نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب كلية التربية – جامعة أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
دراسة تحليلية لوثائق معايير تعليم اللغة العربية
في الوطن العربي
إعــــــــــــــــــــــداد
أ.د / محمد جابر قاسم
وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب
كلية التربية – جامعة أسيوط
دراسة مقدمة لمؤتمر:
"تطوير التعليم
23- 24، إبريل، 2023 م
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد العاشر- جزء أول – اكتوبر 2023م {
عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى الثامن(تطوير التعليم: اتجاهات معاصرة ورؤى مستقبلية)
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص:
استهدفت الدراسة تحليل وثائق مناهج اللغة العربية لتحديد معايير تعليم اللغة العربية وتعلمها بوثائق مناهج معايير تعليم اللغة العربية بالوطن العربي. وجوانب التميز وجوانب القصور في هذه المعايير، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، ولتحقيق هذا الهدف حللت الدراسة تسع وثائق معايير للغة العربية لتسع دول عربية، وصممت الدراسة استمارة تفريغ معايير منهج اللغة العربية للوثائق التسعة، واستخلصت المعايير المتفق عليها وتكررت في الوثائق التسعة، وحددت جوانب التميز وجوانب القصور في الوثائق التسعة، تضمين الوثائق معايير المنهج بكل أنواعها، حيث تعد هذه المعايير أسساً واضحة لبنائه وتنفيذه المراجعة العلمية للمصطلحات المستخدمة في وثائق اللغة العربية وتصحيحها. حذف الزيادات التي لا داعي لها من الوثائق، وفي المقابل استيفاء العناصر الرئيسة الناقصة فيها الاستعانة بالخبراء والمختصين على مستوى الوطن العربي في بناء وثائق جديدة أو مراجعة الوثائق الحالية وتطويرها؛ للتوصل إلى وثيقة صحيحة علميًا يمكن ترجمتها إلى مناهج تعليمية متميزة.
أولاً: الإطار العام للدراسة وإجراءاتها:
المقدمة:
يرجع الاهتمام بالمنهج بوصفه مفهومًا يوضح مجموعة من المكونات المنظمة لتحقيق غايات محددة إلى عام 1890 م ، وظهر أول كتاب مختص بالمناهج في عام 1918 م بعنوان " المنهج " من تأليف فرانكلين بوبيت( Franklin Bobbitt) ، ويعد هذا الكتاب معلمًا يحدد بداية ظهور علم المناهج بوصفه تخصصاً مستقلاً ، وقد مر مفهوم المنهج – انطلاقاً من تلك الفترة - بالكثير من المراحل والتطورات اللاحقة التي أدت إلى تباين تعريفاته لدى علماء المناهج والتربويين تبايناً واضحاً، أعطى لمفهوم المنهج مستويات متفاوتة من الشمول والاتساع ، من كونه يعني - بصورة خاصة - المقررات الدرا سية أو المحتوى اللغوي لمادة درا سية معينة أو برنامج الدرا سة إلى كونه يعني - بصورة شاملة - كل عناصر العملية التعليمية ، مما يكشف عن دور المجال الذي يختص فيه منهج ما في تحديد مفهومه .( الوثيقة الوطنية لبناء منهج اللغة العربية بالكويت ، 2012)
عند النظر إلى الصناعة الحديثة للمناهج التعليمية نجد أنها تستند بالضرورة إلى ركيزتين أساسيتين، إحداهما طبيعة العصر، والأخرى طبيعة المتعلم خاصة ما يتصل بطبيعة العقل البشري. وطبيعة العصر تتطلب متعلمًا بمواصفات خاصة؛ لذا لا بد من أن يستهدف المنهج هذا المتعلم ليتسق مع طبيعة العصر، ليس فقط، ولكن لمستقبل يعايشه المتعلم ويتفاعل معه، وينفعل به منتجاً ومضيفاً (الناقة، 2006).
