نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
كلية التربية - جامعه اسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك ( TPACK ) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الاعدادية
إعــــــــــــــــــــــداد
احمد خلف عبد الغفور محمد
معلم أول اللغة عربية بمدرسة بستان حارس الإعدادية،
إدارة العامرية بمحافظة الإسكندرية
ماجستير التربية قسم المناهج وطرق تدريس اللغة العربية
ahmklf@gmail.com
أ.د/ أحمد سيد محمد إبراهيم أ.م.د/ أماني حامد مرغني طلبة
استاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الاسلامية جامعة أسيوط والدراسات الاسلامية المساعد بكلية التربية جامعة أسيوط
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد الخامس– مايو 2023م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص البحث
تمثلت مشكلة البحث في ضعف مستوى معلمي اللغة العربية في مهارات التدريس الإبداعي، واستهدف البحث تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية تبعًا للمنهج التجريبي ذي التصميم شبه التجريبي، ذي المجموعة الواحدة، التي تكونت من (20) معلمًا ومعلمة من إدارة العامرية بمحافظة الإسكندرية، وتمثلت أدوات البحث ومواده التي تم إعدادها في: "قائمة مهارات التدريس الإبداعي، المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم، برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم، مقياس تقدير أداء معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية في مهارات التدريس الإبداعي، وتوصل البحث إلى فاعلية البرنامج التدريبي في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، وجاءت الفروق دالة عند (0.01) لصالح التطبيق البعدي في مقياس تقدير الأداء في مهارات التدريس الإبداعي، وكان حجم أثر البرنامج قويًا جدًا، وللتحقق من وجود فرق بين التطبيقين؛ استُخدِم اختبار ولكوكسون لدلالة الفرق بين الدرجات (z)، واختبار التحليل البعدي لقياس الفاعلية وحجم الأثر (d)، وكانت قيمتهما في مهارات التدريس الإبداعي ككل z=3.824، d=0.86، وأوصى البحث بمجموعة من التوصيات، كما قدم مجموعة من المقترحات في ضوء ما أسفر عنه من نتائج.
الكلمات المفتاحية: نموذج TPACK، المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم، مهارات التدريس الإبداعي، معلمي اللغة العربية.
Summary of the research
The problem of the research was the poor level of Arabic language teachers in creative teaching skills. The research aimed to develop the creative teaching skills of Arabic language teachers according to the experimental approach with a semi-experimental design, with one group, which consisted of (20) male and female teachers from Al-Amriya administration in Alexandria Governorate. The research tools and materials that were prepared were: "List of creative teaching skills, international standards for licensing the teaching profession, a training program based on the TPACK model supported by international standards for licensing the teaching profession, a measure for evaluating the performance of Arabic language teachers in the preparatory stage in creative teaching skills, The research concluded the effectiveness of the training program in developing the creative teaching skills of teachers of the Arabic language in the preparatory stage, and the differences came as a function at (0.01) in favor of the post application in the performance evaluation scale in creative teaching skills. The Wilcoxon test was used to indicate the difference between scores (z), and the dimensional analysis test to measure effectiveness and effect size (d), and their values in creative teaching skills as a whole were z = 3.824, d = 0.86, and the research recommended a set of recommendations, and it also presented a set of proposals in light of its results.
Keywords: TPACK model, international standards for licensing the teaching profession, creative teaching skills, Arabic language teachers.
مقدمة
يشهد العالم تقدمًا معرفيًا وتكنولوجيًا كبيرًا، وهو ما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على العملية التعليمية، ولمواكبة هذا التطور أصبح لزامًا على التربويين إعادة النظر في سياسات تطوير كفايات المعلمين ومهاراتهم لتطوير عملهم؛ لكون عملهم هو المؤثر على المستقبل؛ لتأثيرهم في تعلم التلاميذ، وعلى إخراج جيل قادر على قيادة المستقبل والتأثير فيه.
ويعد المعلم الأساس في أي تجديد تربوي؛ لأنه أهم عناصر العملية التعليمية، فهو المنفذ للأنظمة والاتجاهات التربوية الحديثة في التعليم والتعلم والتقويم، والمحرك الرئيس لعقول التلاميذ واتجاهاتهم وطرق تفكيرهم، ومرشدهم إلى التعلم الذاتي؛ فالمتغيرات المتسارعة تلقي مسئولية ضخمة على عاتق المعلم، فهناك ضرورة لتطوير دور المعلم.
فالتنمية المهنية للمعلم ليست لرفع الأداء المهني فحسب، بل تتعدى لتصل إلى العملية التعليمية بأكملها، فمن خلال التنمية المهنية يزود المعلم بمهارات تنقصه لم يعد لها مسبقًا؛ ليتم الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يتطلبها تخصصه (جمال علي، وهناء فرغلي، 2022، 26).
والتدريب أثناء الخدمة أحد عوامل التنمية المهنية وعلى أساسها يتم تطبيق الجودة الشاملة، وبالتدريب يتمكن المعلمون من أداء المهارات التي تجعلهم قادرين على الإفادة من المستحدثات العلمية والتقنية، وتوظيفها في ممارستهم التدريبية (خضير عباس، وعباس دحام، 2017، 37).
وفي ظل المتغيرات العملية والتكنولوجية فمن المنتظر أن يكون المعلم مبدعًا، ومواكبًا لأي تطور يطرأ على العملية التعليمية، ويتمكن من التعامل معه بفاعليه، ومن واجبه ابتكار وسائل متجددة مع تلاميذه (فرح أسعد، 2018، 71).
وإذا كان التدريس النمطي له شكل ثابت، فإن مهارات التدريس الإبداعي تتسم بالمرونة، وتختلف باختلاف مواقف التعلم وأهدافه وعملياته، والتي تتحدد هي الأخرى في ضوء نوع التعلم ومحتواه، والمتعلم، وزمن التعلم، فتتمثل فاعلية مهارات التدريس الإبداعي في رفع مستوى التحصيل لدى التلاميذ وزيادة مستويات اهتمامهم تجاه المحتوى التعليمي (مجدي عزيز، السيد محمد، 2010، 146).
وتُعد مهارات التدريس الإبداعي من الصيغ التربوية التي تؤكد أهمية خيال المعلم في بناء رؤية عامة حول طبيعة المادة الدراسية، وطبيعة تدريسها، وتصميم بيئات تعليمية جاذبة للطلاب، وتصميم أنشطة تعليمية مألوفة وغير مألوفة تستثير قدرات التلميذ الذهنية والأدائية وتتحداها، وتوجههم نحو مسارات متنوعة ومتعددة في التفكير والتعلم بأدوات ومصادر تعليمية مفتوحة مع تأكيد أهمية بناء الدافعية للتعلم، وتوظيف التعزيز المستمر (ولاء محمد، 2019، 6) .
ويعد معلم اللغة العربية هو الأكثر احتياجًا لمهارات التدريس الإبداعي التي تتسم بالأصالة والطلاقة والمرونة وهي مرتكزات الإبداع؛ لكون اللغة العربية لغة الإبداع في حد ذاتها وخصائصها تؤكد طلاقتها ومرونتها، وتنفرد بثرائها اللغوي والثقافي، وهذا على اعتبار أنه عند ممارسته لعملية التدريس، يجد أن عليه استدعاء أكبر قدر من الأفكار والمهارات اللغوية والخبرات التربوية والتكنولوجية بما يتناسب مع مقام التدريس.
وأوصت العديد من الدراسات بأن يكون تدريس اللغة العربية إبداعيًا منها: دراسة رقية محمود، وشيماء حسن (2022)، ودراسة تغريد مسلم (2022)، ودراسة ولاء نصاري (2021)، ودراسة شريفة سعد (2020)، ودراسة عبد الرازق مختار (2018).
ومن البحوث التي أكدت أهمية مهارات التدريس الإبداعي للمعلمين وتنميتها: دراسة حنان ناجي (2022)، ودراسة خلود يوسف (2022)، ودراسة رقية محمود، وشيماء حسن (2022)، ودراسة تغريد مسلم (2022).
ويتضح مما سبق أهمية التدريس الإبداعي ومهاراته للمعلم عمومًا ومعلم اللغة العربية خصوصًا في العملية التعليمية، كما أن تنمية المعلم مهنيًا وتدريبه له دور مهم في تنمية تلك المهارات، التي تعمل على توفير المناخ المشجع على الإبداع، والابتكار، وهذا يدعو إلى تدريب المعلم على تلك المهارات؛ وعليه فتنمية مهارات التدريس الإبداعي يستدعي نماذج حديثة يمكنها التركيز على تنميتها وتوظيف المهارات والمعارف والخبرات المهنية من أجلها؛ ليصبح المعلم على قدر عالٍ من الكفاءة.
ومن النماذج التي تدعم هذا المجال نموذج تيباك Technology, Pedagogy, and Content Knowledge (TPACK)، وهو تطوير كهولر وميشرا (Koehler, M & Mishra, P, 2013) لنموذج شولمان (PCK) Pedagogical Content Knowledge لتفاعل المعرفة بالمحتوى التربوي الذي يصف كيف ولماذا لا يمكن النظر إلى معرفة المعلم بالتدريس والمحتوى بشكل منفرد فقط، فقام كوهلر وميشرا بتطويره من خلال تضمين المعرفة بالتكنولوجيا؛ ليخرجا نموذج تيباك (TPCK) والمعروف الآن بمصطلح تيباك (TPACK).
ويستند نموذج تيباك (TPACK) إلى مبدأ الدمج المناسب للتكنولوجيا ضمن سياق تعليمي معين ينطلق من الفهم الشامل للمعارف الأساسية الثلاث: التكنولوجيا، المحتوى، والتربية، وهذا يتطلب من المعلم الفهم الكامل للمعارف الثلاث كل على حدةٍ، وكذلك طبيعة دمجها ببعضها والعلاقات بينها، وإدارة هذه المعارف وتوليد أربع معارف أخرى منبثقة عنها؛ وبالتالي يتشكل النموذج من سبعة معارف؛ حتى يتسنى له دمج التكنولوجيا في الممارسة التدريسية بطريقة تحقق الأهداف (بدرية محمد، 2020، 32).
من هذا المنطلق يُعد نموذج تيباك (TPACK) أحد النماذج التي قد يكون لها تأثير إيجابي على مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية من خلال التدريب أثناء الخدمة، فهناك العديد من الدراسات التي أثبتت أهمية نموذج تيباك (TPACK) وفاعليته في تنمية مهارات التدريس الإبداعي، ومن هذه الدراسات: دراسة حصة محمد (2022)، صفوت توفيق (2022)، ودراسة منى علي (2021)، ودراسة هناء عبد الحميد (2018).
وهناك العديد من الدراسات التي أكدت فاعلية تيباك (TPACK) في التدريب والتنمية المهنية وتطوير إعداد المعلم أثناء الخدمة مثل: دراسة أماني حامد، ووائل صلاح (2022)، ودراسة سلطانة سعود، وخالد بن إبراهيم (2022)، ودراسة عزة علي (2018).
ولتوظيف النماذج الحديثة في إعداد وتدريب المعلم أثناء الخدمة ينبغي اعتماد معايير دقيقة تضمن تأهيل معلم على قدرٍ عالٍ من الكفاءة والجودة في الأداء، ويمكن الرجوع إليها في الإعداد والتدريب؛ فالتنمية المهنية للمعلم أثناء الخدمة لا تتم بمجرد تقديم برامج تدريبية بدعوى الارتقاء بمستوى المعلم وحسب؛ وإنما تتطلب تبني مستويات معيارية تتناسب مع فلسفة ترخيص مهنة التعليم وتقود إلى تطبيقها، وتأهيل المعلم لها، ومن هنا يمكن النظر إلى المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم كأساس يمكن الرجوع إليه في الإعداد والتدريب.
وهناك العديد من الأبحاث الحديثة التي أشارت إلى ضرورة وجود معايير ضوابط ليتمكن المعلم من ممارسة المهنة ووجوب حصوله على رخصة مهنة التعليم، فهناك العديد من التجارب العالمية التي طبقت رخصة مزاولة المهنة للمعلمين، ومنها تجربة الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، ودولة قطر (طلال سعد، 2017، 121-126).
لذا تعد المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم فلسفة يمكن أن تتم في ضوئها عمليات إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة وتأهيله للحصول على هذه الرخصة، فهي معايير تعبر عن خبرات وتجارب دول طبقت ترخيص مهنة التعليم، فلا يمكن التطلع إلى الوصول إلى معلم عالي الكفاءة عن طريق الإعداد والتدريب في منأى عن الإستراتيجيات العالمية والقومية التي تسعى إلى تطبيق جودة المعلم من خلال معايير ترشدنا إلى معرفة صلاحيته للتدريس من عدمه، والتي من خلالها يمكن أن ترشدنا أيضًا إلى تحديد ما إذا كان الإعداد والتدريب المقدم للمعلم يؤهله إلى هذا الترخيص ويطبق ما يسعى إليه هذا الترخيص أم لا.
وتركز معايير ترخيص مهنة التعليم وفق المعايير العالمية على مجموعة من الأسس تنطلق من كفاءة المعلم ومعارفه الأكاديمية والمهنية والثقافية، وملامح مهاراته المهنية التي تضمن التنمية المهنية الذاتية والتي تتماشى مع مبدأ المواكبة المستمرة للمستحدثات العصرية، وتفوقه واحترافه في مهنته وسعيه المستمر نحو التطور، ومراقبة سلوكياته المهنية، كما تمنح المستويات المعيارية التي على أساسه يمنح المعلم الإجازة لمزاولة المهنة، وتجدد بناءً على معايير ومقاييس عالية في النمو المهني، كما تفرض إنشاء جهة مسئولة عن ضمان المحافظة على مستوى المعلم المهني وضمان تحقق المعايير.
وفي ضوء ما سبق تتأكد أهمية تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية في ضوء النماذج والمعايير الحديثة، وعليه فإن البحث الحالي سعى إلى توظيف نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بمعايير ترخيص مهنة التعليم لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية؛ وذلك لاشتمال النموذج على تفاعل المعارف الثلاث: التكنولوجيا والمحتوى والتربية، وما ينتج عن هذا التفاعل من معارف إضافية من خلال التقاطعات بينها، مع تأكيد الاستناد إلى معايير دولية لمزاولة مهنة التعليم، وهو ما يتماشى مع التطورات الحادثة في الشأن التربوي العالمي، والاستفادة من الخبرات العالمية، وانتقاء ما يتناسب مع الظروف والإمكانات المحلية.
أولًا: مشكلة البحث:
نبعت مشكلة البحث الحالي من:
الاطلاع على الدراسات السابقة وتوصياته: دراسة فاطمة الزهراء كمال (2022)، دراسة إكرامي محمد، وسحر ماهر (2022)، دراسة تغريد مسلم (2022) ودراسة رقية علي، وشيماء حسن (2022)، ودراسة ولاء نصاري (2021)، وفاء حافظ (2020)، والتي أكدت أهمية مهارات التدريس الإبداعي، كما أوصت بتنميتها لدى المعلمين من خلال البرامج التدريبية.
الملاحظة: لاحظ الباحث -من خلال عمله معلمًا للغة العربية بالمرحلة الإعدادية- أن هناك عددًا من المعلمين لديهم تدنٍ في الأداء التدريسي أثناء تدريس مادة اللغة العربية وعزوفهم عن الإبداع في التدريس على وجه يحقق التفاعل الصفي، واستبدال الطرق النمطية في التدريس بالتكنولوجيا، وقد يمتلك هؤلاء المعلمون المعارف اللغوية والتربوية والتكنولوجية ولكنهم لا يستطيعون توظيف تلك المعارف على وجه يحقق الأهداف، مما قد يؤثر على تلك الأهداف والعملية التعليمية برمتها.
الدراسة الكشفية: وطبقت على عشرين من معلمي اللغة العربية بإدارة العامرية التعليمية، وتم استطلاع آرائهم؛ للوقوف على مدى فاعلية التدريب في تنمية المهارات التدريسية ومدى انعكاسه على مهاراتهم داخل حجرة الصف، وقد أظهر استطلاع الرأي أن 50% من المعلمين يرون أن التدريبات في غالبيتها تركز على المعارف لا المهارات التدريسية الفعلية، و65% من المعلمين يرون أن التدريبات المقدمة لهم لم تسفر عن تنمية مهاراتهم للتدريس الإبداعي، وذكر55% منهم أن التدريبات المقدمة لهم لا تحقق الأهداف المرجوة من التدريب، وأن 60% من المعلمين لا يستطيعون تطبيق ما تدربوا عليه لتحسين مهاراتهم التدريسية.
وبذلك حُددت مشكلة البحث الحالي في وجود تدنٍ في مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، ولعلاج هذه المشكلة قدم البحث الحالي برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم لتنمتها لديهم.
ثانيًا: أسئلة البحث:
سعى البحث الحالي للإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- ما مهارات التدريس الإبداعي لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية؟
2- ما المعايير العالمية اللازمة لترخيص مهنة التعليم لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية؟
3- ما البرنامج التدريبي القائم على نموذج تيباك (TPACK) لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية؟
4- ما فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية؟
ثالثًا: مصطلحات البحث:
البرنامج التدريبي ويُعرَّف إجرائيًا بأنه: عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي تتم وفق مخطط يحتوي على مجموعة من الخبرات، والمعارف، والتقنيات المتعددة، تقوم على نموذج تيباك (TPACK) وتهدف إلى تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية.
نموذج تيباك (TPACK) ويُعَرَّف إجرائيًا بأنه: نموذج منهجي يعتمد على استثمار الإمكانات والخبرات الأكاديمية والتربوية والتكنولوجية، ودمجها على وجهٍ متفاعل يناسب الموقف التدريسي، ويمكن استخدامه لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية.
المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم: الاتجاهات الدولية التي وردت في الدراسات والتقارير البحثية الحديثة للعديد من النظم حول العالم عن إجازة مزاولة مهنة المعلم، والتي تعتمد على استيفاء المعلم لمتطلبات ومعايير محددة تستند إلى معايير الجودة مع الأخذ في الاعتبار ارتباطها بالمعايير القومية، والتي يمكن أن تدعم برنامجًا تدريبيًا لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية.
مهارات التدريس الإبداعي وتُعَرَّف إجرائيًا بأنها: مجموعة الإجراءات والسلوكيات التي يتبعها معلم اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية ويتمكن من ممارستها بدقة وإتقان وبأقل وقت ومجهود ممكنين أثناء ممارسة تدريس اللغة العربية بمراحله المختلفة بشكل يتسم بالطلاقة والأصالة والمرونة، وتوظيف هذه المهارات والعلاقات بينها في المواقف التربوية المناسبة بحيث يعود عليها بالمنفعة، والتي يمكن تنميتها عن طريق برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم، وقياسها عن طريق مقياس تقدير الأداء.
رابعًا: أهداف البحث:
استهدف البحث الحالي: تحديد مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، وقياس فاعلية برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك (TPACK) لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لديهم.
خامسًا: أهمية البحث: يرجى أن يفيد كلًا من:
1- معلمي اللغة العربية: من خلال تقديم برنامج قائم على نموذج تيباك (TPACK) ودعمه بالمعايير العالمية لرخصة مهنة التعليم وتوظيفهم توظيفًا مناسبًا؛ لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لديهم.
2- موجهي اللغة العربية: حيث قدم لهم برنامجًا تدريبيًا في مهارات التدريس الإبداعي، مما قد يُعد محاولة لتطوير تدريس اللغة العربية، كما أنه قد يسهم البحث في تطوير نظم التوجيه الفني لأداء المعلمين
3- القائمين على تدريب معلمي اللغة العربية أثناء الخدمة: في تطوير تدريب معلمي اللغة العربية أثناء الخدمة، وذلك من خلال تطبيق إجراءات وأساليب حديثة يمكن أن تسهم في تنمية معارف ومهارات التدريس عامة والتدريس الإبداعي خاصة.
4- القائمين على منظمات الجودة والترقي للمعلمين واختبارهم: يعيد البحث الحالي النظر في معايير ترقي معلمي اللغة العربية وتحديد المعايير الواجب توافرها في المعلم للترقي، من خلال تحديد وقياس مهارات التدريس الإبداعي لدى المعلم، التطلع إلى تطبيع المعايير العالمية للجودة الشاملة وتطبيق رخصة مهنة التعليم.
5- الباحثين: يقدم لباحثي إعداد المعلم وتنميته مهنيًا، مجالًا واسعًا لتصميم برامج مماثلة لتخصصات أخرى في ضوء نموذج تيباك (TPACK)، ورخصة مهنة التعليم وتنمية مهارات التدريس الإبداعي، وللبحث في نماذج أخرى لتنمية المعلمين مهنيًا أثناء الخدمة ولتنمية مهارات التدريس الإبداعي.
سادسًا: منهج البحث:
استخدم البحث الحالي المنهج التجريبي من خلال التصميم شبه التجريبي، ذي المجموعة الواحدة من خلال التطبيقين القبلي والبعدي لأدوات البحث؛ نظرًا لمناسبة هذا المنهج لمتغيراته.
سابعًا: محددات البحث:
محددات بشرية: مجموعة من معلمي اللغة العربية بإدارة العامرية التعليمية بمحافظة الإسكندرية، وعددهم (20) معلمًا.
محددات علمية: تمثلت في تنمية مهارات التدريس الإبداعي.
محددات مكانية وزمانية: تطبيق تجربة البحث في الفترة من (15/12/2022م إلى 21/1/2023م) واقعيًا بإدارة العامرية التعليمية (مدرسة بستان حارس الإعدادية)، وعن بعد من خلال تطبيقي (ZOOM)، و(Microsoft Teams).
ثامنًا: أدوات البحث ومواده (إعداد البحاث):
- قائمة بمهارات التدريس الإبداعي لمعلمي اللغة العربية.
- قائمة بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم.
- البرنامج القائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم.
- مقياس تقدير أداء معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية في مهارات التدريس الإبداعي.
إجراءات البحث
أولًا: إعداد قائمة مهارات التدريس الإبداعي لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية:
تطلب تحقيق أهداف البحث إعداد قائمة بمهارات التدريس الإبداعي لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، وقد تم إعداده وفق الخطوات الآتية:
1- تحديد الهدف من القائمة: وهو تحديد مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية.
2- تحديد مصادر إعداد القائمة: وهي:
- الأدبيات التربوية والدراسات السابقة التي تناولت مهارات التدريس بشكل عام، والتدريس الإبداعي بشكل خاص، وكل ما يتعلق بالإبداع في التدريس، وما يتناسب مع معلم اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية ومن هذه الدراسات: مجدي عزيز (2005)، عثمان فيصل (2010)، طارق محمد (2012)، تمارة محمد (2013)، سمية حلمي (2017)، شريفة سعد (2020)، نضال عبشي (2021).
- مقابلة بعض المختصين في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية.
- مقابلة معلمي وموجهي اللغة العربية؛ للإفادة منهم فيما يتعلق بمهارات التدريس الإبداعي.
3- إعداد قائمة مهارات التدريس الإبداعي في صورتها الأولية: في ضوء المصادر السابقة، ومن خلال الإطار النظري للبحث، تم التوصل إلى قائمة محاور مهارات التدريس الإبداعي الرئيسة، والمهارات الفرعية لها، وقد روعي في هذه المهارات أن تتسق مع مهارات التدريس الأساسية ومع مهارات الإبداع، وأن تكون واضحة ومحددة، وقابلة للقياس، وتضمنت القائمة في صورتها الأولية: مقدمة توضح للمحكمين الهدف من إعداد القائمة، التعريف الإجرائي لمهارات الاكتشاف والرعاية، والمطلوب من المحكمين من إبداء الرأي فيه، وتضمنت القائمة في صورتها الأولية (55) مهارة مقسمة على أربعة محاور: مهارات تخطيط التدريس الإبداعي (15) مهارة، ومهارات تنفيذ التدريس الإبداعي (18) مهارة، ومهارات تقويم التدريس الإبداعي (10) مهارات، ومهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي (12) مهارة.
4- تحكيم قائمة مهارات التدريس الإبداعي: تم عرض القائمة في صورتها الأولية على (33) محكمًا من المختصين في المناهج وطرق التدريس اللغة العربية، ومعلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية؛ للتوصل إلى القائمة بصورتها النهائية والأخذ بآرائهم فيما يتعلق بالتعديل والحذف والإضافة.
5- تعديل القائمة وفقًا لنتائج التحكيم: بعد عرض القائمة على المحكمين بحساب الأوزان لنسب اتفاقهم على المحاور الرئيسة والفرعية لها من خلال استخدام معادلة كوبر (Cooper):
عدد الموافقين
نسبة الاتفاق = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ× 100
(عدد الموافقين + عدد غير الموافقين)
وقد اتفق المحكمون على المحاور الرئيسة دون تعديل أو حذف، أما المهارات الفرعية فقد تم تعديل بعضها، وحذف التي لم تصل إلى نسبة اتفاق (80%).
فالمهارات التي تم حذفها من القائمة موضحة في الجدول التالي:
جدول (1)
المهارات التي تم حذفها |
نسبة الاتفاق |
المحور الذي تنتمي إليه المهارة |
التمكن من تحليل المحتوى اللغوي ومكوناته وخصائصه وفوائده. |
66.66% |
مهارات تخطيط التدريس الإبداعي |
تحديد المدى الزمني لإتمام عملية التعلم بمرونة. |
72.72% |
|
التخطيط لإثارة الأفكار الأصيلة لدى التلاميذ. |
63.63% |
|
طرح أسئلة متنوعة تتطلب الطلاقة اللغوية. |
72.72% |
مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي |
تشجيع التلاميذ على ذكر أكبر عدد ممكن من الأمثلة الصحيحة. |
57.57% |
6- التوصل إلى قائمة مهارات التدريس الإبداعي في صورته النهائية:
بعد حذف وتعديل بعض مهارات التدريس الإبداعي وفقًا لآراء المحكمين؛ أصبحت القائمة في صورتها النهائية تحتوي على أربعة محاور رئيسة هي: محور مهارات تخطيط التدريس الإبداعي (12)، ومحور مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي (16)، ومحور مهارات تقويم التدريس الإبداعي (10)، ومحور مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي (12).
ثانيًا: إعداد قائمة المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم.
لتحقيق هدف البحث تطلب إعداد قائمة بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم؛ لدعم البرنامج التدريبي بها وقد أُعِدَت باتباع الخطوات التالية:
تحديد الهدف من القائمة: هدف البحث من إعداد القائمة إلى تحديد مجموعة من المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم التي تدعم برنامجًا تدريبيًا قائمًا على نموذج تيباك (TPACK) لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية.
تحديد مصادر إعداد القائمة: تمثلت مصادر إعداد القائمة في مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة والتقارير المعدة من الجهات الرسمية وغير الرسمية في الدول المتقدمة والتي طبقت الترخيص ومعاييره ومنها: NBPTS (2022)، وزارة التربية والتعليم الإماراتية (2021)،Assalahi, H. (2021) ،Goodwin, A. L. (2021)، Force, T. T. (2020)،UNISCO (2019) ، هيئة تقويم التعليم والتدريب (2017)، ISO (2014)، Kuhlman, N. A., & Kneževic, B (2013)، Department for Education, (2011)، تفيدة سيد (2011).
إعداد القائمة في صورتها الأولية: بعد تحديد مصادر إعداد القائمة تم التوصل إلى المعايير الرئيسة والفرعية لترخيص مهنة التعليم ووضعها في صورة قائمة تضمنت (93) معيارًا مقسمة على خمسة محاور رئيسة وهي: (المعايير المهنية (31) معيارًا، ومعايير القيم المهنية (21) معيارًا، ومعايير التطور المهني والتنمية المستدامة (18)، والمعايير الثقافية (9) معايير، والمعايير الشخصية (14) ، وقد روعي في هذه المعايير: ارتباط اختيار المعايير بتدريس مادة اللغة العربية، مناسبة المعايير لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، مناسبة المعايير التدريس الإبداعي ومهاراته ومراحله. كون المعايير محددة وواضحة الصياغة والأسلوب، وأن تكون قابلة للقياس.
وقد تضمنت القائمة في صورتها الأولية مقدمة توضح الهدف من إعدادها، تعريف المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم، والمطلوب منهم إبداء الرأي فيه، من حيث التعديل والحذف والإضافة، وفقًا لما يرونه، وذلك من حيث: مدى اتساق كل معيار مع المحور الرئيس المتفرع منه، ومناسبة كل معيار مع المحور الرئيس المتفرع منه، ومدى سلامة الصياغة العلمية واللغوية لكل معيار، والإضافة والتعديل والحذف في كل محور محاور القائمة.
تحكيم قائمة المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم: تم عرض القائمة في صورتها الأولية على (29) محكمًا من المختصين في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وبعض موجهي اللغة العربية ومعلميها؛ بهدف التوصل إلى القائمة النهائية والأخذ بآرائهم فيما يتعلق بالتعديل والحذف والإضافة.
تعديل القائمة وفقًا لآراء المحكمين: وبدراسة آراء المحكمين وملاحظاتهم وحساب الأوزان النسبية لنسب اتفاقهم على المهارات الرئيسة، والفرعية لها، من خلال استخدام معادلة كوبر (Cooper)، تم التوصل إلى: اتفاق المحكمون على المحاور الرئيسة دون حذف أو تعديل، حذف بعض المعايير الفرعية لعدم وصولها إلى نسبة اتفاق (80%) كما يوضحها الجدول التالي:
جدول (2) المعايير التي تم حذفها من قائمة المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم لعدم وصولها إلى نسبة (80%)
المعايير التي تم حذفها |
نسبة الاتفاق |
المحور الذي ينتمي إليه المعيار |
تحليل بيانات التقييم الخاصة بالتلاميذ. |
75.86% |
المعايير المهنية |
استخدام بيانات التقييم في توجيه التخطيط. |
75.86% |
|
تكوين خبرات تعلم تتحدى العقل. |
72.41% |
|
احترام الزملاء والرؤساء وأولياء الأمور. |
72.7% |
معايير القيم المهنية |
الوفاء بمسئوليات مهنية أوسع. |
72.41% |
|
إظهار المعرفة بمراحل تطوير التعليم. |
75.86% |
معايير التطور المهني والتنمية المستدامة |
إظهار المعرفة بالمنهجيات التربوية والتعليمية. |
72.41% |
|
الوعي المناسب بالثقافة العلمية. |
72.41% |
المعايير الثقافية |
الوعي بالتنوع الثقافي العالمي. |
72.41% |
|
الرغبة في التطور المستمر. |
72.7% |
المعايير الشخصية |
ممارسة السُلطة المناسبة، والتصرف بشكل حاسم عند الضرورة. |
72.41% |
|
إبداء التسامح مع حقوق الآخرين واحترامها. |
72.41% |
وبذلك يكون قد حُذِف (12) معيارًا؛ لعدم وصولها لنسبة اتفاق (80%).
قائمة المعايير العالمية لترخيص مهنة التدريس في صورتها النهائية: بعد تعديل عبارات القائمة وفقًا لآراء المحكمين بالحذف، أصبحت في صورتها النهائية تحتوي على (81) معيارًا مقسمة على خمسة محاور رئيسة، وهي: المعايير المهنية (28) معيارًا، ومعايير القيم المهنية (19) معيارًا، ومعايير التطور المهني والتنمية المستدامة (16) معيارًا، والمعايير الثقافية (7) معايير، والمعايير الشخصية (11).
ثالثًا: إعداد البرنامج التدريبي القائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم:
ولبنائه تم اتباع الخطوات الإجرائية التالية للوصول إلى البرنامج التدريبي في الصورة المطلوبة:
1- تحديد أهداف البرنامج: قد تم تحديد الهدف العام للبرنامج التدريبي في: "تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية في ضوء نموذج (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم"، وفقًا لذلك تمت صياغة مجموعة من الأهداف للبرنامج أبرزها:
- تعرف أهم مهارات التدريس الإبداعي من خلال الاستفادة من نموذج (TPACK) وعناصره.
- تمكين معلمي اللغة العربية من استخدام تقنيات التدريس ودمجها في مهاراتهم التدريسية.
- تضمين المهارات التدريسية بعض المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم.
2- صياغة فلسفة البرنامج التدريبي: ينطلق البرنامج التدريبي من حاجة معلم اللغة العربية إلى توظيف معارفه وكفاءاته المختلفة التربوية والأكاديمية والتكنولوجية من أجل توظيفيها توظيفًا صحيحًا من أجل تنمية مهارات التدريس الإبداعي لديه.
3- بناء محتوى البرنامج واختيار أنشطته التدريبية: يرتبط اختيار وبناء وتنظيم محتوى البرنامج التدريبي بأهدافه، فأهداف البرنامج تعد بمثابة المعايير التي في ضوئها يتم اختيار وبناء وتنظيم المحتوى، والأنشطة والوسائل التعليمية والتدريبية المساعدة، وفي ضوئها كذلك تتحدد أساليب التقويم المناسبة.
4- تنظيم محتوى البرنامج: تم تنظيم محتوى البرنامج وفق عدة مبادئ تتفق وطبيعة مهارات التدريس الإبداعي التي تحقق المبادئ التالية:
وقسم البرنامج على خمسة مديولات كما يلي: المديول الأول: تكنولوجيا التعليم ووسائله في التدريس الإبداعي ويتناول المعرفة التكنولوجية (TK) من أبعاد نموذج تيباك، والمديول الثاني: التدريس الإبداعي للغة العربية وإستراتيجياته ويتناول المعرفة التربوية (PK)، والمعرفة التربوية المرتبطة بالمحتوى (PCK) من أبعاد نموذج تيباك، والمديول الثالث: علاقة التكنولوجيا بتدريس فروع ومهارات اللغة العربية إبداعيًا ويتناول المعرفة التكنولوجية المرتبطة بالمحتوى (TCK) من أبعاد نموذج تيباك، والمديول الرابع: دمج التكنولوجيا في التدريس الإبداعي يتناول المعرفة التكنولوجية التربوية (TPK) من أبعاد نموذج تيباك، والمديول الخامس: ممارسات تقنية في إبداع تدريس اللغة العربية يتناول معرفة المحتوى التربوي التكنولوجي (TPACK)، وهو البعد الذي تندمج فيه كافة الأبعاد والمعارف لنموذج تيباك.
5- اختيار إستراتيجيات وأساليب التدريب: وظِفَ أسلوبا المحاضرة والمناقشة، وبعض الأساليب المبتكرة عن طريق العروض التقديمية، والإنفوجرافيك، والتي صممت ببعض برامج العرض والتصميم prezi)، (Canva، والتي تحقق التفاعل وتحفز المعلم على المشاركة لتحقيق الغرض من تقديم الجزء خاص بهما من حيث تقديم قدر كبير من المعلومات والمعارف النظرية في الفترة الزمنية المخصصة لذلك، كما تم الاعتماد على التطبيقات العملية التي شملت: أسلوب الورش الدراسية، والتدريس المصغر كأسلوب عملي للتدريب على المهارات الجزئية المتضمنة في الجلسات ولتقديم التغذية الراجعة فقد تطلب ذلك إجراء متابعة ميدانية للمتدربين للوقوف على المشكلات الميدانية التي تواجههم أثناء التطبيق وكيفية التغلب على هذه المشكلات.
6- اختيار الوسائل والأنشطة التدريبية: تقوم الأنشطة التدريبية في البرنامج على سلسلة من الإجراءات على نحو يساعد في تحقيق الأهداف للبرنامج الحالي، فهناك ارتباط بين الأنشطة التدريبية والأهداف، وقد شملت الأنشطة: أنشطة نظرية، وأنشطة عملية، وأشكالًا مختلفة، فهناك الأنشطة المصاحبة والأنشطة البعدية.
7- تحديد أساليب التقويم المناسبة: تمثل عملية التقويم جانبًا مهمًا من جوانب عملية التعلم؛ ذلك لكون التقويم يعني: "تحديد مدى الانسجام والتوافق بين الأداء والأهداف أو بين النواتج الواقعية للتعلم، والنتائج التي كانت متوقعة منه"، ومن أساليب التقويم التي تم استخدامها في تطبيق البرنامج:
التقويم القبلي: لتحديد المستوى المبدئي لأداء معلمي اللغة العربية لمهارات التدريس الإبداعي المراد تنميتها.
التقويم التكويني: تم عن طريق ملاحظة أداء المعلمين في كل مرحلة من مراحل البرنامج المختلفة، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة التي تمكن المعلم من تصحيح مساره وبلوغه الأهداف الموضوعة، وذلك من خلال المتابعة الميدانية الأسبوعية.
التقويم الختامي: لتحديد مدى التقدم الذي يطرأ على أداء المعلمين نتيجة دراستهم للبرنامج وتدربهم عليه، ويتم من خلال قياس أدائهم في المواقف التدريسية ومقارنة نتائج هذا القياس مع نتائج الملاحظة القبلية التي تمت قبل دراسة البرنامج.
8- ضبط البرنامج التدريبي: تم استطلاع آراء المحكمين حول محتوى البرنامج من خلال قائمة بنود شملت أهداف البرنامج ومقدمته ومحتواه وأنشطته وأساليبه التقويمية بالإضافة إلى بند مفتوح تحت عنوان إضافات ومقترحات، وقد أسفر استطلاع الرأي عن بعض التعديلات والتوجيهات التي أفادت البحث، وتم إجراء بعض المقابلات مع السادة المحكمين للرد على استفساراتهم حول البرنامج ومحتواه، وبعد إجراء التعديلات والمقترحات من السادة المحكمين، أصبح البرنامج في صورته النهائية.
رابعًا: إعداد مقياس تقدير أداء معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية في مهارات التدريس الإبداعي:
1- تحديد هدف المقياس: وهدف المقياس تحديد مدى امتلاك معلمي اللغة العربية لمهارات التدريس الإبداعي؛ لتقدير أداء كل معلم في مهارات التدريس الإبداعي.
2- تحديد مصادر المقياس:
- الاطلاع على الأدبيات التي تناولت هذا النوع من مقاييس تقدير الأداء ومنها: هيا محمد (2022)، إبتسام تمساح (2021)، خالد عبد العزيز. (2021)، محمد حسن (2019)، إنتصار فرغلي (2019).
- الاستعانة ببعض المختصين في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية؛ للإفادة من خبراتهم وآرائهم.
3- إعداد المقياس في صورته الأولية: وخطوات تصميم المقياس كالتالي:
أ- تصنيف المهارات طبقًا للمحاور كما هي موجودة في قائمة مهارات التدريس الإبداعي –بشكلها النهائي.
ب- تجزئة كل مهارة من تلك المهارات إلى ثلاث مهارات متدرجة بحيث يمكن تحديد مدى امتلاك المعلم لها.
ج- اختيار التدرج المناسب للمهارات لتقدير مدى امتلاك كل مهارة، وفقًا لطبيعتها أو السلوكيات المتضمنة لها.
د- تخصيص علامة مناسبة لكل مهارة حسب مدى امتلاكها (متميز(3) – جيد جدًا(2) – جيد(1) ؛ وهذا لكون المهارات خاصة بالتدريس الإبداعي لا لامتلاك المهارات التدريسية فحسب.
هـ - التوصل إلى المقياس بصورته الأولية.
وعليه تضمن المقياس كما هي موجودة في قائمة مهارات التدريس الإبداعي بصورة متدرجة إلى ثلاث مهارات، وقد روعي في هذه المهارات أن: التدريج يكون مناسبًا لطبيعة كل مهارة، مناسبة كل تدريج للمهارة وطبيعة التدريس الإبداعي ومراحله، يكون التدرج محدد وواضح الصياغة والأسلوب، وقابل للقياس، كما تم إعداد استمارة تسجيل للمقياس؛ بغرض التيسير في التطبيق لتسجيل الدرجة التي تشير إلى مستوى أداء الدارس في كل مهارة أدائية على حدة في المكان المخصص للمستويات الثلاثة.
ضبط المقياس:
- تحكيم المقياس: تضمن المقياس في صورته الأولية مقدمة توضح الهدف من إعداده، تعريف المقياس، والمطلوب من السادة المحكمين إبداء الرأي فيه، من حيث التعديل والحذف والإضافة، وفقًا لما يرونه، من حيث مدى اتساق كل تدريج مع المهارة والمحور الرئيس المتفرع منه، ومناسبة كل تدريج مع المهارة والمحور الرئيس المتفرع منه، ومدى سلامة الصياغة العلمية واللغوية لكل تدريج، الإضافة والتعديل والحذف في كل تدريج.
تم عرض القائمة في صورتها الأولية على (33) محكمًا من المختصين في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وبعض موجهي اللغة العربية ومعلميها؛ وذلك بهدف التوصل إلى القائمة في صورته النهائية، والأخذ بآرائهم فيما يتعلق بالتعديل والحذف والإضافة.
تعديل القائمة وفقًا لآراء المحكمين: بعد عرض المقياس على المحكمين تم إجراء التعديلات التي أشاروا إليها فيما يخص بعض التوصيفات في بعض المستويات؛ بذلك أصبح مقياس تقدير أداء معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية في مهارات التدريس الإبداعي في صورته النهائية، مكونًا من ثلاثة مستويات وهي: متميز (3)، جيد جدًا (2)، جيد (1).
- تطبيق المقياس على مجموعة استطلاعية: تم تطبيق المقياس على مجموعة من (5) معلمين – خارج مجموعة البحث- على فترتين (أربع حصص) عن طريق الباحث وأحد المعلمين الأوائل بمدارس المجموعة الاستطلاعية، وقدر كل منهما تقديرًا مستقلًا؛ للتأكد من ثبات المقياس، وذلك بعد فهمه وتدريبه وشرح التعليمات والإجراءات بدقة وكيفية استخراج النتائج، وتم حساب نسب الاتفاق بمعادلة (Cooper) والتي كانت نسبته 85% وهي نسبة مقبولة.
- حساب صدق الاتساق الداخلي: تم حساب صدق الاتساق الداخلى للمقياس بمعامل ارتباط بيرسون، وذلك عن طريق حساب معامل ارتباط درجة كل فقرة بالدرجة الكلية للمهارة والدرجة الكلية للمقياس، وجاءت النتائج على النحو الموضح في الجدول التالي:
جدول (3) صدق الاتساق الداخلى لمفردات مقياس مهارات التدريس الإبداعي
خطيط التدريس الإبداعي |
تنفيذ التدريس الإبداعي |
تقويم التدريس الإبداعي |
إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
||||||||
م |
معامل الارتباط بدرجة البُعد |
معامل الارتباط بالدرجة الكلية |
م |
معامل الارتباط بدرجة البُعد |
معامل الارتباط بالدرجة الكلية |
م |
معامل الارتباط بدرجة البُعد |
معامل الارتباط بالدرجة الكلية |
م |
معامل الارتباط بدرجة البُعد |
معامل الارتباط بالدرجة الكلية |
1 |
0,651** |
0,742** |
1 |
0,637** |
0,731** |
1 |
0,831** |
0,570** |
1 |
0,631** |
0,646** |
2 |
0,475* |
0,608** |
2 |
0,612** |
0,662** |
2 |
0,527** |
0,460* |
2 |
0,527** |
0,659** |
3 |
0,679** |
0,702** |
3 |
0,628** |
0,815** |
3 |
0,712** |
0,723** |
3 |
0,567** |
0,463** |
4 |
0,831** |
0,639** |
4 |
0,614** |
0,431* |
4 |
0,378* |
0,635** |
4 |
0,569** |
0,671** |
5 |
0,781** |
0,619** |
5 |
0,608** |
0,677** |
5 |
0,512** |
0,535** |
5 |
0,732** |
0,755** |
6 |
0,738** |
0,681** |
6 |
0,614** |
0,759** |
6 |
0,530** |
0,641** |
6 |
0,651** |
0,643** |
7 |
0,687** |
0,805** |
7 |
0,638** |
0,658** |
7 |
0,725** |
0,718** |
7 |
0,679** |
0,702** |
8 |
0,667** |
0,726** |
8 |
0,726** |
0,767** |
8 |
0,678** |
0,709** |
8 |
0,637** |
0,731** |
9 |
0,748** |
0,733** |
9 |
0,389* |
0,635** |
9 |
0,687** |
0,805** |
9 |
0,625** |
0,632** |
10 |
0,648** |
0,648** |
10 |
0,756** |
0,691** |
10 |
0,725** |
0,718** |
10 |
0,612** |
0,662** |
11 |
0,651** |
0,643** |
11 |
0,628** |
0,815** |
|
|
|
11 |
0,628** |
0,815** |
12 |
0,679** |
0,702** |
12 |
0,779** |
0,712** |
|
|
|
12 |
0,614** |
0,759** |
|
|
|
13 |
0,614** |
0,621** |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
14 |
0,587** |
0,41* |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
15 |
0,678** |
0,709** |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
16 |
0,687** |
0,805** |
|
|
|
|
|
|
** إحصائيًا عند مستوى 0,01 * دال عند مستوى 0,05
يتضح من نتائج الجدول السابق أن مفردات المقياس لها علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بدرجة المهارة التى تنتمي إليها وبالدرجة الكلية؛ مما يعنى أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الاتساق الداخلى الذى يعنى أن المفردات تشترك فى قياس مهارات التدريس الإبداعي.
كما تم حساب معامل ارتباط (بيرسون) لمعاملات الارتباط بين درجات الأبعاد الفرعية والدرجة الكلية وقد تبين أن قيم معاملات الارتباط جميعها مرتفعة والجدول (4) يوضح ذلك.
جدول (4) مصفوفة علاقة الأبعاد لمقياس مهارات التدريس الإبداعي
الأبعاد |
تخطيط التدريس الإبداعي |
تنفيذ التدريس الإبداعي |
تقويم التدريس الإبداعي |
إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
الارتباط بالدرجة الكلية |
0,723** |
0,745** |
0,718** |
0,748** |
** دالة إحصائيا عند مستوى 0,01
ويتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بين درجات الأبعاد والدرجة الكلية للمقياس دالة عند مستوى (0,01) مما يدل على أن المقياس بوجه عام يتمتع بدرجة عالية من الصدق وصادق لما وضع لقياسه.
- حساب ثبات القائمة: بطريقة ألفا كرونباخ للثبات: تم حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ، حيث تم حساب ثبات أبعاد المقياس الفرعية وحساب ثبات المقياس ككل؛ ويوضح جدول (5) ثبات أبعاد بطريقة ألفا كرونباخ.
جدول (5) معامل ألفا كرونباخ لأبعاد مقياس مهارات التدريس الإبداعي
الأبعاد |
تخطيط التدريس الإبداعي |
تنفيذ التدريس الإبداعي |
تقويم التدريس الإبداعي |
إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
المقياس ككل |
معامل ألفا كرونباخ |
0,789 |
0,805 |
0,784 |
0,779 |
0,806 |
يتضح من الجدول السابق أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات.
خامسًا: تجربة البحث:
لغرض هذا البحث؛ استخدم البحث المنهج التجريبي، من خلال التصميم شبه التجريبي ذي المجموعة الواحدة من خلال التطبيقين القبلي والبعدي لأدوات البحث؛ لمناسبته لمتغيرات البحث.
وتم اختيار مجموعة البحث (20) من معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية بإدارة العامرية التعليمية، بمحافظة الإسكندرية، وتم اختيارهم أثناء حضورهم لأحد تدريبات التعلم النشط المقدمة من الإدارة التعليمية.
وتم تطبيق مقياس تقدير الأداء في مهارات التدريس الإبداعي:على مجموعة البحث قبليًا بدءًا من يوم الأحد الموافق 27/11/2022م إلى الأحد الموافق 11/12/2022م من خلال الباحث وبعض المعلمين الأوائل بمدارس مجموعة البحث (مدرسة بستان حارس الإعدادية، مدرسة الحضارة الإعدادية المشتركة، مدرسة نور العلا الإعدادية المشتركة، مدرسة شباب سند الإعدادية المشتركة، ومدرسة الشعلة الإعدادية بنين)، وذلك لمعرفة مستوى أداء المعلمين فيه ومدى امتلاكهم لتلك المهارات وللتأكد من ثبات التقدير، حددت التعليمات والإرشادات بدقة وتبسيط إجراءات التقدير لضمان الحصول على نتائج دقيقة، واختيار المقدرين الأكفاء من المعلمين الأوائل بمدارس مجموعة البحث؛ لتمرسهم في عمليات الملاحظة، ومتابعة تنفيذ المقياس للاطمئنان على تنفيذ جميع الشروط والتعليمات وتسجيل النتائج بشكل دقيق، ذلك على فترتين (أربع حصص) للتأكد من تقدير جميع الوسائل وإتاحة الظروف كافة والإمكانات المناسبة لكل معلم، كما حضر الباحث في تقدير عينة عشوائية من مجموعة البحث وعددها (5) معلمين لحساب ثبات التقدير وعدم التحيز وحساب معامل الاتفاق بمعادلة (Cooper) وتبين أن نسبة الاتفاق بلغت 89% وهي نسبة اتفاق مقبولة لهذه المعادلة.
وتم تطبيق البرنامج من خلال الفصل الدراسي الأول بدءًا من يوم الخميس الموافق 15/12/2022م إلى يوم السبت الموافق 21/1/2023م، بواقع 20 ساعة تدريبية مقسمة على عشر جلسات بواقع 5 أسابيع ساعتين لكل جلسة، في كل أسبوع جلستين، منها خمس جلسات إلكترونية من خلال التطبيق (ZOOM)، و(Microsoft Teams)، وأخرى بحجرة التدريب، تمثلت إجراءات تطبيق موضوعات البرنامج المقترح عن طريق التطبيقات الإلكترونية في المديولات الآتية: تكنولوجيا التعليم ووسائله في التدريس الإبداعي (جلستين)، والتدريس الإبداعي للغة العربية وإستراتيجياته (جلستين)، وعلاقة التكنولوجيا بتدريس فروع ومهارات اللغة العربية إبداعيًا (جلسة)، أما التي طبقت واقعيًا هي كالآتي: تدريس الإبداعي للغة العربية وإستراتيجياته (جلسة)، علاقة التكنولوجيا بتدريس فروع ومهارات اللغة العربية إبداعيًا (جلسة)، دمج التكنولوجيا في التدريس الإبداعي (جلسة)، وممارسات تقنية في إبداع تدريس اللغة العربية (جلستين).
وتم التطبيق البعدي لأداة البحث من يوم الأحد 12/2/2023م إلى يوم الأحد 26/2/2023م حتى تتم المقارنة بين نتائج التطبيقين القبلي والبعدي من خلال المعالجات الإحصائية؛ لتعرُّف فاعلية البرنامج التدريبي المقترح في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية.
ولتحليل نتائج البحث الحالي تم استخدام برنامج التحليل الإحصائي لبيانات البحث، استخدم الباحث الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية المعروفة باسم SPSS: Statistical Package for the Social Sciences v.25 والاعتماد على الأساليب الإحصائية التالية:
المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري، وأكبر درجة وأصغر درجة، التمثيل البياني بالأعمدة، اختبار ولكوكسون لدلالة الفرق بين درجات مجموعتين مترابطتين (لا تتوافر بهم شروط المقياس البارامتري)، واختبار التحليل البعدي لقياس الفاعلية وحجم الأثر.
نتائج البحث وتفسيرها
للإجابة عن السؤال الرابع للبحث ونصه: "ما فاعلية برنامج تدريبي قائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية".
بحساب (المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، أكبر درجة، أصغر درجة) لدرجات التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس مهارات التدريس الإبداعي كما يوضحها الجدول التالي:
جدول (6) الإحصاءات الوصفية لدرجات التطبيقين لمقياس مهارات التدريس الإبداعي.
المحور |
التطبيقين |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
أصغر درجة |
أكبر درجة |
الدرجة النهائية |
مهارات التدريس الإبداعي ككل |
البعدي |
20 |
138,7 |
8,47 |
108 |
145 |
150 |
القبلي |
20 |
95 |
10,42 |
66 |
112 |
||
مهارات تخطيط التدريس الإبداعي |
البعدي |
20 |
32,9 |
2,51 |
26 |
35 |
36 |
القبلي |
20 |
21,5 |
4,99 |
13 |
34 |
||
مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي |
البعدي |
20 |
44,6 |
4,54 |
30 |
47 |
48 |
القبلي |
20 |
29,7 |
4,62 |
18 |
37 |
||
مهارات تقويم التدريس الإبداعي |
البعدي |
20 |
28,45 |
1,28 |
25 |
30 |
30 |
القبلي |
20 |
21,7 |
3,53 |
12 |
28 |
||
مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
البعدي |
20 |
32,75 |
2,88 |
25 |
36 |
36 |
القبلي |
20 |
22,1 |
4,23 |
15 |
33 |
يتضح أن متوسطات درجة التطبيق البعدي للمقياس ككل بلغت (138,7) درجة، ومحور مهارات تخطيط التدريس الإبداعي بلغت (32,9) درجة، ومحور مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي بلغت (44,6) درجة، ومحور مهارات تقويم التدريس الإبداعي بلغت (28,45) درجة، ومحور مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي بلغت (32,75) درجة، وهي درجات أعلى من درجات التطبيق القبلي؛ مما يدل علي وجود فرق بين متوسطى درجات التطبيقين للمقياس لصالح التطبيق البعدي.
وباستخدام اختبار ولكوكسون (z) للمجموعتين المرتبطتين (حيث تم استخدام أساليب الإحصاء الاستدلالي اللابارامتري وذلك لعدم تحقق شروط تطبيق اختبار (ت) نتيجة صغر حجم العينة) وكانت النتائج كما يلي جدول (7):
جدول (7) نتائج اختبار (z: ولكوكسون) لدرجات التطبيقين لمقياس مهارات التدريس الإبداعي
المحور |
فرق الرتب بين التطبيقين القبلي والبعدي |
مستوي الدلالة الإحصائية |
||||
الإشارة |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة (z) |
||
مهارات التدريس الإبداعي ككل |
سالبة |
19 |
10 |
190 |
3,824 |
دال إحصائيًا عند مستوي 0,01 |
موجبة |
0 |
0 |
0 |
|||
متعادل |
1 |
|
|
|||
مهارات تخطيط التدريس الإبداعي |
سالبة |
17 |
10 |
170 |
3,685 |
دال إحصائيًا عند مستوي 0,01 |
موجبة |
1 |
1 |
1 |
|||
متعادل |
2 |
|
|
|||
مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي |
سالبة |
18 |
10,5 |
189 |
3,788 |
دال إحصائيًا عند مستوي 0,01 |
موجبة |
1 |
1 |
1 |
|||
متعادل |
1 |
|
|
|||
مهارات تقويم التدريس الإبداعي |
سالبة |
17 |
9 |
153 |
3,632 |
دال إحصائيًا عند مستوي 0,01 |
موجبة |
0 |
0 |
0 |
|||
متعادل |
3 |
|
|
|||
مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
سالبة |
16 |
9,5 |
152 |
3,59 |
دال إحصائيًا عند مستوي 0,01 |
موجبة |
1 |
1 |
1 |
|||
متعادل |
3 |
|
|
يتضح من جدول (7) أن قيمة الفرق بين الدرجات قبلي وبعدي لمهارات التدريس الإبداعي ككل (z)= 3.824، وقيمته لمحور مهارات تخطيط التدريس الإبداعي (z)= 3,685، وقيمته لمحور مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي (z)= 3,788، وقيمته لمحور مهارات تقويم التدريس الإبداعي (z)= 3,632، وقيمته لمحور مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي (z)= 3,59، وهي قيم جميعها دالة إحصائيًا عند مستوى 0,01 لصالح التطبيق البعدي حيث أن متوسط الرتب السالبة الإشارة لمهارات التدريس الإبداعي ككل (10) والرتب الموجبة الإشارة لها (صفر) مما يشير لوجود فرق بين رتب درجات عينة البحث لصالح التطبيق البعدي مما يدل على فاعلية البرنامج التدريبي.
ويبين الجدول (8) نتائج تطبيق اختبار حجم التأثير (d).
جدول (8) نتائج اختبار حجم التأثير (d)
المهارة |
قيمة (z) |
مستوي الدلالة الإحصائية |
قيمة d |
حجم التأثير |
مهارات التدريس الإبداعي ككل |
3,824 |
مستوي 0,01 |
0,86 |
قوي جدًا |
مهارات تخطيط التدريس الإبداعي |
3,685 |
مستوي 0,01 |
0,82 |
قوي جدًا |
مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي |
3,788 |
مستوي 0,01 |
0,85 |
قوي جدًا |
مهارات تقويم التدريس الإبداعي |
3,632 |
مستوي 0,01 |
0,81 |
قوي جدًا |
مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي |
3,59 |
مستوي 0,01 |
0,80 |
قوي جدًا |
ويتضح من جدول (8) أن قيمة حجم التأثير لمهارات التدريس الإبداعي ككل (d)= 0,86، ومحور تخطيط التدريس الإبداعي (d)= 0,82، ومحور مهارات تنفيذ التدريس الإبداعي (d)= 0,85، ومحور مهارات تقويم التدريس الإبداعي (d)= 0,81، ومحور مهارات تقويم التدريس الإبداعي (d)= 0,80، ومحور مهارات إدارة الصف في بيئة التعلم الإبداعي (d)= 0,80، أي أن لاستخدام البرنامج التدريبي القائم على نموذج (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم تأثيرًا قويًا جدًا وأن هناك فعالية مرتفعة في تنمية مهارات التدريس الإبداعي.
وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج الدراسات السابقة التي اهتمت بتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية كدراسة: رقية محمود، وشيماء حسن (2022)، شريفة سعد (2022)، وفاء حافظ (2020)، عبدالرازق مختار (2018)، صفوت توفيق (2016)، حسين عبدالكريم (2016).
ويمكن تفسير هذه النتائج كما يلي:
ترجع فاعلية البرنامج التدريبي القائم على نموذج تيباك (TPACK) المدعوم بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم في تنمية مهارات التدريس الإبداعي إلى:
خطوات البرنامج، ومحتوى المحاضرات والأنشطة المتضمنة فيها، والتي ركزت على تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى المعلمين.
المعارف النظرية التي يقدمها البرنامج للتدريس الإبداعي والوسائل التكنولوجية، والأنشطة العملية لتلك المعارف للربط بين الناحية النظرية والعملية مما يجعله واقعًا عمليًا؛ ويجعل تنمية المهارات الإبداعية بشكل أفضل وأسرع؛ لحاجتهم إلى تنمية تلك المهارات في الاتجاه الصحيح.
المحتوى المنظم تدريجيًا أسهم في تنمية مهاراتهم تدريجيًا؛ وهذا ما صحح لديهم المفاهيم غير الصحيحة نحو ممارسات التدريس الإبداعي غير مجدية، أو أنها تحتاج إلى مجهود، أو وسائل وإمكانات غير متوفرة، أو كون التلاميذ لا يفضلون تلك الطرق أو غيرها من المفهومات الخاطئة.
التنظيم الذي يقدمه نموذج تيباك (TPACK) من خلال ربطه بين المعارف لدى المعلم والتفاعل القائم بين تلك المعارف مما يعني استدعائه للمعارف كافة بطريقة آنية لا استثناء معرفة دون الأخرى؛ وهذا ينعكس على مهارات التدريس الإبداعي لديهم.
تركيز نموذج تيباك (TPACK) على تفاعل كل معرفة على حدة مع الأخرى والمعارف مع بعضها بعضًا؛ ومن ثم دراية المعلم بعلاقة كل معرفة مع الأخرى وعلاقة المعارف ببعضها وكيفية الإفادة من تلك العلاقة بطرق مختلفة، والنظر إلى المعارف بطريقة مختلفة وغير مألوفة مما يناسب ويدعم الإبداع ومن ثم التدريس الإبداعي ومهاراته، وممارساته.
الارتباط الوثيق بين التكنولوجيا كبعد أساسي ومعرفة رئيسة مدمجة متفاعلة مع باقي المعارف الأخرى والذي يرتكز عليه نموذج تيباك (TPACK)؛ هذا لما تقدمه التكنولوجيا من آفاق مفتوحة تساعد المعلم في ممارسته للتدريس الإبداعي لكون التكنولوجيا تدعم الإبداع ومن ثم التدريس الإبداعي؛ لأنها متعددة الوسائل والأفكار وتساعد المعلم في تنفيذ العديد من إستراتيجيات التدريس الإبداعي، وتساعده في جذب انتباه التلاميذ من خلال الوسائل التكنولوجية المتنوعة، التي توفر الوقت والجهد، فضلًا عن الأنشطة التعليمية والتقويم التي تدعمها وغيرها من الأفكار.
دعم البرنامج بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم؛ لكونها معايير تتبعها العديد من النظم حول العالم، تتطلع إلى جودة المعلم بطريقة يمكن قياسها، وتعتمد على استيفاء المعلم لمتطلبات ومعايير محددة تستند إلى معايير الجودة.
التوصيات والمقترحات
أولًا: توصيات البحث:
وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمكن تقديم التوصيات التالية:
1- تطوير برامج إعداد وتدريب معلمي اللغة العربية وبخاصة التي تركز على مهارات التدريس الإبداعي.
2- التركيز على معايير إبداعية في اختيار معلمي اللغة العربية، ودعم السمات الإبداعية، مثل المرونة والأصالة والطلاقة وغيرها من السمات التي يجدر معلم اللغة العربية امتلاكها؛ لكونها لغة الإبداع.
3- تطوير أدلة معلمي اللغة العربية، بحيث تراعي التدريس الإبداعي بمهاراته وإستراتيجياته، والأنشطة المصاحبة له.
4- إصدار كتيبات وأدلة تعليمية مصاحبة لمناهج اللغة العربية تعّرف المعلمين بنموذج تيباك (TPACK) وطبيعة العلاقات بين تلك المعارف وكيفية الإفادة من هذا النموذج وتقديم نماذج استرشادية لتطبيق هذا النموذج من خلال إستراتيجيات وخطوات محددة من دروس اللغة العربية.
5- ضرورة الإفادة من نموذج تيباك (TPACK) ومعارفه وطبيعة الدمج بينها، ودمج التكنولوجيا في التدريس من خلاله في مجال تدريب معلمي اللغة العربية.
6- الاهتمام بالمعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم؛ لكونها مستقبل جودة المعلم والتطلع لتطبيق الدول العربية كافة لها لكونها معايير تبحث عن جودة المعلم التي يمكن قياسها؛ حتى يصبح المعلم جاهزًا لتطبيق رخصة مزاولة مهنة التعليم وعلى دراية بها؛ ولكونها جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة للمعلم.
ثانيًا: مقترحات البحث:
وفي ضوء نتائج الدراسة يمكن اقتراح دراسة موضوعية في الموضوعات التالية:
- العلاقة بين التكنولوجيا الحديثة وتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية.
- علاقة أبعاد نموذج تيباك (TPACK) على تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية، وأثره على تلاميذهم.
- نموذج مقترح لتطوير نموذج تيباك (TPACK) ليتضمن مهارات التدريس الإبداعي.
- إجراء دراسات في المعايير العالمية لترخيص مهنة التعليم ومدى وعي المعلمين بها.
المراجع
أولًا: المراجع العربية:
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
Assalahi, H. (2021). The professional standards for teachers in Saudi Arabia as a framework for EFL teachers’ professional development needs assessment. TESOL International Journal, 16(6), 161-186.
Department for Education. (2011). Teachers’ Standards. Retrieved from: https://www.education.gov.uk/publications/standard/publicationDetail/Page1/DFE-00066-2011.
Force, T. T. (2020). International Task Force on Teachers for Education 2030.
Goodwin, A. L. (2021). Teaching standards, globalization, and conceptions of teacher professionalism. European Journal of Teacher Education, 44(1), 5-1.
ISO. (2014). Teaching Standards. Good practices for collaboration between National Standards Bodies and universities.
Koehler, M., Mishra, P., Akcaoglu, M., & Rosenberg, J. M. (2013). The technological pedagogical content knowledge framework for teachers and teacher educators. Commonwealth Educational Media Center For Asia, Retrieved from: http://cemca.org.in/ckfinder/userfiles/
Kuhlman, N. A., & Kneževic, B. (2013). The TESOL Guidelines for Developing EFL Professional Teaching Standards. TESOL International Association.
NBPTS. (2022). National Board for Professional Teaching Standards. Retrieved from:
https://www.nbpts.org/certification/standards/
UNESCO. (2019). ICT Competency Framework for Teachers.
أولًا: المراجع العربية:
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
Assalahi, H. (2021). The professional standards for teachers in Saudi Arabia as a framework for EFL teachers’ professional development needs assessment. TESOL International Journal, 16(6), 161-186.
Department for Education. (2011). Teachers’ Standards. Retrieved from: https://www.education.gov.uk/publications/standard/publicationDetail/Page1/DFE-00066-2011.
Force, T. T. (2020). International Task Force on Teachers for Education 2030.
Goodwin, A. L. (2021). Teaching standards, globalization, and conceptions of teacher professionalism. European Journal of Teacher Education, 44(1), 5-1.
ISO. (2014). Teaching Standards. Good practices for collaboration between National Standards Bodies and universities.
Koehler, M., Mishra, P., Akcaoglu, M., & Rosenberg, J. M. (2013). The technological pedagogical content knowledge framework for teachers and teacher educators. Commonwealth Educational Media Center For Asia, Retrieved from: http://cemca.org.in/ckfinder/userfiles/
Kuhlman, N. A., & Kneževic, B. (2013). The TESOL Guidelines for Developing EFL Professional Teaching Standards. TESOL International Association.
NBPTS. (2022). National Board for Professional Teaching Standards. Retrieved from:
https://www.nbpts.org/certification/standards/
UNESCO. (2019). ICT Competency Framework for Teachers.