المضامين التربوية المستنبطة من تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام المضامين التربوية المستنبطة من تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية-جامعة أسيوط

المستخلص

استهدفت الدراسة التعرف على المقصود بحديثي العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجههم، والأساليب التي تعامل بها الإسلام مع حديث العهد به، كما استهدفت الدراسة استنباط المضامين التربوية من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد الإسلام.
وقد استخدم الباحث المنهج الاستنباطي التحليلي لمناسبته لطبيعة الدراسة.
وقد توصلت الدراسة إلى مفهوم حديث العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجهه، والتي تمثلت في: الخوف من إشهار الإسلام، والارتباط بالجماعات المنحرفة، والإكراه، كما توصلت إلى أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به في العبادات والمعاملات، وتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول فيما يخص العبادات، ويشمل الشهادتين، والصلاة والصوم والزكاة، والحج، والإيمان والنذور، الجزء الثاني فيما يخص المعاملات الخاصة بالأسرة: ويشمل الزواج، والزيارات، ودعوتهم إلى الإسلام، الجزء الثالث فيما يخص المعاملات الأخرى: ويشمل الطعام والشراب، والمال، واللباس والزينة، والأفراح والأعياد.
كما توصلت الدراسة إلى الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المجتمع تجاه حديث العهد بالإسلام والتي تمثلت في: التهنئة، ومساعدتهم على تغيير الاسم، وتقديم المساعدات لهم، وتعليمهم، وأمرهم بترك كل أفعال الجاهلية، كما توصلت الدراسة إلى بعض المضامين التربوية المستنبطة والتي تمثلت في: التهنئة بالتفوق، والدعاء، والصبر، والأخذ بالأولويات، والأخذ باللين، وتقييم المستوى قبل تقديم المعارف، والشمول، والعملية، والتيسير، والتدرج، ومراعاة الجوانب النفسية، والتربية الاجتماعية، والتربية الاقتصادية، ومراعاة الفروق الفردية، وكذلك التربية الصحية، والعفو والتسامح، والحرص على التعلم، والمرونة، والثواب والعقاب.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                        كلية التربية

   إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                 =======

 

 

 

المضامين التربوية المستنبطة من تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام

 

 

 

إعــــــــــــــــــــــداد

بهاء الدين عربي محمد عمار  /د

أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوي المساعد

كلية التربية-جامعة أسيوط

 

eldenb583@gmail.com

 

 

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد الرابع- جزء ثانى– ابريل 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدراسة:

 استهدفت الدراسة التعرف على المقصود بحديثي العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجههم، والأساليب التي تعامل بها الإسلام مع حديث العهد به، كما استهدفت الدراسة استنباط المضامين التربوية من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد الإسلام.

وقد استخدم الباحث المنهج الاستنباطي التحليلي لمناسبته لطبيعة الدراسة.

وقد توصلت الدراسة إلى مفهوم حديث العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجهه، والتي تمثلت في: الخوف من إشهار الإسلام، والارتباط بالجماعات المنحرفة، والإكراه، كما توصلت إلى أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به في العبادات والمعاملات، وتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول فيما يخص العبادات، ويشمل الشهادتين، والصلاة والصوم والزكاة، والحج، والإيمان والنذور، الجزء الثاني فيما يخص المعاملات الخاصة بالأسرة: ويشمل الزواج، والزيارات، ودعوتهم إلى الإسلام، الجزء الثالث فيما يخص المعاملات الأخرى: ويشمل الطعام والشراب، والمال، واللباس والزينة، والأفراح والأعياد.

كما توصلت الدراسة إلى الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المجتمع تجاه حديث العهد بالإسلام والتي تمثلت في: التهنئة، ومساعدتهم على تغيير الاسم، وتقديم المساعدات لهم، وتعليمهم، وأمرهم بترك كل أفعال الجاهلية، كما توصلت الدراسة إلى بعض المضامين التربوية المستنبطة والتي تمثلت في: التهنئة بالتفوق، والدعاء، والصبر، والأخذ بالأولويات، والأخذ باللين، وتقييم المستوى قبل تقديم المعارف، والشمول، والعملية، والتيسير، والتدرج، ومراعاة الجوانب النفسية، والتربية الاجتماعية، والتربية الاقتصادية، ومراعاة الفروق الفردية، وكذلك التربية الصحية، والعفو والتسامح، والحرص على التعلم، والمرونة، والثواب والعقاب.

__________________

الكلمات المفتاحية: المضامين التربوية، حديث العهد بالإسلام، تعامل الإسلام، حديث               عهد بجاهلية.

 

 

 

 

المقدمة:

الإسلام هو طريق الهداية، فمن يستجب لهذه الهداية، يظفر بالسعادة؛ لأنه يدخل تحت مظلة الرحمة من رب العالمين، لأن الدين الإسلامي دين كامل شامل لكل ما يحتاج إليه البشر في أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم، قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(سورة المائدة:3).

والمتأمل في الشريعة الإسلامية وأحكامها يعلم يقينا أنها شريعة متكاملة، جاءت تفصيلية واضحة ومحددة فيما يتعلق بالقواعد الرئيسة والكلية في أبواب العقائد، والعبادات، والمواريث، وغيرها من الأمور التي تتسم بالثبات، وهو ما يعرف بالنصوص قطعية الثبوت والدلالة، إذ لا يعتريها تغير بتغير الزمان والمكان، ولا تتطور بتطور البيئات والمجتمعات، كما جاءت الشريعة بقواعد عامة وأساسية، كلية فيما يتعلق بالجوانب المعاشية، كالاقتصاد، والسياسة والعلاقات الدولية، والتربية، مما يكون عُرضة للتغير، أو التطور بتطور الأزمان والمجتمعات، وهو ما يعرف من خصائص الشريعة بالسعة والمرونة لتحقيق المقاصد الكلية للشريعة([1]).

ولقد بين الله تعالى في كتابه المجيد وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أسس التعامل والتعايش السلمي بين الناس جميعًا في كل الأحوال والأزمان، والتي تضمن التواصل، والتقارب، والتعاون، والاندماج بين المجتمعات والطوائف عبر العصور المتعددة في أبهى صورة وأحسن مثال من أجل حياة آمنة مستقرة لبني الإنسان([2]).

ويتميز الإسلام كمنهج حياة وسلوك بأنه يقدر جميع متطلبات الإنسان الضرورية وحاجاته الأساسية، ويقرر لها نصيبًا من الحياة بقدر تلك الحاجات وبصورة متوازنة ومعتدلة، ومن ثم نجده قد قرر لكل جانب من جوانب الإنسان الفطرية من الناحية العقلية والروحية والجسمية نصيبًا من الحياة المتوازنة([3]).

ولقد نفى الله تعالى عن الإسلام كل غلو من إفراط أو تفريط في الفهم والتطبيق اعتقادا وتعاملًا، فقال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ"(سورة البقرة: 143)، فقد حقق الإسلام التوازن بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، وتحقيق ثبات الغايات والأصول والكليات، وفي الوقت نفسه يحقق المرونة ويواكب التطور في الوسائل والفروع والجزئيات، لأن الإسلام دين الفطرة السوية في كل حالاتها، هذب الإنسان روحًا وجسدًا، دون رهبنة، موازنة بين الروح والجسد تحقق الوسطية في الاعتقاد والفهم والقصد والعمل في تناسق واعتدال([4]).

وإن من أعظم نعم الله على عبده أن يشرح صدره للإسلام، ويخرجه من الظلمات إلى النور، قال تعالى: "أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"(سورة الزمر:22)

لا شك أن حديث العهد بالإسلام بمجرد دخوله في الإسلام أصبح كالمولود الجديد بحاجة إلى الرعاية والعناية حتى يشتد عوده ويكبر، فلا تلقى على كاهله كل الأوامر والنواهي والمطالبات الشرعية جملة واحدة فترهقه ويعنت، وربما ينتكس ولكن لا بد من الأخذ بيده برفق وتدرج في دعوته بلين ولطف ومسايسة، فهذا الدين متينٌ، ولا يوغل فيه إلا برفقٍ، ولا يصح أن يكلف المرء ما لا يطيق أو يشدد عليه في بدء الأمر([5]).

وهناك المئات من حديث العهد بالإسلام من النخب العلمية في العالم، نذكر منهم المفكر السويسري روجيه دوباكييه، والمفكر الفرنسي روجيه جارودي، والمفكر النمساوي ليوبولد فايس، والأديب الفيلسوف الإنجليزي مارتن لينجز، والدكتور الفرنسي موريس بوكاي، وعالم الرياضيات الكندي جاري ميلر، وأحد أكبر علماء التشريح والأجنة في كندا كيث مور، والبروفيسور تيجاتات تيجاسون رئيس قسم علم التشريح في جامعة شيانك مي بتايلاند، هذا العدد الكبير من العلماء مؤشر على أهمية هذه الآلية الدعوية([6]).

وكما أكدت إحدى الدراسات أن هناك تدفقا من الهجرة الإسلامية إلى شمال أوروبا في الربع الأخير من القرن العشرين، والربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد استخدمت الدراسة قدرًا كبيرًا من المصادر والأدب المخصص لدراسة الموضوع قيد التحليل، واعتمدت الدراسة على الإنجازات المتقدمة للفكر العلمي، الموضحة في الدراسات الأساسية للمؤرخين، وعلماء الاجتماع، وعلماء الأنثروبولوجيا، والاقتصاديين، والفلاسفة، والجغرافيين، وتوضح الدراسة انتشار الإسلام في السويد وزيادته في الآونة الأخيرة بشكل كبير، ففي عام 2018، وفقًا لبيانات غير رسمية، يصل السكان المسلمون في السويد بين 14،5 و 17،5٪، وترى الدراسة أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فسيكون المسلم بحلول 2025-2027 كل خمسة أي بنسبة 20%، وبحلول 2035-2040 ، كل رابع شخص أي بنسبة 25% من عدد السكان، وأن الانتشار الإسلامي والتقسيم الإسلامي اللذين يميزان بشكل موضوعي للمناطق الشمالية في السويد أدى إلى ظهور العديد من التحديدات التي بنية المجتمع والمسلمين([7])، وتحتاج هذه التحديدات إلى مواجهاتها من قبل المسلمين حتى يتم التعايش بشكل مطمئن داخل المجتمع.

ولذلك فهناك العديد من النوازل العقدية الخاصة بالمسلمين الجدد، والتي حدثت مع حديث العهد بالإسلام مع مرور الأزمنة نوازل لم تكن عند أسلافهم، ونتيجة للإقبال الكبير على الدخول في دين الإسلام خصوصا في البلدان التي تكونت السيادة أو الكثرة فيها لغير أهل الإسلام، وانتشار الجهل، وكثرة مخالطة غير المسلمين، مما جعل كثيرا من معالم الإسلام تذوب في نفوس المسلمين من أهل تلك البلدان، مما استدعى ضرورة التواصل المستمر مع حديث العهد بالإسلام الذين أضعفتهم الغربة، ورفع الاعتزاز بالإسلام في نفوسهم، وتذكيرهم بمعالم دينهم، وبيان الحدود التي تضبط تعاملاتهم في مسائل الاعتقاد والفقه وسائر علوم الشريعة، نتيجة لذلك كله حدثت نوازل عقدية مستجدة في صفوف حديث العهد بالإسلام في تلك البلاد، وكان لزاماً على أهل العلم والمختصين تجلية الأحكام العقدية وبيان الحكم الشرعي في مثل هذه المسائل عن طريق منهج علمي واضح([8]).

يُلاحظ من السابق أن الإسلام عالج كل النوازل والمواقف التي واجهت حديث العهد بالإسلام، من أجل تثبيت إيمانها وزيادة تقبل للحياة الجديدة التي يعيشها، خاصة في وجود مجتمع غريب عليه الإسلام، كما جاء ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية، والسيرة النبوية، والأحكام الفقهية.

مشكلة الدراسة:

إن الفرد الذي يقيس الأمور ويزنها بميزان الإسلام، ويميز الخبيث من الطيب، ويقيم الأمور حسب نتائجها قبل أن يقدم عليها، فإن ظهر له خطر نتائجها وفسادها، أو أن ضررها يفوق منفعتها تركها ولم يقدم عليها، فهذا بلاشك سوف ينجح في اختيار الفضائل، وإن استثقلتها نفسه، والبعد عن الرذائل وإن استخفتها نفسه ومالت إليها([9]).

خاصة أن المجتمعات الإسلامية المعاصرة تعاني من ابتلاءات ومحن، أدى ذلك إلى اضطرابات تربوية خطيرة، ومناهج فكرية عديدة، حتى صارت بعضها تواجه قضاياها والنوازل التي تحدق بها في معزل عن المنهج التربوي الإسلامي الأصيل، وتنشد النجاة في غير مسالكها، فصارت تتخبط، حتى دب اليأس والقنوط في نفوس أبنائها([10]).

وقد أكدت إحدى الدراسات أننا في حاجة إلى دراسات لاستنباط المضامين- في مجال الحياة المختلفة الاجتماعية، والعلمية، والإدارية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والأمنية بشكل عام وفي الجانب التربوي بشكل خاص- من تعامل الإسلام مع المسلم في مواقف الحياة المختلفة، خاصة في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والاتهام بالرجعية وعدم القدرة على مواكبة الواقع المعاصر([11]).

وقد أكدت إحدى الدراسات أن التعليم والمعرفة قد تحولت في الإسلام من بحث شامل وعقلاني عن كل المعرفة إلى تركيز ضيق على المعرفة الدينية، وصار الإيمان على حساب آليات العقلانية -التي تؤدي إلى النظرة الشاملة للإسلام- والتي شكلت سابقاً المساعي الإسلامية، وقد أكدت هذه الدراسة أن هناك العديد من  التحولات في التاريخ الثقافي للتربية الإسلامية نتيجة إلى التركيز على المعرفة الدينية دون النظر إلى الإسلام ككل شامل ومتكامل، وقد أدى ذلك إلى زعزعة استقرار العالم الاجتماعي للإسلام، وأثبت أن تراجعا في الإنتاج الفكري والعلمي قد تبع ذلك، مما سمح للآخرين بتشويه التربية الإسلامية من خلال طرح نسخة مثالية منفصلة عن العقلانية تنظر إلى الدين نظرة ضيقة([12])، ولذلك لابد من إعادة النظر إلى الإسلام نظرة شاملة تمكننا من الاستفادة في جميع نواحي الحياة سياسية، واقتصادية، بشكل عام والتربوية بشكل خاص.

والإسلام في تربيته للأمة يحترم جميع عادات الأقوام وتقاليدهم، ولا يُلزم المسلمين الجدد بتغييرها إلا إذا خالفت شيئا من شرائع الإسلام، فما خالف الإسلام من العادات وجب تغييره بما يتوافق معه، لأن الله الذي أمر أو نهى هو العليم الخبير سبحانه وتعالى([13]).

وقد بينت السنة النبوية جمال وعظمة الأساليب التربوية المستخدمة مع حديث العهد بالإسلام، من أجل ترسيخ أركان العقيدة، والإيمان في قلبه وعقله، دون تعنيف، أو إهانة، أو تقليل من قدراته، وحتى يصل إلى درجة اليقين، والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل.

عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله r إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله r فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله، ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال: رسول الله r قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال: فلا تأتهم قال: ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال: ابن الصباح فلا يصدنكم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب (الذئب) قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله r فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال: ائتني بها فأتيته بها فقال: لها أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة([14]).

وقد لاحظ الباحث أنه على الرغم مما تضمنه تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام من مواقف تربوية وقيمة، فإنها لم تلق أهمية من قبل التربويين والباحثين في مجال التربية، فقد كان الرسول  rيتخير الزمان- فكان يختار وقت الطريق والنزهة ووقت حدوث مواقف معينة- والمكان المناسبين والطريقة الملائمة من أجل القيام بتوجيه وتربية حديث العهد بالإسلام، وتعليمية العبادات والمعاملات، وتثبيت الإيمان في قلوبهم، وقد قدم الرسول r والصحابة رضوان الله عليهم في تعاملهم مع حديث العهد بالإسلام أعظم درس في أهمية أن تكون قدوة حتى في أبسط التصرفات.

إن الإسلام قد أعطانا صورة صريحة واضحة عن الإنسان كفرد له شخصيته، وما فيه من خير وشر، وعن الناس جميعًا، وفيهم المؤمنون والكافرون والصادقون والعادلون والظالمون، والشاكرون، والذاكرون إلى غير ذلك، لكن حديث العهد بالإسلام والبعيدين عن الإسلام وفهمه ودراسته، تخبطوا كثيراً في فهم الإنسان كفرد جاء إلى هذه الحياة، وله عمل وواجب يؤديه، أودعه فيه الخالق العظيم، والله وحده العالم بسرائره وخفاياه([15]).

ولذلك فإن الإسلام نظر إلى حديث العهد بالإسلام كالمولود الجديد الذي يحتاج إلى التربية والرعاية والعناية، وتعامل معه وفق هذا المبدأ الإسلامي، من أجل تعليمه، العقيدة الدينية الصحيحة، وما يجب عليه من التوحيد والعبادة والطاعة، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب، حتى يثقل إيمانه ويستطيع الالتزام بالأوامر والنواهي والمطالبات الشرعية المطلوبة منه بصفته فردا مسلما، وبالتالي يمكن الاستفادة من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام في المواقف التربوية، خاصة عندما يكون المتعلم حديث عهد بالتخصص، أو المدرسة، أو المنهج الذي يدرسه، وبذلك تدور مشكلة الدراسة حول "التعرف على تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام واستنباط المضامين التربوية منه"

أهداف الدراسة :

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على:

  1. المقصود بحديثي العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجههم.
  2. الأساليب التي تعامل بها الاسلام مع حديث العهد به.
  3. استنباط المضامين التربوية من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به.

أهمية الدراسة:

تكتسب الدراسة أهميتها مما يلي :

  1. تمثل إحدى الدراسات في مجال الدراسات الأصولية في التربية الإسلامية، وهذا المجال يحظى بدرجة أهمية وأولوية بحثية في توجيه العملية التربوية.
  2. توضيح بعض الأمور الخاصة بحديث العهد بالإسلام، فقد تختلط عليه العادة بالعبادة، ويغلب عليه الجهل بأمور الإسلام.
  3. أهمية الدخول في الإسلام، فالإسلام بالنسبة للإنسان حياة، والكفر بالنسبة له موت، والإنسان بطبعه يفضل الحياة على الموت، قال تعالى: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(سورةالأنعام:122).
  4. تتمثل الأهمية في التطبيق العملي للتوجهات التربوية المستنبطة ممن تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام، والتي يمكن للمربين تفعيلها في المؤسسات التربوية المختلفة.
  5. بناء رؤية عن المنهج التعليمي الملائم لحديث العهد بالإسلام، توضح الأولويات التي يخاطب بها، والأوامر المطلوبة منه، والنواهي التي يجب أن ينتهي عنها.

تساؤلات الدراسة:

  1. ما المقصود بحديثي العهد بالإسلام؟ وما المشكلات التي تواجههم؟
  2. ما الأساليب التي تعامل بها الإسلام مع حديث العهد به في العبادات والمعاملات؟
  3. ما دور المجتمع الإسلامي تجاه الحديث عهد بالإسلام؟
  4. ما المضامين التربوية المستنبطة من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به؟

حدود الدراسة :

حدود موضوع الدراسة:

فقد تمثلت في تعامل الإسلام مع المسلمين الجدد، من خلال القرآن الكريم، والسنة النبوية، والسيرة النبوية، والقواعد الفقهية، والآراء الفقهية.

منهج الدراسة:

استخدم الباحث المنهج الاستنباطي التحليلي لمناسبته لطبيعة الدراسة، وذلك لأن هذا المنهج يعتمد على دراسة الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والأحكام الفقهية والمواقف التي مر بها حديث العهد بالإسلام، وذلك لاستخراج مضامين تربوية مدعومة بالأدلة الواضحة.

وهذا المنهج له تأصيل في الدراسات الإسلامية فهو يتضمن استنتاج أفكار ومعلومات من القرآن الكريم والنصوص الدينية وفق ضوابط وقواعد محددة وواضحة([16]).

مصطلحات الدراسة:

حديث العهد بالإسلام:

ويقصد به الباحث المسلم الجديد أو المسلم حديثا أو كل من دخل في الإسلام منذ فترة قريبة، وترك ما دونه وخضع وأذعن وخضع لله -تعالى- خضوعاً تامًا بكل أوامره ونواهيه.

خطة الدراسة:

للإجابة عن التساؤل الأول: قام الباحث بالاطلاع على المؤتمرات والرسائل العلمية والندوات وفحص الكتب، والمراجع، وذلك للوقوف على المقصود بحديثي العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجههم.

للإجابة عن التساؤل الثاني: قام الباحث بتحليل الآيات القرآنية وتحليل الأحاديث الشريفة وفحص الكتب والمراجع الخاصة بالفقه والسيرة، وذلك للتعرف على الأساليب التي تعامل بها الإسلام مع حديث العهد به في العبادات والمعاملات.

للإجابة عن التساؤل الثالث: قام الباحث بتحليل الآيات القرآنية وتحليل الأحاديث الشريفة وفحص الكتب والمراجع الخاصة بالفقه والسيرة، وذلك للتعرف على دور المجتمع الإسلامي تجاه الحديث عهد بالإسلام.

للإجابة عن التساؤل الرابع: قام الباحث بتحليل الآيات القرآنية وتحليل الأحاديث الشريفة وفحص الكتب والمراجع الخاصة بالفقه والسيرة، وذلك لاستنباط المضامين التربوية من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به.

الإطار النظري للدراسة 

للإجابة عن السؤال الأول: ما المقصود بحديثي العهد بالإسلام؟ وما المشكلات           التي تواجههم؟

أولاً: المقصود بحديث العهد بالإسلام:

المقصود بالمسلمين الجدد هنا هم من دخل في الإسلام حديثاً، بقطع النظر عن الديانة السابقة التي كان عليها ، أو الزمان أو المكان الذى حصل دخوله للإسلام فيه([17]).

كما يقصد به الداخل في الإسلام حديثاً، ويمكن أن يعبر عنه المسلم الجديد، أو حديث الدخول في الإسلام، أو قريب الزمان في الإسلام، أو المسلم حديثًا([18])، كما يطلق على كل من دخل في الإسلام حديثا ولا يعرف إلا الشهادتين وقليل من أساسيات الإسلام([19]).

ويمكن إجمال التوجهات في إطلاق مصطلح "حديث عهد بالإسلام" في ثلاثة مستويات([20]):

المستوى الضيق: وهو إطلاق هذا المصطلح على المسلم لحظة إسلامه والأيام التالية، حتى يعرف معنى دينه وإقامة شعائره الأساسية.

المستوى المتوسط: وهو إطلاق هذا المصطلح على المسلم من حين إسلامه حتى                 ثلاث سنوات.

المستوى الواسع: وهو إطلاق هذا المصطلح على كل مسلم لم يولد مسلمًا بل دخل في           الإسلام لاحقًا.

ويرى الباحث أنه ليس من الإنصاف أن يحدد حديث عهد بالإسلام بمدة ثلاث سنوات، أو أن نقول كل فرد يولد غير مسلم يسمى حديث عهد بالإسلام، فالأمر لا يتعلق بالمولد، أو بالمدة الزمانية، بل يرتبط منذ بداية إسلامه، وحتى معرفة دينه، والأحكام الخاصة بالعبادات والمعاملات وإقامة شعائره.

المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام:

يواجه حديث العهد بالإسلام قبل إسلامه أو بعد الشهادة العديد من المشكلات في المجتمعات المختلفة، نتيجة تعارض المصالح والأهواء والمعتقدات بينه وبين من حوله، سواء أكانوا في أسرته أو خارجها، وتختلف درجة وجود المشكلة من مجتمع إلى آخر، ويمكن عرض أهم المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام: 

  • الخوف من إشهار إسلامه:

فقد يخاف المسلم عندما يعلن إسلامه، على نفسه وماله وذويه من بطش من حوله، وربما يلجأ إلى كتمان إسلامه، وعدم الإعلان أو الإفصاح عن إسلامه، خشية من حوله، في مجتمعه، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية.

قال تعالى: "وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ* وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ‌يَكْتُمُ ‌إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"(سورة غافر:27-28)، يقول تعالى ذكره: وقال موسى لفرعون وملئه: إني استجرت أيها القوم بربي وربكم، من كلّ متكبر عليه، تكبر عن توحيده، والإقرار بألوهيته وطاعته، لا يؤمن بيوم يحاسب الله فيه خلقه، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بما أساء; وإنما خص موسى صلوات الله وسلامه عليه، الاستعاذة بالله ممن لا يؤمن بيوم الحساب، لأن من لم يؤمن بيوم الحساب مصدقا، لم يكن للثواب على الإحسان راجيا، ولا للعقاب على الإساءة، وقبيح ما يأتي من الأفعال خائفا، وقوله: "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ‌يَكْتُمُ ‌إِيمَانَهُ" اختلف أهل العلم في هذا الرجل المؤمن، فقال بعضهم: كان من قوم فرعون، غير أنه كان قد آمن بموسى، وكان يُسِرّ إيمانه من فرعون وقومه خوفا على نفسه، وعن السديّ "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ" قال: هو ابن عم فرعون([21]).

وقال الخطابي في وفاة النجاشي: النجاشي رجل مسلم قد آمن برسول الله r وصدقه على نبوته إلا أنه كان ‌يكتم ‌إيمانه، والمسلم إذا مات وجب على المسلمين أن يصلوا عليه، إلا أنه كان بين ظهراني أهل الكفر، ولم يكن بحضرته من يقوم بحقه في الصلاة عليه، فلزم رسول الله r أن يفعل ذلك إذ هو نبيه ووليه وأحق الناس به، فهذا -والله أعلم- هو السبب الذي دعاه إلى الصلاة عليه بظهر الغيب([22]).

وعن "أبي أمامة قال، قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة. وأنهم ليسوا على شيء. وهم يعبدون الأوثان. فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا. فقعدت على راحلتي. فقدمت عليه. فإذا رسول الله r مستخفيا، جُرَآءُ عليه قومه. فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة. فقلت له: ما أنت؟ قال "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئا" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال "حر وعبد" (قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به) فقلت: إني متبعك. قال "إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك. ‌فإذا ‌سمعت ‌بي قد ظهرت فأتني" قال فذهبت إلى أهلي. وقدم رسول الله r المدينة. وكنت في أهلي. فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة. حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع. وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة. فدخلت عليه. فقلت: يا رسول الله! أتعرفني؟ قال "نعم. أنت الذي لقيتني بمكة؟ "قال فقلت: بلى. فقلت: يا نبي الله! أخبرني عما علمك الله وأجهله. أخبرني عن الصلاة؟ قال "صل صلاة الصبح. ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع"([23]).

وفي إسلام أبي ذر قال دخلت "على النبي r فقلت: يا رسول الله، اعرض علي الإسلام، فعرض علي، فأسلمت مكاني، فقال لي: (يا أبا ذر، ‌اكتم ‌هذا ‌الأمر، وارجع إلى قومك! فإذا بلغك ظهورنا، فأقبل)، فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا، فضربت لأموت! فأدركني العباس، فأكب علي، وقال: ويلكم! تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار! فأطلقوا عني، فلما أصبحت، رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ! فصنع بي كذلك، وأدركني العباس، فأكب علي، فهذا أول إسلام أبي ذر"([24]).

وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن هناك مشكلات كثيرة تقعد على المسلم الجديد في المجتمعات متعددة الثقافات، مثال على ذلك النمسا، ويمثل التكيف الديني بالنسبة للأديان الجديدة مثل المسلمين الجدد امرا مهما من أجل التعايش مع المجتمع في ظل دينه الجديد، والسعي للحصول والمطالبة بحقوقه الدينية، كذلك التكيف مع مؤسسات الدولة المختلفة، مثل المدارس، والجيش، أو السجون والذي يمثل تحديًا بالنسبة للمسلم الجديد، ولذلك فالوضع الجديد يفرض على المسلم الجديد أن يتكيف مع النماذج الراسخة - التي نشأت تاريخيًا من المسيحيين أصحاب الدين الأكثر انتشارا – ولذلك يحقق ذلك التوافق الديني، ويمثل هذا التأثير التكيفي ضغطًا على أصحاب الأديان الجديدة(كلمة جديد بالنسبة لهم، ولا تعود على الدين بشكل عام ويقصد بها المسلم الجديد) على المستوى التنظيمي([25])، وعلى المستوى المجتمع، والأسري، والذي يدفعهم أحيانا إلى إخفاء الإسلام، أو الهجرة إلى بلاد الإسلام.

ويتضح مما سبق أن إحدى المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام هو الخوف على نفسه من إعلان إسلامه، والخوف على نفسه، من أفراد أسرته، أو افراد المجتمع، أو المؤسسات المختلفة داخل المجتمع، ولذلك وجب عليه ألا يعلن إسلامه على الملأ ما دام سيتعرض لأذية من أسرته أو غيرهم، ويكفي إسلامه سراً، لحين التمكين أو يكون في مجتمع آمن يعلن إسلامه.

  • الارتباط بجماعات منحرفة:

 فقد يواجه حديث العهد بالإسلام مشكلة ترتبط بنقل الإسلام له ليس بصورته السليمة، والتي تتضمن بعض الآراء المنحرفة نتيجة ارتباطه ببعض الجماعات المنحرفة عند إسلامه، أو إسلامه على يد أحدهم كالرافضة مثلا، فينقلون له الدين بشكل لا يتفق مع رأي أهل                السنة والجماعة.

ولذلك فإن أول مراحل التعامل مع حديث العهد بالإسلام الذى دخل إلى الإسلام عن طريق بعض أصحاب الانحرافات العقدية الخطيرة هو التأكد من صحة التزامه المجمل بمضمون الشهادتين، وهما الإقرار الإجمالي بالتوحيد والرسالة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الإقرار الإجمالي بباقي أركان الإيمان والإسلام، ثم ينتقل بعد ذلك من الالتزام الإجمالي بالإسلام إلى الالتزام التفصيلي بها، وترك البدع المغلظة المتفق عليها، حتى يستكمل مراتب الدين، فإن حديث العهد بالإسلام لا يمكن حين دخوله أن يلقن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها، وكذلك التائب من الذنوب، والمتعلم والمسترشد لا يمكن في أول الأمر أن يؤمر بجميع الدين ويذكر له جميع العلم فإنه لا يطيق ذلك، وإذا لم يطقه لم يكن واجبا عليه في هذه الحال، كما عفا الرسول عما عفا عنه إلى وقت بيانه، ولا يكون ذلك من باب إقرار المحرمات وترك الأمر بالواجبات، لأن الوجوب والتحريم مشروط بإمكان العلم والعمل وقد فرضنا انتفاء هذا الشرط ، فتدبر هذا الأصل فإنه نافع([26]).

ولذلك فإذا وجدت بعض الممارسات السيئة لبعض المسلمين، فإن ذلك لا يعبر عن حقيقة الإسلام الصافي، بل هو مظهر للضعف البشري والثقافات والعادات السيئة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، فالعبرة بحقيقة الإسلام لا بواقع المسلمين([27]).

وقد أشارت إحدى الدراسات على أهمية ودور الحركات الإسلامية في العالم الحديث، والتي تمكن المسلمين من أسلوب حياة يتحول فيه المؤمن إلى الحداثة في حين يستمتع بحياة مناسبة للإسلام، وتسهم هذه الحركات في إعادة هيكلة الحياة اليومية-لحديث العهد بالإسلام- في العالم، وعلى نطاق أوسع، وأوضحت الدراسة أن الحركات الإسلامية تتحدى الترسيخ الرسمي للعلمانية والإسلامية من خلال تعزيز الديمقراطية والمصالحة، وتسعى إلى ترسيخ القيم الإسلامية ومبادئ الإسلام الصحيحة([28])، فللحركات والجماعات الإسلامية الصحيحة التي تعتمد على أهل السنة والجماعة دور مهم في نشر الإسلام، وفي نقل الشريعة الإسلامية الصحيحة خاصة لحديث العهد بالإسلام.

يتضح مما سبق أن إحدى المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام هي الارتباط بالجماعات المنحرفة والتي تبتعد كثيرا عن الدين الإسلامي، والتي تتضمن أفكارا وآراء منحرفة لا تتفق مع الإسلام، وارتباطه وإيمانهم وقيامهم بأفعال أو سلوكيات تخرق أو تنتهك ما أمر الله به، والذي قد يوثر على حديث العهد بالإسلام، ويتأثر بهم، أو أنه يرتد عن الإسلام، معتبرا تلك الجماعة هي الإسلام، ولذلك فللجماعة الدينية الصحيحة دور مهم في مناهضة الجماعات المنحرفة ونشر الإسلام وأحكامه بشكل صحيح.

  • الإكراه:

لقد ظهرت في الآونة الأخيرة في أوروبا مناهضة لظاهرة سيئة، بل هي في واقع الأمر ظاهرة تقوم على الظهر، تطهرهم من الفساد والفسوق الذي استشرى بينهم، وقد أسموها ظاهرة (أسلمت أوروبا) وأول ما بدأوا به منع الآذان في بعض الدول، ومنع الحجاب في دول أخرى، وربما يقع الكثير من حالات الإكراه والإجبار على من يريد أن يسلم أو من أسلم حديثا([29]).

