نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 طالب دكتوراه - قسم التربية الخاصَّة كلية التربية - جامعة الملك سعود
2 أستاذ التربية الخاصَّة المشارك - قسم التربية الخاصَّة كلية التربية - جامعة الملك سعود
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
وِجهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم في جامعة الملك سعود
إعــــــــــــــــــــــداد
معاذ بن فهد بن عبدالعزيز الحلوان
طالب دكتوراه - قسم التربية الخاصَّة
كلية التربية - جامعة الملك سعود
د/ بدر بن ناصر بن محمد القحطاني
أستاذ التربية الخاصَّة المشارك - قسم التربية الخاصَّة
كلية التربية - جامعة الملك سعود
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد الحادى عشر– نوفمبر2023م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص العربي:
هدفت الدراسةُ الحالية إلى معرفة وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم في جامعة الملك سعود بالرياض. وتكوَّن مجتمع الدراسة من (178) من هؤلاء الطلبة، وقد اختِيروا بطريقة قَصْدية. ولتحقيق أهداف الدراسة فقد استُخدِمَ المنهجُ النوعيُّ، ممثلًا بتحليل الظاهرة، حيث استُخدمت المقابلة المنظمة لجمع المعلومات.
وقد أظهرت نتائج الدراسةِ ملاءمةَ أسلوب التعليم بالمناقشة وبالتعليم الإلكترونيِّ في تدريسهم بالسنة التأهيلية ببرنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بكلية التربية والسنة التحضيرية بالسنة الأولى المشتركة والكليَّات. وتُوصي الدراسة بتشكيل لجنة علمية متنوعة التخصصات؛ لمتابعة سَيْرهم بالجامعة، وتسليطِ الضوءِ على الفلسفةِ التعليميةِ التي ترتكز عليها، ووضع لوائحَ تنظيميةٍ ولوائحَ إجرائيةٍ ملائِمةٍ، وإدماجِ التكنولوجيا في جميع المقرَّرات العلمية بطريقة فردية أو جماعية.
الكلمات المفتاحية: وِجهات نظر - الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع - الأساليب التعليميَّة - جامعة الملك سعود.
Abstract:
This study aims to identify the perspectives of deaf and hard of hearing students’ with the appropriate educational methods to be used for the students King Saud University in Riyadh. The study population consists of (178) of these students. They have been chosen on purpose way. To achieve the study aims the qualitative approach was used, represented by the analysis of the phenomenon. An interview was conducted to collect data.
The results of the study showed the suitability of the teaching method through discussion and e-learning in their teaching for the students enrolled in the Qualifying Year of the Higher Education Program for male and female deaf and hearing-impaired students at the College of Education and the Preparatory Year in the Common First Year and colleges. The study recommends forming a multidisciplinary scientific committee to supervise their progress at the university, shed light on the philosophy of such institutions, develop appropriate organizational and procedural regulations, and integrate technology into all theoretical or applied scientific courses individually or collectively.
Keywords: perspectives, deaf and hard of hearing students, educational methods, King Saud University.
المدخل إلى الدراسة
المقدمة:
يُعدُّ التعليم هدفًا منطقيًّا تسعى إليه جميع الدول النامية والمتقدمة على حدٍّ سواء؛ لأنه المحرك الأساس - بلا شك- للتقدم في جميع المجالات المتنوِّعة للحياة العصرية. وقد تطوَّر الاهتمام في عصرنا هذا ليشملَ توفير التعليم والتعلُّم لجميع أفراد المجتمع مهما كانت قدراتهم وإمكاناتهم -ومنهم الأفراد ذوو الإعاقة- إيمانًا بأهمية استثمار قدراتهم لدفع عجلَةِ التَّنميةِ الشاملة في المجتمع للأمام، حيث قُدِّمت لهم العديد من البرامج التعليمية، والكثير من الخدمات المسانِدةِ، والتنوع في التسهيلات البيئية اللازمة. ولم يقتصر ذلك على المراحل الابْتدائيةِ والمتوسطةِ والثانوية كما كان سابقًا؛ وإنما شمل مراحل التعليم العالي: الدبلوم، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه.
ويشير تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 1437هـ، الموافق 2016م , 2016)[AHDR] Arab Human Development Report) إلى أنَّ التعليم العالي يُعتبر الأداةَ ذات الفاعلية العالية لتلبية احتياجات هذا العصر التقني سريع النمو والتطور، ومواكبة كافة مستحدثاته التعليمية المتفاوتة من حيث مستوى الصعوبة، وركنًا أساسيًّا ينهض به جميع أفراد المجتمع بلا استثناء؛ لتحقيق تطوره المتمثل في الوصول للمستويات العُليا تعليميًّا بجودة منجزات أبنائه وبناته المنتظمين بها تحصيليًّا، وربطها بمدى ملاءمة الخدمات المسانِدة والتعليمية المقدَّمة لهم على حدٍّ سواء بهذه المؤسَّسات في الوقت والمكان المناسبَيْنِ بشكل علمي دقيق (الأمم المتحدة، 2023).
إنَّ استقبال المعلومات يعتمد -بشكل كبير- على حاسَّة السَّمْع التي تُعد من أهم المدخلات لتلقي المعلومات؛ وهذا ما جعلها ذات أهمية بالغة في ذلك -بلا شك- حيث يفتقدها الطلبة الصُّم كليًّا وضِعافُ السَّمْع جزئيًّا، بحيث لا يستَفيدُونَ منها بشكل كامل أو بشكل جزئي في مراحل تعليمهم المختلفة: التمهيدي، والابتدائي، والمتوسط، والثانوي، وفي المرحلة ما بعد الثانوية على وجه الخصوص؛ ممَّا يستدعي البحث بشكل رسمي عن أساليب تَعليميّة وتعلُّمية حديثة تلائم وضعَهم الحالي حسب درجة الفقدان السمعي التي يعانون منها، وقدراتهم وإمكاناتهم الخاصَّة (التويجري، 2014).
ويؤكد شانج (Cheng, 2019) أنه نتيجةً لتطورِ التعليم في جميع المجالات، ولجميع فئات المجتمع بلا استثناء؛ فقد أتيحت الفرص المتنوعة نحوَ التعليم للطلبةِ الصُّم وضِعاف السَّمْع لالتحاقهم بمؤسَّسات التعليمِ العالي، ومواصَلة دراستهم مع أقرانهم من السامعين جنبًا إلى جنب بنفس القاعات الدراسية؛ ممَّا يستدعي ضرورة الاعتناء بالأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم من قِبل أعضاء هيئةِ التّدريسِ الذين يتولَّون تدريسهم بهذه المؤسسات؛ من حيث تكييفُها، وتحديثُها، والبحث عن الأساليب الحَدِيثة الملائِمة لطبيعة قدراتهم وإمكاناتهم المتفاوتة بينهم.
كما أنَّ هذه التطورات الهائلة في جميع دول العالم المتقدمة، والقليل من الدول النامية، تتطلب من أعضاء هيئة التدريس تطوير الأساليب التعليمية التي يستخدمونها مع طلبتهم؛ لمواجهة تلك التغيرات التعليمية المستمرة، حيث بَدأت مؤسساتُ التعليم العالي بالبحث عن الأساليب الحديثة -كأسلوب التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد- بدلًا من التقليدية -كأسلوب التعليم بالمحاضرة- التي كانت سائدة عقودًا من الزمن؛ لضمان سَيْرهم وَفقًا لمستَحْدثاتِ التربية الحديثة التي تركزُ على أنْ يكونَ الطلبة محورًا أساسيًّا للعملية التعليمية، وشريكًا رئيسًا في اتخاذ القرار نحوَها، واستخدامها بِشكل دقيقٍ من قِبَل هؤلاء الأعضاء المهنيين في ذلك (الحميدي، 2018).
وتُعد الأساليب التعليمية عاملًا مهمًّا في مؤسَّساتِ التعليمِ العالي نحوَ ارتفاع الدافعية التعليمية لدى الطلبة وتحسُّن أدائهم (ربيعة، 2021). هذا الرأي يعطي إشارةً واضِحةً إلى ضرورة الاعتناء بهذه الأساليب بجميع أشكالها؛ كأسلوب التعليم بالمحاضرة، وبَالمناقَشةِ، وبالاكتِشافِ، وبالعصْفِ الذِّهني، وبحل المشْكلات، وبالنمذجة، وبالتعليم الإلكتروني، وبالتعليم عن بُعد؛ لكي تلائم خصائص وقدرات الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع، وتلبي جميع احتياجاتهم التعليمية المتفاوتة بينهم؛ مما يُسهم في ارتفاع مستوى تحصيلهم التعليمي، وتوافُقهم النفسي، وتكيُّفهم الاجتماعي، وصولًا إلى اجتيازِهم جميع المقررات الدراسية؛ ومن ثَمَّ حصولهم على هذه الدرجة العلمية مقارنة بأقرانهم من السامعين الذين يشتركون معهُم بنفس القاعات الدراسية ابتداءً من السنة التحضيرية فما بعدُ.
وعلى الرغم من اتفاق الجميع على الحقوق التعليمية للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع بمؤسَّسات التعليمِ العالي التي أقرتها قوانين ذوي الإعاقة بالولايات المتحدة -كقانون تربية وتعليم الأفراد ذوي الإعاقة المحسَّنُ الصادر عام 1425هـ، الموافق 2004م , 2004)[IDEIA] Individuals with Disabilities Education Act)، وقانون الأمريكيين ذوي الإعاقة المحسَّن الصادر عام 1429هـ، الموافق 2008م
(, 2008[ADA] (Americans with Disabilities Amendments Act، وقانون فرص التعليم العالي الصادر عام 1429هـ، الموافق 2008م (, 2008[HEOA] Higher Education Opportunity Act)؛ فإنَّه يلاحَظ أنَّ هناك قلةً في الأبحاث المتعلقة بتناول الأساليب التعليمية الملائِمة لهم، ممَّا أوجدَ عندهم العديدَ من التحديات التعليمية المتفاوتة في مستوى الصعوبة أثناء فترة انتظامهم بهذه المؤسَّسات مع أقرانهم من السامعين (Black et al., 2015 Agar – Jacobsen, 2010; ;(Slayton & Llosa, 2005. وفي ضوء ذلك نشأت مشكلة الدراسة.
مشكلة الدراسة:
إنَّ تعليم الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع بمؤسَّسات التعليمِ العالي من خلال الأساليب التعليمية التقليدية يُعد الأكثرَ استخدامًا بهذه المؤسَّسات، وهذا ما تؤكده دراسة كل من: (إسليم، 2019؛ الطائي، 2020؛ المصري وأبي جابر، 2022؛ المخلافي، 2022)؛ ممَّا يُظهر الحاجة الماسَّة إلى التركيز على أساليب تعليمهم، وبأحدث الفَنيّات التَّدرِيسيّة داخل القاعات الدراسية وخارجها؛ بهدف استمرارهم بهذه المؤسَّسات، وإتاحة كافة الفُرص التعليمية والخدْماتِ المسانِدة والتعليمية الموازية لأقرانهم من السامعين الذين يتلقَّون تعليمهم معهُم جنبًا إلى جنب، والوُصُول للأهداف المرجوَّة بها، وهذا ما تؤكد عليه اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة -ومنهم الصُّمّ وضِعاف السَّمْع- الصّادرة عام 1427هـ، الموافق 2006م
, 2006) [CRPD] (Convention on the Rights of Persons with Disabilities في مجال أهمية تمكينهم من التعليم العالي أسوةً بأقرانهم من السامعين.
ويذكر السالم (2016) أنَّ الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع يُعانون من انخفاض مستوى التحصيل التعليمي بجميع المقررات العلمية، وبكافة مراحلها -وبالأخَصِّ مرحلة ما بعد الثانوية- وهذا يستلزم تكاتف الجهود الرسمية -ممثلةً بالمؤسَّسات ذات العلاقة- التي ينتظمون بها مَعَ أَقْرَانِهِم من السامعين جنبًا إلى جنب بنفس القاعات الدراسية؛ لدراسة هذه المشكلة التعليمية التي تمثل عائقًا رئيساً لهم، والوقوف على أبرز مقوماتها الأكاديمية؛ سعيًا إلى المضي قُدمًا نحوَ الأساليب التعليمية الملائِمَةِ التي تَقُود إلى الحلول العلمية للواقع الحالي لهم داخلَ هذه المؤسسات نحوَ التَّحسِين والتَّطْوِير.
وتشير العديد من الدراسات الأجنبية (Long, 2002; Liversidge, 2003; Boutin, 2008; Qi & Mitchell, 2011; Powell et al., 2013; Cheng, 2019; Haider, 2021) ، وأيضًا العديد من الدراسات العربية (المنيعي، 2014؛ العايدي، 2015؛ القحطاني، 2015؛ الزهراني، 2015؛ حنفي، 2018؛ الرويتع، 2021)، إلى ما يفيد بحصول بعض الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع بمؤسَّسات التعليمِ العالي على درجاتٍ منخفضةٍ في التحصيل التعليمي، بالإضافة لارتفاع معدلات نسبة التسرب من هذه المؤسَّسات في وقتٍ مبكرٍ من انتظامهم بها، وهذه النَّتِيجة تثير العديد من التساؤلات حول الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم داخل القاعات الدراسية وخارِجَها. وعَلَى الرَّغم من تناول العديد من الدراسات الأجنبية للأساليب التعليمية لهم بهذه المؤسَّسات ; Black et al., 2015) Christine et al., 2005 ; Richardson et al., 2004; Richardson et al., 2000)، فإنَّ تناوُلَ هَذِهِ الأساليب ومدى ملاءمتها -من وِجْهات نظر الطلبة أنفسِهم- لم يحظَ بالاهتمام الكافي والنظرة المتبصرة مِنْ قِبَل الباحثين الأكاديميين.
وبناءً على ما تقدَّم؛ ونظرًا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين التي تسعى إلى جودة العملية التعليمية والتعلُّمية، وفي ظل حرص حكومة المملكة العربية السعودية على النُّهُوضِ بمستوى جودة هذه العملية للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع من خلال رؤية المملكة 2030، ولِنَقْص المعلومات والإحصائيات المؤسَّسية عن الأساليب التعليمية الملائِمة لهم في مؤسَّسات التعليمِ العالي؛ يرى الباحث الأهمية القصوى للتعرُّف على هذه الأساليب في التعامل مع هذه الفئات الخاصَّة؛ من خلال اسْتِقْصَاء وِجْهات نظر الطلبة أنفسِهم. ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: ما وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليبِ التعليميةِ المستخدَمة معهُم في جامعة الملك سعود؟ وسَوْفَ تحاول الدراسة الحالية الإجابة عنه بالتَّفْصِيل.
أهداف الدراسة:
أهمية الدراسة:
حدود الدراسة:
الحدود الموضوعية:
اقتصرت الدراسة الحالية على معرفة وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم في جامعة الملك سعود.
الحدود الزمانية:
طُبِّقت الدراسة خلال الفصل الدراسي الأول لعام 1445هـ، الموافق 2023م.
الحدود المكانية:
طُبِّقت الدراسة في كليات جامعة الملك سعود بالرياض في المملكة العربية السعودية.
الحدود البشرية:
طُبِّقت الدراسة على مجتمع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع بجامعة الملك سعود بالرياض.
مصطلحات الدراسة:
الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع Deaf and Hard of Hearing Students:
ويُعرَّفون إجرائيًّا بأنهم: الطلبة فاقدو السَّمْع كليًّا المنتظِمون في جامعة الملك سعود.
ويُعرَّفون إجرائيًّا بأنهم: الطلبة ضعيفو السَّمْع المنتظمون في جامعة الملك سعود.
الأساليب التعليمية Teaching Methods:
تُعرَّف بأنها: "الكيفية التي يقوم بها الأستاذ أثناء قيامه بتقديم الدرس، ومساعدة طلابه في تحقيق أهدافهم. وتختلف هذه الطَّريقة من معلم إلى آخر حسب الأسلوب الذي يُحْسنه ويميِّزه عن غيره من المعلمين" (ربيعة، 2021، ص. 9).
وتعرَّف إجرائيًّا بأنها: الفنيَّات -القديمة أو الحديثة- التي يتبعها أعضاء هيئة التدريس مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في جامعة الملك سعود؛ للوصول الممَنهج علميًّا، ممثلًا بتحقيق الأهداف التعليمية المحددة بفترة زمنية، خلال "تِرْم" دراسي أو أكثر.
جامعة الملك سعود King Saud University:
تُعرَّف بأنها: "مؤسَّسة أكاديمية مستقلة غير هادفة للربح، تقع تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض" (ويكيبيديا الموسوعة الحرة، 2023، ص. 1).
وتعرَّف إجرائيًّا بأنها: مؤسَّسة حكومية تعليمية تعلُّمية تقدِّم خدماتها المسانِدة والتعليمية للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين بها، بعد تخرُّجهم من المرحلة الثانوية؛ لمواصلة مسيرتهم التعليمية وحصولهم على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وللإجابة عن سؤال الدراسة الرئيس تحقيقًا لهدفيه؛ فقد اطَّلع الباحث على الأُطُر النظرية والدراسات السابقة -العربية والأجنبية، القديمة والحديثة- التي تناولت وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم في مؤسَّسات التعليمِ العالي، وذلك بالإجابة عنه بالتفصيل، بالإضافة إلى ذِكْر العديد من هذه الدراسات، وذِكْر المنهجية المتبَعة، ومجتمع الدراسة المنحصر بجامعة الملك سعود بالرياض، وما توصلت له هذه الدراسة من نتائج، وخلاصة هذه النتائج، وانتهاءً بتوصيات عامة انبثقت من هذه النتائج.
