفة دورية حتى تصبح            هذه السلوكيات عادة عن طريق التدريب والممارسة، ومن أهم الاستراتيجيات التي يمكن  الاعتماد عليها في تنمية الجانب المهاري للمواطنة البيئية العالمية استراتيجية حل المشكلات، والزيارت الميدانية.

(ج) إجراءات خاصة بتنمية الجانب الوجداني للمواطنة البيئية العالمية:

فهناك إجراءات لتنمية المواطنة البيئية العالمية من خلال تنمية الجانب الوجداني كأحد مكونات المواطنة البيئية العالمية، ويعد المدخل الديني، ومدخل توضيح القيمة من أكثر المداخل المناسبة لتنمية هذا الجانب المهاري، حيث يمكن توظيف المدخل الديني من خلال التأثير على وجدانهم وضمائرهم بشكل يجعلهم يتبنوها في حياتهم، ويسلكون وفقها، أما مدخل توضيح القيم فيمكن توظيفه من خلال القيام بأنشطة وورش عمل لتحليلها وتعرف أهميتها ودورها في           حماية البيئة.

5- آليات الرؤية المقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050:

يمكن تحديد الآليات التي يمكن من خلالها تفعيل متطلبات الرؤية المقترحة لتنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب جامعة أسيوط على ضوء الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وهي: الإدارة الجامعية، وأعضاء هيئة التدريس، والمقررات الجامعية، والأنشطة الطلابية، وذلك على النحو التالي:

(أ) آليات الإدارة الجامعية في تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة،             وتتطلب أن:

  • تتبع نمط ديمقراطي مستدام في إدارة قضايا المواطنة البيئية العالمية.
  • تهتم بإنشاء مراكز تدريب بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي؛ لتدريب الطلاب، والارتقاء بمهاراتهم الذهنية والمعرفية والمهارية في الموضوعات المتعلقة بالمواطنة البيئية العالمية.
  • تعزز الشراكة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع من خلال تمثيل الطلاب في الأنشطة التطوعية لخدمة المواطنة البيئية، وقضايا التغير المناخي.
  • تقيم الندوات والملتقيات العلمية التي تعنى بنشر المواطنة البيئية العالمية، والتدريب على الممارسات والمهارات المرتبطة بها.
  • تنشئ وحدة خاصة بالقضايا البيئية في الكلية تتابع بحوث أعضاء هيئة التدريس ومشروعاتهم، وتدعم ماديًا ومعنويًا كل ما له صلة بخدمة البيئة.
  • تنشئ مركز بحثي تابع للكلية، هدفه تطبيق المفاهيم والأبعاد ذات الصلة بالمواطنة البيئية العالمية.
  • تنشئ برامج بحثية تتعلق بالاستدامة بأبعادها المختلفة وتشجيعها ومتابعتها وتقييمها.
  • تستحدث تخصصات جديدة، تركز على المواطنة البيئية العالمية، والقضايا ذات الصلة بالتغيرات المناخية.
  • تطور المناهج الدراسية وتطوير الدراسات العليا في كل ما هو ضروري ومتعلق بتطوير تعليم المواطنة البيئية العالمية بجامعة أسيوط.
  • تجهز المعامل والقاعات الدراسية بأدوات ووسائل صديقة للبيئة.
  • تضمين مفاهيم المواطنة البيئية العالمية وأبعادها في الرؤية الاستراتيجية للجامعة.
  • تعقد دورات تدريبية وورش عمل وحملات توعية لطلاب الجامعة عن أهمية المواطنة البيئية العالمية وأبعادها.
  • تعد برامج تدريبية للخريجين وورش عمل يتم تدريبهم من خلالها على مهارات المواطنة البيئية العالمية.
  • تنظم مسابقات لأفضل مشروع بحثي عن المواطنة البيئية العالمية لطلاب الجامعة.
  • تنشئ مركز تسويق على مستوى الكلية يقوم بالتسويق لنتائج البحوث العلمية لأعضاء هيئة التدريس، حيث يقوم هذا المركز بدور الوسيط بين الكلية والمنظمات البيئية والشركات ورجال الأعمال بما يدر ربحًا على الكلية والعاملين فيها.
  • تسهم في تطوير التكنولوجيا الخضراء ونشرها والحصول عليها من خلال الشراكة مع القطاع الخاص، وإنشاء مراكز تعاونية للبحث والتطوير، ووضع آليات تمويل جديدة؛ لتسريع انتشار التكنولوجيا الخضراء.
  • تقيم بتدشين مجلة متخصصة في القضايا البيئية والتغيرات المناخية.
  • تهتم بتدعيم المكتبات بمراجع وكتب ووثائق دولية ومؤلفات علمية وأعمال المؤتمرات والندوات وكافة الأعمال العلمية الأخرى في المواطنة البيئية العالمية.
  • تنشئ صفحة للقضايا البيئية على موقع الكلية تحوي جميع الأنشطة وفعاليات وأهداف المواطنة البيئية العالمية، وكذلك مواد تثقيفية لنشر ثقافتها.
  • تضع القوانين والتشريعات المرتبطة بتطبيق المواطنة البيئية العالمية.
  • تستضيف خبراء دوليين في التحول نحو التعليم من أجل الاستدامة.
  • إنشاء مركز "البحث المجتمعي" لتحويل بحوث البيئة والاستدامة إلى ممارسات عملية تخدم المجتمع.

(ب) آليات الأستاذ الجامعي في تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة،            وتتطلب أن:

  • يقدم الأنشطة الطلابية في إطار المواطنة البيئية العالمية.
  • ينمي وعي الطلاب بحقوقهم وواجباتهم البيئية.
  • يغرس قيم المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة.
  • يناقش طلابه في مختلف قضايا المواطنة البيئية العالمية.
  • يصمم مسابقات حول أفضل الحلول الإبداعية؛ لحل بعض المشكلات البيئية.
  • يحث طلابه على تصميم مبادرات للتوعية بتحديات التغيرات المناخية.
  • يحث طلابه على العمل التطوعي في مواجعة التغيرات المناخية.
  • ينمي مهارات اتخاذ القرار لدى طلابه في حل القضايا والمشكلات البيئية.
  • يوجه طلابه لممارسة أدوارهم في حماية البيئة.
  • يتبني طرائق وأساليب التدريس الحديثة في تقديم المقررات الدراسية ذات الصلة بالمواطنة البيئية العالمية.
  • يعزز قدرة طلابه على بناء فرق العمل في المشروعات البيئية وإدارتها.
  • يثير اهتمامات طلابه نحو بيئتهم باختيار مواضيع وظواهر وقضايا تحفزهم على دراستها والمشاركة في حلها.
  • يدرب طلابه على التفكير العلمي السليم في حل ما يواجههم من مشكلات بيئية وإكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع البيئة.
  • يوجه طلابه للسلوك البيئي القائم على ترشيد الاستهلاك.
  • يساعد طلابه على التوسع المعرفي في المواطنة البيئية العالمية من خلال تكليفهم بالقراءات الحرة وإعداد التقارير والبحوث ذات الصلة بالبيئة وملوثاتها ومخاطر التلوث البيئي وغيرها.
  • يساعد طلابه على اكتساب القيم والاتجاهات الإيجابية نحو البيئة من خلال الاهتمام بالجانب الوجداني.
  • يطبق أساليب مختلفة لاستقطاب انتباه الطلاب واهتمامهم إلى المواطنة البيئية العالمية.
  • يقدم محفزات للطلاب للممارسات المؤيدة للسلوك البيئي.

(ج) آليات تتعلق بالمقررات الجامعية في تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة، وتتطلب أن:

  • تتوافق مع الاتجاهات العالمية في تنمية المواطنة البيئية العالمية.
  • تتضمن المفاهيم الأساسية ومهارات المواطنة البيئية العالمية في برامج الطلبة الدراسية في جميع المؤهلات والتخصصات (كما في تخصصات الهندسة، والزراعة، والطب، والصيدلة، والجيولوجيا، والبيولوجي، والطبيعة، والتربية، .. وغيرها) في برامج الإعداد الثقافي العام بمختلف الكليات.
  • تستحدث مقرر عن المواطنة البيئية العالمية يتم تدريسها كمتطلب جامعي يستهدف توعية الطلاب بالجوانب القيمية والمهارية والدينية والتشريعية ذات الارتباط بالمواطنة البيئية العالمية.
  • تضمن التغيرات المناخية في المقررات الجامعية.
  • تهتم ببناء الأخلاق والقيم البيئية الهادفة مثل: احترام حقوق الإنسان، واحترام حق البقاء والحياة لكافة الكائنات الحية.
  • تبث في الطالب روح المشاركة البيئية الإيجابية في التعامل مع القضايا والمشكلات البيئية.
  • تعزز أبعاد المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة.
  • تنمي وعي الطلاب بالقضايا البيئية المحلية والعالمية.
  • تعزز قيم الانتماء نحو الاستدامة البيئية.
  • تنمي قيم المسئولية الشخصية، والعدالة البيئية، والابتكار البيئي لدى الطلاب.
  • تنمي لدى الطلاب الوعي بالحقوق والواجبات البيئية.

(د) آليات تتعلق بالأنشطة الطلابية في تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى طلاب الجامعة، وتتطلب أن:

  • تشكل فرق عمل داخل الكلية؛ للقيام بأنشطة تخدم البيئة، مثل: فرق زراعة الأشجار في الكلية، وفرق عمل تدوير المخلفات، وفرق عمل للقيام بحملات توعية لترشيد المياه أو الكهرباء، وفرق عمل للمحافظة على البيئة من التلوث.
  • تطرح مشاريع مرتبطة بالمواطنة البيئية العالمية ضمن الأنشطة الجامعية.
  • ترتبط أنشطة المواطنة البيئية العالمية بمجتمع الممارسة، بمعنى جعل الحرم الجامعي مختبرًا لتطبيق الممارسات البيئية المستدامة.
  • تنمي مهارات التفكير الناقد والإبداعي، وتعزيز المسئولية الشخصية والجماعية، وتنمية القدرة على حل المشكلات.
  • ترتبط بالقضايا البيئية وتحديات التغير المناخي.
  • تتيح للطلاب الممارسة العملية لحل المشكلات البيئية ومواجهة تحديات التغير المناخي.
  • تنمي قيم العمل التطوعي لخدمة البيئة وقضاياها.
  • تعزز الاتجاهات الإيجابية نحو المواطنة البيئية العالمية.
  • تربط الرحلات والمعسكرات البيئية بالقضايا البيئية.
  • تسمح للطلاب بالقيام بأنشطة خضراء مثل تشجير الحرم الجامعي، وتطبيق مفهوم إعادة التدوير.
  • تتيح للطلبة كافة؛ للمشاركة في مختلف أنشطة المواطنة البيئية العالمية.