 

وذلك لأن واقع كثير من المسلمين الجدد في تعاملهم مع أسرهم وعشيرتهم واستضعاف كثير منهم مظنة للوقوع في الإكراه على المحرم([30]) في قوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (سورة النحل:106) قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عمار، وذلك أن المشركين أخذوه، وأباه ياسرا، وأمه سمية، وصهيبا، وبلالا وخبابا، وسالما، فعذبوهم، فأما سمية: فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها، بحربة فقتلت، وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام، وأما عمار: فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها، قال قتادة: أخذ بنو المغيرة عمارا وغطوه في بئر ميمون، وقالوا له: اكفر بمحمد، فتابعهم، على ذلك، وقلبه كاره، فأخبر رسول الله  rبأن عمارا كفر فقال: كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان، بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول الله r وهو يبكي، فقال رسول الله r: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله، نلت منك وذكرت آلهتهم، قال: كيف وجدت قلبك؟، قال مطمئنا بالإيمان، فجعل النبي r يمسح عينيه وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت، فنزلت هذه الآية([31]).

وقد أكدت إحدى الدراسات والتي تم إجراؤها على بولندا أن حديث العهد بالإسلام في ببولندا أو المتحولين إلى الإسلام- يتعرض للعنصرية من قبل الآخرين في بولندا، وأن هذا التمييز العنصري الذي يحدث مع حديث العهد بالإسلام، لم يحدث بنفس الطريقة مع المسلمين المولودين في بولندا على الإسلام، ولكن العنصرية مرتبطة بالوافدين الجدد للإسلام، ويبدو أن التمييز العنصري للوافدين الجدد للإسلام في بولندا هو إستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على شكل وبنية المجتمع البولندي، وتُسهم هذه الدراسة في التأكيد على وجود التمييز العنصري للوافدين من البيض إلى الإسلام من خلال إبراز السياق المحلي بديناميكيات فريدة وعلاقات قوة بين مجموعات مختلفة من المسلمين([32]).

يتبين من السابق أن الإكراه يمثل إحدى المشكلات المهمة التي تواجه حديث العهد بالإسلام، وفي الحقيقة يواجه حديث العهد بالإسلام توجها عنصريا تجاهه من معظم المجتمعات، خاصة في المجتمعات الأقلية الإسلامية، ولذلك فقد أباح الإسلام إظهار الكفر في حالة الإكراه، ولا شيء عليه طالما قلبه مطمئن بالإيمان.

يتضح مما سبق أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام، خاصة في المجتمعات التي بها المسلمون أقلية، هذه المشكلات الرئيسة ربما تواجه مشكلات أخرى مثل نقص الموارد الاقتصادية للصرف على نفسه، ولكن في معظم الأحوال لا تمثل لحديث العهد بالإسلام أهمية الكبيرة، فكثير منهم يعرض عليه المال ويرفض، لأن بالإيمان أصبح زاهدا في كل شيء، وإن كان ينبغي تقديم العطايا والمال لحديث العهد بالإسلام، حتى لا يكون الضعف المالي سببا في ضعف دينه، ومساعدته على التثبت في أمر دينه.

للإجابة عن السؤال الثاني: ما الأساليب التي تعامل بها الاسلام مع حديث العهد به في العبادات والمعاملات؟ 

إن أفضل نعم الله على عباده بل أفضلها على الإطلاق هي نعمة الدخول في هذا الدين، ولذلك فالله سبحانه وتعالى لا يقبل عمل عامل إلا بشرط الإسلام، وهي العبودية الحقيقية لله عز وجل، ولذلك فقد يسر الله سبحانه وتعالى عملية الدخول في الإسلام، كما أنه يغفر بمجرد الدخول في الإسلام ما قد سلف، فتسقط الفرائض.

قال تعالى: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ" (سورة الأنفال: 38)، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد r: "قل"، يا محمد، "لِلَّذِينَ كَفَرُوا"، من مشركي قومك "إِنْ يَنْتَهُوا"، عما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله ورسوله، وقتالك وقتال المؤمنين، فينيبوا إلى الإيمان يغفر الله لهم ما قد خلا ومضى من ذنوبهم قبل إيمانهم وإنابتهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله بإيمانهم وتوبتهم "وَإِنْ يَعُودُوا"، يقول: وإن يعد هؤلاء المشركون لقتالك بعد الوقعة التي أوقعتها بهم يوم بدر، فقد مضت سنتي في الأولين منهم ببدر، ومن غيرهم من القرون الخالية، إذ طغوا وكذبوا رسلي ولم يقبلوا نصحهم، من إحلال عاجل النِّقَم بهم، فأحلّ بهؤلاء إن عادوا لحربك وقتالك، مثل الذي أحللت بهم([33]).

قال تعالى: "يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة نوح:4)، وقال تعالى: "يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" (سورة الأحقاف:31)، والعرب قد تدخل من في بعض كلامها في الموضع الذي يكون معناها معنى حذف من كقوله تعالى في سورة نوح: "يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ" (سورة الأحقاف:31) والعلم محيط أن نوحا لم يدع قومه إلى الإيمان بالله ليغفر لهم بعض ذنوبهم التي ارتكبوها في الكفر دون أن يكفر جميع ذنوبهم قال الله عز وجل لنبيه عليه السلام: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ" (سورة الأنفال: 38)، فأعلم ربنا أن الكافر إذا آمن غفر ذنوبه السالفة كلها لا بعضها                دون بعض([34]).

واختلفوا في الذمي يسلم بعد ما يحول عليه الحول، أو قبل ذلك هل تؤخذ منه بعد إسلامه جزية لما مضى أم لا؟ فكان أبو عبيد يقول: لا جزية عليه أسلم قبل الحول أو بعده، ولا يجوز أن يطالب مسلم بجزية، وقال مالك: الصواب أن توضع الجزية عن من أسلم حين يسلم، ولو لم يبق من السنة إلا يوم واحد، وقال: يقول الله تعالى: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا ‌يُغْفَرْ ‌لَهُمْ ‌مَا ‌قَدْ ‌سَلَفَ" الآية ما قد مضى قبل الإِسلام من دم، أو مال، أو شيء، وقال الثوري في الذمي يسلم وعليه شيء من الجزية-، قال: لا تؤخذ وقال أصحاب الرأي: إذا مات أحد منهم وعليه شيء من جزية رأسه لم تؤخذ بذلك ورثته، ولم تؤخذ ذلك من تركته؛ لأن ذلك ليس بدين عليه، وإن أسلم أحدهم وقد بقي عليه شيء من جزية رأسه لم تؤخذ بذلك سقط عنه، وكذلك إن عمي بعضهم أو صار مقعدا، أو صار شيخا كبيرا لا يستطيع أن يعمل عملا، وقالت طائفة: إذا أسلم الذمي قبل أن يحول الحول فإنه تسقط عنه الجزية، وإن أسلم بعد حولها عليه([35]).

قال تعالى: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (سورة طه:82)، وقال تعالى:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا"(سورة النساء: 116)، ويعني بذلك جل ثناؤه: إن الله لا يغفر لطعمة إذ أشرك ومات على شركه بالله، ولا لغيره من خلقه بشركهم وكفرهم به "ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، يقول: ويغفر ما دون الشرك بالله من الذنوب لمن يشاء. يعني بذلك جل ثناؤه: أن طعمة لولا أنه أشرك بالله ومات على شركه، لكان في مشيئة الله على ما سلف من خيانته ومعصيته، وكان إلى الله أمره في عذابه والعفو عنه وكذلك حكم كل من اجترم جُرْمًا، فإلى الله أمره، إلا أن يكون جرمه شركًا بالله وكفرًا، فإنه ممن حَتْمٌ عليه أنه من أهل النار إذا مات على شركه، فأما إذا مات على شركه، فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار([36]).

   عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر. قلت: ظاهر هذا الحكم خلاف ما أجمعت عليه الأمة من (إن) الإسلام يجب ما قبله. قال الله تعالى: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا ‌يُغْفَرْ ‌لَهُمْ ‌مَا ‌قَدْ ‌سَلَفَ"، ووجه هذا الحديث وتأويله: أنه إذا أسلم مرة لم يؤاخذ بما كان سلف من كفره ولم يعاقب عليه وإن أساء في الإسلام غاية الإساءة وركب أشد ما يكون من المعاصي مادام ثابتا على إسلامه([37]).

  كذلك فقد أكد الإسلام على أن حديث العهد لا يلزمه إتيان ما فاته قبل إسلامه، روى مسلم "عن أبي شماسة المهري قال : حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلا. الحديث وفيه : فقال النبي r: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله، الحديث . قال ابن العربي: هذه لطيفة من الله سبحانه من بها على الخلق ; وذلك أن الكفار يقتحمون الكفر والجرائم، ويرتكبون المعاصي والمآثم; فلو كان ذلك يوجب مؤاخذة لهم لما استدركوا أبدا توبة ولا نالتهم مغفرة . فيسر الله تعالى عليهم قبول التوبة عند الإنابة، وبذل المغفرة بالإسلام، وهدم جميع ما تقدم; ليكون ذلك أقرب لدخولهم في الدين، وأدعى إلى قبولهم لكلمة المسلمين، ولو علموا أنهم يؤاخذون لما تابوا            ولا أسلموا"([38]).

  وقال تعالى: "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"(سورة النحل: 119)، وعن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول الله r يقول: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز              الله عنها"([39]).

وعن ‌عبد ‌الله؛ ‌قال: ‌قلنا: ‌يا ‌رسول ‌الله، ‌أنؤاخذ ‌بما ‌عملنا ‌في ‌الجاهلية؟ قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر"، وقول الصحابة  لرسول الله r: "أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟" فقال: "أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ به، وأما من أساء أخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام"، قال الإمام: قال بعض الشيوخ: معنى الإساءة هنا: الكفر، فإذا ارتد عن الإيمان أخذ بالأول والآخر، وقال القاضي: ومعنى قوله: "أما من أحسن في الإسلام فلا يؤاخذ به": أي أحسن بإسلامه، لأنه يجب ما قبله، أو أحسن في إجابته إلى الإسلام، أو في الاستقامة عليه دون تبديل ولا تغيير([40]).

ولبيان أوجه التعامل المختلفة مع حديث العهد بالإسلام فيما يتعلق بالأقوال والأفعال والعبادات والعقود والتصرفات مع أولي القربى أو غيرهم يمكن إيضاحها في الشكل التالي:

 

شكل رقم (1)

أوجه تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام(من إعداد الباحث)

   يتضح من الشكل السابق أنه يمكن تقسيم جوانب تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام إلى ثلاثة أجزاء: الأول التعامل في العبادات، والجزء الثاني: التعامل الخاص بالأسرة، والجزء الثالث: التعامل الخاص بالمعاملات الأخرى، ويمكن عرضها فيما يلي:

الجزء الأول: التعامل في العبادات:

 يرتبط هذا الجزء بأساليب التعامل الخاصة بالعبادات المختلفة من شهادة وصلاة وصوم وزكاة وحج والإيمان والنذر ونحوها من العبادات التي توضح ما ينبغي أن تكون عليه علاقة الإنسان بربه، ويمكن عرضها فيما يلي:

أولاً: الشهادتان:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r لمعاذ بن جبل، حين بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى: أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب"([41]).

وإذا كان الداخل في الإسلام عاجزًا عن النطق بالشهادتين لخرس ونحوه، أو كان أعجميًا لا يفهم كلامه، أو كان كلامه مفهوم المعنى، وكان المخاطب عربيًا لا يحسن العجمية، ولم يوجد من يترجم له، فإنه يمكن الاكتفاء بإشارته، حتى لا يتأخر في اعتناق الإسلام([42]).

فعن عمر بن الحكم، أنه قال: أتيت رسول الله r، فقلت: يا رسول الله، إن جارية لي كانت ترعى غنما لي، فجئتها ففقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها، فقالت: قتلها الذئب فأسفت عليها، وكنت من بني آدم، فلطمت وجهها، وعلي رقبة، أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله r: أين الله؟ فقالت: في السماء قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة([43]).

يتضح من السابق أن الشهادة أحد أركان الإسلام، والتي هي دلالة على دخول الإسلام، الشهادتان هما أصل كل شيء للمسلم فهي مجمل الإيمان, نطق باللسان أو بالإشارة إذا كان لا يستطيع النطق بها، فيؤدي بها بالطريقة التي يفهمها، والمهم هو الإقرار وتصديق بها ودونها لا يصح أي عمل للمسلم.

ثانيًا: الصلاة:

الصلاة أحد اركان الإسلام وهي عماد الدين، فبها يستقيم، ولذلك أمرنا على الاستعانة بها مع في أمور الحياة، قال تعالى: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ* أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (سورة البقرة:43-45) قال مقاتل: قوله تعالى لأهل الكتاب: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ" أمرهم أن يصلوا مع النبي r"وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" أمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة محمدr يقول الله تعالى" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ" آمرا عبيده، فيما يؤملون من خير الدنيا والآخرة، بالاستعانة بالصبر والصلاة، كما قال مقاتل بن حيان في تفسير هذه الآية: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض، والصلاةr([44]).

وقال تعالى: "قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ" (سورة الأعراف:29)، وقال تعالى: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"(سورة العنكبوت:45)، وعن عمران بن حصين قال: سئل النبي r عن قول الله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فقال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله r: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا([45]).

وقال تعالى: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" (سورة البقرة:238)، يأمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وحفظ حدودها وأدائها في أوقاتها، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله r: أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قال: حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزادني([46]).

وعن معاوية بن الحكم، رضي الله عنه "قال: صليت مع النبي r فعطس رجل فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أماه ما شأني؟، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فعرفت أنهم يصمتوني فلما صلى بأبي وأمي ما ضربني ولا كهرني ولا سبني، فقال: "إن الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن"، وكما قال: قلت: أنا ‌حديث ‌عهد بجاهلية ومنا قوم يأتون الكهان قال: فلا تأتوها، قلت: ويتطيرون قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدونهم، قلت: ويخطون قال: كان نبي يخط فمن وافق                خطه فذاك"([47]).

يتبين من السابق أن الصلاة أحد اركان الإسلام، التي أمر الله بها المسلمين، لأنها هي التي تحفظ الإنسان من فعل الذنوب والفواحش، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، ولذلك ومن الضروري أن يتعلم حديث العهد بالإسلام إقامة الصلاة، فلا يعاقب حديث العهد بالإسلام على ما فاته من صلاة قبل إسلامه، وإذا أخطأ في شيء من الصلاة، لأنه حديث عهد بالإسلام ويجب عدم تعنيفه أو زجره أو معاقبته، كما جاء في الحديث الشريف، وهناك بعض الجوانب التي تعامل بها الإسلام مع حديث العهد بالإسلام والتي ترتبط بالصلاة يمكن عرضها فيما يلي:

  • الغسل:

الغُسل في الإسلام يعني تعميم البدن بالماء الطاهر، ويختلف حكمه باختلاف الموقف الذي يوجد به الفرد المسلم.

فإذا أسلم الكافر وجب عليه الغسل، سواء كان أصليا، أو مرتدا، اغتسل قبل إسلامه أو لم يغتسل، وجد منه في زمن كفره ما يوجب الغسل أو لم يوجد. وهذا مذهب مالك وأبي ثور وابن المنذر، وقال أبو بكر: يستحب الغسل، وليس بواجب، إلا أن يكون قد وجدت منه جنابة زمن كفره، فعليه الغسل إذا أسلم، سواء كان قد اغتسل في زمن كفره أو لم يغتسل. وهذا مذهب الشافعي، ولم يوجب عليه أبو حنيفة الغسل بحال؛ لأن العدد الكثير والجم الغفير أسلموا، فلو أمر كل من أسلم بالغسل، لنقل نقلا متواترا؛ ولأن النبي r لما بعث معاذا إلى اليمن قال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، ولو كان الغسل واجبا لأمرهم به؛ لأنه أول                   واجبات الإسلام([48]).

وفي قصة إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، قال مصعب بن عمير لسعد: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، قال سعد: أنصفت. ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن. قالا: فعرفنا واللَّه في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم؛ لإشراقه وتسهله، ثم قال لهما: ‌كيف ‌تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا ‌الدين؟ قالا: تغتسل وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين، فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، ثم ركع ركعتين([49]).

وعن ‌قيس ‌بن ‌عاصم، أنه ‌أسلم فأمره النبي r أن يغتسل بماء وسدر، وفي الباب عن أبي هريرة: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، " والعمل عليه عند أهل العلم: يستحبون للرجل إذا ‌أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه([50]).

وقال الشافعي إذا ‌أسلم ‌الكافر أحببت له أن يغتسل فإن لم يفعل ولم يكن جنبا أجزأه أن يتوضأ ويصلي. وكان أحمد بن حنبل وأبو ثور يوجبان الاغتسال على الكافر إذا أسلم قولاً بظاهر الحديث قالوا ولا يخلو المشرك في أيام كفره من جماع أو احتلام([51]).

يتضح مما سبق أن هناك العديد من الأقوال فيما يخص الغسل لمن أسلم، وإن كان الأولى هو الوجوب، وذلك لأنه في الغالب لا يسلم الكافر من الجنابة وبذلك فمن الضرورة أن يغتسل بعد إسلامه.

  • قراءة القرآن:

بالنسبة لقراءة القرآن، فالجمهور على عدم جوازها بغير العربية خلافا لأبي حنيفة، والمعتمد أنه رجع إلى قول صاحبيه، ودليل عدم الجواز قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"(سورة يوسف:2)، ولأن ‌القرآن ‌معجز في ‌لفظه ومعناه، فإذا غير خرج عن نظمه، فلم يكن قرآنا وإنما يكون تفسيرا له. هذا في الصلاة، وكذلك الحكم في غيرها فلا يسمى قرآنا ما يقرأ من ترجمة معانيه([52]).

فإن ‌لم ‌يحسن ‌القراءة ‌بالعربية، لزمه التعلم، فإن لم يفعل مع القدرة عليه، لم تصح صلاته، فإن لم يقدر أو خشي فوات الوقت، وعرف من الفاتحة آية، كررها سبعا. قال القاضي: لا يجزئه غير ذلك؛ لأن الآية منها أقرب إليها من غيرها، وكذلك إن أحسن منها أكثر من ذلك، كرره بقدره. ويحتمل أن يأتي ببقية الآي من غيرها؛ لأن هذه الآية يسقط فرضها بقراءتها، فيعدل عن تكرارها إلى غيرها، كمن وجد بعض الماء، فإنه يغسل به، ويعدل إلى التيمم. وذكر القاضي هذا الاحتمال في "الجامع". ولأصحاب الشافعي وجهان، كما ذكرنا. فأما إن عرف بعض آية، لم يلزمه تكرارها، وعدل إلى غيرها، لأن النبي r أمر الذي لا يحسن القرآن أن يقول: (الحمد لله) وغيرها، وهى بعض آية، ولم يأمره بتكرارها. وإن لم يحسن شيئا منها، وكان يحفظ غيرها من القرآن، قرأ منه بقدرها إن قدر، لا يجزئه غيره([53]).

عن "رفاعة بن رافع: أن رسول الله r، بينا هو جالس في المسجد يوما قال رفاعة: ونحن عنده، إذا جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته، ثم انصرف فسلم على النبي r، فقال النبي r: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى، ثم جاء فسلم عليه فقال: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كل ذلك يأتي النبي r، فيسلم على النبي r، فيقول النبي r: وعليك فارجع فإنك لم تصل فعاث الناس، وكبر ذلك عليهم أن يكون من أخف صلاته لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني أو علمني فإنما أنا بشر أصيب، وأخطئ فقال للرجل: إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهد فأقم، ثم كبر ‌فإن ‌كان ‌معك ‌قرآن ‌فاقرأ ‌به، وإلا فاحمد الله، وكبره وهلله، ثم اركع فاطمئن راكعا، ثم اعتدل قائما، ثم اسجد فاعتدل ساجدا، ثم اجلس فاطمئن جالسا، ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وإن انتقصت منها شيئا انتقص من صلاتك ولم تذهب كلها"([54]).

وفي رواية أبي داوود فعن "رفاعة بن رافع، أن رسول الله r: فَقَصَّ هذا الحديث قال فيه: فتوضأ كما أمرك الله جل وعز، ثم تشهد، فأقم ثم كبر، ‌فإن ‌كان ‌معك ‌قرآن ‌فاقرأ ‌به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله، وقال فيه: وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صلاتك"([55]).

 

يتبين مما سبق مرونة الإسلام وتيسيره على حديث العهد بالإسلام، فالصلاة فريضة على كل فرد منذ إسلامه، وأن قراءة القرآن يجب أن تكون بالعربية التي نزل بها، ولا يجوز القراءة بغيرها، فكيف لحديث العهد بالإسلام أن يصلى، خاصة لو لم يتحدث العربية، فهنا يظهر تيسير الإسلام مع حديث العهد بالإسلام فإن ‌لم ‌يحسن ‌القراءة ‌بالعربية، لزمه التعلم، وإن لم يتعلم أو لم يقدر، أو خشي فوات الوقت، وعرف من الفاتحة آية، كررها سبعا، وإلا فاحمد الله، وكبره وهلله.

  • الختان وحلق الشعر:

فقد اهتم الإسلام بتخليص حديث العهد بالإسلام من كل أدران الكفر، وتحقيق الطهارة الكاملة في القلب والبدن، وذلك فيما يتعلق بالختان وحلق الشعر، فعن أبي "هريرة رضي الله عنه، عن النبي r قال: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وقص الشارب،   وتقليم الأظفار([56]).

واستحب جماعة من العلماء في الرجل الكبير يسلم أن يختتن ذكر يونس عن ابن شهاب قال ‌كان ‌الرجل ‌إذا ‌أسلم أمر بالختان وإن كان كبيرا، وكان عطاء يقول لا يتم إسلامه حتى يختتن وإن بلغ ثمانين سنة، وروي عن ابن عباس وجابر بن زيد وعكرمة أن الأغلف لا تؤكل ذبيحته ولا تجوز شهادته، وروي عن الحسن أنه كان يرخص للشيخ الذي يسلم ألا يختتن ولا يرى به بأسا ولا بشهادته وذبيحته وحجه وصلاته وعامة أهل العلم على هذا، ولا يرون بذبيحته بأسا قال أبو عمر حديث يزيد في حج الأغلف لا يثبت والصواب فيه ما عليه جماعة العلماء فهذا ما بلغنا عن العلماء في الختان([57]).

وعن ‌"عثيم بن كليب ، عن ‌أبيه ، عن ‌جده «أنه جاء النبي r فقال: قد أسلمت، فقال له النبي r : ‌ألق ‌عنك ‌شعر ‌الكفر، يقول: احلق، قال: وأخبرني آخر أن النبي r قال لآخر معه: ‌ألق ‌عنك ‌شعر ‌الكفر واختتن"([58]).

     وقال "السندي: قوله: "‌ألق ‌عنك ‌شعر ‌الكفر": حملوا الأمر على الاستحباب، فقالوا: يستحب إذا أسلم الكافر أن يزيل شعره بحلق أو قصر، والحلق أفضل، وكذا أخذوا منه أن يغتسل، وأن يغسل ثيابه، وأخذ من الأمر بالاختتان أنه واجب إذا أمن على نفسه الهلاك"([59]).

يتضح من السابق حرص الإسلام على طهارة حديث العهد بالإسلام فقد أمرنا الإسلام بالاقتداء بما أمر به الأنبياء من سنن الفطرة، ومنها الختان، وحلق الشعر، والتخلص من كل أدران الجاهلية، ولذلك فمن الواجب لحديث العهد بالإسلام الختان، ومن الاستحباب حلق الشعر.

ثالثًا: الزكاة:

الزكاة أحد أركان الإسلام التي هي عليها الإسلام، ولا يجوز لمن وجبت عليه أن يمنعها، ومن منعها منكرًا وجوبها فقد كفر، إلا أن يكون ‌حديثَ ‌عهد ‌بالإسلام ولم يعلم وجوبها، وليس في المال حقّ سوى الزكاة، إلا ما حُكي عن الشَّعْبي، ومجاهد أنهما قالا: يجب عليه يوم حصاد السنبل وصرام النخل، أن يلقي للمساكين منه شيئًا ولا يُعتد به من الزكاة([60]).

هذا أصل مضطرد في مباني الإسلام الخمسة، وفي الأحكام الظاهرة المجمع عليها من مكلف إن كان الجاحد لذلك معذورا، مثل أن يكون ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام أو قد نشأ ببادية هي مظنة الجهل بذلك لم يكفر حتى يعرف أن هذا دين الإسلام، لأن أحكام الكفر والتأديب لا تثبت إلا بعد بلوغ الرسالة ولا سيما فيما لا يعلم بمجرد العقل([61]).

فالعقوبة على ترك الفرائض مرتبطة بالمعرفة أو بإرسال الرسل قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً"(سورة طه:34) وقال تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا"(سورة القصص:59) وقال تعالى: "لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"(سورة الأنعام:19) فالإنذار لمن بلغه القرآن بلفظه أو معناه فإذا بلغته الرسالة بواسطة أو بغير واسطة قامت عليه الحجة وانقطع عذره.

    فالزكاة هي أحد أركان الإسلام، فمن جحدها كفر، إلا أن يكون ‌حديث ‌عهد بالإسلام لا يعرف وجوبها فيعرف. ومن منعها وهو يعتقد وجوبها، أخذت منه قهرا. فإن امتنع قوم بقوم قاتلهم الإمام عليها([62]).

إن أبا بكرt قال: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. وقال ابن الأثير: من منعها منكرًا وجوبها فقد كفر، إلا أن يكون ‌حديث ‌عهد بالإسلام، ولم يعلم وجوبها، وقال أبو الفتح القشيري: من جحدها كفر، وأجمع العلماء أن مانعها تؤخذ قهرًا منه، وإن نصب الحرب دونها قتل، كما فعل أبو بكر t بأهل الردة([63]).

يتضح من السابق أحد أركان الإسلام والتي لابد ان يؤديها المسلم، ولذلك يجب على حديث العهد بالإسلام أن يتعلم من يؤدي الزكاة وما مقدارها، وما الشروط اللازمة لإخراجها، فهي فريضة ومن منعها منكرًا وجوبها فقد كفر، لكن ليس على حديث العهد بالإسلام أن يخرج ما لم يخرجه قبل إسلامه.

رابعًا: الصوم:

يعد الصيام  أحد أركان الإسلام، والمفروض على المسلمين صوم شهر رمضان من كل عام، ويكون الصيام بالإمساك والامتناع عن المفطرات بالإمساك عن الشهوة الجنسية
من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة البقرة:183-184)

ومن ترك الصوم جاحداً لوجوبه – أي وهو قديم عهد بالإسلام – كفر؛ لأنه كذَّب الله تعالى ورسوله في خبره، وهذا الحكم ثابت بترك صوم أول يوم. نعم، الحكم في استدامته مذكور في باب الردة، وأما ‌حديث ‌العهد بالإسلام فيعرَّف أنه واجب عليه، فإن رجع عنه، وإلا كان حكمه ما تقدم، قال: ومن تركه غير جاحد حبس ومنع الطعام والشراب، أي: في النهار، لتحصيل صورة ‌الصوم بذلك، ولأنه إذا فهم أنه يعامل بذلك ينوي من الليل([64]).

فالجمهور من الحنفية والشافعية، وهو مشهور مذهب المالكية، على إعذار ‌حديث ‌العهد بالإسلام، إذا جهل ‌الصوم في رمضان، قال الحنفية: يعذر من أسلم بدار الحرب فلم يصم، ولم يصل، ولم يزك بجهله بالشرائع مدة جهله؛ لأن الخطاب إنما يلزم بالعلم به أو بدليله، ولم يوجد، إذ لا دليل عنده على فرض الصلاة والصوم([65]).

‌‌ وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان، وأجمعوا على أن من أنكر وجوبه كفر، إلا أن يكون جاهلاً ‌حديثَ ‌عهدٍ بإسلام؛ فإنه يعلّم حينئذ، فإن أصرّ على الإنكار فهو كافر، يُقتل مرتدا؛ لأنه جحد أمرا ثابتا بنص القرآن والسنة، معلوما من                  الدين بالضرورة([66]).

وإذا أسلم في شهر رمضان يقول سفيان الثوري، ومالك، والشافعي، وأبو سليمان، فيما أسلم الكافر: فروينا عن عطاء إن ‌أسلم ‌الكافر في يوم من رمضان صام ما مضى من الشهر وإن أسلم في آخر النهار صام ذلك اليوم، وعن عكرمة مثل ذلك، وقال: هو بمنزلة المسافر يدخل في صلاة المقيمين. وعن الحسن مثل ذلك([67]).

ويتبين من السابق أن فريضة الصيام تتمثل في صيام شهر رمضان، والذي يتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام في فريضة الصيام مثل الصلاة والزكاة، فهناك أعذار لحديث ‌العهد بالإسلام إذا جهل ‌الصوم في رمضان، ويلزمه أداء الصيام منذ علمه بالفريضة وكيفية إتيانها، ولا يلزمه صيام ما فاته قبل الإسلام.

 خامساً: الحج:

الحج من أركان الإسلام الخمسة، ولقد فرضه الله على كل مسلم ، ولقد هدف به الإسلام مصالح من ناحيتين، إصلاح الفرد والمجتمع، ولا يكون أداء هذه الفريضة كاملا على أتم وجوه إذا أدى المناسك بشكل صحيح، وأنها فريضة على المستطيع، قال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"(سورة آل عمران:97).

توجيه حديث العهد بالإسلام عندما حج متمتعا ففي رواية عن الضبي بن معبد، قال: كنت ‌حديث ‌عهد بالنصرانية، فقدمت الكوفة أريد الحج في زمان عمر بن الخطاب t، فأهل سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان بالحج وحده، وأهل الضبي بالحج والعمرة، فقال: ويحك تمتعت، وقد نهى رسول الله r عن المتعة، فقالا له: والله لأنت أضل من بعيرك، قال: نقدم على عمر وتقدمون، فلما قدم الضبي مكة طاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة لعمرته، ثم رجع حراما لم يحلل من شيء، ثم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة لحجه، ثم أقام حراما لم يحلل منه حتى أتى عرفات، وفرغ من حجته، فلما كان يوم النحر حل فأهرق دما لمتعته، فلما صدروا من حجهم مروا بعمر بن الخطاب t، فقال له زيد بن صوحان: يا أمير المؤمنين، إنك نهيت عن المتعة، وإن الضبي بن معبد قد تمتع، قال: صنعت ماذا يا ضبي؟ قال: أهللت يا أمير المؤمنين بالحج والعمرة، فلما قدمت مكة طفت بالبيت وطفت بين الصفا والمروة لعمرتي، ثم رجعت حراما لم أحلل من شيء، ثم طفت بالبيت وبين الصفا والمروة لحجتي، ثم أقمت حراما حتى كان يوم النحر، فأهرقت دما لمتعتي، ثم أحللت، قال: فضرب عمر على ظهره، وقال: هديت لسنة نبيكr([68]).

عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة، يقول: سمعت الصبي بن معبد، يقول: كنت رجلا نصرانيا، فأسلمت، فأهللت بالحج، والعمرة، فسمعني سلمان بن ربيعة، وزيد ابن صوحان وأنا أهل بهما جميعا بالقادسية، فقالا: لهذا أضل من بعيره، فكأنما حملا علي جبلا بكلمتهما، فقدمت على عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له فأقبل عليهما، فلامهما، ثم أقبل علي، فقال: «هديت لسنة النبي r، هديت لسنة النبي r» قال هشام: في حديثه قال شقيق: فكثيرا ما ذهبت أنا ومسروق نسأله عنه. حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية وخالي يعلى قالوا: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن الصبي بن معبد قال: كنت ‌حديث ‌عهد بنصرانية، فأسلمت، فلم آل أن أجتهد فأهللت بالحج والعمرة، فذكر نحوه([69]).

قرار إعادة بناء الكعبة:

فقد تم تأجيل قرار إعادة بناء الكعبة لان القوم حديث عهد بالإسلام فعن "عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي r قال لها: يا عائشة، لولا أن قومك ‌حديث ‌عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم"([70])، فذلك الذي حمل ابن الزبيرyعلى هدمه. قال يزيد: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه، وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم، حجارة كأسنمة الإبل. قال جرير: فقلت له: أين موضعه؟ قال: أريكه الآن، فدخلت معه الحجر، فأشار إلى مكان، فقال: ها هنا، قال جرير: فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها، (‌حديث ‌عهد) عهدهم قريب، أي لم يمض عليهم زمن طويل لتركهم الجاهلية. (ألزقته) جعلته ملتصقا غير مرتفع، (فذلك) أي حديث عائشة رضي الله عنها. (كأسنمة) صخور كبيرة أمثال ظهور الإبل، (أين موضعه) أي الأساس، (فحزرت) قدرت([71]).

عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: سألت النبي r عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: (نعم). قلت: فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: (إن قومك قصرت بهم النفقة). قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: (فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم، أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه                       في الأرض)([72]).

ويتبين من السابق ان الحج أحد اركان الإسلام وفريضة على كل مسلم، والتي يجب على حديث العهد بالإسلام أداؤها ما استطاع إليها سبيلا، كما أن حديث العهد بالإسلام عليه أن يسأل عما لا يعلم حتى يستطيع أن يؤدي الفريضة على أكمل وجه، ولكي يتعلم الإفراد والإقران والتمتع في الحج، وقد تبين من تأجيل قرار إعادة بناء الكعبة جمال الإسلام في تربيته لحديث العهد بالإسلام، والمرونة في تأجيل القرار لعدم تثبتهم على الإيمان، وقد قام عبدالله بن الزبير بذلك بعد اتساع الدولة الإسلامية وتثبت أركانها.

سادسًا: الإيمان والنذر:

من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية "ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" وهذا على أن الطاعات في الإيمان إيمان، والمعاصي في الكفر كفر. فإذا أسلم الكافر أحبط إسلامه كفره، فإن أحسن في الإسلام أحبطت طاعاته تلك المعاصي التي قدمها في حال كفره، وإن لم يحسن في الإسلام بقيت تلك المعاصي بحالها إذا لم يجد ما يحبطها، فأخذ بإساءته في الإسلام وفيما قبله. ومما يؤكد هذا أن المعاصي قد توجد من المسلم في إسلامه فلم يزل أني يحبط ما وجد منها في الكفر بالإسلام الحادث، وبان بهذا أن قول الله عز وجل "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ"(سورة الأنفال:38)، معناه يغفر لهم كفرهم فيما خلا من أعمارهم، فإن كان عاما للكفر والذنوب فهو مغفور بشرط الانتهاء، وفي ذلك بيان أنهم إن لم ينتهوا عن المعاصي التي كانوا عليها لم يغفر لهم، كما أنهم ما لم ينتهوا عن الكفر لم يغفر لهم([73]).

ولقد أمر القرآن الكريم الوفاء بالنذر للمسلمين جميعا، حتى حديث العهد بالإسلام عليه الوفاء بالنذر، لما يكون قد نذره في الجاهلية، إذا كان حلالا،  قال تعالى: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"(سورة الإنسان:7)، فقال تعالى: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ" أي يوفون بما قطعوه على أنفسهم نذرا في طاعة الله، إذا نذروا طاعة فعلوها، فالنذر كل ما أوجبه الإنسان على نفسه من فعل، فإذا نذروا بروا بوفائهم لله، بالنذور التي في طاعة الله، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وقوله: "وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" أي: ويخافون هول يوم عظيم كانت أهواله وشدائده من تفطر السموات، وتناثر الكواكب، وتطاير الجبال، وغير ذلك من الأهوال([74]).

وعن "أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي r قال: من حلف، فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدَّق"([75]).

وعن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة، قال: حدثني ثابت بن الضحاك، قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي r، فقال: ‌إني ‌نذرت ‌أن ‌أنحر ‌إبلا ببوانة، فقال النبي r: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قالوا: لا، قال: «هل كان فيها عيد من أعيادهم؟»، قالوا: لا، قال رسول الله r: «أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم([76]).

وأن عمر رضي الله عنه نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام، قال: أراه قال: ليلة، قال له رسول الله r: (أوف بنذرك)([77]).

عن "عبد الله بن جابر الأحمسي، عن عمته زينب بنت المهاجر قالت: " خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا ونذرت ألا أتكلم فجاء رجل فوقف على باب الخيمة، فقال: السلام عليكم فردت عليه صاحبتي، فقال: ما شأن صاحبتك لم ترد علي؟ قالت: إنها مصمتة إنها نذرت أن لا تتكلم، فقال: تكلمي فإن هذا من فعل الجاهلية فقالت: فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قلت: من أي المهاجرين؟ قال: من قريش، قلت: من أي قريش؟ قال: إنك لسئول، أنا أبو بكر، قلت: يا خليفة رسول الله إنا كنا ‌حديث ‌عهد ‌بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا، وقد جاء الله من الأمر بما ترى فحتى متى يدوم لنا هذا؟ قال: ما صلحت أئمتكم، قلت: ومن الأئمة؟ قال: أليس في قومك أشراف يطاعون؟ قلت: بلى، قال: أولئك الأئمة"([78]).

يتضح مما سبق أن الإسلام قد أمر حديث عهد بالإسلام أن يوفي بنذره، إذا اتفق ذلك مع الشريعة الإسلامية، وأحكامها، ولكن إذا كان قد نذر- حديث عهد بالإسلام في الجاهلية- بمعصية فلا يفعلها.

الجزء الثاني: التعامل الخاص بالأسرة:

يقصد به أوجه تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام في ما يتعلق بتنظيم علاقة حديثي العهد بالإسلام في الأسرة وتنظيم العلاقة الزوجية والأقارب والزيارات ودورهم في التعليم ودعوتهم إلى الإسلام، ويمكن عرضها فيما يلي:

أولاً: الزواج:

إن الزواج في الإسلام مبني على قضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله سبحانه وتعالى، بعيدًا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، وقد شرع الإسلام الزواج من حديثات العهد بالإسلام.

     قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"                   (سورة الممتحنة،10)

قوله تعالى: "وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ" يعني إذا أسلمن وانقضت عدتهن لما ثبت من تحريم نكاح المشركة والمعتدة، فإن أسلمت قبل الدخول ثبت النكاح في الحال ولها التزوج. "إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ" أباح نكاحها بشرط المهر؛ لأن الإسلام فرق بينها وبين زوجها الكافر، قوله تعالى: "وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ" قراءة العامة بالتخفيف من الإمساك، وهو اختيار أبي عبيد لقوله تعالى: "فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ"(سورة البقرة: 231). وقرأ الحسن وأبو العالية وأبو عمرو "ولا تمسكوا" مشددة من التمسك، وقوله تعالى: "بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ" المراد بالكوافر هنا عبدة الأوثان من لا يجوز ابتداء نكاحها، فهي خاصة بالكوافر من غير أهل الكتاب. وقيل: هي عامة، وعلى القول الأول إذا أسلم وثني أو مجوسي ولم تسلم امرأته فرق بينهما، وهذا قول بعض أهل العلم. ومنهم من قال: ينتظر بها تمام العدة، فمن قال يفرق بينهما في الوقت ولا ينتظر تمام العدة إذا عرض عليها الإسلام ولم تسلم - مالك بن أنس. وهو قول الحسن وطاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والحكم، واحتجوا بقوله تعالى: "وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ"، وقال الزهري: ينتظر بها العدة، وهو قول الشافعي وأحمد. واحتجوا بأن أبا سفيان بن حرب أسلم قبل هند بنت عتبة امرأته، وكان إسلامه بمر الظهران ثم رجع إلى مكة وهند بها كافرة مقيمة على كفرها، فأخذت بلحيته وقالت: اقتلوا الشيخ الضال. ثم أسلمت بعده بأيام، فاستقرا على نكاحهما لأن عدتها لم تكن انقضت. وقال الشافعي: ولا حجة لمن احتج بقوله تعالى: "وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ" لأن نساء المسلمين محرمات على الكفار؛ كما أن المسلمين لا تحل لهم الكوافر والوثنيات ولا المجوسيات بقول الله عز وجل: "لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ"  ثم بينت السنة أن مراد الله من قوله هذا أنه لا يحل بعضهم لبعض إلا أن يسلم الباقي منهما في العدة([79]).

وبذلك إذا ‌أسلم ‌الكافر وتحته من لو ابتدأ العقد عليها في الإسلام جاز، ثبت عليها وإن كانت ممن لو أراد ابتداء العقد عليها في الإسلام لم يجز له ذلك لم يثبت عليها كذات المحرم والمرضعة وغيرهما قبل الدخول وبعده وإذا أسلم الكتابي وتحته كتابية ثبت عليها وإن كانت مجوسية عرض عليها الإسلام فإن أسلمت ثبتت معه وإن أبت انفسخ النكاح في الحال كان قبل الدخول أو بعده وكذلك إن كانا مجوسيين أو صابئين أو غير ذلك من أنواع الشرك([80]).

عن بن عباس أن رجلا جاء مسلما على عهد النبي r ثم جاءت امرأته مسلمة فقال يا رسول الله إنها كانت أسلمت معي فردها علي فردها عليه هذا حديث صحيح سمعت عبد بن حميد يقول سمعت يزيد بن هارون يذكر عن محمد بن إسحاق هذا الحديث وحديث الحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي r رد ابنته زينب على أبي العاصي بمهر جديد ونكاح جديد قال يزيد بن هارون حديث بن عباس أجود إسنادا والعمل على حديث             عمرو بن شعيب([81]).

وقال تعالى: "وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"(سورة البقرة: 221)، هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا المشركات من عبدة الأوثان. ثم إن كان عمومها مرادا، وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية، فقد خص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ" (سورة المائدة: 5)، وعن ابن عباس في قوله: " وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا" استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب. وهكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقيل: بل المراد بذلك المشركون من عبدة الأوثان، ولم يرد أهل الكتاب بالكلية([82]).

يتضح مما سبق أن الإسلام قد وضع الطريق السليم لبناء الأسرة بداية من الزواج، ومواصفات الزوج أو الزوجة، وبين لحديث العهد بالإسلام ضرورة التفريق بينه وبين زوجته إذا كان زواجا لا يتفق مع الشريعة الإسلامية، وبذلك إذا ‌أسلم ‌الكافر وتحته من لو ابتدأ العقد عليها في الإسلام جاز، جاز الإبقاء عليها بعد إسلام الكافر، ويؤكد الإسلام على ضرورة إجراء اختبار لكل من هو دخل الإسلام، لكي يتم التأكد من إيمانه.

لا ولاية على غير المسلم في الزواج:

وتنكح المسلمة على الكتابية، والكتابية على المسلمة، وتنكح أربع كتابيات، كما تنكح أربع مسلمات، والكتابية في جميع نكاحها وأحكامها التي تحل بها وتحرم كالمسلمة، لا تخالفها في شيء وفيما يلزم الزوج لها ولا تنكح الكتابية إلا بشاهدين عدلين مسلمين، وبولي من أهل دينها كولي المسلمة جاز في دينهم غير ذلك أو لم يجز، ولست أنظر فيه إلا إلى حكم الإسلام ولو زوجت نكاحا صحيحا في الإسلام وهو عندهم نكاح فاسد كان نكاحها صحيحا ولا يرد نكاح المسلمة من شيء إلا رد نكاح الكتابية من مثله، ولا يجوز نكاح المسلمة بشيء إلا جاز نكاح الكتابية بمثله، ولا يكون ولي الذمية مسلما وإن كان أباها لأن الله تعالى قطع الولاية بين المسلمين والمشركين وتزوج رسول الله r أم حبيبة بنت أبي سفيان وولي عقدة نكاحها ابن سعيد بن العاص وكان مسلما وأبو سفيان حي فدل ذلك على أن لا ولاية بين أهل القرابة ‌إذا ‌اختلف ‌الدينان وإن كان أبا وأن الولاية بالقرابة واجتماع الدينين قال ويقسم للكتابية مثل قسمته للمسلمة لا اختلاف بينهما، ولها عليه ما للمسلمة وله عليها ما له على المسلمة إلا أنهما لا يتوارثان باختلاف الدينين فإن طلقها أو آلى منها أو ظاهر أو قذفها لزمه في ذلك كله ما يلزمه في المسلمة إلا أنه لا حد على من قذف كتابية ويعزر([83]).

يتبين من السابق ان لا ولاية لكافر على مسلم، فلو أسلمت المرأة فلا يجوز لوالدها إذا كان على كفره عليها، ولذلك لابد من اختيار الوالي بالقرابة والدين، وإذا اختلف الدين فلا والدية للكفر حتى لو كان الأب، ويتبين من أن الإسلام يخلص حديث العهد بالإسلام من كل ما يجعل هناك وصاية عليه، من غير المسلمين، حتى يضمن حفاظه عليه، ولا تكون ولاية فاسدة                    عليه دينه.

رفض العلاقات غير الشرعية:

إن هناك العديد من العلاقات بين الجنسين والتي هي مقبولة في بعض المجتمعات التي لا تدين بالإسلام، ولكنها مرفوضة في الإسلام، وينبغي لحديث العهد بالإسلام ان يعرف كل ما هو منهي عنه، والحذر كل الحذر أن يرتبط بأي علاقة غير شرعية، لأن عواقب ذلك                  وخيمة جداً.

قال تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"(سورة الإسراء:32)، يقول تعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته، وهو مخالطة أسبابه، ودواعيه "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً" أي: ذنبا عظيما "وَسَاءَ سَبِيلًا" أي: وبئس طريقا ومسلكا، وقد قال الإمام أحمد، فعن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي r فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: "ادنه"، فدنا منه قريبا فقال: اجلس" فجلس، قال: "أتحبه لأمك؟ " قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: "أفتحبه لابنتك"؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم"، قال: "أتحبه لأختك"؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم"، قال: "أفتحبه لعمتك"؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم" قال: "أفتحبه لخالتك"؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم" قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه" قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء، وعن الهيثم بن مالك الطائي، عن النبي r قال: "ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له"([84]).

قال تعالى: "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النحل:119)، ولا حد على من جهل التحريم؛ لما روي عن عمر وعليy، أنهما قالا: لا حد إلا على من علمه. وروى سعيد بن المسيب قال: ذكر الزنا بالشام، فقال رجل: زنيت البارحة، قالوا: ما تقول؟ قال: ما علمت أن الله حرمه، فكتب بها إلى عمرt، فكتب: إن كان يعلم أن الله حرمه، فحدوه، وإن لم يكن علم، فأعلموه، فإن عاد فارجموه. وسواء جهل تحريم الزنا، أو تحريم عين المرأة، مثل أن تزف إليه غير زوجته، فيظنها زوجته، أو يدفع إليه غير جاريته، فيظنها جاريته، أو يجد على فراشه امرأة يحسبها زوجته أو جاريته، فيطأها، فلا حد عليه؛ لأنه غير قاصد لفعل المحرم. ومن ادعى الجهل بتحريم الزنا، ممن نشأ بين المسلمين، لم يصدق؛ لأننا نعلم كذبه. وإن كان ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام، أو بإفاقة من جنون، أو ناشئاً ببادية بعيدة عن المسلمين، صدق؛ لأنه يحتمل الصدق، فلم يجب الحد مع الشك في الشرط. وإن ادعى الجهل بتحريم شيء من الأنكحة الباطلة، كنكاح المعتدة، أو وطء الجارية المرهونة بإذن الراهن، وادعى الجهل بالتحريم قُبِلَ؛ لأن تحريم ذلك يحتاج إلى فقه، ويحتمل أن لا يقبل، إلا ممن يقبل قوله في الجهل بتحريم الزنا؛ لأنه زنى، والأول أصح؛ لما روي عن عبيد بن نضلة قال: رفع إلى عمرt امرأة تزوجت في عدتها، فقال: هل علمتما؟ فقالا: لا. قال: لو علمتما لرجمتكما، فجلده أسواطاً، ثم فرق بينهما. وإن ادعى الجهل بانقضاء العدة، قبل إذا كان يحتمل ذلك؛ لأنه مما يخفى([85]).

وإذا نكح شخص امرأة نكاحا مجمعا على فساده، كنكاح معتدة وخامسة، فإن كان عالما بذلك فلا يحرم أصولها وفصولها، ويحد لأنه زنى، وأما إن كان لا يعلم بأنها معتدة أو يعتقد حل الخامسة لكونه ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام فلا حد عليه، وحرم عليه أصولها وفصولها، وأما المختلف في فساده فهو كالصحيح، العقد فيه على البنات يحرم الأمهات، والدخول على الأمهات يحرم البنات، ولو بالنظر لغير الوجه والكفين إن وجد اللذة ولو لم يقصد، لا إن قصد فقط، ولا إن تلذذ بالنظر للوجه والكفين فلا يحرم فيهما إلا اللذة بالمباشرة أو القبلة([86]).

وإذا ‌أسلم ‌الكافر وتحته أكثر من أربع نسوة اختار أربعاً وفارق البواقي، كان عقده عليهن في حال أو في عقود، لا نبالي اختار الأوائل أو الأواخر إذا كن ممن يجوز إقرارهن تحت المسلم وقال أبو حنيفة إن كان تزويجهن في عقد واحد بطل نكاح الجميع، وإن كان في عقود فنكاح الأواخر باطل، ودليلنا حديث غيلان أنه أسلم وتحته عشر نسوة فأسلمن معه فأمره النبي r أن يختار منهن أربعاً، ففيه دليلان: أحدهما إثبات الخيار، وعند المخالف لا خيار، لأن نكاح الأواخر باطل عنده، وكذلك لو كان في عقد فلا ينتفي موضع الخيار، والآخر لم يسأل هل عقد عليهن في عقد أو عقود، فدل أن الحكم لا يختلف. وروي عن الحارث بن قيس قال: أسلمت وتحتي ثماني نسوة، فقال r: "اختر منهن أربعاً"، وروى الضحاك بن فيروز عن أبيه قال: قلت يا رسول الله، إني أسلمت وتحتي أختان، قال: "طلق أيتهما شئت"، ولأن كل امرأة جاز له ابتداء العقد عليها في الإسلام([87]).

يتضح مما سبق أن الدين الإسلامي رفض أي علاقات بين رجل وأمرأة غير شريعة، لا تتفق مع أحكام الإسلام، ولذلك وجب على حديث العهد بالإسلام أن يتخلص من أي علاقة غير شرعية، فقد بين الله سبحانه وتعالى أنه لا توجد عقوبة على الذي يفعل شيئا بجهالة أو دون معرفة، ولكن إذا كانت هي علاقة لا تتفق مع الإسلام ولكنها لازالت قائمة لابد أن يتخلص منها، فإذا نكح شخص امرأة نكاحا مجمعا على فساده، كنكاح خامسة، فإذا كان ذلك قبل إسلامه أو بعد إسلامه ولا يعلم حرمة ذلك، وجب عليه أن يبقى على أربع.

ثانيًا: الزيارات:

    الزيارات وصلة الرحم للأقارب من غير المسلمين جائزة، لأنها لا تقطع لاختلاف العقائد، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"   (سورة النساء:1)

وصلة الرحم لمن أسلم حديثا ضرورية خاصة صلة الوالدين قال تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (سورة العنكبوت:8)، يقول تعالى ذكره: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ" فيما أنزلنا إلى رسولنا "بِوَالِدَيْهِ" أن يفعل بهما (حُسْنا)، وقال: معنى قوله: يوصينا خيرا: أن نفعل بها خيرا، فاكتفى بيوصينا منه، وقوله: "وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا" يقول: "ووصينا الإنسان"، فقلنا له: إن جاهداك والداك لتشرك بي ما ليس لك به علم أنه ليس لي شريك، فلا تطعهما فتشرك بي ما ليس لك به علم ابتغاء مرضاتهما، ولكن خالفهما في ذلك "إليّ مرجعكم" يقول تعالى ذكره: إليّ معادكم ومصيركم يوم القيامة "فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" يقول: فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال وسيئاتها، ثم أجازيكم عليها المحسن بالإحسان، والمسيء بما هو أهله([88]).

وما العلاقات الأخرى من غير المسلمين كالأصدقاء والزملاء خاصة لو كان قادرا على التأثير فيهم، فهذا خير لا يقطع، فوصالهم يدخل تحت عموم قوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"(سورة الممتحنة:8)

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين قوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ" هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم. قال ابن زيد: كان هذا في أول الإسلام عند الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخ. قال قتادة: نسختها "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ"(سورة التوبة: 5)، وقيل: كان هذا الحكم لعلة وهو الصلح، فلما زال الصلح بفتح مكة نسخ الحكم وبقي الرسم يتلى. وقيل: هي مخصوصة في حلفاء النبي r ومن بينه وبينه عهد لم ينقضه؛ وقال الكلبي: هم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف. وقاله أبو صالح، وقال: هم خزاعة. وقال مجاهد: هي مخصوصة في الذين آمنوا ولم يهاجروا. وقيل: يعني به النساء والصبيان لأنهم ممن لا يقاتل؛ فأذن الله في برهم، حكاه بعض المفسرين([89]).

واحتجوا على جواز الصلة بحديث الرسول r فعن "عروة، عن أسماء قالت: قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش ومدتهم إذ عاهدوا النبي r، مع أبيها، فاستفتيت النبي r فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة؟ قال: (نعم، صلي أمك)([90]).

 

ولابد أن نضع في الحسبان أن وصالهم لا يعني محبتهم حب النصرة والتعظيم لقوله تعالى: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"(سورة المجادلة:22) ويعني جل ثناؤه بقوله: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" لا تجد يا محمد قوما يصدقون الله، ويقرون باليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله وشاقهما وخالف أمر الله ونهيه " وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ" يقول: ولو كان الذين حادوا الله ورسوله آباءهم " أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" وإنما أخبر الله جل ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الآية "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"(سورة المجادلة:14) ليسوا من أهل الإيمان بالله ولا باليوم الآخر، فلذلك تولوا الذين تولوهم من اليهود، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وعن قتادة، قوله: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" لا تجد يا محمد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله: أي من عادى الله ورسوله. قوله: "أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ" يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عني بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ففي بمعنى اللام، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم، وذلك لما كان الإيمان بالقلوب، وكان معلوما بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها([91]).

يتبين مما سبق ان صلة الرحم وتواصل حديث العهد بالإسلام مع أسرته وأقاربه أمر مهم، بل يجب عليه، مالم يكن هناك خوف عليه، وعلى إسلامه منهم، ومحاولاتهم إكراهه على الرجوع للكفر، وأن هذه الزيارات والتواصل لا يعني محبتهم حب النصرة والتعظيم لهم أو تعظيم دينهم. فالدين الإسلامي لا ينهي عن الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم أن يبروهم ويقسطوا إليهم.

ثالثاً: دعوتهم إلى الإسلام:

فقد اهتم الإسلام بأن يسمح لمن يسلم ويتعلم أحكامه أن يعود داعيًا إلى قومه، فعندما يسلم المرء ويدخل في الإسلام، ثم يأذن لهم أن يعودوا لدعوة أقوامهم.

فقد كان ‌إسلام ‌سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدرى، وكان مصعب قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويقرئهم القرآن بأمر رسول الله r، فلمّا أسلم سعد بن معاذ لم يبق فى بنى عبد الأشهل أحد إلّا أسلم يومئذ فكانت دار بنى عبد الأشهل أوّل دارٍ من الأنصار أسلموا جميعًا رجالهم ونساؤهم، وحوّل سعد ابن معاذ مصعب بن عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة إلى داره فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ، وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابنى خالة، وكان سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير يكسران أصنام بنى عبد الأشهل([92]).

كما حدث ذلك في قصة إسلام عمير بن وهب حيث قال: يا رسول الله، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وأنا أحب أن تأذن لي، فأقدم مكة، ‌فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله r، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم؟ فأذن له رسول الله r فلحق بمكة، وكان صفوان بن أمية حين خرج ‌عمير ‌بن ‌وهب، يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام، تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا، ولا ينفعه بنفع أبدا([93]).

وكذلك عندما قدم الطفيل بن عمرو الدوسي مكة، وكان شاعرا لبيبا، فقالت قريش له: احذر محمدا فإن قوله كالسحر يفرّق بين المرء وبين زوجه، فأتاه في بيته وقال: يا محمد اعرض أمرك، فعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فأسلم وقال: يا رسول الله! ‌إني ‌امرؤ ‌مطاع ‌في ‌قومي وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا عليهم، فقال: اللهم اجعل له آية([94]).

وقد أكدت إحدى الدراسات أهمية دعوة حديث العهد بالإسلام لأفراد أسرته من خلال دراسة أجريت على عينة عينتين شرق ماليزيا وغرب ماليزيا، وذلك لبحث درجة استخدام الوسطية والتسامح في حياة حديث العهد بالإسلام، وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت في مكانين مختلفين، فقد أثبتت أن هناك علاقة بين الظواهر الدينية التي تحدث مع حديث العهد بالإسلام في المجتمع بماليزيا، وقد أظهرت الدراسة أن للتطبيق العملي للاعتدال والتسامح أهمية كبيرة في تعامل حديث العهد بالإسلام مع من حوله، كما أن لتطبيق الوسطية في الممارسات الحياتية والتسامح ساعد أفراد الأسرة غير المسلمين على تغيير مواقفهم وتصوراتهم تجاه الإسلام، ولذلك فقد اقترحت الدراسة ضرورة الاهتمام بقيم الوسطية في حياة حديث العهد بالإسلام، خاصة في المجتمع متعدد الأعراق من أجل تنمية اجتماعية أفضل([95])، ولذلك فإن لحديث العهد بالإسلام أهمية كبيرة تجاه أفراد أسرته، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن التزام حديث العهد بالإسلام بقيم الإسلام تكون دافعة لأفراد أسرته للتحول إلى أفواج الوافدين إلى الإسلام.

ويتضح من السابق أنه يجب على كل حديث عهد بالإسلام، أن يدعو أفراد أسرته وقومه للإسلام حتى يخرجهم من الضلال إلى النور، سواء بشكل مباشر من خلال دعوتهم للإسلام بشكل صريح، خاصة وأنه أكثر قدرة على فهمهم وفهم لغتهم، وبالتالي يكون أكثر تأثيرا من دعوة غيره، أو بشكل غير مباشر من خلال التزامه بالأوامر التي أمر بها الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عما نهى عنها الله سبحانه وتعالى، ليكون نموذج للإسلام أمام غير المسلمين، فالمسلم الجديد هو سفير الإسلام، وداعيته الجديد.

الجزء الثالث: الخاص بالمعاملات الأخرى:

يقصد بها أوجه تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام في ما يتعلق بتنظيم علاقة حديثي العهد بالإسلام في العلاقات بين المسلمين مع بعضهم البعض والمسلمين وغيرهم، فيما يخص جوانب الطعام والشرب والمال، واللباس والزينة، والاحتفال بالأعياد، ويمكن عرضها             فيما يلي:

أولاً: الطعام والشراب:

إن الأصل في الإسلام الإباحة للأطعمة وللأشربة، إلا ما نزل به تحريم، قال تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(سورة المائدة:3)، القول في تأويل قوله تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ" يعني بذلك جل ثناؤه: حرم الله عليكم أيها المؤمنون الميتة، والميتة: كل ما له نفس سائلة من دواب البر وطيره، مما أباح الله أكلها، وأهليها ووحشيها، فارقتها روحها بغير تذكية، "وَالدَّمُ" وأما الدم: فإنه الدم المسفوح دون ما كان منه غير مسفوح، فأما ما كان قد صار في معنى اللحم كالكبد والطحال، فإن ذلك غير حرام، لإجماع الجميع على ذلك. وأما قوله: "وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ" فإنه يعني: وحرم عليكم لحم الخنزير، أهليه وبريه. وأما قوله: "وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ" فإنه يعني: وما ذكر عليه غير اسم الله، وما ذبح للآلهة وللأوثان يسمى عليه غير اسم الله. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، عن السدي في تأويل قوله تعالى: "وَالْمُنْخَنِقَةُ" قال: التي تدخل رأسها بين شعبتين من شجرة، فتختنق وعن قتادة في قوله: "وَالْمُنْخَنِقَةُ" التي تموت في خناقها، ويعني جل ثناؤه بقوله "وَالْمَوْقُوذَةُ" عن ابن عباس: قال: الموقوذة التي تضرب بالخشب حتى يقذها فتموت. والقول في تأويل قوله تعالى: "وَالْمُتَرَدِّيَةُ" يعني بذلك جل ثناؤه: وحرمت عليكم الميتة ترديا من جبل، أو في بئر، أو غير ذلك. والقول في تأويل قوله تعالى: "وَالنَّطِيحَةُ" يعني بقوله "وَالنَّطِيحَةُ" الشاة التي تنطحها أخرى فتموت من النطاح بغير تذكية، فحرم الله جل ثناؤه ذلك على المؤمنين إن لم يدركوا ذكاته قبل موته، والقول في تأويل قوله تعالى: "وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ" يعني جل ثناؤه بقوله: "وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ"  وحرم عليكم ما أكل السبع غير المعلم من الصوائد، ويعني جل ثناؤه بقوله: "إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ" إلا ما طهرتموه بالذبح الذي جعله الله طهورا، وعن ابن عباس: "إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ" يقول: ما أدركت ذكاته من هذا كله، يتحرك له ذنب أو تطرف له عين، فاذبح واذكر اسم الله عليه فهو حلال([96]).

القول في تأويل قوله تعالى: "وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ" يعني بقوله جل ثناؤه: " وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ" وحرم عليكم أيضا الذي ذبح على النصب، والنصب: الأوثان من الحجارة جماعة أنصاب كانت تجمع في الموضع من الأرض، فكان المشركون يقربون لها، وليست بأصنام، ويعني جل ثناؤه بقوله: "ذَلِكُمْ" هذه الأمور التي ذكرها، وذلك أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وسائر ما ذكر في هذه الآية مما حرم أكله. والاستقسام بالأزلام. "فِسْقٌ" يعني: خروج عن أمر الله وطاعته إلى ما نهى عنه وزجر، وإلى معصيته، ويعني بقوله جل ثناؤه: "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ" الآن انقطع طمع الأحزاب وأهل الكفر والجحود أيها المؤمنون من دينكم، يقول: من دينكم أن تتركوه، فترتدوا عنه راجعين إلى الشرك. والقول في تأويل قوله تعالى: "فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ" يعني بذلك: فلا تخشوا أيها المؤمنون هؤلاء الذين قد يئسوا من دينكم أن ترجعوا عنه من الكفار، ولا تخافوهم، القول في تأويل قوله تعالى: "فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ"  يعني تعالى ذكره بقول: "فَمَنِ اضْطُرَّ" فمن أصابه ضر في مخمصة، يعني في مجاعة، القول في تأويل قوله تعالى: "غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ" يعني بذلك جل ثناؤه: "فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ" إلى أكل ما حرمت عليه منكم أيها المؤمنون من الميتة والدم ولحم الخنزير وسائر ما حرمت عليه بهذه الآية، وأما قوله: "فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فإن معناه: فإن الله لمن أكل ما حرمت عليه بهذه الآية أكله في مخمصة، غير متجانف لإثم، غفور رحيم، وفي حال خوفه على نفسه، من كلب الجوع وضر الحاجة العارضة ببدنه. فإن قال قائل: وما الأكل الذي وعد الله المضطر إلى الميتة وسائر المحرمات معها بهذه الآية غفرانه إذا أكل منها؟([97]).

وقد بين الله سبحانه وتعالى وجوب أكل طعام أهل الكتاب من غير المسلمين، ووجوب أكل طعام أقرباء حديث العهد بالإسلام من أهل الكتاب، قال تعالى: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"(المائدة، 5).

قوله تعالى: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ"، أي "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" و"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ" فأعاد تأكيدا أي أحل لكم الطيبات التي سألتم عنها؛ وكانت الطيبات أبيحت للمسلمين قبل نزول هذه الآية؛ قال ابن عباس: قال الله تعالى: " وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ"(سورة الأنعام: 121)، ثم استثنى فقال: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ" يعني ذبيحة اليهودي والنصراني؛ وإن كان النصراني يقول عند الذبح: باسم المسيح واليهودي يقول: باسم عزير؛ وذلك لأنهم يذبحون على الملة. وقالت طائفة: إذا سمعت الكتابي يسمي غير اسم الله عز وجل فلا تأكل؛ وقال بهذا من الصحابة علي وعائشة وابن عمر؛ وهو قول طاوس والحسن متمسكين بقوله تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ" (سورة الأنعام: 121)، وقال مالك: أكره ذلك، ولم يحرمه. وهناك من قال إن التسمية على الذبيحة ليست بشرط فقال: ولا شك أنهم لا يسمون على الذبيحة إلا الإله الذي ليس معبودا حقيقة، مثل المسيح وعزير، ولو سموا الإله حقيقة لم تكن تسميتهم على طريق العبادة، ولأن النصراني إنما يذبح على اسم المسيح، وقد حكم الله بحل ذبائحهم مطلقا، وفي ذلك دليل على أن التسمية لا تشترط أصلا كما يقول الشافعي، وسيأتي ما في هذا للعلماء في "سورة الأنعام" إن شاء الله تعالى. ولا خلاف بين العلماء أن ما لا يحتاج إلى ذكاة كالطعام الذي لا محاولة فيه كالفاكهة جائز أكله؛ إذ لا يضر فيه تملك أحد. وكان مالك رحمه الله يكره ما ذبحوه إذا وجد ما ذبحه المسلم، وكره أن يكون لهم أسواق يبيعون فيها ما يذبحون؛ وهذا منه رحمه الله تنزه. وأما المجوس فالعلماء مجمعون - إلا من شذ منهم - على أن ذبائحهم لا تؤكل، ولا يتزوج منهم؛ لأنهم ليسوا أهل كتاب على المشهور عند العلماء، ولا بأس يأكل طعام من لا كتاب له كالمشركين وعبدة الأوثان ما لم يكن من ذبائحهم، وقال جمهور الأمة: إن ذبيحة كل نصراني حلال؛ سواء كان من بني تغلب أو غيرهم، وكذلك اليهودي. وقوله تعالى: "وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ" دليل على أنهم مخاطبون بتفاصيل شرعنا؛ أي إذا اشتروا منا اللحم يحل لهم اللحم ويحل لنا الثمن المأخوذ منهم([98]).

ومن الممكن أن يقدم الأكل من اللحوم لحديث العهد بالإسلام، ولم يعلم ذكر اسم الله عليه، فعليه أن يسمي عليه ثم يأكل فعن "عائشة أم المؤمنين، أن قوما قالوا: يا رسول الله إن قوما يأتونا بلحم لا ندري ذكر اسم الله عليه أم لا؟ قال: "سموا أنتم وكلوا" وكانوا ‌حديث ‌                عهد بالكفر"([99]).

وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة المائدة:90) قال ابن عباس فلما حرمت الخمر قال المسلمون يا رسول الله كيف بإخواننا الذين شربوها وماتوا قبل تحريمها فأنزل الله تعالى: " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة المائدة:93)                          يعني من الخمر قبل التحريم "إِذَا مَا اتقوا" يعني في أداء الفرائض "وَآَمَنُوا" يعني بالله ورسوله، "وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ" يعني البرّ والمعروف، "ثُمَّ اتَّقَواْ وَأَحْسَنُواْ" يعني بعمل النوافل، فالتقوى الأول عمل الفرائض، والتقوى الثاني عمل النوافل، فأما الميسر: فهو القمار، وأما الأنصاب ففيها وجهان: أحدهما: أنها الأصنام تعبد قاله الجمهور، والثاني: أنها أحجار [حول] الكعبة          يذبحون لها([100]).

وإذ كان القوم جهالا بأمور الدين وكان عهدهم حديثا ‌بالإسلام فتداخلتهم الشبهة فعذروا كما عذر بعض من تأول من الصحابة في استباحة شرب الخمر في قوله تعالى: "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا"(سورة المائدة:93) فقالوا نحن نشربها ونؤمن بالله ونعمل الصالحات ونتقي ونصلح، فأما اليوم فقد شاع دين الإسلام واستفاض علم وجوب الزكاة حتى عرفه الخاص والعام واشترك فيه العالم والجاهل فلا يعذر أحد بتأويل يتأول في إنكارها،  وكذلك الأمر في كل من أنكر شيئا مما أجمعت عليه الأمة من أمور الدين إذا كان منتشرا كالصلوات، وتحريم الخمر في نحوها من الأحكام إلاّ أن يكون رجل ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام لا يعرف حدوده فإذا أنكر شيئا منه جهلا به لم يكفر وكان سبيله سبيل أولئك القوم في تبقية اسم الدين عليه([101])، ويدخل كذلك من أمور الدين في الحقوق المالية ونوع الطعام المحلل والمحرم وأكل مال اليتامى أو الربا.

يتبين مما سبق أن الطعام والشراب في الإسلام كله مباح مالم يوجد نص بالتحريم، فمثلاً أكل الميتة محرم، ولم يذكر اسم الله عليه محرم، وتحريم شرب الخمر إلاّ أن يكون رجل ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام لا يعرف حدوده فإذا أنكر شيئا منه جهلا به لم يكفر، ولذلك يجب على حديث العهد بالإسلام أن يعرف الطعام والشراب المحرم، وقد بين الله سبحانه وتعالى وجوب أكل طعام أهل الكتاب من غير المسلمين، ومن الممكن أن يقدم الأكل من اللحوم لحديث العهد بالإسلام ولم يعلم ذكر اسم الله عليه وجب عليه أن يسمي ويأكل.

ثانياً: المال:

لقد أوجب الإسلام للحفاظ على المال السعي في طلب الرزق، وأباح المعاملات والمبادلات والتجارة، وللحفاظ عليها حرم الربا والسرقة والغش والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل، وتوعد القرآن من فعل ذلك بأشد العقوبات([102]).

 

قال تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا"                (سورة البقرة:275)

وقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" أي: إنما جوزوا بذلك لاعتراضهم على أحكام الله في شرعه، وليس هذا قياسا منهم للربا على البيع؛ لأن المشركين لا يعترفون بمشروعية أصل البيع الذي شرعه الله في القرآن، ولو كان هذا من باب القياس لقالوا: إنما الربا مثل البيع، وإنما قالوا: "إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا" أي: هو نظيره، فلم حرم هذا وأبيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع، أي: هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا! وقوله تعالى: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" يحتمل أن يكون من تمام الكلام ردا عليهم، أي: قالوا: ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكما، وهو الحكيم العليم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها الطفل؛ ولهذا قال: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ" أي: من بلغه نهي الله عن الربا فانتهى حال وصول الشرع إليه. فله ما سلف من المعاملة، لقوله: "عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ"(سورة المائدة: 95) وكما قال النبي r يوم فتح مكة: "‌وكل ‌ربا ‌في ‌الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين، وأول ربا أضع ربا العباس" ولم يأمرهم برد الزيادات المأخوذة في حال الجاهلية، بل عفا عما سلف([103]).

وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"(سورة البقرة: 278)، يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه، ناهيا لهم عما يقربهم إلى سخطه ويبعدهم عن رضاه، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ" أي: خافوه وراقبوه فيما تفعلون "وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا" أي: اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رؤوس الأموال، بعد هذا الإنذار "إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" أي: بما شرع الله لكم من تحليل البيع، وتحريم الربا وغير ذلك، وقد ذكر زيد بن أسلم، وابن جريج، ومقاتل بن حيان، والسدي: أن هذا السياق نزل في بني عمرو بن عمير من ثقيف، وبني المغيرة من بني مخزوم، كان بينهم ربا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه، طلبت ثقيف أن تأخذه منهم، فتشاوروا، وقالت بنو المغيرة: لا نؤدي الربا في الإسلام فكتب في ذلك عتاب بن أسيد نائب مكة إلى رسول الله r، فنزلت هذه الآية فكتب بها رسول الله r إليه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" فقالوا: نتوب إلى الله، ونذر ما بقي من الربا، فتركوه كلهم([104]).

 

قال العلماء: عن قول الرسولr: "الإسلام يجب ما قبله"، فإذا ‌أسلم ‌الكافر الحربي لم يلزمه قضاء شيء من العبادات البدنية والمالية، وما كان له من جناية على نفس، أو على مال، فهو معفو عنه، وهو ساعة إسلامه كيوم ولدته أمه([105]).

يتضح مما سبق ان تعامُل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام، أن له أن يتحصل على المال الحلال، وإذا كان حديث العهد بالإسلام يأخذ مالا بالربا، فعليه أخذ رأس المال فقط، ولا يأخذ ما هو زيادة حصلت من الربا.

السرقة ولا يعلم:(لا يعاقب بما لا يعلم)

‌السارق: ‌فهو ‌فاعل ‌من ‌السرقة، وهو كل من أخذ شيئا على طريق الاختفاء عن الأعين؛ لكن الشريعة شرطت فيه ستة معان: العقل: لأن من لا يعقل لا يخاطب عقلا. والبلوغ: لأن من لم يبلغ لا يتوجه إليه الخطاب شرعا. وبلوغ الدعوة: لأن من كان حديث عهد بالإسلام ولم يسألن حتى يعرف الأحكام، وادعى الجهل فيما أتى من السرقة والزنا وظهر صدقه لم تجب             عليه عقوبة([106]).

ولا يوجد عقوبة إذا لم يعلم أو لم يرسل الرسل قال الله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا" (سورة الإسراء:15)، وقال تعالى: "لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ" (سورة النساء:165)، فأما ‌الناشئ ‌بديار ‌الإسلام، ممن يعلم أنه قد بلغته هذه الأحكام، فلا يقبل قوله: إني لم أعلم ذلك، ويكون ممن جحد وجوبها بعد أن بلغه العلم في ذلك، وذلك كافر كفرا ينقل عن الملة، سواء صلاها مع ذلك أو لم يصلها، وسواء اعتقدها مستحبة أو لم يعتقد، وسواء رآها واجبة على بعض الناس دون بعض أو لا، وسواء تأول في ذلك أو لم يتأول؛ لأنه كذب الله ورسوله، وكفر بما ثبت أن محمدا r بعث به. ولهذا أجمع رأي عمر والصحابة في الجماعة الذين شربوا الخمر مستحلين لها أنهم إن أقروا([107]).

يتضح من السابق أن لحديث العهد بالإسلام أن يعلم، حدود حقوقه في المال، وأن لا ياخذ مال دون وجه حق، ولذلك لابد أن يتعلم أحكام الإسلام المرتبطة بالتعاملات المالية، حتى لا يأخذ مال أخيه المسلم دون حق.

الميراث:

وضع الإسلام آلية لتقسيم المال عند وفاة المسلم، والتي يجب أن يعلمها حديث العهد بالإسلام، عن أسامة بن زيد، أن رسول الله r، قال: ‌لا ‌يرث ‌المسلم ‌الكافر، قال محمد: وبهذا نأخذ، ‌لا ‌يرث ‌المسلم ‌الكافر، ولا الكافر المسلم، والكفر ملة واحدة، يتوارثون به، وإن اختلفت مللهم، يرث اليهودي النصراني، والنصراني اليهودي، وهو قول أبي حنيفة والعامة من فقهائنا([108]).

      وعن أسامة بن زيد أن رسول اللهr  قال: لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا الزهري نحوه قال أبو عيسى وفي الباب عن جابر وعبد الله بن عمرو، وهذا حديث حسن صحيح هكذا رواه معمر وغير واحد عن الزهري نحو هذا وروى مالك عن الزهري عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد عن النبيr  نحوه، وحديث مالك وهم وهم فيه مالك وقد رواه بعضهم عن مالك فقال: عن عمرو بن عثمان وأكثر أصحاب مالك قالوا عن مالك عن عمر بن عثمان وعمرو بن عثمان بن عفان هو مشهور من ولد عثمان، ولا يعرف عمر ابن عثمان والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، واختلف بعض أهل العلم في ميراث المرتد فجعل أكثر أهل العلم من أصحاب النبي r وغيرهم المال لورثته من المسلمين، وقال بعضهم لا يرثه ورثته من المسلمين واحتجوا بحديث النبيr لا يرث المسلم الكافر وهو قول الشافعي([109]).

يتضح مما سبق وللحفاظ عليها حرم الربا، والسرقة، والغش، والخيانة، وأكل أموال الناس بالباطل، كما على حديث العهد بالإسلام أن يتعلم أحكام الإسلام المرتبطة بالمال، سواء في التحصيل أو الصرف، وأن الميراث يوزع مع مراعاة الدين، فإذا أسلم الكافر فلا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم.

ثالثاً: اللباس والزينة:

لم يقر الإسلام نوعا خاصا من اللباس، وأكد على ضرورة توافر ضوابط معينة للزينة واللباس على حديث العهد بالإسلام والمسلمين جميعا عليهم الالتزام بها.

قال تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ"(سورة الأعراف:26، 27)، في نظم الآية وجهان الوجه الأول: أنه تعالى لما بين أنه أمر آدم وحواء بالهبوط إلى الأرض وجعل الأرض لهما مستقرا بين بعده أنه تعالى أنزل كل ما يحتاجون إليه في الدين والدنيا ومن جملتها اللباس الذي يحتاج إليه في الدين والدنيا، الوجه الثاني: أنه تعالى لما ذكر واقعة آدم في انكشاف العورة أنه كان يخصف الورق عليها أتبعه بأن بين أنه خلق اللباس للخلق ليستروا بها عورتهم ونبه به على المنة العظيمة على الخلق بسبب أنه أقدرهم على التستر([110])، قال تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"(سورة الأعراف: 32)

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إن أهل الجاهلية من قبائل العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال بالنهار والنساء بالليل وكانوا إذا وصلوا إلى مسجد منى طرحوا ثيابهم وأتوا المسجد عراة وقالوا: لا نطوف في ثياب أصبنا فيها الذنوب، ومنهم من يقول: نفعل ذلك تفاؤلا حتى نتعرى عن الذنوب كما تعرينا عن الثياب، وكانت المرأة منهم تتخذ سترا تعلقه على حقويها لتستتر به عن الحمس، وهم قريش فإنهم كانوا لا يفعلون ذلك وكانوا يصلون في ثيابهم، ولا يأكلون من الطعام إلا قوتا ولا يأكلون دسما، فقال المسلمون: يا رسول الله فنحن أحق أن نفعل ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية أي: «البسوا ثيابكم وكلوا اللحم والدسم واشربوا ولا تسرفوا»، المسألة الثانية: المراد من الزينة لبس الثياب والدليل عليه قوله تعالى: "وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ"(سورة النور:31) يعني الثياب وأيضا فالزينة لا تحصل إلا بالستر التام للعورات، ولذلك صار التزيين بأجود الثياب([111]).

وقال تعالى: " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ"(سورة النحل:81)، "وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا" أي: حصونا ومعاقل، كما "وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ" وهي الثياب من القطن والكتان والصوف، " وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ" كالدروع من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك، "كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ" أي: هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم، وما تحتاجون إليه، ليكون عونا لكم على طاعته وعبادته، "لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ"([112]).

وعن "عمرو ابن شعيب في أبيه عن جده، أن رسول الله r قال: "كلوا، واشربوا، وتصدقوا، ‌والبسوا، غيرَ مخِيلَة ولا سرفٍ"، وقال يزيدُ مرةً: في غير إسراف مخيلة"([113])، وقال ابن عباس: كل ما شئت، والبس واشرب ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة([114]).

عن "عبد الله بن عمرو أن رسول الله، r، رأى عليه ثوبين معصفرين فقال: إن هذه الثياب ‌ثياب ‌الكفار فلا تلبسها، وعن إبراهيم بن نافع، قال: سمعت سليمان الأحول يذكر عن طاوس قال: رأى النبي، r على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين فقال: أمك أمرتك بهذا؟ فقال: أغسلهما يا رسول الله، فقال رسول الله، r: حرقهما"([115]).

واختلف العلماء في الصلاة في ‌ثياب ‌الكفار، فذهب مالك وجمهور العلماء إلى أنه لا بأس بالصلاة فيما نسجوه، وكره مالك الصلاة في ما لبسوه، وقال: إن صلى فيه فيعيد في الوقت، وأجاز ذلك الكوفيون والثوري والشافعي، وقالوا: لا بأس بلباسها، وإن لم تغسل حتى يتبين فيها النجاسة، إلا أن أبا حنيفة، قال: أما السراويل، والأزر فأكره أن يلبسها المسلم إلا         بعد الغسيل([116]).

يتضح مما سبق ان الإسلام وضع ضوابط اللباس والزينة، فقد كان أهل الجاهلية من قبائل العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة، الرجال بالنهار والنساء بالليل، ولذلك وضع ضوابط لحديث العهد بالإسلام بضرورة ستر العورة أثناء الطواف بالبيت، وفي حياته اليومية، كما أن لكل من الذكر والأنثى أحكام خاصة باللباس والزينة والتي يجب على المسلمين الالتزام بها، ومنهم حديث العهد بالإسلام.

رابعاً: الأفراح والأعياد:

لقد أكد الإسلام على الأعياد بما يرتبط بها من فرح وسعادة في سياق قصد به لتعميم البهجة وإشاعة السرور بما يتضمن السلام والاستقرار بالضرورة، ولذلك فقد أشار لحديث العهد بالإسلام بضرورة التخلي عن أي عيد غير الأعياد التي أكدها الإسلام وهي عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، ومرتبط كل منهما بشعير من شرائع الإسلام.

فعن أنسt قال: "قدم النبي r المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟"، قالوا: ‌كنا ‌نلعب ‌فيهما في الجاهلية، فقال النبيr: "قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر"([117]).

وقوله r: "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر "يعني: اتركوا هذين اليومين، يعني: النيروز والمهرجان، وخذوا واقبلوا بدلهما يوم الأضحى ويوم الفطر، وهذا يدل على أن تعظيم يوم النيروز والمهرجان وغيرهما مما لم يأمر الشارع به لا يجوز([118]).

وكما قال الإمام الشافعي: أخبرنا "مالك عن ابن شهاب عن ابن السباق أن رسول الله r قال: في جمعة من الجمع يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين فاغتسلوا ومن كان منكم عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك، (قال: الشافعي): فنحب للرجل أن يتنظف يوم الجمعة بغسل وأخذ شعر وظفر وعلاج لما يقطع تغير الريح من جميع جسده وسواك وكل ما نظفه وطيبه وأن يمس طيبا مع هذا إن قدر عليه، ويستحسن من ثيابه ما قدر عليه ويطيبها اتباعا للسنة، ولا يؤذي أحدا قاربه بحال، وكذلك أحب له في كل عيد وآمره به وأحبه في كل صلاة جماعة وآمره به وأحبه في كل أمر جامع للناس، وإن كنت له في ‌الأعياد من الجمع وغيرها أشد استحبابا للسنة وكثرة حاضرها، (قال الشافعي): وأحب ما يلبس إلي البياض فإن جاوزه بعصب اليمن والقطري وما أشبهه مما يصبغ غزله ولا يصبغ بعد ما ينسج فحسن (قال الشافعي): وهكذا أحب لهن النظافة بما يقطع الريح المتغيرة وأكره لهن الطيب وما يشهرن به من الثياب بياض، وقال الشافعي، وأحب أن يرتدي الرجل أحسن ما يجد في ‌الأعياد الجمعة والعيدين، ومحافل الناس، ويتنظف، ويتطيب إلا أني أحب أن يكون في الاستسقاء خاصة نظيفا متبذلا، وأحب العمامة في البرد والحر للإمام، وأحب للناس ما أحببت للإمام من النظافة، والتطيب، ولبس أحسن ما يقدرون عليه([119]).

وكل ما يفعل في ‌أعياد ‌الكفار من الخصائص التي يعظم بها فليس للمسلم أن يفعل شيئا منها، قال النبي r: من تشبه بقوم فهو منهم، وقال r: ليس منا من تشبه بغيرنا، وقد شارط عمر بن الخطاب رضي الله عنه أهل الكتاب ألا يظهروا شيئا من شعائر الكفار لا الأعياد ولا غيرها، واتفق المسلمون على نهيهم عن ذلك كما شرطه عليهم أمير المؤمنين، وسواء قصد المسلم التشبه بهم أو لم يقصد ذلك بحكم العادة التي تعودها فليس له أن يفعل ما هو من خصائصهم، وكل ما فيه تخصيص عيدهم بلباس وطعام ونحو ذلك فهو من خصائص أعيادهم، وليس ذلك من دين المسلمين([120]).

يتضح مما سبق أن الإسلام رفض احتفال حديث العهد بالإسلام بأي أعياد خاصة بما قبل الإسلام-وخاصة بعقيدة أخرى- مثل النيروز والمهرجان، وأكد أن الله أبدلهما بيوم الأضحى ويوم الفطر، ويجب على حديث العهد بالإسلام ألا يظهروا شيئا من شعائر الكفار سواء في الأعياد أو الاحتفالات أو الافراح.

للإجابة عن السؤال الثالث: ما دور المجتمع الإسلامي تجاه الحديث عهد بالإسلام؟

يتميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمع باهتمامه بكل فرد داخل المجتمع، وهذا الاهتمام نابع من قوانينه، ونظامه الذي يستمد من مصدر إلهي، تتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويحرص الإسلام على تقوية روابط المجتمع الإسلامي خاصة مع حديث                 العهد به.

 

 

 

 

شكل(2)

دور المجتمع الإسلامي مع حديث العهد بالإسلام(من إعداد الباحث)

يتضح من الشكل السابق أن المجتمع يقوم بالعديد من الأدوار لتمكين حديث العهد بالإسلام من دينه، وزيادة ثباته على الدين، وذلك من خلال القيام ببعض الأدوار تجاه حديث العهد بالإسلام، يمكن عرضها فيما يلي:

أولاً: التهنئة:

التهنئة من الأمور الإيجابية التي تؤثر في نفسية حديث العهد بالإسلام والتي يجب على المجتمع أن يهنئه بالإسلام، لأن الله شرح صدره للإسلام، ولا يوجد أثمن من أن يخرج المرء من الضلال إلى الهدى.

كتب رجل من الكتاب إلى نصراني قد ‌أسلم يهنئه: الحمد لله الذي أرشد أمرك، وخص بالتوفيق عزمك، وأوضح فضيلة عقلك، ورجاحة رأيك؛ فما كانت الآداب التي حويتها، والمعرفة التي أوتيتها؛ لتدوم بك على غواية وديانة شائنة، لا تليق بلبك، ولا يبرح ذوو الحجا من موجبي حقك ينكرون إبطاءك عن حظك وتركك البدار إلى الدين القيم الذي لا يقبل الله غيره ولا يثيب إلا به، فقال: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه([121]).

وهذه من المهمات التي تقع على كاهل المجتمع المسلم، ولها دور كبير الأثر في نفس حديث العهد بالإسلام، ولا سيما إن أظهر صاحبها الفرح والسرور والبكاء من الفرح، فإنها تؤثر في نفسه أبلغ التأثير، وسيكون لها في قلبه أعظم المكانة، ولئن كنا نهنئه على الربح في التجارة ونعمة الولد فإن تهنئته على نعمة الهداية للإسلام من باب أولى وأحرى، ولقد استبشر الصحابة بإسلام عمر وغيره([122]).

يتبين من السابق أن من المهام التي تقع على عاتق أفراد المجتمع تجاه حديث العهد بالإسلام عند إسلامه، فليس هناك ما هو أجمل من معرفة طريق النور والهدايه إلى الإسلام، لتهنئة الفرد به.

ثانيًا: السماح لهم بتغيير الاسم:

إذا كان اسم حديث العهد بالإسلام يدل على شيء غير مناسب للإسلام ويتنافى مع العقيدة فلابد من تغييره، وينبغي للمجتمع أن يمهد الأساليب التي يتمكن من خلالها تغيير اسمه.

فإذا كان يدل على كفر فيجب تغييره، ويستحب تغيير الأسماء القبيحة، وتكره الأسماء القبيحة كبغل، وبكل ما يتشاءم بنفيه أو إثباته (كفرج أو شيطان) فإنه يتشاءم إذا قيل ذهب فرج وجاء شيطان، وتحرم بما أضيف إليه لفظ إلى غير أسمائه تعالى كعبد الكعبة إلا عبد النبي فتكره التسمية به على المتعمد، وتحرم التسمية أيضاً بنحو عبد العاطي لما فيه من تغيير أسمائه تعالى، وبما يوهم نقصا في حقه تعالى كجدار الله، ويجب تغيير ‌الأسماء ‌المحرمة، ويستحب تغيير المكروهة([123]).

ومن ‌الأسماء ‌المحرمة على المسلمين، ولذلك يجب تغييرها لمن أسلم التسمية بالأسماء الأعجمية المولَّدة للكافرين الخاصة بهم، والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها، وينفر منها، ولا                يحوم حولها([124]).

وبذلك فالأسماء ‌المحرمة تتمثل في واحد مما يلي: كل اسم معبد لغير الله، مثل:        (عبد الرسول- عبد الحسن … إلخ)، والتسمية بالأسماء التي تختص بالله تعالى مثل:     (الرحمن-الخالق … إلخ)، والتسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم مثل: (جرجس-جورج-ديانا-سوزان … إلخ)، والتسمية بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله مثل: (اللات-العزى … إلخ)، والتسمية بالأسماء الأعجمية كالتركية أو الفارسية مما لا تتسع له لغة العرب مثل: (ناريمان-جِهان-نيفين … إلخ)، وكل اسم فيه دعوى ليست في المسمى مما فيه تزكية وكذب، والتسمية بأسماء الشياطين مثل: (خنزب - الأعور … إلخ)([125]).

يتضح مما سبق أن هناك اسماء يجب على المسلم الجديد تغييره لأنها محرمة كما أن هناك اسماء يستحب تغييرها، فالأسماء التي فيها عبودية لغير الله، أو التي تصطبغ بصبغة الكفر، ومن المهم أن يقوم المجتمع المسلم أن يهيء كل الآليات التي تمكنهم من تغيير اسمهم              بسهولة ويسر.

ثالثاً: تقديم المساعدات لهم:

قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"                   (سورة التوبة: 60)

والمؤلفة ‌قلوبهم ‌هم ‌الذين ‌تؤلف، ‌أي ‌تؤنس ‌نفوسهم ‌للإسلام ‌من ‌الذين ‌دخلوا في ‌الإسلام ‌بحدثان ‌عهد، ‌أو ‌من ‌الذين ‌يرغبون ‌في ‌الدخول ‌في ‌الإسلام، ‌لأنهم ‌قاربوا ‌أن ‌يسلموا، والتأليف: ‌إيجاد ‌الألفة ‌وهي ‌التأنس، فالقلوب ‌بمعنى ‌النفوس، ‌وإطلاق ‌القلب ‌على ‌ما ‌به ‌إدراك ‌الاعتقاد ‌شائع ‌في ‌العربية، وللمؤلفة ‌قلوبهم ‌أحوال: ‌فمنهم ‌من ‌كان ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام، ‌وعرف ‌ضعف ‌حينئذ ‌في ‌إسلامه، ‌مثل: ‌أبي ‌سفيان ‌بن ‌حرب، ‌والحارث ‌بن ‌هشام، ‌من ‌مسلمة الفتح ([126]).

 

تقديم العطايا لحديث العهد بالإسلام لتحقيق التآلف كما بين الرسول  rفعن "أنس رضي الله عنه قال: قال النبي r: (إني أعطي قريشا أتألفهم، لأنهم ‌حديث ‌عهد بجاهلية)" ([127])، (أتألفهم) اطلب إلفهم وأجلبهم إلى الإسلام الحق، (‌حديث ‌عهد) قريب العهد بالكفر، ولم يمض على إسلامهم زمن يتمكن فيه الإيمان في قلوبهم([128]).

‌كما ‌كان ‌النبي r ‌يتألف ‌أقواما ‌من ‌المشركين ‌من ‌هو ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام،                                                                       (‌ومن ‌يخاف ‌عليه ‌الفتنة)، ‌فيعطي ‌المؤلفة ‌قلوبهم ‌ما ‌لا ‌يعطي ‌غيرهم، قال ‌في ‌الحديث ‌الصحيح: ‌إني ‌أعطي ‌رجالا، ‌وأدع ‌رجالا، ‌والذي ‌أدع ‌أحب ‌إلي ‌من ‌الذي  ‌أعطي، أعطي ‌رجالا ‌لما ‌جعل ‌الله، ‌في ‌قلوبهم ‌من ‌الهلع، ‌والجزع، ‌وأدع ‌رجالا ‌لما ‌جعل ‌الله، ‌في ‌قلوبهم ‌من ‌الغنى، ‌والخير، ‌منهم ‌عمرو ‌بن ‌تغلب، وقال: إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله على وجهه في النار"([129]).

وعن أنس بن مالك قال: جمع رسول الله r الأنصار فقال: " أفيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا، فقال رسول الله r: "ابن أخت القوم منهم" قال: حجاج: " أو من أنفسهم" فقال: "إن قريشا ‌حديث ‌عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله r إلى بيوتكم؟ لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار([130]).

يتبين مما سبق أن من الأمور التي تقع على عاتق المجتمع الإسلامي وأفراده تجاه حديث العهد بالإسلام تقديم المساعدة لهم، لكي ‌تؤنس ‌نفوسهم ‌للإسلام ‌من ‌الذين ‌دخلوا في ‌الإسلام ‌وحديث عهد به، ‌أو ‌من ‌الذين ‌يرغبون ‌في ‌الدخول ‌في ‌الإسلام، لكي لا يكون الجانب المادي وضعف لديه سببه في رجوعه للكفر، خاصة وغالبا ما يحدث خسارة للوظيفة، أو محاربة أسرته له ومنع كل الأموال عنه، فلذلك وجب تقديم المساعدات المادية لهم.

رابعًا: تعليمهم:

كذلك تقع على المجتمع مسئولية تعليم حديث عهد بالإسلام وفرائضه وأركانه، فعن أبو "هريرة t قال: قال رسول الله r : من سئل علماً يعلمُه فكتمه، ألجم بلجام من نار"([131])، وفي رواية أبي داود "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"([132]).

‌يقصد (بلجام من نار) الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام، والمعنى: أن الملجم نفسه عن قول الحق والإخبار عن العلم يعاقب في الآخرة بلجام من نار، وذلك في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافراً يريد الإسلام، فيقول: علموني ما الإسلام؟، وما الدين؟ وكمن يرى رجلاً ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام، ولا يُحسن الصلاة وقد حضر وقتها، يقول: علموني كيف أُصلي؟ وكمن جاء مستفتيا في حلال أو حرام يقول: أفتوني أرشدوني، فإنه يلزم في مثل ذلك أن يعرف الجواب، فمن منعه استحق الوعيد، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا يلزم تعليمها([133]).

وفي حديث لأبي سعيد الخدري في قوله r: "‌إن ‌الناس ‌لكم ‌تبع ‌وإن ‌رجالاً ‌يأتونكم يتفقهون أو يتعلمون فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرًا"، وذلك هو التعليم، يعني: تعليم الذين جاؤوا لقصد التصدي للتعلم والتفقه في الدين؛ لأنهم إنما جاؤوا ممتثلين أمر الله تعالى في قوله: "فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ"(سورة التوبة: 122)، وحيث كان قوله: "طَائِفَةٍ"، يدل على أن طلب العلم في الدين فرض كفاية، فكذلك تعليم طالبه هو فرض كفاية، وهذا الوجه محمل للحديث مخالف للمحمل الأول مبني على أن المراد بالسؤال بعض معانيه، وهو طلب التعلم، وذلك يقتضي وجوب التعليم دون وجوب جواب السائل، ولهم في أحكام التعليم تفصيل مذكور في تفسير قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى"(سورة البقرة: 159)([134]).

عن الحسن قال: أتى النبي r فقال: يا نبي الله إن بني فلان من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شيء وكان ‌حديث ‌عهد ‌بالإسلام قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله تعالى فلم يعجل رسول الله r ودعا خالد بن الوليد فبعثه إليهم ثم قال: ارمقهم عند الصلوات فإن كان القوم قد تركوا الصلاة فشأنك بهم وإلا فلا تعجل عليهم فدنا منهم عند غروب الشمس فكمن حتى يسمع الصلاة فرمقهم فإذا هو بالمؤذن قد قام عند غروب الشمس فإذن ثم أقام الصلاة فصلوا صلاة المغرب فقال خالد: ما أراهم إلا يصلون، فلعلهم تركوا صلاة غير هذه، ثم كمن حتى إذا جنح الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا فقال: لعلهم تركوا صلاة أخرى فكمن حتى إذا كان في جوف الليل تقدم حتى أطل الخيل بدورهم فإذا القوم تعلموا شيئا من القرآن، فهم يتهجدون به من الليل ويقرؤونه ثم أتاهم عند الصبح فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن وأقام، فقاموا وصلوا فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار إذا هم بنواصي الخيل في ديارهم فقالوا: ما هذا؟                 قالوا: خالد بن الوليد قالوا: يا خالد ما شأنك؟ قال: أنتم والله شأني أتى النبي r فقيل له:         إنكم تركتم الصلاة وكفرتم بالله تعالى فجثوا يبكون فقالوا: نعوذ بالله تعالى أن نكفر أبدا فصرف الخيل وردها عنهم حتى أتى النبي r وأنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الآية([135]).

فقد أكد الإسلام على ضرورة تعليم حديث العهد بالإسلام، وتفقيههم في الدين، ففي قصة إسلام عمير بن وهب، دخل عمر على رسول الله r فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه: قال: "فأدخله علي"، قال: فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه فرط عنقه فلببه بها، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله r فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله r، فلما رآه رسول الله r، وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه، قال: "أرسله يا عمر، ادن يا عمير؟ " فدنا ثم قال: انعموا صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله r: "فقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام: تحية أهل الجنة". فقال: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد. قال: "فما جاء بك يا عمير؟ " قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال: "فما بال السيف في عنقك؟ " قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا؟ قال: "اصدقني، ما الذي جئت له؟ " قال: ما جئت إلا لذلك. قال: "بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت، لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك"، قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله r: "فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره"، ففعلوا([136]).

 

وهذا في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافرا يريد الإسلام، يقول: علموني، ما الإسلام؟ وما الدين؟ وكمن يرى رجلا ‌حديث ‌العهد بالإسلام لا يحسن الصلاة -وقد حضر وقتها- يقول: علموني كيف أصلي؟، وكمن جاء مستغيثا في حلال أو حرام يقول: أفتوني وأرشدوني، فإنه يلزم في مثل هذه الأمور ألا يمنعوا الجواب عما سئلوا عنه من العلم، فمن فعل ذلك، كان آثما مستحقا للوعيد والعقوبة، وليس كذلك الأمر في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها([137]).

يتضح مما سبق أن من المهام التي تقع على عاتق المجتمع تجاه حديث العهد بالإسلام تعليمهم العلوم الشرعية، وألا يمنعوا الجواب عما سأل حديث العهد بالإسلام عنه من العلم، فمن فعل ذلك، كان آثما مستحقا للوعيد والعقوبة، وذلك لكي يستطيع حديث العهد بالإسلام تأدية الفرائض والسنن بطريقة صحيحة، والتعليم يختص بباب العبادات والعقيد والمعاملات والحدود، حتى يصبح مسلما متمكنا من دينه، عالما بما يجب عليه فعله، وملتزما به، مبتعدا عما نهى    الله عنه.

خامساً: أمرهم بترك كل أفعال الجاهلية:

وأنه ‌أقام ‌العشر ‌الأواخر ‌من ‌رمضان ‌بمكة ‌بعد ‌أن ‌فتح ‌مكة ‌وخمس ‌ليال ‌من ‌شوال، ‌ثم ‌غزا ‌بعد ‌خمس ‌عشرة ‌ليلة ‌من ‌فتحه ‌مكة ‌غزا ‌هوازن ‌باثني ‌عشر ‌ألفا ‌من ‌أصحابه، ‌عشرة ‌آلاف ‌الذين ‌فتح ‌بهم ‌مكة، ‌والألفان ‌الذين ‌أسلموا ‌وخرجوا ‌غازين ‌معه من الطلقاء أهل مكة، ثم إن النبي r سمع بأن هوازن تجمعوا له في وادي حنين فقصدهم (صلوات الله وسلامه عليه) وقد صلى r الصبح، وفي مخرجه هذا من مكة إلى حنين. مر بذات أنواط، وهي سدرة خضراء كبيرة كان المشركون يأتونها يوما من السنة يذبحون عندها، ويعكفون عندها، ويعلقون عليها سلاحهم تسمى «ذات أنواط» وكان كثير ممن معه حديث عهد بالإسلام، فقالوا له: يا نبي الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال r: "الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده ما قال قوم موسى لموسى: "اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"(سورة الأعراف: 138)([138]).

عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي r قال لها: (يا عائشة، لولا أن قومك ‌حديث ‌عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم، فذلك الذي حمل ابن الزبير y على هدمه. قال يزيد: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه، وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم، حجارة كأسنمة الإبل. قال جرير: فقلت له: أين موضعه؟ قال: أريكه الآن، فدخلت معه الحجر، فأشار إلى مكان، فقال: ها هنا، قال جرير: فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها([139]).

   وعن أنس بن مالك، قال: أصابنا مطر ونحن مع رسول الله r، فخرج رسول الله r فحسر ثوبه حتى أصابه، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: "إنه ‌حديث ‌عهد بربه"([140]).

عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه؛ قال: قلت يا رسول الله! إني ‌حديث ‌عهد بشرك فدلني على عمل يبرئني من الشرك، قال: اقرأ: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" (سورة الكافرون:1) فإنها براءة من الشرك([141]).

وعن معاوية بن الحكم السلمي، قال: بينا نحن نصلي مع رسول الله r إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ما شأنكم تنظرون إلي قال: فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله r، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، والله ما كهرني ولا شتمني ولا ضربني قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس هذا، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "أو كما قال رسول الله r فقلت: يا رسول الله إنا قوم ‌حديث ‌عهد بالجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا قوما يأتون الكهان قال: "فلا تأتوهم" قلت: إن منا قوما يتطيرون قال: " ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم " قلت: إن منا قوما يخطون قال: "كان نبي يخط، فمن وافق خطه فذلك "قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية، فاطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت النبي r فعظم ذلك علي، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: "ائتني بها "فأتيته بها فقال لها: "أين الله؟" فقالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة" وقال مرة: "هي مؤمنة، فأعتقها([142]).

  يتضح مما سبق أن من الأمور المهمة أمر حديث العهد بالإسلام بترك كل أفعال الجاهلية، والتبرء من كل أفعال الجاهلية، ويقع ذلك على عاتق المجتمع، متمثلا في مؤسسات وأفراد المجتمع، فتوجيههم مسئولية كل أفراده، من خلال أمرهم وتوجيههم إلى التخلص من كل أدران الكفر والجاهلية، وذلك في ما يرتبط بالعبادات والمعاملات سواء فيما يخص أفراد الأسرة أو أفراد المجتمع ككل مع بعضهم البعض. 

للإجابة عن السؤال الخامس: ما المضامين التربوية المستنبطة من أساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به؟

من خلال تحليل الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وبعض الأحكام الفقهية والقواعد الفقهية، تم استنباط بعض المضامين التربوية التي يمكن الاستفادة منها في العملية التربوية:

  1. التهنئة والتبشير بالتفوق:

أكد الإسلام على أهمية التهنئة، وأثرها النفسي على الفرد، ولذلك فقد أكد الإسلام على ضرورة تهنئة الفرد إذا أسلم بإسلامه، أو بحفظه القرآن الكريم أو لتفقهه في الدين، كما في قصة كعب عند توبته.

قال كعب: فانطلقت أتامم رسول الله r، يتلقانى الناس فوجا فوجا، يهنئوني بالتوبة ويقولون: لتهنئك توبة الله عليك. حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله r جالس في المسجد، وحوله الناس. فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله، ما قام رجل من المهاجرين غيره، قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله r قال: وهو يبرق وجهه من السرور ويقول: "أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك"، قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟ فقال: "لا، بل من عند الله"، وكان رسول الله r إذا سر استنار وجهه، كأن وجهه قطعة قمر. قال: وكنا نعرف ذلك([143])، وكما قال صالح المري: ‌التهنئة على آجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة([144]).

فقد تم تهنئته بالتوبة، ويلاحظ قيام طلحة له حتى صافحه دليل على جواز ‌التهنئة والقيام، والأثر النفسي الذي وقع على كعب نتيجة جبر طلحة له وتهنئته، وعدم نسيانه لفرح له، ولذلك في التهنئة والتبشر من الأمور الواجبة من المسلم لأخيه.

عن "هشام: أخبرني أبي: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ‌فلما ‌أسلم ‌حمل على مائة بعير، وأعتق مائة رقبة، قال: فسألت رسول الله r فقلت: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية، كنت أتحنث بها؟ يعني أتبرر بها، قال: فقال رسول الله r: (أسلمت على ما سلف لك من خير)([145]).

فقد أكد الإسلام على أهمية وتبشير حديث العهد بالإسلام تهنئته بالإسلام وتبشيره بغفران الله له لما قد سلف، وبأجر ما فعله من خير قبل إسلامه، كذلك فقد تم تهنئة كعب بن مالك لتوبته، وكذلك تبشير حكيم بن حزام، ولذلك فينبغي للمعلم والإدارة المدرسية تهنئة طلابه في حالة التفوق كذلك ينبغي تبشيرهم بالتفوق في حالة ظهور علامة تدل على تفوق الطلاب وموهبتهم، كذلك فالطلاب مع بعضهم البعض ينبغي تهنئة المتفوق فيهم، ويمكن أن تهنئ من نجح في امتحان ما بالدعاء له بالبركة فيما أعطاه الله أو غير ذلك من العبارات.

  • الدعاء بالتفوق:

إن حديث العهد بالإسلام مطلوب منه الدعاء حتى يتثبت على الإسلام، فالإسلام من عند الله تعالى قال تعالى: "يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"(سورة الحجرات:17) عن مالك الأشجعي عن أبيه قال كان الرجل إذا أسلم علمه النبي r الصلاة ثم أمره أن يدعو بتلك الكلمات اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني([146]).

وعن أبي "عبد الرحمن الحبلى أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إنه سمع رسول الله r يقول إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله r اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"([147]).

وعن "أنس بن مالك قال: كان رسول الله r يكثر أن يقول: اللهم ‌ثبت ‌قلبي على دينك، فقال رجل: يا رسول الله، تخاف علينا وقد آمنا بك، وصدقناك بما جئت به، فقال: إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها"([148]).

فإذا كان يجب على حديث العهد بالإسلام أن يكثر من الدعاء حتى يثبته الله على الدين، فإنه يجب على كل متعلم أن يكثر من الدعاء حتي يفتح الله بصيرته للتعلم، ويبارك الله له فيما تعلمه، وأن يمكنه من التعلم، ولا ينسى ما تعلمه، ويوفقه لما يحب ويرضى.

  • الصبر:

يعد الصبر من القيم التربوية المهمة التي اعتمد عليها الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام، فكل المواقف التي تعامل الرسول معها r مع حديث العهد بالإسلام كان يتحلى بصفة الصبر، وفعلها الرسول r تطبيقا لأمر الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" (سورة الروم:6)، قال تعالى: "وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ" (سورة الأنعام:34)

وقال تعالى: "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ" (سورة النحل:127)، أمر الله تعالى بالصبر، ولما كان الصبر أمرا شاقا شديدا ذكر بعده ما يفيد سهولته فقال: وما صبرك إلا بالله أي بتوفيقه ومعونته، وهذا هو السبب الكلي الأصلي المفيد في حصول الصبر، وفي حصول جميع أنواع الطاعات، ولما ذكر هذا السبب الكلي الأصلي ذكر بعده ما هو السبب الجزئي القريب، فقال: ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون وذلك لأن إقدام الإنسان على الانتقام، وعلى إنزال الضرر بالغير لا يكون إلا عند هيجان الغضب([149]).

والصبر من الركائز الأساسية التي تقوم عليها التربية الإسلامية، وبالصبر تنال الدنيا والآخرة؛ ولذلك فقد جعل الله الصبر من الأعمال التي يوفى أجرها بغير حساب، قال تعالى :"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"(سورة الزمر:10)، أي: إنما يعطى الصابرون جزاءهم بغير حصر، ودون عدد أو وزن، قال الأوزاعي: ليس بوزن لهم ولا يكال إنما                يغرف غرفا([150]).

كذلك فقد أكد الإسلام على ضرورة الصبر من المتعلم على التعلم وعلى معلمه لكي يتعلم بشكل إيجابي، ولما قص الله تعالى لنا قصة موسى مع الخضر عليهما السلام، أخبرنا عن المتعلم والمعلم أنهما تجاذبا الوصية بالصبر بينهما فقال تعالى: "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا* قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا" (سورة الكهف:66–69(.

يتضح مما سبق ان  الصبر من القيم التربوية التي اعتمد عليها الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام، ولذلك لابد من أن يمتلكها المعلمون عند التعامل مع المتعلمين،  وبصفة خاصة عند التعامل مع حديث السن، وإذا كانوا يدرسون مجال دراسة جديد أو عندما يظهرون انخفاضا في مستوى التعلم والتحصيل على الرغم من قيام المعلم بدوره فلابد من التحلي بالصبر من قبل المعلم، كذلك لابد أن يكون المتعلم صبورا على ما يتعلم حتى يتمكن من اكتساب المعارف والمهارات المختلفة بشكل سليم.

  • الاخذ بالأولويات:

كما يدل على ذلك تعليم النبيr لمعاذ بن جبل رضي الله عنه هذه الأنواع الثلاثة كلها لما بعثه إلى اليمن داعيا؛ فقد قال r له: "إنك ستأتي قوما أهل كتاب ‌فإذا ‌جئتهم ‌فادعهم ‌إلى ‌شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب"([151]).

‌فيلحظ قوله r فإذا ‌جئتهم"(‌فادعهم ‌إلى ‌شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) وقعت البدأة بالشهادة،  لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة [لأنهما أصل]، الدين الذي لا يصح شيء، غيرهما إلا بهما، فمن كان معهم، غير موحد فالمطالبة متوجهة إليه بكل واحدة من الشهادتين على التعيين ومن كان موحدًا فالمطالبة له بالجمع بين الإقرار بالوحدانية والإقرار بالرسالة([152]).

فتم تقديم أمر الدخول في الإسلام على غيره عن "أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: أتى النبي r رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل وأسلم؟ قال:      (أسلم ثم قاتل فقتل، فقال: رسول الله r عمل قليلا وأجر كثيرا([153])، فقالr: (‌عمل ‌قليلا، ‌وأجر ‌كثيرا)، قال المهلب: في هذا الحديث دليل أن الله يعطى الثواب الجزيل على العمل اليسير تفضلا منه على عباده، فاستحق هذا نعيم الأبد في الجنة بإسلامه، وإن كان عمله قليلا؛ لأنه اعتقد أنه لو عاش لكان مؤمنا طول حياته فنفعته نيته، وإن كان قد تقدمها قليل من العمل، وكذلك الكافر إذا مات ساعة كفره يجب عليه التخليد في النار؛ لأنه انضاف إلى كفره اعتقاده أنه يكون كافرا طول حياته؛ لأن الأعمال بالنيات"([154]).

كما وضح القرآن ضرورة ترتيب الأولويات كما في قوله تعالى: "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (سورة التوبة:19)،  وقال ابن عباس رضي الله عنهما: قال العباس حين أسر يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأخبر أن عمارتهم المسجد الحرام وقيامهم على السقاية لا ينفعهم مع الشرك بالله، والإيمان بالله، والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم خير مما هم عليه، وقال الحسن، والشعبي، ومحمد بن كعب القرظي، نزلت في علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي، ما أدري ما تقولون لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله عز وجل هذه الآية: "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ"([155])، فالسقاية وعمارة المسجد الحرام لا تقارن بالإيمان بالله والجهاد                في سبيله.

فقد حذر الله سبحانه وتعالى من عدم ترتيب الأولويات فقال تعالى: "قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"(سورة التوبة: 24)، بينت الآية الكريمة ارتقاء في التحذير من العلائق التي قد تفضي إلى التقصير في القيام بواجبات الإسلام، فلذلك جاءت زيادة تفصيل الأصناف من ذوي القرابة وأسباب المخالطة التي تكون بين المؤمنين وبين الكافرين، ومن الأسباب التي تتعلق بها نفوس الناس فيحول تعلقهم بها بينهم وبين الوفاء ببعض حقوق الإسلام، فلذلك ذكر الأبناء هنا لأن التعلق بهم أقوى من التعلق بالإخوان، وذكر غيرهم من قريب القرابة أيضا، وقد جمعت هذه الآية أصنافا من العلاقات وذويها، من شأنها أن تألفها النفوس وترغب في القرب منها وعدم مفارقتها، فإذا كان الثبات على الإيمان يجر إلى هجران بعضها كالآباء والإخوان الكافرين الذين يهجر بعضهم بعضا إذا اختلفوا في الدين، وكالأبناء والأزواج والعشيرة الذين يألف المرء البقاء بينهم، فلعل ذلك يقعده عن الغزو، وكالأموال والتجارة التي تصد عن الغزو وعن الإنفاق في سبيل الله. وكذلك المساكن التي يألف المرء الإقامة فيها فيصده إلفها عن الغزو. فإذا حصل التعارض والتدافع بين ما أراده الله من المؤمنين وبين ما تجر إليه تلك العلائق وجب على المؤمن دحضها وإرضاء ربه، وجعل التفضيل في المحبة بين هذه الأصناف وبين محبة الله ورسوله والجهاد: لأن تفضيل محبة الله ورسوله والجهاد يوجب الانقطاع عن هذه الأصناف، فإيثار هذه الأشياء على محبة الله يفضي موالاة إلى الذين يستحبون الكفر، وإلى القعود عن الجهاد، والتربص: الانتظار، وهذا أمر تهديد لأن المراد انتظار الشر. وهو المراد بقوله: حتى يأتي الله بأمره أي الأمر الذي يظهر به سوء عاقبة إيثاركم محبة الأقارب والأموال والمساكين، على محبة الله ورسوله والجهاد([156]).

وكما جاء في قول الله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(سورة آل عمران: 64) يعني بذلك جل ثناؤه: قل يا محمد لأهل الكتاب وهم أهل التوراة والإنجيل: "تَعَالَوْا" هلموا "إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ" يعني إلى كلمة عدل "بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" والكلمة العدل: هي أن نوحد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه فلا نشرك به شيئا. وقوله: "وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا" يقول: ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظمه بالسجود له، كما يسجد لربه، "فَإِنْ تَوَلَّوْا" يقول: فإن أعرضوا عما دعوتهم إليه من الكلمة السواء التي أمرتك بدعائهم إليها، فلم يجيبوك إليها، فقولوا أيها المؤمنون للمتولين عن ذلك: اشهدوا بأنا مسلمون([157])، فقد بينت الآيات الكريمة أن الأولوية هي الإيمان بالله تعالى، فدعوتهم للإسلام الأول وعبادة الله الواحد هي أول الأولويات.

كما يلاحظ ترتيب الأولويات التي في قصة سليمان مع بلقيس بنت شرحبيل ملكة سبأ، وكتابه إليها مع الهدهد وقال تعالى: "أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" (سورة النمل:31)

وصفة الدعوى مختلفة بحسب كفر الكافر، فمن أنكر الإله يدعى إلى الإقرار به، ومن اعتقد الشركاء يدعى إلى الاعتراف بالتوحيد، ومن أنكر عموم الرسالة يدعى إلى الاعتراف بعمومها، ومن أنكر البعث يدعى إلى الإيمان به، والحاصل أن كل من كفر بشيء يدعى إلى الرجوع عنه، ولا تفصل له أحكام الشريعة إلا أن يسأل عن تفصيلها([158]).

قال تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"(سورة الإسراء:35)، وقال تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ"(سورة الزمر:18)، وقال تعالى: "وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" (سورة الزمر:55)

وعن "أبي هريرة، قال النبي، عليه السلام:(بينما رجل يمشى بطريق وجد غصن شوك فأخذه، فشكر الله له، فغفر له)، قال المهلب: إماطة الأذى وكل ما يؤذى الناس في الطرق مأجور عليه، وفيه: أن قليل الأجر قد يغفر الله به كثير الذنوب، وقد قال النبي:          (‌الإيمان ‌بضع ‌وسبعون ‌شعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق). وفيه: دليل أن طرح الشوك في الطريق والحجارة والكناسة والمياه المفسدة للطرق وكل ما يؤذى الناس تخشى العقوبة عليه في الدنيا والآخرة"([159]).

كما بين القرآن الكريم أن الناس ليسوا متساوين في منازلهم نتيجة اهتمامهم بدرجة ترتيب الأولويات، قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (سورة الحجرات:13)

وقال تعالى: "لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا* دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" (سورة النساء:95-96)

وقال تعالى: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ"(سورة فاطر:32) وهكذا نجد أن الناس يتفاوتون ويتفاضلون، بدرجة التزامهم بالأولويات.

لقد اهتم الإسلام بتقديم الأولويات عند التعامل مع حديث العهد بالإسلام، كما بينت الآيات الكريمة والسنة النبوية، فلقد كان النبي r يجيب المسلم الجديد بما يقتضيه الحال، وبالأهم فالأهم؛ فليس من المنطقي تقديم اوامر الشريعة مرة واحدة، وبخاصة لحديث العهد بالإسلام، وهذا ما يجب أن ينهجه المربي، عند التعامل مع المتعلمين، كذلك يجب على المؤسسات التعليمية أن تنتهجه، فلابد من الاهتمام بتقديم الأجزاء الأكثر أهمية، فالأقل أهمية، كما أن المنهج يجب أن تقدم المادة العلمية بترتيب وفق للأهمية.

  1. الاخذ باللين والرفق:

اهتم الإسلام بالتعامل مع حديث العهد بالإسلام بالرفق واللين، فيلاحظ تصرف الرسول r، في تعامله مع مصعب بن سعد عند حلفه باللات والعزى وهو حديث عهد بالإسلام.

  عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: كنا نذكر بعض الأمر وأنا ‌حديث ‌عهد بالجاهلية، فحلفت باللات والعزى، فقال لي أصحاب رسول الله r: بئس ما قلت: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره فإنا لا نراك إلا قد كفرت، فلقيته فأخبرته فقال: «قل لا إله إلا الله وحده ثلاث مرات، وتعوذ من الشيطان ثلاث مرات، واتفل عن شمالك ثلاث مرات ولا تعد له"([160]).

وعن ‌أنس بن مالك، وهو عم إسحاق ، قال: « بينما نحن في المسجد مع رسول الله r إذ جاء أعرابي، فقام ‌يبول ‌في ‌المسجد، فقال أصحاب رسول الله r: مه مه. قال: قال رسول الله r: لا تزرموه، دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله r دعاه، فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله r، قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه"([161]).

فقال الله تعالى في دعوة فرعون للإيمان: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (سورة طه:43-44)، "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى" أي: تمرد وعتا وتجهرم على الله وعصاه، "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا": يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه؟([162]).

وقال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (سورة آل عمران:159)، فبما رحمة من الله لنت لهم أي فبرحمة، وما مزيدة للتأكيد والتنبيه والدلالة على أن لينه لهم ما كان إلا برحمة من الله وهو ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق بهم حتى اغتم لهم بعد أن خالفوه. ولو كنت فظا سيئ الخلق جافيا. غليظ القلب قاسيه. لانفضوا من حولك لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك. فاعف عنهم فيما يختص بك. واستغفر لهم فيما لله. وشاورهم في الأمر أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه، أو فيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة([163]).

رفقه  rبمن جاء يستأذن في الزنا: عن أبي أمامة قال: إن فتى شابًّا أتى النبي r وعلى آله وسلم فقال ‌يا ‌رسول ‌الله ‌ائذن ‌لي ‌بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال: "ادنه" فدنا منه قريبًا قال فجلس قال: أتحبه لأمك؟،  قال: لا والله جعلني الله فداءك قال «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: أفتحبه لابنتك؟،  قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال «ولا الناس يحبونه لبناتهم» قال: أفتحبه لأختك؟، قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم» قال: أفتحبه لعمتك؟،  قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم» قال: أفتحبه لخالتك؟  قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء([164]).

عن عائشة زوج النبي r عن النبي r قال إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه([165])، فالرفق يزن الأمور ويؤدي إلى استمالة القلوب.

‌وعن ‌‌عائشة ‌زوج ‌النبي r ‌أن ‌رسول ‌الله r ‌قال: ‌يا ‌عائشة ‌إن ‌الله ‌رفيق ‌يحب ‌الرفق، ‌ويعطي ‌على ‌الرفق ‌ما ‌لا ‌يعطي ‌على ‌العنف، ‌وما ‌لا ‌يعطي ‌على ‌ما ‌سواه([166]).

وعن عائشة قالت: قال رسول الله r: " ‌اللهم ‌من ‌رفق ‌بأمتي ‌فارفق ‌به، ‌ومن ‌شق ‌عليهم ‌فشق عليه"([167])، فالذي يرفق بالناس ينال دعاء النبي r ومن يشقّ عليهم يشقق الله عليه.

يتضح من السابق أن هناك العديد من المواقف والدلائل التي تؤكد على تعامل الإسلام مع  حديث العهد به باللين والرفق، ولذلك فلابد من الاستفادة من ذلك في المواقف التعليمية والتربوية، سواء في المدرسة أو الأسرة بالتعامل مع المتعلمين بالرفق واللين أثناء تقديم المادة العلمية، أو التعامل معهم، أو عندما يخطئ خطأ غير مقصود أو نتيجة النسيان.

  • تقييم المستوى قبل تقديم المعارف:

اهتم الإسلام بتقييم مدى الإيمان الحقيقي لمن يريد أن يدخل الإسلام، أو ممن دخلوا الإسلام حديثا فقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (سورة الممتحنة،10) قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: فمن أقرت بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله r قد بايعتك كلاما يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله، قال ابن عباس: أقبل رسول الله r معتمرا حتى إذا كان بالحديبية صالحه مشركو مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم، ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول الله r لم يردوه إليه، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه، فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب، فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم -وقال مقاتل هو: صيفي بن الراهب-في طلبها، وكان كافرا، فقال: يا محمد رد علي امرأتي فإنك قد شرطت أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طية الكتاب لم تجف بعد، فأنزل الله عز وجل: "إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ" من دار الكفر إلى دار الإسلام "فَامْتَحِنُوهُنَّ"، قال ابن عباس: امتحانها: أن تستحلف ما خرجت لبغض زوجها ولا عشقا لرجل من المسلمين، ولا رغبة عن أرض إلى أرض، ولا لحدث أحدثته ولا لالتماس دنيا وما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ولرسوله، قال فاستحلفها رسول الله r على ذلك فحلفت فلم يردها، وأعطى زوجها مهرها وما أنفق عليها؛ فتزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يرد من جاءه من الرجال ويحبس من جاءه من النساء بعد الامتحان ويعطي أزواجهن مهورهن([168]).

 

يتضح مما سبق أن الإسلام اهتم بامتحان الداخلين في الإسلام لتقييم مدى ايمانهم بالله، وبذلك يؤكد الإسلام وله الأسبقية في التأكيد على ما تنادى به التربية الحديثة من تطبيق ما يسمى بالاختبار القبلي أو اختبار تحديد المستوى، وذلك حتى تحدد مدى حاجته لمواد معرفيه وعلمية ومهارية معينه، وتقديمهم لهم.

  • الشمول:

المنهج التربوي الإسلامي يتميز بالشمول عن غيره من المناهج الأخرى، فالتربية شاملة ومتكاملة لكل الوجود، وشامل لكل حاجات الإنسان، يتضمن التربية الروحية والتربية المادية، فعندما يتناول الإنسان يتناول بناء الشخصية لا يترك منها شيئًا.

وشمول المنهج الإسلامي يعبر عن الدين الإسلامي كنظام للحياة، يفي بمتطلبات الحياة في مجالات متعددة، فقد شمل كل ما يحتاجه الإنسان في حياته ومعاده، وهو في شموله هذا موضوعي، وإنساني، وفطري، وزماني، ومكاني، كما شمل شئون الحياة في الدنيا والأخرة، ، لأنه لم يفصل بين الدين والدنيا، ولأن التشريع الإسلامي خالد إلى يوم القيامة، ويخاطب البشرية جمعاء، ويجمع بين مطالب الروح والجسد، وصالح لكل زمان ومكان([169]).

يلاحظ أن الإسلام عندم تعامل مع حديث العهد بالإسلام، تعامل بشكل شامل، فاهتم به من الناحية الروحية من خلال العبادات الروحية، ومن الناحية الاقتصادية وفيما يرتبط بطرق الحصول على المال، وطرق صرف المال، ومن الناحية البدنية: وذلك في كل ما يتصل بالنواحي الصحية، وكذلك من الناحية الاجتماعية، وذلك في توجيهه في علاقات مع أفراد أسرته، ودوره في توجيه أقربائه حتى يخرجوا من الظلمات إلى النور، وحتى يكون المجتمع متكاتفا، فقد بين أسلوب إعداد الفرد لتحقيق التكافل الاجتماعي، ولذلك فالعملية التربوية يجب أن تكون تربية شاملة خاصة بالجوانب المختلفة للطبيعة الإنسانية حتى يتم نموه في جميع الجوانب بشكل متكامل.

 

  • العملية:

اهتم الاسلام بالممارسة العملية للعبادات لحديث العهد بالإسلام، فالعبادات كلها من صلاة وصوم وحج ونذر ونحوها من العبادات، كما أن المعاملات كلها تتطلب الممارسة العملية، فلا قيمة لمجرد المعرفة، أو القول دون فعل، فبعضها يتضمن العلاقة بين حديث العهد بالإسلام وربة، وبعضها يتضمن علاقته بمن حوله.

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ* إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ"           (سورة الصف:2-4)، وقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ"(سورة الصف:2) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة أقوالكم "كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"(سورة الصف:3) يقول: عظم مقتا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون. واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية، فقال بعضهم: أنزلت توبيخا من الله لقوم من المؤمنين، تمنوا معرفة أفضل الأعمال. فعرفهم الله إياه، فلما عرفوا قصروا، فعوتبوا بهذه الآية([170]).

وقال تعالى: "أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (سورة الزمر:9)، وقوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" أي كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يستوي المطيع والعاصي. وقال غيره: الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم، "إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" أي أصحاب العقول من المؤمنين([171]).

وقال تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ"(محمد:19)، وعن عبد الله بن سرجس، قال: أكلت مع رسول الله r، فقلت: غفر الله لك يا رسول الله، فقال رجل من القوم: أستغفر لك يا رسول الله، قال: " نعم ولك "، ثم قرأ "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" يقول: فإن الله يعلم متصرفكم فيما تتصرفون فيه في يقظتكم من الأعمال، ومثواكم إذا ثويتم في مضاجعكم للنوم ليلا، لا يخفى عليه شيء من ذلك، وهو مجازيكم على جميع الأعمال([172]).

يتضح من السابق أن التربية يجب أن تركز على الجانب العملي السلوكي، وألا تقتصر على ناحية المعارف ولا يكتفى بالقول فقط بل لابد أن تتعداها الى الممارسة العملية، فالتربية الخاصة بحديث العهد بالإسلام اهتمت بالسلوكيات العملية، من خلال الممارسة الفعلية للعبادات، وفي المعاملات المختلفة التي تتفق مع الشريعة الإسلامية.

  • التيسير:

إذْ إن المتتبع لأحكام الشريعة الإسلامية في كلِّ أحوالها وجوانبها يُلاحظ التيسير نمطًا سائدًا، وهدفًا واضحًا؛ بل إننا لا نكون قد تجاوزنا الحدَّ إذا قلنا: إنَّ التيسير من المقاصد العُليا للشريعة الإسلامية، قال تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ" (سورة الحج: 78)، وقال تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (سورة البقرة: 185)، وقال الشعبي: ما خير رجل بين أمرين فاختار أيسرهما إلا كان ذلك أحبهما إلى الله عز وجل([173]).

 وقال تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" (سورة البقرة: 286(، ويعني بذلك جل ثناؤه: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" فيتعبدها إلا بما يسعها، فلا يضيق عليها، ولا يجهدها، وعن ابن عباس قوله: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" قال: هم المؤمنون. وسع الله عليهم أمر دينهم، فقال الله جل ثناؤه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (سورة الحج: 78) وقال: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"(سورة البقرة: 185) وقال: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"(سورة التغابن: 16)، وعن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت ضج المؤمنون منها ضجة وقالوا: يا رسول الله هذا، نتوب من عمل اليد والرجل واللسان، كيف نتوب من الوسوسة، كيف نمتنع منها؟ فجاء جبريل بهذه الآية، "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا من الوسوسة. وعن السدي: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" وسعها- طاقتها، وكان حديث النفس مما لا يطيقون، وعن قتادة قوله: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ" أى من خير "وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" أي من شر، أو قال، من سوء، وعن السدي "لَهَا مَا كَسَبَتْ" يقول: ما عملت من خير، "وعليها ما اكتسبت" يقول: وعليها ما عملت من شر. وعن عبد الله بن عباس: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" عمل اليد والرجل واللسان. فتأويل الآية إذا: لا يكلف الله نفسا إلا ما يسعها، فلا يجهدها، ولا يضيق عليها في أمر دينها، فيؤاخذها بهمة إن همت، ولا بوسوسة إن عرضت لها، ولا بخطرة إن خطرت بقلبها([174])، كما قال تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا")سورة الطلاق: 7(، أي: لا يكلف الله أحدًا إلا قدر طاقته واستطاعته، فلا يكلف الفقير مثل ما يكلف الغني قال: أبو السعود: وفيه تطبيبُ لقلب المعسر، وترغيب له في بذل مجهوده([175]).

عن "أبي هريرة، عن النبي r قال: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة"([176]).

يتضح من السابق تيسير الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام، فلم يقتصر التيسير في الإسلام على العقيدة والعبادة، بل تعداه إلى المعاملات، حتى في تعليمهم، ولذلك لابد من التيسير على المتعلمين في التعليم، وتقديم أسهل الطرق لكي يستفيدوا من المقررات، ويتحقق الهدف المقصود من العملية التعليمية، دون إشقاق على  المتعلمين.

  1. التدرج:

اهتم الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام بضرورة مراعاة التدرج في تقديم الأوامر والنواهي، وتقديمه له على مراحل وليس دفعة واحدة، فالإسلام يأتي في البداية والأوامر تأتي تباعًا وليس بعد الكفر ذنب فعن "ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r وسلم لمعاذ بن جبل، حين بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى: أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب"([177]).

 

مراعاة مبدأ ‌التدرج ‌في ‌التشريع فقد كانت العادات والتقاليد الموروثة، والأعراف العامة مسيطرة في بيئة العرب وغيرهم من الأمم، فلو تم أمرهم بالإقلاع عما تحكمت فيهم العادات، لنفروا وأعرضوا وقالوا جميعا: لا نترك هذا الأمر، فكان من الحكمة والمصلحة والنجاح في التربية، وتغيير تلك العادات المستحكمة أو المألوفة أن ينزل القرآن منجّما، ويتدرج في الأحكام من مرحلة إلى أخرى، تتهيأ بها النفوس لقبول الحكم النهائي([178]).

لهذا سلك القرآن الكريم معهم مسلك التربية الحكيمة، وهو مسلك ‌التدرج ‌في ‌التشريع من حكم إلى حكم. والتأنّي في نقلهم من حال إلى حال، ومن خلق إلى خلق، وهكذا بلغ الغاية في تخليهم عن عقائدهم الباطلة، وعاداتهم المسترذلة، وسما بهم إلى عقائد القرآن وأخلاقه وعباداته وأحكامه ونظامه الشامل([179])، ويصور لنا هذه الحكمة التربوية ما جاء في حديث الرسول فعن "يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك اية قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد r وإني لجارية ألعب: "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر" وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السورة([180]).

ثم أوضح الله تعالى بعض قواعد الجهاد، قبل الأمر بقتال الأعداء كافة، على سبيل ‌التدرج ‌في ‌التشريع في أول الإسلام. وأول هذه القواعد أن يبتدئ المجاهدون بالأقرب فالأقرب، ثم ينتقلوا إلى الأبعد فالأبعد، وطبق النبي r هذه الخطة، فبدأ بقتال قومه في مكة، ثم قاتل سائر العرب، ثم انتقل إلى قتال الروم في الشام، ثم اتجه أصحابه لدخول العراق([181]).

لقد أنزل الله القرآن الكريم منجّما متفرقا بحسب الوقائع والمناسبات في مدى ثلاث وعشرين سنة، لتثبيت فؤاد محمد r، وليحفظه لكونه أميا، وليتطابق مع الأسباب المؤقتة، فيكون ذلك أدعى للإيمان به، ولدفع الحرج عن المكلفين بتكليفهم بجملة أحكام في زمن واحد، ولمراعاة مبدأ ‌التدرج ‌في ‌التشريع والتناسب مع مقتضيات التربية، والانتقال من حال سيئة إلى حال   أحسن بتهيئة([182]).

ونزل القرآن منجما مفرقا على وفق المناسبات والحوادث والوقائع، أخذا بمبدأ تربوي ناجح ألا وهو ‌التدرج ‌في ‌التشريع لإصلاح المجتمع العربي الجاهلي تدريجيا، ومراعاة للمصالح، وتمكينا من التخلص من العادات والتقاليد الموروثة شيئا فشيئا، وإعدادا للحكم الشرعي المستقر، بتقبل النفوس له وتربيتها على وفق الغاية الشرعية بنحو بطيء، واقتناع عقلي ذاتي بأفق التشريع ومراميه البعيدة، فإذا توافرت المصلحة العامة للأمة بقي الحكم، وإن لم تتوافر عدّل أو            بدل ونسخ([183]).

يتضح مما سبق أن الإسلام في تقديم الأوامر والنواهي لحدث العهد بالإسلام، أخذ بمبدأ تربوي مهم، وهو التدرج، ولذلك فعند تقديم المعارف على التدرج من الصعب إلى السهل، ومن البسيط للمركب ومن المحسوس للمجرد، حتى تكون أيسر على المتعلمين.

  1. مراعاة الجوانب النفسية:

اهتم الإسلام بمراعاة المشاعر والناحية النفسية الخاصة بحديث العهد بالإسلام، ويتضح ذلك بشكل جلي في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إسلام عكرمة بن أبي جهل، وكان حديث عهد بالإسلام.

فقد كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله r في الجاهلية هو وأبوه، وكان فارسا مشهورا، هرب حين الفتح، فلحق باليمن، ولحقت به امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فأتت به النبي r، فلما رآه قال: مرحبا بالراكب المهاجر، فأسلم، وذلك سنة ثمان بعد الفتح، وحسن إسلامه، وقال r لأصحابه: إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه ‌فلا ‌تسبوا ‌أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي. ولما أسلم عكرمة شكا قولهم (عكرمة بن أبي جهل)، فنهاهم رسول الله r أن يقولوا عكرمة بن أبي جهل، وقال: لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات. وكان عكرمة مجتهدا في قتال المشركين مع المسلمين، استعمله رسول الله r عام حج على هوازن يصدقها، ووجهه أبو بكر إلى عمان، وكانوا ارتدوا، فظهر عليهم، ثم وجهه أبو بكر إلى اليمن([184]).

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"(سورة الحجرات:11)

فمراعاة قلوب المسلمين الجدد بما تعرف والحذر مما تكره يعد مطلباً شرعياً، ومن الضوابط المندرجة تحت هذه الأمر: عند تعارض المصالح يقدم أعظمها، وعند تعارض المفاسد يدفع أعظمها، دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح عند التساوي، وجوب سد الذرائع المفضية إلى المحرم، ووجوب فتح الذرائع التي لا يتم الواجب إلا بها، وذلك أنه يجب سد الذرائع التي تؤدى إلى المحرم ويستحب سد الذرائع التي تؤدى إلى المكروه ، وفى المقابل يجب فتح الذرائع التي لا يتم الواجب إلا بها ، ويستحب فتح الذرائع التي لا يتم الاستحباب إلا بها([185]).

كم يشتمل كذلك على ضرورة حفظ الأسرار وعدم كشفها على الملأ، كما جاء في الحديث الشريف، فعن "أبي سفيان، عن أنس، قال: خرج رسول الله r، وهو غضبان فقال: لا تسألوني اليوم عن شيء إلا حدثتكم به ونحن نرى أن جبريل r معه فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله من أبي؟ فقال: أبوك فلان لأبيه الذي كان يدعى له فسألوه عن أشياء، ثم قام إليه عمر فقال: ‌يا ‌رسول ‌الله ‌إنا ‌كنا ‌حديث ‌عهد ‌بجاهلية ‌فلا ‌تبدي ‌علينا ‌سوءاتنا، ‌ولا ‌تفضحنا ‌بسرائرنا ‌واعف عنا عفا الله عنك رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فقال: ما رأيت كاليوم في الخير والشر عرضت علي الجنة والنار دون الحائط فما رأيت يوما كان قط أكثر باكيا من يومئذ([186]).

ويتضح من ذلك أن الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام اهتم بمراعاة الجانب النفسي من قبل المعلمين والمربين عند التعامل، مع المتعلمين خاصة عندما يكون المتعلم في مراحل حياته، أو عند دراسة مقرر جديد، وعدم توجيه الإهانة لأي سبب من الأسباب، سواء للون البشرة، أو الشكل، أو لما يتصفه به والديه.

 

 

  1. مراعاة الجوانب الاجتماعية:

اهتم الإسلام بالمجتمع في التعامل مع حديث بالإسلام، ويتجلى اهتمام الإسلام في اهتمامه بالوحدة الأساسية للمجتمع ألا وهي الأسرة، وذلك على الرغم من إسلام الكافر فلا ينفصل تماماً عن أسرته، إلا إذا كانوا يحاربونه أو يكرهونه على الكفر، ولذلك نجد الإسلام يوصي كل من الزوج والزوجة بحسن المعاشرة، قال تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"(سورة النساء:19)، قال تعالى: "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا"(سورة الطلاق:2).

كما بين الله سبحانه وتعالى أن جميع أفراد المجتمع يأتون من نفس واحدة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"(سورة النساء:1)، ولذلك فإن هناك دور مجتمعي تجاه تعليم الأفراد بناء حديث العهد بالإسلام نوعا من العلاقات الاجتماعية مع جميع الأفراد داخل المجتمع، خاصة في علاقته بأقاربه، ودعوتهم للإسلام، وعلاقته بأخواته من المسلمين، كما أن هناك أدوارا لحديث العهد بالإسلام تجاه المجتمع المسلم.

فقد أكد الإسلام على أهمية التعامل مع اليتامى باعتباره جزءا مهما من المجتمع الإسلامي: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"(سورة الضحى:9)، وقال تعالى: "وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا"(سورة النساء:2)

كما أكد الإسلام على التكافل الاجتماعي وعلى ضرورة مراعاة الأرامل والمساكين باعتبارهم جزءا مهما داخل المجتمع، فعن "صفوان بن سليم، يرفعه إلى النبي r قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو: كالذي يصوم النهار ويقوم الليل"([187]).

عن أبي "هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"([188]).

 

يتضح من السابق تأكيد الإسلام على علاقة حديث العهد بالإسلام بمجتمعه، وأن هناك العديد من المسئوليات الاجتماعية التي تتطلب توجيه التربية والتعليم نحو الاهتمام بالمجتمع وحب الآخرين، وتوجيه أفراده ومحاربة الظلم والمفسدين وحماية المظلومين والمحرومين، لكي يكون الفرد قادرا على الاضطلاع بدورها في تحقيق الهدف الإلهي، ليربي الإسلام الفرد تربية اجتماعية، فالمسلم أخو المسلم، والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

  1. التربية الاقتصادية:

أكد الإسلام على ضرورة أن يتعلم حديث العهد بالإسلام أسلوب تعامله مع المال، كيفية تحصيل هذا المال، وكيفية صرفه دون إسراف أو تبذير بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، وينظر دوماً إلى الجانب المادي على أنه أداة ووسيلة وليس كهدف في حد ذاته، كما ينبغي اجتناب الإفراط في النصائح والتوجيهات التي تدعو إلى الزهد والتي قد تؤدي إلى النفور.

 فلابد أن يعلم أن هناك حقوقا للفقراء في أموال الأغنياء قال تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"(سورة المعارج:24-25)، ولا تعطي السفهاء من أموالكم وقال تعالى: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا"(سورة النساء: 5)

وضرورة التخفيف عن المعسر قال تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة:280)

يتضح من السابق تأكيد الإسلام على علاقة حديث العهد بالإسلام بالمال، وأن هناك العديد من المسئوليات التي تتطلب توجيه التربية والتعليم نحو تنمية أساليب الاستهلاك، وكيفية التعامل مع المال، وينبغي أن يكون مضمون التعليم والتربية وسلوك المربي يركز على التنمية الاقتصادية وكيفية الحصول على المال، وكيفية صرفه، والاهتمام بتشكيل السلوك الاقتصادي للمسلم المنبثق من تكوينه الإيماني ومن خلال تزويد المتعلمين بالخبرات العلمية الاقتصادية وبما يتفق مع مقاصد الشريعة، لتحقيق الحياة الرغدة الكريمة لتعينه على عمارة الأرض.

  1. مراعاة الفروق الفردية:

اهتم الإسلام اهتماما بالغاً بمراعاة الفروق الفردية في التعليم, فالله تعالى لم يخلق الناس على شاكلة واحدة , ولا بقدرات متشابهة , فقد قال الله تعالى : "وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ"(سورة النحل:71), وقال تعالى: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا*وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا*كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا*انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا"                (سورة الإسراء، 18-21).

 وقال الله حكاية عن طالوت: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"           (سورة البقرة:247(.

وعن أبي هريرة، بحديث يرفعه قال: الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف([189]).

ولنا في رسول الله r الأسوة الحسنة حينما يكتشف القدرات ويعتني بالموهوبين ويحثهم على الإبداع في وجوه الخير النافعة، وفي ذلك استثمار لملكاتهم، وعلى المربي إضافة إلى ثنائه عليهم أن يقدم الجوائز النافعة، وقد استعمل هذا الأسلوب مع صحابته r, عن ابن محيريز عن أبي محذورة، أن رسول الله r أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا ‌فأعجبه ‌صوت ‌أبي ‌محذورة، ‌فعلمه ‌الأذان: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، وعلمه الإقامة مثنى([190]).

فيلاحظ أن الإسلام في تعامله مع حديث العهد بالإسلام اهتم بمراعاة الفروق الفردية بينهم، وقد بين الرسول أنه يعامل الناس على قدر عقولهم، فلا يمكن أن يستخدم أسلوبا واحدا في التعامل مع جميع المسلمين الجدد، فالناس فيهم الكبير والصغير، والحاكم والمحكوم، والذكر والأنثى، والكافر والمسلم، والعاصي والمؤمن، والأعجمي والعربي، والمثقف والعامي، وهؤلاء يختلفون  بلا شك من جهات شتى، فيحتاج كل واحد منهم إلى أسلوب يخصه وحده، ولذلك يقع على عاتق المعلم دور كبير في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في المراحل التعليمية المختلفة، وبين المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد لاختلاف بيئة كل منهم، أو إذا كان هناك اختلاف في النوع لابد أن يوضع في الحسبان.

  1. التربية الصحية:

أكد الإسلام على حق البدن، فالبدن أمانة عند الإنسان، من واجبه أن يحافظ عليه ويلبي احتياجاته من الغذاء الكافي والنوم الكافي، والراحة والملبس اللائق النظيف والمسكن اللائق والأثاث المريح، والمنكح الحلال والتداوي من المرض، والتمتع بما أحل الله من الطيبات وفق شريعة الله تبارك وتعالى.

قال تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"(سورة القصص: 77)

قال قتادة: ولا تنس نصيبك الحلال، فهو نصيبك من الدنيا، "وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ" أي أطع الله وأعبده كما أنعم عليك، ومنه الحديث: ما الإحسان ؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه» وقيل: هو أمر بصلة المساكين قال ابن العربي: فيه أقوال كثيرة، جماعها استعمال نعم الله في طاعة الله وقال مالك: الأكل والشرب من غير سرف قال ابن العربي: أرى مالكا أراد الرد على الغالين في العبادة والتقشف؛ فإن النبي r كان يحب الحلواء، ويشرب العسل، ويستعمل الشواء، ويشرب الماء البارد وقد مضى هذا المعنى في غير موضع. "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ" أي لا تعمل بالمعاصي "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"([191]).

فالصحة نعمة عظيمة والتربية الصحية ضرورية فهي تساعد على الوقاية من المشاكل الصحية والاستمتاع بالصحة بكل جوانبها، فمن غيرها قد لا يستطيع الفرد تحقيق آماله وأهدافه الدينية والدنيوية([192]).

 

 يلاحظ من السابق أن الإسلام اهتم بالتربية الصحية لحديث العهد الإسلام هو دين الحياة، فكما اهتم بالجانب العقلي والتفقه في الدين، واهتم بالعناية بالقلب، من خلال علاقة روحية بينه وبين ربه، من خلال تقربه بالعبادة لله سبحانه وتعالى، فكذلك اهتم بالجانب الجسمي من خلال اهتمامه بالناحية الصحية، فقد اهتم الإسلام بالعناية بالجسم لأنه قوام عملك ولأن تستطيع أن تؤدي أي عمل دون صحة جيدة، فقد اهتم الإسلام بالطهارة، والختان، والاغتسال، وحلق الشعر لدى حديث العهد بالإسلام، ولذلك لابد من أن تهتم التربية بالجوانب الصحة الخاصة بالنظافة والغسل والأكل الصحي، وممارسة الرياضة.

  1. العفو والتسامح:

وبلا ريب فإن القرآن الكريم أعظم مصدر لثقافة التربية على التسامح في الإسلام. يقول الحق سبحانه وتعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"(سورة النحل: 124)، ‏ويقول: "وإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا" (سورة الفرقان: 125)، ويقول تعالى: "ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"(سورة العنكبوت:46)، ويقول تعالى: "خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ"(سورة الأعراف: 199).

ويقول عز وجل: "ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" (سورة الأنعام:108)، ‏ويقول: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ولَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ" (سورة آل عمران:159)، ويقول: " وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النور:22).

فهذه الآيات من الذكر والحكيم وغيرها الكثر، تؤكد أن أشهر القوانين المهمةُ التي كان لها الدور الأكبر والطائل في تقدّم المسلمين في مختلف الميادين، هو قانون “اللين والتسامح” الذي أكدت عليه الآيات المباركة، ففي القرآن الكريم هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش.

وتتشارك السنة النبوية مع ما جاءت وحملته لفظة “التسامح” لُغويا في القرآن الكريم، فهو التساهل والمساهلة في كل جوانب الحياة، لذلك جاء قول الرسول الأكرم محمدٌ r: "عن جابر بن ابن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال: رحم الله رجلا، سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"([193]).

 

 

 

‏إن سيرة الرسول محمد r وأهل بيته كانوا أبرز تَجَلٍّ ومِصْدَاقٍ لسلوك منهجية السلام والتسامح في الأمة؛ فالرسول الأكرم قائد الحركة السلمية اللاعنفية الأولى في تاريخ العالم.

فالتسامح تتمثل أهميته التربوية في كونه ذا بعد وجودي، أي ضروري لاستمرار الحياة، وتدفق الحيوية المجتمعية، ولقد اقتضت سُنة الوجود أن يتواجد الناس جماعات بشرية، وهي وإن اتفقت فيما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمع والحرص على البقاء، والرغبة في التمكن من مقومات الحياة، والسعي في إقامة التمدن والعمران، فتلك سنة الله في خلقه.

ولقد أوضح القرآن الكريم تلك الحقيقة الوجودية في قوله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (سورة الحجرات: 13)، وهكذا نلاحظ أن الغاية من اختلاف الناس إلى شعوب وقبائل وتنوعهم إلى ثقافات ومدنيات إنما هو التعارف لا التناكر، والتعايش لا الاقتتال، والتعاون لا التطاحن، والتكامل لا التعارض، وبات واضحًا أن أهمية التسامح تتمثل في كونه ضروريًّا ضرورة           الوجود نفسه. 

ومن صفات الله تعالى عز وجل فهو يعفو عن السيئات ويبدلها حسنات كلما تقرب إليه عبده واستغفره وأناب إليه، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" (سورة الشورى:25)، وقال r في الدعاء المشهور عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: ‌اللهم ‌إنك ‌عفو ‌تحب ‌العفو ‌فاعف ‌عني"([194])، فالعفو من أخلاق الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، فسيرهم حافلة بمواقف العفو والتسامح، ويوسف عليه السلام قال لإخوته كما جاء في القرآن الكريم قال تعالى: "قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (سورة يوسف:92)

والرسول r قال لأهل مكة يوم الفتح: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، قال ابن إسحاق: فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة، فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا، ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها. يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"(سورة الحجرات:13)، ثم قال: يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: ‌اذهبوا ‌فأنتم ‌الطلقاء"([195]).

ومن صفات عباد الله الصالحين الذين يقابلون الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو والغفران، فقد مدح الله هؤلاء في كتابه قائلا: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة آل عمران:134).

يتضح من السابق أن التسامح والعفو من القيم التربوية التي ظهرت جليا في تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام، والتي يجب تطبيقها في العملية التربوية، سواء أكانت في المدرسة، أو في أي مؤسسة أخرى، خاصة عندما يظهر المتعلم سلوكا سيئا نتيجة خطأ غير مقصور، أو لأنه يجهل تأثيره، فلابد من العفو والتسامح معه، حتى لا يكون تصرف المربي سببا في نفوره من العملية التعليمية.

  1. الحرص على التعلم:

ينبغي للمسلم الحرص على تعلم أحكام الشرع في جميع مجالات حياته، في عباداته ومعاملاته وعلاقته، ليؤدي العبادة على بصيرة وعلم، فيجب عليه تعلم الأحكام الواجبة عليه كصفة الصلاة والطهارة والمباح والمحرم من المطعومات والمشروبات ونحو ذلك، كما يستحب له معرفة الأحكام المرغوب فيها في الشرع لكنها ليست واجبة عليه([196])، فعن "حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية قال: قال رسول الله r: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله                 وهم ظاهرون"([197]).

وسئل الفضيل بن عياض عن قوله: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"؟ فقال: كل عمل كان عليك فرضا، فطلب علمه عليك فرض، وما لم يكن العمل به عليك فرضا، فليس طلب علمه عليك فرض([198]).

الحرص على التعلم من الأمور المهمة جداً في العملية، ولتحقيق مستوى عال من الإنجاز، ولذلك فقد أكد الإسلام على ضرورة حرص حديث العهد بالإسلام بتعلم العلوم الشرعية، ولإثارة دافعية تعلم الإسلام قد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم طرقا كثيرة تهدف إلى إثارة دافعية حديث العهد بالإسلام للتعلم، ولذلك يجب الاهتمام في العملية التعليمية باستخدام الطرق والأساليب المختلفة لإثارة دافعية الطلاب للتعلم وزيادة حرصه للتعلم، وتوظيف طرق ومبادئ التعليم الملائمة لزيادة حرص المتعلمين للتعلم، ومساعدتهم في تنظيم إدارة وقت التعلم، واستخدام أساليب التعزيز المختلفة، واستخدام النماذج الذي يمكن أن يكون سببا لزيادة الدافعية التعلم.

  1. المرونة:

وإن المسلك الذي سلكته شريعة القرآن هو المسلك المستقيم، الذي يتفق مع عموم الرسالة للناس في كل الأجيال وكل الأجناس، وكل الطبقات، فهي قد جاءت للجنس الأبيض، والجنس الأحمر، والجنس الأصفر، والجنس الأسود، ومن يسكن في البلاد الحارة، ومن يسكن في البلاد الباردة وأن الشريعة التي يكون لها ذلك العموم يكون فيها من ‌المرونة والسعة ما يوافق كل الأمزجة، ولا يشق عليها، وما تعالج به كل الأمور، ويجب أن تكون قيودها قابلة للسعة والضيق، وإن ذلك المعنى واضح كل الوضوح في تعدد الزوجات على سبيل المثال، لقد أبيح عدد يجد فيه الزواج القادر على إقامة العدل رغبته، وقيّد في الإباحة بقيد لو شدد فيه لكان قريباً من المنع المطلق، ولو أرخى فيه لكان بين ذلك قواماً، ولكن الإسلام خاطب الجميع ولا يزال في الدنيا ناس لا يعرفون إلا التعدد، وفي الدنيا نساء يفرحن عند دخول ضرة جديدة عليهن، لأنها تخفف عنهن أثقالا([199]).

ولقد تفرد الإسلام بالمرونة بما يحقق المقاصد العامة والخاصة، فالفتاوي والاجتهادات في غير العبادات التوفيقية تراعي الأحوال والظروف والأعراف والعادات فتتغير بتغيرها مالم تناقض نصاً صريحًا قطعيًا، لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحكم والمقاصد والغايات، ومنها قول النبي ياعائشة لولا أن قومك حديث عهدهم-قال ابن الزبر: بكفر- لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس وباب يخرجون([200]).

يتضح اهتمام الإسلام بالمرونة في تعليم حديث العهد بالإسلام، وخاصة في الأحكام القابلة للتكيف مع المستجدات بما لا يتنافى مع الثوابت الأصلية والمبادئ الكلية في للإسلام، وذلك فيما يخص الفروع والجزئيات التي تتغير بتغير أحوال المكلفين على الاستجابة لحاجات حديث العهد بالإسلام، ويلاحظ في موافقة الرسول r على إسلام من وضع شرط معين، مرتبطة بعدم إتيان فرض معين، وذلك لخروجه من دائرة الكفر، ثم بعدها يتم تعليمه باقي الفرائض وإلزامه بها، كما أن المرونة في العملية التربوية، فمراعاة ظروف المتعلمين في العملية التعليمية، والمرونة في أساليب التدريس، بحيث يستطيع التكيف مع المواقف التعليمية والظروف التي تواجه العملية التعليمية بما يحقق أهداف العملية التعليمية.

  1. الثواب والعقاب:

كل فرد يتحمل مسئولية أفعاله، ومن أسلم لا يضره كفر غيره، فكل فرد يتحمل نتيجة أفعاله، فمن أسلم فلنفسه، ولا يضره أفعال غيره قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"                       (سورة المائدة:105)

قال ابن زيد في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، قال: ‌كان ‌الرجل ‌إذا ‌أسلم قالوا له: سفَّهت آباءك وضللتهم، وفعلت وفعلت، وجعلت آباءك كذا وكذا! كان ينبغي لك أن تنصرهم، وتفعل! فقال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ "، قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال وأصحّ التأويلات عندنا بتأويل هذه الآية، ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيها، وهو: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ"، ألزموا العملَ بطاعة الله وبما أمركم به، وانتهوا عما نهاكم الله عنه "لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، يقول: فإنه لا يضركم ضلال من ضل إذا أنتم لزمتم العمل بطاعة الله، وأدَّيتم فيمن ضل من الناس ما ألزمكم([201]).

فالأساس الجزائي للثواب والعقاب هو أن يكون الإنسان مكلفا مسئولاً فعليه أن يتحمل نتيجة عملهُ، فإن أحسن أثيب وإن أساء عوقب، والذي يتولى الإثابة والعقاب، هو الذي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة من عملهِ، قال تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ". (سورة الزلزلة:7).

والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تحمل في ثناياها الثواب وأخرى تحمل العقاب لتكون النفوس بين هاتين الوسيلتين تتأرجح إن مالت النفس إلى الدعة والخمول والكسل قرّعتها آيات العذاب والعقاب، وإن أقبلت على خالقها ونشطت في طاعته سمعت آيات الوعد والثواب فزادت نشاطا ورغبة في ذلك.

ففي الترغيب في الثواب يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(سورة التحريم:8)، وفي مجال الترهيب يقول سبحانه:  "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة هود: 15-16)

وفي سورة النبأ مقابلة بين ثواب المؤمنين وعقاب الكافرين؛ يقول عز وجل في العقاب: "إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا* لِلطَّاغِينَ مَآَبًا* لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا* لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا* إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا* جَزَاءً وِفَاقًا* إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا* وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا* وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا* فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا" (سورة النبأ: 21-30)، ويقول في الثواب: "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا* حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا* وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا* وَكَأْسًا دِهَاقًا* لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا* جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا" (سورة النبأ: 31-36).

الإنسان بطبيعته كائن غير معصوم من الوقوع في الخطأ، والإثم، فالخطأ أو الخطيئة وفقا للمنطق أو الرؤية الإسلامية، عمل إنساني بطبيعة الخلقة، وهو في الوقت نفسه مسئولية إنسانية ذاتية خالصة، والخطيئة في الإسلام لا تورث ولكنها ظلم يقترفه الإنسان في                   حق نفسه([202]).

قال تعالى: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا* مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا" (سورة الإسراء:13-15)، أنه تعالى لما قال في الآية: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ"، ومعناه: أن كل أحد مختص بعمل نفسه، عبر عن هذا المعنى بعبارة أخرى أقرب إلى الأفهام وأبعد عن الغلط فقال: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها يعني أن ثواب العمل الصالح مختص بفاعله، ولا يتعدى منه إلى غيره([203])، ويتأكد هذا بقوله تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى" (سورة النجم: 39،40).

 يتضح مما سبق أن الثواب والعقاب أسلوب تم التعامل به مع حديث العهد بالإسلام، وهو مبدأ في المجال التربوي التعليمي، وذلك من أجل زيادة الدافعية للتعلم، وتوجيه السلوك لدى المتعلمين، فهو من أهم أساليب الضبط الاجتماعي وتعديل السلوك، فالثواب يساعد على تثبيت السلوك السوى وتدعيمه وتحسين الأداء وتقويمه، ولابد من تطبيق المبدأ بعدالة، فأحيانا يتطرق المعلمون والقائمون إلى تطبيق قواعد معينة ظالمة دون مبرر، كالمعاقبة الجماعية للمتعلمين، فكل متعلم يتحمل مسئولية أفعاله، سواء بالإيجاب أو السلب.

النتائج والتوصيات

أولأً: النتائج:

توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج يمكن إجمالها فيما يلي:

  1. إن حديث العهد بالإسلام هو المسلم الجديد أو الحديث عهد بجاهلية أو الحديث عهد بكفر، وهو الذي دخل الإسلام حديثاً، ولم يعرف الأوامر والنواهي بشكل كامل، أو يعرف قليلا من أساسيات الإسلام.
  2. هناك العديد من المشكلات التي تواجه حديث العهد بالإسلام، والمشكلات التي تواجهه والتي تمثلت في: الخوف من إشهار الإسلام، والارتباط بالجماعات المنحرفة، والإكراه.
  3. تم التوصل لأساليب تعامل الإسلام مع حديث العهد به في العبادات ويشمل الشهادتين، والصلاة والصوم والزكاة، والحج، والإيمان والنذور، والجزء الثاني فيما يخص المعاملات الخاصة بالأسرة: ويشمل الزواج، والزيارات، ودعوتهم إلى الإسلام، الجزء الثالث فيما يخص المعاملات الأخرى: ويشمل الطعام والشراب، والمال، واللباس والزينة، والأفراح والأعياد.
  4. تتمثل الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المجتمع تجاه حديث العهد بالإسلام في: التهنئة، مساعدتهم على تغيير الاسم، تقديم المساعدات لهم، تعليمهم، أمرهم بترك كل أفعال الجاهلية.
  5. استنباط بعض المضامين التربوية والتي تمثلت في: التهنئة بالتفوق، الدعاء، الصبر، الأخذ بالأولويات، الأخذ باللين، تقييم المستوى قبل تقديم المعارف، الشمول، العملية، التيسير، التدرج، مراعاة الجوانب النفسية، التربية الاجتماعية، التربية الاقتصادية، مراعاة الفروق الفردية، التربية الصحية، العفو والتسامح، الحرص على التعلم، المرونة، الثواب والعقاب.

 

  1. شمول وتكامل العملية التربوية المستنبطة فقد اشتملت التربية على ما يتصل بالجانب المادي والروحي والنفسي والاجتماعي، والاقتصادي.
  2. يمكن بناء نظام تربوي تتأسس عليه تربيتنا لأبنائنا في كل المؤسسات التعليمية من خلال النتائج التربوية المستنبطة من تعامل الإسلام مع حديث العهد بالإسلام، يحقق أهداف العملية التربوية.
  3. التربية الحقيقية لن تكون من خلال قيام مؤسسة بعينها بدورها والمؤسسات الأخرى تقوم بدور سلبي، فتعاون المجتمع بجميع فئاته لضرورة بناء أفراد أسوياء.
  4. اهتم الإسلام بدور الأسرة تجاه الفرد، كم اهتم بدور الفرد تجاه الأسرة، حتى ولو اختلفوا عنهم في الدين وجب عليه القيام بدوره تجاههم، خاصة فيما يتم دعوتهم للإسلام.
  5. إطاعة ولى الأمر ضرورة مالم يأمر بمعصية، ولذلك فلابد من طاعة الآباء والأمهات مالم يأمر بشرك أو قطيعة رحم.
  6. للقدوة أهمية كبيرة في بناء المجتمع الإسلامي، فقد كان الرسول r نعمة وأفضل نموذج وقدوة في التعامل مع حديث العهد بالإسلام.
  7. إن التطبيق العملي الصحيح للمضامين التربوية المستنبطة من تعامل الإسلام مع حديث العهد الإسلام سيؤدي إلى الوصول إلى ما تسعى إليه المؤسسات التربوية الحديثة.

ثانيًا: التوصيات:

في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج، قدم الباحث مجموعة من التوصيات وقد قام بتقسيمها إلى توصيات خاصة بالمؤسسات التعليمية، وتوصيات خاصة بالأسرة وتوصيات خاصة بالمجتمع والمؤسسات الأخرى، ويمكن عرضها فيما يلي:

  1. خاصة بالمؤسسات التعليمية:

يوصى الباحث المؤسسات التعليمية بمجموعة من التوصيات تتمثل فيما يلي:

  • اهتمام المعلمين بتهنئة وتبشير المتعلمين إذا حققوا أي تقدم في أي جانب من الجوانب سواء تعليمية، أو خاصة بالأنشطة الثقافية والرياضية، وتبشير التلاميذ ببوادر التفوق  الموجودة لديهم
  • مراعاة الجانب النفسي من قبل المعلمين عند التعامل مع أبنائهم التلاميذ، بما يشتمل على الميول والاتجاهات والحب.

جـ- توجيه الطلاب إلى أهمية الدعاء والتقرب إلى الله من أجل التوفيق في الدراسة وحفاظ الطالب على مستواه، والدعاء في أمر من الأمور الحياة لكي تكون سهلة ويسيرة عليه.

  • لابد أن يحرص المعلم على تقديم المادة العلمية لدى تلاميذه وفق أسلوب متدرج يتماشى مع طبيعة المرحلة العمرية، وقدرة الطلاب على التعلم.
  • ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين جميع الطلاب داخل المدرسة، سواء من قبل المعلم، أو من قبل الإدارة.
  • يجب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بعدالة من قبل المعلمين والإدارة المدرسية، وكل متعلم يتحمل مسئولية أفعاله، إذا كان عارفا بما ينبغي علية القيام، ولا يمكن أن يعاقب بأمر يجهله، أو أن يعاقب إذ نسي ما ينبغي عليه القيام.
  • يجب أن يضع المسئولون عن وضع الخطط والمناهج نصب أعينهم مسئوليتهم تجاه أبنائهم الطلاب، والاهتمام بالتيسير في عرض المنهج، والتدرج وفق المرحلة العمرية مع الاهتمام الدقيق بمصلحة كل المتعلمين.
  • من الضروري مراعاة المرونة اللازمة عند وضع المناهج وعند تطبيقها، مع تجنب الإصرار على تطبيق مناهج وبرامج ليست مناسبة للمرحلة، وذات وتيرة واحدة وبشكل متساو على جميع الطلاب.
  • يجب على المؤسسات التعليمية أن تهتم بتحقيق التربة الشاملة المتكاملة المتوازنة، فمن الضروري الاهتمام بالجانب العقلي والروحي والبدني والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي فمن غرس القيم الاجتماعية والاقتصادية من قبل المعلمين، وتقوية قيم التعاون والتضامن والإيثار والتكافل والتضحية ونكران الذات وحب الخير للآخرين وحب العدالة، إلى جانب مكافحة صفات الأنانية والإسراف والتبذير وأكل مال اليتامي، وأكل المال بالباطل.
  • ضرورة الاهتمام بتقديم التربية على التعليم، فليس المهم أن يتمكن المتعلم من الجوانب المعرفية أو الحصول على معارف كثيرة، أو ارتفاع المستوى التحصيلي لديه دون الاهتمام بأخلاقه والقيم التي اكتسبها، وطريقة تعامله مع كل من حوله.
  • أوصي المعلمين والمؤسسات التعليمية بضرورة إجراء اختبارات لتحديد المستوى لدى الطلاب، عند تقديم كل موضوعات معرفة جديدة لدى الطلاب، حتى يعلم المعلم الأسلوب والطريقة التي بدأ بها، والجزء الذي يحتاجه الطلاب.
  • أوصى المؤسسات التعليمية بضرورة مراعاة الجانب الممارسي في العملية التعليمية، فلابد من الاهتمام بالتطبيق العملي والتدريب العملي، فلا قيمة لامتلاك المعرفة دون التطبيق العملي وامتلاك مهارة تنفيذها في الواقع، ولذلك ضرورة توفير معامل لتطبيق المعارف، أو توفير البيئة الواقعية التي يمكن من خلالها التدريب على ما تم دراستة بشكل نظري.
  • ضرورة قيام المعلم بإثارة دافعية طلابه للتعلم، واستخدام طرائق التدريس وتوظيفها للإسهام في إثارة دافعيته للتعلم، لأن الدافعية تجعله حريصا على التعلم، مما ييسر عملية التعلم، ولا يمكن تحقيق عملية تعليمية صحيحة إلا إذا كان المتعلم لديه الرغبة في ذلك.
  • أوصي بضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية بالتربية الصحية، من خلال الاهتمام بالأنشطة الرياضية المختلفة داخل المدرسة، والاهتمام بالملاعب، وحصص التربية الرياضية وتنمية القيم الصحية لدى المتعلمين لممارستها داخل وخارج المدرسة.
  1. خاصه بالأسرة:

يوصى الباحث الأسرة بمجموعة من التوصيات تتمثل فيما يلي:

  • توجيه الأبناء على أهمية التعاون بين أفراد الأسرة في كل الأمور الكبيرة والصغيرة يُسهم في جعل الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة قوية جدا.
  • ضرورة تعلم الأبناء البر بوالديهم وطاعتهم في كل أمر حتى وإن كانوا مخالفين لهم في الدين، مالم يأمروا بمعصيه.

جـ- اهتمام الوالدين بتدريب الأبناء على السلوكيات الإيجابية بشكل متدرج، مع مراعاة درجة النضج لديهم حتى لا يصاب بالإحباط، فلا يجبر على المشي أو على ضبط عملية الإخراج، أو على الكلام ولم ينمُ لديه الجوانب الفسيولوجية بشكل سليم.

  • يقع على عاتق كل أفراد الأسرة مسئولية نقل كل خبرة أو خير تحصل عليه أحد أفراد الأسرة وجب عليه نقله إلى باقي أفراد الأسرة، ولا يتفرد به بنفسه، كذلك فالدعوة إلى الله واجبه على أفراد الأسرة على بعضهم البعض.
  • ضرورة مراعاة الجانب النفسي عند التعامل مع الأبناء لما له من أثر جم في رفع الروح المعنوية لدى المتعلمين، والعمل على تجنب أي عمل من الممكن أن يؤدي إلى إفراط المتعلّم في عمله الدراسي أو تهذيب ذاته، مما يؤثر عليه، فيؤدي إلى إضعاف بدنه أو إصابته بأضرار نفسية، ولا يجبر ابنه على دراسة تخصصات معينة لمجرد رغبة الوالد فيها.
  • خاصة بالمجتمع ومؤسساته الأخرى:

يوصى الباحث المجتمع والمؤسسات التربوية الأخرى بمجموعة من التوصيات تتمثل              فيما يلي:

  • ضرورة الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت، والتلفاز في التربية، والدعوة إلى  الله تعالى.
  • يجب على المسلم أن يتدرج في دعوته لحديث العهد بالإسلام، فهي من أوليات دعوته التي يجب ألا يغفل عنها الداعي إلى الله تعالى في دعوته.

جـ- يجب أن يهتم الأئمة في المساجد بمراعاة الأولويات في الدعوة إلى الله ، حيث يبدأ بالدعوة إلى التوحيد، ثم يدعو إلى الشريعة، مراعيًا الأولويات، والبدء بالمهم فالذي يليه.

  • التعاون بين جميع المؤسسات التربوية للدعوة إلى الله، وتحقيق العبادة الكاملة لله سبحانه وتعالى، حتى يتم إقامة مجتمع رباني قائم على توحيد الله تعالى، ولا يكون هناك تعارض بين المؤسسات.
  • أوصي بضرورة اختيار القائمين على العمل الإعلامي بعناية، حتى يصبح الإسلام وسيلة لدعم القيم التربوية والدينية لدى أفراد المجتمع، نظرا لخطورة دوره في العصر الحالي.
  • أوصي المجتمع والمؤسسات التربوية بضرورة التركيز والاهتمام على الغاية الأساسية التي خلق من أجلها الإنسان، وهي التقرب إلى الله تعالى، ولا ينبغي تفويت أية فرصة في سبيل إحياء القيم الدينية، وكذلك محاربة الغفلة وهوى النفس، وذلك لأن مصالح المجتمع الإسلامي تكمن في ذلك.

المراجع

أولاً: القرآن الكريم:

ثانياً: المراجع والمصادر العربية:

  1. أبو الحسن علي الواحدي النيسابوري، التفسير البسيط، عمادة البحث العلمي، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء العاشر، 1430هـ.
  2. أبو الحسن علي بن محمد الماوردي، أعلام النبوة، بيروت: دار ومكتبة الهلال، ١٤٠٩هـ.
  3. أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، القاهرة: دار التراث، الجزء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، 1987م.
  4. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار طيبة للنشر والتوزيع، الجزء الأول والخامس، 1999م.
  5. أبو بكر ابن العربي، أحكام القرآن،(راجع أصوله وعلق عليه) محمد عبدالقادر عطا، بيروت: دار الرسالة العلمية، الجزء الثاني، (د:ت).
  6. أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة، (المحقق) صلاح بن فتحي هَلل، القاهرة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الجزء الثالث، 2004.
  7. أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق المعروف بالبزار، مسند البزار (البحر الزخار)، (المحقق) محفوظ الرحمن زين الله (جـ ١-٩)، عادل بن سعد (جـ١٠ - ١٧)، صبري عبد الخالق الشافعي (جـ ١٨)، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، الجزء الرابع عشر، 2009.
  8. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الإشراف على مذاهب العلماء،(تحقيق) صغير أحمد الأنصاري أبو حماد، رأس الخيمة: مكتبة مكة الثقافية، الجزء الرابع، 2004.
  9. أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه، مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، (تحقيق) عبد الرحمن حسن محمود، الآداب: مصر، (د:ت).
  10. أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، بيروت: دار صادر، الجزء الخامس، 1988.
  11. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1991م.
  12. أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)، (المحقق) محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، جامعة أم القرى                    (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، الجزء الرابع،                  ١٩٨٨ م.
  13. ____________، معالم السنن، حلب: المطبعة العلمية، الجزء الثاني، ١٩٣٢ م.
  14. أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى، (حققه وخرج أحاديثه) حسن عبد المنعم شلبي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 2001م.
  15. ____________، سنن النسائي_ بشرح السيوطي وحاشية السندي، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، 1930ه.
  16. أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي، الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، صنعاء: دار الآثار، اليمن، الجزء الأول، ‌‌مسند أبي أمامة الباهلي صُدَيِّ بن عَجْلان t، 2007م.
  17. أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، بيروت: مؤسسة رسالة، الجزء السادس والخامس عشر والسادس عشر والثامن عشر والتاسع عشر،2006.
  18. أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، القاهرة: دار الاعتصام، الجزء الأول والثاني والثالث، 2007م.
  19. ___________، صحيح البخاري،(المحقق) مصطفى ديب البغا، دمشق: دار ابن كثير، الجزء الثاني، الطبعة الخامسة، ١٩٩٣م.
  20. ___________، جزء القراءة خلف الإمام،(حققه وعلق عليه) فضل الرحمن الثوري، (راجعه) محمد عطا الله خليف الفوجياني، باكستان: المكتبة السلفية، 1980.
  21. أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، الأم، بيروت: دار الفكر، الطبعة الثانية، الجزء الخامس،1990 م.
  22. أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب،(المحقق) علي محمد البجاوي، بيروت: دار الجيل، الجزء الثالث، ١٩٩٢م.
  23. أبو عمر يوسف عاصم النمري القرطبي، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، (تحقيق) مصطفى بن أحمد العلوي, محمد عبد الكبير البكري، المغرب: وزارة عموم الأوقاف والشئون الإسلامية، الجزء الحادي والعشرون، ١٣٨٧ هـ.
  24. أبو مالك كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، (تعليقات) ناصر الدين الألباني، وعبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، القاهرة: المكتبة التوفيقية، الجزء الثالث، 2003م.
  25. أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عيون الأخبار، بيروت: دار الكتب العلمية، الجزء الثالثة، ١٤١٨هـ.
  26. أبو محمد عبد الوهاب الثعلبي البغدادي، التلقين في الفقه المالكي، (المحقق) ابي أويس محمد التطواني، دار الكتب العلمية، الجزء الأول، 2004م.
  27. ____________، الإشراف على نكت مسائل الخلاف، (المحقق) الحبيب بن طاهر، دار ابن حزم، الجزء الثاني، 1999م.
  28. أبو محمد عز الدين بن عبد السلام، تفسير القرآن، (المحقق) عبد الله بن إبراهيم الوهبي، بيروت: دار بن حزم، الجزء الأول، ١٩٩٦م.
  29. أبو محمد علي بن سعيد بن حزم، المحلى بالآثار، (المحقق) عبدالغفار سليمان البنداري، بيروت: دار الفكر، الجزء الرابع، (د:ت).
  30. ابن بطال أبو الحسن علي بن عبد الملك، شرح صحيح البخارى لابن بطال، (تحقيق) أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الرياض: مكتبة الرشد، السعودية، الجزء السادس، ٢٠٠٣م.
  31. ابن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت: دار صادر، الجزء الثامن، الطبقة السادسة من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله r، 1968م.
  32. الحسين بن الحسن بن حليم البخاري الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، (تحقيق) حلمي محمد فودة، دار الفكر، الجزء الأول، 1979م.
  33. أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد وآخرون، مؤسسة الرسالة، الجزء السادس، والجزء العشرون، والجزء الرابع والعشرون، والتاسع والثلاثون، والحادي والعشرون والأربعون، 2001.
  34. أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية، شرح العمدة الفقة، دار عطاءات العلم-دار ابن حزم، الجزء الثاني، الطبعة الثالثة، 2019.
  35. أحمد بن محمد بن علي الأنصاري، كفاية النبيه في شرح التنبيه، (المحقق) مجدي محمد سرور باسلوم، دار الكتب العلمية، الجزء السادس، 2009م.
  36. الحسين بن الحسن بن حليم البخاري الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، (تحقيق) حلمي محمد فودة، دار الفكر، الجزء الأول، 1979م.
  37. الحسين بن محمود بن الحسن الزيداني المظهري، المفاتيح في شرح المصابيح، (تحقيق) نور الدين طالب، الجزء الثاني، 2012م.
  38. الفريق العلمي بمركز أصول، رؤية شاملة عن المسلم الجديد: دراسة استراتيجية علمية تعليمية، الجمعية الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالربوة، الرياض، 1443ه.
  39. بسمة بنت عياض السلمي، "التوجهات النبوية في التربية الصحية وتطبيقاتها التربوية"، مجلة كلية التربية، كلية التربية، جامعة طنطا، المجلد الثامن والثمانون، العدد الرابع، الجزء الأول، أكتوبر 2022م، ص ص 519-547.
  40. بكر بن عبد الله أبو زيد بن غيهب، معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، 1996.
  41. تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية، المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، (جمعه) محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الجزء الثالث، 1418ه.
  42. ___________، شرح العمدة لشيخ الإسلام بن تيمية- من أول باب الصلاة إلى آخر باب المشي إلى الصلاة، (المحقق) خالد بن على بن محمد بن المشيقح، الرياض: دار العاصمة، 1997.
  43. __________، منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة القدرية،(تحقيق) محمد رشاد سالم، الناشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء الأول، 1986م.
  44. جملا بنت ناجم بن لافي المطيري، "الأولويات التربوية في القرآن الكريم والسنة النبوية وتطبيقاتها في الأسرة والمدرسة"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2018م.
  45. حسن السيد حامد خطاب، "تسامح الإسلام في التعامل مع غير المسلمين"، مجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية، كلية الآداب، جامعة المنوفية، المجلد الثالث والعشرون، العدد الخامس والستون، 2021م، ص ص 43-75.
  46. حسين بن إبراهيم المغربي، قرة العين بفتاوى علماء الحرمين، المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 1937م.
  47. زياد بن حمد العامر، "النوازل العقدية للمسلمين الجدد"، المجلة الدولية للدراسات الإسلامية المتخصصة، رفاد للدراسات والأبحاث، المجلد الأول، العدد الثاني، 2018، ص ص118-139.
  48. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، 2010م.
  49. سفر أحمد الحمداني، لماذا اعتنقنا الإسلام دينًا؟، سوريا: دار القبس للطباعة والنشر والتوزيع، (د:ت).
  50. ____________، سنن أبي داود، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العلمية، الجزء الأول، والجزء الثالث، والجزء الخامس، 2009م.
  51. سمية غازي اللحياني، "الأخلاق والعلم بين الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية: دراسة مقارنة"، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المركز القومي للبحوث غزة، المجلد الرابع، العدد الخامس والعشرون، يوليو 2020، ص ص132-155.
  52. شمس الدين محمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، (تحقيق) شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، الجزء الأول والثاني، 1985م.
  53. شهاب الدين أبو العباس الشافعي، شرح سنن أبي داود، (تحقيق) عدد من الباحثين بدار الفلاح بإشراف خالد الرباط، الفيوم: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الجزء السابع، 2016م.
  54. شهاب الدين النفراوي، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، القاهرة: دار الفكر الجزء الأول، 1995.
  55. شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الإلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (تحقيق) على عبد الباري عطية، بيروت: دار الكتب، الجزء الثالث عشر، 1415ه.
  56. صالح بن عبدالقوي السنباتي، الإعجاز العلمي والمسلمون الجدد، الإعجاز العلمي، رابطة العالم الإسلامي, العدد الثامن وخمسون، 2018.
  57. عبد العظيم بن عبد القوي، زكي الدين المنذري، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، (ضبط أحاديثه وعلق عليه) مصطفى محمد عمارة، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، ١٩٦٨م.
  58. عبدالله بن عبدالرحمن اليابس، "أحكام حديث العهد بالإسلام في العبادات"، رسالة ماجستير، المعهد للقضاء، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1431ه.
  59. عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، السيرة النبوية لابن هشام، (تحقيق) مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1955م.
  60. ___________، السيرة النبوية لابن هشام،(المحقق) طه عبد الرءوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، الجزء الثاني، (د:ت).
  61. عزت عبدالعزيز عبدالرحيم إسماعيل، "أحكام الدخول في الإسلام(دراسة فقهية)"، مجلة البحوث الفقهية والقانونية، العدد السادس والثلاثون، إبريل 2021م، ص ص 23-122.
  62. عياض بن موسى بن عياض بن عمرون، شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم، (تحقيق) يحي إسماعيل، المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر، الجزء الأول والثامن، 1998.
  63. فارس سليمان عبيد الصاعدي، "الأساليب النبوية في التعامل مع الابتلاء وتطبيقاتها التربوية في المرحلة المتوسطة"، رسالة الماجستير، كلية التربية، جامعة ام القرى، 1431ه.
  64. فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، الجزء الرابع عشر، الجزء العشرون، ١٤٢٠هـ.
  65. فهد بن سالم باهمام، دليل المسلم الجديد، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، الطبعة السادسة، 2017م.
  66. مالك بن أنس بن مالك، موطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني، (تعليق وتحقيق) عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية، الطبعة الثانية، 1432ه.
  67. __________، موطأ الإمام مالك، (تحقيق) بشار عواد معروف، محمود محمد خليل، بيروت: مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، 1991م.
  68. مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، "وسطية الإسلام في التعامل مع المستجدات والنوازل المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيب "شيخ الأزهر" التلفزيونية بإشراف عام سماحة مفتي المملكة"، مجلة البحث العلمي الاسلامي، مركز البحث العلمي الإسلامي، المجلد التاسع عشر، العدد السادس وأربعون، فبراير 2023، ص ص 11-44.
  69. محمد الأمين الشنقيطي، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، (المحقق) خالد ابن عثمان السبت، الرياض: دار عطاءات العلم، الجزء الخامس، 2019م.
  70. محمد الحسين بن مسعود البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، الرياض: دار طيبة، الجزء الخامس، 1409ه.
  71. محمد الطاهر بن عاشور، تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والترجمة، 2008.
  72. ___________، تفسير التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، الجزء العشرون، 1984.
  73. ___________، التحرير والتنوير(تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد)، تونس: الدرا التونسية للنشر، الجزء الخامس، والجزء العاشر، 1984.
  74. محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد (أبو زهرة)، شريعة القرآن من دلائل إعجازه، القاهرة: دار العروبة، ١٩٦١م.
  75. محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، صحيح ابن خزيمة، (تحقيق) بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، بيروت: المكتب الإسلامي، الجزء الرابع، 1992.
  76. محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، القاهرة: دار هجر، الجزء الخامس، الجزء التاسع، الجزء الحادي عشر، الجزء الثالث عشر، الجزء الحادي والعشرون، الجزء الثاني والعشرون، الجزء الثالث والعشرون، 2001م.
  77. محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني، فتح القدير، دمشق: دار ابن كثير، الجزء الرابع، 1414ه.
  78. محمد بن يزيد ابن ماجه، سنن ابن ماجه، (تحقيق) محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء الثاني، (د:ت).
  79. محمد بن سعد بن منيع الزهري، الطبقات الكبير، (المحقق) علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، الجزء الثالث، ٢٠٠١م.
  80. محمد بن عيسى الترمذي، سنن الترمذي، (تحقيق) إبراهيم عطوة عوض، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الجزء الخامس، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، 1975م.
  81. ____________، سنن الترمذي، (تحقيق وتعليق) أحمد محمد شاكر، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة الثانية، الجزء الثاني، ١٩٧٥م.
  82. محمد زمزيني بن محمد دحلان بن مفتي، أحكام حديثي العهد بالإسلام دراسة فقهية مقارنة، يحي للطباعة، (د:ت).
  83. محمد على الصابوني، صفوة التفاسير: تفسير القرآن العظيم جامع بين المأثور والمنقول، القاهرة: دار الصابوني، الجزء الثالث، 1997.
  84. محمد يسرى إبراهيم، فقه النوازل للأقليات المسلمة تأصيلاً وتطبيقاً، دار اليسر، جمهورية مصر العربية، الطبعة الثانية، 1433ه.
  85. محمود بن أحمد بن حسين الغيتابى، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار، (المحقق) أبو تميم ياسر بن إبراهيم، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجزء السابع، 2008م.
  86. محمود علي التلواني، هدي النبي r في التعامل مع المسلم الجديد، شبكة الألوكة، متاح في: alukah.net.
  87. مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، (تحقيق) عبدالقادر الأرنؤوط، مكتبة دار البيان، الجزء الثامن، 1972م.
  88. _____________، الشافي في شرح مسند الشافعي،(تحقيق) أحمد بن سليمان، أبي تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الجزء الثالث، (د:ت).
  89. مها بنت جريس بن محمد جريس، منهج الإسلام في التعامل مع الضعف البشري، مجلة جامعة الملك خالد للعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، المجلد الثامن عشر، العدد الأول، 2021م، ص ص4-44.
  90. موفق الدين أبو محمد بن قدامة، المغني، (حققه) الدكتور عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1997م.
  91. ___________، المغني لابن قدامة، (تحقيق) طه الزيني، القاهرة: مكتبة القاهرة، الجزء الأول، 1969م.
  92. ___________، الكافي في فقه الإمام أحمد ، الجزء الرابع، (د:ت).
  93. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، 1418ه.
  94. نور الدين محمد عتر الحلبي، علوم القرآن الكريم، دمشق: مطبعة الصباح، 1993م.
  95. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت: دار السلاسل، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، الجزء الخامس والعشرون، ١٤٢٧ هـ، ص233.
  96. وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، دمشق: دار الفكر، الجزء الأول والثاني، ١٤٢٢ هـ.
  97. __________، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دمشق: دار الفكر، الجزء الأول والجزء التاسع عشر، 1991م.
  98. ياسين على المقوسي، "المضامين التربوية الناظمة للعلاقات الزوجية المستنبطة من السيرة النبوية المطهرة(دراسة تحليلية)"، دراسات العلوم التربوية، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، المجلد الحادي والأربعون، العدد الثاني، 2014، ص ص 677-695.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثًا: المراجع باللغة الأجنبية:

  1. Eidemiller, K.Y., , Samylovskaya, E.A., & Kudryavtseva, R-E.A., "Islamic diffusion of Nordic countries: Sweden", IOP Conference Series: Earth and Environmental Science, Saint Petersburg, Russian Federation, Vol 180, 18–19 April 2018, Pp.1-11.
  2. El-Rayess, A.S., "Epistemological Shifts in Knowledge and Education in Islam: A New Perspective on the Emergence of Radicalization amongst Muslims", International Journal of Educational Development, Columbia University, Teachers College, Vol 73, March 2020, Pp. 102-111.
  3. Cevik, N. K., "Religious revival in modern Turkey: Muslimism, the New Muslim Entrepreneurs, and Sites of Hybridity", Ph.D.,  Arizona State University, 2010.
  4. Gorak-Sosnowska, K., Lyszczarz, M., & Abdallah-Krzepkowska, B, "When Whiteness is not an Asset. Racialization Strategies towards Polish Converts to Islam", Journal of Ethnic and Migration Studies, 16 Jan 2023, Pp. 2-9, available at:

https://doi.org/10.1080/1369183X.2023.2166909.

  1. Khambali, M., Sintang,S., Awang,A., Nizam,K. M. K., Abdul Rahman, N.F., Ramli, W.A.W., Senin, N., Abidin, A.Z., Ismail, A.Z., Ali, W.K., & Noor, R., "Al-Wasatiyyah in the Practice of Religious Tolerance among the Families of New Muslims in Sustaining a Well-being Society", Humanomics, Vol 33, Issu 2, 8 May 2017, Pp. 211-220.
  2. krainz, U., "Newcomer Religions’ as an Organizational Challenge: Recognition of Islam in the Austrian Armed Forces", Religion, State and Society, Vol 43, Issu 1, 27 Mar 2015, 59-72.

 

([1]) مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، "وسطية الإسلام في التعامل مع المستجدات والنوازل المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيب "شيخ الأزهر" التلفزيونية بإشراف عام سماحة مفتي المملكة"، مجلة البحث العلمي الإسلامي، مركز البحث العلمي الإسلامي، المجلد التاسع عشر، العدد السادس والأربعون، فبراير 2023، ص27.

([2]) حسن السيد حامد خطاب، "تسامح الإسلام في التعامل مع غير المسلمين"، مجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية، كلية الآداب، جامعة المنوفية، المجلد الثالث والعشرون، العدد الخامس والستون، 2021م، ص45.

([3]) جملا بنت ناجم بن لافي المطيري، "الأولويات التربوية في القرآن الكريم والسنة النبوية وتطبيقاتها في الأسرة والمدرسة"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2016م، ص2.

([4]) مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، مرجع سابق، ص 27.

([5]) محمود علي التلواني، هدي النبيrفي التعامل مع المسلم الجديد، شبكة الألوكة، متاح في: www.alukah.net.

 ([6]) صالح بن عبدالقوي السنباتي، الإعجاز العلمي والمسلمون الجدد، الإعجاز العلمي، رابطة العالم الإسلامي, العدد الثامن والخمسون، 2018، ص ص 58-62.

([7] (Eidemiller,K.Y., et al, "Islamic diffusion of Nordic countries: Sweden", IOP Conference Series: Earth and Environmental Science, Saint Petersburg, Russian Federation, Vol 180, 18–19 April 2018,P.1.

([8]) زياد بن حمد العامر، "النوازل العقدية للمسلمين الجدد"، المجلة الدولية للدراسات الإسلامية المتخصصة، رفاد للدراسات والأبحاث، المجلد الأول، العدد الثاني، 2018، ص 118. 

 ([9]) جملا بنت ناجم بن لافي المطيري، مرجع سابق، ص 4.

 ([10]) فارس سليمان عبيد الصاعدي، "الأساليب النبوية في التعامل مع الابتلاء وتطبيقاتها التربوية في المرحلة المتوسطة"، رسالة الماجستير، كلية التربية، جامعة ام القرى، 1431ه، ص7.

 ([11]) ياسين علي المقوسي، "المضامين التربوية الناظمة للعلاقات الزوجية المستنبطة من السيرة النبوية المطهرة(دراسة تحليلية)"، دراسات العلوم التربوية، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، المجلد الحادي والأربعون، العدد الثاني، 2014، ص678.

)[12]( El-Rayess, A.S., "Epistemological Shifts in Knowledge and Education in Islam: A New Perspective on the Emergence of Radicalization amongst Muslims", International Journal of Educational Development, Columbia University, Teachers College, Vol 73, March 2020,P.102

 ([13]) فهد بن سالم باهمام، دليل المسلم الجديد، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 2017م، ص19.

 ([14]) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، 537.

 ([15]) سفر أحمد الحمداني، لماذا اعتنقنا الإسلام دينًا؟، سوريا: دار القبس للطباعة والنشر والتوزيع، (د:ت)، ص17.

([16]) ياسين علي المقوسي، مرجع سابق، ص 682.

 ([17]) زياد بن حمد العامر، مرجع سابق، 121.

 ([18]) عبدالله بن عبدالرحمن اليابس، "أحكام حديث العهد بالإسلام في العبادات"، رسالة ماجستير، المعهد العالي للقضاء، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1431ه، ص 14.

 ([19]) محمد زمزيني بن محمد دحلان بن مفتي، أحكام حديثي العهد بالإسلام دراسة فقهية مقارنة، يحي للطباعة، (د:ت)، ص16.

 ([20]) الفريق العلمي بمركز أصول، رؤية شاملة عن المسلم الجديد: دراسة إستراتيجية علمية تعليمية، جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة، الرياض، 1443، ص 14.

 ([21]) الفريق العلمي بمركز أصول، مرجع سابق، ص 14.

 ([22])        سليمان بن الأشعث أبو داود، سنن أبي داود، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العلمية، الجزء الخامس، 2009م، ص 113.

 ([23]) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب إسلام عمرو بن عبسة، 832.

 ([24])        شمس الدين محمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، (تحقيق) شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1985م، ص54.

([25] (krainz, u., "Newcomer Religions’ as an Organizational Challenge: Recognition of Islam in the Austrian Armed Forces", Religion, State and Society, Vol 43, Issu 1, 27 Mar 2015, p. 59.

(1) زياد بن حمد العامر، مرجع سابق، ص125.

(2) فهد بن سالم باهمام، مرجع سابق، ص27.

)[28] (Cevik, N. K., "Religious revival in modern Turkey: Muslimism, the New Muslim Entrepreneurs, and Sites of Hybridity", Ph.D.,  Arizona State University, 2010,P.5.

(2) محمد زمزيني بن محمد دحلان بن مفتي، مرجع سابق، ص 216.

(3)زياد بن حمد العامر، مرجع سابق، ص123.

(1) محمد الحسين بن مسعود البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، الرياض: دار طيبة، الجزء الخامس، 1409ه، ص 45.

)[32]) Gorak-Sosnowska, K., et al, "When Whiteness is not an Asset. Racialization Strategies towards Polish Converts to Islam", Journal of Ethnic and Migration Studies, 16 Jan 2023,P.2, available at: https://doi.org/10.1080/1369183X.2023.2166909.

([33]) محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، القاهرة: دار هجر، الجزء الثالث عشر، 2001م،  ص 536.

([34]) محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، صحيح ابن خزيمة، (تحقيق) بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، بيروت:المكتب الإسلامي، الجزء الرابع، 1992، ص228.

([35]) أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الإشراف على مذاهب العلماء، (تحقيق) صغير أحمد الأنصاري أبو حماد، رأس الخيمة: مكتبة مكة الثقافية، الجزء الرابع، 2004،  ص 47.

([36]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء التاسع، ص 206.

([37]) أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)، (المحقق) محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، جامعة أم القرى (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، الجزء الرابع، ‌‌كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب إثم من أشرك بالله، 1988م، حديث(6921)،  ص 2311.

([38])صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، 121.

([39])صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب حسن إسلام المرء، 41.

 

 

 

 

 

 

 

 

(1)عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي، شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم، (تحقيق) يحي إسماعيل، المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر، الجزء الأول، 1998، ص 409.

(1) صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء، وترد في الفقراء حيث كانوا، 1425.

(2)عزت عبدالعزيز عبدالرحيم إسماعيل، "أحكام الدخول في الإسلام(دراسة فقهية)"، مجلة البحوث الفقهية والقانونية، العدد السادس والثلاثون، إبريل 2021م، ص 62.

(3) مالك بن أنس، موطأ الإمام مالك، (تحقيق) بشار عواد معروف، محمود محمد خليل، بيروت: مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، كتاب العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب، 1991م، حديث (2730)، ص 404.

([44]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار طيبة للنشر والتوزيع، الجزء الأول، 1999م، ص ص245-251.

([45]) محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني، فتح القدير، دمشق: دار ابن كثير، الجزء الرابع، 1414ه، ص 237.

([46]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، الجزء الأول، ص645.

([47]) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، جزء القراءة خلف الإمام،(حققه وعلق عليه) فضل الرحمن الثوري، (راجعه) محمد عطا الله خليف الفوجياني، باكستان: المكتبة السلفية، 1980، ص 71.

([48]) موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة، المغني لابن قدامة، (تحقيق) طه الزيني، القاهرة: مكتبة القاهرة، الجزء الأول، 1969م، ص152.

([49]) شمس الدين محمد الذهبي، مرجع سابق، ص 244.

([50]) محمد بن عيسى الترمذي، سنن الترمذي، (تحقيق وتعليق) أحمد محمد شاكر، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، المطبعة الثانية، الجزء الثاني، أبواب السفر، ‌‌باب: في الاغتسال عندما يسلم الرجل، ١٩٧٥م، حديث (605)، ص502.

([51]) أبو سليمان حمد بن محمد الخطاب، معالم السنن، حلب: المطبعة العلمية، الجزء الأول، ١٩٣٢ م، ص111.

([52]) وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت: دار السلاسل، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، ١٤٢٧ هـ، ص233.

([53]) موفق الدين أبو محمد بن قدامة، المغني، (حققه) الدكتور عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1997م، ص 159.

([54]) أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى، (حققه وخرج أحاديثه) حسن عبد المنعم شلبي، بيروت: مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الإقامة لمن يصلي وحده، 2001م، حديث (1643)، ص 247.

([55]) سنن أبي داود، كتاب الصلاة، ‌‌باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود،861.

([56]) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط، 5939.

([57]) أبو عمر يوسف عاصم النمري القرطبي، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، (تحقيق) مصطفى بن أحمد العلوي, محمد عبد الكبير البكري، المغرب: وزارة عموم الأوقاف والشئون الإسلامية، الجزء الحادي والعشرون، ، ١٣٨٧ هـ، ص62.

([58]) سنن أبي داود، كتاب الطهارة، ‌‌باب الرجل يسلم فيؤمر بالغسل، 356.

([59]) أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد وآخرون، مؤسسة الرسالة، الجزء الرابع والعشرون، 2001، ص164.

([60]) مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن الأثير، الشافي في شرح مسند الشافعي،(تحقيق) أحمد بن سليمان، أبي تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الجزء الثالث، (د:ت)، ص 6.

([61]) تقي الدين أبو العباس بن محمد بن تيمية، شرح العمدة لشيخ الإسلام بن تيمية- من أول باب الصلاة إلى آخر باب المشي إلى الصلاة، (المحقق) خالد بن على بن محمد بن المشيقح، الرياض: دار العاصمة، 1997، ص 51.

([62]) أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1991، ص 149.

([63])  محمود بن أحمد بن حسين الغيتابى، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار، المحقق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجزء السابع، 2008م، ص478.

([64]) أحمد بن محمد بن علي الأنصاري، كفاية النبيه في شرح التنبيه، (المحقق) مجدي محمد سرور باسلوم، دار الكتب العلمية، الجزء السادس، 2009م، ص 242.

([65]) وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، مرجع سابق، الجزء الثامن والعشرون، ص44.

([66]) سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، 2010م، ص 51.

([67]) أبو محمد علي بن سعيد بن حزم، المحلى بالآثار، (المحقق) عبدالغفار سليمان البنداري، بيروت: دار الفكر، الجزء الرابع، (د:ت)، ص382.

([68]) أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه، مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، (تحقيق) عبد الرحمن حسن محمود، الآداب – مصر، كتاب الحج، (د:ت)، ص85.

([69]) محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجه، (تحقيق) محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء الثاني، كتاب المناسك، باب من قرن الحج، والعمرة، (د:ت)، حديث (2970)، ص 989.

([70]) صحيح البخاري، كتاب الحج، باب: فضل مكة وبنيانها، 1509.

([71]) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، (المحقق) د. مصطفى ديب البغا، دمشق: دار ابن كثير، الجزء 2،، ط 5، ١٩٩٣ م، ص 574.

([72]) صحيح البخاري، كتاب التمني، باب: ما يجوز من اللو، 6816.

([73])الحسين بن الحسن بن حليم البخاري الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، (تحقيق) حلمي محمد فودة، دار الفكر، الجزء الأول، 1979،  ص 50.

([74]) محمد على الصابوني، صفوة التفاسير: تفسير القرآن العظيم جامع بين المأثور والمنقول، القاهرة: دار الصابوني، الجزء الثالث، 1997، ص480.

([75]) صحيح البخاري، كتاب الإيمان والنذور، باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت، 6274.

([76]) سنن أبي داود، كتاب الإيمان والنذور، ‌‌باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر، 238.

([77]) صحيح البخاري، كتاب الاعتكاف، باب إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم، 1938.

([78]) ابن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت: دار صادر، الجزء الثامن، الطبقة السادسة الطبقة الأولى من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله r، 1968م، ص470.

 ([79])أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، بيروت: مؤسسة رسالة، الجزء الثامن عشر، 2006، ص60-61.

 ([80]) أبو محمد عبد الوهاب الثعلبي البغدادي، التلقين في الفقه المالكي، (المحقق) ابي أويس محمد التطواني، دار الكتب العلمية، الجزء الأول، 2004م، ص121.

([81]) سنن الترمذي، كتاب النكاح، باب ما جاء في الزوجين المشركين يسلم احدهما، 1143.

([82]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، الجزء الأول، ص582.

(1) أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، الأم، بيروت: دار الفكر، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، أبواب متفرقة في النكاح والطلاق، باب نكاح حرائر أهل الكتاب،1990م، ص8.

([84]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، الجزء الخامس، ص ص 72-73.

([85]) موفق الدين أبو عبد الله بن قدامة، الكافي في فقه الإمام أحمد، الجزء الرابع، (د:ت)، ص 87.

([86]) حسين بن إبراهيم المغربي، قرة العين بفتاوى علماء الحرمين، المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 1937، ص122.

([87]) أبو محمد عبد الوهاب الثعلبي البغدادي، الإشراف على نكت مسائل الخلاف، (المحقق) الحبيب بن طاهر، دار ابن حزم، الجزء الثاني، 1999م، ص 707-708.

([88]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء العشرون، ص 12.

([89]) أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، مرجع سابق، الجزء التاسع عشر، ص 20.

([90]) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب صلة المرأة أمها ولها زوج، 5634.

([91]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الثالث والعشرون، ص 257. 

([92]) محمد بن سعد بن منيع الزهري، الطبقات الكبير، (المحقق) علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، الجزء الثالث، ‌‌طبقات البدريين من الأنصار، من بني عبد الأشهل، ٢٠٠١م، حديث(87)، ص 389.

([93])عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، السيرة النبوية لابن هشام، (المحقق) طه عبدالرءوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، الجزء الثاني، (د:ت)، ص 222.

([94])أبو الحسن علي بن محمد الماوردي، أعلام النبوة، بيروت: دار ومكتبة الهلال، ١٤٠٩هـ، ص 133.

([95]) Khambali, k., et al, "Al-Wasatiyyah in the Practice of Religious Tolerance among the Families of New Muslims in Sustaining a Well-being Society", Humanomics, Vol 33, Issu 2, 8 May 2017,p.211.

(1) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء التاسع، ص ص 492-493. 

(1)محمد بن جرير الطبري، المرجع السابق، ص ص 494-497. 

(1) أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، مرجع سابق، الجزء السادس، ص75.

(2) سنن ابن ماجه، كتاب الذبائح، باب التسمية عند الذبح، 3174.

(1) أبو محمد عز الدين بن عبد السلام، تفسير القرآن، (المحقق) الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي، بيروت: دار ابن حزم، الجزء الأول، ١٩٩٦م، ص409.

(2) أبو سليمان حمد بن محمد بن الخطاب، مرجع سابق، ص9.

(3) فهد بن سالم باهمام، مرجع سابق، 2017م، ص138.

(1)أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، الجزء الأول، ص 709.

(2)أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، المرجع السابق، ص 716.

(1)أبو الحسن علي الواحدي النيسابوري، التفسير البسيط، عمادة البحث العلمي، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء العاشر، 1430هـ، ص149.

(2)أبو بكر ابن العربي، أحكام القرآن، (راجع أصوله وعلق عليه) محمد عبدالقادر عطا، بيروت: ط العلمية، الجزء الثاني، (د:ت)، ص 106.

(3)أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية، شرح العمدة الفقة، دار عطاءات العلم-دار ابن حزم، الجزء الثاني، الطبعة الثالثة، 2019، ص 35.

(1) مالك بن أنس بن مالك، موطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني، (تعليق وتحقيق) عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية، الطبعة الثانية، ‌‌باب: لا يرث المسلم الكافر، 1432ه، حديث(728)، ص 255.

(2)سنن الترمذي، كتاب الفرائض، باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر، 1143.

([110])فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، الجزء الرابع عشر، ١٤٢٠ هـ، ص221.

([111]) فخر الدين الرازي، المرجع السابق، ص228.

([112]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، الجزء الرابع، ص 591.

([113]) أحمد بن حنبل، أول مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، 6693.

([114])أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، الجزء الخامس، مرجع سابق، ص218.

([115]) محمد بن سعد بن منيع الزهري، مرجع سابق، الجزء الخامس، الطبقة الثالثة، ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، عبد الله بن عمرو بن العاص، حديث(731)، ص86.

([116])أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، الجزء الثاني، ص 25-26.

([117]) سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب صلاة العيدين، 1134.

([118])الحسين بن محمود بن الحسن الزيداني المظهري، المفاتيح في شرح المصابيح، (تحقيق) نور الدين طالب، الجزء الثاني، 2012، ص342.

([119]) أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، مرجع سابق، الجزء الأول، ص226.

([120]) تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية، المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، (جمعه) محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الجزء الثالث، 1418ه، ص254.

(1) أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عيون الأخبار، بيروت: دار الكتب العلمية، الجزء الثالثة، ١٤١٨هـ، ص80.

(2)محمد زمزيني بن محمد دحلان بن مفتي، مرجع سابق، ص 65.

 ([123])عبد العظيم بن عبد القوي، زكي الدين المنذري، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، (ضبط أحاديثه وعلق عليه): مصطفى محمد عمارة، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، ١٩٦٨م، ص 161.

 ([124]) بكر بن عبد الله أبو زيد بن غيهب، معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، ط3، 1996، ص 163.

 ([125]) أبو مالك كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، (تعليقات) ناصر الدين الألباني، وعبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، القاهرة: المكتبة التوفيقية، الجزء الثالث، 2003م، ص 222.

(2)محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير(تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد)، تونس: الدار التونسية للنشر، الجزء العاشر، 1984، ص 236.

([127]) صحيح البخاري، كتاب الخمس، باب ما كان للنبي r يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، 2977.

(2) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، مرجع سابق، الجزء الثالث، ١٩٩٣م، ص 574.

([129])تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة القدرية، (تحقيق) محمد رشاد سالم، الناشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء الاول، 1986، ص 64.

([130])مسند الإمام أحمد بن حنبل، ‌‌مسند المكثرين من الصحابة، ‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، 12766.

([131]) سنن الترمذي، كتاب العلم ، باب ما جاء في كتمان العلم، 5837.

([132]) سنن أبي داوود، كتاب العلم، باب كراهية منع العلم، 3658.

([133]) مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، (تحقيق) عبدالقادر الأرنؤوط، مكتبة دار البيان، الجزء الثامن، 1972، ص 12.

(4) محمد الطاهر بن عاشور، تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والترجمة، 2008، ص102.

([135]) شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الإلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (تحقيق) على عبد الباري عطية، بيروت: دار الكتب، الجزء الثالث عشر، 1415ه، ص297

([136])عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، مرجع سابق، ص222.

([137])سليمان بن الأشعث أبو داود، سنن أبي داود، مرجع سابق، الجزء الخامس، ص500.

([138])محمد الأمين الشنقيطي، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، (المحقق) خالد بن عثمان السبت، الرياض: دار عطاءات العلم، الجزء الخامس، 2019، ص367.

([139])محمد الأمين الشنقيطي، المرجع السابق، ص367.

([140])مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند بني هاشم، عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، 13820.

([141]) أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة، (المحقق) صلاح بن فتحي هَلل، القاهرة:  الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الجزء الثالث، 2004، ص 32.

([142])مسند الإمام أحمد بن حنبل، ‌‌مسند الأنصار، حديث معاوية بن الحكم السلمي، 23762.

([143])عياض بن موسى بن عياض بن عمرون، مرجع سابق، الجزء الثامن، ص282.

([144])أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، بيروت: دار صادر، الجزء الخامس، 1988، ص113.

([145]) صحيح البخاري، كتب العتق، باب عتق المشرك، 2401.

 ([146]) صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، 2697.

 ([147]) صحيح مسلم، كتاب القدر، باب تصريف الله القلوب كيف شاء، 2654.

 ([148]) سنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله r، 3834.

 ([149])فخر الدين الرازي، مرجع سابق، الجزء العشرون، ص 289.

 ([150]) محمد على الصابوني، مرجع سابق، الجزء الثالث، ص70.

([151]) صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب: أخذ الصدقة من الأغنياء، وترد في الفقراء حيث كانوا، 1425.

([152])شهاب الدين أبو العباس الشافعي،  "شرح سنن أبي داود"، (تحقيق) عدد من الباحثين بدار الفلاح بإشراف خالد الرباط، الفيوم: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الجزء السابع، 2016، ص 524.

 ([153]) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب عمل صالح قبل القتال، 2653.

 ([154]) ابن بطال أبو الحسن علي بن عبد الملك، شرح صحيح البخارى لابن بطال، (تحقيق) أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الرياض: مكتبة الرشد، الجزء الخامس، 2003م، ص 24.

([155])محمد الحسين ابن مسعود البغوي، مرجع سابق، الجزء الرابع، ص22.

([156]) محمد الطاهر ابن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، تونس: الدار التونسية، الجزء العاشر، 1984، ص 152-154.

([157])محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الخامس، ص ص 473-475.

([158])شهاب الدين النفراوي، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، القاهرة: دار الفكر الجزء الأول، 1995، ص396.

([159]) ابن بطال أبو الحسن علي بن عبد الملك، مرجع سابق، الجزء السادس، ص600.

([160]) أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، سنن النسائي، بشرح السيوطي وحاشية السندي، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، الجزء السابع، كتاب الإيمان والنذور، باب الحلف باللات والعزى، 1930ه، حديث (3776)، ص7.

([161]) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، ‌‌باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، 285.

([162]) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، مرجع سابق، ص 294.

([163])  ناصر الدين أبو سعيد عبد الله  البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، 1418ه، ص 45.

([164])أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي، الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، صنعاء: دار الآثار، اليمن، الجزء الأول، ‌‌مسند أبي أمامة الباهلي صُدَيِّ بن عَجْلان رضي الله عنه، 2007م، ص422.

([165]) صحيح مسلم، باب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، 2594.

([166]) صحيح مسلم، باب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، 2593.

([167]) مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، 24337.

([168]) محمد الحسين ابن مسعود البغوي، مرجع سابق، الجزء الثامن، ص ص 97، 98.

([169]) سمية غازي اللحياني، "الأخلاق والعلم بين الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية: دراسة مقارنة"، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المركز القومي للبحوث غزة، المجلد الرابع، العدد الخامس والعشرون، يوليو2020، ص146.

([170]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الثاني والعشرون، ص606.

([171]) أبو عبدالله محمد بن إسماعيل القرطبي، مرجع سابق، الجزء الخامس عشر، ص 240.

([172]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الحادي والعشرون، ص 208.

([173]) محمد الحسين ابن مسعود البغوي، مرجع سابق، الجزء الأول، ص 201.

([174]) محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الخامس، ص 158.

([175])محمد على الصابوني، مرجع سابق، الجزء الثالث، ص 390.

([176]) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر، 39.

(4)صحيح مسلم، كتاب الذكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وتُردُ في الفقراء حيث كانوا، 1425.

([178])وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دمشق: دار الفكر، الجزء التاسع عشر، 1991م، ص 59.

([179]) نور الدين محمد عتر الحلبي، علوم القرآن الكريم، دمشق: مطبعة الصباح، 1993م، ص 33.

([180]) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، 4707.

([181])وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، دمشق: دار الفكر، الجزء الأول، ١٤٢٢ هـ، ص931.

([182])وهبة بن مصطفى الزحيلي، المرجع السابق، ص 1796.

([183])وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، مرجع سابق، الجزء الأول، ص 261.

([184]) أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب،(المحقق) علي محمد البجاوي، بيروت: دار الجيل، الجزء الثالث، ١٩٩٢م، ص1082.

([185])محمد يسرى إبراهيم، فقه النوازل للأقليات المسلمة تأصيلاً وتطبيقاً، القاهرة: دار اليسر، جمهورية مصر العربية، الطبعة الثانية، 1433ه، 538.

([186]) أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق المعروف بالبزار، مسند البزار (البحر الزخار)، (المحقق) محفوظ الرحمن زين الله (جـ١-٩)، عادل بن سعد (جـ١٠-١٧)، صبري عبد الخالق الشافعي (جـ ١٨)، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، الجزء الرابع عشر، ‌‌مسند أبي حمزة أنس بن مالك، 2009، حديث(7504)، ص57.

([187]) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الساعي على الأرملة، 5660.

([188]) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الساعي على المسكين، 5661.

([189]) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة، حديث(6802

([190]) أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، صحيح ابن خزيمة، (تحقيق) محمد مصطفى الأعظمي،(راجعه) محمد ناصر الدين الألباني، بيروت: المكتب الإسلامي، الجزء الأول، كتاب الصلاة، ‌‌باب الترجيع في الأذان مع تثنية الإقامة، وهذا من جنس اختلاف المباح، فمباح أن يؤذن المؤذن فيرجع في الأذان ويثني الإقامة، ومباح أن يثني الأذان ويفرد الإقامة، إذ قد صح كلا الأمرين من النبيr ، فأما تثنية الأذان والإقامة فلم يثبت عن النبي r  الأمر بهما، 1992، حديث(377)، ص195.

([191]) أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، مرجع سابق، ص321.

([192]) بسمة بنت عياض السلمي، "التوجهات النبوية في التربية الصحية وتطبيقاتها التربوية"، مجلة كلية التربية، كلية التربية، جامعة طنطا، المجلد الثامن والثمانون، العدد الرابع، الجزء الأول، أكتوبر 2022م، ص 522.

([193]) صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف، 1970.

([194]) سنن الترمذي، أبواب الدعوات، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد، 3513.

([195])عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية لابن هشام، (تحقيق) مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1955م، ص 412.

([196]) فهد بن سالم باهمام، مرجع سابق، ص22.

([197]) صحيح البخاري، كتاب الخمس، قول الله تعالى: "فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ"(سورة الأنفال: 41)، 2948.

([198]) سليمان بن الأشعث أبو داود، سنن أبي داود، مرجع سابق، الجزء الخامس، 2009م، ص500.

([199])محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد (أبو زهرة)، شريعة القرآن من دلائل إعجازه، القاهرة: دار العروبة، ١٩٦١م، ص 29.

([200]) مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، مرجع سابق، ص11-44.

(1)محمد بن جرير الطبري، مرجع سابق، الجزء الحادي عشر، ص 152.

([202])مها بنت جريس بن محمد جريس، "منهج الإسلام في التعامل مع الضعف البشري"، مجلة جامعة الملك خالد للعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، المجلد الثامن عشر، العدد الأول، 2021م، ص23.

([203]) فخر الدين الرازي، مرجع سابق، الجزء العشرون، ص 311.

  1. المراجع

    أولاً: القرآن الكريم:

    ثانياً: المراجع والمصادر العربية:

    1. أبو الحسن علي الواحدي النيسابوري، التفسير البسيط، عمادة البحث العلمي، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء العاشر، 1430هـ.
    2. أبو الحسن علي بن محمد الماوردي، أعلام النبوة، بيروت: دار ومكتبة الهلال، ١٤٠٩هـ.
    3. أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، القاهرة: دار التراث، الجزء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، 1987م.
    4. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار طيبة للنشر والتوزيع، الجزء الأول والخامس، 1999م.
    5. أبو بكر ابن العربي، أحكام القرآن،(راجع أصوله وعلق عليه) محمد عبدالقادر عطا، بيروت: دار الرسالة العلمية، الجزء الثاني، (د:ت).
    6. أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة، (المحقق) صلاح بن فتحي هَلل، القاهرة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الجزء الثالث، 2004.
    7. أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق المعروف بالبزار، مسند البزار (البحر الزخار)، (المحقق) محفوظ الرحمن زين الله (جـ ١-٩)، عادل بن سعد (جـ١٠ - ١٧)، صبري عبد الخالق الشافعي (جـ ١٨)، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، الجزء الرابع عشر، 2009.
    8. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الإشراف على مذاهب العلماء،(تحقيق) صغير أحمد الأنصاري أبو حماد، رأس الخيمة: مكتبة مكة الثقافية، الجزء الرابع، 2004.
    9. أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه، مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، (تحقيق) عبد الرحمن حسن محمود، الآداب: مصر، (د:ت).
    10. أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، بيروت: دار صادر، الجزء الخامس، 1988.
    11. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1991م.
    12. أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)، (المحقق) محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، جامعة أم القرى                    (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، الجزء الرابع،                  ١٩٨٨ م.
    13. ____________، معالم السنن، حلب: المطبعة العلمية، الجزء الثاني، ١٩٣٢ م.
    14. أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، السنن الكبرى، (حققه وخرج أحاديثه) حسن عبد المنعم شلبي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 2001م.
    15. ____________، سنن النسائي_ بشرح السيوطي وحاشية السندي، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، 1930ه.
    16. أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي، الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، صنعاء: دار الآثار، اليمن، الجزء الأول، ‌‌مسند أبي أمامة الباهلي صُدَيِّ بن عَجْلان t، 2007م.
    17. أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، بيروت: مؤسسة رسالة، الجزء السادس والخامس عشر والسادس عشر والثامن عشر والتاسع عشر،2006.
    18. أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، القاهرة: دار الاعتصام، الجزء الأول والثاني والثالث، 2007م.
    19. ___________، صحيح البخاري،(المحقق) مصطفى ديب البغا، دمشق: دار ابن كثير، الجزء الثاني، الطبعة الخامسة، ١٩٩٣م.
    20. ___________، جزء القراءة خلف الإمام،(حققه وعلق عليه) فضل الرحمن الثوري، (راجعه) محمد عطا الله خليف الفوجياني، باكستان: المكتبة السلفية، 1980.
    21. أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، الأم، بيروت: دار الفكر، الطبعة الثانية، الجزء الخامس،1990 م.
    22. أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب،(المحقق) علي محمد البجاوي، بيروت: دار الجيل، الجزء الثالث، ١٩٩٢م.
    23. أبو عمر يوسف عاصم النمري القرطبي، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، (تحقيق) مصطفى بن أحمد العلوي, محمد عبد الكبير البكري، المغرب: وزارة عموم الأوقاف والشئون الإسلامية، الجزء الحادي والعشرون، ١٣٨٧ هـ.
    24. أبو مالك كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، (تعليقات) ناصر الدين الألباني، وعبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، القاهرة: المكتبة التوفيقية، الجزء الثالث، 2003م.
    25. أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عيون الأخبار، بيروت: دار الكتب العلمية، الجزء الثالثة، ١٤١٨هـ.
    26. أبو محمد عبد الوهاب الثعلبي البغدادي، التلقين في الفقه المالكي، (المحقق) ابي أويس محمد التطواني، دار الكتب العلمية، الجزء الأول، 2004م.
    27. ____________، الإشراف على نكت مسائل الخلاف، (المحقق) الحبيب بن طاهر، دار ابن حزم، الجزء الثاني، 1999م.
    28. أبو محمد عز الدين بن عبد السلام، تفسير القرآن، (المحقق) عبد الله بن إبراهيم الوهبي، بيروت: دار بن حزم، الجزء الأول، ١٩٩٦م.
    29. أبو محمد علي بن سعيد بن حزم، المحلى بالآثار، (المحقق) عبدالغفار سليمان البنداري، بيروت: دار الفكر، الجزء الرابع، (د:ت).
    30. ابن بطال أبو الحسن علي بن عبد الملك، شرح صحيح البخارى لابن بطال، (تحقيق) أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الرياض: مكتبة الرشد، السعودية، الجزء السادس، ٢٠٠٣م.
    31. ابن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت: دار صادر، الجزء الثامن، الطبقة السادسة من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله r، 1968م.
    32. الحسين بن الحسن بن حليم البخاري الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، (تحقيق) حلمي محمد فودة، دار الفكر، الجزء الأول، 1979م.
    33. أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد وآخرون، مؤسسة الرسالة، الجزء السادس، والجزء العشرون، والجزء الرابع والعشرون، والتاسع والثلاثون، والحادي والعشرون والأربعون، 2001.
    34. أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية، شرح العمدة الفقة، دار عطاءات العلم-دار ابن حزم، الجزء الثاني، الطبعة الثالثة، 2019.
    35. أحمد بن محمد بن علي الأنصاري، كفاية النبيه في شرح التنبيه، (المحقق) مجدي محمد سرور باسلوم، دار الكتب العلمية، الجزء السادس، 2009م.
    36. الحسين بن الحسن بن حليم البخاري الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، (تحقيق) حلمي محمد فودة، دار الفكر، الجزء الأول، 1979م.
    37. الحسين بن محمود بن الحسن الزيداني المظهري، المفاتيح في شرح المصابيح، (تحقيق) نور الدين طالب، الجزء الثاني، 2012م.
    38. الفريق العلمي بمركز أصول، رؤية شاملة عن المسلم الجديد: دراسة استراتيجية علمية تعليمية، الجمعية الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالربوة، الرياض، 1443ه.
    39. بسمة بنت عياض السلمي، "التوجهات النبوية في التربية الصحية وتطبيقاتها التربوية"، مجلة كلية التربية، كلية التربية، جامعة طنطا، المجلد الثامن والثمانون، العدد الرابع، الجزء الأول، أكتوبر 2022م، ص ص 519-547.
    40. بكر بن عبد الله أبو زيد بن غيهب، معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، 1996.
    41. تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية، المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، (جمعه) محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الجزء الثالث، 1418ه.
    42. ___________، شرح العمدة لشيخ الإسلام بن تيمية- من أول باب الصلاة إلى آخر باب المشي إلى الصلاة، (المحقق) خالد بن على بن محمد بن المشيقح، الرياض: دار العاصمة، 1997.
    43. __________، منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة القدرية،(تحقيق) محمد رشاد سالم، الناشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجزء الأول، 1986م.
    44. جملا بنت ناجم بن لافي المطيري، "الأولويات التربوية في القرآن الكريم والسنة النبوية وتطبيقاتها في الأسرة والمدرسة"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2018م.
    45. حسن السيد حامد خطاب، "تسامح الإسلام في التعامل مع غير المسلمين"، مجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية، كلية الآداب، جامعة المنوفية، المجلد الثالث والعشرون، العدد الخامس والستون، 2021م، ص ص 43-75.
    46. حسين بن إبراهيم المغربي، قرة العين بفتاوى علماء الحرمين، المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 1937م.
    47. زياد بن حمد العامر، "النوازل العقدية للمسلمين الجدد"، المجلة الدولية للدراسات الإسلامية المتخصصة، رفاد للدراسات والأبحاث، المجلد الأول، العدد الثاني، 2018، ص ص118-139.
    48. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، 2010م.
    49. سفر أحمد الحمداني، لماذا اعتنقنا الإسلام دينًا؟، سوريا: دار القبس للطباعة والنشر والتوزيع، (د:ت).
    50. ____________، سنن أبي داود، (المحقق) شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العلمية، الجزء الأول، والجزء الثالث، والجزء الخامس، 2009م.
    51. سمية غازي اللحياني، "الأخلاق والعلم بين الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية: دراسة مقارنة"، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المركز القومي للبحوث غزة، المجلد الرابع، العدد الخامس والعشرون، يوليو 2020، ص ص132-155.
    52. شمس الدين محمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، (تحقيق) شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، الجزء الأول والثاني، 1985م.
    53. شهاب الدين أبو العباس الشافعي، شرح سنن أبي داود، (تحقيق) عدد من الباحثين بدار الفلاح بإشراف خالد الرباط، الفيوم: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الجزء السابع، 2016م.
    54. شهاب الدين النفراوي، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، القاهرة: دار الفكر الجزء الأول، 1995.
    55. شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الإلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (تحقيق) على عبد الباري عطية، بيروت: دار الكتب، الجزء الثالث عشر، 1415ه.
    56. صالح بن عبدالقوي السنباتي، الإعجاز العلمي والمسلمون الجدد، الإعجاز العلمي، رابطة العالم الإسلامي, العدد الثامن وخمسون، 2018.
    57. عبد العظيم بن عبد القوي، زكي الدين المنذري، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، (ضبط أحاديثه وعلق عليه) مصطفى محمد عمارة، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، ١٩٦٨م.
    58. عبدالله بن عبدالرحمن اليابس، "أحكام حديث العهد بالإسلام في العبادات"، رسالة ماجستير، المعهد للقضاء، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1431ه.
    59. عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، السيرة النبوية لابن هشام، (تحقيق) مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1955م.
    60. ___________، السيرة النبوية لابن هشام،(المحقق) طه عبد الرءوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، الجزء الثاني، (د:ت).
    61. عزت عبدالعزيز عبدالرحيم إسماعيل، "أحكام الدخول في الإسلام(دراسة فقهية)"، مجلة البحوث الفقهية والقانونية، العدد السادس والثلاثون، إبريل 2021م، ص ص 23-122.
    62. عياض بن موسى بن عياض بن عمرون، شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم، (تحقيق) يحي إسماعيل، المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر، الجزء الأول والثامن، 1998.
    63. فارس سليمان عبيد الصاعدي، "الأساليب النبوية في التعامل مع الابتلاء وتطبيقاتها التربوية في المرحلة المتوسطة"، رسالة الماجستير، كلية التربية، جامعة ام القرى، 1431ه.
    64. فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، الجزء الرابع عشر، الجزء العشرون، ١٤٢٠هـ.
    65. فهد بن سالم باهمام، دليل المسلم الجديد، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، الطبعة السادسة، 2017م.
    66. مالك بن أنس بن مالك، موطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني، (تعليق وتحقيق) عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية، الطبعة الثانية، 1432ه.
    67. __________، موطأ الإمام مالك، (تحقيق) بشار عواد معروف، محمود محمد خليل، بيروت: مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، 1991م.
    68. مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، "وسطية الإسلام في التعامل مع المستجدات والنوازل المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيب "شيخ الأزهر" التلفزيونية بإشراف عام سماحة مفتي المملكة"، مجلة البحث العلمي الاسلامي، مركز البحث العلمي الإسلامي، المجلد التاسع عشر، العدد السادس وأربعون، فبراير 2023، ص ص 11-44.
    69. محمد الأمين الشنقيطي، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، (المحقق) خالد ابن عثمان السبت، الرياض: دار عطاءات العلم، الجزء الخامس، 2019م.
    70. محمد الحسين بن مسعود البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، الرياض: دار طيبة، الجزء الخامس، 1409ه.
    71. محمد الطاهر بن عاشور، تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والترجمة، 2008.
    72. ___________، تفسير التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، الجزء العشرون، 1984.
    73. ___________، التحرير والتنوير(تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد)، تونس: الدرا التونسية للنشر، الجزء الخامس، والجزء العاشر، 1984.
    74. محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد (أبو زهرة)، شريعة القرآن من دلائل إعجازه، القاهرة: دار العروبة، ١٩٦١م.
    75. محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، صحيح ابن خزيمة، (تحقيق) بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، بيروت: المكتب الإسلامي، الجزء الرابع، 1992.
    76. محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، القاهرة: دار هجر، الجزء الخامس، الجزء التاسع، الجزء الحادي عشر، الجزء الثالث عشر، الجزء الحادي والعشرون، الجزء الثاني والعشرون، الجزء الثالث والعشرون، 2001م.
    77. محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني، فتح القدير، دمشق: دار ابن كثير، الجزء الرابع، 1414ه.
    78. محمد بن يزيد ابن ماجه، سنن ابن ماجه، (تحقيق) محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء الثاني، (د:ت).
    79. محمد بن سعد بن منيع الزهري، الطبقات الكبير، (المحقق) علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، الجزء الثالث، ٢٠٠١م.
    80. محمد بن عيسى الترمذي، سنن الترمذي، (تحقيق) إبراهيم عطوة عوض، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الجزء الخامس، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، 1975م.
    81. ____________، سنن الترمذي، (تحقيق وتعليق) أحمد محمد شاكر، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة الثانية، الجزء الثاني، ١٩٧٥م.
    82. محمد زمزيني بن محمد دحلان بن مفتي، أحكام حديثي العهد بالإسلام دراسة فقهية مقارنة، يحي للطباعة، (د:ت).
    83. محمد على الصابوني، صفوة التفاسير: تفسير القرآن العظيم جامع بين المأثور والمنقول، القاهرة: دار الصابوني، الجزء الثالث، 1997.
    84. محمد يسرى إبراهيم، فقه النوازل للأقليات المسلمة تأصيلاً وتطبيقاً، دار اليسر، جمهورية مصر العربية، الطبعة الثانية، 1433ه.
    85. محمود بن أحمد بن حسين الغيتابى، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار، (المحقق) أبو تميم ياسر بن إبراهيم، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجزء السابع، 2008م.
    86. محمود علي التلواني، هدي النبي r في التعامل مع المسلم الجديد، شبكة الألوكة، متاح في: alukah.net.
    87. مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، (تحقيق) عبدالقادر الأرنؤوط، مكتبة دار البيان، الجزء الثامن، 1972م.
    88. _____________، الشافي في شرح مسند الشافعي،(تحقيق) أحمد بن سليمان، أبي تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الجزء الثالث، (د:ت).
    89. مها بنت جريس بن محمد جريس، منهج الإسلام في التعامل مع الضعف البشري، مجلة جامعة الملك خالد للعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، المجلد الثامن عشر، العدد الأول، 2021م، ص ص4-44.
    90. موفق الدين أبو محمد بن قدامة، المغني، (حققه) الدكتور عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، 1997م.
    91. ___________، المغني لابن قدامة، (تحقيق) طه الزيني، القاهرة: مكتبة القاهرة، الجزء الأول، 1969م.
    92. ___________، الكافي في فقه الإمام أحمد ، الجزء الرابع، (د:ت).
    93. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الجزء الثاني، 1418ه.
    94. نور الدين محمد عتر الحلبي، علوم القرآن الكريم، دمشق: مطبعة الصباح، 1993م.
    95. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت: دار السلاسل، الطبعة الثانية، الجزء الخامس، الجزء الخامس والعشرون، ١٤٢٧ هـ، ص233.
    96. وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، دمشق: دار الفكر، الجزء الأول والثاني، ١٤٢٢ هـ.
    97. __________، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دمشق: دار الفكر، الجزء الأول والجزء التاسع عشر، 1991م.
    98. ياسين على المقوسي، "المضامين التربوية الناظمة للعلاقات الزوجية المستنبطة من السيرة النبوية المطهرة(دراسة تحليلية)"، دراسات العلوم التربوية، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، المجلد الحادي والأربعون، العدد الثاني، 2014، ص ص 677-695.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    ثالثًا: المراجع باللغة الأجنبية:

    1. Eidemiller, K.Y., , Samylovskaya, E.A., & Kudryavtseva, R-E.A., "Islamic diffusion of Nordic countries: Sweden", IOP Conference Series: Earth and Environmental Science, Saint Petersburg, Russian Federation, Vol 180, 18–19 April 2018, Pp.1-11.
    2. El-Rayess, A.S., "Epistemological Shifts in Knowledge and Education in Islam: A New Perspective on the Emergence of Radicalization amongst Muslims", International Journal of Educational Development, Columbia University, Teachers College, Vol 73, March 2020, Pp. 102-111.
    3. Cevik, N. K., "Religious revival in modern Turkey: Muslimism, the New Muslim Entrepreneurs, and Sites of Hybridity", Ph.D.,  Arizona State University, 2010.
    4. Gorak-Sosnowska, K., Lyszczarz, M., & Abdallah-Krzepkowska, B, "When Whiteness is not an Asset. Racialization Strategies towards Polish Converts to Islam", Journal of Ethnic and Migration Studies, 16 Jan 2023, Pp. 2-9, available at:

    https://doi.org/10.1080/1369183X.2023.2166909.

    1. Khambali, M., Sintang,S., Awang,A., Nizam,K. M. K., Abdul Rahman, N.F., Ramli, W.A.W., Senin, N., Abidin, A.Z., Ismail, A.Z., Ali, W.K., & Noor, R., "Al-Wasatiyyah in the Practice of Religious Tolerance among the Families of New Muslims in Sustaining a Well-being Society", Humanomics, Vol 33, Issu 2, 8 May 2017, Pp. 211-220.
    2. krainz, U., "Newcomer Religions’ as an Organizational Challenge: Recognition of Islam in the Austrian Armed Forces", Religion, State and Society, Vol 43, Issu 1, 27 Mar 2015, 59-72.