نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
وزارة التربية والتعليم / الأردن مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد مديرة مدرسة : بيت راس الاساسية للبنات الاولى
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد
إعــــــــــــــــــــــداد
د/عبير عبدالحافظ حسن المثقال
وزارة التربية والتعليم / الأردن
مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد
مديرة مدرسة : بيت راس الاساسية للبنات الاولى
}المجلد التاسع والثلاثون– العدد الثالث– مارس 2023م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص:
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في لواء قصبة اربد, ولتحقيق هدف الدراسة تم إتباع المنهج الوصفي من خلال إعداد أداة الدراسة وهي المقابلة و تم التأكد من صدقها وثباتها, حيث تكونت عينة الدراسة (25) مديراً ومديرة في لواء قصبة اربد, وتم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة, وقد توصلت الدراسة إلى نتائج منها انحصار العلاقات التربوية وتحولها من النظام المدرسي بعناصره إلى النظام المنزلي بعناصره, انتقال عملية التلقي بالسلطة التربوية من الإداريين والمعلمين في المدرسة إلى الأهل في المنزل, إلغاء دور المدير والمعلم كعملية تعليمية وانتقالها إلى المنصات التعليمية التي جاءت خلال جائحة كورونا, زيادة العبء التعليمي والمتابعة حيث أصبحت مرتبطة بنسبة عالية جداً تقدر ب (75%) على الطالب نفسه وأبويه, وفي ضوء نتائج الدراسة قدم الباحث العديد من التوصيات بضرورة إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالواقع التربوي وتحولاته في ظل جائحة كورونا على مراحل عمرية وتعليمية أخرى, وضرورة التفكير بحلول لمشاكل الطلبة الناتجة عن انحصارهم في المنصات التعليمية وعدم اختلاطهم مع أقرانهم.
الكلمات المفتاحية : ( التحولات التربوية, طلبة المرحلة الأساسية, جائحة كورونا, مدراء المدارس, لواء قصبة اربد).
Abstract
The study aimed to identify the reality of educational transformations for basic stage students in light of the Corona pandemic from the point of view of school principals in the Irbid district. (25) male and female principals in Qasaba Irbid District, and they were chosen by a simple random method, and the study reached results, including the restriction of educational relations and their transformation from the school system with its elements to the home system with its elements, the transfer of the process of receiving the educational authority from the administrators and teachers in the school to the parents at home, The abolition of the role of the principal and the teacher as an educational process and its transfer to the educational platforms that came during the Corona pandemic, an increase in the educational burden and follow-up, as it became linked to a very high rate estimated at (75%) on the student himself and his parents, and in light of the results of the study, the researcher made many recommendations that more measures should be taken. Studies and research related to the educational reality and its transformations in light of the Corona pandemic over other age and educational stages, and the need to think about solutions to students’ problems resulting from regression They became on educational platforms and did not mix with their peers.
Keywords: (Educational transformations, basic stage students, Corona pandemic, school principals, Qasaba Irbid District.(
المقدمة :
شهد القرن الحالي تغيرات كثيرة في مجالات الحياة, ترافقها مجموعة من التطورات الحديثة, والتحديات الجديدة والتي ترافقها الأزمات, والتي تعتبر من الأحداث المهمة والمؤثرة في المجتمعات وتشكل مصدر قلق كبير للمؤسسات التعليمية والخوف من السيطرة عليها ومن التغيرات المفاجئة المتلاحقة لحدوثها ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع ومدى امتداد تأثيرها المستقبلي .
كان لظهور الوباء وسرعة انتشاره، أزمة حقيقية فرضت نفسها على الجميع، مما جعل الجهات المختصة بإدارة الأزمات تعمل على توفير بدائل لتجاوز جميع الظروف وتذليل كافة الحواجز الزمانية والمكانية، وفرضت العديد من الإجراءات، مثل؛ التباعد الجسدي ولجأت للتعليم عن بعد باستخدام الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وفقاً للتدابير الوقائية والاحتياطية للسيطرة على الوباء وتقليل فرص الإصابة به وانتشاره, حيث التزم الطلبة وأولياء أمورهم البقاء في منازلهم استجابةً لأوامر الدفاع التي صدرت عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن تفعيل منظومة “التعليم عن بعد” من خلال منصاتها الإلكترونية المجانية وقنوات التلفزيون “درسك” والتي بثّت الدروس التعليمية، وبادرت العديد من المدارس الخاصة إلى تفعيل وسائل الاتصال و التقنيات الحديثة وتوفير المحتوى التعليمي وتقديمه إلكترونياً للطلبة. (الشديفات ,87, 2020)
ونظرا لأن التعليم يؤدي وراً أساسياً وحیویاً في جميع المجتمعات والدول، والتعليم المتطور والمتجدد محلیاً فیها يعتبر حجر الأساس، وإذ یشمل ذلك شتى العلوم التطبيقية والإنسانية، ولذلك فإنه بسبب جائحة كورونا المستجد والذي ظهر هذا المرض العابر للحدود في الصين لينتشر تأثيره على كل مجالات الحياة في العالم، ليواجه قطاع التعليم واحدة من أشد الأزمات باختلاف تأثيرها وطبيعة شدّتها، والتي من الممكن أن تترك آثاراً على المدى الطويل في الحيز الذي تحدث فيه (بني نصر وأبو نعير,2018, 64).
إن واقع التعليم أصبح من خلال التسجيل في منصات التعلم عن بعد وتلقي الدروس بشكل إلكتروني في هذه الفترة حيث انطلقت هذه المنصة في الأيام الأولى من بدء الأزمة وهي تهدف إلى تقديم دروس تعليمية للطلبة مجاناً حيث يقوم الطلبة بالدخول على المنصة وكذلك أولياء الأمور والقيام بتصفح كل المحتويات من دون تحمل أية تكاليف وذلك من دون استهلاك الباقة للموبايل وكذلك الاشتراك المنزلي لشبكة الإنترنت ومواعيد الدروس اليومية تكون من الساعة السادسة صباحاً وتستمر حتى الساعة السابعة مساءً من كل يوم ويتمكن الطالب من الاستماع للدروس من خلال تسجيله في المنصة ومن ثم اختيار المرحلة الدراسية التابع لها والقيام بمتابعة الدروس(وزارة التربية والتعليم الأردنية ،2020)
لقد أصبحت استمرارية التعليم أكبر تحدي لجميع مكونات المجتمع والمؤسسات المسئولة عن التعليم بالإضافة إلى أولياء الأمور والطلبة والمعلمين والمؤسسات التربوية بشكل خاص، وغدا التفاعل مع هذه التجربة والتكّيف معها غايةً يعمل الجميع لأجلها على الرغم من التحولات التي أصبحت واضحة، وباعتبارالمدرسة إحدى المؤسسات التربوية الضرورية لوزارة التربية والتعليم لتكوين أجيال قادرة على تحمل المسؤولية وإعداد جيل منتمي ومتعلم, جاءت الحاجة لدراسة التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا.
مشكلة الدراسة وأسئلتها
في ظل المتغيرات الجديدة والمستمرة والمتعددة التي عاشها العالم في مواجهة جائحة كورونا التي سببت الكثير من التغييرات في مختلف مجالات الحياة، واستلزم جزءا من مواجهتها فرض التباعد الجسدي بين السكان الذي أدى إلى تعطيل المدارس والجامعات وجميع المؤسسات في الدولة، وكان من الضروري الاستمرار بعملية التعلم، ولذلك اتجه الأردن إلى خيار التعلم عن بعد في وقت لم يكن الجميع مستعد لذلك، حيث كان التحول من نظام تعلم تقليدي ووجاهي إلى آخر يستلزم إعداد وتجهيز البنية التحتية لهذا الغرض وإعداد وتهيئة كافة الأطراف المشتركة في العملية التعليمية الجديدة.
وهذه الأحداث المتسارعة والتي لم يكن محضر لها مسبقاً كشفت لنا أن الحياة التربوية يجب دراستها في ظل جائحة كورونا ,فالطالب الذي يتلقى جزء من قيمه التربوية من خلال المدرسة والمعلم والأقران الآن يفقد هذا الجزء و تنقل طريقة التربية إلى محاور و مداخلات يجب الكشف عنها, ولأن مؤسسات التعليم تعد مؤسسات تربوية تؤدي دوراً ريادياً ومسؤولية كبرى في تحقيق تنمية الرأسمال الفكري والتقدم التكنولوجي وتنمية الاقتصاد المعرفي , والموازنة بين الحفاظ على الهوية الذاتية , والانفتاح على المجتمع العالمي , فإن التعليم في جميع أنحاء العالم المتقدم يشهد تغيرات وتحولات نتيجة للتطورات التكنولوجية والمعلوماتية والحضارية المعاصرة , وسبل توظيفها توظيفاً أمثل , وهذا التحدي الحقيقي لمؤسسات التعليم في المجتمعات منذ بدء الجائحة.(بيزان,2015,33).
ومن خلال عمل الباحث كمدير لمدرسة أساسية فقد اطلع على العديد من التحولات في حياة الطلبة تربوياً وكان لا بد من دراسة هذه التحولات التربوية وخصوصاً لطلبة المرحلة الأساسية, وقد جاءت هذه الدراسة للإجابة عن السؤال الرئيسي التالي :
ما واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد وسبل مواجهتها وكيفية الاستعداد لها لاحقا؟
أهداف الدراسة
- التعرف على واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد .
- التعرف إلى استجابات مدراء المدارس حول واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا.
- الاستعداد لتخطي الازمات التي قد تحدث لاحقا
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدّراسة من جانبين هما:
الأهمية النظرية:
تكتسب الدّراسة أهميتها من أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد، وتقديم توصيات تسهم في استمرار العملية التّعليمية بشكل يضمن تعلم الطلبة، مواكبة التغيرات التي قد تطرأ على التعلم وتقديم إطار نظري شامل حول التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية يمكن الرجوع إليه من قبل صانعي القرار والمختصين والباحثين في الشأن التربوي .
الأهمية العملية (التطبيقية)
تعد الدّراسة الحالية من الدّراسات المهمة من الناحية العملية حيث أنها عملت على تقديم حلول للمشكلات التي تتعلق بواقع التحولات التربوية وخصوصاً لمرحلة تعليمية حساسة وهي المرحلة الأساسية، في ظل ظروف جائحة كورونا, وتفيد القائمين على العملية التعليمية من خلال ما ستقدمه من نتائج وتوصيات لتسهم في تحسينها ومعالجة أوجه القصور فيها.
حدود الدراسة :
تحددت الدراسة بالمحددات الآتية :
الحدود الزمانية : أجريت الدراسة في الفضل الدراسي الاول للعام 2022م.
الحدود المكانية : طبقت الدراسة في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد - الاردن.
- حدود الموضوع : اقتصرت الدراسة على دراسة واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد.
- الحدود البشرية : تم تطبيق هذه الدراسة على عينة الدراسة المتمثلة بعدد من مدراء المدارس بلغ عددهم (25) مديراً ومديرة وتم اختيارهم بالطريقة العشوائية من مجتمع الدراسة.
مصطلحات الدراسة : Terminology of study
التحولات التربوي : educational transformations :تعرف بأنها " المفاهيم والأفكار والتطبيقات الجديدة التي طرأت واستجدت على الأبعاد الرئيسية التي تشكل المنظومة التعليمية لمؤسسات التربية , والتي تيسر من خلالها عملية دخول تلك المؤسسات إلى مجتمع جديد ومن ثم توفر القدرة على إعداد المعلم القادر على بناء الأجيال الصانعة والمنتجة والمبدعة للمعرفة " . (سعيد وعبد الرحمن , 2013 : 15)
ويعرفها الباحث إجرائياً بأنها الإختلافات التي حدثت على العملية التعليمية لطلبة المرحلة الأساسية والتي نتجت جراء جائحة كورونا وسيتم قياسها من خلال أداة الدراسة المعدة لذلك.
مدراء المدارس: School principals: " الشخص المعين رسمياً من وزارة التربية والتعليم بوظيفة مدير مدرسة، ليكون مسؤولاً مباشراً عن جميع جوانب العمل في مدرسته لتحقيق بيئة تعليمية أفضل، والعمل على توفير الإمكانيات والظروف لبلوغ الأهداف المتوخاة" . (عماد الدين، 2003: 13)
ويعرفها الباحث إجرائياً بأنه القائد التربوي الذي يقود المدرسة والمسؤول المباشر عنها والمشرف المقيم داخلها ليضمن سير العملية التعليمية وتنظيمها ومتابعتها وتقييمها حسب اسس وانظمة تتبعها وزارة التربية والتعليم .
جائحة كورونا: Corona pandemic:وهي الجائحة التي نتجت عن تفشي فايروس كورونا Covid – 19 في العالم أجمع التي تسبب اعتلالات تتنوع بين الزكام وأمراض أكثر وخامة، وتشمل الأعراض الشائعة للعدوى أعراضًا تنفسية والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبات في التنفس، والتي أثرت في جميع القطاعات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية في معظم دول العالم " . (منظمة الصحة العالمية، 2020: 1).
المرحلة الأساسية : basic stageتمتد هذه المرحلة من الصف الأول إلى العاشر الأساسي وهي مرحلة إلزامية ومجانية في المدارس الحكومية، ويلتحق الأطفال في هذه المرحلة من عمر الست سنوات وحتى سن السادسة عشر.
للواء قصبة اربد: Major General Qasaba Irbid هو تقسيم إداري يتبع محافظة إربد شمال الأردن، ويعني بالدراسة مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد في المملكة الأردنية الهاشمية .
الدراسات السابقة
يعرض الباحث في هذا الفصل مجموعة من الدراسات السابقة المتعلقة بمتغيرات الدراسة للاستفادة منها في البحث الحالي، من حيث المنهج المتبع و متغيرات الدراسة و الأدوات المستخدمة.
الدراسات السابقة :
في دراسة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – الأمم المتحدة ESCWA )، 2020 ) هدفت لتوضيح آثار جائحة كوفيد – 19 على الشباب في الوطن العربي سواء الآثار الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجيا والتعليم والصحة والاستجابات للجائحة على مستوى السياسات في المنطقة العربية ، وقد بينت نتائج الدراسة على مستوى التعليم والتكنولوجيا أن ما يقارب 100 مليون طالب هم خارج المدرسة في المنطقة العربية وقد اعتمدت في العديد من الدول أساليب التعلم عن بعد والتعلم الإلكتروني .
وأجرى كاليوبي وتيغران (Kaliobi & Tigran , 2020) دراسة هدفت إلى إعطاء أبرز الحلول التي يمكن استخدامها جراء تفشي الفيروس على مستوى النظم التعليمية ، واستخدمت الدراسة المنهج التحليلي وبينت النتائج أن أبرز الحلول في تعزيز مستوى التأهب للفيروس مع إبقاء المدارس مفتوحة وبالإغلاق الانتقائي للمدارس ، وكان من أبرز الاستراتيجيات استخداماً هو إغلاق المدارس على المستوى الوطني والاستعانة بمصادر التعلم والتعليم عن بعد للتخفيف من فقدان التعلم ، وهذه الدراسة فضلت التكيف مع فيروس كوفيد – 19 واكتساب مهارات جديدة وإدماج التعليم التقليدي مع التعلم عن بعد تزامناً مع انتشار هذا الوباء لإبقاء طلبتهم أكثر اندماجاً في المجال التربوي والاجتماعي مع المدرسة.
وقد أشار مصطفى ( Mustafa,2020) في دراسته إلى أثر جائحة فيروس كورونا على النظم التعليمية لعام 2019 – 2020م، في جميع أنحاء العالم، وأثبتت الدراسة أنه لإغلاق المؤسسات التعليمية أثر اقتصادي بعيد المدى وعواقب مجتمعية كبيرة، كما أثبتت الدراسة أن التأثير كان أكثر شدة على الأطفال المحرومين وأسرهم مما تسبب بالتعلم المتقطع وذلك بفعل تطبيق برامج التعليم عن بعد والتطبيقات التعليمية المفتوحة والمنصات في المدارس والتي لا يمكن لكافة المتعلمين الوصول إليها، وبالتالي أدى ذلك إلى تعطيل التعليم وعمل فجوة كبيرة في المعرفة والمعلومات والحياة الاجتماعية خاصة عند الطلبة الموسومين بالفقر والحرمان والظروف الاجتماعية المتدنية ، مما قد يسبب لهم انقطاع تام عن التعليم .
وركزت بازيليا وكفافادز ( Basilaia & Kvavadze , 2020) في دراستهما التعرف إلى قدرات الدولة وسكانها في مواصلة العملية التعليمية في المدارس باستخدام التعليم عن بعد عبر الإنترنت، وقد تم دراسة حالة على (950) طالباً من المدارس الخاصة في جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية استخدموا نظام التعلم عن بعد، وقد أكدت النتائج على نجاح الانتقال السريع إلى التعلم عن بعد، واكتساب خبرات ومهارات للمستقبل يمكن استخدامها بعد الوباء في حالة عدم وجود دروس أو حالات خاصة أخرى مماثلة لحالة الوباء ، وهذه الدراسة ترسخ مبدأ تعلم المهارات الجديدة وضرورة وجود بديل للتعلم في حال مواجهة الأزمات حتى يبقى الطلبة مستمرون في تلقي المعلومات وارتباطهم مع المدرسة .
أما دراسة أونيما) Onyema , 2020) تبحث في تأثير COVID-19 على التعليم ، تم جمع البيانات من خلال استبيانات منظمة تم إجراؤها على 200 مستجيب من المعلمين ، والطلاب وأولياء الأمور، وصانعي السياسات المختارين من بلدان مختلفة, حيث أظهرت النتائج أن COVID-19 له آثار سلبية على التعليم بما في ذلك انخفاض الوصول إلى مرافق التعليم والبحث، وفقدان الوظائف وزيادة ديون الطلاب. وتظهر النتائج أيضًا أن العديد من المعلمين والطلاب اعتمدوا على التكنولوجيا لضمان استمرار التعلم عبر الإنترنت خلال جائحة فيروس كورونا. ومع ذلك ، تعرقل التعليم عبر الإنترنت بسبب ضعف البنية التحتية لدى الطلبة بما في ذلك ، قوة شبكة الانترنت ، وعدم توفرها وإمكانية الوصول إليها ، وضعف المهارات الرقمية لدى الطلبة ، وتؤكد الدراسة على الآثار الضارة لـ COVID-19 على قطاع التعليم والحاجة إلى جميع المؤسسات التعليمية والمعلمين و المتعلمين لتبني التكنولوجيا وتحسين مهاراتهم الرقمية بما يتماشى مع الاتجاهات والواقع العالمي الناشئ في التعليم.
وهدفت دراسة القطراوي والحاج (2016) إلى الكشف عن دور مدراء ومعلمي مدارس التعليم الخاص في تقييم واقع التحولات التربوية كمدخل لتحقيق مجتمع المعرفة في فلسطين , تم إتباع المنهج الوصفي التحليلي , على عينة بلغت (190) شخص , وتم تطبيق مقياس التحولات التربوية واستخدام أسلوب الأوزان النسبية للتحقق من فرضيات الدراسة , وكان من نتائج الدراسة أن البعد المعرفي حصل على المركز الأول , يليه البعد الأمني المدرسي ثم البعد الابتكاري ثم البعد التقني , وأخيراً البعد الديمقراطي من وجهة نظر المدراء والمعلمين كأبعاد ذات أهمية في التحولات التربوية .
التعقيب على الدراسات السابقة
بعد الإطلاع على الدراسات السابقة العربية والأجنبية الخاصة في الموضوع توصل الباحث إلى أن هناك ندرة في الدراسات التي تطرقت لواقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا بالاخص في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد, فقد استفادت هذه الدراسة من الدراسات السابقة بإثراء الأدب النظري المتعلق بالتحولات التربوية وتحديد المنهج المناسب وصياغة مشكلة الدراسة ونوع المعالجة الإحصائية المستخدمة.
ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة الأخرى في كونها تقع ضمن الدراسات الأولى التي تناقش واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية وأنها من الدراسات الأولى التي ستجرى في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد.
الإطار النظري والدراسات السابقة
التحولات التربوية في ظل جائحة كورونا
اجتاح وباء كورونا معظم دول العالم، وهذا ما فرض على جميع المؤسسات التربوية التحول من التعليم الوجاهي المباشر الذي يتيح التقارب الجسدي، والذي يشكل فرصة لانتقال العدوى إلى التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، فقد تعين على 1.5 مليار طفل وشاب في 188 دولة حول العالم البقاء في منازلهم بعد إغلاق المدارس ومؤسسات التعليم العالي (Affouneh,et al, 2020).
وكان تقرير منظمة الصحة العالمية (2020) "تعد فيروسات كورونا حَيَوانِيّة المَصْدَر، ويعني ذلك أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر, وتوصَّلت الاستقصاءات المستفيضة إلى أنَّ فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) قد انتقل من سَنَانير الزبَّاد إلى البشر، بينما انتقل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الجمال الوحيدة السنام إلى البشر, وينتشر العديد من فيروسات كورونا المعروفة بين الحيوانات، ولم تُصيب البشر بعد, وتشمل الأعراض الشائعة للعدوى أعراضًا تنفسية والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبات في التنفس.
وفي ظل انتشار هذه الجائحة التي بدأت من الصين في أواخر عام 2019 وغزت العالم بأكمله وأثرت في الكثير من القطاعات, وأهمها الحياة الاجتماعية والتربوية, والتي فرضت معها تدابير التباعد الاجتماعي, حيث يشير التباعد الاجتماعي إلى الحد من الاتصال الوثيق بين الأفراد في المجتمع، حتى لو لم يكونوا مرضى أو معرضين للخط, وهذه ممارسة طوعية للمساعدة في وقف انتشار كوفيد 19 (COVID-19). , والتي ضربت البناء المجتمعي في الصميم للحد من الوباء, حيث اختفت فجأة جميع أشكال التجمعات البشرية خارج إطار الأسرة وتلاشى المجتمع لصالح الانكفاء على الذات, وزادت الريبة من كافة أشكال التقارب, خالط ذلك شعور بالخطر والخوف من انتقال العدوى والمرض, كل ذلك في مجتمعات لطالما قامت على نمط ثقافي يعزز الثقة والتقارب.(ملكاوي وآخرون ,24 2020 )
فقد سببت أزمة فيروس كورونا اضطرابا اجتماعيا وتربوياً كبير وتغييرا غير مسبوق في طريقة المعيشة والعمل والحياة الاجتماعية والتعليم، وكان لهذه الأزمة تأثيرات سلبية كثيرة لكن كان لها أيضا تأثيرات إيجابية في العادات اليومية، في العلاقات مع الآخرين وقد بات التعايش مع فيروس كورونا المستجد واقعاً محتوماً بعدما كان اختيار الإغلاق اضطرارياً وإجبارياً بالنظر لعدم معرفة طبيعة المرض وانتظار اللقاح المناسب، وبالتالي فقد بدأت الحياة الاجتماعية الجديدة مع «كورونا»، وأهم مميزاتها أن الأفراد أصبحوا مسئولين عن حماية أنفسهم بشكل أساسي, وتغيرت العديد من العادات والتقاليد التي دأب عليها المجتمع في مناسبات الأفراح والأحزان عبر الالتزام بإجراءات السلامة في كل مكان, كما تمثلت الحياة التربوية بممارسة التعليم عن بعد من المنزل وبذلك اختفت أشكال التدريس الوجاهي. (الزعارير,27.2020)
فالمتتبع لأوضاع النظم التعليمية عبر العصور المختلفة وفي مختلف بقاع الأرض ، يسلم بأن التعليم لم يكن بمنأى عن الظروف المجتمعية المحيطة به، فهو دائماً يتأثر بما يدور في المجتمع من أحداث وتغيرات اجتماعية وصحية واقتصادية وسياسية، ونظرا للأوضاع الراهنة وتفشي فيروس كارونا في بلدان العالم والتي لم يكن الأردن بمنحى عن هذه الأزمة، ونظرا لوجود وانتشار الفيروس في الأردن فقد تقرر إيقاف التعليم داخل المدارس في الأردن منذ شهر آذار للعام 2020م، وذلك للبقاء على العملية التعليمة عمدت الوزارة إلى تطبيق نظام التعلم عن بعد حتى تحافظ على ديمومة التعلم واستمراره والذي يعد تعلما مناسبا لهذه الفترة إذ يتعلم فيه الطلبة عن بعد وفي أي وقت يريدون.
كما أصبح التعلم متاحا للجميع ، ووزارة التربية والتعليم الاردنية كانت مواكبة للتطورات التكنولوجية الحديثة في المجالات التربوية والأحداث الجارية بعد انتشار الفيروس كورونا الذي أصبح يهدد حياة الملايين من البشر في الكثير من الدول حول العالم لذا فكرت الأردن في بديل للطلبة خوفا على الدراسة التي توقفت في كل معظم البلاد العربية والغربية كما لاحظنا من المنشورات الإخبارية والقنوات المتلفزة, حيث قامت بإعداد منصة درسك للتعليم الإلكتروني والتي تستخدم في تعليم الطلبة والطلبات عن بعد كما يتمكن جميع الطلاب من الحصول على الدروس اليومية التي يتم نشرها من خلال هذه المنصة الإلكترونية.
للتعليم الإلكتروني دور مهم وأساسي في إنجاح العملية التعليمية، ففي ظل التطور التكنولوجي الكبير ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة من حاسوب، وشبكة انترنت، ووسائط متعددة، مثل: الصوت، والصورة، والفيديو، وهي وسائل أتاحت المجال لعدد كبير لتلقي التعليم بكل سهولة ويسر، وبأقل وقت وجهد, ولكن نظراً للظروف التي يعاني منها العالم بأكمله في الوقت الحالي المتمثلة بانتشار فيروس كورونا، فقد وجدت المؤسسات التربوية نفسها فجأة مجبرة على التحول للتعلم عن بعد لضمان استمرارية عملية التعليم والتعلم، واستخدام شبكة الانترنت والهواتف الذكية والحواسيب في التواصل عن بعد مع الطلبة (Yulia,2020,34).
ويعتبر التعلم عن بعد من أكثر المستحدثات التي أفرزتها تكنولوجيا التعليم التعلمي في الممارسات التربوية في العقود الأخيرة كونه خرج عن السياق التقليدي للتربية وأنظمتها باعتباره موقف تعليمي تعلمي ينفصل فيه المتعلم فيزيائياً وجغرافياً عن المصدر على أن يتم التعلم بطريقة تفاعلية من خلال نقل المعلومات من مصدرها إلى المتعلم حيث يوجد اعتماداً على الوسائل التقنية التكنولوجية , ونتيجة لذلك اقتضى التعلم عن بعد وجود مؤسسات تختلف عما هو قائم لدى المؤسسات التعليمية التقليدية كما وأسهم في تكافؤ الفرص التعليمية بين أفراد المجتمع وإتاحة الفرصة للتعلم حسبما تسمح به ظروف الفرد وفقاً لقدراته وإمكاناته . (الحسن 23,2014)
وقد أشارت البغدادي (2020) إلى أنه من أبرز تحوُّلات التعليم في زمن ما بعد كورونا، وقد بدأنا نتلمس بعضه، هو الاتجاه المُتصاعد بقوَّة نحو استخدام التقنيات المتقدِّمة، وإنشاء مزيد من البوابات والمنصَّات، لمختلف مراحل التعليم، خاصة بعد أن أثبتت فاعليتها في وقت شِدة الجائحة, وأهم الأنماط الجديدة ذات البنية الرقمية في التعليم هي التالية:
• التعلم عن بُعد: وقد استُخدم هذا النمط، في كثير من دول العالم، كبديل للتعليم التقليدي، منذ بداية ظهور الجائحة.
• التعليم الإلكتروني: الذي يجمع بين التعلم عن بُعد، والتعلم داخل الفصل الدراسي، وذلك من خِلال وسائل وآليات الاتصال الحديثة، من حاسبات وشبكات ووسائط مُتعدِّدة، تجمع بين الصوت والصورة والرسومات، وآليات البحث، ومكتبات رقمية، بهدف الوصول إلى الدارس بأقصر وقت، وبأقل جهد، وأكبر فائدة, ومن المُتوقَّع أن يسود هذا النمط التعليمي، في مُعظم مؤسسات التعليم حول العالم، خلال المستقبل المنظور، ومن أهم أشكاله ما صار يُعرف بالتعليم المُدمج، الذي يجمع بين التعليم المُعزَّز بالتقنيات، والتعليم المباشر (وجهاً لوجه).
• الذكاء الاصطناعي: يتصاعد الاتجاه نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أجل تعزيز التعليم عبر الإنترنت، وبرمجيات التعلُّم التكيفية، وأدوات البحث التي تُتيح للطلاب سُرعة التفاعل، والاستفادة من المعلومات، واكتساب المهارات.
مرحلة التعليم الأساسي:
تمتد هذه المرحلة من الصف الأول إلى الصف العاشر الأساسي وهي مرحلة إلزامية ومجانية في المدارس الحكومية، التابعة الى وزارة التربية والتعليم الاردنية, ويلتحق الأطفال في هذه المرحلة من عمر (6) سنوات مع بداية كل عام دراسي، أي إذا أتم السنة السادسة من عمره في نهاية كانون الأول من العام الذي يُقبل فيه, وتشير المادة (9) من القانون الاردني إلى :
- مرحلة التعليم الأساسي قاعدة للتعليم وأساساً لبناء الوحدة الوطنية والقومية وتنمية القدرات والميول الذاتية وتوجيه الطلاب في ضوئها.
- تهدف هذه المرحلة إلى تحقيق الأهداف العامة للتربية وإعداد المواطن في مختلف جوانب شخصيته الجسمية والعقلية والروحية والوجدانية والاجتماعية ليصبح قادرا ً على إتقان مجموعة من الأمور والقضايا والمهارات، ومنها أن يتقن المهارات الأساسية للغة العربية بحيث يتمكن من استخدامها بسهولة ويسر.
أما المادة (10) فتشير إلى مجموعة من البنود، ومنها التعليم الأساسي تعليم إلزامي ومجاني في المدارس الحكومية يقبل الطالب في السنة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي إذا أتم السنة السادسة من عمره في نهاية كانون الأول من العام الدراسي الذي يُقبل فيه.(قانون التربية والتعليم رقم 3 , 1993)
مدارس مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد
تعد مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد من أحد مديريات الشمال لوزارة التربية والتعليم, ويبلغ عدد المدارس التابعة للمديرية (169) مدرسة موزعة كالاتي : عدد مدارس الذكور ( 70 ) مدرسة,منها (42) مدرسة اساسية, وعدد مدارس الإناث ( 99 ) مدرسة, منها (61) مدرسة اساسية. (الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم الأردنية , 2021)
منهج الدراسة
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي لمناسبته طبيعة الدراسة وأهدافها, وعليه قام الباحث بإجراء المقابلة مع مدراء المدارس لتحديد واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا.
مجتمع الدراسة
تكون مجتمع الدراسة من جميع مدراء ومديرات المدارس الأساسية في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد والبالغ عددهم (103) حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم الأردنية.
عينة الدراسة
تألفت عينة الدّراسة في البحث الوصفي من (25) مديراً ومديرة في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد لمعرفة واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في مدارسهم, وقد جرى اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة.
أداة الدراسة
المقابلة
قام الباحث بمقابلة عدد من مدراء ومديرات المدارس الاساسية في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد لمعرفة آرائهم حول مشكلة الدّراسة، وقام بتصميم أداة المقابلة شبة المقننة بعد الرجوع إلى الأدب النّظري والدّراسات السابقة، وستكون أسئلة المقابلة متكاملة ومشتملة على رأي جميع الأطراف.
صدق أداة المقابلة
تم التأكد من صدق المقابلة بعرض أسئلتها على مجموعة من أعضاء هيئة التّدريس في الجامعات الأردنيّة بلغ عددهم (7) محكمين؛ لإبداء الرأي حول مدى ملائمة أسئلة المقابلة لمدراء ومديرات المدارس، وللتأكد من السلامة اللغوية للأسئلة ووضوحها, ومدى مناسبة اسئلة المقابلة لقياس الهدف من الدّراسة وبعد ذلك مراجعة ردود المحكمين واستجاباتهم بالحذف أو التعديل أو الإضافة.
ثبات أداة المقابلة
تم التأكد من ثبات المقابلة حيث قام الباحث بإعادة إجراء المقابلة على عينة عشوائية بلغت (10) من عينة الدّراسة أي إجراء المقابلة في المجال نفسه على الأفراد أنفسهم وبفارق زمني اسبوعين فأكثر.
إجراءات الدّراسة
تم تنفيذ الدّراسة وفق الإجراءات الآتية:
1. قراءة الباحث قراءة معمقة ومركزة وذلك بالعودة إلى المراجع والكتب والدّراسات ذات العلاقة بمشكلة الدّراسة وأسئلتها وأهدافها وأهميتها وحدودها ومصطلحاتها.
2. تم التواصل مع أفراد الدراسة الذي جرى اختيارهم بشكل عشوائي بسيط, والإعداد المسبق للمقابلة، من حيث تحديد المجالات الأساسية التي تدور حولها، وإعداد الأسئلة المناسبة، والأداة التي تستخدم في تسجيل البيانات، وتحديد مكان المقابلة وزمنها.
3. تكوين علاقة ودية مع المدير اوالمديرة، وكسب ثقته، وذلك عن طريق تعريف الباحث بنفسه، وشرح الهدف العام للمقابلة، وتوضيح سبب اختياره, وإقناعه بأن البيانات التي يدلي بها، هي لغرض البحث العلمي وتكون محل سرية الباحث، وبأهمية مشاركته في البحث.
4. تم إجراء المقابلات بصورة فردية مع أفراد عينة الدراسة بصورة شخصية أو عبر الهاتف النقال.
5. تم استدعاء البيانات من المدير او المديرة بالأساليب مناسبة وتشجيعيه على الاستجابة, وقام الباحث بطرح الأسئلة والتدوين حرفيًا على الورق ما يذكر حرفيًا دون أضافه، أو حذف، وبعد الانتهاء من المقابلة قام الباحث بقراءة المقابلة وتدوينها بصورة حرفية.
6. تم تسجيل الإجابات والملاحظات وذلك بإتباع أحد أساليب التسجيل المعروفة، مثل: التدوين الكتابي والتسجيل الحرفي باستخدام أجهزة التسجيل الصوتي، وذلك بعد الموافقة.
7. تم تحليل المقابلة باستخدام منهجية الترميز في البحث الوصفي, مثلما جاءت عند ستراوس وكوربن (Straus & Corbin,1990)، وذلك وفقًا الخطوات الآتية:
• قراءة كل مقابلة لوحدها بطريقة متأنية ناقدة ولعدة مرات، ولكل جملة جرى تدوينها، وذلك لهدف استخلاص الأفكار والسمات المتضمنة في بيانات المقابلات.
• تجزئة البيانات؛ أي القيام بالتّرميز المفتوح، حيث رُمزت الأفكار والسمات التي ذُكرت من عينة الدراسة، ووضعها بصورة منظمة كما وردت في المقابلات.
• القيام بعملية التّرميز المحوري، وذلك من بقراءة الأفكار الموجودة في التّرميز المفتوح، والتّوصل إلى سمات وخصائص عامة تندرج ضمنها هذه الأفكار، وبعد التّوصل إلى المجالات الرئيسة وُضعت الأفكار الفرعيّة ضمنها؛ للتوصل إلى السمات العامة وإخراجها بصورتها النّهائية. وحرص الباحث على أن تكون السمات الفرعية مثلما نطق بها الشخص الذي جرت مقابلته.
عرض النتائج ومناقشتها
السؤال الرئيسي للدراسة: ما واقع التحولات التربوية لطلبة المرحلة الأساسية في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر مدراء المدارس في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد وسبل مواجهتها ؟
أظهرت نتائج المقابلات الخاصة بمدراء ومديرات المدارس الاساسية أن العلاقات التربوية انحصرت وتحولت من النظام المدرسي النظام البيتي, وانتقال عملية التعلم من الإداريين والمعلمين في المدرسة إلى الأهل في المنزل, وبسبب ما تم من تحول في التواجد المكاني وإلغاء دور المدير والمعلم كعملية تعليمية وانتقالها إلى المنصات التعليمية التي جاءت خلال جائحة كورونا, فإن العبء التعليمي والمتابعة أصبح متعلقا بنسبة عالية جداً تقدر ب (75%) كاعتماد الطالب على نفسه واهله.
وبسبب كثرة الإغلاقات كان اللجوء إلى المدرس الخصوصي للاستعانة بتعليم الطلاب والاخوة والجيران والاهل ليتابعوا تعلم الطلبة, ومتابعة الطلبة لدروسهم عبر المنصات والواجبات وإرسالها بالطرق الإلكترونية, كذلك فإن التقييم تم بنسبة (100%) لجميع الطلبة من خلال المنصات والامتحانات الإلكترونية, واقتصر دور المعلم في التقييم على علامات المشاركة التي يتابعها من خلال الواجبات المرسلة من الطلبة, وقد أفقدت جائحة كورونا هذا النظام وجوده حيث أن النظام مرتبط بوقت المدرسة وأسوارها, بل اصبحت الحرية المطلقة والمرونة في تلقي الحصص وارسال الواجبات.
كما اتفق أفراد عينة الدراسة على أنه قد زاد عبء العملية التربوية الضابطة للسلوك من نظام المدرسة الذي يتكون من المدير والمعلم والمرشد إلى الأهل, حيث أصبح كل طالب يلجأ إلى اهل بيته في ضبط سلوكه داخل المنزل ومتابعة أداء واجباته .
وفيما يتعلق بالنشاطات الجسمية فقد أصبح الطالب يفرغها على المتابعة الطويلة للتلفاز والهاتف بين اصدقائه, وكذلك انعزاله على الألعاب الالكترونية والمنصات التعليمية, دون اي تفاعل بين الطالب والمعلم بشكل مباشر.
كما أشاروا ايضا الى عدم وجود التغذية الراجعة من المعلم للطالب, ووجود المنصات لا يعطي الاكتفاء في استيعاب المعلم لأفكار وثقافة الطالب وإجابته عن أشياء تخص المادة والتوجهات السلوكية, وكذلك أن ظروف التعليم وتقييم الطلبة تربوياً لا يراعي الفروق الفردية وقد تخلو من المصداقية وأن هناك عدم استعداد من الأسر استيعاب هذا الظرف لإعطاء أبنائهم الاهتمام بالعملية التعليمية والتربوية لطبيعة عملهم, وأصبح على الطالب الكاهل الكبير في كتابابة وحل واجباته والاستعداد للامتحانات, كما افقدهم العمل التعاوني المشترك والتعلم من الأقران, بالاضافة الى التمكين في الجوانب التي يبرز فيها الدور القيادي للطلبة والاشتراك بالمسابقات الثقافية والعلمية وانعدام النشاط الحركي والبدني للطلبة مما جعل زيادة النفور والحاجة الى التفريغ السلبي داخل البيت واضرابات سلوكية.
كذلك أشاروا بسبب قلة الأجهزة الإلكترونية وعدم جاهزية الأهالي لأزمة مفاجئة كجائحة كورونا فإن نسبة كبيرة من الطلبة تقدر بحوالي (20%) تم استثناءها في الفترة الأولى من متابعة تعلمهم عبر المنصات لكن إجراءات الحكومة التي تمثلت ببث الدروس على قنوات التلفاز العامة وكذلك في الفترة الأخيرة التي قررت الحكومة فيها فتح مختبرات الحاسوب للطلبة الذين لا يمتلكون أجهزة حواسيب لتسهيل عملية دخولهم إلى الامتحانات الإلكترونية تداركاً لوضع الطلبة الأشد فقراً والذين لا يمتلكون أدوات تكنولوجية للتواصل, وبالرغم من ذلك فقد اتفقت عينة الدراسة بنسبة (80%) على أن منصات التواصل الاجتماعي لم تثري العملية التعليمية والتربوية, وجعلت الطلبة يهملون في هذه المرحلة التعليمية الحساسة.
وقد تفسر هذه النتيجة بأن الظروف الناتجة عن جائحة كورونا قد أثرت وبشكل كبير على تعلم الطلبة معرفيا وسلوكيا , وأن هناك تحولات تربوية نتجت عن هذه الجائحة أبرزها تحول التعلم من النظام التقليدي وجها لوجه داخل الغرفة الصفية إلى نظام تعلم عن بعد عبرالمنصات التعليمية, بالإضافة إلى تغير طريقة إجراء التقييمات والاختبارات واقتصارها إلكترونياً, وانتقال السلطة التربوية من المدير والمعلم إلى الاهل, وهذا ما أشار له غالبية أفراد عينة الدراسة.
وهذا ما يتفق مع دراسة مصطفى ( Mustafa,2020) والتي أثبتت الدراسة أن تأثير جائحة كورونا كان أكثر شدة على الأطفال المحرومين وأسرهم مما تسبب بالتعلم المتقطع وذلك بفعل تطبيق برامج التعليم عن بعد والتطبيقات التعليمية المفتوحة والمنصات في المدارس والتي لا يمكن لكافة المتعلمين الوصول إليها , ومع دراسة أونيما) Onyema , 2020) والتي أشارت إلى العديد من المعلمين والطلاب اعتمدوا على التكنولوجيا لضمان استمرار التعلم عبر الإنترنت خلال جائحة فيروس كورونا. ومع ذلك ، تعرقل التعليم عبر الإنترنت بسبب ضعف البنية التحتية لدى الطلبة بما في ذلك ، قوة شبكة الانترنت ، وعدم توفرها وإمكانية الوصول إليها ، وضعف المهارات الرقمية لدى الطلبة.
المقترحات والتوصيات
في ضوء النتائج يقترح ويوصي الباحث فيما يلي :
- وضع برامج تراعي الانشطة البدنية للطلبة وينفذ بالمدارس ومن خلال حصص النشاط عند العودة الى التعلم الوجاهي كبرنامج (نشاطاتي) الذي تطلقه هيئة اجيال السلام بالتعاون مع اليونسف ونفذ في بعض مدارس وزارة التربية والتعليم الاردنية.
- وضع برامج لتعويض الفاقد التعليمي الذي فقده الطلبة اثناء التعلم عن بعد يراعي المهارات والمعارف التي خسرها الطلبة في الفصول الدراسية التي تعلموا فيها عن بعد.
- تعزيز الطلبة بحصص ارشادية من مرشدين مختصين لضبط السلوك لديهم
- إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالواقع التربوي وتحولاته في ظل جائحة كورونا على مراحل عمرية وتعليمية أخرى.
- متابعة تنفيذ انشطة جسور التعلم التي تطلقها وزارة التربية والتعليم على منصة البادلت للطلبة من قبل قسم الاشراف التربوي وتضمينها بالمنهاج.
- ضرورة تامين الطلبة – من لا يملك - باجهزة الكترونية للتواصل ومتابعة التعلم.
المراجع العربية :
1. اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – الأمم المتحدة ( (ESCWA، (2020). آثار جائحة كوفيد – 19 على الشباب في المنطقة العربية ، متوفر على الرابط الآتي . www.unescwa.org
2. البغدادي , فاطمة .(2020). تحوُّلات التعليم فـي زمن ما بعد الكورونا , متوفر على الرابط : https://www.alarabiya.net/qafilah/2020/10 .
3. بني نصر , آلاء وأبو نعير , نذير .(2018). قواعد تربوية لتفعيل دور المدرسة الثانوية الحكومية في الأردن في عملية الضبط الاجتماعي , دراسات العلوم التربوية , مجلد 45, عدد 4 , 168- 193. الاردن.
4. بيزان , حنان .(2015). توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم الإلكتروني المجتمعي , مجلة المنهل , السعودية , 2(3), 7-65.
5. الحسن , عصام .(2014). مدى إسهام تكنولوجيا التعليم في برامج التعلم عن بعد بالجامعات السودانية ضارف , دراسات تربوية , عدد 3 , 118 – 158. السودان.
6. الزعارير , راكز .(2020) . كورونا تطور الثقافات الاجتماعية والإنسانية, والمتوفر على الرابط : https://alghad.com/
7. الشديفات , منيرة .(2020). واقع توظيف التعليم عن بعد بسبب مرض الكورونا في مدارس قصبة المفرق من وجهة نظر مديري المدارس فيها , المجلة العربية للنشر العلمي , العدد 19 , 185 - 207. الاردن.
8. عماد الدين، منى مؤتمن. (2003). إعداد مدير المدرسة لقيادة التغيير: النمط القيادي المنشود لتحقيق التعايش الفاعل في القرن الواحد والعشرين. مركز الكتاب الأكاديمي. عمان.
9. قانون التربية والتعليم رقم 3 , 1993 , المواد 9 و 10 .
10. القطراوي , رياض والحاج , سمر .(2016). واقع التحولات التربوية كمدخل لتحقيق مجتمع المعرفة كما يراه مدراء ومعلمو مدارس التعليم الخاص في فلسطين , مجلة العلوم النفسية والتربوية , 3(2) , 251 – 276 .
11. ملكاوي , أسماء ؛ رشيق , حسن ؛ الرويح , مشاري ؛ التير , مصطفى ؛ عبد الحسين , لاهاي ؛ بخوش , مصطفى و التجاني , حامد .(2020). أزمة كورونا وانعكاساتها على علم الاجتماع والعلوم السياسية والعلاقات الدولية , مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية , جامعة قطر .
12. منظمة الصحة العالمية , (2020) فايروس كورونا Covid – 19, متوفر على الرابط : http://www.emro.who.int/ar/health-topics/corona-virus/about-covid-19.html
13. وزارة التربية والتعليم الاردنية (2020). منصة درسك الالكترونية للتعليم عن بعد ، > https://www.npa7sry.com/darsak-gov-jo / .
14. وزارة التربية والتعليم الاردنية (2021). مديرية التربية والتعليم للواء قصبة اربد.
المراجع الأجنبية
15. Affouneh S, Salha S, Khlaif ZN. (2020) Designing Quality E-Learning Environments for Emergency Remote Teaching in Coronavirus Crisis. Interdiscip J Virtual Learn Med Sci.11(2):1-3
16. Basilaia, G., &Kvavadze, D. (2020). Transition to Online Education in Schools during a SARS-CoV-2 Coronavirus (COVID-19) Pandemic in Georgia. Pedagogical Research, 5(4), em0060. https://doi.org/10.29333/pr/7937 Retrieved, 27/5/2020.
17. Kaliobi, Kazi-Haq, and Tigran, Shamis. (2020).
18. mustafa ، Nasir .(2020). Impact Of The 2019–20 Coronavirus Pandemic On Education ، International Journal of Health Preferences Research , 2(3) , 1-6.
19. Onyema. Edeh Michael، Eucheria ، Nwafor Chika ، Obafemi Faith Ayobamidele. (2020). Impact of Corona virus Pandemic on Education ، Journal of Education and Practice ، Vol.11، No.13 ، 108 – 121.
20. Yulia, H. (2020). Online Learning to Prevent the Spread of Pandemic Corona Virus in Indonesia. ETERNAL (English Teaching Journal). 11(1. (