عمل المرأة السعودية في القطاع العسكري وأثره على الاستقرار الأسري (دراسة تطبيقية على النساء العاملات في الجوازات في محافظه الخفجي)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة القصيم

المستخلص

     هدفت الدراسة التعرف إلى أثر العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، ولتحقيق أهداف الدراسة، تم توظيفمنهج المسح الاجتماعي كمنهج للدراسة، وتكونت العينة من (24) موظفة من الموظفات بقطاع الجوازات -محافظة الخفجي- بالمملكة العربية السعودية، وقد اعتمدت الباحثة على أسلوب الحصر الشامل، بجمع البيانات من جميع العاملات، وتم توظيف الاستبانة لجمع البيانات، وكشفت نتائج الدراسة وجود أثر للعمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، وأن أثر كل من نمط العمل وطبيعة العمل كانت متوسطة، كما جاءت نسبة موافقة عينة الدراسة على محور المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري بدرجة موافقة متوسطة (إلى حد ما) والتي تشير إلى تقارب استجابات أفراد عينة الدراسة حول المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري، وأوصت الدراسة مؤسسات التعليم العالي بضرورة تطوير منهج يتعلق بتثقيف المرأة حول كيفية التوازن بين أعباء العمل ومتطلبات الأسرة واستقرارها، وأن يتم تدريسه كمتطلب جامعي، ووضع تشريعات فعالة تساند المرأة العاملة وتساعدها على التعامل مع ضغوط العمل العسكري وتجنب التأثيرات السلبية للعمل على استقرار الأسرة، واتخاذ تدابير فاعلة لحماية رعاية المرأة المتزوجة لأبنائها ورعاية أولادها.
  The study aimed to identify the impact of military work on the family stability of Saudi women working in the military sector. To achieve the objectives of the study, the social survey method was employed. The sample consisted of (24) female employees in the Passport Sector, Al-Khafji Governorate, Saudi Arabia. The researcher relied on the comprehensive inventory method and collected data from all female workers. The questionnaire was employed to collect data. The results of the study revealed the presence of an impact of military work on family stability for Saudi women working in the military sector. The impact of both the work pattern and the nature of work was moderate. Moreover, there are no differences between women working in passports in the Khafji governorate in the problems facing women in military work according to the variables of the study. The study recommended higher education institutions to develop a curriculum related to educating women on how to balance workloads, family requirements and stability which should be taught as a university requirement, and effective legislations that support working women and help them deal with the pressures of military work and avoid the negative effects of work on family stability, and take effective measures to protect married women's care for their children and their newborns.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

عمل المرأة السعودية في القطاع العسكري

وأثره على الاستقرار الأسري

(دراسة تطبيقية على النساء العاملات في الجوازات

 في محافظه الخفجي)

 

إعـــــــــــــداد

      هياء على طوقان العنزي                 

     باحثة ماجستير بجامعة القصيم

       د/ ألفة أحمد الماجري                     

   أستاذ مساعد بجامعة القصيم

 

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد السادس-جزء ثاني - يونيه 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص باللغة العربية

     هدفت الدراسة التعرف إلى أثر العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، ولتحقيق أهداف الدراسة، تم توظيفمنهج المسح الاجتماعي كمنهج للدراسة، وتكونت العينة من (24) موظفة من الموظفات بقطاع الجوازات -محافظة الخفجي- بالمملكة العربية السعودية، وقد اعتمدت الباحثة على أسلوب الحصر الشامل، بجمع البيانات من جميع العاملات، وتم توظيف الاستبانة لجمع البيانات، وكشفت نتائج الدراسة وجود أثر للعمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، وأن أثر كل من نمط العمل وطبيعة العمل كانت متوسطة، كما جاءت نسبة موافقة عينة الدراسة على محور المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري بدرجة موافقة متوسطة (إلى حد ما) والتي تشير إلى تقارب استجابات أفراد عينة الدراسة حول المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري، وأوصت الدراسة مؤسسات التعليم العالي بضرورة تطوير منهج يتعلق بتثقيف المرأة حول كيفية التوازن بين أعباء العمل ومتطلبات الأسرة واستقرارها، وأن يتم تدريسه كمتطلب جامعي، ووضع تشريعات فعالة تساند المرأة العاملة وتساعدها على التعامل مع ضغوط العمل العسكري وتجنب التأثيرات السلبية للعمل على استقرار الأسرة، واتخاذ تدابير فاعلة لحماية رعاية المرأة المتزوجة لأبنائها ورعاية أولادها.

الكلمات المفتاحية: العمل العسكري _ الاستقرار الأسري _ القطاع العسكري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

       The study aimed to identify the impact of military work on the family stability of Saudi women working in the military sector. To achieve the objectives of the study, the social survey method was employed. The sample consisted of (24) female employees in the Passport Sector, Al-Khafji Governorate, Saudi Arabia. The researcher relied on the comprehensive inventory method and collected data from all female workers. The questionnaire was employed to collect data. The results of the study revealed the presence of an impact of military work on family stability for Saudi women working in the military sector. The impact of both the work pattern and the nature of work was moderate. Moreover, there are no differences between women working in passports in the Khafji governorate in the problems facing women in military work according to the variables of the study. The study recommended higher education institutions to develop a curriculum related to educating women on how to balance workloads, family requirements and stability which should be taught as a university requirement, and effective legislations that support working women and help them deal with the pressures of military work and avoid the negative effects of work on family stability, and take effective measures to protect married women's care for their children and their newborns.

Keywords: military work - family stability- military sector

 

 

 

 

 

مقدمة

لقد أصبحت المرأة السعودية عنصراً فعالا في سوق العمل، ولم يعد العمل خارج المنزل حكراً على الرجل فقط، وقد ساعدت إسهامات المرأة بالعمل والإنتاج في دعم اقتصادي لعدد كبير من الأسر، وقد ساهمت المرأة الموظفة بوضوح في سد حالات الفقر والعوز لكثير من الأسر، وهذا أمر مهم في سبيل الحفاظ على الكرامة والعزة الشخصية وكف اليد عن السؤال وما يترتب عليه من ذل وتعرض للمهانة، كما أضاف عمل المرأة قوة اقتصادية أخرى لكثير من الأسر مكنتها من تحقيق حياة أفضل.

