نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 أخصائية نفسية جامعة الأزهر
2 كلية التربية للبنين بالقاهرة - جامعة الأزهر
3 كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
الخصائص السيكومترية لمقياس ضغوط التعليم عن بعد
لدى طلاب المرحلة الجامعية
إعــــــــــــــــــــــداد
أ.م.د/ ممدوح محمود مصطفى بدوي أستاذ الصحة النفسية المساعد كلية التربية للبنين بالقاهرة - جامعة الأزهر
|
أ.م.د / سحر السيد الأحمدي أستاذ علم النفس التعليمي المساعد كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر |
هاجر عبد المجيد احمد صقر
أخصائية نفسية
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد التاسع- سبتمبر 2023م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مقدمـــــــــة:
تعد الضغوط جزءًا لا يتجزأ من حياة الطالب اليومية، وهي عوامل غير مُرضية؛ نظرًا لأن الطالب لا يستطيع أن يتواءم معها بشكل جيد، كما أنها قد ترفع عنده حالة التوتر والقلق، وقد يؤدي هذا - لدى الطالب- إلى نتائج عكسية لا تتوافق مع الضغوط المحيطة به، ومن أبرز هذه الضغوط على المستوى التعليمي في تلك المرحلة هي ضغوط التعليم عن بعد. وقد أصبح مصطلح التعليم عن بعد المرتبط بالضغوط أكثر رواجًا مع تحول النظام التعليمي في ليلة وضحاها إلى نظام تعليمي مختلف على كل القائمين على العملية التعليمية أثناء جائحة كورونا؛ حيث تحوّل التعليم من النظام التقليدي المعروف والمعهود إلى نظام جديد، عن طريق الشاشات، ولا يخفى أن حدوث مثل هذه النقلة دون استعداد لها أدى إلى وجود فجوة كبيرة بين الطالب والنظام التعليمي، كما أحدث فجوة بين الطالب والعملية التعليمية.
وهذا ما يوضحه Bautista & Lissen, 2020: 183)) ([1]) حيث يؤكد على ظهور أهمية التعليم عن بعد القائم على التقنيات الحديثة عند الانتقال المفاجئ في ظل جائحة كورونا؛ ومن هنا كان لزامًا على أنظمة التعليم أن تواجه هذا التحدي المفاجئ، وأن تعمل على إعادة بناء التعليم بما يتلاءم مع الظروف الطارئة، وبما لا يؤدي إلى التوازن بين التقدم والحذر، وقد اتضح أن البلاد المتأثرة سلبيًا بهذا النظام هي البلاد التي تنخفض فيها نتائج التعليم، وترتفع فيها معدلات الرسوب. وقد حدد مكتب الأبحاث والتطور التربوي التابع لوزارة التعليم بأمريكا أن التعليم عن بعد ما هو إلا تطبيق عملي لوسائل الاتصالات، والأجهزة الحديثة.
وقد اهتم كثير من المختصين في مجال الصحة النفسية وعلم النفس بالتعليم عن بعد، ولعل ذلك يرجع إلى أهميته وتأثيره في جوانب متعددة لدى الطلاب خصوصًا، والقائمين على عملية التعليم بشكل عام. وقد عرفته رحاب الشهري (179:2020) بأنه التعليم المؤسسي الذي يفصل بين أطراف العملية التعليمية من (معلم وطالب وموارد)، وربطهم عن طريق استخدام أنظمة الاتصالات التفاعلية.
كما أن ضغوط التعليم عن بعد تُعتبر مصطلحٌ مُركَّبٌ إضافي، وقد أصبح مرتبطًا بصورة كبيرة بطلاب الجامعات؛ فقد أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين ضغوط التعليم عن بعد والتأثيرات السلبية في الجوانب النفسية والتربوية لدى الطلاب (Hietanen & Svedholm-Hakkinenm, 2022)، وزيادة عمليات الغش ((Elias, 2020 ، وعدم مراعاه الفروق الفردية بين الطلاب (Arora &Chauhan, 2021:37)، ومفهوم التسويف الأكاديمى (Klingsieck, Fries, Horz& Hofer, 2012).
وعلى الرغم من أهمية دمج عمليه التعليم مع التقنيات التكنولوجية الحديثة، فإنها لم تلقَ اهتمامًا من المؤسسات التعليمية، ولم تضعها في الاعتبار، بالإضافة إلى أن بعض تلك المؤسسات لم تعمل بها، واكتفت التجربة المصرية ببث المحاضرات من خلال الإذاعة والتليفزيون، ثم خصصت قنوات تعليمية لكل مستوى تعليمي (عبد الفتاح حسن، 2019:196).
وبناءً على ذلك كان من المهم بناء مقياس لضغوط التعليم عن بعد لدى عينة من طلاب الجامعة؛ نظرًا للخصائص النفسية والمعرفية والاجتماعية المرتبطة بتلك المرحلة العمرية.
منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطورة فيروس كورونا وعن سرعة تفشيه في المجتمعات المزدحمة، اضطرت المؤسسات التعليمية إلى تحويل عملية التدريس لتكون بشكل كامل عبر الإنترنت؛ للحد من تلك المشكلة، لا سيما بعد تفشي الفيروس بشكل سريع، الأمر الذي اضطر الحكومات إلى إغلاق المدارس والجامعات؛ مما حرم 89% من المتعلمين (أي أكثر من 1.5 مليار شخص) في 188 دولة حول العالم من الوصول إلى المؤسسات التعليمية (Lassoued, Alhendawi, M & Bashitialshaaer, 2020:2).