" وتبنى المناهج الدراسية ويتم اختيار محتوياتها في ضوء منطلقات ثلاثة: طبيعة المادة الدراسية، وطبيعة المجتمع، وطبيعة الطلاب. وفي طبيعة الطلاب يراعي واضعو المنهج الخصائص النمائية لهم من جميع الجوانب". (قاسم، 2013، ص 404)
اللغة العربية هى أبرز ملامح ثقافتنا العربية، وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطًا بالهوية، وهي اللغة الإنسانية التي صمدت زهاء سبعة عشر قرنًا من الزمان، سجلاً أمينا لحضارة أمتها فى ازدهارها وانتكاستها، وشاهدًا على إبداع أبنائها، وهم يقودون ركب الحضارة. والحرص على اللغة العربية واجب إنساني وروحي تجاه جميع المسلمين، ونحن نعيش توحش العولمة. (الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، 2009، ص 2)
وهي أداة أساسية للتواصل الاجتماعي، فيجب العناية بالمهارات اللغوية كلها: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، والنظر إلى البنية اللغوية ومكوناتها، والأصوات، والمفردات، والتراكيب، والدلالات، ووضع معايير خاصة بمهارات التواصل اللغوى، ومعايير خاصة بجوانب البنية اللغوية (الأصوات، والتراكيب، والقواعد التي تحكمها) علاوة على الأدب وتاريخه.
ويجب أن يوجه تعليم اللغة إلى تمكين الطالب من استخدامها بسهولة ويسر فى الحياة، ولا بد من أن يظهر ذلك جلياً فى اختيار المؤشرات المرتبطة باستخدام اللغة فى الحياة فى مجال التعبير الشفوي والكتابي، وفى مجال اختيار التراكيب اللغوية والقواعد وفى اختيار النصوص عامة والأدبية خاصة.
وتنفرد اللغة العربية كمادة دراسية عن غيرها من المواد الدراسية بمجموعة من المميزات أبرزها أنها تعد إحدى الوسائل المهمة التي تعتمد عليها المدرسة في تحقيق وظائفها المتعددة، فهي وسيلة تعليم المواد الدراسية الأخرى، وهي مرتكز كل نشاط يُؤدى في المدرسة، سواءً أكان ذلك استماعاً وتحدثاً أم قراءةً وكتابة. وهي أهم وسائل الاتصال والتفاهم بين المعلم والمتعلم. (وثيقة مادة اللغة العربية، اليمن، 2013)
عند بناء مناهج اللغة العربية يتبع المختصون نظريات وفلسفات ومداخل لبنائها، وتاريخياً صممت مناهج مبنية على فكرة السلوكية، والجشطلت أصحاب النظرية الكلية، والكفايات، والتعلم من أجل الإتقان، وحركة المخرجات، وأخيراً البنائية وحركة المعايير.
واعتمدت بعض مناهج اللغة العربية في الدول المعايير فلسفة ومدخلاً لتخطيط المناهج وبنائها ، واعتبرتها الركيزة الرئيسة لتعليم اللغة العربية ، وكانت البداية على مستوى الدول العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2002 م من مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بوزارة التربية والتعليم الذي وضع وثيقة منهج اللغة العربية للتعليم العام ، وطورتها الوزارة في 2011م بالوثيقة الوطنية المطورة لمنهج مادة اللغة العربية ، ووضع مجلس أبوظبي وثيقة معايير في عام 2013 م ، ثم توالت الدول العربية في بناء وثائق المنهج وفق المعايير فجاءت وثيقة قطر 2004 م ، ثم السعودية عام 2007 م ، والبحرين وفق مدخل الكفايات عام 2007 م ، ثم وثيقة المستويات المعيارية لمحتوى مادة اللغة العربية في مصر عام (2009)،ثم وثيقة اليمن عام 2013 م وهي في مرحلة الاعتماد النهائي ، ووثيقة سلطنة عمان التي من المتوقع أن تكتمل في أبريل 2014م.
ويهدف تعليم اللغة العربية وفق المعايير إلى: (مجلس أبو ظبي للتعليم، 2013، ص 40)
وتأتي هذه الدراسة لتضع أمام المهتمين والمعنيين بتعليم اللغة العربية وتعلمها معايير تعليمها بالدول العربية؛ للإفادة منها في تطوير هذه المناهج وتكاملها على مستوى هذه الدول حسبما تسفر عنه الدراسة من جوانب تميز لكل منهج من هذه المناهج.
أهمية الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى تحليل وثائق مناهج اللغة العربية في بعض الدول العربية، ويمكن الإفادة من هذا التحليل في تحديد المعايير المشتركة لتعليم اللغة العربية وتعلمها بين الدول، والمعايير الأخرى التي انفردت بها بعض المناهج في الدول العربية، يمكن أن يفيد منها مخططو مناهج اللغة العربية ومعلموها في صياغة نموذج موحد لمعايير تعليم اللغة العربية للدول العربية.
مشكلة الدراسة:
اللغة العربية هي اللغة الأم، وتضع الدولة العربية وثائق المنهج في ضوء حركة المعايير برؤية خاصة بالدولة، وتضعها لجنة من الخبراء التربويين واللغويين، وعلى الرغم من الحاجة إلى تميز كل وثيقة إلا أن الحاجة إلى الرؤية الموحدة بين الدول العربية ضرورة ملحة، حيث إن اللعة العربية تمثل عموميات الثقافة العربية، ومناهجها تسهم في بناء الفكر العربي المشترك، ومن غير المعلوم للمعنيين بتعليم اللغة العربية مدى اتفاق وثائق معايير اللغة العربية في هذه الدول، مما يستدعي تحليل هذه الوثائق والكشف عن مدى الاتفاق، وجوانب التميز في هذه الوثائق والإفادة منها.
أسئلة الدراسة:
تجيب الدراسة الحالية عن السؤالين التاليين:
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى تحليل وثائق مناهج اللغة العربية لتحديد:
عينة الدراسة:
تتمثل عينة الدراسة في وثائق مناهج اللغة العربية ببعض الدول العربية، وقد تم الحصول عليها بعد مراسلة المؤسسات المتخصصة بها، والوثائق هي:
9- وثيقة معايير منهج اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى من التعليم الأساسي،مجلس أبو ظبي للتعليم، بدولة الإمارات العربية المتحدة، 2013 م.
حدود الدراسة:
تتم الدراسة الحالية وفق الحدود التالية:
مصطلحات الدراسة:
المعايير:
المعيار في اللغة: هو العِيارُ، والعِيارُ هو ما اتخذ أساسا للمقارنة والتقدير (مجمع اللغة العربية، 2003، 442: 443).
أما في الاصطلاح فقد اتفقت العديد من المصادر على تعريف المعيار على ضوء نقطتين هما: ما يجب أن يعرفه المتعلم، وما يكون قادرًا على أدائه.
فهناك من يعرف المعيار بأنه: وصف لما يجب أن يعرفه المتعلمون، ويكونوا قادرين على أدائه في مجالات مختلفة (American Classical League , 1997 , 40-41؛ Jack Kean , Susan Grady & Paul Sandrock , 2001 , ix)
ويعرف مجلس أبوظبي للتعليم المعايير بأنها: أهداف وتوقعات أكاديمية لما ينبغي تدريسه للطلبة، وما ينبغي أن يتعلموه في كل صف دراسي، وبمعنى آخر هي إطار عمل مفصل لكل سنة دراسية يبين المهارات والمعارف والمفاهيم والمهمات والقيم والاتجاهات وأنماط التفكير التي ينبغي تعليمها وتعلمها في مادة اللغة العربية ، ويتوقع من الطالب تحصيلها ، وتهدف إلى تلبية احتياجات الطالب التعليمية ، وتنمية شخصيته وتعزيز انتمائه لوطنه خلال المدرسة ( مجلس أبوظبي للتعليم 2013 ، ص 63 ) . غير أن ثمة فرقًا بين الأهداف والمعايير، فتحقيق المعايير يؤدي إلى تحقيق الأهداف.
