واقع تعدد المرجعيات التعليمية في قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الجامعة العربية الأمريكية- فلسطين

المستخلص

تهدف هذه الدراسة التعرف على واقع تعدد المرجعيات التعليمية في قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس، ومن أجل تحقيق هدف الدراسة اتبعت الباحثة المنهج الوصفي، وتم اختيار عينة عشوائية من (15) مختص وباحث ومهتم بشؤون قطاع التعليم في مدينة القدس. واستخدمت الباحثة اداة الدراسة وكانت عبارة عن مقابلة فردية وكانت عبارة عن مجموعه من الاسئلة والتي تم التحقق من خصائصها السايكومترية، وتوصلت الدراسة للنتائج التالية: توصلت الدراسة إلى أن تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة من أبرز مشكلات قطاع التعليم فيها، وذلك لافتقار وجود سياسة ورؤية تعليمية تربوية موحدة، وعدم وجود خطة واضحة لمواجهة مشكلة تعدد المرجعيات، وغياب التخطيط بشكل عام في مدينة القدس.وتوصلت النتائج إلى أن تعدد المرجعيات التعليمية يؤثر سلباً على التعليم في مدينة القدس، وأنه يؤدي إلى تفاوت المنطلقات القيمية لدى الطلبة والمعلمين، وعدم وجود أي إحصائية حقيقية تخص مدارس القدس. كما توصلت النتائج إلى أنه على السلطة الوطنية الفلسطينية أن تأخذ دورها الحقيقي في مدينة القدس وتوحيد المرجعيات تحت مظلتها، وأن هناك دور مهم لأولياء الأمور، وللمؤسسات والجهات الشعبية في الحد من مشكلة تعدد المرجعيات التعليمية، وأن دور مدير المدرسة في ظل هذا الواقع المعقد هو العمل على تطوير العملية التعليمية من خلال دعم المعلمين للنهوض بالعملية التعليمية والاهتمام بجودة التعليم، والحرص على القيم والمبادىء لدى المعلمين والطلبة.
This study aims to identify the reality of the multiplicity of educational references in the Palestinian education sector in Jerusalem, and in order to achieve the objective of the study, the researcher followed the descriptive approach, and a random sample was selected from (15) specialists, researchers and interested in the affairs of the education sector in Jerusalem. The researcher used the study tool and it was an individual interview and it was a set of questions, whose psychometric properties were verified, and the study reached the following results: The study found that the multiplicity of educational references in the city of Jerusalem is one of the most prominent problems of the education sector in it, due to the lack of a unified educational policy and vision, the lack of a clear plan to confront the problem of multiple references, and the absence of planning in general in the city of Jerusalem. in the city of Jerusalem, and that it leads to varying value points among students and teachers, And there is no real statistics regarding Jerusalem schools. The results also concluded that the Palestinian National Authority must take its real role in the city of Jerusalem and unify the references under its umbrella, and that there is an important role for parents, institutions and popular bodies in reducing the problem of multiple educational references, and that the role of the school principal in light of this complex reality is to work to develop the educational process by supporting teachers to advance the educational process and pay attention to the quality of education, and to ensure the values and principles of teachers and students.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

واقع تعدد المرجعيات التعليمية في قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس

 

 

 

إعــــــــــــــــــــــداد

أ / هنادي إبراهيم طوطح

باحثة دكتوراه الجامعة العربية الأمريكية- فلسطين

hidmihanadi@gmail.com

 

 

 

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد الخامس- جزء ثانى– مايو 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 

 

الملخص:

تهدف هذه الدراسة التعرف على واقع تعدد المرجعيات التعليمية في قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس، ومن أجل تحقيق هدف الدراسة اتبعت الباحثة المنهج الوصفي، وتم اختيار عينة عشوائية من (15) مختص وباحث ومهتم بشؤون قطاع التعليم في مدينة القدس. واستخدمت الباحثة اداة الدراسة وكانت عبارة عن مقابلة فردية وكانت عبارة عن مجموعه من الاسئلة والتي تم التحقق من خصائصها السايكومترية، وتوصلت الدراسة للنتائج التالية: توصلت الدراسة إلى أن تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة من أبرز مشكلات قطاع التعليم فيها، وذلك لافتقار وجود سياسة ورؤية تعليمية تربوية موحدة، وعدم وجود خطة واضحة لمواجهة مشكلة تعدد المرجعيات، وغياب التخطيط بشكل عام في مدينة القدس.وتوصلت النتائج إلى أن تعدد المرجعيات التعليمية يؤثر سلباً على التعليم في مدينة القدس، وأنه يؤدي إلى تفاوت المنطلقات القيمية لدى الطلبة والمعلمين، وعدم وجود أي إحصائية حقيقية تخص مدارس القدس. كما توصلت النتائج إلى أنه على السلطة الوطنية الفلسطينية أن تأخذ دورها الحقيقي في مدينة القدس وتوحيد المرجعيات تحت مظلتها، وأن هناك دور مهم لأولياء الأمور، وللمؤسسات والجهات الشعبية في الحد من مشكلة تعدد المرجعيات التعليمية، وأن دور مدير المدرسة في ظل هذا الواقع المعقد هو العمل على تطوير العملية التعليمية من خلال دعم المعلمين للنهوض بالعملية التعليمية والاهتمام بجودة التعليم، والحرص على القيم والمبادىء لدى المعلمين والطلبة.

الكلمات المفتاحية: المرجعيات التعليمية، قطاع التعليم الفلسطيني، مدينة القدس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

This study aims to identify the reality of the multiplicity of educational references in the Palestinian education sector in Jerusalem, and in order to achieve the objective of the study, the researcher followed the descriptive approach, and a random sample was selected from (15) specialists, researchers and interested in the affairs of the education sector in Jerusalem. The researcher used the study tool and it was an individual interview and it was a set of questions, whose psychometric properties were verified, and the study reached the following results: The study found that the multiplicity of educational references in the city of Jerusalem is one of the most prominent problems of the education sector in it, due to the lack of a unified educational policy and vision, the lack of a clear plan to confront the problem of multiple references, and the absence of planning in general in the city of Jerusalem. in the city of Jerusalem, and that it leads to varying value points among students and teachers, And there is no real statistics regarding Jerusalem schools. The results also concluded that the Palestinian National Authority must take its real role in the city of Jerusalem and unify the references under its umbrella, and that there is an important role for parents, institutions and popular bodies in reducing the problem of multiple educational references, and that the role of the school principal in light of this complex reality is to work to develop the educational process by supporting teachers to advance the educational process and pay attention to the quality of education, and to ensure the values and principles of teachers and students.

Keywords: Educational references, Palestinian education sector, Jerusalem city.

 

مقدمة:

 يعاني قطاع التعليم الفلسطيني في مدينة القدس من السياسات الإسرائيلية المدمرة كغيره من القطاعات، فمنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام (1967) تعرض الشعب الفلسطيني لسياسات التجهيل من خلال عدة قرارات أصدرتها حكومة الاحتلال، كان أبرزها إلغاء القوانين التربية والتعليم الأردنية التي كان معمولاً بها في مدارس مدينة القدس، وألزمتها بقوانين وزارة المعارف الإسرائيلية.

واستمرت وزارة المعارف الإسرائيلية في سياستها، وتابعت إصدار العديد من القرارات كحظر تدريس بعض الكتب المدرسية، وحذف كل ما له صلة بالقضية الفلسطينية، كما حذفت الآيات القرأنية التي تحث على الجهاد، إلا ان هذه السياسات واجهت معارضة شديدة من سكان المدينة، وخاصة مديري المدارس والمعلمين، مما أدى إلى اعتقال عدد من المعلمين، وإغلاق مكتب التربية والتعليم واعتقال مدير التربية.(جبريل، 2011)، (زهد، 2016).

ويرى أبو راس (2011) أنه نتيجة لهذه الإجراءات التعسفية، توحدت جميع مدارس القدس، خلف قيادة تربوية واحدة، تحت شعار(لجنة المدارس الخاصة) والتي ضمت جميع مدارس القدس، بما فيها المدارس التابعة للأديرة والكنائس، ولعبت هذه اللجنة دور المرجعية للتعليم في مدينة القدس في ذلك الوقت، وقامت بمواجهة قرارات وزارة المعارف الإسرائيلية.

تمت هذه المواجهة بالتعاون مع أولياء الأمور والمعلمين، مما أدى إلى إفشال مخططات الاحتلال في السيطرة على التعليم. لذلك اتبعت وزارة المعارف الإسرائيلية سياسة التجاهل والإهمال لقطاع التعليم في مدينة القدس متنصلاً من جميع القوانين والتشريعات الدولية التي تخص المدينة المحتلة، وتُركت المدارس التي تشرف عليها وزارة المعرف الإسرائيلية دون أي اهتمام سواء من الناحية المهنية أو التعليمية، أوالمادية. (القيق، 2018).

وحاولت السلطة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيسها عام (1993) إدارة قطاع التعليم في مدينة القدس ونتيجة للإتفاقات الموقعة في أوسلو لم تنجح السلطة في بسط أي نفوذ لها في مدينة القدس(العيسى، 2019).

ومما لا شك فيه أن مدارس مدينة القدس كانت من أولى ضحايا مخططات الاحتلال الإسرائيلي وذلك بغية تهويد التعليم في المدينة، حيث نتج عن سياسات الإحتلال التهويدية المتعاقبة حالة نادرة من حيث تعدد المرجعيات التعليمية، ويشير تقرير (مؤسسة القدس الدولية، 2010) أن مدينة القدس افتقدت لوجود مرجعية موحدة تشرف عليها، حيث فرضت سلطات الاحتلال نفسها من خلال مدارس المعارف والبلدية، بينما تَعتبر وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مدارس القدس جزء من إدارتها التربوية، ولكنها لا تدير إلا مدارس الأوقاف، وتتعامل مدارس وكالة الغوث الفلسطينية مع توجهات هذه الوزارة. ومن جهة أخرى يوجد المدارس الأهلية والخاصة التي يتلقى أغلبها مخصصات مالية من وزارة المعارف الإسرائيلية، على الرغم من ارتباطها إدارياً بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية. 

إن عدم وجود مرجعية موحدة لإدارة العملية التربوية في مدينة القدس أدى إلى عدة سلبيات منها: انخفاض نوعية التعليم فيها وبالتالي تدني مستوى التحصيل لدى الطلبة، وانخفاض مستوى تاهيل المعلمين، وعدم توفر الأبنية المدرسية المناسبة، وتسرب الطلبة إلى المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية. من هنا جاء هذا البحث ليلقي الضوء على واحدة من أبرز المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم في مدينة القدس وهي تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس.

مشكلة الدراسة:

من خلال عمل الباحثة كمديرة مدرسة في إحدى مدارس القدس وإطلاعها على الواقع التعليمي فيها، ومن خلال اطلاعها كذلك على الدراسات التي تتفق مع هذه الدراسة مثل: تقرير مؤسسة القدس الدولية (2010)، وتقرير وحدة شؤون القدس (2018)، وتقرير الأستاذ سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدس( 2008)، ودراسة (مطر، 2017)، حيث اتفقت هذه الدراسات على أن من أبرز المشاكل التي يواجهها قطاع التعليم في مدينة القدس هو تعدد المرجعيات التعليمية على المدارس، الأمر الذي أدى  إلى عدم وجود مرجعية واضحة وقيادة تربوية لمديري مدارس مدينة القدس، وغياب رؤية فلسفية واستراتيجية تربوية، و ضعف التنسيق والتعاون بين المدارس، مما أدى كذلك إلى انخفاض نوعية التعليم، وتفشي ظاهرة التسرب. وترى الباحثة أنه كان لهذا الواقع الأثر الواضح على أداء المديرين والمعلمين، والذي يعكس على البيئة التعليمية جميعها، وتبرز مشكلة الدراسة في الإجابة على  الأسئلة الاتيه:

  1. ما الذي ادى الى تعدد المرجعيات التي يشكوا المهتمون منها في مدينة القدس؟
  2. لماذا يعتبر تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة؟
  3. ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التخطيط في مدينة القدس؟
  4. ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التعليم في مدينة القدس؟

 

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسى الى:

  1. التعرف على اسباب تعدد المرجعيات التي يشكوا المهتمون منها في مدينة القدس.
  2. التعرف لماذا يعتبر تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة.
  3. التعرف على تأثير تعدد المرجعيات على مجال التخطيط في مدينة القدس.
  4. التعرف على تأثير تعدد المرجعيات على مجال التعليم في مدينة القدس.

أهمية الدراسة:

الأهمية النظرية:

تأتي أهمية هذه الدراسة من الواقع التعليمي الأليم الذي تشهده مدينة القدس في ظل سياسة التجهيل التي تسعى إليها سلطات الإحتلال الإسرائيلي، ومحاولاتها المستمرة في فرض سيطرتها على التعليم وإخضاع المدارس لشروطها وسياستها، كما ويتوقع أن تكون إضافة علمية في المكتبة العربية والمكتبة الفلسطينية بشكل خاص، كما ويمكن أن تفيد مديري المدارس في مواجهة مشكلة تعدد المرجعيات التعليمية، كما يمكن أن تفيد الباحثين والمهتمين في إيجاد مرجعية موحدة لإدارة قطاع التعليم في مدينة القدس.

الأهمية التطبيقية:

تطرح الدراسة قضية تنفرد فيها مدينة القدس وهي افتقارها لوجود مرجعية تعليمية موحدة تشرف على إدارة قطاع التعليم فيها، تركز الدراسة على قضية محورية في قطاع التعليم في مدينة القدس، قل ما تتطرق إليها الدراسات، وهو تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس، وتحاول هذه الدراسة وضع مقترحات قد تساعد المهتمين وأصحاب القرار في حل مشكلة تعدد المرجعيات التعليمية في القدس، يتوقع أن تكون هذه الدراسة منطلقاً لدراسات جديدة حول الواقع التعليمي الأليم الذي تنقرد فيه مدينة القدس.

مصطلحات الدراسة:

المرجعيات التعليمية: وتعرفها الباحثة (إجرائياً) بأنها الجهات التي تشرف على المدارس من حيث توفير المباني، والتمويل والتعيين والإشراف التربوي، والمناهج الدراسية وكل ما يتعلق بالمدرسة، وتنفرد مدينة القدس في تعدد المرجعيات التعليمية فيها، حيث تتبع المدارس أربع مرجعيات وهي:

مدارس الحكومة التابعة للسلطة الفلسطينية (مدارس الأوقاف الاسلامية): كانت هذه المدارس تحت إشراف جمعية المقاصد الخيرية حتى مطلع (1980) حيث أحيل الإشراف عليها إلى مديرية محافظة القدس، وأُلحقت بدائرة الأوقاف الإسلامية العامة لمنحها مظلة حماية تجاه سلطات الاحتلال ، ارتبطت هذه المدارس تعليمياً بوزارة التربية والتعليم الأردنية حتى صدور قرار فك الارتباط عام (1988)،إلا أنها بقيت تتبع رسمياً دائرة الأوقاف الإسلامية، أما من الناحية العملية فكانت تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن تصبح تحت الرعاية الرسمية لوزارة التربية والتعليم التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية منذ إنشائها عام (1994) حيث تشرف حالياً وزارة التربية والتعليم الفلسطينية على التعيين فيها، بالإضافة إلى توفير مستلزماتها.

المدارس الحكومية الإسرائيلية:هي المدارس التي كانت قائمة في العهد الأردني ثم سيطر عليها الإحتلال الإسرائيلي بعد سيطرته على كامل مدينة القدس عام (1967)، وتسمى المدارس الرسمية، وتتقاسم وزارة المعارف وبلدية القدس الإسرائيليتين الإشراف على هذه المدارس، حيث تتولى وزارة المعارف الإشراف الفني من حيث المناهج وإقرارها وتشرف على الجانب المهني لها، وتنفق المعارف على المدارس الأساسية، فيما تنفق البلدية وتشرف على التعيين في المدارس الثانوية، وتوفر مستلزماتها (مؤسسة القدس الدولية، 2010).

مدينة القدس: "مهد الديانات ومنبع الحضارات تاريخها عريق وصراعها مديد، تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام (1967)، وتم تقسيمها عام (2002) إلى قسمين: بلدات وقرى وأحياء تقع خارج جدار الفصل وهو ما يصنفه الاحتلال بحدود بلدية القدس ويشمل: البلدة القديمة، بيت حنينا، شعفاط، واد الجوز، باب الساهرة، الثوري، سلوان، الشيخ جراح، صور باهر، بيت صفافا، شرفات، عطروت، أم طوبا، راس العامود، الشيخ سعد، الطور، راس خميس، العيسوية. وبلدات وقرى وأحياء أخرى تقع داخل جدار الفصل أي خارج حدود بلدية القدس           وهي : كفرعقب، سميراميس، عناتا، مخيم شعفاط، العيزرية، أبوديس، ضاحية البريد، الرام، النبي صمويل، الزعيم، ضاحية السلام). (ازحيمان، 2017: 11).

 حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة على الحدود التالية:

الحدود الزمانية: السنة الدراسية 2022/2023.

الحدود المكانية: مدينة القدس.

الحدود البشرية: المختصون وذوي الخبرة في التعليم في مدينة القدس.

الحدود المفاهيمية: المفاهيم والمصطلحات الواردة والمحددة في مصطلحات الدراسة.

الحدود الإجرائية: تتحدد نتائج الدراسة بمدى دقة استجابة أفراد العينة، ولطبيعة                تحليل المقابلات.

الدراسات السابقة:

في دراسة زهد (2016) التي هدفت إلى تحديد تأثير السياسة التعليمية الإسرائيلية علـى الـوعي العـام للشباب الفلسطيني في شرقي مدينة القدس. استخدمت الباحثة المنهج التاريخي للوقـوف علـى النـواحي التاريخيـة للممارسـات الإسرائيلية التعليمية، لما له من دور أساسي في تحديد الأهداف الصهيونية. كما اتبعـت المـنهج الوصـفي التحليلي منهجاً للدراسة، بهدف تحليل تأثير السياسة التعليمية الإسرائيلية علـى الـوعي العـام للشباب الفلسطيني في شرقي مدينة القدس، واعتمدت على استبانة تكونت من خمسة مجالات: المنهاج التعليمي، المباني المدرسية، الإدارة والخدمات المقدمة، الوعي العام، تأثير سياسات الاحتلال التعليمية على الوعي العام، وتوصلت الدراسة إلى أن الواقع التعليمي في شرقي مدينة القدس هو حصيلة تعدد أنظمـة التعليم المطبقة في المدينة في ظل غياب سلطة تشرف على هذا التعدد ممـا أدى إلـى ظهـور سلبيات في العملية التعليمية مثل انخفاض نوعية التعليم وتفشي ظاهرة التسرب وعـدم تطبيـق التعليم الإلزامي، كما أظهرت نتائج الدراسة أن الاحتلال يلعب دوراً كبيراً في تجهيل الطلبة المقدسيين وغياب عملية تعليمية مسؤولية ترقى بمستوى التعليم الجيد، وأن الاحتلال يريد بذلك أسـرلة وتهويـد القدس.

وفي دراسة مطر (2016) التي هدفت إلى التعرف على تأثير السياسة التعليمية الإسرائيلية على الوعي العام للشباب الفلسطيني في مدارس شرق القدس، اتبع الباحث في دراسته على المنهج الوصفي. وتوصل الباحث إلى وجود إنتهاك صارخ لحق المقدسيين في التعليم العام على كافة الأصعدة، حيث لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعدم انصياعها لأحكام القانون الدولي والقيام بالتزاماتها القانونية التي تضمن حق المقدسيين بالتمتع في التعليم، بل عمدت إلى اتباع سياسات وممارسات ممنهجة أدت إلى تدمير قطاع التعليم في القدس مـن خـلال ضـرب محـاوره الرئيسية الثلاث وهي: المعلم والطالب والمنهاج. كما نتج عن التحديات التي تواجه الحق في التعليم في مدينة القدس، انتهاك الضمانات الأساسية للحق في التعليم المتمثلة بالتوافر، وإمكانية الالتحاق، وإمكانية القبول، وقابلية التكيفK كما توصل الباحث إلى غياب آفاق تمتع المقدسيون بالحق في التعليم المناسب وذلك للأسباب التالية: الإنتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة تجاه هذا الحق، واستمرار ضعف دعم السلطة الوطنية الفلسطينية لقطاع التعليم في القدس المحتلة، وتقاعس المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول العربية والإسلامية عن توجيه الدعم المناسب لقطاع التعليم في القدس.

وهدفت دراسة ازحيمان (2017) الكشف عن درجة تطبيق التخطيط التربوي الاستراتيجي في مدارس القدس من وجهات نظر مديري المدارس، بالإضافة إلى الكشف عن درجة توافر الخطط الاستراتيجية، والقاء الضوء على واقع التعليم والتخطيط الاستراتيجي في مدينة القدس، تكون مجتمع الدراسة من (136) مدرسة، تم إختيار عينة الدراسة بالطريقة الطبقية العشوائية، ليتم إجراء الدراسة على (100) مدير ومديرة. استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من خلال ثلاث أدوات للإجابة عن أسئلة الدراسة وهي: (الاستبانة، المقابلة، تحليل المحتوى). تكونت الاستبانة من (79) فقرة توزعت على مجالات الدراسة لمراحل إعداد الخطة الاستراتيجية. أما المقابلة المفتوحة فتكونت من ثلاث مقابلات: المقابلة الأولى مع مديرة مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، والثانية مع مدير مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية، والثالثة مع مدير مدرسة خاصة. وأما تحليل المحتوى فتكون من تحليل ثلاث خطط استراتيجية باختلاف الجهات الثلاث المشرفة على التعليم. وتوصلت الدراسة إلى أن درجة تطبيق التخطيط التربوي الاستراتيجي في مدارس القدس من وجهات نظر مديري المدارس كانت مرتفعة في كافة مجالات الدراسة، بالإضافة إلى أن نسبة توافر الخطط الاستراتيجية في مدارس القدس هي (75%)، وتوصلت الدراسة كذلك إلى أن درجة تطبيق التخطيط التربوي الاستراتيجي لا تعتمد على الجنس، والمؤهل العلمي، وسنوات الخبرة في مجال الإدارة، ووجود مسمى خطة استراتيجية، إلا أنه يوجد فروق في درجة تطبيق التخطيط الاستراتيجي في مجال تحديد التوجهات الاستراتيجية لصالح وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، وأيضا يوجد فروق في درجة تطبيق التخطيط الاستراتيجي لصالح تشكيل فريق لإعداد الخطة الاستراتيجية.

وفي دراسة عبد القادر (2019) هدفت التعرف إلى المشكلات التي تواجه التعليم المدرسي في مدينة القدس وسبل علاجها، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي بالاعتماد على عدد من المصادر ومجموعة من الوثائق والدراسات في استقصاء المعلومات المتعلقة بواقع التعليم المدرسي العام في مدينة القدس ومشكلاته، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها المشكلات الآتية: السياسة: وتتمثل في الصراع السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المدينة وفرض السيادة عليها، الثقافة: وترتبط بشكل مباشر مع التعليم وقد تبين من خلال الدراسات السابقة القليلة أن هناك انعدام شبه كامل للحركة الثقافية في القدس بسبب قلة المكتبات العامة والنوادي الثقافية والمراكز العلميةK تعدد الجهات الإشرافية: تتمثل الجهات الإشرافية على التعليم في القدس في خمس جهات هي (الأوقاف الإسلامية وزارة المعارف الإسرائيلية بلدية القدس الأونروا والقطاع الخاص)، تسرب الطلبة من المدارس: أشارت اغلب الدراسات أن نسبة تسرب الطلبة من مدارس القدس تتراوح بين (10%-15%) وهي نسبة عالية وخاصة في مدارس البلدية والمعارف الإسرائيلي، الأبنية والغرف الصفية: أشارت أغلب التقارير والدراسات السابقة إلى أنه هناك نقص حاد في الأبنية والغرف الصفية في مدارس القدس مما أدى إلى اكتظاظ الصفوف بالطلبة وبلغ ذروتها 50 طالبا في الصف الواحد.

وتحدثت دراسة اليان (Alayan,2019) عن التعليم في القدس الشرقية بين                 (الإحتلال والسلطة السياسية والنضال). يبدأ الكتاب بملخص للسياق السياسي التاريخي لتطور التعليم في القدس الشرقية للفلسطينيين تحت الاحتلال من قبل الدولة الإسرائيلية منذعام 1948. وتوضح الباحثة أن الاحتلال نفسه وطبيعته وشخصيته وعمله قد مر مجموعة متنوعة من المراحل  التي تنتج مصفوفة معقدة تعمل فيها. وأن الاحتلال هو أكثر ظاهرة تؤثر سلبياً على كل جانب من جوانب حياة للفلسطينيين. وبالتالي  ،فإن التعليم، بعيدًا عن كونه مجموعة منفصلة، هو عنصر أساسي في نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على هويته الاجتماعية والسياسية والثقافية وتغذيتها وتطويرها. كما أن الاحتلال يسعى إلى تقليل احتمالية ازدهار هوية فلسطينية مميزة. كما حاولت الباحثة التعرف على  الاختلافات في الإنفاق على التعليم بين المجموعات المختلفة داخل الدولة الإسرائيلية نفسها، ففي المتوسط، يتلقى الطلاب الفلسطينيون داخل دولة إسرائيل حوالي 16٪ أقل من نظرائهم اليهود. وكان الرقم في القدس الشرقية أسوأ، حيث يتلقى الطلاب الفلسطينيون أقل من 50٪ من التمويل المدفوع للطلاب اليهود في مدارس الدولة في المدينة. كما أن 75.4٪ من سكان القدس الشرقية يعيشون تحت عتبة الفقر على عكس حوالي 28٪ من السكان اليهود. مما لاشك فيه أن مستويات الفقر لها آثار مترتبة على إمكانيات العمل وبالتالي مستويات دخل الأسرة.

هدفت دراسة أبو فارة والسويطي (2021) إلى تسليط الضوء على تحديات إدارة قطاع التعليم العام في القدس الشرقية المحتلة. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتكون مجتمع الدراسة من موظفي مدارس القدس، وتم اختيار عينة عشوائية، واستخدم الباحثان استبانة مكونة من تناولت مجموعة من التحديات الرئيسة التي تؤثر في إدارة قطاع التعليم في القدس الشرقية، وتم إجراء مقابلات مع (11) مبحوثاً من المهتمين بقطاع التعليم العام في المدينة. وتوصلت الدراسة إلى وجود أربعة تحديات رئيسة لإدارة قطاع التعليم العام في القدس الشرقية المحتلة، وهي سياسات وممارسات سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وتعدد مرجعيات إدارة قطاع التعليم العام، ومحدودية دور السلطة الوطنية الفلسطينية في إدارة قطاع التعليم، وتسرب الطلبة من المدارس.

وفي دراسة لقدح (2022) بعنوان "التعليم في القدس في ظلّ حكومة بِنِتْ... إلى أين؟". سعت الدراسة إلى قراءة الواقع التعليمي في مدينة القدس في عهد حكومة بِنِت اليمينيّة المتطرفة، في ظل ظروف داخلية وخارجية غير مشجعة، من انقسام داخلي وتراجع في دور الحركة الوطنية وهشاشة السلطة الفلسطينية في التعامل مع قضايا القدس، وانتشار ظاهرة التطبيع العربي، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل. واتبعت الدراسة المنهج الوصفي. واستخدمت الباحثة المقابلة كأداة للدراسة. وتوصلت  الدراسة إلى أن كل المرتكزات التي أرساها بِنِت -حين كان وزيراً للتربية والتعليم- تحوّلت إلى سياسة ممنهجة جرى اعتمادها والتفرع عنها بمزيد من الخطط الرامية إلى الأَسرلة في عهد حكومته الحالية، التي تظهر سياساتها سعيها الحثيث نحو احتواء النظام التعليمي في القدس وتوحيده تحت مظلتها.

التعليق على الدراسات السابقة:

من خلال استعراض الدراسات السابقة يلاحظ ما يلي:

اتفقت الدراسات السابقة في تناولها التعليم في مدينة القدس، وأن أغلبها اتبع المنهج الوصفي، واتفقت اغلب الدراسات السابقة في مجتمع الدراسة وهو مدارس القدس، واستخدمت أغلب الدراسات السابقة الاستبانة كأداة للدراسة، بينما استخدمت دراسة (أبو فارة والسويطي، 2021)، ودراسة (قدح، 2022) المقابلة كأداة للدراسة، دراسة (زهد، 2016)، ودراسة                  (مطر، 2016) في تناولها أثر الاحتلال الإسرائيلي على التعليم والوعي في مدارس القدس، واتفقت دراسة (عبد القادر، 2019)، ودراسة (أبو فارة والسويطي، 2021) مشكلات وتحديات التعليم في مدينة القدس، واتفقت جميع الدراسات السابقة على أن الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أهم أسباب تراجع وتدهور قطاع التعليم في القدس، وأنه يضع العوائق أمام تطور العملية التعليمية. وانفردت دراسة (ازحيمان، 2017) في تناولها التخطيط الاستراتيجي في مدارس القدس. أكدت دراسة (قدح، 2022) على ان الاحتلال الإسرائيلي يسعى للسيطرة على مدارس القدس كافة وتوحيد المرجعية تحت مظلة وزارة المعارف الإسرائيلية، واتفقت أغلب الدراسات السابقة على أن تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس هي أحد أهم مشكلات وتحديات التعليم في مدينة القدس.

منهجية الدراسة:

تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وذلك باستخدام الاسلوب النوعي هي طريقة للبحث و التي تعتمد على اختيار مجتمع الدراسة بأكمله، أو عينة الدراسة التي تمثل غالبية المجتمع وهو يعمل على وصف الظاهرة من خلال تحديد ابعادها ويعمل على وصفها وتحليلها من خلال التعبير عنها بأرقام ورموز يقوم الباحث بالتعليق عليها وتفسيرها وفق دلالات ومعايير معينه يستند عليه لذا ستتبع الباحثة المنهج الوصفي في هذه الدراسة.

مجتمع الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من المختصين وذوي الخبرة في قطاع التربية والتعليم الفلسطيني في مدينة القدس.

عينة الدراسة:

تم اختيار عينة عشوائية من (15) مختص وباحث ومهتم بشؤون قطاع التعليم في مدينة القدس، والجدول الاتي يوضح خصائص عينة الدراسة:

المتغير

النوع

العدد

النسبة المئوية

الجنس

ذكر

10

66.66

انثى

5

34.34

المجموع

15

100.0

المؤهل العلمي

بكالوريوس فاقل

4

26.66

دبلوم عالي

1

6.66

ماجستير

5

33.33

دكتوراة

5

33.33

المجموع

15

100.0

التخصص

ادبي

5

34.34

علمي

10

66.66

المجموع

15

100.0

أدوات الدراسة وخصائصها:

استخدمت الباحثة المقابلة كأداة لجمع البيانات لأن المقابلة تتضمن التفاعل المباشر بين الباحث والمبحوث، واعتمدت الباحثة في إجراء المقابلة المقابلة شبه المنتظمة الفردية وكانت الأسئلة شبه مفتوحة، قامت الباحثة بإعدادها بعد الإطلاع على الدراسات السابقة، ومن خلال خبرة الباحثة في المجال التعليمي التربوية وبالرجوع للدكتور المشرف الدكتور محمد عابدين، تم التوصل للأسئلة التالية:

السؤال الأول: ما الذي ادى الى تعدد المرجعيات التي يشكوا المهتمون منها في مدينة القدس؟

السؤال الثاني: لماذا يعتبر تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة؟

السؤال الثالث: ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التخطيط في مدينة القدس؟

السؤال الرابع: ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التعليم في مدينة القدس؟

تنفيذ المقابلة:

بعد تحديد موعد مناسب لجميع المبحوثين سواء مقابلة شخصية أو مقابلة عبر الهاتف، وفي بداية المقابلة تم عرض مقدمة عن واقع التعليم في مدينة القدس.

تم تزويد المبحوثين بأسئلة المقابلة التي ستعرض عليهم للإطلاع عليها.

مُنح المبحوثون الوقت الكافي للإجابة على الأسئلة من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول كل سؤال وللإستفادة من إستجاباتهم قدر الإمكان.

ارتبط تسجيل المقابلة بنوع الأسئلة المطروحة، حيث تم تسجيل المقابلة عبر جهاز تسجيل. وذلك لتفريغ البيانات وتحليلها للحصول على النتائج.

صدق الأداة:

تم التحقق من صدق الأداة من خلال عرضها على لجنة من المحكمين ذوي الخبرة في مجال الادارة التربوية، والطلب منهم التعليق على اسئلة المقابلة و تم التعديل بناء على ملاحظات المحكمين، وبالتالي تتمتع الأداة بصلاحية المحتوى.

ثبات الأداة:

من أجل استخلاص معامل الثبات استخدمت الباحثة  معادلة هالوستي معادلة كرونباخ ألفا ، كما وبلغ معامل الثبات (0.88) وهذه القيم التي تم التوصل اليها مناسبة وتحقق اغراض هذا البحث.

المعالجات الإحصائية:

بعد تفريغ إجابات أفراد العينة التي تم تسجيلها، وضعت على شكل بيانات مرتبة ومحددة الإجابة لأفراد العينة باستخدام أسلوب تحليل المحتوى لتكون نتائج المقابلة تبريراً لموقفهم لتعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس.

نتائج الدراسة:

السؤال الأول: ما الذي ادى الى تعدد المرجعيات التي يشكوا المهتمون منها في مدينة القدس؟

اتفق أغلب المبحوثين (من ذوي الاختصاص) على أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي لعبت الدور الأكبر في خلق هذا الواقع،  حيث أن بعض هذه المدارس أنشئت كرد وطني نتيجة للوعي المجتمعي المقدسي ومخاوفه من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مدارس القدس، وخوفه من محاولات فرض تدريس المنهاج الإسرائيلي فيها بعد احتلال مدينة القدس عام (1967)، فقد كانت أولى خطوات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على التعليم فيها، ويؤكد المبحوثون على أن السيطرة على التعليم في مدينة القدس لم يكن هدفاً للاحتلال الإسرائيلي لوحده، فهناك تطلعات للجانب المسيحي أيضاً، حيث حرص هذا الجانب على نشاطه في مدينة القدس وخاصة في التعليم، فالمدارس التابعة لهذا الجانب قادرة على الاستمرار رغم الصعوبات الموجودة في مدينة القدس نتيجة للدعم المادي والمعنوي الذي تتلقاه من الدول الداعمة لها، فهي تملك صلاحيات البناء والترخيص وحرية التصرف دوناً عن مدارس القدس، وذكر (ع، أ) أن احدى هذه المدارس تم تغيير مسار جدار الفصل حتى لايؤثر أو يفصل المدرسة عن مدينة القدس. الذي يؤكد على قدرت هذه المدارس على الاستمرار في ظل أصعب الظروف.

ويرى المبحوثون أنه بعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على التعليم في مدينة القدس نشطت المدارس الأهلية التابعة لأشخاص كان أغلبها نتيجة لأطماع في الحصول على الدعم المادي من وزارة المعارف الإسرائيلية مقابل الحصول على ترخيص إسرائيلي، حيث بلغت نسبة التمويل 70% من موازنة المدرسة السنوية بالإضافة لما تجنيه هذه المدارس من أقساط لطلبتها. الذي شجع الكثير من الأفراد على إنشاء مدارس في مدينة القدس. وأشار (ي، س) أن هناك مدارس وأفراد استغلوا حاجة المقدسسين للمدارس وأنشؤا مدارس لأطماع مادية فقط.

وأكد المبحوثون على أن أبرز أسباب هذا الواقع من التعدد هو ضعف ومحدودية دور السلطة الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس، وقبولها لإتفاقية أوسلو، وقد ورد في المادة الرابعة من اتفاقية أوسلو أنه "تم استثناء الشطر الشرقي من القدس من المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية"، وبذلك فقد تم استثناء قطاع التربية والتعليم في مدينة القدس الشرقية المحتلة من بسط نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية عليه، عدا مدارس الأوقاف في المدينة، هذا الواقع زاد من تقاعس السلطة الوطنية عن دورها في إدارة التعليم في مدينة القدس، فمع مرور الزمن أصبحت المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية تقوى على حساب ضعف وترهل المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، كما أن ضعف السلطة الوطنية المستمر ضاعف من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على التعليم، والذي أدى إلى إغلاق مكتب مدير التربية والتعليم في مدينة القدس، ومنع السلطة الوطنية من أي تدخلات تخص شؤون القدس، وتحاول وزارة المعارف الإسرائيلية السيطرة على المناهج التعليمية في الآونة الأخيرة دون أي موقف للسلطة الوطنية في صد هذه المحاولات، واتفقت هذه النتيجة مع دراسة (عبد القادر، 2019)،                 و(أبو فارة، والسويطس، 2021)، و(مطر، 2017).

السؤال الثاني: لماذا يعتبر تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس مشكلة؟

اتفق أغلب المبحوثين (من ذوي الاختصاص) على أن مدينة القدس تفتقر لوجود سياسة ورؤية تعليمية تربوية موحدة نتيجة لتعدد المرجعيات التعليمية فيها، ولتوضيح مسألة تعدد المرجعيات أكد المبحوثون على وجود أربع مرجعيات تعليمية تشرف على المدارس في مدينة القدس وهي:  مدارس الأوقاف الإسلامية التي كانت تخضع في البداية للحكومة الأردنية، ثم أصبحت تتبع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو، مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تشرف عليها وكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة، المدارس الخاصة والأهلية التي يشرف عليها هيئات خاصة، أو جمعيات، أو كنائس، المدارس التي تتبع وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس. وذكر المبحوثون أن لكل مرجعية من المرجعيات التعليمية سياسة ورؤية وأهداف خاصة تختلف عن باقي المرجعيات، فوزارة المعارف الإسرائيلية أبرز أهدافها أسرلة وتهويد التعليم، في حين تحافظ مدارس الأوقاف التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية تحرص على الحفاظ على الهوية الوطنية ودعم الصمود المقدسي، وأضاف (ي، ر) أن بعض المدارس تتبع وتحاول فرض سياسة الجهات الداعمة لها فعلى سبيل المثال تتلقى مدرسة الشميدت في القدس الدعم من ألمانيا، لذلك نلاحظ اختلاف سياستها عن باقي المدارس في مدينة القدس حيث تدرس اللغة الألمانية، وتشجع طلبتها على تقديم إمتحان  وهو بديل الثانوية العامة في مدينة القدس، ويرى (ي، ق) أن هناك مدارس تأخذ قراراتها بعيداً عن القرارات التربوية وقد تنتهج سياسات تخالف العرف ونظراً لعدم وجود مرجعية موحدة لا يتم متابعتها مما يؤثر سلباً على المنظومة القيمية لدى الطلبة، وأضاف أن هذا الاختلاف في السياسات التربوية بين مدارس مدينة القدس يؤدي إلى ضبابية وعدم وجود رؤية واضحة لدى هذا الجيل. وأشار أغلب المبحوثين أن تعدد الأنظمة والقوانين الناتج عن تعدد المرجعيات التي تحكم عمل المدارس وإداراتها أثر سلباً على جودة التعليم في مدينة القدس، فالمتابع والمهتم بالتعليم في مدينة القدس يلاحظ الفرق في جودة العملية التعليمية ما بين الماضي والحاضر، اتفقت هذه النتائج مع دراسة زهد (2016).

السؤال الثالث: ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التخطيط في مدينة القدس؟

اتفق المبحوثون على أنه لا يوجد من يضع خطة في مدينة القدس على الصعيد العربي وحتى لو وجدت خطة، فالخطة تحتاج إلى سيادة، وامكانيات، وقدرة على التنفيذ، والسلطة الفلسطينية لا تملك أي منها للتنفيذ، كما أجمع المبحوثون أن عدم وجود مرجعية موحدة واضحة الأهداف واضحة الرؤية تعني عدم وجود سياسة موحدة وبالتالي عدم وجود خطة موحدة، ويرى ( أ، ه) أن التعليم يحتاج إرادة وإمكانيات وتوجه استراتيجي، والخطة تحتاج إلى إمكانيات مادية للتنفيذ، ولا جدوى لخطة بدون امكانيات خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وطريقة ضخ الاحتلال للأموال الهائلة لتنفيذ مخططاتهم، وأضاف سلطات الاحتلال لديها خطة وإمكانيات، والجانب الفلسطيني خطة بدون امكانيات. والاحتلال يمنع ويحد من أي تطوير في مدينة القدس. والجميع أسهب في معرفة مشاكل مدينة القدس الا أننا فشلنا في وضع حلول، واتفق المبحوثون على غياب واضح للسلطة الفلسطينية في مدينة القدس بشكل عام وفي إطار التعليم بشكل خاص. واعتبر المبحوثون أن الموازنات المخصصة للقدس في موازنة السلطة على مدار السنوات ضئيلة جداً، وتعكس غياب مدينة القدس عن أولويات السلطة الفلسطينية على كل المستويات، مقارنة بتلك الموازنات المرصودة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. حيث أشار (أ، ه) و(ي، س) أن الاحتلال رصد في خطته الخمسية في العام 2018 ما يقارب 7.68 مليون شيكل لدعم المؤسسات التعليمية التي تقوم بتدريس المنهاج الإسرائيلي، و67 مليون شيكل لاستئجار مبانٍ جديدة لتلك المدارس، واتفقت هذه النتيجة مع دراسة (ازحيمان، 2017).

السؤال الرابع: ما تأثير تعدد المرجعيات على مجال التعليم في مدينة القدس؟

اتفق المبحوثون على أن تعدد المرجعيات التعليمية في مدينة القدس أثر سلباً على التعليم في مدينة القدس، فالتعليم في مدينة القدس يخضع لسياسات وتوجهات مختلفة، حيث تختلف توجهات وانتماءات المدارس الأهلية والخاصة، فمنها ما يحرص على جودة التعليم فيها ويُدرس اللغات الأجنبية، ويسعى لمنافسة المدارس العالمية، وهناك المدارس التي تتعاون أو تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، حيث تحظى على إشراف وتمويل من السلطة وتحرص على جودة التعليم والهوية الفلسطينية للطلبة، وهناك المدارس التي تحصل على دعم من سلطات الاحتلال، وتضطر بالتالي إلى محاباته، وأكد المبحوثون على تدني مستوى التعليم المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، واتفق المبحوثون على أن التعليم في القدس يواجه تحديات حقيقية تعيق المسيرة التعليمية. وتتفاقم هذه التحديات بشكل كبير نتيجة للواقع الذي يُفرض على المدينة. وأكد المبحوثون أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات عنصرية بحق المقدسيين، ويستخدم سياسة ممنهجة لتهويد القدس، وأسرلة التعليم فيها، كما أكدوا على أن أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة تجهيل واضحة، الذي يشكل الخطر الشديد على تشكيل الوعي والهوية الفلسطينية من جهة، وعلى الحق في التعليم للطلبة المقدسيين من جهة أخرى، وأشار (ي، ع) أن وزارة المعارف الإسرائيلية تتعمد طمس اللغة العربية وإضعافها لدى طلبة المدارس من خلال دس الأخطاء اللغوية في المناهج وتحريفها وخلط المفاهيم، وفي المقابل تركز على اللغة العبرية، وتفرض تدريسها على أغلب المدارس، وتقدم الدعم المادي للمدارس مقابل تدريسها، كما تم اعتبار تدريس اللغة العبرية شرط من شروط الحصول على التراخيص لاستمرار المدرسة، وذكر (أ،ه) أن الجامعات الإسرائيلية يتم التدريس فيها باللغة العبرية والإنجليزية وتُهمش اللغة العربية فيها في محاولة واضحة لإحلال اللغة العبرية مكان اللغة العربية وتشويه الهوية العربية والإنسانية والوطنية لدى الطلبة المقدسيين، وأضاف (ل، أ)، (ي، ش)، و(ي، ح) أن تعدد المرجعيات التعليمية سبب تفاوت في الأساليب التعليمية بين المدارس، وخلق تباين في جودة التعليم وفي مخرجات العملية التعليمية في المدارس، واتفقت هذه النتيجة مع (الشاويش، 2011) ودراسة (زهد، 2016) ودراسة (Alayan,2019)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التوصيات:

  • العمل على توعية المجتمع المقدسي بخطورة الوضع المعقد في مدينة القدس، وخاصة قطاع التعليم.
  • تفعيل دور أولياء الأمور والمؤسسات والجهات الشعبية في حل مشكلة تعدد  المرجعيات التعليمية.
  • اعطاء مدينة القدس حقها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، وتخصيص موازنة كافية لقطاع التعليم.
  • ملاحقة دولة الاحتلال قانونياً في المحاكم الدولية وفضح جرائمه بحق التعليم في القدس.
  • الاهتمام بمدراء المدارس ورفع الوعي لديهم وتدريبهم لمواجهة الواقع المعقد للتعليم في القدس.
  • العمل على دراسات تخص التعليم في مدينة القدس وذلك لقلة الدراسات المهتمة فيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع:

أبو راس، علي (2011): دور المدارس الخاصة في دعم التعليم في القدس، مؤسسة ساعد للاستشارات التربوية، القدس، فلسطين.

أبو فارة، يوسف، والسويطي، شبلي (2021): تحديات إدارة قطاع التعليم العام في مدينة القدس الشرقية المحتلة. مجلة جامعة الأزهر. 23(2)، 201-238.

ازحيمان، نداء (2017). درجة تطبيق التخطيط التربوي الاستراتيجي في مدارس القدس من وجهات نظر مديري المدارس(رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة النجاح الوطنية. نابلس.

جبريل، سمير (2011): واقع التعليم في القدس ودور مدارس الأوقاف، مؤسسة ساعد للاستشارات التربوية، القدس، فلسطين.

جبريل، سمير (2008): تعدد مرجعيات التعليم في القدس: واقع وتحديات، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس. فلسطين.

زهد، رهام (2016).تأثير السياسة التعليمية الإسرائيلية على الوعي العام للشباب الفلسطيني في مدارس شرق القدس (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة          النجاح، نابلس.

الشاويش، ناريمان (2011): تأثير السياسات الإسرائيلية على التحصيل العلمي في القدس الشرقية. جامعة القدس، رسالة ماجستير غير منشورة. أبوديس.

عبد القادر، حسين (2019). المشكلات التي تواجه التعليم في مدينة القدس وسبل علاجها.مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية،33(1)، 105-131.

العيسى، ايناس (2019): العوامل والقوى المجتمعية المؤثرة على التعليم في القدس، فلسطين، نابلس، دار الشامل للنشر والتوزيع، نابلس، فلسطين.

قدح، أنوار (2022). التعليم في القدس في ظل حكومة بينت، إلى أين؟، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، 1(5)،144-167.

القيق، زيد (2018): سياسات ووسائل إدارة المعارف والبلدية الإسرائيلية: أسرلة قطاع التعليم في القدس المحتلة، مؤتمر المدارس الخاصة التربوي، عمان، الأردن.

مطر، علاء (2017): واقع الحق في التعليم العام في القدس المحتلة، تحديات وآفاق. مؤتمر فلسطين. قضية وحق. بيروت، لبنان.

مؤسسة القدس الدولية، التعليم في القدس، التقرير المعلوماتي، 2010. بيروت، لبنان.

وحدة شؤون القدس (2018): وزارة التربية والتعليم العالي، السلطة الوطنية الفلسطينية، تقرير عن قطاع التعليم في مدينة القدس للعام الدراسي، رام الله، فلسطين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع الاجنبية

Alayan, Samira (2019), Education in East Jerusalem: Occupation, Political Power, and Struggle, Routledge (Taylor & Francis Group), 52 Vanderbilt Avenue, New York.

 

المصادر والمراجع:
أبو راس، علي (2011): دور المدارس الخاصة في دعم التعليم في القدس، مؤسسة ساعد للاستشارات التربوية، القدس، فلسطين.
أبو فارة، يوسف، والسويطي، شبلي (2021): تحديات إدارة قطاع التعليم العام في مدينة القدس الشرقية المحتلة. مجلة جامعة الأزهر. 23(2)، 201-238.
ازحيمان، نداء (2017). درجة تطبيق التخطيط التربوي الاستراتيجي في مدارس القدس من وجهات نظر مديري المدارس(رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة النجاح الوطنية. نابلس.
جبريل، سمير (2011): واقع التعليم في القدس ودور مدارس الأوقاف، مؤسسة ساعد للاستشارات التربوية، القدس، فلسطين.
جبريل، سمير (2008): تعدد مرجعيات التعليم في القدس: واقع وتحديات، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس. فلسطين.
زهد، رهام (2016).تأثير السياسة التعليمية الإسرائيلية على الوعي العام للشباب الفلسطيني في مدارس شرق القدس (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة          النجاح، نابلس.
الشاويش، ناريمان (2011): تأثير السياسات الإسرائيلية على التحصيل العلمي في القدس الشرقية. جامعة القدس، رسالة ماجستير غير منشورة. أبوديس.
عبد القادر، حسين (2019). المشكلات التي تواجه التعليم في مدينة القدس وسبل علاجها.مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية،33(1)، 105-131.
العيسى، ايناس (2019): العوامل والقوى المجتمعية المؤثرة على التعليم في القدس، فلسطين، نابلس، دار الشامل للنشر والتوزيع، نابلس، فلسطين.
قدح، أنوار (2022). التعليم في القدس في ظل حكومة بينت، إلى أين؟، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، 1(5)،144-167.
القيق، زيد (2018): سياسات ووسائل إدارة المعارف والبلدية الإسرائيلية: أسرلة قطاع التعليم في القدس المحتلة، مؤتمر المدارس الخاصة التربوي، عمان، الأردن.
مطر، علاء (2017): واقع الحق في التعليم العام في القدس المحتلة، تحديات وآفاق. مؤتمر فلسطين. قضية وحق. بيروت، لبنان.
مؤسسة القدس الدولية، التعليم في القدس، التقرير المعلوماتي، 2010. بيروت، لبنان.
وحدة شؤون القدس (2018): وزارة التربية والتعليم العالي، السلطة الوطنية الفلسطينية، تقرير عن قطاع التعليم في مدينة القدس للعام الدراسي، رام الله، فلسطين.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المراجع الاجنبية
Alayan, Samira (2019), Education in East Jerusalem: Occupation, Political Power, and Struggle, Routledge (Taylor & Francis Group), 52 Vanderbilt Avenue, New York.