وعلى الرغم من المميزات التي حققها التعليم عن بعد خلال كورونا إلا أن هناك عددًا من المشكلات التي واجهت الطلاب، كان من أهمها: التفاعل بينهم وبين معلميهم، وعدم توافر الخبرة الكافية للقائمين على هذه العملية (خالد الزبون، 2020: 203).
وألقت دراسة (عمار صفر، 2020: 2073) الضوء على الضغوط التي يتعرض لها الطالب في أثناء عملية التعليم عن بعد من وجه نظر أعضاء هيئة التدريس، ومنها: نقص في المعدات والأجهزة، قلة الدعم الفني والأكاديمي، نقص القدرات المعرفية والمعلومات والخبرات العلمية في مجال التكنولوجيا، ضعف جودة المناهج غير التفاعلية؛ مما يؤدي إلى التشتت، والشعور بالملل، وإحداث الفجوة بين الجهد المبذول والعائد التربوي، استخدام الطلبة للتكنولوجيا في أهداف غير تعليمية؛ وهو ما يساهم في نشر الفوضى والارتجالية، والتشتت والضجر؛ بسبب انعدام التنسيق بين الطراف المعنية في التعليم عن بعد، والتركيز على الفردية، كما يشكل إتقان اللغة الإنجليزية ضغطًا أيضًا وذلك لكونها اللغة الأساسية لتكنولوجيا التعليم.
وقد حددت دراسة ساعد ساعد (2010: 18-20) عددًا من الضغوط التي تواجه الطلاب في التعليم عن بعد، ومن أهمها: عدم الثقة في شبكة الإنترنت لا سيما في مرحلة الامتحانات، وانعدام الثقة في النفس أيضًا؛ ولعل ذلك يرجع إلى أن الطالب -في هذه العملية- ما هو إلا أداة تحرِّك بيدها هواتف وأجهزة، يضاف إلى ذلك انعدام الأستاذ القدوة، الذي يثق فيه طلابه، ويتخذونه أسوة حسنة يقتدون به، أضف إلى ما سبق أيضًا عدم إتقان الطلاب للغة الإنجليزية التي هي أداة لهذا الأجهزة المستحدثة، ولا شك أن مثل هذه الأمور تؤدي إلى مزيد من الضغوط على الطالب في التعامل مع تلك التقنيات الحديثة.
ومن ضغوط التعليم عن بعد الأخرى التي ذكرها يحيى بالمقدم ومريم جلطى (2020: 233- 234) الشعور بالوحدة لدى الطلاب؛ نتيجة الجلوس أمام الحاسوب لفترات طويلة، ضعف مهارات استخدام التكنولوجيا، والتحكم فيها، ضعف الإمكانات المادية لدى أولياء الأمور لسداد تكلفة شبكة الإنترنت القادرة على استيعاب تطبيقات التعليم عن بعد، وصعوبة توافر وسائل الاتصال الملائمة لعملية التعليم عن بعد، انقطاع الكهرباء المتكرر، والذي يؤثر على استقرار عملية التعليم عن بعد.
وتوصلت نتائج دراسة (2017) Yilmazإلى وجود علاقة موجبة بين التسويف الأكاديمي وأداء المهام بشكل سلبي لدى مجموعة من طلاب التعليم عن بعد.
ونظرًا لعدم وجود أداة في البيئة المصرية – في حدود اطلاع الباحثين – تقيس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب الجامعات المصرية، والتي قد تختلف بطبيعة الحال عنها في البيئات الأخرى؛ لذا كان من الأهمية بناء مقياس لضغوط التعليم عن بعد يتسق مع خصوصية البيئة المصرية، ومن ثم يمكن صياغة مشكلة البحث الحالي في السؤال الرئيس التالي: ما الخصائص السيكومترية لمقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
يهدف البحث الحالي إلى التعرف على الخصائص السيكومترية (الصدق، والاتساق الداخلي، والثبات) لمقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية.
لهذا البحث أهمية نظرية وتطبيقية:
فمن الناحية النظرية يقدم البحث إطارًا نظريًّا لمتغير ضغوط التعليم عن بعد، وبعض الدراسات والبحوث التي أجريت فيه؛ مما قد يسهم في إثراء التراث النفسي لهذا المتغير، بالإضافة إلى تناول فئة طلاب المرحلة الجامعية
ومن الناحية التطبيقية يقدم البحث مقياسًا لضغوط التعليم عن بعد يمكن أن يطبقه ويستخدمه العديد من الباحثين والأخصائيين النفسيين والإكلينيكيين فيما بعد.
ضغوط التعليم عن بعد: Distance Learning
بعد الاطلاع على الأدبيات الخاصة بضغوط التعليم عن إجرائيًّا بأنه: مجموعة من الضغوط التي تواجه الطلبة أثناء ممارسة العملية التعليمية عن بعد، وتتبلور تلك الضغوط في صورة ضغوط نفسية، ضغوط اجتماعية، ضغوط معرفية، ضغوط مادية، وضغوط تكنولوجية، قد تتسبب تلك الضغوط في إنتاج عائق وحاجز بين الطلبة وبين نظام التعليم عن بعد، ويتضمن خمسة أبعاد، هي:
الحدود الموضوعية: ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية.
الحدود البشرية: تمثلت في عينة من طلاب جامعة الأزهر بلغ عددهم 200 طالب وطالبة (113 من الذكور/ 87 من الإناث).