الإطار النظري
وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم في جامعة الملك سعود:
إنَّ الحاجة الأساسية للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع تحتِّم استخدام الأساليب التعليمية الملائِمة؛ التي تسهم في استيعابهم لمواضيع المقررات العلمية -سواء النظرية أو التطبيقية- بما تحتويه من معارفَ متنوعةِ المجالات تتيح لهم أقصى قدرٍ من فرص التحصيل التعليمي، والتوافق النفسي، والتكيف الاجتماعي؛ للحد من انخفاض مستواهم في استيعاب هذه المعارف الأساسية التي تُعد معيارًا رئيسًا للنجاح في هذه المقررات؛ نتيجة استخدام الأساليب غير الملائِمة؛ ممَّا يؤدي إلى صعوبة اجتيازهم التعليمي، وعدم توافُقهم النفسي وتكيُّفهم الاجتماعي مقارنة بأقرانهم من السامعين، والذي يدفعهم نحوَ التسرب من القاعات الدراسية في وقت مبكر من انتظامهم بهذه المؤسسات
(Bisol et al., 2010).
كما أنَّ مؤسَّسات التعليمِ العالي لم تستعدَّ لاستقبال الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع؛ وإنما استعدادها تركَّزَ نحوَ أقرانهم من الطلبة السامعين من حيث التنوع بالأساليب التعليمية المستخدَمة في عرض وشرح محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية، ممَّا ينعكس سلبًا على الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع بشعورهم بعدم المساواة، وعدم تقبلهم لأعضاء هيئة التدريس المكلفين بتدريسهم، وأقرانهم من الطلبة السامعين الذين يشتركون معهُم بنفس القاعات الدراسية، وأيضًا ينعكس على وِجْهات نظرهم نحوَ التوجه السلبي الذي يرسخ التصورات غير المحفزة لهم بأنهم غير قادرين على تجاوز هذه المرحلة العلمية، بالإضافة إلى إحساسهم بأنهم عبء على هذه المؤسَّسة، وكوادرِها، وطلبتِها، وفي الأخير يصل بهم الأمر إلى مغادرة مقاعد الدراسة في وقت مبكر من انضمامهم لها (Komesaroff & McLean, 2006).
إنَّ الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع لديهم القدرات العقلية المساوية لأقرانهم من السامعين، وفقًا لمقاييس الذكاء المعيارية -كمقياس وكسلر، ومقياس ستانفورد بينيه- مما يسهم في تقبلهم للأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم بكافة المؤسسات التعليمية بلا استثناء، خصوصًا مؤسسات التعليم العالي، والاستفادة منها في استيعاب محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية؛ إذا توافرت جميع متطلبات البرنامج التعليمي الـمُسانِدة والتعليمية على حدٍّ سواء، والخطَط التَّعْلِيمية القائمة على أسس ممنهجة علميًّا، بالإضافة إلى كفاءة الكوادر الأكاديمية، وخبرتهم الطويلة في العَمَلية التدريسية؛ وذلك بتهيئة البيئة التعليمية لهم؛ بإبعاد كافة المشتتات والضوضاء، وتقديم ما يحتاجون إليهِ من خدمات مُسانِدة وتعليمية في الوقت والمكان المناسبَيْن؛ بهدف حصولهم على المادة العلمية، وتَفَاعُلهم مع أقرانهم من السامعين بكل إيجابية
(عطا، 2020).
وفي ذات السياق يؤكد موريس ومارتن (Moores & Martin, 2006) أنَّ القدرات العقلية التي يمتلكها الطلبةُ الصُّم وضِعاف السَّمْع طبيعية ومساوية لأقرانهم من السَّامعين، وأنَّ ما توصلتْ له العديد من الدراسات من تدني مستوى التحصيل التعليمي لديهم يرجع -بشكل رئيس- إلى عدم ملاءمة المناهج المقررة عليهم بالمؤسسات التعليمية، واستخدام الأسلوب التعليمي غير الملائِم معهُم، والذي لا يفضِّلون إيصال المعلومات إلى أذهانهم من خلاله؛ ممَّا يتطلب تنوعًا مهاريًّا في استخدام الأسلوب الملائِم وفقًا لكل موضوع تعليمي أو مقرر دراسي على حِدَة.
إنَّ أفضل الأساليب التعليمية التي تؤدِّي عملها اللازم الذي اختيرت من أجله، وَفقًا لعناصرها الأساسية ومهاراتها الخاصَّة التي ترتكز عليها، مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع؛ هي نفسُها الملائِمة لأقرانهم من السامعين في كافة البيئات التعليمية بلا استثناء من حيث: عرض، وشرح محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية -سواء النظرية أو التطبيقية- والتغذية الراجعة؛ بهدف وصول المعلومات إلى أذهان هؤلاء الطلبة بشكل دقيق، ممَّا سوف يُسهِم في تَقَبلِهِم لها، ورضاهم الدائم عن استخدامها معهُم داخل القاعات الدراسية وخارجها، ومن ذلك تترسخ لديهم وِجْهات النظر الإيجابية نحوَ هذا الأسلوب الملائِم بالنسبة لهم دونَ غيره من الأساليب الأخرى غير الملائِمة لهم (Stainback & Stainback, 1984).
ويرى المصري والأقرع (2013) أنَّ ما يُسهِم بشكل إيجابي في جودة العملية التعليمية واجتياز الطلبة بمؤسَّسات التعليمِ العالي هذه المرحلة العلمية هو اخْتِيَار الأسلوب التعليمي الملائِم لهم، حيثُ من خلال وِجْهات نظر الطلبة الإيجابية له فقد بدأ يزداد استخدام أعضاء هيئة التدريس للأساليب التي تضيف إلى المعرفةِ المتعةَ والإثارةَ والتشويقَ وجذبَ الانتباه، وتُبعد عنهم الروتينَ والمللَ والخمولَ، كأسلوبِ التعليم بالاكتشاف، وبالعصف الذهني، وبحل المشكلات؛ نتيجة تفاعل الطلبة الإيجابي بعضهم مع بعض، بالإضافة إلى تفاعُلهم مع هؤلاء الأعضاء أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية.
كما يلاحَظ أنَّ الأساليب التعليمية المستخدَمة في مؤسَّسات التعليمِ العالي مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع غير ملائِمة في أغلب المواقف التدريسية داخل القاعات الدراسية؛ إذ لا تساير المستحدثات التربوية في هذا العصر التقني سريع التغير والتطور، كما أنَّها لا تَتَناسَب مع قدراتهم وإمكاناتهم، وأيضًا لا تأخذ بعين الاعتبار درجة الفقدان السَّمْعي المتفاوتة بينهم، ولا يمكنهم من خِلَالها استيعاب محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية سواء النظرية أو التطبيقية؛ ممَّا انعكس سلبيًّا على وِجْهاتِ نَظَرِهم بعدم قدرتهم على تحقيق طموحاتهم التعليمية باجتياز هذه المرحلة العلمية مقارنة بأقرانهم من السامعين الذين يشتركون معهُم جنبًا إلى جنبٍ بنفس القاعات الدراسية، وأدَّى إلى ظاهرة انسحاب أغلبهم من هذه المؤسَّسات في وقت مبكر من انتظامهم بها (خليفة، 2016).
ويؤكد السالم والحذني (2017) أنَّ الأداء التعليمي المنخفض للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في مؤسَّسات التعليمِ العالي كان نتيجةً لاعتماد أَعْضَاء هيئة التدريس المكلفين بتدريسهم على الأساليب التقليدية -المتمثلة في أسلوب التعليم بالمحاضرة- في عرض وشرح محتوى المنهج العلمي داخل القاعات الدراسية وخارجها، وهذا ما يشير إليه الواقع الحَالي في أغلب هذه المؤسَّسات -إنْ لم يكن في جميعِها- بالمملكة العربية السعودية؛ حيث يُعد من العوامل الرَّئيسَة في ضعف اندماجهم في العملية التعليمية وتعزيز دافعيتهم نحوها، ممَّا ينعكس سلبًا على انخفاض تحصِيلهم التعليمي، وعدم توافقهم النفسي وتكيفهم الاجتماعي، وعدم اجتيازهم هذه المرحلة العلمية مقارنة بِأَقرَانهم من السامعين.
وفي ذات السياق تؤكد الجاسر (2019) أنَّ أَهَمَّ المشكلات التعليمية المستعصية التي ما زالت تواجه الطلبةَ الصُّمَّ وضِعافَ السَّمْع من وِجْهات نظرهم في مؤسسات التعليم العالي تنحصر -في الغالب- في عدم استخدام الأسلوب التعليمي المفضَّل لديهم وفقًا لتكيفهم معه خلال المراحل الدراسية السابقة، أو المستويات الدراسية التي سبقت هذا المستوى الدراسي، أو حصولهم على النواتج الإيجابية نهاية الترم الدراسي الذي كان فيه وسيطًا لوصول المعلومات إلى أذهانهم؛ ونتيجة لذلك -في الغالب- تنعكس سلبًا على أدائهم داخل هذه المؤسسات، ممَّا ينعكس على تطورهم التعليمي، وربما يكون سببًا رئيسًا في ضعف تحصيلهم التعليمي، وعدم توافقهم النفسي وتكيفهم الاجتماعي مقارنة بأقرانهم من السامعين.
وكما يلاحَظ فإنَّ هذه السلبيات أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية وخارجها، وأيضًا المخرَجات التعليمية منخفضة المستوى لدى أغلبية الطلبة؛ ربما تكون نتيجة استخدام الأساليب التقليدية بدلًا من الحديثة، خاصَّةً في أغلب الدول العربية –إن لم يكن جميعها- ممَّا يُفقد الطلبة أيضًا اكتساب مهارات التفكير الناقد والإبداعي، ويحد من تنشيط العمليات العقلية العُليا لديهم؛ كالاستنباط، والتحليل، والمقارنة، والربط، وهذا ما توصَّل له مؤتمر التطوير الدَّوْلي الذي عُقد في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1407هـ، الموافق 1987م من نتائج، وذُكر فيه أنَّ الأسّالِيبَ التقليدية -وأبرزها أسلوب التعليم بالمحاضرة- تركِّز على المتابعة والإصغاء، وتدوين المعلومات، والحفظ فَقَط، وتُغفِل جميع محفِّزات التفكير الإبداعي والناقد، وما يُسهِم في تنشيط العمليات العقلية العُليا لديهم (الرشيدي، 2012).
وفي المقابل؛ أظهرت دراسة فوستر وآخرين Foster et al., 1999)) -التي أجراها حول التجربة التعليمية والتعلُّمية للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في مؤسَّسات التعليمِ العالي- أنَّ وِجْهات نظرهم في هذه العملية بكافة جوانبها -ومنها أنواع الأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم- هي نفس وِجْهات نظر أقرانهم من السامعين نحوَ ذلك، لكنَّهم يشعرون ببعض النقص غير واضح المسوغات المبررة علميًّا في بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر في تفاعلهم الإيجابي أَثْنَاء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية وخارجها من عدم اندماجهم بشكل كامل مع أقرانهم الذين يشاركونهم نوع الفقدان السمعي، وأقرانهم من السامعين، وأعضاء هيئة التدريس.
من الاستعراض الأدبي أعلاه يتضح أنَّ التعرف الدقيق على الأساليب التعليمية الملائِمة مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في جامعة الملك سعود هو أحد الحلول الرئيسة التي يجب التركيز عليها بشكل رسمي في سبيل حلِّ مشكلة انخفاض المستوى الحالي للأداء التعليمي، وعدم التوافق النفسي والتكيُّف الاجتماعي، بالإضافة إلى الحد من تزايُد أعداد هؤلاء الطلبة المتسربين منها في وقت مبكر من انتظامهم بها، وبناء وِجْهات النظر الإيجابية التي ترسِّخ التصورات ذات القُبُول بالأساليب التعليمية الملائِمة المستخدَمة معهُم، وخصوصًا الحديثة؛ مما يُسهِم في ارتفاع مستوى تحصِيلِهم التعليمي مقارنة بأقرانهم من السامعين، واجتياز هذه المرحلة العلمية دون أنْ تقف أمامَهم العديد من التحديات التي تمنعهم من هذا الاجتياز.
الدراسات السابقة
وللتعرُّف على وِجْهات نظر الطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليب التعليمية -القديمة والحديثة- المستخدَمة معهُم في اثنتين من مؤسَّسات التعليمِ العالي بالمملكة المتحدةUnited Kingdom التي يتلقَّون تعليمهم فيها مع أقرانهم من السامعين جنبًا إلى جنبٍ بنفس القاعات الدراسية؛ فقد تعرَّف ريتشاردسون وآخرون Richardson et al., 2004)) على ذلك، واعتمدت دراستهم على المنهج الكمي الوصفي الـمَسْحي، وكانت استمارة عبارات الاستبانة أداة الدراسة الوحيدة، وتكوَّنت العينة من (72) طالبًا، منهم (54) بالمؤسَّسة الأولى، و(18) بالمؤسَّسة الثانية، يمثل الطلابَ الصُّمَّ وضِعافَ السَّمْع (41)، ويمثل الطلابَ السامعين (31). وتوصَّلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من بينها أنَّ الطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع يتمتعون بالقدرات العقلية التي تمكِّنهم من فهم واستيعاب محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية مقارنةً بأقرانهم من السامعين، كما أظهرت النتائج أنَّ وِجْهات نظر الطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع والسامعين نحوَ جودة العملية التعليمية والتعلُّمية ترتبط ارتباطًا إيجابيًّا بتبنِّيهم أساليب التعليم المفضلة لديهم، وسلبيًّا غير المفضلة لديهم، كما أظهرت النتائج أيضًا تفضيل الطلاب الصُّم استخدامَ الأساليب التي تعتمد على الرؤية في أغلب وسائلها ومواردها بالعملية التواصُلية والتعليمية والتعلُّمية.
ولمعرفة وجهاتِ نظرِ الطلاب الصُّم حول ارتفاع مستوى تحصيلهم التعليميِّ الذي حصلوا عليه نتيجةَ استخدامِ برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكترونيِّ أثناء الموقف التدريسي داخل القاعاتِ الدراسية بمؤسسات التعليم العالي؛ فقد تعرَّف لرتز وآخرون (Lartz et al., 2008) في دراستِهم عليه من خِلالِ المقابلات الفَرديةِ شِبه المنظمة، والتي أَجرَوْها معهُم في جامعة ولاية إلينوي بالولايات المتحدة
University of Illinois, United States ، واعتمدوا على المنهجِ النَّوعيِّ المتمثِّلِ في تصميمِ دراسةِ الحالة الجماعية لتحليل البيانات، وتكوَّنت العيِّنةُ من (9) من الطلاب الصم بهذه المؤسَّسة. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من بينها أنهم يمتلكون وِجْهات نظر إيجابية نحوَ هذا الأسلوب، ويفضلون تبادلَ الرَّسائلِ الفورية من خلال البريد الإلكتروني الجامعي الخاص بكل طالب على حِدَة فيما يخصُّ مواضيع المنهج المقرر عليهم من قِبَلِ هذه المؤسَّسة.
ولمعرفة مستوى وِجْهات نظر الطلبة ذوي الإعاقة بمؤسَّسات التعليمِ العالي -ومنهم الصُّم وضِعاف السَّمْع- نحوَ الأساليب التعليمية القديمة والحديثة التي تُسهم -بدرجة كبيرة- في جودة العملية التعليمية لهم، وتقييم كيفية توافُق وِجْهات نظرهم نحوَ هذه الأساليب؛ فقد أجرَتْ بلاك وآخرون (Black et al., 2015) دراسة اعتمدت على المنهج النوعي من خلال تصميم استكشافي، تكونت العينة من (12) طالبًا من ذوي الإعاقة، و(3) طلاب من الطلبة العاديين، جميعُهم من طلبة هذه المؤسَّسات بالولايات المتحدة United States، وتوصَّلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من بينها: وجود العديد من التحديات متفاوتة مستوى الصعوبة تقف أمام العملية التعليمية والتعلُّمية للطلاب ذوي الإعاقة، كما يفضِّل الطلابُ ذوو الإعاقة والعاديون مجموعة متنوعة من الأساليب التعليمية في الغالب ليست مستخدَمة معهُم من قِبَل أعضاء هيئة التدريس لفهمهم واستيعابهم محتوى المنهج العلمي بهذه المؤسسات.
ولوجهات النظر دَورٌ فَعَّالٌ -بلا شكٍّ- في تحقيق كُلِّ ما تسعَى له مُؤسساتُ التَّعليمِ العالي من تحقيقٍ دقيقٍ للأهداف التعليمية المعتمدة بها؛ فقد اكتشف المالكي (2018) في دراسته وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ التعليم العالي بجامعة الملك سعود بالرياض، واعتمدت دراستُهُ على المنهجِ الكَمِّيِّ الوَصْفيِّ الارتِباطيِّ، وتكونت العينة من جميع الطلبةِ الصُّم وضِعاف السَّمْع الملتحقين ببرنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بكلية التربية، البالغ عددهم (141)، وتوصَّلتِ الدِّراسةُ إلى العَديدِ من النتائج، ومن بينها: رضاهم التَّامُّ عن الأسَاليبِ التَّعليمِيةِ المستخدَمةِ معهُم داخل القاعات الدراسية وخارجها بهذه المؤسَّسة، كما أظهرت النتائجُ أن استخدام برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني سَهَّلَ عمليةَ التَّواصلِ بين هؤلاء الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وأيضًا جعَل العملية التعليمية والتعلُّمية سلسة ومشوِّقة في الوقت نفسِه.
وللتعرُّف على وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع حول معرفتهم بالأساليب التعليمية المستخدَمة معهُم بمؤسَّسات التعليمِ العالي بدولة الكويت؛ فقد تعرَّف العجمي والعجمي (2022) على وِجْهات النظر هذه في دراستهما التي هدفت إلى معرفة واقع الرعاية لهم بهذه المؤسَّسات، واعتمدت دراستهما على المنهج النوعي ممثلًا في المقاربة الظاهراتية، وكان الرجوع للأدب التربوي السابق والمقابلة شبه المنظمة أداتي الدراسة الرئيستَيْن، وتكوَّنت العينة من (10) من هؤلاء الطلبة، و(10) من أعضاء هيئة التدريس ممن درَّسوا لهؤلاء الطلبة لمدة لا تقل عن عام دراسي، وتوصَّلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من بينها: عدم وجود المعرفة الكافية لدى هؤلاء الأعضاء بالأساليب التعليمية -القديمة أو الحديثة- التي تلائم قدرات وإمكانات هؤلاء الطلبة، وتلبي جميع احتياجاتهم الفريدة من نوعها، كما أظهرت النتائجُ أنَّ المناهجَ التعليميةَ مصمَّمة والأساليب التعليمية محدَّدة للطلبة السامعين فقط، كما أظهرت النتائجُ أيضًا استسلام هؤلاء الطلبة للواقع الحالي الذي يحيط بهم بأنهم غيرُ قادرين على مُسايرة أقرانهم من السامعين.
ومن خلال السرد السابق للدراسات السابقة خلال الفترة بين (2004- 2022)؛ فإنَّ هذه الدراسات -العربية والأجنبية، القديمة والحديثة- تناولت وِجْهات نظر الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليبِ التعليميةِ القديمةِ والحديثةِ بمؤسَّساتِ التعليمِ العالي من حيث: معرفتُهم بها من خلال المراحل الدراسية السابقة التي سبقت هذه المرحلة العلمية، والمستوياتُ الدراسيةُ التي سبقت هذا المستوى الدراسي؛ مما يرسِّخ لديهم التصورات الإيجابية نحوَ بعض هذه الأساليب، وتفضيلهم لأحَدِها دون الآخَر، وذلك عن قناعة تامَّة، وفقًا لقدراتهم وإمكاناتهم، وتلبيةً لاحتياجاتهم الفريدة من نوعها، ودرجة الفقدان السمعي المتفاوتة بينهم.
التعقيب على الدراسات السابقة:
اتفقت الدراسة الحالية مع دراسة Richardson et al., 2004))، ودراسة (Lartz et al., 2008)، ودراسة (Black et al., 2015)، ودراسة (المالكي، 2018)، ودراسة (العجمي والعجمي، 2022) في تناولها للأساليب التعليمية التقليدية والحديثة للطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في مؤسَّسات التعليم العالي.
كما استفادت الدِّراسةُ الحاليةُ من الدِّراساتِ السابقةِ في بيان مشكلة الدراسة، وتوضيحها، وصياغة سؤالها الرئيس، وتدوين الأهمية النظرية والتطبيقية، وإثراءِ الإطارِ النظريِّ، واختيار المنهج النوعي الذي يتناسب مع الأهدافِ والمجتمعِ المستَهدَفِ، وتحديد الأداة المناسبة. منهج الدراسة وإجراءاتها
منهجُ الدِّراسة:
اعتمدَ الباحثُ في جمْعِ بياناتِ هذه الدراسة على استخدام المنهج النوعي، ممثلًا بتحليل الظاهرة التي انبثقت من الدراسات الفلسفية والنفسية (قنديلجي والسامرائي، 2018). نظرًا لحاجة الطلبةِ الصُّمِّ وضِعافِ السمعِ للبحوث العلمية التي تتناول الظواهر التعليمية بهذا المنهجِ؛ نتيجةً لعدمِ تجانسِهم من حيث القدرات والإمكانات، والاحتياجات الفريدة من نوعها، بالإضافة إلى التفاوت الواضح بينهم في درجة الفقدان السمعي؛ بحيث يصل الباحثُ من خلاله إلى دراسةٍ علميةٍ عميقةٍ تسهمُ في الحصولِ على بياناتٍ غزيرةٍ للظاهرة محلِّ الدراسة، وذلك من خلال التجارب الشخصية للمشاركين، ووصفهم الدقيق لها (Giorgi, 2009).
مجتمع الدراسة:
اشتمل مجتمعُ الدِّراسةِ الحاليَّة على جميع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المسجلين -حاليًّا- في كشوف جامعة الملك سعود بالرياض من سَنةٍ تأهيليَّةٍ ضمن برنامج التعليم العالي لهؤلاء الطلبة، وسنةٍ تحضيريَّةٍ، وكلياتٍ، والذين يبلغ عددهم (178): عدد الطلاب (66)، وعدد الطالبات (112) (جامعة الملك سعود، 2023). وبلغ عددُ مَن خَضعوا لإجراءِ المقابلةِ من هؤلاء الطلبة على استمارة المقابلة (28) مشاركًا بما نسبته (١٦٪): عدد الطلاب (9) بنسبة (32%)، وعدد الطالبات (19) بنسبة (68%).
نتائج الدراسة، وتحليلها، ومناقشتها، وتفسيرها
ما وِجْهات نظر الطلبةِ الصُّم وضِعاف السَّمْع نحوَ الأساليبِ التعليميةِ المستخدَمةِ معهُم في جامعة الملك سعود؟
أظهرت المقابلاتُ الفرديةُ التي أجراها الباحثُ مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود بالرياض ملاءمةَ أسلوب التعليم بالمناقشة في تدريسهم؛ لتحقيقهم الوصول لمحتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية -سواء النظرية أو التطبيقية- داخل القاعات الدراسية المشتركة مع أقرانهم من السامعين جنبًا إلى جنبٍ، كما أنَّ هذا الأسلوب يحفزُ العديد من المهارات الأساسية لديهم؛ كمهارات التواصل الفعال، ومهارات العمل الجماعي، ومهارات التفكير الإبداعي والناقد، ومهارات التفكير العُليا، ومهارات حل المشكلات، ومهارات اتخاذ القرارات المناسبة؛ من خلال المناقشة الفردية، والحوار الجماعي، وتبادل الآراء والأفكار والخبرات، وتقدير التنوع فيها، كما أنه أيضًا يتيحُ لهم الفرصة لتعزيز مهارات الإصغاء التي من خلالها يستطيعون التركيز على وِجْهات نظر أقرانهم الذين يشاركونهم نوع الفقدان السمعي، وأقرانهم من السامعين، وأعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة، بحيث تطوَّر قدراتهم على فهم المفاهيم العلمية، واستيعاب المعلومات الضرورية، واكتساب المهارات اللازمة، والتعرف على الخبرات الناجحة؛ ما يسهم في ارتفاع مستوى أدائهم التعليمي، وصولًا بهم إلى اجتياز هذه المرحلة العلمية.
وذكرت الطالبة ضعيفة السمع، المنتظمة بالدراسة بالسنة التأهيلية ببرنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بكلية التربية، البالغة من العمر (19) سنة، ورمزها (ط ض ث، 13) ما نصُّه: "المحاورةُ والمناقشةُ؛ لأنه مع المحاورة نستطيع فهمَ المنهجِ وحفظَه أكثرَ، ونبدي رأينا فيه". وذكرت الطالبةُ الصماء، المنتظمة بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغة من العمر (23) سنة، ورمزها (ط ص ث، 7) ما نصه: "أفضِّلُ أسلوبَ التدريسِ غيرَ المباشر؛ وذلك كي نتمكنَ ونتشجعَ على مشاركة بعضنا بآرائنا وأفكارنا وخبراتنا". وذكر الطالب ضعيف السمع، المنتظم بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغ من العمر (22) سنة، ورمزه (ط ض ذ، 1) ما نصُّه: "أفضِّل التعليم من خلال أسلوب المناقشة؛ لأننا من خلاله نستطيع استيعاب المعلومات، وبعض أعضاء هيئة التدريس يستخدمون الأسلوبَ المفضلَ لديَّ وهو التعليم بالمناقشة، ويجب على عضو هيئة التدريس تشجيعُ الطلاب ضعافِ السَّمع على المناقشة؛ لكي يتمَّ استيعابُ المعلوماتِ بشكلٍ صحيح، ولأن المعلومات تُحفظ في الذاكرة أفضل من التعليم التقليدي". وذكرت الطالبة ضعيفة السمع، المنتظمة بالدراسة بالسنة التحضيرية بالسنة الأولى المشتركة، البالغة من العمر (19) سنة، ورمزها (ط ض ث، 19) ما نصُّه: "أفضِّل أسلوب المناقشة التعليمي؛ لأني أُبدي لهم رأيي ويُبدون لي رأيهم، وكذلك أتناقش مع الدكتورة في مقرر القراءة المنهجية بالسنة التأهيلية بكلية التربية، وكانت الدكتورة تتقبَّل بصدر رَحْب وتأخذ وتعطي معنا، وتطلب منا إبداء رأينا، وكذلك توجِّه لنا نصائحَ تساعدنا في الدخول في النقاشات". وذكرت الطالبة ضعيفة السمع، المنتظمة بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغة من العمر (22) سنة، ورمزها (ط ض ث، 2) ما نصُّه: "نريد أسلوبَ التحدُّث ببطء، والتأكُّد من مشاركة جميع الطالبات بالعَدْل، والأفضل أن تضيف مترجمة معها". وذكر الطالبُ الأصمُّ، المنتظم بالدراسة بمسار الإعاقة السمعية بقسم التربية الخاصَّةِ بكليةِ التربية، البالغ من العمر (31) سنة، ورمزه (ط ص ذ، 6) ما نصُّه: "التعاونُ وتشارُكُ الأفكار بين الطلاب، والأنشطة التعليمية المختلفة التي تضيف الحماس للتعلُّم".
وقد تُعزى هذه النتيجة إلى أن أسلوب التعليم بالمناقشة يسهم في التقليل من التحديات التي تواجه الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود؛ حيث يُعَدُّ تدريسهم تحديًا فريدًا من نوعه يتطلب من أعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة إشراكهم بالنقاشات العلمية، واتخاذ القرارات فيما يخصهم، وتقدير التنوع في آرائهم وأفكارهم ومهاراتهم وخبراتهم؛ ما يسهم بتوسعِ معارفهم، وغزارةِ معلوماتهم، وصقلِ مهاراتهم، وإبرازِ تجاربهم. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصَّل له ربيعة (2021) من أنهم يعتمدون عليه مع طلبتهم؛ بهدف تدريبهم على النقاش الفردي، والحوار الجماعي وقدرتهم عليه، واحترام آرائهم، وأفكارهم، ومهاراتهم، وخبراتهم؛ لخلق نوع من التفاعل الإيجابي فيما بينهم، ومع هؤلاء الأعضاء، وتنمية روح العمل الجماعي المثمر مع بعضهم البعض، والكشف عن مستوى استيعابهم للمعلومات، ودقة أفكارهم حولها؛ مما يسهم في التقليل من التحديات التعليمية التي تواجههم أثناء الموقف التدريسي والتي تحول دون استفادتهم واجتيازهم.
وربما تُعزى هذه النتيجةُ إلى أن أسلوب التعليم بالمناقشة ملائِم في تدريس الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية -سواء النظرية أو التطبيقية- ما يسهم في زيادة مفرداتهم اللغوية التي تحفزهم على القراءة؛ لتحقيق الوصول للإجابات الصحيحة التي تسمح لهم بالمداخلات في النقاشات الفردية والحوارات الجماعية أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية مع أقرانهم الذين يشاركونهم نوع الفقدان السمعي، ومع أقرانهم من السامعين، ومع أعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل له المعايطة (2020) من أنهُ يُعدُّ من الأساليب الناجحة في البيئات التعليمية؛ لتحفيز الطلبة على التفاعلِ الإيجابيِّ مع أقرانهم ومع هؤلاء الأعضاء؛ حيث يجعلهم يعيشون في جوٍّ نشطٍ وتفاعليٍّ جاذبٍ للانتباه ومشوقٍ يُسهم في ارتفاع حصيلتهم اللغوية من خلال الإصغاء والتركيز في النقاش، والحوار المباشر وجهًا لوجهٍ؛ لتحقيق الوصول للإجابة الملائِمة.
وقد تُعزى هذه النتيجة إلى أن أسلوب التعليم بالمناقشة يسهم في تنمية مهارات التحدث تلقائيًّا وبشفافيةٍ لدى الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود مع أقرانهم الذين يشاركونهم نوع الفقدان السمعي، ومع أقرانهم من السامعين، ومع أعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة؛ ما يسهمُ في تمكنِهم من الإلمامِ بالعناصرِ الأساسيةِ والمهاراتِ الخاصَّة لهذا الأسلوب. وتتفقُ هذه النتيجة مع ما توصَّل له المعموري (2022) من أنه يعزِّزُ لدى الطلبة فهمَهم للمفاهيم العلمية، واستيعابَهم المعلوماتِ الضروريةَ، واكتسابَهم المهاراتِ اللازمةَ، وتعرفَهم على الخبرات الناجحة؛ فتكون ذاتَ عمقٍ، وتبقى في ذاكرتهم لمدةٍ أطولَ؛ نتيجةَ النقاشات الفردية والحوارات الجماعية التي تتم بشفافية مطلقة فيما بينهم، بحيث تجعلهم أكثر قدرةً وتوازنًا أثناء التواصل مع أقرانهم، ومع هؤلاء الأعضاء.
وفي الجانبِ الآخرِ أظهرت المقابلات الفردية التي أجراها الباحث مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود تفضيلَهم لتوظيف برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني في تدريسهم داخل القاعات الدراسية، بحيث يُسهم في تمكينهم من تحقيق الوصول إلى محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية -سواء النظرية أو التطبيقية- وبما يقلل من عوائقها التي تحول دون وصول المنهج إلى أذهانهم بأسرع وقتٍ، بما يحقق الأهداف التعليمية الجامعية المرجوَّة، كما أنها تسهم -بدرجة كبيرة- في تكييف محتوى المنهج العلمي لتلبية الاحتياجات المتفاوتة بينهم، بواسطة الموارد التعليمية المتنوعة؛ كالنصوص المكتوبة، والكلام المنطوق، والرسوم والصور، والفيديوهات، والقنوات التعليمية، التي تسهم في تمكُّنهم من تحقيق الوصول لهذا المحتوى داخل القاعات الدراسية. كما أنها أيضًا تسهم -بدرجة كبيرة- في تحفيز الاستقلالية لديهم عند أداء الوجبات والتغذية الراجعةِ خارجَ القاعاتِ الدراسيَّة، باعتمادهم على هذه الموارد؛ بهدف تنفيذ هذه المتطلبات بناءً على توجيهاتِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الذين يتولَّون تدريسَهم بالجامعةِ بما يدورُ حولَ الأطرِ المنهجيةِ الخاصَّةِ بالموضوعِ الدراسيِّ.
وذكر الطالب ضعيف السمع، المنتظم بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغ من العمر (23) سنة، ورمزه (ط ض ذ، 3) ما نصُّه: "أفضِّلُ التعليمَ الإلكترونيَّ والحضوريَّ في أمرٍ مهمٍّ أو مشكلةٍ أو صعوبةٍ في فهم المقرر، ولأني فضلتُ الإلكترونيَّ كتجربة سابقة؛ وجدت سهولةً في التدريس، ولكن يعتمدُ على عضوِ هيئةِ التدريس من ناحية وضوح صوته وعدم التشويش". وذكرت الطالبةُ ضعيفةُ السمع، المنتظمةُ بالدراسة بالسنة التأهيلية ببرنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بكلية التربية، البالغة من العمر (23) سنة، ورمزها (ط ض ث، 14) ما نصُّه: "أفضِّل أساليب التعليم الحديثة وخصوصًا أسلوب التعليم الإلكتروني، ولا أفضِّل التعليم بأسلوب التعليم عن بُعد؛ لأنه يشتت الذهن". وذكر الطالبُ ضعيفُ السمع، المنتظمُ بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراثِ والإرشادِ السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغ من العمر (22) سنة، ورمزه (ط ض ذ، 1) ما نصُّه: "أغلب الأساليب المستخدَمة راضٍ عنها، وأفضِّلُ التعليمَ الإلكترونيَّ أكثرَ شيء؛ لأنه يساعد على التفاعل بين عضو هيئة التدريس والطالب، على عكس التعليم ِالتقليديِّ الذي يكون بتلقين الطلاب المعلومات". وذكرت الطالبة الصماء، المنتظمة بالدراسة بمسار الإرشاد السياحي بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بكلية السياحة والآثار، البالغةُ من العمر (23) سنة، ورمزها (ط ص ث، 4) ما نصُّه: "نعم، بعضهم يستخدمونها وهي عروض البوربوينت؛ لتسهيل فهمنا للمحتويات"، وذكرت أيضًا ما نصُّه: "بالطبع لا، لا أريد الأساليبَ التعليميةَ التي اعتدتُ عليها أثناء المراحل الدراسية السابقة؛ لأنهم لم يستخدموا معنا عروضَ البوربوينت، ولا أشياءَ تساعدنا على الفهم، ولا يعرفون لغةَ الإشارة، فقط يكتبون على السبورة دون استخدام وسائلَ للعرضِ".
وقد تُعزى هذه النتيجةُ إلى أن الطلبةَ الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود يفضِّلون استخدام برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني التي توفر لهم جميع التسهيلات اللازمة، وتقلل من المعوِّقات التي تعترضهم أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية؛ بهدف تحفيزهم على التواصُل الفعال، والمشاركة الإيجابية مع أقرانهم الذين يشاركونهم نوع الفقدان السمعي، ومع أقرانهم من السامعين، ومع أعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة؛ ما يسهم في تحقيقهم الوصول إلى محتوى المنهج العلمي للمقررات الدراسية -سواء النظرية أو التطبيقية- خلال الفترة المحددة لهم من قِبَل هذه الجامعة. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت له العايدي (2015) من أنَّ توافر وسائل العرض الإلكترونية أثناء تقديم المحاضرات داخل القاعات الدراسية لهؤلاء الطلبة يُسهم في وصول محتوى المنهج العلمي لهم بسهولةٍ، ويقللُ من التحدياتِ التي تحُول دونَ ذلك.
وربما تُعزى هذه النتيجة إلى أنَّ فهم المفاهيم العلمية، واستيعاب المعلومات الضرورية، واكتساب المهارات اللازمة، والتعرف على الخبرات الناجحة من خلال برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني مكَّنت الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود من الحصول على التكافؤ التعليمي في البيئات الأقل تقييدًا مع أقرانهم من السامعين جنبًا إلى جنبٍ داخل القاعات الدراسية؛ تنفيذًا لما أقره قانون تربية وتعليم الأفراد ذوي الإعاقة المحسَّنُ الصادرُ عام 1425هـ، الموافق 2004م 2004) IDEIA,). وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل له الحميدي (2018) من أنَّ كلية التربية الأساسية بالكويت بدأت بالبحث عن الأساليب الحديثة -ممثلة بهذا الأسلوب- بدلًا من الأساليب التقليدية -ممثلة بأسلوب التعليم بالمحاضرة- لضمان سير الطلبة وفقًا لمستحدثات التربية الحديثة باستخدام هذه البرامج والتطبيقات الإلكترونية التي تلبي الاحتياجاتِ التعليميةَ المتفاوتةَ بينهم من قِبَل أعضاء هيئة التدريس المهنيين في ذلك بشكلٍ دقيقٍ.
وقد تُعزى هذه النتيجة إلى مستوى الأداء التعليمي المنخفض لدى أغلبية الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع المنتظمين في جامعة الملك سعود في بعضٍ من محتويات المناهج العلمية للمقررات الدراسية النظرية، وسلبيتهم أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية وخارجها؛ نتيجة لاعتماد أعضاء هيئة التدريس الذين يتولَّون تدريسهم بالجامعة على الأساليب التقليدية -ممثلة بأسلوب التعليم بالمحاضرة- فكان ذلك ردَّ فعلٍ حقيقيًّا من قِبَل هؤلاء الطلبة لاختيارهم برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني لتحقيق الوصول إلى محتوى المنهج العلمي بشكل واضح ودقيق. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل له السالم والحذني (2017) من أنَّ مستوى الأداء التعليمي المنخفض لهؤلاء الطلبة كان نتيجةً لاعتماد هؤلاء الأعضاء على أسلوب المحاضرة في عرض وشرح مُحتوى المنهج العلمي انتهاءً بالاختبارات المعيارية التي تقيس مستوى الحفظ غالبًا، وليس الفهم والاستيعاب والتطبيق ونقل أثر التعلُّم، بالإضافة إلى تقديم المفاهيم والمعلومات والمهارات والخبرات لهم بطريقةٍ مجردةٍ لم يسبق لهم التهيئة العلمية لاستقبال فهمها، واستيعابها، واكتسابها، والتعرف عليها، ولم يعتادوا عليها في المراحل الدراسية السابقة أو المستويات التي سبقت هذا المستوى الدراسيَّ؛ ما ينعكس سلبيًّا على انخفاض تحصيلهم التعليمي، وعدم اجتيازهم هذه المرحلة العلمية مقارنةً بأقرانهم من السامعين.
خلاصة النتائج:
أظهرت المقابلات الفردية التي أجراها الباحث مع الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في جامعة الملك سعود، بعد تحليلها بأسلوب التحليل الموضوعي، ملاءمة أسلوب التَّعليم بالمناقشة، والتَّعليم الإلكترونيِّ في تدريس هؤلاء الطلبة المنتظمين بالدراسة بالسنة التأهيلية ببرنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بكلية التربية، والسنة التحضيرية بالسنة الأولى المشتركة، والكليات السبع بالتخصصات -(22) تخصصًا- المتاحة لهم بالجامعة.
إنَّ أسلوب التعليم بالمناقشة يتعلم الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في جامعة الملك سعود من خلاله التواصل الفعال، والإصغاء والتركيز، والمشاركة الفعالة، والعمل الجماعي، والتفكير المنطقي أثناء الموقف التدريسي داخل القاعات الدراسية وخارجها، بما يتيح لهم العمل معًا كفريق واحد يعزز فهم المفاهيم العلمية، واستيعاب المعلومات الضرورية، واكتساب المهارات اللازمة، والتعرف على الخبرات الناجحة. كما أنَّ برامج وتطبيقات أسلوب التعليم الإلكتروني في تدريسهم من خلال وسائلها التعليمية المتنوعة -كالوسائط المتعددة، والبروجكتُر، والسبورة الذكية- ومواردها التعليمية المتفاوتة -كالنصوص المكتوبة، والكلام المنطوق، والرسوم، والصور، والفيديوهات، والقنوات التعليمية- تُسهم في توفير جميع التسهيلات اللازمة لهم، وتقلل من المعوِّقات التي تعترضهم للوصول لمحتوى المنهج العلمي في أي وقت ومن أي مكان مناسبَيْن لهم.
توصيات الدِّراسة:
المراجع العربية والأجنبية:
المراجع العربية:
إسليم، ناصر. (2019). طرق التدريس وأساليبه الشائعة لدى أعضاء هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود ومبررات استخدامهم لها. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، 8 (5)، 113-129.
الأمم المتحدة. (2006). الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري. مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان https://www.ohchr.org/AR/HRBodies/CRPD/Pages/ConventionRightsPersonsWithDisabilities.aspx
الأمم المتحدة. (2023). تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2016: الشباب وآفاق التنمية: واقعٌ متغير،ٌ الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. https://www.un.org/ar/esa/ahdr/
التويجري، عبدالرحمن. (2014). المشكلات التي تواجه معلمي معاهد وبرامج الصُّم وضِعاف السَّمْع في استخدام التقنيات التعليمية في مدينة بريدة من وجهة نظر المعلمين [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة أم القرى.
الجاسر، أشواق. (2019). المشكلات التأهيلية التي تواجه الطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع بجامعة الملك سعود. مجلة الخدمة الاجتماعية، 61 (5)، 135-178.
جامعة الملك سعود. (2023). برنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع. https://deaf.ksu.edu.sa/ar
الحميدي، حامد. (2018). مدى امتلاك أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية لكفايات التعلُّم الإلكتروني في ضوء بعض المتغيرات. مجلة القراءة والمعرفة، 8 (19)، 73-110.
حنفي، علي. (2018). التعليم العالي لذوي الإعاقة: الواقع، المتطلبات، ودور الخدمات الـمُسانِدة: ذوو الإعاقة السَّمْعية نموذجًا. مجلة كلية التربية، 33 (عدد خاص)، 240-258.
خليفة، عادل. (2016). المشروع القومي لتمكين ذوي الإعاقة السَّمْعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات. مجلة التعليم الإلكتروني (19)، 1-30.
ربيعة، صديق. (2021). طرائق التدريس وعلاقتها بالتحصيل الدراسي للطالب الجامعي [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة محمد خيضر.
الرشيدي، أحمد. (2012). فاعلية تدريس اللغة العربية بأسلوب الحوار في تحصيل طلبة الصف التاسع وتفكيرهم الاستقرائي بدولة الكويت [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الشرق الأوسط للدراسات العُليا.
الرويتع، تهاني. (2021). الخدمات المسانِدة اللازمة للطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع في برامج التعليم العالي. مجلة التربية الخاصَّة والتأهيل، 12 (40)، 48-73.
الزهراني، علي. (2015). القدرات اللغوية للطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع ببرنامج السنة التأهيلية بجامعة الملك سعود. مجلة التربية الخاصَّة والتأهيل، 62 (2)، 1-18.
السالم، ماجد. (2016). زيادة الكفاية التدريسية لدى معلمي الصُّم وضِعاف السَّمْع من خلال مبادئ التصميم الشامل للتعلُّم. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، 5 (4)، 114-134.
