نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ التخطيط التربوي والاستراتيجي المساعد كلية التربية – جامعة أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
التغيــر القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء
بعض التغييرات المعاصرة
إعـــداد
أ.م.د/ أماني محمد شريف عبد السلام
أستاذ التخطيط التربوي والاستراتيجي المساعد
كلية التربية – جامعة أسيوط
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد العاشر- جزء ثانى – اكتوبر 2023م {
عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى الثامن(تطوير التعليم: اتجاهات معاصرة ورؤى مستقبلية)
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مقدمة:
يتسم عالم اليوم بالتحولات العميقة التي تشكل في حد ذاتها أحداثًا وتغيرات مهمة في شتى مجالات الحياة المعاصرة، السياسية والاجتماعية والثقافية، وجميعها معطيات حياتية تنعكس على حركة المجتمع الفكرية والخلقية والروحية، والمثل والقيم والمعارف وأنماط الحياة جميعها.
وقد مر العالم بمرحلة جديدة من التطور التقني والتكنولوجي جاءت نتيجة ثلاث ثورات، أولها: ثورة المعلومات التي ترتب عليها هذا الكم الهائل من المعرفة في أشكال وتخصصات ولغات عديدة أمكن الاستفادة منها بوساطة تكنولوجيا المعلومات، ثم ثورة الاتصال المتمثلة في تقنيات الاتصال الحديثة، وأخيرًا ثورة الحاسبات الإلكترونية التي انتشرت في كل مناحي الحياة، وامتزجت بكل وسائل الاتصال واندمجت معها. (الجمال، 2017، 9).
ويعد الشباب أكثر فئات المجتمع تأثرًا نتيجة هذا الانفجار المعرفي، والذي أدى بدوره إلى تغييرات في الحياة الفكرية، ومظاهر العادات والقيم الاجتماعية والتي تمثلت في صراع الأجيال، وتزاوج الأفكار والثقافات التي تنتشر من مجتمع إلى آخر بفعل وسائل الاتصال المتطورة .
وتحتل القيم قمة التنظيم الوجداني للفرد، وهي أكثر مكونات هذا التنظيم ثباتًا ورسوخًا واستقرارًا وتعقيدًا ومقاومة للتغيير، عكس غيرها من المكونات الوجدانية الأخرى كالاتجاهات والميول والدوافع، وقد يرجع ذلك لارتباط القيم بالمعتقدات ذات الصلة بالدين والثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية، كما أنها تساهم في تشكيل ملامح شخصية الفرد، وتحدد السلوك الظاهر الذي يتعامل به مع الأخرين، وتعمل القيم على ربط مكونات الثقافة مع بعضها البعض بحيث تتناسق معًا؛ لتوجيه الفكر نحو غايات محددة، فأي فكر مهما كان تقدميًا لا يمكنه الارتقاء بالمجتمع ما لم يكن مرتبطًا بمنظومة القيم.
والقيم هي المبادئ والمعتقدات المقبولة والمتفق عليها من قبل الفرد والجماعة؛ لتحقيق توازن واستقرار البناء المجتمعي، وهي بهذا المعنى تعد من أهم المدخلات التي تحكم سلوك الإنسان وتصرفاته، ويمثل الالتزام بها جوهر كيان الإنسان، حيث تحدد مسار الفرد وسلوكياته في الحياة، كما أنها تشكل ضمير المجتمع ووجدانه (الجلاد، 2019، 269).
كما تمثل القيم إطارًا مرجعيًا يحكم تصرفات الفرد والجماعة، وبالوعي بها يصل الفرد إلى السلوك الخلقي القويم الذي يقبله المجتمع. (الزيود، 2011، 34). كما أنها تشكل الإطار الأخلاقي لشتى مناشط ومجالات الحياة، وتؤدي دورًا كبيرًا في تنمية المجتمع، والعمل على توجيه السلوك الفردي والجماعي نحو الأفضل؛ لذلك فهي التي تصنع نسيج الشخصية السوية، وتجعلها متكاملة قادرة على التفاعل الحي مع المجتمع. (عقل، 2016، 218).
وتتواجد القيم في كل مكونات الحياة، وهي جزء من كل موقف تفاعلي، فهي حاضرة في التفاعلات والعلاقات، وفي أداء مختلف الأعمال والأنشطة مهما كانت بساطتها، فالقيم ليست حكرًا على علم بعينه، فهي محور اهتمام عديد من العلوم مثل علم النفس، علم الاجتماع، علم الاقتصاد، والأنثروبولوجيا والتربية وغيرها. .
والقيم هي الضابط والمعيار للسلوك الإنساني؛ فهي المحرك للسلوك الفردي والاجتماعي، ولا يمكن تحديد الأهداف التربوية لتكون معبرة عن طبيعة الإنسان وطبيعة المجتمع إلا عن طريق القيم، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى المسؤولية المشتركة في تعميق القيم وتنميتها لدى الشباب عن طريق التخطيط والتنسيق بين كافة مؤسسات المجتمع. (الجولاني 2017، 135).
ونظرًا لأن القيم ترتبط بمظاهر الحياة المختلفة التي يكمن وراءها النشاط البشرى بشتى صوره وأشكاله؛ لذا يتطلب الأمر دراستها من خلال ارتباطها المباشر بأدوار حياتية مختلفة، كما يقتضي الأمر دراسة القيم لدى الأفراد والجماعات؛ للكشف عن مدى تصنيفها وتعرف أفضليتها أو مرغوبيتها لديهم.
وفي ظل تقارب شديد وتداخل كبير للحضارات والثقافات وما يسمى بالعولمة والغزو الثقافي الذي ساعدت عليه وهيأت له وسائل الاتصال والتكنولوجيا المتطورة التي يشهدها عالم اليوم، لا يمكن ضمان ثبات هذه القيم وعدم تآكلها وذوبانها ما لم يسع كل مجتمع وتحرص كل أمة على توفير آليات وفعاليات جادة للحفاظ على منظومة القيم التي تعتنقها، وبصفة خاصة لدى الشباب الجامعي الذي يعد حماة الوطن وعتاد المستقبل.(أبو المعاطي، 2018، 755)
هذا وتحرص مختلف المجتمعات الإنسانية على الحفاظ على هويتها القيمية، وتعتبر زعزعة معاييرها وقيمها مؤشرًا خطيرًا على ضعفها واندثارها الحضاري والإنساني؛ لذلك فهي تولي عنايتها الكاملة بالبناء القيمي لأفرادها بما يتلاءم مع مقوماتها. (أبو السل وأبو العناز، 2013).
ونطراً لأهمية القيم وما يطرأ عليها من تغيرات بالنسبة للفرد والمجتمع فقد تناولتها العديد من الدراسات، حيث أجرى حفظي (2015) دراسة هدفت إلى تعرف التغير الذي طرأ على منظومة القيم لدى الشباب الجامعي في الاتجاهين السلبي والايجابي، وأهم القيم الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية التي مسها التغير، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من 205 طالبًا بجامعة محمد خيضر، وطبقت استبانة لقياس القيم، وتوصلت الدراسة إلى أن التغير قد مس منظومة القيم لدى الشباب الجامعي في الاتجاهين السلبي والايجابي، وقد كان هناك تأكيد للقيم الاجتماعية والأخلاقية والعلمية والنظرية، كما أن تغيرًا مس القيم الاقتصادية، مع ضعف وعي بالقيم السياسية.
كما هدفت دراسة البلوي (2014) إلى بيان مدى العلاقة بين التعليم والتغير القيمي لدى عينة من الشباب بمدينة تبوك واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وكانت أداة الدراسة استبانة طبقت من 140 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية والجامعية بمدينة تبوك، وأسفرت النتائج عن أن أكثر القيم تغيرًا بالعلم القيم الاجتماعية، ثم القيم الاقتصادية فقيم الطموح ثم قيم نصرة الحق واحتلت القيم الصحية المرتبة الخامسة فقيم التعاون والمشاركة، وأخيرا جاءت القيم العلمية، ولا يوجد فرق دال إحصائيًا بين استجابات أفراد العينة حول متغير النوع.
واهتمت دراسة قاسم وإبراهيم (2013) بالتعرف على مدى التحول، والتغير القيمي سلبًا أو إيجابًا في الأنساق القيمية لدى عينة من الشباب الجامعي قوامها (173) من طلاب وطالبات الدراسات العليا (الدبلوم العامة نظام العام الواحد – الدبلوم الخاصة) بكلية التربية – جامعة عين شمس من جميع التخصصات النظرية والعلمية، ومن جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، كان من بينهم المتزوجين وغير المتزوجين، حيث تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (22-42) عام، وذلك من خلال تطبيق مقياس عاملي لقياس القيم لدى الشباب، واعتمدت الدراسة في تفسير نتائجها على الربط بين ما حدث من ارتباك واضطراب شديدين سادا المجتمع المصر بعد أحداث يناير 2011، مما انعكس بالتأكيد على الأنساق القيمية لعينة من الشباب بالرغم من اختلاف أنساقهم القيمية وذلك بالمقارنة مع نتائج دراسات سابقة أجريت على الأنساق القيمية للشباب على مدى الثلاثين عامًا الماضية، وتوصلت الدراسة إلى أن القيم الدينية احتلت مركز الصدارة، ثم القيم الاجتماعية، فالقيم النظرية، ثم القيم الجمالية، فالقيم السياسية ثم الاقتصادية، كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين قيم الطلاب الاقتصادية والسياسية لصالح الذكور، ولصالح الإناث في القيم الجمالية.
وهدفت دراسة الحبشي (2012) إلى تعرف منظومة القيم لطلبة جامعة قناة السويس وتوزيعها وقوتها حسب مجالات القيم الدينية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة مدى تأثير عدد من العوامل على منظومة القيم وتوزيع مجالاتها المختلفة، كما هدفت إلى تعرف أهم التغيرات الحادثة في قيم الطلاب الجامعيين من وجهة نظرهم، وكذلك الكشف عما إذا كانت هناك فروق بين متوسطات درجات الطلبة في التغير في القيم لديهم من وجهة نظرهم تعزي إلى متغيرات (الجنس، نوع الكلية)، وتكونت عينة الدراسة من 500 طالبًا وطالبة من كليات التربية بجامعة قناة السويس، ولتحقيق هذه الأهداف قام الباحث بإعداد استبانة لمعرفة أهم القيم الحالية والمستقبلية لدى طلاب الجامعة، وصولاً إلى تصور مقترح للأدوار التي يجب أن تؤديها الجامعة في مواجهة التغير في قيم طلابها، وبينت النتائج أن القيم الدينية جاءت في المرتبة الأولى، تلتها القيم المعرفية والاجتماعية والاقتصادية على التوالي، وأظهرت النتائج وجود أثر لمتغير الجنس في ترتيب منظومة القيم الاجتماعية صالح الإناث والاقتصادية لصالح الذكور، وكذلك وجود أثر لمتغير نوع الكلية في مجالات القيم الأربعة جميعها.
وسعت دراسة باقر وأمين (2011) إلى الكشف عن القيم السائدة لدى طلبة جامعة تكريت ومدى تغيرها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في (2003) عما كانت عليه قبل الاحتلال، وإلى تعرف دلالة الفروق في القيم السائدة لدى طلبة جامعة تكريت تبعاً لمتغيرات (الجنس، الاختصاص، الفترة الزمنية قبل وخلال الاحتلال)، وطبق البحث على طلبة جامعة تكريت، وتم بناء مقياس وتألفت عينة البحث من (400) طالبًا وطالبة أما نتائج البحث فقد جاء ترتيب القيم الدينية أولاً ثم القيم الجمالية، فالقيم العلمية، ثم السياسية، فالاجتماعية، وأخيراً الاقتصادية، ولم تظهر فروق بين الجنسين عدا المجالين الديني والجمالي كان لصالح الإناث، وتوصلت الدراسة إلى أن طلبة الجامعة لديهم مستوى جيد من الالتزام بالقيم، ووجدت الدراسة فروقًا في القيم السائدة لصالح الإناث، ولصالح الطلبة بعد الاحتلال.
وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية لوضع تصور مقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ظل بعض المتغيرات المعاصرة.
مشكلة البحث:
تعد القيم إحدى الأدوات المهمة التي تجعل النظام الاجتماعي قادرًا علي الاستمرار والقيام بالوظائف المنوطة به وتحقيق أهداف المجتمع، وهي بذلك تعمل علي تحديد المبادئ الضرورية لتكامل أهداف كل من الفرد والجماعة، بل إنها تشكل أيضًا الطابع القومي للمجتمع من خلال قدرتها علي مساعدة أفراد المجتمع على إدراك الأحداث والمواقف، وتحديد نوع الاستجابة بما يحقق نوعًا من التوحد والتكامل، ولكن في الحياة الاجتماعية يحدث التغير في البناء الاجتماعي، وما يتضمنه من تغير في القيم الاجتماعية التي يعتقونها، وكل شيء في حياتنا ماديًا كان أو معنويًا يتغير باستمرار.
ونظرًا لأهمية القيم ودورها كمحفز للتنمية في الوطن العربي؛ فقد صدر إعلان القاهرة حول التعليم العالي في البلدان العربية 2009 والذي حذر من تبعات إهمال مؤسسات التعليم العالي إقرار سياسات واستراتيجيات لا تعنى بالقيم الأخلاقية، وشدد الإعلان على أن من واجب مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي القيام بالبحوث التي تسهم في حل مشكلات الطلاب بما يعزز فرص التنمية البشرية الشاملة والمستدامة. كما أشار التقرير الختامي لملتقى التعليم العالي من أجل التنمية 2007 إلى دعوة مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي إلى تغيير سياساتها وأنظمتها وبرامجها وتقنيات تدريسها؛ لتنسجم مع متطلبات التوجهات التربوية الحديثة، والتي تضمن إدماج القيم الأخلاقية، وقيم العمل ضمن مقرراتها الدراسية وضمن رسالتها ورؤيتها الاستراتيجية، وبالتالي يعد قيام مؤسسات التعليم العالي بغرس القيم وتعميقها في نفوس طلاب المرحلة الجامعية وما فوقها من أهم متطلبات وأولويات التنمية البشرية في الوطن العربي، وضمان جودة التعليم العالي كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي. (باخطمة، 2015، 206).
كما أن التمكين لقيام شخصية ملتزمة قيميًا يهيئ الفرصة لتدعيم المواطنة، والتعاون، والإخاء، والتضامن، والعدالة، والمسئولية الاجتماعية، كما يعد هذا التمكين من فعاليات جودة التعليم (رزق، ودوام، 2011، 132).
هذا ويشير الحبيب (2015، 63) إلى أن تلاشي الإرث القيمي والثقافي في نفوس طلاب المرحلة الجامعية يعد من أهم التحديات المستقبلية التي قد تواجه مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي، والتي قد يترتب عليها عديد من المشكلات تتمثل في ظهور الانحراف الأخلاقي والسلوكي لدى الشباب في ظل ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وضعف السلطة الأبوية، حيث ظهرت على الأسرة العربية ظواهر جديدة كالسرقة والانحلال الخلقي والاعتداء والسطو وتعاطي المخدرات...إلخ، حيث ذكرت بعض الاحصائيات أن 20 % من الشباب الجامعي المصري تعاطى أو يتعاطى المخدرات.
كما تناولت بعض الدراسات قضايا التغير القيمي والمعرفي لدى الشباب، حيث تناولت دراسة خالد (2014) التغير الاجتماعي والقيمي لدى فئات الشعب المصري، واستهدفت التعرف على العلاقة المتبادلة بين التغير الاجتماعي والقيم خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وقد توصلت الدراسة إلى حدوث تغير قيمي في المجتمع متمثلاً في زيادة قيمة العمل الحرفي، والعمل الحر، وانخفاض أهمية اتقان العمل، وسيطرة القيم المادية على شتى جوانب الحياة وأن هذا التغير الذي حدث كان بفعل عوامل ومتغيرات تعرض لها المجتمع عامة وتأثر بها الشباب بصفة خاصة.
كما قامت دراسة العسيلي (2016) برصد واقع التغير القيمي والمعرفي وتأثيره على تكوين شخصية الشباب الجامعي الفلسطيني، وقد توصلت الدراسة في نتائجها إلى أن الذكور كانوا أكثر استجابة حول الآثار السلبية للتغير القيمي، والإناث أكثر استجابة للأثار الإيجابية، وأن أعضاء هيئة التدريس في جامعة الخليل يرون أن للتغير القيمي والمعرفي آثارًا سلبية على تكوين الشباب الجامعي، في حين يرى أعضاء هيئة التدريس في جامعة القدس المفتوحة في الخليل أن للتغير القيمي والمعرفي أثارًا إيجابية أعلى، وأوصت الدراسة المسئولين في الجامعات مراعاة متغيرات عصر المعلوماتية والعولمة، ومسايرتها في جوانبها الإيجابية القيمية والمعرفية والتي تقيد الشباب في حياته العلمية والعملية. أما دراسة الحسن (2012) فقد استهدفت توضيح الدور الوظيفي للجامعات في تنمية قيم ثقافة التغيير لدى الطلاب، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها أن للجامعة دورًا مهمًا في ثقافة التغيير ساعدت عليه عوامل مختلفة، وقد أوصت الدراسة بأنه يجب الاهتمام بالبرامج الأكاديمية التي تعمل على تغيير المجتمعات نحو الأفضل، ومسايرة التطور الكبير في مجال التكنولوجيا وثورة المعلوماتية، والتأكيد على أهمية ودور الأنشطة الطلابية في تنمية قيم ثقافة التغيير لدى الطلاب.
وفي ضوء ما سبق تتمثل مشكلة الدراسة في وجود تغير في القيم لدى الشباب نتيجة عديد من التغييرات المعاصرة، ومن هنا لا يجب أن يقتصر دور التعليم الجامعي في إعداد كوادره على الجانب المعرفي فقط، وإنما لابد من الاهتمام أيضًا بالجانبين الوجداني والمهاري؛ ليتحقق تكامل الشخصية، ويتطلب ذلك تضمين الحياة الجامعية للطلاب أنشطة وفعاليات وبرامج ومسابقات وممارسات غير تقليدية ومستمرة عبر سنوات الدراسة؛ لتكريس هذه القيم وتأصيلها في نفوس الشباب الجامعي بحيث تحتل القيم الدينية والوطنية والاجتماعية مكانة متقدمة في أنساقهم القيمية التي من المفترض أن تؤدي فيه الحياة الجامعية دورًا مهمًا في تشكيلها، باعتبارهم مستقبل الأمة وأملها المنشود.
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة الحالية إلى:
أسئلة الدراسة:
أجابت الدراسة الحالية إلى عن الأسئلة التالية :
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة الحالية في ما يلي:
مصطلحات الدراسة:
يعرفه الربيعي (2022) بأنه ذلك التحول الذي يقع في المجتمع في فترة زمنية معينة، فيصيب بناءه الاجتماعي والقيمي، وقد يكون ماديًا يستهدف تغير الجوانب المادية كالتكنولوجيا والاقتصاد، وقد يكون معنويًا يستهدف تغير سلوكيات الأفراد وقيمهم وعاداتهم، وتمثل القيم إحدى المبادئ التي تعمل كمحكات للاختيار بين البدائل المختلفة، وهي ليست بمنأى عن التغير الاجتماعي؛ لذلك تعد العلاقة بينهما من قضايا العصر الحديث، خاصة مع تنامي موجة العولمة وما رافقها من تطورات هائلة أثرت على النسيج الاجتماعي والثقافي عامة والنسق القيمي خاصة.
ويعرف التغير القيمي إجرائيًا بأنه : مجموعة من المعايير السلوكية والاتجاهات التي يكسبها الأفراد من المواقف والخبرات التي تحدد أهدافهم وتوجهاتهم الحياتية، وتتمثل في الاهتمامات والاتجاهات والسلوك العملي واللفظي أثناء تعاملهم مع الآخرين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لخصائص مجتمعه، وعلاقاته واهتماماته الاجتماعية، ومبادراته التطوعية، وتعاونه وبذل وقته وجهده وماله لإنجاز الأعمال الخدمية في مجتمعه، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: التعاون، والصداقة والمبادرة، والتضحية، وصلة الرحم.
هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراكه لخالقه، ومراقبته له، والالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى، خصوصًا في أداء العبادات والمعاملات، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: الإخلاص، والصدق، والأمانة، والتسامح، وأداء الشعائر.
هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لقيمة العمل، وتحقيق المكاسب المادية، والسعي لإحراز الثروة والحفاظ عليها، والاقتصاد في إنفاقها، وحسن استغلالها، وتشمل عديد من القيم الفرعية ومنها: حب التملك، والترشيد، والاستثمار، وتقدير العمل، والادخار.
هي المؤثرات أو الظواهر أو الأنشطة أو المكتشفات الحديثة والناتجة عن التطور والرقي البشري والتي تحدث تغيرًا واضحًا في الظروف الحياتية للمجتمع مثل: ( الميتافيرس- وسائل التواصل الاجتماعي- الذكاء الاصطناعي).
منهج الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن أسئلتها استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك لرصد وتحليل الدراسات والأدبيات المتصلة بموضوع التغير القيمي وأسبابه، والعوامل التي يتأثر بها.
أدوات الدراسة:
استخدمت الدراسة الحالية استبانة للوقوف على مدى التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط. واشتملت على جزئين، الجزء الأول خاص بالبيانات الأولية وهي السن والجنس، ونوعية الدراسة، والجزء الثاني وتكون من (70) عبارة لقياس التغير القيمي لدى الطلاب موزعة على ثلاثة محاور هي :
حدود الدراسة:
خطة السير في الدراسة:
تسير الدراسة في محورين أساسيين، هما:
المحور الأول: الإطار النظري للدراسة ، ويتناول عنصرين رئيسيين، هما:
أولا: التغير القيمي من حيث مفهوم القيم وأهميتها، ومكوناتها، وخصائصها، وتصنيفها، وأساليب تنميتها، وأسباب التغير القيمي والعوامل التي تؤثر فيه.
ثانيا: أهم التغييرات المعاصرة، وتضم: الميتافيرس – وسائل التواصل الاجتماعي – الذكاء الاصطناعي.
المحور الثاني: الإطار الميداني للدراسة: ويتناول ثلاثة عناصر رئيسة، وهي:
أولاً:بناء أداة الدراسة وحساب صدقها وثباتها والمعالجة الإحصائية.
ثانيًا: تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها للتعرف على واقع التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط وأسبابه.
ثالثا: التصور المقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط.
المحور الأول: الإطار النظري للدراسة:
مفهوم التغير القيمي:
يعد التغير القيمي من المفاهيم التي يشوبها الكثير من الغموض والتعقيد ، فقد يقتصر على بعض التغييرات المتتابعة والسريعة في العادات والتقاليد المجتمعية، وقد يتضمن كل التحولات في القيم الثقافية للمجتمع. ومن المعروف أن بعض أجزاء النسـق القيمي سـرعان ما يلحقها الفتور نتيجة ظروف اجتماعية واقتصـادية متجددة، وكلما كانت هذه الظروف تخضع لقانون التغير فإن القيم بدورها لا تسلم من هذا التغير حتى وإن كانت تتسم بالثبات والدوام.
ويوضح أبو المعاطي (2018، 770) أنه يمكن تحديد القيم على النحو التالي:
ويرى خليفة (2015، 190) أن القيم عبارة عن الأحكام التي يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل على الموضوعات أو الأشياء، وذلك في من خلال تقييمه لها أو تقديره لهذه الموضوعات أو الأشياء، ويتم ذلك بالتفاعل بين الفرد ومعارفه وخبراته وبين الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب من خلاله هذه الخبرات والمعارف.
ويمكن عرض أهم الملامح العامة التي استقرت عليها أغلب التعريفات التي تناولت القيم كما يلي (أبو المعاطي ، 2018، 772):
أهمية القيم :
تمثل القيم عاملاً مهمًا في حياة الفرد والمجتمع، حيث تحتل مرتبة رفيعة في اهتماماتنا وسـلوكياتنا اليومية، ويؤكد هذه الأهمية تعدد الدارسـين لموضـوع القيم وتنوعهم، باعتبارها انعكاسـًا للأسلوب الذي يفكر به الأفراد، ومحددات مهمة لسلوك الفرد والجماعة على السواء . كما أنها توجه سلوك الأفراد وأحكامهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه من أشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير، ومن ثم يمكن اعتبار القيم الركيزة الأسـاسـية في تشـكيل كينونة المجتمع، وحماية البناء الاجتماعي من التدهور والانهيار، كما يتخذ بعض الباحثين من القيم الاجتماعية دليلاً موجها في دراسـتهم للثقافة والشـخصـية، ويعتمده الكثير من الباحثين بوصـفه قاعدة عامة ترتكز عليها بحوثهم بشـكل أو بآخر .
كما تعمل القيم بوصفها قوى اجتماعية في تشكيل اتجاهات الاختيار عند الأفراد، فهي التي توجه الفعل الاجتماعي نحو الأهداف الخاصـة أو العامة، وكذلك تشـكل المعايير التي بدورها تحكم على الفعل بالصـواب أو الخطأ، وتمثل مبررات أو مرشد للسلوك ، وأكثر من هذا فإن القيم هي ما ينبغي أن يكون، أو الواجب أو المثال لأي تراث أو ثقافة.
مكونات القيم وعلاقتها بالسلوك:
للقيم ثلاثة مكونات أساسية هي: (أبو المعاطي ، 2018، 775) :
وظائف القيم:
صنف الحجي (2020، 96) وظائف القيم في وظائف على المستوى الفردي وأخرى على المستوى الاجتماعي، كما يلي :
أولاً- وظائف القيم على المستوى الفردى:
ثانياً- وظائف القيم على المستوى الاجتماعي:
خصائص القيم:
تعد القيم لب الثقافة لأي مجتمع، فهي تمثل الرموز الثقافية التي تحدد ما هو مرغوب فيه وما هو غير المرغوب فيه، كما تتميز بأنها متوارثة من جيل لآخر عن طريق عملية التنشـئة الاجتماعية، إذ إنها تمثل أحد الروافد الأساسية للإرث التاريخي والثقافي لأي مجتمع، والقيم وثيقة الصلة بممارسات الإنسان وسلوكياته في مختلف المواقف، إذ يمكن التعرف على ما يمثله الفرد من قيم من خلال ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال في كل موقف.
وتتميز القيم بأنها عامة، أي موجودة لدى المجتمعات كافة، والقيم ذات طبيعة مجتمعية مثل الظواهر المجتمعية الأخرى، تخضـع للتغير نتيجة التركيب الداخلي لبناء المجتمع، أو نتيجة لضغوط خارجية على المجتمع ذاته، والتي تتمثل في تأثير انفتاح المجتمع على الثقافات الخارجية، وكذلك تأثير وسائل الإعلام، وتكون القيمة مقبولة من قبل الفرد؛ لأنها مكتسـبة من خلال الجماعة التي ينتمي إليها ويتفاعل معها؛ لذلك نجده يرضى بها وبحكمها وعدالتها، ومن ثم فهي أحد مفاصل الضبط الاجتماعي، كما أن التضامن والتماسك الاجتماعي يحدد ويعرف من خلال القيم العامة التي يشترك فيها أعضاء الجماعة.
وقد حدد الحجي (2020، 98) مجموعة من السمات التي تميز القيم كما يلي :
1- القيم موضوعوية: وهى القيم التى اتفق عليها الناس مثل بعض القوانين العلمية (قانون الجاذبية).
2- القيم ذاتية: وهي تتعلق بالنفس البشرية، حيث تشمل على الرغبات والميول والعواطف، وهذه الرغبات والميول والعواطف تتغير من شخص لآخر.
3- القيم نسبية: أي أنها ليست مطلقة فهي تتميؤ بالثبات النسبي، وهى تختلف من فرد لآخر نظرًا لعوامل الزمان والمكان والثقافة.
