الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة في فلسطين

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة

 في فلسطين

إعـــــــــــــداد

د/ سهير الصباح

دائرة علم النفس- جامعة القدس

أ/ بشرى البدوي

دائرة الاساليب والمناهج- جامعة القدس

د/ محمد عمران

كلية الدراسات العليا- الجامعة العربية الامريكية

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد العاشر -  أكتوبر2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

هدفت هذه الدراسة التعرف إلى درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الإعاقة في فلسطين, كما هدفت التعرف على أثر المتغيرات ( الجنس ,سنوات الخبرة ,المسمى الوظيفي) لدى فئة العاملين مع  ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تكونت من (140) مبحوثا من العاملين مع ذوي الاعاقة تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية البسيطة. واستخدم مقياس الاحتراق النفسي لماسلاش بعد استخراج صدقه وثباته، وقد توصلت الدراسة مجموعه من النتائج اهمها  أن درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة  جاءت بدرجة عالية، وتبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير الجنس، وتبين ايضا عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير سنوات الخبرة، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير المسمى الوظيفي، وأوصت الدراسة بتحسين الأوضاع المعيشية للعاملين مع  ذوي الاعاقة من خلال تحسين سلم الرواتب وتفعيل نظام الحوافز.

الكلمات المفتاحية: الاحتراق النفسي ،العاملين مع  ذوي الإعاقة

Abstract

This study aimed to identify the degree of psychological combustion in workers with disabilities and the levels of the three dimensions of psychological combustion (emotional stress, dullness of feeling, and lack of sense of achievement) for workers with disabilities in Palestine, as well as to identify the impact of variables (sex, years of experience, job title, area of competence of the institution) in the category of workers with special needs, it was made up of (140) workers with disabilities selected in a simple random sample method. The psychological combustion measure was used for Massachuless after extracting its sincerity and stability. The study found a set of results, the most important of which was that the degree of psychological combustion among workers with disabilities came to a high degree, and showed that there were no statistically significant differences in the degree of psychological combustion in workers with disabilities due to the gender, years of experience, and the functional name, and recommended improving the living conditions of workers with disabilities by improving the salary scale and activating the incentive system.

Keywords: Psychological combustion working with people with disabilities,

مقدمة:             

حظيت ظاهرة الاحتراق النفسي للعاملين باهتمام الباحثين خلال السنوات الأخيرة , وتناولتها العديد من الدراسات بالبحث، خاصة بعد أن لوحظ أن عددا كبيرا من العاملين يتركون مهنهم , ويتجهون إلى ممارسة أعمال أخرى، فالاحتراق النفسي مؤشراً مميزاً للضغوط المهنية والنتيجة النهائية لضغوط العمل المتراكمة والطلبات والتوقعات التي لا يستطيع الفرد التكيف معها بنجاح (الشيخ,2002).

ويشير فريدمان Fridman  1991 إلى أن الاحتراق النفسي ذو نمطين: أولهما يرتبط ببروفيل الشخصية والذي يفسر استعداد الفرد للاحتراق , والآخر يرتبط بالنظام والمناخ المدرسي والمساندة الاجتماعية والمهنية داخل المدرسة, ويرى فريدمان أن كل هذه المتغيرات تؤثر في عملية الاحتراق النفسي.

وقد بينت العديد من الدراسات منها دراسة كوين  Quine,1995)) أن مشكلة الاحتراق النفسي تعد أكثر المشاكل التي تواجه المعلمين وخاصة معلمي التربية الخاصة وذلك لأسباب الآتية: الساعات الطويلة في العمل دون وقت كاف للراحة , وعدم وجود التسهيلات المدرسية وضعف العلاقات الإنسانية, وقلة الراتب والمهام الإضافية التي يقوم بها المعلم وعدم التعاون من قبل الزملاء , الروتين في المدرسة، وقلة فرص الترقية وعدم وجود وقت كاف للتطوير المهني والمشاكل السلوكية وزيادة عدد الطلبة في الصف الواحد من شأنها أن تؤدي إلى درجة عالية من الاحتراق النفسي.

مشكلة الدراسة وأسئلتها:

من خلال الزيارات الميدانية لمؤسسات ذي الاعاقة، تبين أن ظاهرة الاحتراق النفسي وتأثيرها الكبير على العاملين مع ذوي الاعاقة تستحق الدراسة، وبناءاً على ذلك وجدت الباحثة القيام بدراسة درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين في مؤسسات ذوي الاعاقة لما يعانوه من ضغوط نفسية تعيق من عملهم، ومن هنا  تتمثل مشكلة الدراسة بالإجابة على الاسئلة الأتية:

1. ما درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟
2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية (a=0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة تعزى إلى متغير  الجنس؟
3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية (a=0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة تعزى إلى متغير سنوات الخبرة؟
4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية (a=0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة تعزى إلى متغير المسمى الوظيفة؟

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة فيما  يلي : 

تعد هذه الدراسة من الدراسات القليلة في فلسطين حسب علم الباحثة, حيث إن اغلب الدراسات ركزت على ظاهرة الاحتراق النفسي لدى المرشدين النفسين ولم تتعرض إلى درجة الاحتراق للعاملين مع ذوي الاعاقة باختلاف وظائفه، كما تخدم هذه الدراسة المراكز الخاصة لذوي الاعاقة والمكتبات التربوية والجامعية والعامة , ومتخذي القرار في مجال التعليم الجامع , حتى يحاولوا التخفيف من درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة لأن هذا يعود بصورة ايجابية على أداء العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة الى

-      التعرف إلى درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة في فلسطين.

-      الكشف على اذا كان هناك فروق في استجابات افراد عينة الدراسة حسب المتغيرات المستقلة (الجنس , سنوات الخبرة , الوظيفة) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين  مع  ذوي الاحتياجات الخاصة.

 حدود الدراسة:

الحدود الزمنية: اقتصرت هذه الدراسة  على العاملين في المؤسسات الخاصة  لذوي الاعاقة في فلسطين، لعام 2019-2020. وتتحدد ايضا بالأداة المستخدمة وهي مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي الذي  طوره هربرت فرويد نبرجر" H, Freudenberger".

مصطلحات الدراسة

      الاحتراق النفسي:حالة من الاستنزاف الانفعالي والجسدي , بسبب ما  يتعرض له الفرد من ضغوط , أي أنه يشير إلى التغيرات السلبية في العلاقات والاتجاهات من جانب الفرد نحو الآخرين , بسبب المتطلبات الانفعالية والنفسية الزائدة. ( السمادوني , 1990 :733)، وتعرفها الباحثتين اجرائياً: هو الدرجات التي يحصل عليها المفحوصون من خلال الإجابة على المقياس المستخدم في الدراسة.

الدراسات السابقة:

     دراسة كريم (2019) والتي تحاول الكشف عن مستوى الاحتراق الوظيفي لدى معلمي المراكز التربية الخاصة بمدينة قالمة في الجزائر واستخدم مقياس ماسلاش  على (38) معلما، وتبين ان معدل الاحتراق النفسي معتدل ولا توجد علاقة بين الاحتراق النفسي لدى معلمي التربية الخاصة ونوع الإعاقة والخبرة.

      وقام تانسجران ( Tanasugarn, 2019  ) بإجراء تحليل كمي بين الدعم الاجتماعي من الإداريين والزملاء والمرؤوسين والتخفيف من الاحتراق النفسي (العاطفي ، وإحباط الشخصية)، باستخدام نظرية Bandura المعرفية الاجتماعية. وشملت الدراسة 94 مدرسا للتعليم ذوي الاعاقة الذين يدرسون في الفصول الدراسية الخاصة بالتوحد في جنوب كاليفورنيا. واستكمل المشاركون نسخه معدله من الدعم الاجتماعي علي مقياس العمل ، تشير النتائج أن المعلمين ذوي الاعاقة شعروا بمستوى معتدل من الدعم من مسؤوليهم وزملائهم ومرؤوسيهم ، مع ظهور لديهم الإحتراق االنفسي في أغلب الأحيان، واجري البحث مع مدرسي التعليم الخاص في رياض الحضانة الايطاليه لعدة قطاعات مع عينه من 194 مدرسا لرياض الأطفال والمدارس الابتدائية. وأشارت النتائج إلى ان سعادة المعلمين في المدرسة ورضاهم عن العمل تنبات تدريجيا بالتباين في الإرهاق الشخصي والمتصل بالعمل مع.

    دراسة اجراها شايمن (Shyman,2010) هدفت الى التعرف الى مؤشرات الاجهاد الانفعالي بين معلمي التربية الخاصة، وقد شملت العينة ( 100) من معلمي المدارس الخاصة والعامة لتحديد ما اذا كان التقييم الذاتي لمستويات الاجهاد الانفعالي وعوامل اخرى ذات صلة بالعمل تم إثباتها، وقد اشارت النتائج الى انه تم تسجيل مستوى ملحوظ من الاجهاد الانفعالي بين  اقراد العينة وان كل من صراع الدور، والمتطلبات العاطفية، والشعور بالفعالية، ودعم المشرف كانت من المؤشرات المهمة للإجهاد الانفعالي.

   وأجرى غريغوري (Gregory,2009) دراسة هدفت الى التعرف على العلاقة بين مشاركة المعلم في برنامج التدخل قبل الاحالة والتغيرات في مستويات الضغوط لدى المعلمين، وقد شملت العينة (33) معلم/ة من (14) مدرسة اساسية عامة، وقد اظهرت النتائج ان الضغوط الديناميكية تقل مع مرور الزمن خلال برنامج التدخل قبل الاحالة  ، وظهرت فروق في الضغوط الديناميكية لدى المعلمين في مايتعلق في دعم الفريق و مدى التحسن والتقدم لدى الطلبة في برنامج مابعد التدخل.

  وفي دراسة أجراها دافازوغلو و كوكينوس (Davazoglon and Kokkinos, 2009) هدفت الى الكشف عن مصادر الضغوط الوظيفية لعينة وطنية شملت (373) من معلمي التربية الخاصة في اليونان، باستخدام مقياس التقييم الذاتي لتقييم الضغوط المهنية وتحديد مصادرها، وبالرغم من ان المشاركين بشكل عام بان لديهم ضغوط وظيفية بدرجة متوسطة، الا انهم شعروا بالضغوط فيما يتعلق بقضايا  الطفل ذوي الاحتياج الخاص كمدى تحسن الطفل وأمانه وتطوره الاجتماعي، وأكثر من نصف المعلمين أشاروا الى أن تعليم الاطفال ذوي التوحد هو مصدر الضغوط الرئيسي لهم، ويليه تعليم الطلبة ذوي الاضطرابات السلوكية. وقد أشار التحليل الاحصائي الى ان تطبيق منهاج التربية الخاصة كان من اكثر المؤشرات للضغوط الوظيفية، ويليه درجة التقدم والتحسن الاكاديمي والاجتماعي للاطفال.

   وأجرى أغاليوتيس وبلاتسيدو (Agaliotis and Platsidou, 2008) دراسة هدفت الى التركيز على قضايا متعلقة بمستويات الاحتراق الوظيفي ومدى الرضا الوظيفي، والعوامل المتعلقة بضغوط العمل،  وقد شملت العينة (127) من معلمي التربية الخاصة اليونانيين في المدارس الاساسية، وقد تم استخدام مقياس ماسلاتش للاحتراق الوظيفي.  وقد أشارت النتائج الى ان  معلمي التربية الخاصة  اظهروا درجات مابين متوسطة ومنخفضة في مستويات الاحتراق الوظيفي، واظهر فروق بسيطة في مستويات الضغوط الوظيفية تبعا لمتغير العمر والجنس والوضع العائلي.

أجرى الظاهر (2007) دراسة هدفت الى معرفة الفروق في درجة الاحتراق النفسي بين معلمي الاطفال التوحديين ومعلمي الاعاقات السمعية والبصرية والعقلية في دولة قطر، اظهرت نتائج الدراسة ان هناك فروقا في درجة الاحتراق النفسي تعزى الى نوع لاعاقة فقد كانت الفروق بين درجات الاحتراق النفسي للمدرسين العالين مع مختلف الاعاقات حقيقية ودالة احصائيا، كذلك ظهرت هناك فروقا تعزى الى متغير الجنس بالنسبة لمدرسي ومدرسات الاطفال التوحديين. 

  وأجرى لازوراس (Lazuras, 2006) دراسة هدفت الى الكشف عن الفروق في مستويات الضغوط الوظفية تبعا لمتغير الجنس بين معلمي/ات التربية الخاصة، وقد شملت العينة (70) من معلمي المدارس العامة ومعلمي مدارس التربية الخاصة في اليونان من خلال تعبئة استبيان، وقد شملت مقاييس الضغوط الوظيفية كل من صراع الشخصية، وقيود المؤسسة، وعبء العمل، والنتائج الصحية، وقد اظهرت النتائج وجود فروق في مستويات الضغوط الوظيفية بين معلمي التربية العادية ومعلمي التربية الخاصة.

منهج الدراسة:

استخدم المنهج الوصفي لمناسبته لطبيعة هذه الدراسة. حيث تم استقصاء آراء العاملين مع ذوي الاعاقة حول درجة الاحتراق الوظيفي من وجهة نظرهم.

مجتمع وعينة الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من جميع العاملين مع ذوي الاعاقة في فلسطين، وتكونت عينة الدراسة من (140) مبحوثا من العاملين مع ذوي الاعاقة تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية البسيطة،  ويبين الجدول (1) خصائص متغيرات الدراسة

الجدول (1) توزيع أفراد عينة الدراسة حسب المتغيرات المستقلة

أداة الدراسة:

 تم  استخدام مقياس الاحتراق النفسي، وهو يتضمن الصورة المعربة من مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي والذي طور من قبل ماسلاش وجاكسون، ليقيس الاحتراق النفسي لدى العاملين في مجال الخدمات الإنسانية والاجتماعية، وتم تعريب المقياس ليتلاءم مع البيئة العربية منهم ( داوني , وزملاؤه , 1989, ومقابلة وسلامة ,1990,و الوابلي، 1995)، ويتكون المقياس في صورته الأصلية من 22 فقرة تتعلق بمشاعر الفرد نحو مهنته، ويطلب من المفحوص الاستجابة مرتين لكل فقرة، مرة تدل على تكرار الشعور وقد تدرجت الاستجابات من 1- 6، (1 – يحدث قليلا في السنة)، و(6 – يحدث يومياً)، ومرة تدل على شدته وقد درجت من 1 – 7، (1 – درجة ضعيفة)، و (7 – درجة عالية).

صدق الاداة:

استخدم صدق المحكمين أو ما يعرف بالصدق المنطقي وذلك بعرض الإستبانات على (10) محكمين من ذوى الاختصاص بهدف التأكد من مناسبة الإستبانات لما أعدت من أجله وسلامة صياغة الفقرات وانتماء كل منها للمجال الذي وضعت فيه، وقد بلغت نسبة الاتفاق بين المحكمين على عبارات المقياس (90%) وهو ما يشير إلى أن المقياس يتمتع بصدق عالي.

ثبات الاداة:

إضافة إلى الثبات الذي أوجده معد المقياس، فقد حسب ثبات الاتساق الداخلي لأداة الدراسة بأبعادها المختلفة بحساب معادلة الثبات كرونباخ ألفا ((Cronbach Alpha، وتشير المعطيات إلى أن أداة الدراسة بإبعادها المختلفة تتمتع بدرجة جيدة من الثبات، حيث تراوحت درجات الثبات بين (69%) وبين (80%)، على بعد تكرار الشعور،  بينما تراوحت درجات الثبات بين (65%) وبين (81%)، على بعد شدة الشعور.

المعالجة الإحصائية

     تمت المعالجة الإحصائية اللازمة للبيانات، وتم استخدام الإحصاء الوصفي باستخراج الأعداد، والنسب المئوية، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية ، واختبار (ت)             (t-test)، وتحليل التباين الأحادي (one – way a nova ).

نتائج الدراسة ومناقشتها

السؤال الأول: ما درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟

للإجابة عن سؤال الدراسة الأول تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاحتراق النفسي بأبعاده المختلفة لدى العاملين مع ذوي الاعاقة من حيث التكرار والشدة، وذلك كما هو واضح في الجدول (2).

الجدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات لدرجات أبعاد الاحتراق النفسي

يتضح من الجدول (2) أن درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة  جاءت بدرجة عالية، كما تبين أن الإجهاد الانفعالي سواء من حيث الشدة أو التكرار قد جاء أيضا بصورة عالية، وكذلك جاء تبلد الشعور، أيضا بدرجة عالية من حيث التكرار والشدة، بينما تبين أن نقص الشعور بالانجاز جاء بصورة معتدلة، سواء من حيث التكرار أم الشدة، من خلال التحليل الكمي أن هناك درجة عالية للاحتراق النفسي لدى العاملين مع  ذوي الاعاقة وتعزو ذلك إلى أن  هناك نقص في توفر الأدوات الخاصة  لتعامل مع ذوي الاعاقة والبيئة المناسبة لهم ونقص في  المهارات والكفاءات لتعامل  مع ذوي الاعاقة التي من الممكن  أن تحد من  درجة الاحتراق النفسي, ونقص في الدورات التدريبية التي من شأنها  أن تعمل  على تعليم العاملين مع  ذوي الاعاقة على قوة التحمل وأن يكون لديهم قدر كبير من  الاستيعاب لذوي الاعاقة وتفه احتياجاتهم وقدراتهم البسيطة والمحدودة وأن يكون  يتحلى في المشاعر الإنسانية الكافية.

السؤال الثاني:هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى α) ≤0.05) في متوسطات الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة  تعزى لمتغير الجنس؟

للإجابة على هذا السؤال والمتعلق بمتغير الجنس استخدمت الباحثة اختبار                  ت (t-test)، كما هو واضح في الجدول رقم (3).

الجدول (3) نتائج اختبار ت (t-test) للفروق في المتوسطات الحسابية الكلية

 للاحتراق النفسي.

     يتبين من الجدول(3)انه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى α) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير الجنس على الدرجة          الكلية للاحتراق النفسي،حيث بلغ مستوى الدالة(0.29)وهذه القيمة اكبر من القيمة المحددة        وهي (0.05)ولذلك تبين انه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوىα) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير الجنس، وتفسر الباحثتان  هذه النتيجة على عدم تأثير الجنس في مستوى الاحتراق النفسي وتعزو ذلك لتساوي عدد   الذكور والإناث وطبيعة العمل لا تختلف بينهم,وظروف عمل واحده و ونفس الشريحة التي يتعاملون  معها.

السؤال الثالث:هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوىα) ≤0.05)            في متوسطات درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير             سنوات الخبرة؟

للإجابة على هذا السؤال والمتعلق بمتغير سنوات الخبرة تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاحتراق النفسي تبعا لمتغير سنوات الخبرة، وذلك كما هو واضح في الجدول (4).

الجدول(4) المتوسطات الحسابية، والانحرافات لدرجة الاحتراق النفسي تبعا لسنوات الخبرة.

يتضح من الجدول (4) وجود تقارب بين متوسطات درجات الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة على مختلف سنوات خبرتهم. ولفحص الفرضية تم استخراج نتائج تحليل التباين الأحادي كما هو وارد في الجدول (5).

الجدول(5) نتائج اختبار تحليل التباين الأحادي (One Way Analysis of Variance) للفروق في درجات الاحتراق النفسي وفقا لسنوات الخبرة.

يتبين من الجدول (5) انه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى α) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير سنوات الخبرة على الدرجة الكلية للاحتراق النفسي ، حيث كانت مستوى الدلالة اعلى من المستوى التي تم تحديده وهو (0.05) وهذا يوكد على عدم لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى                 α) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير سنوات الخبرة ، وتعزو ذلك لصعوبة التعامل  مع  ذوي الاعاقة وان كافة الموظفين يجب ان يكونون مؤهلين ومتدربين قل البدئ بالعمل مع ذوي الاعاقة ولهذا تبين ان كافة الموظفين مؤهلين وذو امكانية التعامل مع الاعاقات المختلفة ولهذا تبين ان استجابات افراد عينة الدراسة متشابه وان سنوات الخبرة لا تؤثر على ذلك.

السؤال الرابع:هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى α) ≤0.05)  في متوسطات درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير                   المسمى الوظيفي.

للإجابة على هذا السؤال والمتعلق بمتغير المسمى الوظيفي تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجة الاحتراق النفسي تبعا لمتغير المسمى الوظيفي ، وذلك كما هو واضح في الجدول (6).

جدول(6) المتوسطات الحسابية، والانحرافات لدرجة الاحتراق النفسي تبعا للمسمى الوظيفي

     يتضح من الجدول (6) وجود اختلاف في متوسطات درجات الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة على مختلف مسمياتهم الوظيفية ولفحص الفرضية تم استخراج نتائج تحليل التباين الأحادي كما هو وارد في الجدول (7).

الجدول(7) نتائج اختبار تحليل التباين الأحادي (One Way Analysis of Variance) للفروق في درجات الاحتراق النفسي وفقا للمسمى الوظيفي.

** دالة إحصائيا بدرجة عالية عند مستوى α) ≤0.05).                         

يتبين من الجدول (7) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى              α) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير المسمى الوظيفي على الدرجة الكلية للاحتراق النفسي حيث كان مستوى الدلالة عليها(0.48) وهذه القيمة اكبر من القيمة المحددة ولهذا تبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند المستوى α) ≤0.05) في درجة الاحتراق النفسي لدى العاملين مع ذوي الاعاقة تعزى لمتغير المسمى الوظيفي، وتفسر الباحثتان هذه النتيجة الى ان كافة الموظفين يعيشون طروف موحدة مع ذي الاعاقة وان كافة الظروف التي يعمل بها الموظفين مع المعاقين متشابهة وبغض النظر عن المسمى الوظيفي لكل منهم.

التوصيات:

1. إجراء المزيد من الدراسات بهدف معرفة واستقصاء الأسباب التي تؤدي إلى الاحتراق النفسي للعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة, وخاصة ذوي الاعاقة المتعددة لما لها من آثار سلبية شديدة.
2. التخطيط بشكل أفضل لتحسين أوضاع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
3. توفير الخدمات والوسائل المساعدة والمرافق التي من شأنها أن تساعد العاملين مع ذوي الاعاقة القيام بعملها  على أكمل  وجه.
4. وضع برامج إرشادية مهنية ونفسية تساعد في اختيار العاملين وفقا لخصائص ومتغيرات معينة لمثل هذه المهنة وبالتالي تحقيق التكيف وتحسين نوعية الخدمات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة.
5. العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للعاملين مع ذوي الاعاقة من خلال تحسين سلم الرواتب وتفعل نظام الحوافز المادية وتوفير فرص للترقية.
6. التأكد من مناسبة أعباء العمل والمهام الموكلة لقدرات العاملين مع  ذوي الاعاقة لتجنب شعورهم بالعجز ونقص الشعور بالانجاز.
7. تدريب أطر مهنية متخصصة تكون قادرة على تقديم الاستشارات اللازمة للتصدي لضغوط العمل والاحتراق النفسي.

المصادر والمراجع:

المصادر العربية:

سلمان، سامر. (2003). مستوى الاحتراق النفسي  وعلاقته بمركز الضبط لدى المرشدين التربويين في المدارس الحكومية في مديريات محافظات شمال الضفة الغربية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القدس، القدس، فلسطين.

السمادوني، السيد. (1990). إدراك المتفوقين عقلياً للضغوط والاحتراق النفسي في الفصل المدرسي وعلاقته ببعض المتغيرات البيئية، المؤتمر السنوي السادس لعلم النفس في مصر، الجمعية المصرية للدراسات النفسية،2 (1)، 729-763 مصر.

الشيخ,دعد (2002) "سيكولوجية العلاقة بين الرضا المهني والاحتراق النفسي" المجلة العربية للتربية,المجلد 22,العدد 2,ص 9

الظاهر، رامي (2007)، الفروق في درجة الاحتراق النفسي بين معلمي الاطفال التوحديين وبين معلمي اطفال الاعاقات السمعية والبصرية والعقلية في دولة قطر، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان، الاردن.

عاشور، محمد (2006)، الضغوط المهنية وعلاقتها باستثارة دافعية التلاميذ ذوي الاعاقة للتعلم لدى معلمي مدارس التربية الخاصة في الاردن، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان، الاردن.

العتيبي، آدم (2003). الاحتراق الوظيفي لدى العاملين في قطاع الخدمة المدنية الكويتي وعلاقته بنمط الشخصية والرغبة في ترك العمل، مجلة العلوم الاجتماعية، 31(2)، 94-122، الكويت.

العطية، أسماء، وعيسوي، طارق. (2004) الاحتراق النفسي لدى عينة من العاملات مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلاقته ببعض المتغيرات بدولة قطر، المجلة المصرية للدراسات النفسية، العدد 45، القاهرة مصر.

كريم، هرقة منصف. (2019). الاحتراق النفسي لدى معلمي التربية الخاصة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة 8 ماي 1949 قالمة، الجزائر.

وزارة التربية والتعليم العالي. (2005). تشخيص الاحتياجات التدريبية للمرشدين التربويين في مدارس الوطن. دراسة غير منشورة، مركز الصحة المدرسية والإرشاد التربوي، رام الله، فلسطين.

المراجع الأجنبية:

Agaliotis, I. and Platsidou, M. (2008), Burnout, Job Satisfaction and Instructional Assignment-related Sources of Stress in Greek Special Education Teacher, International Journal of Disability, Development and Education, 55 (1), 61-76.

Freudenberger, H. (1981) Burnout. P18, Available on Line: WWW, Adrenalfatigue.org.                                      

Fridman  de. Et.al. (2017). Burnout in special needs teachers at kindergarten and primaryschool: investigating the role of personal resources and workwellbeing. Psychology in the schools, vol. 00(0), 2017  , stasio

Gregory, A.(2009) , Changes in teacher stress through participation in pre-referral intervention teams, Psychology in the schools, 46(10), 1098-1112.

Lazuras, L.(2006) , Occupational stress, negative affectively and physical health in special and general education teachers in Greece, British Journal of Special Education, 33(4), 204-209.

Shyman, E.(2010), Identifying Predictors of emotional exhaustion among special education paraeducators: a preliminary investigation, Psychology in the Schools, 47(8), 828-841.

Tanasugarn, Annie.(2019). Predictors of Burnout Among Southern California Special Education. This Dissertation by the Walden Dissertations and Doctoral Studies Collection at ScholarWorks.