سادسًا- معوقات تطبيق الرؤية المقترحة:

قد يواجه الرؤية المقترحة بعض المعوقات التي تعوق تنفيذها، وتتمثل في:

  • ندرة الأنشطة التي تهتم بالقضايا البيئية، والمواطنة البيئية وتنميتها.
  • ضعف إقبال الطلاب على ممارسة الأنشطة البيئية.
  • ضعف الدعم المالي في تمويل الأنشطة الداعمة لمواجهة التغير المناخي.
  • غموض مفهوم أدوار أعضاء هيئة التدريس في المواطنة البيئية العالمية.
  • السلوكيات غير الصحيحة من قبل بعض الأفراد في تعاملهم مع البيئة.
  • تراجع دور الجامعات في تنمية الوعي البيئي لدى أفرادها بأهمية المواطنة البيئية العالمية.
  • انفراد بعض المسؤولين بالقرار، وعدم السماح بمناقشة قضايا المواطنة البيئية بغية التركيز على الجانب التعليمي.
  • ضعف الشراكة بين الجامعة والجهات الأخرى، مثل: وزارة البيئة، والمنظمات البيئية.

سابعًا- سبل التغلب علي معوقات تطبيق الرؤية المقترحة:

يمكن التغلب على معوقات تطبيق الرؤية المقترحة من خلال التوصيات التالية:

  • إعداد الأنشطة البيئية الطلابية حول المواطنة البيئية العالمية.
  • تنفيذ برامج للتنمية المهنية للقادة، وأعضاء هيئة التدريس والطلبة والعاملين؛ لتنمية مهارات المواطنة البيئية العالمية لديهم.
  • تشجيع أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا لإجراء البحوث ذات الصلة بالبيئة وجعل ذلك ثقافة عامة في كلياتهم.
  • تشجيع الطلاب على القيام بممارسات صديقة للبيئة خلال وجودهم بالجامعة وخارجها.
  • مبادرة الجامعة لإنشاء شراكات مع الجهات ذات العلاقة؛ للاستفادة من الخبراء والمختصين في إقامة دورات وورش عمل لتنمية المواطنة البيئية العالمية.
  • إعداد نشرات وكتيبات دورية حول التثقيف البيئي، يتم توزيعها للطلاب؛ لتوعيتهم بالقضايا البيئية، ودورهم في التعامل معها.
  • إطلاق قوافل توعوية بالقضايا البيئية ومخاطر التغيرات المناخية في داخل الحرم  الجامعي وخارجه.
  • إنشاء الجامعة "نوادي المواطنين" التي تستهدف توعيتهم بالممارسات البيئية الصديقة للبيئة.
  • إنشاء نادي طلابي للمشاركة في أنشطة المواطنة البيئية العالمية.
  • إنشاء قنوات توصل داخل الجامعة وخارجها لتعزيز ثقافة المواطنة البيئية العالمية.

وأخيرًا تقترح الباحثتان عمل مبادرات يمكن لجامعة أسيوط تنفيذها في مجتمعها المحلي لتكون رائدة ومتميزة في المواطنة البيئية العالمية، ومنها على سبيل المثال:

  • مبادرة " حلم أخضر" من أجل التوعية بأهمية التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وحماية البيئة؛ للحد من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
  • مبادرة " تدوير" للتوعية بأهمية تدوير المخلفات.
  • مبادرة "عطلة للبيئة" لتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة.
  • مبادرة " رشد وجدد " من أجل ترشيد الاستهلاك، واستخدام الطاقة المتجددة بدلا من الطاقة غير المتجددة الملوثة للبيئة.
  • مبادرة " بيئتنا المبتكرة" من أجل ابتكار وتنمية عمليات وممارسات بيئية جديدة.

 

 

بحوث مقترحة:

يمكن اقتراح إجراء البحوث الآتية:

  • إجراء بحث نوعي يستهدف تحديد متطلبات تنمية المواطنة البيئية لدى طلاب التعليم العام.
  • إجراء بحث يستهدف تعرف دور الجامعة في تنمية المواطنة البيئية العالمية لدى الطلاب في مصر وبعض الدول المتقدمة في هذا المجال.
  • إجراء بحث يستهدف تعرف دور الابتكار الأخضر في تعزيز الاستدامة البيئية لدى طلاب الجامعة.
  • إجراء بحث استشرافي للمبادرات التي يمكن أن تقدمها الجامعة لتحقيق المواطنة البيئية العالمية.
  • إجراء بحث يستهدف تعزيز الشراكات بين المؤسسات المجتمعية لتحقيق المواطنة البيئية العالمية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجـــــــع

أولاً- المراجع العربية:

إبراهيم، أبو النور مصباح أبو النور؛ زهرة، عبد الفتاح محمد. (2023). التربية على المواطنة البيئية العالمية: رؤية مقترحة لمواجهة التغير المناخي. العلوم التربوية. كلية الدراسات العليا للتربية. جامعة القاهرة، 31(1)، 1- 47.  DOI:

10.21608/SSJ.2023.292562  

ابن حنبل، أحمد. (1421). مسند الإمام أحمد بن حنبل. ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون. ج11. بيروت. مؤسسة الرسالة.

أبو بكر، حسن. (2016). المواطنة الشاملة. القاهرة. مؤسسة فريدريش إيبرت. مكتب مصر.

أبو زيد، أسماء جمال عبداللاه. (2021). تصور مقترح لاستخدام المدخل المعرفي السلوكي من منظور طريقة العمل مع الجماعات في تنمية التفكير الإيجابي لأمهات أطفال الإعاقة الذهنية. المجلة العلمية للخدمة الاجتماعية - دراسات وبحوث تطبيقية. كلية الخدمة الاجتماعية. جامعة اسيوط، 15(1)، 30-61.

DOI: 10.21608/AIAL.2021.95543.1168

أبو عيطه، أحمد عبد اللطيف أحمد. (2023). نحو إستراتيجية مقترحة لتنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء التغيرات المناخية. مجلة التربية. كلية التربية بالقاهرة. جامعة الأزهر، 197(2)، 200- 279.

DOI: 10.21608/JSREP.2023.289572 

أبو مغنم، كرامي محمد بدوي عزب. (2022). برنامج مقترح في الجغرافيا قائم على توجهات الاقتصاد الأخضر لتنمية مهارات التفكير الاستراتيجي وقيم المواطنة البيئية لدى الطالب المعلم بكلية التربية بمطروح. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 104، 323- 390. DOI: 10.21608/edusohag.2022.272247.

أحمد، أسامة أحمد حسن. (2022). رؤية مستقبلية لتعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدى الشباب الجامعي في ضوء التغيرات المناخية. مجلة مستقبل العلوم الإجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية. 10(3)، 81- 130.  

DOI: 10.21608/FJSSJ.2022.148128.1098

أحمد، داليا فاروق المغازي. (2020). متطلبات تحقيق التربية البيئية لدى طلاب المعاهد الثانوية الأزهرية. مجلة کلية التربية بالمنصورة. كلية التربية. جامعة المنصورة، 109(5)، 1025- 1056. DOI: 10.21608/maed.2020.153057

أحمد، سارة عبد الستار الصاوي. (2022). فاعلية تدريس وحدة مقترحة في الدراسات الاجتماعية باستخدام التعلم السريع لتنمية المواطنة البيئية والتفكير الإيجابي لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس. كلية التربية. جامعة المنيا، 37 (2)، 315- 356. 10.21608/MATHJ.2022.115515.1179 DOI:

إسماعيل، رضى السيد شعبان. (2021). استخدام نموذج التلمذة المعرفية في تدريس وحدات الجغرافيا لتنمية بعض مهارات إدارة الأزمات وقيم المواطنة البيئية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية. الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية. كلية التربية. جامعة عين شمس، 133، 75- 160. DOI: 10.21608/pjas.2021.217037

الأمم المتحدة. (1993). تقرير مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية. ريو دي جانيرو، البرازيل، 3-14 يونيه 1992. متاح على:                                            https://www.un.org/ar/conferences/environment/rio1992,6/7/2023,4:37PM

البخاري، محمد بن إسماعيل.(1414). صحيح البخاري. ت: مصطفى ديب البغا. كتاب الإيمان. باب أمور الإيمان. ط5. ج1. دمشق. دار ابن كثير.

البربري، دعاء سعيد شعبان؛ الخناني، محمود أحمد السعيد. (2020). فاعلية الحوسبة السحابية في تدريس الجغرافيا على اكتساب بعض مبادئ العدالة البيئية لدى تلاميذ المرحلة الاعدادية. مجلة كلية التربية. كلية التربية. جامعة طنطا، 77(1)، 392-330.

الجلوي، محمود جابر حسن.(2023). اتجاهات حديثة في بناء مناهج الجغرافيا: الأسس النظرية والتطبيقات العملية. الجيزة. وكالة الصحافة العربية.

الدفراوي، نرمين محمد حمدي. (2019). مقرر مقترح في التنمية البيئية المستدامة قائم على أنشطة التوعية البيئية لتنمية الوعي البيئي لدى معلمي العلوم بكليات التربية. مجلة كلية التربية. جامعة الأسكندرية. كلية التربية، 29(2)، 131- 191.

DOI: 10.21608/jealex.2019.153297

الديب، محمود نور الدين قبيصي. (2022). التخطيط التشاركي وتنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية، 10(4)، 3-42.  DOI: 10.21608/FJSSJ.2022.150999.1104

الرافعي، محب محمود كامل؛ الرياشي، بكيره أحمد مصلح؛ العقيلي، عبد ربه علي علي؛ الخولي، سيد محمود السيد إسماعيل. (2021). برنامج مقترح لتنمية المواطنة البيئية لأعضاء المجالس المحلية باليمن لمواجهة الأزمات والكوارث البيئية في ضوء أهداف التنمية المستدامة. المجلة المصرية للتربية العلمية. الجمعية المصرية للتربية العلمية، 24(2)، 101- 132.DOI: 10.21608/MKTM.2021.162857

الرشيدى، حسين مجبل محمد هدبة؛ الشبو، سعاد مسلم؛ الرشيدي، شافي عوض ضيدان؛ العازمي، بدر حمد. (2018). اتجاهات الإداريين التربويين نحو تطوير المشاركة البيئية بوزارة التربية بدولة الكويت. مجلة البحث العلمي في التربية. جامعة عين شمس. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية. 19(9)، 187- 251.