وتعد الأسرة ركيزة لأي مجتمع ودعامة أمنة واستقراره، فمنها يستمد عافيته وقوته، وعليها يعلق أمانيه وتطلعاته، فهي المدرسة الأولى للأبناء والمسؤول الأول عن احتضانهم، وتنشئتهم، وتشكيل وجدانهم، وهي مظلة الحب والحنان والدفء والأمان (جمعة،2017).

وعن عمل المرأة في المجال العسكري، فهو قطاع جديد اقتحمته المرأة السعودية، ما أدى للكثير من التغيرات في دور المرأة في الأسرة تبعاً لطبيعة العمل في المجال العسكري وخصوصيته، وهذا الشيء بدوره أثر على دورها في عملها في بيتها، ووضعها داخل الأسرة          ( الرشيدي،2006).

مشكلة الدراسة

ترى الباحثة أنه في ظل التطور والقرارات التي اتخذتها المملكة في الآونة الأخيرة وتمكين المرأة فإن نسبة العاملات من النساء في ارتفاع مستمر. وعلى على غرار ما يحدث في المجتمعـــــــات العالميـــــــــــة من خروج المرأة للعمـــــــل, فلقد شهد المجتمع السعودي هو الآخر منذ مطلع الثمانينيات ظاهرة جديدة تمثلت في خروج المرأة للعمل ويرجع ذلك الى التطور الذى شهده الاقتصاد الوطني وتزايد عدد المؤسسات والمراكز الانتاجية والخدماتية بالإضافة الى ظهور الحاجة لليد العاملة النسوية وبالتالي أصبح من الضرورة والحتمية الاقتصادية تواجد المرأة في هذه القطاعات وذلك لتحقيق مطالب المرأة من جهة وسد احتياجات اسرتها المتزايدة من      جهة أخرى.

وفي المملكة العربية السعودية، فقد بدأت المرأة في اقتحام القطاع العسكري إثر رؤية المملكة الوطنية والتي تؤكد أن المرأة والرجل على حد سواء، وأن المعيار هو الكفاءة وليس النوع، كما أن هناك مجالات واسعة داخل القطاع العسكري يمكن للمرأة العمل بها خاصة في وزارة الداخلية، والتي تستطيع المرأة العمل بها جنباً إلى جنب مع الرجل، حيث تستوعب الآلاف من العناصر النسائية القادرات على إحداث الفارق في مواقعهن، بحيث أن دخول النساء الحياة العسكرية ليس جديداً ولكنه الأول عبر رتب عسكرية في قطاعات القوات المسلحة، فقد عملت المرأة قديماً في مجال الشرطة، امّا في مجال القوات المسلحة فدخولها كان حديثاً (الطائي،2018).

وهذا الاقتحام للمرأة لهذا المجال فرض عليها تغيرات في طريقة ونمط حياتها سواءً الخاصة أو الزوجية أو الأسرية، فطبيعة القطاع العسكري تهتم بالالتزام في العمل، كذلك أوقات العمل فيه غير المنتظمة، كذلك طبيعتها من حيث المشقة التي يتعرض لها العاملين في مجال القطاع العسكري(جمعة ، 2017).

وهنا ترى الباحثة أن العمل للمرأة بصورة عامة يؤثر على طبيعة المرأة كربّة أسرة اوأم او زوجة وعلى دورها في الاسرة، فما بالكم في عملها في القطاع العسكري -بطبيعته الخاصة- مما يفرض على المرأة المزيد من الجهد والتعب للحفاظ على دورها الفطري الذي انيط بها كأم وزوجة، ويفرض عليها المزيد من المتاعب والتي قد تضطرها للحفاظ على دورها الفطري.

أسئلة الدراسة

1-      ما أثر العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري؟

2-      ما أثر المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري؟

 أهداف الدراسة:

1- تحديد أثر دوام العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري. 

2- تحديد أثر المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري. 

أهمية الدراسة

1. تكمن أهمية هذه الدراسة في ندرة الدراسات الاجتماعية - على حد علم الباحثة- التي تناولت موضوع عمل المرأة في القطاع العسكري، وعلاقته بالاستقرار الأسري، مما يمنح الدراسة أهمية علمية.

2. تأمل الباحثة أن تساهم نتائج الدراسة في تقديم صورة واضحة عن عمل المرأة في القطاع العسكري وعلاقته بالاستقرار الأسري، وذلك محاولة من الباحثة في مساعدة المعنيين وصنّاع القرار والساسة في وضع القوانين والتشريعات التي تساعد المرأة في تقديم أفضل إمكانياتها وخبراتها ومهاراتها بأعلى كفاءة ممكنة، وذلك من خلال تذليل العقبات أمام المرأة لتحافظ على استقرارها الأسري.

مصطلحات الدراسة:

القطاع العسكري: تعرفه الباحثة بأنه أي مكان عسكري له قوانينه وأعماله الخاصة ومبادئه، وهو المجال العسكري ضمن وزارة الدفاع السعودية والذي تعمل فيه المرأة السعودية.

الاستقرار الأسري تعرفه الباحثة بانه العلاقة بين المرأة العاملة وزوجها وأبنائها، وطبيعة هذه العلاقة للمرأة العاملة في القطاع العسكري.

حدود الدراسة:

حدود زمنية: طبقت هذه الدراسة بالفصل الأول من العام الدراسي 2021-2022

حدود مكانية: طبقت الدراسة على النساء العاملات في الجوازات في محافظه الخفجي.

حدود موضوعية: اقتصرت هذه الدراسة على موضوع عمل المرأة السعودية في القطاع العسكري وأثره على الاستقرار الأسري.

الاطار النظري

عمل المرأة السعودية في القطاع العسكري:

أشار ضيف الله (2006، ص2) إلى أن خروج المرأة السعودية إلى ميدان العمل العسكري يعد من الظواهر الجديدة على المجتمع السعودي المعاصر؛ إذ لم يكن من المألوف أن تخرج لكسب الرزق شأنها في ذلك شأن الرجل السعودي، فقد ظلت بعيدة عن هذا الميدان، وهذا يرجع إلى القيود الاجتماعية التي وضعتها المملكة، حيث لم تعط المرأة الفرصة للانخراط فيه؛ خوفًا من الاختلاط بالرجال من ناحية، وصعوبة العمل العسكري من ناحية أخرى.

غير أن الأمر لم يدم طويلًا، فسرعان ما تغيرت وتبدلت الأحوال؛ حيث اقتحمت المرأة السعودية القطاع العسكري وخوض المجال الأمني إسوة في ذلك بالرجل السعودي، وذلك إثر رؤية المملكة الوطنية التي أكدت المساواة بينهما، ووضعت معيار الكفاءة والجودة كأساس للتفاضل بينهما، وليس النوع، كما أن هناك العديد من المجالات الواسعة داخل القطاع العسكري التي تمكن المرأة السعودية من العمل فيها، وخاصة في وزارة الدفاع السعودية، والذي تستطيع المرأة العمل فيها جنبًا إلى جنب مع الرجل، حيث تستوعب وزارة الدفاع السعودية الآلاف من النسوة السعوديات القادرات على إحداث الفارق بل التطور الجوهري في العمل العسكري، وتتفوق فيه على الرجال السعوديين، وحصلت بذلك على الرتب العسكرية العالية في قطاعات القوات المسلحة (الغريب، 2016، ص3).

وكذلك فقد قام صناع القرار في المملكة العربية السعودية بالأخذ بعين الاعتبار الحاجة المتنامية لحضور المرأة العاملة وضرورة فتح آفاق وخلق فرص عمل لها في كافة المجالات (وخاصة في العمل العسكري)، فصدر الأمر الرئاسي السامي رقم 7/ب/1599 بتاريخ 12/9/1412ه.

وأيضًا ورد في خطة التنمية السابعة للعام (1425ه) ما ينص على ضرورة إيجاد مجالات عمل جديدة للمرأة السعودية وفقًا للشريعة الإسلامية واستمرار مراجعة نظام العمل والعمال بما يكفل المواءمة ومطالب التنمية (خطة التنمية السابعة، 1420ه-1425ه).

وتؤكد الباحثة على أن هذا التميز النسوي السعودي في القطاع العسكري والأمني، وخاصة في وزارة الدفاع السعودية، وحصولهن على أعلى الرتب العسكرية، بل ويتقدمن في مراكز الصدارة والتميز على الرجال السعوديين ليس بالأمر المستغرب، إنما هو نابع من الإصرار الشديد منهن والإرادة الجبارة والعزيمة الصادقة على ترك البصمات الواضحة لهن، بحيث يشهد لهن الداني والقاصي على عظيم صنيعهن وإبداع عملهن.

الأعمال التي تقوم بها المرأة العاملة السعودية في مجال القطاع العسكري والأجهزة الأمنية:

توجد عدة أعمال تقوم بها المرأة في هذا المجال العسكري، ولعل أهمها               (الفقيلي، 2006، ص61) و(الحسيني، 2020، ص3):

1)        إدارة السجون: فهي تكون مسؤولة عن جميع الأعمال التي تؤدى داخل السجون السعودية من رعاية السجينات، والتحقيق معهن، ومتابعة الأعمال التي تؤديها السجينات، وتنظيم مواعيد زيارات المراجعين، ومتابعة الاعتقال والإفراج عنهن.

2)        إدارة المرور: وتتمثل في عملها الشرطي، حيث تكون مسؤولة عن تنظيم حركة السيارات والمشاة على الطرق المختلفة، وتحرير المخالفات للسائقين غير الملتزمين بآداب المرور، وعقد الدورات الشرطية لتطوير العمل الشرطي النسوي.

3)        إدارة المعابر: وتتمثل في تدقيق جوازات المسافرين وختمها بالدخول والخروج، ومتابعة حالات التفتيش، والحركة الجمركية ومتابعة ضبط العمل الميداني في البضائع المستوردة، وحرز البضائع الممنوعة وتوقيف أصحابها لحين المتابعة.

4)        إدارة التعامل مع الأسلحة: وتتمثل في: التفكيك والتركيب وإطلاق النار، والتمكن من تحديد الأهداف الأمنية والعسكرية وإصابتها بدقة.

5)        إدارة الحراسات: وتتمثل في حراسة المواقع والثكنات العسكرية، والأسلحة والذخيرة، والحراسة الملكية للأسرة الحاكمة.

 المعوقات التي تواجه المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري:

هناك العديد من المعوقات التي تواجه المرأة العاملة في القطاع العسكري والأجهزة الأمنية (الفقيلي، 2006، ص52) والمحيميد (2016، ص2): 

1)        تقاليد المجتمع السعودي وعاداته: فمن المعروف أن المجتمع السعودي هو مجتمع محافظ ومتمسك بتقاليده وعاداته، فهناك بعض النظرات من أبنائه تنظر إلى العمل العسكري والأمني للمرأة السعودية نظرة سلبية.

2)        صعوبة العمل العسكري نفسه: بمعنى أن هناك الكثير من الأعمال العسكرية الشاقة؛ كقيادة طائرة حربية أو خوض الحروب أو تدريب الجنود أو المناورات الحربية وغيرها من الأعمال التي تثقل كاهلها، ولا تناسب طبيعتها الجسمية.

3)        ازدواجية الأعمال: بمعنى أن المرأة السعودية بمجرد خروجها للعمل في القطاع العسكري فإنها ستجمع بين عملين مختلفين، وهما العمل الأسري، والعمل العسكري، وهذا بطبيعة الحال يحتاج منها بذل مزيد من الجهد المضني؛ لتتمكن من المواءمة بينهما.

4)        المعوق الزمني: بمعنى أنها قد لا تملك الوقت الكافي للقيام بعبء العمل العسكري إلى جانب الوقت الذي ستقضيه في أعمال الأسرة، ومن المعروف أن العمل العسكري يحتاج إلى أضعاف مضاعفة من الوقت، وهذا ما يجعله أمرًا صعبًا.

5)        المعوق المكاني: ويتمثل في بعد مكان عملها عن مكان أسرتها؛ فقد يكون مكان أسرتها في مدينة الرياض مثلًا، ومكان عملها في التدريب العسكري في محافظة الخفجي.

6)        عدم وجود وسائل نقل بصورة منتظمة من البيت إلى مكان العمل، ما يصعب انتقال المرأة العاملة في القطاع العسكري والأمني.

الاستقرار الأسري:

تعرض المجتمع إلى تغير اجتماعي نتيجة تعدد الأدوار والأعمال التي تقوم بها المرأة العاملة، خاصة بعد اقتحامها مجالات العمل المختلفة، وهذا جعلها بحاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهد لخلق نوع من التنسيق بين عملها ودورها الأسري، وهذا بلا شك ترك أثره بصورة واضحة على الأسرة التي تنتمي إليها المرأة.

المشكلات التي تهدد الاستقرار الأسري:

لقد أشارت دراسة جغمومة (2017، ص45) إلى جملة من المشكلات الأسرية التي تضعف كيان الأسرة، وتضعف استقرارها، ويمكن الإحاطة بها فيما يلي:

1) مشكلات نفسية: وهي المشكلات التي يعاني منها أفراد الأسرة، مثل: سوء التوافق العاطفي والجنسي والغيرة والخيانة الزوجية والنزاع على السلطة، وعدم الرضا نتيجة نقص في الاحتياجات الأسرية.

2) مشكلات اجتماعية: وهي المشكلات الناتجة عن سوء التوافق الاجتماعي، مثل: سوء العلاقة الزوجية أو بين الأفراد، ومشكلات المرأة العاملة، وتعدد الزوجات، والهجر، والطلاق.

3) مشكلات اقتصادية: وهي المشكلات الناتجة عن نقص الدخل العائد على الأسرة، بحيث لا يقدر الأب على الإيفاء بالمتطلبات اللازمة، ومن أمثلة هذه المشكلات: قلة الدخل أو انعدامه أو سوء التصرف فيه أو انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة، ما يجعل المرأة التفكير في البحث عن أعمال خارج المنزل.

4) مشكلات صحية: وهي الناتجة عن إصابة أحد الأفراد بمرض جسدي أو نفسي، ومن أمثلتها: الأمراض المزمنة، والعاهات والبلادة، والتخلف العقلي، والعقم، وغيرها.

5) مشكلات ثقافية: كاختلاف الميول الشخصية أو تباين المستوى التعليمي أو اختلاف في ثقافة أحد الزوجين، خاصة إن كانوا غرباء.

6) مشكلات أخلاقية: ومن أمثلتها ارتكاب الفاحشة أو القسوة في معاملة الزوج لزوجته أو أبنائه، والتنكر للقيم الاجتماعية والأخلاقية، وعدم الصدق والصراحة، أو عدم الإخلاص في العمل أو سوء العلاقة الزوجية، وعدم اهتمام الأبناء بنصائح الوالدين، وعدم احترامهما، ومرافقة الأبناء لقرناء السوء، والانحراف، والتشرد، والتسول، وارتكاب الجرائم، والسرقة، والنصب والاحتيال، وغيرها.

عمل المرأة وأثره على الاستقرار الأسري:

تباينت مواقف الباحثين إزاء الآثار المترتبة على عمل المرأة في مجالات الحياة المختلفة، ويمكن عرض هذه الآثار في جانبين ايجابي وسلبي(شوقي، 2015، ص185):

1.  المشاركة الفاعلة للمرأة في التخفيف من أعباء الأسرة، وذلك من خلال حصولها على مردود مادي.

2.  اتخاذ القرارات الصائبة: ساعدها العمل على تبادل وجهات النظر والآراء إزاء المشكلات الطارئة، مما رسخ لديها القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في تعاملها مع ما يستجد من مواقف، فتصل إلى أفضل الحلول.

 3. غياب المرأة عن مهامها البيتية.

4. فقدان دفء العطف والحنان: فعند ممارسة المرأة أعمالًا مختلفة وقضاء أطول وقت مع رؤساء العمل وزملاء المهنة يجعلها تفقد جزءَا كبيرًا من حنانها وعطفها؛ وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى عدم إتاحة الفرصة الكافية للحنان والعطف بهم، فتضطر إلى إخفائه أو تفريغه في مكان العمل، فتتعاطف مع الرؤساء والعاملين.

الدراسات السابقة

الدراسة الأولى: الطائي (2018) بعنوان: "المشكلات التي تواجه العاملات في الشرطة النسائية دراسة ميدانية (إمارة الشارقة)"

هدف الدراسة التعرف على المشكلات الاجتماعية والأسرية والنفسية والعمل للمرأة العاملة في مجال الشرطة النسائية، في إمارة الشارقة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي، وكانت أداة الدراسة عبارة عن الاستبانة وتم تطبيقها على عينة الدراسة المكونة من (250) امرأة من العاملات في مجال الشرطة العسكرية، والتي تم اختيارهن بطريقة عشوائية، وقد كانت أهم نتائج الدراسة تتمثل في أن عينة البحث لا تعاني من مشكلات على الصعيد الاجتماعي الأمر الذي يؤدي إلى وجود الاجماع على القيم في هذا المجتمع الذي يشجع النظرة الإيجابية لعمل المرأة الشرطية نتيجة التطور الفكري للمجتمع الإماراتي، كما بينت النتائج وجود مشاكل أسرية خاصة فيما يتعلق في ضعف العلاقات الأسرية بسبب تأخر المرأة الشرطية في ساعات العمل الطويلة والصعوبة في المناوبة الليلية وعدم وجود جدول زمني مما يقلل من قدرة المرأة في القيام بمسؤولياتها تجاه الأسرة، كما أشارت نتائج الدراسة أن عينة الدراسة لا تعاني من مشكلات نفسية بالرغم من وجود مشكلات تتكرر بكثرة لديهن، وكذلك لا تعاني عينة الدراسة من مشكلات في العمل وذلك نتيجة التمكين السياسي والقانوني والدعم من قبل المؤسسة السياسية للمرأة الإماراتية، وأخيراً فقد أشارت النتائج أن مشكلات الأسرة هي المشكلات الأكثر انتشاراً لدى النساء العاملات في مجال الشرطة النسائية؟

الدراسة الثانية: دراسة جمعة (2017) بعنوان: "نظرة المجتمع إلى أداء المرأة العاملة في قطاع الأمن"

هدفت الدراسة للتعرف لنظرة المجتمع إلى أداء المرأة العاملة في قطاع الأمن الجزائري، وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي، مستخدمة الملاحظة والمقابلة والاستبانة كأدوات لجمع البينات من عينة الدراسة والتي تكونت من (20) شرطية يعملن في قطاع الأمن بولاية أم البواقي بالجزائر، وتم اختيارهن بطريقة عشوائية، وكانت أهم نتائج الدراسة وجود نظرة سلبية من المجتمع تجاه المرأة العاملة بصفة عامة وبالتحديد في قطاع الأمن بصفة خاصة، كما بينت النتائج أن الدافع الأساسي وراء التحاق الشرطيات بقطاع الأمن رغبتهن الشديدة وحب الوطن والدفاع عن أمن المجتمع وحماية البلاد باعتبارهن قادرات على إثبات وجودهن وتحقيق مكانتهن في المجتمع، أما بالنسبة للصعوبات التي تواجه الشرطيات فتوصلت النتائج أن ذلك مرتبط بالرتبة فكل رتبة تختلف عن الأخرى من حيث الصعوبة والأكثر تعرض للصعوبات هن أعوان الأمن وهذا نظراً لعملهن المباشر بالميدان واحتكاكهن اليومي بمختلف الفئات الاجتماعية، كما بينت نتائج الدراسة أن من المشكلات الصورة الذهنية السلبية التي يكونها المجتمع  عن أداء المرأة العاملة في قطاع الأمن وهذا ما يجعلها لا تؤدي واجباتها على أكمل وجه.

الدراسة الثالثة: دراسة الفقيلي (2006) بعنوان: "مجالات عمل المرأة السعودية في الأجهزة الأمنية"

هدف الدراسة التعرف إلى مجالات عمل المرأة السعودية في الأجهزة الأمنية، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي على العاملات في مجال الأجهزة الأمنية، وذلك من خلال استخدام الاستبانة كأداة لجمع البينات من عينة الدراسة، وقد كانت أهم نتائج الدراسة  أن مجتمع الدراسة يوافقون على أن طبيعة العمل في الأجهزة الأمنية يلاءم طبيعة عمل المرأة السعودية، كما بيت النتائج أن أكثر مجالين يصلحان لطبيعة المرأة السعودية هما (الجوازات والسجون)، وأن هناك معوقات تواجه عمل المرأة في الأجهزة الأمنية تتمثل في عدم وجود وسائل النقل من           وإلى المنزل.

تمحورت هذه الدراسة حول طبيعة عمل المرأة في بعض الأجهزة الأمنية.

وللإجابة عن هذه الأسئلة استخدام الباحث المنهج الوصفي المسحي والمنهج الوصفي الوقائي.

التعليق على الدراسات السابقة

      هناك تشابه إلى حد ما بين بعض الدراسات السابقة في الموضوعات التي تناولتها وقد تنوعت أهداف الدراسات السابقة وتعددت بحيث يهدف البعض منها إلى التعرف على دور المرأة داخل الأسرة وعلاقتها المباشرة بالتنشئة الاجتماعية مثل دراسة (جمعة، 2016).

   اختلفت عينات الدراسات السابقة عن الدراسة الحالية وذلك لاختلاف أهدافها ومدى توافر العينات ولكن بالنهاية كل هذه الدراسات أجريت على المرأة العاملة.

   جميع الدراسات السابقة استخدمت الاستبانة كأداة لجمع البيانات، عدا دراسة جمعة (2017) والتي استخدمت ثلاث أدوات وهي الملاحظة والمقابلة والاستبانة.

منهج الدراسة:

تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي كذلك فقد اتبعت الباحثة منهج المسح الاجتماعي كمنهج للدراسة. تم استخدامه في إعداد أداة الدراسة المتمثلة في استبانة (مشكلات المرأة العاملة في القطاع العسكري، وعلاقتها بالاستقرار الأسري) من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة، والأدبيات التي تناولت الموضوع.

مجتمع الدراسة وعينته: أجريت الدراسة الميدانية على الموظفات بقطاع الجوازات محافظة الخفجي بالمملكة العربية السعودية، في الفصل الدراسي الثاني خلال العام 2021 – 2022 م، والذين بلغ عددهن 24 فردا، وفقاً للإحصاءات التي حصلت عليها الباحثة من قطاع الجوازات بمحافظة الخفجي، وقد اعتمدت الباحثة على أسلوب الحصر الشامل، وقامت الباحثة بجمع البيانات من جميع العاملات وبالتالي فقد بلغ عدد العينة (24).

أداة الدراسة: استخدمت الباحثة في هذه الدراسة أداة واحدة، وهي الاستبانة؛ وتحتوي الاستبانة على ثلاثة محاور رئيسة، وهي:

أ‌-    طبيعية العمل للمرأة السعودية في القطاع العسكري.

ب‌-أثر نمط العمل العسكري على الاستقرار الأسري.

ت‌-المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري وتأثيرها على الاستقرار الأسري.

صدق الأداة

الصدق الظاهري: تم عرض الأداة على مجموعة من المحكمين ذوي الاختصاص للتأكد من منسبة الاستبانة للموضوع

صدق الاتساق الداخلي

تم حساب صدق الاتساق الداخلي للاستبانة، وذلك من خلال حساب معامل الارتباط بين كل فقرة من الفقرات مع الدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي له، وذلك من خلال تطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية قوامها (10)

جدول رقم (1‏): معاملات ارتباط بيرسون لعبارات محور (طبيعية العمل للمرأة السعودية في القطاع العسكري) بالدرجة الكلية للمحور

الرقم

فقرات المحور الأول

عامل الارتباط

القيمة الاحتمالية

1

يؤثر عدد ساعات العمل العسكري على علاقتك داخل الاسرة

569**0

000.

2

تعانين من صعوبة العمل العسكري

.422**0

000.

3

يساعدني العمل في المجال العسكري على اكتساب بعض المهارات والخبرات

.608**0

000.

4

أستطيع أن أوفق بين واجباتي المهنية وواجباتي الأسرية

.485**0

000.

* الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.05)

* * الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه بالجدول رقم (1) تبين أن قيمة "معامل ارتباط بيرسون" كانت عالية لجميع فقرات المحور الأول؛ إذ تراوح معامل ثبات الاتساق الداخلي لعبارات هذا المحور ما بين (0.422 – 0.608)، وتعد هذه القيم مقبولة وتدل على ثبات المحور، وهذا ما يعطي ثقة في أداة الدراسة "الاستبانة" والنتائج التي تسفر عنها.  

جدول رقم (2‏): معاملات ارتباط بيرسون لعبارات محور (أثر نمط العمل العسكري على الاستقرار الأسري) بالدرجة الكلية للمحور

الرقم

فقرات المحور الثاني

عامل الارتباط

القيمة الاحتمالية

1

هل تشعرين إن عدد ساعات عملك تؤثر على تربية أبناؤك

.652**0

000.

2

تشاركين عائلتك في لقاءاتهم وجلساتهم الحوارية داخل الاسرة

.471**0

000.

3

تحتاجين لوجود مربية لمساعدتك لتربية أطفالك

0.519**

000.

4

تستطيعين تحقيق الاستقرار والتوازن بين دورك كامرأة عاملة ودورك كزوجة داخل الأسرة

.447**0

000.

* الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.05)

* * الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه بالجدول رقم (2) تبين أن قيمة "معامل ارتباط بيرسون" كانت مقبولة لجميع فقرات المحور الثاني؛ إذ تراوح معامل ثبات الاتساق الداخلي لعبارات المحور ما بين (0.471 – 0.652)، وتعد هذه القيم مقبولة وتدل على ثبات أداة الدراسة، وهذا ما يعطي ثقة في أداة الدراسة "الاستبانة" والنتائج التي تسفر عنها.  

جدول رقم (‏3): معاملات ارتباط بيرسون لعبارات محور (المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري وتأثيرها على الاستقرار الأسري) بالدرجة الكلية للمحور

الرقم

فقرات المحور الثالث

عامل الارتباط

القيمة الاحتمالية

1

يؤثر نظام وقوانين العمل للمرأة السعودية في المجال العسكري على راحتها واستقرارها داخل الأسرة.

.712**0

000.

2

تشعرين بالتميز الواضح بينك كالمرأة وبين الزملاء الذكور في المكافآت والمهام والادوار الوظيفية

.837**0

000.

3

تنزعجين من ساعات العمل الليلية وخاصة عندما يكون المرافق زميل ذكر

.821**0

000.

4

تقبل أسرتك ساعات عملك الليلية

.440**0

000.

* الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.05)

* * الارتباط دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01)

من خلال النتائج الموضحة أعلاه بالجدول رقم (3) تبين أن قيمة "معامل ارتباط بيرسون" كانت مقبولة لجميع فقرات المحور الثالث؛ إذ تراوح معامل ثبات الاتساق الداخلي لعبارات المحور ما بين (0.440 – 0.837)، وتعد هذه القيم مقبولة وتدل على ثبات أداة الدراسة، وهذا ما يعطي ثقة في أداة الدراسة "الاستبانة" والنتائج التي تسفر عنها. 

وبشكل عام، يتبين من خلال الجداول رقم (1، 2، 3) أن جميع العبارات دالة عند مستوى الدلالة (0.01)؛ حيث ان معاملات الارتباط للعبارات في جميع المحاور جاءت بقيم جيدة، كما لا توجد فقرة يقل ارتباطها عن القيمة (0.20) مما يشير إلى وجود اتساق داخلي لفقرات الاستبانة، كما يعطي مؤشرات صدق مرتفعة يمكن الوثوق بها في إجراء الدراسة الميدانية بناء على هذه النتائج، اعتمدت الباحثة جميع الفقرات المنضوية تحت المحاور وعددها (12) فقره لأغراض تطبيق الاستبانة على العينة المختارة.

 ثبات الاستبانة:

قامت الباحثة بالتأكد من ثبات الاستبانة (Reliability) باستخدام معامل ألفا كرونباخ Cronbach's Alpha))، والجدول التالي يوضح النتيجة:

جدول رقم (4)

معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات أداة الدراسة

الاستبانة

عدد المحاور

معدل الثبات

الثبات الكلي للمحاور

3

0.823

من خلال النتائج الموضحة أعلاه بالجدول رقم (4) تبين أن قيمة "ألفا كرومباخ" كانت عالية، وقد بلغت قيمة معامل الثبات (ألفا) لمحاور الاستبانة الثلاثة (0.823)، وهي درجة ثبات عالية يمكن الوثوق بها في تطبيق هذه الدراسة، حيث يرى كثير من المختصين أن المحك للحكم على كفاية قيمة معامل ألفا كرونباخ هو (0.60%) ((عبيدات، وآخرون، 2015م، ص181).

 الأساليب الإحصائية

قامت الباحثة باستخدام برنامج رزمة التحليل الإحصائي للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وللإجابة على التساؤلات، وتم استخدام مجموعة من الاختبارات المناسبة وهي:

أولا: التكرارات والنسب المئوية لوصف خصائص مجتمع الدراسة.

ثانياً: معامل ارتباط بيرسون للكشف عن الاتساق الداخلي بين كل فقرة ومحورها في الاستبانة، وكل محور والدرجة الكلية للاستبانة.

ثالثا: معامل ألفا كرونباخ: لإيجاد ثبات أداة الدراسة.

رابعاً: المتوسط الحسابي (mean) وذلك لمعرفة مدى ارتفاع استجابات أفراد الدراسة أو انخفاضها عن المحاور الرئيسة (متوسطات العبارات)، أما المتوسط الحسابي فنستطيع أن نعرف فئات المتوسط على النحو الآتي: طول المسافة=2÷3=0.66.

(غير موافق=1-1.66)، (موافق إلى حد ما=1.67-2.33)، (موافق=2.34-3).

نتائج الدراسة

الإجابة عن السؤال الأول:

  1. ما أثر العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري؟
  • تحاول هذه الدراسة التعرف إلىأثر نمط العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، وقد كشفت الدراسة الميدانية من خلال التحليل الاحصائي لبيانات مجتمع البحث أثر نمط العمل العسكري متوسط كما تظهره بيانات الجدول الآتي:

جدول رقم (5): يوضح أثر نمط العمل العسكري

م

نمط العمل العسكري

1%

غير موافق

2%

موافق إلى حد ما

3%

موافق

المتوسط

الدلالة الاجتماعية

ك

%

ك

%

ك

%

1

هل تشعرين إن عدد ساعات عملك تؤثر على تربية أبناؤك

6

25

5

0.82

3

4.25

1.7

متوسط

2

تشاركين عائلتك في لقاءاتهم وجلساتهم الحوارية داخل الاسرة

7

9.22

5

2.56

2

.38

.22

متوسط

3

تحتاجين لوجود مربية لمساعدتك لتربية أطفالك

6

25

3

2.51

5

62.5

.621

منخفض

4

تستطيعين تحقيق الاستقرار والتوازن بين دورك كامرأة عاملة ودورك كزوجة داخل الأسرة

6

25

2

50

6

25

2

متوسط

     يتضح من خلال الجدول أن محور أثر نمط العمل العسكري يتضمن (4) عبارات، تراوحت المتوسطات الحسابية لها بين (1.62، 2.20) وهذه المتوسطات تقع في الفئة الأولى والثانية من فئات المقياس المتدرج الثلاثي والتي تشير إلى درجة موافقة متوسطة والتي تشير إلى تقارب استجابات أفراد عينة الدراسة حول أثر نمط العمل العسكري، إذ أسهم ذلك في إحداث تغيرات جوهرية في استقرار الأسرة.

      ويستند نمط العمل العسكري وتأثيره على استقرار الأسرة على النظرية السلوكية، والتي تركز على السلوك البشرى الذي يتمثل في السلوك الاجتماعي والسلوك الوظيفي للمرأة العاملة السعودية التي تعمل في القطاع الأمني، كما تركز النظرية السلوكية على تفسير سلوكهم من خلال مدى التكيف والتوافق مع ظروفهم الأسرية، كما تساعد في التعرف على علاقة عملهم في القطاع العسكري ومدى الاستقرار الأسرى لدى العاملات.

      وتتفق نتائج محور طبيعة العمل مع نتائج دراسة الطائي (2018)  والتي أشارت أن نمط العمل للنساء العاملات لها تأثير بنسب متوسطة إلى كبيرة على حياة الأسرة واستقرارها في كافة المجالات، وأن نمط طبيعة العمل وما يحدث داخل مكان العمل يؤثر على الحياة الأسرية وحياة الأطفال وتربيتهم وعلى علاقتهن كزوجين وكآباءـ وأن عمل الأم له تأثير إيجابي على علاقتهم الأسرية، كما أن عمل الأم يوفر مهارات ومواد مما يعني أنه يمكن أن تلبي احتياجات أطفالها، كما وتتفق مع نتائج دراسة الفقيلي (2006) والتي أشارت أن نمط عمل المرأة يشعرها بقيمتها في المجتمع، وحينها تشعر بتحقيق ذاتها، ولذلك نرى أن العديد من الموظفات في مراكز قيادية وذوات خبرة وتدريب عال يساهم مساهمة فاعلة في حقول العمل المختلفة، كما بينت النتائج أن عمل المرأة ساهم في رفع دخل الأسرة وزيادة درجة الرفاهية وتحقيق حياة أفضل، كذلك فإن الاستفادة من الكوادر النسائية ذات الخبرة العلمية المتميزة بالإضافة إلى سعودة الوظائف السرية أتيح للمرأة السعودية العمل في جميع المجالات، وقد حددت نتائج الدراسة سلبيات علم المرأة في التأثير على العلاقات الزوجية، والتأثير على الأطفال.

الاجابة عن السؤال الثاني

  1. ما أثر المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري؟

     تحاول هذه الدراسة التعرف إلىالمشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري، وقد كشفت الدراسة الميدانية من خلال التحليل الاحصائي لبيانات مجتمع البحث المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري متوسطة، كما تظهره بيانات الجدول الآتي:

جدول رقم (6): يوضح المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري

م

المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري

%1

غير موافق

%2

موافق إلى حد ما

3%

موافق

المتوسط

Mean

الدلالة الاجتماعية

ك

%

ك

%

ك

%

1

يؤثر نظام وقوانين العمل للمرأة السعودية في المجال العسكري على راحتها واستقرارها داخل الأسرة.

10

41.7

6

25

8

33.3

1.91

متوسط

2

تشعرين بالتميز الواضح بينك كإمراه وبين الزملاء الذكور في المكافآت والمهام والادوار الوظيفية

11

45.8

7

29.2

6

25

1.79

متوسط

3

تنزعجين من ساعات العمل الليلية وخاصة عندما يكون المرافق زميل ذكر

11

45.8

8

33.3

5

20.8

1.75

متوسط

4

تقبل أسرتك ساعات عملك الليلية

5

20.8

11

45.8

8

33.3

2.12

متوسط

      يتضح من خلال الجدول أن محور المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري يتضمن (4) عبارات، تراوحت المتوسطات الحسابية لها بين (1.75، 2.12) وهذه المتوسطات تقع في الفئة الثانية من فئات المقياس المتدرج الثلاثي والتي تشير إلى درجة موافقة متوسطة والتي تشير إلى تقارب استجابات أفراد عينة الدراسة حول المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري، إذ أسهم ذلك في إحداث تغيرات جوهرية في استقرار الأسرة.

    وهناك العديد من المعوقات التي تواجه المرأة العاملة في القطاع العسكري والأجهزة الأمنية ومنها تقاليد المجتمع السعودي وعاداته، وصعوبة العمل العسكري نفسه، وازدواجية الأعمال، والمعوق الزمني حيث أن المرأة قد لا تملك الوقت الكافي للقيام بعبء العمل العسكري إلى جانب الوقت الذي ستقضيه في أعمال الأسرة لفقيلي، 2006، 7).

      ومن المعروف أن العمل العسكري يحتاج إلى أضعاف مضاعفة من الوقت، وهذا ما يجعله أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى المعوق المكاني والذي يتمثل في بعد مكان عملها عن مكان أسرتها؛ فقد يكون مكان أسرتها في مدينة الرياض مثلًا، ومكان عملها في التدريب العسكري في محافظة الخفجي، وعدم وجود وسائل نقل بصورة منتظمة من البيت إلى مكان العمل، ما يصعب انتقال المرأة العاملة في القطاع العسكري والأمني (المحيميد، 2016، ص4).

       وتتفق نتائج محور المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري مع نتائج دراسة الرشيدي (2006) التي أكدتأن المرأة تواجه العديد من السلبيات والمشكلات ومن أبرزها تأثير العمل على العلاقات الزوجية، والتأثير على الأطفال وتربيتهم بالطريقة الصحيحة، وقلة الوقت الذي لا يعطي المرأة فرصة للقيام بواجباتها الزوجية، ودراسة جمعة (2017) التي بينت أن من بين الصعوبات التي تواجه الشرطيات هو نظرة المجتمع للعمل العسكري وصعوبة المناوبات خاصة عند وجود اختلاط في العمل الليلي.

نتائج الدراسة:

1. ارتفاع أثر نمط العمل العسكري على الاستقرار الأسري لدى المرأة السعودية العاملة في القطاع العسكري، حيث نسبة النساء العاملات اللواتي لا يشاركن عائلتهن في لقاءاتهم وجلساتهم الحوارية داخل الأسرة كانت أكبر من النساء العاملات في المجال العسكري واللواتي يتمكن من مشاركة أسرهن، كما يؤثر نمط العمل العسكري على قدرة المرأة على تحقيق الاستقرار والتوازن بين دورها كامرأة عاملة ودورها كزوجة داخل الأسرة، فنمط العمل العسكري يحول دون تحقيق هذا الهدف، كما يؤثر نمط العمل العسكري من حيث عدد الساعات على تربية البناء ورعايتهم، ومن حيث الحاجة إلى وجود مريبة للأطفال، فبعض النساء يحتجن إلى مربية ويعتقدن أنها ضرورية والبعض الآخر ترى أنها ليست بحاجة إلى مربية ويرتبط ذلك بقدرتها على الموائمة بين احتياجات العمل ومتطلبات البيت.

2. اتفاق عينة الدراسة على المشكلات التي تواجه المرأة في العمل العسكري والتي تسهم في إحداث تغيرات جوهرية في استقرار الأسرة، حيث جاء أكبر عائق وهو مدى تقبل الأسرة السعودية لساعات عمل المرأة في المجال العسكري الليلية فمعظم الأسر السعودية لا تتقبل العمل الليلي بسبب طبيعة البيئة السعودية والثقافة السعودية والدين الذي يمنع الاختلاط، يليها في المرتبة الثانية يؤثر نظام وقوانين العمل للمرأة السعودية في المجال العسكري على راحتها واستقرارها داخل الأسرة حيث تتأثر راحة المرأة من الناحية الجسدية والنفسية ويعتبر هذا مشكلة على المدى البعيد، كما تأتي مشكلة شعور المرأة بالتميز الواضح بينها كإمراه وبين الزملاء الذكور في المكافآت والمهام والأدوار الوظيفية وهي مشكلة حقيقية وموجودة فكثيرا ما نرى انحياز الإدارة في المجال العسكري للرجال ومنحهم مراكز إدارية وسلطات تفوق النساء العاملات في نفس المجال، كما تأتي مشكلة الانزعاج من ساعات العمل الليلية وخاصة عندما يكون المرافق زميل ذكر في المرتبة الرابعة وبدرجة متوسطة خاصة أن المجتمع السعودي لازال يحافظ على عدم الاختلاط.

 


التوصيات:

  • وضع تشريعات فعالة تساند المرأة العاملة وتساعدها على التعامل مع ضغوط العمل العسكري وتجنب التأثيرات السلبية للعمل على استقرار الأسرة.
  • اصدار التشريعات المناسبة التي تكفل للمرأة العاملة حقوقها وتنظم عملها بما يتوائم مع طبيعة المرأة والاهتمام بفترة دوام المرأة العاملة في المجال العسكري ومرونته.
  • اصدار التشريعات التي تلزم المؤسسة العسكرية بإعطاء الموظفات نفس الامتيازات والترقيات أسوة بزملائهم الرجال وعدم التميز في المناصب العسكرية العليا بناء على الجنس.
  • تنظيم برامج ودورات لتأهيل الشباب والشابات العاملات والتركيز على الاستقرار الأسري، المرأة العاملة، ودعم دور المرأة العاملة.
  • حث المختصين في مجال الأسرة بوضع برامج ثقافية وكتيبات ونشرات لتدريب المرأة العاملة للتعامل مع ظروف العمل والتوفيق بينها وبين أدوارها في الأسرة.

 

 

 

 

 


المراجع

جمعة، عبد الحكيم. (2017). نظرة المجتمع إلى أداء المرأة العاملة في قطاع الأمن. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المملكة العربية السعودية.

جغمومة، زينب. (2017). تعدد أدوار المرأة وعلاقته بالمشكلات الأسرية، دراسة ميدانية على عينة من العاملات في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجلفة. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة الجلفة، الجزائر.

خطة التنمية السابعة، 1420هـ- 1425هـ.

الرشيدي، أماني عليوي. (2006). عمل المرأة بين الإيجابيات والسلبيات. ورقة علمية. جدة: كلية التربية. جامعة الملك عبد العزيز. 

شوقي، نسرين. (2015). مشكلات المرأة العاملة وتأثيرها على الأداء الوظيفي. (رسالة ماجستير غير منشورة في علم الاجتماع)، جامعة أم البواقي، كلية الاجتماع، الجزائر.

الطائي. (2018). المشكلات التي تواجه العاملات في الشرطة النسائية- دراسة ميدانية (إمارة الشارقة).  (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة نايف للعلوم الأمنية، كلية العلوم الأمنية، السعودية.

الغريب، محمد. (2016). نظرية علم الاجتماع. المكتب الجامعي الحديث، ط2: مصر.

الفقيلي، محمد. (2006). مجالات عمل المرأة السعودية في الأجهزة الأمنية، دراسة مسحية لاتجاهات الضباط العاملين في إدارة الجوازات والمرور والسجون بالرياض. (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة نايف للعلوم الأمنية، كلية العلوم الادارية، المملكة العربية السعودية.

المحيميد، هتاف. (2016). مقال بعنوان: "المرأة في القطاعات الأمنية، إصرار رغم العوائق الاجتماعية"، جريدة الرياض، العدد (6)، تم الاسترجاع بتاريخ 6/2021م على الموقع التالي: https://www.alriyadh.com /1524214.

المراجع
جمعة، عبد الحكيم. (2017). نظرة المجتمع إلى أداء المرأة العاملة في قطاع الأمن. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المملكة العربية السعودية.
جغمومة، زينب. (2017). تعدد أدوار المرأة وعلاقته بالمشكلات الأسرية، دراسة ميدانية على عينة من العاملات في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجلفة. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة الجلفة، الجزائر.
خطة التنمية السابعة، 1420هـ- 1425هـ.
الرشيدي، أماني عليوي. (2006). عمل المرأة بين الإيجابيات والسلبيات. ورقة علمية. جدة: كلية التربية. جامعة الملك عبد العزيز. 
شوقي، نسرين. (2015). مشكلات المرأة العاملة وتأثيرها على الأداء الوظيفي. (رسالة ماجستير غير منشورة في علم الاجتماع)، جامعة أم البواقي، كلية الاجتماع، الجزائر.
الطائي. (2018). المشكلات التي تواجه العاملات في الشرطة النسائية- دراسة ميدانية (إمارة الشارقة).  (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة نايف للعلوم الأمنية، كلية العلوم الأمنية، السعودية.
الغريب، محمد. (2016). نظرية علم الاجتماع. المكتب الجامعي الحديث، ط2: مصر.
الفقيلي، محمد. (2006). مجالات عمل المرأة السعودية في الأجهزة الأمنية، دراسة مسحية لاتجاهات الضباط العاملين في إدارة الجوازات والمرور والسجون بالرياض. (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة نايف للعلوم الأمنية، كلية العلوم الادارية، المملكة العربية السعودية.
المحيميد، هتاف. (2016). مقال بعنوان: "المرأة في القطاعات الأمنية، إصرار رغم العوائق الاجتماعية"، جريدة الرياض، العدد (6)، تم الاسترجاع بتاريخ 6/2021م على الموقع التالي: https://www.alriyadh.com /1524214