الحدود المكانية: تمثلت في بعض كليات جامعة الأزهر (كلية التربية "بنات" بالقاهرة، كلية العلوم "بنات" بالقاهرة، وكلية التربية "بنين" بالقاهرة، وكلية العلوم "بنين" بالقاهرة).
الحدود الزمانية: تمثلت في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2022 / 2023م.
أولًا: تعريف التعليم عن بعد:
لاقى تعريف التعلم عن بعد خلافاتٍ كثيرةً بين الباحثين من حيث تحديد مفهومه، ويعد هذا المصطلح مثل المفاهيم الأخرى في العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ إذ إنه لا يوجد اتفاق على تعريف واحد ومحدد له؛ وقد تعددت مصطلحات المختصين ما بين تعليم عن بعد، وتعلم عن بعد، وتعلم على بعد، إلى غير ذلك، غير أن هناك اتفاقًا على أن هذه المصطلحات تؤدي إلى نفس الغرض، وهو التعليم في وجود مسافة بين الطالب والمعلم. ويستخدم مصطلح التربية عن بعد ( Education Distance) للتدريس ونقل المعلومات، واكتساب المهارات عن طريق الوسائط المتعددة، كما تبين أن مصطلح التعليم عن بعد أو التدريس عن بعد(Distance Teaching) من أجل الإشارة إلى أن المعلم هو الذي يقوم بالتدريس عن بعد. لكن فى حالة وصف عملية التعلم من قبل المتعلم يكون هو المستفيد من العملية التعليمية، ووصف استقباله للمادة التعليمية؛ فيصبح المصطلح التعلم عن بعد(Learning Distance)، واتفقت هنا معظم البحوث والدراسات على أن التعليم عن بعد والتعلم عن بعد يستخدمان لنفس الغرض بالتبادل، ولا يوجد فرق كبير بينهما. (سهى منصور،265:2021)
ويذكر محمد عطية (2013: 2) أنه نظام تعليمي رسمي، يقوم بعمليات تعليم وتعلم، على أساس الفصل شبه الدائم بين المعلم والمتعلمين، وبين المتعلمين بعضهم البعض، يقدم من خلال مؤسسة تعليمية رسمية.
ويرى صلاح الشريهان(3:2014) بأنه ذلك النظام من التعليم الذى لا يوجد به تواصل مباشر بين المعلمين والطلبة؛ حيث يتم تقديم المادة التعليمية من خلال الشبكة المحلية أو العالمية (الإنترنت)، وذلك عن طريق استخدام تكنولوجيا التعليم والاتصال، وذلك يتم ضمن إطار العملية التعليمية التربوية، والتي تتكون من ثلاث مكونات: )عضو هيئة التدريس(المعلم)– المتعلم– المحتوى التعليمي)، كما عرفته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التعليم عن بعد بأنه: "نظام تعليمي يقوم على أساس فكرة إيصال المادة التعليمية إلى الطالب عبر وسائط اتصالات تقنية مختلفة؛ حيث يكون المتعلم بعيدًا ومنفصلًا عن المعلم.
وعرَّفه عمار صفر (1371:2022) بأنه شكل من أشكال التعليم والتعلم لا يتواجد فيه المعلم والمتعلم في المكان نفسه خلال العملية التعليمية، ويتم باستخدام تقنيات متنوعة؛ لتحقيق التواصل والتفاعل بين المعلم والمتعلم، وينقسم إلى نوعين رئيسيين: المتزامن وغير المتزامن.
ويتفق كل من(Kinyanjui (2016، ورحاب الشهري (2020)، وسمير كاظم (2021)، و Niven( 2022) مع كونه نظامًا تعليميًا يفصل بين الطالب والمعلم في المكان والزمان، ويكتفي فقط بنقل المادة العلمية عير وسائط الاتصال التقنية مثل( المادة المصورة- البث المباشر أو غير المباشر عبر الإنترنت أو التلفاز).
وفي ضوء ما سبق يرى الباحثون أن العلماء والباحثين اختلفوا في المقصود بالتعليم عن بعد؛ وذلك من حيث التواصل والتفاعل المباشر وغير المباشر، وعلى الرغم من ذلك فقد اتفق أغلبهم على عدم وجود تواصل مباشر بين المعلم وطلابه في هذا النظام، واتفق آخرون على وجود إشراف من ناحية المعلم بين الحين والآخر، وكل هذا يكون عن طريق الوسائط الإلكترونية.
وبناء على ذلك يمكن تعريف التعليم عن بعد إجرائيًّا بأنه: نمط من التعليم، يتمُّ فيه عَرْضُ محتوياتٍ تعليميةٍ عن بُعْدٍ من طرف المعلم عن طريق عدة وسائل تكنولوجية، ويستطيعُ الطالبُ من خلال تلك الوسائل متابعةَ العملية التعليمية بدون قيودٍ خاصةٍ بالزمان أو المكان.
كما يعرف الباحثون ضغوط التعليم عن بعد إجرائيًا: مجموعة من الضغوط التي تواجه الطلبة أثناء ممارسة العملية التعليمية عن بعد، وتتبلور تلك الضغوط فى صورة ضغوط نفسية، ضغوط اجتماعية، ضغوط معرفية، ضغوط مادية، وضغوط تكنولوجية، قد تتسبب تلك الضغوط في إنتاج عائق وحاجز بين الطلبة وبين نظام التعليم عن بعد، ويتضمن خمسة أبعاد يوضحها الشكل التالي:
شكل (1) أبعاد ضغوط التعليم عن بعد
ثانيًا: سلبيات التعليم عن بعد:
قد وضحت (حنان زكي، 2021 ) أن التعليم عن بعد لا يحقق مبادئ التعليم التالية:
حيث يعمل هذا المبدأ على ضرورة إتاحة الفرصة للمشاركة والاحتكاك أمام المتعلمين بشكل مباشر مع المادة التعليمية والمعلم، بالإضافة إلى تبادل المناقشات والحديث؛ حتى يستوعب الطالب ويفهم المادة التعليمية بشكل جيد.