الريامية، بسماء بنت حمد؛ النجار، نور بنت أحمد. (2021). مستوى معتقدات طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان نحو الاستدامة البيئية في ضوء الرؤية المستقبلية 2040. مجلة جامعة المدينة العالمية للعلوم التربوية والنفسية (MIJEPS)، 3، 151- 182.

السويكت، أحمد بن عبدالله. ( 2022). تصور مقترح لتنمية المواطنة البيئية لدى طلبة كليات التربية في الجامعات السعودية. مجلة العلوم التربوية والدراسات الإنسانية. جامعة تعز فرع التربة. دائرة الدراسات العليا والبحث العلمي، 23، 33- 67.

السويكت، أحمد بن عبدالله. (2021). المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة القصيم: دراسة ميدانية. مجلة جامعة حفر الباطن للعلوم التربوية والنفسية. جامعة حفر البطن، 2، 201- 256.

السويكت، أحمد بن عبدالله؛ الخنيني، ياسر بن أحمد. (2021). تنمية المواطنة البيئية لدى طلاب المدرسة الثانوية من وجهة نظر المعلمين. مجلة الدراسات التربوية والإنسانية ـ كلية التربية ـ جامعة دمنهور، 13(4)، 289- 330.

  DOI: 10.21608/jehs.2021.210788

السيد، محمد عبد الرؤوف عطيه. (2021). استراتيجية مقترحة لتعزيز مسؤولية الجامعات السعودية نحو الاستدامة البيئية. مجلة التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 189(3)، 199-242. DOI:10.21608/JSRP.2021.165755

الصفتي، إيهاب إبراهيم حسن. (2020). رؤية مقترحة للتربية من أجل بيئة خضراء بالجامعات المصرية. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 80، 832- 874.  DOI: 10.21608/EDUSOHAG.2020.120169

الضبع، حنان رجب. (2022). المواطنة البيئية لدى أساتذة الجامعات الليبية: جامعة الزاوية أنموذجًا. المجلة الجامعة. ليبيا، 24 (1)، 215- 230.

العجمي، عمار أحمد؛ الظفيري، ناجي بدر؛ الشطي، يعقوب يوسف رجب. (2018). مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت في ضوء بعض المتغيرات. مجلة التربية. جامعة الأزهر. كلية التربية، 178(1)، 462- 495. DOI: 10.21608/jsrep.2018.40110

العزب، إيمان صابر عبد القادر. (2022). فاعلية بيئة للتعلم التشاركي المدمج من خلال تضمين بعض مبادئ التنمية المستدامة ومعايير NGSS بوحدة بمقرر العلوم لتنمية مهارات التفكير المنتج والمواطنة البيئية وخفض التجول العقلي لدى تلاميذ الصف السادس من المرحلة الابتدائية. المجلة المصرية للتربية العلمية. الجمعية المصرية للتربية العلمية، 25(3)، 54- 100. 10.21608/MKTM.2022.133275.1035 DOI:

الغنام، سحر ماهر خميس إبراهيم. (2019). مناشط رياضياتية قائمة على أبعاد التربية من أجل التنمية المستدامة؛ لتنمية المواطنة البيئية، والانفعالات الأكاديمية نحو الرياضيات لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة تربويات الرياضيات. الجمعية المصرية لتربويات الرياضيات، 22(8)، 171- 224.

DOI: 10.21608/ARMIN.2019.81255

الفتلاوي، فاطمة عبد الأمير، النائلي، على حسين حسان. (2022). المواطنة البيئية لدى طلبة المرحلة الثانوية. المؤتمر العلمي الدولي الثالث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. في الفترة من 18- 19 نيسان 2022. كلية التربية للبنات. جامعة القادسية، 139- 177.

المالكي، وفاء بنت خلف؛ العميري، فهد بن علي بن ختيم. (2013). تنمية المواطنة البيئية ومهاراتها لدى طالبات المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية: دراسة حالة نوعية. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية. الجامعة الإسلامية بغزة، 31(4)، 665- 685.

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.( 2022). خطة طوارئ مصرية عاجلة لمواجهة تغير المناخ: قمة المناخ بشرم الشيخ كفرصة لتعديل المسار "ورقة موقف". متاح على: https://eipr.org/sites/default/files/reports/pdf/kht_twry_msry_jl_lmwjh_tgyr_lmnkh_small.pdf. 9/7/2023, 5:19PM.

المسعود، طلحة؛ بدران، دليلة؛ عيساوة، وهيبة. (2020). الثقافة البيئية حتمية نحو الاستدامة البيئية. مجلة آفاق للعلوم. جامعة زيان عاشور الجلفة، 5(2)، 143- 151.

الهيئة الوطنية للاستعلامات. (2021) المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة "تغير المناخ: التحديات والمواجهة ". في الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2021. جامعة الأزهر. متاح على: https://www.sis.gov.eg/Story/227370, 10/7/2023, 12:21PM

الهيئة الوطنية للاستعلامات.(2022). مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) مصر 2022. في الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022. متاح على: https://www.sis.gov.eg/Story/234237, 10/7/2023, 10:22PM.

الهيئة الوطنية للإعلام.(2022). قبيل قمة المناخ.. مصر تكتسي بالأخضر. متاح على: https://www.maspero.eg, 7/7/2023, 1:00 AM

اليونسكو. (2013). التنمية المستدامة والعمل اللائق والوظائف الخضراء. جنيف. سويسرا.

اليونسكو.(2016). التقرير العالمي لرصد التعليم 2016. التعليم من أجل الناس والكوكب: بناء مستقبل مستدام للجميع. استرجع في: 8/7/2023, 5: 24PM من: https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000245752_ara

اليونسكو. (2017). مبادئ توجيهية بشأن إدراج علوم الاستدامة في البحوث والتعليم، استرجع

في: 8/7/2023, 5:15PM، https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf00

أمين، أوكيل محمد. (2020). التكريس الدستوري للحق في بيئة سليمة كأساس لممارسة المواطنة البيئية في الجزائر. مجلة الدراسات والبحوث القانونية. مخبر الدراسات والبحوث في القانون والأسرة والتنمية الإدارية. جامعة المسيلة. الجزائر، 4(2)، 116- 134.

 

برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) (2011)، نحو اقتصاد أخضر مسارات إلى التنمية والقضاء على الفقر، مرجع لواضعي السياسات، متاح في:

 https://www.uncclearn.org/wp-content/uploads/library/unep119_arb_0.pdf 12/7/2023, 2:33PM.

بلعسل، ياسمين بنت نبي؛ عمروش، الحسين. (2022). دور منظمة السلام الأخضر في تفعيل المواطنة البيئية. مجلة صوت القانون. مخبر نظام الحالة المدنية. جامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة. الجزائر، 8، 354- 373.

بن داود، صوفي. (2018). دور الجمعيات الخضراء في تنمية قيم المواطنة البيئية. مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع. جامعة الشهيد حمه لخضر. كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، 6(2)، 147- 159.

بن عمارة، سمية. (2020). المواطنة البيئية: دراسة ميدانية وتحليلية لواقع صداقة التلميذ مع البيئة ببعض متوسطات ولاية ورقلة. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة قاصدي مرباح. ورقلة، 12(3)، 39-54.

بن عودة، محمد الأمين. (2020). واقع المواطنة البيئية بالدول الأوربية بين التشريعات الوطنية والتباين في التوجهات المجتمعية. مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية. معهد الحقوق والعلوم السياسية. الجزائر، 9(1)، 889- 908.

بني حمدان، صفاء نواف محمد، السعود، راتب سلامة. (2019). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية فى الأردن للمواطنة البيئية وعلاقتها ببعض المتغيرات. المجلة التربوية الأردنية. الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، 4(3)، 21- 43.DOI: 10.46515/2060-004-003-002

بوروبة، ليليا؛ بن منصور، ليليا. (2019). دور الابتكار البيئي في التوجه نحو الاقتصاد الأخضر: التجربة الهولندية. مجلة البشائر الاقتصادية. كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، جامعة طاهري محمد بشار، الجزائر، 4(3)، 644- 657.

بوزيان، عليان؛ الشيخ، بوسماحة؛ أحمد، شامي. (2014). دور الوعي البيئي في صناعة المواطنة البيئية العالمية في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية. مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية. مخبر البحث في تشريعات حماية النظام البيئي، جامعة بن خلدون تيارات، 4(1)، 1- 21.

بومريفق، رانيا؛ زلاق، حليمة. (2023). الابتكار البيئي كنهج لإرساء معالم الاستدامة البيئية – تجربتي ألمانيا وهولندا نموذجًا. مجلة الاقتصاد والبيئة. مخبر استراتيجيات التحول إلى اقتصاد أخضر. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 6(1)، 171- 191.

تومي، الخنساء. (2023). المواطنة البيئية بين الواقع والتنظير. مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية. جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي. الجزائر، 11(1)، 242- 254.

حدادي، وليدة. (2020). تكوين قيم المواطنة البيئية لدى الشباب الجامعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي: دراسة في الدور والتأثيرات. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية. جامعة الوادي. الجزائر، 11(1)، 58- 48

حسن، أسامة أحمد حسن. ( 2022). رؤية مستقبلية لتعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدي الشباب الجامعي في ضوء التغيرات المناخية. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية، 10(3)، 81- 130.  

DOI: 10.21608/FJSSJ.2022.148128.1098

حمدي، عبد اللطيف على محمد. (2023). دور معلمي العلوم في زيادة الوعي البيئي لدى المتعلمين في ضوء متطلبات الاستدامة البيئية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 14(2)، 442- 501.DOI: 10.21608/JYSE.2023.281913 

حموشان، حمزة؛ بالويللو، ميكا. (2015). الثورة القادمة في شمال إفريقيا: الكفاح من أجل العدالة المناخية. ترجمة: عباب مراد. تونس. مؤسسة روزا لوكسمبورغ. مكتب شمال أفريقيا. مؤسسة بلاطفورم لندن.

حيدرة، محمد. (2018). التربية البيئية في الشريعة الإسلامية. مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية. جامعة بن خلدون تيارات. الجزائر ، 5(2)، 274- 297.

خليل، أسماء سيد حسن. (2017). التخطيط المرتكز على الأنشطة التعليمية لنشر ثقافة الاستدامة البيئية بين طلاب الخدمة الاجتماعية  دراسة مطبقة على طلاب الفرقتين الأولى والثانية بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسوان. مجلة الخدمة الاجتماعية. الجمعية المصرية للأخصائيين الإجتماعيين، 58(2)، 277- 349.

خليل، شرين السيد إبراهيم محمد. (2016). برنامج مقترح قائم على أهداف المواطنة البيئية لتنمية المفاهيم والقيم البيئية لدى أطفال ما قبل المدرسة. دراسات في المناهج وطرق التدريس. جامعة عين شمس. كلية التربية.الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 215، 59- 112.

رضوان، بلخيري؛ إيمان، جفال. (2020). فلسفة المواطنة البيئية في الفكر البيئي المعاصر. مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية. كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة العربي التبسي. تبسة. الجزائر، 5(3)، 101، 116.

ستوكهولم  +50، 2-3 يونيو 2022، السويد، متاح 

في:https://www.stockholm50.global, 23/7/2023, 4:44PM.

سمية، شيحاوي. (2021). دور الوعي البيئي في تعزيز المواطنة البيئية. ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الدولى الموسوم بـالمواطنة البيئية والتنمية المستدامة. في الفترة من 20- 21 جانفي 2021، المركز الجامعي سي الحواس. الجزائر. 1- 12.

طواهري، الزهرة؛ بوروبة، ليليا. (2023). دور الابتكار البيئي في تحقيق التنمية المستدامة: تجربة الولايات المتحدة الأمريكية. مجلة الاقتصاد والبيئة. مخبر استراتيجيات التحول إلى اقتصاد أخضر. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 6(1)، 135- 152.

عبد الحميد، برحومة؛ حياة، سعيد. (2017). مساهمة الالتزام بالمسؤولية البيئية في تحقيق المواطنة البيئية في المؤسسة الاقتصادية: حالة NCA Rouiba. مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية. كلية العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية. جامعة محمد بو ضياف. الجزائر، 18، 271- 283.

عبد الرحمن، ميادة أحمد؛ إبراهيم، نوفل نعمان. (2020). التلوث البيئي وضرورة التوعية البيئية. مجلة الأداب. جامعة بغداد، 2 (135)، 411- 428.

DOI:10.31973/aj.v2i135.889

عبد العال، ريهام رفعت. ( 2017). المواطنة البيئية كما يتصورها أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس. مجلة الدراسات التربوية والنفسية. جامعة السلطان قابوس، 11(1)، 139- 160.

عبد الفتاح، رمضان إسماعيل؛ عبدالله، كرم عبد التواب محمود؛ عبد الغني، عبد الغني نبيل مبارك. (2023). تصور مقترح لتدعيم ثقافة الاستدامة البيئية لدى طلاب الجامعة في مواجهة التغيرات المناخية. مجلة کلية الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية. كلية الخدمة الاجتماعية. جامعة الفيوم، 31(2)، 121- 166. DOI: 10.21608/jfss.2023.299296

عبد المسيح، سمعان عبد المسيح. (2017). العدالة المناخية: بعدا جديدا للثقافة البيئية يوجب إدخاله في المناهج الدراسية. المؤتمر العلمي العشرون: الثقافة البيئية العلمية "آفاق – تحديات". الجمعية المصرية للتربية العلمية، 33- 39.

عبد النبي، محمد. (2022). الإستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050 ودعم أهداف التنمية المستدامة 2030. دراسات في حقوق الإنسان. الهيئة العامة للاستعلامات، 8، 275- 286.

عرايبية، فضيلة؛ حامد، خالد. (2021). آفاق تعزيز أبعاد المواطنة البيئية كآلية لحماية البيئة. مجلة العلوم الإنسانية. جامعة العربي بن مهيدي. أم البواقي. الجزائر، 8(1)،            61- 77.

عمر، علاء محمد ربيع محمد. (2022). مدى مراعاة مدرسة المتفوقين  STEM لمتطلبات ومبادئ التعليم الأخضر الداعم للمواطنة البيئية: مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالمنيا أنموذجًا. مجلة كلية التربية. جامعة الأسكندرية، 32 (3)، 81- 139.

عمروش، الحسين. (2014). المواطنة البيئية العالمية. مجلة الجنان لحقوق الإنسان. كلية الآداب والعلوم الإنسانية. جامعة الجنان. لبنان، 6، 89- 124.

عميرة، عصام. (2022). وزيرة البيئة: استراتيجية مصر للمناخ نموذج للجمهورية الجديدة خلال فعاليات إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ فى مصر 2050. استرجع في 9/7/2023, 9:47 من: https://almalnews.com.

عيسى، هناء فهمي أحمد. (2018). حماية الشريعة الإسلامية للبيئة الطبيعية: دراسة فقهية مقارنة. مجلة كلية الشريعة والقانون. جامعة طنطا. كلية الشريعة والقانون، 33(1)، 144- 397.

فاضل، شاكر عبد الكريم. (2022). المواطنة البيئية العالمية: مقاربة اجتماعية- سياسية لمواجهة التغير المناخي والتلوث البيئي. مجلة العلوم القانونية والسياسية. كلية القانون والعلوم السياسية. جامعة ديالي. العراق، عــــــــدد خاص بأبحاث المؤتمر العلمي الدولي الرابع الموسوم السياسة التشريعية في بناء المواطنة الصالحة المنعقد في الفترة من            25- 26 أيار 2022، 250- 268.

DOI: https://doi.org/10.55716/jjps.2022.S.4.11

قرجع، سامية. (2022). المواطنة البیئیة كآلیة سلوكیة لإعمال الحق في بیئة صحیة. مجلة الدراسات القانونية والاقتصادية. معهد الحقوق والعلوم الاقتصادية، المركز الجامعي سي الحواس. بريكة. الجزائر، 5(1)، 963- 982.

قيداري، حليمة؛ بلحنافي، فاطمة. (2022). الإعلام البيئي آلية تجسيد الثقافة البيئية في إطار حماية البيئة. مجلة القانون العقاري والبيئة. مخبر القانون العقاري والبيئة. كلية الحقوق والعلوم السياسية. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 10(2)، 34-55.

مجاهد، نهى عادل؛ جمال الدين، نجوى يوسف.(2022). التربية على قيم المواطنة العالمية لمواجهة مجتمع المخاطر. الأسكندرية. دار التعليم الجامعي.

مجيد، حيدر علاء. (2021). التوعية الصحية والبيئية في كتاب العلوم للمرحلة المتوسطة. مجلة الدراسات المستدامة. الجمعية العلمية للدراسات التربوية المستدامة، 3(1)،   222- 235.

محسن، عبد الرضا ناصر. (2017). استراتيجية الاستدامة البيئية ودورها في ضمان التحسين المستمر لأداء المؤسسة الجامعية: دراسة استطلاعية لعينة من تدريسي الجامعات والكليات في محافظة البصرة. مجلة الاقتصادي الخليجي. جامعة البصرة. مركز دراسات الخليج العربي، 34، 20- 42.

محمد، محمد حمدي زكي. (2023). الجامعات ذات التوجه نحو الاستدامة البيئية: دراسة مقارنة لجامعات واترلو الكندية وجريفيث الأسترالية وأسوان المصرية. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 106(2)، 1175- 1402.  DOI:  10.21608 / EDUSOHAG.2023.286693

محمود، إسراء كامل. (2022). قائمة مقترحة بالمفاهيم اللازمة لتنمية المواطنة البيئية من خلال التربية الفنية للمتعلمات المتسربات من التعليم بمدارس الفصل الواحد. دراسات تربوية واجتماعية. كلية التربية. جامعة حلوان، 28 (2)، 190- 222.

محمود، دينا خالد سليمان. (2018). دور التعليم الجامعى فى تحقيق الاقتصاد الأخضر فى ضوء التنمية المستدامة. دراسات في التعليم الجامعي. مركز تطوير التعليم الجامعي. كلية التربية. جامعة عين شمس، 39، 197- 242.

DOI: 10.21608/DEU.2018.16189

محمود، هناء فرغلي علي. (2022). واقع مفهوم الاقتصاد الأخضر لدى طلبة كلية التربية بجامعة أسيوط ودور التعليم في تطويره: دراسة ميدانية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس. كلية التربية. جامعة المنيا، 37(3)، 825- 920.

        DOI:10.21608/MATHJ.2022.149636.1236

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. (2022). الحياد الكربوني نحو آفاق عالمية لتحقيق التنمية الاجتماعية. متاح على: https://www.idsc.gov.eg/Article/details/6816, 24/9/2023, 2:42AM.

مشكور، سعود. (2021). المسؤولية البيئية. دار زاد. عمان. الأردن.

منظمة الأمم المتحدة (2012)، "المستقبل الذي نصبو إليه"، مؤتمر الأمم المتحدة ريو +20 للتنمية المستدامة، البند 10 من جدول الأعمال، الوثيقة الختامية للمؤتمر، في الفترة من 20-22 يونيه 2012م، ريودي جانيرو، البرازيل.

مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، 5 - 6 يونيو 1972. ستوكهولم. السويد.  متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/stockholm1972, 10/7/2023, 5:37PM.

مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، 26 أغسطس - 4 سبتمبر 2002، جوهانسبرغ، متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/johannesburg2002, 10/7/2023, 5:45PM.

مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، 20 - 22 يونيو 2012. ريو دي جانيرو.  البرازيل. متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/rio2012, 10/8/2023, 4:05PM.

وزارة البيئة المصرية. المجلس الوطني للتغيرات المناخية. (2019). تشكيل المجلس الوطني للتغيرات المناخية.

وزارة البيئة المصرية. المجلس الوطني للتغيرات المناخية. (2021). الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050. القاهرة.

وزارة البيئة المصرية.  عن التغيرات المناخية. متاح على:

 https://www.eeaa.gov.eg/Topics/78/30/49/Details,24/9/2023, 11:38        AM.

وزارة البيئة المصرية. مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. (2011). الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث الناجمة عنها.

وزة، خميس حامد عبد الحميد. (2017). فاعلية برنامج تدريبي للمعلمين في تعليم القيم وأثره في إكسابها لطلابهم. مجلة كلية التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 176، 221- 321.

وطفة، على أسعد. (2022). التأصيل البيداغوجي لمفهوم التربية البيئية نحو منظور جديد للمفهوم في سياق فلسفي. مجلة التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 193(4)،      1- 41.

وهيبة، مقدم. (2021). دور الجامعة في دعم ممارسات الابتكار الأخضر: تجربة الجامعات الألمانية. مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية. قسم العلوم الاقتصادية. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير. جامعة زيان عاشور. الجلفة، 5(1)،  147- 162.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيًا- المراجع الأجنبية:

Abbas, A., A.& Ali, R.,H.(2023). College students' perceptions of environmental sustainability and its impact on environmental citizenship. AIP Conference Proceedings, 2776(1), Conference: 1st International Conference on Achieving the Sustainable Development Goals (1st ICASDG2022) 6–7 June 2022, Istanbul, Turkey. https://doi.org/10.1063/5.0137271.

Álvarez, L.& Coolsaet, B.(2018). Decolonizing Environmental Justice Studies: A Latin American Perspective. Capitalism Nature Socialism, 31(2), 50-69. DOI:

 10.1080/10455752.2018.1558272.

 Andreas, H.&  Pedro, R. (2018). New thinking in environmental citizenshipScience Impact Ltd, 8, 52- 54.

 DOI: https://doi.org/10.21820/23987073.2018.8.52.

Ariza, M.R.; Boeve-de Pauw, J.; Olsson, D.; Van Petegem, P.; Parra, G.; Gericke, N. Promoting Environmental Citizenship in Education: The Potential of the Sustainability Consciousness Questionnaire to Measure Impact of Interventions. Sustainability 2021, 13, 11420, 1-20. https://doi.org/10.3390/ su132011420.

Asah, S. T., Bengston, D. N., Westphal, L. M., & Gowan, C. H. (2018). Mechanisms of children’s exposure to nature: Predicting adulthood environmental citizenship and commitment to naturebased activities. Environment and Behavior, 50 (7), 807-836. DOI: 10.1177/0013916517718021.

Berkowitz, A.,R., Ford, M.E.& Brewer, C.,A. (2005). A framework for integrating ecological literacy, civics literacy, and environmental citizenship in environmental education. New York. Cambridge University Press, Cambridge.

Center for Sustainable Systems. (2022). Environmental Justice. Center for Sustainable Systems. University of Michigan. Environmental Justice Factsheet. Pub. No. CSS17-16.

 D’Arco, M.& Marino, V. (2021). Environmental citizenship behavior and sustainability apps: an empirical investigation. Transforming Government: People, Process and Policy, 16(2), 185-202. DOI 10.1108/TG-07-2021-0118.  

Dampson, D., G.& Edwards, A., K.(2019). Strategic Thinking, Leadership and Governance for African Universities: Lessons from Successful Universities. n book: Strategic Management. DOI:10.5772/intechopen.81196.

EPA. (2022). Learn About Environmental Justice.

 https://www.epa.gov/environmentaljustice/learn-about-environmental-justice. 5/7/2023, 7: 14PM.

ESCWA. (2013). https://www.unescwa.org/sd-glossary/environmental-engagement, 6/7/2023, 3:26PM

European Network for Environmental Citizenship – ENEC (2018). Defining Education for Environmental Citizenship. Retrieved from https://enec-cost.eu/our-approach/education-for-environmental-citizenship/. 20/6/2023, 4:07PM.

European Network for Environmental Citizenship. (2022). REEC 2022: 2nd International Conference of International Researchers of the Education for Environmental Citizenship 2022. Retrieved from: https://enec-cost.eu/ireec22/, Accessed on 19/9/2023, 6:01PM.

Georgiou, Y.; Hadjichambis, A.C.; Hadjichambi, D. (2021). Teachers’ Perceptions on Environmental Citizenship: A Systematic Review of the Literature. Sustainability, 13, 2622, 1-29. https:// doi.org/10.3390/su13052622.

Grau, J.,B., Tarquis, A.M., Martín-Sotoca, J.J., & Antón, J.M. (2019). High level education on integrated water resources management for sustainable development. Journal of Technology and Science Education, 9(3), 295-307. https://doi.org/10.3926/jotse.361.

Hadjichambis, A.& Reis, P.(2018). New thinking in environmental citizenship: Education for Environmental Citizenship. Impact 2019(9), 52- 54. DOI:10.21820/23987073.2019.9.24.

Hadjichambis, A.,C.; Paraskeva-Hadjichambi, D.; Sinakou, E.; Adamou, A.; Georgiou, Y.(2022). Green Cities for Environmental Citizenship: A Systematic Literature Review of Empirical Research from 31 Green Cities of the World. Sustainability, 14 ( 16223),  1-30. https://doi.org/ 10.3390/su142316223.

https://eipr.org/publications.

Jørgensen, F., A.& Jørgensen, D.(2021). Citizen science for environmental citizenship. Conservation Biology, 35 (4), 1344- 1347. DOI: 10.1111/cobi.13649.

Kalaitsidaki, M.; Baltsioti, E.(2022). Environmental Citizenship of Students of Primary Education of a Greek University. Environ. Sci. Proc., 14(15). 1-4. https://doi.org/

 10.3390/environsciproc2022014015.

 Karatekin, K., & Uysal, C. (2018). Ecological citizenship scale development study. International Electronic Journal of Environmental Education, 8(2), 82-104.

Larsen, B., H. (2014). Environmental  Citizenship  and  Electric Vehicles:  A  Case  Study  of  Norway  and  Denmark,  Master  of  Science  in  Global Studies. Lund University.  Department of Political Science.

Le Ber, J., M.; Gregory, J., M.(2004). Becoming green and sustainable: a Spencer S. Eccles Health Sciences Library case study. Journal of the Medical Library Association, 92(2): 266–268.

Meerah, T.S., Halim, L. & Nadeson, T. (2010). Environmental citizenship: What level of knowledge, attitude, skill and participation the students own?. Procedia  Social and Behavioral Sciences .2 (2), 5715-5719. DOI:10.1016/j.sbspro.2010.03.933.

Mueller, H.(2011) Sustainable citizenship as a key to sustainability: Establishing a common ground on technology use in New Zealand’s dairy sector . A thesis submitted in partial fulfilment of the requirements for the degree of Master of Social Science at The University of Waikato.

Nunnally, J. C., & Bernstein, I. H. (1994). Psychometric theory          (3rd ed.). New York: McGraw-Hill.

Pallett, H.(2017). Environmental citizenship. in The International Encyclopedia of Geography: People, the Earth, Environment, and Technology’, edited by Douglas Richardson, Noel Castree, Michael Goodchild, Audrey Kobayashi, Weidong Liu and Dick Marston.

Park, A.(2009). Everybody’s Movement: Environmental Justice and Climate Change. Washington. Environmental Support Center Washington,

Pettinger, T.(2018). Environmental sustainability – definition and issues. Economics. Retrieved from: https://www.economicshelp.org, 8/7/ 2023, 1:07AM.

Sarbaini, F.(2020). Evaluation of Environmental Citizenship Levels and Their Implications Against Ecological Values and Practices; How about Prospective Teacher Students. Advances in Social Science, Education and Humanities Research, 55, Proceedings of the 2nd International Conference on Social Sciences Education               (ICSSE 2020), 211- 217.

Schild, R.(2016). Environmental Citizenship: What can Political Theory Contribute to Environmental Education Practice?. the Journal of Environmental Education, 47 (1), 19- 34. DOI:

 10.1080/00958964.2015.1092417.

Stefano, G.; D. (2018). Citizenship and Environmental Sustainability - A Survey Study on Swedish Lund University Students            (published master thiesis). Lund University. Department of Political Science.

Svarstad, H. , Sletten, A. , Paloniemi, R.& Barton, D., N., Grieg-Gran, M. (2011). Three types of environmental justice - From concepts to empirical studies of social impacts of policy instruments for conservation of biodiversity. Report Policy Mix. Assessing the role of economic instruments in policy mixes for biodiversity conservation and ecosystem services provision. Issue (1). ISBN: ISBN 978-82-426-2273-0.

Tay, L.C.Tan, F.Y.Kirana Yahya, K. and Rasli, A. (2021), "Validation of corporate environmental citizenship measurement in Malaysia", European Business Review, 33 (2), 345-360. DOI: 10.1108/EBR-11-2018-0196.

UNFCCC.(2022). Egypt's First Updated Nationally Determined Contributions. https://unfccc.int/sites/default/files/NDC/202207/Egypt%20Updated%20NDC.pdf.pdf, 9/7/2023, 5:10PM.

Yadav, S.,K.; Banerjee, A., Jhariya, M.,K.;  Meena, R., S; Raj, A;  Khan, N; Kumar, S. & Sheoran, S.(2021). Environmental Education for Sustainable Development.

 https://www.researchgate.net/publication/354686916, 25/6/2023, 3: 47 PM.

 

 

أولاً- المراجع العربية:
إبراهيم، أبو النور مصباح أبو النور؛ زهرة، عبد الفتاح محمد. (2023). التربية على المواطنة البيئية العالمية: رؤية مقترحة لمواجهة التغير المناخي. العلوم التربوية. كلية الدراسات العليا للتربية. جامعة القاهرة، 31(1)، 1- 47.  DOI:
ابن حنبل، أحمد. (1421). مسند الإمام أحمد بن حنبل. ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون. ج11. بيروت. مؤسسة الرسالة.
أبو بكر، حسن. (2016). المواطنة الشاملة. القاهرة. مؤسسة فريدريش إيبرت. مكتب مصر.
أبو زيد، أسماء جمال عبداللاه. (2021). تصور مقترح لاستخدام المدخل المعرفي السلوكي من منظور طريقة العمل مع الجماعات في تنمية التفكير الإيجابي لأمهات أطفال الإعاقة الذهنية. المجلة العلمية للخدمة الاجتماعية - دراسات وبحوث تطبيقية. كلية الخدمة الاجتماعية. جامعة اسيوط، 15(1)، 30-61.
أبو عيطه، أحمد عبد اللطيف أحمد. (2023). نحو إستراتيجية مقترحة لتنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية في ضوء التغيرات المناخية. مجلة التربية. كلية التربية بالقاهرة. جامعة الأزهر، 197(2)، 200- 279.
أبو مغنم، كرامي محمد بدوي عزب. (2022). برنامج مقترح في الجغرافيا قائم على توجهات الاقتصاد الأخضر لتنمية مهارات التفكير الاستراتيجي وقيم المواطنة البيئية لدى الطالب المعلم بكلية التربية بمطروح. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 104، 323- 390. DOI: 10.21608/edusohag.2022.272247.
أحمد، أسامة أحمد حسن. (2022). رؤية مستقبلية لتعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدى الشباب الجامعي في ضوء التغيرات المناخية. مجلة مستقبل العلوم الإجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية. 10(3)، 81- 130.  
أحمد، داليا فاروق المغازي. (2020). متطلبات تحقيق التربية البيئية لدى طلاب المعاهد الثانوية الأزهرية. مجلة کلية التربية بالمنصورة. كلية التربية. جامعة المنصورة، 109(5)، 1025- 1056. DOI: 10.21608/maed.2020.153057
أحمد، سارة عبد الستار الصاوي. (2022). فاعلية تدريس وحدة مقترحة في الدراسات الاجتماعية باستخدام التعلم السريع لتنمية المواطنة البيئية والتفكير الإيجابي لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس. كلية التربية. جامعة المنيا، 37 (2)، 315- 356. 10.21608/MATHJ.2022.115515.1179 DOI:
إسماعيل، رضى السيد شعبان. (2021). استخدام نموذج التلمذة المعرفية في تدريس وحدات الجغرافيا لتنمية بعض مهارات إدارة الأزمات وقيم المواطنة البيئية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية. الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية. كلية التربية. جامعة عين شمس، 133، 75- 160. DOI: 10.21608/pjas.2021.217037
الأمم المتحدة. (1993). تقرير مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية. ريو دي جانيرو، البرازيل، 3-14 يونيه 1992. متاح على:                                            https://www.un.org/ar/conferences/environment/rio1992,6/7/2023,4:37PM
البخاري، محمد بن إسماعيل.(1414). صحيح البخاري. ت: مصطفى ديب البغا. كتاب الإيمان. باب أمور الإيمان. ط5. ج1. دمشق. دار ابن كثير.
البربري، دعاء سعيد شعبان؛ الخناني، محمود أحمد السعيد. (2020). فاعلية الحوسبة السحابية في تدريس الجغرافيا على اكتساب بعض مبادئ العدالة البيئية لدى تلاميذ المرحلة الاعدادية. مجلة كلية التربية. كلية التربية. جامعة طنطا، 77(1)، 392-330.
الجلوي، محمود جابر حسن.(2023). اتجاهات حديثة في بناء مناهج الجغرافيا: الأسس النظرية والتطبيقات العملية. الجيزة. وكالة الصحافة العربية.
الدفراوي، نرمين محمد حمدي. (2019). مقرر مقترح في التنمية البيئية المستدامة قائم على أنشطة التوعية البيئية لتنمية الوعي البيئي لدى معلمي العلوم بكليات التربية. مجلة كلية التربية. جامعة الأسكندرية. كلية التربية، 29(2)، 131- 191.
الديب، محمود نور الدين قبيصي. (2022). التخطيط التشاركي وتنمية وعي الشباب الجامعي بالمواطنة البيئية. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية، 10(4)، 3-42.  DOI: 10.21608/FJSSJ.2022.150999.1104
الرافعي، محب محمود كامل؛ الرياشي، بكيره أحمد مصلح؛ العقيلي، عبد ربه علي علي؛ الخولي، سيد محمود السيد إسماعيل. (2021). برنامج مقترح لتنمية المواطنة البيئية لأعضاء المجالس المحلية باليمن لمواجهة الأزمات والكوارث البيئية في ضوء أهداف التنمية المستدامة. المجلة المصرية للتربية العلمية. الجمعية المصرية للتربية العلمية، 24(2)، 101- 132.DOI: 10.21608/MKTM.2021.162857
الرشيدى، حسين مجبل محمد هدبة؛ الشبو، سعاد مسلم؛ الرشيدي، شافي عوض ضيدان؛ العازمي، بدر حمد. (2018). اتجاهات الإداريين التربويين نحو تطوير المشاركة البيئية بوزارة التربية بدولة الكويت. مجلة البحث العلمي في التربية. جامعة عين شمس. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية. 19(9)، 187- 251.
الريامية، بسماء بنت حمد؛ النجار، نور بنت أحمد. (2021). مستوى معتقدات طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان نحو الاستدامة البيئية في ضوء الرؤية المستقبلية 2040. مجلة جامعة المدينة العالمية للعلوم التربوية والنفسية (MIJEPS)، 3، 151- 182.
السويكت، أحمد بن عبدالله. ( 2022). تصور مقترح لتنمية المواطنة البيئية لدى طلبة كليات التربية في الجامعات السعودية. مجلة العلوم التربوية والدراسات الإنسانية. جامعة تعز فرع التربة. دائرة الدراسات العليا والبحث العلمي، 23، 33- 67.
السويكت، أحمد بن عبدالله. (2021). المواطنة البيئية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة القصيم: دراسة ميدانية. مجلة جامعة حفر الباطن للعلوم التربوية والنفسية. جامعة حفر البطن، 2، 201- 256.
السويكت، أحمد بن عبدالله؛ الخنيني، ياسر بن أحمد. (2021). تنمية المواطنة البيئية لدى طلاب المدرسة الثانوية من وجهة نظر المعلمين. مجلة الدراسات التربوية والإنسانية ـ كلية التربية ـ جامعة دمنهور، 13(4)، 289- 330.
السيد، محمد عبد الرؤوف عطيه. (2021). استراتيجية مقترحة لتعزيز مسؤولية الجامعات السعودية نحو الاستدامة البيئية. مجلة التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 189(3)، 199-242. DOI:10.21608/JSRP.2021.165755
الصفتي، إيهاب إبراهيم حسن. (2020). رؤية مقترحة للتربية من أجل بيئة خضراء بالجامعات المصرية. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 80، 832- 874.  DOI: 10.21608/EDUSOHAG.2020.120169
الضبع، حنان رجب. (2022). المواطنة البيئية لدى أساتذة الجامعات الليبية: جامعة الزاوية أنموذجًا. المجلة الجامعة. ليبيا، 24 (1)، 215- 230.
العجمي، عمار أحمد؛ الظفيري، ناجي بدر؛ الشطي، يعقوب يوسف رجب. (2018). مستوى المواطنة البيئية لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت في ضوء بعض المتغيرات. مجلة التربية. جامعة الأزهر. كلية التربية، 178(1)، 462- 495. DOI: 10.21608/jsrep.2018.40110
العزب، إيمان صابر عبد القادر. (2022). فاعلية بيئة للتعلم التشاركي المدمج من خلال تضمين بعض مبادئ التنمية المستدامة ومعايير NGSS بوحدة بمقرر العلوم لتنمية مهارات التفكير المنتج والمواطنة البيئية وخفض التجول العقلي لدى تلاميذ الصف السادس من المرحلة الابتدائية. المجلة المصرية للتربية العلمية. الجمعية المصرية للتربية العلمية، 25(3)، 54- 100. 10.21608/MKTM.2022.133275.1035 DOI:
الغنام، سحر ماهر خميس إبراهيم. (2019). مناشط رياضياتية قائمة على أبعاد التربية من أجل التنمية المستدامة؛ لتنمية المواطنة البيئية، والانفعالات الأكاديمية نحو الرياضيات لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة تربويات الرياضيات. الجمعية المصرية لتربويات الرياضيات، 22(8)، 171- 224.
الفتلاوي، فاطمة عبد الأمير، النائلي، على حسين حسان. (2022). المواطنة البيئية لدى طلبة المرحلة الثانوية. المؤتمر العلمي الدولي الثالث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. في الفترة من 18- 19 نيسان 2022. كلية التربية للبنات. جامعة القادسية، 139- 177.
المالكي، وفاء بنت خلف؛ العميري، فهد بن علي بن ختيم. (2013). تنمية المواطنة البيئية ومهاراتها لدى طالبات المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية: دراسة حالة نوعية. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية. الجامعة الإسلامية بغزة، 31(4)، 665- 685.
المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.( 2022). خطة طوارئ مصرية عاجلة لمواجهة تغير المناخ: قمة المناخ بشرم الشيخ كفرصة لتعديل المسار "ورقة موقف". متاح على: https://eipr.org/sites/default/files/reports/pdf/kht_twry_msry_jl_lmwjh_tgyr_lmnkh_small.pdf. 9/7/2023, 5:19PM.
المسعود، طلحة؛ بدران، دليلة؛ عيساوة، وهيبة. (2020). الثقافة البيئية حتمية نحو الاستدامة البيئية. مجلة آفاق للعلوم. جامعة زيان عاشور الجلفة، 5(2)، 143- 151.
الهيئة الوطنية للاستعلامات. (2021) المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة "تغير المناخ: التحديات والمواجهة ". في الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2021. جامعة الأزهر. متاح على: https://www.sis.gov.eg/Story/227370, 10/7/2023, 12:21PM
الهيئة الوطنية للاستعلامات.(2022). مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) مصر 2022. في الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022. متاح على: https://www.sis.gov.eg/Story/234237, 10/7/2023, 10:22PM.
الهيئة الوطنية للإعلام.(2022). قبيل قمة المناخ.. مصر تكتسي بالأخضر. متاح على: https://www.maspero.eg, 7/7/2023, 1:00 AM
اليونسكو. (2013). التنمية المستدامة والعمل اللائق والوظائف الخضراء. جنيف. سويسرا.
اليونسكو.(2016). التقرير العالمي لرصد التعليم 2016. التعليم من أجل الناس والكوكب: بناء مستقبل مستدام للجميع. استرجع في: 8/7/2023, 5: 24PM من: https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000245752_ara
اليونسكو. (2017). مبادئ توجيهية بشأن إدراج علوم الاستدامة في البحوث والتعليم، استرجع
أمين، أوكيل محمد. (2020). التكريس الدستوري للحق في بيئة سليمة كأساس لممارسة المواطنة البيئية في الجزائر. مجلة الدراسات والبحوث القانونية. مخبر الدراسات والبحوث في القانون والأسرة والتنمية الإدارية. جامعة المسيلة. الجزائر، 4(2)، 116- 134.
 
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) (2011)، نحو اقتصاد أخضر مسارات إلى التنمية والقضاء على الفقر، مرجع لواضعي السياسات، متاح في:
بلعسل، ياسمين بنت نبي؛ عمروش، الحسين. (2022). دور منظمة السلام الأخضر في تفعيل المواطنة البيئية. مجلة صوت القانون. مخبر نظام الحالة المدنية. جامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة. الجزائر، 8، 354- 373.
بن داود، صوفي. (2018). دور الجمعيات الخضراء في تنمية قيم المواطنة البيئية. مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع. جامعة الشهيد حمه لخضر. كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، 6(2)، 147- 159.
بن عمارة، سمية. (2020). المواطنة البيئية: دراسة ميدانية وتحليلية لواقع صداقة التلميذ مع البيئة ببعض متوسطات ولاية ورقلة. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة قاصدي مرباح. ورقلة، 12(3)، 39-54.
بن عودة، محمد الأمين. (2020). واقع المواطنة البيئية بالدول الأوربية بين التشريعات الوطنية والتباين في التوجهات المجتمعية. مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية. معهد الحقوق والعلوم السياسية. الجزائر، 9(1)، 889- 908.
بني حمدان، صفاء نواف محمد، السعود، راتب سلامة. (2019). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية فى الأردن للمواطنة البيئية وعلاقتها ببعض المتغيرات. المجلة التربوية الأردنية. الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، 4(3)، 21- 43.DOI: 10.46515/2060-004-003-002
بوروبة، ليليا؛ بن منصور، ليليا. (2019). دور الابتكار البيئي في التوجه نحو الاقتصاد الأخضر: التجربة الهولندية. مجلة البشائر الاقتصادية. كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، جامعة طاهري محمد بشار، الجزائر، 4(3)، 644- 657.
بوزيان، عليان؛ الشيخ، بوسماحة؛ أحمد، شامي. (2014). دور الوعي البيئي في صناعة المواطنة البيئية العالمية في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية. مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية. مخبر البحث في تشريعات حماية النظام البيئي، جامعة بن خلدون تيارات، 4(1)، 1- 21.
بومريفق، رانيا؛ زلاق، حليمة. (2023). الابتكار البيئي كنهج لإرساء معالم الاستدامة البيئية – تجربتي ألمانيا وهولندا نموذجًا. مجلة الاقتصاد والبيئة. مخبر استراتيجيات التحول إلى اقتصاد أخضر. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 6(1)، 171- 191.
تومي، الخنساء. (2023). المواطنة البيئية بين الواقع والتنظير. مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية. جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي. الجزائر، 11(1)، 242- 254.
حدادي، وليدة. (2020). تكوين قيم المواطنة البيئية لدى الشباب الجامعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي: دراسة في الدور والتأثيرات. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية. جامعة الوادي. الجزائر، 11(1)، 58- 48
حسن، أسامة أحمد حسن. ( 2022). رؤية مستقبلية لتعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدي الشباب الجامعي في ضوء التغيرات المناخية. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية. الجمعية العربية للتنمية البشرية والبيئية، 10(3)، 81- 130.  
حمدي، عبد اللطيف على محمد. (2023). دور معلمي العلوم في زيادة الوعي البيئي لدى المتعلمين في ضوء متطلبات الاستدامة البيئية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 14(2)، 442- 501.DOI: 10.21608/JYSE.2023.281913 
حموشان، حمزة؛ بالويللو، ميكا. (2015). الثورة القادمة في شمال إفريقيا: الكفاح من أجل العدالة المناخية. ترجمة: عباب مراد. تونس. مؤسسة روزا لوكسمبورغ. مكتب شمال أفريقيا. مؤسسة بلاطفورم لندن.
حيدرة، محمد. (2018). التربية البيئية في الشريعة الإسلامية. مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية. جامعة بن خلدون تيارات. الجزائر ، 5(2)، 274- 297.
خليل، أسماء سيد حسن. (2017). التخطيط المرتكز على الأنشطة التعليمية لنشر ثقافة الاستدامة البيئية بين طلاب الخدمة الاجتماعية  دراسة مطبقة على طلاب الفرقتين الأولى والثانية بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسوان. مجلة الخدمة الاجتماعية. الجمعية المصرية للأخصائيين الإجتماعيين، 58(2)، 277- 349.
خليل، شرين السيد إبراهيم محمد. (2016). برنامج مقترح قائم على أهداف المواطنة البيئية لتنمية المفاهيم والقيم البيئية لدى أطفال ما قبل المدرسة. دراسات في المناهج وطرق التدريس. جامعة عين شمس. كلية التربية.الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 215، 59- 112.
رضوان، بلخيري؛ إيمان، جفال. (2020). فلسفة المواطنة البيئية في الفكر البيئي المعاصر. مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية. كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة العربي التبسي. تبسة. الجزائر، 5(3)، 101، 116.
ستوكهولم  +50، 2-3 يونيو 2022، السويد، متاح 
في:https://www.stockholm50.global, 23/7/2023, 4:44PM.
سمية، شيحاوي. (2021). دور الوعي البيئي في تعزيز المواطنة البيئية. ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الدولى الموسوم بـالمواطنة البيئية والتنمية المستدامة. في الفترة من 20- 21 جانفي 2021، المركز الجامعي سي الحواس. الجزائر. 1- 12.
طواهري، الزهرة؛ بوروبة، ليليا. (2023). دور الابتكار البيئي في تحقيق التنمية المستدامة: تجربة الولايات المتحدة الأمريكية. مجلة الاقتصاد والبيئة. مخبر استراتيجيات التحول إلى اقتصاد أخضر. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 6(1)، 135- 152.
عبد الحميد، برحومة؛ حياة، سعيد. (2017). مساهمة الالتزام بالمسؤولية البيئية في تحقيق المواطنة البيئية في المؤسسة الاقتصادية: حالة NCA Rouiba. مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية. كلية العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية. جامعة محمد بو ضياف. الجزائر، 18، 271- 283.
عبد الرحمن، ميادة أحمد؛ إبراهيم، نوفل نعمان. (2020). التلوث البيئي وضرورة التوعية البيئية. مجلة الأداب. جامعة بغداد، 2 (135)، 411- 428.
عبد العال، ريهام رفعت. ( 2017). المواطنة البيئية كما يتصورها أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس. مجلة الدراسات التربوية والنفسية. جامعة السلطان قابوس، 11(1)، 139- 160.
عبد الفتاح، رمضان إسماعيل؛ عبدالله، كرم عبد التواب محمود؛ عبد الغني، عبد الغني نبيل مبارك. (2023). تصور مقترح لتدعيم ثقافة الاستدامة البيئية لدى طلاب الجامعة في مواجهة التغيرات المناخية. مجلة کلية الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية. كلية الخدمة الاجتماعية. جامعة الفيوم، 31(2)، 121- 166. DOI: 10.21608/jfss.2023.299296
عبد المسيح، سمعان عبد المسيح. (2017). العدالة المناخية: بعدا جديدا للثقافة البيئية يوجب إدخاله في المناهج الدراسية. المؤتمر العلمي العشرون: الثقافة البيئية العلمية "آفاق – تحديات". الجمعية المصرية للتربية العلمية، 33- 39.
عبد النبي، محمد. (2022). الإستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050 ودعم أهداف التنمية المستدامة 2030. دراسات في حقوق الإنسان. الهيئة العامة للاستعلامات، 8، 275- 286.
عرايبية، فضيلة؛ حامد، خالد. (2021). آفاق تعزيز أبعاد المواطنة البيئية كآلية لحماية البيئة. مجلة العلوم الإنسانية. جامعة العربي بن مهيدي. أم البواقي. الجزائر، 8(1)،            61- 77.
عمر، علاء محمد ربيع محمد. (2022). مدى مراعاة مدرسة المتفوقين  STEM لمتطلبات ومبادئ التعليم الأخضر الداعم للمواطنة البيئية: مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالمنيا أنموذجًا. مجلة كلية التربية. جامعة الأسكندرية، 32 (3)، 81- 139.
عمروش، الحسين. (2014). المواطنة البيئية العالمية. مجلة الجنان لحقوق الإنسان. كلية الآداب والعلوم الإنسانية. جامعة الجنان. لبنان، 6، 89- 124.
عميرة، عصام. (2022). وزيرة البيئة: استراتيجية مصر للمناخ نموذج للجمهورية الجديدة خلال فعاليات إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ فى مصر 2050. استرجع في 9/7/2023, 9:47 من: https://almalnews.com.
عيسى، هناء فهمي أحمد. (2018). حماية الشريعة الإسلامية للبيئة الطبيعية: دراسة فقهية مقارنة. مجلة كلية الشريعة والقانون. جامعة طنطا. كلية الشريعة والقانون، 33(1)، 144- 397.
فاضل، شاكر عبد الكريم. (2022). المواطنة البيئية العالمية: مقاربة اجتماعية- سياسية لمواجهة التغير المناخي والتلوث البيئي. مجلة العلوم القانونية والسياسية. كلية القانون والعلوم السياسية. جامعة ديالي. العراق، عــــــــدد خاص بأبحاث المؤتمر العلمي الدولي الرابع الموسوم السياسة التشريعية في بناء المواطنة الصالحة المنعقد في الفترة من            25- 26 أيار 2022، 250- 268.
DOI: https://doi.org/10.55716/jjps.2022.S.4.11
قرجع، سامية. (2022). المواطنة البیئیة كآلیة سلوكیة لإعمال الحق في بیئة صحیة. مجلة الدراسات القانونية والاقتصادية. معهد الحقوق والعلوم الاقتصادية، المركز الجامعي سي الحواس. بريكة. الجزائر، 5(1)، 963- 982.
قيداري، حليمة؛ بلحنافي، فاطمة. (2022). الإعلام البيئي آلية تجسيد الثقافة البيئية في إطار حماية البيئة. مجلة القانون العقاري والبيئة. مخبر القانون العقاري والبيئة. كلية الحقوق والعلوم السياسية. جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 10(2)، 34-55.
مجاهد، نهى عادل؛ جمال الدين، نجوى يوسف.(2022). التربية على قيم المواطنة العالمية لمواجهة مجتمع المخاطر. الأسكندرية. دار التعليم الجامعي.
مجيد، حيدر علاء. (2021). التوعية الصحية والبيئية في كتاب العلوم للمرحلة المتوسطة. مجلة الدراسات المستدامة. الجمعية العلمية للدراسات التربوية المستدامة، 3(1)،   222- 235.
محسن، عبد الرضا ناصر. (2017). استراتيجية الاستدامة البيئية ودورها في ضمان التحسين المستمر لأداء المؤسسة الجامعية: دراسة استطلاعية لعينة من تدريسي الجامعات والكليات في محافظة البصرة. مجلة الاقتصادي الخليجي. جامعة البصرة. مركز دراسات الخليج العربي، 34، 20- 42.
محمد، محمد حمدي زكي. (2023). الجامعات ذات التوجه نحو الاستدامة البيئية: دراسة مقارنة لجامعات واترلو الكندية وجريفيث الأسترالية وأسوان المصرية. المجلة التربوية. كلية التربية. جامعة سوهاج، 106(2)، 1175- 1402.  DOI:  10.21608 / EDUSOHAG.2023.286693
محمود، إسراء كامل. (2022). قائمة مقترحة بالمفاهيم اللازمة لتنمية المواطنة البيئية من خلال التربية الفنية للمتعلمات المتسربات من التعليم بمدارس الفصل الواحد. دراسات تربوية واجتماعية. كلية التربية. جامعة حلوان، 28 (2)، 190- 222.
محمود، دينا خالد سليمان. (2018). دور التعليم الجامعى فى تحقيق الاقتصاد الأخضر فى ضوء التنمية المستدامة. دراسات في التعليم الجامعي. مركز تطوير التعليم الجامعي. كلية التربية. جامعة عين شمس، 39، 197- 242.
محمود، هناء فرغلي علي. (2022). واقع مفهوم الاقتصاد الأخضر لدى طلبة كلية التربية بجامعة أسيوط ودور التعليم في تطويره: دراسة ميدانية. مجلة البحث في التربية وعلم النفس. كلية التربية. جامعة المنيا، 37(3)، 825- 920.
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. (2022). الحياد الكربوني نحو آفاق عالمية لتحقيق التنمية الاجتماعية. متاح على: https://www.idsc.gov.eg/Article/details/6816, 24/9/2023, 2:42AM.
مشكور، سعود. (2021). المسؤولية البيئية. دار زاد. عمان. الأردن.
منظمة الأمم المتحدة (2012)، "المستقبل الذي نصبو إليه"، مؤتمر الأمم المتحدة ريو +20 للتنمية المستدامة، البند 10 من جدول الأعمال، الوثيقة الختامية للمؤتمر، في الفترة من 20-22 يونيه 2012م، ريودي جانيرو، البرازيل.
مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، 5 - 6 يونيو 1972. ستوكهولم. السويد.  متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/stockholm1972, 10/7/2023, 5:37PM.
مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، 26 أغسطس - 4 سبتمبر 2002، جوهانسبرغ، متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/johannesburg2002, 10/7/2023, 5:45PM.
مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، 20 - 22 يونيو 2012. ريو دي جانيرو.  البرازيل. متاح على: https://www.un.org/ar/conferences/environment/rio2012, 10/8/2023, 4:05PM.
وزارة البيئة المصرية. المجلس الوطني للتغيرات المناخية. (2019). تشكيل المجلس الوطني للتغيرات المناخية.
وزارة البيئة المصرية. المجلس الوطني للتغيرات المناخية. (2021). الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050. القاهرة.
وزارة البيئة المصرية.  عن التغيرات المناخية. متاح على:
 https://www.eeaa.gov.eg/Topics/78/30/49/Details,24/9/2023, 11:38        AM.
وزارة البيئة المصرية. مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. (2011). الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث الناجمة عنها.
وزة، خميس حامد عبد الحميد. (2017). فاعلية برنامج تدريبي للمعلمين في تعليم القيم وأثره في إكسابها لطلابهم. مجلة كلية التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 176، 221- 321.
وطفة، على أسعد. (2022). التأصيل البيداغوجي لمفهوم التربية البيئية نحو منظور جديد للمفهوم في سياق فلسفي. مجلة التربية. كلية التربية. جامعة الأزهر، 193(4)،      1- 41.
وهيبة، مقدم. (2021). دور الجامعة في دعم ممارسات الابتكار الأخضر: تجربة الجامعات الألمانية. مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية. قسم العلوم الاقتصادية. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير. جامعة زيان عاشور. الجلفة، 5(1)،  147- 162.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانيًا- المراجع الأجنبية:
Abbas, A., A.& Ali, R.,H.(2023). College students' perceptions of environmental sustainability and its impact on environmental citizenship. AIP Conference Proceedings, 2776(1), Conference: 1st International Conference on Achieving the Sustainable Development Goals (1st ICASDG2022) 6–7 June 2022, Istanbul, Turkey. https://doi.org/10.1063/5.0137271.
Álvarez, L.& Coolsaet, B.(2018). Decolonizing Environmental Justice Studies: A Latin American Perspective. Capitalism Nature Socialism, 31(2), 50-69. DOI:
 Andreas, H.&  Pedro, R. (2018). New thinking in environmental citizenshipScience Impact Ltd, 8, 52- 54.
Ariza, M.R.; Boeve-de Pauw, J.; Olsson, D.; Van Petegem, P.; Parra, G.; Gericke, N. Promoting Environmental Citizenship in Education: The Potential of the Sustainability Consciousness Questionnaire to Measure Impact of Interventions. Sustainability 2021, 13, 11420, 1-20. https://doi.org/10.3390/ su132011420.
Asah, S. T., Bengston, D. N., Westphal, L. M., & Gowan, C. H. (2018). Mechanisms of children’s exposure to nature: Predicting adulthood environmental citizenship and commitment to naturebased activities. Environment and Behavior, 50 (7), 807-836. DOI: 10.1177/0013916517718021.
Berkowitz, A.,R., Ford, M.E.& Brewer, C.,A. (2005). A framework for integrating ecological literacy, civics literacy, and environmental citizenship in environmental education. New York. Cambridge University Press, Cambridge.
Center for Sustainable Systems. (2022). Environmental Justice. Center for Sustainable Systems. University of Michigan. Environmental Justice Factsheet. Pub. No. CSS17-16.
 D’Arco, M.& Marino, V. (2021). Environmental citizenship behavior and sustainability apps: an empirical investigation. Transforming Government: People, Process and Policy, 16(2), 185-202. DOI 10.1108/TG-07-2021-0118.  
Dampson, D., G.& Edwards, A., K.(2019). Strategic Thinking, Leadership and Governance for African Universities: Lessons from Successful Universities. n book: Strategic Management. DOI:10.5772/intechopen.81196.
EPA. (2022). Learn About Environmental Justice.
European Network for Environmental Citizenship – ENEC (2018). Defining Education for Environmental Citizenship. Retrieved from https://enec-cost.eu/our-approach/education-for-environmental-citizenship/. 20/6/2023, 4:07PM.
European Network for Environmental Citizenship. (2022). REEC 2022: 2nd International Conference of International Researchers of the Education for Environmental Citizenship 2022. Retrieved from: https://enec-cost.eu/ireec22/, Accessed on 19/9/2023, 6:01PM.
Georgiou, Y.; Hadjichambis, A.C.; Hadjichambi, D. (2021). Teachers’ Perceptions on Environmental Citizenship: A Systematic Review of the Literature. Sustainability, 13, 2622, 1-29. https:// doi.org/10.3390/su13052622.
Grau, J.,B., Tarquis, A.M., Martín-Sotoca, J.J., & Antón, J.M. (2019). High level education on integrated water resources management for sustainable development. Journal of Technology and Science Education, 9(3), 295-307. https://doi.org/10.3926/jotse.361.
Hadjichambis, A.& Reis, P.(2018). New thinking in environmental citizenship: Education for Environmental Citizenship. Impact 2019(9), 52- 54. DOI:10.21820/23987073.2019.9.24.
Hadjichambis, A.,C.; Paraskeva-Hadjichambi, D.; Sinakou, E.; Adamou, A.; Georgiou, Y.(2022). Green Cities for Environmental Citizenship: A Systematic Literature Review of Empirical Research from 31 Green Cities of the World. Sustainability, 14 ( 16223),  1-30. https://doi.org/ 10.3390/su142316223.
Jørgensen, F., A.& Jørgensen, D.(2021). Citizen science for environmental citizenship. Conservation Biology, 35 (4), 1344- 1347. DOI: 10.1111/cobi.13649.
Kalaitsidaki, M.; Baltsioti, E.(2022). Environmental Citizenship of Students of Primary Education of a Greek University. Environ. Sci. Proc., 14(15). 1-4. https://doi.org/
 10.3390/environsciproc2022014015.
 Karatekin, K., & Uysal, C. (2018). Ecological citizenship scale development study. International Electronic Journal of Environmental Education, 8(2), 82-104.
Larsen, B., H. (2014). Environmental  Citizenship  and  Electric Vehicles:  A  Case  Study  of  Norway  and  Denmark,  Master  of  Science  in  Global Studies. Lund University.  Department of Political Science.
Le Ber, J., M.; Gregory, J., M.(2004). Becoming green and sustainable: a Spencer S. Eccles Health Sciences Library case study. Journal of the Medical Library Association, 92(2): 266–268.
Meerah, T.S., Halim, L. & Nadeson, T. (2010). Environmental citizenship: What level of knowledge, attitude, skill and participation the students own?. Procedia  Social and Behavioral Sciences .2 (2), 5715-5719. DOI:10.1016/j.sbspro.2010.03.933.
Mueller, H.(2011) Sustainable citizenship as a key to sustainability: Establishing a common ground on technology use in New Zealand’s dairy sector . A thesis submitted in partial fulfilment of the requirements for the degree of Master of Social Science at The University of Waikato.
Nunnally, J. C., & Bernstein, I. H. (1994). Psychometric theory          (3rd ed.). New York: McGraw-Hill.
Pallett, H.(2017). Environmental citizenship. in The International Encyclopedia of Geography: People, the Earth, Environment, and Technology’, edited by Douglas Richardson, Noel Castree, Michael Goodchild, Audrey Kobayashi, Weidong Liu and Dick Marston.
Park, A.(2009). Everybody’s Movement: Environmental Justice and Climate Change. Washington. Environmental Support Center Washington,
Pettinger, T.(2018). Environmental sustainability – definition and issues. Economics. Retrieved from: https://www.economicshelp.org, 8/7/ 2023, 1:07AM.
Sarbaini, F.(2020). Evaluation of Environmental Citizenship Levels and Their Implications Against Ecological Values and Practices; How about Prospective Teacher Students. Advances in Social Science, Education and Humanities Research, 55, Proceedings of the 2nd International Conference on Social Sciences Education               (ICSSE 2020), 211- 217.
Schild, R.(2016). Environmental Citizenship: What can Political Theory Contribute to Environmental Education Practice?. the Journal of Environmental Education, 47 (1), 19- 34. DOI:
 10.1080/00958964.2015.1092417.
Stefano, G.; D. (2018). Citizenship and Environmental Sustainability - A Survey Study on Swedish Lund University Students            (published master thiesis). Lund University. Department of Political Science.
Svarstad, H. , Sletten, A. , Paloniemi, R.& Barton, D., N., Grieg-Gran, M. (2011). Three types of environmental justice - From concepts to empirical studies of social impacts of policy instruments for conservation of biodiversity. Report Policy Mix. Assessing the role of economic instruments in policy mixes for biodiversity conservation and ecosystem services provision. Issue (1). ISBN: ISBN 978-82-426-2273-0.
Tay, L.C.Tan, F.Y.Kirana Yahya, K. and Rasli, A. (2021), "Validation of corporate environmental citizenship measurement in Malaysia", European Business Review, 33 (2), 345-360. DOI: 10.1108/EBR-11-2018-0196.
UNFCCC.(2022). Egypt's First Updated Nationally Determined Contributions. https://unfccc.int/sites/default/files/NDC/202207/Egypt%20Updated%20NDC.pdf.pdf, 9/7/2023, 5:10PM.
Yadav, S.,K.; Banerjee, A., Jhariya, M.,K.;  Meena, R., S; Raj, A;  Khan, N; Kumar, S. & Sheoran, S.(2021). Environmental Education for Sustainable Development.