نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
جامعة الملك سعود-الرياض
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
كلية التربية
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
تصورمقترحلتطويرمدارستعليمالكباربالمملكةالعربيةالسعودية فيضوءخبرةدولةكندا"
إعـــــــــــــــداد
د/ نورة بنت سعد العريفي
جامعة الملك سعود-الرياض
} المجلد التاسع والثلاثون– العدد الثانى– جزء ثانى – فبراير2023م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص البحث:
عنوان البحث: تصور مقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية في ضوء خبرة دولة كندا. وقد هدف البحث الى التعرف على أهم ملامح تعليم الكبار وجهود المملكة العربية السعودية في تطوير مدارس تعليم الكبار ،والكشف عن أبرز ملامح تعليم الكبار في دولة كندا، ثم التوصل إلى تصور مقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية في ضوء خبرة دولة كندا، ولتحقيق ذلك اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وتوصل البحث إلى عدة نتائج كان من أهمها: أنه على الرغم من الجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية في مدارس مجال تعليم الكبار إلا أن تلك الخدمات والبرامج بحاجة إلى التنوع والتطوير لتلبي الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين الكبار وفي ضوء تلك النتائج خلص البحث إلى بعض التوصيات منها: ضرورة إعادة بناء هياكل لمدارس تعليم الكبار في جميع مناطق المملكة العربية السعودية بما يحقق الفعالية.
الكلمات المفتاحية: تصور مقترح - تعليم الكبار – خبرة دولة كندا
Abstract:
The study aimed to identify the most important features of adult education and the efforts of the Kingdom of Saudi Arabia in developing adult education schools, and to reveal the most prominent features of adult education in the State of Canada, and then to reach a proposed vision for the development of adult education schools in the Kingdom of Saudi Arabia in the light of the experience of the State of Canada, and to achieve this The study relied on the analytical descriptive approach, and the study reached several results, the most important of which were: that despite the efforts made by the Kingdom of Saudi Arabia in schools in the field of adult education, these services and programs need diversity and development to meet the diverse needs of adult learners, In light of these results, the study concluded with some recommendations, including: The necessity of rebuilding the structures of adult education schools in all regions of the Kingdom of Saudi Arabia in order to achieve effectiveness.
Keywords: conceived proposal – adult education - the experience of Canada Country
مقدمة:
يعد تعليم الكبار من الأمور التي أخذت جانب كبير من الاهتمام في دول العالم بأجمعه، ويسعى العالم متكاتفاً إلى القضاء على الأمية بين الشعوب من خلال المنظمات الدولية والإقليمية، والمملكة العربية السعودية تدرك أهمية محو الأمية وأهمية تعليم الكبار حيث أصبح حلاً استراتيجياً نوعياً لا ينفصل عن متطلبات النمو والتنمية على مستوى الفرد والمجتمع وإدراكاً من وزارة التعليم لهذه الأهمية قامت بإطلاق مبادرة التعلم مدى الحياة (استدامة) التي تستهدف الكبار من الجنسين. (Gunder,2014).
وقد حرصت المملكة العربية السعودية على المتعلمين وصبت كل اهتمامها في مكافحة الأمية، وقد نصت المادة الثلاثون من نظام الحكم على أن " توفر الدولة التعليم العام وتلتزم بمكافحة الأمية" حيث عكست السياسة التعليمية اهتمام الدولة إذ صدر نظام تعليم الكبار ومحو الأمية بالمرسوم الملكي رقم م/22 في 9/ 6/ 1392هـ (1971م) وكان من أبرز ملامح هذا النظام تحديد الهدف من محو الأمية، ففي مادته الثانية نص على "أن النظام يستهدف محو الأمية بين جميع المواطنين بالمملكة بمختلف فئاتهم وإعداد المواطن الصالح المستنير ليتمكن من إفادة نفسه والإسهام في النهوض بمجتمعه. (هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، 2022)
واهتمت الدولة بمكافحة الأمية وتعليم الكبار، ودعمت هذا النوع من التعليم فنياً وإدارياً ومالياً، وذلك تحقيقاً لخفض مستوى الأمية، وتعميم الثقافة بين أفرادها، ويهدف هذا التعليم إلى تنمية حب الله وتقواه والاستزادة من علوم الدين، وتعليم القراءة والكتابة والحساب، وتوعية المجتمع بأمور الحياة. (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ٢٠٠٠).
إن المملكة العربية السعودية سعت لمحو الأمية وتزويد المتعلمين بمهارات تساعدهم على الانسجام مع المجتمع والتفاعل فيه، كما سعت برامج تعليم الكبار وبرامج محو الأمية في المملكة العربية السعودية إلى تقليص عدد الأميين كما تسهم في علاج مشكلات التعليم النظامي، وذلك كونها تسعى إلى تقديم فرص تعلم للأميين، وعلى الصعيد الاجتماعي فبرامج تعليم الكبار تساعد على إزالة الفروق الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
أما في المجال الاقتصادي فبرامج تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية تساعد على تجويد الأداء الوظيفي للعاملين وتطوير أدائهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم وبالتالي زيادة انتاجهم. (السرحاني، 2003) ، (Abusaaq,2015).
وقد أشارت المبيريك و العسكر(2019) أنه نظراً للتقدم الذي أحرزه الغرب في الكثير من المجالات والتي قادها التقدم التعليمي على كافة المستويات ومنها تعليم الكبار، فإن التجارب الغربية في هذا المجال تعتبر تجارب رائدة ولذلك فإن دراساتها تمثل منطلقا مهماً في العمل على تقديم الخدمات التعليمية المناسبة للكبار. وبشكل عام تمثل التجربة الغربية تجربة هامة تستحق الدراسة للاستفادة منها في مجال تعليم الكبار باعتباره أحد متطلبات التنمية في الوقت الحاضر.
ومن ذلك جاء هذا البحث للاستفادة من أحد هذه التجارب الغربية وكانت خبرة دولة كندا.
تسعى الدول جميعها إلى النهوض بالمجتمع وتطويره ولن تتمكن من ذلك إلا إذا ركزت على المتعلمين الكبار وطورت قدراتهم وأهلتهم للتفاعل والانسجام مع المجتمع وأعدت الكوادر المنتجة والمبتكرة في جميع القطاعات؛ وعياً منها بالحاجة الملحة اليوم إلى تربية مستمرة لا تتوقف عند انتهاء التعليم النظامي؛ ذلك لأن العقول البشرية هي من تدير التطور الرقمي الحديث، لذا كان لابد من الإعداد لإدارة هذا التطور والتعامل معه. (الكحيل، 2021).
كان للمملكة العربية السعودية جهودها الواضحة في التجديد والإصلاح داخل النظام التربوي سياسةً وأهدافاً، وسعت نحو الارتقاء بالطلاب والمعلمين وبطرق التدريس ووسائله وأساليب تقويمه المختلفة، ولم يقتصر هذا الاهتمام على مرحلة معينة، بل شمل كل مراحل التعليم المختلفة، حيث تعد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 انطلاقة فعلية؛ ذلك لأنها أولت التعليم أهمية كبيرة وسلطت عليه الضوء بكونه أساساً للتقدم والرقي بأبنائها وشبابها، وتطوير قدراتهم، وأفكارهم، ومهاراتهم. (اليامي، 2018)
لأجل ذلك وضعت وزارة التربية والتعليم خططاً من شأنها تطوير التعليم المستمر وتعليم الكبار، وجاء من أهم تلك الخطط تحويل اسم "تعليم الكبار" إلى "التعليم المستمر" وكان ذلك في عام 2019 وعملت على اتخاذ جميع الأساليب المقومة للعملية التعليمية في تعليم الكبار والتعليم المستمر جاء ذلك وفقاً لرؤية المملكة 2030، والاستفادة مما يستجد في هذا المجال. (الحصف، 2019)
كما اننا حينما نعود الى جهود المنظمات العربية في مجالات تعليم الكبار سواء في مدارسها او مؤسساتها المختلفة نلحظ أنها ضعيفة ومحدودة، الأمر الذي يدعو إلى وضع إستراتيجية لتفعيل أدوارها من خلال رصد واقعها، وبيان الفرص المتاحة، والمخاطر المحتملة، وكذلك أوجه القوة، ونقاط الضعف، ومحاولة التوصل إلى بدائل مستقبلية (حسان،895،2010) فبالرغم من بعض الجهود في مجال تعليم الكبار، إلا أن واقع تعليم الكبار في الوطن العربي بشكل عام يعاني من بعض أوجه القصور والضعف.
حيث إن دور غالبية المنظمات الأهلية العربية يتوقف عند حدود التكافل الاجتماعي وتقديم الأعمال الخيرية ويعزى ذلك إلى ضعف الدور التنموي وانقطاع الدور الثقافي أو غيابه بالنسبة لغالبية مكونات المجتمع المدني العربي(إبراهيم،60،2007).
وقد أشارت إحدى الدراسات أن واقع تعليم الكبار في الوطن العربي بصفة عامة، يعاني من عدة مشكلات بدءً بفلسفة تعليم الكبار وأهدافه ومروراً بما يقدم لهم وانتهاء بالحصول على منتج يلبي حاجة المجتمع في ضوء التنمية الشاملة والمستمرة للمواطنين بالإضافة إلى ضعف البرامج المقدمة ووجود فجوة بينها وبين ثقافة المجتمع المعاصر(حسین،397،2008).
وبالرغم من الجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر إلا أن تلك الأنشطة والخدمات والبرامج بحاجة إلى التنوع والتطوير لتلبي الاحتياجات المتنوعة، خاصةً في مدارس تعليم الكبار. وهو الأمر الذي يستلزم ضرورة تبني نماذج أو اتجاهات جديدة في مدارس تعليم الكبار بالمملكة من خلال برامج تعليمية تتناسب مع حاجاتهم وإمكانياتهم وخصائصهم وذلك وفقا لرؤية المملكة 2030 والبرنامج الوطني 2020م. فالاهتمام بالمتعلمين الكبار وتعليمهم أصبح خيارا إستراتيجيا لجميع المجتمعات التي تسعى للتقدم والنجاح، لا سيما في المملكة العربية السعودية التي تشهد تزايدا كبيرا في أعداد السكان و التطور التعلمي؛ لذا تحددت مشكلةً البحث في الحاجة إلى التوصل إلى تصور مقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية في ضوء خبرة دولة كندا ،حيث تعد دولة كندا من الدول المتميزة على مستوى العالم، بل إن طلابها يتفوقون على الكثير من الطلاب عالمياً في كثير من العلوم اكما أن خبرتها في تعليم الكبار ومعاهد ومدارس تعليم الكبار منذ زمنٍ بعيد، والذي يمتد تطوره حتى اليوم وهذا ما يسعى اليه هذا البحث الى الوصول اليه من خلال التصور المقترح.
- ما ملامح خبرة دولة كندا في تعليم الكبار؟
- ما التصور المقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية في ضوء خبرة دولة كندا؟
أهداف البحث:
- التعرف على ملامح خبرة دولة كندا في تعليم الكبار.
- بناء تصور المقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية في ضوء خبرة دولة كندا.
الأهمية النظرية:
- يؤمل ان يساعد هذا البحث في إثراء الباحثين حول تعليم الكبار وطرق الاستفادة من تجارب الدول.
- الاسهام في نشر ثقافة وفلسفة تعليم الكبار واحتياجاتهم، في الحياة بشكل عام، ومن خلال حقهم في التعليم بشكل خاص.
الأهمية التطبيقية:
- يؤمل أن يسهم هذا البحث في تطوير مدارس تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية من خلال إبراز التحديات التي تواجهها وطرق الاستفادة من تجارب الدول لمواجهة تلك التحديات.
- يمكن أن يقدم هذا البحث مقترحاً لوزارة التعليم حول إيجاد حلول لمشكلة التمويل وذلك بالاستفادة من الخبرة الكندية.
مدارس تعليم الكبار:
ويعرفها أحمد (2012) بأنها المدارس التابعة لوزارة التعليم، حيث تقدم الفرصة للمتعلمين الكبار بإكمال مسيرتهم التعليمية، من خلال متابعة ما فاتهم من التعلم والمعرفة، ومن ثم الاستمرار في عملية التعلم.
ويعرفه البحث الحالي إجرائياً بأنها: مدارس تعليم الكبار المنتشرة في أرجاء المملكة العربية السعودية، والتي عملت من خلالها وزارة التعليم بتوفير ما تتطلبه تلك المدارس من فرص التعلم لكافة المواطنين فيها، كما عملت على اعداد الخطط وتأهيل الكوادر المؤهلة للتدريس فيها.
التصور المقترح :
يعرف زين الدين (2013) التصور المقترح، بأنه: تخطيط مستقبلي مبني على نتائج فعلية ميدانية من خلال أدوات منهجية كمية أو كيفية لبناء إطار فكري عام يتبناه فئات الباحثين أو التربويين في صورة افتراضات أساسية أو قيم أو مفاهيم، تتصل بالإنسان والكون والحياة والمجتمع.
ويعرف البحث الحالي (التصور المقترح) اجرائياً: على أنه إطار تنظيمي نظري تطبيقي يوضح أدوار مدارس تعليم الكبار وكيفية توظيفها من خلال نتائج الجزء النظري والميداني للدراسة من خلال الاستفادة من خبرة دولة كندا.
مفهوم تعليم الكبار:
تعددت التعريفات والمفاهيم التي حاولت تعريف مصطلح تعليم الكبار، ولعل من أهمها أنه: تعليم مواز للتعليم الفني، والتعليم العام، والذي تستهدف برامجه الأفراد الباحثين عن فرصة التحاق بالتعليم الرسمي ،و قد عرفه سعد (٣٩٤:٢٠١٦) بأنه "كل شخص ناضج يتحمل مستوى من المسؤولية الاجتماعية ويسهم في تنمية المجتمع".
وعرفه كحيل (٢٠٢١:٢٢) بأنه "الفرص التعليمية التعلمية والمعرفة والمهارية المتاحة للكبار من وجهة نظر المجتمع لإكسابهم المعرفة، وتكوين المهارات بطريقة منتظمة لمعرفة الاتجاهات الجديدة، بهدف تطوير أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه من خلال تحقيق الأهداف والحاجات الخاصة بالأفراد والمجتمع وتحقيق التربية المستدامة".
وعرفته الرواف) ٢٠٠٢: ١٦) أنه "التعليم الهادف المنظم الذي يقدم للبالغين والراشدين أو الكبار غير المقيدين في المدارس النظامية من أجل تنمية معارفهم ومهاراتهم، أو تغيير اتجاهاتهم وبناء شخصياتهم".
تعريف تعليم الكبار اجرائياً: يعرف تعليم الكبار إجرائيا بأنه "التعليم الذي يقدم للمتعلمين الكبار في المملكة العربية السعودية من أجل تنمية مهاراتهم واتجاهاتهم، وتحقيق احتياجاتهم الفردية والمجتمعية".
وتعزيز القدرات والمهارات لتتناسب مع مهنة، أو حرفة ما (الأحمد ،وسيم ،2017، 298)
كما عرفته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بأنه "مجمل العمليات التعليمية التي تجري بطريقة نظامية، أو غير نظامية، والتي ينمي بفضلها الأفراد الكبار في المجتمع قدراتهم، ويثرون معارفهم، ويحسنون مؤهلاتهم التقنية، والمهنية، أو يسلكون بها سبيلاً جديدا؛ لكي يلبوا حاجاتهم، وحاجات مجتمعهم، ويشمل تعليم الكبار التعليم النظامي، والتعليم المستمر، كما يشمل التعليم غير النظامي، وكافة أشكال التعليم غير الرسمي، والعفوي المتاحة في مجتمع يتعلم ويتسم بتعدد الثقافات، حيث يتم الاعتراف بالمناهج النظرية التي ترتكز على التطبيق العملي (عبد الشافي، دينا،2008، 44-45).
وتشير وثيقة سياسة التعليم إلى أن تعليم الكبار يقصد به: تعليم الكبار الذين أتموا المرحلة الأساسية "مرحلة محو الأمية “، للحصول على احتياجاتهم التعليمية والثقافية التي تمكنهم من تنمية قدراتهم، وخبراتهم، بالقدر الذي يساعدهم على رفع مستواهم الاجتماعي والاقتصادي، ويتيح لهم مشاركة فعالة في تنمية مجتمعهم وتقدمه، وذلك في إطار فلسفة التعليم المستمر (الحامد وآخرون،217،2007).
ومن خلال تلك التعريفات يمكن اجمال ذلك فيما قدمه نولز بأن علم تعليم الكبار هو أساس انطلاق مبادئ تعليم الكبار الستة، والتي تتمثل في حاجة المتعلم للمعرفة، وكيف يرى المتعلم ذاته، والخبرة السابقة للتعلم، والاستعداد للتعلم، وتوجيه التعلم، والدافعية. (Knowles, Malcolm& Holton,2012)
فلسفة تعليم الكبار:
تعتمد فلسفة تعليم الكبار في أساسها على فكرة التربية المستمرة والتعليم مدى الحياة، و ينظر إليه على نحو عام أنه التعليم الهادف المنظم الذي يقدم للبالغين أو الراشدين أو الكبار غير المقيدين في جامعات نظامية من أجل تنمية معارفهم ومهاراتهم أو تغيير اتجاهاتهم وبناء شخصياتهم، وينظر إليه بعضهم على أنه كل خبرة تعليمية تقدم للكبار بصرف النظر عن مضمونها أو محتواها أو الطريقة المستخدمة التي تقوم عليها أو تقدم بها" وبهذا يعد تعليم الكبار ميداناً واسعاً عريضا يشمل قطاعات مختلفة من البشر في مختلف ميادين العمل والإنتاج ،و يعد أيضا ميداناً متجدداً يرتكز في أساسياته على فكرة التربية لعالم متغير ، وأنه تعليم غير منته بسن أو برامج أو سنوات دراسية، كما أنه يعد أوسع وأشمل من مجرد محو الأمية بل يتعدى ذلك إلى تعليمهم منظومة معرفية واتجاهات قيمية وعلمية تعوضهم ما فاتهم من تعليم عالي لأسباب اقتصادية أو اجتماعية حالت دون إكمالهم تعليمهم الجامعي (شواشرة،5،2006).
كما تعتمد فلسفة تعليم الكبار على رفض الفكرة النمطية السائدة بأن كبار السن يميلون إلى الاعتمادية والسلبية؛ بل على العكس من ذلك، ولعل ذلك يقودنا الى تمييز علم تعليم الكبار أو تعليم الراشدين عن علم تعليم الصغار حيث يرى الأخير أن المعلم هو المصدر الأساسي للمعلومات؛ في حين أن علم تعليم الكبار يهتم بالخبرات السابقة للمتعلم ويؤمن باستقلاليته واعتماده على ذاته بشكل كبير، كما أشار مالكو نولز Malcolm S. Knowles أشهر المؤسسين لعلم تعليم الكبار ويطلق عليه الأب الروحي لهذا العلم.(Knowles, Malcolm& Holton,2012)
خصائص الكبار وطرق تعليمهم:
- يمكن للكبير أن يتعلم، مهما شعر بعدم قدرته على التعلم، ويتطلب إقباله على التعلم التشجيع المستمر من المعلم.
- ويساعد الكبير على التعلم خبرته الطويلة التي تساعده على ربط المعلومات واستيعابها بشكل أفضل.
- يتطلب إعداد المواد لتعليم الكبار مراعات المرحلة العمرية وحاجاتها فلكل مرحلة حاجات مختلفة.
- يتطلب تعليم الكبار دراية من المعلم بما يهم كل متعلم؛ ذلك لأن الكبير يتعلم ما هو مهم له ويحتاجه.
- يهتم الكبير بالوقت وذلك بسبب ارتباطاته الكثيرة.
- قد تؤثر التغييرات البيولوجية على التعلم، وقد لا تحدث هذه التغيرات إلا عند التقدم الكبير في السن (الشرعي، 2015)
- دراسة الغامدي (2014) التي هدفت إلى معرفة برامج تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية، والكشف عن أهم التطورات العالمية في مجال تعليم الكبار، وذكر تجارب المؤسسات العالمية لتربية والثقافة لبعض الدول العالمية، ومن ثم مقارنة تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية مع عدد من الدول العالمية وأهم الخطط التربوية التي يمكن تطبيقها في المملكة العربية السعودية استفادةً من تجارب تلك الدول، وكذلك ذكر أهمية البرامج التنموية من وجهة نظر عدد من الخبراء والمختصين في هذا المجال؛ والوصول إلى تصور مقترح يحسن من مستوى تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية.
- دراسة الشرعي (2015) والتي هدفت للاستفادة من التجارب العالمية المتخصصة في تعليم الكبار والتعليم المستمر في الوطن العربي، وشمل البحث على جميع صور تعليم الكبار من محو الأمية إلى التعليم المستمر مدى الحياة، وشكل البحث أخيراً استراتيجية لتعليم الكبار مستفيدة من تجارب عدد من الدول العالمية.
- دراسة سعد (2016) وهدفت هذه الدراسة لعمل مقارنة بين مراكزي تعليم الكبار في جامعة ريجينا بكندا وجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية في خدمة المجتمع واستفادة مصر منها، وركزت على الخدمات المقدمة للمتعلمين الكبار في ظل الاختلافات بين المتعلمين، وضرورة وضع خطط مناسبة لتغير المتسارع داخل المجتمع، وذكرت الدراسة واقع مراكز تعليم الكبار في مصر.
- دراسة الحصف (2019) هدفت هذه الدراسة لمعرفة واقع تعليم الكبار في دولة كندا وطرحها كمثال ناجح ومتقدم لتعليم الكبار في العالم، وأسهمت في الكشف عن الخبرات الناجحة في مجال تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية. واتبع البحث المنهج الوصفي المقارن وذلك للتعرف على واقع تعليم الكبار وواقع التعليم المستمر في كندا والمملكة العربية السعودية، وذكرت الدراسة وصفاً لواقع تعليم الكبار وتطوره والعوامل المؤثرة في كل من كندا والمملكة العربية السعودية واستنتاج الشبه والاختلاف بين تعليم الكبار بين تلك الدولتين.
- دراسة المبيريك و العسكر (2019) وهدفت الباحثتان إلى الاستفادة من جهود الدول الغربية (أمريكا وروسيا وكندا وألمانيا وإيرلندا وغيرها) في مجال تعليم الكبار، منذ بدايتها في عهد أرسطو وأفلاطون وسقراط، وذلك من أجل دعم برامج تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية والاستفادة من التجارب الغربية في محو الأمية وتعليم الكبار، وارتبط البحث بحركة التعليم الديني للكبار والقضاء على مظاهر الظلم الاجتماعي التي كانت محض تجربة الدول الغربية حيث ظهرت نظرية الأندرغوجيا في السبعينات وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وسعت الدراسة إلى محو الأمية في ضوء تجارب تلك الدول.
- دراسة الصحفي (2021) والتي هدفت إلى تقديم عدداً من الاقتراحات التي تسعى إلى تطوير النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في ضوء خبرة عدد من الدول (سنغافورة- كوريا الجنوبية- فنلندا- كندا)، ونظرت إلى كيفية تطوير التعليم السعودي وفق إمكاناته في ضوء خبرة هذه الدول، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المتعلقة بواقع نظام التعليم في المملكة العربية السعودية.
محور البحث الأول: خبرة تعليم الكبار في دولة كندا:
بدايةً سيتم عرض ووصف ما تم من جهود وواقع لتعليم الكبار في المملكة العربية السعودية سابقاً، ليتم على أثرة وصف وتحليل الخبرة الكندية في تعليم الكبار وكيفية الاستفادة منها من خلال التصور المقترح.
جهود المملكة العربية السعودية في مدارس تعليم الكبار:
لما كان موضوع تعليم الكبار أمراً مهماً وحتمياً، فإنه جاء تلبية لمتطلبات البيئة السعودية التي تفتقر للآليات العلمية التي تتضافر في صنع بيئة مجتمعية تعليمية وتعاني من فجوة بين احتياجات سوق العمل ومحتوى وآلية نظام التعليم والتعلم وفصل المعلومات والمعارف عن الجانب التطبيقي والعملي والبعيد عن احتياجات المتعلمين للتعلم والتطوير وعن مبادئ ونظريات تعليم الكبار المناسبة والمستقاة من مفاهيم وخصائص المتعلمين الكبار(الصنات،2012).
وقد وضعت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية خططاً تطويرية لتطوير مدارس تعليم الكبار ولعل من أبرزها هو تغيير مسمى تعليم الكبار إلى "التعليم المستمر في عام 2019، كما قامت الدولة ولاسيما بعد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 باتخاذ كافة مقومات العملية التعليمية فيما يختص بتعليم الكبار والتعليم المستمر مع الأخذ بالمستجدات في هذا المجال في البنى والهياكل التدريبية والتعليمية والتعاون والمواءمة مع العديد من المؤسسات والشركات التعليمية و التدريبية في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر(الحصف،2019).والمتتبع لنظام التعليم السعودي يلاحظ أن الاهتمام بمحو الأمية وتعليم الكبار يعود إلى البدايات الأولى لمسيرة التعليم السعودي ،كما أنه ، مر بمرحلتين متميزتين هما مرحلة الجهود الفردية التطوعية، ثم مرحلة الجهود الرسمية (السنبل وآخرون، ٢٠٠٠).
وتسعى وزارة التعليم بالمملكة إلى المساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من خلال مبادرات برنامج التحول الوطني2020، والتي تهدف إلى رفع كفاءة الإنفاق وتحقيق التوازن المالي، وتعزيز العمل المشترك بين مختلف الجهات الحكومية؛ وجاءت هذه المبادرة في استهداف الكبار الذين لم يلتحقوا بالتعليم لتزويدهم بالمهارات اللازمة؛ لمحو أميتهم وتعزيز قيم التعلم مدى الحياة لديهم، والسعي إلى تمكين الشباب في الفئة العمرية 29-15 ، ممن يحملون مؤهلا للثانوية فما دون؛ من فرص التعلم والتدريب المتنوعة والمهارات الحياتية اللازمة لتطوير أنفسهم، والسعي إلى تمكين المرأة مهنيا ومساعدتها على دخول سوق العمل(دليل تعليم الكبار،1439). وفي سعيها لتكوين مجتمع حيوي من خلال رؤية 2030 وضعت المملكة العربية السعودية من أولويات رؤيتها السعي الدؤوب على راحة المواطنين والمقيمين والعمل على نشر السعادة بينهم وفقاً لمجموعة من الخطوات منها العمل على تحسين الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية للمواطنين والمقيمين؛ لبناء مجتمع ينعم فيه الأفراد بنمط من الحياة السليمة في بيئة تتمتع بالجاذبية وجودة الحياة، ولا تقتصر جودة الحياة على تنمية وتطوير قدرات المواطنين لكي يكونوا منتجين (الشميلان،1438).
تعليم الكبار في ضوء خبرة دولة كندا:
يرجعُ تضمين تعليم الكبار ضمن البرامج التعليمية الكندية إلى القرن الثامن عشر، حيث اهتمت بتعليم العمال وتدريبهم بمعاهد متعددة. (المبيريك والعسكر، 2019).
وقد استطاعت كندا في العقد الأخير من الصعود بالتعليم والوصول به إلى أعلى المراتب على مستوى العالم، حيث ينظم نصف خريجي الثانوية في دولة كندا إلى التعليم الجامعي، والبعض منهم يلتحق بالكليات الاجتماعية والمعاهد التكنولوجية، والقليل منهم فقط من يلتحق بالعمل في وظائف متعددة (الحصف، 2019)
كما تمكنت كندا أن تكون نموذجاً حقق نجاحاً كبيراً في النظام التعليمي، حيث استطاعت التغلب على اتساع رقعتها الجغرافية واختلاف ثقافة أفرادها. (الصحفي، 2021).
كما تم إنشاء مجلس وطني للمرأة وإنشاء عدد من المعاهد النسائية لتزويد المرأة بالمعارف المختلفة. (الحصف، 2019).
قامت دولة كندا بإنشاء جمعية تعنى بتعليم الكبار تحت مسمى (الجمعية الكندية لتعليم الكبار) وكان ذلك في عام1935م وهدفت هذه الجمعية بشكل أساسي إلى إقامة تجارب عديدة وطرح توضيحات تخص هذا النوع من التعليم بالتعاون مع الأقسام الجامعية المختلفة، ومن أشهر ما تم تنفيذه من التجارب بخصوص تعليم الكبار تم تنفيذه في مدينة "ذا باس" الواقعة في مدينة كندا في ولاية مانيتوبا. (المبيريك والعسكر، 2019)
يهتم تعليم الكبار والتعليم العالي في كندا إلى تحقيق عدد من الأهداف:
فمثلاً يكون التمويل للجامعات في كندا مختلف من جامعة لأخرى فجامعات "كيوبيك" الفرنسية تُدعم بتمويل كبير ويدفع طلابها رسوماً أقل في التعليم، بينما جامعات المناطق الأطلسية فتقوم على التمويل التطوعي، وتستفيد دولة كندا بشكل كبير من التمويل الذي تجنيه من برامج الابتعاث إليها. (الحصف، 2019).
ويبرز اهتمام كندا بتطوير تعليم الكبار من خلال تأسيس أربع منظمات دولية معنية بتعليم الكبار هي:
اهتمت كندا بمعلم الكبار بصفة عامة، وتعليم الكبار بصفة خاصة باعتباره أحد قطاعات التعليم الهامة لكافة قطاع المجتمع، ولعل أهم ما يميز كندا هو التركيز على تدريب معلم الكبار وتدريبة بعد مرحلة دراسته، بهدف اكتساب الخبرة التعليمية المباشرة في موقع العمل، ولقد قامت جامعة "بورتوريكو" (University of Puerto Rico (UPR (غانم وجمال الدين، 2016).
المشكلات التي تواجه تعليم الكبار بكندا:
من خلال العرض السابق يتبين لنا أن كندا لايزال لديها عدد من العقبات التي تقف حاجزاً في تطوير تعليم الكبار داخلها، ولعل من أبرز مشكلاتها ما يلي:
قلة التمويل لبرامج تعليم الكبار حيث إن أكثر المبادرات القائمة في مجال تعليم الكبار هي مبادرات تطوعية، وكذلك على جانب التشريع فإدارة التعليم تولي تعليم الكبار جانباً أقل من الإدارة مقارنة ببرامج التعليم المقدمة للمتعلمين الصغار، مما أثر على الدعم المالي وأنتج قلة في المراكز المتخصصة بتعليم الكبار، وعدم القدرة على توفير الوسائل التعليمية.
الأعداد المتزايدة من المتعلمين الكبار بسبب الهجرة واللجوء جعلت كندا في تحدي استيعاب تلك الأعداد مع قلة التمويل لبرامج تعليم الكبار.
نقص عدد الخبراء التربويون ومعلمي الكبار بسبب طبيعة مساحة دولة كنداء الواسعة، مما يخلق تفاوتاً بين مستوى تعليم الشعب الكندي، ويمنع الجهات المختصة بتعليم الكبار من القدرة على شمول التعليم للجميع.
وبعد العرض الخبرة الكندية في مجال تعليم الكبار، سنتطرق فيما يلي الى التصور المقترح الذي سيستفيد من تلك الخبرة.
المحور الثاني: التصور المقترح: حيث سيتم بناء التصور المقترح لتطوير مدارس تعليم الكبار بالمملكة العربية السعودية من خلال الاطلاع على خبرة دولة كندا..
الأسس والمنطلقات التي يعتمد عليها التصور المقترح:
-أهمية التعلم المستمر للكبار الذي يعتمد على الاستمرار في بناء المهارات والمعارف طوال حياة الفرد، ويعتمد هذا المبدأ على فكرة أن التعلم غير محدد بمراحل العمر وأنه يمكن أن يقدم في أي وقت.
- إيجاد صيغة تعليمية لعبور الفجوة المعرفية والتكنولوجية، التي يعاني منها المتعلمين الكبار في المدارس.
-تلبية الاحتياجات التربوية للمتعلمين الكبار في المدارس.
- الاستفادة من خبرات الدول في تطوير مدراس تعليم الكبار.
أهداف التصور المقترح:
- تعزيز مكانة ودور المتعلمين الكبار في المجتمع السعودي.
- تلبية احتياجات الكبار لدى تعلمهم.
-تطوير مدارس تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية.
فلسفة التصور المقترح:
تؤكد فلسفة هذا التصور على أهمية تطوير مدارس تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية ورفع كفاءتها، لدعم المتعلمين الكبار، وتهيئة بيئة تعليمية مناسبة وداعمة وجاذبة تنمي شخصية المتعلم، وأنه شريك في عملية التعلم، والعمل على مبدأ التعاون بين المجموعات.
مبررات التصور المقترح:
مبررات اقتصادية: ومن ذلك قلة كفاءة نظام التعلم التقليدي في المدارس في تحقيق فرص التعلم
الفني والعالي كالبعد المكاني أو الزماني، مما أدى بالدول المتقدمة إلى استحداث النظم التعليمية التي تتحلل من نظام الفصول التقليدية كنظام التعلم عن بعد.
مبررات اجتماعية: فقد تحول بعض الظروف الاجتماعية إلى عدم إتاحة الفرصة للاستفادة من فرص التعلم بوسائله التقليدية في المدارس، مثل ضرورة الحضور اليومي.
مبرات تقنية: للاستفادة من التقدم التكنولوجي والتقني في مجال التعليم بشكل عام، حيث أن التقنية، والرقمنة العصرية اتاحت تفعيل التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم، وهو نمط من أنماط التعلم الذي نعلم فيه التلميذ كيف يتعلم ما يريد هو بنفسه أن يتعلمه.
مبررات تعليمية: وتظهر في التخلص من مشكلات التعليم التقليدي، من الابتعاد عن جميع الأساليب والأنظمة التعليمية التربوية، ومواكبة جميع التغييرات والمُجريات بسبب ما يشهده العالم من انفجار معرفي في كافة المجالات، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على العلم والمعرفة.
منطلقات (مرتكزات) التصور المقترح:
يستند التصور المقترح على عدد من المنطلقات ومنها:
- الأدبيات العلمية والدراسات: تكونت بدايات أفكار التصور المقترح من الأدبيات العلمية التي، وكذلك تم الاعتماد على الدراسات العلمية، لاقتراح هذا التصور.
- الخبرات العالمية الرائدة، فقد اهتمت العديد من الدول العالمية المرموقة بتطوير مدارس تعليم الكبار، وكرست جهودها لتنمية مهارات وقدرات المتعلمين الكبار بما يتوافق مع التغيرات العلمية المتسارعة، الذي يجعل الوقوف على هذه التجارب الناجحة والرائدة - في مجال تطوير مدارس تعليم الكبار والاستفادة منها منطلقاً هاماً للتصور المقترح.
متطلبات تنفيذ التصور:
- تكاتف وتعاون الوزارات المعنية لتطوير مدارس تعليم الكبار، والاستفادة من خدماتهم.
- توفير مصادر لتمويل الثانوية لتحفيز المعلمين، وبالتالي ضمان وجود معلم كبار قادر ومحفز.
- تهيئة البنية التحتية سواء كانت أجهزة أو أدوات أو شبكة الإنترنت مما يتيح استخدام التعليم بسهولة.
- طرق واستراتيجيات التدريس: أن تكون طرق واستراتيجيات التدريس غير تقليدية تتناسب مع الكبار، مثل المناقشات التفاعلية، والرحلات الميدانية، والحرص على أن يتم ذلك في جو يتسم بالود، ويبتعد عن التنافسية بين الدارسين، مع مراعاة الخصائص الاجتماعية والنفسية للمتعلمين الكبار من جهة، وأن ترتبط بالحاجات الحياتية الخاصة لهم من جهة أخرى.
- المعلمين القائمين بالتدريس في مدارس تعليم الكبار: أن يكون لديهم الخبرة والمهارات الكافية للقيام بتدريس الكبار، ولابد من احترافيتهم الأكاديمية التي تخولهم من العمل بشكل يتناسب مع خصائص المتعلمين الكبار واحتياجاتهم، كما يمكن أن يتم ذلك من خلال المعلمين المتقاعدين الذين يتمتعون بخبرات في التدريس.
- بالنسبة لنظام حضور الدارسين: يقترح الاكتفاء بأن تكون الدراسة ليست بالضرورة يومية ويكتفى بأيام معينة في الأسبوع، شرط أن تكون تؤدى المهام على أكمل وجه حضورياً أو عن بعد.
- تمويل المدارس: في هذا التصور يقترح ان تشارك العديد من المؤسسات والمنظمات مع الوزارات في تمويل تلك المدارس ودعم بنيتها التحتية وكذلك طلبتها ومعلميها، وبالتالي ضمان استمرارية تطورها، وجودة مخرجاتها.
معوقات تنفيذ التصور المقترح:
- قلة إدراك بعض المتعلمين أنهم بحاجة إلى عملية التعلم بشكل مستمر.
- نقص الإعلام والحوار المجتمعي بهذا الشأن، التعليمي مما أدى إلى عدم وعي أفراد المجتمع بأهمية وضرورة محو الأمية وتعليم الكبار والتعلم المستمر مدى الحياة.
- قلة الدافعية لدى بعض المتعلمين الكبار في الالتحاق بمدارس التعليم، وعدم إدراك ضرورة تنمية مهاراتهم بما يتناسب مع متغيرات المجتمع المتجددة.
- ضعف المشاركة المجتمعية سواء الجمعيات الأهلية أو رجال الأعمال في دعم العملية التعليمية.
- قلة الإمكانيات الخاصة بالبنية التحتية.
- قلة مصادر التمويل اللازمة للدعم من المجتمع المدني بالإضافة إلى ضعف التنسيق والتعاون بين الوزارات بعضها البعض.
الحلول المقترحة للتغلب على المعوقات:
- تطوير البنية التحتية من خلال تقوية شبكات الإنترنت وتوفير الأجهزة اللازمة لتطوير مدارس تعليم الكبار.
- التنسيق والتعاون بين الوزرات بما يتناسب مع أهداف تعليم الكبار.
- تقديم بدائل ومسارات مبتكرة وغير تقليدية لزيادة الميدانية لمدارس تعليم الكبار.
- دعم التمويل للمدارس من خلال المنظمات و الهيئات المجتمعية، وتعزيز نظام الخصخصة.
بعض المقترحات لاستفادة تعليم الكبار في السعودية من خطة التعليم الكندية لتطوير واقع تعليم الكبار:
النتائج التي توصل لها البحث:
- هناك بعض المعوقات التي تحول دون التطوير المرغوب في مدارس تعليم الكبار، وبالتالي قلة استفادة المتعلمين الكبار بالشكل المأمول.
- ضعف وجود سياسة عامة واضحة تربط بين تعليم الكبار والتعليم النظامي، وضعف التشريعات التي تنظم برامج تعليم الكبار للمتعلمين بمدارس تعليم الكبار، وبالتالي اختلاف تطبيق بعض برامج تعليم الكبار من مؤسسة لأخرى أو من مدرسة لأخرى.
- وفقا لرؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول الوطني٢٠٢٠م فالاهتمام بالمتعلمين الكبار وتعليمهم أصبح خيارا إستراتيجياً لجميع المجتمعات التي تسعى للتقدم والنجاح، لا سيما في المملكة العربية السعودية التي تشهد تزايدا كبيرا في أعداد السكان وتطور التعليم.
- محدودية الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات المتعلقة بتطوير مدارس تعليم الكبار مما يؤدى لظهور العديد من التهديدات، من أبرزها تدنى المخصصات المالية للمؤسسات تعليم الكبار، وضعف العلاقة بين مؤسسات التعليم النظامي وتعليم الكبار.
- تعتبر دولة كندا من الدولة ذا التاريخ العريق في مجال تعليم الكبار، كما انها مازالت في تقدم وتطور مستمر في هذا المجال.
توصيات البحث ومقترحاته:
- تبين أن تعليم الكبار في المملكة يعتمد مصدرا واحدا وهو التمويل الحكومي؛ بعكس الحال في كندا، وبذلك يلزم وزارة التربية وضع استراتيجية جديدة تضمن تنويع مصادر تمويل تعليم الكبار، مثل المؤسسات الخاصة غير الحكومية، وتخصيص نسبة من دخلها لصالح صندوق تعليم الكبار.
- ضرورة اعادة بناء هيكلة مدارس تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية، بما يضمن تحقيق النفع والعائد على تعليم الكبار والتعليم المستمر.
- اعداد وتدريب الكوادر المؤهلة على المساهمة في تفعيل دور مدارس تعليم الكبار من معلمين مؤهلين او اداريين بشكل عام.
- الاستفادة من الخبرة الكندية بإنشاء جمعية سعودية متخصصة بتعليم الكبار، حيث تناط بتلك الجمعية تخطيط وتنفيذ برامج تعليم الكبار المختلفة وبرامج التعليم المستمر.
- إنشاء المزيد من المعاهد والجامعات وفتح تخصصات متنوعة تناسب اختلاف المتعلمين الكبار خاصة في المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية.
- نشر الوعي بأهمية العلم ودوره الفعال في إحداث أثر على الفرد وعلى المجتمع وذلك عبر وسائل الاعلام المختلفة.
- خلق أنظمة تعليم مرنه وفعالة؛ وذلك بأن يستطيع المتعلم اختيار وقت تعلمه وما يريد أن يتعلم كالتعلم المفتوح مثلاً، في جميع المؤسسات التعليمية.
الأحمد، وسيم حسام الدين. (2017). حماية حقوق كبار السن في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية والقانون الدولي والتشريعات الوطنية الخليجية، دار المنهل للنشر، الأردن.
حسان، محمود سعيد. (2010). استراتيجية مقترحة لتفعيل مساهمات منظمات المجتمع المدني في تعليم الكبار بمصر حتى 2020. المؤتمر السنوي الثامن، المنظمات غير الحكومية وتعليم الكبار في الوطن العربي "الواقع والرؤى المستقبلية" 24-26 أبريل، مركز تعليم الكبار جامعة عين شمس، القاهرة، 895-934.
الحصف، منيرة بنت مسفر. (2019) رؤية مستقبلية لتطوير نظام تعليم الكبار والتعليم المستمر في السعودية في ضوء خبرة كندا، مجلة البحث العلمي في التربية. ع (20) ج (11) 317-326.
الرواف، هيا بنت سعد. (2002). تعليم الكبار والتعليم المستمر. مكتب التربية العربي لدول الخليج.
زين الدرين، محمد مجاهد (2013). أساليب بناء التصور المقترح في الرسائل العلمية. مكة الكرمة: جامعة أم القرى.
السرحاني، هنا (2013). تطور محو الأمية وتعليم الكبار في المملكة العربية السعودية خلال الأعوام (1990-200م). كلية الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
سعد، نهلة جمال محمد. (2016). دراسة مقارنة لدور مركزي تعليم الكبار في جامعة ريجينا بكندا وجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية في خدمة المجتمع وإمكانية الإفادة منها في مصر، بحوث ومؤتمرات، الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية وجامعة عين شمس-كلية التربية، قاعدة معلومات دار المنظومة.
السنبل، عبد العزيز. (۲۰۰۰). استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي. تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
الشرعي، نديم محمد (2015) تجارب عالمية في تعليم الكبار وكيفية الاستفادة منها في تعليم الكبار في الوطن العربي، بحوث ومقالات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-إدارة التربية، قاعدة بيانات دار المنظومة.
الشميلان، بندر. (١٤٣٨). رؤية السعودية٢٠٣٠ قوة اقتصادية وأقل اعتماداً على النفط. الرياض، السعودية: الدار العربية للطباعة والنشر
الشهري، أغاريد (2018) واقع ملاءمة مخرجات التعليم في المرحلة الثانوية لمتطلبات سوق العمل السعودي من وجهه نظر أصحاب العمل. مجلة كلية التربية. جامعة أسيوط.
شواشرة، عاطف حسن. (2006). التعليم الجامعي المفتوح وتعليم الكبار، مؤتمر دور المنظمات الأهلية العربية في تحقيق الأهداف التنموية للألفية في الدول العربية، الشراكة لبناء المستقبل. الكويت من 18 20 كانون أول.
الصحفي، أمل عطية الله صالح. (2021). تطوير النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية في ضوء خبرة كلاً من سنغافورة وكوريا الجنوبية وفنلندا وكندا، بحوث ومقالات، جمعية الثقافة من أجل التنمية قاعدة. معلومات دار المنظومة.
الصنات، الجوهرة ابراهيم ناصر. (2012). تعليم الكبار في ضوء نظرية التعلم والتعليم في المجتمع السعودي: دراسة تحليلية. الثقافة والتنمية. جمعية الثقافة من أجل التنمية.13(63).
عبيدات، ذوقان. (2005). البحث العلمي- مفهومه وأدواته وأساليبه. الأردن. عمان: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
عبد الشافي، دينا حسن. (2008). إطارات تعليم الكبار...رؤية مستقبلية، الدار العربية للكتاب، القاهرة.
العتيبي، سامية (2018) تحليل نظام التعليم في المملكة العربية السعودية -الواقع والتطلعات - المجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية. ع (3) 170-219.
العساف، صالح محمد (2016) المدخل الى البحث في العلوم السلوكية (ط ٤) دار الزهراء.
الغامدي، محمد بن أحمد العجي. (2014). واقع برامج تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية مقارنة ببعض التوجهات العالمية لتطوير تعليم الكبار: تصور مقترح، رسالة دكتوراه، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، قاعدة معلومات دار المنظومة.
غانم، محمد أحمد، وجمال الدين، نجوى يوسف (2016) الخبرة الكندية في الترخيص لمزاولة المهن التعليمية وإمكانية الاستفادة منها في مصر، مجلة الإدارة التربوية، الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية، س 3، (ع 11)، 13-3.
كحيل، أمل عثمان. (2021). تعليم الكبار والتنمية المستدامة. جامعة دمشق.
المبيريك، هيفاء بنت فهد والعسكر، منى بنت حمد. (2019). إسهامات بعض الدول الغربية في دعم حركة تعليم الكبار: دراسة لإثراء أدب تعليم الكبار في العالم العربي، بحوث ومقالات، آفاق جديدة في تعليم الكبار. قاعدة معلومات دار المنظومة.
المملكة العربية السعودية هيئة الخبراء بمجلس الوزراء. (2022). نظام تعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة العربية السعودية. https://laws. boe. gov. sa/BoeLaws/Laws/LawDetails/f457818f-2d89-4339-b7e7-a9a700f1fff2/1
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. (٢٠٠٠). استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي.
اليامي، هادية (2018) رؤية مستقبلية لتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030. مجلة العلوم التربوية والنفسية. م (2) ع (26) 32-49.
المراجع الأجنبية:
Abusaaq, H. I. (2015). Population Aging in Saudi Arabia. Saudi Arabian. Monetary Agency, KSA
Gunder, E. E. (2014). Third Age Perspectives on Lifelong Learning: Procedia – Social and Behavioral Sciences, No. 11
Knowles, Malcolm S.; Holton III (2012)., Elwood F and Swanson, Richard. A., The adult learner: the definitive classic in adult education and human resource development, 7th ed., Routledge, 2012, p. 14
المراجع العربية مترجمة للإنجليزية:
Ibrahim, Muhammad Ibrahim. Abdel-Samie, Mustafa, Al-Saydi, Yehia. (2007). The reference document for the Fourth Annual Conference on Adult Education: Civil Society and the Education of Arab Women: A Strategic Direction from the studies of the Fourth Annual Conference on Adult Education entitled Arab Literacy: Problems and Solutions, held at the Guest House. Ain-Shams University. Cairo. Arab Thought House.
Al-Ahmad, Wassim Hossam El-Din. (2017). Protecting the rights of the elderly in light of the provisions of Islamic law, international law and Gulf national legislation, Al-Manhal Publishing House, Jordan.
Al-Hamid, Muhammad bin Moajib. (2014). Higher education in Canada, research and articles, Saudi Journal of Higher Education. System house information base.
Al-Hamid, Muhammad, Al-Otaibi, Badr, Ziada, Mustafa, and Metwally, Nabil. (2007). Education in the Kingdom of Saudi Arabia is a vision of the present and an anticipation of the future. Fourth Edition, Al-Rushd Library, Riyadh, Saudi Arabia.
Hassan, Mahmoud Saeed. (2010). A proposed strategy to activate the contributions of civil society organizations in adult education in Egypt until 2020. The eighth annual conference, Non-Governmental Organizations and Adult Education in the Arab World, "Reality and Future Visions", Adult Education Center, Ain Shams University, Cairo, 895-934.
Al-Hafs, Munira bint Misfer. (2019) A future vision for the development of the adult and continuing education system in Saudi Arabia in the light of Canada's experience, Journal of Scientific Research in Education. P (20) C (11) 317-326.
Rawaf, Haya bint Saad. (2002). Adult and continuing education. Arab Bureau of Education for the Gulf States.
Zain Aldrin, Muhammad Mujahid (2013). Methods of building the proposed perception in scientific theses. Makkah Al Karma: Umm Al-Qura University.
Al-Sarhani, Hana (2013). The development of literacy and adult education in the Kingdom of Saudi Arabia during the years (1990-200 AD). Faculty of Graduate Studies, University of Jordan.
Saad, Nahla Gamal Mohamed. (2016). A comparative study of the role of adult education centers at the University of Regina in Canada and the University of Virginia in the United States of America in community service and the possibility of benefiting from it in Egypt, research and conferences, the Egyptian Society for Comparative Education and Educational Administration and Ain Shams University - Faculty of Education, Dar Al-Mandumah Database.
Al-Sunbul, Abdel Aziz. (2000). Adult education strategy in the Arab world. Tunisia: Arab Organization for Education, Culture and Science.
Al-Shari’i, Nadim Muhammad (2015) International experiences in adult education and how to benefit from them in adult education in the Arab world, research and articles, the Arab Organization for Education, Culture and Science - Education Administration, Dar Al-Mandumah database.
Al-Shimilan, Bandar. (1438). Saudi Vision 2030 is an economic power and less dependent on oil. Riyadh, Saudi Arabia: The Arab House for Printing and Publishing
Shehri, Agharid (2018) The reality of the suitability of secondary education outputs to the requirements of the Saudi labor market from the point of view of employers. College of Education Journal. Assiut University. M (34). p (6).
Chawashreh, Atef Hassan. (2006). Open University Education and Adult Education, Conference on the Role of Arab NGOs in Achieving the Millennium Development Goals in Arab Countries, Partnership for Building the Future. Kuwait from 18 to 20 December.
Journalist, Amal Atiyatullah Saleh. (2021). Developing the educational system in the Kingdom of Saudi Arabia in the light of the experience of Singapore, South Korea, Finland and Canada, research and articles, Culture for Development Association base. System house information.
Al-Sanat, Al-Jawhara Ibrahim Nasser. (2012). Adult education in the light of learning and teaching theory in Saudi society: an analytical study. culture and development. Culture for Development Association.13(63).
Obeidat, Thouqan. (2005). Scientific research - its concept, tools and methods. Jordan. Amman: Dar Al-Fikr for printing, publishing and distribution.
Ghanem, Mohamed Ahmed, and Gamal El-Din, Najwa Youssef (2016) Canadian experience in licensing the practice of educational professions and the possibility of benefiting from them in Egypt, Journal of Educational Administration, Egyptian Society for Comparative Education and Educational Administration, S3, (p. 11), 13-3.
Kahil, Amal Othman. (2021). Adult education and sustainable development. university of Damascus.
Al-Muberek, Haifa bint Fahd, and Al-Askar, Mona bint Hamad. (2019). The contributions of some Western countries in supporting the adult education movement: a study to enrich adult education literature in the Arab world, research and articles, new horizons in adult education. System house information base.
', './data/mfes/coversheet/451681379989.jpeg'))
مشاهدة على SCiNiTO