كما تعرف المعايير بأنها: جمل عامة تحدد ما ينبغي أن يعرفه المتعلم، ويكون قادرًا على أدائه (Kansas State Board of Education , 2000 , 6).
وهناك من يضيف المهارات التي يكتسبها المتعلم نتيجة تعلمه، فيعرف المعيار بأنه: عبارات عامة تصف ما يجب أن يصل إليه المتعلم من معارف ومهارات وقيم؛ نتيجة دراسة محتوى معين (Louisiana Department of Education , 1997 , 13؛ North Dakota Department of Public Instruction, 2001, V؛ وزارة التربية والتعليم، 2003، 161؛ 32 Louisiana Department of Education , 2004 ,) .
وهناك من يضيف إضافة أخرى على التعريف السابق، فيعرف المعيار بأنه: " عبارات تصف ما يجب أن يعرفه الطلاب ويكونوا قادرين على أدائه بخصوص هذه المعرفة في مراحل مختلفة من تعلمهم (برنامج تطوير التعليم، 2006، 134).
ويُعرف على أنه جملة يستند إليها في الحكم على الجودة على ضوء ما تتضمنه هذه الجملة من وصف لما هو متوقع تحققه لدى المتعلم من مهارات، أو معارف، أو مهمات، أو مواقف، أو قيم أو اتجاهات أو أنماط تفكير أو قدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات. (القرزعي ، http://child-trng.blogspot.ae)
بناء على ما سبق يمكن تعريف المعيار بأنه: جملة خبرية تصف ما ينبغي أن يصل إليه المتعلم من معارف، ومهارات، وقيم، نتيجة دراسته لجزء أو أكثر من منهج معين، ويتكون من عدد من مؤشرات الأداء التي يتوقع من المتعلمين أداؤها، ويقاس تحققه من خلال قواعد تقدير متدرجة لأداءات المتعلمين في كل مؤشر من مؤشرات الأداء الدالة عليه (علي عبد المحسن الحديبي، 2008، 12).
وثائق المنهج:
عرفت وثيقة المنهج بأنها "خطة مكتوبة يقوم عليها المنهج المراد تصميمه أو تطويره، وتشكل هذه الخطة إطاراً عاماً يتضمن أسس بناء المنهج ومرتكزاته، ودواعي بنائه أو تطويره ، كما تتضمن عناصر المنهج ومعايير كل منها ، ومعايير تنفيذه ، وتقويمه ، ومواصفات الأوعية المنهجية والمواد التعليمية من كتب الطالب والمعلم ، وكتب أنشطة وبرمجيات ووسائط ، ووسائل التقويم وأدواته ، ومعايير التنمية المهنية للقائمين على تنفيذ المنهج وتقويمه" ( القرزعي ، http://child-trng.blogspot.ae )
ويمكن تعريفها بأنها " خطة عامة تحتوي على فلسفة المنهج وأسس بنائه، ومعايير المحتوى موزعة على كل صف دراسي، وموضحة بمصفوفات المدى والتتابع، ومعايير المنهج التي تحكم مستوى تطبيق معايير المحتوى وكيفية تنفيذها "
المنهج المستخدم في الدراسة:
المنهج المستخدم في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي، ويتم توظيفه في تحليل وثائق مناهج اللغة العربية في الوطن العربي للتوصل إلى الأسس والمعايير المشتركة بهذه المناهج والأسس التي انفرد بها بعض هذه المناهج؛ للإفادة منها جميعًا في بناء نموذج متكامل من مناهج اللغة العربية في هذه الدول.
إجراءات الدراسة:
لتحقيق أهدافها اتبعت الدراسة الإجراءات التالية:
ثانياً: الإطار النظري للدراسة:
تعد المعايير مدخلاً معاصراً للإصلاح التربوي، يتخذ - حاليًا – لتطوير المناهج الدراسية: أهدافها، ومحتوياتها، وأدوات تقويمها (محمد رجب فضل الله، ومحمد جابر قاسم، 2003، 163؛ محمد جابر قاسم، 2005، 139).
وللأخذ بالمعايير التربوية فوائد وأسباب تدعو إليها ، ومن هذه الفوائد وتلك الأسباب ، تحقيق الموضوعية بوضع معايير يمكن من خلالها الحكم على إعداد المعلم ومدى امتلاكه لقدرات العمل بمهنة التدريس ، والكشف أيضاً عن فجوات الأداء بتحديد ما توافر في أداء المعلم وما لا يتوافر فيه ، والتوصل إلى نتائج منطقية على ضوء تقييم أداء المعلم بحصر ما يمكن تنميته من جوانب يفتقدها المعلمون ، وضمان جودة المعلم حيث تمثل المعايير الحد الأدنى من مستوى الجودة التي يجب أن يكتسبها المعلمون ، وتحديد الأهداف بدقة ؛ لأن العبارات التي تصاغ لتعبر عن الأهداف لا يمكن قياسها بدقة ، ولكن وضعها في صورة معايير أداء تمكن من الوقوف على مدى تحققها ، فالمعايير عبارات للحكم على الأداء ، وتعزيز التطور والحث عليه ؛ فهي توضع كمحكات تميز تجعل المعلم يسعى إلى التوصل إليها وبالتالي ينمو مهنياً ويتطور ( حيدر ، 2005).
ومن ثم فإن الاهتمام بتعليم المناهج الدراسية المختلفة - ومنها اللغة العربية - على ضوء المعايير أصبح أمرًا مهمًا، ومتطلبًا رئيسًا لمواكبة التطورات التي تحدث على الساحة التربوية العالمية والمحلية.
وتمثل اللغة وسيلة التعلم الأساسية؛ إذ إن الضعف في مهارات اللغة يترتب عليه ضعف في تعلم المواد الدراسية الأخرى، كما أنها تؤدي دورًا مهمًا في حيـاة الأفراد جميعهم، حيث إنها أداة التواصل بينهم، ونقل ثقافتهم عبر الأجيال المختلفة، فبدون اللغة لا تستطيع الأجيال أن تتواصل، ولا يمكن للحضارات أن توجد، فكل أعمال البشرية لا يمكن الاحتفاظ بها إلا من خلال وسيلة لغوية قد تكون شفوية، أو مكتوبة، أو مصورة، أو مرسومة.
وللغة العربية مكانة خاصة بين اللغات، إذ هي اللغة التي اختارها الله – عز وجل – لتكون لغة القرآن الكريم، وهي بذلك لا تكون لغة من يتحدث بها فقط، بل من المفترض أن يهتم بها، ويتعلمها من يدينون بالإسلام من غير العرب، أو أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية.
من هنا ظهرت أهمية صياغة معايير تعلم اللغة العربية، والتي تصف الأداء اللغوي الذي يجب أن يقوم به المتعلم. وتعد هذه المعايير محكات للحكم على تفوق طالب من الطلاب لغويًا من عدمه.
وتأتي أهمية تحديد معايير اللغة العربية، والأخذ بها للأسباب الآتية:
وعند صياغة معايير تعليم اللغة العربية يجب مراعاة أن تكون واضحة الصياغة، وأن تصف المؤشرات أو الأدلة أو الأداءات (مكونات نمو المعيار)؛ أي المعارف والمهارات التي تقود إلى تحقيق المعيار ، وهذا ما يميز حركة المعايير عن الحركات السابقة ، ويعد في غاية الأهمية .
تتكون وثيقة منهج اللغة العربية مما يلي:
وفيه تتضح الحاجات التي أدت إلى ضرورة التطوير، مثل: استكمال نقص محدد في المناهج الحالية أو تعديل في توزيع المفاهيم والمهارات والاتجاهات اللغوية على الصفوف الدراسية، وتحسين مخرجات اللغة العربية تلبية لشكاوى الميدان من ضعف المخرجات، أو اتباع مدخل أكثر فاعلية في تعليم اللغة العربية وتعلمها من المدخل المستخدم في المناهج الحالية.