من أبرز عيوب التعليم عن بعد العزلة التي ينتجها هذا النظام التعليمي لدى الطلاب، حيث إنهم يكونون بعدين عن زملائهم ومدرسيهم، وغير قادرين على طرح الاستفسارات الخاصة بالمادة التعليمية؛ مما يحدث خللًا فى استمرارية العملية التعليمية بكفاءة؛ لأنها تقوم على أساس التعليم التراكمي.
ويقصد به نقل وتطبيق ما يتعلمه الطالب نظرًا إلى الواقع العملي؛ لأن هذا الأسلوب يؤدي إلى تقليل الأخطاء، ويزيد من مهارات الطالب، وفي معظم الأحيان يحتاج التطبيق إلى إشرافٍ مباشرٍ من المعلم، وهذا يعتبر شيئًا غير متوافر في عملية التعليم عن بعد.
وهو التحفيز للسلوك المرغوب فيه، وقمع أي سلوك غير مرغوب فيه، ويتم هذا من خلال تهيئة الأجواء المحيطة بالطالب أثناء العملية التعليمية، سواء كان بالإيماءات أو بتهيئة بعض الحوافز الإيجابية والسلبية، كما يعد مصافحة المعلم للطالب والابتسامة له من أفضل عمليات التعزيز، التي يكون الطالب بحاجة لها؛ لأنها تعطيه دافعًا معنويًا كبيرًا لاستمراريته في العملية التعليمية بشكل فعال.
أداء المعلمين وشرحهم للمادة التعليمية له أهمية كبيرة فى إنجاح المنظومة التعليمية وتقدمها، ومن هنا تعد التغذية الراجعة عاملًا مساعدًا للمعلمين؛ لأنها تمكنهم من تصحيح أخطائهم بشكل مستمر؛ وذلك من خلال ملاحظة استجابات الطلاب عن طريق العلاقة المباشرة بينهم وبين معلميهم.
المعلم هنا هو المحقق لهذا المبدأ، وهو العمود الفقري لضبط أي خلل فى تلك الناحية؛ وذلك لقدرته على إحداث التوازن بشكل جيد من خلال مباشرته للعملية التعليمية والتواصل المباشر مع كافة الطلاب.
وقد أكدت دراسة( Smith, Taylor-Smith & Fabian,2022) على سلبيات التعليم عن بعد من خلال تأكدها على أهمية التعليم داخل الحرم الجامعي؛ من حيث إن الحرم الجامعي يساعد على بلورة وتشكيل هوية الطالب فى تلك المرحلة المهمة من عمره، والتي تتم من خلال التفاعل مع الآخرين، أو من يشكل له مثلًا أعلى وقدوةً، على عكس ما يفعله التعليم عن بعد من سلب تلك الهوية وشعور الطالب بالضياع.
ثالثًا: استراتيجيات تحسين التعليم عن بعد.
هناك بعض الاستراتيجيات الخاصة بتحسين عملية التعليم عن بعد في الجامعات:
رابعًا: النظريات المفسرة لضغوط التعليم عن بعد.
تركز هذه النظرية على تعزيز التعلم الذاتي والمسئولية الذاتية للطلاب فى تحقيق أهدافهم التعليمية من خلال الدراسة عن بعد، وتنص النظرية على أن الطلاب يتعلمون بفاعلية أكبر عندما يتمكنون من تحديد أهدافهم التعليمية، ويتمكنون من تصميم خطط دراسية؛ تتناسب مع احتياجتهم الفردية، ومواعيدهم، وأساليبهم الخاصة في التعليم، كما أن النظرية تشجع على توفير الدعم، والتوجيه للطلاب؛ لتحقيق أهدافهم الشخصية والأكاديمية، كما تعتمد النظرية على مفهوم التعلم الذاتي، الذي يتضمن قدرةً على استخدام الذات؛ لبيان الاستراتيجيات والخطط اللازمة في تحقيق الأهداف المنشودة، كما تنص هذه النظرية أيضًا على أن التعليم عن بعد يوفر بيئة مثالية، من شأنها أن تحفز الطلاب وترغبهم على التعلم الذاتي، وتحمل المسئولية، وهذه النظرية تتميز بالتركيز على جانب التحفيز لدى الطالب، فتعينه على تحديد أهدافه الخاصة، وتصميم خططه التي تناسب حاجته الفردية، ومواعيده وأساليبه الخاصة في نظام تعليمه، كما تساهم تلك العناصر في تعزيز الاستقلال الذاتي، والتفوق الأكاديمي، وتشجع الطلاب على التفاعل البناء، وتبادل الخبرات .Wedemeyer( 1971:84-85)
طور الباحث هذه النظريةَ في عام 1994م؛ حيث استخدمها في العديد من مجالات التعليم، كالتعليم عن بعد، والتعلم الذاتي، وتصميم البرامج؛ وذلك لتحقيق إطار معرفي في تصميم البرامج التعليمية، وتحفز هذه النظرية الطلاب على أن يعملوا بشكل مستقل، في تحديد أهدافهم، واتخاذ قراراتهم، والعمل على تحقيق ما ينشدونه في حياتهم العلمية، كما تركز تلك النظرية على أن يصبح التعليم أكثر فاعلية لا سيما في تحديد الأهداف بشكل مستقل، وتتميز هذه النسخة المطوَّرة من النظرية بعدة مفاهيم أساسية، لا يُستغنَى عنها، وهذه المفاهيم كما يلي:
وتتضمن نظرية الدراسة المستقلة ثلاثة أنواع من التفاعل، وتشمل ما يلي:
ج- نظرية مصنعية التدريس- Theory of Industrialization of Teaching (Otto Peters, 1988):
هي نظرية تربوية تقوم على فكرة أن التعليم يمكن أن يتم عن طريق تطبيق مبادئ الصناعة والتنظيم الصناعي عليه، وذلك من خلال تحويل عملية التعليم إلى عملية صناعية قياسية، تتميز بالتخطيط الدقيق، والتنظيم الجيد، والإنتاجية العالية، وتهدف هذه النظرية إلى تحقيق كفاءة أكبر في مجال التعليم، وتحسين جودة الأداء التعليمي، وقد قام الباحث الألماني بتطوير هذه النظرية عام 1988، و ذلك فى كتابه: ( تكنولوجيا التعليم عن بعد) وتتضمن هذه النظرية العديد من المفاهيم والمبادئ التربوية المهمة، مثل: التخصيص، والتجانس، والتدوير، وتتمحور نظرية مصنعية التدريس حول تحويل العملية التعليمية، وتحسين جودة الأداء التعليمي فى هذا المجال إلى عملية صناعية قياسية، حيث يتحتم على المعلمين والمؤسسات التعليمية تحديد أهداف التعليم، وتحديد المناهج والبرامج التعليمية، وتطوير المواد التعليمية بشكل دقيق ومنظم، وكذلك تحديد طرق التدريس، والتقييم، والتوجيه التعليمي بشكل دقيق ومنظم أيضًا، كما تتضمن أيضًا عدة مفاهيم رئيسية، ومنها ما يأتي:
ويمكن شرح هذه المفاهيم بدقة أكثر كما هو بالتالي:
د- نظرية التعلم للكبار- Andragogy ((Malcolm Kapp, 1990
تعد نظرية (التعليم للكبار) من أهم النظريات المتعلقة بتعلم البالغين، كما أنها نظرية تربوية، تركز على كيفية تعليم الأشخاص البالغين، وتختلف عن نظرية التعليم للأطفال، وتعتمد هذه النظرية على فكرة أن الأشخاص البالغين يتعلمون بطرق مختلفة عن الأطفال، وأنهم يحتاجون إلى مزيد من التحكم في عملية التعلم. ويعود أصل نظرية (التعليم للكبار) إلى عام 1950عندما قدم (ألكسندر كونتور) فكرة عن تعليم الكبار، ولكنها لم تحظ بالشهرة؛ حتى عرضها (مالكوم نولز) فى عام 1968، وقد تطورت النظرية على مدى السنوات اللاحقة بواسطة نولز وغيره من الباحثين والمهتمين بمجال التعليم للكبار. وفيما يتعلق بالتعليم عن بعد، فقد كان نولز من الرواد في هذا المجال، وقدم العديد من النصائح والمبادئ؛ لتصميم وتنفيذ برامج التعليم عن بعد، وأهم هذه المبادئ ما يأتي:
كما لخص نولز المفاهيم الخاصة بنظرية التعليم للكبار فى النقاط الآتية:
مما سبق اتضح تعدد النظريات التي حاولت تفسير التعليم عن بعد، ويمكن القول إن النظريات التي حاولت تفسيره تتكامل في تفسيرها له، كما حددت النظريات السابقة أهم النقاط الواجب اتباعها في هذا النظام من جانب الطلبة و من جانب المؤسسات التعليمية، و اجمعت النظريات على مفهوم تنظيم الذات الذى بدوره يساعد الطالب في تحديد أهدافه التعليمية مع العمل بشكل مستقل ، والاستقلالية مع القدرة على التعليم عن بعد، و هناك إشارة الى ان التنظيم الذاتي و التخطيط الدقيق في التعليم عن بعد مثله مثل الصناعة يجب العمل و الاتقان فيهم مع التطور بشكل مستمر والمتابعة.
خامسًا: قياس ضغوط التعليم عن بعد في الدراسات السابقة:
هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت فحص الخصائص السيكومترية لمقاييس ضغوط التعليم عن بعد، منها ما يلي:
فحص قسيم الشناق، وحسن دومي (2010) صحة الخصائص السيكومترية لمقياس اتجاهات الطلبة نحو التعلم الإلكتروني لدى طلبة المدارس الأردنية، وقد كانت المجموعة المشاركة قدرها (118) طالبًا، وتم استخدام صدق المحكمين، والمتوسطات الحسابية، وانحرافات المعيارية، وتحليل التباين المصاحب، واختبار(ت)، واختبار شفيقة للمقارنات البعدية، والاتساق الداخلي الكلي، ومعادلة ألفا كرونباخ للتحقق من الخصائص السيكومترية للمقياس، وتوصلت للعديد من النتائج، منها: أن اتجاهات الطلبة نحو التعلم الإلكتروني المكون من (35) فقرة يتمتع بصدق واتساق داخلي وثبات مرتفع.
تناول مشعل حسن (2016) صحة الخصائص السيكومترية لمقياس معوقات التعليم عن بعد لدى طلبة جامعة الملك عبد العزيز، وقد كانت العينة المشاركة قدرها (200) طالبٍ وطالبة ،وتم حساب للصدق الظاهري (صدق المحكمين) وصدق التحليل العاملي وتحليل التباين واختبار T-Test وطريقة ألفا كرونباخ، وتوصل إلى أن مقياس معوقات التعليم عن بعد المكون من اربعة محاور(المواد التعليمية ومصادر التعلم، ومهارات استخدام النظام الإلكتروني للتعليم عن بعد، والمتطلبات المادية للتعليم عن بعد، والنواحي الأكاديمية والفنية)، ويشمل (24) على تمتعه باتساق وثبات عالي الجودة وصالح للتطبيق على طلبة الجامعة، كما شكلت جميع فقراته معوقات للتعليم عن بعد.
قام عمار صفر (2020) بتناول صحة الخصائص السيكومترية لمقياس معوقات التعليم والتعلم عن بعد في التعليم الحكومي من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، وتكونت عينة الدراسة من أربعمائة وخمسة وتسعين (495) عضوًا من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، تكون المقياس من ثلاثة مجالات( المجال اللوجيستي، المجال الأكاديمي، المجال الإداري) وتم حساب الصدق الظاهري عن طريق عرضه على المحكمين، وحساب الثبات عن طريق قياس معامل الاتساق الداخلي كرونباخ ألفا، وتوصلت للعديد من النتائج، منها: أن مقياس معوقات التعليم عن بعد المكون من (40) فقرة يتمتع بصدق واتساق داخلي وثبات عالي الجودة.
تناول مصطفى على، وتغريد آل سعيد (2021) بتناول صحة الخصائص السيكومترية لاستبانة ضغوط التعليم والتقييم الإلكتروني لدى طلاب الجامعة، وشارك في تلك الدراسة (125) طالبًا وطالبة من كلية التربية، وتم عرضه على المحكمين للتأكد من الصدق الظاهري، واستخدم التحليل العاملي ولحساب ثبات الاستبانة استخدم معادلة ألفا كرونباخ، يتضمن (10) عبارات، تم ثبات تمتعهم بالصدق والثبات العالي وإمكانية تطبيقهم على طلاب الجامعة.
التعليق على الدراسات والأبحاث السابقة:
وبناء على ما سبق يمكن القول بأن الإفادة من الدراسات السابقة تمثلت في عدة أمور، وهي كما يأتي:
ومن ثمّ ينطلق البحث الحالي من تأكيد الدراسات والأبحاث السابقة على أهمية المرحلة الجامعية، وكذلك تنوع مقاييس ضغوط التعليم عن بعد تبعًا لأهداف هذه الدراسات والأبحاث؛ مما يجعل هناك حاجة لتحديد مفهوم وأبعاد ضغوط التعليم عن بعد، وبناء مقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية.
يهدف إلى قياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية، وقد تطلب إعداد هذا المقياس القيام بالخطوات الآتية:
نتائج البحث:
أولا: نتائج الفرض الأول:
ينص الفرض الأول على أنه "يمكن التحقق من صدق مقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعة"
وللتحقق من هذا الفرض، تم حساب ما يلي:
تم إجراء التحليل العاملي لمكونات المقياس - بعد تطبيقه على عينة بلغ عددها 200 من طلاب جامعة الأزهر - وذلك بطريقة تحليل المكونات الرئيسية لهوتلينج للحصول على العوامل المكونة للمقياس بجذر كامن لهذه العوامل أكبر من الواحد الصحيح، ثم تم عمل التدوير المتعامد للعوامل على الحاسوب بطريقة ألفاريماكس لـ Kaiser، واتبع الباحثون محك Kaiser لاختيار تشبعات الفقرات بالعوامل، والذي يعتبر التشبعات التي تصل إلى 0.30 أو أكثر تشبعاتٍ دالةً. وتشير نتيجة التحليل العاملي بعد التدوير إلى وجود خمسة عوامل كما هو موضح بالجدول رقم (1).
جدول (1) العوامل المستخرجة وتشبعانها بعد التدوير المتعامد لمصفوفة مفردات مقياس ضغوط التعليم عن بعد (ن = 200)
العوامل العبارات |
الأول |
الثاني |
الثالث |
الرابع |
الخامس |
1 |
|
|
0.619* |
|
|
2 |
|
|
|
|
0.433* |
3 |
|
|
|
0.588* |
|
4 |
0.481* |
|
|
|
|
5 |
|
|
0.322* |
|
|
6 |
|
|
|
|
0.511* |
7 |
0.615* |
|
|
|
|
8 |
|
|
|
0.598* |
|
9 |
0.409* |
|
|
|
|
10 |
|
|
0.580* |
|
|
11 |
|
|
|
0.521* |
|
12 |
|
|
|
|
0.372* |
13 |
|
0.702* |
|
|
|
14 |
|
|
|
0.385* |
|
15 |
|
0.534* |
|
|
|
16 |
0.513* |
|
|
|
|
17 |
|
|
|
0.431* |
|
18 |
0.507* |
|
|
|
|
19 |
|
|
|
|
0.683* |
20 |
|
|
0.469 |
|
|
21 |
0.582* |
|
|
|
|
22 |
|
0.702* |
|
|
|
23 |
|
|
0.407* |
|
|
24 |
|
|
|
|
0.624* |
25 |
|
0.463* |
|
|
|
26 |
0.490* |
|
|
|
|
27 |
|
|
|
0.579* |
|
28 |
|
0.697* |
|
|
|
29 |
|
|
0.625* |
|
|
30 |
0.686* |
|
|
|
|
31 |
|
0.523* |
|
|
|
32 |
|
|
|
0.377* |
|
33 |
|
|
0.593* |
|
|
34 |
|
|
0.470* |
|
|
35 |
|
0.650* |
|
|
|
36 |
|
|
|
|
0.481* |
الجذور الكامنة |
611,3 |
475,3 |
737,2 |
601,2 |
413,2 |
نسب التباين % |
031,10 |
651,9 |
603,7 |
413,2 |
704,6 |
يتضح من جدول (1) ما يأتي:
ثانيا: نتائج الفرض الثاني:
ينص الفرض الثاني على أنه "يمكن التحقق من الاتساق الداخلي لمقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلبة المرحلة الجامعية".
وللتحقق من هذا الفرض، تم حساب معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه تلك العبارة، ويوضح جدول (2) معاملات الارتباط بين العبارة والبعد الذي تنتمي إليه.
جدول (2) معاملات الارتباط بين درجات كل عبارة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه لمقياس ضغوط التعليم عن بعد (ن= 200)
ضغوط نفسية |
ضغوط معرفية |
ضغوط اجتماعية |
ضغوط تكنولوجية |
ضغوط مادية |
|||||
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
4 |
716.** |
13 |
572.** |
1 |
659.** |
3 |
692.** |
2 |
516** |
7 |
577.** |
15 |
714.** |
5 |
608.** |
8 |
607.** |
6 |
512.** |
9 |
736.** |
22 |
881.** |
10 |
568.** |
11 |
546.** |
12 |
520.** |
16 |
476.** |
25 |
633.** |
20 |
747.** |
14 |
494.** |
19 |
523.** |
18 |
676.** |
28 |
496.** |
23 |
709.** |
17 |
531.** |
24 |
512.** |
21 |
811.** |
31 |
699.** |
29 |
772.** |
27 |
446.** |
36 |
658.** |
26 |
363.** |
35 |
742.** |
33 |
750.** |
32 |
510.** |
|
|
30 |
518.** |
|
|
34 |
755.** |
|
|
|
|
** دال عند مستوى 0.01
يتضح من جدول (2) أن قيم معاملات الارتباط تراوحت ما بين (0.363 و 0.881)، وجميع هذه القيم دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) مقبولة إحصائيًا؛ مما يشير إلى اتساق المقياس.
كذلك تم حساب الاتساق الداخلي من خلال معاملات الارتباط بين الأبعاد الفرعية بعضها البعض، وكذلك في علاقتها مع الدرجة الكلية، ويوضح جدول (3) معاملات الارتباط بين الأبعاد وبعضها والدرجة الكلية للمقياس.
جدول (3) معاملات الارتباط بين الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس ضغوط التعليم عن بعد(ن= 200)
الأبعاد |
ضغوط نفسية |
ضغوط معرفية |
ضغوط اجتماعية |
ضغوط تكنولوجية |
ضغوط مادية |
ضغوط معرفية |
539.** |
ــــ |
|
|
|
ضغوط اجتماعية |
349.** |
432.** |
ــــ |
|
|
ضغوط تكنولوجية |
412.** |
522.** |
483.** |
ــــ |
|
ضغوط مادية |
473.** |
434.** |
617.** |
450.** |
ــــ |
الدرجة الكلية |
639.** |
643.** |
693.** |
732.** |
638.** |
** دال عند مستوى 0.01
يتضح من جدول (3) أن معاملات الارتباط بين الأبعاد والدرجة الكلية تراوحت بين (0.349 و 0.732) وجميعها قيم مقبولة إحصائيًا. وبذلك تم التحقق من الاتساق الداخلي للمقياس.
ثالثا: نتائج الفرض الثالث:
ينص الفرض الثالث على أنه "يمكن التحقق من ثبات مقياس ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية".
وللتحقق من صحة هذا الفرض، تم حساب درجات المقياس باستخدام معامل ألفا كرونباخ، وإعادة تطبيق الاختبار بعد أسبوعين من التطبيق الأول، ويوضح جدول (4) قيم معاملات الثبات لأبعاد مقياس ضغوط التعليم عن بعد والدرجة الكلية للمقياس.
جدول (4) نتائج ثبات مقياس ضغوط التعليم عن بعد بطريقة ألفا كرونباخ (ن= 200)
الأبعاد |
ألفا كرونباخ |
إعادة التطبيق |
ضغوط نفسية |
0.852 |
390. |
ضغوط معرفية |
0.778 |
573. |
ضغوط اجتماعية |
0.783 |
604. |
ضغوط تكنولوجية |
0.847 |
632. |
ضغوط مادية |
0.823 |
534. |
الدرجة الكلية |
0.893 |
0.702 |
يتضح من جدول (4) أنَّ معاملات ثبات المقياس الناتجة عن حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ تراوحت بين ( 0.778 ، 0.893)، كما أن معاملات ثبات المقياس بطريقة إعادة التطبيق تراوحت بين (0.390 ، 0.702)، وهي تعد قيمًا مرتفعة؛ مما يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات.
بعد حساب الخصائص السيكومترية للمقياس من صدق وثبات، أصبح المقياس في صورته النهائية يتكون من ست وثلاثين (36) عبارة موزعة على خمسة أبعاد، يجاب عنها (بنعم- أحيانًا-لا)، وأعطيت ثلاث درجات في حالة الإجابة بـ (نعم) ، ودرجتان في حالة الإجابة بـ (أحيانًا) ، ودرجة واحدة في حالة الإجابة بـ (لا)، وتراوح مدى المقياس من ست وثلاثين درجة إلى مائة وثماني درجات (36- 108)، ويوضح جدول (5) توزيع العبارات على تلك الأبعاد بعد ترتيب العبارات:
جدول (5) الصور النهائية لمقياس ضغوط التعليم عن بعد
م |
الأبعاد |
العبارات |
الإجمالي |
1 |
ضغوط نفسية |
1-6-11-16-21-26-31-35 |
8 |
2 |
ضغوط معرفية |
2-7-12-17-22-27-32 |
7 |
3 |
ضغوط اجتماعية |
3-8-13-18-23-28-33-36 |
8 |
4 |
ضغوط تكنولوجية |
4-9-14-19-24-29-34 |
7 |
|
ضغوط مادية |
5-10-15-20-25-30 |
6 |
5 |
الدرجة الكلية |
36 |
مناقشة وتفسير نتائج البحث:
تزامن الاهتمام بدراسة وإعداد مقياس ضغوط التعليم عن بعد مع تفشي فيروس كوفيد-19، فحينها أدرك كافة القائمين على المنظومة التعليمية أهمية هذا النظام التعليمي، وتم إعادة النظر له بصورة مختلفة، لكونه طوق النجاة الوحيد لاستمرار الدراسة في المدارس والجامعات، وعند اطلاع الباحثين على المقاييس والدراسات السابقة اتضح أن هذا النظام يتناوله المختصين فى الأنظمة التعليمية بشكل ثانوي بجانب نظام التعليم التقليدي، وتغير كل هذا في ليلة وضحها، وتحول نظام التعليم عن بعد إلى نظام تعليم أساسي ورئيس، وقد عبر بعض الطلاب عن معاناتهم مع نظام التعليم عن بعد في أثناء فترة انتشار فيروس كورونا، حيث تعرضوا لضغوط تكنولوجية تمثلت في ضعف شبكات الإنترنت، وقطع التيار الكهربائي، ومع البحث والدراسة تبين للباحثين وجود تنوع في ضغوط التعليم عن بعد التي يتعرض لها الطلبة وتمثلت في الآتي:
ومن هنا اتخذ الباحثون تلك الضغوط أبعادًا لمقياس ضغوط التعليم عن بعد الذي قاموا بإعداده، وقد تتفق هذه الأبعاد مع أبعاد المقاييس الأخرى كما هو في دراسة (قسيم الشناق، وحسن دومى،2010)، لكن لا يوجد –في حدود اطلاع الباحثين- أي مقياس سابق تناول مفهوم ضغوط التعليم عن بعد وأبعاده في البيئة المصرية، ومن ثم يمكن القول باختلاف ضغوط التعليم عن بعد في البيئة المصرية عنه في البيئات الأخرى.
وتختلف أبعاد ضغوط التعليم عن بعد التي توصل إليها الباحثون عن أبعاد المقاييس الأخرى؛ حيث اتخذ مقياس مشعل حسن،2016 (المواد التعليمية ومصادر التعلم، ومهارات استخدام النظام الإلكتروني للتعليم عن بعد، والمتطلبات المادية للتعليم عن بعد، والنواحي (الأكاديمية ، والفنية)، وعمار صفر،2020 (المجال اللوجيستي، المجال الأكاديمي، المجال الإداري).
أشارت نتائج البحث إلى كفاءة مقياس ضغوط التعليم عن بعد المُعد في البحث الحالي؛ حيث إنه يتمتع بخصائص سيكومترية عالية الجودة، وإلى أن المقياس يتضمن (36) عبارة موزعة على خمسة أبعاد لضغوط التعليم عن بعد، هي: (ضغوط نفسية، وضغوط معرفية، وضغوط اجتماعية، وضغوط تكنولوجية، وضغوط مادية).
ويمكن تفسير هذه النتيجة على أن هذه الأبعاد في مجملها تمثل ضغوط التعليم عن بعد لدى طلاب المرحلة الجامعية في البيئة المصرية؛ حيث إن طلاب المرحلة الجامعية من الأهمية أن يمتلكوا القدرة على التعامل مع ضغوط التعليم عن بعد مع الوصول إلى حلول لتخطى تلك الضغوط والتخلص منها، وقد يحدث هذا عند التعامل بمهنية من جانب الطلاب والقائمين على المنظومة التعليمية مع ضغوط التعليم عن بعد وإدراك تأثرها السلبي،، وقد يساعد مقياس الدراسة الحالية المهتمين بالمجال التعليمي في الإلمام بكافة الضغوط التي تؤثر بالسلب على منظومة التعليم عن بعد، بحيث يتم البحث عن استراتيجيات وحلول فعالة للتصدي لتلك الضغوط، وتساهم في زيادة التحصيل الدراسي لدى طلاب الجامعة.
قائمة المراجع
أوًلا: المراجع العربية:
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
([1]) اتبعت الباحثون نظام توثيق (APA6) مع مراعاة الثقافة العربية أثناء التوثيق وذلك على النحو التالي:
1 - تقديم بيانات المرجع في متن البحث حسب الترتيب التالي (الاسم واللقب للمؤلف العربي، واللقب للمؤلف الأجنبي، ثم سنة النشر، ثم رقم الصفحة).
2 - تقديم البيانات كاملة وفقا للترتيب الهجائي لأسماء المؤلفين والباحثين وذلك في قائمة المراجع.
أوًلا: المراجع العربية:
ثانيًا: المراجع الأجنبية: