بناء قائمة تقدير الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

قسم التربية الخاصة، جامعة الملك عبد العزيز

المستخلص

هدف البحث الحالي إلى إعداد أداة للكشف عن خصائص المصابين بمتلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد. ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج المختلط، واستخدام مجموعة من الأدوات متمثلة في: جمع الوثائق، وقائمة تقدير متلازمة سافانت التوحد من إعداد الباحثة، والملاحظة، والمقابلة، والتي تم تطبيقها على عيّنة الدراسة التي اختيرت بطريقة قصدية حيث تكونت من جميع الأفراد من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد البالغ عددهم (٥) من الذكور، (١) من الإناث. وتوصلت نتائج الدراسة إلى قائمة التقدير في صورتها النهائية المكونة من (٤٧) فقرة تتفرع إلى سبعة أبعاد في المجالات التالية: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة. أوصى البحث بِـ: ضرورة القيام بعملية مسح للأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد وإدراج هذه الفئة من ضمن فئات الموهوبين التي تدعمها، وتصقل موهبتها البرامج الحكومية.
 The present research paper aims to prepare a tool to reveal the characteristics of People with Autism Spectrum Disorder. The author utilized a mixed approach and a set of tools such as: document collection, the Autism Savant Syndrome assessment list prepared by the author, and the observation and interview, which was applied to the sample. It consisted of all (5) males with autistic Savant syndrome, and (1) females. The results reached the final Savant Autism Syndrome estimation list of 47 paragraphs with seven dimensions in the following fields: memorization and calculation skills, mathematical skills, visual-spatial skills, mechanical skills, art and drawing skills, and ambiguous skills. The study recommended the necessity of including this category among the gifted categories to be supported and refined its talent through government programs.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

بناء قائمة تقدير الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب

طيف التوحد

 

 

إعـــــــــــــداد

            أ.د/ لينا عمر بن صديق                       فتون محسن العتيبي

        أستاذ التربية الخاصة المشارك،                ماجستير التربية الخاصة

قسم التربية الخاصة، جامعة الملك عبد العزيز         أخصائية التربية الخاصة

 

 

 

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد العاشر – جزء ثاني - أكتوبر 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

المستخلص:

هدف البحث الحالي إلى إعداد أداة للكشف عن خصائص المصابين بمتلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد. ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج المختلط، واستخدام مجموعة من الأدوات متمثلة في: جمع الوثائق، وقائمة تقدير متلازمة سافانت التوحد من إعداد الباحثة، والملاحظة، والمقابلة، والتي تم تطبيقها على عيّنة الدراسة التي اختيرت بطريقة قصدية حيث تكونت من جميع الأفراد من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد البالغ عددهم (٥) من الذكور، (١) من الإناث. وتوصلت نتائج الدراسة إلى قائمة التقدير في صورتها النهائية المكونة من (٤٧) فقرة تتفرع إلى سبعة أبعاد في المجالات التالية: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة. أوصى البحث بِـ: ضرورة القيام بعملية مسح للأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد وإدراج هذه الفئة من ضمن فئات الموهوبين التي تدعمها، وتصقل موهبتها البرامج الحكومية.

الكلمات المفتاحية:

متلازمة سافانت، اضطراب طيف التوحد، متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، البرامج الحكومية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

 The present research paper aims to prepare a tool to reveal the characteristics of People with Autism Spectrum Disorder. The author utilized a mixed approach and a set of tools such as: document collection, the Autism Savant Syndrome assessment list prepared by the author, and the observation and interview, which was applied to the sample. It consisted of all (5) males with autistic Savant syndrome, and (1) females. The results reached the final Savant Autism Syndrome estimation list of 47 paragraphs with seven dimensions in the following fields: memorization and calculation skills, mathematical skills, visual-spatial skills, mechanical skills, art and drawing skills, and ambiguous skills. The study recommended the necessity of including this category among the gifted categories to be supported and refined its talent through government programs.

Keywords: Savant Syndrome, Autism Spectrum Disorder, Savant Autistic, government programs.

 

 


أولا- مقدمة البحث:

يعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات النمائية ذات الأساس العصبي الجيني المرتبط بالمخ، ويظهر في السنوات الأولى من عمر الفرد، ويصاحبه عجز واضح في التواصل، والتفاعل الاجتماعي مع إظهار اهتمامات وسلوكيات متكررة (البحيري وإمام، ٢٠١٨).

وتعتبر عملية تقييم وتشخيص اضطراب طيف التوحد هي الخطوة الرئيسية التي تقوم عليها مرحلة التخطيط، وتقديم الدعم، والخدمات، والبرامج المختلفة، والمتناسبة مع خصائص الأفراد الذين تم تشخيصهم، خاصة إن المصابين بهذا الاضطراب لهم حق الاستفادة من البرامج التي تلائم حاجاتهم، وقدراتهم (النبي وأبو دنيا، ٢٠١٩).

ويرى الصقور وظاظا (٢٠١٦) أن عملية تقييم وتشخيص اضطراب طيف التوحد من الموضوعات التي شغلت الباحثين في مجال الاضطرابات النمائية العصبية بشكل عام، واضطراب طيف التوحد بشكل خاص؛ نظرًا لشيوعه في مختلف البيئات، والمجتمعات. حيث يشير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد تقدر بحالة لكل (٥٤) طفل. 

وعلى الرغم من الاهتمام الواضح بعملية تقييم وتشخيص هذا الاضطراب إلا أن هذه العملية ما زالت تواجه تحديات مختلفة تجعل من الصعب تشخيصه؛ خاصة في بعض الحالات التي يظهر لديها ثنائية مزدوجة ما بين (اضطراب طيف التوحد، الموهبة) ويطلق على           ذلك مسمى متلازمة سافانت. وهذه التحديات التي تواجه تشخيص هذه المتلازمة تؤثر في:          دقة النتائج، وتشخيص الأفراد المصابين به، وتصنيفهم، وتقديم البرامج المناسبة لهم               (ودعاني وأبو الفتوح، ٢٠١٩)

 تعد متلازمة سافانت (Savant Syndrome) المتلازمة التي اكتشفت في عام (١٨٨٧) على يد الطبيب داون (Down) من المتلازمات النادرة التي يُظهر فيها الفرد تباينًا واضحًا بين مواهبه، وقدراته العالية، وبين إعاقته (Treffert, 2014).

وقد تكون هذه المتلازمة موجودة منذ الولادة، وواضحة في مرحلة الطفولة المبكرة (خلقية)، وقد تتطور في وقت لاحق بعد أن يحدث لدى الفرد إصابة مكتسبة في الدماغ، وتظهر لدى الذكور (٤ – ٦) مرات بشكل متكرر أكثر من الإناث، كما يظهر فيها الفرد مهارات، وقدرات عالية غالبًا ما تتمثل في خمسة مجالات عامة مثل: الموسيقى، والفن، وحساب التقويم، والرياضيات، والمهارات الميكانيكية/ البصرية – المكانية. وقد يظهر الفرد هذه المهارات في مجال واحد، أو في عدة مجالات (Treffert, 2014).

وتجدر الإشارة هنا إلى ضعف الاهتمام بتشخيص هذه المتلازمة على الرغم من انتشارها بين ذوي اضطراب طيف التوحد، وهذا ما أكده ودعاني وأبو الفتوح (٢٠١٩)، حيث أشارا إلى أنه من خلال مراجعتهما للأدب النفسي اتضح أن هناك ندرة في المقاييس التي تسهم في الكشف عن الموهبة لدى هذه الفئة، كما أن معلمي هذه الفئة يجهلون طرق، ووسائل التشخيص الدقيقة لمؤشرات الموهبة بين تلاميذهم، فإن هناك ندرة في الدراسات سواءً كانت وصفية، أو تجريبية التي حاولت أن تتوصل إلى المؤشرات التي تدل على وجود الموهبة بين هؤلاء التلاميذ.

وأشارت نتائج دراسة فيلتميجير وآخرون (2011) Minnaert et al., إلى أن هناك ندرة في الأبحاث التي حاولت أن تبحث، وتكتشف العلاقة بين اضطراب طيف التوحد، والموهبة، مما أدى إلى التوصية بأهمية تطوير أدوات في القياس، والتشخيص؛ حتى تساهم في الكشف عن وجود الموهبة لدى ذوي اضطراب طيف التوحد. وفي السياق ذاته أكد تريفيرت (2012) في كتابه "جزر العبقرية العقل الخصب في التوحد الموهبة العبقرية المكتسبة والمفاجئة" على ضرورة فهم عملية التخيل، وتكوّن الإبداع لدى الأفراد ذوي متلازمة سافانت، وفهم مواهبهم، والكشف عن مهاراتهم، وقدراتهم. وأشارت دراسة الخميسي وآخرون (٢٠٢١) بضرورة تطوير قائمة سلوكية تكشف عن الأفراد الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد.

وفي ضوء ما سبق جاءت فكرة البحث الحالي الذي ركز على الخصائص العامة للأفراد من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، إضافة إلى ستة من مجالات الموهبة التي يُظهر فيها أفراد هذه الفئة قدرات، ومواهب خاصة وهذه المجالات هي: (مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة)؛ من أجل بناء قائمة تقدير تُسهم في الكشف عن خصائص المصابين بهذه المتلازمة في كل مجال من المجالات السابقة، لما لهذه القائمة أهمية خاصة في مجال التوحد فمن خلالها يسهل التعرف المبكر على مؤشرات وخصائص الموهبة لدى فئة متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، ومما سيساهم ذلك في الحد من النتائج السلبية التي تترتب على تجاهل ما تملكه هذه الفئة من قدرات وامكانيات كامنة، حيث يُعد الكشف عن تلك القدرات هو السبيل الوحيد للسماح لمواهب هذه الفئة بأن تنمو وتتطور بدلًا من أن تغطى بالخصائص السلبية لهذا الاضطراب.

 ثانيا- مشكلة البحث:

يعدّ الاختلاف بين الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد أكثر من التشابه بينهم، فعلى الرغم  من وجود خصائص عامة مشتركة يتميز بها أفراد هذه الفئة تساعد في تشخيصهم، إلا أن          البعض منهم تظهر لديهم بعض الخصائص الخاصة، والتي قد لا تظهر لدى البعض الآخر.        ومن هذه الخصائص: جزر الذكاء الصغيرة، أو ما يسمى بجزر النضج المبكر، والمتمثلة           في متلازمة سافانت، والتي تظهر لدى ما يقارب (١٠٪) من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، بينما تظهر لدى عامة الناس بنسبة (١٪) فقط، أي أن فرصة ظهورها تصل إلى (١٠) أضعاف ظهورها لدى عامة الناس، مما يدل على أن هذه الظاهرة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهذا الاضطراب (الزارع، ٢٠١٧؛  الشامي، 20٠٤).

ويعاني الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد من: تجاهل، وإغفال للمهارات، والقدرات العالية التي يتسمون بها أثناء القيام بعملية المسح، والتقييم؛ مما يؤدي بدوره إلى حرمانهم، واستبعادهم من البرامج التي قد تساعد في تنمية مواهبهم، واستعداداتهم، وطاقاتهم. وقد يعود ذلك لعدة أسباب، والمتمثلة في: الاتجاهات السلبية نحو ذوي اضطراب طيف التوحد؛ نظرًا لكون الفكرة السائدة عنهم تتمثل في أنهم يعانون من عجز، وقصور، مما يحول دون الالتفات إلى مواهبهم غير العادية، وإلى استعداداتهم العالية. وكذلك في وجود بعض الصعوبات أثناء عملية التشخيص الناجمة عن التباين بين مواهب الفرد، وإمكانياته من ناحية، وبين استعداداته العقلية، ومستوى تحصيله من ناحية أخرى. بالإضافة إلى الافتقار لأدوات القياس، والتشخيص التي تساهم في الكشف عنهم، والاعتماد على أدوات، وإجراءات تقييم غير مناسبة لهم مثل: الأدوات المعدة في الأساس للموهوبين من غير ذوي الإعاقة، وعادة ما يتم الاكتفاء بالملاحظات غير الدقيقة في الحكم عليهم، وعدم استخدام مدخل متعدد المحكات في التقييم، والتشخيص (القريطي، ٢٠١٤)

يضاف إلى ما سبق إن طبيعة العجز لدى هؤلاء الأفراد تحجب مواهبهم، وقدراتهم الفعلية، وإن بعض المعلمين يركزون على جوانب العجز، والضعف لدى هؤلاء الأفراد، ويتجاهلون وجود جوانب القوة لديهم، والمتمثلة في المواهب، والمهارات الفائقة.  فبعض المعلمين في مجال التربية الخاصة نادرا ما يكون لديهم خبرة في مجال الموهبة، وتدريب كافٍ يساعدهم في الكشف، والتعرف إلى الموهوبين من ذوي الإعاقة (سيلفيا ريم، ٢٠٠٣).

فكان من الضروري إيجاد آليات، ومقاييس تسمح بالكشف عن هذه المواهب، وعن         كل ما ينجزه الفرد من ذوي اضطراب طيف التوحد، ويتفوق فيه في مجال معيَّن، خصوصًا            إن بعض من الدراسات كدراسة (الخميسي، ٢٠٢١؛ ودعاني وأبو الفتوح، ٢٠٢١; Nicpon et al., (2010, أشارت إلى عدم وجود أدوات ومقاييس تسهم بالكشف عن الموهبة لدى ذوي اضطراب طيف التوحد. وأشارت دراسات أخرى كدراسة سليمان (٢٠١٤) بأن ما يتم الاعتماد عليه في القياس، والتشخيص في مجال التربية الخاصة يركز على تفسير قدرات الفرد الذهنية، وحصرها في درجة القدرة العامة، ويهمل ما عداها من مواهب، وقدرات عالية

وتتمثل مشكلة البحث أيضًا في السؤال الرئيسي الآتي:

ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد؟

وينبثق عن هذا السؤال عدة أسئلة:

1-        ما المعايير الأساسية للكشف عن الخصائص العامة للأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب التوحد؟

2-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم؟

3-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية؟

4-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية؟

5-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الميكانيكية؟

6-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم؟

7-        ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الغامضة؟

ثالثا- أهداف البحث

   يهدف البحث الحالي إلى إعداد أداة للكشف عن الخصائص العامة للأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، والخصائص في كل من المجالات التالية: مجال الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، وكذلك مجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، وفي مجال مهارات الفن والرسم، وأخيرا في مجال المهارات الغامضة.

رابعا- أهمية البحث:

  يُعتبر الموهوبون، وذوو القدرات العالية ثروة حقيقة لمجتمعاتهم، وأغنى موارد         المجتمع وكنوزه على الإطلاق؛ فعليهم يعقد الوطن آماله؛ ليواجه التحديات، والمشكلات التي تعترض مسيرته.

 ويعتبر الاهتمام بالكشف المبكر عنهم ضرورة ملحة تفرضها التغيرات التي تعتري مناحي الحياة المختلفة؛ بهدف تقديم الرعاية الكاملة لهم، وتنمية استعداداتهم، وقدراتهم           المتميزة، واستثمار طاقاتهم، ويحتمها التنافس الشديد بين الدول خاصة إن الاهتمام بالموهوبين أصبح الشغل الشاغل للدول المتقدمة، حيث ترى هذه الدول أن هؤلاء الأفراد يعتبرون طوق النجاة لمواجهة المشكلات، ونقطة البداية لبناء القواعد العلمية في مختلف مجالات الحياة (القريطي، ٢٠١٤).

فالكشف عن الموهوبين من ذوي الإعاقة يعد عملية في غاية الأهمية؛ نظرًا لما يترتب عليها من قرارات تساعد في تصنيفهم على أساس صحيح، وتقديم برامج مناسبة لإمكاناتهم، وقدراتهم، فنجاح أي برنامج مقدم لهم يتوقف -بشكل كبير- على دقة عملية الكشف، والتشخيص (سليمان والجاسر، ٢٠١٩).

وتزداد هذه الأهمية إذا ظهرت الموهبة لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؛            لأنهم من أكثر فئات الإعاقة امتلاكًا لهذه المواهب، حيث وجدت أن هناك مجموعة           من الأفراد الذين يظهر لديهم تأخر نمائي، وعصبي مثل: اضطراب طيف التوحد،            وقدرات خارقة؛ لذا ظهر مصطلح الموهوب، أو العالم التوحدي (Savant Autistic)      (Bonnel et al.,2003; Brink, 1980).

وتعتبر هذه الفئة أقل الفئات حظًّا في تلقي الخدمات المناسبة لهم؛ لاعتماد المتخصصين في مجال القياس، والتشخيص على اختبارات الذكاء، وحصرهم للموهبة بحصول الفرد على درجة ذكاء مرتفعة في هذه الاختبارات، فذوو متلازمة سافانت التوحد قد يحصلون على درجة منخفضة في اختبارات الذكاء لأن مثل هذه الاختبارات تركز على الجانب اللفظي، ولا تقيس الإبداع، والموهبة. ولا يمكننا اعتبار درجة الذكاء سواء كانت مرتفعة، أو منخفضة مؤشر لوجود الموهبة، خصوصا إن معامل الذكاء يعد مؤشرا لا يمكن الاعتماد عليه لقياس القدرة العقلية العامة للفرد في التعامل مع بعض المفاهيم مثل: الإدراك، المنطق، الاستنباط، المفاهيم المجردة (Treffert,2014).

ومن هنا تبرز أهمية هذا البحث في جانبيه النظري، والتطبيقي وهي كما يلي:

1-الأهمية النظرية:

-       استعراض الخصائص التشخيصية العامة للأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى الخصائص التشخيصية في المجالات التالية: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة.

-       إثراء الأدب النظري، وميدان التربية الخاصة من خلال تقديم معلومات عن متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، نظرا لندرة الدراسات التي تناولت هذه الفئة.

2-الأهمية التطبيقية:

-       يعد هذا البحث الأول من نوعه على الصعيدين: العالمي والعربي (في حدود علم الباحثة) الذي ساهم في بناء أداة تساعد في الكشف عن الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب التوحد.

-       تسليط الضوء على برامج تدريبية تساهم في تنمية وصقل المهارات لدى الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة.

خامسا- حدود البحث:

-       الحدود المكانية: أجري البحث في بعض مناطق المملكة العربية السعودية (جدة – المنطقة الشرقية).

-       الحدود الزمانية: أجري البحث في العام ٢٠١٩ – ٢٠٢٠م.

-       الحدود البشرية: طبق البحث على جميع الأفراد من ذوي متلازمة سافانت التوحد الملتحقين بجمعية إرادة للموهوبين في جدة، وبمدارس دمج التوحد في بعض مناطق المملكة العربية السعودية، ممن أظهروا مواهبهم في مجالات: الحفظ وحساب التقويم، والمهارات الرياضية، والمهارات البصرية المكانية، والمهارات الميكانيكية، ومهارات الفن والرسم، والمهارات الغامضة. كما طبق البحث على أولياء أمور هؤلاء الأفراد، والمتخصصين العاملين مع الموهوبين من ذوي الإعاقة في جمعية الإرادة للموهوبين بمدينة جدة.

-       الحدود الموضوعية: اقتصر البحث على بناء أداة قياس للكشف عن الخصائص العامة التي يمتلكها الأفراد ذوو متلازمة سافانت التوحد، وكذلك عن الخصائص التي يمتلكونها في المجالات التالية: الحفظ وحساب التقويم، والمهارات الرياضية، والمهارات البصرية المكانية، والمهارات الميكانيكية، ومهارات الفن والرسم، والمهارات الغامضة.

سادسا- مصطلحات البحث:

قائمة التقدير checklist

تعرف بأنها "قائمة تشتمل على عبارات، أو فقرات تصف سلوكًا، وأداءً معينًا، ويتم الإجابة عن هذه العبارات بـ(نعم) أو (لا)، أو (تنطبق) أو (لا تنطبق)، ويمكن للشخص المستهدف نفسه أن يجيب عن فقرات الأداة، أو شخص آخر ينوب عنه مثل: الوالدان، أو المعلم" (الخطيب، ٢٠٠٨).

وتعرفها الباحثتان إجرائيًا بأنها المعايير التي تعكس الأبعاد المختلفة التي سيتم الكشف عنها، والمتمثلة في: الخصائص العامة، ومجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة. وتصف فقرات الأداة: الأنماط السلوكية التي يظهرها الأفراد ذوو متلازمة سافانت التوحد.

متلازمة سافانت Savant Syndrome:

 تُعرف على أنها "حالة نادرة تظهر لدى الأفراد المصابين بإعاقات نمائية بما            في ذلك اضطراب طيف التوحد، وتظهر على شكل مواهب، وقدرات فائقة، يُظهر المصابون بها تباينًا واضحًا بين القدرات غير العادية التي تَظهر لديهم، والإعاقات التي يعانون منها" (Rodriguez, 2008).

وتعرف الباحثتان الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد إجرائيا بأنهم الأفراد المشخصون باضطراب طيف التوحد، والمسجلون بجمعية إرادة للموهوبين في مدينة جدة، وفي مدارس دمج اضطراب طيف التوحد، والمقيمون في بعض مناطق المملكة العربية السعودية (جدة- المنطقة الشرقية)، والذين يُظهرون موهبة، وقدرات عالية في: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة. وستشير الباحثة في الدراسة الحالية إلى الأفراد ذوي متلازمة سافانت، والمصابين باضطراب طيف التوحد بمصطلح (متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد).

وفي ما يلي سيتم استعراض التعريف العلمي لكل مجال من المجالات السابقة، والتي ستتبناها الباحثتان في البحث إجرائيا، وذلك كما يلي:

مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم The Field of Memorization and Calculation Skills:

يعرف بأنه "المجال الذي يكون فيه الفرد ذو متلازمة سافانت قادرا على تخزين، وحفظ كم هائل من المعلومات في ذاكرته بنفس التفاصيل لمدة زمنية طويلة، واسترجاعها عند الحاجة إليها، كما أن البعض من ذوي متلازمة سافانت في هذا المجال يمتلكون القدرة على تحويل التواريخ من نظام التاريخ الهجري إلى الميلادي، والعكس، وتسمية أي يوم من أيام الأسبوع سيصادف تاريخ معين" (الزارع، ٢٠١٧).

مجال المهارات الرياضية: The Field of Mathematical Skills

يعرف بأنه "المجال الذي يكون فيه الفرد ذو متلازمة سافانت قادرًا على التعامل مع الأرقام بسهولة، وذلك من خلال إجراء العمليات الحسابية مثل: الضرب، والقسمة، والطرح، والجمع حتى وإن كانت العملية الحسابية معقدة، والأرقام كبيرة وذلك بسرعة تفوق سرعة الآلة الحاسبة" (الزارع، ٢٠١٧).

مجال المهارات البصرية المكانية The Field of Spatial Visual Skills:

يعرف بأنه "المجال الذي يكون فيه الفرد ذو متلازمة سافانت قادرا على تركيب أجزاء الألغاز المصورة حتى وإن كانت معقدة، وصعبة، وتفوق عمره الزمني، وقد يتمكن بعضهم         من تركيبها حتى وإن كانت مقلوبة، والتعرف على مواقع الأماكن بعد زيارتها لمرة واحدة"  (الزارع، ٢٠١٧).

مجال المهارات الميكانيكية The Field of Spatial Mechanical:

يعرف بأنه "المجال الذي يكون فيه الفرد ذو متلازمة سافانت قادرا على صنع أجهزة، وأدوات، وإعادة تركيب هذه الأجهزة مثل: التلفاز، والراديو، وأجهزة الحاسب الآلي بإتقان"  (الزارع، ٢٠١٧).

مجال مهارات الفن والرسم The Field of Art and Drawing Skills:

يعرف بأنه "المجال الذي يظهر فيه الفرد ذو متلازمة سافانت شغفًا عاليًا في تذوق الفن ودراسته، فيكون بذلك قادرا على رسم كل ما تقع عليه العين، وتتميز رسوماته بالدقة العالية كما لو كانت صور فوتوغرافية، والتي يستخدم فيها خامات، وأدوات غير متوقعة من البيئة المحيطة في أعماله الفنية، ويظهر مهارات يدوية عالية لاستخدام هذه الأدوات" (القريطي، ٢٠١٤؛ الزارع،٢٠١٧).

مجال المهارات الغامضة Field of Ambiguous Skills:

يعرف بأنه "المجال الذي يظهر فيه الفرد ذو متلازمة سافانت بعض القدرات المختلفة مثل: القدرة على القراءة في عمر مبكر ((Hyperlexia، مع إظهار شغف القراءة لفترات طويلة، وامتلاك قدرات لغوية غير عادية، ومفردات لغوية تفوق عمره الزمني، والقدرة على إجادة اللغات المختلفة، وامتلاك معرفة متقدمة، ومتعمقة في مجال ما مثل: الجغرافيا، والتاريخ، والأدب، والموسيقى" (تريفيرت، ٢٠١٢).

والجدير بالذكر أن القدرات التي سبق ذكرها في هذا المجال تعد من من القدرات التي تظهر بنسبة قليلة لدى ذو متلازمة سافانت، ولا يعد هذا المجال من المجالات الأساسية لهذه المتلازمة، وتم استخدام مصطلح (مجال المهارات الغامضة) بناءًا على ما ورد في الأدب النظري (تريفيرت، ٢٠١٢) التي تناول تلك القدرات في هذا المجال.

اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder:

عرفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي اضطراب طيف التوحد في دليلها            التشخيصي والإحصائي للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية أنه: "حالة من القصور المستمر في   مهارات التواصل الاجتماعي للطفل يتميز بانحراف وتأخر بنمو الوظائف الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية والحسية وظهور سلوك نمطي روتيني بالإضافة إلى الاهتمامات المحددة وتظهر هذه الأعراض خلال مراحل النمو المبكرة"American) Psychiatric Association, 2013 ).

سابعا- الإطار النظري للبحث:

تعريف متلازمة سافانت:

تعرف متلازمة سافانت أنها "نوع من أنواع التوحد يظهر فيها الأفراد تأخرا نمائيا شديدا في القدرات الذكائية، والاجتماعية، ويمتلك مهارات غير عادية (قدرات موسيقية، وفنية رائعة). ويعتقد أنها تظهر نتيجة أسباب بيولوجية لها علاقة بالإعاقة العقلية، ولكنه أخيرًا ينظر إليها أنها متلازمة توحدية" (سليمان، ٢٠١٤).

وتعرف أيضا أنها: "قدرة الفرد على إظهار أداء عقلي استثنائي على الرغم من وجود الإعاقة لديه، وقد تكون ناتجة عن: عيب خلقي، أو مكتسبة بعد تعرض الفرد إلى حادث، أو إصابته في الجهاز العصبي المركزي، وقد تظهر بصورة مفاجئة دون حدوث إصابة في الجهاز العصبي المركزي، ويطلق على ذلك "العبقرية المفاجئة" (ستيرنبيرج وكوفمان، ٢٠١٧).

تصنيفات متلازمة سافانت:

   تصنف متلازمة سافانت -كما ذكرها إسماعيل Esmaeel (2013) - إلى ثلاث فئات: العباقرة المشتتين، والعباقرة الموهوبين، والعباقرة الاستثنائين. وسيتم وصف كل فئة منها كما يلي:

1-العباقرة المشتتون Scattered geniuses:

 وهذا التصنيف هو الأكثر شيوعًا لمتلازمة سافانت، ففيه يكون لدى المصاب لديه موهبة بسيطة، فيظهر انهماك، وانغماس مبالغ في حفظ بعض الحقائق البسيطة مثل: حفظ أرقام الهواتف، وحفظ أرقام لوحات السيارات، وتواريخ ميلاد من حوله، وأنواع السيارات، وأنواع المكيفات، كما أنهم يظهرون انهماكا في أصوات الأجهزة مثل: أصوات المكيفات، وأجهزة التنظيف، وغيرها. وذلك يظهر لدى (١) من كل (١٠) أفراد مصابين باضطراب طيف التوحد.

2- العباقرة الموهوبون Talented geniuses:

  وهم أفراد ذوو إعاقة، أو عجز، ولكن على الرغم من ذلك فإنهم يمتلكون موهبة واضحة، ومتعمقة في مجال واحد من المجالات التي تظهر فيها المتلازمة، فقد تكون هذه الموهبة في: مجال الموسيقى، أو الفن، أو الحساب، أو المهارات الميكانيكية، أو المهارات البصرية المكانية. وتكون هذه الموهبة مثيرة للانتباه، وواضحة أكثر من الموهبة لدى العباقرة المشتتين لأن؛ الأفراد الذين يمتلكونها أفراد عاجزين، أو من ذوي الإعاقة.

3-العباقرة الاستثنائيون Extraordinary Geniuses:

وهم أفراد يمتلكون مواهب، وقدرات متقدمة في مجال معين على الرغم من أنهم أفراد ليسوا من ذوي الإعاقة، وغالبا ما يلقبون بعدة ألقاب منها: "النابغة"، و "المعجزة".

   وتركز الباحثتان في البحث الحالي على الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، والمصنفين ضمن الفئة الثانية من فئات متلازمة سافانت (العباقرة الموهوبين)، إضافة إلى أن بعض أفراد العيّنة يظهرون بعض من خصائص الفئة الأولى (العباقرة المشتتين).

نسبة انتشار متلازمة سافانت:

تنتشر متلازمة سافانت بشدة بين ذوي اضطراب طيف التوحد، حوالي (1) من كل (10) أفراد مصابين بهذا الاضطراب لديه درجات متفاوتة من متلازمة سافانت، و(50%) من جميع ذوي متلازمة سافانت لديهم شكل من أشكال التوحد، في حين أن البقية قد يكون لديهم إصابة، أو مرض ما يصيب الجهاز العصبي المركزي. وتحدث عند الأفراد الذكور المصابين بالتوحد ست مرات مما يحدث في الإناث المصابات بالتوحد (Esmaeel, 2013).

 وذكر تريفيرت (٢٠١٢) السبب وراء ارتفاع نسبة ظهور متلازمة سافانت بين الذكور أكثر من ارتفاعها بين الإناث، وبين أنه السبب في الزيادة في نسبة إفراز هرمون التستوستيرون لدى الأجنة الذكور، وهذه الزيادة تؤثر بشكل مباشر في نصف الدماغ الأيسر مما يساعد ذلك في انتقال هيمنة الدماغ للنصف الأيمن منه مما يجعل مهارات هذه المتلازمة تظهر بصورة أكبر؛ بسبب هيمنة هذا الجانب من الدماغ.

     وعلى الرغم من جميع ما سبق فلا يمكننا حصر هذه المتلازمة باضطراب طيف التوحد كإعاقة أساسية، لكنها  قد تظهر بإعاقات أخرى (Miller, 1998).

      والجدير بالذكر أن الباحثتان حاولتا الحصول على نسبة شيوع متلازمة سافانت لدى ذوي اضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية إلا أنهما لم تتوصلا إلى هذه النسبة؛ لذا فإن عدد أفراد عيّنة المشاركين في هذه الدراسة، والبالغ عددهم (٦) هو عدد الأفراد ذوي متلازمة سافانت التوحد في المملكة العربية السعودية (حسب علم الباحثتان).

أسباب الإصابة بمتلازمة سافانت:

أسباب الإصابة بمتلازمة سافانت، غير واضحة، ومثيرة للجدل، إلا أن هناك            العديد من النظريات التي حاولت تفسير أسباب الإصابة بمتلازمة سافانت، ومن هذه            النظريات النظرية الوراثية التي ترى أن هذه المتلازمة تحدث بسبب جينات وراثية.              (Young& Nettelbeck, 1995).

كما أن إحدى الدراسات أوجدت الجين المتسبب بوجود هذه المتلازمة، في حين أن دراسات أخرى لم تؤكد هذه النتيجة. (Treffert, 2014). فقد ذكر تريفيرت (٢٠١٢) أن الجينات التي تسبب هذه المتلازمة موجودة في الموقع الكروموسومي (15q11-q13).

إلا أن هناك دراسات أخرى ترى أن متلازمة سافانت تحدث بسبب الاختلاف في شكل الدماغ، فيشار إلى أن مهارات هذه المتلازمة تحدث نتيجة وجود هياكل عصبية استثنائية خلال نمو الدماغ قبل الولادة. (Young& Nettelbeck, 1995) فقد أكد الباحث ناريندر كابور (١٩٩٦) على ارتباط ظاهرة متلازمة سافانت بإصابة النصف الأيسر في الدماغ، حيث إن هذه الإصابة تجعل النصف الأيمن يقوم بتعويض الضرر الذي حدث في النصف الأيسر، فيكون للنصف الأيمن دور بعملية "التوازن"، ويقوم بإخراج قدرات الدماغ الكامنة؛ حتى تحصل عملية توازن شاملة، وهذا ما يفسر لنا أن المجالات التي تظهر فيها هذه المتلازمة تكون من            وظائف نصف الدماغ الأيمن، ويطلق على هذه العملية "التسهيل الوظيفي المعاكس"                      (في تريفيرت،2012، ٥٢).

ومن الأسباب التي فسرت وجود متلازمة سافانت أيضًا هو الحرمان الحسي، حيث فسر تريفيرت (٢٠١٢) ذلك فذكر أن ظهور هذه المتلازمة مرتبط بوجود عامل الحرمان الحسي حيث إن هذا الحرمان يقع في نوعين: أولهما الانعزال الاجتماعي، أو ما يسمى بانعدام التواصل الاجتماعي، وثانيهما يتمثل في وجود عطب في الجهاز الحسي.

   وهناك نظريات عصبية ترى أن أسباب حدوث متلازمة سافانت لدى ذوي اضطراب طيف التوحد هي أسباب عصبية نفسية، ومن أكثر هذه النظريات شيوعًا: نظرية ضعف التماسك المركزي، حيث ترى هذه النظرية أن ذوي متلازمة سافانت التوحد يعانون من ضعف التماسك المركزي (Jeon, 2016).

مستويات المعالجة التي تدل على ضعف التماسك المركزي في التوحد:

      هناك ثلاثة مستويات معالجة تظهر لدى ذوي اضطراب طيف التوحد ذكرها كل من  Tager-Flusberg, 1991) (Esmael,2013, والتي تدل على أن هؤلاء الأفراد يظهرون ضعفًا في التماسك المركزي، والذي يعتبر بدوره السبب وراء ظهور متلازمة سافانت لديهم. وهذه المستويات متمثلة في:

- التماسك الإدراكي Perceptual Coherence: ويشير إلى فشل قدرة أطفال اضطراب التوحد على دمج المعلومات، مما يجعل لديهم صعوبة في  فهم البيئة المادية المحيطة بهم في شكل متكامل.

- التماسك المكاني البنائي البصريVisual Spatial Constructional Coherence: ويشير إلى ما يمتلكه الأفراد ذوو اضطراب طيف التوحد من قدرة خاصة، وجيدة في التعرف إلى الأشياء الدقيقة على الرغم من ضعف قدرتهم على دمج أجزاء الشيء معًا. ويظهر ذلك من خلال قدرتهم على رسم التفاصيل، والنسخ الدقيق للأشكال، والرسومات.

- التماسك اللفظي الدلالي Verbal Semantic Coherence: ويشير إلى ضعف ذوي اضطراب طيف التوحد في التماسك الدلالي اللفظي، وهذا يظهر من خلال عدم  استفادتهم من المعنى المخزن في ذاكرتهم.

وأشار تريفيرت (٢٠١٢) -إضافة إلى ما سبق- إلى أن متلازمة سافانت لا تعتبر مرضا، أو اضطرابا بحد ذاتها، ولكنها تعتبر من الحالات الاستثنائية التي تتعايش، وتطغى مع حالات العجز، والإعاقة، وتكون ملازمة لها، كما أنها تظهر في خمسة مجالات رئيسية حددها تريفيرت بعد أن قام بمراجعة جميع ما تمت كتابته عن هذه المتلازمة منذ أكثر من (١٢٢) سنة، ومن خلال تجربته مع الحالات، وما يرده من تقارير عن حالات جديدة لديها هذه المتلازمة، فإن هذه المجالات مرتبة على النحو التالي على حسب نسب تكرارها: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الموسيقية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الحسابية، ومجال المهارات الميكانيكية والمكانية. كما أنها تظهر في مهارات غامضة أخرى، ولكن هذه المهارات تتكرر بنسبة قليلة، وقدرة غير عادية في الحواس مثل: حاسة اللمس، والشم، والنظر، والحس المتزامن، والتحدث باللغات الأجنبية. كما أن بعض المصابين بهذه المتلازمة يمتلكون معلومات هائلة في مختلف أنواع العلوم، وذلك حسب اهتمامهم مثل: علم الإحصاء، وعلم الأعصاب، والملاحة، والتخمين.

خصائص ذوي متلازمة سافانت: 

وصف بعض الباحثين (الزارع، 2017؛ تريفيرت، 2012؛ عيدوسي، 2019؛ Hughes,2010 jeon,2016; (خصائصهم في كل مجال من المجالات: ففي مجال المهارات الموسيقية يكونون قادرين على عزف الألحان على الآلات الموسيقية بدون سماعها، أو بعد سماعها لمرة واحدة، وتسميتها. وفي مجال المهارات الرياضية يقومون بحل مسائل رياضية معقدة، وطويلة، ويجرون العمليات الأساسية في الرياضيات مثل: الطرح، والجمع، والقسمة، والضرب. ويكون وذلك كله غيبا، وبسرعة كبيرة. وفي مجال مهارات الفن والرسم يكونون قادرين على رسم كل ما تقع عليه العين بشكل حرفي، ودقيق كما لو كانت الرسمة التي قاموا برسمها التقطت بواسطة كاميرا تصوير. وفي مجال مهارات الحفظ، وحساب التقويم يكونون قادرين على تخزين كم هائل من المعلومات في الذاكرة، وحفظها لمدة زمنية طويلة بتفاصيلها نفسها دون  أي تغيير، واسترجاع هذه المعلومات، وتذكرها عند الحاجة إليها، كما أنهم يقومون بتسمية أي يوم من أيام الأسبوع سيصادف تاريخ معين، وتحويل التواريخ من الهجري إلى الميلادي وبالعكس. وفي مجال المهارات البصرية المكانية يقومون بتركيب أجزاء الألغاز المصورة حتى وإن كانت معقدة، وصعبة، أو مقلوبة كما أنهم قادرون على معرفة مواقع الأماكن بعد زيارتها لمرة واحدة. وفي مجال المهارات الميكانيكية يكونون قادرين على صناعة الأجهزة، والأدوات، وإعادة تركبيها مثل: التلفاز، والكمبيوتر. أما في مجال المهارات الغامضة تظهر لديهم مهارات لغوية تفوق عمرهم مثل: القراءة في عمر مبكر، وإتقان لغات متعددة، وامتلاك كم هائل من المعلومات في مجالات محددة على حسب اهتمامهم.

وتظهر المهارات السابقة جميعها -التي تم عرضها- بصورة فردية. وقد تكون هذه المهارات متعددة، ومتزامنة مع بعضها البعض، وتظهر هذه المهارات المتعددة لدى المصابين باضطراب التوحد أكثر من الإعاقات الأخرى (تريفيرت، ٢٠١٢).

ووصف (تريفيرت، ٢٠١٢؛ ستيرنبيرج وكوفمان، ٢٠١٧ (Treffert,2014; الخصائص العامة التي تظهر لدى جميع ذوي متلازمة سافانت، ومنها:

1-   القدرة على التفكير محدودة، ومجردة، ولديهم اعتماد تام على الأنماط الحرفية، والملموسة للتعبير، والتفكير.

2-   نقص الإدراك فوق المعرفي، فهم غير قادرين على التأمل بِعمليات التفكير الداخلية، ولا يستطيعون شرح كيفية وصولهم إلى الإجابات الصحيحة عن الأسئلة المطروحة عليهم.

3-   غالبا ما يردون على الأسئلة الموجهة لهم بإجابات ليس لها علاقة بهذه الأسئلة.

4-   يمتلكون ذاكرة غير عادية (ذاكرة استثنائية)، وقد تقتصر ذاكرتهم القوية على المجالات التي يتميزون بها.

5-   عاطفتهم سطحية، وهذا يعني أن لديهم ضيق في مجال العواطف، والمشاعر فهم غالبا مستبعدين خبرات العواطف الحادة، والحماس، والإحساس.

6-   إبداعهم محدود فالفرد ذو متلازمة سافانت غير قادر على أن يكون مبدعا في إنتاج عمل أصلي، ومثال على ذلك: الفرد المصاب بهذه المتلازمة الذي يظهر موهبة في مجال الموسيقى، فهو قادر على التقليد، والارتجال، وتقليد القطعة الموسيقية التي تكون أمامه، وفي الوقت نفسه فهو عاجز عن التأليف، والابتكار.

7-   يفتقرون إلى وجود النظام المفاهيمي الذي يستطيع الفرد من خلاله أن يعيد تفسير المعرفة في مجال معين، وتحويلها إلى إطار أكثر شمولية.

8-   درجة ذكائهم غير واضحة على الرغم من ظهور العديد من المفاهيم التي أوضحت أن معدل الذكاء المنخفض من الخصائص الأساسية لذوي متلازمة سافانت، ولكن لا صحة لذلك، فبعض المصابين بهذه المتلازمة قد تكون درجة ذكائه منخفضة، وتكون عند البعض الآخر مرتفعة فقد يحصل على درجة (١٢٥) وأعلى.

9-    يتميزون بقدراتهم العالية في بعض المجالات المحددة جدا، فعندما قامت إحدى الدراسات بتطبيق مقياس وكسلر للذكاء على مجموعة من الأفراد المصابين بهذه المتلازمة فأنهم حصلوا على درجات مرتفعة في اختبارات تركيب الأشياء، وتصميم المجسمات، وتذكر الأرقام. بينما حصلوا على درجات منخفضة في الفهم، والترميز، والكلمات.

10-المهارات والقدرات التي يمتلكونها مرتبطة بوظائف، وتخصصات النصف الأيمن من الدماغ، وتظهر هذه المهارات مع ذاكرة عميقة، وقوية دائمًا، ولكن هذه الذاكرة محدودة المجالات.

ثامنا- الدراسات السابقة:

تعددت الدراسات التي تناولت الخصائص التشخيصية لدى الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد ولدى الموهوبين من فئات ذوي الإعاقة، إلا انه مازال هناك ندرة في الدراسات التي تناولت متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد بشكل عام وخصائصهم العامة والتشخيصية بشكل خاص سواء في الدول الأجنبية أو العربية، إلا أنه يمكننا القول بأن الأدب الأجنبي غني بعض الشيء بالدراسات التي بحثت في خصائص هذه الفئة، أما الأدب العربي فما زال يعاني من قلة واضحة في الدراسات -حسب علم الباحثتان- التي بحثت متلازمة سافانت بشكل عام، وخصائصهم بشكل خاص، لذا ستعرض الباحثتان عددًا من الدراسات العربية والأجنبية والتي بحثت في متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، والسمات التشخيصية للموهوبين من ذوي الإعاقة من فئتي صعوبات التعلم والإعاقة العقلية، وكذلك طرق بناء قوائم التقدير، وذلك في         ما يلي:

ففي إطار التعرف على خصائص الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد قام هاو وآخرون (2000) ,.Hou et al بدراسة هدفت التعرف على الخصائص التشريحية للدماغ، لخمسة أفراد توحديين يظهرون موهبة فنية تم اختيارهم بطريقة قصدية، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هؤلاء الأفراد يظهرون مجموعة من الخصائص ومنها ضعف التفاعل والتواصل الاجتماعي، وبعض الأنماط السلوكية النمطية المتكررة، بالإضافة إلى اهتمامات وأنشطة محددة، كتفضيل وسيلة فنية واحدة وإظهار تباين في الموضوعات الفنية، وكذلك التركيز على موضوع واحد على حساب الموضوعات الأخرى، والتركيز على التفاصيل البصرية والقدرة على تذكرها، كما أظهرت النتائج التشريحية لدماغ المشاركين أن هناك فقدان في وظيفة الفص الصدغي الأيسر.

كما قام هولين وآخرون(2009)   Howline et al., بدراسة هدفت إلى التعرف على مهارات سافانت التي تظهر لدى ذوي اضطراب طيف التوحد ومعرفة درجة الارتباط بين هذه المهارات وبين اضطراب طيف التوحد، والتعرف على معدلات انتشار هذه المهارات بين الذكور والإناث، وكان عدد أفراد العينة في هذه الدراسة (١٣٧) فردًا تم اختيارهم بطريقة عشوائية. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أنه توجد مواهب غير عادية في ثلث الأفراد المصابين بالتوحد، (٢٣) من أفراد العينة ظهرت لديهم مهارات استثنائية وكانت مهارات سافانت الأكثر شيوعًا هي المهارات الرياضية والموسيقى والفن والذاكرة والمهارات الميكانيكية، والتي تظهر لدى الذكور أكثر من الإناث.

وفيما يتعلق بطبيعة المواهب لدى الأفراد من ذوي اضطراب التوحد أجرت إسماعيل (2013)  Esmaeel دراسة هدفت التعرف إلى تحديد طبيعة المواهب لدى هؤلاء الأفراد ومظاهر التماسك المركزي لديهم وخصائصهم الحسية. وقد تم استخدام منهج دراسة الحالة، وقد تكونت عينة الدراسة والتي تم اختيارها بطريقة قصدية من (4) من الذكور المصابين بالتوحد والموهوبين ممن تراوحت أعمارهم ما بين (11) سنة واقل من (20) سنة، اثنان منهم موهوبين في الرسم ، وواحد موهوب في تشكيل الطين والأخر في حل الألغاز، كما استخدمت الباحثة مجموعة من الاختبارات للكشف عن مستوى النمط المعرفي وعن الخصائص الحسية، بالإضافة إلى استخدام الملاحظة والمقابلة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن الموهبة في التوحد تظهر في مجال محدود وتكون غير عادية لكل حالة، كما توصلت النتائج إلى ضعف في التماسك البصري المكاني، وضعف التماسك الإدراكي، وضعف الاتساق اللفظي- الدلالي. فقد استخدمت غالبية الحالات الاستراتيجيات الثلاث المتمثلة في ضعف التماسك المركزي (التجزؤ والميل والتناوب). أما بالنسبة للخصائص الحسية، فإن جميع أفراد عينة الدراسة يظهرون عددا من الخصائص الحسية التي تبرز بشكل خاص في النظام البصري.

وقام الزارع (٢٠٠٣) بدراسة هدفت إلى بناء قائمة تقدير السلوك التوحدي للكشف عن حالات من ذوي اضطراب طيف التوحد في البيئة السعودية مكوّنة من سبعة أبعاد، هي (بعد العناية بالذات، والبعد اللغوي والتواصلي، والبعد الأكاديمي، والبعد السلوكي، والبعد الجسمي والصحي، والبعد الحسي، والبعد الاجتماعي والانفعالي)، حيث تم اختيار العينة بطريقة قصدية شملت (١٨٠) طالبًا، موزعة على حسب متغيري الفئة العمرية والحالة العقلية، كما تم بناء الأداة وفقًا للأساس النظري المتمثل في خصائص التوحديين، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأداء على كل بعد من أبعاد القائمة وإلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لمتغير الفئة العمرية (7-9، 10-12، 13-15) سنة على بعد العناية بالذات، بينما لم تشر النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية على الأبعاد الستة المتبقية في القائمة, كما أظهرت النتائج أيضًا وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لتفاعل متغيري الفئة العمرية والحالة العقلية على ستة من  أبعاد المقياس باستثناء بعد العناية بالذات.

وفي الإطار ذاته أجرى ودعاني وأبو الفتوح (٢٠١٩) دراسة هدفت إلى بناء وتقنين مقياس يساعد بالتنبؤ عن الخصائص السلوكية التي تعد مؤشرا لوجود الموهبة لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد تم إعداد هذا المقياس للفئة العمرية من (٧-١٢) سنة، حيث تم تطبيق الدراسة على عينة من أطفال التوحد بلغ عددهم ( ٩٨) طفلا والذين تم اختيارهم بطريقة عشوائية من الملتحقين ببرامج التربية الخاصة بمنطقة جازان في المملكة العربية السعودية، وتم استخدام المنهج الوصفي بالإضافة إلى استخدام الإحصاء الاستدلالي لبناء المقياس. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى بناء مقياس يتصف بالصدق والثبات ومكوّن من (٦٦) فقرة موزعة على ثلاث أبعاد رئيسية: بعد المهارات ما وراء المعرفية، بعد المهارات البصرية - الحركية، بعد المهارات النفسية الاجتماعية.

أجرى الخميسي وآخرون (2021) دراسة هدفت التعرف إلى الاختلاف في نوع الموهبة وفقا للمهارات المعرفية لدى الأفراد الموهوبين وغير الموهوبين من ذوي اضطراب التوحد، حيث تم استخدام المنهج الكيفي (دراسة الحالة الواحدة) والمنهج الوصفي المقارن. وتكونت عينة الدراسة من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد البالغ عددهم (28) من الذكور (8) منهم يظهرون مواهب ممن تراوحت أعمارهم ما بين (8-20) سنة. كما اشتملت العينة على (18) من معلمي اضطراب طيف التوحد. ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام استبانة المهارات الخاصة من ترجمة الباحثين بالإضافة إلى استمارة المقابلة والملاحظة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى تشابه المهارات المعرفية لدى الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد كالانتباه الانتقائي، وقوة الذاكرة، بالإضافة إلى ميلهم لمعالجة المعلومات بطريقة تفصيلية، كما حصل الأفراد الموهوبين على درجات أعلى من المتوسط في بعدي السلوكيات النمطية، والذاكرة، وأقل من المتوسط في بعد التفاعل الاجتماعي.

التعليق العام على الدراسات السابقة:

بعد الاطلاع على الدراسات السابقة العربية والأجنبية اتضح أنه لا يوجد سوى دراسة عربية تناولت متلازمة سافانت لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، في حين أن الدراسات الأجنبية التي تناولت هذه المتلازمة قليلة كما أنها لم تتطرق لأساليب الكشف عنها، لذلك يعد البحث هو البحث الأول (حسب علم الباحثتان) الذي سيساهم في بناء أداة تكشف عن ذوي متلازمة سافانت التوحد في مجال المهارات الرياضية، مجال مهارات الفن والرسم، مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، مجال المهارات الميكانيكية / البصرية المكانية، مجال المهارات الغامضة.

كما أن البحث الحالي تشابه مع بعض الدراسات التي تم عرضها سابقا بطريقة اختيار أفراد العينة وفي المنهجية المتبعة، وبالاهتمام بمتلازمة سافانت من خلال عرض خصائص المصابين بهذه المتلازمة.

تاسعا- منهج البحث، وإجراءاته:

1-منهج البحث:

تعتمد الدراسة الحالية على المنهج المختلط، وهو استخدام المنهج الوصفي المسحي الذي يعتمد على استجواب أفراد عيّنة الدراسة؛ بهدف وصف الظاهرة المدروسة، واستخدام المنهج النوعي الذي يعتمد على تحليل إجابات أولياء الأمور، والأخصائيين في المقابلة، وتحليل بطاقة الملاحظين التي تحتوي على الخصائص العامة، بالإضافة إلى المجالات التي تظهر فيها الموهبة لدى ذوي متلازمة سافانت (أبو سمرة والطيطي، ٢٠٢٠)

2-مجتمع، وعيّنة البحث:

-مجتمع البحث: يتكون مجتمع البحث الحالي من جميع الأفراد الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد، والملتحقين بجمعية إرادة للموهوبين في مدينة جدة، وبمدارس دمج التوحد          في المملكة العربية السعودية، والمقيمين في بعض مناطق المملكة العربية السعودية           (جدة – المنطقة الشرقية). ويبلغ عددهم (٢٧) فردًا: (٢١) من الذكور، و(٦) من الإناث، وممّن تتراوح أعمارهم ما بين (٥-٣٧) سنة.

عيّنة البحث:تم اختيار عيّنة البحث بطريقة قصدية، حيث تكونت من جميع الأفراد الموهوبين من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد الذين تظهر مواهبهم في المجالات الآتية: مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، ومجال المهارات الرياضية، ومجال المهارات البصرية المكانية، ومجال المهارات الميكانيكية، ومجال مهارات الفن والرسم، ومجال المهارات الغامضة. ويبلغ عددهم (٥) من الذكور، و(١) من الإناث. كما تكونت عينة البحث من أولياء أمور هؤلاء الأفراد الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد والبالغ عددهم (٦)، وتكونت العينة أيضا من الأخصائيين العاملين مع موهبي اضطراب طيف التوحد في جمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة والبالغ عددهم (٣).

       يوضح الجدول (١) توزيع أفراد عيّنة البحث ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد وفقا لمتغير العمر، والجنس، والمجال الذي تظهر فيه الموهبة.

جدول (١) توزيع أفراد عيّنة البحث ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد

وفقا للعمر، والجنس، والمجال الذي تظهر فيه الموهبة (ن=6)

الرقم التسلسلي

أفراد العيّنة

العمر

الجنس

المجال الذي تظهر فيه الموهبة

١

ع

٩ سنوات

ذكر

مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم

مجال المهارات البصرية والمكانية

٢

م

١٤ سنة

ذكر

مجال المهارات الرياضية

٣

ف

١٠ سنوات

ذكر

مجال المهارات الغامضة

مجال المهارات البصرية المكانية

٤

و

١٢ سنة

ذكر

مجال المهارات الميكانيكية

٥

خ

٣٧ سنة

ذكر

مجال مهارات الفن والرسم

٦

ن

١٢سنة

أنثى

مجال المهارات الغامضة

وسيتم عرض توصيفًا لكل فرد من أفراد العيّنة كما يلي:

الحالة (ع): يبلغ من العمر (٩) سنوات، ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد بدرجة (١١٧) بسيط مع قدرات عقلية فوق المتوسط بدرجة (١١٢)، وذلك وفقًا لآخر تشخيص أجري له في مركز القياس، والتشخيص في معهد التربية الفكرية الأول في مدينة جدة، ويدرس في الصف الثالث الابتدائي في برنامج التعليم العام، وتظهر لديه الموهبة في مجال الحفظ وحساب التقويم، وفي مجال المهارات البصرية المكانية.

الحالة (م): يبلغ من العمر (١٤) سنة، ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد بدرجة بسيطة مع قدرات عقلية أقل من المتوسط بدرجة (٨٩)، وذلك وفقا لآخر تشخيص أجري له في وحدة القياس، والتشخيص في مركز خدمات التربية الخاصة في مدينة جدة، ويدرس في الصف الأول متوسط في برنامج الدمج الكلي، وتظهر لديه الموهبة في مجال الرياضيات.

الحالة (ف): يبلغ من العمر (١٠)، سنوات ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد بدرجة متوسط مرتفع، وقدرات عقلية (١٢٠)، وذلك وفقًا لآخر تشخيص أجري له في وحدة القياس، والتشخيص في الإدارة العامة للتعليم في الإحساء، ويدرس في الصف الرابع في برنامج التعليم العام، وتظهر لديه الموهبة في مجال المهارات الغامضة، وفي مجال المهارات البصرية المكانية، وملتحق بجمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة.

الحالة (و): يبلغ من العمر (١٢) سنة، ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد، وذلك وفقا لآخر تشخيص أجري له في مستشفى الولادة، والأفراد في الإحساء، ويدرس في الصف السادس الابتدائي في برنامج التعليم العام، وتظهر لديه الموهبة في مجال المهارات الميكانيكية، وملتحق بجمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة.

الحالة (خ): يبلغ من العمر (٣٧) سنة، ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد، وحاصل على مؤهل ثانوي من مدارس التربية الفكرية في الإحساء، ويعمل حاليا كمراسل مكتبي، وتظهر لديه الموهبة في مجال الفن والرسم.

الحالة (ن): يبلغ من العمر (١٢) سنة، ويصنف من فئة اضطراب طيف التوحد وذلك وفقا لآخر تشخيص أجري له في مستشفى الصحة النفسية في مدينة جدة، ومنتقل إلى الصف السادس الابتدائي في برنامج دمج التوحد، وتظهر لديه الموهبة في مجال المهارات الغامضة.

3- أدوات البحث:

  تم الاعتماد في هذا البحث على أربع أدوات، وهي:

أ‌-      جمع الوثائق: تمت الاستعانة بالوثائق الخاصة لأفراد عيّنة البحث؛ من أجل التحقق من أنه تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد في مراكز معتمدة.

ب‌-     قائمة تقدير متلازمة سافانت لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، إعداد الباحثتان: تم إعداد هذه القائمة بعد الاطّلاع على الأطر النظرية المتعلقة بخصائص ذوي متلازمة سافانت بشكل عام (ستيرنبيرج وكوفمان، ٢٠١٧)، وخصائص ذوي متلازمة سافانت التوحد الواردة في بعض الأدبيات الأجنبية:  Charman&cohen,1993);Goodman, 1973;Hughes,2010 ; Jeon,2016 ;Treffert,2014) وخصائص ذوي متلازمة           سافانت التوحد الواردة في بعض الأدبيات العربية (الزارع، ٢٠١٧؛ تريفيرت،٢٠١٢؛ عيدوسي، ٢٠١٩؛ مصطفى والشربيني، ٢٠١١)، وخصائص الموهوبين والمتفوقين (القريطي، ٢٠١٤)، كما تم الاطّلاع على قوائم التقدير التي اهتمت بخصائص           ذوي اضطراب طيف التوحد؛ من أجل التعرف إلى كيفية بناء قوائم التقدير (الزارع،٢٠٠٣Krug et al,1980; ). إضافة إلى الاطلاع على أبعاد مقاييس الكشف عن الموهوبين من ذوي الإعاقة (السليمان، ٢٠١٤؛ الهاجري ٢٠١٥؛ هدية وبدوي، ٢٠١٧؛ ودعاني وأبو الفتوح، ٢٠١٩).

وبعد الاطّلاع على ما سبق قامت الباحثتان بالخطوات التالية:

-       إعداد قائمة تقدير متلازمة سافانت التوحد بصورتها الأولية، حيث اشتملت الأداة على (٤١) فقرة موزعة على سبعة أبعاد رئيسية، ومن ثم عرضها على (٣) محكمين من ذوي الاختصاص الدقيق في مجال التربية الخاصة؛ بهدف تحكيم فقرات الأداة من حيث: الصياغة اللغوية، وارتباط الفقرات بالبعد.

-       عرض الأداة على (١٣) ملاحظًا من ذوي الاختصاص الدقيق في مجال التربية الخاصة، والعاملين مع فئة اضطراب طيف التوحد، والذين لا تقل سنوات خبرتهم عن (٣) سنوات؛ لتطبيق الأداة على العيّنة الاستطلاعية (وهي عيّنة البحث) علما بأن كل فرد من أفراد العيّنة يطبق عليه البعد المتناسب مع موهبته، أما بعد الخصائص العامة فيطبّق على جميع أفراد عيّنة البحث. وبعد ذلك تم تفريغ البيانات التي أشار إليها الملاحظون لكل فرد من أفراد عيّنة البحث، وحساب نسب الاتفاق بينهم على توفر تلك الخصائص.

-       التوصل إلى قائمة تقدير متلازمة سافانت في صورتها النهائية مكونة من (٤٧) فقرة وموزعة على سبعة أبعاد متمثلة في المجالات التالية: الخصائص العامة (٧) فقرات، مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم (٨) فقرات، مجال المهارات الرياضية (٥) فقرات، مجال المهارات البصرية المكانية (٥) فقرات، مجال المهارات الميكانيكية (٥) فقرات، مجال مهارات الفن والرسم (١٠) فقرات، مجال المهارات الغامضة (٧) فقرات.

ج‌- المقابلة: تم اعتماد إجراء المقابلة كأداة لجمع البيانات، حيث تعد من أدوات جمع البيانات اللازمة خاصة في الدراسات الاجتماعية، والتربوية ولإعداد المقابلة تم إجراء مجموعة من الخطوات المنهجية؛ والمتمثلة فيما يلي:

-       تحديد الهدف من المقابلة: التعرف إلى خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، والمشاركين في هذا البحث في مجال موهبتهم. 

-       تحديد العيّنة التي ستجرى معها المقابلة: تم إجراء المقابلة مع أولياء أمور الأفراد ذوي متلازمة سافانت التوحد المشاركين في البحث، كما تم إجراء المقابلة مع المتخصصين العاملين مع الموهوبين ذوي اضطراب طيف التوحد في جمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة أيضًا.

-       تحديد أسئلة المقابلة: تم إعداد نموذجين لأسئلة المقابلة من فئة الأسئلة المفتوحة، حيث أعد النموذج الأول من المقابلة لأولياء أمور ذوي متلازمة سافانت التوحد، واشتمل على (٧) أسئلة. أما النموذج الثاني للمقابلة فتم إعداده للأخصائيين العاملين مع الموهوبين من           ذوي اضطراب طيف التوحد في جمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة، واشتمل على           (٦) أسئلة.

-       التأكد من صدق أداة المقابلة: تم عرض نماذج المقابلة على ثلاث متخصصات في مجال التربية الخاصة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. وفي ضوء ملاحظاتهن تم تعديل، وإضافة بعض الأسئلة، ويوضح الجدول (2) نماذج أسئلة المقابلة لأولياء الأمور، والأخصائيين في صورتها النهائية.

جدول رقم (2) نماذج المقابلة لأولياء الأمور، والأخصائيين في صورتها النهائية

م

النموذج (١)

لأولياء الأمور

النموذج (٢)

للأخصائيين

١-

ما معلوماتك عن متلازمة سافانت؟

٢-

ما المجالات التي تظهر فيها الموهبة لدى ذوي متلازمة سافانت؟

ما المجالات التي تظهر فيها الموهبة لدى ذوي متلازمة سافانت؟

٣-

في أي مجال من المجالات تظهر الموهبة لدى ابنكم/ ابنتكم؟

ما الحالات المستفيدة من جمعية الإرادة للموهوبين، ومن فئة اضطراب طيف التوحد، ويظهر لديهم الموهبة في هذه المجالات؟

٤-

في أي عمر ظهرت الموهبة؟ وكيف تم تشخيصها؟

كيف يتم الكشف عن الموهبة؟ وما هي المقاييس المستخدمة في ذلك؟

٥-

ما الخصائص التي تظهر لدى ابنكم/ ابنتكم في مجال الموهبة؟

ما البرامج المستخدمة في الجمعية، والتي تساهم في تطوير الموهبة لديه؟

٦

ما البرامج التي التحق بها من أجل تطوير موهبته؟

 

٧

هل يتم الاستفادة من الموهبة كأسلوب علاجي؟ وكيف يتم ذلك؟

د- الملاحظة: استُخدمت الملاحظة كأداة لجمع البيانات، حيث تُعد من وسائل جمع المعلومات المهمة، والمستخدمة في مختلف أنواع العلوم.

    تم القيام بمجموعة من الإجراءات، والخطوات المنهجية لإجراء الملاحظة، والحصول على بيانات دقيقة، وتمثلت هذه الخطوات في ما يلي:

-       تحديد الهدف الأساسي من إجراء الملاحظة: المتمثل في ملاحظة خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد أثناء أدائهم للموهبة التي يظهرونها. 

-       إعداد بطاقة الملاحظة: تم إعداد بطاقة الملاحظة وفقًا لمحاور الأداة الأولى قائمة تقدير متلازمة سافانت لذوي اضطراب طيف التوحد.

-       اختيار الملاحظين: تم اختيار الملاحظين وفقًا لشروط معيّنة، وهي: أن يكونوا متخصصين في مجال اضطراب طيف التوحد، أو في مجال القياس والتشخيص، وعاملين مع أفراد مصابين بهذا الاضطراب، وألّا تقل سنوات الخبرة لديهم عن (3) سنوات.

-       تحديد طريقة تسجيل الملاحظة: وتم اعتمادها في البحث بطريقتين لتسجيل الملاحظة:

الطريقة الأولى: التسجيل الفوري أثناء الملاحظة من قبل الباحثة، والملاحظين من                 ذوي الاختصاص، وذلك من خلال تعبئة بطاقة الملاحظة وفقًا لسلّم التقدير                (ينطبق – لا ينطبق).

الطريقة الثانية: التسجيل عن طريق (تصوير مقاطع الفيديو) وذلك بعد الحصول على موافقة أولياء الأمور؛ بهدف التأكد من إجابات الملاحظين عن سلّم التصحيح في بطاقة الملاحظة، وحساب نسب الاتفاق بينهم، حيث اختلفت طريقة حساب نسب الاتفاق بين الملاحظين من بعد لآخر، وذلك حسب الاختلاف بين هذه الأبعاد في عدد أفراد العيّنة، وعدد الملاحظين.

4- إجراءات تطبيق أدوات البحث:

تم تطبيق أدوات البحث وفقا للخطوات التالية:

1-  التواصل مع جمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة؛ للحصول على موافقة رئيس الجمعية على تقديم معلومات مفصلة عن الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد، والمسجلين في الجمعية؛ لاختيار أفراد عيّنة البحث، كما تم التواصل مع بعض إدارات التعليم في المنطقة الشرقية، وجدة؛ للتوصل إلى الطلبة الذين يظهرون خصائص متلازمة سافانت التوحد.

2-  اختيار ثلاثة من أفراد عيّنة البحث الذين تنطبق عليهم خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد من الأفراد المسجلين في جمعية الإرادة للموهوبين في مدينة جدة، وفي مدارس دمج التوحد في بعض مناطق المملكة.

3-        تطبيق أدوات البحث كما يلي:

-       نُفّذت جميع المقابلات مع أولياء الأمور، والأخصائيين بصورة فردية، إما من خلال مقابلتهم بشكل مباشر في مقر جمعية الإرادة للموهوبين، أو من خلال المكالمات الهاتفية؛ بسبب الظروف التي مر بها العالم بسبب جائحة كورونا (covid-19) والتي جعلت الباحثتان تجد صعوبة في مقابلة أفراد عيّنة البحث بشكل مباشر، تراوحت مدة المقابلة من نصف ساعة إلى ساعة، وكانت جميع المقابلات مسجلة بعد أخذ موافقة أفراد العيّنة.

-       نُفذت الملاحظة من خلال تدريب الملاحظين على استخدام بطاقة الملاحظة، وتزويدهم بالأطر النظرية التي لها علاقة بمتلازمة سافانت التوحد، وقد تمّت ملاحظة كل فرد من أفراد العيّنة بطريقة منظمة ومقصودة، وخاضعة للضبط العلمي، وبصورة فردية من قبل خمسة ملاحظين، وقد تمّت ملاحظة بعض أفراد العيّنة بطريقة مباشرة، والبعض الآخر تمّت ملاحظته بطريقة مقاطع فيديو مصورة من قبل أسرهم، أو معلميهم.

عاشرا- تحليل بيانات البحث:

استخدمت الباحثتان في تحليل البيانات النوعية طريقة تحليل الموضوعات   Thematic) (analysis عن طريق قراءة البيانات بعد تجميعها، ومن ثمّ ترميزها، وتحديد الأبعاد الرئيسية، ثم تجميع البيانات ذات العلاقة بكل بعد من الأبعاد التي تم إدراجها، وأخيرا دمج هذه البيانات، وربطها بالدراسات السابقة، والإطار النظري.

الحادي عشر- الإجابة على أسئلة البحث ومناقشتها:

سيتم في ما يلي مناقشة النتائج التي تم التوصل إليها في البحث الحالي:

1-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الأول الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن الخصائص العامة للمصابين بمتلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد؟".

 للإجابة على السؤال الأول تم قياس هذا البعد لدى (6) أفراد من عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، بمشاركة (٣٠) ملاحظ. حيث يشمل هذا البعد جميع الخصائص العامة التي يفترض ظهورها لدى جميع الأفراد ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد. ويعرض الجدول (3) الخصائص العامة لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم، كما يلي:

جدول (3) المعايير الأساسية للكشف عن الخصائص العامة لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد التي أشار إليها الملاحظون (ن=٣٠)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يمتلك دافعًا، ورغبة قوية في تعلم مجال ما

١٠٠٪

٦

غير قادر على التأليف، والابتكار، فإبداعه محدود على التقليد والارتجال

٣٧٪

٢

يستمتع بالمهام الصعبة التي تستثير قدراته واستعداداته

٩٣٪

٧

يمتلك معرفة متقدمة واستثنائية في مجال معين

٩٣٪

٣

يتساءل، ويحب الاطلاع، والتمحيص في مجال ما

٨٧٪

٨

يدرك أنه مختلف، ومتميز
عن أقرانه

٨٧٪

٤

يمتلك ذاكرة غير عادية (ذاكرة استثنائية). مثل: تذكر ما يشاهده من كلمات دعاية تلفزيونية، وتذكر موديلات السيارات وأسمائها المختلفة

٩٠٪

٩

يظهر اهتمامه بمجالات ليس لها علاقة بالمدرسة

٨٣٪

٥

يظهر لديه ضيق في مجال العواطف والمشاعر

١٧٪

 

فقرات غير مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على إضافتها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يربط، ويستنتج المعلومات في مجال اهتمامه

١٧٪

٢

يظهر لديه قلق، وتوتر أثناء أداء الموهبة

١٧٪

             

للإجابة على هذا السؤال أيضا، أشار(6) من أولياء الأمور في المقابلة إلى وجود بعض الخصائص العامة لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، سيعرضها الجدول(4)كما يلي:

جدول (4) المعايير الأساسية للكشف عن الخصائص العامة لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=٦)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يظهر لديه دافع ورغبة في التعلم

٣

يتساءل، ويحب الاطلاع، والتمحيص في مجال ما

٢

يظهر لديه ضيق في مجال العواطف، والمشاعر

٤

يمتلك ذاكرة غير عادية في مجال اهتمامه

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يبالغ في إظهار مشاعره للآخرين

٧

يمتلك خيالاً واسعًا

٢

يفسر الكلام الموجه له حرفيا

٨

يرغب في التحدث مع أفراد يظهرون اهتماما بموهبته

٣

يظهر لديه قلق، وتوتر أثناء أداء الموهبة

٩

يظهر عليه الملل بسرعة

٤

يصعب عليه أن يعبر عمّا بداخله من مشاعر

١٠

يظهر اهتماما بمشاعر الآخرين

٥

يصعب عليه أن يكرر المعلومات التي يمتلكها على نفس الفرد، أو في نفس الأماكن

١١

يصعب عليه أن يدرك الخطر

٦

يمتلك قدرة على الابتكار

١٢

يصعب عليه أن يظهر اهتمام بمشاعر الآخرين لكنه يظهر اهتمام بالإفصاح عمّا يشعر به

يتضح من جدول (3) وجود نسبة اتفاق مرتفعة بين الملاحظين تراوحت ما بين (٨٣٪-١٠٠٪) على بعض الخصائص العامة، والمتمثلة في: امتلاكهم دافع ورغبة قوية في التعلم في مجال ما، والاستمتاع بالمهام الصعبة التي تستثير قدراتهم، واستعداداتهم، والتساؤل، وحب الاطلاع، والتمحيص في مجال ما، وامتلاكهم معرفة متقدمة، واستثنائية في مجال معين، إدراكهم بالاختلاف، والتميز عن الأقران، وإظهارهم الاهتمام بمجالات خارج نطاق المدرسة، وامتلاكهم ذاكرة غير عادية (ذاكرة استثنائية) مثل: تذكر الكلمات التي تتضمنها الدعايات التلفزيونية، وتذكر موديلات السيارات وأسمائها المختلفة، وهذه النتيجة التي تم التوصل إليها تتفق مع ما ورد في بعض الأطر النظرية، والدراسات السابقة التي أكدت على وجود مثل هذه الخصائص، ومنها: (تريفيرت، ٢٠١٢؛ ستيرنبيرج وكوفمان، ٢٠١٧؛ مصطفى والشربيني، ٢٠١١) بالإضافة إلى اتفاقها مع ما أشار إليه بعض أولياء الأمور في المقابلة.

ومن جهة أخرى فقد توصلت نتائج البحث إلى استبعاد خصائص عامة؛ نظرًا لحصولها على نسبة اتفاق منخفضة تراوحت ما بين (١٧٪- ٣٧٪) مثل: المحدودية في مجال العواطف والمشاعر، وضعف قدرتهم على التأليف والابتكار بمعنى أن إبداع الفرد يقتصر على التقليد والارتجال. وتنوعت إجابات أولياء الأمور حول الخاصية التي لها علاقة بالمشاعر والعواطف، فالبعض منهم ذكر أن ابنه لا يظهر أي اهتمام بمشاعر الآخرين، بينما أشار البعض الآخر إلى اهتمام أبنائهم بمشاعر الآخرين، حيث أشار أحد أولياء الأمور إلى أن ابنته لا تهتم بمشاعر الآخرين، ولكنها تهتم بالإفصاح عن ما تشعر به تجاه الآخرين وتتخذ نمط التعبير الكتابي عن مشاعرها أكثر من الحوار مع الآخرين.

وهذه النتيجة التي تشير إلى تباين بعض الخصائص ما بين ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد تتفق مع ما ذكره ودعاني، وأبو الفتوح (2019) بأن هذه الفئة تتباين خصائصها، والخصائص التي تظهر لدى البعض منهم لا تظهر لدى البعض الآخر. وترى الباحثتان أن الاختلاف الذي يظهره ذوو متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في جانب العواطف والمشاعر قد يعود إلى الاختلاف في شخصياتهم والبيئة المحيطة بهم ودرجة التوحد، وأن الخصائص التي لها علاقة بالعواطف والمشاعر ليس لها علاقة بالموهبة.

وأن الخاصية التي تشير إلى أن ذوي متلازمة سافانت غير قادرين على التأليف، والابتكار وإبداعهم يقتصر على التقليد، والارتجال، وهذا يتنافى مع ما وصف به أولياء الأمور لمواهب أبناائهم والموضح في جدول (4)، حيث أشاروا إلى امتلاك أبنائهم لخيال واسع، وقدرة عالية على الإبداع، وفي ما يلي بعض اقتباساتهم في ذلك:

"صمم رجل آلي يحمل حاوية، ويتحكم فيها عن طريق الجوال، ويرمي فيها النفايات، وذلك بعد أن شاهد زملاءه الطلاب يرمون النفايات على الأرض"

"صنع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وباب السيارة يشتغل بالبطاقة، وفيها حساسات تحميها من الاصطدام، وفيها كاميرا خلفية، وفيها مقياس درجة حرارة للجو، وقياس البطارية، وفيها قياس نبضات القلب؛ والسبب في صنعه للسيارة هو تأخر السائق عليه عند ذهابه إلى المدرسة"

"قام بتركيب حساسات في خزان المدرسة ينبه بأن الخزان أوشك على الانتهاء؛ وذلك بسبب المشكلة التي تواجهه عند انتهاء الماء دائما في مدرسته"

"قرأ مقالة توضح أن الحمض النووي للديناصور يكون من البعوضة، فقام بأخذ بعوضة ووضعها في كأس مويه وثلجها عشان يأخذ حمض النووي"

لذا ترى الباحثتان أنه من غير الممكن أن يتم ربط الموهبة بالتقليد فقط، فبعض ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد قادرون على التوصل إلى أفكار جديدة، وابتكارية في مجال اهتمامهم، خاصة أنهم يمتلكون مواهب فذة، ونادرة في مجالات عدة. كما أن من أهم سمات الإبداع أصالته، وهذه النتيجة تختلف مع ما ذكره ستيرنبيرج، وكوفمان (2017) أن هاتين الخاصيتين من الخصائص العامة التي يتميز بها ذوو متلازمة سافانت.

أما نتائح المقابلة مع أولياء الأمور والتي يوضحها الجدول (4) فهي تشير إلى تتطابق الخصائص العامة التي تم حصرها من أولياء الأمور وتلك المذكورة في الأداة التي تم إعدادها للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، والمتمثلة في العبارات التالية: يظهر لديه دافع، ورغبة في التعلم. يظهر لديه ضيق في مجال العواطف، والمشاعر. يتساءل، ويحب الاطلاع، والتمحيص في مجال ما. يمتلك ذاكرة غير عادية في مجال اهتمامه.

كما يوجد (١٢) من الخصائص التي تم ذكرها في المقابلة، ولها علاقة بهذا البعد لكنها غير مذكورة في الأداة، والمتمثلة في العبارات التالية: يبالغ في إظهار مشاعره للآخرين. يفسر الكلام الموجه له حرفيا. يظهر لديه قلق، وتوتر أثناء أداء الموهبة. لا يعرف أن يعبر عمّا بداخله من مشاعر. لا يكرر المعلومات التي يمتلكها على نفس الفرد، أو في نفس الأماكن. يمتلك قدرة على الابتكار، ويمتلك خيالاً واسعًا. يرغب في التحدث مع أفراد يظهرون اهتماما بموهبته. يظهر عليه الملل بسرعة. يظهر اهتماما بمشاعر الآخرين، ولا يدرك الخطر. ولا يظهر اهتماما بمشاعر الآخرين لكنه يظهر اهتماما بالإفصاح عّما يشعر به.

2-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم؟".

       للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى فرد واحد من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالة (ع) الذي يظهر موهبة في هذا المجال. وقد بلغ عدد الملاحظين للحالة (٥) ملاحظين. وجدول (5) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (5) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم التي أشار إليها الملاحظون (ن=٥)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يحفظ كمّا هائلا من المعلومات بسرعة

١٠٠٪

٤

يذكر تاريخ الأحداث الواقعة في الماضي بشكل يتفق مع التقويم مثل: تاريخ عيد الفطر قبل أربع سنوات

١٠٠٪

٢

يسترجع المعلومات التي قام بتخزينها في ذاكرته عند الحاجة إليها

١٠٠٪

٥

يذكر التواريخ التي ستحدث في المستقبل، وغير المسجلة في التقويم مثل: تاريخ اليوم الوطني بعد سنتين

١٠٠٪

٣

يسمي أي يوم من أيام الأسبوع سيصادف تاريخ معين

٤٠٪

 

فقرات غير مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على إضافتها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يذكر تواريخ أحداث مهمة له مثل: تاريخ ميلاد أفراد عائلته

١٠٠٪

٣

يحول التواريخ من هجري إلى ميلادي

١٠٠٪

٢

يحفظ أعداد مكونة من عشرة أرقام، وأكثر بسرعة، ويستعيدها بالترتيب دون أخطاء

١٠٠٪

٤

يحول التواريخ من ميلادي إلى هجري

١٠٠٪

             

    للإجابة على هذا السؤال أيضا، أشار ولي أمر الحالة(ع) إلى خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، كما يوضحها  الجدول التالي:

جدول (6) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب التوحد في مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=1)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

 

١

تظهر لديه قدرة قوية على الحفظ مثل: تواريخ الميلاد، والمناسبات، وحفظ الأماكن، والأرقام، ودرجات حرارة التكييف في كل مكان

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يحول التواريخ من هجري إلى ميلادي

٢

يحول التواريخ من ميلادي إلى هجري

         

يتضح من جدول (5) وجود نسبة اتفاق مرتفعة بين الملاحظين قد بلغت (١٠٠٪) على أغلب الخصائص في بعد مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم، والمتمثلة في: حفظ كمية كبيرة من المعلومات وبسرعة، واسترجاع المعلومات التي تم تخزينها في الذاكرة عند الحاجة إليها، وتذكر تواريخ الأحداث الواقعة في الماضي بشكل يتوافق مع التقويم مثل: تاريخ عيد الفطر قبل أربع سنوات، وذكر التواريخ التي ستحدث في المستقبل، وغير المسجلة في التقويم مثل: تاريخ اليوم الوطني بعد سنتين. وهذه النتيجة تتفق مع ما ذكره (الزارع، ٢٠١٧، تريفيرت، ٢٠١٢) أن من خصائص ذوي متلازمة سافانت في هذا البعد حفظ معلومات كثيرة، واسترجاعها بتفاصيلها، خصوصًا في ما يتعلق بالتواريخ، وحساب التقويم.

كما توصلت نتائج البحث في هذا البعد إلى إضافة الخصائص التي اقترحها الملاحظون، والمتمثلة في: تذكر تواريخ لأحداث مهمة لديهم مثل: تواريخ ميلاد عائلاتهم، وتواريخ مناسبات عائلية، وتواريخ سفرهم، وحفظهم لأعداد مكونة من عشرة أرقام وأكثر بسرعة، واستعادتها بالترتيب دون أخطاء، وتحويل التواريخ من هجري إلى ميلادي، وتحويل التواريخ من ميلادي إلى هجري. حيث حصلت هذه الخصائص على نسبة اتفاق مرتفعة بلغت (١٠٠٪).

كما توصلت نتائج البحث أيضا إلى حذف إحدى الخصائص في هذا البعد، والمتمثلة في: تسمية أي يوم من أيام الأسبوع سيصادف تاريخ معين؛ نظرًا لانخفاض نسبة اتفاق الملاحظين عليها، حيث بلغت (٤٠٪)، كما أن ولي الأمر لم يشر إليها لدى حالة ابنه في المقابلة. وهذه النتيجة لا تتفق مع ما ذكره الزارع (2017) من أن هذه الخاصية تعد من الخصائص المميزة لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في بعد مجال مهارات حساب التقويم، وترى الباحثتان أن الاختلاف في هذه النتيجة، وانخفاض نسب اتفاق الملاحظين عليها ربما يعود إلى أن هذا البعد تمت ملاحظته على فرد واحد فقط من أفراد عيّنة الدراسة.

كما يتضح من الجدول (6) وجود (١) من الخصائص تم ذكرها في المقابلة تتطابق مع الخصائص في بعد مجال مهارات الحفظ وحساب التقويم المذكورة في الأداة التي أعدتها الباحثتان للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد والمتمثلة في العبارة التالية: تظهر لديه قدرة قوية على الحفظ مثل: تواريخ الميلاد، والمناسبات، وحفظ الأماكن، والأرقام، ودرجات حرارة التكييف في كل مكان، وهذه النتيجة تتفق مع ما ذكره سابقا (الزارع، ٢٠١٧، تريفيرت، ٢٠١٢). كما يوجد (٢) من الخصائص التي تم ذكرها في المقابلة، ولها علاقة بهذا البعد لكنها غير مذكورة في الأداة، والمتمثلة في العبارات التالية: يحول التواريخ من هجري إلى ميلادي، وبالعكس.

3-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية؟".

للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى فرد واحد من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت التوحد، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالة (م) الذي يظهر موهبة في هذا المجال، وقد بلغ عدد الملاحظين للحالة (٥). وجدول (7) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (7) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية التي أشار إليها الملاحظون (ن=٥)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يحل المسائل الرياضية المعقدة، والطويلة غيبا، وبسرعة كبيرة

٨٠٪

٣

يجري العمليات الحسابية الأساسية مثل: الضرب، والقسمة، والطرح، والجمع حتى وإن كانت معقدة، والأرقام كبيرة

١٠٠٪

٢

يجري العمليات الحسابية الأساسية مثـل: الضـرب، والقسمة، والطرح، والجمع

١٠٠٪

٤

يجري العمليات الحسابية الأساسية مثل: الضرب، والقسمة، والطرح، والجمع بسرعة تفوق سرعة الآلة الحاسبة

٢٠٪

فقرات غير مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١-

يوجد قيمة المجهول في المسائل الحسابية ذهنيا بسرعة

١٠٠٪

٢-

يجري حل مسألتين رياضيتين في الوقت نفسه بسرعة

١٠٠٪

وللإجابة على هذا السؤال أيضا، تم حصر ما أشار إليه ولي أمر الحالة (م) في المقابلة، من وجود بعض الخصائص لذوي متلازمة سافانت التوحد في مجال المهارات الرياضية، والتي يعرضها الجدول التالي:

جدول (8) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=1)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

 

١-

يجري العمليات الحسابية ذهنيا أكثر من إجرائها كتابيا

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١-

لا يقوم بحل المسائل اللفظية؛ لأنه لا يستطيع فهم المطلوب

٢-

يجري العمليات الحسابية على أرقام غير صحيحة

يتضح من جدول (7) وجود نسبة اتفاق مرتفعة بين الملاحظين تراوحت ما بين  (٨٠٪ -١٠٠٪) على أغلب الخصائص في بعد مجال المهارات الرياضية، والمتمثلة في: حل المسائل الرياضية المعقدة والطويلة غيبا وبسرعة كبيرة، وإجراء العمليات الحسابية الأساسية مثل: الضرب، والقسمة، والطرح، والجمع، حتى وإن كانت العملية الحسابية معقدة، والأرقام كبيرة.

وتعتبر النتيجة التي تم التوصل إليها في ما يتعلق بخصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في هذا المجال تتفق مع الخصائص التي أشار إليها كل من (الزارع،٢٠١٧Hughes, 2010; Cohen et al., 2007; (كما توصلت نتائج البحث أيضا إلى إضافة الخصائص التي اقترح الملاحظون إضافتها، والمتمثلة في: حساب قيمة المجهول في المسائل الحسابية ذهنيا وبسرعة، إجراء حل مسألتين رياضيتين في الوقت نفسه وبسرعة. حيث حصلت هذه الخصائص على نسبة اتفاق مرتفعة قد بلغت (١٠٠٪).

في حين يوضح جدول (8) الخصائص التي أشار ولي الأمر في المقابلة إلى وجودها ولم يرد ذكرها في أداة التقدير والمتمثلة في: لا يقوم بحل المسائل اللفظية لأنه لا يستطيع          فهم المطلوب، وإجراء العمليات الحسابية على أرقام غير صحيحة؛ لعدم اتفاق الملاحظين              على وجودها.

كما توصلت نتائج البحث إلى حذف إحدى الخصائص في هذا البعد، والمتمثلة في: إجراء العمليات الحسابية الأساسية مثل: الضرب، والقسمة، والطرح، والجمع بسرعة تفوق سرعة الآلة الحاسبة. حيث يصعب اعتبار هذه الخاصية من المؤشرات المنبئة بوجود الموهبة في هذا المجال؛ حيث حصلت على نسبة اتفاق منخفضة بلغت (٢٠٪).

 وتعد النتيجة التي توصلت إليها الباحثتان منطقية؛ لأنه لا يمكن أن يتجاوز الإنسان بقدراته في الحساب قدرة الآلة الحاسبة لاتمام العمليات الحسابية بأقل من الثانية، فالآلة الحاسبة تظهر النتيجة الصحيحة في أجزاء من الثانية بسبب ما تمتلكه من برمجة لأداء العمليات الحسابية دون خطأ، وهذا يجعل النتيجة تختلف مع ما أشار إليه الزارع (2017) أن هذه الخاصية من الخصائص التي تظهر لدى ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الرياضية.

٤- مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية؟".

للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى عدد (2) من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالتين (ف) و (و) اللذان يظهرا موهبة في هذا المجال، وقد بلغ عدد الملاحظين للحالتين (١٠) ملاحظين. وجدول (9) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (9) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية التي أشار إليها الملاحظون (ن=١٠)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يركب أجزاء الألغاز المصورة Puzzles   والألغاز المعقدة، والصعبة، والتي تفوق عمره العقلي

٥٠٪

٣

يتعرف إلى مواقع الأماكن التي زارها لمرة واحدة

٥٠٪

٢

يركب أجزاء الألغاز المصورة Puzzles، وهي مقلوبة

٥٠٪

 

فقرات غير مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يتعرف إلى مواقع الأشياء
المهمة لديه

٥٠٪

٢

يتعرف إلى مواقع النصوص في الكتب مثل: يذكر موقع آيات القرآن الكريم في أي سورة، ورقم الآية، ورقم الصفحة

٥٠٪

كما تم قياس هذا البعد من خلال ما أشار أولياء الأمور في المقابلة إلى وجود بعض الخصائص لدى الحالتين (ع) و (ف) من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية، والتي يعرضها الجدول التالي:

جدول (10) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات البصرية المكانية التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=2)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يركب أجزاء الألغاز المصورة Puzzle، والألغاز المعقدة، والصعبة والتي تفوق عمره العقلي

٣

يتعرف إلى مواقع الأماكن التي زارها لمرة واحدة

٢

يركب أجزاء الألغاز المصورة Puzzles، وهي مقلوبة

 

 

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

 

١

يتعرف إلى مواقع النصوص في الكتب مثل: يذكر موقع آيات القرآن الكريم في أي سورة، ورقم الآية، ورقم الصفحة

 يتضح مما سبق أن ذوي متلازمة سافانت التوحد تظهر لديهم قدرات عالية في الذاكرة البصرية المكانية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كلٍ من (Esmael, 2013 ;Hughes, 2018). وتوصلت نتائج البحث إلى وجود نسبة اتفاق بلغت (٥٠٪) بين الملاحظين على جميع الخصائص في بعد مجال المهارات البصرية المكانية، والمتمثلة في: تركيب أجزاء الألغاز المصورة (Puzzles) المعقدة والصعبة التي تفوق عمرهم العقلي، تركيب أجزاء الألغاز المصورة وهي مقلوبة، التعرف إلى مواقع الأماكن التي قاموا بزيارتها لمرة واحدة. وهذه النتيجة تتفق مع الخصائص التي أشار إليها كلٌ من (الزارع، ٢٠١٧، تريفيرت، ٢٠١٢، مصطفى والشربيني، ٢٠١٢، Esmael, 2013 ، .(Hughes, 2018

كما توصلت نتائج البحث أيضا إلى إضافة الخصائص التي اقترح الملاحظون إضافتها، والمتمثلة في: التعرف إلى مواقع الأشياء المهمة لديهم، والتعرف إلى مواقع النصوص في الكتب كأن يذكر موقع آيات القرآن الكريم في أي سورة، ورقم الآية، ورقم الصفحة. حيث حصلت هذه الخصائص على نسبة اتفاق بلغت (٥٠٪).

كما يتضح من الجدول (10) أن جميع الخصائص التي أشار إليها أولياء الأمور في المقابلة تنطبق مع ما تم ذكره في قائمة التقدير. وأن إحدى الخصائص التي اقترح الملاحظون إضافتها تتفق مع ما أشار إليه ولي أمر الحالة (ع) في المقابلة والتي لم يرد ذكرها في أداة التقدير والمتمثلة في: التعرف إلى مواقع النصوص في الكتب مثل: ذكر موقع آيات القرآن الكريم في أي سورة، ورقم الآية، ورقم الصفحة.

5-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الخامس الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الميكانيكية؟".

للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى فرد واحد من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالة (و) الذي يظهر موهبة في هذا المجال، وقد بلغ عدد الملاحظين للحالة (٥) ملاحظين. والجدول (11) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الميكانيكية التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (11) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الميكانيكية التي أشار إليها الملاحظون (ن=5)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يصنع الأجهزة، والأدوات المختلفة مثل: آلة صنع الفشار، أو التلفاز

١٠٠٪

٢

يركب أجزاء الأجهزة مثل: تركيب أجهزة الراديو، والمسجل، والتلفاز في عمر مبكر

١٠٠٪

فقرات غير مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يمتلك خيالاً واسعًا يستطيع من خلاله إنتاج أعمال ميكانيكية بصورة ذكية

١٠٠٪

٣

يستخدم أدوات غير متوقعة لإنتاج أعماله الميكانيكية

١٠٠٪

٢

يقدم أعمالاً ميكانيكية تساعد في إيجاد حلول لبعض المشكلات

١٠٠٪

 

وللإجابة هلى هذا السؤال أيضا، تم حصر ما أشار إليه ولي أمر الحالة (و) في المقابلة من وجود بعض الخصائص لذوي متلازمة سافانت التوحد في مجال المهارات الميكانيكية، والتي يعرضها الجدول التالي:

جدول (12) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الميكانيكية التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=1)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يصنع الأجهزة، والأدوات المختلفة مثل: آلة صنع الفشار، أو التلفاز

٢

يركب أجزاء الأجهزة مثل: تركيب أجهزة الراديو، والمسجل، والتلفاز في عمر مبكر

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يمتلك خيالاً واسعًا يستطيع من خلاله إنتاج أعمال ميكانيكية بصورة ذكية

٣

يستخدم أدوات غير متوقعة لإنتاج اعماله الميكانيكية

٢

يقدم أعمالاً ميكانيكية تساعد في إيجاد حلول لبعض المشكلات

 

         

يتضح مما استعرضه الجدول (11) و (12) أن ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد تظهر لديهم قدرات عالية في مجال المهارات الميكانيكية، حيث حصلت على نسبة اتفاق عالية بين الملاحظين على وجودها قد بلغت (١٠٠٪) كما أشار أولياء الأمور إلى ظهورها أيضا لدى أبنائهم، وهذه النتيجة تتفق مع ما أشار إليه الزارع (2017) والمتمثلة في: القدرة على صناعة الأجهزة، والأدوات المختلفة مثل: آلة صنع الفشار، أو التلفاز، والقدرة على تركيب أجزاء الأجهزة مثل: تركيب أجهزة الراديو، والمسجل، والتلفاز في عمر مبكر.

كما يتضح أيضا من الجدولين السابقين اتفاق كل من أولياء الأمور والملاحظين          على إضافة بعض الخصائص والتي حصلت على نسبة اتفاق مرتفعة بين الملاحظين بلغت (١٠٠٪) والمتمثلة في: امتلاك خيال واسع يستطيع من خلاله إنتاج أعمال ميكانيكية بصورة ذكية، وتقديم أعمال ميكانيكية تساعد في إيجاد حلول لبعض المشكلات، واستخدام أدوات غير متوقعة لإنتاج أعماله الميكانيكية. وعلى الرغم من اتفاق أولياء الأمور والملاحظين على وجود هذه الخصائص لدى الحالة(و) إلا أنه لم يتم ذكرها في قائمة التقدير التي أعدتها الباحثتان لأغراض هذا البحث.

6-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال السادس الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم؟".

للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى فرد واحد من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت التوحد، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالة  (خ) الذي يظهرموهبة في هذا المجال، وقد بلغ عدد الملاحظين للحالتين (٥) ملاحظين. وجدول (13) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (13) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم التي أشار إليها الملاحظون (ن=5)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يرسم كل ما تقع عليه العين بشكل حرفي ودقيق

٨٠٪

٦

يستخدم خامات، وأدوات غير متوقعة في أعماله الفنية

٦٠٪

٢

يرسم رسومات تتميز بجودتها العالية في التعبير الفوتوغرافي

١٠٠٪

٧

ينهمك في أعماله الفنية لفترات طويلة

٨٠٪

٣

يستخدم الخطوط المستبعدة، والمخفية مما يعطي رسوماته طابع الحياة، والحركة

٨٠٪

٨

يظهر مهارة يدوية في استخداماته للأدوات، والخامات في أعماله الفنية

١٠٠٪

٤

يكيف الأدوات في البيئة؛ لصنع أشكال مختلفة في الموضوعات المفضلة لديه

٨٠٪

٩

تتحقق في أعماله الفنية علاقات بنائية، وتركيبية

١٠٠٪

٥

يعبر في أعماله الفنية عن موضوعات في مجال اهتمامه

١٠٠٪

١٠

يظهر لديه شغفًا في دراسة، وتعلم الفن والرسم

٨٠٪

وللإجابة هلى هذا السؤال أيضا تم رصد ما أشار إليه ولي أمر الحالة (و) في المقابلة من وجود بعض الخصائص لذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم، والتي يعرضها الجدول التالي:

جدول (14) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال مهارات الفن والرسم التي أشار إليها أولياء الأمور (ن=1)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

ينهمك في أعماله الفنية لفترات طويلة

٣

يظهر لديه شغفًا في دراسة، وتعلم الفن والرسم

٢

يستخدم خامات، وأدوات غير متوقعة في أعماله الفنية

 

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

 

١

ينجز رسوماته في مدة لا تزيد
على ١٠ دقائق

يتضح من الجدول (13) أن ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد تظهر لديهم قدرات عالية في مجال مهارات الفن والرسم وهذا يتفق مع ما ذكره كلٌ من:                (الزارع، ٢٠١٧؛ تريفيرت، ٢٠١٢؛ سليمان، ٢٠١٤، Esmael, 2013 ; Charman&Cohen, 1993 ; Howline,2009). حيث توصلت نتائج البحث إلى أن جميع الخصائص التي تم اعتمادها في هذا البعد قد حصلت على نسبة اتفاق (٦٠٪- ١٠٠٪)، فهذه الخصائص المتفق على وجودها في مجال مهارات الفن والرسم تتفق مع ما أشار إليه: (الزارع ،٢٠١٧؛ والقريطي، 2014؛ مصطفى والشربيني، 2011) والمتمثلة في: رسم كل ما تقع عليه العين بشكل حرفي ودقيق، ورسم رسومات تتميز بجودتها العالية في التعبير الفوتوغرافي، واستخدام الخطوط المستبعدة والمخفية مما يعطي رسومات الفرد طابع الحياة والحركة، وتكييف الأدوات في البيئة لصنع أشكال مختلفة في الموضوعات المفضلة لديه، والتعبير في أعماله الفنية عن موضوعات في مجال اهتمامه، واستخدم خامات وأدوات غير متوقعة في أعماله الفنية، والانهماك في أعماله الفنية لفترات طويلة، وإظهار مهارة يدوية في استخدامات الأدوات والخامات في الأعمال الفنية، وتحقق العلاقات البنائية والتركيبية في الأعمال، وإظهار الشغف في دراسة وتعلم الفن والرسم.

في حين يوضح الجدول (14) وجود (٣) من الخصائص تم ذكرها في المقابلة تطابقت مع الخصائص في بعد مجال مهارات الفن والرسم المذكورة في الأداة التي
تم إعدادها للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد، والمتمثلة في العبارات التالية: ينهمك في أعماله الفنية لفترات طويلة. يستخدم خامات، وأدوات غير متوقعة في أعماله الفنية. يظهر لديه شغفا في دراسة، وتعلم الفن والرسم. كما يوجد (١) من الخصائص التي تم ذكرها في المقابلة، ولها علاقة بهذا البعد لكنها غير مذكورة في الأداة، والمتمثلة في العبارة التالية: ينجز رسوماته في مدة لا تزيد على ١٠ دقائق.

7-مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال السابع الذي ينص على: "ما المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الغامضة؟".

للإجابة على هذا السؤال تم قياس هذا البعد لدى (2) من أفراد عيّنة الدراسة من ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد والذين تظهر موهبتهم في مجال المهارات الغامضة، حيث يعتبر هذا البعد من الأبعاد التي أشار إليها ولي أمر الحالة (ف) وولي أمر الحالة (ن)، وقد بلغ عدد الملاحظين للحالتين (10) ملاحظين. وجدول (15) يعرض خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الغامضة التي أشار إليها الملاحظون، ونسب الاتفاق بينهم.

جدول (15) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الغامضة التي أشار إليها الملاحظون (ن=10)

فقرات مذكورة في الأداة، ويتفق الملاحظون على وجودها

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

الرقم

الفقرة

نسبة الاتفاق

١

يظهر عليه شغف القراءة، والاهتمام في مجال ما مثل: الاهتمام بمجال العلوم، ومجال التاريخ، ومجال الفلك

١٠٠٪

٥

يمتلك القدرة على إتقان لغات متعددة مثل: اللغة الإنجليزية، واليابانية، والصينية

٥٠٪

٢

يمتلك مجموعة من المفردات اللغوية التي تفوق عمره الزمني

١٠٠٪

٦

يظهر لديه رغبة في تعلم لغات جديدة

١٠٠٪

٣

يمتلك قدرة على سرد ما يقوم بقراءته

١٠٠٪

٧

يمتلك قدرة غير طبيعية في إحدى الحواس مثل: حاسة اللمس، حاسة الشم، حاسة النظر

٥٠٪

٤

يقرأ الكتب، والمقالات التي تخص مجال اهتمامه باستمرار

١٠٠٪

 

للإجابة على هذا السؤال أيضا، تم حصر ما أشار أولياء الأمور في المقابلة إلى وجود بعض الخصائص لذوي متلازمة سافانت التوحد في مجال المهارات الغامضة، والتي سيعرضها الجدول التالي:

جدول (16) المعايير الأساسية للكشف عن خصائص ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في مجال المهارات الغامضة التي أشار إليها أولياء الأمور(ن=٢)

فقرات مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١

يظهر عليه شغف القراءة، والاهتمام في مجال ما، مثل: مجال العلوم، ومجال التاريخ، ومجال الفلك

٣

يظهر لديه رغبة في تعلم لغات جديدة

٢

يمتلك القدرة على إتقان لغات متعددة مثل: اللغة الإنجليزية، واللغة الصينية، واللغة اليابانية

٤

يقرأ الكتب، والمقالات التي تخص مجال اهتمامه باستمرار

فقرات غير مذكورة في الأداة، وأشار إليها أولياء الأمور في المقابلة

الرقم

الفقرة

الرقم

الفقرة

١-

يكرر ما يقوم بسماعه حتى وإن كان صعبا، وبلغة مختلفة لا يعرفها

٣-

يستطيع أن يقرأ، ويكتب في عمر مبكر، وبدون تعليم مسبق

٢-

يكتب بيديه الاثنتين في الوقت نفسه في عمر مبكر

 

يتضح من جدول (15) أن ذوي متلازمة سافانت التوحد تظهر لديهم عدة قدرات مختلفة إلا أن هذه القدرات لا تصنف ضمن مجالات المتلازمة الرئيسية؛ لذا تم إضافة مجال جديد يشمل هذه القدرات (مجال المهارات الغامضة). وتتفق الخصائص في هذا المجال مع ما ذكره كل من: (تريفيرت، ٢٠١٢ ;Godman, 1973; Hughes, 2010; Jeon, 2016).

وقد توصلت نتائج البحث إلى أن جميع الخصائص التي تم اعتمادها في هذا البعد حصلت على نسبة اتفاق تراوحت ما بين (٥٠٪- ١٠٠٪)، والمتمثلة في: إظهار شغف القراءة والاهتمام في مجال ما مثل: الاهتمام بمجال العلوم، ومجال التاريخ، ومجال الفلك، وامتلاك مجموعة من المفردات اللغوية التي تفوق عمره الزمني، وامتلاك قدرة على سرد ما يقوم بقراءته، وقراءة الكتب والمقالات التي تخص مجال اهتمامه باستمرار، وامتلاك تلك القدرة على إتقان لغات متعددة مثل: اللغة الإنجليزية، واليابانية، والصينية، وامتلاك قدرة متطورّة لإحدى الحواس مثل: حاسة اللمس، وحاسة الشم، وحاسة النظر.

في حين يشير جدول (16) إلى وجود (٣) من الخصائص التي تم ذكرها في المقابلة، ولها علاقة بهذا البعد لكنها غير مذكورة في الأداة، والمتمثلة في العبارات التالية: يكرر ما يقوم بسماعه حتى وإن كان صعبا، وبلغة مختلفة لا يعرفها. يكتب بيديه الاثنتين في الوقت نفسه وفي عمر مبكر. يستطيع أن يقرأ، ويكتب في عمر مبكر، وبدون تعليم مسبق.


الثاني عشر- توصيات البحث:

       ١-إجراء مسح للأشخاص ذوي متلازمة سافانت التوحد من قبل الهيئة العامة للإحصاء؛ بهدف التوصل إلى أعدادهم في المملكة العربية السعودية، وتوزيعهم الجغرافي، والمواهب التي يمتلكونها، وعمل قاعدة بيانات خاصة بهم.

٢- تطوير أطر مرجعية عربية علمية تتناول مفهوم متلازمة سافانت بشكل أعمق، وتتناول جوانب الموهبة التي تظهر في هذه المتلازمة خاصة عند المصابين باضطراب طيف التوحد.

٣- تقديم منحات بحثية؛ لعمل دراسات تختص بمتلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد؛ لندرة الدراسات العربية، والأجنبية التي تناولتها -في حدود علم الباحثتان-.

٤- استخدام قائمة التقدير التي تم إعدادها؛ للكشف عن ذوي متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد في دراسات أخرى تطبق على عينات حجمها أكبر من عيّنة الدراسة الحالية؛ بهدف إصدار أحكام ذات مستوى عالٍ من الثقة، والصدق حول وجود مهارات متلازمة سافانت لدى ذوي اضطراب طيف التوحد.

٥- تصميم برامج توعوية، وتثقيفية، وتدريبية عن مهارات متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد لأولياء الأمور، والمتخصصين، ومتخذي القرار، والمهتمين بفئة اضطراب طيف التوحد.

٦- تطوير الدليل التنظيمي للبرامج التعليمية، والتربوية المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد؛ ليشمل مهارات متلازمة سافانت التي تظهر لدى هذه الفئة.

٧- إدراج مقرر يتناول التعريف بمتلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد لطلبة الجامعة المتخصصين في مسار اضطراب طيف التوحد؛ لتسهيل اكتشاف الطلبة ذوي متلازمة سافانت التوحد في البيئة المدرسية مستقبلًا.

٨- إدراج فئة متلازمة سافانت لاضطراب طيف التوحد ضمن فئات الموهوبين التي تدعمها، وتصقل موهبتها البرامج الحكومية


قائمة المراجع:

1-المراجع العربية:

- أبو سمرة، محمود. الطيطي، محمد. (٢٠٢٠). مناهج البحث العلمي من التبيين إلى التمكين. دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.

- البحيري، عبد الرقيب. إمام، محمود (٢٠١٨). اضطراب طيف التوحد (الدليل التطبيقي للتشخيص، والتدخل العلاجي ((ط.١). مكتبة الأنجلو المصرية.

- الحوامدة، أحمد. (٢٠١٩). الأساليب التربوية والتعليمية للتعامل مع اضطراب التوحد (ط.١). ابن النفيس للنشر والتوزيع.

- الخطيب، جمال. (٢٠٠٨). التربية الخاصة المعاصرة (ط.١). دار وائل للنشر.

- الخميسي، السيد. السيراوي، مريم. فيروز، أمينة. (٢٠٢١). اختلاف الموهبة وفقًا للمهارات المعرفية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الموهوبين وغير الموهوبين من وجهة نظر الأمهات والمعلمين. مجلة الدراسات والبحوث التربوية، ١(١)، ١٨٧ – ٢٢٠.  http://search.shamaa.org/PDF/Articles/KUJsere/JsereVol1No1Y2021/jsere_2021-v1-n1_187-220.pdf

- الزارع، نايف. (٢٠٠٣). بناء قائمة لتقدير السلوك التوحدي. (رسالة ماجستير منشورة)،كلية الدراسات التربوية، الجامعة الأردنية. https://slpemad.files.wordpress.com/2015/04/d8a7d984d8b2d8a7d8b1d8b9.pdf .  

- الزارع، نايف. (٢٠١٧). المدخل إلى اضطراب التوحد المفاهيم الأساسية وطرق التدخل. (ط.٤). عمان: دار الفكر.

- الزريقات، إبراهيم. (٢٠١٦). التوحد والسلوك والتشخيص والعلاج. (ط.٢). عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.

- الزهراني، علي؛ الزارع، نايف. (٢٠١٩). جودة الحياة لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد وعلاقتها بالسلوكيات المعرفية المرتبطة بالفص الجبهي. المجلة التربوية، ٦٨، ٦٢١- ٦٥٧.  DOI: 10.12816/edusohag.2019.54735.

- الشامي، وفاء. (٢٠٠٤). خفايا التوحد أشكاله، وأسبابه، وتشخيصه. (ط.١(. الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية.

- الصقور، إيمان؛ ظاظا، حيدر. (٢٠١٦). معايير الأداء على الصورة الأردنية من مقياس جيليام لتقدير اضطراب طيف التوحد (الطبعة الثانية) للأعمار من ٣ إلى ١٣. المجلة الأردنية في العلوم التربوية،٢(١٢)، ١٩٥- ٢٠٧.

- القريطي، عبد المطلب. (٢٠١٤). الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم (ط.١). القاهرة: عالم الكتب.

- النبي، أحمد. أبو دنيا، نادية (٢٠١٩). المهارات الحياتية، والأكاديمية في ضوء بعض المتغيرات لدى أطفال اضطراب التوحد. المجلة العربية لعلوم الإعاقة، والموهبة، )٧ (، ٩٣- ١١٤. 

- الهاجري، أمينة. (٢٠١٥). بناء مقياس للكشف عن الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم من تلاميذ الحلقة الأولى في المرحلة الابتدائية في مملكة البحرين. مجلة العلوم التربوية والنفسية، ١٦(١). http://search.mandumah.com/Record/624874 .  

- تريفيرت، دارولد. (٢٠١٢). جزر العبقرية العقل الخصب للتوحد العبقرية المكتسبة والمفاجئة (بندر الحربي، ترجمة؛ ط.١). القاهرة: الدار العربية للعلوم ناشرون.

- ستيرنبيرج، روبرت. كوفمان، سكوت (٢٠١٧). دليل جامعة كيمبريدج للذكاء. (داوود القرنة، عنتر عبد الله، ترجمة). الرياض: العبيكان.

- سليمان، سناء. (٢٠١٤). الفرد الذاتوي (التوحدي) بين الغموض والشفقة والفهم والرعاية. القاهرة: عالم الكتب.

-سليمان، شاهر. الجاسر، مي (٢٠١٩). القدرة التنبؤية لمقياس ناجليري الأمريكي بمقياس موهبة المطبق في المملكة العربية السعودية. المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية. ٦(٢). ٢٠٤- ٢١٨. 

https://doi.org/DOI:10.31559/EPS2019.6.2.4

- سيلفيا ريم (٢٠٠٣). رعاية الموهوبين إرشادات للآباء والمعلمين. (عادل محمد، ترجمة). دار الرشاد للنشر والتوزيع.

- عامر، طارق. (٢٠١٨). الفرد التوحدي. دار اليازوري العلمية.

- علوي، إسماعيل؛ العيساوي، عبد المنعم؛ شكوك، نبيل؛ شينبو، حمزة. (٢٠١٢). اضطراب التوحد نحو مقاربة نورولوجيه – معرفية جديدة. أبحاث معرفية: جامعة سيدي محمد بن عبد الوهاب-كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مختبر العلوم المعرفية، ١، ١٠٩- ١٢٨.

- عودة، محمد. (٢٠١٥). تشخيص وتنمية مهارات الفرد الذاتوي. مكتبة الأنجلو المصرية.

- عيدوسي، عبد الهادي. (٢٠١٩). دعم وتعزيز تدريس العلوم لدى الأفراد الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد. دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة محمد لمين دباغين: الجزائر. ٢(٩). ٧٠-٨٧.

- مرسي، هيام. (٢٠١٩). فاعلية برنامج قائم على أنشطة للتكامل الحسي في خفض أعراض ذوي التوحد. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، ٢٧(١). ٤٤٤- ٤٦٧.

- مصطفى، أسامة. الشربيني، مصطفى. (٢٠١١). سمات التوحد (ط. ١). عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

- هدية، فؤاده؛ بدوي، سعدية. (٢٠١٧). أنواع المواهب لدى الأفراد الموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية: دراسة استكشافية. مجلة دراسات الطفولة،٢٠ (٧٥)، ١٠٩ – ١١٥.

- ودعاني، ماجد؛ أبو الفتوح، محمد. (٢٠١٩). بناء وتقنين مقياس تقدير للمؤشرات السلوكية المنبئة بالموهبة لدى التلاميذ ذوي اضطراب التوحد. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، ٤(١٥)، ٣٩٩- ٤١٧.

 

 

 

 

2- المراجع الأجنبية:

- American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorder, Washington DC.

- Bogdashina, O. (2003). Sensory Perceptual Issues in Autism and Asperger Syndrome: Different Sensory Experiences Different Perceptual Worlds. Jessica Kingsley Publishers.

- Bonnel, A. Mottron, L. Peretz, I. Trudel, M. (2003).  Enhanced Pitch Sensitivity in Individuals with Autism: A Signal Detection Analysis. Journal of Cognitive Neuroscience, 15(2), 171-185. https://doi.org/10.1162/089892903321208169.

-Brink, T. (1980). Idiot Savant with Unusual Mechanical Ability: An Organic Explanation. American Journal of Psychiatry,137 (2), 250-251.  https://doi.org/10.1176/ajp.137.2.250

- Charman, T. Cohen, S. (1993). Drawing Development in Autism: The Intellectual to Visual Realism Shift. Journal of Developmental Psychology,11(50), 226-235.  https://doi.org/10.1111/j.2044-835X.1993.tb00596.x 

- Cohen, S. Wheelwright, s. Burtenshaw, A& Hobson, E. (2007). Mathematical Talent is Linked to Autism. Journal of Springer Link, 18(2), 125 – 131.  DOI: 10.1007/s12110-007-9014-0.

-  Esmaeel, M. (2013). Talent in Autism: Cognitive Style Based on Weak Central Coherence and Special Sensory Characteristics in State of Kuwait: Case Study. Journal of Psychological and Behavioral Sciences.7 (2). DOI: doi.org/10.5281/zenodo.1075485.Procedia.

- Hou, C.  Miller,L.  cummings, L. Goldberg, M.  Mychack,P. Bottino, V.& Benson. F. (2000). Autistic savants. [correction of artistic]. sychol Behav Neurol, 13(1), 29 -38.

- Howlin, P. Good, S. Hutton, J& Rutter, M. (2009). Savant skills in autism: psychometric approaches and parental reports. Journal of The Royal Society,364(1522), 1359 - 1367. doi: 10.1098/rstb.2008.0328.

- Hughes, J. (2010). A Review of Savant Syndrome and its Possible Relationship to Epilepsy. Journal of Elsevier,17 (2),147 – 152. https://doi.org/10.1016/j.yebeh.2009.12.014.

- Hughes,J. Ward, J. Gruffydd, E. Cohen,S. Smith,P. Allison, C& Simner,J. (2018). Savant syndrome has a distinct psychological profile in autism. Journal of Molecular Autism, 9(53). https://doi.org/10.1186/s13229-018-0237-1 .

- Jeon, yoora. (2016). Savant Syndrome: A Review of Research Findings. Cloud State University, (5), 2-34. https://repository.stcloudstate.edu/sped_etds/25

- Goodman, J. (1973). A Case Study of An "Autistic-Savant": Mental Function in the Psychotic Child with Markedly Discrepant Abilities. Journal of Child Psychology and Psychiatry,13 (4), 267-278.

- Krug, D. Arick. J& Almond, P. (1980). Behavior Cheeklist for  Identifying Severely Handicapped Individuals with High Levels of Autistic Behavior. Journal of child Psychology and Psychiatry,21(3), 221-229. https://doi.org/10.1111/j.1469-7610.1980.tb01797.x.

- Miller, L. (1998). Defining the Savant Syndrome. Journal of   Developmental and Physical Disabilities, 10(1), 73-85.

- Nicpon, M., Doobay, A. & Assouline, S. (2010). Parent, teacher, and self-perceptions of psychosocial functioning in intellectually gifted children and adolescents with autism spectrum disorder. Journal of Autism and Developmental Disorder, (40), 1028-1038. DOI: 10.1007/s10803-010-0952-8

- Ornitz, E. Ritvo, E. (1968). Perceptual Inconstancy in Early Infantile Autism. Archives of General Psychiatry, 18(6), 76- 98. DOI: 10.1001/archpsyc.1968.01740010078010.

- Rodriguez, Ana Maria. (2008). Autism and Asperger syndrome. Twenty-first century medical library.

- Tager-Flusberg, H. (1991). Semantic Processing in the Free Recall of Autistic Children: Further Evidence for a Cognitive Deficit. British Journal of Developmental Psychology, 90, 417– 430. DOI: https://doi.org/10.1111/j.2044-835X.1991.tb00886.x.

- Treffert, D. (2014). Savant Syndrome: Realities, Myths and Misconceptions. Journal of Springer Link, (44),564 – 571.DOI: 10.1007/s10803-013-1906-8.

- Veltmeijer, A. Minnaert, A & Bosch, E. (2011). The Cooccurrence of Intellectual Giftedness and Autism Spectrum Disorders, journal of Elsevier,6 (1),67-88. DOI: https://doi.org/10.1016/j.edurev.2010.10.001.  

- Young, R. Nettelbeck, T. (1995). The Abilities of a Musical Savant and His Family. Journal of Autism and Developmental Disorders, 25(3), 48-231. DOI: 10.1007/BF02179286.

 

1-المراجع العربية:
- أبو سمرة، محمود. الطيطي، محمد. (٢٠٢٠). مناهج البحث العلمي من التبيين إلى التمكين. دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
- البحيري، عبد الرقيب. إمام، محمود (٢٠١٨). اضطراب طيف التوحد (الدليل التطبيقي للتشخيص، والتدخل العلاجي ((ط.١). مكتبة الأنجلو المصرية.
- الحوامدة، أحمد. (٢٠١٩). الأساليب التربوية والتعليمية للتعامل مع اضطراب التوحد (ط.١). ابن النفيس للنشر والتوزيع.
- الخطيب، جمال. (٢٠٠٨). التربية الخاصة المعاصرة (ط.١). دار وائل للنشر.
- الخميسي، السيد. السيراوي، مريم. فيروز، أمينة. (٢٠٢١). اختلاف الموهبة وفقًا للمهارات المعرفية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الموهوبين وغير الموهوبين من وجهة نظر الأمهات والمعلمين. مجلة الدراسات والبحوث التربوية، ١(١)، ١٨٧ – ٢٢٠.  http://search.shamaa.org/PDF/Articles/KUJsere/JsereVol1No1Y2021/jsere_2021-v1-n1_187-220.pdf
- الزارع، نايف. (٢٠٠٣). بناء قائمة لتقدير السلوك التوحدي. (رسالة ماجستير منشورة)،كلية الدراسات التربوية، الجامعة الأردنية. https://slpemad.files.wordpress.com/2015/04/d8a7d984d8b2d8a7d8b1d8b9.pdf .  
- الزارع، نايف. (٢٠١٧). المدخل إلى اضطراب التوحد المفاهيم الأساسية وطرق التدخل. (ط.٤). عمان: دار الفكر.
- الزريقات، إبراهيم. (٢٠١٦). التوحد والسلوك والتشخيص والعلاج. (ط.٢). عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.
- الزهراني، علي؛ الزارع، نايف. (٢٠١٩). جودة الحياة لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد وعلاقتها بالسلوكيات المعرفية المرتبطة بالفص الجبهي. المجلة التربوية، ٦٨، ٦٢١- ٦٥٧.  DOI: 10.12816/edusohag.2019.54735.
- الشامي، وفاء. (٢٠٠٤). خفايا التوحد أشكاله، وأسبابه، وتشخيصه. (ط.١(. الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية.
- الصقور، إيمان؛ ظاظا، حيدر. (٢٠١٦). معايير الأداء على الصورة الأردنية من مقياس جيليام لتقدير اضطراب طيف التوحد (الطبعة الثانية) للأعمار من ٣ إلى ١٣. المجلة الأردنية في العلوم التربوية،٢(١٢)، ١٩٥- ٢٠٧.
- القريطي، عبد المطلب. (٢٠١٤). الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم (ط.١). القاهرة: عالم الكتب.
- النبي، أحمد. أبو دنيا، نادية (٢٠١٩). المهارات الحياتية، والأكاديمية في ضوء بعض المتغيرات لدى أطفال اضطراب التوحد. المجلة العربية لعلوم الإعاقة، والموهبة، )٧ (، ٩٣- ١١٤. 
- الهاجري، أمينة. (٢٠١٥). بناء مقياس للكشف عن الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم من تلاميذ الحلقة الأولى في المرحلة الابتدائية في مملكة البحرين. مجلة العلوم التربوية والنفسية، ١٦(١). http://search.mandumah.com/Record/624874 .  
- تريفيرت، دارولد. (٢٠١٢). جزر العبقرية العقل الخصب للتوحد العبقرية المكتسبة والمفاجئة (بندر الحربي، ترجمة؛ ط.١). القاهرة: الدار العربية للعلوم ناشرون.
- ستيرنبيرج، روبرت. كوفمان، سكوت (٢٠١٧). دليل جامعة كيمبريدج للذكاء. (داوود القرنة، عنتر عبد الله، ترجمة). الرياض: العبيكان.
- سليمان، سناء. (٢٠١٤). الفرد الذاتوي (التوحدي) بين الغموض والشفقة والفهم والرعاية. القاهرة: عالم الكتب.
-سليمان، شاهر. الجاسر، مي (٢٠١٩). القدرة التنبؤية لمقياس ناجليري الأمريكي بمقياس موهبة المطبق في المملكة العربية السعودية. المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية. ٦(٢). ٢٠٤- ٢١٨. 
- سيلفيا ريم (٢٠٠٣). رعاية الموهوبين إرشادات للآباء والمعلمين. (عادل محمد، ترجمة). دار الرشاد للنشر والتوزيع.
- عامر، طارق. (٢٠١٨). الفرد التوحدي. دار اليازوري العلمية.
- علوي، إسماعيل؛ العيساوي، عبد المنعم؛ شكوك، نبيل؛ شينبو، حمزة. (٢٠١٢). اضطراب التوحد نحو مقاربة نورولوجيه – معرفية جديدة. أبحاث معرفية: جامعة سيدي محمد بن عبد الوهاب-كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مختبر العلوم المعرفية، ١، ١٠٩- ١٢٨.
- عودة، محمد. (٢٠١٥). تشخيص وتنمية مهارات الفرد الذاتوي. مكتبة الأنجلو المصرية.
- عيدوسي، عبد الهادي. (٢٠١٩). دعم وتعزيز تدريس العلوم لدى الأفراد الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد. دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة محمد لمين دباغين: الجزائر. ٢(٩). ٧٠-٨٧.
- مرسي، هيام. (٢٠١٩). فاعلية برنامج قائم على أنشطة للتكامل الحسي في خفض أعراض ذوي التوحد. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، ٢٧(١). ٤٤٤- ٤٦٧.
- مصطفى، أسامة. الشربيني، مصطفى. (٢٠١١). سمات التوحد (ط. ١). عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
- هدية، فؤاده؛ بدوي، سعدية. (٢٠١٧). أنواع المواهب لدى الأفراد الموهوبين ذوي صعوبات التعلم النمائية: دراسة استكشافية. مجلة دراسات الطفولة،٢٠ (٧٥)، ١٠٩ – ١١٥.
- ودعاني، ماجد؛ أبو الفتوح، محمد. (٢٠١٩). بناء وتقنين مقياس تقدير للمؤشرات السلوكية المنبئة بالموهبة لدى التلاميذ ذوي اضطراب التوحد. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، ٤(١٥)، ٣٩٩- ٤١٧.
 
 
 
 
2- المراجع الأجنبية:
- American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorder, Washington DC.
- Bogdashina, O. (2003). Sensory Perceptual Issues in Autism and Asperger Syndrome: Different Sensory Experiences Different Perceptual Worlds. Jessica Kingsley Publishers.
- Bonnel, A. Mottron, L. Peretz, I. Trudel, M. (2003).  Enhanced Pitch Sensitivity in Individuals with Autism: A Signal Detection Analysis. Journal of Cognitive Neuroscience, 15(2), 171-185. https://doi.org/10.1162/089892903321208169.
-Brink, T. (1980). Idiot Savant with Unusual Mechanical Ability: An Organic Explanation. American Journal of Psychiatry,137 (2), 250-251.  https://doi.org/10.1176/ajp.137.2.250
- Charman, T. Cohen, S. (1993). Drawing Development in Autism: The Intellectual to Visual Realism Shift. Journal of Developmental Psychology,11(50), 226-235.  https://doi.org/10.1111/j.2044-835X.1993.tb00596.x 
- Cohen, S. Wheelwright, s. Burtenshaw, A& Hobson, E. (2007). Mathematical Talent is Linked to Autism. Journal of Springer Link, 18(2), 125 – 131.  DOI: 10.1007/s12110-007-9014-0.
-  Esmaeel, M. (2013). Talent in Autism: Cognitive Style Based on Weak Central Coherence and Special Sensory Characteristics in State of Kuwait: Case Study. Journal of Psychological and Behavioral Sciences.7 (2). DOI: doi.org/10.5281/zenodo.1075485.Procedia.
- Hou, C.  Miller,L.  cummings, L. Goldberg, M.  Mychack,P. Bottino, V.& Benson. F. (2000). Autistic savants. [correction of artistic]. sychol Behav Neurol, 13(1), 29 -38.
- Howlin, P. Good, S. Hutton, J& Rutter, M. (2009). Savant skills in autism: psychometric approaches and parental reports. Journal of The Royal Society,364(1522), 1359 - 1367. doi: 10.1098/rstb.2008.0328.
- Hughes, J. (2010). A Review of Savant Syndrome and its Possible Relationship to Epilepsy. Journal of Elsevier,17 (2),147 – 152. https://doi.org/10.1016/j.yebeh.2009.12.014.
- Hughes,J. Ward, J. Gruffydd, E. Cohen,S. Smith,P. Allison, C& Simner,J. (2018). Savant syndrome has a distinct psychological profile in autism. Journal of Molecular Autism, 9(53). https://doi.org/10.1186/s13229-018-0237-1 .
- Jeon, yoora. (2016). Savant Syndrome: A Review of Research Findings. Cloud State University, (5), 2-34. https://repository.stcloudstate.edu/sped_etds/25
- Goodman, J. (1973). A Case Study of An "Autistic-Savant": Mental Function in the Psychotic Child with Markedly Discrepant Abilities. Journal of Child Psychology and Psychiatry,13 (4), 267-278.
- Krug, D. Arick. J& Almond, P. (1980). Behavior Cheeklist for  Identifying Severely Handicapped Individuals with High Levels of Autistic Behavior. Journal of child Psychology and Psychiatry,21(3), 221-229. https://doi.org/10.1111/j.1469-7610.1980.tb01797.x.
- Miller, L. (1998). Defining the Savant Syndrome. Journal of   Developmental and Physical Disabilities, 10(1), 73-85.
- Nicpon, M., Doobay, A. & Assouline, S. (2010). Parent, teacher, and self-perceptions of psychosocial functioning in intellectually gifted children and adolescents with autism spectrum disorder. Journal of Autism and Developmental Disorder, (40), 1028-1038. DOI: 10.1007/s10803-010-0952-8
- Ornitz, E. Ritvo, E. (1968). Perceptual Inconstancy in Early Infantile Autism. Archives of General Psychiatry, 18(6), 76- 98. DOI: 10.1001/archpsyc.1968.01740010078010.
- Rodriguez, Ana Maria. (2008). Autism and Asperger syndrome. Twenty-first century medical library.
- Tager-Flusberg, H. (1991). Semantic Processing in the Free Recall of Autistic Children: Further Evidence for a Cognitive Deficit. British Journal of Developmental Psychology, 90, 417– 430. DOI: https://doi.org/10.1111/j.2044-835X.1991.tb00886.x.
- Treffert, D. (2014). Savant Syndrome: Realities, Myths and Misconceptions. Journal of Springer Link, (44),564 – 571.DOI: 10.1007/s10803-013-1906-8.
- Veltmeijer, A. Minnaert, A & Bosch, E. (2011). The Cooccurrence of Intellectual Giftedness and Autism Spectrum Disorders, journal of Elsevier,6 (1),67-88. DOI: https://doi.org/10.1016/j.edurev.2010.10.001.  
- Young, R. Nettelbeck, T. (1995). The Abilities of a Musical Savant and His Family. Journal of Autism and Developmental Disorders, 25(3), 48-231. DOI: 10.1007/BF02179286.