4- القيم متعلمة ومكتسبة: أي انها ليست وراثية.
5- القيم ذات منطق جدلي: تمتاز القيم بشمولها لتناقضين مثل الخير والشر والحق والباطل.
6- القيم متسامية: لدينا جميعًا إحساس بعلو القيمة وتسامى قدرها، وقد يكون علو القيم مصدرها الضمير الذي يفترض هذه القيم أو يكون مصدرها المجتمع الذي يشعره بالإلزام تجاه القيم.
7- القيم متغيرة: تتصف القيم بأنها ليست ثابته بل متغيرة بتغير الحراك الاجتماعي والتفاعل المستمر بين الفرد وبيئته.
8- القيم مثالية: تتميز القيم بأنها غير مادية بل معنوية.
9- القيم تتصف بالترتيب الهرمي: هناك قيم تتفوق على غيرها، وقد يلجأ الفرد؛ لإخضاع القيم قبولا في المجتمع للأكثر قبولا .
10- القيم انسانية: ترتبط القيم بالإنسان دون أي كائن آخر .
تصنيفات القيم:
هناك عديد من التصنيفات التي تناولت القيم، فصنفها البعض وفق عدد من الاعتبارات، فقد تصنف وفق طبيعتها إلى قيم مادية وقيم روحية، أو حسب مجالها إلى قيم فيزيقية وقيم اجتماعية وقيم علمية وقيم معرفية.
كما صنفها هوارد Haward (في: الجمل، 2010، 76) حسب الفوائد المتوقعة منها إلى: قيم مادية، وقيم اقتصادية، وقيم أخلاقية، وقيم دينية، وقيم جمالية، وقيم اجتماعية، وقيم ثقافية، وقيم عاطفية.
كما يمكن تصنيف القيم إلى الأقسام التالية (الجمال، 2017، 63):
وصنفها عبد العاطي (2018، 52) إلى الأنواع الخمسة التالية:
وفي ضوء ما سبق ولغرض هذه الدراسة صنفت الباحثة القيم إلى ثلاثة قيم رئيسة هي:
1- القيم الاجتماعية والثقافية
2- القيم الدينية والأخلاقية
3- القيم الاقتصادية
أساليب تنمية القيم لدى المتعلمين:
هناك عديد من الأساليب التي يمكن استخدامها لتنمية القيم لدى الشباب أهمها: (بوعيشة، ودهيبة ، 2015، 74):
ويرى أبو المعاطي (2018، 769- 771) أن هناك عدة مصادر تلعب الدور الأكبر في تشكيل النسق القيمي لدى الأفراد، هي:
1- الدين:
وما يتضمنه من وحي سماوي يحض على الفضيلة والأخلاق والمثل العليا، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، ويتألف الدين من شطرين أساسيين متكاملين هما العقيدة والشريعة، فالعقيدة تحكم علاقة الإنسان بربه، وينبثق عن ذلك عديد من القيم مثل: المراقبة والاخلاص والتقوى والخوف والرجاء وغيرها، أما الشريعة فتحكم علاقة الإنسان بغيره من البشر، ويتولد عن ذلك عديد من القيم الأخرى كالصداقة والتعاون والتعاطف والمساندة والصدق والأمانة وغيرها، ولا شك أن الدين في المجتمعات يمثل الركيزة الأولى لتشكيل أي نسق قيمي.
2- الثقافة:
وتشمل كافة التقاليد والأعراف والعادات والخبرة الجماعية التي تشكلت في المجتمع عبر السنين وتناقلتها الأجيال محافظة عليها كملامح مميزة لهذا المجتمع، وتحكم عديد من تصرفاته وأحواله في كافة مواقف الحياة فيه، من معاملات فردية أو جماعية في التعليم والعمل والبيع والشراء والزواج والجيرة وكافة المناسبات الدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وبالتالي تشكل الثقافة وكافة مكوناتها رافدًا مهما للقيم في المجتمع، ومصدرًا مهمًا أيضًا في تشكيل النسق القيمي للفرد الذي يعيش فيه.
3- الإعلام والتقنيات المستحدثة:
يؤدي الإعلام بوسائله المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز وما تبثه هذه المصادر المؤثرة والفعالة والمشوقة من أخبار صحيحة أو مشوهة أو مغلوطة دورًا لا يخفى على متابع في تشكيل النسق القيمي للأفراد المتلقين لها.
إلا أنه بالتطور المذهل والسريع والمتلاحق في التقنية المستحدثة، وما تبعها من وسائل للتواصل الاجتماعي تجاوز الأمر حد التأثير والتأثر إلى حد التبعية، وربما محو لبعض القيم التي كانت أصيلة ومتأصلة في المجتمعات العربية والإسلامية، وتضاؤل البعض الآخر، فيما يسمى بالغزو الفكري والثقافي، لديها من عوامل جذب وإثارة وتشويق، فضلاً عن ثلاث خصائص أساسية أتصف بها هذا الإعلام الالكتروني (خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي) وتميز بها عن الاعلام التقليدي (الصحافة والإذاعة والتليفزيون) وهي: الفورية والتفاعلية والتحديث. ولا شك أن النسق القيمي للشباب في المرحلة الجامعية يتأثر بكل هذه المتغيرات الثقافية والحضارية الوافدة.
4- دور الحياة الجامعية في تشكيل القيم لدى الشباب:
عندما يصل الشاب إلى المرحلة الجامعية يكون قد اشتد عوده، واتسعت دائرة اتصاله بالعالم الخارجي، وأصبح يملك الحق الأكبر في اتخاذ قراراته، وصار أكثر استقلالاً عن ذي قبل، ويصبح هو المسئول الأكبر عن تشكيل قيمه التي تتفق مع قناعاته المستندة إلى طبيعة الخبرات التي يحصلها ويتوصل إليها، لأنه ينتقي من بين زملائه أصدقاء، ومن بين معارفه العامة تخصصًا دقيقًا، ومن بين أنشطته العامة هواية يمارسها ويحرص عليها، ومن بين أوقات فراغه وقتًا يملأه بما يتفق مع بنائه الشخصي وتكوينه النفسي.
ولذلك لم يعد دور الجامعة قاصرًا فقط على التعليم والتعلم المعرفي داخل قاعات الدرس والمدرجات والمعامل، وإنما تعددت وتشعبت أنشطة الجامعة بما يحقق في تنمية الشخصية المتكاملة لدى طلابها، بكافة مكوناتها وأبعادها المعرفية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ولم يعد ممارسة الطلاب للأنشطة المتنوعة ترفًا أو اختيارًا وإنما صار ضرورة وحق للطالب وواجب على الجهات الرسمية داخل الجامعة أن توفر من الأنشطة المتنوعة والمختلفة بما يشبع حاجات الطلاب المعرفية والثقافية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ضمن خطط واستراتيجيات واضحة ومحددة ومعلنة لكافة الطلاب منذ بداية العام الدراسي؛ ليتخير من بينها الطالب ما يوافق توجهاته الثقافية ونزعاته الوجدانية وبناءه القيمي، وبهذا المعنى لم تعد الجامعة مجرد مرحلة تعليمية دراسية يقضي فيها الطالب عددًا من السنوات ويتخرج ليعمل في مجال ما، وإنما صارت الجامعة حياة واسعة تزخر بعديد من مجالات التفاعل والتفكير والتنمية والاستمتاع في الوقت ذاته بالنسبة للطالب.
قياس القيم:
تنوع وسائل قياس القيم لدى الأفراد وفقًا لمراحل نموهم وخصائصهم، وطبيعة البحث وأهدافه، فقد تُستخدم قوائم الملاحظة لمتابعة سلوك مجموعة من الأطفال أثناء تعلمهم أو لعبهم أو ممارستهم لأي نشاط دون شعورهم بأنهم محل ملاحظة ومتابعة من غيرهم حتى يصدر عنهم السلوك الطبيعي دون تزييف، ويتولى عملية تقدير السلوك الاجتماعي والأخلاقي ملاحظون مدربون ومتخصصون، وتناسب هذه الطريقة من القياس الأطفال صغار السن.
وقد تُستخدم المقابلة المقننة للحصول من الفرد مباشرة على عدد من الإجابات تجاه مجموعة من القضايا أو المشكلات، ويستخدم هذا الأسلوب مع الأكبر سنًا، لكن ربما تخضع إجابات المفحوصين للتزييف أو التجميل، وقد نعتمد على تحليل مضمون كتابات الأفراد أو تسجيلاتهم الصوتية أو المرئية مع أخذ الضوابط العلمية اللازمة.
أما الاستخبارات أو الاستبيانات فتُعد أكثر أدوات قياس القيم شيوعًا واستخدامًا نظرًا؛ لسهولة استخدامها وتنوع أساليب الاستجابة لمفرداتها مع أخذ الاحتياطات الفنية اللازمة؛ للتخلص من تعرض الاستجابة عليها للتزييف نتيجة المرغوبية الاجتماعية، وذلك بعدم كتابة المفحوص لاسمه للاطمئنان، وإعطاء الاستجابة الصادقة والصحيحة.
التغير القيمي
إن التغير عمومًا، والتغير القيمي بوجه خاص، أصبح ظاهرة معولمة لم تسلم منها كل البني الاجتماعية، خاصة المؤسسات التربوية العلمية، كالجامعات والمدارس، كونها الأكثر عرضة للاختلاط الثقافي والاجتماعي والأيديولوجي والاقتصادي، والتغير الاجتماعي بسبب تأثير وسائل الاتصال والتي جعلتها تمارس تأثيرًا كبيرًا على القيم والثقافات الموجودة فيها، إذ يرى "وليرت مورر" W. Moor أن تغير القيم شرط ضروري من شروط التغير الاجتماعي والاقتصادي حيث إن الأفكار لا تنبثق إلا عن طبيعة روح العصر، تلك الروح التي تتمخض عن سائر العمليات التاريخية والثقافية في البناء الاجتماعي. (بلعينة، 2016، 17)
كما تعد دراسة التغير القيمي من الدراسات ذات الأهمية الكبيرة، كونها تهدف إلى التعرف بالنسق القيمي السائد لدى جيل من الأجيال أو فئة من الفئات، مما يعني التعرف على موجهات العقل الاجتماعي، والتعرف على المفاهيم التي تتمسك بها تلك الفئة من المجتمع من جهة والقيم التي تتعرض إلى التغير السريع أو البطيء من جهة أخرى، وتعد القيم بمثابة معالم للمجتمع وصور في عقول أفراده، إنها بمثابة الإطار المرجعي الذي يوصل العقل الاجتماعي إلى أهدافه. (المصري، 2020، 227)
ويعد مفهوم التغير القيمي من المفاهيم التي يكتنفها الكثير من الغموض والتعقيد، فقد يضيق البعض من استخدام المفهوم ليقتصر على بعض العادات والتقاليد أو التغييرات المتتابعة والسريعة في الطرائق الشعبية، والتغير القيمي هو تغيرات طفيفة في العادات الموجودة، تبدأ محدودة الحجم، لكنها تتسع شيئًا فشيئًا بتراكمها عبر الزمن ثم تبدأ ثمار هذا الاتساع الظهور من خلال تحول القيمة إلى شكل جديد، والتغير في القيم عملية أساسية تصاحب التغير في بناء المجتمع، ويعني تغير في تسلسل القيم داخل النسق القيمي، وكذلك تغير مضمون اليمة وتوجهاتها، فنجد أن القيم ترتفع لقيمة وتنخفض وتتبادل المراتب فيما بينها إلا أنها تختلف في سرعة التغير، فبعضها يتغير ببطء مثل: القيم الأخلاقية والدينية، وبعضها يتغير بسرعة كالقيم الاقتصادية المرتبطة المال والملبس ........ إلخ، وقد يسعى البعض من استخدام المفهوم ليحتوي على كل التحولات في القيم الثقافية للمجتمع. (المصري، 2020، 231)
مستويات تغيير القيم أو السلوك:
يمر التغير القيمي بثلاثة مستويات هي: مستوى الاقتناع، ومستوى التعبير اللفظي، ثم مستوى السلوك العملي، فأولا ينبغي أن تتغير قيم الناس حول السلوك السيئ، ويقتنعون أنه ضار ثم يأتي التعبير اللفظي بأن يعبر الانسان لفظيًا عن مضار هذا السلوك، لكن هذا قد لا يؤدى بالضرورة إلى تغيير سلوكه، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تغيير السلوك والاستمرار فيه.
خصائص التَّغير القيمي:
هناك مجموعة من الخصائص التي تميز التغير القيمي وتقترن به أهمها: (تعوينات، 2015، 138):
أساليب تغيير القيم:
يمكن أن يتم تغيير القيم من خلال:(الخولي، 2015، 53):
آليات التَّغير:
يؤكد ماكس ڤيبر أن " التغير القيمي يعتمد على الأفكار أكثر مما يعتمد على العناصر المادية الملموسة، فالعمليات التي تدخل في التنظيم القيمي للمجتمع، وتحدد تركيبته الاجتماعية تستند إِلى المعلومات الثقافية اللامادية ". ولم يبتعد سوركين عن هذا المعنى عندما أكد دور الأنساق الثَّقافية في عملية هذا التغير. وهذا الكلام قد يكون صحيحًا، ولكن فقط إذا حملناه على أنه يعني بذلك الآلية التي يتم بها التغير القيمي والاجتماعي، فالأفكار بمعناها الواسع هي التي تمثل جوهر آلية التغير، ولكنها لا تستغني عن العامل المادي بوصفه عاملاً مساعداً لتحقق التغير. علمًا بأن النُّظم الدينية هي التي تتحكم بدرجة مطلقة في الحياة الاقتصادية (ماكس ڤيبر) أي أن الدين هو القاسم المشترك بين المجتمعات وما يترتب عليها من حياة اجتماعية بوصف الدين عامل من عوامل الضبط. بل إن ڤيبر يرى أن النظم الدينية هي التي تتحكم تحكمًا مطلقًا بعملية التغير أيضًا (الجولاني، 2014، 36)
إذا كانت القيم فاعلة ومنفعلة، فهي توجه السلوك وتقود التغير، وفي الوقت نفسه تتأثر بالتغير فتنمو أو تضعف. وفهم التفاعل الاجتماعي وضبط مسارات التغير الاجتماعي مرتبط بمعرفة القيم التي يتم التفاعل في ضوئها؛ فالقيم هي التي تمنح الشرعية لفعل ما فيكون مقبولاً في المجتمع أو مرفوضا. وهي بهذا تيسر التغيير الاجتماعي أو تعوقه، وترشّده أو تحرفه.
التفاعل الاجتماعي والتغير الاجتماعي والقيمي:
يحدث التفاعل الاجتماعي نتيجة حركة الأفراد داخل المجتمع، وسعيهم لتحقيق مصالحهم، وقضاء حاجاتهم، وتعاونهم وتخاصمهم وتأييدهم لمؤسساته واعتراضهم عليها، وهو ما يترتب عليه تغيّر اجتماعي وقيمي. وهذه العملية لا يمكن إيقافها؛ لأنها شرط لوجود المجتمع.
وإذا كان التفاعل الاجتماعي لا يمكن منعه، فإن التغير الاجتماعي، وبالتالي التغير القيمي حادث بالضرورة، وتعتمد خصائصه من حيث السرعة والحجم على القيم الاجتماعية التي تحكم المجتمع، ويتم التفاعل الاجتماعي في ضوئها.
وترتبط القيم بمنظومة من المفاهيم وأنماط من السلوك، وببعض مؤسسات المجتمع. فالقيم ليست منفصلة عن الواقع، وإنما هي ماثلة في الأذهان بمعناها، وما يرتبط بها من مفاهيم، وظاهرة في المجتمع من خلال رموز وشخصيات ومؤسسات وسلوك يجسدها في المجتمع. ولو انفصل الوجود المادي للقيم عن وجودها الذهني لما كان للقيم قيمة، ولانتفى تأثيرها من المجتمع. فأي قيمة لابد أن يكون لها وجود ذهني ووجود مادي في المجتمع، كما أن التمسك بالقيمة يقتضي المحافظة على الوجودين كليهما. (تعوينات، 2015، 141).
العوامل المؤثرة في التغيير القيمي .
يذكر الحجي (2020، 101- 103) أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في التغير القيمي بشكل ما، حددها كما يلي:
أسباب الصراع في التغيير القيمى:
هناك أسباب وعوامل عديدة لمسألة التغير القيمى منها أسباب ذاتية، وموضوعية، وتاريخية، وقومية، وعالمية، وبيئية وغيرها، وفيما يلي تفصيل ذلك: (الحجي، 2020، 106- 108):
نماذج للتغير في بعض القيم :
هناك عديد من القيم تأثرت بالأسباب السابق ذكرها وتغيرت نتيجة لهذه الأسباب، وخاصة لدى الشباب، ومن أهم هذه القيم ما يلي: (عوض، 2017، 898- 900)، (الزيود، 2011، 36)، (زغاليل، 2011، 294)، (دراوشة، 2012، 25):
الجامعة والقيم:
تعد عملية بناء القيم وغرسها ورصدها من خلال العملية التربوية في المراحل الدراسية المختلفة أمرًا أساسيًا في عملية التعليم والتعلم بوصف المؤسسات التعليمية لاعبًا أساسيًا في عملية التنشئة الاجتماعية، فالأهداف التربوية التي توضع لتربية الأفراد في المجتمعات تشتق من القيم التي تهتم بحياة الإنسان، فتكون بمثابة المعيار الذي يتم بموجبه اختيار الأهداف التربوية وعليه؛ فإن الأهداف التربوية تنبثق من السياسة التربوية والتعليمية التي تشتق من فلسفة المجتمع التي تمثل المنظومة القيمية لذلك المجتمع. كما أن هناك علاقة أساسية بين تشكيل القيم لدى الشباب خاصة والمجتمع عامة والعوامل الاجتماعية والتربوية. حيث توجد علاقة ضرورية بين القيم وأهداف التربية، ذلك أن أية أهداف تربوية ليست في النهاية إلا تعبيرًا عن أحكام قيمية سواءً كان هذا التعبير عن وعي أو عن غير وعي. ولا تنحصر العناية بالقيم في مجال التربية بالأهداف فقط بل تمتد لتشمل جميع جوانب العملية التربوية، وفي كلٍ تظل القيم المستند الذي نستند إليه، وعند إصدار الأحكام التربوية .(الشريدة والعلوان، 2017، 560)
إن دراسة الثبات والتغير في القيم أمر تتزايد أهميته بتفاعل عدد من المتغيرات من أهمها الظروف التي يعيشها عالم اليوم المتمثلة في ما اصطلح عليه بعصر العولمة، وما ترتب عليه من انفتاح ثقافي بفعل ثورة الاتصالات، الأمر الذي أصبح يشكل تهديدًا للهويات الخاصة، ولكل ما تنطوي عليه من قيم ومكونات ثقافية أخرى، فهذه الظروف جعلت شباب اليوم في مواجهة عسيرة مع عالم متحرك من حولهم، وجعلتهم في قلب عاصفة العولمة بوصفهم فئة متميزة في أي مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطًا، وأهم مصدر من مصادر التغيير الاجتماعي، وأن النسق القيمي للإنسان يأتي في مقدمة التغيير، وذلك برفض القيم السائدة عبر أشكال وصور بديلة للتعبير الثقافي، فالخروج من ثقافة والركون لأخرى يؤدي بالشباب إلى رفض المعايير والقيم السائدة ومحاولة الاستقلال عن سلطة ونمط حياة المجتمع؛ لإيجاد نوع خاص من اللغة والقيم والتصرفات والسلوكيات وهو ما يطلق عليه الصراع الثقافي، وتتكثف هذه المخاطر لدى الشباب الجامعي لكونه يمثل شريحة اجتماعية مهمة، وهو عماد المجتمع، ويتركز عليه مستقبل الوطن القريب، كما أنه مرآة عاكسة للتطور أو الانحدار الذي يحدث في هذا المجتمع، الأمر الذي يتطلب دراسة دقيقة لمسار القيم وتغيرها خلال هذه المرحلة العمرية وفي هذه البيئة الأكاديمية، لاسيما أنه قد أكدت عديد من الدراسات على أثر الحياة الجامعية في القيم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والدينية عند طلبة الجامعة، إذ أصبح هؤلاء أكثر قدرة على التفكير الناقد للقيم التقليدية، وأكثر تقبلاً للآراء والأفكار الجديدة، كما تنخفض نزعاتهم إلى تقبل القيم الدينية، ويصبحون أكثر ميلاً إلى تفسير الحوادث والعالم بعوامل طبيعية وسيكولوجية؟ (التل، 2013، 11)
وأكدت دراسة نوورين وسميث (Norwine & smith, 2010, 76) أن الطلاب لا يزالون يتمثلون قيما تقليدية وقيما حديثة، ولكنهم في الوقت ذاته يؤيدون عبارات تحمل قيم ما بعد الحداثة، الأمر الذي يثير احتمالية وجود شيء من التحول في القيم التي يمثلونها، وفي دراسة واسعة تتابعت لمدة ثلاثة عقود، حول الآثار التي تتركها الجامعة على طلابها، وقام الباحثان باسكريللا وترنزيني Pascarella and Terenzini بمراجعة عدد كبير من الدراسات الميدانية التي أجريت في عقد التسعينات من القرن العشرين حول وضع الطلبة في الجامعات في مجال نمو الأحكام الأخلاقية. وكشفت هذه المراجعة عن مؤشرات مهمة تدل على استقرار النمو الأخلاقي عند الطلبة في أثناء سنوات الدراسة الجامعية، كما أكدا نتائج الباحث الأصلي حول وجود ارتباط قوي بين مستوى الأحكام الأخلاقية وطول فترة الدراسة الجامعية.
ثانيًا- بعض التغييرات المعاصرة:
يتناول هذا المحور بعض التغييرات المعاصرة التي تؤثر في التغير القيمي لدى طلاب الجامعة وتتضمن الميتافيرس، ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، وذلك على النحو التالي:
أولاً: الميتافيرس:
تعد الميتافيرس من المصطلحات الحديثة التي ظهرت نتيجة لما شهدته السنوات الماضية من تقدم كبير وغير مسبوق فيما يتعلق بالتكنولوجيا، حيث أصبحت سمة من سمات العصر، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تطورت وأخذت في التوغل في كافة جوانب الحياة حيث ظهرت مستحدثات جديدة بدأت تأخذ الإنسان للعيش بعيدًا عن الواقع الفعلي.
وما زال هناك كثير من الغموض الملموس في تحديد معنى تام وواضح للميتافيرس وماهيتها، وقد يرجع ذلك إلى أنه ما زال المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل. (Lee; Braud, 2021, 3).
ولكن يمكن القول أن الميتافيرس عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجًا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد3D ، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي AI، ويتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة حقيقة وإحساس حقيقي للمستخدمين، وويتم التواصل بشكل افتراضي في بيئات مشابهة تمامًا للبيئات في العالم الواقعي. (Siyaev., & Jo, 2021, 6) .
ويذكر Mystakidis, (2022, 490) أن الميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، حيث يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والواقع المعززAR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين، ويطلق على هذه الرموز أفاتار.(Avatar).
وتعتمد الميتافيرس على مزج الواقع بالخيال، وإنشاء محيط يشبه الواقع الذي نعيشه، ويتمثل ذلك في إظهار الأشياء الثابتة والمتحركة وكأنها في عالمها الحقيقي من حيث تجسيدها وحركاتها والإحساس بها.(خليفة ، 2015، 189).
وتعرض الميتافيرس العالم الحسي النشط والمعلومات الواقعية ثلاثية الأبعاد، حيث يعرض الحاسب تقليدًا لعمل واقعي تتفاعل فيه المكونات بعضها مع بعض بالإجراءات نفسها التي تحدث في الواقع، وبذلك تسمح للطالب بالتعرف على الظواهر التي عادة ما تكون غير متوافرة في قاعة الدراسة بسبب صعوبات أمنية أو مادية، وبالتالي تسمح للطالب بأن يستكشف ما يحدث في النظام المحيط به، وأن يفهمه فهمًا عميقًا، مما يساعد المعلم على تحقيق الأهداف التعليمية. ( حسن، 2016، 67) .
وتدعم الميتافيرس عدة أجيال من الويب، أبرزها (ويب 4.0 )، والذي يرتبط بعلاقة تكافلية تكاملية مع إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أو كما يطلق عليه بالويب التكافلي، والذي تتضح فيه سمات الاندماج الحقيقي في العالم الافتراضي مع تفعيل خدمات لامركزية تساعد المستخدمين على الإبحار والتفاعل بشكل كبير، ومشاركة وكلاء أذكياء وأجهزة استشعار وخدمات معالجة اللغة، والتي تمثل جميعها معاً نقلة نوعية في عالم الويب وخدماته. ( Hirsh-Pasek, ,et. Al, 2022).
استخدام الميتافيرس في التعليم:
يمكن استخدام الميتافيرس وتوظيفه في عمليتي التعليم والتعلم من خلال المدخلين التاليين: (خليفة، 2015، 191)
خصائص الميتافيرس:
تتسم للميتافيرس بعديد من الخصائص يمكن تلخيصها على النحو التالي: (عبد الحليم، 2017، 609)
مكونات الميتافيرس:
تتضمن الميتافيرس مجموعة من العناصـر المختلفـة التي تسهم في خلق المحاكاة للعالم الواقعي حددها (Stankovic, 2016, 83) و (Xiaoying & Xianbo, 2012, 153) في التالي:
مميزات وسلبيات استخدام الميتافيرس:
هناك مميزات تتعلق باستخدام الميتافيرس، من أهمها(Chen, Y., Lin, W., & Chen, 2019, 32):
ولاستخدام الميتافيرس في التعليم بعض السلبيات من أهمها: ( إبراهيم، 2016، 34)
الميتافيرس والتغير القيمي
تسعى العديد من الشركات الناشئة على تطوير منتجات من شأنها أن تزيد من فاعلية الميتافيرس ، فقامت شركة يابانية ناشئة بابتكار ذراع يستخدم التحفيز الكهربائي لتقليد الأحاسيس غير المريحة؛ حتى يتسنى لمستخدم الميتافيرس الشعور بهذه الأحاسيس أثناء استخدامه للميتافيرس، كما ابتكرت شركة "Owo" الأسبانية سترة مبطنة بأجهزة استشعار تسمح لمرتديها بأن يشعروا بالعناق والكلمات في الواقع الافتراضي. وبذلك فنحن أمام تقنية جديدة مثلها كمثل كل التقنيات الحديثة لها تأثيرات على مستوى المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، هذا بالإضافة إلى تأثيراتها على المستوى الفردي من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية
وأشارت بعض الدراسات إلى أن الميتافيرس يسهم في إثراء الجانب التقني ويصنع نوعا من المحاكاة للواقع من خلال تجسيد الأشخاص في قوالب وأشكال مبهرة ، كما يعمل على إثراء حاسة التخيل لدى المستخدمين المتشوقين للخيال والإبحار بداخل اللاواقع ومعرفة آثار العوالم القديمة المندثرة، مما يزيد من عزلة الأفراد عن الأسرة والمجتمع. كما نوهت بعض الدراسات عن وجود بعض السلبيات للميتافيرس على الرغم من إيجابياته ، حيث ذكرت أن الميتافيرس يصيب المستخدمين بالكسل ، ويؤثر على الجوانب الصحية مثل التشتت وانعدام التركيز والدوار، كما أن نظارات الميتافيرس قد تؤثر سلبيًا على العين. وذكرت دراسات أخرى أن الميتافيرس قد يؤدي إلى زيادة العنف والعدائية لدى المستخدمين؛ نظرًا لأن نسب كبيرة من ألعاب الميتافيرس من ألعاب القتال، وكلما كان المستخدم بارعا في اللعب حصل على نقاط تؤهله لتقمص شخصيات أكثر شراسة، ويُكافأ بأسلحة أكثر فتكا؛ وقد يتسبب ذلك في زيادة العنف لدى هؤلاء المستخدمين في ظل واقعية ألعاب الميتافيرس، وانغماس المستخدم فيها بشكل كبير، هذا إلى جانب تأكيد الخبراء على أن هذه التكنولوجيا الحديثة تأتي بالمتغيرات التي تكاد أن تعصف بالقيم في المجتمعات الشرقية لأن هذه المستجدات تجعل الشباب أكثر عرضة للأفكار التي تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية. وبالإضافة إلى ذلك فقد أشار الخبراء إلى عدد من المخاوف المرتبطة بالميتافيرس مثل الاغتراب ومحاولات الانتحار والتطرف والإرهاب، وضياع الإنسان واستغراقه التام فيه نظرا لأن الميتافيرس أكثر جاذبية وبريقًا من الواقع الحقيقي. (اللبان ، 2022)
ثانياً- وسائل التواصل الاجتماعي:
تعرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مجموعة التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تستخدم للتواصل مع الآخرين، ونشر المعلومات، ومشاركة المحتويات، مثل الفيسبوك، والمدونات واليوتيوب، والواتس وغيرها،
لم تعد وظيفة وسائل التواصل الاجتماعي قاصرة على الاتصال بين الأفراد، بل أصبحت أدوات ومنابر للتأثير ومنصات تجارية وأسلوب حياة لجيل جديد نشأ بين شبكات التواصل، ومع الوقت تشكَّلت لهذا الجيل خصائص تميزه عن غيره، فأصبح يحمل قيمًا وأفكارًا ذات طابع خاص به تختلف عن الأجيال السابقة.