وفيها تتضح الجوانب الأساسية التي تستند إليها وثيقة المنهج في التخطيط والبناء والتطوير، وعادة ما تكون رؤى كبرى مثل: السياسة التعليمية للدولة، ورؤية وزارة التربية والتعليم ورسالتها، والخطة الاستراتيجية للوزارة إن وجدت، ووثائق المناهج السابقة، ووثائق المناهج الحالية في عدد من الدول العربية والخليجية والأجنبية لتعليم اللغات الأم.
وفيه تحدد وثيقة منهج اللغة العربية الأسس الفلسفية، والنفسية، والتربوية، والاجتماعية التي يتم بالفعل بناء منهج اللغة العربية على ضوئها، وتلتزم الوثيقة عند وضع المعايير والمؤشرات والموضوعات والمهارات وغيرها بهذه الأسس.
وتتسم هذه الأهداف بدرجة عالية من العمومية، وتتحقق جزئياً كلما مر المتعلمون بخبرات منهج خاص بصف دراسي، ومن المتوقع اكتمالها بانتهاء المرحلة الثانوية، وتركز على جوانب عامة مثل : الاعتزاز باللغة العربية ، وتعزيز الانتماء لها ، وتقدير تراثها ، وتعزيز الروابط بين أبناء الأمة العربية ، وتطوير مهارات التفكير ، وتنمية عادات العقل والفكر ، وتزويد المتعلمين بالمعارف اللغوية ، وإكساب المهارات اللغوية لتوظيفها في الحياة ، واستثمار التقانة الحديثة في تعلم اللغة العربية ...
وتسمى معايير التلميذ وتختص به، وغاية المنهج أن يحقق التلاميذ هذه المعايير، وتتدرج هذه المعايير كالتالي:
ثالثًا: نتائج الدراسة:
تعرض الدراسة نتائجها على ضوء الإجابة عن تساؤلاتها:
بعد تفريغ معايير تعليم اللغة العربية الواردة في وثائق مناهج تعليم اللغة العربية للدول الأعضاء بالمكتب العربي لدول الخليج في الاستمارة المعدة لذلك، يمكن استخلاص المعايير المتفق عليها فيما يلي:
جدول يوضح المعايير الواردة في بعض الوثائق
م |
المعيار |
مصر |
الإمارات |
المجلس |
السعودية |
البحرين |
قطر |
الكويت |
عمان |
اليمن |
1 |
مراعاة آداب الاستماع. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
2 |
تذوق المسموع ونقده. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
3 |
مراعاة آداب التحدث. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
4 |
تنظيم مادة الحديث الشفوي. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
5 |
التحدث بطلاقة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
6 |
تحليل الكلمات والطلاقة وتطوير المفردات. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
7 |
إدراك معاني المفردات. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
8 |
تذوق المقروء ونقده من النصوص الأدبية. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
9 |
حفظ النصوص الأدبية. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
10 |
اتباع قواعد الإملاء والنحو أثناء الكتابة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
11 |
الخط العربي. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
12 |
استخدام عمليات الكتابة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
13 |
انتاج الأفكار وتنظيم كتابتها. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
14 |
الكتابة لأغراض مختلفة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
15 |
تعرف الجملة الاسمية ومكوناتها. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
16 |
تعرف الجملة الفعلية ومكوناتها. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
17 |
تعرف الأساليب النحوية وأجزائها. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
19 |
تعرف الأدوات المستخدمة في بناء الجملة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
19 |
البحث الأكاديمي ومهاراته. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
فيما يلي عرض لبعض جوانب التميز وجوانب القصور في تحديد معايير تعليم اللغة العربية وتعلمها، وقد ترد نقاط التميز في وثيقة واحدة أو وثيقتين وجوانب القصور في بعض الوثائق أو جميعها.
جوانب التميز:
جوانب القصور:
رابعًا: توصيات الدراسة ومقترحاتها:
على ضوء نتائجها توصي الدراسة بما يلي:
المراجع:
المراجع: