برنامج قائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

كلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

استهدف البحث الحالي تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وتعرف أثر البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية تلك المهارات لدى التلاميذ، واتبع البحث المنهج التجريبي، واستخدم التصميم شبه التجريبي ذا المجموعة الواحدة، وتكونت مجموعة البحث من 37 تلميذًا وتلميذةً بمدرسة رفاعة الطهطاوي الرسمية للغات، ولتحقيق هذا الهدف تم إعداد الأدوات والمواد التالية: قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي، والتي تمثلت في أربع مهارات رئيسة، وهي: (الطلاقة- المرونة- الأصالة- التوسع أو التفاصيل) متمثلة في 22 مهارة فرعية، وكتاب التلميذ، ودليل المعلم للبرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، واختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وتوصل البحث إلى النتائج التالية: وجود أثر للبرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، حيث اتضح وجود فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لصالح القياس البعدي وذلك عند مستوى دلالة 0.01، ويتراوح حجم الأثر لأبعاد اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي بين 0.707 و0.780 وهي قيم كبيرة تؤكد فاعلية البرنامج، وأوصى البحث بضرورة حث المعلمين على تطبيق خطوات أنشطة التوكاتسو "كمجلس الفصل والمناقشات التوجيهية" باعتبارها إستراتيجية حديثة لتدريس المواد الأكاديمية، ومشروعاتها، والاهتمام بتحديد مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، لدى كل صف دراسي؛ لكي تكون هذه المهارات محض اهتمام معلمي اللغة العربية عند تدريسهم ليعملوا على تنميتها لدى تلاميذهم، والإفادة من أدوات البحث ومواده وتوظيفها في العملية التعليمية، وغيرها من التوصيات، كما قدم البحث مجموعة من المقترحات المرتبطة بما أسفر عنه من نتائج.
The current research aimed at developing creative listening comprehension skills, in addition to recognizing the effect of the program based on TOKKATSU activities on developing these skills. The research adopted the experimental approach and used the quasi-experimental one-group design. The research group consisted of (37) students from Refaa El-Tahtawy Language School, To achieve this goal: A list of creative Listening Comprehension Skills suitable for primary four pupils was prepared , which is represented by four main skills: (fluency, flexibility, originality, and extension or details) comprising (22) sub-skill, in addition to student book, a teacher's guide based on Tokkatsu activities, a test for creative listening comprehension skills, The result of the research revealed the following: There is an effect of the program based on Tokkatsu activities on developing creative listening comprehension skills for primary school pupils, as there was a statistically significant difference between the mean scores of the experimental research group in each of the pre and the post measurements of test of creative listening comprehension skills, in favor of the post measurement, (0.01) level of significance. The effect size of dimensions of test of creative listening comprehension skills ranged between (0.707) and (0.780) that are considered high values, and the research recommended the necessity of:  Encouraging teachers to apply Tokkatsu activities like "class council and orientation debates" as it is a modern strategy for teaching academic subjects and its projects, and the importance of identifying both creative listening comprehension skills in each class to be Arabic teachers' focus of attention to be enhanced in students, and taking advantage of the research tools, and materials and employing them in the educational process and other recommendations the research also presented  a set of proposals related to its results.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

برنامج قائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية

إعــــــــــــــــــــــداد

أ.د/ أحمد سيد محمد إبراهيم                  أ.م.د/ صابر علام عثمان علام  

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية            أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية                                             

 والدراسات الإسلامية المتفرغ،                         والدراسات الإسلامية المساعد، ومدير مكتب

وعميد كليتي التربية بأسيوط والوادي الجديد سابقًا                           التدريب الميداني       

كلية التربية - جامعة أسيوط                                   كلية التربية – جامعة أسيوط        

 

أ/ دعاء أحمد علي عبد الناصر الموسي

باحثة ماجستير

كلية التربية – جامعة أسيوط

adoaa5906@gmail.com

 

 

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد الرابع– ابريل 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مستخلص البحث

استهدف البحث الحالي تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وتعرف أثر البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية تلك المهارات لدى التلاميذ، واتبع البحث المنهج التجريبي، واستخدم التصميم شبه التجريبي ذا المجموعة الواحدة، وتكونت مجموعة البحث من 37 تلميذًا وتلميذةً بمدرسة رفاعة الطهطاوي الرسمية للغات، ولتحقيق هذا الهدف تم إعداد الأدوات والمواد التالية: قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي، والتي تمثلت في أربع مهارات رئيسة، وهي: (الطلاقة- المرونة- الأصالة- التوسع أو التفاصيل) متمثلة في 22 مهارة فرعية، وكتاب التلميذ، ودليل المعلم للبرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، واختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وتوصل البحث إلى النتائج التالية: وجود أثر للبرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، حيث اتضح وجود فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لصالح القياس البعدي وذلك عند مستوى دلالة 0.01، ويتراوح حجم الأثر لأبعاد اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي بين 0.707 و0.780 وهي قيم كبيرة تؤكد فاعلية البرنامج، وأوصى البحث بضرورة حث المعلمين على تطبيق خطوات أنشطة التوكاتسو "كمجلس الفصل والمناقشات التوجيهية" باعتبارها إستراتيجية حديثة لتدريس المواد الأكاديمية، ومشروعاتها، والاهتمام بتحديد مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، لدى كل صف دراسي؛ لكي تكون هذه المهارات محض اهتمام معلمي اللغة العربية عند تدريسهم ليعملوا على تنميتها لدى تلاميذهم، والإفادة من أدوات البحث ومواده وتوظيفها في العملية التعليمية، وغيرها من التوصيات، كما قدم البحث مجموعة من المقترحات المرتبطة بما أسفر عنه من نتائج.

الكلمات المفتاحية: أنشطة التوكاتسو- مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

 

 

 

 

 

Abstract

The current research aimed at developing creative listening comprehension skills, in addition to recognizing the effect of the program based on TOKKATSU activities on developing these skills. The research adopted the experimental approach and used the quasi-experimental one-group design. The research group consisted of (37) students from Refaa El-Tahtawy Language School, To achieve this goal: A list of creative Listening Comprehension Skills suitable for primary four pupils was prepared , which is represented by four main skills: (fluency, flexibility, originality, and extension or details) comprising (22) sub-skill, in addition to student book, a teacher's guide based on Tokkatsu activities, a test for creative listening comprehension skills, The result of the research revealed the following: There is an effect of the program based on Tokkatsu activities on developing creative listening comprehension skills for primary school pupils, as there was a statistically significant difference between the mean scores of the experimental research group in each of the pre and the post measurements of test of creative listening comprehension skills, in favor of the post measurement, (0.01) level of significance. The effect size of dimensions of test of creative listening comprehension skills ranged between (0.707) and (0.780) that are considered high values, and the research recommended the necessity of:  Encouraging teachers to apply Tokkatsu activities like "class council and orientation debates" as it is a modern strategy for teaching academic subjects and its projects, and the importance of identifying both creative listening comprehension skills in each class to be Arabic teachers' focus of attention to be enhanced in students, and taking advantage of the research tools, and materials and employing them in the educational process and other recommendations the research also presented  a set of proposals related to its results.

Keywords :TOKKATSU Activities - Creative Listenin Comprehension Skills.

مقدمة:

تعد اللغة العربية من أرقى اللغات وأقربها إلى الكمال؛ لذلك اختصت بنزول القرآن الكريم فهي وسيلة التواصل والتفاهم بين البشر وأداة الارتقاء بالمجتمع، وتسهم -أيضًا- في صنع حضارته والحفاظ على هويته الثقافية والعربية، وتعد وسيلة لربط الماضي بالحاضر وتعرفنا على تراث الأمم السابقة وثقافات العصور، وتعد مهارة الاستماع إحدى مهارات اللغة العربية التي ينبغي العناية بها جيدًا؛ فهي أولى مهارات اللغة اكتسابًا، وتمثل نقطة الانطلاق في تعلم المهارات الأخرى، فهي المظهر الأول لنشاط الفرد اللغوي، والبداية لنمو مهارات اللغة جميعها، ووسيلة لحفظ العلم والثقافة (رشدي أحمد، 2004، 124) (*).

للفهم الاستماعي مهارات عديدة قد صنفها الباحثون إلى عدة مستويات تعرف بمستويات الفهم الاستماعي، يعد الإبداع أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها، الإنسان بحاجة إلى مثل هذه المهارات لتنمية مجتمعه، وبالتالي تعمل المناهج على تنمية الإبداع في المجالات الدراسية المختلفة، ومن أهم المجالات التعليمية التي يجب تنميتها لدى المتعلمين الإبداع في مهارات اللغة ومنها مهارات الاستماع، حيث إنها من أكثر المهارات استعمالًا في حياتهم ووسيلتهم للمعرفة؛ فهي– أيضًا- تؤدي دورًا مهمًا في تنمية تفكيرهم وخاصة الإبداعي(فاصمة حسن، 2022، 73).

ويحتل الفهم الاستماعي الإبداعي مكانة مهمة لهذه التصنيفات فعندما يفكر المستمع فيما يسمعه من المتحدث ويكون ضد خبرته الشخصية عندها يكون بحاجة إلى تحليل ما يسمعه، وسمي بهذا الاسم؛ لأنه يقوم بالتفكير والإبداع لإيجاد حلول مبدعة وغير مألوفة للمشكلات بدلًا من القيام بعملية البناء وإعادة الصياغة (Wolvin& Coakley, 2010).

في ضوء ما سبق تبين أن الفهم الاستماعي الإبداعي أعلى مستويات الفهم الاستماعي؛ حيث يتفاعل فيه الدارس مع المادة المستمع إليها ويقوم بترجمتها وتحليلها وتصنيفها؛ ليكون أفكارًا ومعارف ذات دلالة واضحة، تتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة والتوسع، وتتمثل مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي كما أشارت إليها دراسات كل من: مرزوق مطلق (2013)، وعواد خلف (2015) في: الطلاقة، والأصالة، والمرونة، والتوسع.

     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) يتم التوثيق في متن هذا البحث بذكر (اسمي المؤلف: الأول والثاني، وسنة النشر، ورقم الصفحة)، وتفاصيل كل مرجع مثبتة في قائمة المراجع.

وتنبثق أهمية الفهم الاستماعي الإبداعي من خلال المواقف التي يتعرض لها التلاميذ في حياتهم، وقد أيقن الباحثون أهمية تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى التلاميذ وأثرها على تنمية فكرهم وبناء شخصيتهم، وأهميتها في قدرتهم على التواصل الاجتماعي، ونمو قدراتهم العقلية واللغوية، وتناولوا هذه المهارات بالبحث والدراسة، ومن الأبحاث والدراسات التي اهتمت بتحسينها وتنميتها لدى المتعلمين: دراسة أشجان حامد (2009)، ودراسةSevik (2012)، ودراسة مرزوق مطلق (2013)، ودراسة نور إبراهيم الخوالدة (2013 ، ودراسة عواد خلف (2015)، ودراسة مراد أحمد، وعبد الرحمن الهاشمي (2018) ودراسة خلف عبد المعطي (2020)، ودراسة معاطي محمد، محمود جلال الدين، نعيمة صابر (2020).

وانطلاقًا من أهمية  الفهم الاستماعي الإبداعي وتنمية ومهاراتها لدى المتعلمين؛ ينبغي تبني إستراتيجيات وأنشطة تعليمية حديثة تسهم في تنميتها، ومن بين هذه الأنشطة "أنشطة التوكاتسو"Tokkatsu"، التي التوكاتسو تعني الأنشطة الخاصة وتم اختصارها من مصطلح الأنشطة الخاصة "توكابيتسو كاتسودو" (TOKKABETSU KATSUDO) إلى مصطلح "توكاتسو TOKKATSU" (وزارة التربية والتعليم، 2020، 2)، التعلم من خلال أنشطة التوكاتسو لا يزال يقتصر على اكتساب القيم والمهارات الاجتماعية فحسب؛ بل يتم دمجه لتعلم المهارات الأكاديمية، والمهارات الحياتية بشكل عام، وإدخال مثل هذه الأنشطة في الفصول الدراسية كان له أثر في تزويد الطلاب بفرص أكبر للتعلم من خلال العمل بشكل تعاوني مع بعضهم والحصول على متعة التعلم، وبذلك أتيحت لهم الفرصة للخوض في تجربة العمل معًا، واحترام بعضهم كأعضاء في المجتمع، وبالتالي عملت على تسهيل عملية "التعلم" بدلًا من "التدريس" لبناء بيئة صفية فعالة؛ وذلك لأن المعلمين يطبقونه كوسيلة لرعاية الجوانب غير المعرفية لطلابهم، حيث إنهم يمتلكون القدرة على السيطرة والتحكم في محتوى المناقشات، وقيادة الطلاب لإيجاد الإجابة الصحيحة، ومع إدخال التوكاتسو أصبح المعلمون أقل قلقًا بشأن السيطرة على الأنشطة بإتاحة الفرصة للتركيز على دورهم كميسرين بإشراك الطلاب في الأنشطة، ورغم أن الطالب الأقوى هو القادر على المشاركة في مناقشات المجموعات إلا أن ذلك الأثر انعكس بوجود أنشطة التوكاتسو بتمكين الطلاب من المشاركة في الأنشطة وإتاحة لهم فرصة المساواة وتكوين علاقات يتمتعون فيها بالدعم؛ مما ساعد على دافعيتهم للإنجاز وزيادة تحصيلهمKanako, 2019, 72-75)).

ويعد التعليم أداة توجيه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كونه الطريق الذي يمكن من خلاله تزويد الأفراد بالمعارف والمهارات، والكفاءات والخبرات الضرورية للتكيف مع متطلبات الحياة في المجتمع المعاصر (فاروق جعفر، 2017، 75)، ويعد تعليم تلاميذ المرحلة الابتدائية من أهم مراحل السلم التعليمي التي يجب التركيز عليها بهدف تكوين شخصية الفرد ليكون قادرًا على التنمية والتفاعل الإيجابي مع المجتمع ومتغيرات العصر (منار محمد، 2020، 658).

وعملية الفهم الاستماعي تنبع أهميتها كفن ومهارة من المهارات الاجتماعية، ولا بد أن تشتمل المناهج الدراسية على أنماط مختلفة من التفكير وخاصة التفكير الإبداعي، ويمكن تطوير هذا النمط لدى التلاميذ من خلال تدريبهم على المهارات الإبداعية وتوفير الفرص المناسبة من أجل الإبداع، ويتضح من ذلك أن الإبداع وليد الفهم وكلاهما ناتج لعملية الاتصال والحوار الذي يتم  داخل مجموعات العمل بين التلاميذ وبعضهم.

وتماشيًا مع ما تم ذكره يمكن القول إن الفهم الاستماعي الإبداعي من المستويات المرتبطة بمفهوم التواصل الإيجابي الفعال؛ لأن ذلك يتطلب من المستمع أن يكون في حالة وعي دائم، ويعد التواصل الإيجابي أحد المهارات الأساسية للمهارات الشخصية والاجتماعية.

وتحتاج عملية التواصل لمزيد من الأنشطة لتنمية الجوانب الوجدانية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وزيادة شعور بقيميهم الذاتية، والشعور بالقبول من الآخرين، وتعد أنشطة التوكاتسو نوعًا من الأنشطة الخاصة التي تعمل على زيادة التواصل بين التلاميذ، لذا استخدمتها العديد من الدراسات في تنمية مهارة التواصل الفعال مثل دراسة Komoto (2015)، حيث إن تواصل التلاميذ معًا لتقديم حلول مقترحة للمشكلات المطروحة سواء من زملائهم أو من القائد أو من معلميهم لما يدور بينهم في أثناء جلسات الحوار سواء في "مجلس الفصل" أو "المناقشات التوجيهية"، أو اجتماع الصباح والمساء، أو نشاط التنظيف، أو نشاط المهام الاختيارية، والتي تعمل على زيادة خبرات التلاميذ وتكوين حصيلة لغوية من المعاني والمفردات التي تجعلهم قادرين على تكوين جمل تامة وسياقات جديدة تنمي لديهم الطلاقة الفكرية وحرية التعبير، وممارسة التلاميذ لهذه الأنشطة يتيح  لهم الفرصة للإبداع والابتكار الذي يولد نتاجًا فكريًا جديدًا في ضوء فهمهم للنص المستمع إليه والعناوين والموضوعات المقترحة.

وبالرغم من الأهمية التربوية لأنشطة "التوكاتسو" اليابانية إلا أنه يوجد عدد قليل من الدراسات التي اهتمت بتعرُّف تأثيرها على المتعلمين، ومنها دراسة Komoto, 2015))، ودراسة هبة هاشم (2017)، ودراسة السيد محمد وفاطمة سامي (2018)، ودراسة زيزي حسن (2018)، ودراسة فاطمة محمد (2018)، ودراسةKanako (2019)، ودراسة فاطمة عبد السلام (2020)، دراسة أحمد عبده، نبيل جاد، إيمان صلاح (2021)، دراسة رندة فاروق (2022)، ولا توجد دراسات سابقة تطرقت لتناول أنشطة التوكاتسو في مجال اللغة العربية على حد علم الباحثون، وبناءً عليه قام الباحثون في هذا البحث باستثمار فكرة أنشطة التوكاتسو لتوظيفها ومعرفة أثرها في تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى الصف الرابع الابتدائي.

مشكلة البحث:

نبعت مشكلة البحث من خلال الآتي:

-  ملاحظة الباحثون:

على الرغم من أهمية مهارات الفهم الاستماعي وربطها بالجانب الإبداعي وما يقابل هذه الأهمية من اهتمام من حيث اهتمام الباحثين بتحديد أبعادها وتنميتها لدى التلاميذ إلا أن الواقع يؤكد وجود ضعف لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في بعض مهارات الفهم الاستماعي بصفة عامة، والفهم الاستماعي الإبداعي بصفة خاصة، ومنها: تقديم أفكار جديدة للنص المستمع إليه، ووضع نهاية جديدة للنص المستمع إليه، والتعبير عن مضمون النص المستمع إليه بطلاقة وإبداع، واقتراح عناوين جديدة ومناسبة، وفهم المستمع إليه ونقده، واستخدام المفردات اللغوية في سياقات مختلفة، وإضافة مقدمات جديدة للنص، والتوسع وإضافة تفاصيل وصفات، وأحداث جديدة داعمة للفكرة الرئيسة كما لوحظ قلة استخدام المعلمين للأنشطة في أثناء تدريس مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

-  الدراسة الكشفية:

قام الباحثون بإجراء دراسة كشفية طبقت فيها الآتي:

-  تم إعداد اختبار غير مقنن لقياس مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي والمتمثلة في             (الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع) ويتكون الاختبار من عشر مفردات، وطبق هذا الاختبار على مجموعة من التلاميذ من ثلاث مدارس مختلفة، وهي: مدرسة عبد الله النديم التابعة لإدارة أسيوط التعليمية، ومدرسة السلام الابتدائية التابعة لإدارة ديروط التعليمية، ومدرسة أم المؤمنين الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة ديروط التعليمية -أيضًا- وكان إجمالي عدد التلاميذ 39 تلميذًا وتلميذةً، وأسفرت نتائجها عن امتلاك التلاميذ لمهارة الطلاقة بنسبة (37.6%)، ومهارة المرونة بلغت نسبة (36.6%) بينما مهارة الأصالة بلغت نسبتها(32.8%)، أما مهارة التوسع (30 %)، وهي نسب ضعيفة.

- الاطلاع على الدراسات والبحوث السابقة:

تعددت الأدبيات التي أكدت وجود ضعف في مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى التلاميذ، والتي تفتح المجال أمام الباحثين التربويين لإكسابها للتلاميذ ومنها: دراسة أشجان حامد (2009) التي أكدت تنمية مهارات فهم المسموع وفهم المقروء بالمستوى الإبداعي لدى طلبة الصف الثالث الأساسي في الأردن، ودراسة عايد عيد (2014) والتي أثبتت وجود ضعف في مهارات القراءة الناقدة، ومهارات الاستماع الناقد والإبداعي لدى طلبة الصف التاسع الأساسي، ودراسة مراد أحمد، وعبد الرحمن الهاشمي (2018) والتي أكدت وجود ضعف في مهارات الاستماع الإبداعي لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا، ودراسة عبد الرحيم فتحي وأماني حامد (2019) التي أكدت وجود ضعف بمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية الفائقين لغويًا، ودراسة خلف عبد المعطي (2020) التي أثبتت وجود قصور في مهارات الفهم الاستماعي العليا لطلاب الصف الأول الثانوي، ودراسة نعيمة صابر، ومعاطي محمد، ومحمود جلال الدين، (2020) التي بينت أن هناك ضعفًا واضحًا في مهارات الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الصف السادس بالمرحلة الابتدائية، ودراسة فاطمة حسن (2022) التي دعت إلى تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدي تلاميذ الصف الثاني الإعدادي المتفوقين لغويًا، وقد أرجعت معظم هذه الدراسات أسباب الضعف إلى محدودية تنويع المعلمين في استخدام برامج واستراتيجيات حديثة، كذلك قلة تدريب التلاميذ على الأنشطة المختلفة وإهمالهم للجانب الإبداعي لديهم، وفي ضوء ما سبق تحددت مشكلة البحث الحالي في ضعف مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي وقد يرجع ذلك لقلة الأنشطة المستخدمة، وللتغلب على هذه المشكلة استخدمت الباحثة أنشطة التوكاتسو للتغلب على هذه المهارات.

أسئلة البحث:

سعى البحث الحالي للإجابة عن الأسئلة التالية:

1- ما مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟

2- ما البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟

3- ما فاعلية البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو في تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟

مصطلحات البحث:

أنشطة التوكاتسو"Tokkatsu"

لغرض البحث الحالي عرف الباحثون أنشطة التوكاتسو إجرائيًا بأنها: مجموعة أنشطة تعليمية ذات طبيعة خاصة تعتمدها وزارة التعليم المصرية بناءً على التعاون الذي تم بينها وبين وزارة التعليم اليابانية،  والتي يقوم بها تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بالمدارس التجريبية من خلال خطوات محددة لكل نشاط على حدة، ومنها أنشطة المناقشات التوجيهية ونشاط مجلس الفصل.

الفهم الاستماعي الإبداعي :

لغرض البحث الحالي يُعرف الفَهم الاستماعي الإبداعي إجرائيًا بأنه: عملية ذهنية يتفاعل فيها تلاميذ الصف الرابع الابتدائي مع النص المستمع إليه تفاعلًا نشطا للخروج بأفكار وحلول إبداعية ومعاني جديدة تتسم بالطلاقة، والمرونة، والأصالة، التوسع أو التفاصيل، ويقاس بالدرجة التي يحصلون عليها في اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المُعد لهذا الغرض.

أهداف البحث:

استهدف البحث الحالي:

- تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي. 

أهمية البحث:

الأهمية النظرية:

قد يفيد البحث الحالي في تقديم إطار نظري يتناول أنشطة التوكاتسو، والفهم            الاستماعي الإبداعي.

الأهمية التطبيقية:      

بعد الانتهاء من تطبيق هذا البحث الحالي يتوقع أن يفيد كلًا من:                                                                                  

1- تلاميذ الصف الرابع الابتدائي:

-  يسعى هذا البحث إلى رفع مستوى مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وذلك باستخدام بَرنامج مقترح قائم على أنشطة التوكاتسو.

2- بالنسبة للمعلمين القائمين بالتدريس لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي:

- يسهم في تزويد معلمي اللغة العربية بطرق جديدة أكثر فاعلية لتحديد مهارات الاستماع المناسبة لهذه المرحلة وتضمينها في صورة أنشطة مختلفة تساعد الطلبة على تنمية هذه المهارات من خلال أنشطة جديدة تتيح لهم فرصة اختيار الأنشطة والتدريبات المناسبة التي تساعدهم على الإبداع، واستغلال المواهب اللغوية وأداء الطلبة لمهارة الفهم الاستماعي الإبداعي بشكل سليم.

- حث المعلمين على تطبيق أنشطة التوكاتسو بصفة دورية.

3-      بالنسبة للباحثين:

 يعمل على توسيع الأفق وفتح مجال جديد أمام الباحثين.

4-      بالنسبة لواضعي محتوى المناهج لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي:

- يساعدهم على تضمين مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في أثناء إعدادهم للمناهج الدراسية الخاصة بهؤلاء التلاميذ.

محددات البحث:

اقتصر البحث الحالي على المحددات التالية:

محددات بشرية:

مجموعة من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بالمرحلة الابتدائية الملتحقين بمدرسة رفاعة الطهطاوي التجريبية الرسمية للغات، وعددهم 37 تلميذًا وتلميذةً؛ وذلك لأن تلاميذ هذه المرحلة بحاجة إلى النمو اللغوي والعقلي، لتكوين مفاهيم ومفردات لغوية لبناء قدراتهم الإبداعية والتعبيرية، واكتساب الخبرات التي تعد ركيزة أساسية للمراحل التالية التي ينعكس أثرها            على حياته.

محددات موضوعية:

أ‌-  بعض مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسب لدى تلاميذ الصف الرابع،            وهي: الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع أو التفاصيل، وعددها 22 مهارة فرعية.

ب‌- بعض أنشطة التوكاتسو ومنها: المناقشات التوجيهية- مجلس الفصل.

محددات مكانية:

مدرسة رفاعة الطهطاوي التجريبية الرسمية للغات بمركز ديروط والتابعة لإدارة ديروط التعليمية بمحافظة أسيوط؛ لتوافر مجموعة البحث بها.

محددات زمنية:

تم تطبيق هذا البحث في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (2022/ 2023م) بمدرسة رفاعة الطهطاوي الرسمية للغات، والتابعة لإدارة ديروط التعليمية بمحافظة أسيوط.

منهج البحث:

تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وذلك للتحليل النظري لمتغيرات البحث، والمنهج التجريبي لتطبيق تجربة البحث الحالي، واستخدم التصميم شبه التجريبي ذا المجموعة الواحدة عن طريق التطبيقين القبلي والبعدي لأداة البحث.

أدوات البحث ومواده: (من إعداد الباحثون)

1- قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.

2- برنامج مقترح قائم على أنشطة التوكاتسو والذي يشتمل على: كتاب التلميذ، ودليل المعلم.

3- اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي.

الإطار النظري للبحث

أولًا_  المحور الأول _ أنشطة التوكاتسو:

1- نشأة أنشطة التوكاتسو ومفهومها:

يواجه نظام التعليم المصري عدة مشكلات تلحق بجميع عناصره ومستوياته، كالمعلم الغير مؤهل تربويًا، وقلة العائد المادي، ضعف إمكانات المدرسة والموارد المتاحة بها، وكثرة عدد الطلاب وازدحام الفصول، وعدم شغف الطلاب للالتحاق بالمدارس، وعدم وجود بيئة تدعو للابتكار وتنمية المواهب، وكذلك المناهج التعليمية -أيضًا- تركز على الجانب النظري وتهمل الجانب العملي فهي تعتمد على الحفظ والتلقين وحشو عقول التلاميذ دون التركيز على ميولهم وقدراتهم، وذلك جعلهم يعتمدون اعتمادًا كليًا على الدروس الخصوصية مما أدى إلى قتل روح الإبداع، وشعور الطالب بفقدان الثقة والخوف من المستقبل؛ ولهذا أصبح من الضروري تطوير النظام التعليمي، حتى لا يتسبب في العديد من الكوارث المستقبلية (هناء محمود، 2017،   26-28).

ويعتمد نظام التعليم الأساسي في اليابان على دمج الأنشطة مع المنهج الدراسي في العملية التعليمية بهدف تنشئة الطلاب، وبنائهم وإعدادهم للحياة كمواطنين صالحين ليغرس في نفوسهم القيم الأخلاقية، والسلوكيات الإيجابية، ومهارات العمل الجماعي، وروح الانتماء، والولاء، ومهارات الحياة بشكل عام، وذلك عن طريق تطبيق أنشطة ما يطلق عليها بعملية (التوكاتسو) في التعليم الأساسي، والتي تمثل جزءًا جوهريًا من العملية التعليمية (الهلالي الشربيني، 2018، 80)، وقد أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي الاهتمام الخاص بالتعليم في اليابان والدروس التي يمكن أن نتعلمها من تجربتها، وذلك خلال زيارته لليابان، وقام بزيارة بعض المدارس، وحينها اتجهت الأنظار نحو تطبيق النهضة التعليمية اليابانية في مصر لتنمية العملية التعليمية والاستفادة من الطالب المصري بحيث يصبح عضوًا فعالًا في المجتمع، وهو ما أكده التربويون بضرورة إعادة تكوين الشخصية المصرية وتربيتها من جديد (هناء محمود، 2017، 30).

ففي مرحلة التعليم الأساسي بصفة خاصة تسعى الدولة إلى التعليم المتكامل للطفل الذي يهدف إلى تكوين شخصيته بالتوازن والمعرفة، والتربية البدنية والأخلاقية، وتربية روح التعاون، والالتزام بالقواعد لدى الأطفال من خلال تعليم يتضمن تطبيق أنشطة التوكاتسو في مصر كوحدة واحدة من المناهج التعليمية المميزة لليابان، ولتحقيق ذلك استجابة لطلب الحكومة المصرية تم عقد مشروع التعاون الفني بين البلدين تحت مسمى (TOKKATSU PLUS) بدعم من هيئة التعاون الدولي (جايكا) والشراكة مع وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني المصرية                   (كوجي كويتكو، وكونيكو تاكاماتسو، 2018، 18).

وفي ضوء ما سبق ومن خلال احتكاك المجتمع المصري بالمجتمع الياباني، وتعرُّف فلسفته وثقافته لتطبيق فكر مزدوج لمواكبة التغيرات العصرية والاتجاهات الحديثة- عملت وزارة التربية والتعليم المصرية على تغيير نظرة المجتمع للتعليم بناءً على الشراكة التي تمت بينها وبين وزارة التعليم اليابانية للنهوض بالعملية التعليمية، وذلك بتطبيق فلسفة النظام الياباني في النظام التعليمي المصري والمتمثلة في أنشطة التوكاتسو التي تعرف بالأنشطة الخاصة.

وتعد الأنشطة الخاصة أحد الركائز الأساسية للتعليم الشامل في اليابان                          (طه حسين، 2018)، وهي "عبارة عن مجموعة أنشطة تعليمية ضرورية لنمو الطلاب وبناء علاقاتهم الإنسانية تتطلب منهم وضع أهدافهم الخاصة، وبذل المزيد من الجهد والتفكير من تلقاء أنفسهم لتبادل الحوار والمناقشة، والبحث عن حلول للمشكلات وتوافق الآراء" (سارة محمود، 2018).

وتعرف فاطمة عبد السلام أنشطة التوكاتسو بأنها: "أنشطة تعليمية جماعية تحقق النمو الشامل للمتعلم، وتساعده على بناء علاقات إنسانية جيدة، وتنمي الشعور بالجماعة وتحمل المسئولية، وتنظر إلى المدرسة والفصل على أنها أحد المجتمعات الإنسانية الممتعة، وتهدف إلى تنمية المهارات الحياتية لدى التلميذ، وبناء ثقته بنفسه، وتنمية قدرته على حل المشكلات والتفكير الناقد، والتخطيط" (فاطمة عبد السلام، 2020، 179).

ويذكر الهلالي الشربيني (2018، 81) أن التوكاتسو "عبارة عن أنشطة تهدف إلى تحويل الفصل والمدرسة إلى مجتمع واحد متكامل يتعاون في تدعيم شخصية الطالب وتحسينها في جميع الجوانب والاتجاهات الإيجابية (المعرفية، والمهارية، والوجدانية)؛ مما يؤدي إلى إعداد وتخريج طالب يعمل لخدمة الأسرة والمجتمع".

وبالنظر للتعريفات السابقة يتضح أن جميعها تسير في اتجاه واحد وهو تحسين الحياة الصفية، وإنشاء بيئة تشاركية داعمة ومعززة للبناء الشامل للشخصية، كما تهدف إلى ربط المدرسة بالمجتمع الخارجي لتحقيق التكامل بينهم، وممارسة العمل التعاوني وتنمية مهاراته، وتكوين علاقات إنسانية جيدة.

2- أهمية أنشطة التوكاتسو:

تسهم أنشطة التوكاتسو في حل مشكلات التسرب من التعليم وتولى عدة تحولات منها             (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2019، 12-13):

1- أصبح يؤكد اكتساب المهارات بدلًا من تأكيد المعرفة.

2- انتقل من المنهج السطحي الواسع إلى الفهم العميق.

3- تحول أسلوب التعليم من السلبي التلقيني القائم على المعلم إلى التعلم الإيجابي القائم على نشاط المتعلم والمتمحور حوله.

4-  أصبح يركز على المنهج متعدد التخصصات بدلًا من المواد الدراسية المنفصلة.

5- تحول من التعليم النظري المعتمد على المواد الورقية إلى التعلم بالممارسة الممتع والمرتبط بحياة المتعلم، والذي يشمل المواد التعليمية الورقية والرقمية.

6- أصبح يعتمد على أسلوب التقييم الذاتي بدلًا من نظام الامتحانات.

7- التحول من التعلم الفردي إلى التعلم الجماعي

ولتحقيق أهداف ذلك النظام تمت الإفادة من نظام التعليم الياباني بإدماج أنشطة التوكاتسو وتطبيقها في المدارس المصرية، ومن أهميتها:

1- خلق بيئة تعلم ثرية، وجذابة وملهمة.

2- تؤكد الأهداف التي يسعى إليها النظام الجديد.

3- تسهم في تحقيق التنمية الشاملة للمتعلم.

4- تعمل على تحقيق مبدأ "التعلم المستمر".

5- إضافةً إلى الأهمية السابقة يمكن القول إن أنشطة التوكاتسو تتيح الفرصة للتلاميذ للتغلب على المشكلات التي تواجههم في حياتهم سواء داخل الصف أو خارجه، وذلك من خلال أنشطة المناقشات وبالتالي يمكن أن نطلق عليها مسمى "السفينة" التي تعبر بالتلاميذ للوصول إلى بر الأمان لما تحمله من أهداف سامية.

وقد أكدت دراسة إبراهيم السيد، وأحمد توفيق (2021)، ودراسة زيزي حسن (2018)، ودراسة هبة هاشم (2018)، ودراسة فاطمة محمد (2018) أهمية أنشطة التوكاتسو لتحقيق المتعة والسعادة في العملية التعليمية، وتنمية العديد من المهارات الحياتية ومستويات مختلفة من التفكير (كالتفكير البنائي، والتفكير المنتج، والعمل الجماعي، ومهارات حل المشكلات، ومهارات التشاركية اتخاذ القرار، وتحمل المسئولية، والقيم الأخلاقية).

ويتضح مما سبق أن التوكاتسو يصبح أسلوب حياة يمارسه التلاميذ داخل المدرسة، ويعد غذاء للروح والجسد والعقل، ويهدف إلى تنميتهم لتحسين الحياة المستقبلية والقدرة على التعايش مع متغيرات العصر ومواجهة تحدياته.

3- محتويات أنشطة التوكاتسو، وأنواعها:

يوجد العديد من الأنشطة التي تندرج تحت مسمى أنشطة التوكاتسو لكل منها هدف ومهارات معينة يمكن إكسابها للتلاميذ، ومنها: نشاط التنظيف، والريادة اليومية، والمهام الاختيارية، التعلم الهادئ الصباحي، ومجلس الفصل، والمناقشات التوجيهية، واقتصر البحث الحالي على نشاطي (مجلس الفصل، والمناقشات التوجيهية).

أولًا- نشاط مجلس الفصل:

هو عبارة عن نشاط يقوم به التلاميذ بأنفسهم ويتم تنفيذه مرة أسبوعيا بالتناوب مع المناقشات التوجيهية، ويتم الإعداد له من قبل لجنة التخطيط في أوقات الراحة أو بعد انتهاء اليوم الدراسي، ويهدف إلى تنمية قدرتهم على طرح المشكلات والقضايا التي تواجههم داخل الصف، ويساعدهم على التعبير عن آرائهم الشخصية مع مراعاة مصلحة الزملاء والوصول إلى قرار قابل للتنفيذ بالإجماع، ويعمل -أيضًا- على تنمية حسن الاستماع للآراء وتطبيق القواعد العامة، وتنمية مهارات التواصل والتعاون ومساعدة الزملاء من أجل تحقيق حياة صفية ممتعة (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2020، 11).

وتتضح أهمية مجلس الفصل من خلال اكتساب التلاميذ العديد من المهارات الحياتية والقيم، والتي يعود أثرها على التلاميذ نتيجة ممارستهم هذا النشاط كما حددتها وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2020، 12) في ضوء أبعاد التعلم 2.0، ومنها:

1- الإبداع وذلك يتحقق من خلال المرونة في توليد أفكار متباينة وغير مألوفة وتبادلها مع الآخرين، والأصالة في توليد أفكار جديدة وفريدة.

2- التعاطف وفهم مشاعر الآخرين.

3- حل المشكلات من خلال اكتشاف الموضوعات واقتراح الحلول وتطبيقها ومراجعتها                وتقييم نتائجها.

4- التعاون وذلك يتحقق من خلال احترام الآراء الأخرى، والتقليل من التمركز حول الذات، وتبادل أفكار الآخرين ومشاركة الزملاء في تنفيذ القرار الذي تم الوصول إليه.

5- اتخاذ القرار وذلك يتم بالوصول إلى قرار مناسب والإجماع عليه بالمناقشات وتقريب وجهات النظر لتطبيقه.

6- تعزيز الشعور بالتضامن والتكاتف والانتماء للفصل، وتنمية قيم التسامح وقبول الآخر.

ويعد مجلس الفصل من الأنشطة التي تتم بصورة جماعية ويتم اختيار موضوعاته من قبل التلاميذ بخلاف المناقشات التوجيهية تتم بصورة فردية ويتم اختيار موضوعاتها من قبل المعلم، ولكي يتم مجلس الفصل بالشكل الصحيح لا بد أن يمر بثلاث مراحل كما حددتها وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2020، 15-46 ) كالتالي:

-  المرحلة الأولى: اكتشاف موضوع المناقشة.

- المرحلة الثانية: تشكيل إجماع الرأي.

- المرحلة الثالثة: مرحل التنفيذ الفعلي.

- المرحلة الرابعة: مراجعة مراحل النشاط، ولكل مرحلة منها عدة إجراءات تنفذ من خلالها         يتم عرضها فيما يلي:

- المرحلة الأولى (مرحلة اكتشاف موضوع المناقشة): ويتم اختيار الموضوع من قبل التلاميذ وفق الأشياء التي يريدون أن يفعلوها أو يصنعوها معًا أو القضايا المتعلقة بالصف والتي تتطلب اتخاذ قرارًا جماعيًا لحلها.

1- اقتراح موضوع المناقشة: ويتم ذلك من خلال صندوق المقترحات عن طريق استمارة مصممة توزع على التلاميذ، ويوضع فيها الموضوع المقترح، والتاريخ، واسم مقدم الاقتراح، وسبب اقتراحه لهذا الموضوع، وإذا لم يجد التلاميذ موضوع مقترح يلفت المعلم نظرهم لبعض الموضوعات وذلك بطرح عدة أسئلة تحفيزية تساعدهم على  تقديم مقترحاتهم.

2- تحديد واختيار موضوع المناقشة ويتم ذلك من قبل لجنة التخطيط التي تتكون من أربعة تلاميذ ممثلين عن الفصل، وهم: منسقو المناقشة متمثلين في قائدين للجلسة وكاتب السبورة، وكاتب السجل، ويتم تغييرهم مع كل مجلس وتعقد لجنة التخطيط على جلستين: أولاهما: فرز الموضوعات وكيفية التعامل مع المقترحات، وذلك باستبعاد الموضوعات التي يمكن حلها بشكل فردي وردها إلى المقترحين أو إذا كان الموضوع يمكن حله بشكل فوري يمكن تأجيله لوقت آخر، وإعادة توجيه تفكير المقترحين إذا كان الموضوع لا يرتبط بتحسين الصف، وكذلك -أيضًا- المشكلات التي لا يستطيعون حلها يمكن إسنادها للمعلم، أما إذا كان الموضوع يمكن مناقشته سويا بعمق لإيجاد حلول مناسبة يتم مناقشته في مجلس الفصل، ويتم إعلان ما تم اختياره كموضوع مقترح لتلاميذ الفصل، ثم تقوم لجنة الخطيط في الجلسة الثانية بالتحضير للمجلس وينضم إليهم مقدم الاقتراح لتوضيح سبب                  اقتراحه للموضوع.

- المرحلة الثانية (تشكيل إجماع الرأي): بعد تحديد عنوان المناقشة تتم تهيئة الجو المناسب للمناقشة وإتاحة الفرصة للتفكير وطرح الأفكار من خلال ثلاثة محاور تتغير وفقًا لمحتوى المناقشة وهدفها وعنوانها، حيث يتمثل المحور الأول في "ماذا نفعل؟"، والمحور الثاني "كيف سنفعل ذلك؟"، والمحور الثالث في "ما الدور الذي يقوم به كل فرد؟"، ويشتمل كل محور على ثلاث مراحل متضمنة في (أقترح، نقارن، نقرر)، ويتم تقسيم الوقت طبقًا لكل محور، ويتناقش التلاميذ معًا ويستمعون لآراء بعضهم وتحقيق التوافق فيما بينهم للوصول إلى رأي واحد بالإجماع يحقق لهم الاستمتاع.

- المرحلة الثالثة (التنفيذ الفعلي لما تم تقريره): بعد وصول التلاميذ إلى قرار محدد بالإجماع يقومون بالتحضيرات والتجهيزات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بأنفسهم دون الاعتماد على غيرهم ليتعلموا كيفية الترتيب والاستعداد، والتعاون مع الآخرين، فهذا يولد لديهم الشعور بالانتماء للصف، واختبار مدى إحساسهم بالمسئولية تجاه ما يقومون به.

- المرحلة الرابعة (مراجعة خطوات النشاط): يتم مراجعة التلاميذ فيما قاموا بتنفيذه؛ وذلك لأن عملية المراجعة تولد لديهم الإحساس بالإنجاز والإيجابية؛ مما يجعلهم أكثر إقبالًا على القيام بالمزيد من الأنشطة، وتتم هذه العملية في مكان تنفيذ النشاط بعد الانتهاء منه وترتيب المكان وتنظيمه مباشرةً حتى يكون التلاميذ قد كونوا انطباعًا واضحًا عن النشاط ليستطيعوا تحديد ما الذي يحتاج إلى تحسين.

ويتحدد دور المعلم في نشاط مجلس الفصل فيما يلي: (وزارة التربية والتعليم،                   والتعليم الفني 2020، 48-49).

في بداية الأمر يجلس المعلم بجوار قائد الجلسة ليدير الحوار ويشرح لهم واجبات القيادة ويكون قدوة لهم ثم بعد ذلك يقوم بتقديم المشورة للتلاميذ بالشكل المناسب ثم يجلس بعيدًا بشكل تدريجي ويقتصر دوره على تقديم النصائح، ويتمثل دور المعلم في تقديم المشورة والدعم للتلاميذ في الآتي:

1- قبل المناقشة: في بداية السنة الدراسية أو عند بداية الفصل الدراسي الجديد يقوم باستخدام حصة التوكاتسو كتوجيه لمجلس الفصل، يوجه التلاميذ بالمعارف والمهارات المرتبطة بمجلس الفصل، وكيفية استخدام صندوق المقترحات والعناوين المناسبة للمجلس، يوجههم -أيضًا- لكيفية عقد الاجتماع التخطيطي ويعرفهم بقواعد المناقشة وخطواتها، ويوضح أدوار قادة الجلسة.

2- في أثناء مجلس الفصل: يتابع ويشاهد مناقشات التلاميذ ويقدم لهم النصيحة ويقدم ملاحظاته لأعضاء الجلسة لإدارتها بشكل صحيح ويكون دعمًا لباقي التلاميذ إذا لم يتمكنوا من التحدث، ينبغي له ألا يشيد بفكرة معينة ويتدخل إذا كانت الأفكار غير مناسبة وينتج  عنها خطورة.

3- في نهاية الجلسة: يعمل كقائد وموجة ويثني على جميع التلاميذ لوصولهم لإجماع الرأي، وتوضيح النقاط الجيدة والنقاط التي تحتاج إلى تحسين، ويقدر جهود القادة ويشجعهم ويمدح الجميع ليدفعهم إلى مرحلة التنفيذ.

ولهذا يعد مجلس الفصل من الأنشطة التي تعمل على تنمية العديد من المهارات الحياتية، واللغوية والشخصية والاجتماعية كالتحدث والاستماع، والإبداع والعمل في فريق، والتعاون وتحمل المسئولية، والثقة بالنفس، واتخاذ القرار، والإنجاز، والقيادة وغيرها من           المهارات الأخرى.

ثانيًا- نشاط المناقشات التوجيهية:

هي نشاط مقصود موجه يقوم به المعلم لتوجيه التلاميذ للوصول لعلاج مشكلة ملموسة من واقع حياتهم وتعتمد على القرار الفردي، وذلك بترك الفرصة لتعميق تفكير كل تلميذ على حدة من خلال فتح المجال للحوار والنقاش، ليتمكن كل تلميذ من اتخاذ قراره بنفسه، وتحقيق أهدافه والعمل على تنفيذها؛ وذلك لتعزيز التكيف مع الحياة اليومية وتحقيق التعلم والنمو الذاتي، والمحافظة على الصحة والسلامة وتشكيل المستقبل المهني للتلميذ، ويتم تنفيذه مرة واحدة في الأسبوع لمدة 45 دقيقة (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2020، 53).  

ويهدف نشاط المناقشات التوجيهية إلى مساعدة التلاميذ على تحديد أسباب المشكلات التي تواجههم، وكيفية تقديم الحلول المناسبة لها، وتكوين علاقات إيجابية مع زملائهم، وتكسبهم العديد من القيم والمهارات الحياتية كحل المشكلات، وصنع القرار، وإدارة الذات، الصمود، والإتقان (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2020، 54).

طرق التوجيه في نشاط المناقشة التوجيهية:

تتمثل خطوات المناقشة التوجيهية في أربع مراحل لكل مرحلة منها زمن محدد تتم فيه (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2020، 56):          

1-  مرحلة "يستوعب": تمثل أهم مرحلة ولا بد أن يستوعب التلاميذ وجود مشكلة ويدرك أهميتها ويقتنعوا بخطورة تأثيرها عليهم، وذلك من خلال عرض فيديو أـو مجموعة من الصور، أو تمثيل مسرحي، أو استبانة، وغيرها) ويراعى عند استخدام فيديوهات من أحد مواقع الإنترنت عدم عرض المشكلة والنتيجة معًا فيقتصر في البداية على الجزء الخاص بالمشكلة فقط، ليترك فرصة للتلاميذ للوصول للحل في مرحلة "يجد".

2- مرحلة "يبحث": يجعل المعلم التلاميذ يبحثون عن أسباب هذه المشكلة.

3- مرحلة "يجد": يتيح المعلم الفرصة للتلاميذ لتعميق تفكيرهم للوصول لحلول أكثر للمشكلة المطروحة بأنفسهم.

4- مرحلة "يقرر": يقوم فيها كل تلميذ باتخاذ قراره بشكل مستقل، دون إجبار من المعلم وإنما يقدم له المساعدة بشكل غير مباشر، وينفذه بنفسه من خلال منحه فترة زمنية تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، ويتمثل دور المعلم في هذه المرحلة في المرور بين التلاميذ ليتأكد من أن الجميع اتخذ القرار المناسب، ويترك فرصة للتلاميذ لعرض أهدافهم والاستماع لبعضهم فقد يمكنهم ذلك من تعديل أهدافهم بأنفسهم ويساعدهم على تنفيذها، ويقوم -أيضًا- بتوجيه التلاميذ وتقديم النصيحة لكل تلميذ حتى يتمكن من تحقيق الهدف ومتابعته والثناء عليهم.

ولكي يتم التحضير للمناقشة التوجيهية يقوم المعلم بعدة إجراءات قبل البدء في خطوات تنفيذ نشاط المناقشة (وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، 2020، 57):

1- تحديد الموضوع وتوضيح أهداف حصة المناقشة التوجيهية.

2- عرض الموضوع على التلاميذ بشكل مسبق من خلال عمل استقصاءات مسبقة كالاستبانة، أو استقصاءات المقابلات.

3- إعداد المواد وتحضيرها كعمل جدول أو رسم بياني، تحضير الأشياء كالصور والتسجيلات أو مقاطع الفيديو مع مراعاة عدم عرض المشكلة والنتيجة معًا في حالة الاستعانة بفيديوهات من الإنترنت.

4- التخطيط لتوقيت استخدام المواد.

5- إعداد بطاقات الأهداف الفردية

6- التخطيط لكيفية تنسيق السبورة.

ومن واقع ممارسة الباحثة لهذا النشاط مع التلاميذ في إحدى المدارس المصرية اليابانية لوحظ أن لهذا النشاط أثر ملموس في إثراء الأهداف الفردية لدى التلاميذ مما يدفعهم إلى تعديل سلوكياتهم، ويزيد إحساسهم بالثقة بأنفسهم والشعور بالإنجاز، كما أنه يتيح الفرصة للعصف الذهني الذي يولد المزيد من الأفكار والحلول من خلال استماع وفهم التلاميذ لأفكار            بعضهم البعض.

4- علاقة أنشطة التوكاتسو بالفهم الاستماعي الإبداعي وإسهامها في تطور المتعلمين:

يتم تدريس المواد الدراسية من خلال أساليب التعلم النشط المختلفة، وتعتمد فاعلية تلك الأساليب على مدى كفاءة المعلم ومهارته في إدارة وقت الحصة وتفاعله، وأنشطة التوكاتسو يجب أن تكون متكاملة مع المواد الدراسية؛ لأن ذلك ينعكس على شخصية الطالب بالإيجابية ويمكن لها أن تغرس القيم الإيجابية للطالب من خلال التعاون والعمل الجماعي                         (الهلالي الشربيني، 2018، 87).

عند تطوير خطة الدرس السنوية "للتوكابيتسو كاتسود" والخطة الدراسية يجب الانتباه إلى أن لكل نشاط وفاعلية مدرسية يجب أن تكون الخطط متأقلمة مع حاجات الصف والمدرسة والمراحل التطويرية  للطالب، يجب تشجيع النشاطات التي تحفز الطلاب والتي يقومون فيها بتنفيذ أفكارهم، إضافة لذلك يجب بذل الجهد لربط المحتويات بالمواد الأكاديمية والتربية الأخلاقية ونشاطات تعلم اللغات الأجنبية وفي حصص الدراسات الشاملة، بالإضافة مع العائلات والناس في المجتمع والاستفادة بشكل جيد من المنشآت التربوية الاجتماعية وغيرها (فاطمة محمد 2018، 160).

وفي ضوء أهمية التوكاتسو، وبناءً على ما تم عرضه في ضوء التغيرات الجذرية للمناهج الدراسية للمرحلة الابتدائية وإدراج قصص الاستماع ضمن مقررات اللغة العربية التي كانت مهملة في الفترة الماضية وتزامنًا مع رؤية التعليم 2030 وما تضمنته من مهارات حياتية وتمكين الطلاب من المهارات اللغوية، وبخبرة 4 سنوات للباحثة في تطبيق أنشطة التوكاتسو في إحدى المدارس اليابانية، حيث كان لحصة التوكاتسو أثر إيجابي عائد على التلاميذ في طريقة تفكيرهم ومهاراتهم الحوارية، وبالتالي اهتمت الباحثة بتطبيق تلك الأنشطة لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

ثانيًا-المحور الثاني- الفهم الاستماعي الإبداعي:     

1- مفهوم الفهم الاستماعي الإبداعي:

يذكر حسني عبد الباري (2003، 25) أن الاستماع بالمستوى الإبداعي "هو ممارسة مهارة الاستماع مع الإدراك للمثيرات المحفزة للتفكير الخيالي الموجود في المادة المستمع إليها".

وعرف محمد جهاد (2005، 25) الفهم الاستماعي الإبداعي بأنه "ذلك المستوى من الاستماع الذي يتيح صورة ذهنية تجعل الفرد أكثر قدرة على الخروج بأفكار مألوفة والإفادة من النص على نحو يتميز بالأصالة والجدة في الحياة العملية، وحل المشكلات وتقديم          الحلول البديلة".

ويذكر عبد الرحيم فتحي، وأماني حامد (2019، 47) أن الاستماع الإبداعي "حالة يمر بها الفرد أو مستوى من مستويات التفكير تتطلب منه ممارسة إستراتيجيات عقلية تعينه على الفهم والاستيعاب، وتقديم الاستجابات المطلوبة والمتنوعة في المواقف المختلفة".

وبالنظر للتعريفات السابقة يتبين أن أغلبها اتفق على أن الفهم الاستماعي الإبداعي عملية عقلية متداخلة قائمة على ما لدى المستمع من مخزون عقلي ببنيته المعرفية ويقوم بمزجها من خلال الأفكار الموجودة بالنص المستمع إليه لينتج بنية جديدة تتسم بالإبداع.  

2- أهمية الفهم الاستماعي الإبداعي في العملية التعليمية:

تتضح أهمية الفهم الاستماعي الإبداعي في العملية التعليمية فيما يلي:

-  يساعد التلميذ في المرحلة الابتدائية على تفسير النص الذي يستمع إليه؛ حيث يحدد الفكرة الرئيسة، والأفكار الفرعية لهذا النص، وكذلك يمكن الفهم الاستماعي تلميذ المرحلة الابتدائية من الاستجابة للنص من خلال التعليق عليه، والتفاعل معه؛ كما يساعده على نقد النص (علاء الدين حسين، 2015 ، 63).

-  يعد وسيلة من وسائل تنمية ثقافة الفرد وزيادة معرفته بوسائل الاتصال المختلفة، وذلك اعتمادًا على خبراته في الحياة وتكوين فكر جديد بناءً على معرفته السابقة (محمد إبراهيم، 2009، 131).

-  يمكن المتعلمين من تحليل القضايا والأفكار ونقدها؛ ببيان مميزاتها وعيوبها وإصدار الحكم عليها بموضوعية بعيدًا عن التحيز، كما أنه ينمي لديهم مهارات استيعاب بعض القيم والمبادئKelly) (2005, 185.

-  يساعد المتعلم على تعلم الكثير من المفردات والصيغ والقواعد اللغوية؛ ليكون حصيلته اللغوية والفكرية التي تساعده على بناء شخصيته، وصقلها بالخبرات والمعلومات التي تنمي الجوانب الفكرية والعلمية لديه؛ ولذلك ترتبط مهارات فهم المستمع إليه ارتباطًا وثيقًا بالتفكير. (Cheung, 2010, 123)

خلاصة لما سبق يمكن القول أن الفهم الاستماعي الإبداعي يعمل على توسيع مدارك التلاميذ وتنمية الأساليب اللغوية لديهم مما يكسبهم القدرة على التعبير، والطلاقة، والأصالة الفكرية والترابطية، ويزيد من قدرتهم على الاستيعاب للدروس في أثناء الشرح مما يعمل على زيادة قدرتهم على التحصيل الدراسي والتفوق والنجاح، وتتمثل أهداف تدريس الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ المرحلة الابتدائية في مجموعة من المهارات والقدرات التي يمكن إكسابها للتلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة وتبدأ بتسلسل هرمي متدرجة من السهل إلى الصعب ومن البسيط للمركب ومن العام إلى الخاص والتي يمكن تدريبهم عليها من خلال تطبيق برنامج البحث الحالي.

3- خصائص الفهم الاستماع الإبداعي:

يتسم الفهم الاستماع الإبداعي بعدة خصائص أجملها محمود هلال (2021، 5)             فيما يلي: فهم النص، والاهتمام بالنص، والتفاعل، والاستماع إلى النص كاملًا، والإبداع والنقد، والنظر إلى المتحدث، والإيجابية والتواصل، والعلاقة الطيبة.

4- خصائص نمو تلاميذ المرحلة الابتدائية ودور الفهم الاستماعي الإبداعي في          هذه المرحلة:

تعد هذه المرحلة بداية لبناء الشخصية ونمو القدرات الفكرية الإبداعية لهؤلاء التلاميذ وغرس أسس التعامل مع المجتمع الخارجي، ومن ثم يصبح تلاميذ هذه المرحلة بحاجة إلى دراسة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، ويقع تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في مرحلة الطفولة المتأخرة من مراحل النمو، وتتصف هذه المرحلة بعدة خصائص تبين مظاهر النمو عند هؤلاء التلاميذ وتظهر قدراتهم ومهاراتهم العقلية والانفعالية والاجتماعية واللغوية، تتعدد خصائص النمو لتلاميذ المرحلة الابتدائية وتشمل العقلية والاجتماعية والانفعالية واللغوية، ويتناول البحث الحالي الخصائص اللغوية والاجتماعية لارتباطهما بمتغيرات البحث فيما يلي:

1- النمو اللغوي:

يحتاج تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى تكون مفاهيم لغوية، حيث تعد الطلاقة اللغوية أساسا لبناء شخصيتهم وتكوين علاقات وروابط اجتماعية تعينهم على التعايش، فلا وجود للطلاقة دون وجود مخزون لفظي وافي، فهم بحاجة إلى إظهار قدراتهم الإبداعية والفكرية، فهم ليس على درجة واحدة من النضج اللغوي، فبعضهم يحاول التعبير عن أفكاره بألفاظ محدودة، وآخرون لا يستطيعون، فهناك تفاوت بين التلاميذ فكل تلميذ يحتاج إلى تطور لغته ليتمكن من فهم ما يقرأ ويعبر عما يريد (حسن جعفر، 2001، 181).

- مظاهر النمو اللغوي لهذه المرحلة:

- تزداد مفردات التلميذ ويزداد فهمه لها في هذه المرحلة، ويدرك التشابه والاختلاف القائم بين الكلمات ويدرك التماثل والتشابه اللغوي.

- يتقن الخبرات والمهارات اللغوية، مثل: مهارة طرح الأسئلة والإجابة عليها.

- يدرك المعاني المجردة.

- وفي هذه المرحلة تنمو لديه طلاقة التعبير والجدل المنطقي ويظهر الفهم والاستمتاع والتذوق المنطقي لما يقرأ ويسمع، ولرعاية هذا الجانب يجب الاهتمام بشيئين أولهما: الاهتمام بالقصص وفهمها وتلخيصها، والتدريب اللغوي السليم والعناية بالفصحي، وثانيهما: الاهتمام بالقراءة الابتكارية التي تتضمن التعمق في النص، والتوصل إلى علاقات جديدة، وإضافة فكر جديد وعناوين مختلفة لما يقرأ أو يسمع، أو كتابة عدة نهايات لقصة غير مكتملة أو كتابة عدة حلول لإحدى المشكلات (حامد عبد السلام، 2005، 244).

ومن خلال تعرُّف مظاهر النمو اللغوي التي يتصف بها تلاميذ هذه المرحلة اتضح أن تلاميذ هذه المرحلة بإمكانهم التفاعل مع النصوص المستمع إليها واستيعابها، وتصنيفها، وتحليلها، وتقويمها، وتفسيرها، وتكوين روابط بين أفكارها ومعالجتها ذهنيًا للخروج ببنية جديدة، ومن خلال اندماجهم مع أقرانهم في مجموعات العمل، وبالتالي تنمو لديهم مهارات التواصل الفعال وتوليد الأفكار وازدياد الحصيلة اللغوية، وبذلك أصبح تدريب هؤلاء التلاميذ على مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي ضرورة  مهمة لا غنى عنها.

2- النمو الاجتماعي:

يتوقف سلوك التلاميذ الاجتماعي على نوعية شخصيتهم، وتعد هذه المرحلة مرحلة تكوين الصداقات حيث ينخرط فيها التلميذ مع الجماعة، ويحل فيها اللعب الجماعي محل اللعب الفردي ويكتسب التلاميذ فيها الكثير من أنفسهم وتتسع دائرة اتصالهم الاجتماعي وتنمو لديهم المهارات التعاونية والاجتماعية (عصام نور، 2015، 12).

مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة:

تتعدد مظاهر النمو الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، ومن أهمها:                   (عصام نور، 2015، 113)

- السعي نحو الاستقلالية والاعتماد على الذات، تتسع دائرة ميوله واتجاهاته واهتماماته.

- نمو الضمير ومفاهيم الصدق والأمانة لديه، نمو الوعي الاجتماعي والمهارات الاجتماعية.

- اضطراب السلوك بسبب الصراعات وحدة المعاملة من الكبار.

وتذكر منتهى صبري (2019، 27) أن التعلم هو السبيل للحصول على المعرفة، ومن الممكن أن يكون مصدره داخليًا عقليًا، وقد يكون سببه البيئة وانخراط الفرد مع الآخرين وتفاعله معهم، وذلك يرتبط ارتباطا وثيقا لبناء المعرفة من خلال التفكير وإعمال العقل في جو يسوده التفاعل الاجتماعي.

ومن هنا يأتي دور الفهم الاستماعي الإبداعي من خلال التفاعل مع النصوص المستمع إليها وإتاحة الفرصة للتلاميذ لممارسة مهارات التفكير الإبداعي والأنشطة الإبداعية مع أقرانهم داخل الصف، وتوسيع نطاق فكرهم الوجداني والتعبير عن مشاعرهم بطلاقة وحرية، وتنمية اتجاهاتهم وميولهم الإيجابية؛ لذا توجب على المهتمين بتطوير العملية التعليمية الأخذ في الاعتبار أن تشتمل مناهج تلاميذ المرحلة الابتدائية على الموضوعات التي تنمى لديهم مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي وتدريبهم عليها وإتقانهم لها حيث إنهم بحاجة إليها للتعايش مع متطلبات الحياة.

5- مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي:

وقد أجمع الباحثون والدارسون على أن مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي تتمثل في: الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع، وهناك من يضيف الحساسية للمشكلات، واقتصر البحث الحالي على الأربع مهارات الأكثر شيوعًا منها كما حددتهم دراسة مرزوق مطلق (2013)، وعايد عيد (2014) في الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع، وذلك بهدف تدريب تلاميذ الصف الرابع الابتدائي على كيفية الوصول إلى حلول إبداعية لمواقف الحياة المختلفة وفق سلسلة من الخطوات المتتابعة.

 أولًا- الطلاقة: تعرف بأنها "قدرة الفرد على استدعاء المعلومات المخزونة لديه كلما احتاج إليها" (محمد حمد، 2007، 52-53).

 ثانيًا-المرونة: يقصد بها قدرة التلميذ المبدع على التفكير السريع في كلمات ذات علاقة مباشرة بموقف معين أو قدرة التلميذ المبدع على التنويع في الأفكار والتغيير حسب مقتضيات الموقف، وتقديم العديد من المقترحات (صبحي حمدان، 2012، 175).

ثالثًا- الأصالة: يقصد بها قدرة التلميذ على تجديد الأفكار وطرح أفكار جديدة فكلما كانت الأفكار إبداعية، وذات قيمة، وتتصف بالجدية كانت أكثر أصالة؛ لذا فالأصالة تعني الانفراد في الإبداع (صبحي حمدان، 2012، 175).

رابعًا- التوسع أو التفاصيل:

تتمثل في قدرة التلميذ على تقديم إضافات أو زيادات أو تفاصيل جديدة للأفكار المعطاة وتتضمن الوصول إلى افتراضات تكميلية، وتستخدم هذه المهارة من أجل تعميق وتكامل الفكرة (عدنان يوسف، عبد الناصر ذياب، موفق بشارة، 2009، 144)، أو ما يسمى بالإفاضة       (سعيد عبد العزيز، 2009، 92)

خامسًا- حل المشكلات:

تتمثل في القدرة على إدراك ما لا يدركه الآخرون في المواقف من مشكلات ونقاط ضعف (مصطفى نمر، 2013، 94).

إجراءات البحث:

 أولًا- أدوات البحث ومواده:

1- إعداد قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي:

تم إعداد قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسب لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي لتحقيق هدف البحث تم إعداد قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي بحيث تتناسب مع تلاميذ الصف الرابع الابتدائي، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1- تحديد الهدف من قائمة: تمثل الهدف من إعداد القائمة في تحديد مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي، والتي استهدف البحث الحالي تنميتها.

2- مصادر إعداد قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي:

- قام الباحثون بالاطلاع على الأدبيات التربوية والدراسات السابقة التي تناولت مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي وتم الاقتباس منها بعض المهارات مع إعادة صياغتها بما يتناسب مع تلاميذ المرحلة الابتدائية، ومن هذه الدراسات: دراسة أشجان حامد (2009)، ودراسة مرزوق مطلق (2013)، ودراسة نور إبراهيم، ونصر حمدان (2013)، عايد عيد (2014)، ودراسة عواد خلف (2015)، ودراسة عبد الرحيم فتحي، وأماني حامد (2019)، ودراسة خلف عبد المعطي (2020)، ودراسة سالي عبد المؤمن (2020)، ودراسة نعيمة صابر، معاطي محمد، محمود جلال الدين (2020).  

- آراء المختصين في مجال المناهج وطرق التدريس.

- آراء معلمي اللغة العربية.

3- قائمة  مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في صورتها الأولية:

في ضوء المصادر السابقة تم إعداد قائمة مبدئية بمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي؛ وذلك لعرضها على المحكمين لإبداء آرائهم فيها، وإجراء التعديلات اللازمة في ضوء مقترحاتهم وآرائهم وذلك من حيث مدى ملاءمة كل مهارة أدائية مع المهارة الرئيسة المنبثقة منها، ومدى مناسبة كل مهارة أدائية من مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي، ومدى سلامة الصياغة العلمية واللغوية لكل مهارة أدائية وإضافة أو تعديل أو حذف ما يرونه ضروريًا لضبط القائمة.

4- تحكيم قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي : تم عرض القائمة في صورتها الأولية على (28) محكمًا من المختصين في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وبعض معلميها؛ وذلك بهدف التوصل إلى القائمة في شكلها النهائي والأخذ بآرائهم فيما يتعلق بالتعديل والحذف والإضافة.

5- تعديل القائمة وفقًا لنتائج التحكيم: بعد عرض القائمة على المحكمين، تم حساب الأوزان النسبية لنسب اتفاقهم على المهارات الرئيسة والأدائية بالقائمة، وذلك من خلال معادلة (Cooper): (فؤاد البهي السيد، 2006، 448).

وقد اتفق المحكمون على المهارات الرئيسة (الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع) دون تعديل أو حذف، أما المهارات الأدائية فقد تم تعديل بعضها وحذف التي لم تصل نسبة الاتفاق عليها إلى85%، والتي لم تنتم للمهارة الرئيسة وغير مناسبة لمستوى التلاميذ.

6- قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في صورتها النهائية: بعد تعديل عبارات القائمة وفقًا لآراء المحكمين بالحذف والتعديل، أصبحت القائمة في صورتها النهائية تحتوي على أربع مهارات رئيسة، وهي: الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتوسع، و(22) مهارة أدائية والجدول التالي يوضح وصف القائمة في صورتها النهائية.

جدول 1

الأوزان النسبية لمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في الصورة النهائية للقائمة.

المهارة الرئيسة

مجموع  المهارات الأدائية

النسب من العدد الكلي

طلاقة

6

27.3%

مرونة

5

22.7%

أصالة

5

22.7%

توسع

6

27.3%

المجموع

22

100%

وبذلك تمت الإجابة عن السؤال الأول من أسئلة البحث ونصه: ما مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟

2- البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي:

تم الاطلاع على الأدبيات التربوية التي تناولت إعداد البرامج وتصميمها كدراسة نور إبراهيم (2013)، ودراسة إبراهيم السيد وأحمد توفيق (2020)، ودراسة خلف عبد المعطي (2020)، ودراسة رندة فاروق (2022)، ووفقا لها وفي ضوء قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وخصائص تلاميذ المرحلة تم إعداد البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي والذي يتضمن: كتاب التلميذ ودليل المعلم، ويتم توضيح إجراءات بنائهما كما يلي:

1- إعداد كتاب التلميذ في صورته الأولية:

تم إعداد كتاب للتلميذ في ضوء خطوات أنشطة التوكاتسو، بهدف تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي، حيث يحتوي كتاب التلميذ على قسمين أولهما "نظري، والآخر: "تطبيقي، حيث تكونت موضوعاته من (8) نصوص تعلمية متمثلة في (محوران) وكل محور يحتوي على موضوعين من خارج منهج اللغة العربية المقرر على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي ومجموعة من الأنشطة، وتم معالجتها وفقًا لأنشطة التوكاتسو؛ بهدف تنمية المهارات المحددة بالبحث الحالي.

2- عرض كتاب التلميذ في صورته الأولية على المحكمين:

 تم عرض كتاب التلميذ في صورته الأولية على مجموعة من المحكمين المختصين في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وبلغ عددهم (21) محكمًا؛ لضبطه والوقوف على تعديلاتهم وآرائهم وتوضيحاتهم من تعديل أو حذف  وفق ما يرونه مناسبًا للمحتوى لتحقيق أهدافه.

3- كتاب التلميذ في صورته النهائية:

 بناء على آراء المحكمين تم إجراء التعديلات، وبالتالي أصبح كتاب التلميذ في صورته النهائية مشتملًا على: المقدمة، والأهداف العامة والخاصة للمحتوى، وتوجيهات وإرشادات عامة للتلاميذ، الموضوعات وعددها(8)، وقد تضمن كل نص من النصوص: عنوان النص، الأهداف الإجرائية، الاستماع إلى النص، الأنشطة والمهام التعليمية، التقويم، الواجب المنزلي.

2- دليل المعلم لاستخدام البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو:

يعد دليل المعلم بمثابة مصدر استنارة للمعلم في كيفية تدريس موضوعات البرنامج بما يتناسب مع أنشطة التوكاتسو؛ لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في ضوء               الخطوات التالية:

1- تم إعداد دليل المعلم في ضوء الصورة النهائية لقائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي.

2- الاطلاع على الأدبيات والدراسات التربوية التي تناولت مواد البحث الخاصة ببناء دليل المعلم في الفهم الاستماعي الإبداعي ومنها دراسة كل من: عايد عيد (2014)، عواد خلف (2015)، سالي عبد المؤمن (2020)، كما تم الاطلاع على دليل المعلم الخاص بتطبيق أنشطة التوكاتسو (2020) لمعرفة خطوات تنفيذ أنشطة التوكاتسو والإفادة منها في تصميم دليل المعلم للاستعانة به في تدريس موضوعات البرنامج، كما تم توظيف الخبرات العملية للباحثة من خلال عملها في إحدى المدارس التي تطبق أنشطة التوكاتسو لتفادي بعض العقبات التي واجهتها في أثناء التطبيق عند تصميم الدليل.

3- عند إعداد دليل المعلم تم الإفادة من الإطار النظري الذي  تم إعداده في البحث الحالي والذي تضمن أنشطة التوكاتسو، مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي وما تضمنته تلك المحاور من أدبيات ودراسات.

4-    في ضوء ما سبق تم إعداد الدليل وفق ما يلي:

‌أ- إعداد دليل المعلم في صورته الأولية:

واشتمل الدليل في صورته الأولية على: مقدمة، وأهداف الدليل وأهميته، وفلسفة الدليل، ومصطلحات ومفاهيم أساسية، توجيهات للمعلم للتدريس وفق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، وخطوات تدريس البرنامج، والوسائل والأدوات والأنشطة التعليمية، والخطة الزمنية لتدريس النصوص، وأساليب التقويم المتبعة.

ب‌- عرض دليل المعلم في صورته الأولية على المحكمين:

تم عرض دليل المعلم في صورته الأولية على المحكمين المختصين في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وموجهي اللغة العربية ومدربي أنشطة التوكاتسو، حيث بلغ عددهم (23) محكمًا؛ وذلك لضبطه والتأكد من صدقه وإبداء آرائهم.

ج‌-      دليل المعلم في صورته النهائية:

 تم حصر آراء ومقترحات المحكمين في البنود التالية: إعادة النظر في صياغة الأهداف التعليمية، ومنهم من أشار بوضع الصور التي يتم استخدامها بمرحلة يستوعب كما تم وضعها بكتاب المعلم، ومن ثم أصبح دليل المعلم في صورته النهائية.

3- اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ المرحلة الابتدائية:

تم إعداد اختبارًا تحصيليًا يقيس مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في إطار عدد من المؤشرات السلوكية التي تم تحديدها واعتمادها في بناء الاختبار، وقد مر بناء الاختبار بالخطوات التالية:

1-      تحديد الهدف من الاختبار: يهدف هذا الاختبار إلى قياس فاعلية البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المحددة بالبحث لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.

2-      مصادر بناء اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي: اعتمدت الباحث في بناء الاختبار على عدة مصادر، منها:

3- قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية التي تم           التوصل إليها.

4- بعض اختبارات الفهم الاستماعي الإبداعي التي وردت في الدراسات السابقة كدراسة أشجان حامد (2009)، ودراسة نور إبراهيم (2013)، ودراسة عايد عيد (2014)، ودراسة عواد خلف (2015)، ودراسة سالي عبد المؤمن (2020).

3-      إعداد جدول مواصفات أسئلة اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي: تم عمل جدول مواصفات للاختبار، روعي في إعداده الوزن النسبي للمهارات الرئيسة التي يقيسها؛ وذلك لتحديد عدد الأسئلة المتضمنة في الاختبار وأرقامها، واشتمل الاختبار على (23) سؤالًا موزعة على نصين للاختبار ككل، وتمت صياغة أسئلة الاختبار في صورة أسئلة مقالية.

4- صياغة تعليمات اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي: وقد انقسمت إلى تعليمات خاصة بالتلاميذ الذين يطبق عليهم الاختبار، وتعليمات خاصة بالمعلم القائم بتطبيق الاختبار.

وقد روعي في صياغة تعليمات الاختبار السهولة والوضوح وتحديد المطلوب من التلميذ بدقة وتحديد طريقة الإجابة عن الأسئلة، وقد تم صياغة التعليمات الخاصة بالتلاميذ متمثلة في توجيه التلاميذ إلى التعليمات التي يجب اتباعها عند الإجابة عن الاختبار.

5- تحكيم اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي: بعد القيام بالخطوات السابقة أصبح اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي في صورته الأولية، وتم عرضه على مجموعة من المحكمين المختصين في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وبلغ عددهم (29) محكمًا؛ للحكم على مدى صلاحية الاختبار للتطبيق في الميدان ومعرفة رأيهم.

وقد عبر المحكمون عن آرائهم في الاختبار، وأشاروا بمناسبة الاختبار، كما أشار بعض المحكمين إلى التعديل وإعادة صياغة بعض الأسئلة، وأقر بعضهم بتصميم مقياس لتقدير مستوى الأداء لمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي بدلًا من مفتاح التصحيح؛ ليكون تقدير استجابات التلاميذ صحيح ودقيق، وكما أشار بعضهم -أيضًا- بحذف الإجابات المقترحة التي تم وضعها في الصورة الأولية للاختبار، وقد تم إجراء التعديلات التي أشاروا إليه، ومن ثم أصبح اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي جاهزًا للتطبيق على العينة الاستطلاعية.

5- مقياس مستوى الأداء المتدرج Rubric)) في مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي:

  لتحقيق أغراض البحث الحالي تم إعداد مقياسًا لتقدير مستوى الأداء في مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ الصف الرابع فيما يلي:

6-      الهدف من مقياس تقدير مستوى الأداء:

هدف المقياس إلى وصف مستويات أداء تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، ومن ثم تقدير أداء كل تلميذ في مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في ضوء هذه المستويات.

- توصيف مستويات تقدير أداء كل تلميذ في كل مهارة أدائية:

تم تحديد أسلوب تسجيل القياس وفقًا لمستويات الأداء (ممتاز- جيد جدًا- جيد- مقبول- ضعيف)، حيث تأخذ هذه المستويات الدرجات التالية بالترتيب (5، 4، 3، 2، 1)، كما تم -أيضًا- إعداد استمارة تسجيل للمقياس، بحيث يسجل فيها المطبق أو القائم بالاختبار التقدير بالدرجة أو العلامة التي تشير إلى مستوى أداء التلميذ على كل مهارة، وذلك في المكان المخصص للتقدير وفقًا للمستويات الخمس.

- تحكيم مقياس تقدير مستوى الأداء (صدق المقياس):

تم عرض المقياس في صورته الأولية على مجموعة من المحكمين؛ وذلك للحكم على المهارات الأدائية للمقياس، ومدى قدرتها على ملاحظة أداء التلاميذ في اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي؛ وكذلك إبداء الرأي حوله.

- الصورة النهائية لمقياس تقدير مستوى الأداء:

تم إجراء التعديلات التي أشار إليها المحكمون؛ حيث تم تعديل صياغة التوصيفات الخاصة بالمقياس من (ممتاز- جيد جدًا- جيد- مقبول- ضعيف) إلى (يفوق التوقعات- يلبي التوقعات- يلبي التوقعات أحيانًا- يلبي التوقعات نادرًا- أقل من المتوقع)؛ لأن ذلك يتماشى مع التقييم الحديث للصف الرابع الابتدائي، وأكثر مناسبة للإبداع، ومن ثم أصبح المقياس في صورته النهائية، وقد تم تصميم استمارة لتسجيل درجاته.

التجربة الاستطلاعية: بعد إجراء التعديلات على اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي تم تطبيقه على مجموعة استطلاعية غير مجموعة البحث من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بمدرسة جمال عبد الناصر الرسمية للغات التابعة لإدارة ديروط التعليمية، وبلغ عددهم (40) تلميذًا وتلميذةً؛ وذلك في الفترة من يوم الأربعاء الموافق 9/11/2022م، وتم رصد النتائج؛ وذلك لحساب صدق وثبات الاختبار، وزمن تطبيقه، ومعامل السهولة والصعوبة له.

تصحيح الاختبار: تم تصحيح الاختبار بعد إجابة تلاميذ المجموعة الاستطلاعية على فقراته، حيث بلغ مجموع الدرجات (115) درجة، وبالتالي تكون الدرجة التي حصل عليها التلميذ محصورة بين (23- 115) درجة، وقد قام الباحثون بتحليل نتائج إجابات التلاميذ على أسئلة الاختبار؛ وذلك بهدف: تعرف صدق الاختبار، وحساب معامل الثبات، وتحديد زمن الاختبار، وحساب معاملات الصعوبة والسهولة، والتمييز لأسئلة الاختبار.

- صدق الاختبار Validity:

‌أ- الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity:

تم التأكد من أن مفردات الاختبار صادقة بعد العرض على المحكمين المختصين في مجال المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وبعض موجهي ومعلمي اللغة العربية الذين بلغ عددهم (28) محكمًا، وتم إجراء التعديلات اللازمة بناءً على آرائهم وملاحظاتهم.

‌ب- صدق المقارنة الطرفية:

وتم حسابه عن طريق حساب دلالة الفرق بين الإرباعي الأعلى والإرباعي الأدنى لدرجات مجموعة البحث على المحك (أعلى 25% وأقل 25%)، وتم حساب دلالة الفرق بين الإرباعي الأعلى والأدنى عن طريق حساب اختبار "z" مان ويتني لدلالة الفرق بين رتب متوسطي درجات مجموعة البحث في المجموعتين العليا والدنيا، وتبين أن قيمةz  دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما يؤكد ارتفاع صدق المقارنة الطرفية لاختبار الفهم الاستماعي الإبداعي.

‌ج- حساب معامل الثبات  Reliability للاختبار :

1- طريقة ماكدونالدز أوميجا McDonald's Omega Method:

تم حساب معامل الثبات لاختبار الفهم الاستماعي الإبداعي، واستخدم معادلة McDonald's Omega وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبارات في حالة عدم توافر شروط معادلة ألفا كرونباك، حيث تراوحت قيمة الثبات ما بين                       (0.878 و0.902). دالة عند مستوى دلالة 0.01.

2- طريقة إعادة التطبيق:

تم استخدام طريقة إعادة التطبيق لحساب ثبات الاختبار بعد تطبيقه على العينة الاستطلاعية، باستخدام معادلة بيرسون وتراوح معامل الثبات بين (0.765 و0.772) وهي دالة عند مستوى0.01 مما يدل على ارتفاع ارتفاع معاملات الثبات لأبعاد ومجموع مقياس مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي وصلاحيته للتطبيق.

الاتساق الداخلي:

وللتأكد من اتساق الاختبار داخليًا تم حساب معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة من عبارات الاختبار ودرجة كل بعد ودرجة الاختبار الكلية بعد تطبيقه على العينة الاستطلاعية، وتراوحت معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات المقياس ودرجة المقياس الكلية بين (0.625 و0.920)، ويتضح من ذلك أن عبارات المقياس كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01؛ مما يدل على صدق الاتساق الداخلي للاختبار

3- زمن الاختبار:

لتحديد الزمن المناسب للإجابة على أسئلة الاختبار، تم بحساب متوسط الزمن باستخدام معادلة الزمن، عن طريق حساب مجموع الأزمنة ÷ عدد التلاميذ، وتم إضافة خمس دقائق لقراءة تعليمات الاختبار، ووجد أنه يساوي (80) دقيقة.

4-      حساب معاملات السهولة والتمييز لاختبار الفهم الاستماعي الإبداعي:

لتعرف معاملات السهولة والصعوبة والتمييز لأسئلة الاختبار تم تطبيق الاختبار على المجموعة الاستطلاعية وعددها (40) تلميذًا وتلميذةً، ثم بحساب معاملات الصعوبة والتمييز والسهولة لكل سؤال من أسئلة الاختبار، واتضح أن قيم معاملات السهولة تراوحت بين   (0.412 و0.706)، ومعاملات الصعوبة تراوحت بين (0.294 و0.588)، وهذا يدل على أن أسئلة الاختبار كانت متدرجة بين السهولة والصعوبة، وقيم معاملات التمييز تراوحت بين (0.208 و0.249)، وهي معاملات مقبولة تؤكد تمييز الاختبار.

5-      الصورة النهائية لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي:

بعد إجراء التعديلات المناسبة للاختبار في ضوء آراء المحكمين وملاحظاتهم ونتائج التجربة الاستطلاعية، والتأكد من صدقه وثباته، وحساب معامل السهولة والصعوبة لفقراته أصبح الاختبار في صورته النهائية جاهزًا للتطبيق الفعلي على مجموعة البحث.

 ثانيًا- تجربة البحث:

- اختيار مجموعة البحث: بعد الانتهاء من إعداد أدوات البحث ومواده، والحصول على الموافقات الإدارية اللازمة للتطبيق الميداني، قامت الباحثة بنفسها بتطبيق البرنامج على مجموعة البحث من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بمدرسة رفاعة الطهطاوي الرسمية للغات، والتابعة لإدارة ديروط التعليمية بمحافظة أسيوط، ولضبط الظروف التجريبية التزمت الباحثة بإجراءات التنفيذ وفق ما خطط لها، واتخذت الخطوات التالية للتنفيذ وهي:

- التطبيق القبلي لأداة القياس اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي على مجموعة البحث، وذلك في الفترة من يوم الثلاثاء الموافق 15/11/2022م، وتم تقدير أداء وفق مقياس تقدير الأداء، وتصحيح إجاباتهم في اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي ورصد نتائج الاختبار، وعقب الانتهاء من التطبيق القبلي لاختبار الفهم الاستماعي الإبداعي بدأت الباحثة بتدريس موضوعات البرنامج لتلاميذ الصف الرابع (مجموعة البحث) وفق خطوات بعض أنشطة التوكاتسو؛ بهدف تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المحددة بالبحث، وذلك في الفترة من يوم الخميس الموافق 17/ 11/ 2022م، وحتى يوم الإثنين الموافق  19/ 12/ 2022م، وبعد الانتهاء من تدريس الموضوعات تم التطبيق البعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي (مجموعة البحث)، وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 20/ 12/ 2022م حتى تتم المقارنة بين نتائج الطلاب في التطبيقين القبلي والبعدي وتم تصحيح الأوراق ورصد النتائج في جداول تمهيدًا للمعالجات الإحصائية المناسبة من خلال البرنامج الإحصائي في تحليل البيانات.

نتائج البحث وتفسيرها:

أولًا- للإجابة عن السؤال الأول الذي ينص على: "ما مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي"؟  تم اتباع الإجراءات التالية:

تم إعداد قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في صورتها الأولية، وتم عرض القائمة على المحكمين للتأكد من الصحة العلمية لبنود القائمة ومدى مناسبتها للتلاميذ ومدى مناسبة المهارات الرئيسة  مع المهارات الفرعية، والتعديل، والحذف، والصياغة اللغوية، وتم إجراء التعديلات التي أشار إليها المحكمون، ومن ثم تم التوصل للصورة النهائية لقائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، حيث اشتملت على (4) مهارات رئيسة، و(22) مهارة فرعية.

ثانيًا- للإجابة عن السؤال الثاني الذي ينص على: "ما البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو وفق لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي"؟  تم اتباع الخطوات التالية:

الاطلاع على الأدبيات التربوية التي تناولت إعداد البرامج وتصميمها، ووفقا لها وفي ضوء قائمة مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وخصائص تلاميذ المرحلة، والخبرة  العملية للباحثة في تطبيق أنشطة التوكاتسو في أحد المدارس المصرية اليابانية، تم إعداد البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، والذي يحتاج إلى إعداد كتاب التلميذ ودليل المعلم، ثم عرض البرنامج على مجموعة من المحكمين لإبداء آرائهم وإجراء التعديلات اللازمة وفق وجهة نظرهم الخاصة، ومن ثم تم التوصل إلى الصورة النهائية للبرنامج.

ثالثًا- للإجابة عن السؤال الثالث من أسئلة البحث ونصهما: "ما فاعلية البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو في تنمية مهارات الفهم الاستماعي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي"؟      تم اتباع الخطوات التالية:

تم التوصل للصورة النهائية لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وتم تحديد مجموعة البحث، وتطبيق الاختبار القبلي والبعدي، ثم رصد النتائج  لإجراء المعاملات الإحصائية اللازمة من خلال حساب المتوسط الحسابي، والإنحراف المعياري، وقيمة ت ودلالتها لدرجات أفراد مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي وفيما يلي عرض النتائج كالتالي:

للتحقق من صحة الفرض الذي ينص على أنه "يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي" تم استخدام اختبار T للعينات البارامترية للأزواج المستقلة من خلال البرنامج الإحصائي               Spss V23، وجدول (2) يوضح ذلك.

جدول 2

نتائج اختبار "ت" لدلالة الفرق بين متوسطي درجات

المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي

المهارة

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة "ت"

الدلالة الإحصائية Sig.

مربع إيتا

الطلاقة

قبلي

37

10.38

4.17

9.31

دال عند 0.01

0.707

بعدي

37

20.62

7.03

المرونة

قبلي

37

5.89

2.64

10.21

دال عند 0.01

0.743

بعدي

37

14.00

5.03

الأصالة

قبلي

37

4.24

2.84

9.35

دال عند 0.01

0.708

بعدي

37

13.73

6.47

التوسع" التفاصيل"

قبلي

37

5.49

2.87

11.31

دال عند 0.01

0.780

بعدي

37

15.43

6.63

يتضح من جدول (2) ما يلي:

بالنسبة لمهارة الطلاقة يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة الطلاقة لصالح التطبيق البعدي، حيث بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي (10.38) في حين بلغ  متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي للمهارة نفسها (20.62)، وكان متوسط الفرق بينهما (10.24)، كما بلغت قيمة "ت" (9.31) وهي قيمة دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وبلغ حجم الأثر (0.707)، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة الطلاقة لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

بالنسبة لمهارة المرونة يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة المرونة لصالح التطبيق البعدي، حيث بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي (5.89) في حين بلغ  متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي للمهارة نفسها (14.00)، وكان متوسط الفرق بينهما (8.11)، كما بلغت قيمة "ت" (10.21) وهي قيمة دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وبلغ حجم الأثر (0.743)، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة المرونة لدى مجموعة البحث يرجع للبرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو.

بالنسبة لمهارة الأصالة يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة الأصالة لصالح التطبيق البعدي، حيث بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي (4.24) في حين بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي للمهارة نفسها (13.73)، وكان متوسط الفرق بينهما (9.49)، كما بلغت قيمة "ت" (9.35) وهي قيمة دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وبلغ حجم الأثر (0.708)، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة الأصالة لدى المجموعة التجريبية يعزى لأثر البرنامج.

بالنسبة لمهارة التوسع "التفاصيل" يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة التوسع "التفاصيل" لصالح التطبيق البعدي، حيث بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي (5.49) في حين بلغ متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي للمهارة نفسها (15.43)، وكان متوسط الفرق بينهما (9.94)، كما بلغت قيمة "ت" (11.31) وهي قيمة دالة عند مستوى دلالة (0.01)، وبلغ حجم الأثر (0.780)، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة التوسع "التفاصيل" لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو.

ومن خلال ما تم عرضه من نتائج لاختبار الفهم الاستماعي الإبداعي، يتضح وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية لمجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لصالح متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي وذلك عند مستوى دلالة 0.01. تعزي لأثر البرنامج، حيث يتراوح حجم الأثر لأبعاد اختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي بين 0.707 و0.780 وهي قيم كبيرة تؤكد فاعلية البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الفهم               الاستماعي الإبداعي.

ويمكن تفسير النتائج السابقة كالآتي:

أظهرت نتائج الاختبار وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بالنسبة لمهارة الطلاقة بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة الطلاقة لصالح التطبيق البعدي، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة الطلاقة لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، ويمكن تفسير ذلك بأن التلاميذ اكتسبوا العديد من المرادفات، والجموع المختلفة، والأضداد، والعديد من الأفكار الرئيسة والفرعية، وأيضًا العديد من الصفات المتناسبة للأحداث والمواقف من خلال استيعابهم للنص المستمع إليه بشكل جيد، وذلك يرجع إلى تدرج خطوات أنشطة التوكاتسو التي تجعل التلميذ محور العملية التعليمية، فلم يعد متلقيًا للمعلومة، بل إن هذه الأنشطة أتاحت الفرصة لجميع التلاميذ للمشاركة في الحوار، والتفاعل النشط والاستفادة من آراء زملائهم، وذلك أثبت وجود علاقة وثيقة بين أنشطة التوكاتسو ومهارات الفهم الاستماعي الإبداعي؛ حيث إن ممارسة هذه الأنشطة تتيح الفرصة للتلاميذ للإبداع والابتكار الذي يولد نتاجًا فكريًا جديدًا من خلال فهمهم للنص المستمع إليه والعناوين والموضوعات المقترحة، و تواصلهم معًا لتقديم حلول مقترحة للمشكلات المطروحة سواء من زملائهم أو من القائد أو من معلميهم لما يدور بينهم في أثناء جلسات الحوار سواء في "مجلس الفصل" كما في مرحلة "يقترح"، ومرحلة "يقارن" أو في نشاط "المناقشات التوجيهية" في مرحلة" يستوعب"، ومرحلة "يبحث"، ومرحلة "يجد"، والتي تعمل على تكوين حصيلة لغوية من المعاني والمفردات التي تجعلهم قادرين على تكوين جمل تامة وسياقات جديدة تنمي لديهم الطلاقة الفكرية وحرية التعبير، وبالتالي حرص الباحثون على تنوع الأنشطة المعدة في كتاب التلميذ ودليل المعلم، وحث التلاميذ على المزيد من الإجابات المتعددة للأسئلة المطروحة، والتي تم إعدادها من             قبل الباحثون.

كما تبين وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بالنسبة لمهارة المرونة بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة المرونة لصالح التطبيق البعدي، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة المرونة لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، وقد يرجع ذلك لأثر التهيئة الذهنية التي سبقت عملية الاستماع في مرحلة "يستوعب"، والتي ساعدت على إثارة التفكير وإعمال العقل لربط المضامين والأفكار ببعضها، وهذا ما دعت إليه دراسة نور إبراهيم (2013)، وبالتالي حرص الباحثون على تقديم الأنشطة بطرق مختلفة لإتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية وبصورة مناسبة للعمل على تهيئة التلاميذ للموضوع بشكل جذاب من خلال إثراء الموضوعات بالعديد من الصور والفيديوهات، وتقديم العرض التمثيلي، وطرح بعض التساؤلات في مرحلة "يستوعب" قبل الاستماع للنص، وذلك لاستيعابهم للمشكلة المتضمنة بالنص والتوصل لأسباب حدوثها من خلال مرحلة "يبحث" وإيجاد الحلول المناسبة لها في مرحلة "يجد"، كما قام الباحثون في أثناء تطبيق خطوات النشاط بتشجيع التلاميذ بصفة مستمرة على استنتاج العديد من العناوين المقترحة والمتنوعة، واستخدام المرادفات والأضداد في سياقات متنوعة وتوجيههم للتفكير في كيفية صياغة مقدمات أخرى مناسبة للنصوص التي استمعوا إليها.

وفيما يتعلق بمهارة الأصالة فقد أسفرت نتائج الاختبار عن وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بالنسبة لمهارة الأصالة بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة الأصالة لصالح التطبيق البعدي، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الجانب الأدائي لمهارة الأصالة لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، وقد يعزى تحسن أداء التلاميذ في مهارة الأصالة إلى إثارة أذهان التلاميذ في أثناء تطبيق خطوات النشاط لحل الأنشطة المتنوعة وتدريبهم المستمر على تغيير حركات الحروف لتكوين كلمات ذات معنى جديد، وإثارة أذهانهم لاستنتاج أفكار غير مألوفة كما في مرحلة "يبحث"، وإعادة صياغة  النص المستمع إليه بأسلوب جديد، واقتراح نهايات مختلفة للقصص التي استمعوا إليها، وذلك بتطبيق مراحل خطوات أنشطة التوكاتسو؛ مما أسهم في تنمية مهارة الأصالة لديهم.

وأظهرت نتائج الاختبار وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بالنسبة لمهارة التوسع "التفاصيل" بين متوسطي مجموع درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارة التوسع "التفاصيل "لصالح التطبيق البعدي، وهذا يشير إلى أن هناك تحسنًا واضحًا في الجانب الأدائي لمهارة التوسع "التفاصيل" لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو، وقد يرجع تحسن أداء التلاميذ في مهارة التوسع "التفاصيل" إلى تدريب التلاميذ على كيفية إثراء النص بمعلومات جديدة، وإثارة قدراتهم الإبداعية لإضافة المزيد من الأحداث والتفاصيل والأماكن الواردة في النص الذي استمعوا إليه، كما أتيحت لهم الفرصة لتوظيف خبراتهم السابقة في التوصل للمعلومات الجديدة وإضافة شخصيات أخرى للنص ترتب عليها أدوار وأحداث جديدة، كما تم تحديد الأهداف والمهارات اللازم إكسابها للتلاميذ، واختيار موضوعات تتضمن أنشطة متنوعة في ضوء المهارات المراد تنميتها كإضافة سمات للشخصيات الواردة في النص لتقديم المزيد من الأفكار الداعمة للنص، وتشجيعهم على كيفية التصرف إذا تعرضوا لنفس الموقف الذي تعرض له أحد شخصيات القصة واتخاذ القرار المناسب، وذلك من خلال مرحلة "يقرر" إحدى خطوات نشاط المناقشات التوجيهية المتضمنة في البرنامج القائم على أنشطة التوكاتسو.

 في ضوء العرض السابق اتضح وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة 0.01. لمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي ككل بين متوسطي درجات مجموعة البحث في القياسين القبلي والبعدي لاختبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لصالح متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياس البعدي  يعزي لأثر البرنامج، وذلك أثبت وجود علاقة وثيقة بين أنشطة التوكاتسو ومهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

وتتفق هذه النتائج مع الدراسات السابقة في استخدام أنشطة ذهنية لإثارة عملية التفكير لتنمية ما هدفت له من مهارات مثل: دراسة نور إبراهيم (2013)، عايد عيد (2014) التي وضحت وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة(0.05) يعزي لمتغير استراتيجية التدريس، وتتفق –أيضًا- مع دراسة أماني حامد، وعبد الرحيم فتحي (2019)  التي أشارت إلى  وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) لمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في كل من (الطلاقة- المرونة- الأصالة) والتي أرجعت ذلك إلى خطوات الاستراتيجية المستخدمة، وتدريب التلاميذ على التركيز وسلامة الفهم وتحسين الذاكرة، وزيادة الإنتاج وتحليل المعلومات والنصوص واستخلاص الفوائد وتقديم الحلول والمقترحات، ودراسة فاطمة حسن (2022) التي بينت وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) لمهارات الفهم الاستماعي الإبداعي في كل من (الطلاقة- المرونة- الأصالة) لصالح المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي، والتي أرجعت ذلك إلى فاعلية النموذج المستخدم وتوظيف موضوعات الاستماع المعدة في دليل المعلم لتنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي ومحتوى البرنامج المعد حيث أمدت الموضوعات التلاميذ بألفاظ وتعبيرات متعددة ومتنوعة بالإضافة إلى الإكثار من المناقشات حول ما تضمنته هذه الموضوعات أسهم في تنمية تلك المهارات إضافة إلى ما تضمنته من نقل التلميذ من التعلم الذي يعتمد على الحفظ والتكرار إلى نمط تعلم جديد يعتمد على التفكير وكذلك توفير مناخ تعليمي ثري للإبداع عن طريق استخدام استراتيجيات مناسبة وفعالة، كما اختلفت معها في تنوع الاستراتيجيات المستخدمة، حيث إن البحث الحالي استخدم خطوات أنشطة التوكاتسو وفق رؤية التعليم 2030 لتنمية تلك المهارات.

كما اتفقت نتائج البحث الحالي–أيضًا- مع نتائج الدراسات السابقة من حيث فاعلية استخدامها في تنمية ما هدفت له من مهارات كدراسة هبة هاشم(2017)، دراسة زيزي حسن(2018)، دراسة فاطمة عبد السلام(2020)، واختلفت معها في أن هذه الدراسات لم تستخدم أنشطة التوكاتسو في تنمية مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي، وهو ما ميز البحث الحالي عن هذه الدراسات.      

 

 

 

 

توصيات البحث:

يوصي البحث في ضوء ما توصل إليه من نتائج بما يلي:         

- حث المعلمين على تطبيق خطوات أنشطة التوكاتسو "كمجلس الفصل والمناقشات التوجيهية" باعتبارها إستراتيجية حديثة لتدريس المواد الأكاديمية، ومشروعاتها.

- الاهتمام بتحديد مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لدى كل صف دراسي؛ لكي تكون هذه المهارات محض اهتمام معلمو اللغة العربية عند تدريسهم ليعملوا على تنميتها            لدى تلاميذهم.

- توفير معامل مجهزة بأحدث الأجهزة والوسائط الحديثة عند تدريس دروس الاستماع بعيدًا عن الضوضاء والتشويش في المدارس.

- إعداد أدلة لإرشاد المعلمين وتدريبهم على استخدام أنشطة التوكاتسو في التدريس وحثهم على استخدام طرق تدريسية حديثة تمكنهم من معالجة سلوكيات المتعلمين.

- واضعي المناهج الأخذ في الاعتبار مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي لتكون محل اهتمامهم عند وضع دليل المعلم للغة العربية، وإعادة النظر في الأنشطة المتعلقة بمهارات الاستماع في المقرر الدراسي وضرورة تضمينها لأنشطة متنوعة (فردية، وتعاونية) تتضمن مهارات المستوى الإبداعي.

- الإفادة من أدوات البحث اختبار الفهم الاستماعي الإبداعي عند تقويم أداء التلاميذ في مهارات الفهم الاستماعي الإبداعي.

- استخدام أنشطة وآليات حديثة تتيح للتلاميذ فرصة المشاركة في عمليات التعلم والنقاش مع بعضهم والتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية تامة بما يسهم في إطلاق القدرات            الإبداعية لديهم.

سابعًا- مقترحات البحث:

في ضوء ما أسفرت عنه نتائج هذا البحث يقترح الباحثون القيام بالبحوث التالية:

- تصور مقترح قائم على أنشطة التوكاتسو لتدريس تدريس مقرر مادة اللغة العربية، والقيم الأخلاقية لتلاميذ الصف الخامس الابتدائي.

- برنامج قائم على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات التحدث الشفهي لدى تلاميذ                     المرحلة الابتدائية.

- أثر استخدام خطوات أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات الكتابة السردية لزيادة التحصيل والتفكير البنائي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.

- فاعلية توظيف أنشطة التوكاتسو في تطبيق مشروعات مادة اللغة العربية وفق منظومة منهج 2.0 لتلاميذ المرحلة الابتدائية.

- تصور مقترح لتنمية مهارات القراءة الناقدة والتفكير التحليلي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في ضوء  خطوات أنشطة التوكاتسو. 

- أثر تطبيق أنشطة التوكاتسو في تنمية مهارات المواد الأكاديمية كالدمج بين تدريس مادتي (اللغة العربية والعلوم).

- أثر تطبيق أنشطة التوكاتسو في تنمية مهارات الطلاقة اللفظية وتحقيق الذات لدى أطفال مرحلة رياض الأطفال.

- تصور مقترح لاستخدام نشاط التعلم الهادئ الصباحي كأحد أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات التعلم الذاتي وزيادة التحصيل في المواد الأكاديمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ومعالجة الفروق الفردية بينهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع:

أولًا- المراجع العربية:

إبراهيم السيد إسماعيل، أحمد توفيق الحسيني (2021). فاعلية برنامج تدريبي قائم على أنشطة التوكاتسو اليابانية وممارستها في تحسين التفكير البنائي والصلابة النفسية لدى معلمات التعليم الأساسي. مجلة كلية التربية، جامعة بورسعيد، العدد (33)، 371-429.

أحمد عبده عبد الباقي، نبيل جاد عزمي، إيمان صلاح الدين (2021). العلاقة بين مهارات حل المشكلات والتشاركية واتخاذ القرار كنواتج تعلم للأنشطة المدمجة القائمة على محفزات الألعاب لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في المدارس المصرية اليابانية. دراسات تربوية واجتماعية، مجلة دورية تصدرها كلية التربية، المجلد (27)، العدد (9) جامعة حلوان.

أشجان حامد عبده (2009). تصميم برمجة تعليمية محوسبة والكشف عن أثرها في مهارات فهم المسموع وفهم المقروء بالمستوى الإبداعي لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في الأردن، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة اليرموك.

حامد عبد السلام زهران (2005). علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة). لقاهرة: عالم الكتب،       دار المعارف.               

حسن جعفر الناصر (2001). القراءة وآليات التفكير اللغوي في المرحلة الابتدائية، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المجلد (2)، العدد (1)، 179- 212.

حسني عبد الباري عصر (2003). التفكير مهاراته وإستراتيجيات تدريسه. الإسكندرية:                  مركز الكتاب.

خلف عبد المعطي عبد الرحمن (2020). برنامج مقترح قائم على تحليل الخطاب وفاعليته في تنمية مهارات الفهم الاستماعي العليا باللغة العربية لطلبة الصف الأول الثانوي. مجلة البحث العلمي في التربية، جامعة عين شمس– كلية البنات للآداب والعلوم والتربية، المجلد (2)، العدد (21)، 294-323.

رشدي أحمد طعيمة (2004). المهارات اللغوية: مستوياتها، تدريسها، صعوباتها. القاهرة:              دار الفكر العربي.

رندة فاروق السيد (2022). تأثير استخدام أنشطة التوكاتسو من خلال الألعاب الشعبية على تنمية بعض المهارات الحياتية لتلاميذ الصف الرابع، مجلة أسيوط للعلوم وفنون التربية الرياضية، العدد (60)، الجزء (2)، 737- 761.

زيزي حسن عمر (2018). فعالية وحدة إثرائية في الاقتصاد المنزلي قائمة على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات التفكير المنتج والاتجاه نحو العمل الجماعي لتلميذات المرحلة الابتدائية. المجلة المصرية للاقتصاد المنزلي، العدد (34)، 285-324.

السيد محمد إبراهيم، فاطمة سامي ناجح (2018). الاحتياجات التدريبية لمعلمي المدارس المصرية  اليابانية في أنشطة التوكاتسو من وجهة نظرهم. مجلة كلية التربية، جامعة طنطا، المجلد (72)، العدد (4)، 119-177.

سارة محمود (2019). أنشطة التوكاتسو كلمة السر لنجاح التعليم المصري، 10سبتمبر متاح على:

 https: //www.baladnaelyoum.com/news/5d77a6a6a243216 edd644752، وتم الاطلاع عليه بتاريخ 20|11|2020.

سالي عبد المؤمن سيد (2020). استخدام إستراتيجية (كون- شارك- استمع- ابتكر) في تدريس اللغة  العربية لتنمية مهارات الفهم الاستماعي والتفكير الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أسيوط.        

سعيد عبد العزيز (2009). تعليم التفكير ومهاراته. عمان، الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزيع.

صبحي حمدان أبو جلالة (2012). تنمية مهارات التفكير العليا والتفكير الإبداعي. مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، المجلد (41)، العدد (181)، 164-195.

عصام نور (2015). الأسس النفسية للنمو. الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة. https://books4arab.me/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D

عايد عيد أبو سرحان (2014). أثر استخدام إستراتيجية التعليم التبادلي في تحسين مهارات الاستماع الناقد لدى طلبة الصف التاسع في محافظة الزرقاء. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، العدد (4)، 445-457.

عبد الرحيم فتحي محمد، وأماني حامد طلبة (2019). أثر استخدام إستراتيجية القراءة التصويرية في تنمية الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية الفائقين لغويًا. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، المجلد (35)، العدد (11)، 30-76.

عدنان يوسف العتوم، عبد الناصر ذياب الجراح، موفق بشارة (2009). تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية وتطبيقات عملية. دار المسيرة للنشر والتوزيع.

عواد خلف عرنوس (2015). أثر إستراتيجية القراءة الثلاثية في تحسين فهم المستمع إليه وفهم المقروء في المستوى الإبداعي لدى طلاب الصف التاسع الأساسي في الأردن، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة اليرموك.

علاء الدين حسن إبراهيم (2015). تنمية مهارات الفهم الاستماعي والأداء الكتابي لدى  تلاميذ المرحلة الابتدائية في ضوء نظرية السقالات التعليمية، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد (210)، المجلد (1)، 168-214.

فاروق جعفر عبد الحكيم (2017). البحث التربوي وعلاقته بالتنمية المستدامة دراسة حالة على جامعة القاهرة، مجلة العلوم التربوية، العدد (3)، 47-149.

فاطمة حسن سيد (2022)، أثر استخدام نموذج فورست (Forts) في تدريس اللغة العربية لتنمية مهارات الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي المتفوقين لغويًا. المجلة التربوية لتعليم الكبار، كلية التربية جامعة أسيوط، المجلد (4)، العدد (2)، 72- 106.

فاطمة عبد السلام أبو حديد (2020). وحدة مقترحة في القياس قائمة على أنشطة التوكاتسو اليابانية لتنمية بعض المهارات الحياتية الرياضية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. مجلة تربويات الرياضيات، تصدرها الجمعية المصرية لتربويات الرياضيات، كلية التربية، جامعة بورسعيد، المجلد (23)، العدد (1)، الجزء الأول، 169-212.

فاطمة محمد البهنساوي (2018). الاستفادة من نموذج بناء الشخصية المتكاملة "التوكاتسو" في التعليم الياباني وتطبيقاته في أنشطة التربية الموسيقية. مجلة أمسيا، تصدرها جمعية أمسيا مصر (التربية عن طريق الفن)، المجلد (13)، العدد (14)، أبريل 153- 162.

فؤاد البهي السيد (2006). علم النفس الإحصائي وقياس العقل البشري، القاهرة: دار                   الفكر العربي.

كوجي كويتكو، كونيكو تاكاماتسو (2018). التعليم على الأسلوب الياباني، نشرة اليابان الإعلامية (عدد خاص)، العدد (307)، القاهرة: مركز الإعلام والثقافة سفارة اليابان في جمهورية مصر العربية، إشراف اللغة العربية:                حسن الحريري.

محمد إبراهيم الخطيب (2009). مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها في مرحلة التعليم الأساسي. عمان: دار الوراق للنشر والتوزيع.

محمد جهاد الجمل (2005). تنمية التفكير الإبداعي من خلال المناهج الدراسية. العين:  دار الكتاب الجامعي.

محمد حمد الطيطي (2007). تنمية قدرات التفكير الإبداعي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

محمود طه حسين (2018). أنواع أنشطة التوكاتسو القائم عليها نظام التعليم في المدارس اليابانية. https://www.youm7.com/story/2018/7/2/%D8%A7%D9%84%D، تم الاطلاع عليه بتاريخ 13/8/2021

محمود هلال عبد القادر (2021). مستوى تمكن معلمي اللغة العربية من أساليب تنمية مهارات الاستماع الإبداعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، المجلد (12)، العدد (36)،1- 17.

مراد أحمد القضاة، وعبد الرحمن الهاشمي (2018). أثر الاستماع الإستراتيجي في تحسين الاستيعاب الاستماعي الإبداعي لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا في الأردن. مجلة دراسات العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، عمادة البحث العلمي، المجلد (45)، العدد (4) ملحق، 375-386.                               

مرزوق مطلق مرزوق (2013). فاعلية برنامج قائم على بعض أنشطة الذكاءات المتعددة في تنمية مهارات الاتصال اللغوي والاستماع الإبداعي لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى، رسالة دكتوراه، كلية التربية،                       جامعة أسيوط.

مصطفى نمر مصطفى (2013). تنمية مهارات التفكير. عمان: دار البداية للنشر والتوزيع.

منار محمد بغدادي (2020). تمكين طلاب المرحلة الثانوية من المهارات الحياتية في ضوء أهداف التنمية المستدامة، المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، المجلد(74)، العدد (74)، 655-728.

منتهى صبري صالح (2019). أثر توظيف إستراتيجية التعلم النشط (الأركان الأربعة) في تنمية مهارات التواصل الشفوي لدى تلميذات الصف الثالث الأساسي بغزة، رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية جامعة الأزهر، غزة.

نعيمة صابر غازي، معاطي محمد إبراهيم، محمود جلال الدين سليمان (2020). فاعلية إستراتيجية مثلث الاستماع في تنمية بعض مهارات الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة كلية التربية، جامعة دمياط، العدد (74)، 143-168.

نور إبراهيم الخوالدة، حمدان علي نصر (2013). بناء برنامج تعليمي في اللغة العربية قائم نظرية الذكاءات المتعددة واختبار فاعليته في تحسين مهارات القراءة التفسيرية والاستماع الإبداعي لدى طالبات الصف التاسع الأساسي. رسالة دكتوراه، كلية الدراسات العليا، جامعة العلوم الإسلامية، الأردن.

هبة هاشم محمد (2017). تصور مقترح لمنهج الدراسات الاجتماعية لتلاميذ الصفوف الثلاثة من المرحلة الابتدائية قائم على أنشطة التوكاتسو اليابانية وتأثيره على تنمية القيم الأخلاقية لديهم، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، أغسطس العدد (92)، 1-47.

الهلالي الشربيني (2018). البرامج التنفيذية لإصلاح التعليم قبل الجامعي في مصر الفترة من     سبتمبر 2015 حتى نوفمبر 2017): البرنامج السادس برنامج دعم التربوية وتحسين جودة الحياة المدرسية وتنفيذ مشروع المدارس المصرية اليابانية وتطبيق أنشطة "التوكاتسو". مجلة بحوث التربية النوعية. كلية التربية النوعية- جامعة المنصورة، العدد (49)، 53-109.

هناء محمود حامد (2017). التجربة اليابانية في التعليم وسبل الاستفادة منها في مصر. الإدارة العامة للمعلومات الإحصائية بقطاع مكتب الوزير لوزارة المالية.

وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2019). دليل المعلم للأنشطة الخاصة المطبقة بالمنهج الجديد 2.0 "أساسيات التوكاتسو".

وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2020). دليل المعلم للأنشطة الخاصة (توكاتسو) للمدارس المصرية اليابانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيًا- المراجع الأجنبية:

Cheung, y. (2010). the importance of teaching listening in the EfL, guides classroom_ teacher, Eric, data base.  

Kanako, K. (2019). Education for Sustainable Development and the Implementation of ―Tokkatsu‖ in Indonesia. advances in Social Science, Education and Humanities Research, Center for Advanced School Education and Evidence-based Research (CASEER) Graduate School of Education, University of Tokyo, Vol, 404, 70-75.

Kelly, M. (2005). teacher told: Presenting Literacy development                    through response the story, Association for childhood education, international journal (articles) researcher 43Vol. 81, No.(3), 170-190.

Komoto,  A. (2015). Collaborative Efforts to Build Interpersonal Skill and Emotional maturity Across School levels Through Tokkatsu: The Case of Kuwabara Junior Hight School and Elementary School, Center for Excellence in School Education, Graduate School of Education, The University of Tokyo, Working Paper Series in 21st Century International Educational Models Project. No.(5(.

Sevik, M. (2012), Teaching Listening to young learners through "Listen and Do" Songs English Teaching Forum, Vol, 50 , No.(3), 10-17.

Wolvin, A., & Coakley, G. (2010). Listening. Second Edition. Grow hell. London. UK.

أولًا- المراجع العربية:
إبراهيم السيد إسماعيل، أحمد توفيق الحسيني (2021). فاعلية برنامج تدريبي قائم على أنشطة التوكاتسو اليابانية وممارستها في تحسين التفكير البنائي والصلابة النفسية لدى معلمات التعليم الأساسي. مجلة كلية التربية، جامعة بورسعيد، العدد (33)، 371-429.
أحمد عبده عبد الباقي، نبيل جاد عزمي، إيمان صلاح الدين (2021). العلاقة بين مهارات حل المشكلات والتشاركية واتخاذ القرار كنواتج تعلم للأنشطة المدمجة القائمة على محفزات الألعاب لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في المدارس المصرية اليابانية. دراسات تربوية واجتماعية، مجلة دورية تصدرها كلية التربية، المجلد (27)، العدد (9) جامعة حلوان.
أشجان حامد عبده (2009). تصميم برمجة تعليمية محوسبة والكشف عن أثرها في مهارات فهم المسموع وفهم المقروء بالمستوى الإبداعي لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في الأردن، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة اليرموك.
حامد عبد السلام زهران (2005). علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة). لقاهرة: عالم الكتب،       دار المعارف.               
حسن جعفر الناصر (2001). القراءة وآليات التفكير اللغوي في المرحلة الابتدائية، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المجلد (2)، العدد (1)، 179- 212.
حسني عبد الباري عصر (2003). التفكير مهاراته وإستراتيجيات تدريسه. الإسكندرية:                  مركز الكتاب.
خلف عبد المعطي عبد الرحمن (2020). برنامج مقترح قائم على تحليل الخطاب وفاعليته في تنمية مهارات الفهم الاستماعي العليا باللغة العربية لطلبة الصف الأول الثانوي. مجلة البحث العلمي في التربية، جامعة عين شمس– كلية البنات للآداب والعلوم والتربية، المجلد (2)، العدد (21)، 294-323.
رشدي أحمد طعيمة (2004). المهارات اللغوية: مستوياتها، تدريسها، صعوباتها. القاهرة:              دار الفكر العربي.
رندة فاروق السيد (2022). تأثير استخدام أنشطة التوكاتسو من خلال الألعاب الشعبية على تنمية بعض المهارات الحياتية لتلاميذ الصف الرابع، مجلة أسيوط للعلوم وفنون التربية الرياضية، العدد (60)، الجزء (2)، 737- 761.
زيزي حسن عمر (2018). فعالية وحدة إثرائية في الاقتصاد المنزلي قائمة على أنشطة التوكاتسو لتنمية مهارات التفكير المنتج والاتجاه نحو العمل الجماعي لتلميذات المرحلة الابتدائية. المجلة المصرية للاقتصاد المنزلي، العدد (34)، 285-324.
السيد محمد إبراهيم، فاطمة سامي ناجح (2018). الاحتياجات التدريبية لمعلمي المدارس المصرية  اليابانية في أنشطة التوكاتسو من وجهة نظرهم. مجلة كلية التربية، جامعة طنطا، المجلد (72)، العدد (4)، 119-177.
سارة محمود (2019). أنشطة التوكاتسو كلمة السر لنجاح التعليم المصري، 10سبتمبر متاح على:
 https: //www.baladnaelyoum.com/news/5d77a6a6a243216 edd644752، وتم الاطلاع عليه بتاريخ 20|11|2020.
سالي عبد المؤمن سيد (2020). استخدام إستراتيجية (كون- شارك- استمع- ابتكر) في تدريس اللغة  العربية لتنمية مهارات الفهم الاستماعي والتفكير الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أسيوط.        
سعيد عبد العزيز (2009). تعليم التفكير ومهاراته. عمان، الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
صبحي حمدان أبو جلالة (2012). تنمية مهارات التفكير العليا والتفكير الإبداعي. مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، المجلد (41)، العدد (181)، 164-195.
عصام نور (2015). الأسس النفسية للنمو. الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة. https://books4arab.me/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D
عايد عيد أبو سرحان (2014). أثر استخدام إستراتيجية التعليم التبادلي في تحسين مهارات الاستماع الناقد لدى طلبة الصف التاسع في محافظة الزرقاء. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، العدد (4)، 445-457.
عبد الرحيم فتحي محمد، وأماني حامد طلبة (2019). أثر استخدام إستراتيجية القراءة التصويرية في تنمية الفهم الاستماعي الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية الفائقين لغويًا. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، المجلد (35)، العدد (11)، 30-76.
عدنان يوسف العتوم، عبد الناصر ذياب الجراح، موفق بشارة (2009). تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية وتطبيقات عملية. دار المسيرة للنشر والتوزيع.
عواد خلف عرنوس (2015). أثر إستراتيجية القراءة الثلاثية في تحسين فهم المستمع إليه وفهم المقروء في المستوى الإبداعي لدى طلاب الصف التاسع الأساسي في الأردن، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة اليرموك.
علاء الدين حسن إبراهيم (2015). تنمية مهارات الفهم الاستماعي والأداء الكتابي لدى  تلاميذ المرحلة الابتدائية في ضوء نظرية السقالات التعليمية، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد (210)، المجلد (1)، 168-214.
فاروق جعفر عبد الحكيم (2017). البحث التربوي وعلاقته بالتنمية المستدامة دراسة حالة على جامعة القاهرة، مجلة العلوم التربوية، العدد (3)، 47-149.
فاطمة حسن سيد (2022)، أثر استخدام نموذج فورست (Forts) في تدريس اللغة العربية لتنمية مهارات الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي المتفوقين لغويًا. المجلة التربوية لتعليم الكبار، كلية التربية جامعة أسيوط، المجلد (4)، العدد (2)، 72- 106.
فاطمة عبد السلام أبو حديد (2020). وحدة مقترحة في القياس قائمة على أنشطة التوكاتسو اليابانية لتنمية بعض المهارات الحياتية الرياضية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. مجلة تربويات الرياضيات، تصدرها الجمعية المصرية لتربويات الرياضيات، كلية التربية، جامعة بورسعيد، المجلد (23)، العدد (1)، الجزء الأول، 169-212.
فاطمة محمد البهنساوي (2018). الاستفادة من نموذج بناء الشخصية المتكاملة "التوكاتسو" في التعليم الياباني وتطبيقاته في أنشطة التربية الموسيقية. مجلة أمسيا، تصدرها جمعية أمسيا مصر (التربية عن طريق الفن)، المجلد (13)، العدد (14)، أبريل 153- 162.
فؤاد البهي السيد (2006). علم النفس الإحصائي وقياس العقل البشري، القاهرة: دار                   الفكر العربي.
كوجي كويتكو، كونيكو تاكاماتسو (2018). التعليم على الأسلوب الياباني، نشرة اليابان الإعلامية (عدد خاص)، العدد (307)، القاهرة: مركز الإعلام والثقافة سفارة اليابان في جمهورية مصر العربية، إشراف اللغة العربية:                حسن الحريري.
محمد إبراهيم الخطيب (2009). مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها في مرحلة التعليم الأساسي. عمان: دار الوراق للنشر والتوزيع.
محمد جهاد الجمل (2005). تنمية التفكير الإبداعي من خلال المناهج الدراسية. العين:  دار الكتاب الجامعي.
محمد حمد الطيطي (2007). تنمية قدرات التفكير الإبداعي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
محمود طه حسين (2018). أنواع أنشطة التوكاتسو القائم عليها نظام التعليم في المدارس اليابانية. https://www.youm7.com/story/2018/7/2/%D8%A7%D9%84%D، تم الاطلاع عليه بتاريخ 13/8/2021
محمود هلال عبد القادر (2021). مستوى تمكن معلمي اللغة العربية من أساليب تنمية مهارات الاستماع الإبداعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، المجلد (12)، العدد (36)،1- 17.
مراد أحمد القضاة، وعبد الرحمن الهاشمي (2018). أثر الاستماع الإستراتيجي في تحسين الاستيعاب الاستماعي الإبداعي لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا في الأردن. مجلة دراسات العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، عمادة البحث العلمي، المجلد (45)، العدد (4) ملحق، 375-386.                               
مرزوق مطلق مرزوق (2013). فاعلية برنامج قائم على بعض أنشطة الذكاءات المتعددة في تنمية مهارات الاتصال اللغوي والاستماع الإبداعي لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى، رسالة دكتوراه، كلية التربية،                       جامعة أسيوط.
مصطفى نمر مصطفى (2013). تنمية مهارات التفكير. عمان: دار البداية للنشر والتوزيع.
منار محمد بغدادي (2020). تمكين طلاب المرحلة الثانوية من المهارات الحياتية في ضوء أهداف التنمية المستدامة، المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، المجلد(74)، العدد (74)، 655-728.
منتهى صبري صالح (2019). أثر توظيف إستراتيجية التعلم النشط (الأركان الأربعة) في تنمية مهارات التواصل الشفوي لدى تلميذات الصف الثالث الأساسي بغزة، رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية جامعة الأزهر، غزة.
نعيمة صابر غازي، معاطي محمد إبراهيم، محمود جلال الدين سليمان (2020). فاعلية إستراتيجية مثلث الاستماع في تنمية بعض مهارات الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة كلية التربية، جامعة دمياط، العدد (74)، 143-168.
نور إبراهيم الخوالدة، حمدان علي نصر (2013). بناء برنامج تعليمي في اللغة العربية قائم نظرية الذكاءات المتعددة واختبار فاعليته في تحسين مهارات القراءة التفسيرية والاستماع الإبداعي لدى طالبات الصف التاسع الأساسي. رسالة دكتوراه، كلية الدراسات العليا، جامعة العلوم الإسلامية، الأردن.
هبة هاشم محمد (2017). تصور مقترح لمنهج الدراسات الاجتماعية لتلاميذ الصفوف الثلاثة من المرحلة الابتدائية قائم على أنشطة التوكاتسو اليابانية وتأثيره على تنمية القيم الأخلاقية لديهم، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، أغسطس العدد (92)، 1-47.
الهلالي الشربيني (2018). البرامج التنفيذية لإصلاح التعليم قبل الجامعي في مصر الفترة من     سبتمبر 2015 حتى نوفمبر 2017): البرنامج السادس برنامج دعم التربوية وتحسين جودة الحياة المدرسية وتنفيذ مشروع المدارس المصرية اليابانية وتطبيق أنشطة "التوكاتسو". مجلة بحوث التربية النوعية. كلية التربية النوعية- جامعة المنصورة، العدد (49)، 53-109.
هناء محمود حامد (2017). التجربة اليابانية في التعليم وسبل الاستفادة منها في مصر. الإدارة العامة للمعلومات الإحصائية بقطاع مكتب الوزير لوزارة المالية.
وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2019). دليل المعلم للأنشطة الخاصة المطبقة بالمنهج الجديد 2.0 "أساسيات التوكاتسو".
وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني (2020). دليل المعلم للأنشطة الخاصة (توكاتسو) للمدارس المصرية اليابانية.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانيًا- المراجع الأجنبية:
Cheung, y. (2010). the importance of teaching listening in the EfL, guides classroom_ teacher, Eric, data base.  
Kanako, K. (2019). Education for Sustainable Development and the Implementation of ―Tokkatsu‖ in Indonesia. advances in Social Science, Education and Humanities Research, Center for Advanced School Education and Evidence-based Research (CASEER) Graduate School of Education, University of Tokyo, Vol, 404, 70-75.
Kelly, M. (2005). teacher told: Presenting Literacy development                    through response the story, Association for childhood education, international journal (articles) researcher 43Vol. 81, No.(3), 170-190.
Komoto,  A. (2015). Collaborative Efforts to Build Interpersonal Skill and Emotional maturity Across School levels Through Tokkatsu: The Case of Kuwabara Junior Hight School and Elementary School, Center for Excellence in School Education, Graduate School of Education, The University of Tokyo, Working Paper Series in 21st Century International Educational Models Project. No.(5(.
Sevik, M. (2012), Teaching Listening to young learners through "Listen and Do" Songs English Teaching Forum, Vol, 50 , No.(3), 10-17.
Wolvin, A., & Coakley, G. (2010). Listening. Second Edition. Grow hell. London. UK.