التغيــر القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء بعض التغييرات المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التخطيط التربوي والاستراتيجي المساعد كلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

يتسم عالم اليوم بالتحولات العميقة التي تشكل في حد ذاتها أحداثًا وتغيرات مهمة في شتى مجالات الحياة المعاصرة، السياسية والاجتماعية والثقافية، وجميعها معطيات حياتية تنعكس على حركة المجتمع الفكرية والخلقية والروحية، والمثل والقيم والمعارف وأنماط الحياة جميعها.
وقد مر العالم  بمرحلة جديدة من التطور التقني والتكنولوجي جاءت نتيجة ثلاث ثورات، أولها: ثورة المعلومات التي ترتب عليها هذا الكم الهائل من المعرفة في أشكال وتخصصات ولغات عديدة أمكن الاستفادة منها بوساطة تكنولوجيا المعلومات، ثم ثورة الاتصال المتمثلة في تقنيات الاتصال الحديثة، وأخيرًا ثورة الحاسبات الإلكترونية التي انتشرت في كل مناحي الحياة، وامتزجت بكل وسائل الاتصال واندمجت معها. (الجمال، 2017، 9).

الموضوعات الرئيسية


 

                        كلية التربية

    إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

التغيــر القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء

بعض التغييرات المعاصرة

 

 

 

إعـــداد

أ.م.د/ أماني محمد شريف عبد السلام

أستاذ التخطيط التربوي والاستراتيجي المساعد

كلية التربية – جامعة أسيوط

 

 

 

 

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد العاشر- جزء ثانى اكتوبر 2023م {

عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى الثامن(تطوير التعليم: اتجاهات معاصرة ورؤى مستقبلية)

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مقدمة:

يتسم عالم اليوم بالتحولات العميقة التي تشكل في حد ذاتها أحداثًا وتغيرات مهمة في شتى مجالات الحياة المعاصرة، السياسية والاجتماعية والثقافية، وجميعها معطيات حياتية تنعكس على حركة المجتمع الفكرية والخلقية والروحية، والمثل والقيم والمعارف وأنماط الحياة جميعها.

وقد مر العالم  بمرحلة جديدة من التطور التقني والتكنولوجي جاءت نتيجة ثلاث ثورات، أولها: ثورة المعلومات التي ترتب عليها هذا الكم الهائل من المعرفة في أشكال وتخصصات ولغات عديدة أمكن الاستفادة منها بوساطة تكنولوجيا المعلومات، ثم ثورة الاتصال المتمثلة في تقنيات الاتصال الحديثة، وأخيرًا ثورة الحاسبات الإلكترونية التي انتشرت في كل مناحي الحياة، وامتزجت بكل وسائل الاتصال واندمجت معها. (الجمال، 2017، 9).

 ويعد الشباب أكثر فئات المجتمع تأثرًا نتيجة هذا الانفجار المعرفي، والذي أدى بدوره إلى تغييرات في الحياة الفكرية، ومظاهر العادات والقيم الاجتماعية والتي تمثلت في صراع الأجيال، وتزاوج الأفكار والثقافات التي تنتشر من مجتمع إلى آخر بفعل وسائل                    الاتصال المتطورة .

وتحتل القيم قمة التنظيم الوجداني للفرد، وهي أكثر مكونات هذا التنظيم ثباتًا ورسوخًا واستقرارًا وتعقيدًا ومقاومة للتغيير، عكس غيرها من المكونات الوجدانية الأخرى كالاتجاهات والميول والدوافع، وقد يرجع ذلك لارتباط القيم بالمعتقدات ذات الصلة بالدين والثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية، كما أنها تساهم في تشكيل ملامح شخصية الفرد، وتحدد السلوك الظاهر الذي يتعامل به  مع الأخرين، وتعمل القيم على ربط مكونات الثقافة مع بعضها البعض بحيث تتناسق معًا؛ لتوجيه الفكر نحو غايات محددة، فأي فكر مهما كان تقدميًا لا يمكنه الارتقاء بالمجتمع ما لم يكن مرتبطًا بمنظومة القيم.

والقيم هي المبادئ والمعتقدات المقبولة والمتفق عليها من قبل الفرد والجماعة؛ لتحقيق توازن واستقرار البناء المجتمعي، وهي بهذا المعنى تعد من أهم المدخلات التي تحكم سلوك الإنسان وتصرفاته، ويمثل الالتزام بها جوهر كيان الإنسان، حيث تحدد مسار الفرد وسلوكياته في الحياة، كما أنها تشكل ضمير المجتمع ووجدانه (الجلاد، 2019، 269).

كما تمثل القيم إطارًا مرجعيًا يحكم تصرفات الفرد والجماعة، وبالوعي بها يصل الفرد إلى السلوك الخلقي القويم الذي يقبله المجتمع. (الزيود، 2011، 34). كما أنها تشكل الإطار الأخلاقي لشتى مناشط ومجالات الحياة، وتؤدي دورًا كبيرًا في تنمية المجتمع، والعمل على توجيه السلوك الفردي والجماعي نحو الأفضل؛ لذلك فهي التي تصنع نسيج الشخصية السوية، وتجعلها متكاملة قادرة على التفاعل الحي مع المجتمع. (عقل، 2016، 218).

وتتواجد القيم في كل مكونات الحياة، وهي جزء من كل موقف تفاعلي، فهي حاضرة في التفاعلات والعلاقات، وفي أداء مختلف الأعمال والأنشطة مهما كانت بساطتها، فالقيم ليست حكرًا على علم بعينه، فهي محور اهتمام عديد من العلوم مثل علم النفس، علم الاجتماع، علم الاقتصاد، والأنثروبولوجيا والتربية وغيرها. .

والقيم هي الضابط والمعيار للسلوك الإنساني؛ فهي المحرك للسلوك الفردي والاجتماعي، ولا يمكن تحديد الأهداف التربوية لتكون معبرة عن طبيعة الإنسان وطبيعة المجتمع إلا عن طريق القيم، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى المسؤولية المشتركة في تعميق القيم وتنميتها لدى الشباب عن طريق التخطيط والتنسيق بين كافة مؤسسات المجتمع.                (الجولاني  2017،  135).

ونظرًا لأن القيم ترتبط بمظاهر الحياة المختلفة التي يكمن وراءها النشاط البشرى بشتى صوره وأشكاله؛ لذا يتطلب الأمر دراستها من خلال ارتباطها المباشر بأدوار حياتية مختلفة، كما يقتضي الأمر دراسة القيم لدى الأفراد والجماعات؛ للكشف عن مدى تصنيفها وتعرف أفضليتها أو مرغوبيتها لديهم.

وفي ظل تقارب شديد وتداخل كبير للحضارات والثقافات وما يسمى بالعولمة والغزو الثقافي الذي ساعدت عليه وهيأت له وسائل الاتصال والتكنولوجيا المتطورة التي يشهدها عالم اليوم، لا يمكن ضمان ثبات هذه القيم وعدم تآكلها وذوبانها ما لم يسع كل مجتمع وتحرص كل أمة على توفير آليات وفعاليات جادة للحفاظ على منظومة القيم التي تعتنقها، وبصفة خاصة لدى الشباب الجامعي الذي يعد حماة الوطن وعتاد المستقبل.(أبو المعاطي، 2018، 755)

 هذا وتحرص مختلف المجتمعات الإنسانية على الحفاظ على هويتها القيمية، وتعتبر زعزعة معاييرها وقيمها مؤشرًا خطيرًا على ضعفها واندثارها الحضاري والإنساني؛ لذلك فهي تولي عنايتها الكاملة  بالبناء القيمي لأفرادها بما يتلاءم مع مقوماتها.                                      (أبو السل وأبو العناز، 2013).

ونطراً لأهمية القيم وما يطرأ عليها من تغيرات بالنسبة للفرد والمجتمع فقد تناولتها العديد من الدراسات، حيث أجرى حفظي (2015) دراسة هدفت إلى تعرف التغير الذي طرأ على منظومة القيم لدى الشباب الجامعي في الاتجاهين السلبي والايجابي، وأهم القيم الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية التي مسها التغير، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من 205 طالبًا بجامعة محمد خيضر، وطبقت استبانة لقياس القيم، وتوصلت الدراسة إلى أن التغير قد مس منظومة القيم لدى الشباب الجامعي في الاتجاهين السلبي والايجابي، وقد كان هناك تأكيد للقيم الاجتماعية والأخلاقية والعلمية والنظرية، كما أن تغيرًا مس القيم الاقتصادية، مع ضعف وعي بالقيم السياسية.

كما هدفت دراسة البلوي (2014) إلى بيان مدى العلاقة بين التعليم والتغير القيمي لدى عينة من الشباب بمدينة تبوك واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وكانت أداة الدراسة استبانة طبقت من 140 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية والجامعية بمدينة تبوك، وأسفرت النتائج عن أن أكثر القيم تغيرًا بالعلم القيم الاجتماعية، ثم القيم الاقتصادية فقيم الطموح ثم قيم نصرة الحق واحتلت القيم الصحية المرتبة الخامسة فقيم التعاون والمشاركة، وأخيرا جاءت القيم العلمية، ولا يوجد فرق دال إحصائيًا بين استجابات أفراد العينة حول متغير النوع.

واهتمت دراسة قاسم وإبراهيم (2013) بالتعرف على مدى التحول، والتغير القيمي سلبًا أو إيجابًا في الأنساق القيمية لدى عينة من الشباب الجامعي قوامها (173) من طلاب وطالبات الدراسات العليا (الدبلوم العامة نظام العام الواحد – الدبلوم الخاصة) بكلية التربية – جامعة عين شمس من جميع التخصصات النظرية والعلمية، ومن جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، كان من بينهم المتزوجين وغير المتزوجين، حيث تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (22-42) عام، وذلك من خلال تطبيق مقياس عاملي لقياس القيم لدى الشباب، واعتمدت الدراسة في تفسير نتائجها على الربط بين ما حدث من ارتباك واضطراب شديدين سادا المجتمع المصر بعد أحداث يناير 2011، مما انعكس بالتأكيد على الأنساق القيمية لعينة من الشباب بالرغم من اختلاف أنساقهم القيمية وذلك بالمقارنة مع نتائج دراسات سابقة أجريت على الأنساق القيمية للشباب على مدى الثلاثين عامًا الماضية، وتوصلت الدراسة إلى أن القيم الدينية احتلت مركز الصدارة، ثم القيم الاجتماعية، فالقيم النظرية، ثم القيم الجمالية، فالقيم السياسية ثم الاقتصادية، كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين قيم الطلاب الاقتصادية والسياسية لصالح الذكور، ولصالح الإناث في القيم الجمالية.

وهدفت دراسة الحبشي (2012) إلى تعرف منظومة القيم لطلبة جامعة قناة السويس وتوزيعها وقوتها حسب مجالات القيم الدينية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة مدى تأثير عدد من العوامل على منظومة القيم وتوزيع مجالاتها المختلفة، كما هدفت إلى تعرف أهم التغيرات الحادثة في قيم الطلاب الجامعيين من وجهة نظرهم، وكذلك الكشف عما إذا كانت هناك فروق بين متوسطات درجات الطلبة في التغير في القيم لديهم من وجهة نظرهم تعزي إلى متغيرات (الجنس، نوع الكلية)، وتكونت عينة الدراسة من 500 طالبًا وطالبة من كليات التربية بجامعة قناة السويس، ولتحقيق هذه الأهداف قام الباحث بإعداد استبانة لمعرفة أهم القيم الحالية والمستقبلية لدى طلاب الجامعة، وصولاً إلى تصور مقترح للأدوار التي يجب أن تؤديها الجامعة في مواجهة التغير في قيم طلابها، وبينت النتائج أن القيم الدينية جاءت في المرتبة الأولى، تلتها القيم المعرفية والاجتماعية والاقتصادية على التوالي، وأظهرت النتائج وجود أثر لمتغير الجنس في ترتيب منظومة القيم الاجتماعية صالح الإناث والاقتصادية لصالح الذكور، وكذلك وجود أثر لمتغير نوع الكلية في مجالات القيم الأربعة جميعها.

وسعت دراسة باقر وأمين (2011) إلى الكشف عن القيم السائدة لدى طلبة جامعة تكريت ومدى تغيرها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في (2003) عما كانت عليه قبل الاحتلال، وإلى تعرف دلالة الفروق في القيم السائدة لدى طلبة جامعة تكريت تبعاً لمتغيرات (الجنس، الاختصاص، الفترة الزمنية قبل وخلال الاحتلال)، وطبق البحث على طلبة جامعة تكريت، وتم بناء مقياس وتألفت عينة البحث من (400) طالبًا وطالبة أما نتائج البحث فقد جاء ترتيب القيم الدينية أولاً ثم القيم الجمالية، فالقيم العلمية، ثم السياسية، فالاجتماعية، وأخيراً الاقتصادية، ولم تظهر فروق بين الجنسين عدا المجالين الديني والجمالي كان لصالح الإناث، وتوصلت الدراسة إلى أن طلبة الجامعة لديهم مستوى جيد من الالتزام بالقيم، ووجدت الدراسة فروقًا في القيم السائدة لصالح الإناث، ولصالح الطلبة بعد الاحتلال.

وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية لوضع تصور مقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ظل بعض المتغيرات المعاصرة.

مشكلة البحث:

تعد القيم إحدى الأدوات المهمة التي تجعل النظام الاجتماعي قادرًا علي الاستمرار والقيام  بالوظائف المنوطة به وتحقيق أهداف المجتمع، وهي بذلك تعمل علي تحديد المبادئ الضرورية لتكامل أهداف كل من الفرد والجماعة، بل إنها تشكل أيضًا الطابع القومي للمجتمع من خلال قدرتها علي مساعدة أفراد المجتمع على إدراك الأحداث والمواقف، وتحديد نوع الاستجابة بما يحقق نوعًا من التوحد والتكامل، ولكن في الحياة الاجتماعية يحدث التغير في البناء الاجتماعي، وما يتضمنه من تغير في القيم الاجتماعية التي يعتقونها، وكل شيء في  حياتنا ماديًا كان أو معنويًا يتغير باستمرار.

ونظرًا لأهمية القيم ودورها كمحفز للتنمية في الوطن العربي؛ فقد صدر إعلان القاهرة حول التعليم العالي في البلدان العربية 2009 والذي حذر من تبعات إهمال مؤسسات التعليم العالي إقرار سياسات واستراتيجيات لا تعنى بالقيم الأخلاقية، وشدد الإعلان على أن من واجب مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي القيام بالبحوث التي تسهم في حل مشكلات الطلاب بما يعزز فرص التنمية البشرية الشاملة والمستدامة. كما أشار التقرير الختامي لملتقى التعليم العالي من أجل التنمية 2007 إلى دعوة مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي إلى تغيير سياساتها وأنظمتها وبرامجها وتقنيات تدريسها؛ لتنسجم مع متطلبات التوجهات التربوية الحديثة، والتي تضمن إدماج القيم الأخلاقية، وقيم العمل ضمن مقرراتها الدراسية وضمن رسالتها ورؤيتها الاستراتيجية، وبالتالي يعد قيام مؤسسات التعليم العالي بغرس القيم وتعميقها في نفوس طلاب المرحلة الجامعية وما فوقها من أهم متطلبات وأولويات التنمية البشرية في الوطن العربي، وضمان جودة التعليم العالي كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي.                 (باخطمة، 2015، 206).

كما أن التمكين لقيام شخصية ملتزمة قيميًا يهيئ الفرصة لتدعيم المواطنة، والتعاون، والإخاء، والتضامن، والعدالة، والمسئولية الاجتماعية، كما يعد هذا التمكين من فعاليات جودة التعليم (رزق، ودوام، 2011، 132).

هذا ويشير الحبيب (2015، 63) إلى أن تلاشي الإرث القيمي والثقافي في نفوس طلاب المرحلة الجامعية يعد من أهم التحديات المستقبلية التي قد تواجه مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي، والتي قد يترتب عليها عديد من المشكلات تتمثل في ظهور الانحراف الأخلاقي والسلوكي لدى الشباب في ظل ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وضعف السلطة الأبوية، حيث ظهرت على الأسرة العربية ظواهر جديدة كالسرقة والانحلال الخلقي والاعتداء والسطو وتعاطي المخدرات...إلخ، حيث ذكرت بعض الاحصائيات أن 20 % من الشباب الجامعي المصري تعاطى أو يتعاطى المخدرات.

كما تناولت بعض الدراسات قضايا التغير القيمي والمعرفي لدى الشباب، حيث تناولت دراسة خالد (2014) التغير الاجتماعي والقيمي لدى فئات الشعب المصري، واستهدفت التعرف على العلاقة المتبادلة بين التغير الاجتماعي والقيم خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وقد توصلت الدراسة إلى حدوث تغير قيمي في المجتمع متمثلاً في زيادة قيمة العمل الحرفي، والعمل الحر، وانخفاض أهمية اتقان العمل، وسيطرة القيم المادية على شتى جوانب الحياة وأن هذا التغير الذي حدث كان بفعل عوامل ومتغيرات تعرض لها المجتمع عامة وتأثر بها الشباب   بصفة خاصة.

كما قامت دراسة العسيلي (2016) برصد واقع التغير القيمي والمعرفي وتأثيره على تكوين شخصية الشباب الجامعي الفلسطيني، وقد توصلت الدراسة في نتائجها إلى أن الذكور كانوا أكثر استجابة حول الآثار السلبية للتغير القيمي، والإناث أكثر استجابة للأثار الإيجابية، وأن أعضاء هيئة التدريس في جامعة الخليل يرون أن للتغير القيمي والمعرفي آثارًا سلبية على تكوين الشباب الجامعي، في حين يرى أعضاء هيئة التدريس في جامعة القدس المفتوحة في الخليل أن للتغير القيمي والمعرفي أثارًا إيجابية أعلى، وأوصت الدراسة المسئولين في الجامعات مراعاة متغيرات عصر المعلوماتية والعولمة، ومسايرتها في جوانبها الإيجابية القيمية والمعرفية والتي تقيد الشباب في حياته العلمية والعملية. أما دراسة الحسن (2012) فقد استهدفت توضيح الدور الوظيفي للجامعات في تنمية قيم ثقافة التغيير لدى الطلاب، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها أن للجامعة دورًا مهمًا في ثقافة التغيير ساعدت عليه عوامل مختلفة، وقد أوصت الدراسة بأنه يجب الاهتمام بالبرامج الأكاديمية التي تعمل على تغيير المجتمعات نحو الأفضل، ومسايرة التطور الكبير في مجال التكنولوجيا وثورة المعلوماتية، والتأكيد على أهمية ودور الأنشطة الطلابية في تنمية قيم ثقافة التغيير لدى الطلاب.

وفي ضوء ما سبق تتمثل مشكلة الدراسة في وجود تغير في القيم لدى الشباب نتيجة عديد من التغييرات المعاصرة، ومن هنا لا يجب أن يقتصر دور التعليم الجامعي في إعداد كوادره على الجانب المعرفي فقط، وإنما لابد من الاهتمام أيضًا بالجانبين الوجداني والمهاري؛ ليتحقق تكامل الشخصية، ويتطلب ذلك تضمين الحياة الجامعية للطلاب أنشطة وفعاليات وبرامج ومسابقات وممارسات غير تقليدية ومستمرة عبر سنوات الدراسة؛ لتكريس هذه القيم وتأصيلها في نفوس الشباب الجامعي بحيث تحتل القيم الدينية والوطنية والاجتماعية مكانة متقدمة في أنساقهم القيمية التي من المفترض أن تؤدي فيه الحياة الجامعية دورًا مهمًا في تشكيلها، باعتبارهم مستقبل الأمة وأملها المنشود.

أهداف الدراسة :

هدفت الدراسة الحالية إلى:

  • التعرف على مفهوم القيم وأهميتها، ومكوناتها، وخصائصها، وتصنيفها، وأساليب تنميتها، وأسباب التغير القيمي والعوامل التي تؤثر فيه.
  • التعرف على بعض التغييرات المعاصرة التي تؤثر في التغير القيمي لدى طلاب الجامعة.
  • التعرف على الواقع الحالي للتغير القيمي طلاب جامعة أسيوط نتيجة لبعض التغييرات المعاصرة.
  • وضع تصور مقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط.

أسئلة الدراسة:

أجابت الدراسة الحالية إلى عن الأسئلة التالية :

  • ما مفهوم القيم وأهميتها، ومكوناتها، وخصائصها، وتصنيفها، وأساليب تنميتها، وأسباب التغير القيمي والعوامل التي تؤثر فيه؟
  • ما التغييرات المعاصرة التي تؤثر في التغير القيمي لدى طلاب الجامعة؟
  • ما الوضع الحالي للتغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء بعض التغييرات المعاصرة؟
  • ما صورة التصور المقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط.

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة الحالية في ما يلي:

  • أهمية الموضوع الذي تتناوله الدراسة الحالية، فالتغير القيمي أصبح من الموضوعات المهمة التي فرضت نفسها على الساحة بسبب عديد من المتغيرات التي طرأت على المجتمع في الفترة الأخيرة ، كما أنه مرتبط بفئة الشباب.
  • تأتي الدراسة الحالية تلبية للتوجهات التربوية الحديثة على المستويين المحلي والعالمي، والتي تنادي بضرورة الاهتمام بالقيم وتضمينها بالمناهج الدراسية في المراحل  العمرية المختلفة.
  • تلقي الضوء على تأثير الغزو الثقافي الذي يؤثر سلبًا على منظومة القيم المستهدفة لدى الشباب الجامعي.
  • تحدد الدراسة العوامل التي تؤدى إلى التغير القيمي لدى الشباب ، وأساليب مواجهتها.
  • تؤكد الدراسة الحالية على دور المؤسسات التعليمية بصفة عامة والجامعات بصفة خاصة في مواجهة الغزو الفكري والتغير القيمي لدى الشباب .
  • في ضوء نتائج الدراسة الحالية يمكن العمل على تطوير المناهج والمقررات الدراسية التي تدعم وتؤصل لمنظومة القيم المستهدفة فيتم دعمها وإثراؤها.
  • تقدم الدراسة الحالية تصورًا مقترحًا لدور الجامعات في مواجهة التغير القيمي في عصر الميتافيرس وغيرها من المستجدات العصرية كما تقترح مجموعة من الأنشطة والفعاليات والممارسات المناسبة لدعم وتأصيل القيم الدينية والوطنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لدى الشباب.

مصطلحات الدراسة:

  • التغير القيمي:

يعرفه الربيعي (2022) بأنه ذلك التحول الذي يقع في المجتمع في فترة زمنية معينة، فيصيب بناءه الاجتماعي والقيمي، وقد يكون ماديًا يستهدف تغير الجوانب المادية كالتكنولوجيا والاقتصاد، وقد يكون معنويًا يستهدف تغير سلوكيات الأفراد وقيمهم وعاداتهم، وتمثل القيم إحدى المبادئ التي تعمل كمحكات للاختيار بين البدائل المختلفة، وهي ليست بمنأى عن التغير الاجتماعي؛ لذلك تعد العلاقة بينهما من قضايا العصر الحديث، خاصة مع تنامي موجة العولمة وما رافقها من تطورات هائلة أثرت على النسيج الاجتماعي والثقافي عامة والنسق                    القيمي خاصة.

ويعرف التغير القيمي إجرائيًا بأنه : مجموعة من المعايير السلوكية والاتجاهات التي يكسبها الأفراد من المواقف والخبرات التي تحدد أهدافهم وتوجهاتهم الحياتية، وتتمثل في الاهتمامات والاتجاهات والسلوك العملي واللفظي أثناء تعاملهم مع الآخرين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

  • القيم الاجتماعية والثقافية:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لخصائص مجتمعه، وعلاقاته واهتماماته الاجتماعية، ومبادراته التطوعية، وتعاونه وبذل وقته وجهده وماله لإنجاز الأعمال الخدمية في مجتمعه، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: التعاون، والصداقة والمبادرة، والتضحية، وصلة الرحم.

  • القيم الدينية والأخلاقية:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراكه لخالقه، ومراقبته له، والالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى، خصوصًا في أداء العبادات والمعاملات، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: الإخلاص، والصدق، والأمانة، والتسامح، وأداء الشعائر.

  • القيم الاقتصادية:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لقيمة العمل، وتحقيق المكاسب المادية، والسعي لإحراز الثروة والحفاظ عليها، والاقتصاد في إنفاقها، وحسن استغلالها، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: حب التملك، والترشيد، والاستثمار، وتقدير العمل، والادخار.

  • التغييرات المعاصرة:

هي المؤثرات أو الظواهر أو الأنشطة أو المكتشفات الحديثة والناتجة عن التطور والرقي البشري والتي تحدث تغيرًا واضحًا في الظروف الحياتية للمجتمع مثل: ( الميتافيرس- وسائل التواصل الاجتماعي- الذكاء الاصطناعي).

منهج الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن أسئلتها استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك لرصد وتحليل الدراسات والأدبيات المتصلة بموضوع التغير القيمي وأسبابه، والعوامل التي يتأثر بها.

أدوات الدراسة:

استخدمت الدراسة الحالية استبانة للوقوف على مدى التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط. واشتملت على جزئين، الجزء الأول خاص بالبيانات الأولية وهي السن والجنس، ونوعية الدراسة، والجزء الثاني وتكون من (70) عبارة  لقياس التغير القيمي لدى الطلاب موزعة على ثلاثة  محاور هي :

  • التغير في القيم الاجتماعية والثقافية.
  • التغير في القيم الدينية والأخلاقية.
  • التغير في القيم الاقتصادية .

  حدود الدراسة:

  • حدود الموضوع : اقتصرت الدراسة على وضع تصور مقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ظل بعض التغييرات المعاصرة والتي تمثلت في ( الميتافيرس –  وسائل التواصل الاجتماعي- الذكاء الاصطناعي).
  • الحدود المكانية: اقتصر التطبيق الميداني للدراسة على بعض كليات جامعة أسيوط .
  • الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على مجموعة من طلاب جامعة أسيوط.
  • الحدود الزمانية: تم تطبيق الاستبانة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي  2022/ 2023م .

خطة السير في الدراسة:

تسير الدراسة في محورين أساسيين، هما:

المحور الأول:  الإطار النظري للدراسة ، ويتناول عنصرين رئيسيين، هما:

أولا: التغير القيمي من حيث مفهوم القيم وأهميتها، ومكوناتها، وخصائصها، وتصنيفها، وأساليب تنميتها، وأسباب التغير القيمي والعوامل التي تؤثر فيه.

ثانيا: أهم التغييرات المعاصرة، وتضم: الميتافيرس – وسائل التواصل الاجتماعي –                   الذكاء الاصطناعي.

المحور الثاني: الإطار الميداني للدراسة: ويتناول ثلاثة عناصر رئيسة، وهي:

أولاً:بناء أداة الدراسة وحساب صدقها وثباتها والمعالجة الإحصائية.

ثانيًا: تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها للتعرف على واقع التغير القيمي لدى طلاب جامعة               أسيوط وأسبابه.

ثالثا: التصور المقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط.

المحور الأول: الإطار النظري للدراسة:

مفهوم التغير القيمي:

يعد التغير القيمي من المفاهيم التي يشوبها الكثير من الغموض والتعقيد ، فقد يقتصر على بعض  التغييرات المتتابعة والسريعة في العادات والتقاليد المجتمعية، وقد يتضمن  كل التحولات في القيم الثقافية للمجتمع. ومن المعروف أن بعض أجزاء النسـق القيمي سـرعان ما يلحقها الفتور نتيجة ظروف اجتماعية واقتصـادية متجددة، وكلما كانت هذه الظروف تخضع لقانون التغير فإن القيم بدورها لا تسلم من هذا التغير حتى وإن كانت تتسم بالثبات والدوام.

ويوضح أبو المعاطي (2018، 770) أنه يمكن تحديد القيم على النحو التالي:

  • تمثل محكًا نحكم بمقتضاه، ونحدد على أساسه ما هو مرغوب فيه أو مفضل في موقف توجد فيه عدة بدائل.
  • تتحدد من خلالها أهداف معينة أو غايات ووسائل لتحقيق هذه الأهداف أو الغايات.
  • الحكم سلبًا أو إيجابًا على مظاهر معينة من الخبرة في ضوء عملية التقييم التي يقوم  بها الفرد.
  • التعبير عن هذه المظاهر في ظل بدائل متعددة أمام الفرد، وذلك حتى يمكن الكشف عن خاصية الانتقائية التي تتميز بها القيم.
  • تأخذ هذه البدائل أحد أشكال التعبير الوجوبي مثل: يجب أن، أو ينبغي أن، حيث يكشف ذلك عن خاصية الوجوب أو الإلزام التي تتسم بها القيم.
  • يختلف وزن القيمة من فرد لآخر بقدر احتكام هؤلاء الأفراد إلى هذه القيمة في المواقف المختلفة.
  • في ضوء ذلك تحتل القيم ذات الأهمية بالنسبة للفرد وزنًا نسبيًا أكبر في نسقه القيمي، وتحتل موقعًا متقدمًا فيه، وتمثل القيمة الأقل أهمية وزنًا نسبيًا أقل في هذا النسق، وتحتل موقعًا متأخرًا فيه.

 ويرى خليفة (2015، 190) أن القيم عبارة عن الأحكام التي يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل على الموضوعات أو الأشياء، وذلك في من خلال تقييمه لها أو تقديره لهذه الموضوعات أو الأشياء، ويتم ذلك بالتفاعل بين الفرد ومعارفه وخبراته وبين الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب من خلاله هذه الخبرات والمعارف.

ويمكن عرض أهم الملامح العامة التي استقرت عليها أغلب التعريفات التي تناولت القيم كما يلي (أبو المعاطي ، 2018، 772):

  • تعد القيم على المستوى النظري أحكامًا مطلقة للسلوك الإنساني، لكنها على المستوى العملي والتطبيقي تظل نسبية بحسب التزام الأفراد بها.
  • تعبر القيم عن نفسها من خلال أراء الفرد ووجهات نظره المعلنة أو سلوكياته الظاهرة.
  • تؤدي القيم دورًا تفضيليًا لدى الأفراد، فعلى ضوئها يختار الفرد نمطًا سلوكيًا معينًا يفضله على غيره من الأنماط السلوكية.
  • تخضع منظومة القيم لدى الأفراد لمبدأ الفروق الفردية، فالقيمة ذات الأولوية الأولى لدى أحد الأفراد قد تحتل مرتبة متأخرة لدى البعض الآخر، وهو ما يشكل نسقًا قيميًا فريدًا لكل فرد يختلف عن النسق القيمي لدى غيره من الأفراد الآخرين.
  • تؤدي ثقافة المجتمع دورًا مهمًا في تشكيل النسق القيمي لدى أفراده.
  • تتصف القيم بالثبات النسبي ورغم ذلك فالنسق القيمي للأفراد يتصف بالدينامية وعدم الجمود، فهو قابل للتعديل والتغيير على ضوء مستجدات معينة، لكن لابد أن يكون لهذه المستجدات القوة الكافية لتغيير هذا النسق القيمي.

 أهمية القيم :

تمثل القيم عاملاً مهمًا في حياة الفرد والمجتمع، حيث تحتل مرتبة رفيعة في اهتماماتنا وسـلوكياتنا اليومية، ويؤكد هذه الأهمية تعدد الدارسـين لموضـوع القيم وتنوعهم، باعتبارها انعكاسـًا للأسلوب الذي يفكر به الأفراد، ومحددات مهمة لسلوك الفرد والجماعة على السواء . كما أنها توجه سلوك الأفراد وأحكامهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه من أشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير، ومن ثم يمكن اعتبار القيم الركيزة الأسـاسـية في تشـكيل كينونة المجتمع، وحماية البناء الاجتماعي من التدهور والانهيار، كما يتخذ بعض الباحثين من القيم الاجتماعية دليلاً موجها في دراسـتهم للثقافة والشـخصـية، ويعتمده الكثير من الباحثين بوصـفه قاعدة عامة ترتكز عليها بحوثهم بشـكل أو بآخر .

كما تعمل القيم بوصفها قوى اجتماعية في تشكيل اتجاهات الاختيار عند الأفراد، فهي التي توجه الفعل الاجتماعي نحو الأهداف الخاصـة أو العامة، وكذلك تشـكل المعايير التي بدورها تحكم على الفعل بالصـواب أو الخطأ، وتمثل مبررات أو مرشد للسلوك ، وأكثر من هذا فإن القيم هي ما ينبغي أن يكون، أو الواجب أو المثال لأي تراث أو ثقافة.

مكونات القيم وعلاقتها بالسلوك:

للقيم ثلاثة مكونات أساسية هي: (أبو المعاطي ، 2018، 775) :

  • المكون المعرفي: ويختص بما لدى الفرد من معلومات وخبرات تتصل بموضوع القيمة، والتي تكونت لديه من خلال تفاعله مع غيره من الآخرين في المواقف والأحداث اليومية، وتؤدي نمط التربية التي يتعرض لها الفرد الدور الرئيس في تشكيل هذا المكون، وما تستند إليه هذه التربية من مقومات واجتماعية وثقافية، ودينية وأخلاقية، وحضارية واقتصادية.
  • المكون الوجداني: ويختص بما يتحقق لدى الفرد من إشباعات إيجابية معينة نتيجة ممارسة للسلوك المستند للقيمة، والذي يمثل التعزيز الإيجابي لاستمرار تعلقه بها وممارسته لهذا السلوك دون غيره حتى لو تعرض للأذى والعقاب.
  • المكون السلوكي: ويختص بالفعل أو التصرف المنبثق عن هذه القيمة، وشكل وطبيعة هذا التصرف بما يتسق معها، وهو المكون الأهم للقيمة لأنه يمثل الترجمة الحقيقية والفعلية لها في الواقع المعاش.

وظائف القيم:

صنف الحجي (2020، 96) وظائف القيم في وظائف على المستوى الفردي وأخرى على المستوى الاجتماعي، كما يلي :

أولاً- وظائف القيم على المستوى الفردى:

  • تهيئ للأفراد اختيارات معينة تحدد السلوك الصادر عنهم؛ فهى تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها في إطار معيارى صحيح.
  • أنها تعطى الفرد امكانية أداء ما هو مطلوب منه ليكون قادرًا على التكيف والتوافق بصورة إيجابية
  • تحقق للفرد الاحساس بالأمان فهو يستعين بها على مواجهة ضعف نفسة والتحديات التى تواجهه في حياته.
  • تعطى للفرد فرصة للتعبير عن نفسة وتأكيد ذاته.
  • تدفع الفرد لتحسين ادراكه ومعتقداته لتتضح الرؤيا أمامه، وبالتالى تساعده على فهمة العالم من حولة وتوسع إطاره الرجعى في فهم حياته وعلاقاته.
  • تعمل على إصلاح الفرد نفسيًا وخلقيًا وتوجهه نحو الإحسان والواجب.
  • تعمل على ضبط الفرد لشهواته؛ كى لا تتغلب على عقله ووجدانه.

ثانياً- وظائف القيم على المستوى الاجتماعي:

  • تحافظ على تماسك المجتمع، فتحدد له أهداف حياته ومثله العليا ومبادئه الثابتة.
  • تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التى تحدث فيه بتحديد الاختيارات الصحيحة.
  • تربط ثقافة المجتمع بعضها حتى تبدو متناسقة كما أنها تعمل على اعطاء النظم الاجتماعية أساسا عقليا يصبح عقيدة في ذهن أعضاء المجتمع المنتمين إلى هذه الثقافة.
  • تقى المجتمع من الانانية المفرطة والنزاعات والشهوات الطائشة، فالقيم والمبادئ في أى جماعة هي الهدف الذي يسعى جميع أعضائها للوصول إليه
  • تزود المجتمع بالصيغة التي يتعامل بها مع العالم وتحدد له أهداف ومبررات وجوده.

خصائص القيم:

تعد القيم لب الثقافة لأي مجتمع، فهي  تمثل الرموز الثقافية التي تحدد ما هو مرغوب فيه وما هو غير المرغوب فيه، كما تتميز بأنها متوارثة من جيل لآخر عن طريق عملية التنشـئة الاجتماعية، إذ إنها تمثل أحد الروافد الأساسية للإرث التاريخي والثقافي لأي مجتمع،  والقيم وثيقة الصلة بممارسات الإنسان وسلوكياته في مختلف المواقف، إذ يمكن التعرف على ما يمثله الفرد من قيم من خلال ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال في كل موقف.

وتتميز القيم بأنها عامة، أي موجودة لدى المجتمعات كافة، والقيم ذات طبيعة مجتمعية مثل الظواهر المجتمعية الأخرى، تخضـع للتغير نتيجة التركيب الداخلي لبناء المجتمع، أو نتيجة لضغوط خارجية على المجتمع ذاته، والتي تتمثل في تأثير انفتاح المجتمع على الثقافات الخارجية، وكذلك تأثير وسائل الإعلام، وتكون القيمة مقبولة من قبل الفرد؛ لأنها مكتسـبة من خلال الجماعة التي ينتمي إليها ويتفاعل معها؛ لذلك نجده يرضى بها وبحكمها وعدالتها، ومن ثم فهي أحد مفاصل الضبط الاجتماعي، كما أن التضامن والتماسك الاجتماعي يحدد ويعرف من خلال القيم العامة التي يشترك فيها أعضاء الجماعة.

وقد حدد الحجي (2020، 98) مجموعة من السمات التي تميز القيم كما يلي :

1- القيم موضوعوية: وهى القيم التى اتفق عليها الناس مثل بعض القوانين العلمية                     (قانون الجاذبية).

2- القيم ذاتية: وهي تتعلق بالنفس البشرية، حيث تشمل على الرغبات والميول والعواطف، وهذه الرغبات والميول والعواطف تتغير من شخص لآخر.

3- القيم نسبية: أي أنها ليست مطلقة فهي تتميؤ بالثبات النسبي، وهى تختلف من فرد لآخر نظرًا لعوامل الزمان والمكان والثقافة.

4- القيم متعلمة ومكتسبة: أي انها ليست وراثية.

5- القيم ذات منطق جدلي: تمتاز القيم بشمولها لتناقضين مثل الخير والشر والحق والباطل.

6- القيم متسامية: لدينا جميعًا إحساس بعلو القيمة وتسامى قدرها، وقد يكون علو القيم مصدرها الضمير الذي يفترض هذه القيم أو يكون مصدرها المجتمع الذي يشعره بالإلزام تجاه القيم.

7- القيم متغيرة: تتصف القيم بأنها ليست ثابته بل متغيرة بتغير الحراك الاجتماعي والتفاعل المستمر بين الفرد وبيئته.

8- القيم مثالية: تتميز القيم بأنها غير مادية بل معنوية.

9- القيم تتصف بالترتيب الهرمي: هناك قيم تتفوق على غيرها، وقد يلجأ الفرد؛ لإخضاع القيم قبولا في المجتمع للأكثر قبولا .

10- القيم انسانية: ترتبط القيم بالإنسان دون أي كائن آخر .

تصنيفات القيم:

هناك عديد من التصنيفات التي تناولت القيم، فصنفها البعض  وفق عدد من الاعتبارات، فقد تصنف وفق طبيعتها إلى قيم مادية وقيم روحية، أو حسب مجالها إلى قيم فيزيقية وقيم اجتماعية وقيم علمية وقيم معرفية.

كما صنفها هوارد Haward (في: الجمل، 2010، 76) حسب الفوائد المتوقعة منها إلى: قيم مادية، وقيم اقتصادية، وقيم أخلاقية، وقيم دينية، وقيم جمالية، وقيم اجتماعية، وقيم ثقافية، وقيم عاطفية.

كما يمكن تصنيف القيم إلى الأقسام التالية  (الجمال، 2017، 63):

  • قيم روحية ودينية مثل حب الله والإيمان بالله والجهاد في سبيل الله.
  • قيم أخلاقية وتشمل العدل والأمانة والصدق وإكرام الضيف والتعاون.
  • قيم جمالية وتشمل التذوق الجمالي وإدراك الاتساق في الأشياء والاعتناء بالمظهر والنظافة والنظام.
  • قيم اجتماعية وتشمل بر الوالدين والتكافل الاجتماعي والإحسان للجيران.
  • قيم اقتصادية مثل الاقتصاد والادخار والنظرة للمال.
  • قيم الانتماء للأسرة والمجتمع.

وصنفها عبد العاطي (2018، 52) إلى الأنواع الخمسة التالية:

  • القيم الدينية Religious Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراكه لخالقه ومراقبته له والالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى خصوصًا في أداء العبادات والمعاملات، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: الإخلاص والصدق والأمانة والتسامح وأداء الشعائر.
  • القيم الاجتماعية Social Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لخصائص مجتمعه، وعلاقاته واهتماماته الاجتماعية، ومبادراته التطوعية، وتعاونه وبذل وقته وجهده وماله لإنجاز الأعمال الخدمية في مجتمعه، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها التعاون، والصداقة، والمبادرة، والتضحية، وصلة الرحم.
  • القيم الاقتصادية Economical Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لقيمة العمل، وتحقيق المكاسب المادية والسعي لإحراز الثروة والحفاظ عليها والاقتصاد في انفاقها وحسن استغلالها، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: حب التملك والترشيد والاستثمار وتقدير العمل والادخار.
  • القيم الوطنية National Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث حبه وفخره واعتزازه بوطنه واحترامه لتاريخه، واستعداده للدفاع عنه وحمايته من أية أخطار داخلية أو خارجية، وتصديه للقضايا ذات النفع العام والمشاركة في رفعة وطنه وسلامة أراضيه وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: حب الوطن والشجاعة والتفاني والالتزام والقيادة.
  • القيم الجمالية Aesthetic Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراكه للجمال واهتماماته الفنية الراقية وذوقه العام ونزعته لتحقيق النظام والنظافة والتناسق والانسجام الحسي والمعرفي والوجداني، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: النظافة والنظام واللون واقتناء الجمال وتذوق الجمال.

وفي ضوء ما سبق ولغرض هذه الدراسة صنفت الباحثة القيم إلى ثلاثة قيم رئيسة هي:

1- القيم الاجتماعية والثقافية

2- القيم الدينية والأخلاقية

3- القيم الاقتصادية

أساليب تنمية القيم لدى المتعلمين:

هناك عديد من الأساليب التي يمكن استخدامها لتنمية القيم لدى الشباب أهمها:                  (بوعيشة، ودهيبة ، 2015، 74):

  • طريقة المشروع (إنجاز العمل بشكل جماعي، ولكل فرد دوره في التخطيط والتنفيذ والتقويم).
  • الأسلوب القصصي (سرد بعض القصص التي يستخلص منها قيم معينة)
  • أسلوب الحوار والمناقشة.
  • أسلوب القيام بالرحلات واستثمار المناسبات (القيام برحلات تعليمية لتنمية قيم محددة، وانتهاز المناسبات لتدعيم قيمة معينة وتبني قيم جديدة، مثل مناسبة يوم العلم، يوم الأرض، العيدين، شهر رمضان)
  • أسلوب المحاكاة (التعلم بالقدوة والنموذج مثل المدرس القدوة، المدير القدوة).
  • طريقة التحكم العقلي (عرض قيم ثم الاقتناع بها وممارستها).
  • أسلوب قراءة واستطلاع النصوص(نصوص في كتب المطالعة تقضي إلى تعليم قيم مرغوب فيها، وتعديل قيم سالبة).
  • طرق التلقين التقليدية (الإرشاد والوعظ المحاضرة).
  • الألعاب والتمثيليات التربوية (الأدوار لعب).
  • أسلوب الثواب والعقاب (الترغيب الترهيب).

ويرى أبو المعاطي (2018، 769- 771) أن هناك عدة مصادر تلعب الدور الأكبر في تشكيل النسق القيمي لدى الأفراد، هي:

1- الدين:

وما يتضمنه من وحي سماوي يحض على الفضيلة والأخلاق والمثل العليا، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، ويتألف الدين من شطرين أساسيين متكاملين هما العقيدة والشريعة، فالعقيدة تحكم علاقة الإنسان بربه، وينبثق عن ذلك عديد من القيم مثل: المراقبة والاخلاص والتقوى والخوف والرجاء وغيرها، أما الشريعة فتحكم علاقة الإنسان بغيره من البشر، ويتولد عن ذلك عديد من القيم الأخرى كالصداقة والتعاون والتعاطف والمساندة والصدق والأمانة وغيرها، ولا شك أن الدين في المجتمعات يمثل الركيزة الأولى لتشكيل أي نسق قيمي.

2- الثقافة:

وتشمل كافة التقاليد والأعراف والعادات والخبرة الجماعية التي تشكلت في المجتمع عبر السنين وتناقلتها الأجيال محافظة عليها كملامح مميزة لهذا المجتمع، وتحكم عديد من تصرفاته وأحواله في كافة مواقف الحياة فيه، من معاملات فردية أو جماعية في التعليم  والعمل والبيع والشراء والزواج والجيرة وكافة المناسبات الدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وبالتالي تشكل الثقافة وكافة مكوناتها رافدًا مهما للقيم في المجتمع، ومصدرًا مهمًا أيضًا في تشكيل النسق القيمي للفرد الذي يعيش فيه.

3- الإعلام والتقنيات المستحدثة:

يؤدي الإعلام بوسائله المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز وما تبثه هذه المصادر المؤثرة والفعالة والمشوقة من أخبار صحيحة أو مشوهة أو مغلوطة دورًا لا يخفى على متابع في تشكيل النسق القيمي للأفراد المتلقين لها.

إلا أنه بالتطور المذهل والسريع والمتلاحق في التقنية المستحدثة، وما تبعها من وسائل للتواصل الاجتماعي تجاوز الأمر حد التأثير والتأثر إلى حد التبعية، وربما محو لبعض القيم التي كانت أصيلة ومتأصلة في المجتمعات العربية والإسلامية، وتضاؤل البعض الآخر، فيما يسمى بالغزو الفكري والثقافي، لديها من عوامل جذب وإثارة وتشويق، فضلاً عن ثلاث خصائص أساسية أتصف بها هذا الإعلام الالكتروني (خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي) وتميز بها عن الاعلام التقليدي (الصحافة والإذاعة والتليفزيون) وهي: الفورية والتفاعلية والتحديث. ولا شك أن النسق القيمي للشباب في المرحلة الجامعية يتأثر بكل هذه المتغيرات الثقافية                 والحضارية الوافدة.

4- دور الحياة الجامعية في تشكيل القيم لدى الشباب:

عندما يصل الشاب إلى المرحلة الجامعية يكون قد اشتد عوده، واتسعت دائرة اتصاله بالعالم الخارجي، وأصبح يملك الحق الأكبر في اتخاذ قراراته، وصار أكثر استقلالاً عن ذي قبل، ويصبح هو المسئول الأكبر عن تشكيل قيمه التي تتفق مع قناعاته المستندة إلى طبيعة الخبرات التي يحصلها ويتوصل إليها، لأنه ينتقي من بين زملائه أصدقاء، ومن بين معارفه العامة تخصصًا دقيقًا، ومن بين أنشطته العامة هواية يمارسها ويحرص عليها، ومن بين أوقات فراغه وقتًا يملأه بما يتفق مع بنائه الشخصي وتكوينه النفسي.

ولذلك لم يعد دور الجامعة قاصرًا فقط على التعليم والتعلم المعرفي داخل قاعات الدرس والمدرجات والمعامل، وإنما تعددت وتشعبت أنشطة الجامعة بما يحقق في تنمية الشخصية المتكاملة لدى طلابها، بكافة مكوناتها وأبعادها المعرفية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ولم يعد ممارسة الطلاب للأنشطة المتنوعة ترفًا أو اختيارًا وإنما صار ضرورة وحق للطالب وواجب على الجهات الرسمية داخل الجامعة أن توفر من الأنشطة المتنوعة والمختلفة بما يشبع حاجات الطلاب المعرفية والثقافية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ضمن خطط واستراتيجيات واضحة ومحددة ومعلنة لكافة الطلاب منذ بداية العام الدراسي؛ ليتخير من بينها الطالب ما يوافق توجهاته الثقافية ونزعاته الوجدانية وبناءه القيمي، وبهذا المعنى لم تعد الجامعة مجرد مرحلة تعليمية دراسية يقضي فيها الطالب عددًا من السنوات ويتخرج ليعمل في مجال ما، وإنما صارت الجامعة حياة واسعة تزخر بعديد من مجالات التفاعل والتفكير والتنمية والاستمتاع في الوقت ذاته بالنسبة للطالب.

قياس القيم:

تنوع وسائل قياس القيم لدى الأفراد وفقًا لمراحل نموهم وخصائصهم، وطبيعة البحث وأهدافه، فقد تُستخدم قوائم الملاحظة لمتابعة سلوك مجموعة من الأطفال أثناء تعلمهم أو لعبهم أو ممارستهم لأي نشاط دون شعورهم بأنهم محل ملاحظة ومتابعة من غيرهم حتى يصدر عنهم السلوك الطبيعي دون تزييف، ويتولى عملية تقدير السلوك الاجتماعي والأخلاقي ملاحظون مدربون ومتخصصون، وتناسب هذه الطريقة من القياس الأطفال صغار السن.

وقد تُستخدم المقابلة المقننة للحصول من الفرد مباشرة على عدد من الإجابات تجاه مجموعة من القضايا أو المشكلات، ويستخدم هذا الأسلوب مع الأكبر سنًا، لكن ربما تخضع إجابات المفحوصين للتزييف أو التجميل، وقد نعتمد على تحليل مضمون كتابات الأفراد أو تسجيلاتهم الصوتية أو المرئية مع أخذ الضوابط العلمية اللازمة.

أما الاستخبارات أو الاستبيانات فتُعد أكثر أدوات قياس القيم شيوعًا واستخدامًا نظرًا؛ لسهولة استخدامها وتنوع أساليب الاستجابة لمفرداتها مع أخذ الاحتياطات الفنية اللازمة؛ للتخلص من تعرض الاستجابة عليها للتزييف نتيجة المرغوبية الاجتماعية، وذلك بعدم كتابة المفحوص لاسمه للاطمئنان، وإعطاء الاستجابة الصادقة والصحيحة.

التغير القيمي

إن التغير عمومًا، والتغير القيمي بوجه خاص، أصبح ظاهرة معولمة لم تسلم منها كل البني الاجتماعية، خاصة المؤسسات التربوية العلمية، كالجامعات والمدارس، كونها الأكثر عرضة للاختلاط الثقافي والاجتماعي والأيديولوجي والاقتصادي، والتغير الاجتماعي بسبب تأثير وسائل الاتصال والتي جعلتها تمارس تأثيرًا كبيرًا على القيم والثقافات الموجودة فيها، إذ يرى "وليرت مورر" W. Moor أن تغير القيم شرط ضروري من شروط التغير الاجتماعي والاقتصادي حيث إن الأفكار لا تنبثق إلا عن طبيعة روح العصر، تلك الروح التي تتمخض عن سائر العمليات التاريخية والثقافية في البناء الاجتماعي. (بلعينة، 2016، 17)

كما تعد دراسة التغير القيمي من الدراسات ذات الأهمية الكبيرة، كونها تهدف إلى التعرف بالنسق القيمي السائد لدى جيل من الأجيال أو فئة من الفئات، مما يعني التعرف على موجهات العقل الاجتماعي، والتعرف على المفاهيم التي تتمسك بها تلك الفئة من المجتمع من جهة والقيم التي تتعرض إلى التغير السريع أو البطيء من جهة أخرى، وتعد القيم بمثابة معالم للمجتمع وصور في عقول أفراده، إنها بمثابة الإطار المرجعي الذي يوصل العقل الاجتماعي إلى أهدافه. (المصري، 2020، 227)

ويعد مفهوم التغير القيمي من المفاهيم التي يكتنفها الكثير من الغموض والتعقيد، فقد يضيق البعض من استخدام المفهوم ليقتصر على بعض العادات والتقاليد أو التغييرات المتتابعة والسريعة في الطرائق الشعبية، والتغير القيمي هو تغيرات طفيفة في العادات الموجودة، تبدأ محدودة الحجم، لكنها تتسع شيئًا فشيئًا بتراكمها عبر الزمن ثم تبدأ ثمار هذا الاتساع الظهور من خلال تحول القيمة إلى شكل جديد، والتغير في القيم عملية أساسية تصاحب التغير في بناء المجتمع، ويعني تغير في تسلسل القيم داخل النسق القيمي، وكذلك تغير مضمون اليمة وتوجهاتها، فنجد أن القيم ترتفع لقيمة وتنخفض وتتبادل المراتب فيما بينها إلا أنها تختلف في سرعة التغير، فبعضها يتغير ببطء مثل: القيم الأخلاقية والدينية، وبعضها يتغير بسرعة كالقيم الاقتصادية المرتبطة المال والملبس ........ إلخ، وقد يسعى البعض من استخدام المفهوم ليحتوي على كل التحولات في القيم الثقافية للمجتمع. (المصري، 2020، 231)

مستويات تغيير القيم أو السلوك:

يمر التغير القيمي بثلاثة مستويات هي: مستوى الاقتناع، ومستوى التعبير اللفظي، ثم مستوى السلوك العملي، فأولا ينبغي أن تتغير قيم الناس حول السلوك السيئ، ويقتنعون أنه ضار ثم يأتي التعبير اللفظي بأن يعبر الانسان لفظيًا عن مضار هذا السلوك، لكن هذا قد لا يؤدى بالضرورة إلى تغيير سلوكه، ثم تأتي المرحلة  الأخيرة وهي تغيير السلوك والاستمرار فيه.

خصائص التَّغير القيمي:

هناك مجموعة من الخصائص التي تميز التغير القيمي وتقترن به أهمها:                (تعوينات، 2015، 138):

  • اقتران التغير بحدوث أمر جديد: فالتغير القيمي لا يحدث غالبًا إلا مع حدوث أمر جديد في المجتمع، ولا يشترط في هذا الأمر سوى أن يكون جديدًا، مهما كان نوعه وميدانه، فقد يكون تهديدًا، أو تجديدًا، وقد يكون جيدًا، أو سيئًا، وقد يكون معرفيًا أَو أخلاقيًا أَو سياسيًا أَو اقتصاديًا أَو جماليًا أَو بيئيًا أَو غير ذلك، ويرى علماء الاجتماع أن المجتمعات المغلقة المنعزلة بعيدة إِلى حد كبير عن أي رياح للتغيير، وهذا ما يفسر استمرار كثير من المجتمعات البدائية على حالها منذ مئات وربما آلاف السنين حتَّى حين اكتشافها، كما يفسر استمرار الأقليات العرقية والدينية في تعاضدها وعادتها وتقاليدها وعلاقاتها الاجتماعية والدينية ذاتها، والفرق في ذلك بيَنها وبين المجتمعات البدائية أنَّها تعي أن الانفتاح على الآخرين سيأكل خصائص هويتها ولذلك فقد يمكن أن تظلُّ محافظةً على تقوقعها وانغلاقها لحماية نفسها من رياح التَّغير.
  • قوي الأثر: وبمعنى أن يصبح التغير جزءًا من هوية المجتمع وخصائصه التي تسود جميع أفراده وتمارس عليهم قوة القسر الاجتماعي - لغرس القيم - شأن غيرها من العادات والتَّقاليد والأعراف، وهذا أمر عادي تمامًا؛ لأن من وظائف التَّغير القيمي الإيجابي الحفاظ على المجتمع، وعلى هويته واستقراره وتوازنه، وهذا ما لا يمكن أن يتم من دون تعميق التَّغير بوصفه جزءًا من الهوية أَو مكملاً ومدعمًا لها.
  • يتمتع بالديمومة النسبية: وترتبط هذه الديمومة النسبية بالمستجدات والمتغيرات التي تطرأ على المجتمع من جهةٍ، وبالأسباب التي أدت إِلى التَّغير في مرحلة ما. فإذا فرضت الظُّروف على مجتمع تغيرًا ما فإن البنية الاجتماعية تتَّسم أصلاً بالمرونة الكافية؛ لهضم أي ضغطٍ خارجي أَو داخلي واستيعابه، والتلاؤم معه حتى ينتهي الظَّرف الضاغط . فالتَّغيرات التي تنبع من صلب إرادة المجتمع ورغبته يكتب لها الديمومة التي قَد تصير جزءًا مكونًا لعناصر هوية المجتمع، والتَّغيرات التي تُفْرض على المجتمع فرضًا لسببٍ أَو لآخر لا يكتب لها من الديمومة إلا ما دامت الظُّروف الضاغطة موجودٌة.

أساليب تغيير القيم:

يمكن أن يتم تغيير القيم من خلال:(الخولي، 2015، 53):

  1. وسائل التخاطب الجماهيري.
  2. استخدام أسلوب الاستماع إلى القصص.
  3. أسلوب توضيح القيم.
  4. أسلوب تنمية القيم الأخلاقية من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية.
  5. أسلوب التوجيه والإرشاد.

آليات التَّغير:

يؤكد ماكس ڤيبر أن " التغير القيمي يعتمد على الأفكار أكثر مما يعتمد على العناصر المادية الملموسة، فالعمليات التي تدخل في التنظيم القيمي للمجتمع، وتحدد تركيبته الاجتماعية تستند إِلى المعلومات الثقافية اللامادية ". ولم يبتعد سوركين عن هذا المعنى عندما أكد دور الأنساق الثَّقافية في عملية هذا التغير. وهذا الكلام قد يكون صحيحًا، ولكن فقط إذا حملناه على أنه يعني بذلك الآلية التي يتم بها التغير القيمي والاجتماعي، فالأفكار بمعناها الواسع هي التي تمثل جوهر آلية التغير، ولكنها لا تستغني عن العامل المادي بوصفه عاملاً مساعداً لتحقق التغير. علمًا بأن النُّظم الدينية هي التي تتحكم بدرجة مطلقة في الحياة الاقتصادية (ماكس ڤيبر) أي أن الدين هو القاسم المشترك بين المجتمعات وما يترتب عليها من حياة اجتماعية بوصف الدين عامل من عوامل الضبط. بل إن ڤيبر يرى أن النظم الدينية هي التي تتحكم تحكمًا مطلقًا بعملية التغير أيضًا (الجولاني، 2014، 36)

إذا كانت القيم فاعلة ومنفعلة، فهي توجه السلوك وتقود التغير، وفي الوقت نفسه تتأثر بالتغير فتنمو أو تضعف. وفهم التفاعل الاجتماعي وضبط مسارات التغير الاجتماعي مرتبط بمعرفة القيم التي يتم التفاعل في ضوئها؛ فالقيم هي التي تمنح الشرعية لفعل ما فيكون مقبولاً في المجتمع أو مرفوضا. وهي بهذا تيسر التغيير الاجتماعي أو تعوقه، وترشّده أو تحرفه.

التفاعل الاجتماعي والتغير الاجتماعي والقيمي:

يحدث التفاعل الاجتماعي نتيجة حركة الأفراد داخل المجتمع، وسعيهم لتحقيق مصالحهم، وقضاء حاجاتهم، وتعاونهم وتخاصمهم وتأييدهم لمؤسساته واعتراضهم عليها، وهو ما يترتب عليه تغيّر اجتماعي وقيمي. وهذه العملية لا يمكن إيقافها؛ لأنها شرط لوجود المجتمع.

وإذا كان التفاعل الاجتماعي لا يمكن منعه، فإن التغير الاجتماعي، وبالتالي التغير القيمي حادث بالضرورة، وتعتمد خصائصه من حيث السرعة والحجم على القيم الاجتماعية التي تحكم المجتمع، ويتم التفاعل الاجتماعي في ضوئها.

وترتبط القيم  بمنظومة من المفاهيم وأنماط من السلوك، وببعض مؤسسات المجتمع. فالقيم ليست منفصلة عن الواقع، وإنما هي ماثلة في الأذهان بمعناها، وما يرتبط بها من مفاهيم، وظاهرة في المجتمع من خلال رموز وشخصيات ومؤسسات وسلوك يجسدها في المجتمع. ولو انفصل الوجود المادي للقيم عن وجودها الذهني لما كان للقيم قيمة، ولانتفى تأثيرها من المجتمع. فأي قيمة لابد أن يكون لها وجود ذهني ووجود مادي في المجتمع،  كما أن التمسك بالقيمة يقتضي المحافظة على الوجودين كليهما. (تعوينات، 2015، 141).

العوامل المؤثرة في التغيير القيمي .

يذكر الحجي (2020، 101- 103) أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في التغير القيمي بشكل ما،  حددها كما يلي:

  1. العامل الاقتصادي: يؤدي الوضع الاقتصادي للفرد والمجتمع دورًا فاعلاً في تحديد نوع وطبيعة القيم السائدة، والتي يتحدد من خلالها مكانة الفرد ومقدار ما يحظى به من تقدير واحترام داخل المجتمع، فمن المعروف والمعتاد عليه أن الأفراد الذين يتمتعون بمستوى اقتصادي جيد أو عالي عادة ما يحظون باحترام وتقدير جيدين وبمكانة اجتماعية متميزة بين افراد المجتمع، على العكس من الآخرين الذين يعانون من العوز والفقر. حيث تكون مكانتهم متدنية، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها: أن المال يمكن أن يعطى حصانة وحماية للأفراد كما أنه يساعدهم ويمكنهم من حماية أنفسهم من التعرض للإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية العادية، كما أنه يبعدهم عن سؤال الاخرين والحاجة الى مساعدتهم دون مقابل، بل أن ذلك يتم عادة من خلال دفع ثمن مناسب لتلك الخدمات أو أنها تقدم من قبل الآخرين كنوع من التودد والتقرب إليهم، هذا بالإضافة إلى أن المال عادة ما يرتبط بالسلطة داخل المجتمع مما يدفع أصحاب المال إلى وضع أو تبنى قيم ذات مضمون مادي تتناسب مع حالتهم ووضعهم، وتدعم مكانتهم في المجتمع.
  2. العامل السياسي: للأوضاع السياسية وكذاك طبيعة ونوع السلطة السياسية الحاكمة في المجتمع دورًا فاعلاً في تعزيز ورفع قيمة معينة على حساب قيما أخرى، حيث إن الاهداف التي تطمح إليها القيادات السياسية وما تسعى إلى خلقه من ظروف سياسية فإنها ستعمل على التأكد على قيما معينة ورفعها، وتعزيزها، وإسنادها مادامت تعمل على تحقيق أهداف هذه السلطة، أما القيم التي تعمل على مناهضة الأهداف التي تسعى إليها السلطة الحاكمة، فإنها سوف تحارب بكل الوسائل المتاحة.
  3. العوامل الاجتماعية: تمثل الظروف والأوضاع والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وما تتضمنه من تحديد لطبيعة الترتيب الطبقي على أساس طبيعة الانتماءات والعلاقات القرابية وما يمكن أن تحتله أو تمثله من موقع في سلم الهرم الاجتماعي على أساس هذا الانتماء والانتساب فمثلا من ينتسبون أو يرجعون إلى عائلة، أو جماعة معينة هم الذين يحتلون أو يمثلون الطبقة الاجتماعية المميزة أو الراقية في المجتمع ليس لشيء وإنما مجرد انتسابهم أو انتمائهم إلى تلك الجماعة أو العائلة، من دون الأخذ بنظر الاعتبار أية عوامل أو مميزات أخرى كالكفاءة والقدرة و والإنجاز والمهارة وغيرها من المميزات الاخرى.
  4. العامل الديني: ومن أبرز العلماء الذين تناولوا هذا الموضوع باهتمام هو العالم الفرنسي (أميل دوركايم ) والذى أشار إلى أن المجتمعات البدائية تقسم نظمها الدينية وفق أساسين هما: العقائد (أى الأفكار) والثاني هو الطقوس والشعائر( الممارسات والسلوكيات). ويشير إلى أن كل منها يكمل الأخر، كما أنها تعمل معًا، وترتبط وتتغلغل في جميع جوانب الحياة الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية. ويرى بعض المهتمين بهذا الموضوع أن العقائد الدينية والروحية والطقوس التى ترافقها هى ميادين تنطوي على اتجاهات إسقاطيه تعبر عما يكمن في النفس وفى اللاشعور من المواقف والأزمات التى قد لا يعبر عنها بصورة صريحة ومفهومة، بل تتخذ صيغًا وأشكالاً رمزية، وتظهر البحوث الأنثروبولوجية الصلة القوية بين أثر الواقع الاجتماعي والمحتوى النفسي لكثير من المعتقدات الدينية السائدة في المجتمع، وبما أن الديانات مختلفة فإن معتقداتها هى الأخرى مختلفة ومتباينة، لذلك فإن أثرها وارتباطها في الواقع الاجتماعي المعاش وما يرتبط بها من مضامين نفسية وتأثيرات حياتية هى الأخرى مختلفة، وبالتالى يمكن أن توجد وتخلق فيما اجتماعية هى  الأخرى مختلفة.

أسباب الصراع في التغيير القيمى:

هناك أسباب وعوامل عديدة لمسألة التغير القيمى منها أسباب ذاتية، وموضوعية، وتاريخية، وقومية، وعالمية، وبيئية وغيرها، وفيما يلي تفصيل ذلك:                               (الحجي، 2020، 106- 108):

  1. أسباب موضوعية: يبدو أن الواقع الاجتماعي الذى يعيشه الأفراد لم يعد قادرًا على إشباع حاجاتهم البيولوجية، والنفسية، والمادية، والاجتماعية؛ لمواجهة المتطلبات الحياتية المتجددة في ظل الطموحات والآمال المراد تحقيقها، مما أدى إلى اختلال الموازنة في قدرة الأفراد على التكيف مع القيم الموروثة والقيم العصرية، نظرًا لعدم قدرة القيم الموروثة على ملاحقة المتغيرات والمستجدات الحضارية والاجتماعية. وهناك أكثر من مظهر للعوامل والأسباب الموضوعية للتغير القيمى منها:
  • مسألة الحداثة والمعاصرة التى يتعرض لها المجتمع، فالعالم المعاصر عالم متناقض ملئ بالأزمات، فمن ناحية تم في هذا العصر تحقيق أعز إنجازات البشرية في توفير حياة أفضل لأكبر عدد من سكان الأرض، كما تحقق للإنسان سيطرة أعم وأشمل على الطبيعة والبيئة، وذلك بواسطة الاكتشافات العلمية والاختراعات التقنية المتلاحقة، ومع ذلك تواجه العالم المعاصر أزمة اختلال توازن قدرة الإنسان على التكيف البيولوجى والثقافى مع بيئته.
  • وسائل الاتصال الجماهيرى: أصبحت وسائل الاتصال بكافة أشكالها المقروءة، والمسموعة، والمرئية إحدى أهم مكونات الاتجاهات والقيم، مما ضاعف من أهميتها ودورها في تشكيل وقولية الشخصية لدى فئة الشباب بشكل خاص إن سلبًا أو إيجابًا ، بفعل مضمونها ورسالتها المقدمة للناشئة الذى لا يراعى في بعضه المعايير الأخلاقية السائدة، مما يؤدى بالتالى إلى إحداث خلل في القيم الاجتماعية، والسياسية، والدينية .....إلخ ، ويتكون نتيجتها حالة من الصراع، والإحباط، والحيرة .
  • التحضر ونمو ظاهر المدنية، يرى البعض أن مشكلة الصراع القيمي لدى المجتمع وبخاصة الشباب تزداد حدة مع النمو الحضري المتزايد، لا سيما وأن التحضر حتى وإن كان عملية بطيئة، وتدريجية، وقابلة للتكيف يسبب في معظم الحالات تقريبًا إختلالاً في القيم الاجتماعية والسياسية .... إلخ.
  • التنشئة الاجتماعية؛ تلعب المؤسسات الاجتماعية، والتربوية، والشبابية المعنية بإعداد وتربية ورعاية النشء والشباب دورًا مهمًا في تشكيل جيل إما أن يكون قويًا سليمًا أو العكس . ومن بين الأسباب التى تؤدى إلى وجود الصراع القيمى الحاد لدى الشباب، تعامل الكل معهم كأن يبيح الأهل لأنفسهم ما يحرمون على أبنائهم، مما يخلق تناقضًا لدى الأبناء يؤدى بهم إلى الشك في جدوى القيم الاجتماعية التى تعلموها من الأسرة والمؤسسات التربوية ولاجتماعية.
  • عجز المؤسسات الشبابية عن التعامل مع قضايا الشباب أهمها: قضية أوقات الفراغ، والفجوة بين الواقع والطموح، حيث يلاحظ الشباب أن القيم التى تعلموها واكتسبوها تتناقض مع واقع الحياة، حيث تسود الانتهازية، والمحسوبية، والنفاق الاجتماعى، والرياء، وليست الكفاءة، والأخلاق العالية، والإستقامة إلخ، مما يسبب لهم التوتر، والقلق، والإحباط، فهم يعيشون في صراع بين ما يتعلمونه، وما يجدونه سائدًا في المجتمع.
  • إخفاق النظم التربوية عن مواكبة المتغيرات المستجدة، وعجزها عن مسايرة التغير واللحاق بركب التطور، وتلبية احتياجات الشباب وتطلعاتهم. فعدم وجود فلسفة واضحة تحدد القيم والمبادئ التى تقوم عليها الأهداف المراد تحقيقها، وشيوع الازدواجية التناقض في المناهج التربوية والتعليمية، ووجود تيارات فكرية وثقافية وتعليمية متصارعة، أدت إلى وقوع الشباب في حبائل الصراعات القيمية.
  1. أسباب ذاتية : القيم إنسانية وشخصية، وليست شيئًا مجردًا مستقلاً في ذاته عن سلوك الشخص، بل هي متغلغلة فيه؛ لأنها تتيع من نفسه ومن رغباته واهتماماته، لا من الأشياء الخارجية، والشباب الجامعي لهم وجودهم المستقل، ولهم احتياجاتهم وتطلعاتهم، وهم الفئة الاجتماعية الأكثر حساسية للتناقض في المجتمع ، وفى ظل غياب مبدأ أو عقيدة يعتنقونها، أو أيدلوجية فكرية توجه وتفنن سلوكهم، ينتابعم الغضب والتمرد، نتيجة لعدم انسجامهم مع عالمهم بصورة عامة؛ لأنه عالم مضطرب ويتصف بالتغير بحيث تضاربت وتصارعت فيه القيم الاجتماعية والمادية، مما جعله يتخبط تارة وينحرف تارة أخرى .
  2. أسباب تاريخية: للعوامل التاريخية والزمنية أثر واضح في حدوث الصراع القيمى نتيجة للتغيرات الحاصلة بسبب الانفجار المعرفي، والغزو والاتصال عبر الإنترنت والأقمار الصناعية، والحروب، والاستعمار، وشيوع الفردية، مما أدى تغيير عديد من المبادئ والقيم والتصارع فيما بينها.

 نماذج للتغير في بعض القيم :

هناك عديد من القيم تأثرت بالأسباب السابق ذكرها وتغيرت نتيجة لهذه الأسباب، وخاصة لدى الشباب، ومن أهم هذه القيم ما يلي: (عوض، 2017، 898- 900)،                     (الزيود، 2011، 36)، (زغاليل، 2011، 294)، (دراوشة، 2012، 25):

  1. قيم التعلم: حيث ترتبط قيم الأفراد ارتباطًا وثيقًا بمستواهم العلمي، أي نوعية القيم التي غرسها التعليم في النشء الصغير منذ الطفولة والمراحل الأولى من التعليم وحتى الوصول إلى المراحل العليا واستطاعة الشباب التعلم الذاتي، والوصول إلى المعلومات بأنفسهم.
  2. قيم العمل: يأتي الحديث عن العمل والقيم المرتبطة به من أن العمل بحد ذاته أصبح يمثل هوية الفرد الاجتماعية داخل المجتمعات الحديثة، مقارنة بما كان عليه في المجتمعات التقليدية عندما كانت الأسرة أو القبيلة هي التي ينتسب إليها الفرد، وهنا تتسع معانى العمل من الحدود الفردية بالمعنى الاقتصادي إلى مضامين اجتماعية أشمل داخل المجتمع وأنساقه المختلفة، ولعل أبرز ما يحدد هذه المضامين هو نوعية الثقافة وأنماط التنشئة الاجتماعية السائدة التي يتشربها الأفراد داخل مؤسسات التنشئة واللذان يعكسان بالتالي جوهر قيم العمل الكامنة داخل هذا المجتمع.
  3. القيم الأخلاقية: يؤدى السلوك البشرى بالضرورة إلى إشباع بعض الحاجات التي يشعر بها الإنسان، وإذا وافقنا على فكرة أن المجتمع هو موضوع وهدف السلوك الأخلاقي بالإضافة إلى كونه مصدره، فإننا نستطيع أن ندرك بدرجة أفضل لماذا يمتلك السلوك الأخلاقي خصائص مشتركة تتصل بالإلزام والرغبة. وبهذا فقد جاءت القيم الأخلاقية على رأس مجموعات القيم التي اهتم بها علماء التربية، وأكثر التعريفات التي تحدد خصائص القيمة الأخلاقية، هي أنها تنظيمات نفسية يكتسبها الفرد من خلال معايشته لقيم وعادات وتقاليد الوسط الاجتماعي الذى يعيش فيه ويمارس دوره من خلاله، وتتضح هذه التنظيمات من خلال موقف الفرد من الحياة وتفاعلاته مع ذاته والآخرين.
  4. قيم المجال السياسي : تتلخص أبرز التغيرات السياسية فى عالمنا المعاصر على  النحو التالي:
  • انهيار النظام الدولي، وبروز ملامح نظام عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تزايد المشكلات العالمية العابرة للحدود وتصاعد حدتها، كمشكلة المخدرات، وغسيل الأموال، والهجرة غير الشرعية، ومشكلات الإرهاب.
  • تنامى دور المنظمات غير الحكومية (NGOS) وهى هيئات أو اتحادات دولية مستقلة عن الحكومات، لها فروع في دول عديدة وتركز نشاطاتها على قضايا مهنية ذات طابع عالمي، كمنظمات حقوق الإنسان، لجان المرأة....إلخ
  • تقلص سيادة الدولة في بعض الأمور، نتيجة لعدم قدرتها علي ضبط تدفق الأفكار والمعلومات والسلع والأموال والمهاجرين عبر حدودها.
  • تغير مقاييس عناصر قوة الدولة، ففي السابق كانت تحتسب بعدد السكان والمساحة والموارد الطبيعية وحجم القوات المسلحة إلا أن المستجدات العالمية قد حددت عناصر القوة بمدى توافر المعلومات، وامتلاك القدرة علي تحديثها، ومدي قدرة الدولة علي إدارة الأزمات الداخلية والخارجية، وقدرة الدولة علي امتلاك تكنولوجيا المعلومات.
  1. قيمة الانتماء للمجتمع: وهذه القيمة لها أهمية كبيرة في حياة كل من الفرد والمجتمع، ففي ظل ما شهده المجتمع المصري من تغيرات وتحولات أصبح هناك عديد من الأخطار التي تهدد هذه القيمة، وما يرتبط بها من قيم أخري تتصل بالولاء للوطن. ففي ظل ما يطرحه النظام العالمي الجديد بكل تجلياته من منظومات قيمه تلوح في الأفق بوادر لأزمة انتماء ؛ حيث يصير الانتماء للوطن مجرد شعار يتردد بلا معني، وحيث يصير الانتماء الأساسي موجهًا لهذا النظام العالمي.
  2. قيمة اللغة: لا شك أن أي لغة – تفترض مسبقًا – وجود فهم مشترك، ولهذا فإن الحديث بلغة معينة يعني أن نسكن في عالم من التفاهمات المشتركة التي تتم بالطبع، وبالضرورة من خلال تجارب تاريخية مشتركة، ولعل هذا ما حدث للشباب العربي في عالم الإنترنت علي شبكات التواصل الاجتماعي، فتم ميلاد لغة جديدة بينهم وهي لغة " الفرانكو أرب"، وهي عبارة عم لغة تكتب بحروف وأرقام انجليزية وتقرأ باللغة العربية.
  3. قيم الزواج والاختيار الزوجي: حيث ظهر ما يسمي " زواج النت " وهو الزواج عبر شاشات الكمبيوتر، والذي من خلاله يدخل الشاب والفتاه علي موقع شبكة الإنترنت، فكثيرًا من الشباب الذي يهرب من الواقع  المحيط، والذي غالبًا ما يكون فيه عيب يؤثر علي الشباب أو الفتاة سلبيًا، إلي التعارف السهل جدًا حيث لا يتطلب غير الجلوس إلي جهاز الكمبيوتر، حيث انتشرت الأندية المجانية والتي تقوم بنشر إعلانات الزواج بدون مقابل، ثم تحول بعضها من الخدمة المجانية إلي الخدمة التجارية وأصبح يلزم الدخول علي تلك المواقع باشتراك شهري أو أسبوعي أو دوري، وهكذا تتيح للمشترك فرصة الشات أو التحاور أو التعارف مباشرة إما بالكتابة أو المحادثة الصوتية أو بكاميرا الويب. والخطورة هنا تكون مستتره وراء مواصفات كاذبة والتستر وراء شاشة جامدة تخفي الكثير من النوايا السيئة، أقلها ضررًا ضياع الوقت، وأكبرها هو انتشار وارتكاب الجرائم .
  4. القيم الدينية: وتعد من أبرز القيم التي تغيرت داخل المجتمع المصر ، حيث برزت ظواهر سلوكية بعيدة عن المبادئ السلوكية المنبثقة من الخطاب الديني، مثل ظاهرة الغش وانعدام الثقة وعم اتقان العمل وعدم الامانة، وانحراف السلوك وسوء العلاقة بين أفراد المجتمع المسلم، واهتزاز القيم الاجتماعية والمعاناة من مشكلات نفسية ومشكلات اجتماعية كفقدان الهوية وممارسة العنف والمخدرات وجنوح الأحداث، والتناقضات الفكرية والتنازع العرقي والقيمي.

الجامعة والقيم:

تعد عملية بناء القيم وغرسها ورصدها من خلال العملية التربوية في المراحل الدراسية المختلفة أمرًا أساسيًا في عملية التعليم والتعلم بوصف المؤسسات التعليمية لاعبًا أساسيًا في عملية التنشئة الاجتماعية، فالأهداف التربوية التي توضع لتربية الأفراد في المجتمعات تشتق من القيم التي تهتم بحياة الإنسان، فتكون بمثابة المعيار الذي يتم بموجبه اختيار الأهداف التربوية وعليه؛ فإن الأهداف التربوية تنبثق من السياسة التربوية والتعليمية التي تشتق من فلسفة المجتمع التي تمثل المنظومة القيمية لذلك المجتمع. كما أن هناك علاقة أساسية بين تشكيل القيم لدى الشباب خاصة والمجتمع عامة والعوامل الاجتماعية والتربوية. حيث توجد علاقة ضرورية بين القيم وأهداف التربية، ذلك أن أية أهداف تربوية ليست في النهاية إلا تعبيرًا عن أحكام قيمية سواءً كان هذا التعبير عن وعي أو عن غير وعي. ولا تنحصر العناية بالقيم في مجال التربية بالأهداف فقط بل تمتد لتشمل جميع جوانب العملية التربوية، وفي كلٍ تظل القيم المستند الذي نستند إليه، وعند إصدار الأحكام التربوية .(الشريدة والعلوان، 2017، 560)

إن دراسة الثبات والتغير في القيم أمر تتزايد أهميته بتفاعل عدد من المتغيرات من أهمها الظروف التي يعيشها عالم اليوم المتمثلة في ما اصطلح عليه بعصر العولمة، وما ترتب عليه من انفتاح ثقافي بفعل ثورة الاتصالات، الأمر الذي أصبح يشكل تهديدًا للهويات الخاصة، ولكل ما تنطوي عليه من قيم ومكونات ثقافية أخرى، فهذه الظروف جعلت شباب اليوم في مواجهة عسيرة مع عالم متحرك من حولهم، وجعلتهم في قلب عاصفة العولمة بوصفهم فئة متميزة في أي مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطًا، وأهم مصدر من مصادر التغيير الاجتماعي، وأن النسق القيمي للإنسان يأتي في مقدمة التغيير، وذلك برفض القيم السائدة عبر أشكال وصور بديلة للتعبير الثقافي، فالخروج من ثقافة والركون لأخرى يؤدي بالشباب إلى رفض المعايير والقيم السائدة ومحاولة الاستقلال عن سلطة ونمط حياة المجتمع؛ لإيجاد نوع خاص من اللغة والقيم والتصرفات والسلوكيات وهو ما يطلق عليه الصراع الثقافي، وتتكثف هذه المخاطر لدى الشباب الجامعي لكونه يمثل شريحة اجتماعية مهمة، وهو عماد المجتمع، ويتركز عليه مستقبل الوطن القريب، كما أنه مرآة عاكسة للتطور أو الانحدار الذي يحدث في هذا المجتمع، الأمر الذي يتطلب دراسة دقيقة لمسار القيم وتغيرها خلال هذه المرحلة العمرية وفي هذه البيئة الأكاديمية، لاسيما أنه قد أكدت عديد من الدراسات على أثر الحياة الجامعية في القيم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والدينية عند طلبة الجامعة، إذ أصبح هؤلاء أكثر قدرة على التفكير الناقد للقيم التقليدية، وأكثر تقبلاً للآراء والأفكار الجديدة، كما تنخفض نزعاتهم إلى تقبل القيم الدينية، ويصبحون أكثر ميلاً إلى تفسير الحوادث والعالم بعوامل طبيعية وسيكولوجية؟                          (التل، 2013، 11)

وأكدت دراسة نوورين وسميث (Norwine & smith, 2010, 76) أن الطلاب لا يزالون يتمثلون قيما تقليدية وقيما حديثة، ولكنهم في الوقت ذاته يؤيدون عبارات تحمل قيم ما بعد الحداثة، الأمر الذي يثير احتمالية وجود شيء من التحول في القيم التي يمثلونها، وفي دراسة واسعة تتابعت لمدة ثلاثة عقود، حول الآثار التي تتركها الجامعة على طلابها، وقام الباحثان باسكريللا وترنزيني Pascarella and Terenzini بمراجعة عدد كبير من الدراسات الميدانية التي أجريت في عقد التسعينات من القرن العشرين حول وضع الطلبة في الجامعات في مجال نمو الأحكام الأخلاقية. وكشفت هذه المراجعة عن مؤشرات مهمة تدل على استقرار النمو الأخلاقي عند الطلبة في أثناء سنوات الدراسة الجامعية، كما أكدا نتائج الباحث الأصلي حول وجود ارتباط قوي بين مستوى الأحكام الأخلاقية وطول فترة الدراسة الجامعية.

ثانيًا- بعض التغييرات المعاصرة:

يتناول هذا المحور بعض التغييرات المعاصرة التي تؤثر في التغير القيمي لدى طلاب الجامعة وتتضمن الميتافيرس، ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، وذلك على النحو التالي:

أولاً: الميتافيرس:

تعد الميتافيرس من المصطلحات الحديثة التي ظهرت نتيجة لما شهدته السنوات الماضية من تقدم كبير وغير مسبوق فيما يتعلق بالتكنولوجيا، حيث أصبحت سمة من سمات العصر، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تطورت وأخذت في التوغل في كافة جوانب الحياة حيث ظهرت مستحدثات جديدة بدأت تأخذ الإنسان للعيش بعيدًا عن الواقع الفعلي.

وما زال هناك كثير من الغموض الملموس في تحديد معنى تام وواضح للميتافيرس وماهيتها، وقد يرجع ذلك إلى أنه ما زال المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل. (Lee; Braud, 2021, 3).

ولكن يمكن القول أن الميتافيرس عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجًا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد3D ، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي AI، ويتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة حقيقة  وإحساس حقيقي للمستخدمين، وويتم التواصل بشكل افتراضي في بيئات مشابهة تمامًا للبيئات في العالم الواقعي. (Siyaev., & Jo, 2021, 6) .

ويذكر  Mystakidis, (2022, 490) أن الميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، حيث يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والواقع المعززAR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين، ويطلق على هذه الرموز أفاتار.(Avatar).

وتعتمد الميتافيرس على مزج الواقع بالخيال، وإنشاء محيط يشبه الواقع الذي نعيشه، ويتمثل ذلك في إظهار الأشياء الثابتة والمتحركة وكأنها في عالمها الحقيقي من حيث تجسيدها وحركاتها والإحساس بها.(خليفة ، 2015، 189).

وتعرض الميتافيرس العالم الحسي النشط والمعلومات الواقعية ثلاثية الأبعاد، حيث يعرض الحاسب تقليدًا لعمل واقعي تتفاعل فيه المكونات بعضها مع بعض بالإجراءات نفسها التي تحدث في الواقع، وبذلك تسمح للطالب بالتعرف على الظواهر التي عادة ما تكون غير متوافرة في قاعة الدراسة بسبب صعوبات أمنية أو مادية، وبالتالي تسمح للطالب بأن يستكشف ما يحدث في النظام المحيط به، وأن يفهمه فهمًا عميقًا، مما يساعد المعلم على تحقيق الأهداف التعليمية. ( حسن، 2016، 67) .

وتدعم الميتافيرس عدة أجيال من الويب، أبرزها (ويب 4.0 )، والذي يرتبط بعلاقة تكافلية تكاملية مع إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أو كما يطلق عليه بالويب التكافلي، والذي تتضح فيه سمات الاندماج الحقيقي في العالم الافتراضي مع تفعيل خدمات لامركزية تساعد المستخدمين على الإبحار والتفاعل بشكل كبير، ومشاركة وكلاء أذكياء وأجهزة استشعار وخدمات معالجة اللغة، والتي تمثل جميعها معاً نقلة نوعية في عالم الويب وخدماته.                          ( Hirsh-Pasek, ,et. Al, 2022).

استخدام الميتافيرس في التعليم:

يمكن استخدام الميتافيرس وتوظيفه في عمليتي التعليم والتعلم من خلال المدخلين التاليين: (خليفة، 2015، 191)

  • الفصول الافتراضية المتزامنة: وهي فصول دراسية افتراضية عبر الانترنت يشترك فيها المتعلمون من أماكن مختلفة في نفس التوقيت وفقًا لجدول زمني معد ومرسل للمتعلمين، ويربط بينهم اهتمام أكاديمي أو صف دراسي واحد، ووفق برتوكول معين، واتفاق مسبق عن طريقة وأسلوب التعلم ومقررات الدراسة، وأساليب التقويم، والحوار والمشاركة في المناقشات مع باقي أعضاء الفصل الافتراضي، وقد تضم الفصول الافتراضية مجموعة من المتعلمين الذين لهم اهتمامات مشتركة مثل الفنون، والموسيقى، والمسرح، والرياضة، ويساعد هذا النوع من أساليب التعلم المتزامن على توصيل وتبادل المعلومات بين المتعلم والمعلم من ناحية، وبين المتعلمين بعضهم البعض من ناحية أخرى.
  • الفصول الافتراضية غير المتزامنة: وهي فصول دراسية عبر شبكة الانترنت يشترك فيها المتعلمون من أماكن مختلفة، في أوقات مختلفة، ويعتمد هذا النوع من الواقع الافتراضي على نشر وتخزين المقررات والمحاضرات التعليمية، والتجارب المعملية، ووسائط الشرح والايضاح على الموقع التعليمي، وللمتعلم الحرية في اختيار الوقت المناسب له للدخول إلى الموقع والحصول على المعلومات بأشكالها ووسائطها المختلفة، ويعد البريد الالكتروني عاملاً مهمًا في هذا النوع من التعلم؛ لتبادل الخبرات والمعلومات بين المتعلمين بعضهم البعض وبين المتعلمين والمعلمين.

خصائص الميتافيرس:

تتسم  للميتافيرس بعديد من الخصائص يمكن تلخيصها على النحو التالي:                    (عبد الحليم، 2017، 609)

  • المعايشة والإستغراق: أى شعور الفرد أنه في بيئـة حقيقية وليست اصطناعية حيث يستطيع الفرد التعامل مع مكونات البيئـة الافتراضية من خلال الرؤية أو الاستماع أو اللمس، ففي بيئـة الواقـع الافتراضي تكون المعايشة بدرجة كبيرة والإحـساس بالإسـتغراق في الموقف يكون قويا إلى الحد الذى يختفى فيه إحساس الفرد بأنه يتعامـل مع بيئة مصطنعة، فلا يستطيع التفريق بينها وبين البيئة الحقيقية، فيـشعر الفرد أنه يجرى التجارب ويكتسب الخبرات كمـا لو كـان في العـالم الحقيقي، وكلما زاد عدد العناصر المكونة لبيئات الواقع الافتراضي كلمـا زاد الإحساس بالانغماس والعكس.
  • الإبحار: حيث يستطيع الفرد أن يسافر في بيئة الواقع الافتراضي دون أن يتحرك مـن مكانـه، فبيئـة الواقـع الافتراضي تمنحه الشعور بالحركة في كل مكان داخل هذه البيئة بأساليب وطرق مختلفة، على سبيل المثال مشيًا على الأقدام أو بملامسة شيء ما.
  • التفاعل: حيث يستطيع الفرد أن يستخدم مدى واسع مـن أساليب الممارسة والتعامل والتكيف مع البيئة الافتراضية، كمـا يـستطيع تحريك المواد والأشياء بالأيدي، وبحركة العين أو الصوت، كمـا أن الأفراد يمكنهم إنشاء بيئات افتراضية وتغييرها أو تعديلها، فالأفراد والشخصيات والأشياء في بيئة الواقع الافتراضي تكـون متفاعلـة مـع بعضها البعض.
  • موضع الرؤية: تمكن بيئات الواقع الافتراضي الفرد مـن تغيير الزاوية التي يرى من خلالها البيئة الافتراضية، وتحريك عينيه في أي اتجاه وبأي زاوية.
  • المحاكاة : الخبرات في بيئـة الواقـع الافتراضي يـتم محاكاتها كالخبرة الحقيقية تمامًا، حيث يطلب من الأفراد اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعامل مع المواقف المختلفة في ضـوء المعطيـات والظروف التي تتيحها بيئة الواقع الافتراضي.
  • التحكم الذاتي: تعمل بيئة الواقع الافتراضي بشكل تلقائي فهي مستقلة بذاتها، كما أنها بيئـة ديناميكيـة تتميـز بـالتغير المـستمر والتلقائي، فالأفعال والمواقف تؤدى وتنفذ وتتطور بغض النظر عـن أي تفاعلات أو تدخل من جانب الفرد.
  • التعلم التعاوني : تتـيح بيئـات الواقـع الافتراضي للأفراد إمكانية المـشاركة في اسـتخدام بيئـات الواقـع الافتراضي في الوقت نفسه، وبالتالي فإن مشاركة وتفاعل الأطفـال في الوقت نفسه يؤدى إلى تعلم تعاوني حقيقي.
  • بيئة ثلاثية الأبعاد : يتم تقـديم بيئات الواقع الافتراضي من خلال فراغ ثلاثي الأبعـاد، ويـتم عـرض الصور والرسومات بمقاسها الحقيقي، كما في العـالم الحقيقي، وهـذا يساعد الطفل على تكوين خبرات حسية وواقعية باقية الأثر.
  • التفاعل الطبيعي مع المعلومات: من خلال بيئـات الواقـع الافتراضي يستطيع الفرد بدلاً من القراءة عن أماكن لا يستطيع أن يشاهدها اكتشاف هذه الأماكن من خلال تجربه تعليمية فالواقع الافتراضي يستطيع أن يقدم الأدوات اللازمة لتصور وتشكيل المعلومات المجردة.

مكونات الميتافيرس:

تتضمن الميتافيرس مجموعة من العناصـر المختلفـة التي تسهم في خلق المحاكاة للعالم الواقعي حددها (Stankovic, 2016, 83)  و (Xiaoying & Xianbo, 2012, 153) في التالي:

  • العناصر الرسومية: وهي جميع المجسمات التي يتم إضافتها إلى المشهد الافتراضي، سواء كانت مجسمات ثنائية أو ثلاثية الأبعاد .
  • خصائص المواد: وهي مجموعة من الألوان التي تضفي على سطح الجسم طبيعة مادية معينة (معدنية، خـشبية، أو غيـر ذلك).
  • مصادر الإضاءة: حيث تتم إضافة إضاءة صناعية داخل المشهد تماثل إلى حد كبير مصادر الإضاءة في الواقع الحقيقي.
  • نمط الإبحار: وهي الطريقة التي يمكن مـن خلالهـا استكـشاف العـالم الافتراضي والحركة داخل المشهد، ويعتمد ذلك على نمط وسرعة الحركـة المتاحة (الممشى على الأقدام - التحليـق في أجواء المشهد، أو غير ذلك).
  • المؤثرات الخاصة: وهي العوامل الطبيعية التي يمكـن إضـافتها إلـى المشهد، مثل الرياح أو الضباب أو الأمطار أو الدخان.
  • الأصوات: وتعد الأصوات من أهم العوامل التي تضفي كثير من الواقعية على مشاهد الواقع الافتراضي، وخاصة الأصوات الفراغية ثلاثية الأبعاد، والتي ترتبط بموقع معين داخل المشهد بحيـث يـؤدى الابتعاد عنهـا والاقتراب منها إلى تغيير في مستوى الصوت.
  • العناصر التفاعلية: وهي العناصر التي يتفاعل معها الطفل لتأثر على مجرى الأحداث  داخل المشهد.
  • العناصر المتحركة: وهي مجموعة العناصر يمكن أن يتغير شكلها أو موقعها بمرور الزمن، مثل العناصر الرسومية المتحركة أو شدة الإضاءة أو كثرة الضباب، أو غير ذلك من العناصر التي تتغيـر على امتداد الزمن.

مميزات وسلبيات استخدام الميتافيرس:

هناك مميزات تتعلق باستخدام الميتافيرس، من أهمها(Chen, Y., Lin, W., & Chen, 2019, 32):

  • التفاعل والتشارك مع الأشخاص والأصدقاء ومشاركة الهوايات في الوقت الفعلي كألعاب الفيديو وحضور المناسبات الاجتماعية دون تحمل تكاليف السفر كما في العالم الواقعي.
  • الصور الرمزية المعبرة عن شخصية المستخدم (Avatar) حيث تتيح للمستخدم اختيار ما يرغب فيه دون حدود معينة في رسم الشخصية التي تعبر تمامًا عن صاحبها.
  • يمكن الاستفادة منها في المجال الطبي بشكل فعال في المستقبل لمنح المستخدمين تعليمًا أكثر شمولاً وتفاعلية وتعاونًا في المجال الطبي.
  • لها فوائد كبيرة في مجال الطيران على وجه الخصوص، حيث تعطي فرصاً هائلة للتفاعل مع الطائرات وتقدم تجارب شبه حقيقية، كذلك في مجال صيانتها وهندستها بواسطة النظارات الذكية معززة بكائنات افتراضية ووحدات تعالج الكلام واللغات                         المختلفة للمسافرين.
  • يمكن الاستفادة منها في التاريخ بشكل كبير في استكشاف أسرار التاريخ والثقافات القديمة والبحث عن قصص الأمم والحضارات السابقة وتمثيلها بشكل واقعي يوحي بمعايشه الإنسان ومعاصرته لكافة العصور المختلفة.
  • يمكن استخدامها لتعليم وتعلم الفن بأشكاله وألوانه وتفسيراته، وما تدعمه من خيال فني لا محدود يسمح للجميع بالمساهمة فيه والمشاركة في رسمه وإنشاء ما يريد دون قيود.
  • يمكن الاستفادة من الميتافيرس في مجال العلوم، وتوظيفها على سبيل المثال في مجال الكيمياء فيما يلي:
  • إجراء التفاعلات الكيمائية والتعامل معها بشكل شبه حقيقي وواقعي، سواء كانت العناصر المستخدمة مشعة أو تحتوي نسبة عالية من اليورانيوم والراديوم، فسوف تكون هناك إمكانية لتحقيق ذلك أمام المتعلمين دون الخوف من أي ضرر يمكن أن تتسبب به تلك المواد في المعامل الحقيقية.
  • كذلك توظيفها في دراسة الكائنات الحية ومعرفة تفاصيل دقيقة، يستحيل الوصول إليها في جسد الإنسان الحقيقي، وربما كشف علاقات وتفاعلات لم يتم الكشف عنها مسبقًا، وقد يمكن التوصل إلى أبعد من ذلك كالتحكم في جينات الإنسان والأمراض الوراثية والسيطرة على هذه الجينات، وبالتالي منع ظهور هذه الأمراض تدريجيًا. ولكن قد يساء استخدامها في هذا المجال فيتم التلاعب في الجينات والإنتاج البشري وإجهاض الأجنة غير المرغوبة، وتفضيل جنس على آخر أو حتى التدخل في أعداد البشر، وما إلى ذلك من سيناريوهات مخيفة فيما لو لم يتم السيطرة عليها وإخضاع عوالم الميتافيرس لقوانين صارمة تضمن الاستفادة منها دون تهديد للبشرية.

ولاستخدام الميتافيرس في التعليم بعض السلبيات من أهمها: ( إبراهيم، 2016، 34)

  • محدودية استخدام الواقع الافتراضي، نتيجة للتكاليف المبدئية الباهظة عند شراء الأجهزة المطلوبة وارتفاع سعر تكلفة إنتاج البرامج الافتراضية.
  • محدودية تأثير الحواس الخمس في نظام الواقع الافتراضي الذي لا يتجاوز في استخدامه إلا حاسة السمع والبصر واللمس، ولكن ربما ستظهر مستجدات أخرى تستخدم الحواس الأخرى مستقبلاً.
  • الاستخدام المفرط لبرامج الواقع الافتراضي وأمام أجهزة الحاسوب، له تأثيره  الصحي السلبي.
  • إن استخدام نوعيات خاصة من نظم الحاسب الآلي التي تتضمن تواتر إطارات الصور المتحركة والتي تزيد عن خمسة عشر إطارًا في الثانية يؤدي إلى إصابة الفرد بالغثيان والصداع وأعراض أخرى مثل إرهاق الجهاز العصبي وتوتره.
  • العالم الافتراضي يضع كل فرد أمام العالم بأسره متيحاً له كل الأفكار والمذاهب، وهذا ما يزيد من انفراط الدور الاجتماعي والتربوي، ويقلَّص من ممارسات الوصاية، ويخلخل فكرة الرأي الواحد.

الميتافيرس والتغير القيمي

تسعى العديد من الشركات الناشئة على تطوير منتجات من شأنها أن تزيد من فاعلية الميتافيرس ، فقامت شركة يابانية ناشئة بابتكار ذراع يستخدم التحفيز الكهربائي لتقليد الأحاسيس غير المريحة؛ حتى يتسنى لمستخدم الميتافيرس الشعور بهذه الأحاسيس أثناء استخدامه للميتافيرس، كما ابتكرت شركة "Owo" الأسبانية سترة مبطنة بأجهزة استشعار تسمح لمرتديها بأن يشعروا بالعناق والكلمات في الواقع الافتراضي. وبذلك فنحن أمام تقنية جديدة مثلها كمثل كل التقنيات الحديثة لها تأثيرات على مستوى المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، هذا بالإضافة إلى تأثيراتها على المستوى الفردي من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية

وأشارت بعض الدراسات إلى أن الميتافيرس يسهم في إثراء الجانب التقني ويصنع نوعا من المحاكاة للواقع من خلال تجسيد الأشخاص في قوالب وأشكال مبهرة ، كما يعمل على إثراء حاسة التخيل لدى المستخدمين المتشوقين للخيال والإبحار بداخل اللاواقع ومعرفة آثار العوالم القديمة المندثرة، مما يزيد من عزلة الأفراد عن الأسرة والمجتمع. كما نوهت بعض الدراسات عن وجود بعض السلبيات للميتافيرس على الرغم من إيجابياته ، حيث ذكرت أن الميتافيرس يصيب المستخدمين بالكسل ، ويؤثر على الجوانب الصحية مثل التشتت وانعدام التركيز والدوار، كما أن نظارات الميتافيرس قد تؤثر سلبيًا على العين. وذكرت دراسات أخرى أن الميتافيرس قد يؤدي إلى زيادة العنف والعدائية لدى المستخدمين؛ نظرًا لأن نسب كبيرة من ألعاب الميتافيرس من ألعاب القتال، وكلما كان المستخدم بارعا في اللعب حصل على نقاط تؤهله لتقمص شخصيات أكثر شراسة، ويُكافأ بأسلحة أكثر فتكا؛ وقد يتسبب ذلك في زيادة العنف لدى هؤلاء المستخدمين في ظل واقعية ألعاب الميتافيرس، وانغماس المستخدم فيها بشكل كبير، هذا إلى جانب تأكيد الخبراء على أن هذه التكنولوجيا الحديثة تأتي بالمتغيرات التي تكاد أن تعصف بالقيم في المجتمعات الشرقية لأن هذه المستجدات تجعل الشباب أكثر عرضة للأفكار التي تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية. وبالإضافة إلى ذلك فقد أشار الخبراء إلى عدد من المخاوف المرتبطة بالميتافيرس مثل الاغتراب ومحاولات الانتحار والتطرف والإرهاب، وضياع الإنسان واستغراقه التام فيه نظرا لأن الميتافيرس أكثر جاذبية وبريقًا من الواقع الحقيقي.                         (اللبان ، 2022)

ثانياً- وسائل التواصل الاجتماعي:

 تعرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مجموعة التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تستخدم للتواصل مع الآخرين، ونشر المعلومات، ومشاركة المحتويات، مثل الفيسبوك، والمدونات واليوتيوب، والواتس  وغيرها،

لم تعد وظيفة وسائل التواصل الاجتماعي قاصرة على الاتصال بين الأفراد، بل أصبحت أدوات ومنابر للتأثير ومنصات تجارية وأسلوب حياة لجيل جديد نشأ بين شبكات التواصل، ومع الوقت تشكَّلت لهذا الجيل خصائص تميزه عن غيره، فأصبح يحمل قيمًا وأفكارًا ذات طابع خاص به تختلف عن الأجيال السابقة.

وقد أثَّرت الطفرة الرقمية على العالم بشكل كبير، وغيرت الكثير من ملامحه وأدواته وأفكاره، ونقلت نموذج العمل التقليدي والشركات والمشاريع إلى مسارات جديدة، جعلت فيها الكثير مما كان مستحيلاً ممكنًا، وما كان بالأمس خيالاً أصبح واقعًا، ولم يكن هذا التأثير محصورًا بنمط الحياة والأعمال الذي حملته هذه الطفرة الرقمية، وإنما بسرعة تغير هذه الطفرة وتجددها وتقديمها الغريب والمؤثر أيضًا. ويغفل الكثير عن تأثير هذا التطور على الإنسان والمجتمعات والأفكار، وإن كان التحول الكبير في نمط الحياة التي نعيشها واضحًا، إلا أن نمط التحولات في الأفكار والمجتمعات لا تبدو واضحة في الوقت الحالي، فهذه التحولات لا تزال في طور إعادة التشكل ولن تظهر بشكلها الواضح إلا بعد سنوات، ولكن إرهاصاتها قد لا تخفى على من يتابع بدقة واقع الشباب والمراهقين في الدول العربية لا سيما في دول الربيع العربي. (حواصلي، 2022).

وسائل التواصل الاجتماعي والجيل الرقمي:

ظهر مصطلح الرقمي (أو الجيل z) لوصف شريحة الشباب التي يتراوح مولدها بين عامي ١٩٩٧م و٢٠١٢م ، حيث إن الشريحة الأكبر سنًا في هذا الجيل هم الآن شباب في  العشرينات من العمر، بعضهم دخل عالم الأعمال، أو قد بلغوا سن الرشد. ورغم قلة الدراسات العربية التي حاولت تعرف شكل ونوع التغيير عند الجيل الجديد من الشباب والمراهقين، اهتمت عديد من الدراسات التسويقية الأجنبية برصد تلك التغيرات، بهدف معرفة مزاج هذه الشريحة واهتماماتها الجديدة وتصميم منتجات تتوافق مع اهتماماتها. (حواصلي، 2022).

وتصف العديد من الدراسات الأجنبية الجيل Z بأنه الجيل الرقمي الأكثر نشاطًا، والأكثر استخدامًا للأجهزة الذكية، حيث اعتاد أن يكون متوافرًا طوال اليوم، يعيش حياة كاملة افتراضية غير حقيقية داخل منصات التواصل الاجتماعية، أو ضمن غرف الألعاب والدردشة، لا يفهم معنىً للخصوصية، ولا التميز الفردي، بل يعيش حياته مستترًا خلف فلاتر التطبيقات ومميزات الواقع المعزز.

الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع:

 تعد ثورة تكنولوجيا الاتصالات السبب الرئيس في ظهور مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، إذ تُؤثّر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على ثقافة المُجتمع، واقتصاده، ونظرته الشاملة للعالم، كما أنّها تسمح بطرح عديد من القضايا المُجتمعية ومُناقشتها؛ كالقضايا الصحية، والاختلافات الثقافية، والعلاقات العامة، حيث تتباين تأثيرات هذه الوسائل على المُجتمعات ما بين سلبية وإيجابية وفيما يلي أهم التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع (الخطيب، 2021) ، (Jyoti, 2020):

  • تعزيز الإنتاجية العلمية: تُعزّز وسائل التواصل الاجتماعي الإنتاجية العلمية للمجتمعات، حيث تسمح لمجموعات من المُستخدِمين الذين يشتركون في نفس الاهتمامات العلمية في مجالات عدّة؛ كالصحة، والسياسة، والاقتصاد، وغيرها، من التواصل معًا؛ لتبادل  معارفهم وخبراتهم.
  • تعد منصة إعلامية حرة : حيث تُمكّن الأشخاص من التعبير عن آرائهم عبرها بحريّة دون التقيّد بأيّ قوانين أو ضوابط تمنع حرية التعبير.
  • تسهيل التواصل مع الآخرين : تعد وسائل التواصل الاجتماعي طريقة سهلة للتواصل مع المُستخدمين الآخرين، أو التعرّف عليهم أينما كانوا دون التقيّد بالحدود الجغرافية، الأمر الذي من شأنه كسر الحواجز الثقافية بين المجتمعات المختلفة.
  • زيادة الوعي بالقضايا المُجتمعية تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد المُجتمعات بمُناقشة قضايا مهمّة بالنسبة لتلك المُجتمعات سواء كانت قضايا بيئية، أو أخلاقية، أو غيرها، ممّا يزيد من وعي الناس بتلك القضايا، فضلاً عن أنّ تناول تلك القضايا والتوعية بها جعل كفّة ميزان القوة الإعلامية تميل لصالح الجمهور، وهو ما يصعب على منصات الإعلام التقليدية تحقيقه.
  • تعزيز القوة الاقتصادية: حيث تستخدم عديد من شركات الأعمال والتجارة وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التواصل مع زبائنهم والتسويق لمُنتجاتهم، كما تتميز وسائل التواصل الاجتماعي اقتصاديًا نظرًا؛ لقلة الكُلفة المالية اللازمة لعمل إجراءات اقتصادية بحثيّة في سوق مُعيّن.
  • تقليل نسبة البطالة: حيث تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي نشر عديد من فرص العمل عبر منصّاتها، وتُشير الدراسات إلى أنّ نسبة 60% من أصحاب العمل يلجئون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الموظفين، كما أنّ ما نسبته 19% منهم يختارون شخصًا ما لشغر وظيفة مُعينة تبعًا للمعلومات التي تتوافر عن هذا الشخص عبر حسابات منصّات التواصل الاجتماعي الخاصة به، ذلك وفقًا لاستبيان أجراه موقع (Career Builder) عن التوظيف في وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016م.

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع:

هناك بعض الآثار السلبية التي تعود على المجتمع نتيجة لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ أهمها (Marilyn, 2019 ; Elise, 2020, 117 ):

  • الحدّ من التواصل المباشر: تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي من التواصل وجهًا لوجه بين أفراد المُجتمع، حيث تُجرى عديد من الاتصالات عبر هذه الوسائل من خلال مُحادثات كتابية عبر الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، وهذا الأمر من شأنه التأثير على مهارات التواصل الحقيقي مع الآخرين سلبًا والحدّ منها
  • صعوبة إيصال المشاعر: تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي من القدرة على التواصل العاطفي بين أفراد المجتمع، حيث يقتصر الأمر خلالها بإرسال الرموز التعبيرية للتعبير عن الحزن أو السعادة، ولكن هذه الرموز التي يتمّ استخدامها لا تُفسّر بالضرورة حقيقة مشاعر صاحبها، ويُؤثّر هذا الأمر على العلاقات بين الأفراد.
  • التأثير على العلاقات الأُسرية: ويظهر أثر ذلك في تفكك الأسرة والمجتمع، فلوسائل التواصل الاجتماعي دور في انشغال أفراد العائلة الواحدة عن بعضهم؛ وذلك لأنّ كلّ منهم يقضي ساعاتٍ طويلة في استخدام تلك المواقع بدلاً من التواصل مع باقي أفراد عائلته وتعزيز علاقاته معهم.
  • نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة: يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل بعض الأشخاص بهدف نشر الإشاعات بين أفراد المُجتمع وتضليلهم بالأخبار الكاذبة.
  • انتهاك الخصوصية: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا سببًا في عديد من المشكلات التي يواجهها المستخدم نتيجة انتهاك خصوصيته عبر تلك المواقع، سواء من خلال الوصول إلى المُحتوى الشخصي الخاص به عبر تلك الوسائل، أو من خلال معرفة الموقع الجغرافي الحالي له.
  • التنمّر الإلكتروني: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا أداةً يُساء استخدامها ضد أطفال المُجتمع حيث تُعرّضهم للتنمّر الإلكتروني، مما يؤثر على الأطفال وصحتهم النفسية؛ حيث يُمكن أن يتسبّب بإصابتهم بالاكتئاب والقلق.
  • تنمية بعض العادات السيئة لدى أفراد المُجتمع؛ كإهمال بعضهم البعض أثناء التحدُث، أو التشتُت أثناء القيادة، فضلاً عن أنّ الاستخدام المستمر لتلك المواقع قد يدفع الأفراد إلى تأجيل مهامهم.
  • قد تؤدي إلى زيادة الرهاب الاجتماعي: يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة الشعور بالوحدة والعزلة، وبالتالي الإصابة بالرهاب الاجتماعي، فمن الممكن أن تُفقد الإنسان ثقته في نفسه، ومظهره، وما يملك، وتمنعه من المشاركة في المناسبات الاجتماعية، والتعامل مع الأشخاص من حوله بشكل مباشر، الأمر الذي يسبب له عديد من المشاكل النفسية والصحية عند تعرضه لمثل تلك المواقف.

ثالثًا- الذكاء الاصطناعي:

يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة نظرًا لتعدد استخداماته في المجالات المختلفة، ومن المتوقع أن يفتح الباب أمام ابتكارات لا حدود لها، وأن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية، حيث سيكون الذكاء الصناعي محرك التقدم والنمو والازدهار خلال السنوات القليلة القادمة، وبإمكانه وما يستتبعه من ابتكارات أن يؤسس لعالم جديد قد يبدو الآن من دروب الخيال، غير أن البوادر الحالية تؤكد على أن وجود هذا العالم بات قريبًا.

مفهوم الذكاء الاصطناعي:

هناك عديد من التعريفات التي تناولت الذكاء الاصطناعي وجاء معظمها مرتبطًا بتطور الآلات والتصرفات الذكية، فيعرفه زروقي (2019، 6) بأنه " ذلك العلم الذي يهتم بصناعة آلات تقوم بتصرفات يعتبرها الإنسان تصرفات ذكية"، ووفقاً لهذا التعريف فإن الذكاء الاصطناعي يُعتبر علم بحد ذاته يهدف إلى جعل الحاسب وغيره من الآلات التي تكتسب صفة الذكاء، ولها القدرة على القيام بأشياء كانت حصرًا على الإنسان كالتفكير والتعلم            والإبداع والتخاطب.

 ويعرفه Kurzweil وهو أشهر الباحثين في حقل الذكاء الاصطناعي على أنه:                      "فن تصنيع آلات قادرة على القيام بعمليات تتطلب الذكاء عندما يقوم بها الإنسان" (Thomason, 2020).

كما يُعرف كذلك بكونه مسمى يطلق على "نوعية الذكاء الذي يُمكن أن تكتسبه الآلة من خلال تزوديها بالبرمجيات التي تجعلها تبدو وكأنها تمتلك عقلاً يحاكي العقل البشري بقدراته المختلفة، وبالتالي فهو يجعل تلك الآلة تتصرف وكأنها مثل الإنسان العاقل أو المميز باستخدام أبحاث الذكاء الاصطناعي. ( مركز البحوث والدراسات متعددة التخصصات، 2022). 

وتعرفه شركة أوراكل Oracle بكونه يُمثل "الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري؛ لأداء المهام المختلفة التي يمكنها كذلك أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها، وتتسم تلك الأنظمة بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات".

 خصائص الذكاء الاصطناعي:

للذكاء الاصطناعي مجموعة من الخصائص والمميزات من أهمها ما يلي:( الشرقاوي، 2023، 290)، (Geisel,2018,117-122)

  1. إمكانية تمثيل المعرفة: حيث تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي هيكلة خاصة لوصف المعرفة، هذه الهيكلة تتضمن الحقائق والعلاقة بين هذه الحقائق والقواعد التي تحكمها، بهدف توفير قاعدة معرفية توفر أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المشكلة المراد حلها.
  2. استخدام الأسلوب التجريبي المتفائل: فبرامج الذكاء الاصطناعي تتميز بأنها تقتحم المسائل التي ليس لها طريقة حل معروفة، وهذا يعني أن هذه البرامج لا تستخدم خطوات متسلسلة تؤدي إلى الحل الصحيح، ولكنها تختار طريقة معينة للحل تبدو جيدة مع الاحتفاظ باحتمالية تغيير هذه الطريقة إذا اتضح أن الخيار الأول يؤدي إلى الحل الأسرع.
  3. قابلية التعامل مع المعلومات الناقصة: تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي القيام بها إيجاد بعض الحلول حتى لو كانت المعلومات ناقصة.
  4. القدرة على التعلم: تتسم تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدرتها على التعلم من الخبرات والممارسات السابقة، إضافة إلى قابلية تحسين الأداء مع الأخذ بالاعتبار الأخطاء السابقة، هذه القدرة ترتبط بالقابلية على تعميم المعلومات واستنتاج حالات مماثلة وانتقائية وإهمال بعض المعلومات الزائدة.
  5. قابلية الاستدلال: وهي القدرة على استنباط الحلول الممكنة لمشكلة معينة من واقع المعطيات المعروفة والخبرات السابقة، وخاصة المشكلات التي لا يمكن معها استخدام الوسائل التقليدية المعروفة، هذه القابلية تتحقق باستخدام أجهزة الحاسب التي تقوم بتخزين الحلول الممكنة، وقوانين المنطق وقواعد الاستدلال.

أهمية الذكاء الاصطناعي:

يُعد الذكاء الاصطناعي أحد العلوم الحديثة التي نتجت عن الثورة التكنولوجيا المعاصرة، وقد اكتسب أهمية بالغة في السنوات الأخيرة؛ لتعدد تطبيقاته في عديد من القطاعات والمجالات الحيوية في المجتمعات الإنسانية، فقد أدت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحداث تغيرات جذرية في الاقتصاد بسبب تقديم الحلول لمعظم التحديات التي تواجه المجتمعات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ ومنها الهدف السابع (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة) والثالث عشر (العمل المناخي) والرابع عشر (الحياة تحت الماء) والخامس عشر (الحياة في البر) (John, 2018, 6) ، هذا بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق أثر اقتصادي إيجابي في قطاع الرعاية الصحية، وأتمته الأجهزة؛ لتشخيص الأوبئة وعلاج الأمراض المزمنة، وفي قطاع الطاقة بتوليد الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة؛ للحد من التلوث البيئي، فضلا عن تتبع التغيرات المناخية باستخدام الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحجم المحاصيل من الفضاء. (قمورة وآخرون، 2018، 11).

ويعتقد 60% من صانعي القرار في الشركات الكبرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تقديم الحلول لأهم المشاكل التي تواجه المجتمع الحديث، إضافة للمساهمة في تحسين مستوى الرفاة الاقتصادي للأفراد، وذلك من خلال دور المعلومات في خلق المعرفة والتي بدورها تُزيد من فرص الابتكار، ونشر الابتكارات بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة الناجمة عن تطور الاقتصاد ونمو إجمالي الناتج المحلي. (الشرقاوي، 2023، 292).

استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:

يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بصور متعددة، من أهمها ما يلي: (رزوقي، 2019، 9)

  • أتمتة الدرجات والتقييم : حيث يمكن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم برصد الدرجات للطلاب داخل البيئة التعليمية، وتقييم الطالب وتحليل إجاباته وإعلامه بدرجاته، ويمتاز استخدام هذه الطريقة بالبعد عن الخطأ والمحاباة تمامًا.
  • التعليم عن بعد : يعد التعليم عن بُعد من أبرز أنواع التعليم حداثة، ويشمل فرصًا لتقديم المادة العلمية عبر المنصات الالكترونية، وإجراء الامتحانات عن بُعد مع فرض أنظمة رقابية تخضع للذكاء الاصطناعي لمراقبة الطالب، والتحقق من عدم الغش، فهي طريقة يتم بواسطتها التحقق من مدى مصداقية ودقة الاختبار.
  • التغذية الراجعة للمعلم : إن التغذية الراجعة من أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وأثمن مصادر المعلومات حول تقييم الأداء الطلابي على الإطلاق، ويرتكز هذا التطبيق على عديد من التقنيات المستحدثة كالدردشات مع روبوتات الذكاء الاصطناعي والتعلم الالكتروني أو الآلي وفقًا لما يقدمه الطالب من إجابات تعكس شخصيته ومستواه التعليمي والذكائي.
  • حوارات الحرم الجامعي : يمكن إدراج الدردشات داخل الحرم الجامعي ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث تُعقد حلقات حوارية الكترونية بين الطلاب والروبوت وأعضاء هيئة التدريس للحصول على المعلومات المتعلقة بأمورهم الجامعية.
  • التعليم الشخصي : وهو عبارة عن تطبيق تعليمي يقدم للمتعلم سلسلة من البرامج التعليمية للمساهمة في رفع كفاءته في التعلم، وتمتاز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بقدرتها على التأقلم مع احتياجات الطلاب سواء كانت فردية أم جماعية بغض النظر عن درجة التعقيد.

الذكاء الاصطناعي والتغير القيمي

تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات والأنماط النموذجية. ومع ذلك، قد لا تتوافق هذه القرارات دائمًا مع التعاليم أو المبادئ الأخلاقية والدينية. وتثير هذه المعضلة الأخلاقية أسئلة حول المسؤولية الأخلاقية عن الإجراءات والقرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة في السياقات الدينية.فأغلب المجتمعات تمتلك قيمًا أخلاقية محددة في تعاليم الكتب المقدسة والتي توجه ممارسات البشر ومعتقداتهم. وقد يؤدي تكامل الذكاء الاصطناعي إلى حدوث تعارض بين المبادئ المشفرة داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي وكلا من العقيدة والأخلاق. وهو ما يستلزم دراسة متأنية لكيفية توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم والتعاليم الدينية واحترامها. فإذا لم يتم السيطرة على تقنية الذكاء الاصطناعي بعناية، فيمكن أن تساهم بسهولة في التقليل من قيمة الحياة البشرية وتآكل الاتصال البشري الأصيل (Sterling & Chat, 2023).

وفي حين أن لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين حياتنا بعدّة طرق، فإنه يعمل، في نفس الوقت، على تغيير القيم الإنسانية بطرق إيجابية وسلبية، وأنتج تطويرُه شكوكًا كبيرة في ما يتعلق بضمان توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم البشرية، وبات يثير أسئلةً عميقة بشأن تأثير التكنولوجيا على القيم الإنسانية. ومن دون أن ندرك، أصبح الذكاء الاصطناعي يعمل على تغيير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع بعضنا بعضا. وللانتباه إلى هذه المشكلة، نحتاج إلى التفكير بشكل نقدي في دور التكنولوجيا في حياتنا، والقيم والأعراف التي نريد التمسّك بها، أفرادا ومجتمعات، وهو ما يطرح سؤال الآثار الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في حياتنا وفي السلوكيات التي تعكس قيمنا.

وعند الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على القيم الإنسانية، والآثار الأخلاقية والاجتماعية لهذا التقاطع بين التكنولوجيا والإنسانية، من المهم أن نقف عند ما نعنيه بـ”القيم الإنسانية”، باعتبارها مجموعة المبادئ والمعتقدات والمثل تتشكّل من خلال عدة عوامل ثقافية ومجتمعية وشخصية، توجّه سلوكنا وتساعدنا في تحديد اختياراتنا واتخاذ قراراتنا، لذلك فإن فهم القيم الإنسانية هو الخطوة الأساسية الأولى لمواصلة تطوير الأخلاق المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. ومن شأن الفهم الأكثر شمولاً للقيم الإنسانية أن يفيد تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن بطريقة تجعله موائما مع القيم الإنسانية، وموجّهاً نحو خدمة الغايات الإنسانية الفضلى. ومن هنا، يجب تعزيز الأبحاث في مدى تأثير تطور الذكاء الاصطناعي على القيم الإنسانية، للتأكد من أن تطويره يهدف إلى إيجاد حياة أفضل، وجعل العالم أفضل مما هو عليه، وهذا هو الوقت للقيام بهذه الأبحاث، قبل أن يحين الوقت الذي تكون فيه أجهزة الكمبيوتر قد تجاوزت القدرات البشرية، وتتحوّل الآلات من أبعد من مجرّد خوارزميات رياضية إلى أدوات تمتلك بالفعل سمات التفكير البشري، فمجتمع الذكاء الاصطناعي يواجه اليوم تحدّيًا كبيرًا بسبب التعقيد المتأصل في حياة الإنسان وعدم وجود نموذج للقيم الإنسانية في أبحاث الذكاء الاصطناعي الحالية لتحقيق مبادئ محاذاة هذا الذكاء القيم الفُضلى. (أنوزلا، 2023)

المحور الثاني: الإطار الميداني للدراسة:

أولاً- بناء أداة الدراسة وحساب صدقها وثباتها والمعالجة الإحصائية:

استخدمت الدراسة استبانة طبقت على مجموعة من طلاب جامعة أسيوط بلغ عددها (267) طالباً وطالبة، وقد مر تصميم الاستبانة وتحكيمها وفقًا للخطوات العلمية وآراء الخبراء والمختصين من أساتذة كلية التربية.

وقد مرت مراحل إعداد الاستبانة على النحو التالي:

أ- تصميم الاستبانة:

قامت الباحثة بتصميم استبانة موجهة لطلاب جامعة أسيوط، وذلك بالرجوع إلى بعض المقابلات الشخصية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب بجامعة أسيوط، والرجوع إلي بعض  الدراسات السابقة المتصلة بموضوع هذه الدراسة لتحديد العبارات المرتبطة بكل بعد من               أبعاد الاستبانة.

وقد تضمنت الاستبانة على الجوانب التالية:

  • البيانات الأولية.
  • المحور الأول : التغير في القيم الاجتماعية والثقافية.
  • المحور الثاني : التغير في القيم الدينية والأخلاقية.
  • المحور الثالث: التغير في القيم الاقتصادية.

ب- حساب صدق وثبات الاستبانة:

تم حساب صدق الاستبانة من خلال عرضها على مجموعة من المحكمين من أعضاء هيئة  التدريس بكليتي التربية بأسيوط وسوهاج ؛ وذلك للوقوف على مدى تمثيل العبارات لمحاور الاستبانة، ومدى مناسبتها، ثم حساب نسب الاتفاق على كل فقرة أو عبارة، والإبقاء على العبارات التي حصلت على نسب اتفاق من 90% أو أكثر، ونتج عن ذلك حذف بعض العبارات وتعديل وإعادة صياغة بعض العبارات ، كما تم حساب ثبات الاستبانة باستخدام معامل "ألفا كرونباخ" وجاءت نسبة الثبات (0.73) وهي نسبة مناسبة تدل على ثبات الاستبانة.

ج- تصحيح الاستبانة والمعالجة الإحصائية لها:

استخدمت الباحثة المتوسطات الحسابية لتحديد دور التغييرات المعاصرة في التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط. حيث تم حساب متوسطات استجابة الطلاب لكل عبارة من عبارات الاستبانة، وذلك بإتباع الخطوات التالية:

1- حساب تكرارات استجابات الطلاب مجموعة الدراسة لكل عبارة تحت كل بديل من بدائل الإجابة (موافق- موافق إلى حد ما - غير موافق) .

2- إعطاء موازين رقمية لكل بديل من بدائل الاستجابة على النحو التالي:

( موافق =3/ موافق إلى حد ما = 2/غير موافق =1)

3- ضرب تكرارات كل عبارة في الميزان الرقمي لبديل الاستجابة، ثم جمع حواصل الضرب للحصول على درجة الاستجابة الكلية لكل عبارة.

4- الحصول على متوسط الاستجابة لكل عبارة، وذلك بقسمة درجة الاستجابة الكلية لكل عبارة على عدد أفراد مجموعة الدراسة .

5- الحصول على طول الفترة (متوسط درجة الموافقة ) لكل عبارة كما يلي:

     متوسط درجة الموافقة =(أكبر درجة موافقة على العبارة – أقل درجة موافقة على العبارة)/ عدد الاختيارات = (3-1)/3 = 0.67

6-  وفي ضوء ما سبق راعت الباحثة عند التحليل الإحصائي وتحليل النتائج التي تم التوصل إليها ما يلي:

أ- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (1: 1.66) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو عدم الموافقة.

ب- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (1.67:  2.33) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو المحايدة.

ج- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (2.34:  3) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو الموافقة.

د- مجتمع وعينة الدراسة:

            تكونت عينة البحث من عينة ممثلة من طلاب بعض كليات جامعة أسيوط بالفرق النهائية النظرية (التربية – التربية النوعية) والعملية (الطب البشري – الصيدلة) حيث بلغت العينة (267) طالبًا وطالبة، وذلك لتعرف واقع التغيــر القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء بعض التغييرات المعاصرة، ويوضح الجدول التالي توزيع أفراد العينة.

جدول رقم (1) مجتمع وعينة الدراسة

الكلية

المجتمع الاصلي

العينة

النسبة للمجتمع الأصلي

عملية

الطب البشري

1039

54

5.20

 

الصيدلة

330

49

14.85

نظرية

التربية

1797

128

7.12

 

التربية النوعية

390

36

9.23

الإجمالي

3556

267

7.51

           

هـ-  تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها:

تم تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة كما يلي:

تتضمن الاستبانة المعدة لتعرف التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط من (70) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد، وفي ما يلي عرض لنسبة متوسطات استجابات مجموعة الدراسة حول هذه الأبعاد :

جدول رقم (2)

استجابات مجموعة الدراسة حول أبعاد التغير القيمي
لدى طلاب جامعة أسيوط

البعد

العبـــــــــــــــــــــــــــــارة

المتوسط

الترتيب

البعد الأول

التغير في القيم الاجتماعية والثقافية

2.02

3

البعد الثاني

التغير في القيم الدينية والأخلاقية

2.28

2

البعد الثالث

التغير في القيم الاقتصادية

2.46

1

الاستبانة ككل

2.22

-

يتضح من الجدول السابق أن متوسط استجابات مجموعة الدراسة حول عبارات هذا الاستبانة  ككل بلغت 2.22 ، وهى نسبة متوسطة ، مما يدل على أن التغييرات المعاصرة قد أثرت على قيم طلاب الجامعة بدرجة متوسطة، حيث يوجد مجموعة من العوامل التي تقاوم وتواجه تأثير هذه العوامل على قيم الشباب أهمها الترابط الأسري داخل المجتمع المصري بصفة عامة وفي الصعيد محيط جامعة أسيوط بصفة خاصة، والتمسك بالعادات والتقاليد والحفاظ على الهوية الثقافية.

كما يتضح من الجدول السابق أن متوسطات استجابات مجموعة الدراسة حول أبعاد هذه الاستبانة تراوحت بين (2.46 : 2.02) وقد جاءت أعلى نسبة موافقة لمجموعة الدراسة  على البعد الثالث الخاص " بالتغير في القيم الاقتصادية" حيث بلغت نسبة متوسط الاستجابة 2.46، ويليها البعد الثاني "التغير في القيم الدينية والأخلاقية" بنسبة متوسط استجابة 2.28 ،  وأخيرا البعد الأول "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية بمتوسط استجابة 2.02، وهو متوسط يدل على عدم الموافقة التامة لأفراد العينة على عبارات هذا البعد، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة مثل الحبشي ( 2012) ، بينما تختلف مع نتائج كل من دراسة البلوي (2014)، ودراسة قاسم وإبراهيم (2014) حيث جاء بها ترتيب القيم الدينية أولاً ثم القيم الجمالية، فالاجتماعية، وأخيراً الاقتصادية أما فيما يتعلق باستجابات أفراد العينة حول عبارات هذه الأبعاد فجاءت كما يلي:

1- البعد الأول : التغير في القيم الاجتماعية والثقافية :

يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة في البعد الخاص بالتغير في القيم الاجتماعية والثقافية لدى طلاب جامعة أسيوط

جدول رقم  (3)

استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية"

م

العبــــــــــــــارة

موافق

إلى حد ما

غير موافق

المتوسط

الترتيب

ك

%

ك

%

ك

%

1

زيادة التواصل الاجتماعي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية

99

37.1

164

61.4

4

1.5

2.36

11

2

الانفتاح على العالم وقضاء ساعات طويلة على شبكات التواصل الاجتماعي

3

1.1

65

24.3

199

74.5

1.27

30

3

تفضيل العمل الفردي وعدم الرغبة في التعاون والمشاركة  مع الزملاء.

35

13.1

36

13.5

196

73.4

1.40

27

4

تنمية مهارات الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر من خلال غرف الدردشة.

134

50.2

130

48.7

3

1.1

2.49

6

5

انتشار ظاهرة التنمر بشقيها الالكتروني والمادي

68

25.5

5

1.9

194

72.7

1.53

25

6

الرغبة في زيادة الخصوصية والتخفي والظهور بأسماء وحسابات مستعارة

70

26.2

8

3.0

189

70.8

1.55

23

7

التمرد على القيم والعادات السائدة في المجتمع والرغبة في تغيير الواقع

32

12.0

32

12.0

203

76.0

1.36

29

8

التقليد لكل ما هو جديد

33

12.4

98

36.7

136

50.9

1.61

21

9

التمحور حول الذات والبعد عن التفاعل مع الآخرين

6

2.2

132

49.4

129

48.3

1.54

24

10

تيسير عمليتي التعليم والتعلم من خلال حلقات التعلم الافتراضي واجتماعات ميكروسوفت تيمز وزووم ووبكس.

198

74.2

65

24.3

4

1.5

2.73

2

11

التعود على مشاهدة المواقف العدوانية والمسيئة في وسائل التواصل الإلكتروني أدى إلى تبلد المشاعر وعدم التعاطف مع الآخرين

260

97.4

7

2.6

0

0.0

2.97

1

12

تحقيق المشاهد العنيفة والمحتويات السيئة واللاأخلاقية أعلى مشاهدات في وسائل التواصل الاجتماعي

165

61.8

66

24.7

36

13.5

2.48

7

13

فقدان الثقة بالنفس وضعف الشخصية لدى الشباب

66

24.7

132

49.4

69

25.8

1.99

16

14

البعد عن الواقع والانغماس في الخيال والعالم الافتراضي

132

49.4

102

38.2

33

12.4

2.37

10

15

تمكين المرأة ومساعدتها في القيام بأدوار فاعلة في المجتمع

198

74.2

35

13.1

34

12.7

2.61

4

16

تمثيل المشاهير في المجتمع كقدوة في حياة الشباب بدلا من المعلمين ورجال الدين

4

1.5

98

36.7

165

61.8

1.40

28

17

وجود فجوة فكرية بين الشباب من جهة وبين الآباء والمعلمين من جهة أخرى

132

49.4

131

49.1

4

1.5

2.48

8

18

اللجوء لجروبات التواصل الاجتماعي لأخذ المشورة في الأمور الشخصية

33

12.4

97

36.3

137

51.3

1.61

22

19

انحسار الدور التقليدي للمؤسسات التربوية والتعليمية

32

12.0

132

49.4

103

38.6

1.73

19

20

ضعف الدافعية لدراسة الموضوعات ذات الطبيعة الفكرية الفلسفية

31

11.6

165

61.8

71

26.6

1.85

18

21

ضعف مهارات التواصل الكتابي وأساليب التعبير لدى الشباب باللغة العربية

6

2.2

97

36.3

164

61.4

1.41

26

22

مساعدة الفتيات على التعبير عن آرائهم والتبليغ عن حالات التحرش الجنسي مثل (صفحة التاء المربوطة)

198

74.2

65

24.3

4

1.5

2.73

3

23

استخدام الملصقات للتعبير عن الحالة الشعورية والنفسية بدلاً من اللغة المكتوبة

131

49.1

132

49.4

4

1.5

2.48

9

24

تراجع المستوى الدراسي وانتشار ظاهرة الغش الالكتروني لدى الشباب

100

37.5

66

24.7

101

37.8

2.00

15

25

عزوف الطلاب عن قراءة الكتب واللجوء إلى التصفح الإلكتروني.

65

24.3

165

61.8

37

13.9

2.10

14

26

توفير وقت الطلاب وجهدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

32

12.0

130

48.7

105

39.3

1.73

20

27

توجيه الرأي العام لمناصرة بعض القضايا ومحاسبة بعض المسئولين

164

61.4

103

38.6

0

0.0

2.61

5

28

انخفاض الشعور بالولاء والانتماء للوطن

98

36.7

66

24.7

103

38.6

1.98

17

29

تفكير الشباب بأنهم دائما يحملون مواطنة عالمية

97

36.3

133

49.8

37

13.9

2.22

12

30

اهتمام الشباب بالقضايا المجتمعية وقيادة

102

38.2

100

37.5

65

24.3

2.14

13

 

البعد ككل

2.02

3

يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور كان (2.97)، وذلك حول العبارة رقم (11)، والتي نصت على أن "التعود على مشاهدة المواقف العدوانية والمسيئة في وسائل التواصل الإلكتروني أدى إلى تبلد المشاعر وعدم التعاطف مع الآخرين" وهي عبارة سلبية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي من مشاهد العنف المتكررة سواء الناتجة من أفراد أو جماعات أو حروب قد أثر بصورة سلبية على الشباب وجعله يعتادوا على هذه المشاهد ، ويتفق ذلك ما نتائج دراسة الحبيب (2015) والتي توصلت إلى إلى أن تلاشي الإرث القيمي والثقافي في نفوس طلاب المرحلة الجامعية يعد من أهم التحديات المستقبلية التي قد تواجه الجامعات ، والتي قد يترتب عليها عديد من المشكلات تتمثل في ظهور الانحراف الأخلاقي والسلوكي لدى الشباب في ظل ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وضعف السلطة الأبوية، حيث ظهرت ظواهر جديدة كالسرقة والانحلال الخلقي والاعتداء والسطو وتعاطي المخدرات. 

وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.73) حول العبارة رقم (10) والتي نصت على "تيسير عمليتي التعليم والتعلم من خلال حلقات التعلم الافتراضي واجتماعات ميكروسوفت تيمز وزووم ووبكس"، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على اتفاق مجموعة الدراسة بدرجة كبيرة على أن المتغيرات العصرية برغم تأثيرها السلبي في بعض القيم لدى الشباب إلا أن لها عديد من الفوائد وخاصة في مجال التعليم والتعلم من بعد، والذي ظهرت أهميته بدرجة كبيرة خلال الفترة القريبة السابقة نظرًا لقيامه بدور فاعل؛ للتغلب على الآثار السلبية الناتجة عن جائحة كورونا، حيث مثلت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة الوسائل الآمنة لاستمرار العملية التعليمية دون التعرض لمخاطر             التواصل المباشر.

وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (1.27) حول العبارة رقم (2) والتي نصت على أن "الانفتاح على العالم وقضاء ساعات طويلة على شبكات التواصل الاجتماعي" وهو ما يدل على رفض مجموعة الدراسة لمضمون هذه العبارة ، وقد يرجع ذلك إلى أن ما قد يقضيه الشباب من ساعات طويلة ومتواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي لا يؤدي بالضرورة إلى الانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من خبراته، وإنما يضيع هذا الوقت في التسلية والألعاب التي لا تعود بفائدة حقيقية على الشاب بحيث يستفيد منها في تطوير معارفه وخبراته.

- البعد الثاني: التغير في القيم الدينية والأخلاقية:

يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة في البعد الخاص بالتغير في القيم الدينية والأخلاقية لدى طلاب جامعة أسيوط

جدول رقم (4)

استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الدينية والأخلاقية"

م

العبــــــــــــــارة

موافق

إلى حد ما

غير موافق

المتوسط

الترتيب

ك

%

ك

%

ك

%

1

تيسير المواقع والكتب الدينية الإلكترونية على الفهم الصحيح للدين

103

38.6

162

60.7

2

0.7

2.38

9

2

استخدام ألفاظ وإيحاءات غير ملائمة

31

11.6

130

48.7

106

39.7

1.72

20

3

إساءة معاملة الوالدين وعدم تقبل نصحهم

97

36.3

67

25.1

103

38.6

1.98

18

4

انتشار علاقات غير مشروعة عبر شبكات التواصل .

130

48.7

66

24.7

71

26.6

2.22

13

5

سهولة الحصول على الفتاوى الدينية من المواقع والقنوات المتخصصة

98

36.7

165

61.8

4

1.5

2.35

11

6

الوعي والتحذير من الجماعات التي تدعو للتكفير والإلحاد

131

49.1

132

49.4

4

1.5

2.48

4

7

تجنيد المنظمات الإرهابية لبعض الشباب من خلال شبكات التواصل

61

22.8

166

62.2

40

15.0

2.08

14

8

وجود الكثير من القنوات التابعة لمؤسسات دينية رسمية

133

49.8

134

50.2

0

0.0

2.50

3

9

تقبل ظاهرة الغش الإلكتروني وتبريرها وتفريغها من مضمونها الديني والاخلاقي

65

24.3

66

24.7

136

50.9

1.73

19

10

سهولة الكشف عن الانتحال والسرقات العلمية من خلال برامج ومواقع متخصصة.

133

49.8

125

46.8

9

3.4

2.46

5

11

الظهور بشخصية غير الواقعية ونشر حسابات وهمية على وسائل التواصل

164

61.4

48

18.0

55

20.6

2.41

8

12

رسم صورة خادعة عن الذات في العالم الافتراضي

65

24.3

138

51.7

64

24.0

2.00

17

13

انتشار الغش التجاري وتقليد العلامات التجارية

66

24.7

156

58.4

45

16.9

2.08

15

14

انتهاك الخصوصية على الانترنت وتهكير الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي

132

49.4

97

36.3

38

14.2

2.35

12

15

التشهير بالآخرين عبر الإنترنت وانتشار الشائعات الإلكترونية

220

82.4

43

16.1

4

1.5

2.81

1

16

إهدار قيمة الوقت وضياع ساعات طويلة في استخدام وسائل الترفيه الإلكتروني

125

46.8

22

8.2

120

44.9

2.02

16

17

الإساءة للدولة والمجتمع واعتبار ذلك من الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير

134

50.2

112

41.9

21

7.9

2.42

6

18

المناداة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق ميثاق أخلاقي واضح وشفاف.

215

80.5

41

15.4

11

4.1

2.76

2

19

مشاركة الخصوصيات العائلية والأسرية على قنوات التواصل من أجل تحقيق ربح مادي

126

47.2

115

43.1

26

9.7

2.37

10

20

انتشار الثنائيات من الشباب أو المراهقين الذين يروجوا لسلوكيات لا تتفق مع القيم الدينية الصحيحة.

155

58.1

70

26.2

42

15.7

2.42

7

البعد ككل

2.28

2

يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم "الدينية والأخلاقية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا البعد كان (2.81) حول العبارة رقم (15) ، والتي نصت على "انتشار التشهير بالآخرين عبر الإنترنت وانتشار الشائعات الإلكترونية" وهي عبارة سلبية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن وسائل التواصل الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في التشهير بالأفراد ونشر شائعات وأخبار غير صحيحة نتيجة للانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي الحديثة وتزايد عدد مستخدميها وسرعة نقل المعلومات والأخبار من خلالها مقارنة بوسائل التواصل التقليدية، بالإضافة إلى إمكانية إخفاء مصدر المعلومة أو الشائعة؛ مما يشجع الكثير من الأفراد على استخدامها للتسلية أو للنيل من خصومهم والتشهير بهم، أو من أجل التربح في بعض الأحيان.

 وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.76) حول العبارة رقم (18) والتي نصت على "المناداة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق ميثاق أخلاقي واضح وشفاف."، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على ارتفاع وعي طلاب جامعة أسيوط بالقضايا المعاصرة والتي من أهمها الذكاء الاصطناعي ومجالات استخدامه والآثار الايجابية والسلبية التي قد تترتب على الاستخدام السيئ أو غير الأخلاقي لأنظمة           الذكاء الاصطناعي.

وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (1.72) حول العبارة رقم (2) والتي نصت على أن "استخدام ألفاظ وإيحاءات غير ملائمة"  وهو ما يدل على أن رأي مجموعة الدراسة قد جاء محايدًا لمضمون هذه العبارة ، ويرجع ذلك لتأثر بعض الشباب ببعض الثقافات وما ترتب عليه من وجود بعض الألفاظ والتعبيرات الدخيلة على الثقافة المصرية، ومع ذلك فهذا التأثير ليس كبيرًا نتيجة لتمسك طائفة كبيرة من الشباب بالقيم والأخلاق التي نشأوا عليها والحفاظ على العادات والتقاليد والأسلوب الراقي في الحوار ويتفق ذلك مع نتائج دراسة خالد (2014) التي توصلت إلى حدوث تغير قيمي في المجتمع متمثلاً في زيادة قيمة العمل الحرفي، والعمل الحر، وانخفاض أهمية اتقان العمل، وسيطرة القيم المادية على شتى جوانب الحياة وأن هذا التغير الذي حدث كان بفعل عوامل ومتغيرات تعرض لها المجتمع عامة وتأثر بها الشباب بصفة خاصة..

- البعد الثالث: التغير في القيم الاقتصادية :

يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة حول البعد الخاص بالتغير في القيم الاقتصادية لدى طلاب جامعة أسيوط

جدول رقم (5)

استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الاقتصادية"

م

العبــــــــــــــارة

موافق

إلى حد ما

غير موافق

المتوسط

الترتيب

ك

%

ك

%

ك

%

1

تفضيل الشباب لفرص العمل التي تتواكب مع التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي.

166

62.2

88

33.0

13

4.9

2.57

6

2

الرغبة في العمل من المنزل

164

61.4

29

10.9

74

27.7

2.34

16

3

الاعتماد على التدريب الذاتي والتحول من مهنة إلى أخرى

126

47.2

140

52.4

1

0.4

2.47

11

4

انتشار العمل بنظام (فري لانسز)

145

54.3

115

43.1

7

2.6

2.52

9

5

الاستفادة من مميزات الإدارة الإلكترونية

199

74.5

66

24.7

2

0.7

2.74

3

6

زيادة العادات الاستهلاكية لدى الشباب

65

24.3

198

74.2

4

1.5

2.23

18

7

تفضيل الشباب للوجبات السريعة على الوجبات المنزلية

155

58.1

99

37.1

13

4.9

2.53

8

8

اتاحة فرص جديدة للاستثمار

231

86.5

33

12.4

3

1.1

2.85

1

9

انخفاض الطموح لدى الشباب وانعدام الثقة بالمستقبل

164

61.4

33

12.4

70

26.2

2.35

15

10

الرغبة في الكسب السريع من خلال المشاركة في المسابقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي

185

69.3

66

24.7

16

6.0

2.63

4

11

الاتجاه نحو الادخار من خلال الأوعية البنكية المختلفة

63

23.6

165

61.8

39

14.6

2.09

20

12

الاعتقاد بأن العمل الجاد هو السبيل الأفضل لتحقيق النجاح

158

59.2

99

37.1

10

3.7

2.55

7

13

الاهتمام بتنمية الذات واكتساب مهارات جديدة

66

24.7

198

74.2

3

1.1

2.24

17

14

احترام العمل بكافة أنواعه ومجالاته

124

46.4

142

53.2

1

0.4

2.46

12

15

رفض الاحتكار والاستغلال والفساد الاقتصادي

102

38.2

165

61.8

0

0.0

2.38

13

16

تقدير قيمة المشروعات القومية في النهوض بالمجتمع

230

86.1

12

4.5

25

9.4

2.77

2

17

الاعتقاد أن الذكاء الاصطناعي يقضي على الروتين والنمطية في العمل

132

49.4

132

49.4

3

1.1

2.48

10

18

تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي باعتباره يفتح فرصاً هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول لحلول مبتكرة للمشكلات

158

59.2

107

40.1

2

0.7

2.58

5

19

المناداة بتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها  للاندماج في سوق العمل المتغير.

100

37.5

165

61.8

2

0.7

2.37

14

20

التأكيد على وضع مبادئ لضمان استخدام التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في خدمة الصالح العام

132

49.4

29

10.9

106

39.7

2.10

19

 

البعد ككل

2.46

1

يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم الاقتصادية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا البعد كان (2.85) حول العبارة رقم (8)، والتي نصت على "اتاحة فرص جديدة للاستثمار" وهي عبارة إيجابية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن التغييرات المعاصرة كان لها أثر إيجابي استفاد منه الشباب وخاصة في مجال العمل أو الاستثمار، حيث وفرت التكنولوجيا الحديثة عديد من فرص العمل والاستثمار ويتفق ذلك مع نتائج دراسة العسيلي (2016) والتي أوصت المسئولين في الجامعات مراعاة متغيرات عصر المعلوماتية والعولمة، ومسايرتها في جوانبها الإيجابية القيمية والمعرفية والتي تقيد الشباب في حياته العلمية والعملية.

 وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.77) حول العبارة رقم (16) والتي نصت على "تقدير قيمة المشروعات القومية في النهوض بالمجتمع"، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على ارتفاع وعي طلاب جامعة أسيوط بالمشروعات الوطنية التي تم إنجازها في الفترة الأخيرة والتي لعبت فيها التغييرات المعاصرة دورًا كبيرًا في تنفيذها، وكذلك وعيهم بأهمية هذه المشروعات وقيمتها ودورها في النهوض بالمجتمع.

وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.09) حول العبارة رقم (11) والتي نصت على أن "الاتجاه نحو الادخار من خلال الأوعية البنكية المختلفة"  وهو ما يدل على أن رأي مجموعة الدراسة قد جاء محايداً لمضمون هذه العبارة ، ويرجع ذلك لوعي طلاب جامعة أسيوط بالتغييرات الاقتصادية في الفترة الأخيرة، وما ترتب على ذلك من ظهور طرق وأساليب مختلفة للاستثمار والادخار، حتى وإن كان عدد كبير منهم لم يتعامل معها بصورة مباشرة نتيجة طبيعة المرحلة العمرية وكونهم ما زالوا في مرحلة الدراسة ولم يلتحقوا بسوق العمل.

 التصور المقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ظل بعض                التغييرات المعاصرة:

في ضوء أدبيات الدراسة، وما توصلت إليه الدراسة من نتائج، تم وضع تصور مقترح لتفعيل دور جامعة أسيوط لمواجهة التغير القيمي لدى طلابها، وتكون التصور المقترح من أسس، وأهداف ومستويات عمل ومتطلبات تطبيق، يتم توضيحها فيما يلي:

أ- أسس التصور المقترح:

استند التصور المقترح على مجموعة من الأسس تمثلت في:

  • الإطار النظري للدراسة الحالية والمرتبط بدراسة التغير القيمي الناتج عن بعض التغييرات المعاصرة، وأهمها الميتافيرس، ووسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي.
  • النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، وكذلك نتائج الدراسة السابقة المرتبطة بالتغير القيمي لدى الشباب.
  • اهتمام الدولة بالشباب بصفة عامة وطلاب الجامعات بصفة خاصة باعتبارهم قاطرة التنمية وبناة المستقبل.

ب- أهداف التصور المقترح:

يهدف هذا التصور إلى زيادة تفعيل الدور الذي تقوم به الجامعات في مواجهة التغير القيمي الناتج عن بعض المتغيرات العصرية، والحفاظ على الهوية المصرية والقيم المجتمعية لدى طلاب الجامعة.

ج- مستويات العمل في التصور المقترح:

هناك عدة أساليب يمكن استخدامها لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب الجامعة، منها:

  • الحوار المفتوح والصريح بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس؛ لتبادل الآراء والأفكار.
  • العمل على زيادة الوعي والتثقيف حول الثقافات والقيم المختلفة وتعزيز الاحترام والتسامح بين الأفراد.
  • تعزيز القيم الإيجابية والمشتركة بين المجتمعات المختلفة، والعمل على تقليل  الاختلافات القيمية.
  • تشجيع الابتكار والتغيير الإيجابي والتعامل مع التحديات القيمية بشكل بناء وإيجابي.

وبصفة عامة يمكن العمل من خلال عدة مستويات كما يلي:

1- العمل على مستوى المناهج الدراسية:

حيث تلعب المناهج الدراسية دورًا هامًا في تشكيل وتأثير القيم والمعتقدات لدى طلاب الجامعة، ويمكن أن تساعد في التغير القيمي الإيجابي إذا تم تصميمها بشكل مناسب. ومن بين الطرق التي يمكن استخدامها في تصميم المناهج الدراسية لتحقيق التغير القيمي ما يلي:

  • تضمين الموضوعات القيمية والأخلاقية في المناهج الدراسية وتعزيز القيم الإيجابية مثل الاحترام والتسامح والعدالة والمساواة.
  • تشجيع الطلاب على التفكير الناقد والتحليلي وتعليمهم كيفية التعامل مع القضايا  القيمية المختلفة.
  • توفير الفرص للطلاب لتجربة وتطبيق القيم الإيجابية في حياتهم اليومية وفي المجتمع.
  • توفير الدعم والإرشاد للطلاب في مواجهة التحديات التغير القيمي وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمسؤولة.
  • اعتماد مقررات دراسية ثقافية عن القيم وصراع الحضارات.

2- العمل على مستوى أعضاء هيئة التدريس:

حيث يمكن لعضو هيئة التدريس بالجامعة أن يلعب دورًا مهًا في تحقيق التغير القيمي لدى الطلاب، ومن بين الطرق التي يمكن استخدامها:

  • توفير الأدوات والموارد التعليمية المناسبة لتعزيز الفهم والتطبيق العملي للمفاهيم                القيمية والأخلاقية.
  • القدوة الحسنة والتصرف بمثلها من قبل الأستاذ الجامعي في التعامل مع الطلاب والمجتمع الأكاديمي، حيث يمكن لذلك أن يؤثر إيجابًا على قيم الطلاب ويحفزهم على اتباع                   نموذج إيجابي.
  • توعية الشباب الجامعي بما يدور حولهم من أحداث وتغيرات، وما يترتب عليها من أخطار محليًا وعالميًا.
  • تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية، وفاعليات الجامعة المختلفة، والعمل على صقل مواهبهم وتنميتها.
  • تشجيع الطلاب وإكسابهم مهارات التواصل البناء، وتعزيز ثقافة الحوار بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين أعضاء هيئة التدريس.
  • تشجيع الطلاب على المشاركة والقيام بخدمات تطوعية تحت إشراف أعضاء هيئة  التدريس بالجامعة.

3- العمل على مستوى الأنشطة الطلابية والتعليمية:

يمكن أن تلعب الأنشطة الطلابية والتعليمية دورًا مهمًا في التغير القيمي، حيث تساعد الطلاب على تعلم القيم والمبادئ الإيجابية وتطبيقها في حياتهم اليومية، ومن بين الأنشطة الطلابية التي يمكن أن تساعد على التغير القيمي ما يلي :

  • الأنشطة التطوعية والخدمية التي تساعد الطلاب على تعلم العطاء والتعاون والمساهمة في خدمة المجتمع.
  • الأنشطة الثقافية والفنية التي تساعد الطلاب على تعلم الاحترام والتسامح بين        الثقافات المختلفة.
  • الأنشطة الرياضية والصحية التي تساعد الطلاب على تعلم الانضباط والتحمل والصحة الجسدية والنفسية.
  • الأنشطة التعليمية والتدريبية التي تساعد الطلاب على تعلم المهارات الحياتية والاجتماعية وتطوير الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي.

د- متطلبات نجاح التصور المقترح:

  • وضع خطة واضحة لتفعيل دور الجامعات في مواجهة التغير القيمي من خلال الندوات التثقيفية والأنشطة الطلابية.
  • دعم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لدورها مواجهة التغير القيمي.
  • تبني اللوائح الدراسية للكليات للأنشطة والمقررات الثقافية التي من شأنها أن تحافظ على القيم وتدعمها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجــع

أولاً- المراجع العربية:

 إبراهيم، شريف شعبان. (2016). العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد ودورها في التعليم الالكتروني. مجلة التعليم الالكتروني، 2(4)، 24- 56.

أبو السل، محمد شحاذه؛ أبو العناز، محمد علي. (2013). بناء مقياس القيم المفضلة في شخصية طلبة الجامعات الأردنية. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس- سوريا، (2)، ٥١ - 76.

أبو المعاطي، يوسف جلال يوسف. (2018). دور الحياة الجامعية في تشكيل النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملك عبدالعزيز ببعض التخصصات الأكاديمية. مجلة بحوث التربية النوعية ، 49، 754-806.

أنوزلا، علي (2023) . الذكاء الاصطناعي وسؤال القيم. العربي الجديد، متاح من خلال الرابط التالي : https://rawabet.org/ تم استرجاعة في 15 يناير 2023م.

باخطمة، محمد بن عابد. (2015). دور التعليم العالي في غرس وتعميق العامل الأخلاقي كأولوية مؤثرة على التنمية في العالم العربي. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي - مصر ، 204- 217.

باقر، معين عيد وأمين، أمينة محمد. (2011). القيم السائدة لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات. مجلة البحوث التربوية والنفسية، جامعة بغداد، 28، 96- 151.

بلعينة، ليلى.(2016). التغير القيمي السوسيو- ثقافي في المدينة الجزائرية، جامعة فرحات عباس، الجزائر.

بوعيشة، أيت ودهيبة، حمودة. (2015). أساليب تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي .الجزائر: دراسات نفسية وتربوية، مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية ، عدد 14.

تعوينات، حليمة. (2015). التغير القيمي والاتجاهي لدى طلبة التعليم العالي المنتقلين من الريف إلى المدينة. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية . جامعة قاصدي مرباح. ورقلة . الجزائر، 18، 133-147.

التل، شادية (2013). المنظومة القيمية لطلبة جامعة الزرقاء الأهلية، مؤتة للبحوث والدراسات، 18(1)، 11-43.

الجلاد، ماجد زكي (2019)المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في ضوء بعض المتغيرات. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية، 2، 266-430.

الجمال، رباب رأفت. أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي. جدة: مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز، ضمن منشورات كرسي المير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية.

الجمل، علي أحمد. (2010). القيم ومناهج التاريخ الاسلامي. القاهرة : عالم الكتب.

الجولاني ، فادية عمر. (2014). التغير الاجتماعي: مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير. القاهرة: المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع.

الحبشي، مجدي علي حسين. ( 2012) منظومة القيم لدى طلاب الجامعة في مصر في ضوء بعض المتغيرات ودور الجامعة في التغير الواعي معها. مجلة كلية التربية بالإسماعيلية، 22، 1-48.

الحبيب، فهد بن إبراهيم. (2015) مستقبل التعليم العالي في المملكة العربية السعودية استراتيجية مقترحة. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي – مصر،  51- 110.

الحجي ، إبراهيم بن محمد. (2020). التغيير بالقيم، أكاديمية القيم.

الحسن، عبدالرحمن محمد. (2012). الجامعة وتنمية قيم ثقافة التغيير: دراسة حالة جامعة بخت الرضا بالسودان، بحث مقدم لمؤتمر فلادليفيا الدولي السابع عشر: ثقافة التغيير، 6-8 تشرين الثاني/ نوفمبر جامعة بخت الرضا. السودان.

حسن، هالة إبراهيم (2016). التصميم الرقمي لتكنولوجيا الواقع الافتراضي على ضوء معايير جودة التعليم الإلكتروني، المجلة الفلسطينية للتعليم المفتوح، 6(11).

حفظي، سليمة. (2015). التغير في منظومة القيم لدى الشباب الجامعي: دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة محمد خضير- بسكرة، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خضير بسكرة، 38، 11-22.

حواصلي، كنده. (2022). وسائل التواصل الاجتماعي: إعادة تشكيل القيم عند المراهقين والشباب. مجلة رواء، (14)، 1. متاح ف https://rawaamagazine.com  تم استرجاعه في 20أبريل 2023م.

خالد، سعدية.(2014). التغير الاجتماعي والقيم لدى فئات من الشعب المصري. رسالة دكتوراه. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية، جامعة عين شمس.

الخطيب، هديل. (2021). وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع. متاح في : https://mawdoo3.com/ بتاريخ 20أبريل 2022م.

 خليفة، علي أحمد إبراهيم. (2015). تكنولوجيا الواقع الافتراضي في التعليم، دراسات تربوية، 25.

الخولي، سناء (2015). التغير الاجتماعي و التحديث. عمان: دار المعرفة الجامعية.

دراوشة، صدام راتب.(2012). مبادئ الفكر الاجتماعي للمجتمع المسلم والمجتمع المعاصر. الأردن: دار جليس الزمان.

رزوقي، رياض. (2020). دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، المجلة العربية للتربية النوية، جامعة بسكرة، الجزائر، 4(20).

زغاليل، إيمان عبد الغني. (2011). مشكلات الشباب وتصدي الشريعة الإسلامية لحلها. الإسكندرية: دار الفكر الجامعي.

الربيعي، فضل عبدالله يحيى (2022). التغير الاجتماعي.. قراءة في المفهوم والموضوع. مركز نقد وتنوير ، متاح في https://tanwair.com/archives/15552 تم استرجاعه في 15 يناير 2023م.

رزق، إيمان صلاح إبراهيم، دوام، أميرة حسان عبد المجيد. (2011) دراسة تقييمية لأخلاقيات المهنة للهيئة المعاونة ضمن فعاليات جودة التعليم العالي بمصر. المؤتمر العلمي السنوي العربي السادس- الدولي الثالث (تطوير برامج التعليم العالي النوعي في مصر والوطن العربي في ضوء متطلبات عصر المعرفة)-مصر ،مج1، 129-151.

الزيود، ماجد.(2011). الشباب والقيم في عالم متغير. عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع

سامية قمورة، وآخرون.(2018). الذكاء الاصطناعي بين الواقع والمأمول: دراسة تقنية وميدانية. الملتقى الدولي بعنوان الذكاء الاصطناعي تحدي جديد للقانون، جامعة الجزائر.

سمير، حسن. (2002). الثورة المعلوماتية عواقبها وآفاقها، مجلة الجامعة دمشق. (18) 1.

الشرقاوي، ماجد أبو النجا. (2023). الأبعاد الاقتصادية للذكاء الاصطناعي تقييم جاهزية الاقتصاد المصري. مجلة الدراسات القانونية والاقتصادية، 9(1)، 283- 357.

شركة أوراكل (Oracle Corporation)  متاح في الرابط التالي: https://www.oracle.c

الشريدة، محمد خليفة والعلوان، أحمد فلاح. (2017). أثر بعض المتغيرات في المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة الحسين بن طلال. مجلة كلية التربية. جامعة عين شمس، 31، 355- 383.

عبد الحليم، الشيماء فتحي أحمد. (2017). الواقع الافتراضي والأطفال ذوي صعوبات التعلم، المجلة العلمية لكلية رياض الأطفال، جامعة المنصورة، 3(4)، 609 - 610.

العسيلي، رجاء زهير(2016). التغير القيمي والمعرفي وتأثيره على تغيير شخصية الشباب الجامعي الفلسطيني، مجلة اتحاد الجامعات العربية، 46، عمان، الأردن.

عقل، محمود عطا حسين. (٢٠1٦). القيم السلوكية لدى طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية في دول الخليج العربية. مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض. 217- 224.

عوض، هبة عاطف السيد. (2017). تحليل سوسيولوجي لمظاهر تغير قيم الشباب الجامعي. مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، 61، 894- 903.

قاسم، نادر فتحي، وإبراهيم، إيمان لطفي. (2014). الأنساق القيمية لدى عينة من الشباب الجامعي بعد أحداث يناير. مجلة الإرشاد النفسي، 3، 1- 38.

اللبان، شريف درويش (2022). الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس . متاح من خلال الرابط التالي: https://darelhilal.com/News/1518311.aspx تم استرجاعه بتاريخ 15 يناير 2023م.

مركز البحوث والدراسات متعددة التخصصات. "الذكاء الاصطناعي: تعريفه، وتقييمه، ومجالات أبحاثه"، متاح من خلال الرابط التالي https://www.mdrscenter.com

المصري، سعاد محمد محمد. (2020). دور الإعلام الجديد في التغير القيمي والأخلاقي لدى الشباب في الريف المصري. دراسة مسحية لمستخدمي موقع اليوتيوب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيًا- المراجع الأجنبية:

Chen, Y., Lin, W., & Chen, G.(2019). On application of metaverse in medical education via platform of medical electronic: a case study, Journal of Trauma and Emergency Electronic Version, 5(1) 32 - 34. 

Elise, M., (2020), "The Pros and Cons of Social Networking"، www.lifewire.com, Retrieved 8-12-2020. Edited.

Geisel A. (2018), The current and future impact of artificial intelligence on business,  International Journal of Scientific and Technology Research, 7 (05), PP: 116-122.

Hirsh-Pasek, K., Zosh, J. M., Hadani, H. S & Golinkoff, R. M. (2022). A whole new world: Education meets the metaverse. Policy, February. https://www.brookings.edu/wp-content/uploads/2022/02/A-whole-new-world_Education-meets-the-metaverse.

John, W., (2018) , Artificial Intelligence and Big Data. British Library Cataloguing-in-Publication Data, available from the British Library ISBN 978-1-78630-083-6.

Jyoti, S. H. (2020), "Impact of Social Media on Society"، www.ijert.org, Retrieved 8-12-2020. Edited.

Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem and Research Agenda. 14 (8), 3-4.

Marilyn, P.,(2019). Disadvantages of Social Networking: Surprising Insights from Teens. www.rootsofaction.com,6-9-2019, Retrieved 8-12-2020. Edited.

Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia,  2 (1), 489–491.

Norwine, J. and Jonathan M. Smith. (2010). Worldview Flux. Lanham, MD: Lexington Books.

Siyaev, A., & Jo, G. S. (2021). Towards aircraft maintenance metaverse using speech interactions with virtual objects in mixed reality. Sensors, 21 (6),6.

Stankovic, S .(2016). Virtual Reality and Virtual Environments in 10 Lectures: Morgan & Chypool Publishers.

Sterling M. & Chat GPT (2023). The Theological and Ethical Dangers Associated with Using Artificial Intelligence in Christian Religious Settings, May 2023, https://firebrandmag.com/articles/the-theological-and-ethical-dangers-associated-with-using-artificial-intelligence-in-christian-religious-

Thomason, R., "Logic and Artificial Intelligence", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Si,er 2020 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL=https://plato.stanforf.edu/archives/sum2020/entries/logic-ai

Xiaoying, L & Xianbo, S .(2012): The Application of Virtual Reality Technology in Teaching Reform, Advanced Technology in Teaching, 163, 5)152( - 153.

 

 

المراجــع
أولاً- المراجع العربية:
 إبراهيم، شريف شعبان. (2016). العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد ودورها في التعليم الالكتروني. مجلة التعليم الالكتروني، 2(4)، 24- 56.
أبو السل، محمد شحاذه؛ أبو العناز، محمد علي. (2013). بناء مقياس القيم المفضلة في شخصية طلبة الجامعات الأردنية. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس- سوريا، (2)، ٥١ - 76.
أبو المعاطي، يوسف جلال يوسف. (2018). دور الحياة الجامعية في تشكيل النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملك عبدالعزيز ببعض التخصصات الأكاديمية. مجلة بحوث التربية النوعية ، 49، 754-806.
أنوزلا، علي (2023) . الذكاء الاصطناعي وسؤال القيم. العربي الجديد، متاح من خلال الرابط التالي : https://rawabet.org/ تم استرجاعة في 15 يناير 2023م.
باخطمة، محمد بن عابد. (2015). دور التعليم العالي في غرس وتعميق العامل الأخلاقي كأولوية مؤثرة على التنمية في العالم العربي. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي - مصر ، 204- 217.
باقر، معين عيد وأمين، أمينة محمد. (2011). القيم السائدة لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات. مجلة البحوث التربوية والنفسية، جامعة بغداد، 28، 96- 151.
بلعينة، ليلى.(2016). التغير القيمي السوسيو- ثقافي في المدينة الجزائرية، جامعة فرحات عباس، الجزائر.
بوعيشة، أيت ودهيبة، حمودة. (2015). أساليب تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي .الجزائر: دراسات نفسية وتربوية، مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية ، عدد 14.
تعوينات، حليمة. (2015). التغير القيمي والاتجاهي لدى طلبة التعليم العالي المنتقلين من الريف إلى المدينة. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية . جامعة قاصدي مرباح. ورقلة . الجزائر، 18، 133-147.
التل، شادية (2013). المنظومة القيمية لطلبة جامعة الزرقاء الأهلية، مؤتة للبحوث والدراسات، 18(1)، 11-43.
الجلاد، ماجد زكي (2019)المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في ضوء بعض المتغيرات. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية، 2، 266-430.
الجمال، رباب رأفت. أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي. جدة: مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز، ضمن منشورات كرسي المير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية.
الجمل، علي أحمد. (2010). القيم ومناهج التاريخ الاسلامي. القاهرة : عالم الكتب.
الجولاني ، فادية عمر. (2014). التغير الاجتماعي: مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير. القاهرة: المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع.
الحبشي، مجدي علي حسين. ( 2012) منظومة القيم لدى طلاب الجامعة في مصر في ضوء بعض المتغيرات ودور الجامعة في التغير الواعي معها. مجلة كلية التربية بالإسماعيلية، 22، 1-48.
الحبيب، فهد بن إبراهيم. (2015) مستقبل التعليم العالي في المملكة العربية السعودية استراتيجية مقترحة. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي – مصر،  51- 110.
الحجي ، إبراهيم بن محمد. (2020). التغيير بالقيم، أكاديمية القيم.
الحسن، عبدالرحمن محمد. (2012). الجامعة وتنمية قيم ثقافة التغيير: دراسة حالة جامعة بخت الرضا بالسودان، بحث مقدم لمؤتمر فلادليفيا الدولي السابع عشر: ثقافة التغيير، 6-8 تشرين الثاني/ نوفمبر جامعة بخت الرضا. السودان.
حسن، هالة إبراهيم (2016). التصميم الرقمي لتكنولوجيا الواقع الافتراضي على ضوء معايير جودة التعليم الإلكتروني، المجلة الفلسطينية للتعليم المفتوح، 6(11).
حفظي، سليمة. (2015). التغير في منظومة القيم لدى الشباب الجامعي: دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة محمد خضير- بسكرة، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خضير بسكرة، 38، 11-22.
حواصلي، كنده. (2022). وسائل التواصل الاجتماعي: إعادة تشكيل القيم عند المراهقين والشباب. مجلة رواء، (14)، 1. متاح ف https://rawaamagazine.com  تم استرجاعه في 20أبريل 2023م.
خالد، سعدية.(2014). التغير الاجتماعي والقيم لدى فئات من الشعب المصري. رسالة دكتوراه. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية، جامعة عين شمس.
الخطيب، هديل. (2021). وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع. متاح في : https://mawdoo3.com/ بتاريخ 20أبريل 2022م.
 خليفة، علي أحمد إبراهيم. (2015). تكنولوجيا الواقع الافتراضي في التعليم، دراسات تربوية، 25.
الخولي، سناء (2015). التغير الاجتماعي و التحديث. عمان: دار المعرفة الجامعية.
دراوشة، صدام راتب.(2012). مبادئ الفكر الاجتماعي للمجتمع المسلم والمجتمع المعاصر. الأردن: دار جليس الزمان.
رزوقي، رياض. (2020). دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، المجلة العربية للتربية النوية، جامعة بسكرة، الجزائر، 4(20).
زغاليل، إيمان عبد الغني. (2011). مشكلات الشباب وتصدي الشريعة الإسلامية لحلها. الإسكندرية: دار الفكر الجامعي.
الربيعي، فضل عبدالله يحيى (2022). التغير الاجتماعي.. قراءة في المفهوم والموضوع. مركز نقد وتنوير ، متاح في https://tanwair.com/archives/15552 تم استرجاعه في 15 يناير 2023م.
رزق، إيمان صلاح إبراهيم، دوام، أميرة حسان عبد المجيد. (2011) دراسة تقييمية لأخلاقيات المهنة للهيئة المعاونة ضمن فعاليات جودة التعليم العالي بمصر. المؤتمر العلمي السنوي العربي السادس- الدولي الثالث (تطوير برامج التعليم العالي النوعي في مصر والوطن العربي في ضوء متطلبات عصر المعرفة)-مصر ،مج1، 129-151.
الزيود، ماجد.(2011). الشباب والقيم في عالم متغير. عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع
سامية قمورة، وآخرون.(2018). الذكاء الاصطناعي بين الواقع والمأمول: دراسة تقنية وميدانية. الملتقى الدولي بعنوان الذكاء الاصطناعي تحدي جديد للقانون، جامعة الجزائر.
سمير، حسن. (2002). الثورة المعلوماتية عواقبها وآفاقها، مجلة الجامعة دمشق. (18) 1.
الشرقاوي، ماجد أبو النجا. (2023). الأبعاد الاقتصادية للذكاء الاصطناعي تقييم جاهزية الاقتصاد المصري. مجلة الدراسات القانونية والاقتصادية، 9(1)، 283- 357.
شركة أوراكل (Oracle Corporation)  متاح في الرابط التالي: https://www.oracle.c
الشريدة، محمد خليفة والعلوان، أحمد فلاح. (2017). أثر بعض المتغيرات في المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة الحسين بن طلال. مجلة كلية التربية. جامعة عين شمس، 31، 355- 383.
عبد الحليم، الشيماء فتحي أحمد. (2017). الواقع الافتراضي والأطفال ذوي صعوبات التعلم، المجلة العلمية لكلية رياض الأطفال، جامعة المنصورة، 3(4)، 609 - 610.
العسيلي، رجاء زهير(2016). التغير القيمي والمعرفي وتأثيره على تغيير شخصية الشباب الجامعي الفلسطيني، مجلة اتحاد الجامعات العربية، 46، عمان، الأردن.
عقل، محمود عطا حسين. (٢٠1٦). القيم السلوكية لدى طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية في دول الخليج العربية. مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض. 217- 224.
عوض، هبة عاطف السيد. (2017). تحليل سوسيولوجي لمظاهر تغير قيم الشباب الجامعي. مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، 61، 894- 903.
قاسم، نادر فتحي، وإبراهيم، إيمان لطفي. (2014). الأنساق القيمية لدى عينة من الشباب الجامعي بعد أحداث يناير. مجلة الإرشاد النفسي، 3، 1- 38.
اللبان، شريف درويش (2022). الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس . متاح من خلال الرابط التالي: https://darelhilal.com/News/1518311.aspx تم استرجاعه بتاريخ 15 يناير 2023م.
مركز البحوث والدراسات متعددة التخصصات. "الذكاء الاصطناعي: تعريفه، وتقييمه، ومجالات أبحاثه"، متاح من خلال الرابط التالي https://www.mdrscenter.com
المصري، سعاد محمد محمد. (2020). دور الإعلام الجديد في التغير القيمي والأخلاقي لدى الشباب في الريف المصري. دراسة مسحية لمستخدمي موقع اليوتيوب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانيًا- المراجع الأجنبية:
Chen, Y., Lin, W., & Chen, G.(2019). On application of metaverse in medical education via platform of medical electronic: a case study, Journal of Trauma and Emergency Electronic Version, 5(1) 32 - 34. 
Elise, M., (2020), "The Pros and Cons of Social Networking"، www.lifewire.com, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Geisel A. (2018), The current and future impact of artificial intelligence on business,  International Journal of Scientific and Technology Research, 7 (05), PP: 116-122.
Hirsh-Pasek, K., Zosh, J. M., Hadani, H. S & Golinkoff, R. M. (2022). A whole new world: Education meets the metaverse. Policy, February. https://www.brookings.edu/wp-content/uploads/2022/02/A-whole-new-world_Education-meets-the-metaverse.
John, W., (2018) , Artificial Intelligence and Big Data. British Library Cataloguing-in-Publication Data, available from the British Library ISBN 978-1-78630-083-6.
Jyoti, S. H. (2020), "Impact of Social Media on Society"، www.ijert.org, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem and Research Agenda. 14 (8), 3-4.
Marilyn, P.,(2019). Disadvantages of Social Networking: Surprising Insights from Teens. www.rootsofaction.com,6-9-2019, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia,  2 (1), 489–491.
Norwine, J. and Jonathan M. Smith. (2010). Worldview Flux. Lanham, MD: Lexington Books.
Siyaev, A., & Jo, G. S. (2021). Towards aircraft maintenance metaverse using speech interactions with virtual objects in mixed reality. Sensors, 21 (6),6.
Stankovic, S .(2016). Virtual Reality and Virtual Environments in 10 Lectures: Morgan & Chypool Publishers.
Sterling M. & Chat GPT (2023). The Theological and Ethical Dangers Associated with Using Artificial Intelligence in Christian Religious Settings, May 2023, https://firebrandmag.com/articles/the-theological-and-ethical-dangers-associated-with-using-artificial-intelligence-in-christian-religious-
Thomason, R., "Logic and Artificial Intelligence", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Si,er 2020 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL=https://plato.stanforf.edu/archives/sum2020/entries/logic-ai
Xiaoying, L & Xianbo, S .(2012): The Application of Virtual Reality Technology in Teaching Reform, Advanced Technology in Teaching, 163, 5)152( - 153.