السالم، ماجد، والحذني، وجدان. (2017). فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في زيادة التحصيل الدراسي والدافعية في مقرر إستراتيجيات التدريس والتعلُّم لدى الطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع. مجلة رسالة التربية وعلم النفس، (59)، 17-34.
الطائي، سعاد. (2020). واقع التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي: المعالجة والحلول. مجلة أكاديمية البورك للعلوم الإنسانية والاجتماعية، 1 (2)، 7-29.
العايدي، غادة. (2015). الخدمات الـمُسانِدة المقدمة للطلاب الصُّم وضِعاف السَّمْع ودورها في جودة الحياة الأكاديمية في برامج التعليم العالي بمدينة الرياض [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الملك سعود.
العجمي، حمد، والعجمي، خالد. (2022). واقع رعاية الطلبة الصُّم وضِعاف السَّمْع في مؤسَّسات التعليمِ العالي في دولة الكويت من وجهة نظر الطلبة أنفسِهم وأعضاءِ هيئة التدريس: دراسة استطلاعية نوعية. مجلة دراسات وبحوث التربية النوعية، 8 (2)، 1214-1236.
العربي، هشام. (2017). تقويم أداء أعضاء هيئة التدريس بجامعة حائل في ضوء معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي. المجلة التربوية، (49)، 280-320.
عطا، حسنين. (2020). معايير البيئة التعليمية الجاذبة وواقعها ببرامج الدمج للصم وضِعاف السَّمْع بمدينة الطائف من وجهة نظر المعلمين. مجلة التربية الخاصَّة، (3)، 42-101.
عوض الله، أسماء. (2022). استجابة أعضاء هيئة التدريس والطلاب بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية لاستخدام التعلُّم الهجين. مجلة الإسكندرية للتبادل العلمي، 43 (1)، 274-291.
القحطاني، منيرة. (2015). الخدمات المسانِدة ودورها في تحقيق أهداف تعليم الصُّم وضِعاف السَّمْع من وجهة نظرهم والعاملين بمحافظة الأحساء [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الملك سعود.
قنديلجي، عامر، والسامرائي، إيمان. (2018). البحثُ العلميُّ الكميُّ والنوعيُّ (ط.2). دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
المالكي، يوسف. (2018). اتجاهات الطلاب والطالبات الصُّم وضِعاف السَّمْع بجامعة الملك سعودٍ نحوَ التعليم الجامعي. مجلة الثقافة والتنمية، 19 (135)، 392- 432.
المخلافي، عبدالسلام. (2022). مستوى استخدام أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية في صنعاء لإستراتيجيات التدريس من وجهة نظر الطلبة. مجلة الدراسات الاجتماعية، 28 (2)، 31-62.
المصري، نسرين، وأبو جابر، ماجد. (2022). واقع توظيف نظام إدارة التعلُّم الإلكتروني من وجهة نظر مُدرِّسي مقرَّرات التعلُّم المدمج في الجامعات الأردنية. مجلة دراسات العلوم التربوية، 49 (3)، 261-283.
المصري، وائل، والأقرع، هشام. (2013). تأثير الفيديو التفاعلي على الأداء المهاري والمستوى الرقمي لمهارة رمي القرص لطلاب كلية التربية البدنية والرياضة في جامعة الأقصى. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 21 (1)، 207-233.
المعايطة، وائل. (2020). أثر إستراتيجية المناقشة على مستوى التحصيل في مبحث العلوم لدى طلاب السابع الأساسي في الأردن. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 4 (13)، 84-98.
المعموري، خضير. (2022). أسلوب المناقشة في المنظومة التعليمية وآفاق معالجاتها لدى طلبة التربية الفنية. مجلة نابو للبحوث والدراسات، 31 (39)، 11-30.
المنيعي، عثمان. (2014). الفهم القرائي والتعبير الكتابي لدى الطلاب الصُّم الملتحقين بكليات المؤسَّسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية: دراسة ميدانية [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الملك سعود.
ويكيبيديا الموسوعة الحرة. (2023). جامعة الملك سعود. https://ar.wikipedia.org/wiki/
اليامي، هادية. (2018). رؤية مستقبلية لتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 2 (26)، 32-49.
English References:
Agar- Jacobsen, R. (2010). A Study of The Learning Styles of Middle and High School Deaf and Non deaf Students in Public Education ]Unpublished of a Doctoral Thesis[. Capella University.
Biancarosa, G., & Snow, C. (2006). Reading next -A vision for action and research in middle and high school literacy: A report to Carnegie Corporation of New York (2nd ed). Washington, DO: Alliance for Excellent Education.
Bisol, C., Valentini, C., Simioni, J., & Zanchin, J. (2010). Deaf students in higher education: reflections on inclusion. Cadernos de Pesquisa, 40(139), 147-172.
Black, D., Weinberg, L., & Brodwin, M. (2015). Universal Design for Learning and Instruction: Perspectives of Students with Disabilities in Higher Education. Exceptionality Education International, 25(2), 1-26.
Boutin, D. (2008). Persistence in postsecondary environments of students with hearing impairments. Journal of Rehabilitation,74(1), 25-31.
Cheng, S. (2019). Conceptions of Learning and Thinking Styles Among Deaf, Hard-of-Hearing, and Hearing Students. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 31, 555-573.
Christine, T., dela Torre, B., Decaro, J., & Clymer, B. (2005, March 27). Higher Education for Deaf Students in the Philippines Today: The Role of De La Salle-College of Saint Benilde, the Deaf Community, and PEN-International] Paper Presentation .[The Conference on Higher Education for Students with Disabilities, Waseda University, Tokyo, Japan.
Foster, S., Long, G., & Snell, K. (1999). Inclusive instruction and learning for deaf students in postsecondary education. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 4(3), 225-235.
Giorgi, A. (2009). The descriptive phenomenological method in psychology: A modified Husserlian approach. Duquesne University Press.
Haider, M. (2021). Digital technology and disabled students’ experience of higher education in Bangladesh ]A Published of a Doctoral Thesis[. Monash University.
IDEA. (2023). Individuals with Disabilities Education Act, 2004. https://sites.ed.gov/idea/
Komesaroff, L., & McLean, M. (2006). Being there is not enough: Inclusion is both deaf and hearing. Deafness and Education International, 8(2), 88-100.
Lartz, M., Stoner, J., & Stout, L. (2008). Perspectives of Assistive Technology from Deaf Students at a Hearing University. Assistive Technology Outcomes and Benefits, 5(1), 72-91.
Liversidge, A. (2003). Academic and social integration of deaf and hard-of-hearing students in a Carnegie research-I university] Unpublished of a Doctoral Thesis[. University of Maryland, College Park.
Long, H. (2002). Higher Education for Deaf students: Research priorities in the new millennium. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 7(4), 267-280.
Moores, D. (2001). Educating the Deaf: Psychology, Principles, and Practices. Boston. MA: Houghton Mifflin Company.
Moores, D., & Martin, D. (2006). Deaf Learners: Developments in Curriculum and Instruction. Washington: Gallaudet University Press.
Powell, D., Hyde, M., & Punch, R. (2013). Inclusion in postsecondary institutions with small numbers of deaf and hard-of-hearing students: highlights and challenges. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 126-140.
Qi, S., & Mitchell, R. (2011). Large-scale academic achievement testing of deaf and hard- of-hearing students: Past, present, and future. Journal of deaf studies and deaf education, 17(1) 1-18.
Richardson, J., Barnes, L., & Fleming, J. (2004). Approaches to studying and perceptions of academic quality in deaf and hearing students in higher education. Deafness and Education International, 6(2), 100-122.
Richardson, J., MacLeod-Gallinger, J., McKee, B., & Long, G. (2000). Approaches to Studying in Deaf and Hearing Students in Higher Education. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 5(2), 156-173.
Slayton, J., & Llosa, L. (2005). The use of qualitative methods in large-scale evaluation: Improving the quality of the evaluation and the meaningfulness of the findings. Teachers College Record, 107(12), 2543-2565.
Sniatecki, J., Perry, H., & Snell, L. (2015). Faculty Attitudes and Knowledge Regarding College Students with Disabilities. Journal of Postsecondary Education & Disability, 28(3), 259-275.
Stainback, S., & Stainback, W. (1984). A rationale for the merger of regular and special education. The Council Exceptional Children. 51(2), 102-111.
Sunaryo, J., & Rusiyanto. (2016). Penggunaan Model Pembelajaran Group Investigation Untuk Menigkatkan Hasil Belajar Standar Kompetensi Shield Metal Arc Weld Ing Mata Diklat Teknik Pengelasan. Jurnal Pendidikan Teknik Mesin, 16(1), 15-20.
U.S. Department of Education. (2023). Higher Education Opportunity Act, 2008. https://www2.ed.gov/policy/highered/leg/hea08/index.html
U.S. Equal Employment opportunity Commission. (2023). The Americans with Disabilities Act Amendments Act of 2008. https://www.eeoc.gov/statutes/americans-disabilities-act-amendments-act-2008