رؤية مقترحة لتربية والدية للمجتمع المصري على ضوء تداعيات العصر الرقمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية – جامعة الفيوم

المستخلص

استهدف البحث وضع رؤية مقترحة للتربية الوالدية في ظل العصر الرقمي بمستجداته وتحدياته، واستخدم البحث المنهج الوصفي، وتوصل إلى رؤية مقترحة تستند إلى أربعة جوانب هي: توعية الوالدين بأهمية الرقابة الأبوية لحماية أبنائهم في ظل مستجدات العصر الرقمي، وأهمية الحوار مع الأبناء والنقاش المستمر حول ما يشاهدونه على الإنترنت، وتوجيههم إلى كيفية مساعدة الأبناء في اتخاذ القرارات المسئولة على شبكة الإنترنت، ومتابعة أنشطة الأبناء على الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت، وتمثلت آليات الرؤية المقترحة في عقد دورات تدريبية لأولياء الأمور خارج الإنترنت "of line"، وعبر الإنترنت "on line" بشأن مخاطر الأجهزة المحمولة، وتهدف هذه الدورات إلى توعية أولياء الأمور بكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى توعية الوالدين ببرنامج المراقبة الأبوية كحل مستقل وضمن حزم أمن الإنترنت، وهي تحظر المحتوى غير الملائم وتتيح متابعة كل أنشطة الأبناء على الإنترنت، بالإضافة إلى ضرورة تفاعل الوالدين مع الأبناء وإدارة حوار حول الأمن الرقمي وجعل هذه الحوارات أكثر إمتاعًا وإثارة للاهتمام بمناقشتها مع الأبناء من خلال الألعاب وأوجه التسلية الأخرى، وتوفير قدر من الوقت في التواصل مع الأبناء حول إجراءات الأمن عبر الإنترنت.
The current research aimed to put forward a proposed paradigm for parental education in light of digital age with its innovations and challenges. The research made use of the descriptive method, and it came out with a suggested vision based on four dimensions these are: raising parents awareness of the importance of parental monitoring for protecting their sons and daughters from the innovations of the digital age , the importance of having dialogues and continuous discussions with their kids about what they watch on the internet, guiding parents in how to help their children to take decisions while being the internet, and following up their sons activities on the internet and social media websites. The mechanics of excuting the suggested vision was represented in conducting training sessions'' on line'' and ''off line'', aiming at raising parents awareness of how to deal with the challenges they face. These training sessions aim also to raise parents awareness of parental monitoring programs as an independent solution, this is one of the internet safety packages that prevents  inappropriate content and provides a kind of follow up to kids activities on the internet.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                           

 

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

 

رؤية مقترحة لتربية والدية للمجتمع المصري على ضوء تداعيات العصر الرقمي

 

 

 

إعـــــــــــــداد

د/ سحر محمد علي محمد

مدرس بقسم أصول التربية – كلية التربية – جامعة الفيوم

 

 

 

 

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد التاسع -  جزء ثاني - سبتمبر2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص:

استهدف البحث وضع رؤية مقترحة للتربية الوالدية في ظل العصر الرقمي بمستجداته وتحدياته، واستخدم البحث المنهج الوصفي، وتوصل إلى رؤية مقترحة تستند إلى أربعة جوانب هي: توعية الوالدين بأهمية الرقابة الأبوية لحماية أبنائهم في ظل مستجدات العصر الرقمي، وأهمية الحوار مع الأبناء والنقاش المستمر حول ما يشاهدونه على الإنترنت، وتوجيههم إلى كيفية مساعدة الأبناء في اتخاذ القرارات المسئولة على شبكة الإنترنت، ومتابعة أنشطة الأبناء على الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت، وتمثلت آليات الرؤية المقترحة في عقد دورات تدريبية لأولياء الأمور خارج الإنترنت "of line"، وعبر الإنترنت "on line" بشأن مخاطر الأجهزة المحمولة، وتهدف هذه الدورات إلى توعية أولياء الأمور بكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى توعية الوالدين ببرنامج المراقبة الأبوية كحل مستقل وضمن حزم أمن الإنترنت، وهي تحظر المحتوى غير الملائم وتتيح متابعة كل أنشطة الأبناء على الإنترنت، بالإضافة إلى ضرورة تفاعل الوالدين مع الأبناء وإدارة حوار حول الأمن الرقمي وجعل هذه الحوارات أكثر إمتاعًا وإثارة للاهتمام بمناقشتها مع الأبناء من خلال الألعاب وأوجه التسلية الأخرى، وتوفير قدر من الوقت في التواصل مع الأبناء حول إجراءات الأمن عبر الإنترنت.

الكلمات المفتاحية :

التربية الوالدية – العصر الرقمي – المجتمع المصري .

 


Abstract:

The current research aimed to put forward a proposed paradigm for parental education in light of digital age with its innovations and challenges. The research made use of the descriptive method, and it came out with a suggested vision based on four dimensions these are: raising parents awareness of the importance of parental monitoring for protecting their sons and daughters from the innovations of the digital age , the importance of having dialogues and continuous discussions with their kids about what they watch on the internet, guiding parents in how to help their children to take decisions while being the internet, and following up their sons activities on the internet and social media websites. The mechanics of excuting the suggested vision was represented in conducting training sessions'' on line'' and ''off line'', aiming at raising parents awareness of how to deal with the challenges they face. These training sessions aim also to raise parents awareness of parental monitoring programs as an independent solution, this is one of the internet safety packages that prevents  inappropriate content and provides a kind of follow up to kids activities on the internet.

Keywords: Parental Education – Digital Age- Egyptian Society


مقدمة:

يتسم العصر الحالي بسرعة التطور والتغير في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي أصبحت في متناول الجميع كبارًا وصغارًا وضرورة من ضرورات الحياة مما جعل الأبناء أكثر شغفًا بالأجهزة الرقمية والعوالم الافتراضية.

وعليه يعيش المجتمع المصري في عصر الفضاء الإلكتروني أو العصر الرقمي حيث أصبحت تقنياته هي العمود الفقري لمعظم التفاعلات اليومية، واتجهت معظم الحكومات إلى تبني نماذج الحكومات الذكية وتعدى الأمر إلى بناء مدن ذكية، ومع سهولة الاستخدام، ورخص التكلفة، وعظم العائد؛ زاد عدد مستخدمي الإنترنت، ومع تحول مواقع التواصل الاجتماعي لتكون عاملًا فاعلًا غير تقليدي في العلاقات بين الأفراد أصبح الإنترنت سلاحًا ذا حدين فكما هو وسيلة لتحقيق الرخاء والتقدم البشري فله جانب مظلم يتمثل في تزايد التهديدات والمخاطر الناجمة عن الاعتماد المتزايد عليه في ظل عالم مفتوح تحكمه تفاعلات غير مرئية وغياب سلطة قانونية تسيطر عليه( عمر، 2021، 27)، الأمر الذي أصبح ينذر بناقوس خطر على المجتمع بشكل عام، وعلى الأسرة المصرية بشكل خاص؛ فالأسرة هي الخلية الأولى في البناء الإنساني والاجتماعي، وهي المدرسة الأولى بالنسبة للأبناء حيث يكتسب الفرد معارفه وخبراته من خلالها.

ومن هنا يأتي دور التربية فالتربیة عملیة اجتماعية، وشاملة، ومقصودة، ومخطط لها؛ تهدف إلى إعداد الفرد للحیاة في الحاضر والمستقبل؛ وتأهیله في كافة الجوانب الجسمیة، والعقلیة، والخلقیة، والنفسیة، والاجتماعیة، والروحیة؛ واكتشاف مواهبه، وتنمیة قدراته واستعداداته، واكسابه المهارات والكفایات التي تناسبه وفق قدراته ومیوله لیحقق ذاته في التكیف مع بیئته، والمجتمع الذي یعیش فیه ( فوزي، 2012، 22)، والتربية التي يتم الحديث عنها هي ليست التربية بمفهومها التقليدي، وإنما المقصود هنا التربية بمفهومها الحديث – التربية في ظل العصر الرقمي - حتى يمكن مسايرة العصر وما يفرضه من تحديات على الوالدين.

وتعد التربیة الحدیثة في ظل التحولات الاجتماعیة، والمتغيرات المعاصرة من المهام الصعبة المثقلة بالأعباء المادیة، والمسؤولیات المرهقة، والضغوط النفسیة على الوالدین؛ والتي تتطلب من الوالدين مهام جديدة للتربية (Whitehead,2006,6) لتساير الأدوار الوالدیة متغيرات الحياة، والتحدیات المجتمعیة المعاصرة التي تلقي بظلالها على الوالدين وعلى أنشطتهم التربویة في تنشئة الأبناء تنشئة تناسب عصرهم؛ الأمر الذي جعل من التربية الوالدية أمرًا ضروريًا وأكثر إلحاحًا؛ لما تقدمه من توجيه، وتدريب ،وإعداد شامل للفرد طوال حياته بما يواكب متغيرات العصر خاصة في ظل التطور التكنولوجي المستمر، وتطور علاقة الأسرة من الآباء، والأمهات، والأبناء بالأدوات والأجھزة الرقمیة وشبكة الإنترنت.

وتؤكد العديد من الدراسات الحديثة والتقارير ذات الصلة على المستوى العالمي والمحلي تنامي تداعيات نفسية وبدنية على الأبناء نتيجة الاستعمال المفرط لهذه العوالم الافتراضية، وما أفرزته التكنولوجيا في العصر الرقمي؛ حيث يصبحون أكثر عرضة للعزلة والاكتئاب ومن هذه الدراسات دراسة)2003 (Livingstoneحيث هدفت التعرف إلى مميزات ومخاطر استخدام الإنترنت والتركيز بشكل خاص على الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ( 12-17) سنة من حيث طبيعة استخدام الإنترنت وتم توزيع استبانه عليهم، وأظهرت النتائج وجود مميزات ومخاطر استخدام الإنترنت وتمثلت المميزات في التواصل، وممارسة الهوايات، ومشاركة الأصدقاء لمختلف الأنشطة الثقافية والتعليمية، أما المخاطر فكانت العزلة والفجوة الرقمية بين الأباء والأبناء، بالإضافة لبعض الاستخدامات غير اللائقة، وساهمت هذه الدراسة في توجيه البحوث إلى قضايا التربية الوالدية في السنوات القادمة وتأثير الفضاء الإلكتروني على الأبناء، كما هدفت دراسة(Annansigh, 2016, 147) إلى استكشاف تفاعل الأبناء فى الفضاء الإلكتروني، واستخدامهم لتقنيات الويب، وتصور الأباء والمعلمين لمخاطر الإنترنت وإجراءات السلامة الإلكترونية، وأسفرت النتائج عن أن الأباء والأمهات بحاجة ماسة إلى التثقيف حول الممارسات الأمنة للتعامل مع الإنترنت، وفي سياق عرض الأدبيات السابقة في مجال التربية الوالدية استهدفت دراسة ( أبو حلفاية، 2016) وضع برنامج مقترح للتربية الوالدية في      ضوء الاحتياجات التربوية للمجتمع الليبي، ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة وجود قصور ونقص في الاحتياجات التربوية للوالدين في جميع النواحي الجسمية، والعقلية، والانفعالية،      والاجتماعية، والخلقية.

 وفي المجتمع المصري هدفت دراسة ( محمود، 2016) إلى بناء منظومة            تكاملية للتربية الوالدية في المجتمع المصري، واستخدمت الدراسة المنهج البنيوي للتعرف على عناصر المنظومة وتحديدها في خمسة عناصر هي ( الأبناء، الوالدين، المجتمع، مؤسسات التربية الوالدية، برامج التربية الوالدية)، وتوصلت الدراسة إلى قصور دور التربية الوالدية        بالمجتمع المصري ومن ثم تم بناء نموذج مقترح لبرنامج التربية الوالدية، أما دراسة               (Palm & Heath,2006)  فقد هدفت التعرف على التحدیات المستقبلیة التي تواجه برامج التربیة الوالدیة ورصدها ودعمها، وتوصلت الدراسة إلى أن من أهم التحدیات المستقبلیة التي تواجه برامج التربية الوالدیة هو الكم الهائل من المعلومات عن الأبوة والأمومة التي تعرض على صفحات شبكة الإنترنت والقنوات المتعددة بوسائل الإعلام والتي یجب أن یتم التعامل معها بحذر، وتدریب الآباء على أن یكونوا على وعي أمام ما یتم عرضه ونقده والاستفادة منه على      أحسن وجه.

كما تناولت دراسة (البيلي، 2019) العلاقة بين أساليب التربية الوالدية التي يتبعها الوالدان في تربية أبنائهم وتأثيرها على تحقيق الأمن الفكري لديهم كما يدركها الأباء، وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة دالة إحصائيًا بين الأسلوب الذي يستخدمه الآباء في تربية أبنائهم وبين كافة أبعاد الدعائم الاجتماعية، والثقافية، والدينية؛ ووجود علاقة بين الأسلوب التسلطي والدعائم الاجتماعية والثقافية والدينية للإناث فقط، كا هدفت دراسة (علي، 2017 ، 39) التعرف على دور الأسرة في توعية الأبناء في ضوء تحديات العصر الرقمي، وقد أسفرت نتائج الدراسة أن ممارسة الأسرة لدورها في توعية الأبناء بالتعامل مع العصر الرقمي جاءت بدرجة ضعيفة، وأن الأسرة المصرية في العصر الرقمي غير مهيأة لتوعية الأبناء بالتعامل مع العصر الرقمي، كما أن الأسرة بحاجة إلى مزيد من التدريب والتأهيل لمعارف ومهارات العصر الرقمي، كما هدفت دراسة ( عبد الواحد ، 2020) تحديد دور الأسرة فى تحقيق الأمن الرقمى لطفل الروضة فى ضوء تحديات الثورة الرقمية، وتوصلت الدراسة إلى عدم تحقق دور الأسرة فى حماية الطفل من مخاطر المحتوى الرقمي المعروض، ومخاطر الإنترنت، أو تغير السلوك غير السوى للطفل.

ومن الدراسات التي تناولت التأثير السلبي لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة على تربية النشء من وجهة نظر أولياء أمور الطلبة دراسة ( العظامات، 2018، 1867)؛ والتي أكدت على وجود تأثير سلبي لوسائل تكنولوجيا الاتصال على تربية النشء وبدرجة مرتفعة، وقد أوصت بضرورة قيام الوالدين بتنظيم استخدام الأبناء لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة، ومراقبة المواد التي يشاهدونها، واستخدام وسائل الحماية لحظر المواد غير الملائمة، كما هدفت دراسة         ( علي، 2010) التعرف على التغيرات الإيجابية والسلبية في الأسرة المصرية من جراء تأثيرات تكنولوجيا المعلومات وخاصة الإنترنت، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتوصلت إلى أن الإنترنت له تأثيرات سلبية في جوانب متعددة على الأسرة منها العزلة الاجتماعية، وتفسخ العلاقات الأسرية والاجتماعية، وانتشار بعض الأفكار والأنماط السلوكية الانحرافية التي تهدد البنية الاجتماعية، وقد أشارت اليونيسف في تقرير لها بعنوان"وضع أطفال العالم 2020 :الأطفال في عالم رقمي"، إلى ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت من الأطفال، والحاجة إلى تعزيز جهود حماية بياناتهم وهوياتهم على الإنترنت، وأوضح التقرير أن نسبة (40 %) من مستخدمي الإنترنت في ماليزيا هم من الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن (24) سنة، ويكشف أكبر استقصاء وطني عن السلامة والأمن على الفضاء الإلكتروني لتلاميذ المدارس في ماليزيا أن أكثر من (70%) من الأطفال يُبلغون عن تعرضهم لمضايقات على الإنترنت، بينما تعرض (26%) منهم للتنمر إلكترونيًا (UNICEF,2017) وما يزيد الأمر خطورة أيضًا أنه لا توجد حتى الآن قوانين ولا تشريعات عربية لحماية الأبناء على شبكة الإنترنت على الرغم من الجهود والمؤتمرات التي عقدت مؤخرًا حول هذه القضية (محمود، 2019، 103).

ومما يؤكد أهمية موضوع التربية الوالدية أن الأنشطة الأكثر استخدامًا ھي البحث عن المعلومات حول مواقع التربیة الوالدیة على الإنترنت، ومھارات استخدام التكنولوجیا وجمع معلومات حول كیفیة التعامل مع الھواتف الذكیة والبرید الإلكتروني (Dworkin, 2013) والشبكات الاجتماعیة، واستخدام كامیرا الویب والفیدیو؛ ويشير ذلك لخطورة وتأثير التكنولوجيا الرقمية على الأبناء وحرص الوالدين في أمريكا لاكتساب معارف ومهارات تفيدهم في تربية أبنائهم، حيث قلة وعى الوالدين بمخاطر الإنترنت وتأثيره السلبى على الأبناء، فإذا كان الأمر كذلك في المجتمعات المتقدمة فما الحال في المجتمع المصري، المجتمع الذي أصبح فيه الوالدين منشغلين بتوفير الاحتياجات المادية نتيجة الضغوط وسوء الحالة الاقتصادية على حساب الاهتمام برعاية أبنائهم، بالإضافة إلى أن الوالدين يعانون من الفجوة الرقمية.

ومن ثم وبالرغم من أن معظم الآباء والأمهات في مصر لدیهم قدر كاف من الثقة في قدراتهم الذاتیة لكونهم یستثمرون بعض الطاقة مع أطفالهم، إلا أن بعض الآباء ممن یستخدمون الأجهزة الرقمیة داخل الأسرة یعانون من عدم الثقة في مهاراتهم الحاسوبیة واستخدام الإنترنت في الوصول إلى المعلومات عبر مواقع الویب مما جعل للتربیة الوالدیة أهمیة باعتبارها عنصرًا فاعلًا في الاستجابة إلى متطلبات وتداعیات التربیة في العصر الرقمي، من هنا جاءت فكرة البحث والتي تسعى لتقديم رؤية مقترحة للتربية الوالدية في ظل العصر الرقمي.

مشكلة البحث وتساؤلاته:

شهد  القرن العشرين نهضة شاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي الذي عزز من مرونة وسهولة التواصل بين مختلف الفئات والمؤسسات الأمر الذي ألقى عبئًا على الوالدين من ضرورة إلمامهم بالخبرات، والمعارف، والمهارات التي تمكنهم من أداء واجباتهم الوالدية وتعينهم على قيامهم بتلك الواجبات على أفضل وجه ممكن، حيث أكدت العديد من الدراسات أن الغالبية العظمى من الوالدين في المجتمع المصري ليس لديهم وعي كاف بالتعامل الفعَّال مع الأجهزة الرقمية، هذا بالإضافة إلى ضعف توجيه الأبناء بالشكل الصحيح، ومن الدراسات التي أكدت ذلك دراسة ( عبد الواحد، 2020، 65) والتي استهدفت تحديد دور الأسرة في تحقيق الأمن الرقمي لطفل الروضة، وتوصلت الدراسة إلى عدم تحقق دور الأسرة في حماية الطفل من مخاطر المحتوى الرقمي المعروض ومخاطر الإنترنت أو تغير السلوك غير السوي للطفل .

كما أكدت دراسة ( (Donmez, 2017, 923 ضعف رقابة الوالدين على الطفل وذلك عند استخدام التقنيات الرقمية المتصلة بالإنترنت على أن تعامل الطفل الدائم على الإنترنت يعرضه للخطر فى ظل الرقابة الوالدية المحدودة، وبالتالى يجب تقديم التوعية الكافية للوالدين من خلال التوعية الإعلامية وإبراز أهم المخاطر السلبية التى تحدث للأبن من ذلك كما يجب توعية الوالدين حول هذه المخاطر وكيفية تحقيق السلامة والأمن الرقمى للأبناء.

وأوضحت دراسة ( الدهشان، 2018،) أن علاج مشكلة إدمان الشاشات الإلكترونية لدي الأبناء يقع جانبه الأكبر علي الوالدين؛ فالطفل مازال في طور التعليم وعلي الوالدين أن      يدركوا خطورة المشكلة ولا مانع من استخدام الأبناء لتلك الشاشات الإلكترونية، ولكن المانع      والضرر من الاستخدام المفرط وغير المنظم الذى يصل إلى الإدمان، والتعلق، والتوحد علي الألعاب الإلكترونية.

كما كشف تقرير حديث حول مشاركات الأطفال في مصر على الإنترنت، أن      الأطفال أبدوا اهتمامهم بالبرمجيات، والصوت، والفيديو بنسبة (36.5%)، بينما التواصل عبر الإنترنت (35.1%)، فيما بلغ التسوق الإلكتروني (10.4%) من ضمن فئات الويب (https://m.akhbarelyom.com).

بالإضافة إلى ما يعانيه المجتمع المصري من مشكلات تعوق تحقيق دوره، منها التغير في أغلب مظاهر الحياة كالتغير في نظام الأسرة من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النوويية، كما أهمل بعض الوالدين منازلهم لفترات طويلة بحثا عن العمل مما أبعد الجو العائلي التقليدي الذي كان من الممكن خلاله أخذ النصيحة مباشرة من الكبار.

ومما يزيد الأمر خطورة أن دور الأسرة (الوالدين) أصبح فقط الاهتمام بالحاجات الأساسية للأطفال (الأكل والشرب والملبس)، على حساب تقديم النصح والإرشاد والتوجيه، بالإضافة إلى تزويدهم بالأجهزة المحمولة، ووضعها في غرف نومهم، ومع ضعف           متابعتهم، ومن ثم يتبين تأثير العصر الرقمي على الأبناء الأمر الذي يلقي عبئًا على الوالدين وينذرهما بالخطر؛ حيث يتطلب من الوالدين اكتساب بعض المهارات والخبرات حول التربية الوالدية للتعامل مع الأبناء وتوجيهم بالشكل الصحيح، وعليه يمكن بلورة مشكلة البحث في التساؤلات التالية

  1. ما الأطار المفاهيمي للتربية الوالدية ؟
  2. ما الأثار المترتبة على التربية الوالدية في ضوء تداعيات العصر الرقمي ؟
  3. ما التصور المقترح للتربية الوالدية الملائمة لتداعيات العصر الرقمي في مصر ؟

أهمية البحث :

تتمثل أهمية البحث في الاعتبارات التالية :

الأهمية النظرية: وتكمن في أهمية موضوع التربية الوالدية والعصر الرقمي وضرورة إعداد الوالدين بما يتناسب مع ثقافة وعادات المجتمع لتوعية الوالدين بوسائل حماية أبنائهم ووقايتهم من مخاطر الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، وترجع أهمية البحث أيضًا من أهمية دور الأسرة بإعتبارها الخلية الأولى في البناء الاجتماعي للفرد والتي إذا صلحت وبنيت على أسس سليمة صلح المجتمع أجمع.

الأهمية التطبيقية: وتتمثل فيما يتوصل إليه البحث من رؤية مقترحة قد تفيد الآباء والأمهات والمربين في تربية الأبناء التربية الصحيحة في ظل ما يطرأ على المجتمع من تغيرات، كما قد تفيد المؤسسات ذات الاختصاص في وضع برامج التربية الوالدية في المجتمع المصري.

أهداف البحث :

تتمثل أهداف البحث فيما يلي:

  1. التعرف إلى التربية الوالدية وخصائصها وأهميتها وأنماطها.
  2. التعرف إلى العصر الرقمي وتداعياته والآثار التي تلحق بالأبناء فيه.
  3. التوصل إلى رؤية مقترحة للتربية الوالدية  للمجتمع المصري في ضوء تداعيات العصر الرقمي.

حدود البحث:

يقتصر البحث على موضوع التربيية الوالدية من حيث مفهومها وأهميتها وأساليبها، وأيضا العصر الرقمي وتأثيراته السلبية والإيجابية على الأبناء.

منهج البحث :

ينتهج البحث المنهج الوصفي وهو طريقة لدراسة الظواهر أو المشكلات العلمية من خلال القيام بالوصف بطريقة علمية، ومن ثم الوصول إلى تفسيرات منطقية لها دلائل وبراهين تمنح الباحث القدرة على وضع أطر محددة للمشكلة، ويتم استخدام ذلك في تحديد نتائج البحث. (بدوي، 2011، 115) ومن ثم يتم جمع المعلومات المتعلقة بالتربية الوالدية وتحليلها وتأثير العصر الرقمي على التربية الوالدية.

مصطلحات البحث:

يتناول البحث المصطلحات التالية:

1-  التربية الوالدية:

تعرف بأنها عملية تزويد الوالدين بالخبرات التي تساعدهما على تربية وتعليم أبنائهما من خلال الأنشطة، والندوات، والمؤتمرات، ووسائل الاتصال الجماهيري بما يؤثر في فاعلية دورهما ويحقق تلبية احتياجاتهما الوالدية واحتياجات أبنائهما (Logand,2002,5).

ويمكن تعريفها إجرائيًا بأنها برامج مخطط لها تهتم بإعداد الآباء والأمهات للممارسة الوالدية وتزويدهم بالخبرات التي تمكنهم من تنشئة أبنائهم تنشئة صحيحة في ظل تحديات العصر الرقمي.

2- العصر الرقمي:

يعرف العصر الرقمي بأنه تلك الفترة التي تلت العصر الصناعي، ويتسم بأن المعلومات فيه هي المحور الذي يتحكم في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية وتصبح فيه كل أشكال               المعلومات رقمية وتكون متاحة على شبكة المعلومات الدولية بواسطة أجهزة إلكترونية وسيطة. )على.، 2015، 36)

      ويمكن تعريفه إجرائيًا بأنه العصر الذي تحولت فيه المعلومات من صورة مكتوبة على الورق إلى صورة محفوظة على الأجهزة الإلكترونية ويتم تداولها عبر شبكة المعلومات الدولية.

خطوات السير في البحث:

يسير البحث وفقا للخطوات التالية:

الخطوة الأولى: وتشمل الإطار العام للبحث من مقدمة ودراسات سابقة ومشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومصطلحاته ومنهجه.

الخطوة الثانية: وتتضمن الإطار المفاهيمي للتربية الوالدية من حيث المفهوم والأنماط  والوظائف والأهداف.

الخطوة الثالثة: وتتناول تداعيات العصر الرقمي والآثار الإيجابية والسلبية له.

الخطوة الرابعة: وتشمل رؤية مقترحة للتربية الوالدية في ضوء تداعيات العصر الرقمي.

وفيما يلي يتم تناول تلك الخطوات من خلال المحاور التالية:

المحور الأول : الإطار المفاهيمي للتربية الوالدية

يشمل هذا المحور مفهوم التربية الوالدية وأهدافها ووظائفها ومقوماتها وأنماطها كما يلي:

أ‌-     مفهوم التربية الوالدية:

الوالدية مشتقة من الفعل ولد يلد ولادة ويقال ولدت المرأة وضعت جنينها الذي كان في بطنها والوالد هو الأب؛ ومن ثم فإن الوالدية صيغة من صيغ النسب تشير إلى كل ما يتصل بالوالدين أو ينسب إليهما من أفعال أو تصرفات أو غيرها (إلياس، 2001، 286)

وعُرفت التربية الوالدية بأنها عملية تفاعل بين الوالدين والأبناء، كما تعني عملية تزويد الوالدين بالخبرات التي تساعدهما على تربية أبنائهما وتعليمهما من خلال الأنشطة المختلفة بما يؤثر في فاعلية دورهما ويؤدي إلى تلبية احتياجاتهما واحتياجات أبنائهما(Logand,2002,5) .

كما عُرفت بأنها عملية تربوية مستمرة لمساعدة الكبار من أفراد المجتمع (المقبلين على الزواج، الأزواج قبل الإنجاب، الوالدين بالفعل) على الفهم الجيد لمعنى الوالديًّة الفعَّالة      وأدوارها التربوية، والاجتماعية، والنفسية وكيفية القيام بها وصولا لتحقيق أدوار الأبوة والأمومة الحقيقية لدى الأباء والأمهات في تربية أطفالهم تربية أفضل في إطار ثقافة المجتمع      (طلبة، 2011، 89).

ويشير تعريف آخر بأنها تلك العملية التي عن طريقها يتزود الوالدان بمجموعة من المعارف والمهارات عن العلاقات الأسرية، وكيفية نمو الأطفال منذ مرحلة الحمل حتى نهاية الحياة، وتحمل المسئولية بما يمكنهما من ممارسة علاقات أسرية سليمة وتربية الأبناء على أسس علمية صحيحة (أبو حلفاية، 2016، 41).

مما سبق يتبين:

أن التربية الوالدية:

-         عملية تفاعل بين الآباء والأبناء تؤدي إلى زﻳﺎدة مستوى الدفء بين الآباء والأبناء، ويتم من خلالها تزويد الوالدين بمعارف ومهارات عن التربية الأسرية.

-        خبرات تساعد الوالدين على تربية أبنائهما تقدم لمن أصبحوا آباء وأمهات بالفعل أو من يقبلون على الزواج ولا تقتصر على مرحلة عمرية معينة وإنما تستمر حتى بلوغ الأبناء.

ومن ثم فإن التربية الوالدية هي العملية التي بمقتضاها يتمكن الآباء من ممارسة الوالدية وتزويدهم بمجموعة من الخبرات والمهارات التي تمكنهم من إعداد أبنائهم وفق خصوصية ثقافتهم مع الوضع في الاعتبار المتغيرات الطارئة على مجتمعهم. 

ب‌- مقومات وأهداف التربية الوالدية:

تتميز التربية الوالدية بمجموعة من المقومات والمبادئ التي تجعلها قادرة على أداء رسالتها تتمثل في الثقة في الابن وتهذيب سلوكياته وفق أساليب تربوية مرنة ومعايير           الحياة الاجتماعية المتمثلة في العدل، والصدق، والاستقامة، وآداب التواصل مع الآخر        (أحرشاو، 2015، 9).

أما عن أهداف التربية الوالدية فتتمثل في:

يتمثل الهدف الأسمى للتربية الوالدية في الاستقلال الذاتي للابن ويتفرع منه الأهداف التالية (يونس، 2015، 230): التوجيه والإرشاد لمختلف حاجات الأبناء ورغباتهم بما يشمل تحقيق التكامل الصحي من خلال إشباع رغباته الأولية المتمثلة في الغذاء والسكن والعلاج، وتحقيق تماسكه النمائي واستقراره النفسي وذلك بضبط سلوكه وإشباع رغباته العاطفية، بالإضافة إلى حمايته من الأضرار الخارجية والتي تشمل وقايته من الصدمات القوية وتعليمه استراتيجيات التواصل مع بيئته.

-        تحقيق التكيف الاجتماعي للأبناء من خلال تدريبهم على قواعد التواصل مع الآخرين وتوعيتهم بحريتهم وحدودهم بالتمييز بين الحقوق والواجبات وبين المسموح والممنوع وهذا يتحقق من خلال تفاعل الوالدين مع الأبناء والتكيف مع الأعراف والقوانين الاجتماعية.

ومن ثم تهدف التربية الوالدية إلى مساعدة الآباء والأمهات على تربية أبنائهم تربية سليمة من خلال إمدادهم بالمعارف والمعلومات والخبرات التي تمكنهم من التعامل الصحيح مع أبنائهم كما تعمل على تحقيق النمو الشامل المتكامل في شخصية الأبناء.

ج‌- أساليب التربية الوالدية:

ويقصد بها الطرق والوسائل التي يتبعها الوالدان في تربية أبنائهما وتتعدد أساليب           التربية وكل نمط أو أسلوب من أساليبها له تأثير واضح في تكوين الشخصية للأبناء Zahedani et al , 2016,131 )) ومنها:

1-  الأسلوب التسلطي:

وفيه يضع الوالدان قواعد وقوانين مشددة ويتوقعان الطاعة العمياء من قبل الأبناء وفي هذا الأسلوب يتم استخدام العقاب البدني من قبل الآباء وضعف اعطاء الأبناء فرصة المناقشة والحوار والتعبير عن الرأي سواء بالموافقة أو الاعتراض ويتبع الوالدان في هذا الأسلوب سياسة التحكم الكامل بحياة وقرارات الأبناء اليومية والتشدد في التعامل مع الأبناء والالتزام بما يأمرانهم به والإشراف المتواصل على الأبناء، ويؤثر هذا النمط في تشكيل شخصية الابن فينتج عنه ضعف شخصيته وشعوره بالذنب وكراهيته لذاته وتكوين شخصية إتكالية ضعيفة معتمدة على الوالدين ( حمدان، 2006، 40)

ويأخذ هذا الأسلوب أشكالًا مختلفة كالتهديد والوعيد والضرب والتأنيب المستمر والأحكام السلبية التي يتخذها الآباء اتجاه الأبناء وهذا بدوره يولد حالة من الخوف والقلق عبر المراحل العمرية للأبناء، بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب قد يتبعه شعور الابن بالضيق وعدم قدرته على التحمل والصبر؛ الأمر الذي يدفعه إلى الهروب والفرار خاصة في ظل العصر الرقمي والمجتمعات الافتراضية التي يعيش فيها الأبناء والذي يصعب فيه السيطرة على ما يشاهدونه.

2- الأسلوب المتساهل:

يتسم هذا الأسلوب بغياب القوانين التي تحكم وتنظم سلوك الأبناء، كما أن سلوكيات الأبناء لا يتم تهذيبها وتوجيهها بما يناسب الذوق الاجتماعي ففي هذا الأسلوب يكون الأبناء أحرارًا دون رقابة أو توجيه، ويلبي الآباء جميع رغبات وحاجات الأبناء ويكونوا متساهلين معهم وقد ينتج عن هذا الأسلوب ضعف ثقة الابن بذاته وقدراته كما قد يؤدي التساهل إلى الإهمال وما يترتب عليه من تأخر عقلي واجتماعي (سليمان، 2009، 110).

وفي هذا الأسلوب يتجنب الآباء مطالبة الأبناء بواجباتهم ولا يحاولون فرض الضبط والالتزام بالقوانين والقواعد ويفعل الأبناء ما يريدون بحرية تامة دون رقابة، وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب فقدان الثقة في النفس ويعد هذا الأسلوب من أخطر الأنماط الوالدية حيث يمثل خطورة في تكوين شخصية الابن فقلة الرقابة على الأبناء خاصة في العصر الرقمي يؤدي بهم إلى الدمار والضياع.

3- الأسلوب الديمقراطي:

تتسم التربية في هذا الأسلوب بالحرية والاحترام المتبادل بين الأبناء والوالدين، وتستند على احترام شخصية الابن وتنميتها من خلال منحه الحرية والاستقلال في الرأي والمناقشة في الأمور الأسرية، والمدرسية، والشخصية، واحترام مشاعره، وآرائه، والاستماع إليه حتى يتمكن من التعبير عن ذاته، ويتبنى الوالدان طرق وأساليب متجددة في التعامل مع الأبناء، وتشجيع صناعة القرار من الأبناء والانضباط السلوكي، وتشجيع الأبناء على التعبير عن آرائهم والمناقشة والحوار مما يُنتج أبناء ذوي ثقةٍ بأنفسهم قادرين على تحمل المسئولية ولديهم قدرات إبداعية (Sarwar,2016,230) وهذا الأسلوب يعد أكثر مناسبة خاصة في ظل العصر الرقمي فالابن أصبح متفتحًا ومن ثم لا يستطيع تحمل الأسلوب التسلطي الضاغط عليه ولا الأسلوب المتساهل الذي يؤدي إلى الإهمال والضياع.

ومن ثم يتبين أن الوالدين في هذا الأسلوب أكثر دعمًا لسلوك الأبناء ولديهم القدرة على التشجيع بالألفاظ، والحوار، والعطاء، وهذا الأسلوب من أكثر الأساليب الإيجابية لدى الأبناء خاصة في ظل العصر الرقمي.

مما سبق يتبين أساليب التربية الوالدية متعددة فمنها الديمقراطي والتسلطي والمتساهل وكل أسلوب يتم اتباعه ينتج عنه شخصية مختلفة عن الأخرى نظرًا لاختلاف الأنماط عن بعضها واختلاف الأساليب التي يتبعها الوالدين في التربية في ضوء الأسلوب المتبع. 

د- تطور التربية الوالدية :

بدأت التربية الوالدية منذ القدم في المجتمعات البدائية معتمدة على التقليد والمحاكاة حيث      التزم الآباء بما توارثوه من جماعاتهم الاجتماعية من ممارسات تقليدية واستمر الأمر كذلك إلى أن بدأ العالم في التغير بشكل كبير لدرجة جعلت الأطفال يعيشون في البيئات المختلفة يختلفون عن البيئات التي نشأ فيها آبائهم، ونتيجة لذلك بدأ هؤلاء الآباء في تجاوز حدود أسرهم  في الحصول على المعلومات اللازمة حول رعاية وتنشئة أبنائهم، ومع ظهور مجال علم النفس ودراسة نمو وارتقاء الأطفال قامت الجامعات والمراكز البحثية بجهود متعددة تمثلت في تقديم المشورة والنصح فيما يتعلق بممارسات الآباء في التربية الوالدية ومن هنا بدأت تظهر البرامج والأنشطة للتربية الوالدية وبدأ استخدام الكتب المنشورة، والمجلات، والجرائد، والإذاعة والتلفزيون، ومواقع الويب في تقديم المعلومات اللازمة عن رعاية وتربية الأبناء، وتبع ذلك ظهور الأخصائيين الاجتماعيين، والمرشدين والمعالجين النفسيين وقامت المؤسسات المجتمعية والدينية بدورها في عقد المؤتمرات، وورش العمل، والندوات لتزويد الآباء بالخبرات، والمعارف، والمهارات التي يحتاجون إليها في تربية أبنائهم( أحمد، 2013،315 )

وبحلول عقد العشرينات من القرن العشرين تم تأسيس العديد من البرامج والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية للتربية الوالدية وخلال تلك الفترة تم الاعتراف ببرامج التربية الوالدية وبدأ المجتمع الأمريكي في تحديد جوانبها المختلفة وظهرت مؤسسات للتربية الوالدية مثل المجلس الوطني الأمريكي لدعم العلاقات الأسرية، واللجنة الوطنية الأمريكية للتربية الوالدية وغيرها من المؤسسات وبحلول عقد الستينات والسبعينات من القرن العشرين كان الاهتمام واضحًا ببرامج التربية الوالدية ولكن أنصب التركيز على استراتيجيات التدخل المبكر باعتبارها وسيلة فعالة للتقليل من الصعوبات والمشكلات التي يتعرض لها الأطفال قبل الالتحاق بالمدارس (Clarke,2004,273,)

ومع الدخول في القرن الحادي والعشرين وسن قانون التعليم للجميع في أمريكا عام (2001) فإن نمط العلاقات السائدة بين الآباء والمدارس شهد تحولًا جذريًا ومن ثم زادت فرص الاستفادة ما بين الآباء والمدارس نتيجة لاستخدام التكنولوجيا حيث أصبح الآباء يتمتعون بالقدرة على سرعة وسهولة الحصول على المعلومات المطلوبة عن الواجبات والأنشطة الدراسية لأطفالهم في المدارس عبر مواقعها على شبكة الإنترنت كما أن العديد من الآباء يطالعون الكتب ومواقع الويب للوصول إلى معلومات لمساعدتهم في تربية أبنائهم(Clarke,2004,276,).

ومن ثم يتبين أن التربية الوالدية مرت بمراحل متعددة وأصبحت الحاجة ماسة إليها نظرًا للاستخدام المفرط للتكنولوجيا وضعف الرقابة على الأبناء نظرًا للفضاء المفتوح التي أصبح الفرد يعيش فيه والتكنولوجيا التي اقتحمت الأسرة بدون استئذان.

ه- محددات التربية الوالدية:

-        تتمثل محددات التربية الوالدية التي تحكم الممارسة التربوية للوالدين اتجاه الأبناء فيما يلي           ( أحرشاو، 2015، 11 ):

-        محددات اجتماعية: وتشمل مكونات المحيط الأسري للابن من حيث عدد الأبناء وجنسهم وأعمارهم وتوزيع الأدوار والمسئوليات.

-        محددات نفسية وتشمل خبرات الوالدين، وتجاربهم، وعلاقاتهم العاطفية، واتجاهاتهم حول مستقبل الأبناء، ووسائل إشباع رغباتهم.

-        محددات ثقافية: وتتعلق بمستوى الوالدين التعليمي الذي يؤثر في أساليب تعاملهما.

-        محددات اقتصادية وتشمل المستوى المادي للوالدين ودرجات تأثيرها في أساليب تعاملهما مع الأبناء.

ومن ثم يتبين أن التربية الوالدية عملية شاملة لمختلف جوانب الفرد الاجتماعية، والنفسية، والروحية، والاقتصادية وغيرها من الجوانب وهذه سمة أساسية في التربية الوالدية الصحيحية أن تكون عملية نمو شامل متكامل.

و- مشكلات التربية الوالدية في ظل العصر الرقمي:

توجد مجموعة من المشكلات التي تؤثر سلبًا وتقف عائقًا أمام الوالدين في القيام برسالتهما تجاه أبنائهما (شلبي، 2021، 20):

1-    الافتقار إلى المرجعية السيكولوجية: تعد الصورة التي يكونها الوالدان عن سيكولوجية أبنائهما مرجع محدد لأساليبهما التربوية فكلما كانت هذه الصورة مبنية على معطيات ومعارف سيكولوجية صحيحة كلما أدت بصاحبها إلى الطريق الصواب أن يسلك في تعامله مع أبنائه أساليب تربوية تتميز بالمرونة والدفء العاطفي وتستند إلى مرجعية سيكلوجية.

2-    اقتصار الوالدين على ممارسات تربوية تفتقر إلى الإشراف والتوجيه ويحدث ذلك نتيجة غياب الوالدين عن البيت نظرًا لظروف العمل أو إهمالهما للطفل.

3-    ترجيح التربية الوجدانية على التربية المعرفية، بمعنى اختزال وظيفة الوالدين في التربية الواجدانية والسلوكية مع إهمال التربية المعرفية والتعليمية.

4-    محدودية الكفاءة واختزالها عند كثير من الآباء في الكفاءة العاطفية وإهمال باقي المواصفات الأخرى للكفاءة كالصبر والمسئولية.

وإضافة لما سبق فإن سلبية الوالدين في الإلمام بالمعارف والمعلومات التي يتطلبها العصر وقصور دور المؤسسات المنوطة بالتربية الوالدية هذا فضلا عن غياب الوالدين نتيجة لظروف العمل خاصة الأم يعد من التحديات والمشكلات بالنسبة للوالدين حيث لا يوجد وقت لديهما لتنمية أنفسهما واكتسابهما معارف ومهارات عصرية واستخدامها في توجيه أبنائهما والتعرف على مشكلاتهم نتيجة لانشغالهما في العمل لتوفير احتياجات أبنائهما المادية هذا من جانب، ومن جانب آخر قد يكون الوالدان منفصلين أو غارقين في مشاحنات لا تنتهي كل هذا يؤثر على التربية الوالدية، كما أن إدمان الأبناء للهواتف المحمولة وغيرها مما هو نتاج العصر الرقمي يؤثر أيضًا على التربية الوالدية حيث لا يهتم كثير من الوالدين بهذه الظاهرة ولا يوجهون أبنائهم لما يشاهدونه ويقع الابن ضحية لهذه الأجهزة حيث تأثيرها السلبي على صحة الأبناء؛ فالتربية الوالدية توجد اليوم أمام تحدي خطير للثورة الرقمية الذي تقتحم على الأفراد منازلهم دون إذن الأمر الذي يؤدي إلى اختراق الهويات والقيم وتشكيل المدركات والأذواق .

ز- وظائف التربية الوالدية:

تتعدد الوظائف التي تقوم بها التربية الوالدية لتشمل كافة الأبعاد التي تؤثر في حياة الأسرة والتي تتضمن:

الوظيفة البيولوجية: والتي تتمثل في إنجاب الأسرة للأبناء وهذه الوظيفة تختص بها الأسرة   دون غيرها من المؤسسات فالوظيفة البيولوجية لا تعني استمرار الجنس البشري بالإنجاب      فقط لكن على الوالدين رعاية الأبناء بعد الإنجاب جسميًا وصحيًا حتى ينمو نموًا سليمًا.        ( كامل، 2012، 57)

الوظيفة الاجتماعية: والتي من خلالها يتم إكساب الأبناء العديد من الخبرات الاجتماعية التي تخص مجتمعهم دون غيره من المجتمعات واكسابهم القيم والمعايير الأخلاقية والسلوكية المرتبطة بمجتمعهم وفي حدود ثقافته وإكسابهم القدرة على القيام بأدوارهم الاجتماعية بشكل صحيح، ومن ثم فإن الوظيفة الاجتماعية للتربية الوالدية تعمل على تحويل الأبناء من كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية قادرة على التكيف والتعايش داخل المجتمع.( بدير، 2004، 76)

الوظيفة الوقائية: وتهدف إلى تمكين الوالدين من استخدام الأدوات الرقمية كأداة قوية تدعم دور الآباء والأمهات في عصر التكنولوجيا وتمكن الوالدين من كيفية استخدام الوسائط الرقمية لزيادة المهارات الوالدية (أبو عامر، 2017، 53)، ومن ثم فهي أداة لمواجهة المشاكل التي تواجه الوالدين في تربية الأبناء خاصة في العصر الرقمي.

هذا بالإضافة إلى الوظيفة العلاجية والتي تركز في تعليم الوالدين وتدريبهما لتصحيح مسار معلوماتهما، وتغيير اتجاهاتهما، وإكسابهما مهارت وخبرات للتعامل مع أبنائهما، ودعم الاتصال بين الآباء والأمهات لتنشئة أبنائهم وإشباع حاجاتهم النفسية، وإشاعة روح الحوار وتقبل النقد والرأي الأخر، وتنمية ثقافة حل المشكلات وإدارة الأزمات.

المحور الثاني: تداعيات العصر الرقمي والآثار المترتبة عليه:

فيما يلي يتم تناول مفهوم العصر الرقمي وخصائصه وآثاره الإيجابية والسلبية على الأبناء والوالدين:

أ‌-     مفهوم العصر الرقمي:

يعد العصر الرقمي مفهومًا حديثًا ظهر نتيجة التطور الهائل في التكنولوجيا بالإضافة إلى الانفجار المعرفي والمعلوماتي، وقد تعددت تعريفات الباحثين للعصر الرقمي نظرًا لاختلاف رؤى الباحثين وانطلاقاتهم الذين انطلقوا منها ومن ثم يتم عرض عدة تعريفات للعصر الرقمي كما يلي :

عُرِّف بأنه العصر الذي يدل على سيطرة الوسائل الرقمية الحديثة على غيرها في مجال الاتصال وتبادل المعلومات (مسلم ، 2006)

ويشير تعريف آخر بأنه العصر الذي يتسم بسيطرة الوسائل الرقمية على غيرها في مجال الاتصال ومعالجة وتبادل المعلومات ويتسم بالسرعة، والدقة، وتقريب المسافات، وإلغاء الحدود (الطائي، 2008، 2).

كما يُعرَّف بأنه نِتاج مباشر للثورة الصناعية بمراحلها الأربعة الثورة الصناعية الأولى والتي تتمثل في  البخار، الثورة الصناعية الثانية والتي تتمثل في الكهرباء، الثورة الصناعية الثالثة والتي تتمثل في الإلكترونيات، الثورة الصناعية الرابعة والتي تتمثل في الرقمنة المتمثلة فى الشبكات وإنترنت الأشياء والمعلومات والمعرفة، وتدفق هائل من المعلومات والمعارف رقمى وتقني (www.WORLDMETERS.INFO)

ويُعرف أيضًا بأنه العصر الذي سيطرت عليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتم من خلال تحويل كافة أشكال المعارف إلى صورة رقمية ويكون من السهل تبادلها من خلال شبكة الإنترنت ( إبراهيم، 2019، 213)

ب‌- خصائص العصر الرقمي:

يتميز العصر الرقمى بالعديد من الخصائص منها ما يظهر بشكل إيجابى                  يمكن الاستفادة منه، ومنها ما يظهر بشكل سلبى يجب التصدى له ومن هذه الخصائص (Francis & Starkey, 2012,146) :

-        إنتاج المعرفة: ظهور تكنولوجيا المعلومات والنظم المتطورة، وتنوع مصادر المعلومات وتعدد لغاتها المختلفة؛ وظهور خدمات عديدة لنقل المعلومات مثل البريد الإلكتروني وخدمات شبكة الإنترنت التي تخطت الحواجز الإقليمية والمحلية وجعلت العالم قرية كونية صغيرة.

-         الاغتراب والتحديث في العصر الرقمي: وذلك من خلال انتشار تطبيق تكنولوجيا المعلومات والذي أدى بدوره إلى اغتراب الإنسان في مجتمع المعلومات وعزوفه عن المشاركة الإيجابية في المجتمع، والدليل على هذا الاغتراب فقدان الثقة بالنفس والقلق على تعطل خبرات الإنسان، ويقابل هذه الظاهرة ظاهرة أخرى هي التحديث من خلال ظهور الشخصيات والجماعات التي تقبل التغيير والتحديث – دون التفكير في الخصوصية الثقافية- اعتمادًا على التوسع في الاتصالات الإنسانية سواء عن طريق الانتقال أو السفر أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، كما أضافت التكنولوجيا الجديدة في العصر الرقمي أبعادًا جديدة للخصوصية تتعلق باختزان واسترجاع معلومات عن الناس وإمكانيات الوصول لهذه المعلومات عن طريق شبكات الإنترنت، وبذلك فإن مقدرة الحواسيب على إنشاء وتطويع بنوك المعلومات الضخمة من شأنه أن يجعل خصوصية الأفراد في معلوماتهم الشخصية محفوفة بالخطر.

-        انتشار ظاهرة اللعب الداخلي وهو اللعب داخل المنزل أو محلات الترفيه نظرًا لتعلق الطفل بأجهزته المختلفة وقد أدركت حكومة المملكة المتحدة هذه المشكلة لذلك قاموا باستثمار مبلغ (300) مليون جنيه إسترليني في مشاريع لتحفيز المعلمين على تنمية الأنشطة الرياضية في المدرسة.

-        يتسم العصر الرقمي بالاستخدام والتعامل غير الرشيد للتكنولوجيا الذي أصبح مشكلة رئيسة تواجه الأبناء وهم يتعاملون مع معطيات العصر الرقمي حيث توافر الإنترنت في كل مكان وفي أي زمان من خلال الشبكات اللاسلكية (عبد الواحد، 2020، 80)، وهنا يثار سؤال ما دور التربية الوالدية تجاه تزايد المشكلات الناتجة عن الاستخدام غير الرشيد للتكنولوجيا.

-        انتشار ظاهرة تنامي ثراء الدول الغنية وانحدار المستوى الاقتصادي في الدول النامية والخوف من اضمحلال دور الدولة وذوبان وتلاشي هذا الدور تدريجيًا في ظل التنامي السريع والمستمر للإعلام الدولي الذي يخترق الحواجز والحدود في ظل العصر الرقمي، وكذلك ما تقوم به ظاهرة العولمة من تهديد باختراق السيادة، وما تمثله هذه السيادة من أهمية للعديد من المجتمعات التي تعتز بماضيها وحضارتها وانهيار التوازنات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت لسنوات في القرن العشرين، ثم انتشار قيم العنف والجنس والجريمة، وسطو المال في أوساط الدول النامية، بالإضافة إلى ازدياد الفجوة بشكل حاد بين من لديهم إمكانيات الحصول على التكنولوجيا الجديدة ومن لا يملكون هذه التكنولوجيا وهذا بدوره  يهدد استقرار وأمن وسيادة الدول النامية، ويضرب منظومة القيم لدى الفرد والأسرة العربية( جاسم، 2012، 278) خاصة تلك الأسر التي لا تستطيع أن تحصن أبنائها من الغزو الفكري القادم من الآخر، وما أكثره في ظل الثورة المعلوماتية الحالية الأمر الذي يزيد من أهمية التربية الوالدية .

ومن ثم فإن العصر الرقمي أصبح حقيقة لا رجع فيه حيث التطور الكبير في مجال الإنترنت والتكنولوجيا كمًا وكيفًا فمن حيث الكم زيادة عدد المستخدمين والخدمات التي يمكن الحصول عليها، وكيفًا من حيث تطور خصائص ومميزات الإنترنت وهو ما يوجب على الوالدين تغيير مفاهيمهم التقليدية في التربية والتخطيط من أجل تفادي مخاطر هذا العصر.

كما أن كل هذه الخصائص السابقة الذكر تلقي عبئًا أكبر ومسئولية على الوالدين ومخاوف على مستقبل أبنائهم في ظل تحديات العصر الرقمي وما يخفيه من آثار. 

ج- الآثار التي تلحق بالأبناء في العصر الرقمي:

أصبحت الإنسانية في ظل العصر الرقمي وكأنها تعيش في مكان واحد، ولكن بقدر ما للعصر الرقمي من إيجابيات إلا أن له العديد من السلبيات ذات التأثيرات الخطيرة التي لا يمكن التغافل عنها والتي منها( الدهشان، 2018، 98):

-        ضعف القدرة على النوم حيث أظهرت التجارب والأبحاث أن الأطفال يفقدون تواصلهم مع الوقت أثناء اتصالهم بالإنترنت الأمر الذي يؤثر بشكل بالغ على قدرتهم على إنجاز المطلوب من واجباتهم الأسرية أو المنزلية بالإضافة إلى أن الجلوس لوقتٍ طويلٍ أمام الشاشة يؤدي إلى نوع من الأدمان الذي يؤثر سلبًا على مزاج الأبناء.

-        قلة الحوار والتوجية والقدرة على التعبير والمناقشة الجادة لدى الآباء.

-        تشتيت العلاقات الأسرية وجعل لكل فرد داخل الأسرة جهاز خاص به يتواصل به مع عالمه الإفتراضي ليحل التفاعل الإلكتروني محل التفاعل المباشر، الأمر الذي أفقد الوالدين القدرة على ملاحظة سلوكيات أبنائهم وتوجهيها .

-        عصبية الأبناء نتيجة لتفاعلهم مع التطبيقات الرقمية والهروب من الواقع هذا بالإضافة إلى قلة الرقابة والمتابعة المستمرة من قبل الوالدين قد يعرض الأبناء للتعامل مع تلك التطبيقات الرقمية لفترة طويلة، كما قد يعرض الأبناء لصور ومواقع ممنوعة الأمر الذي يؤثر عليهم نفسيًا وخلقيًا.

-        يتعرض الأبناء في بعض الوقت إلى الابتزاز والمضايقة في رسائل البريد الإلكتروني أو غرف الدردشة وما يزيد الأمر خطورة أنه لا يتم معرفة هوية جميع المشاركين.

-        انتشار ظاهرة الغربة والاغتراب والتغريب داخل حدود الوطن، وتحيز الثقافات والمجتمعات في العالم الثالث إلى الغرب، والإعجاب بثقافته واعتبارها نموذج يستحق الاقتداء به          ومن هنا يتم ضرب وانهيار الأسرة وهي عماد المجتمع، حيث الانبهار بالثقافات الأخرى           والنظر إليها على أنها الكاملة والفاضلة دون الحفاظ على ثقافته وخصوصياتها                (عبد الواحد ، 2020، 80).  

-        وعلى الصعيد الاجتماعي للابن أدى العصر الرقمي إلى العزلة عن المحيط الاجتماعي وقلة فرص التفاعل الاجتماعي والحوار مما يقلل من دور الأسرة فى تنمية مهارات التواصل والتعبير اللغوى والمناقشة الجادة ففي الماضي كان الآباء والأبناء يتجمعون في غرفة يتبادلون الحديث وهذا ما أكدته دراسة ( جعفر، 2017، 158).

-        الانحراف الخلقي للأبناء: ويحدث ذلك نتيجة الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية بشكل سيئ وتبدو مظاهر الانحراف الخلقي في انتشار العلاقات الجنسية الشاذة وغير المشروعة وانتشار الألفاظ غير المقبولة خلقيًا بين الأبناء وهذا ما أفرزته الثورة الرقمية نتيجة تصفح الأبناء للمواقع الممنوعة بالإضافة إلى البريد الإلكتروني وغرف الدردشة التي أصبحت تحتل المرتبة الأولى في إقامة علاقات غير شرعية من خلال كاميرات الفيديو          ( علي، 2015، 482).

-        تأثر الكثير من الأبناء بما تعرضه شبكة الإنترنت، بعد أن غاب دور مؤسسات التربية التقليدية (المنزل، المدرسة، المسجد، ووسائل الإعلام التقليدية كالراديو والتلفاز)، وأصبحت شبكة الإنترنت معلمًا وموجهًا لأبناء اليوم، بدلًا من المؤسسات التقليدية، ومن ثم بدأت هذه الفئات العمرية تحمل أفكارًا ومبادئ تختلف عن أفكار وتصورات جيل الآباء والأجداد؛ لذا فإن الفجوة الموجودة اليوم بين الأجيال؛ بسبب ثقافة الإنترنت، وأصبح هذا الجيل لادينيًّا؛ ففي دراسة مركز "بيو"، فإن نسبة (35%) من الشباب من جيل الألفية (الأمريكان الذين وُلدوا بين 1981 و1996) لا يدينون بدين، وأكثرهم أفادوا أنهم لا ينتمون إلى أي دين مقارنة مع من حدَّد دينه.

-        يستغل جيل الإنترنت أجهزة التقنية في الإساءة إلى الآخرين (التسلط/ التنمر)، ودخول غرف الدردشة، وطرح قضايا تسيء إلى الأديان، وإلى رموز هذه الأديان تحت مظلة حرية التعبير عن الرأي، أو محاولة التغزل والتحرش الجنسي بالجنس الآخر، أو دخول مواقع الإباحية ومشاهدة الأفلام الجنسية، أو تشجيع الزواج المِثلي، والفهم الخاطئ عن الجنس، ومواقع ممارسة القمار، ومواقع نشر العنصرية والكراهية والتشهير بالآخرين.

-        أظهرت دراسة حديثة أجرتها الشركة العالمية المختصة بالأمن الرقمي "كاسبرسكي" أن الآباء ليسوا جميعًا مواكبين لتوجهات الإنترنت الحالية، أو لديهم ما يكفي من المعرفة حول المحتوى الرقمي الذي يفضِّله أطفالهم، وشدَّد المختصون على ضرورة حرص الآباء على تثقيف أنفسهم في ما يتعلَّق بتوجُّهات الإنترنت، والاطلاع على أحدث المستجدات في شأنها، وذلك من أجل أطفالهم؛ حيث يَرَون أن جهل الآباء بما هو شائع على الإنترنت قد يتسبَّب في حدوث سوء فَهم، أو خلافات مع أطفالهم.

هذا فضلا عن خلخلة الثوابت الثقافية لدى الأبناء خاصة مع غياب الحوار بين الوالدين وأبنائهم، ومن ثم لا يجد الأبناء ما يحتاجونه إلا من خلال الإطلاع على أفكار لا تعبر عن أخلاق مجتمعهم وثقافات بعيدة عن عقيدة المجتمع .

ولكن وعلى الرغم من كل السلبيات التي نتجت عن العصر الرقمي إلا أن له بعض الإيجابيات والتي تتمثل في( مركز الدراسات الاستراتيجية، 2010، 215):

-        تساعد الوالدين في الحصول على كم كبير من المعلومات التي تعزز آفاق حياتهم وحياة أبنائهم والحصول على العديد من البرامج التدريبية.

-        تساعد على إنشاء غرف الدردشة ودعوة العديد من الوالدين لمتابعة المعلمين ومتابعة الأبناء في الدراسة .

-        في ظل العصر الرقمي يتمكن أولياء الأمور من إنشاء قنوات اتصال بين المدرسة والأسرة حيث يتم تعزيز التواصل بين الأسرة والمدرسة وإشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية.

-        تساعد التكنولوجيا الأسرة في إنجاز المهام المدرسية من خلال الإنترنت.

-        تسهيل عملية البحث عن المواضيع المختلفة.

-        زيادة فرص التعلم، إذ يمكن من خلال التكنولوجيا حضور دورات تدريبية، وتعلّم دروس مختلفة عبر الإنترنت، كتعلّم لغة جديدة.

هذا فضلا عن أن التكنولوجيا تسهل الاتصال مع الآخرين مهما بعدت المسافة من خلال مكالمة عادية؛ أو مكالمة فيديو؛ أو إرسال الرسائل النصية سواء عبر مواقع الويب؛ أو وسائل التواصل الاجتماعيّة، ومن ناحية أخرى تحسن التكنولوجيا من تفاعل وتواصل الموظفين فيما بينهم أثناء العمل، بالإضافة إلى تسهيل وسرعة تبادل المعلومات المتعلقة بالعمل، فمثلًا من الممكن استخدام بعض البرامج لمشاركة المعلومات والمشاريع في جميع الأقسام المختلفة، هذا إلى جانب دعم عملية صنع القرار.

د- متطلبات العصر الرقمي:

تعتبر الموارد البشرية هي أساس مجتمعات المعلومات الحديثة، فإذا كانت المعرفة هي المطلوبة الآن وليس رأس المال، فإن المعرفة هي من صنع البشر، ولهذا أدركت المجتمعات المتقدمة أنه ليس مهمًا أن تمتلك ثروات طبيعية هائلة، وإنما المهم أن تمتلك ذخيرة بشرية مدربة ومؤهلة قادرة على التكيف والاستفادة من العصر الرقمي بتحدياته، ومن ثم فإن العصر الرقمي يتطلب من الوالدين ما يلي (سباع، 2021، 56).

-        تدريب الوالدين على وسائل التكنولوجيا الحديثة، فلم يولد الوالدين في بيئة إليكترونية، ولكنهم يعيشون فيها الآن ولا مفر من أن يتعلموا كيفية التعامل مع هذه البيئة الجديدة عليهم حتى يتمكنوا من التكيف معها، وهذا مطلب ضروري خاصة في المجتمع الرقمي الذي يعاني فيه الوالدين من الأمية الرقمية.

-        القدرة على التفكير الناقد فعلى الوالدين القيام بمجموعة من الممارسات لتنمية مهارة التفكير الناقد لدى الأبناء وتدريبهم على أن يكون لديهم رؤية نقدية فيما يعرض أمامهم.

-        إكساب الأبناء من قبل الوالدين المهارات الحياتية سواء كانت شخصية كإتخاذ القرار ونقد الذات وغيرها من المهارات.

-        أصبحت سرعة التعلم هي العامل الحاسم في بقاء الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، وهناك حاجة ماسة إلي أن يتحول المجتمع بأكمله بفضل تكنولوجيا المعلومات ـ إلي مجتمعات رقمية.

-        القدرة على التعامل مع مجتمع المعلومات ومعطياته المعرفية والتقنية، حيث أنطلق العصر الرقمي ليقدم خدمات غير مسبوقة، وهذا يتطلب كفاءة ومقدرة عالية المستوى حتى يمكن التواصل مع مجتمع المعرفة من خلال التقنيات الحديثة.

-        التمكن من المعلومات، بمعنى القدرة على البحث عن المعلومات الجديدة، وهذا يستوجب مهارات رقمية فائقة لكيفية البحث عن هذه المعلومات وكيفية تصنيفها وتحليلها والاستفادة منها عبر التقنية الحديثة.

-        متابعة كل ما يستجد من تكنولوجيا حديثة حتى يمكن التعامل معها.

-        أن مصير الأمم في العصر الحالي رهن بإبداع أبنائها، لذا؛ فتنمية الإبداع والخيال، لها نصيبها الوافر في تربية عصر المعلومات، وتوفر تكنولوجيا المعلومات وسائل عديدة لتحقيق هذه الغاية.

-        لكي يتم الاستفادة بشكل كامل من مزايا التكنولوجيا الجديدة، فإن الأمر يتطلب إعادة النظر بشكل أساسي في أساليبه الخاصة بالتعليم والتعلم، وفي أفكار الفرد حول كيفية الاستفادة منها.

ومن ثم فإن العصر الرقمي يتطلب من الوالديين التنمية المستمرة لأنفسهم والإطلاع على كل جديد ومشاركة الأبناء وإدارة حوارات فعالة معهم، كما يتطلب تغيير فكر الأفراد وخاصة الوالدين حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا وحماية أبنائهم من خطورتها مع الحفاظ على الخصوصيات والثوابت الثقافية دون الإنجراف وراء تيار الحداثة والعولمة باعتبارها موضة العصر الرقمي.

نتائج البحث :

في ضوء العرض السابق للتربية الوالدية وما تتعرض له من مشكلات خاصة في ظل تحديات العصر الرقمي فإنه يمكن إجمال نتائج البحث فيما يلي:

-        التربية الوالدية أداة فعالة لتحقيق النمو الشخصي والمجتمعي من خلال توظيفها في تقديم فرص متعددة الجوانب والأبعاد لتطوير كافة أفراد المجتمع.

-        التربية الوالدية الجيدة ترشد الآباء والأمهات وتوجههم نحو الطريق السليم للمحافظة على حقوق الأبناء.

-        ضعف دور الأسرة المصرية في توعية الأبناء بالتعامل مع العصر الرقمي.

-        الأسرة المصرية بحاجة إلى مزيد من التدريب والتأهيل والتنمية لمعارف ومهارات           العصر الرقمي.

-        ضرورة عقد العديد من الدورات والبرامج التدريبية والندوات التثقيفية من قبل وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام المصري لتبصير الوالدين بالأدوار التي ينبغي عليهم القيام بها في ظل العصر الرقمي.

-         يسهم العصر الرقمي في الحصول على كم كبير من المعلومات.

-        أصبح العصر الحالي هو العصر الرقمي الذي اتسم بالتكنولوجيا والتغيرات السريعة.

-        تؤثر التكنولوجيا الرقمية على كافة الجوانب.

-        قلة الوقت المكرس من قبل الوالدين لتربية الأطفال نظرًا للانشغال في الكسب المادي من جانب الوالدين.

-        نقص المعرفة والمهارات لدى الوالدين للتعامل مع الأبناء في ظل العصر الرقمي.

-        يواجه الوالدين العديد من التحديات والتأثيرات السلبية للعصر الرقمي تحول دون القيام بدورهم.

الرؤية المقترحة

في ضوء ما أسفر عنه الإطار النظري من قصور دور الوالدين في التعامل مع الأبناء في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العصر الحالي والذي أكدت عليه العديد من الدراسات، فإن الأمر يتطلب وضع رؤية للتربية الوالدية حتى يتمكن الوالدين من تربية أبنائهم التربية الصحيحة في ظل مستجدات العصر الرقمي وفي ضوء خصوصيات الثقافة المصرية.

أ‌-   منطلقات الرؤية المقترحة:

تم وضع الرؤية المقترحة من منطلق جوانب متعددة كما يلي:

1-    تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تعد سلاح ذو حدين فعلى الرغم من إيجابياتها إلا أن لها العديد من التأثيرات السلبية والتي تلقي بظلالها على الوالدين والأبناء، فمن الممكن أن تؤثر سلبيا عند التعامل مع هذه التكنولوجيا بصورة غير مناسبة وعدم وجود رقابة من قبل الوالدين.

2-    ظهور العديد من التحديات التي تواجه الوالدين في المجتمع المصري كتأثر المجتمع المصري بعصر الرقمنة خاصة الأبناء وانبهارهم بالتكنولوجيا الحديثة.

3-     أصبح العصر الرقمي وأدواته واضحًا على الأبناء في الأسرة المصرية وبالأخص في ثقافتهم، ويتضح أيضًا من خلال التأثير في طريقة الكلام، والملبس، وفي السلوك اليومي الأمر الذي جعل الأبناء متلقين لثقافة واحدة وهي الثقافة الغربية في ظل انتشار مفاهيم كالعولمة والعالمية.

4-    يعد الوالدين أصحاب التأثير الكبير في بناء شخصية الأبناء واكتسابهم العديد من القيم والمهارات والخبرات الحياتية.

5-    تعد التربية الوالدية من الموضوعات التي اهتمت بها العديد من الدول خاصة الدول المتقدمة حتى تكسبهم القيم والمعارف والمهارات للتعامل مع متغيرات المجتمع الأمر الذي يفرض على الوالدين في المجتمع المصري معرفة كيفية التعامل مع أبنائهم الذين يعدون متلقيين سلبيين لما يحدث حولهم.

ب‌-   فلسفة الرؤية المقترحة:

تستند الرؤية المقترحة على فلسفة مؤداها أن التربية الوالدية تعتمد على تزويد الآباء بخبرات ومهارات لها دور فعال تمكن وتعزز من مهارات الوالدين في حل المشكلات التي تواجه أبنائهم بالإضافة إلى زيادة وعيهم وثقافتهم باتجاهاتهم نحو التربية الوالدية، وتعديل الاتجاهات السلبية لدى الآباء والأمهات بأساليب الثواب والعقاب.

ج- أهداف الرؤية المقترحة:

تهدف الرؤية المقترحة إلى ما يلي:

  1. توعية الوالدين بأهمية الرقابة الأبوية لحماية أبنائهم في ظل مستجدات العصر الرقمي.
  2. توعية الوالدين بأهمية الحوار مع الأبناء والنقاش المستمر حول ما يشاهدونه على الإنترنت.
  3. توجيه الوالدين إلى كيفية مساعدة الأبناء في اتخاذ القرارات المسئولة على شبكة الإنترنت.
  4. متابعة أنشطة الأبناء على الشبكات الاجتماعية وموقع الإنترنت.

د- آليات تنفيذ الرؤية المقترحة :

  1. تضمين أبعاد التربية الوالدية في الكتب والمناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية.
  2. عمل ندوات تثقيفية داخل المؤسسات التعليمية لزيادة وعي الوالدين بدورهم تجاه الأبناء وأهمية شبكات التواصل وكيفية حماية الأبناء من مخاطرها.
  3. إعداد المنظمات والمؤسسات التربوية والتعليمية خاصة مؤسسات تعليم الكبار لبرامج تدريبية وتثقيفية تنمي وعي الوالدين بكافة جوانب التربية الوالدية في ظل عصر الرقمنة.
  4. حضور ندوات تثقيفية عن المسؤلية الرقمية للوالدين والتعرف على المحتوى العلمى الذى يساعد الأسرة فى اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات الرقمية للاستخدام الآمن للتطبيقات الرقمية عبر الإنترنت.
  5. توعية الوالدين بأهم المواقع الرسمية التى يمكن التردد عليها والتى تهتم بالتربية الوالدية وتربية الطفل.
  6. تفعيل دور شبكات التواصل الاجتماعي فى تقديم كل ما يهم الوالدين عن تربية الأبناء و تكوين فريق متخصص للاهتمام بالرد على الاستفسارات والتساؤلات التى تطرح على هذه المواقع بشكل علمى موثوق به.
  7. عقد الندوات والمؤتمرات لأولياء الأمور وتوعيتهم بالطرق والآليات الجديدة للتعامل مع الأبناء في ظل مستجدات العصر الرقمي.
  8. توعية الوالدين وخاصة في المناطق الريفية حيث أميتهم الرقمية وتوعيتهم بالمخاطر التي تبثها الفضائيات خاصة التي تعمل على تخريب عقول الأبناء وخلخلة الثوابت الثقافية  وتشويه منظومة القيم والعادات والتقاليد .
  9. استغلال أدوات ووسائل العصر الرقمي المقروءة والمسموعة لبث البرامج الثقافية لتوعية الوالدين وزيادة خبراتهم ومهاراتهم بكيفية التعامل مع الأبناء في ظل مستجدات العصر الرقمي.

10.العمل على تلبية احتياجات الوالدين من المعارف الرقمية والمهارات الرقمية لحماية أبنائهم.

11.ضرورة إنشاء مواقع إلكترونية تهتم بالتربية الوالدية في ظل العصر الرقمي، وتوفير قاعدة بيانات لبرامج التربية الوالدية في مصر.

12.إنشاء علاقة شراكة بين البيت والمدرسة وتطوير فكر الوالدين وتغييره في إلقاء عبء التربية على عاتق المؤسسات التعليمية فقط.

13.مشاركة الوالدين هيئات ومؤسسات المجتمع لتقديم برامج التربية الوالدية سواء كانت دور الحضانة أو مؤسسات تقدم برامج تعليم الكبار.

14.توعية الوالدين ببرنامج المراقبة الأبوية كحل مستقل وضمن حزم أمن الإنترنت، وهي تحظر المحتوى غير الملائم وتتيح متابعة كل أنشطة الأبناءعلى الإنترنت.

15.إدارة حوار مع الأبناء من قبل الوالدين لمناقشة موضوع الرقابة الأبوية مع شرح طريقة عمل هذه التطبيقات وسبب الحاجة إليها للبقاء آمنين على الإنترنت.

16.عقد دورات تدريبية خارج الإنترنت "of line"، وعبر الإنترنت "on line" بشأن مخاطر الأجهزة المحمولة لأولياء الأمور، وتهدف هذه الدورات إلى توعية أولياء الأمور، وكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهونها.

17.سن القوانين والتشريعات المتعلقة باستخدام أفراد الأسرة بشكل مفرط للأجهزة المحمولة، مع زيادة ممارسة الأنشطة البدنية ومن ثم يحدث التوازن بين استخدام التكنولوجيا والأنشطة الصحية، وهذا يتطلب مشاركة فريق من قطاعات متعددة بما في ذلك الآباء والمعلمين، والمهنيين الصحيين، والحكومة والباحثين، وشركات إنتاج التكنولوجيا من أجل العمل معًا لخلق مستقبل مستدام لجميع الأطفال.

18.تفاعل الوالدين مع الأبناء وإدارة حوار حول الأمن الرقمي وجعل هذه الحوارات أكثر إمتاعًا وإثارة للاهتمام بمناقشتها مع الأبناء من خلال الألعاب وأوجه التسلية الأخرى، وتوفير قدر من الوقت في التواصل مع الأبناء حول إجراءات الأمن عبر الإنترنت.

19.تحذير الأبناء إلى عدم الموافقة على أية إعدادات خصوصية بمفرده، وطلب المساعدة منهم بدلًا من ذلك كما يجب أن يعتاد الوالدين على قراءة جميع اتفاقيات الخصوصية.

20.التعليم والتدريب المستمر للعاملين بالوحدات الصحية الريفية للنهوض بمستوى خدمات رعاية الأمومة والطفولة حتى تصل لتحقيق أهدافها.

21.تفعيل دور الوحدات الصحية الريفية للقيام بعمليات التثقيف الصحي لسكان المجتمع المحلي الأصلي وتوضيح خطورة التعامل مع الأجهزة الرقمية للأطفال وإكساب الوالدين مهارات للتعامل مع هذه الأجهزة.

22.استغلال وسائل وأدوات العصر الرقمي المرئية والمقروءة والمسموعة لبث البرامج الثقافية بالقدر الذي يرسخ حصانة لدى الأسرة، وفي الوقت ذاته تعمل على تهميش ما يبث عبر الفضائيات الوافدة.

23.تطوير أجهزة الإعلام المحلية لاسيما التلفزيون بما يلبي رغبات واتجاهات الوالدين، وجعل البرامج والأفلام أكثر حيوية وقريبة لمشكلاتهم وملبية لاحتياجاتهم.

هــ- معوقات تنفيذ الرؤية المقترحة:

  1. نقص الكوادر والمؤسسات المسئولة عن التربية الوالدية.
  2. ضيق الوقت وضغوط الحياة لدى الكثير من الآباء لحضور ندوات وبرامج التربية الوالدية.
  3. صعوبة التواصل مع جميع شرائح المجتمع وخاصة في المجتمعات الريفية وصعوبة توعيتهم بأهمية التربية الوالدية في ظل العصر الرقمي.
  4. قلة الإمكانيات المادية لدعم برامج التربية الوالدية في مصر.
  5. السلبية لدى القائمين على المؤسسات المنوطة بالتربية الوالدية.

 

المراجع

أولا: المراجع العربية:

-      إبراهيم، خديجة عبد العزيز علي(2019): تصور مقترح لسد الفجوة الرقمية لدى الباحثين التربويين كمدخل لتطوير المعرفة التربوية، المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، العدد (59)، ص 213

-      أبو حلفاية، عائشة علي محمد(2016): برنامج مقترح للتربية الوالدية على ضوء الاحتياجات التربوية للمجتمع الليبي، رسالة دكتوراه، كلية البنات للأداب والعلوم والتربية، جامعة عين شمس.

-      أبو عامر، أمال محمود محمد(2017): التربية الوالدية في المجتمع الفلسطيني في ضوء متطلبات الثقافة الرقمية (تصور مقترح)، رسالة دكتوراه، كلة الدراسات العليا للتربية، قسم أصول التربية، جامعة القاهرة.

-      أحرشاو، الغالي( 2017): التربية الوالدية وسيكولوجية الطفل، مجلة الطفولة العربية، الكويت، المجلد (18)، العدد (70).

-      أحمد، وائل أبو قاعود(2013): مدخل غلى التربية الوالدية: دراسة تحليلية، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، المجلد (1)، العدد (3).

-      إلياس، إدوار(2001): قاموس إلياس الجامعي عربي إنجليزي، القاهرة، دار إلياس العصرية للطباعة والنشر.

-      بدوي، عبدالرحمن(2011): مناهج البحث العلمي،الكويت،  وكالة المطبوعات للنشر.

-      بدير، كريمان عبد السلام (2004): الرعاية المتكاملة للأطفال، عالم الكتب، القاهرة.

-      البيلي، سهير حسين أحد ( 2019) : أساليب التربية الوالدية وأثرها على الأمن الفكري كما يدركها الأبناء دراسة ميدانية على عينة من طلاب الكويت، مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، المجلد (3)، العدد (107).

-      جاسم، جعفر حسن(2012): الأسرة العربية وتحديات العصر الرقمي ، مجلة الفتح ، العدد (51).

-      جعفر، صباح(2017 ):تأثير الأجهزة الذكية على التنشئة الأسرية، مجلة التغير الاجتماعي، جامعة بسكرة،الجزائر،العدد(2).

-      حسن، جعفر (2012): الأسرة العربية وتحديات العصر الرقمى. مجلة الفتح، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، العدد (51).

-      حمدان، محمد زياد(2006): أساليب عامة للوالدية للأبناء، دار التربية الحديثة ، دمشق.

-      الدهشان، جمال على(2018): تربية الطفل المصرى فى العصر الرقمى بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل. المؤتمر الدولى الأول لكلية رياض الأطفال "بناء طفل لمجتمع أفضل فى ظل المتغيرات العالمية". كلية رياض الأطفال. جامعة أسيوط.

-      سباع، أماني رضا أبو المعارف( 2021): أداء المعلم الجامعي في ضوء متطلبات العصر الرقمي، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية جامعة جنوب الوادي، العدد (46).

-      سباع، أماني رضا أبو المعارف(2021): أداء المعلم الجامعي في ضوء متطلبات العصر الرقمي، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية، جامعة جنوب الوادي، العدد (46).

-      سليمان، سناء محمد ( 2009): فن وأساليب تربية ومعاملة الأبناء الأطفال والمراهقين، عالم الكتب، القاهرة.

-      شلبي، أماني شلبي علي علي(2021): فلسفة التربية الوالدية في الفكر التربوي الإسلامي( دراسة تحليلية)، مجلة كلية التربية ، جامعة المنصورة، العدد (113).

-      الطائي، جعفر حسن(2008):تكنولوجيا المعلومات ودورها في الحد من الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية . مجلة الجامعي ، العدد(16) ،ص2

-      طلبة، جابر محمود (2011): مقدمة في التربية الوالدية، مطبعة جامعة المنصورة، المنصورة.

-      عبد الواحد، إيمان عبد الحكيم رفاعي(2020): دور الأسرة في تحقيق الأمن الرقمي لطفل الروضة في ضوء تحديات الثورة الرقمية، مجلة دراسات في الطفولة والتربية، جامعة أسيوط ، العدد (14).

-      العظامات، خديجة(2018): التأثير السلبي لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة على تربية النشء من وجهة نظر أولياء الأمور ، مجلة جامعة النجاح للأبحاث ، المجلد (32)، العدد (10).

-      علي، أسماء فتحي السيد(2015): دور الأسرة في ظل تحديات المجتمع الرقمي، مجلة كلية التربية، جامعة المنوفية، المجلد (30)، العدد (4).

-      علي، أسماء فتحي السيد(2017): دور الأسرة في توعية الأبناء في ضوء تحديات العصر الرقمي دراسة ميدانية بحافظة المنوفية، مجلة كلية التربية ببنها، الجزء (1)، العدد (112).

-      علي، مصطفى مرتضى( 2010): الانعكاسات الاجتماعية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات: دراسة ميدانية لتأثير الإنترنت في الأسرة المصرية، مجلة بحوث الشرق الأوسط، جامعة عين شمس، العدد (27).

-      علي، ندى (2015): برنامج مقترح قائم على الشـــــبكة العالمية لتنمية قيم المواطنة لطالب جامعة البحرين فى ضـــوء متطلبات العصـــر الرقمى، رســـالة دكتوراة ، كلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة.

-      عمر، حسام سمير(2021): الرقمنة والطفل: المخاطر المحتملة وآليات الحماية، مجلة خطوة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد (42).

-      فرحات، سعاد مصطفى(2010): التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة وأثرها في بناء الإنسان القادر على الممارسة الديمقراطية ، مجلة الدراسات الاجتماعية، طرابلس ، العدد (2).

-      فوزي، محمد(2012):التربية وإعداد المعلم العربي – إرهاصات العولمة والتحديات المعاصرة، الإسكندرية ، دار التعليم الجامعي.

-      كامل، هناء عبد المنعم عطية (2012): فلسفة التربية الوالدية ودورها في تربية أطفال ما قبل المدرسة في ضوء توجهات القرأن الكريم والسنة النبوية، رسالة دكتوراه، كلية رياض الأطفال، جامعة القاهرة.

-      محمود، خالد صلاح حنفي (2019): حماية الطفل العربي على الإنترنت في ضوء الاتجاهات العالية المعاصرة، مجلة الطفولة والتنمية، المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة، العدد (34)،   

-      محمود، هالة (٢٠١٦): نحو بناء منظومة متكاملة للتربیة الوالدیة في المجتمع المصري دراسة بنیویة، رسالة دكتوراه، كلیة التربیة، قسم أصول التربیة، جامعة طنطا.

-      مركز الدراسات الاستراتيجية(2010): دور مؤسسات التعليم في اختراق الحاجز الرقمي، سلسة إصدرات نحو مجتمع المعرفة، الإصدار الثامن والعشرون، جامعة الملك عبد العزيز، المملكة العربية السعودية.

-      مسلم، طاهر عيد (2007): العصر الرقمي، تاريخ الدخول 2/6/2022، متاح على: http://www.tadabbur.net/

-      يونس، أمل عبد الكريم قاسم(2015): أساليب المعاملة الوالدية  وعلاقتها بالثقة بالنفس لدى طفل الروضة، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية بقنا، العدد (23) .

-      https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3782049/1/%D9%86%D8%B5%


ثانيا: المراجع الأجنبية

-       Annansingh, F., & Veli, T. (2016). An investigation into risks awareness and e-safety needs of children on the internet. Interactive Technology and Smart Education,  vol.13, No. 2.

-       Clarke, J. I. (2004). Transactional analysis and parent education in the United States. Transactional Analysis Journal, vol(34),no(3).

-       Dönmez, O., Odabaşı, H. F., Yurdakul, I. K., Kuzu, A., & Girgin, Ü. (2017). Development of a scale to address perceptions of pre-service teachers regarding online risks for children. Educational Sciences: Theory & Practice, vol. 17 No.3.

-       Keeley, B., & Little, C. (2017). The State of the Worlds Children 2017: Children in a Digital World. UNICEF. 3 United Nations Plaza, New York, NY 10017.‏

-       Livingstone, S. (2003). Children's use of the internet: Reflections on the emerging research agenda. New media & society5(2), 147-166.‏Children' s use of the internet on Reflections the emerging research agenda New media&. Society,vol(5),no(2).

-       ‏Logand ,B.,& et.al(2002): Family Literacy: A Strategy for Educational Improvement, NationalCenter for family Literacy, Washington, DC: National Governors Association .

-       Sarwar, S. (2016). Influence of parenting style on children's behaviour. Journal of Education and Educational Development, vol(3),no(2).

-       Starkey, L. (2012). Teaching and learning in the digital age. Routledge

-       Whitehead,B. D.(2006).Parenthood. Commonweal, vol. 133,No. 12

-       Zahedani et., al(2016)"The influence of parenting style on academic achievement and career path", Journal of Advances in Medical Education & Professionalism are provided here courtesy of Shiraz University of Medical Sciences , vol(4),no(3).

المراجع 
أولا: المراجع العربية:
-      إبراهيم، خديجة عبد العزيز علي(2019): تصور مقترح لسد الفجوة الرقمية لدى الباحثين التربويين كمدخل لتطوير المعرفة التربوية، المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، العدد (59)، ص 213
-      أبو حلفاية، عائشة علي محمد(2016): برنامج مقترح للتربية الوالدية على ضوء الاحتياجات التربوية للمجتمع الليبي، رسالة دكتوراه، كلية البنات للأداب والعلوم والتربية، جامعة عين شمس.
-      أبو عامر، أمال محمود محمد(2017): التربية الوالدية في المجتمع الفلسطيني في ضوء متطلبات الثقافة الرقمية (تصور مقترح)، رسالة دكتوراه، كلة الدراسات العليا للتربية، قسم أصول التربية، جامعة القاهرة.
-      أحرشاو، الغالي( 2017): التربية الوالدية وسيكولوجية الطفل، مجلة الطفولة العربية، الكويت، المجلد (18)، العدد (70).
-      أحمد، وائل أبو قاعود(2013): مدخل غلى التربية الوالدية: دراسة تحليلية، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، المجلد (1)، العدد (3).
-      إلياس، إدوار(2001): قاموس إلياس الجامعي عربي إنجليزي، القاهرة، دار إلياس العصرية للطباعة والنشر.
-      بدوي، عبدالرحمن(2011): مناهج البحث العلمي،الكويت،  وكالة المطبوعات للنشر.
-      بدير، كريمان عبد السلام (2004): الرعاية المتكاملة للأطفال، عالم الكتب، القاهرة.
-      البيلي، سهير حسين أحد ( 2019) : أساليب التربية الوالدية وأثرها على الأمن الفكري كما يدركها الأبناء دراسة ميدانية على عينة من طلاب الكويت، مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، المجلد (3)، العدد (107).
-      جاسم، جعفر حسن(2012): الأسرة العربية وتحديات العصر الرقمي ، مجلة الفتح ، العدد (51).
-      جعفر، صباح(2017 ):تأثير الأجهزة الذكية على التنشئة الأسرية، مجلة التغير الاجتماعي، جامعة بسكرة،الجزائر،العدد(2).
-      حسن، جعفر (2012): الأسرة العربية وتحديات العصر الرقمى. مجلة الفتح، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، العدد (51).
-      حمدان، محمد زياد(2006): أساليب عامة للوالدية للأبناء، دار التربية الحديثة ، دمشق.
-      الدهشان، جمال على(2018): تربية الطفل المصرى فى العصر الرقمى بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل. المؤتمر الدولى الأول لكلية رياض الأطفال "بناء طفل لمجتمع أفضل فى ظل المتغيرات العالمية". كلية رياض الأطفال. جامعة أسيوط.
-      سباع، أماني رضا أبو المعارف( 2021): أداء المعلم الجامعي في ضوء متطلبات العصر الرقمي، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية جامعة جنوب الوادي، العدد (46).
-      سباع، أماني رضا أبو المعارف(2021): أداء المعلم الجامعي في ضوء متطلبات العصر الرقمي، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية، جامعة جنوب الوادي، العدد (46).
-      سليمان، سناء محمد ( 2009): فن وأساليب تربية ومعاملة الأبناء الأطفال والمراهقين، عالم الكتب، القاهرة.
-      شلبي، أماني شلبي علي علي(2021): فلسفة التربية الوالدية في الفكر التربوي الإسلامي( دراسة تحليلية)، مجلة كلية التربية ، جامعة المنصورة، العدد (113).
-      الطائي، جعفر حسن(2008):تكنولوجيا المعلومات ودورها في الحد من الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية . مجلة الجامعي ، العدد(16) ،ص2
-      طلبة، جابر محمود (2011): مقدمة في التربية الوالدية، مطبعة جامعة المنصورة، المنصورة.
-      عبد الواحد، إيمان عبد الحكيم رفاعي(2020): دور الأسرة في تحقيق الأمن الرقمي لطفل الروضة في ضوء تحديات الثورة الرقمية، مجلة دراسات في الطفولة والتربية، جامعة أسيوط ، العدد (14).
-      العظامات، خديجة(2018): التأثير السلبي لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة على تربية النشء من وجهة نظر أولياء الأمور ، مجلة جامعة النجاح للأبحاث ، المجلد (32)، العدد (10).
-      علي، أسماء فتحي السيد(2015): دور الأسرة في ظل تحديات المجتمع الرقمي، مجلة كلية التربية، جامعة المنوفية، المجلد (30)، العدد (4).
-      علي، أسماء فتحي السيد(2017): دور الأسرة في توعية الأبناء في ضوء تحديات العصر الرقمي دراسة ميدانية بحافظة المنوفية، مجلة كلية التربية ببنها، الجزء (1)، العدد (112).
-      علي، مصطفى مرتضى( 2010): الانعكاسات الاجتماعية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات: دراسة ميدانية لتأثير الإنترنت في الأسرة المصرية، مجلة بحوث الشرق الأوسط، جامعة عين شمس، العدد (27).
-      علي، ندى (2015): برنامج مقترح قائم على الشـــــبكة العالمية لتنمية قيم المواطنة لطالب جامعة البحرين فى ضـــوء متطلبات العصـــر الرقمى، رســـالة دكتوراة ، كلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة.
-      عمر، حسام سمير(2021): الرقمنة والطفل: المخاطر المحتملة وآليات الحماية، مجلة خطوة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد (42).
-      فرحات، سعاد مصطفى(2010): التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة وأثرها في بناء الإنسان القادر على الممارسة الديمقراطية ، مجلة الدراسات الاجتماعية، طرابلس ، العدد (2).
-      فوزي، محمد(2012):التربية وإعداد المعلم العربي – إرهاصات العولمة والتحديات المعاصرة، الإسكندرية ، دار التعليم الجامعي.
-      كامل، هناء عبد المنعم عطية (2012): فلسفة التربية الوالدية ودورها في تربية أطفال ما قبل المدرسة في ضوء توجهات القرأن الكريم والسنة النبوية، رسالة دكتوراه، كلية رياض الأطفال، جامعة القاهرة.
-      محمود، خالد صلاح حنفي (2019): حماية الطفل العربي على الإنترنت في ضوء الاتجاهات العالية المعاصرة، مجلة الطفولة والتنمية، المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة، العدد (34)،   
-      محمود، هالة (٢٠١٦): نحو بناء منظومة متكاملة للتربیة الوالدیة في المجتمع المصري دراسة بنیویة، رسالة دكتوراه، كلیة التربیة، قسم أصول التربیة، جامعة طنطا.
-      مركز الدراسات الاستراتيجية(2010): دور مؤسسات التعليم في اختراق الحاجز الرقمي، سلسة إصدرات نحو مجتمع المعرفة، الإصدار الثامن والعشرون، جامعة الملك عبد العزيز، المملكة العربية السعودية.
-      مسلم، طاهر عيد (2007): العصر الرقمي، تاريخ الدخول 2/6/2022، متاح على: http://www.tadabbur.net/
-      يونس، أمل عبد الكريم قاسم(2015): أساليب المعاملة الوالدية  وعلاقتها بالثقة بالنفس لدى طفل الروضة، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية بقنا، العدد (23) .
-      https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3782049/1/%D9%86%D8%B5%
ثانيا: المراجع الأجنبية
-       Annansingh, F., & Veli, T. (2016). An investigation into risks awareness and e-safety needs of children on the internet. Interactive Technology and Smart Education,  vol.13, No. 2.
-       Clarke, J. I. (2004). Transactional analysis and parent education in the United States. Transactional Analysis Journal, vol(34),no(3).
-       Dönmez, O., Odabaşı, H. F., Yurdakul, I. K., Kuzu, A., & Girgin, Ü. (2017). Development of a scale to address perceptions of pre-service teachers regarding online risks for children. Educational Sciences: Theory & Practice, vol. 17 No.3.
-       Keeley, B., & Little, C. (2017). The State of the Worlds Children 2017: Children in a Digital World. UNICEF. 3 United Nations Plaza, New York, NY 10017.‏
-       Livingstone, S. (2003). Children's use of the internet: Reflections on the emerging research agenda. New media & society5(2), 147-166.‏Children' s use of the internet on Reflections the emerging research agenda New media&. Society,vol(5),no(2).
-       ‏Logand ,B.,& et.al(2002): Family Literacy: A Strategy for Educational Improvement, NationalCenter for family Literacy, Washington, DC: National Governors Association .
-       Sarwar, S. (2016). Influence of parenting style on children's behaviour. Journal of Education and Educational Development, vol(3),no(2).
-       Starkey, L. (2012). Teaching and learning in the digital age. Routledge
-       Whitehead,B. D.(2006).Parenthood. Commonweal, vol. 133,No. 12
-       Zahedani et., al(2016)"The influence of parenting style on academic achievement and career path", Journal of Advances in Medical Education & Professionalism are provided here courtesy of Shiraz University of Medical Sciences , vol(4),no(3).