دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس

                                     كلية التربية

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس

اعداد

أ/رائد عوادة

الجامعة العربية الامريكية - فلسطين

كلية الدراسات العليا – إدارة تربوية

raedfenn8@gmail.com

   }المجلد التاسع والثلاثون– العدد الثانى– فبراير 2023م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

ساهمت هذه الدراسة في التعرف على دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني في المدارس الأساسية من وجهة نظر المدراء في محافظة القدس، إذ حاولت الكشف عن المتطلبات والمهارات الواجب توفرها والكشف ايضاُ عن أبرز التحديات والمعوقات التي واجهت المعلمين في تطبيق فضاء تربوي الكتروني، وقد اعتمدت الدراسة على المقابلات، من خلال استقصاء آراء مجموعة من المدراء التربويين (مجموعة بؤرية) تتوفر لديهم بيئة فضاء تربوي الكتروني؛ لجمع البيانات اللازمة، وتحليلها، والحصول ولتحقيق أهداف الدراسة، اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصلت الدراسة الى عدد من النتائج كان اهما ان مديري المدارس اشاروا الى ان هناك أهمية بالغة لبناء ثقافة تنظيمية وفي تطبيق فضاء تربوي الكتروني قادر على الابتكار في المدارس الأساسية في محافظة القدس، وانه من الضروري بمكان العمل على توفير الإمكانيات المادية والمعنوية وتأهيل المعلمين وتطوير مهاراتهم، توفير بيئة تعليمية متفاعلة ومراعية لفروق الطلبة الفردية والاحتياجات النفسية، تعمل هذه البيئة التعليمية على اكساب الطلبة مهارات التواصل بالدرجة الاولى لبناء الثقافة التنظيمية الإبداعية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني، وكانت أهم التوصيات توعية الاهل والطلبة والمعلمين نحو بناء ثقافة تنظيمية وما تمثله من أهمية بالغة في إنجاح تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني في المدارس الأساسية، لتحقيق متطلبات القرن21، والعمل على تعزيز وتطوير الثقة التنظيمية لما لها من فاعلية بالغ الأهمية في إنجاح تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني.

الكلمات المفتاحية: الثقافة التنظيمية، فضاء تربوي الكتروني، مدينة القدس.

Abstract

This study contributed to identifying the role of organizational culture in the application of an electronic educational space in basic schools from the point of view of principals in Jerusalem Governorate, as it tried to reveal the requirements and skills that must be available and also to reveal the most prominent challenges and obstacles faced by teachers in the application of an electronic educational space, and the study relied on interviews, through a survey of the opinions of a group of educational managers (focus group) who have an electronic educational space environment, to collect the necessary data, analyze it, and obtain and achieve the objectives of the study, The researcher followed the descriptive analytical approach, and the study reached a number of results, the most important of which was that school principals indicated that there is great importance to build an organizational culture and in the application of an electronic educational space capable of innovation in basic schools in Jerusalem Governorate, and that it is necessary to work to provide material and moral capabilities, qualify teachers and develop their skills, provide an interactive educational environment that takes into account students' individual differences and psychological needs, This educational environment works to provide students with communication skills in the first place to build a creative organizational culture in the application of an electronic educational space, and the most important recommendations were to educate parents, students and teachers towards building an organizational culture and its great importance in the success of the application of the electronic educational space in basic schools, to achieve the requirements of the 21st century, and work to strengthen and develop organizational confidence because of its effectiveness of great importance in the success of the application of the electronic educational space.

المقدمة:

 الثقافة هي لسان العالم واللغة التي توحد الشعوب مع بعضها البعض، وفكرة استخدام الثقافة بأطر إبداعية تجعلنا نتقدم خطوات عالمية، فالثقافة التنظيمية الجيدة تساهم  في الاهتمام بالعنصر البشري أولاً، حيث تعمل المنظمة إلى إيجـاد البدائل والحلول التي يتم من خلالها تهيئة كافة الاحتياجات للعاملين وذلك بهدف تنمية وتطـوير قدراتهم  ومهاراتهم ، وتحقيق نوع من الانسجام بين أهداف العاملين وأهداف المنظمة ، ومن هنا يمكن القول بأن تبنّي الإدارة لنهج فضاء تربوي إلكتروني سيساهم في متابعة أداء العملية التعليمية بشكل أفضل من كافة جوانبه، ومعرفة نقاط القوة والضعف أولاً بأول؛ لما توفره هذه التقنية من المرونة، والتيسير في عمليات المراجعة والتقويم المستمر لأداء العاملين في المؤسسة؛ مما يحسن تلك الثقة والمشاركة بشكل إيجابي في الإصلاح التربوي، وعلى نقيض ذلك، فقد أشارت دراسة (قط،  2021) إلى عدم وجود علاقة لدرجة معرفة مديري المدارس بالكفايات التكنولوجية ومدى تطبيقها في الإدارة المدرسية، وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت دراسة(بحراوي،  2019) أيضاً، إلى وجود نقص في متطلبات تطبيق الإدارة الإلكترونية؛ مما يستدعي ذلك دعماً من الإدارات العليا، وأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين متغيرات الثقافة التنظيمية، وتطبيق الإدارة الإلكترونية في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن هناك حاجة ماسة؛ لخلق، أو إيجاد ثقافة إلكترونية ذات استدامة لمتابعة، ومواكبة التطور التكنولوجي، وملائمته مع الواقع الإداري           التربوي المعاصر.

وتعد الثقافة التنظيمية من المفاهيم المهمة في الإدارة المعاصرة، إذ يؤكد الكثير من الباحثين ومدراء الشركات أن نجاح وفشل المنظمات يتأثر بشكل كبير بثقافة ونمط التفكير السائد فيها، حيث أن لكل منظمة ثقافتها الخاصة بها التي تتكون من القيم والافتراضات والمعتقدات التي يكتسبها الأفراد العاملون من منظماتهم وبيئتهم الخارجية المحيطة بهم التي تعمل على تشكيل سلوك العاملين واتجاهاتهم وتصرفاتهم والتي ربما تنعكس سلبياً وإيجابياً على جميع عمليات وأنشطة المنظمة (عبد الرزاق وآخرون، 2019. (

مشكلة الدراسة:

لكل مدرسة العناصر الخاصة بها والتي تميزها عن غيرها وتكون سبباً في تحقيق نجاحها أو عدمه، ومن هذه العناصر الإدارة ذات الكفاءة العالية فالمدير هو المفتاح الرئيسي للمنظمات فإن أحسن الإدارة حقق النجاح والتقدم والعكس صحيح، كذلك فإن الثقافة التنظيمية لها فاعلية أيضاً في تحقيق نجاح المنظمة ونطورها، وعليه فإن مشكلة هذه الدراسة تتمثل في السؤال الرئيسي التالي:

ما دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس؟" ويتفرع من السؤال الرئيسي الاسئلة الفرعية الاتيه:

1. ما أهمية الثقافة التنظيمية في التهيئة لتطبيق فضاء تربوي إلكتروني ؟  

2. ما المتطلبات والمهارات الواجب توفرها في القرن21 من وجهة نظركم؟

3. ما التحديات والمعوقات التي تواجهونها وكيف السبيل إلى التغلب على هذه التحديات؟

4. ما التصور المقترح لتفعيل دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس؟

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة في كونها تساعد المدارس في الاستفادة من النتائج التي سيتم التوصل لها وكذلك التوصيات، كذلك فقد نبعت أهمية هذه الدراسة من ندرة الدراسات السابقة على حد علم الباحث، وخاصة الفلسطينية منها والتي تربط بين المتغير المستقل والتابع في هذه الدراسة، والأهمية الكبيرة لهذه الدراسة هي أنها قد تساهم في توفير مادة أدبية للمهتمين والباحثين في " دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس" .

أهداف الدراسة:

تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

•   التعرف إلى دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس.

•   التعرف على  أهمية الثقافة التنظيمية في التهيئة لتطبيق فضاء تربوي إلكتروني ؟  

•   ما المتطلبات والمهارات الواجب توفرها في القرن21 من وجهة نظركم؟

•   التعرف على التحديات والمعوقات التي تواجهونها وكيف السبيل إلى التغلب على           هذه التحديات؟

•   التعرف على التصور المقترح لتفعيل دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس؟.

حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة على الحدود الأتية:

  الحدود البشرية: مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس.

  الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الاول من العام 2022.

  الحدود المكانية: المدارس التي تتوفر لديهم بيئة فضاء تربوي الكتروني في محافظة القدس.

  الحدود الموضوعية: دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس.

الإطار النظري

مفهوم الثقافة التنظيمية

تعددت مفاهيم الثقافة التنظيمية ومنها حيث عرفت على انها الطقـوس السـلوكية الناجمـة عـن تفاعلات الأفراد واسـتخدامهم للغـة، وهـذه الطقـوس تظهـر ماهيـة السـلوك والأعراف التـي تظهـر فـي جماعـات العمـل والقيـم السـائدة داخـل المنظمة، والفلسـفة التـي توجـه سياسـة المنظمة والمناخ داخـل المنظمة" (عبد الرزاق وآخرون، 2019 ،ص 156)، وعرفت أيضاً على انها مجموعة المبادئ والقيم الأساسية التي اكتشفتها، وأنتجتها وطورتها الجماعة، في محاولتها لإيجاد الحلول لمشاكل التأقلم الخارجي والاندماج الداخلي، والتي أثبتت نجاحها وفعاليتها بالنسبة لهم، واعتمدوها وأصبحوا يتداولونها على أنها الطريقة الصحيحة والجيدة؛ لمعالجة المشكلات وإدراكها وفهمها" (آيت، 2015،ص 4)، كما وأنها نظام من المعتقدات والقيم المشتركة التي تطور ضمن المنظمة، والتي ترشد وتوجه سلوك أفرادها؛ إذ يشار إلى هذا النظام في أوضاع الأعمال غالباً بثقافة الشركة، مع العلم أن هناك دائماً اختلافاً في شخصيات الأفراد، وعدم وجود تشابه كامل بين ثقافتين تنظيميتين مهما بلغت درجة التشابه بينهما؛ لذلك فإن مفكري واستشاري الإدارة يعتقدون أن الاختلافات الثقافية يمكن أن يكون لها أثر مهم على أداء المنظمات، وجودة حياة العمل لأفرادها (عبد العالي، 2018،ص 117).

وبطبيعة الحال فإن لكل مدرسة ثقافتها الخاصة بها، وتعد الثقافة ذات فاعلية إن انسجمت في تحقيق أهداف ورسالة المدرسة، وفي حالة عدم انسجامها مع أهداف ورسالة المدرسة، فتكون بذلك عائقاً يحول دون إحداث التغيير المنشود، وإضافة إلى ذلك فإن          الثقافة التنظيمية لها عدة أبعاد ومستويات، سواء كانت من الطبقات الرمزية أو والمعرفية(Belias, 2014).

ومما سبق ذكره، يلاحظ الباحث أن هنالك العديد من التعريفات لمفهوم الثقافة التنظيمية ومن الصعوبة بمكان إيجاد تعريف واحد ومحدد، وإضافة إلى ذلك فإن الثقافة التنظيمية تعد من أهم الركائز التي يتوجب الاهتمام بها من قبل صانعي القرار عند وضع السياسات والاستراتيجيات؛ مما يساهم في زيادة تقبل ونجاح المدرسة في مواكبة التطورات وتحديات القرن21.

أهمية الثقافة التنظيمية:

تلعب الثقافة التنظيمية دوراُ هاماُ ومحورياُ في عملية التصميم التعليمي، بحيث إنه يتوجب إحداث التغيير بما يتناسب مع أهداف ورؤيا المدرسة، بما تمثله أيضا من عادات وتقاليد، ومن هنا نستطيع القول بأنه في سبيل تحقيق أهداف الفضاء التربوي الإلكتروني، يتوجب الأخذ بعين الاعتبار احتياجات التعليم الثقافية؛ مما يساهم في الحصول على مخرجات ذات جودة، ووفقاً لـ (Hosfstede, 1980)، بأن من غير الممكن تقييم فعالية الفضاء التربوي الإلكتروني دون النظر للدعائم الثقافية.

عناصر الثقافة التنظيمية:

هناك العديد من عناصر الثقافة التنظيمية حيث جاء في عبد العالي(2018) على انها:

1. القيم التنظيمية: هي عبارة عن القيم المتعارف عليها بين الأعضاء والتي حصلت على القبول الواسع والثقة، فعلى سبيل المثال: ما هو مرغوب وغير مرغوب، مهم أو غير مهم...الخ.

2. المعتقدات التنظيمية: هي عبارة عن الأفكار المنسجمة والمتوافقة مع طبيعة العمل والحياة الاجتماعية للأفراد داخل بيئة العمل المدرسي، مع التطرق لأهمية المشاركة الاجتماعية في اتخاذ القرارات في سبيل تحقيق الأهداف.

3. الأعراف التنظيمية: هي عبارة عن معايير تعتبر لصالح الهيكل التنظيمي، ولا يشترط ان تكون مكتوبة ويتوجب اتباعها.

4. التوقعات التنظيمية: هي عبارة عن التوقعات التي يتوقعها كل فرد داخل الهيكل التنظيمي، سواء كان إدارياً، أو معلماً، أو عاملاً، بالإضافة إلى توفير البيئة الآمنة والمناخ التربوي المساهم في توفير الاحتياجات النفسية، والاجتماعية والاقتصادية.

5. السياسات والإجراءات: هي القواعد والإجراءات المنوي اتخاذها، فهي تعتبر الخطوات العملية لتنفيذ السياسات داخل الهيكل التنظيمي.

مفهوم الفضاء الإلكتروني التربوي:

عبارة عن نظام إلكتروني يعتمد بالأساس على شبكة الانترنت، فالفضاء التربوي الإلكتروني هو مصطلح إداري للجمع بين العمليات التنظيمية المختلفة من تخطيط، وتشغيل وتطوير وإنتاج؛ لتحقيق أهداف وتطلعات المدرسة؛ مما يساعد في تعزيز الكفاءة والفعالية المرجوة، ويعرف كلمة الفضاء الإلكتروني هو تلك المساحة التي تجتمع بها كل أنظمة الحاسوب ، ذلك المكان يشهد كافة عمليات التواصل الإلكتروني التي تحدث بصورة مستمرة ، داخل الفضاء الإلكتروني تجتمع عناصر متعددة ، فهذه المساحة تشمل مجموعة البيانات والمعلومات الخاصة بكل شبكة من شبكات الحاسوب ، كما يحتوي هذا الفضاء كذلك على أجهزة الحاسوب والأنظمة البرمجية المعقدة ، بالإضافة إلى المستخدمين (الشبول،2020)

تقنيات التكنولوجيا التي تستخدمها الادارة التربوية

إن من أهم تقنيات التكنولوجيا التي من الممكن استخدامها في الإدارة التربوية       (كريم وآخرون، 2016):

1. جهاز الحاسوب: حيث تستطيع الإدارة التربوية من خلاله إجراء العديد من البحوث العلمية، بالإضافة إلى حفظ السجلات والملفات باستخدام وسائط التخزين المختلفة، وعمل مشاركة للملفات وسهولة التعديل؛ مما يساهم في سرعة اتخاذ القرار.

2. وسائل الاتصال عن بعد: ومن أبرزها (الاجتماعات الإلكترونية، تبادل البيانات الإلكترونية وحفظها مع المراقبة والمتابعة للأنشطة المختلفة، شبكة الإنترنت؛ حيث تعد من أهم نظم لوحة المعلومات.

معيقات تطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني:

حيث ان هناك العديد من معيقات تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني كما جاء في الحداد(2018):

  معيقات إدارية: على متخذي القرار العمل على بناء نظام إداري جديد يمكن من خلاله مواجهة تحديات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع، ووضع الخطط والاستراتيجيات لإصلاح التعليم من خلال وضع معايير عالمية؛ بهدف التطوير والتحسين والمساهمة في إنتاج المعرفة، كما أن تبني نظام الفضاء التربوي الإلكتروني، سيساهم في تنظيم جميع الأنشطة المختلفة (الإدارية والعلمية والتعليمية) من خلال موقع إلكتروني، أو منصة إلكترونية تشتمل على معلومات المدرسة والهيكل التنظيمي لها.

  معيقات بشرية: يعد عامل اللغة من أكبر العوائق لصعوبة التعامل مع اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى عدم تدريب المعلمين على استخدام التقنية الحديثة بصورة متجددة، والتمتع بصفات، مثل: القدرة على مواجهة التحديات والظروف الطارئة (المرونة)، وحل المشكلات، وتقبل النقد الذاتي والمشاركة، حيث يشكل ذلك عائقا لتطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني.

  معيقات مالية : التكلفة العالية لشراء البرمجيات والأجهزة الإلكترونية لإدارة التعليم تعد من أكبر الصعوبات في تطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني بالإضافة إلى تكلفة برامج التدريب لدى المعلمين، وأن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى المهارة والدقة بالإضافة إلى توفير تطبيقات سريعة ومرنة للتعامل معها، وشراء برامج الحماية لهذه التطبيقات.

  معيقات تقنية وصحية: يعد ضعف البنية التحتية وعدم توفر الأجهزة من أكبر المخاطر والتحديات في تطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني، كما أن التطور السريع في التكنولوجيا الحديثة بحاجة إلى التدريب المستمر والمتجدد، مع توفير سرعات عالية من الإنترنت للتطبيقات الخاصة بإدارات التعليم المختلفة.

علاقة الثقافة التنظيمية الإبداعية في تطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني:

•   الإحساس بالهوية لدى العاملين في المدرسة، من خلال تنمية الشعور بالذاتية والتميز، وإيجاد روح الانتماء والولاء بين العاملين؛ مما يساهم في تحقيق رؤية ورسالة وأهداف المدرسة وكما تعتبر الثقافة التنظيمية الإبداعية الدليل والمرشد لدى الإدارة والعاملين؛ لأنها تحدد معايير السلوك والعلاقات التي يمكن الاستفادة منها، حيث إن ما يميز مدرسة عن أخرى هو ملامح الثقافة التنظيمية السائدة فيها، مثل: الابداع والتميز، والريادة، والثقافة التنظيمية عبارة عن خبرة تنافسية، كالتفاني في العمل (سلوكيات ابتكارية)، وتحقيق الاستقرار كنظام اجتماعي متجانس ومتكامل داخل المدرسة، والثقافة التنظيمية تعد عاملاً هاماً في جذب المعلمين المميزين، فالمدرسة الرائدة تجذب المعلمين الطموحين، الذين يتمتعون بمهارات مختلفة ومتنوعة(السرحان،2014).

الخلاصة:

من خلال ما تقدم، يرى الباحث أنه من أجل نجاح تطبيق الفضاء التربوي الإلكتروني في المدارس الأساسية، يتوجب العمل على بناء الثقافة التنظيمية ؛ لما توفره من الشعور بالهوية والالتزام الوظيفي لدى الاداريين والمعلمين والطلبة، ومما لا شك فيه فإن هناك العديد من المعيقات لتطبيق فضاء تربوي إلكتروني؛ ولذلك فمن الضروري الاهتمام بالعمل على تقليل هذه المعيقات ولو جزئياً في بداية الأمر، لمواكبة تحديات القرن21، كما أن للثقافة دوراً هاماً ومحورياً في تحقيق الاستمرار كنظام اجتماعي متجانس داخل المدرسة؛ مما يوفر الاستمرار وتنمية الانتماء وصولاً إلى تحيق أهداف ورؤية ورسالة المدرسة.

الدراسات السابقة

دراسة العودة (2021) هدفت التعرف الى المعوقات المتعلقة بإدارة التعلم الإلكتروني في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في ظل جائحة فيروس كورونا"، تم اختيار العينة بشكل عشوائي، مكونة من (40) إداري من محافظة الأحساء للمؤسسات التعليمية، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها ان المعوقات المالية جاءت في المرتبة الأولى، تليها المعوقات الصحية والفنية، وأخيراً العوائق الإدارية. وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها الحاجة إلى نشر الاتصال الإلكتروني بين إدارات التعليم المختلفة، وتحسين البنية التحتية لإدارة التعليم بشكل فعال.

دراسة الروايضة (2021) هدفت الدراسة إلى الكشف عن مدى امتلاك معلمي المرحلة الأساسية في مدارس تربية البادية الجنوبية مهارات الإدارة الصفية، وعلاقتها بمخرجات التعلم والعلاقات الاجتماعية بين الطلبة. ولتحقيق هدف الدراسة، استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم تطوير أداة لتحقيق أهداف الدراسة، اشتملت على (70) فقرة، موزعة على أربعة أقسام، تم تطبيقها على عينة عشوائية طبقية، بلغ حجمها ( 130) معلماً ومعلمة، أظهرت النتائج: أن مدى امتلاك معلمي المرحلة الأساسية في مديرية تربية البادية الجنوبية، مهارات إدارة الغرفة الصفية بدرجة مرتفعة، حيث احتل مجال البيئة الصفية، المرتبة الأولى بتقدير مرتفع جداً، وجاءت المجالات الأربعة: (المهارات الإدارية، حل المشكلات الصفية، المهارات الفنية، البنية المعرفية والعلمية للإدارة الصفية)، بتقدير مرتفع. كما أظهرت عدم وجود فروق دالة إحصائياً في مدى امتلاك المعلمين لمهارات إدارة الغرفة الصفية تعزى لمتغيرات: الجنس، وجنس المدرسة، وعدد سنوات الخبرة. وأظهرت وجود علاقة قوية موجبة دالة إحصائياً بين كل من: الدرجة الكلية لمهارات إدارة الغرفة الصفية، والعلاقات الاجتماعية بين الطلبة، ومخرجات التعلم اعتماداً على مقارنات قيم معاملات الارتباط، وقيم مستوى الدلالة المرافق لها، والتي بلغت بين إدارة الغرفة الصفية، والعلاقات الاجتماعية بين الطلبة (0.40)، وبين مهارات إدارة الغرفة الصفية، ومخرجات التعلم (0.75) وعدم وجود علاقة دالة بين البيئة الصفية والعلاقات الاجتماعية حيث بلغ معامل الارتباط (0.09)، ووجود علاقة قوية بين البيئة الصفية ومخرجات التعلم حيث بلغ معامل الارتباط (0.47). ومن أهم التوصيات، المحافظة على المدى المرتفع من امتلاك مهارات إدارة الغرفة الصفية. الكلمات المفتاحية: المرحلة الأساسية، الإدارة الصفية، المخرجات التعليمية، العلاقات الاجتماعية، البادية الجنوبية.

دراسة باهسونا واخرون ( Bahasoan at al,2020) هدفت  الدراسة التعرف الى فاعلية التعلم عن بعد خلال جائحة كورونا 2019. تم استخدام المنهج الوصفي واختيار عينات عشوائية بسيطة بحيث ضمت عينة البحث 115 مستجيباً من خلال التوزيع الإلكتروني للاستبيانات المحوسبة، توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج والتوصيات أهمها ان نظام التعلم عبر الإنترنت الذي تم تنفيذه خلال جائحة COVID-19 وظيفي وغير فعال، تم تنفيذه بشكل فعال بسبب الظروف التي تتطلب الدراسة عبر الإنترنت وغير فعال لأن التكاليف أعلى من الدروس غير المتصلة بالإنترنت.

دراسة أبو الخير (2019) تهدف هذه الدراسة الى فهم المعوقات التي تواجه إدارة المدرسة في تطبيق التعلم الإلكتروني من وجهة نظر مديري المدارس الابتدائية والمعلمين في غزة"، وتتكون عينة الدراسة من (38) مديرا و (154) معلما، واستخدم الباحث أداة الاستبيان لجمع البيانات، وتضمنت عدة محاور (معوقات: مادية - بشرية - إدارية - فنية)، واستنتج الباحث أن جميع العناصر وتمثل الاستبيانات عقبة أمام تطبيق التعليم الإلكتروني في المدارس الرئيسية في محافظة غزة، حيث كانت من أهم المعوقات المادية، ثم بعدها المعوقات الفنية والإدارية، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها تواجه المدارس الحكومية عقبات أكثر من المدارس التابعة لوكالة المعونة الدولية (الأونروا) والمدارس الخاصة عند تطبيق التعليم الإلكتروني، وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها ان لتطبيق التعلم الإلكتروني لا بد من تطبيق نظام تعليمي مرن برؤية واضحة، والاهتمام بتطوير البيئة التعليمية التقليدية ومدى ملاءمتها للتعلم الإلكتروني.

دراسة القرشي (2019) هدفت الى التعرف الى دور القيادة المدرسية في تعزيز قيم طلاب المرحلة الثانوية باستخدام تجربة توكاتسو اليابانية. تم تطبيق أداة الملاحظة على الدور القيادي وعلى ما قبل وبعد الملاحظة للطلاب، كما تم استخدام أداة المسح لعدد (10) طالبات من العينة؛ لتعميق نتائج الملاحظة وتأكيد مصداقيتها، و توصلت الدراسة إلى عدد نتائج منها ساهم تقديم الدعم من قبل مدير المدرسة ودوره في خلق بيئة مناسبة لتنفيذ الأنشطة، وكذلك تمكينها ضمن حدود اللوائح الخاصة بإجراء فصول توكاتسو، في تعزيز قيم التعاون والانضباط بين الطلاب من خلال تكرار الدروس وتبادل الحوارات والتجارب الإيجابية، ووضعت الدراسة عددا من التوصيات من أهمها قبول دروس توكاتسو لأهميتها في توفير القيمة للطلاب، وعقد دورات تدريبية للمديرات والمعلمات حول إجراء توكاتسو مع الاهتمام بتفعيلها وتشجيع           السلطات التنفيذية.

دراسة مسودي (2018) هدفت هذه الدراسة التعرف الى دور الثقافة التنظيمية في التطوير الأكاديمي دراسة عن الجامعات الحكومية الفلسطينية في الضفة الغربية"، أظهرت الدراسة دور الثقافة التنظيمية في التطوير الأكاديمي في الجامعات الحكومية الفلسطينية في الضفة الغربية؛ وتحقيقا لهذه الغاية تم استخدام "المنهج الوصفي التحليلي على عينة عشوائية طبقية"، وقد تألفت من (169) أكاديمياً وإدارياً فلسطينياً من "الجامعات الحكومية الفلسطينية"، ولجمع البيانات تم استخدام استبيانان، وتوصلت الدراسة إلى ان للثقافة التنظيمية دور محوري في درجة التطوير الأكاديمي للجامعات الحكومية الفلسطينية في الضفة الغربية، وأثبتت تصورات أفراد عينة الدراسة لمستوى الثقافة التنظيمية في الجامعات الفلسطينية حسب الجامعة بوجود فروق ذات دلالة إحصائية، وتوصلت الدراسة إلى التوصيات انه يتوجب تعزيز ثقافة الاختراع من خلال إنشاء اتحاد المخترعين الفلسطينيين، وكذلك منح جوائز للمؤسسات ذات الأداء المتميز والنتائج من قبل "وزارة التربية والتعليم والدراسات العليا".

منهجية الدراسة:

 من أجل تحقيق أهداف الدراسة أُستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي في جمع البيانات، حيث سيتم مقابلة مدراء تتوفر لديهم بيئة فضاء الالكتروني (المجموعة البؤرية) كأداة لجمع المعلومات. ومن خلال هذا الأسلوب سيتم تحليل موضوع الدراسة وهو دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس، وسيتم تنفيذها من خلال الخطوات الاتية:

1- الحصول على تصريح من وزارة التربية والتعليم لمقابلة المدراء في المدارس.

2- جمع البيانات الكيفية عن طريق المجموعات البؤرية للإجابة عن أسئلة الدراسة.

3- تفريغ الاجابات في نموذج معد لذلك.

4- استنتاج إجابات الأسئلة من خلال تحليل فحوى الاجابات.

مجتمع وعينة الدراسة

تكون مجتمع الدراسة من جميع مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس، والبالغ عددهم (238) مديراً، وتم أخذ عينة مكونة من (8) مدراء من المدارس الأساسية في محافظة القدس تتوفر لديهم بيئة فضاء تربوي الكتروني.

أدوات الدراسة

لجمع المعلومات حول مشكلة الدراسة، تم اعتماد أسلوب (المجموعة البؤرية) وهي أداة لجمع المعلومات تعتمد نوعاً خاصا من المقابلات من حيث الغاية والتصميم والإجراءات، وهي عبارة عن مناقشة مخططة بين (7-12) شخصاً ذوي اهتمامات مشتركة، وهي تهدف إلى الحصول على معلومات متعلقة بموضوع محدد في جو مريح وآمن (عكاري، 2012.(

نتائج الدراسة

يتضمن هذا الجزء عرضاً لنتائج الدراسة، والتي تم التوصل إليها بعد تحليل البيانات التي جمعت عن طريق المجموعة البؤرية مع (8) مدراء من المدارس الأساسية في محافظة القدس. وفيما يلي عرض لهذه النتائج:

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي نصه: هناك حراك كبير ونقاش واسع في القطاع التربوي والتعليمي نحو تطوير وتحسين جودة التعليم الالكتروني في المدارس الأساسية في ضوء ما أفرزته نتائج جائحة كورونا، فما رأيكم بأهمية الثقافة التنظيمية في التهيئة لتطبيق فضاء تربوي إلكتروني ؟  

اتفق المدراء عينة الدراسة بأن هناك أهمية بالغة لبناء ثقافة تنظيمية وفي تطبيق فضاء تربوي الكتروني قادر على الابتكار في المدارس الأساسية في محافظة القدس، ومن الممكن تلخيص الآراء وفق الاعتبارات الفرعية التالية:

-  من الضروري بمكان العمل على توفير الإمكانيات المادية والمعنوية وتأهيل المعلمين وتطوير مهاراتهم، توفير بيئة تعليمية متفاعلة ومراعية لفروق الطلبة الفردية والاحتياجات النفسية، تعمل هذه البيئة التعليمية على اكساب الطلبة مهارات التواصل بالدرجة الاولى لبناء الثقافة التنظيمية الإبداعية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني.

-  نفتقد لثقافة تنظيمية ابداعية تكون قادرة على مواكبة التطورات والمستجدات في العملية التعليمية؛ مما أدى ذلك لحدوث فاقد تعليمي لدى الطلبة أثناء جائحة كورونا في محافظة القدس بشكل خاص.

-  إعداد الخطط وتدريب المعلمين وتأهيلهم، وعقد لقاءات ارشادية توعوية، والعمل على ايجاد منصات الكترونية ملائمة للطلبة ولمهاراتهم بحيث تكون قادرة على اكساب الطلبة المعرفة وايضا القدرة على التقييم الصحيح لمستوى الطلبة ومراعاة فروقهم الفردية.

-  مشاركة المعلمين في اتخاذ القرارات المناسبة واطلاع الاهل بصورة مستمرة؛ لوضع ابنهم من الناحية النفسية والتعليمية؛ مما يشكل ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء هذه الثقافة التنظيمية الابداعية المواكبة لاحتياجات القرن21 في المدارس الاساسية في محافظة القدس.

-  ضرورة توعية الاهل (بناء ثقافة) لقيمة جهاز الحاسوب والانترنت وتوجيههم لكيفية توظيفه للحصول على معلومات ذات قيمة لهم ولأبنائهم.

-  هناك تصورات خاطئة عن التعلم الإلكتروني أفرزتها جائحة كورونا؛ لذا يستوجب ذلك الوقوف والعمل على التصحيح والتوعية لهذا النوع من التعليم الحديث في القرن21، حيث إن لهذا النوع من التعليم القدرة على بناء الإنسان إذا تم توجيه بصورة سليمة وإكسابه القدرة على التعلم الذاتي.

-  نحن بحاجة الى تطبيق فضاء تربوي إلكتروني يتم تصميمه بالأهداف التعليمية، وربطه بآلية التقويم الخاصة بكل مدرسة ويكون منسجما وفقا لرؤيتها ورسالتها وأهدافها.

-  العمل على تطبيق فضاء تربوي إلكتروني أثناء تعلم الطالب في المدرسة؛ مما يساهم ذلك في إكساب الطلبة المهارات اللازمة، وفهم ماهية هذا النوع من التعليم.

-  التحول التدريجي لبناء ثقافة تنظيمية إبداعية في المدارس الأساسية في محافظة القدس، بالإضافة الى ذلك اعتماد نظام المهمات المحوسبة، كوسيلة لتدريب الطلبة.

ويرى الباحث مما ذكر أعلاه بأنه نستطيع القول من الضروري على صانع القرار تبني وإقرار استراتيجيات وسياسات تربوية ذات رؤيا واضحة وتنسجم مع الأهداف المراد تحقيقها لبناء ثقافة تنظيمية إبداعية وتطبيق فضاء تربوي الكتروني لديه القدرة على مواكبة التطورات والمستجدات في المدارس الأساسية في محافظة القدس، مما يساهم ذلك في بناء الانسان وتحقيق جودة في مخرجات التعليم، ويتوجب العمل  لتوفير البنية التحتية للتعليم الالكتروني والإمكانيات المادية والمعنوية وتأهيل المعلمين وتطوير مهاراتهم، وتوفير بيئة تعليمية متفاعلة ومراعية لفروق الطلبة الفردية والاحتياجات النفسية، وقد أشارت دراسة القرشي (2019)، إلى أن توفير الدعم من مديرة المدرسة في تهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ الأنشطة بالإضافة لمنحها الصلاحيات في حدود الأنظمة، قد ساهم في تعزيز قيمتي التعاون والانضباط لدى الطالبات من خلال تكرار الحصص وتبادل الحوارات والخبرات الهادفة، وبحسب ما أشارت اليه الخطة الاستراتيجية (2022-2017)، لضرورة تحسين البيئة التعليمية الآمنة المحفزة العادلة المتمركزة حول الطالب والاحتياجات المجتمعية.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والذي نصه: والذي نصه: في ضوء ما نواكبه من تقدم هائل وسريع في الثورة التكنولوجية، ما المتطلبات والمهارات الواجب توفرها في القرن21 من وجهة نظركم؟

اتفقت المجموعة البؤرية بأنه يتوجب التقرب لمتطلبات ولمهارات القرن 21 من خلال إيجاد رؤيا واضحة بإجماع مجتمعي واضح، وبوجوب العمل على تقييم الاحتياجات حقيقية، وبضرورة تحديد الأولويات، إن هدف التعليم في وزارة التربية والتعليم هو بناء الانسان، وبضرورة اكساب كافة المعلمين بالمهارات التكنولوجية الملائمة لتحديات القرن21.

وقد أشاروا إلى أن القيمة هي مدنية ورقي الانسان هي الفطرة القيمية بحد ذاتها؛ لأنها من صناعة الخالق وبالتالي هي تبقى كل ما قيل من كل احتياجاتنا لا يمكن اختزالها بهذه المعادلة القيمية، وبضرورة العمل على توفير التغذية التقدمية والتي فائدتها هي التخطيط اللاحق على ضوء التغذية الراجعة، وذلك يعطي التعقب للاحتياجات والتخطيط اللاحق مما يؤدي ذلك الى الترسيخ لاحتياجات المعلمين ويصبح لدى المعلم الهوية في التدريب، وأن حياتنا في الحقل التربوي اصبحت تعبئة أوراق فقط، وأنه يتوجب الامتثال المرن للعمل المحوسب الذي يضمن ارشفته وسهوله الرجوع له  في التعلم الإلكتروني.

اتفقت المجموعة البؤرية بأنه يجب التقرب لمهارات القرن 21 من خلال خلق رؤيا واضحة بإجماع مجتمعي واضح، وبماذا يريده أولادنا ومن خلال الرسالة أيضا تُخلق الثقافة الداعمة، وأن هذه الثقافة ستحتضن هذه الرؤيا (رؤيا ، ثقافة ، وعي لهذه الثقافة )، ثم وعي فقه الممارسة لهذه القيمة على قاعدة معرفية تليق بأنسنة الانسان، وإذا تم عمل ذلك فإنه يصبح لدينا اختزال ، فالقيمة هي مدنية ورقي الإنسان هي الفطرة القيمية بحد ذاتها؛ لأنها من صناعة الخالق وبالتالي هي تبقى كل ما قيل من كل احتياجاتنا لا يمكن اختزالها بهذه المعادلة القيمية .

وأيضاً اتفقوا على وجوب العمل على تقييم الاحتياجات حقيقية، وضرورة تحديد الأولويات على ضوء الاحتياجات للسمات الشخصية، والعقلية للمعلم والطالب وبعد ذلك يتم عمل التغذية الراجعة، وأن ذلك يوفر التغذية التقدمية وفائدتها هي التخطيط اللاحق على ضوء التغذية الراجعة وذلك يعطي التعقب للاحتياجات والتخطيط اللاحق؛ مما يؤدي إلى الترسيخ لاحتياجات المعلم، ويصبح لدى المعلم الهوية في التدريب.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث والذي نصه: ما التحديات والمعوقات التي تواجهونها؟ وكيف السبيل إلى التغلب على هذه التحديات؟

اتفقت المجموعة البؤرية أن التحدي هو الفجوة بين الأجيال في الفضاء الإلكتروني، كما أن نقص الخبرة لدى المعلمين كان له أثر سلبي أثناء جائحة كورونا، وبالإضافة لذلك فإن المشرف التربوي كان تواصله ضئيل بمشاركته في هذا النوع من التعليم اثناء الجائحة، وأن عدم تبني ثقافة التعلم الالكتروني كثقافة لبناء فضاء تربوي إلكتروني قادر على الابتكار.

وقد أشارت المجموعة البؤرية إلى أنه يوجد 90% من المدارس الأساسية في محافظة القدس حصل لدى طلابها فاقد تعليمي أثناء جائحة كورونا، وذلك بسبب عدم توفر الإمكانيات، سواء كانت إمكانيات مادية، أو تأهيل معلمين في التعليم الإلكتروني، وهذا يتفق مع دراسة (بشكوش، 2021)، حيث أشارت بوجود معوقات تعرقل عملية التحول من وجهة نظر مديري المدارس الأساسية في محافظة دهوك نحو الفضاء الإلكتروني، حيث احتلت المعوقات المادية المرتبة الأولى، وتلتها المعوقات الفنية ، ومن ثم البشرية، وقد جاءت المعوقات الإدارية في المرتبة الأخيرة.

 بالإضافة إلى ما تقدم فقد أشارت المجموعة البؤرية إلى عدم إدراك ووعي الأهل (بناء ثقافة) لقيمة جهاز الحاسوب والإنترنت، وكيفية توظيف التعلم الإلكتروني في العملية التعليمية، وأن نظام المكافآت للمعلمين يعتمد فقط على مجهود فردي من المدير، والمطلوب أن يكون هناك دعم مادي ومعنوي وتقديره أكثر من الوزارة لما يقدمه المعلمين بخاصة لهذا النوع من التعليم الجديد على طرق تعليمنا وتقييمنا التقليدية، والعمل على النهوض به مما يوفر فرصة حقيقية جديدة نحو ايجاد فرص عمل للمعلمين في المستقبل.

من وجهة نظر الباحث هذه الآراء تتوافق وأدبيات ونتائج الدراسات السابقة دراسة (الروايضة، 2021) ، هدفت إلى أنه عند إعداد وتأهيل المعلمين يجب امتلاك مهارات الإدارة الصفية، ومهارات اللغة وأيضا الخبرات الميدانية لبيئات التعلم الرقمي، وبحسب ما أشارت إليه الخطة الاستراتيجية فإن نسبة التحاق الطلبة بالفرع الادبي (76%) وبالفرع العملي بلغت (21%)،و(3%) بالفرع المهني ، وهذا يعد مؤشر يجدر الانتباه له حيث ينعكس من ناحية سلبية من حيث التخصص واحتياجات سوق العمل؛ مما يزيد الفجوة بين التخصصات والحاجة من المهنيين والتقنيين والمهرة, وأيضا من الواجب والهام جداً إعادة هيكلة التطور المهني لدى المعلم أثناء الخدمة لتعزيز الانتماء والولاء ، وتحسين في مستوى الأجور ومساواته مع باقي التخصصات الأخرى.

 ويرى الباحث انه يتوجب على صانع السياسات التربوية ادراك التحديات المعاصرة لمتطلبات القرن21 ويكون ذلك من خلال مراجعة الخطة الاستراتيجية 2017- 2022، وتبني سياسات تربوية واضحة لتحديد مواصفات المواطن الصالح وعمل إصلاحات جوهرية بنظام الثانوية العامة مثلا وكذلك الاستفادة من التجارب العالمية وملائمتها لقيم المجتمع المقدسي ومبادئه لتقليل الفجوة بين التخصصات وملائمة احتياجات السوق مع ما يتم تدريسه في الجامعات، كما أرى أنه من الضروري العمل على التشبيك ما بين المدارس والجامعات لتمهيد الطريق للطلبة لمواصلة التعليم الجامعي في المستقبل.

النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع والذي نصه: ما التصور المقترح لتفعيل دور الثقافة التنظيمية في تطبيق فضاء تربوي الكتروني من وجهة نظر مدراء المدارس الأساسية في محافظة القدس؟

قدم المدراء مجموعة من التصورات، وهي كما يلي:

-  توفير بنية تحتية (أجهزة وإنترنت...الخ) بحاجة إلى تطويرها، خاصة  المدارس الحكومية

-  العمل على تعزيز ثقافة البريد الالكتروني داخل المدرسة وليس اقتصارها على الرسائل الرسمية.

-  من أهم المهارات التي يجب تزويدها لدى الطلبة هي القدرة على التواصل

-  استشارة باستمرار الأخصائيين التربويين، وعلم النفس، وعلم الاجتماع 

-  نشر ثقافة مناسبة للتعليم الإلكتروني بعيدة عن التقليد وربطها بتقويم أصيل.

-  بناء خطط وتكوين فريق خبراء لقيادة المدرسة أثناء الطوارئ.

-  العمل على تطوير مهارات المعلمين في توظيف التكنولوجيا لخدمة التعلم الإلكتروني ومتابعتهم بصورة دائمة بهدف التشجيع والتطوير.

-  جعل النظام التعليمي ثابت والبدء بالتحول التدريجي من التعليم التقليدي نحو الفضاء الإلكتروني، مع توفير الحوافز والمكافآت للمعلمين، وتوضيح آلية التعامل مع الطلبة من خلال الشاشات.

-  توظيف التكنولوجيا المتطورة نحو خدمة النظام التعليمي السائد في المدارس الأساسية.

-  وضع استراتيجية بخطوط عريضة نحو التعلم الالكتروني في المدارس.

-  إشراك الأهل في عملية التعلم الإلكتروني، وإيجاد الثقافة المبنية على التفاعل الفعال لإنجاح التعلم الإلكتروني.

من وجهة نظر الباحث للتوصيات التي تقدم بها المقابلون بالمجموعة البؤرية منطقية وواقعية؛ نظراً لأن المدارس وبخاصة الحكومية تفتقر إلى بنية تحتية بدرجة أكبر من المدارس الخاصة ومن المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية (UNRWA) في تنفيذ التعلم الالكتروني، وهذا يتفق مع دراسة أبو الخير (2019)، حيث أوصت بضرورة وضع نظام تربوي متماسك ورؤية واضحة لتنفيذ التعلم الإلكتروني مع الاهتمام بتطوير البيئة التعليمية التقليدية وملائمتها للتعليم الالكتروني.

وأتفق ايضا مع المجموعة البؤرية انه من اهم المهارات التي يجب تزويدها لدى الطلبة هي القدرة على التواصل، وإعداد الخطط وتكوين فريق خبراء لقيادة المدرسة أثناء الطوارئ، ونشر ثقافة مناسبة للتعليم الالكتروني بعيدة عن التقليد وربطها بتقويم أصيل مع أهمية إشراك الاهل في ذلك، وجعل النظام التعليمي ثابت والبدء بالتحول التدريجي من التعليم التقليدي نحو الفضاء الالكتروني، مع توفير الحوافز والمكافآت للمعلمين، وتوضيح آلية التعامل مع الطلبة من خلال الشاشات مع الاهتمام بتوفير دليل اجرائي مستحدث وفق متطلبات المرحلة.

التوصيات:

بناءً على النتائج التي تم التوصل إليها توصي الدراسة بالتالي:

  توعية الاهل والطلبة والمعلمين نحو بناء ثقافة تنظيمية وما تمثله من أهمية بالغة في إنجاح تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني في المدارس الأساسية، لتحقيق متطلبات القرن21.

  العمل على تعزيز وتطوير الثقة التنظيمية لما لها من فاعلية بالغ الأهمية في إنجاح تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني.

  بناء المناهج التعليمية المواكبة للقرن21 بمشاركة من المدير والمعلمين وأهالي الطلبة.

  البدء بالتحول التدريجي نحو تبني أسلوب التعلم الالكتروني في المدارس الأساسية وجعله من أولويات التخطيط الاستراتيجي، والاهتمام بتوفير الحوافز المادية والمشاركة في اتخاذ القرار حيث ان التغيير لا يتم بصورة سريعة او مفاجئة.

  العمل على توفير بيئة تعليمية مناسبة وفقا لاحتياجات القرن21، وتقليص الفجوات بهدف تمكين الطلبة من الوصول الى التقييم الذاتي مما يساهم ذلك في إنجاح تطبيق الفضاء التربوي الالكتروني.

قائمة المصادر المراجع

المراجع بالعربية:

أبو الخير، أحمد غنيم. (2019). المعوقات التي تواجه الإدارة المدرسية في تطبيق التعليم الالكتروني من وجهة نظر المديرين والمعلمين بمدارس المرحلة الأساسية بمحافظة غزة. مجلة جامعة فلسطين التقنية للأبحاث (3) 7 ، 1-15.

آيت، خولة، (2015). أثر الثقافة التنظيمية على إدارة التميز: دراسة حالة مؤسسة "Prolipos" لإنتاج المواد الدسمة ومشتقاتها عين مليلة – أم البواقي(رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة أم البواقي، الجزائر.

بحراوي، عبد الحفيظ. (2019). الإدارة الالكترونية وعلاقتها بالثقافة التنظيمية كمتغير في تحقيق التنمية المستدامة،  مجلة كليه الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية،  (14) 14 ، 217-278.

بشكوش، جعفر عبدالله. (2021). معوقات تطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس الاساسية في محافظة دهوك من وجهة نظري مديري هذه المدارس، مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع, (65), 369-387.

الروايضة، خالد. ( 2021). مدى امتلاك معلمي المرحلة الأساسية في مدارس تربية البادية الجنوبية مهارات الإدارة الصفية، وعلاقتها بمخرجات التعلم والعلاقات الاجتماعية بين الطلبة، المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث،4(7)،124-148.

عبد الرزاق، خالدية (2019). الثقافة التنظيمية وتأثيرها في تحديد التوجه الاستراتيجي للمنظمة: دراسة تطبيقية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، المجلة العربية للإدارة،39 (1)، 151 – 178.

عبد الرزاق، خالدية وآخرون. (2019). الثقافة التنظيمية وتأثيرها في تحديد التوجه الاستراتيجي للمنظمة: دراسة تطبيقية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، المجلة العربية للإدارة، 39 (1)، 151 – 178.

عبد العالي، نشوان. (2018). الثقافة التنظيمية ودورها في تطبيق تقانة الانحرافات الستة Sigma 6 بالتطبيق في الشركة العامة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في محافظة نينوى. مجلة تنمية الرافدين،37(119)، 113 – 135.

عبد المالك، زينب،  كريم ومحمد. ( 2016).  نظم المعلومات الادارية التربوية. المجلة الدولية في التربية، 1 (1)، 63-ص69.

عكاري، ريما. (2012). المجموعة المركزة، أداة مميزة لجمع البيانات في الأبحاث النوعية. دائرة التربية، الجامعة الأمريكية، بيروت، لبنان.

العودة، أحمد و عبدالعزيز. (2021). معوقات إدارة التعليم الإلکتروني بمحافظة الإحساء بالمملکة العربية السعودية في ظل جائحة کورونا، مجلة کلية التربية (أسيوط)(37)5  ، .  474-506 

القرشي، حسين حامد و أ.سلطانة. (2019). دور القيادة المدرسية في تعزيز القيم من خلال التجربة اليابانية. مجلة البحث العلمى فى التربية، الجزء الحادي عشر، 125-146.

قط، شكري يوسف درويش. (2021) . درجة معرفة مديري المدارس الحكومية الاساسية للكفايات التكنولوجية وتطبيقها في الإدارة المدرسية في مدارس مديرية جنوب نابلس (Doctoral dissertation), جامعة النجاح الوطنية

مختار، يونس. (2015). الثقافة التنظيمية ودورها في الرضا الوظيفي. دراسة ميدانية بمؤسس ديوان الترقية والتيسير العقاري بمدينة الجلفة، المديرية العامة (رسالة ماجستير غير منشورة( جامعة محمد خيضر، بسكرة الجزائر.

مسودي، بشائر. (2018). دور الثقافة التنظيمية في التطوير الأكاديمي: دراسة على الجامعات الفلسطينية العامة في الضفة الغربية(رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة الخليل، فلسطين.

وزارة التربية والتعليم العالي.(2017). الخطة الاستراتيجية لقطاع التعليم 2017-2022،النسخة المطورة للاستراتيجيات القطاعية الثالثة للتعليم، رام الله.

المراجع الاجنبية

Bahasoan, A. N., Ayuandiani, W., Mukhram, M., & Rahmat, A. (2020). Effectiveness of online learning in pandemic COVID-19. International journal of science, technology & management, 1(2), 100-106.

 Belias, D., & Koustelios, A. (2014). Organizational culture and job satisfaction: A review. International Review of Management and Marketing, 4(2), 132-149.

Hofstede, G. (1980). Culture and organizations. International studies of management & organization, 10(4), 15-41.‏