وقد أثَّرت الطفرة الرقمية على العالم بشكل كبير، وغيرت الكثير من ملامحه وأدواته وأفكاره، ونقلت نموذج العمل التقليدي والشركات والمشاريع إلى مسارات جديدة، جعلت فيها الكثير مما كان مستحيلاً ممكنًا، وما كان بالأمس خيالاً أصبح واقعًا، ولم يكن هذا التأثير محصورًا بنمط الحياة والأعمال الذي حملته هذه الطفرة الرقمية، وإنما بسرعة تغير هذه الطفرة وتجددها وتقديمها الغريب والمؤثر أيضًا. ويغفل الكثير عن تأثير هذا التطور على الإنسان والمجتمعات والأفكار، وإن كان التحول الكبير في نمط الحياة التي نعيشها واضحًا، إلا أن نمط التحولات في الأفكار والمجتمعات لا تبدو واضحة في الوقت الحالي، فهذه التحولات لا تزال في طور إعادة التشكل ولن تظهر بشكلها الواضح إلا بعد سنوات، ولكن إرهاصاتها قد لا تخفى على من يتابع بدقة واقع الشباب والمراهقين في الدول العربية لا سيما في دول الربيع العربي. (حواصلي، 2022).
وسائل التواصل الاجتماعي والجيل الرقمي:
ظهر مصطلح الرقمي (أو الجيل z) لوصف شريحة الشباب التي يتراوح مولدها بين عامي ١٩٩٧م و٢٠١٢م ، حيث إن الشريحة الأكبر سنًا في هذا الجيل هم الآن شباب في العشرينات من العمر، بعضهم دخل عالم الأعمال، أو قد بلغوا سن الرشد. ورغم قلة الدراسات العربية التي حاولت تعرف شكل ونوع التغيير عند الجيل الجديد من الشباب والمراهقين، اهتمت عديد من الدراسات التسويقية الأجنبية برصد تلك التغيرات، بهدف معرفة مزاج هذه الشريحة واهتماماتها الجديدة وتصميم منتجات تتوافق مع اهتماماتها. (حواصلي، 2022).
وتصف العديد من الدراسات الأجنبية الجيل Z بأنه الجيل الرقمي الأكثر نشاطًا، والأكثر استخدامًا للأجهزة الذكية، حيث اعتاد أن يكون متوافرًا طوال اليوم، يعيش حياة كاملة افتراضية غير حقيقية داخل منصات التواصل الاجتماعية، أو ضمن غرف الألعاب والدردشة، لا يفهم معنىً للخصوصية، ولا التميز الفردي، بل يعيش حياته مستترًا خلف فلاتر التطبيقات ومميزات الواقع المعزز.
الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع:
تعد ثورة تكنولوجيا الاتصالات السبب الرئيس في ظهور مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، إذ تُؤثّر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على ثقافة المُجتمع، واقتصاده، ونظرته الشاملة للعالم، كما أنّها تسمح بطرح عديد من القضايا المُجتمعية ومُناقشتها؛ كالقضايا الصحية، والاختلافات الثقافية، والعلاقات العامة، حيث تتباين تأثيرات هذه الوسائل على المُجتمعات ما بين سلبية وإيجابية وفيما يلي أهم التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع (الخطيب، 2021) ، (Jyoti, 2020):
الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع:
هناك بعض الآثار السلبية التي تعود على المجتمع نتيجة لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ أهمها (Marilyn, 2019 ; Elise, 2020, 117 ):
ثالثًا- الذكاء الاصطناعي:
يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة نظرًا لتعدد استخداماته في المجالات المختلفة، ومن المتوقع أن يفتح الباب أمام ابتكارات لا حدود لها، وأن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية، حيث سيكون الذكاء الصناعي محرك التقدم والنمو والازدهار خلال السنوات القليلة القادمة، وبإمكانه وما يستتبعه من ابتكارات أن يؤسس لعالم جديد قد يبدو الآن من دروب الخيال، غير أن البوادر الحالية تؤكد على أن وجود هذا العالم بات قريبًا.
مفهوم الذكاء الاصطناعي:
هناك عديد من التعريفات التي تناولت الذكاء الاصطناعي وجاء معظمها مرتبطًا بتطور الآلات والتصرفات الذكية، فيعرفه زروقي (2019، 6) بأنه " ذلك العلم الذي يهتم بصناعة آلات تقوم بتصرفات يعتبرها الإنسان تصرفات ذكية"، ووفقاً لهذا التعريف فإن الذكاء الاصطناعي يُعتبر علم بحد ذاته يهدف إلى جعل الحاسب وغيره من الآلات التي تكتسب صفة الذكاء، ولها القدرة على القيام بأشياء كانت حصرًا على الإنسان كالتفكير والتعلم والإبداع والتخاطب.
ويعرفه Kurzweil وهو أشهر الباحثين في حقل الذكاء الاصطناعي على أنه: "فن تصنيع آلات قادرة على القيام بعمليات تتطلب الذكاء عندما يقوم بها الإنسان" (Thomason, 2020).
كما يُعرف كذلك بكونه مسمى يطلق على "نوعية الذكاء الذي يُمكن أن تكتسبه الآلة من خلال تزوديها بالبرمجيات التي تجعلها تبدو وكأنها تمتلك عقلاً يحاكي العقل البشري بقدراته المختلفة، وبالتالي فهو يجعل تلك الآلة تتصرف وكأنها مثل الإنسان العاقل أو المميز باستخدام أبحاث الذكاء الاصطناعي. ( مركز البحوث والدراسات متعددة التخصصات، 2022).
وتعرفه شركة أوراكل Oracle بكونه يُمثل "الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري؛ لأداء المهام المختلفة التي يمكنها كذلك أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها، وتتسم تلك الأنظمة بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات".
خصائص الذكاء الاصطناعي:
للذكاء الاصطناعي مجموعة من الخصائص والمميزات من أهمها ما يلي:( الشرقاوي، 2023، 290)، (Geisel,2018,117-122)
أهمية الذكاء الاصطناعي:
يُعد الذكاء الاصطناعي أحد العلوم الحديثة التي نتجت عن الثورة التكنولوجيا المعاصرة، وقد اكتسب أهمية بالغة في السنوات الأخيرة؛ لتعدد تطبيقاته في عديد من القطاعات والمجالات الحيوية في المجتمعات الإنسانية، فقد أدت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحداث تغيرات جذرية في الاقتصاد بسبب تقديم الحلول لمعظم التحديات التي تواجه المجتمعات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ ومنها الهدف السابع (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة) والثالث عشر (العمل المناخي) والرابع عشر (الحياة تحت الماء) والخامس عشر (الحياة في البر) (John, 2018, 6) ، هذا بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق أثر اقتصادي إيجابي في قطاع الرعاية الصحية، وأتمته الأجهزة؛ لتشخيص الأوبئة وعلاج الأمراض المزمنة، وفي قطاع الطاقة بتوليد الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة؛ للحد من التلوث البيئي، فضلا عن تتبع التغيرات المناخية باستخدام الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحجم المحاصيل من الفضاء. (قمورة وآخرون، 2018، 11).
ويعتقد 60% من صانعي القرار في الشركات الكبرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تقديم الحلول لأهم المشاكل التي تواجه المجتمع الحديث، إضافة للمساهمة في تحسين مستوى الرفاة الاقتصادي للأفراد، وذلك من خلال دور المعلومات في خلق المعرفة والتي بدورها تُزيد من فرص الابتكار، ونشر الابتكارات بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة الناجمة عن تطور الاقتصاد ونمو إجمالي الناتج المحلي. (الشرقاوي، 2023، 292).
استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:
يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بصور متعددة، من أهمها ما يلي: (رزوقي، 2019، 9)
الذكاء الاصطناعي والتغير القيمي
تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات والأنماط النموذجية. ومع ذلك، قد لا تتوافق هذه القرارات دائمًا مع التعاليم أو المبادئ الأخلاقية والدينية. وتثير هذه المعضلة الأخلاقية أسئلة حول المسؤولية الأخلاقية عن الإجراءات والقرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة في السياقات الدينية.فأغلب المجتمعات تمتلك قيمًا أخلاقية محددة في تعاليم الكتب المقدسة والتي توجه ممارسات البشر ومعتقداتهم. وقد يؤدي تكامل الذكاء الاصطناعي إلى حدوث تعارض بين المبادئ المشفرة داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي وكلا من العقيدة والأخلاق. وهو ما يستلزم دراسة متأنية لكيفية توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم والتعاليم الدينية واحترامها. فإذا لم يتم السيطرة على تقنية الذكاء الاصطناعي بعناية، فيمكن أن تساهم بسهولة في التقليل من قيمة الحياة البشرية وتآكل الاتصال البشري الأصيل (Sterling & Chat, 2023).
وفي حين أن لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين حياتنا بعدّة طرق، فإنه يعمل، في نفس الوقت، على تغيير القيم الإنسانية بطرق إيجابية وسلبية، وأنتج تطويرُه شكوكًا كبيرة في ما يتعلق بضمان توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم البشرية، وبات يثير أسئلةً عميقة بشأن تأثير التكنولوجيا على القيم الإنسانية. ومن دون أن ندرك، أصبح الذكاء الاصطناعي يعمل على تغيير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع بعضنا بعضا. وللانتباه إلى هذه المشكلة، نحتاج إلى التفكير بشكل نقدي في دور التكنولوجيا في حياتنا، والقيم والأعراف التي نريد التمسّك بها، أفرادا ومجتمعات، وهو ما يطرح سؤال الآثار الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في حياتنا وفي السلوكيات التي تعكس قيمنا.
وعند الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على القيم الإنسانية، والآثار الأخلاقية والاجتماعية لهذا التقاطع بين التكنولوجيا والإنسانية، من المهم أن نقف عند ما نعنيه بـ”القيم الإنسانية”، باعتبارها مجموعة المبادئ والمعتقدات والمثل تتشكّل من خلال عدة عوامل ثقافية ومجتمعية وشخصية، توجّه سلوكنا وتساعدنا في تحديد اختياراتنا واتخاذ قراراتنا، لذلك فإن فهم القيم الإنسانية هو الخطوة الأساسية الأولى لمواصلة تطوير الأخلاق المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. ومن شأن الفهم الأكثر شمولاً للقيم الإنسانية أن يفيد تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن بطريقة تجعله موائما مع القيم الإنسانية، وموجّهاً نحو خدمة الغايات الإنسانية الفضلى. ومن هنا، يجب تعزيز الأبحاث في مدى تأثير تطور الذكاء الاصطناعي على القيم الإنسانية، للتأكد من أن تطويره يهدف إلى إيجاد حياة أفضل، وجعل العالم أفضل مما هو عليه، وهذا هو الوقت للقيام بهذه الأبحاث، قبل أن يحين الوقت الذي تكون فيه أجهزة الكمبيوتر قد تجاوزت القدرات البشرية، وتتحوّل الآلات من أبعد من مجرّد خوارزميات رياضية إلى أدوات تمتلك بالفعل سمات التفكير البشري، فمجتمع الذكاء الاصطناعي يواجه اليوم تحدّيًا كبيرًا بسبب التعقيد المتأصل في حياة الإنسان وعدم وجود نموذج للقيم الإنسانية في أبحاث الذكاء الاصطناعي الحالية لتحقيق مبادئ محاذاة هذا الذكاء القيم الفُضلى. (أنوزلا، 2023)
المحور الثاني: الإطار الميداني للدراسة:
أولاً- بناء أداة الدراسة وحساب صدقها وثباتها والمعالجة الإحصائية:
استخدمت الدراسة استبانة طبقت على مجموعة من طلاب جامعة أسيوط بلغ عددها (267) طالباً وطالبة، وقد مر تصميم الاستبانة وتحكيمها وفقًا للخطوات العلمية وآراء الخبراء والمختصين من أساتذة كلية التربية.
وقد مرت مراحل إعداد الاستبانة على النحو التالي:
أ- تصميم الاستبانة:
قامت الباحثة بتصميم استبانة موجهة لطلاب جامعة أسيوط، وذلك بالرجوع إلى بعض المقابلات الشخصية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب بجامعة أسيوط، والرجوع إلي بعض الدراسات السابقة المتصلة بموضوع هذه الدراسة لتحديد العبارات المرتبطة بكل بعد من أبعاد الاستبانة.
وقد تضمنت الاستبانة على الجوانب التالية:
ب- حساب صدق وثبات الاستبانة:
تم حساب صدق الاستبانة من خلال عرضها على مجموعة من المحكمين من أعضاء هيئة التدريس بكليتي التربية بأسيوط وسوهاج ؛ وذلك للوقوف على مدى تمثيل العبارات لمحاور الاستبانة، ومدى مناسبتها، ثم حساب نسب الاتفاق على كل فقرة أو عبارة، والإبقاء على العبارات التي حصلت على نسب اتفاق من 90% أو أكثر، ونتج عن ذلك حذف بعض العبارات وتعديل وإعادة صياغة بعض العبارات ، كما تم حساب ثبات الاستبانة باستخدام معامل "ألفا كرونباخ" وجاءت نسبة الثبات (0.73) وهي نسبة مناسبة تدل على ثبات الاستبانة.
ج- تصحيح الاستبانة والمعالجة الإحصائية لها:
استخدمت الباحثة المتوسطات الحسابية لتحديد دور التغييرات المعاصرة في التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط. حيث تم حساب متوسطات استجابة الطلاب لكل عبارة من عبارات الاستبانة، وذلك بإتباع الخطوات التالية:
1- حساب تكرارات استجابات الطلاب مجموعة الدراسة لكل عبارة تحت كل بديل من بدائل الإجابة (موافق- موافق إلى حد ما - غير موافق) .
2- إعطاء موازين رقمية لكل بديل من بدائل الاستجابة على النحو التالي:
( موافق =3/ موافق إلى حد ما = 2/غير موافق =1)
3- ضرب تكرارات كل عبارة في الميزان الرقمي لبديل الاستجابة، ثم جمع حواصل الضرب للحصول على درجة الاستجابة الكلية لكل عبارة.
4- الحصول على متوسط الاستجابة لكل عبارة، وذلك بقسمة درجة الاستجابة الكلية لكل عبارة على عدد أفراد مجموعة الدراسة .
5- الحصول على طول الفترة (متوسط درجة الموافقة ) لكل عبارة كما يلي:
متوسط درجة الموافقة =(أكبر درجة موافقة على العبارة – أقل درجة موافقة على العبارة)/ عدد الاختيارات = (3-1)/3 = 0.67
6- وفي ضوء ما سبق راعت الباحثة عند التحليل الإحصائي وتحليل النتائج التي تم التوصل إليها ما يلي:
أ- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (1: 1.66) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو عدم الموافقة.
ب- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (1.67: 2.33) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو المحايدة.
ج- إذا انحصر متوسط استجابة أفراد مجموعة الدراسة نحو عبارة ما بين (2.34: 3) دل ذلك على اتجاه رأي أفراد مجموعة الدراسة نحو الموافقة.
د- مجتمع وعينة الدراسة:
تكونت عينة البحث من عينة ممثلة من طلاب بعض كليات جامعة أسيوط بالفرق النهائية النظرية (التربية – التربية النوعية) والعملية (الطب البشري – الصيدلة) حيث بلغت العينة (267) طالبًا وطالبة، وذلك لتعرف واقع التغيــر القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ضوء بعض التغييرات المعاصرة، ويوضح الجدول التالي توزيع أفراد العينة.
جدول رقم (1) مجتمع وعينة الدراسة
الكلية |
المجتمع الاصلي |
العينة |
النسبة للمجتمع الأصلي |
||
عملية |
الطب البشري |
1039 |
54 |
5.20 |
|
|
الصيدلة |
330 |
49 |
14.85 |
|
نظرية |
التربية |
1797 |
128 |
7.12 |
|
|
التربية النوعية |
390 |
36 |
9.23 |
|
الإجمالي |
3556 |
267 |
7.51 |
||
هـ- تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها:
تم تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة كما يلي:
تتضمن الاستبانة المعدة لتعرف التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط من (70) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد، وفي ما يلي عرض لنسبة متوسطات استجابات مجموعة الدراسة حول هذه الأبعاد :
جدول رقم (2)
استجابات مجموعة الدراسة حول أبعاد التغير القيمي
لدى طلاب جامعة أسيوط
البعد |
العبـــــــــــــــــــــــــــــارة |
المتوسط |
الترتيب |
البعد الأول |
التغير في القيم الاجتماعية والثقافية |
2.02 |
3 |
البعد الثاني |
التغير في القيم الدينية والأخلاقية |
2.28 |
2 |
البعد الثالث |
التغير في القيم الاقتصادية |
2.46 |
1 |
الاستبانة ككل |
2.22 |
- |
يتضح من الجدول السابق أن متوسط استجابات مجموعة الدراسة حول عبارات هذا الاستبانة ككل بلغت 2.22 ، وهى نسبة متوسطة ، مما يدل على أن التغييرات المعاصرة قد أثرت على قيم طلاب الجامعة بدرجة متوسطة، حيث يوجد مجموعة من العوامل التي تقاوم وتواجه تأثير هذه العوامل على قيم الشباب أهمها الترابط الأسري داخل المجتمع المصري بصفة عامة وفي الصعيد محيط جامعة أسيوط بصفة خاصة، والتمسك بالعادات والتقاليد والحفاظ على الهوية الثقافية.
كما يتضح من الجدول السابق أن متوسطات استجابات مجموعة الدراسة حول أبعاد هذه الاستبانة تراوحت بين (2.46 : 2.02) وقد جاءت أعلى نسبة موافقة لمجموعة الدراسة على البعد الثالث الخاص " بالتغير في القيم الاقتصادية" حيث بلغت نسبة متوسط الاستجابة 2.46، ويليها البعد الثاني "التغير في القيم الدينية والأخلاقية" بنسبة متوسط استجابة 2.28 ، وأخيرا البعد الأول "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية بمتوسط استجابة 2.02، وهو متوسط يدل على عدم الموافقة التامة لأفراد العينة على عبارات هذا البعد، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة مثل الحبشي ( 2012) ، بينما تختلف مع نتائج كل من دراسة البلوي (2014)، ودراسة قاسم وإبراهيم (2014) حيث جاء بها ترتيب القيم الدينية أولاً ثم القيم الجمالية، فالاجتماعية، وأخيراً الاقتصادية أما فيما يتعلق باستجابات أفراد العينة حول عبارات هذه الأبعاد فجاءت كما يلي:
1- البعد الأول : التغير في القيم الاجتماعية والثقافية :
يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة في البعد الخاص بالتغير في القيم الاجتماعية والثقافية لدى طلاب جامعة أسيوط
جدول رقم (3)
استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية"
م |
العبــــــــــــــارة |
موافق |
إلى حد ما |
غير موافق |
المتوسط |
الترتيب |
|||
ك |
% |
ك |
% |
ك |
% |
||||
1 |
زيادة التواصل الاجتماعي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية |
99 |
37.1 |
164 |
61.4 |
4 |
1.5 |
2.36 |
11 |
2 |
الانفتاح على العالم وقضاء ساعات طويلة على شبكات التواصل الاجتماعي |
3 |
1.1 |
65 |
24.3 |
199 |
74.5 |
1.27 |
30 |
3 |
تفضيل العمل الفردي وعدم الرغبة في التعاون والمشاركة مع الزملاء. |
35 |
13.1 |
36 |
13.5 |
196 |
73.4 |
1.40 |
27 |
4 |
تنمية مهارات الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر من خلال غرف الدردشة. |
134 |
50.2 |
130 |
48.7 |
3 |
1.1 |
2.49 |
6 |
5 |
انتشار ظاهرة التنمر بشقيها الالكتروني والمادي |
68 |
25.5 |
5 |
1.9 |
194 |
72.7 |
1.53 |
25 |
6 |
الرغبة في زيادة الخصوصية والتخفي والظهور بأسماء وحسابات مستعارة |
70 |
26.2 |
8 |
3.0 |
189 |
70.8 |
1.55 |
23 |
7 |
التمرد على القيم والعادات السائدة في المجتمع والرغبة في تغيير الواقع |
32 |
12.0 |
32 |
12.0 |
203 |
76.0 |
1.36 |
29 |
8 |
التقليد لكل ما هو جديد |
33 |
12.4 |
98 |
36.7 |
136 |
50.9 |
1.61 |
21 |
9 |
التمحور حول الذات والبعد عن التفاعل مع الآخرين |
6 |
2.2 |
132 |
49.4 |
129 |
48.3 |
1.54 |
24 |
10 |
تيسير عمليتي التعليم والتعلم من خلال حلقات التعلم الافتراضي واجتماعات ميكروسوفت تيمز وزووم ووبكس. |
198 |
74.2 |
65 |
24.3 |
4 |
1.5 |
2.73 |
2 |
11 |
التعود على مشاهدة المواقف العدوانية والمسيئة في وسائل التواصل الإلكتروني أدى إلى تبلد المشاعر وعدم التعاطف مع الآخرين |
260 |
97.4 |
7 |
2.6 |
0 |
0.0 |
2.97 |
1 |
12 |
تحقيق المشاهد العنيفة والمحتويات السيئة واللاأخلاقية أعلى مشاهدات في وسائل التواصل الاجتماعي |
165 |
61.8 |
66 |
24.7 |
36 |
13.5 |
2.48 |
7 |
13 |
فقدان الثقة بالنفس وضعف الشخصية لدى الشباب |
66 |
24.7 |
132 |
49.4 |
69 |
25.8 |
1.99 |
16 |
14 |
البعد عن الواقع والانغماس في الخيال والعالم الافتراضي |
132 |
49.4 |
102 |
38.2 |
33 |
12.4 |
2.37 |
10 |
15 |
تمكين المرأة ومساعدتها في القيام بأدوار فاعلة في المجتمع |
198 |
74.2 |
35 |
13.1 |
34 |
12.7 |
2.61 |
4 |
16 |
تمثيل المشاهير في المجتمع كقدوة في حياة الشباب بدلا من المعلمين ورجال الدين |
4 |
1.5 |
98 |
36.7 |
165 |
61.8 |
1.40 |
28 |
17 |
وجود فجوة فكرية بين الشباب من جهة وبين الآباء والمعلمين من جهة أخرى |
132 |
49.4 |
131 |
49.1 |
4 |
1.5 |
2.48 |
8 |
18 |
اللجوء لجروبات التواصل الاجتماعي لأخذ المشورة في الأمور الشخصية |
33 |
12.4 |
97 |
36.3 |
137 |
51.3 |
1.61 |
22 |
19 |
انحسار الدور التقليدي للمؤسسات التربوية والتعليمية |
32 |
12.0 |
132 |
49.4 |
103 |
38.6 |
1.73 |
19 |
20 |
ضعف الدافعية لدراسة الموضوعات ذات الطبيعة الفكرية الفلسفية |
31 |
11.6 |
165 |
61.8 |
71 |
26.6 |
1.85 |
18 |
21 |
ضعف مهارات التواصل الكتابي وأساليب التعبير لدى الشباب باللغة العربية |
6 |
2.2 |
97 |
36.3 |
164 |
61.4 |
1.41 |
26 |
22 |
مساعدة الفتيات على التعبير عن آرائهم والتبليغ عن حالات التحرش الجنسي مثل (صفحة التاء المربوطة) |
198 |
74.2 |
65 |
24.3 |
4 |
1.5 |
2.73 |
3 |
23 |
استخدام الملصقات للتعبير عن الحالة الشعورية والنفسية بدلاً من اللغة المكتوبة |
131 |
49.1 |
132 |
49.4 |
4 |
1.5 |
2.48 |
9 |
24 |
تراجع المستوى الدراسي وانتشار ظاهرة الغش الالكتروني لدى الشباب |
100 |
37.5 |
66 |
24.7 |
101 |
37.8 |
2.00 |
15 |
25 |
عزوف الطلاب عن قراءة الكتب واللجوء إلى التصفح الإلكتروني. |
65 |
24.3 |
165 |
61.8 |
37 |
13.9 |
2.10 |
14 |
26 |
توفير وقت الطلاب وجهدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. |
32 |
12.0 |
130 |
48.7 |
105 |
39.3 |
1.73 |
20 |
27 |
توجيه الرأي العام لمناصرة بعض القضايا ومحاسبة بعض المسئولين |
164 |
61.4 |
103 |
38.6 |
0 |
0.0 |
2.61 |
5 |
28 |
انخفاض الشعور بالولاء والانتماء للوطن |
98 |
36.7 |
66 |
24.7 |
103 |
38.6 |
1.98 |
17 |
29 |
تفكير الشباب بأنهم دائما يحملون مواطنة عالمية |
97 |
36.3 |
133 |
49.8 |
37 |
13.9 |
2.22 |
12 |
30 |
اهتمام الشباب بالقضايا المجتمعية وقيادة |
102 |
38.2 |
100 |
37.5 |
65 |
24.3 |
2.14 |
13 |
|
البعد ككل |
2.02 |
3 |
يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم الاجتماعية والثقافية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور كان (2.97)، وذلك حول العبارة رقم (11)، والتي نصت على أن "التعود على مشاهدة المواقف العدوانية والمسيئة في وسائل التواصل الإلكتروني أدى إلى تبلد المشاعر وعدم التعاطف مع الآخرين" وهي عبارة سلبية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي من مشاهد العنف المتكررة سواء الناتجة من أفراد أو جماعات أو حروب قد أثر بصورة سلبية على الشباب وجعله يعتادوا على هذه المشاهد ، ويتفق ذلك ما نتائج دراسة الحبيب (2015) والتي توصلت إلى إلى أن تلاشي الإرث القيمي والثقافي في نفوس طلاب المرحلة الجامعية يعد من أهم التحديات المستقبلية التي قد تواجه الجامعات ، والتي قد يترتب عليها عديد من المشكلات تتمثل في ظهور الانحراف الأخلاقي والسلوكي لدى الشباب في ظل ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وضعف السلطة الأبوية، حيث ظهرت ظواهر جديدة كالسرقة والانحلال الخلقي والاعتداء والسطو وتعاطي المخدرات.
وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.73) حول العبارة رقم (10) والتي نصت على "تيسير عمليتي التعليم والتعلم من خلال حلقات التعلم الافتراضي واجتماعات ميكروسوفت تيمز وزووم ووبكس"، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على اتفاق مجموعة الدراسة بدرجة كبيرة على أن المتغيرات العصرية برغم تأثيرها السلبي في بعض القيم لدى الشباب إلا أن لها عديد من الفوائد وخاصة في مجال التعليم والتعلم من بعد، والذي ظهرت أهميته بدرجة كبيرة خلال الفترة القريبة السابقة نظرًا لقيامه بدور فاعل؛ للتغلب على الآثار السلبية الناتجة عن جائحة كورونا، حيث مثلت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة الوسائل الآمنة لاستمرار العملية التعليمية دون التعرض لمخاطر التواصل المباشر.
وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (1.27) حول العبارة رقم (2) والتي نصت على أن "الانفتاح على العالم وقضاء ساعات طويلة على شبكات التواصل الاجتماعي" وهو ما يدل على رفض مجموعة الدراسة لمضمون هذه العبارة ، وقد يرجع ذلك إلى أن ما قد يقضيه الشباب من ساعات طويلة ومتواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي لا يؤدي بالضرورة إلى الانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من خبراته، وإنما يضيع هذا الوقت في التسلية والألعاب التي لا تعود بفائدة حقيقية على الشاب بحيث يستفيد منها في تطوير معارفه وخبراته.
- البعد الثاني: التغير في القيم الدينية والأخلاقية:
يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة في البعد الخاص بالتغير في القيم الدينية والأخلاقية لدى طلاب جامعة أسيوط
جدول رقم (4)
استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الدينية والأخلاقية"
م |
العبــــــــــــــارة |
موافق |
إلى حد ما |
غير موافق |
المتوسط |
الترتيب |
|||
ك |
% |
ك |
% |
ك |
% |
||||
1 |
تيسير المواقع والكتب الدينية الإلكترونية على الفهم الصحيح للدين |
103 |
38.6 |
162 |
60.7 |
2 |
0.7 |
2.38 |
9 |
2 |
استخدام ألفاظ وإيحاءات غير ملائمة |
31 |
11.6 |
130 |
48.7 |
106 |
39.7 |
1.72 |
20 |
3 |
إساءة معاملة الوالدين وعدم تقبل نصحهم |
97 |
36.3 |
67 |
25.1 |
103 |
38.6 |
1.98 |
18 |
4 |
انتشار علاقات غير مشروعة عبر شبكات التواصل . |
130 |
48.7 |
66 |
24.7 |
71 |
26.6 |
2.22 |
13 |
5 |
سهولة الحصول على الفتاوى الدينية من المواقع والقنوات المتخصصة |
98 |
36.7 |
165 |
61.8 |
4 |
1.5 |
2.35 |
11 |
6 |
الوعي والتحذير من الجماعات التي تدعو للتكفير والإلحاد |
131 |
49.1 |
132 |
49.4 |
4 |
1.5 |
2.48 |
4 |
7 |
تجنيد المنظمات الإرهابية لبعض الشباب من خلال شبكات التواصل |
61 |
22.8 |
166 |
62.2 |
40 |
15.0 |
2.08 |
14 |
8 |
وجود الكثير من القنوات التابعة لمؤسسات دينية رسمية |
133 |
49.8 |
134 |
50.2 |
0 |
0.0 |
2.50 |
3 |
9 |
تقبل ظاهرة الغش الإلكتروني وتبريرها وتفريغها من مضمونها الديني والاخلاقي |
65 |
24.3 |
66 |
24.7 |
136 |
50.9 |
1.73 |
19 |
10 |
سهولة الكشف عن الانتحال والسرقات العلمية من خلال برامج ومواقع متخصصة. |
133 |
49.8 |
125 |
46.8 |
9 |
3.4 |
2.46 |
5 |
11 |
الظهور بشخصية غير الواقعية ونشر حسابات وهمية على وسائل التواصل |
164 |
61.4 |
48 |
18.0 |
55 |
20.6 |
2.41 |
8 |
12 |
رسم صورة خادعة عن الذات في العالم الافتراضي |
65 |
24.3 |
138 |
51.7 |
64 |
24.0 |
2.00 |
17 |
13 |
انتشار الغش التجاري وتقليد العلامات التجارية |
66 |
24.7 |
156 |
58.4 |
45 |
16.9 |
2.08 |
15 |
14 |
انتهاك الخصوصية على الانترنت وتهكير الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي |
132 |
49.4 |
97 |
36.3 |
38 |
14.2 |
2.35 |
12 |
15 |
التشهير بالآخرين عبر الإنترنت وانتشار الشائعات الإلكترونية |
220 |
82.4 |
43 |
16.1 |
4 |
1.5 |
2.81 |
1 |
16 |
إهدار قيمة الوقت وضياع ساعات طويلة في استخدام وسائل الترفيه الإلكتروني |
125 |
46.8 |
22 |
8.2 |
120 |
44.9 |
2.02 |
16 |
17 |
الإساءة للدولة والمجتمع واعتبار ذلك من الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير |
134 |
50.2 |
112 |
41.9 |
21 |
7.9 |
2.42 |
6 |
18 |
المناداة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق ميثاق أخلاقي واضح وشفاف. |
215 |
80.5 |
41 |
15.4 |
11 |
4.1 |
2.76 |
2 |
19 |
مشاركة الخصوصيات العائلية والأسرية على قنوات التواصل من أجل تحقيق ربح مادي |
126 |
47.2 |
115 |
43.1 |
26 |
9.7 |
2.37 |
10 |
20 |
انتشار الثنائيات من الشباب أو المراهقين الذين يروجوا لسلوكيات لا تتفق مع القيم الدينية الصحيحة. |
155 |
58.1 |
70 |
26.2 |
42 |
15.7 |
2.42 |
7 |
البعد ككل |
2.28 |
2 |
يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم "الدينية والأخلاقية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا البعد كان (2.81) حول العبارة رقم (15) ، والتي نصت على "انتشار التشهير بالآخرين عبر الإنترنت وانتشار الشائعات الإلكترونية" وهي عبارة سلبية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن وسائل التواصل الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في التشهير بالأفراد ونشر شائعات وأخبار غير صحيحة نتيجة للانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي الحديثة وتزايد عدد مستخدميها وسرعة نقل المعلومات والأخبار من خلالها مقارنة بوسائل التواصل التقليدية، بالإضافة إلى إمكانية إخفاء مصدر المعلومة أو الشائعة؛ مما يشجع الكثير من الأفراد على استخدامها للتسلية أو للنيل من خصومهم والتشهير بهم، أو من أجل التربح في بعض الأحيان.
وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.76) حول العبارة رقم (18) والتي نصت على "المناداة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق ميثاق أخلاقي واضح وشفاف."، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على ارتفاع وعي طلاب جامعة أسيوط بالقضايا المعاصرة والتي من أهمها الذكاء الاصطناعي ومجالات استخدامه والآثار الايجابية والسلبية التي قد تترتب على الاستخدام السيئ أو غير الأخلاقي لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (1.72) حول العبارة رقم (2) والتي نصت على أن "استخدام ألفاظ وإيحاءات غير ملائمة" وهو ما يدل على أن رأي مجموعة الدراسة قد جاء محايدًا لمضمون هذه العبارة ، ويرجع ذلك لتأثر بعض الشباب ببعض الثقافات وما ترتب عليه من وجود بعض الألفاظ والتعبيرات الدخيلة على الثقافة المصرية، ومع ذلك فهذا التأثير ليس كبيرًا نتيجة لتمسك طائفة كبيرة من الشباب بالقيم والأخلاق التي نشأوا عليها والحفاظ على العادات والتقاليد والأسلوب الراقي في الحوار ويتفق ذلك مع نتائج دراسة خالد (2014) التي توصلت إلى حدوث تغير قيمي في المجتمع متمثلاً في زيادة قيمة العمل الحرفي، والعمل الحر، وانخفاض أهمية اتقان العمل، وسيطرة القيم المادية على شتى جوانب الحياة وأن هذا التغير الذي حدث كان بفعل عوامل ومتغيرات تعرض لها المجتمع عامة وتأثر بها الشباب بصفة خاصة..
- البعد الثالث: التغير في القيم الاقتصادية :
يوضح الجدول التالي استجابات مجموعة الدراسة حول البعد الخاص بالتغير في القيم الاقتصادية لدى طلاب جامعة أسيوط
جدول رقم (5)
استجابات مجموعة الدراسة حول بُعد "التغير في القيم الاقتصادية"
م |
العبــــــــــــــارة |
موافق |
إلى حد ما |
غير موافق |
المتوسط |
الترتيب |
|||
ك |
% |
ك |
% |
ك |
% |
||||
1 |
تفضيل الشباب لفرص العمل التي تتواكب مع التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي. |
166 |
62.2 |
88 |
33.0 |
13 |
4.9 |
2.57 |
6 |
2 |
الرغبة في العمل من المنزل |
164 |
61.4 |
29 |
10.9 |
74 |
27.7 |
2.34 |
16 |
3 |
الاعتماد على التدريب الذاتي والتحول من مهنة إلى أخرى |
126 |
47.2 |
140 |
52.4 |
1 |
0.4 |
2.47 |
11 |
4 |
انتشار العمل بنظام (فري لانسز) |
145 |
54.3 |
115 |
43.1 |
7 |
2.6 |
2.52 |
9 |
5 |
الاستفادة من مميزات الإدارة الإلكترونية |
199 |
74.5 |
66 |
24.7 |
2 |
0.7 |
2.74 |
3 |
6 |
زيادة العادات الاستهلاكية لدى الشباب |
65 |
24.3 |
198 |
74.2 |
4 |
1.5 |
2.23 |
18 |
7 |
تفضيل الشباب للوجبات السريعة على الوجبات المنزلية |
155 |
58.1 |
99 |
37.1 |
13 |
4.9 |
2.53 |
8 |
8 |
اتاحة فرص جديدة للاستثمار |
231 |
86.5 |
33 |
12.4 |
3 |
1.1 |
2.85 |
1 |
9 |
انخفاض الطموح لدى الشباب وانعدام الثقة بالمستقبل |
164 |
61.4 |
33 |
12.4 |
70 |
26.2 |
2.35 |
15 |
10 |
الرغبة في الكسب السريع من خلال المشاركة في المسابقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي |
185 |
69.3 |
66 |
24.7 |
16 |
6.0 |
2.63 |
4 |
11 |
الاتجاه نحو الادخار من خلال الأوعية البنكية المختلفة |
63 |
23.6 |
165 |
61.8 |
39 |
14.6 |
2.09 |
20 |
12 |
الاعتقاد بأن العمل الجاد هو السبيل الأفضل لتحقيق النجاح |
158 |
59.2 |
99 |
37.1 |
10 |
3.7 |
2.55 |
7 |
13 |
الاهتمام بتنمية الذات واكتساب مهارات جديدة |
66 |
24.7 |
198 |
74.2 |
3 |
1.1 |
2.24 |
17 |
14 |
احترام العمل بكافة أنواعه ومجالاته |
124 |
46.4 |
142 |
53.2 |
1 |
0.4 |
2.46 |
12 |
15 |
رفض الاحتكار والاستغلال والفساد الاقتصادي |
102 |
38.2 |
165 |
61.8 |
0 |
0.0 |
2.38 |
13 |
16 |
تقدير قيمة المشروعات القومية في النهوض بالمجتمع |
230 |
86.1 |
12 |
4.5 |
25 |
9.4 |
2.77 |
2 |
17 |
الاعتقاد أن الذكاء الاصطناعي يقضي على الروتين والنمطية في العمل |
132 |
49.4 |
132 |
49.4 |
3 |
1.1 |
2.48 |
10 |
18 |
تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي باعتباره يفتح فرصاً هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول لحلول مبتكرة للمشكلات |
158 |
59.2 |
107 |
40.1 |
2 |
0.7 |
2.58 |
5 |
19 |
المناداة بتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للاندماج في سوق العمل المتغير. |
100 |
37.5 |
165 |
61.8 |
2 |
0.7 |
2.37 |
14 |
20 |
التأكيد على وضع مبادئ لضمان استخدام التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في خدمة الصالح العام |
132 |
49.4 |
29 |
10.9 |
106 |
39.7 |
2.10 |
19 |
|
البعد ككل |
2.46 |
1 |
يتضح من نتائج الجدول السابق المتعلقة بمدى تحقق عبارات بُعد "التغير في القيم الاقتصادية" أن أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا البعد كان (2.85) حول العبارة رقم (8)، والتي نصت على "اتاحة فرص جديدة للاستثمار" وهي عبارة إيجابية وجاءت الموافقة عليها بدرجة كبيرة، مما يدل على أن التغييرات المعاصرة كان لها أثر إيجابي استفاد منه الشباب وخاصة في مجال العمل أو الاستثمار، حيث وفرت التكنولوجيا الحديثة عديد من فرص العمل والاستثمار ويتفق ذلك مع نتائج دراسة العسيلي (2016) والتي أوصت المسئولين في الجامعات مراعاة متغيرات عصر المعلوماتية والعولمة، ومسايرتها في جوانبها الإيجابية القيمية والمعرفية والتي تقيد الشباب في حياته العلمية والعملية.
وقد جاء ثاني أكبر متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.77) حول العبارة رقم (16) والتي نصت على "تقدير قيمة المشروعات القومية في النهوض بالمجتمع"، وهي عبارة ايجابية، مما يدل على ارتفاع وعي طلاب جامعة أسيوط بالمشروعات الوطنية التي تم إنجازها في الفترة الأخيرة والتي لعبت فيها التغييرات المعاصرة دورًا كبيرًا في تنفيذها، وكذلك وعيهم بأهمية هذه المشروعات وقيمتها ودورها في النهوض بالمجتمع.
وقد جاء أقل متوسط استجابة لمجموعة الدراسة حول عبارات هذا المحور (2.09) حول العبارة رقم (11) والتي نصت على أن "الاتجاه نحو الادخار من خلال الأوعية البنكية المختلفة" وهو ما يدل على أن رأي مجموعة الدراسة قد جاء محايداً لمضمون هذه العبارة ، ويرجع ذلك لوعي طلاب جامعة أسيوط بالتغييرات الاقتصادية في الفترة الأخيرة، وما ترتب على ذلك من ظهور طرق وأساليب مختلفة للاستثمار والادخار، حتى وإن كان عدد كبير منهم لم يتعامل معها بصورة مباشرة نتيجة طبيعة المرحلة العمرية وكونهم ما زالوا في مرحلة الدراسة ولم يلتحقوا بسوق العمل.
التصور المقترح لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب جامعة أسيوط في ظل بعض التغييرات المعاصرة:
في ضوء أدبيات الدراسة، وما توصلت إليه الدراسة من نتائج، تم وضع تصور مقترح لتفعيل دور جامعة أسيوط لمواجهة التغير القيمي لدى طلابها، وتكون التصور المقترح من أسس، وأهداف ومستويات عمل ومتطلبات تطبيق، يتم توضيحها فيما يلي:
أ- أسس التصور المقترح:
استند التصور المقترح على مجموعة من الأسس تمثلت في:
ب- أهداف التصور المقترح:
يهدف هذا التصور إلى زيادة تفعيل الدور الذي تقوم به الجامعات في مواجهة التغير القيمي الناتج عن بعض المتغيرات العصرية، والحفاظ على الهوية المصرية والقيم المجتمعية لدى طلاب الجامعة.
ج- مستويات العمل في التصور المقترح:
هناك عدة أساليب يمكن استخدامها لمواجهة التغير القيمي لدى طلاب الجامعة، منها:
وبصفة عامة يمكن العمل من خلال عدة مستويات كما يلي:
1- العمل على مستوى المناهج الدراسية:
حيث تلعب المناهج الدراسية دورًا هامًا في تشكيل وتأثير القيم والمعتقدات لدى طلاب الجامعة، ويمكن أن تساعد في التغير القيمي الإيجابي إذا تم تصميمها بشكل مناسب. ومن بين الطرق التي يمكن استخدامها في تصميم المناهج الدراسية لتحقيق التغير القيمي ما يلي:
2- العمل على مستوى أعضاء هيئة التدريس:
حيث يمكن لعضو هيئة التدريس بالجامعة أن يلعب دورًا مهًا في تحقيق التغير القيمي لدى الطلاب، ومن بين الطرق التي يمكن استخدامها:
3- العمل على مستوى الأنشطة الطلابية والتعليمية:
يمكن أن تلعب الأنشطة الطلابية والتعليمية دورًا مهمًا في التغير القيمي، حيث تساعد الطلاب على تعلم القيم والمبادئ الإيجابية وتطبيقها في حياتهم اليومية، ومن بين الأنشطة الطلابية التي يمكن أن تساعد على التغير القيمي ما يلي :
د- متطلبات نجاح التصور المقترح:
المراجــع
أولاً- المراجع العربية:
إبراهيم، شريف شعبان. (2016). العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد ودورها في التعليم الالكتروني. مجلة التعليم الالكتروني، 2(4)، 24- 56.
أبو السل، محمد شحاذه؛ أبو العناز، محمد علي. (2013). بناء مقياس القيم المفضلة في شخصية طلبة الجامعات الأردنية. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس- سوريا، (2)، ٥١ - 76.
أبو المعاطي، يوسف جلال يوسف. (2018). دور الحياة الجامعية في تشكيل النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملك عبدالعزيز ببعض التخصصات الأكاديمية. مجلة بحوث التربية النوعية ، 49، 754-806.
أنوزلا، علي (2023) . الذكاء الاصطناعي وسؤال القيم. العربي الجديد، متاح من خلال الرابط التالي : https://rawabet.org/ تم استرجاعة في 15 يناير 2023م.
باخطمة، محمد بن عابد. (2015). دور التعليم العالي في غرس وتعميق العامل الأخلاقي كأولوية مؤثرة على التنمية في العالم العربي. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي - مصر ، 204- 217.
باقر، معين عيد وأمين، أمينة محمد. (2011). القيم السائدة لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات. مجلة البحوث التربوية والنفسية، جامعة بغداد، 28، 96- 151.
بلعينة، ليلى.(2016). التغير القيمي السوسيو- ثقافي في المدينة الجزائرية، جامعة فرحات عباس، الجزائر.
بوعيشة، أيت ودهيبة، حمودة. (2015). أساليب تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي .الجزائر: دراسات نفسية وتربوية، مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية ، عدد 14.
تعوينات، حليمة. (2015). التغير القيمي والاتجاهي لدى طلبة التعليم العالي المنتقلين من الريف إلى المدينة. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية . جامعة قاصدي مرباح. ورقلة . الجزائر، 18، 133-147.
التل، شادية (2013). المنظومة القيمية لطلبة جامعة الزرقاء الأهلية، مؤتة للبحوث والدراسات، 18(1)، 11-43.
الجلاد، ماجد زكي (2019)المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في ضوء بعض المتغيرات. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية، 2، 266-430.
الجمال، رباب رأفت. أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي. جدة: مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبد العزيز، ضمن منشورات كرسي المير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية.
الجمل، علي أحمد. (2010). القيم ومناهج التاريخ الاسلامي. القاهرة : عالم الكتب.
الجولاني ، فادية عمر. (2014). التغير الاجتماعي: مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير. القاهرة: المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع.
الحبشي، مجدي علي حسين. ( 2012) منظومة القيم لدى طلاب الجامعة في مصر في ضوء بعض المتغيرات ودور الجامعة في التغير الواعي معها. مجلة كلية التربية بالإسماعيلية، 22، 1-48.
الحبيب، فهد بن إبراهيم. (2015) مستقبل التعليم العالي في المملكة العربية السعودية استراتيجية مقترحة. المؤتمر العربي الأول حول استشراف مستقبل التعليم العالي – مصر، 51- 110.
الحجي ، إبراهيم بن محمد. (2020). التغيير بالقيم، أكاديمية القيم.
الحسن، عبدالرحمن محمد. (2012). الجامعة وتنمية قيم ثقافة التغيير: دراسة حالة جامعة بخت الرضا بالسودان، بحث مقدم لمؤتمر فلادليفيا الدولي السابع عشر: ثقافة التغيير، 6-8 تشرين الثاني/ نوفمبر جامعة بخت الرضا. السودان.
حسن، هالة إبراهيم (2016). التصميم الرقمي لتكنولوجيا الواقع الافتراضي على ضوء معايير جودة التعليم الإلكتروني، المجلة الفلسطينية للتعليم المفتوح، 6(11).
حفظي، سليمة. (2015). التغير في منظومة القيم لدى الشباب الجامعي: دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة محمد خضير- بسكرة، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خضير بسكرة، 38، 11-22.
حواصلي، كنده. (2022). وسائل التواصل الاجتماعي: إعادة تشكيل القيم عند المراهقين والشباب. مجلة رواء، (14)، 1. متاح ف https://rawaamagazine.com تم استرجاعه في 20أبريل 2023م.
خالد، سعدية.(2014). التغير الاجتماعي والقيم لدى فئات من الشعب المصري. رسالة دكتوراه. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية، جامعة عين شمس.
الخطيب، هديل. (2021). وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع. متاح في : https://mawdoo3.com/ بتاريخ 20أبريل 2022م.
خليفة، علي أحمد إبراهيم. (2015). تكنولوجيا الواقع الافتراضي في التعليم، دراسات تربوية، 25.
الخولي، سناء (2015). التغير الاجتماعي و التحديث. عمان: دار المعرفة الجامعية.
دراوشة، صدام راتب.(2012). مبادئ الفكر الاجتماعي للمجتمع المسلم والمجتمع المعاصر. الأردن: دار جليس الزمان.
رزوقي، رياض. (2020). دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، المجلة العربية للتربية النوية، جامعة بسكرة، الجزائر، 4(20).
زغاليل، إيمان عبد الغني. (2011). مشكلات الشباب وتصدي الشريعة الإسلامية لحلها. الإسكندرية: دار الفكر الجامعي.
الربيعي، فضل عبدالله يحيى (2022). التغير الاجتماعي.. قراءة في المفهوم والموضوع. مركز نقد وتنوير ، متاح في https://tanwair.com/archives/15552 تم استرجاعه في 15 يناير 2023م.
رزق، إيمان صلاح إبراهيم، دوام، أميرة حسان عبد المجيد. (2011) دراسة تقييمية لأخلاقيات المهنة للهيئة المعاونة ضمن فعاليات جودة التعليم العالي بمصر. المؤتمر العلمي السنوي العربي السادس- الدولي الثالث (تطوير برامج التعليم العالي النوعي في مصر والوطن العربي في ضوء متطلبات عصر المعرفة)-مصر ،مج1، 129-151.
الزيود، ماجد.(2011). الشباب والقيم في عالم متغير. عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع
سامية قمورة، وآخرون.(2018). الذكاء الاصطناعي بين الواقع والمأمول: دراسة تقنية وميدانية. الملتقى الدولي بعنوان الذكاء الاصطناعي تحدي جديد للقانون، جامعة الجزائر.
سمير، حسن. (2002). الثورة المعلوماتية عواقبها وآفاقها، مجلة الجامعة دمشق. (18) 1.
الشرقاوي، ماجد أبو النجا. (2023). الأبعاد الاقتصادية للذكاء الاصطناعي تقييم جاهزية الاقتصاد المصري. مجلة الدراسات القانونية والاقتصادية، 9(1)، 283- 357.
شركة أوراكل (Oracle Corporation) متاح في الرابط التالي: https://www.oracle.c
الشريدة، محمد خليفة والعلوان، أحمد فلاح. (2017). أثر بعض المتغيرات في المنظومة القيمية لدى طلبة جامعة الحسين بن طلال. مجلة كلية التربية. جامعة عين شمس، 31، 355- 383.
عبد الحليم، الشيماء فتحي أحمد. (2017). الواقع الافتراضي والأطفال ذوي صعوبات التعلم، المجلة العلمية لكلية رياض الأطفال، جامعة المنصورة، 3(4)، 609 - 610.
العسيلي، رجاء زهير(2016). التغير القيمي والمعرفي وتأثيره على تغيير شخصية الشباب الجامعي الفلسطيني، مجلة اتحاد الجامعات العربية، 46، عمان، الأردن.
عقل، محمود عطا حسين. (٢٠1٦). القيم السلوكية لدى طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية في دول الخليج العربية. مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض. 217- 224.
عوض، هبة عاطف السيد. (2017). تحليل سوسيولوجي لمظاهر تغير قيم الشباب الجامعي. مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، 61، 894- 903.
قاسم، نادر فتحي، وإبراهيم، إيمان لطفي. (2014). الأنساق القيمية لدى عينة من الشباب الجامعي بعد أحداث يناير. مجلة الإرشاد النفسي، 3، 1- 38.
اللبان، شريف درويش (2022). الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس . متاح من خلال الرابط التالي: https://darelhilal.com/News/1518311.aspx تم استرجاعه بتاريخ 15 يناير 2023م.
مركز البحوث والدراسات متعددة التخصصات. "الذكاء الاصطناعي: تعريفه، وتقييمه، ومجالات أبحاثه"، متاح من خلال الرابط التالي https://www.mdrscenter.com
المصري، سعاد محمد محمد. (2020). دور الإعلام الجديد في التغير القيمي والأخلاقي لدى الشباب في الريف المصري. دراسة مسحية لمستخدمي موقع اليوتيوب.
ثانيًا- المراجع الأجنبية:
Chen, Y., Lin, W., & Chen, G.(2019). On application of metaverse in medical education via platform of medical electronic: a case study, Journal of Trauma and Emergency Electronic Version, 5(1) 32 - 34.
Elise, M., (2020), "The Pros and Cons of Social Networking"، www.lifewire.com, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Geisel A. (2018), The current and future impact of artificial intelligence on business, International Journal of Scientific and Technology Research, 7 (05), PP: 116-122.
Hirsh-Pasek, K., Zosh, J. M., Hadani, H. S & Golinkoff, R. M. (2022). A whole new world: Education meets the metaverse. Policy, February. https://www.brookings.edu/wp-content/uploads/2022/02/A-whole-new-world_Education-meets-the-metaverse.
John, W., (2018) , Artificial Intelligence and Big Data. British Library Cataloguing-in-Publication Data, available from the British Library ISBN 978-1-78630-083-6.
Jyoti, S. H. (2020), "Impact of Social Media on Society"، www.ijert.org, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem and Research Agenda. 14 (8), 3-4.
Marilyn, P.,(2019). Disadvantages of Social Networking: Surprising Insights from Teens. www.rootsofaction.com,6-9-2019, Retrieved 8-12-2020. Edited.
Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia, 2 (1), 489–491.
Norwine, J. and Jonathan M. Smith. (2010). Worldview Flux. Lanham, MD: Lexington Books.
Siyaev, A., & Jo, G. S. (2021). Towards aircraft maintenance metaverse using speech interactions with virtual objects in mixed reality. Sensors, 21 (6),6.
Stankovic, S .(2016). Virtual Reality and Virtual Environments in 10 Lectures: Morgan & Chypool Publishers.
Sterling M. & Chat GPT (2023). The Theological and Ethical Dangers Associated with Using Artificial Intelligence in Christian Religious Settings, May 2023, https://firebrandmag.com/articles/the-theological-and-ethical-dangers-associated-with-using-artificial-intelligence-in-christian-religious-
Thomason, R., "Logic and Artificial Intelligence", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Si,er 2020 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL=https://plato.stanforf.edu/archives/sum2020/entries/logic-ai
Xiaoying, L & Xianbo, S .(2012): The Application of Virtual Reality Technology in Teaching Reform, Advanced Technology in Teaching, 163, 5)152( - 153.