أنماط التعلق وعلاقتها بالتوافق الشخصي والاجتماعي في مرحلة الطفولة من وجهة نظر الأمهات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة الملک سعود

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على أنماط التعلق الشائعة لدى أطفال المرحلة الابتدائية من (٦-١٢) سنة عندما کانوا في سن المهد١-٣ سنوات من وجهة نظر الأمهات، وإلى معرفة العلاقة بين نمط التعلق في سن المهد ودرجة التوافق (الشخصي، الاجتماعي) في سن ٦-١٢ سنة، تکونت عينة الدراسة من (ن=٨٥٢) طالبة من الطالبات المنتظمات في المدارس الابتدائية النهارية في منطقة الرياض واللاتي ينتمين للمرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة، تم استخدام أسلوب المنهج الوصفي  الارتباطي والمقارن لمناسبته لأهداف الدراسة، واستخدمت الباحثة الأدوات التالية:  مقياس أنماط التعلق من إعداد الباحثة، ومقياس التوافق الشخصي والاجتماعي من إعداد الباحثة، وقد قامت الباحثة بعرض المقياس على المحکمين، ثم قامت بتطبيقه على عينة استطلاعية للتأکد من صدقة وثباته، حيث استخدمت طريقتي صدق المحکمين وصدق الاتساق الداخلي، کما استخدمت معادلة الفا کرونباخ للتأکد من الثبات، وبعد تحليل النتائج توصلت الدراسة للنتائج التالية:
1-    أن أکثر أنماط التعلق شيوعاً لدى أطفال المرحلة العمرية (٦-١٢) عندما کانوا في سن المهد من ١-٣ سنوات هو نمط التعلق الآمن بمتوسط حسابي (٣.١٦)، يليه نمط التعلق المقاوم بمتوسط حسابي (٢.٢٦)، ثم نمط التعلق المتجنب بمتوسط حسابي (٢.٠٤)، وأخيراً نمط التعلق المتحير غير المنتظم بمتوسط حسابي (١.٨٧).
2-      لا توجد علاقة بين بعد التعلق الآمن للأطفال عندما کانوا في سن المهد وبين التوافق الشخصي في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة، بينما کانت هناک علاقة عکسية سالبة بين أنماط التعلق (المتجنب، المقاوم، غير المنتظم) وبين التوافق الشخصي للأطفال في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١.
3-      توجد علاقة طردية موجبة بين بعد التعلق الآمن للأطفال عندما کانوا في سن المهد وبين التوافق الاجتماعي في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١، کما کانت هناک علاقة عکسية سالبة بين أنماط التعلق (المتجنب، المقاوم، غير المنتظم) وبين التوافق الاجتماعي للأطفال في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١.
The current study aimed to identify the common attachment patterns among primary school children (6-12) years old when they were in the cradle age 1-3 years from the mothers' point of view, and to know the relationship between the attachment pattern at the cradle age and the degree of compatibility (personal, social) in The age of 6-12 years, the study sample consisted of (n = 852) of the regular students in primary day schools in the Riyadh region, who belong to the age group (6-12) years. The researcher has the following tools: the measure of attachment styles prepared by the researcher, and the measure of personal and social compatibility prepared by the researcher. Cronbach's alpha to ensure stability, and after analyzing the results, the study reached the following results:
1- The most common attachment pattern among children of the age group(6-12)when they were in the cradle age of 1-3 years is the secure attachment pattern with a mean(3.16),followed by the resistant attachment pattern with a mean (2.26),Then the avoidant attachment pattern with an arithmetic mean(2.04),and finally the non-uniform ambiguous attachment pattern with an arithmetic mean (1.87).
2- There is no relationship between the dimension of safe attachment for children when they are at the age of the cradle and personal adjustment in the age group (6-12) years, while there was a negative inverse relationship between attachment styles (avoidant, resistant, irregular) and personal adjustment of children In the age group (6-12) years, this relationship was significant at the 0.01 level.
3- There is a positive direct relationship between the dimension of safe attachment for children when they are at the age of the cradle and social adjustment in the age group (6-12) years, and this relationship was significant at the 0.01 level, and there was a negative inverse relationship between attachment styles (avoidant, The resistant, irregular) and the social compatibility of children in the age group      (6-12) years, and this relationship was significant at the 0.01 level.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

 

 

أنماط التعلق وعلاقتها بالتوافق الشخصي والاجتماعي في مرحلة الطفولة من وجهة نظر الأمهات

 

إعـــــــــــــداد

نعيمة بنت فهد بن إبراهيم الوهيب

إشراف

أ. د/ عمر بن عبد الرحمن المفدى

قسم علم النفس – جامعة الملک سعود

 

 

 

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد الرابع-جزء ثاني-أبريل 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

الملخص باللغة العربية:

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على أنماط التعلق الشائعة لدى أطفال المرحلة الابتدائية من (٦-١٢) سنة عندما کانوا في سن المهد١-٣ سنوات من وجهة نظر الأمهات، وإلى معرفة العلاقة بين نمط التعلق في سن المهد ودرجة التوافق (الشخصي، الاجتماعي) في سن ٦-١٢ سنة، تکونت عينة الدراسة من (ن=٨٥٢) طالبة من الطالبات المنتظمات في المدارس الابتدائية النهارية في منطقة الرياض واللاتي ينتمين للمرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة، تم استخدام أسلوب المنهج الوصفي  الارتباطي والمقارن لمناسبته لأهداف الدراسة، واستخدمت الباحثة الأدوات التالية:  مقياس أنماط التعلق من إعداد الباحثة، ومقياس التوافق الشخصي والاجتماعي من إعداد الباحثة، وقد قامت الباحثة بعرض المقياس على المحکمين، ثم قامت بتطبيقه على عينة استطلاعية للتأکد من صدقة وثباته، حيث استخدمت طريقتي صدق المحکمين وصدق الاتساق الداخلي، کما استخدمت معادلة الفا کرونباخ للتأکد من الثبات، وبعد تحليل النتائج توصلت الدراسة للنتائج التالية:

1-    أن أکثر أنماط التعلق شيوعاً لدى أطفال المرحلة العمرية (٦-١٢) عندما کانوا في سن المهد من ١-٣ سنوات هو نمط التعلق الآمن بمتوسط حسابي (٣.١٦)، يليه نمط التعلق المقاوم بمتوسط حسابي (٢.٢٦)، ثم نمط التعلق المتجنب بمتوسط حسابي (٢.٠٤)، وأخيراً نمط التعلق المتحير غير المنتظم بمتوسط حسابي (١.٨٧).

2-      لا توجد علاقة بين بعد التعلق الآمن للأطفال عندما کانوا في سن المهد وبين التوافق الشخصي في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة، بينما کانت هناک علاقة عکسية سالبة بين أنماط التعلق (المتجنب، المقاوم، غير المنتظم) وبين التوافق الشخصي للأطفال في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١.

3-      توجد علاقة طردية موجبة بين بعد التعلق الآمن للأطفال عندما کانوا في سن المهد وبين التوافق الاجتماعي في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١، کما کانت هناک علاقة عکسية سالبة بين أنماط التعلق (المتجنب، المقاوم، غير المنتظم) وبين التوافق الاجتماعي للأطفال في المرحلة العمرية من (٦-١٢) سنة وکانت تلک العلاقة دالة عند مستوى٠.٠١.

الکلمات المفتاحية : أنماط التعلق - التوافق الشخصي - التوافق الاجتماعي

 

Summary in Arabic:

The current study aimed to identify the common attachment patterns among primary school children (6-12) years old when they were in the cradle age 1-3 years from the mothers' point of view, and to know the relationship between the attachment pattern at the cradle age and the degree of compatibility (personal, social) in The age of 6-12 years, the study sample consisted of (n = 852) of the regular students in primary day schools in the Riyadh region, who belong to the age group (6-12) years. The researcher has the following tools: the measure of attachment styles prepared by the researcher, and the measure of personal and social compatibility prepared by the researcher. Cronbach's alpha to ensure stability, and after analyzing the results, the study reached the following results:

1- The most common attachment pattern among children of the age group(6-12)when they were in the cradle age of 1-3 years is the secure attachment pattern with a mean(3.16),followed by the resistant attachment pattern with a mean (2.26),Then the avoidant attachment pattern with an arithmetic mean(2.04),and finally the non-uniform ambiguous attachment pattern with an arithmetic mean (1.87).

2- There is no relationship between the dimension of safe attachment for children when they are at the age of the cradle and personal adjustment in the age group (6-12) years, while there was a negative inverse relationship between attachment styles (avoidant, resistant, irregular) and personal adjustment of children In the age group (6-12) years, this relationship was significant at the 0.01 level.

3- There is a positive direct relationship between the dimension of safe attachment for children when they are at the age of the cradle and social adjustment in the age group (6-12) years, and this relationship was significant at the 0.01 level, and there was a negative inverse relationship between attachment styles (avoidant, The resistant, irregular) and the social compatibility of children in the age group      (6-12) years, and this relationship was significant at the 0.01 level.

Keywords: attachment styles, personal compatibility, social compatibility

 


أولا: مقدمة الدراسة

       تعد مرحلة الطفولة  من أهم مراحل النمو في حياة الإنسان فهي مرحلة تکوينية حاسمة يکتسب فيها الطفل القيم والمفاهيم وأساليب التفکير ومبادئ السلوک، وتتکون  فيها فکرته عن نفسه و  مفهومه عن ذاته،  لذا وجه العلماء اهتماماً کبيراً لهذه المرحلة  وأجروا العديد من الدراسات التي أشارت إلى أنه لو تم وضع الأساس القوي السليم لشخصية الطفل خلال مرحلة الطفولة المبکرة يصبح الطفل  قادراً على مواجهة کافة ما يتعرض له ويواجهه من صعوبات ومشکلات خلال المراحل التالية، أما إذا کان هذا الأساس هشاً ضعيفاً محملاً بصراعات          ونقاط ضعف نتيجة لتعرضه لخبرات مؤلمة في الصغر فإنه في الغالب لن يستطيع مواجهة    هذه الصعاب والضغوط وسيکشف خلال المراحل التالية من حياته عن مشکلات سلوکية واضطرابات انفعالية مرضية وفقاً لمدى ضعف البناء النفسي وشدة الضغوط التي يتعرض لها الفرد (کرم الدين ، ٢٠٠٤).

ولا شک أن الأسرة وفي مقدمتها الأم لها دور کبير ومهم في تکوين شخصية الطفل، فإن کان جو الأسرة يتسم بالحب والعاطفة والدفء فإنه سيساعد على تشکيل رابطة تعلقية آمنة بين الطفل وذويه مما يساهم في وضع البذور الأولى للتوافق والصحة النفسية. ويجمع الباحثون على أهمية التفاعل بين الطفل وحاجاته (التعلق الآمن) والذي يظهر أثره في نمو الطفل مستقبلاً إذا أنه عندما ينجح في تکوين علاقة انفعالية اجتماعية وثيقة وآمنة مع بعض أفراد مجتمعه فإن هذا يساهم في تخفيف سلوک التعلق لديه مما يوفر له قدراً من الثقة التي يحتاجها لاستطلاع بيئته والاشتراک الفعلي بها کما يتعلم تدريجياً المهارات السلوکية اللازمة اجتماعياً (اسماعيل ،١٩٨٦)

ويشير أبو غزال إلى أن التعلق يضع أساساً لعلاقات الفرد المستقبلية ويحدد اتجاهاته نحو ذاته والآخرين بل ونحو الحياة بشکل عام؛ فالطفل عندما يتفاعل مع مقدم الرعاية فإنه يبني توقعات أولية حول نفسه، وحول الآخرين ويحدد علاقاته الشخصية، وذلک بالاعتماد على تفاعل الشخص المتَعَلق به واستجاباته لحاجاته، وبمرور الوقت تقوى هذه التوقعات وتدمج في نماذج ذهنية عاملة لعلاقاته المستقبلية. ورغم أن هذه النماذج تبقى مفتوحة للخبرات الجديدة عندما يتفاعل الطفل مع أشخاص جدد إلا أنها مع ذلک تتجه نحو الاستقرار والثبات لأن الطفل           يختار شرکاءه ويشکل علاقاته الجديدة بطريقة تنسجم مع النموذج الذهني الموجود لديه            ( أبو غزال، ٢٠٠٦)

 ويذکر بانجليد Banglid  ان هذه النماذج العاملة لها مظاهر سلوکية ووجدانية ومعرفية تؤثر من خلالها في التوافق، وکذلک التوقعات حول العلاقات الوطيدة والقدرة على تنظيم الانفعال والسلوک کلها تتأثر بتمثيل التعلق في کل مراحل النمو (أورد في: محمد، ٢٠٠٨)

وينعکس سلوک التعلق أيضا على السلوک الاجتماعي للطفل٬ إذ يرى أصحاب نظرية التعلق أن الطفل يعمم عناصر التفاعل مع الأم ويقوم بتعميم هذه الثقة اثناء تفاعله مع الآخرين في حين تتميز استجابة الطفل الذي لا يملک مثل هذه العلاقة مع الأم بالسلبية تجاه الآخرين بسبب تاريخ التفاعل غير المستقر وغير المرضي؛ فالفرد الذي يتمتع بالتعلق الأمن مع الأم يصبح أکثر اجتماعية في المراحل اللاحقة بالمقارنة مع الذين افتقدوا الأمن في علاقاتهم مع الأم في مراحل نموهم الأولى )قنطار،١٩٩٢)

والقارئ للدراسات المنشورة في مجال التعلق Attachment يجد أن الفکرة التي تؤيد أهمية  التعلق في النمو العاطفي والاجتماعي هي فکرة مقبولة في علم النفس ، إلا أنه لم تتوفر سوى القليل من الدراسات العربية –حسب علم الباحثة تربط التعلق بالتوافق النفسي بمجاليه (الشخصي والاجتماعي)؛ رغم تعدد الدلائل التي تشير لذلک حيث تشير نظرية  بولبي Bowlby إلى أن  أساس الصحة النفسية للطفل والنمو النفسي السليم٬ يکمن في ممارسة ألوان العلاقات الدافئة والحميمة مع مقدم الرعاية الأساسية، وتوصل بولبي إلى أن أکبر مخاوف الطفل ناتجة عن فقدان الحب والهجران من قبل الوالدين٬ وکذلک ناتجة من شعوره بالرفض فالطفل الذي يرفض يکون متشوقاً للحب وقد يدفعه ذلک للقيام ببعض أنماط السلوک غير المرغوب فيها مثل: العدوان والسرقة والشعور بالإثم وحب الانتقام (بولبي ،١٩٨٠)

کما يشير محمد (٢٠٠٨) إلى أن علاقات التعلق غير الآمن تولد مشاعر داخلية متدنية حول الأمن، فيشعر الفرد بالدونية وانخفاض تقدير الذات ويکون أکثر عرضة للشعور بالاکتئاب٬ کما يشير إلى  أن النماذج العاملة السلبية  لديهم تعمل على أن يقوم الشخص بتفسير سلبي للعلاقات البين شخصية في ضوء الشعور بعدم قيمتهم وکفاءتهم٬ مما يؤدي بدوره لزيادة أعراض الاکتئاب، کما تسهم  علاقات التعلق غير الآمن  والأساليب المصاحبة لها بالعزو السلبي لهزيمة الذات والتعبير عن العجز وقلة الحيلة والتفکر في أعراض الاکتئاب مما يزيد من فترات معاناة الاکتئاب.

کما أشارت نتائج دراسة عبد النبي (٢٠١٤) بأن هناک علاقة بين التعلق والکمالية واساليب المواجهة، وبأن الطلاب الذين لديهم تعلق آمن وکمالية سوية يواجهون الضغوط بأساليب مواجهة سوية، بينما يتعرض الطلاب الکماليون العصابيون أصحاب التعلق غير الآمن  للعديد من الضغوط الأکاديمية والأسرية والنفسية والاجتماعية، والتي يواجهونها بأساليب مواجهة لا سوية، وتشير دارسة الهروط (٢٠٠٠) بأن الأطفال الآمنين يمتلکون قدراً أکبر من الکفاءة مقارنة بالأطفال القلقين والتجنبيين، کما أشارت بأن الأطفال غير الآمنين في تعلقهم بالأم يتسمون بدرجة أعلى من قلق الحالة وقلق السمة. وتشير دراسة فوس (Foss,1999) إلى ارتباط التعلق غير الآمن بسلوکيات انتهاک القانون وارتکاب الجنح واستخدام المخدرات والسرقة کاستجابة للعواطف السلبية والصراع مع الآخرين، کما وجدت أن أسلوب التعلق الآمن تميز باستخدام استراتيجيات التأقلم بشکل أکثر إيجابية وانخفضت لديهم السلوکيات غير الصحية، ووجدت دراسة کوهن (Cohn,1990) أن هناک علاقة ارتباط قوية بين تعلق الطفل               بالأم وکفاءته الاجتماعية.  ووجد کل من أبيلا وهانکين وهاي إي وآدامز وفينوکوروف  (Abela; Hankin; Haigh; Adams; and Vinokuroff, 2005)أن هناک علاقة ارتباطية موجبة بين التعلق غير الآمن لدى الأطفال وظهور أعراض الاکتئاب لديهم . ويشير ليکومبت وموس و سير وباسکوز(Lecompte; Moss; Cyr; Pascuzzo, 2013) بأن الأطفال ذوي التعلق الغير منتظم في سن ما قبل المدرسة سجلوا درجة أعلى في القلق والاکتئاب في مرحلة المراهقة، وکان تقدير الذات لديهم أقل من أقرانهم ذوي التعلق الآمن.

من هنا ولأن الأسرة وخاصة الأم تعد من أهم المؤثرات في نمو الطفل بل هي قد  تزرع البذور الأولى للسواء والتوافق النفسي والاجتماعي ترى الباحثة أن التعلق قد يکون له ارتباط بالتوافق النفسي والاجتماعي فتلک السمات السلبية والسلوکيات الشاذة  والتي وردت في الدراسات السابق ذکرها هي بطبيعة الحال تنجم عن شخصية غير سوية ويعوزها التوافق سواء مع الذات أو مع المجتمع والحياة بوجه عام  لذا تهدف الدراسة الحالية إلى بحث العلاقة بين التعلق في السنوات الأولى من الطفولة والتوافق (الشخصي والاجتماعي ) في السنوات اللاحقة (٦-١٢).

ثانيا: مشکلة الدراسة:

      انطلاقاً من الأهمية البالغة لمرحلة الطفولة حيث أن التکوين النفسي للإنسان يبنى في هذه المرحلة، فهي تمثل البذرة الأولى للصحة النفسية والتوافق، ونظراً لما تشير له الدراسات والنظريات من الأهمية البالغة لظاهرة التعلق وعلاقتها بالعديد من النواحي المرضية التي قد تقف عائقاً في طريق الصحة النفسية والتوافق الشخصي والاجتماعي أصبح من الضروري الاهتمام بدراسة هذه الظاهرة وتطورها خلال مراحل الطفولة.

من هنا جاءت فکرة الدراسة الحالية للکشف عن العلاقة بين التعلق والتوافق         الشخصي والاجتماعي.

ويمکن صياغة مشکلة الدراسة الحالية بالسؤال التالي: ما طبيعة العلاقة بين أنماط التعلق في سن المهد ودرجة التوافق الشخصي والاجتماعي في المرحلة العمرية (٦-١٢)؟

 وتنبثق منها التساؤلات  التالية:

  • ما أنماط التعلق السائدة في المرحلة العمرية (١-٣) سنوات من وجهة نظر الأمهات؟
  • هل توجد علاقة دالة إحصائياً بين أنماط التعلق في سن المهد ودرجة التوافق               (الشخصي، والاجتماعي) في المرحلة العمرية ٦- ١٢من وجهة نظر الأمهات؟

ثالثا: أهداف الدراسة:

١. التعرف على أنماط التعلق السائدة في المرحلة العمرية (١-٣) سنوات من وجهة                نظر الأمهات.

٢. التعرف على العلاقة بين نمط التعلق في سن١-٣ سنوات ودرجة التوافق                 (الشخصي، والاجتماعي) في المرحلة العمرية من ٦-١٢ من وجهة نظر الأمهات.

رابعا: أهمية الدراسة:

يمکن تحديد أهمية الدراسة في جانبين، هما الأهمية النظرية والأهمية التطبيقية.

أ‌-           الأهمية النظرية:

تکمن الأهمية النظرية لهذه الدراسة في عدد من النقاط يمکن تلخصيها على النحو الآتي:

١.على الرغم من کثرة ما کتب من بحوث ودراسات في موضوع التعلق إلا أن الباحثة ترى أن المجال لا يزال في حاجة للمزيد من الدراسات والتي تبحث علاقة التعلق بمتغيرات لم يتم طرحها من قبل وتعد هذه الدراسة إضافة جديدة في مجال بحوث التعلق.

ب‌-         الأهمية التطبيقية:

تنبثق الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة من النقاط التالية:

1-  تبدو أهمية هذه الدراسة فيما تسفر عنه من نتائج قد تفيد في وضع برامج إرشادية تتناسب مع البيئة العربية لإفادة الوالدين في مجال زيادة کفاءة علاقتهم بأبنائهم وتقديم الإرشادات التي تفيد في الوقاية وذلک بالاهتمام بالعلاقات المبکرة المتبادلة بين الأم وطفلها لما لها من آثار على تطور الطفل في مختلف النواحي الوجدانية والاجتماعية والمعرفية.

2-   قد تفيد في وضع بدائل ومقترحات تفيد في معالجة مشکلة سوء توافق الطفل والتخفيف من شدتها حيث أن الأطفال يشکلون مرحلة مهمة وبالغة الخطورة ومسألة توافقهم أو عدمه قد تحدد مسيرة المجتمع بأکمله.

3-  أن تفشي الاضطرابات النفسية وزيادة سوء التوافق لدى الشباب والأطفال على کافة المستويات أمر يدعو إلى البحث عن الأسباب في ظل القول المأثور (ليس هناک أبناء مشکلين وإنما هناک آباء مشکلين (ومن ثم يجب الاهتمام بالأسباب التي تقود لسوء التوافق ومن ثم تقديم البرامج والإرشادات اللازمة لتلافيها.

خامساً: مصطلحات الدراسة:

أ‌-          التعلق(Attachment):

ظهر مصطلح التعلق في علم النفس من خلال نظرية بولبي الذي عرّف التعلق بأنه نزعة الفرد الإنساني إلى إقامة الروابط العاطفية الحميمة مع أشخاص معينين في محيطه، وتعتبر هذه النزعة مکوناً أساسياً من مکونات الطبيعة البشرية تبدأ بالظهور منذ الميلاد وتستمر مدى الحياة(بولبي،١٩٨٨)

ب‌-     أنماط التعلق تشير انزرويث (Anisworth ,1990) إلى أن طبيعة رابطة التعلق لدى الطفل مع الأم يمکن أن تتحدد من خلال استجابات الأم لأطفالها وإصدارات الاهتمام والحماية والمساعدة، وتعرف الباحثة أنماط التعلق بأنها الطريقة التي يرتبط فيها الطفل مع الأم أومن يقوم مقامها، والتي يستمر تأثيرها عبر مراحل النمو التالية، وتنقسم أنماط التعلق إلى: التعلق الآمن، التعلق غير الآمن (التجنبي، المقاوم، غير المنتظم).

ويتحدد إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها الطفل على مقياس التعلق المستخدم من قبل الباحثة.

       وفي هذه الدراسة سيتم الترکيز على أنماط التعلق حسب نظرية (Ainsworth,1987) وهي کالآتي:

١.التعلق الآمن (Attachment Secure): علاقة بين الرضيع ومقدم الرعاية يتميز بها الطفل بالسلوک الاستکشافي حيث يلعب فيه الطفل بارتياح ويستکشف المکان ويقترب بشيء من التحفظ من الراشد الغريب، ويکون هذا السلوک الاستکشافي واضحا جدا في وجود الأم فهو يستخدمها کقاعدة آمنه ويلاحظ مکان وجودها ويبادلها النظرات ويعود إليها من وقت لآخر ويستمتع بالاتصال بها، وفي غيابها يقل لعبه ويبدو علية التوتر وعندما تعود بعد غياب يستقبلها بحرارة ويسعى للقرب منها والالتصاق بها ثم يعاود اللعب مجدداً، و لا يظهر تقلب وجداني نحوها.(البغدادي ،٢٠٠٨ والهروط، ٢٠٠٠).

وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه الدرجة التي يحصل عليها الطفل في بعد التعلق الآمن في مقياس التعلق المستخدم من قِبل الباحثة.

٢.التعلق التجنبي (Avoidant attachment): وهو ما يطلق عليه بالرمز A في دراسات انزرويث، وفيه لا ينزعج الطفل من انفصاله عن أمه وقد يکون أکثر ودية مع الشخص الغريب. وعندما تعود الأم إليه في موقف لم الشمل يقترب منها ثم يتحرک بشکل            مفاجئ بعيداً عن الأم. وعندما تحمله الأم لا يبدي رغبة في الالتصاق الجسدي بها.            (أبو غزال، ٢٠٠٦).

     وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطفل من خلال تقدير الأمهات في نمط التعلق التجنبي في مقياس التعلق المستخدم من قِبل الباحثة.

٣.التعلق المقاوم (Attachment Resistant): وهو ما يطلق عليه بالنوع C في دراسات انزرويث. علاقة غير آمنه بين الطفل ومقدم الرعاية يتميز يظهر فيه الطفل الخوف وعدم الارتياح والقلق حتى في وجود الأم، وعند مغادرتها يشعر بالحزن والاکتئاب، ويستمر في إظهار الضيق والغض ويرفض الغريب في وجودها وفي غيابها، وعند عودتها في موقف لم الشمل لا تظهر عليه السعادة لأنه يستمر بالشعور بعدم الأمان، فيتصل بها بشکل قوي ويقاوم المواساة وقد يتصرف بشکل فيه نوع من الرفض والعدوانية تجاهها کنوع من العقاب (مصطفى، ٢٠١٢).

     وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطفل من خلال تقدير الأمهات في بعد التعلق المقاوم في مقياس التعلق المستخدم من قبل الباحثة.

٤.التعلق المتناقض (غير المنتظم) Disorganized\Disoriented Attachment

     علاقة غير آمنة بين الرضيع ومقدم الرعاية تتميز بسلوک مرتبک ومتناقض يظهره الرضيع في موقف لم الشمل حيث يظهر رغبة بالالتصاق الشديد بالأم ثم ينسل بعيدا عنها (قرب قوي- تجنب قوي) واتباع الغريب خارج الغرفة وقلة الحرکة وعدم القدرة على التعبير ووضع الأيدي حول وأمام الوجه في الاستجابة لعودة الأم والسلوک غير المتماسک ففي فترات قصيرة يبدو مستقلا جدا ثم يبدي قلقا واضح لأماکن وجود الأم في أحيان أخرى (البغدادي،٢٠٠٨)

وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطفل من خلال تقدير الأمهات في بعد التعلق غير المنتظم في مقياس التعلق المستخدم من قبل الباحثة.

        ب‌-       التوافق الشخصي والاجتماعي (Personal & Social adjustment)

يعرفه حامد زهران (٢٠٠٥) بأنه عملية ديناميکية مستمرة تتناول السلوک والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد وتحقيق متطلباته البيئية.

ويتضمن التوافق بعدين أساسيين هما:

١.التوافق الشخصي (personal adjustment) : وهو حالة من توافق الطفل مع                  ذاته من خلال اعتماده على ذاته وخلوه من أعراض العصاب وشعوره بالحرية الذاتية              )ابو زيد ،٢٠١٠)

ويُقاس إجرائياً من خلال مجموع الدرجات التي تقدرها الأمهات على بعد التوافق الشخصي في مقياس التوافق الشخصي والاجتماعي لأطفال المرحلة العمرية من ٦-١٢.

٢.التوافق الاجتماعي (Social adjustment)

يعرفه (البهي السيد، ١٩٩٨) بأنه مرونة الفرد في تغيير أنماط سلوکه من أجل المواءمة بين ما يحدث له من تغييرات متباينة وبين ظروف البيئة المحيطة به.

ويُقاس إجرائياً من خلال مجموع الدرجات التي تقدرها الأمهات على بعد التوافق الاجتماعي في مقياس التوافق الشخصي والاجتماعي لأطفال المرحلة العمرية من ٦-١٢.

سادسا: حدود الدراسة ومحدداتها:

ترى الباحثة وضع بعض الحدود والتي في ضوئها سيتم تعميم النتائج:

  1. الحدود الموضوعية: تقتصر الدراسة الحالية في البحث عن علاقة التعلق بالتوافق النفسي (شخصي، اجتماعي).
  2. الحدود البشرية: تقتصر الدراسة على الأطفال الإناث الذين تتراوح أعمارهم من ٦-١٢ سنة في مدينة الرياض.
  3. الحدود الزمانية: تم إجراء هذه الدراسة خلال العام الدراسي ١٤٣٦-١٤٣٧هـ.
  4. تقتصر الدراسة على الأدوات المستخدمة من حيث صدقها وثباتها، والمستندة إلى تقديرات الأمهات على المقياسين.

الدراسات السابقة:

تشير الباحثة أنه ومن خلال اطلاعها لم تجد سوى القليل من الدراسات التي ربطت التعلق بالتوافق بشکل مباشر، إلا أن هناک الکثير من الدراسات التي ربطت التعلق بجوانب تدل على التوافق وعلى سوء التوافق تم تضمينها في هذا المحور.

أجرى کوهن (1990، Cohn  ) دراسةبعنوان علاقة الأم بالطفل في السنوات الست الأولى وأثرها في کفاءة الطفل الاجتماعية في الروضة أجريت الدراسة على عينة من الأطفال في مدينة فيرجينيا الأمريکية قوامها (٨٩) طفل تراوحت أعمارهم ما بين (٥.٥ – ٦.٥) إضافة لأمهاتهم اللاتي تراوحت أعمارهن بين (٢١-٤٤) سنة طبق عليهم أربع أدوات هي: مقابلات الوالدين، بطاقة ملاحظة للأطفال، اختبار قدرات الأطفال المعرفية وتقديرات المعلمين لسلوک الطفل في السنة الأولى من المدرسة. وتشير النتائج إلى وجود علاقة ارتباط قوية بين علاقة الأم بالطفل وکفاءته الاجتماعية إضافة إلى أن علاقة الأم بالطفل اختلفت حسب عمرها وعملها والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.

وبحثت دراسة رزق وعبد العليم (١٩٩٥ (الاضطرابات المرتبطة بالتعلق والانفصال لدى الأطفال في الأسرة والمؤسسة، تکونت العينة من مجموعة من الأطفال بلغت ١٥٥ طفلاً في المرحلة العمرية من ٦-٩ سنوات، وزعت وفق متغيرات وسيطة کالتالي: (٩٠  ذکور ،٧٥ إناث)  (٨٠ آباؤهم على وفاق ،٧٥  آباؤهم منفصلين) (١٠٤يقيمون مع أسر ، ٥١  يقيمون في مؤسسة) طبق عليهم مقياس التعلق والانفصال من إعداد الباحثان٬ وکشفت النتائج أن هناک علاقة دالة موجبة بين اضطرابات التعلق واضطرابات الانفصال٬ کما لم تظهر فروق دالة ترجع للنوع والعلاقة بين الأبوين ونوع الرعاية (أسرة ، مؤسسة ) ويرى الباحثين أنه ربما کان هناک عامل مشترک وراء هذه النتائج يرجع للمجتمع الذي سحبت منه العينة حيث أن غالبيتهم يعيشون في مجتمع متدني اقتصادياً واجتماعياً فلم يکن الطفل الذي يعيش في هذا المستوى أحسن حالاً من أطفال المؤسسات . وبالتالي فقد أيدت النتيجة هنا ما ذکر سابقاً لکنها لم تظهر أي فروق ترجع للنوع والعلاقة بين الأبوين ونوع الرعاية وقد فسر الباحثان النتيجة بطبيعة المستوى الاقتصادي للعينة.

ومن ناحية سلوکية اهتمت دراسة فوس (Foss, 1999 ) بسلوک المراهقين المعادي للمجتمع من منظور نظرية التعلق ونظرية الإکراه٬ تکونت العينة من (٦٦٢)  مراهقاً بمتوسط عمر (١٥.٨) عام أشارت  الدارسة إلى ارتباط التعلق غير الآمن  بسلوکيات انتهاک القانون وارتکاب الجنح واستخدام المخدرات والسرقة کاستجابة للعواطف السلبية والصراع مع الآخرين٬ کما وجدت أن أسلوب التعلق الآمن تميز باستخدام استراتيجيات التأقلم بشکل أکثر ايجابية وانخفضت لديهم السلوکيات غير الصحية. وهذا يتوافق مع ما ذکره (بولبي، ١٩٨٠) حيث أشار إلى أن أعظم مخاوف الطفل تکون ناتجة عن شعوره بالرفض وحينها سيکون متشوقاً للحب وقد يدفعه ذلک للقيام ببعض السلوکيات غير المرغوبة مثل العدوان والسرقة والشعور بالإثم                  وحب الانتقام.

واهتمت دراسة هنادي الهروط (٢٠٠٠) باستقصاء العلاقة بين أنماط التعلق بالأم في مرحلة الطفولة المتأخرة وبين الکفاءة الاجتماعية والقلق لدى الأطفال في هذه المرحلة. کما هدفت إلى التعرف إلى مدى التماثل القائم بين أنماط التعلق بالأم وأنماط التعلق بالأصدقاء. واستناداً إلى مقياس برنين وشيفر،١٩٨٩ المسمى باسم " المقياس متعدد الفقرات لأساليب التعلق لدى الراشدين " تم اشتقاق مقياس للتعلق بالأم، وآخر للتعلق بالأصدقاء عربت في کل منهما وعدّلت فقرات تناسب موضوع التعلق في کل حالة. تکونت عينة الدراسة من (٤٠٠) طالب وطالبة من الصف السادس الأساسي أشارت نتائج الدراسة إلى وجود أثر لأنماط التعلق على متغيرات الکفاءة وعلى متغير القلق. ولم يکن هناک علاقة دالة بين أنماط التعلق والجنس على متغيري القلق.

وفي دراسة طولية لتطور التعلق قام جونيلا وريديل وهاجيکول                                   ( Rydell,A; Hagekull,B; Gunilla,B,2000) بتتبع تطور التعلق من عمر ١٥شهراً إلى سن ٨-٩ أعوام، بالإضافة لمعرفة علاقة نوع التعلق في سن ١٥ شهراً بالأداء الاجتماعي في سن المدرسة، طبقت الدراسة على عينة من ٩٦ طفلاً من عمر ١٥شهراً إلى عمر ٨-٩ سنوات، تمت دراسة التعلق في مرحلة الطفولة  وفي عمر المدرسة باستخدام إجراء الموقف الغريب مع اختبار قلق الانفصال، کما تمت دراسة الأداء الاجتماعي في سن المدرسة من خلال تقييمات الأم والمعلمين، والملاحظات في المدرسة بالإضافة للتقارير الذاتية للأطفال. أظهرت النتائج التنبؤية أن الرضع الذين کانوا آمنين في سن الرضاعة کانوا أکثر نشاطاً اجتماعياً وأکثر إيجابية وشعبية في سن الدراسة، ولديهم قلق اجتماعي أقل من الأطفال الذين کانوا غير آمنين، إلا أنه لم يکن هناک فرق بين فئتي التعلق المقاوم والمتجنب حيث کان أداءهم الاجتماعي متشابه، کما أشارت النتائج لاستمرارية التعلق الآمن في سن الرضاعة والسن المدرسي.  

واهتمت دراسة ستامز وجوفر وفان ومارينوس ( Stams ;Juffer ;Van ; and Marinu ,2002) بدراسة حساسية الأمومة وتعلق الأطفال والحالة المزاجية في مراحل الطفولة المبکرة کمنبئ للتوافق في الطفولة الوسطى٬ أشارت النتائج  إلى أن البنات عامة أفضل توافقاً من البنين في جميع عناصر التوافق عدا النمو المعرفي کما يتميزن بسهولة الارتباط المزاجي بالمستويات الاجتماعية العالية والنمو الإيجابي للشخصية کما أن مشکلاتهن السلوکية أقل من البنين٬ وأوضحت النتائج أن التعلق الآمن  وحساسية الأمومة ليست دائماً منبئات جيدة للمستويات العليا من حيث متغير التوافق الاجتماعي وبخاصة النمو المعرفي٬ وکذلک وجدت الدراسة أن سوء تنظيم التعلق عند الأطفال يترافق مع وجود صعوبات مزاجية لديهم خاصة تلک التي تنبئ بمعدل أقل من حيث القدرة على الضبط الأمثل للأنا وکذلک  انخفاض  النمو المعرفي ، وقد تکون هذه الدراسة اکثر ارتباطاً بموضوعنا حيث درست التعلق کمنبئ للتوافق وتوصلت لنتيجة مختلفة قليلاً عما سبق، لکن ما يثير التساؤل هو أن الدراسة أشارت لتفوق البنات من ناحية التوافق والمستويات الاجتماعية والشخصية لکنها لم توضح إذا ما کن متفوقات في التعلق أم لا.

دراسةالشهوان (٢٠٠٢) سعت الدراسة لاستقصاء أنماط التعلق بالوالدين المصاحبة للإساءة الوالدية للأطفال من جهة، ومظاهر سوء التکيف لدى الأطفال من جهة أخرى، تکونت العينة من (٤٦٠) طالباً و طالبةً من الصف الثامن الأساسي تم اختيارهم عشوائياً من مدارس مديرية التربية و التعليم، استفادت الباحثة من مقياس أنماط التعلق لبرنيين و شيفر١٩٩٥ الذي ترجمته الباحثة الهروط في عام١٩٩٩ وعدلته للبيئة الأردنية، کما اعتمدت الباحثة مقياس ممارسه الإساءة الوالدية للطراونة ١٩٩٠ لقياس الإساءة للأطفال، وقامت الباحثة بتعريب وتعديل مقياس الصحة العامة Goldberg & William ,1991 لقياس التکيف لديهم، وبناء على نتائج الدراسة فقد وقع ٣٤.٧٪ من الأطفال ضمن التعلق الآمن، بينما کان ٢١.٣٪ ضمن التعلق المنشغل، و ٣٣.٧٪ ضمن التعلق الخائف، و ١٠.٩٪ في التعلق النابذ،  کما أشارت النتائج لوجود أثر رئيس لأنماط التعلق الوالدي على متغيرات الإساءة وعلى متغيرات التکيف، وأشارت النتائج أن الاختلاف الرئيس يکمن بين التعلق الآمن و التعلق الخائف في کل الحالات ولصالح التعلق الآمن، في حين لم يظهر فرق دال في تحليل البيانات الخاصة بالأم بين النمطين النابذ، المنشغل و بين النمط الآمن کما لم يظهر فرق دال بينهما وبين النمط الخائف في نفس الوقت. وقد ظهر أثر رئيسي للجنس على مقياس التعلق بالأم على أبعاد الصحة النفس جسدية والتحرر من الاکتئاب الشديد والانتحار والإساءة الجسدية الشديدة والإکراه والإساءة بالضرب، وتشير إلى أن الذکور يتمتعون بتکيف نفسي أفضل من الإناث رغم تعرضهم لدرجة أکبر من الإساءة الجسمية بوجه عام من الإناث، وقد جرت مناقشة النتائج في  إطار نظرية بولبي في التعلق ونتائج الدراسات التي تدل على أن الاساءة الوالدية تدخل کعنصر هام من عناصر الممارسات الوالدية التي تحدد نمط التعلق ومضامينه المعرفية - الاجتماعية والتي تحدد بدورها تکيف الفرد في مرحله الطفولة ومراحل العمر اللاحق. 

کما قام  أبيلا وهانکين و هاي إي وآدامز و فينوکوروف (Abela; Hankin ; Haigh ; Adams ; and Vinokuroff , 2005)  بدراسة لمعرفة تأثير التعلق غير الآمن  في ظهور الاکتئاب وذلک على عينة قوامها ١٤٠ طفل منهم ٦٩ ذکور ، ٧١ إناث تمتد أعمارهم ما بين ( ٦- ١٤) سنة وتحقيقا لهذا الهدف تم الاستعانة بمقياس التعلق غير الآمن  بالوالدين للأطفال، المقابلة الإکلينيکية للأطفال، أوضحت النتائج أن هناک علاقة ارتباطية موجبة بين التعلق غير الآمن  والرعاية الوالدية المفرطة لدى الأطفال وظهور أعراض الاکتئاب لديهم، وأن هناک ارتباط موجب بين التعلق غير الآمن  والرعاية الوالدية المفرطة والتاريخ الماضي لنوبات الاکتئاب الوالدي والمؤدية لظهور الأعراض الاکتئابية الحالية للأطفال.

وأجرى ليزابث (2006  Lisabeth,(  دراسة هدفت لبحث العلاقة بين سلوکيات الأمهات خلال فترة التفاعلات بين الأم والطفل في عمر من ٧-٣٦ شهر وتحصيل الذکاء في عمر ٣٦ شهر بالإضافة لمعرفة تأثير الذکاء الأموي وتعليم الأم على سلوک التعلق أشارت النتائج إلى وجود علاقة دالة بين سلوکيات الأم وتحصيل الذکاء لدى الطفل في عمر ٣٦ شهر کما أشارت النتائج إلي وجود تأثير محدود لذکاء الأم ومستوى تعليمها على سلوکيات التعلق.

وبالرغم من کون هذه الدراسة تبحث التعلق في أعمار صغيرة جداً إلا أن ما يفيدنا هنا النتيجة التي توصلت إلى محدودية تأثير ذکاء الأم على نوع علاقة التعلق، فهذا يشير أن التعلق يؤثر أيضا على العمليات المعرفية للطفل.

کما قام البغدادي ( ٢٠٠٨)  بدراسة هدفت لتحليل الفروق بين الأطفال ذوي التعلق الآمن  - غير الآمن  في المشکلات النفسية، کما هدفت لتحليل الفروق بين أطفال الأمهات العاملات - غير العاملات في درجة التعلق الآمن  - غير الآمن، تکونت العينة من ٣٠٠ طفل من المستوى الأول لرياض الأطفال ١٤٥ ذکور ، ١٥٥ إناث ، طبق عليهم مقياس سلوک التعلق، ومقياس المشکلات النفسية بالإضافة لاستمارة البيانات الأولية وجميع الأدوات من إعداد الباحث، أشارت النتائج لوجود فروق دالة إحصائياً في المشکلات النفسية بين أطفال عينة الدراسة ذوي التعلق الآمن  - غير الآمن  لصالح الأطفال ذوي التعلق غير الآمن، کما أشارت لوجود فروق في المشکلات النفسية بين الجنسين، ووجدت فروقاً دالة في درجة التعلق غير الآمن  بين أطفال الأمهات العاملات وغير العاملات لصالح الأمهات غير العاملات . وتعتبر هذه النتيجة أيضاً مطابقة للنتائج السابقة. باستثناء ما ورد عن عمل الأم فهي تعتبر نقطة مهمة ربما يتوجب التأکد منها في دراسات اخرى.

وفي دراسة أخرى للباحثين  محمد و شعلان ( ٢٠١٣) والتي هدفت لقياس العلاقة بين التعلق التجنبي والثقة بالنفس لدى أطفال الرياض ، طبقت الدارسة على (٢٥٠ ) طفل من أطفال الرياض مع الاستعانة بأمهاتهم للإجابة على المقياسين، وقد قام الباحثان ببناء مقياس التعلق التجنبي، وتبنيا مقياس الثقة بالنفس للباحثة علا حسين علوان ،٢٠٠٩، وقد أشارت النتائج إلى أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين أطفال الروضة والتمهيدي في متغير التعلق التجنبي لصالح أطفال التمهيدي، کما لم توجد فروق دالة إحصائياً بين الذکور والإناث في متغير التعلق التجنبي، وقد کانت هناک علاقة دالة إحصائياً بين التعلق التجنبي والثقة بالنفس.

وفي دراسة ليکومبت و موس وسير و باسکوز(Lecompte, Moss, Cyr, Pascuzzo, 2013) هدفت هذه الدراسة الطولية لمعرفة الارتباط بين أنماط التعلق في              سن ما قبل المدرسة بالقلق والاکتئاب في مرحلة ما قبل المراهقة، طبقت الدراسة على             عينة من ٦٨ طفلاً في عمر ٣-٤ سنوات، استخدم الباحثون إجراء الفصل عن الأم            لدراسة التعلق في عمر ٣-٤ سنوات، کما استخدموا استبيان دومينک التفاعلي                 Dominic Interactive Questionnaire لتقييم أعراض الاکتئاب في عمر ١١-١٢ سنة، کما استخدموا اختبار التصور الشخصي للطفل Self-Perception Profile for Children لدراسة احترام الذات، وقد أشارت النتائج إلى أن الأطفال ذوي التعلق غير المنتظم             سجلوا درجة أعلى من القلق والاکتئاب ودرجة أقل في تقدير الذات من أصحاب النمط             الآمن، کما کان تقدير الذات وسيطاً جزئياً بين الارتباط ما قبل المدرسة وأعراض الاکتئاب             في سن المراهقة، وتؤيد هذه النتائج فکرة أن التعلق المبکر واحترام الذات ينبغي أن              يکونا موضوعين محوريين في برامج الوقاية للصغار.

وفي دراسة  محمد( ٢٠١٤) لبحث العلاقة بين ما وراء الانفعال الوالدي ونمط التعلق لدى الطفل، طبقت الدراسة على عينة من (١١٢) طفل وطفله من أطفال المرحلة الابتدائية و الصف الأول الاعدادي، تراوحت اعمارهم من ١١-١٣ عام، بينما تراوحت أعمار أمهاتهم من ٣٨-٤٦ عام، منهم ٨٨ أماً حاصلات على مؤهل جامعي و ٢٠ أمّاً حاصلات على دراسات عليا، و ٤ أمهات يحملن موهلاً متوسطاً ويعملن في التدريس والصحة والمجالس المحلية ، استخدم الباحث مقياس کاتز،هوفين  والذي کان قد قننه وعربه في دراسة سابقة عام ٢٠١٣، کما قام الباحث بتعريب مقياس نانسي کولينز ، ١٩٩٦ لقياس التعلق الوالدي للأطفال، وتشير النتائج لوجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الأمهات في ما وراء الانفعال الوالدي  ( وعي الأم بانفعالها الخاص/ وعي الأم بانفعال طفلها /إدارة الأم لانفعال الطفل ) ومجموعات أنماط التعلق آمن / غير آمن لصالح التعلق الآمن.

وفي دراسة العمري ( ٢٠١٤) التيهدفت لمعرفة مدى الفروق في التعلق الوجداني بالوالدين والأصدقاء لدى الأحداث الجانحين وغير الجانحين، طبقت الدارسة على ١٥٣ فرد من الأحداث الجانحين وغير الجانحين في الفئة العمرية (١٣-١٨) سنة٬ ولتحقيق أهداف البحث استخدم الباحث مقياس التعلق بالوالدين والأصدقاء الذي أعده إرمسيدن وجرنبيرج ١٩٨٧ ٬وتشير نتائج الدراسة  أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين أفراد العينة في التعلق الآمن  بالوالدين والأصدقاء لصالح غير الجانحين، کما توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد العينة في درجات أنماط التعلق بالوالدين عدا بعد الثقة بالأب، ولا توجد فروق دالة في أنماط التعلق بالأصدقاء عدا بعد الثقة.

أجرى  العبيدي و الساعدي ( ٢٠١٥) دراسة بعنوان التعلق الآمن وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، ولتحقيق هذا الهدف فقد استخدم الباحثان مقياس التعلق الآمن الذي أعدته الباحثة  أحمد في عام ٢٠١١ بعد التأکد من صدقة وثباته، طبق المقياس على عينه من ٤٠٠ تلميذ من تلاميذ المرحلة الابتدائية، الصف  ( الأول / الثاني )، وقد أظهرت النتائج أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين الذکور والإناث في متغيري (التعلق الآمن  والتفاعل الاجتماعي )، کما وجدت علاقة ارتباطية موجبة بين التعلق الآمن والتفاعل الاجتماعي. وهذا يدعم الاتجاهات الحديثة في التعلق والتي ترى أن التعلق الآمن يرتبط بجميع نواحي النمو الإيجابي.

دراسة خليفة (٢٠١٥) هدفت الدراسة للکشف عن أنماط التعلق وعلاقتها بالتوافق النفسي لدى الطلبة في فلسطين، في ضوء متغيري الجنس والصف الدراسي، تکونت العينة من (٢٣٥) طالباً وطالبة من طلبة الصفوف الرابع والخامس والسادس في المدارس الابتدائية، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بتطوير مقياسين هما: مقياس أنماط التعلق، مقياس التوافق النفسي المدرسي، وقد توصلت النتائج إلى: أن نمط التعلق السائد هو نمط التعلق الآمن ، تلاه نمط التعلق القلق، بينما کان الأقل شيوعاً هو نمط التعلق التجنبي، کما وجدت فروقاً تعزى لأثر الجنس في نمط التعلق التجنبي لصالح الذکور، ولم توجد فروق تعزى للجنس في نمط التعلق الآمن  والقلق، ووجدت فروق في نمط التعلق التجنبي تعزى للصف المدرسي بين الصف الرابع والخامس لصالح لصف الخامس ولم توجد فروق دالة في نمط التعلق الآمن  تعزى للصف المدرسي، ووجدت علاقة ارتباطية إيجابية دالة بين نمط التعلق الآمن والتوافق النفسي المدرسي ککل وجميع أبعاده، کما وجدت علاقة سلبية بين کل من نمطي التعلق التجنبي والقلق وبين التوافق النفسي المدرسي.

 وفي دراسة أحمد (٢٠١١) التي تناولت العلاقة بين التعلق الآمن بالأم والخوف الاجتماعي لدى أطفال الرياض، وتحقيقاً لأهداف البحث قامت الباحثة ببناء مقياسي التعلق الآمن بالأم والخوف الاجتماعي، وطبق المقياسين على عينة عددها (٣٠٠) طفل من أطفال الرياض، وقد أشارت النتائج لعدم وجود علاقة دالة إحصائياً بين الذکور والإناث في متغيري البحث، کما کانت هناک علاقة دالة إحصائياً بين التعلق الآمن بالأم والخوف الاجتماعي لدى أطفال الرياض.

التعليق على الدراسات السابقة:

يشير واقع ونتائج الدراسات التي تمت مراجعتها إلى:

١- توفر العديد من الدراسات التي ربطت التعلق بالعديد من المتغيرات التي تدل على سوء التوافق ابتداء من  دارسة فوس (١٩٩٩) Foss,et ,1999  والتي أشارت إلى ارتباط التعلق غير الآمن  بسلوکيات انتهاک القانون وارتکاب الجنح واستخدام المخدرات والسرقة، ودراسة هنادي الهروط (٢٠٠٠) حيث أشارت نتائج هذه الدراسة إلى وجود أثر رئيس لأنماط التعلق على متغيرات الکفاءة وعلى متغير القلق ودراسة ستامز وآخرون (٢٠٠٢) Stams,et ,2002التي توصلت إلى أن سوء تنظيم التعلق عند الأطفال يترافق مع وجود صعوبات مزاجية لديهم خاصة تلک التي تنبئ بمعدل أقل من حيث القدرة على الضبط الأمثل للأنا٬ وکذلک  انخفاض  النمو المعرفي، ودراسة أبيلا وزملائه (٢٠٠٥) Abela,et ,2005 والتي أشارت إلى أن هناک ارتباط موجب بين التعلق غير الآمن  والرعاية الوالدية المفرطة والتاريخ الماضي لنوبات الاکتئاب الوالدي والمؤدية لظهور الأعراض الاکتئابية الحالية للأطفال، ودراسة البغدادي ( ٢٠٠٨)  التي توصلت لوجود فروق دالة إحصائياً في المشکلات النفسية بين أطفال عينة الدراسة ذوي التعلق الآمن  - غير الآمن  لصالح الأطفال ذوي التعلق غير الآمن، ودراسة  محمد و شعلان (٢٠١٣) التي توصلت لوجود علاقة دالة إحصائياً بين التعلق التجنبي والثقة بالنفس، ودراسة العمري (٢٠١٤) والتي توصلت إلى أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين أفراد العينة في التعلق الآمن  بالوالدين والأصدقاء لصالح غير الجانحين، وغيرها من الدراسات التي ذُکرت سابقاً والتي أشارت لوجود علاقة بين التعلق وبين العديد من مؤشرات سوء التوافق .

٢-هناک شبه اتفاق تقريباً على تأثير التعلق على متغيرات (الاکتئاب، القلق، العدوان، الانتحار) وغيرها من متغيرات تدل على سوء التوافق.

في ضوء الملاحظات التي ذُکرت سابقاً  ترى الباحثة أن هناک علاقة بين التعلق وسوء التوافق وقد توفرت المؤشرات على ذلک٬  فمن المتوقع أن تکون هناک علاقة دالة تربط بين التعلق والتوافق بمجاليه الشخصي والاجتماعي، حيث تتوقع الباحثة أن التعلق الآمن  سيسهم في تکوين توافق شخصي واجتماعي سليم وبالعکس قد يسهم التوافق غير الآمن  بإعاقة تکوين التوافق٬ مما يبرر إجراء الباحثة لدراستها الراهنة لاستکشاف تلک العلاقة  کما تود الباحثة دراسة تأثير بعض المتغيرات ( عمل الأم، مستوى تعليمها، الحالة الاقتصادية للأسرة) على شکل علاقة التعلق بين الأم والطفل، حيث تتوقع الباحثة أن تکون هناک فروق بين الأطفال حسب تلک المتغيرات.

فرضيات الدراسة:

بناءً على ما سبق تمت صياغة فرضيات الدراسة، وهي کالآتي:

1-  لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين نمط التعلق في عمر١-٣سنوات ودرجة التوافق (الشخصي، الاجتماعي) في سن ٦-١٢ سنة من وجهة نظر الأمهات.

منهج الدراسة وإجراءاتها

أولاً: منهج الدراسة: 

تنحى هذه الدراسة المنهج الوصفي منهجاً لها, حيث استخدم المنهج الوصفي بشقية الارتباطي لقياس العلاقة بين تعلق الأطفال في سن ١-٣سنوات وتوافقهم الشخصي والاجتماعي في المرحلة العمرية (٦-١٢) سنة.

ثانياً: إجراءات الدراسة:

١- مجتمع الدراسة:

تکون مجتمع البحث من جميع الطالبات المنتظمات في المرحلة الابتدائية النهارية في منطقة الرياض وذلک في العام الدراسي (١٤٣٦-١٤٣٧هـ). وبحسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم فقد تکون المجتمع الکلي من ٥٠٤٥١٦ طالبة. يوضح الجدول التالي توزيع مجتمع الدراسة حسب نوع التعليم.

جدول رقم (٢) توزيع مجتمع الدراسة حسب نوع التعليم

نوع التعليم

حکومي صباحي

أهلي صباحي

المجموع

عدد الطالبات

٣٨٠٣٨٥

١٢٤١٣١

٥٠٤٥١٦

٢-عينة الدراسة:

أ‌-       العينة الاستطلاعية : تکونت العينة الاستطلاعية من ٦٤ طالبة من الطالبات المنتظمات في المدارس الابتدائية النهارية في مدينة الرياض وذلک خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي ١٤٣٦- ١٤٣٧ هـ.

ب‌-العينة النهائية: تکونت العينة من (٨٥٢) طالبة من الطالبات المنتظمات في المدارس الابتدائية النهارية في منطقة الرياض، تم اختيارهن بالطريقة العشوائية العنقودية، حيث تم تقسيم المناطق إلى: (شمال، شرق، جنوب، غرب، وسط) ثم تم تحديد الأحياء في کل منطقة، واختيار حي من کل منطقة بطريقة عشوائية بسيطة "طريقة السحب بالقرعة"، وبالاستعانة بمواقع وزارة التربية والتعليم تم تحديد المدارس التابعة لکلِّ حي ثم اختير من کل حي مدرستان (مدرسة أهلية، مدرسة حکومية) وذلک بطريقة عشوائية بسيطة، وبعد جمع الاستبانات تم استبعاد الاستبانات الغير مناسبة، لأسباب مختلفة کالاستبانات غير المکتملة، أو النمطية في الإجابة(الترکيز على بديل واحد فقط لجميع البنود)، أيضا تم استبعاد الأعمار غير المناسبة، وأصحاب الإعاقات، والأطفال الذين لا يعيشون مع أسرهم، وکذلک الذکور، وبهذا فقد تکونت العينة النهائية من ٨٥٢ طالبة ، مع التنويه لنقطة مهمة، فنظراً لصعوبة عينة الدراسة، حيث أن المقاييس تطبق على أمهات الأطفال وليس الأطفال أنفسهم، هنا واجهت الباحثة صعوبة في إيجاد طريقة لسحب العينة بطريقة عشوائية، وقد رأت الباحثة بعد الاستعانة برأي المشرف وأعضاء لجنة مناقشة الخطة أن يتم إرسال الاستبانات مع أطفال المدارس إلى أمهاتهم ومن ثم استعادتها منهم، ولهذا فقد واجهت مشکلة في قلة العائد من الاستبانات حيث تم توزيع ٢٠٠٠ استبانة، عاد منها ١٠٠٠ استبانة ، وبعد الاستبعاد تبقى ٨٥٢فقط

٤-أدوات الدراسة:

لتحقيق أغراض الدراسة تم استخدام الأدوات الآتية:

أولا: مقياس أنماط التعلق من إعداد الباحثة:

لإتمام متطلبات الدراسة الحالية قامت الباحثة بتصميم مقياس يقيس أنماط التعلق            لدى أطفال المدارس الابتدائية في مرحلة الطفولة من (٦-١٢) سنة عندما کانوا في سن             المهد ١-٣ سنوات، يطبق على الأمهات. وسعياً لبناء مقياس مناسب قامت الباحثة             بالاطلاع على الأطر النظرية، وعلى العديد من المقاييس الموجودة في الميدان، کمقياس اليرموک ( أبو غزال وجرادات،٢٠٠٩)، ومقياس الدکتور البغدادي (٢٠٠٨)، والذي             استفادت منه کثيراً نظراً لأنه يقيس التعلق بالاعتماد على نظرية بولبي وهي النظرية التي           بنت الباحثة مقياسها على أساسها، کما استفادت الباحثة من تقنية الموقف الغريب، وبالاطلاع على الأطر النظرية حاولت الباحثة اشتقاق خصائص کل نمط من أنماط التعلق الأربعة،         وعلى هذا الأساس تم بناء المقياس، يهدف المقياس لقياس أنماط التعلق في مرحلة الطفولة            من (٦-١٢) سنة عندما کانوا في سن المهد ١-٣ سنوات، وذلک من وجهة نظر           أمهاتهم، يحتوي المقياس على أربعة أنماط: التعلق الآمن  ويضم ١٧ عبارة  تمثل العبارات (١،٢،٣،٤،٥،٦،٧،٨،٩،١٠،١١،١٢،١٣،١٤،١٥،١٦،١٧) والتعلق المتجنب ويضم ١١ عبارة، تمثل العبارات (١٨،١٩،٢٠.٢١.٢٢.٢٣.٢٤.٢٥.٢٦.٢٧.٢٨)والتعلق المتناقض ويضم ١٤ عبارة، تمثل العبارات (٢٩،٣٠،٣١،٣٢،٣٣،٣٤،٣٥،٣٦،٣٧،٣٨،٣٩،٤٠،٤١،٤٢،) والتعلق المشوش غير المنتظم ويضم ٧ عبارات، تمثل العبارات (٤٣،٤٤،٤٥،٤٦،٤٧،٤٨،٤٩)  تکون الإجابة عليه من قبل الأم أو القائم بالرعاية، حيث تقرأ عبارات المقياس وتختار البديل المناسب  لسلوک طفلها عندما کان في المرحلة العمرية من ١-٣ سنوات٬ وذلک من بين ٤ بدائل ( تنطبق عليه تماماً، تنطبق عليه کثيراً، تنطبق عليه قليلاً، لا تنطبق عليه ابداً)، يتم تصحيح العبارات بوضع الدرجة المستحقة بجوار کل بديل من البدائل الأربع بالشکل التالي        ( تنطبق عليه تماماً =٤، تنطبق عليه کثيراً=٣، تنطبق عليه قليلاً=٢، لا تنطبق عليه ابداً=١)، علماً أنه لا توجد درجة کلية للمقياس.

الخصائص السيکو مترية لمقياس التعلق:

١- صدق المقياس: 

للتأکد من صدق المقياس تم استخدام أدلة الصدق الآتية وهي:

أ‌-   صدق المحکمين:

لحساب صدق المحکمين، قامت الباحثة بعرض المقياس على عدد من المحکمين من المتخصصين والباحثين من أعضاء هيئة التدريس في قسم علم النفس، ونظراً لدقة ظاهرة التعلق وعمقها فقد تم حصر التحکيم على المتخصصين في علم النفس النمو فقط، وذلک للاستعانة بآرائهم حول صلاحيته في قياس ما صمم من أجله الملحق رقم (١) يوضح أسماء الأساتذة المحکمين،  وبعد جمع آرائهم وملاحظاتهم تمت إعادة صياغة بنود المقياس وفق المقترحات الواردة حيث اعتمدت الباحثة معيار (٨٠%) من إجماع اللجنة لتعديل العبارات، وبذلک فقد تم حذف بعض الفقرات، وإعادة صياغة بعضها. والجدول (٣ ) في الملحق يوضح المقياس في صورته النهائية .

ب‌-        الاتساق الداخلي:

قامت الباحثة بحساب الاتساق الداخلي للمقياس باستخدام معامل ارتباط بيرسون لحساب قيم معاملات الارتباط بين درجة کل بند والدرجة الکلية لکل نمط٬ ويوضح الجدول التالي معاملات الارتباط التي تعبر عن صدق الاتساق الداخلي للأنماط.

جدول رقم (٤ )

معاملات ارتباط بنود مقياس التعلق بالدرجة الکلية للنمط المنتمية إليه

(العينة الاستطلاعية: ن=٦٤)

النمط

م

معامل الارتباط

م

معامل الارتباط

م

معامل الارتباط

التعلق الآمن

١

٠.٤٤١٨**

٧

٠.٢٤٩٣**

١٤

٠.٢٩٣٢**

٢

٠.٥٠٥٠**

٩

٠.٤٧٠٢**

١٥

٠.٣٦٠٢**

٣

٠.٥٢٠٠**

١٠

٠.٤٦٤١**

١٦

٠.٣١٣٠**

٤

٠.٥٢٤٩**

١١

٠.٢٠٦٣**

١٧

٠.٣٨٨٨**

٥

٠.٤٧٠٠**

١٢

٠.٣٥٤١**

١٨

٠.٤٠٦٨**

٦

٠.٣٣٥٠**

١٣

٠.٤٣٦٦**

 

 

التعلق المتجنب

١٩

٠.٤١١٩**

٢٣

٠.٤٦٦٠**

٢٧

٠.٥٥٦٣**

٢٠

٠.٢٠٣٩**

٢٤

٠.٦٣٦٣**

٢٨

٠.٥٨٧٠**

٢١

٠.٤٦٥٦**

٢٥

٠.٦٥٩٥**

٢٩

٠.٥٤٧٠**

٢٢

٠.٤٢٨٧**

٢٦

٠.٥٤٢١**

٣٠

٠.٥١٨٢**

التعلق المتناقض

٣١

٠.٥٠٩٥**

٣٦

٠.٧٨٩٤**

٤١

٠.٦٦٥٤**

٣٢

٠.٥٤٤٢**

٣٧

٠.٧٠٧٨**

٤٢

٠.٧٨٩٨**

٣٣

٠.٥٧٦٦**

٣٨

٠.٥٨١٢**

٤٣

٠.٧٥٦١**

٣٤

٠.٦٨١٢**

٣٩

٠.٥٤٢٨**

٤٤

٠.٧٧٥٦**

٣٥

٠.٧٤٥٧**

٤٠

٠.٧٢٣٩**

 

 

التعلق المتحير غير المنتظم

٤٥

٠.٦٤٣٩**

٤٨

٠.٧١٥١**

٥١

٠.٥٣٦٢**

٤٦

٠.٥٩٧٨**

٤٩

٠.٧٣٨٦**

٥٢

٠.٦٦٦٢**

٤٧

٠.٥٨١٦**

٥٠

٠.٧٠٠٠**

 

 

يتضح من الجدول السابق أن جميع البنود کانت دالة عند مستوى الدلالة (٠،٠١)، إلا أنه تم حذف العبارتين ١١،٢٠ لضعف ارتباطهما بالدرجة الکلية للنمط، کما تم حذف العبارة رقم ٤٨ لصعوبة فهمها من غالبية أفراد العينة.

٢- ثبات المقياس:

تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة الفا کرونباخ لکل نمط، حيث لا توجد درجة کلية للمقياس، ويوضح الجدول التالي معاملات الثبات للمقياس بعد حذف الفقرات (٤٨٬٢٠٬١١) في صدق الاتساق الداخلي.

جدول رقم (٥)

معاملات ثبات مقياس التعلق

(العينة الاستطلاعية: ن=٦٤)

النمط

عدد البنود

معامل ثبات ألفا کرونباخ

التعلق الآمن

١٧

٠.٧١

التعلق المتجنب

١٢

٠.٧٢

التعلق المتناقض

١٤

٠.٩١

التعلق المتحير غير المنتظم

٨

٠.٨٠

      يلاحظ أن معاملات الثبات لألفا کرونباخ تراوحت من (٠،٨٠) إلى (٠.٩١)، وهي معاملات ثبات مقبولة لأغراض الدراسة الحالية.

ثانيا: مقياس التوافق الشخصي والاجتماعي من إعداد الباحثة:

قامت الباحثة بتصميم مقياس يقيس التوافق النفسي للأطفال من سن (٦-١٢) سنة، وسعياً لبناء مقياس مناسب قامت الباحثة بالاطلاع على الأطر النظرية والمقاييس الموجودة            في الميدان، کمقياس التوافق النفسي للطفل للباحثتين أماني وإسراء عبد المقصود              (٢٠١٣)، ومقياس التوافق النفسي والاجتماعي المدرسي للباحثة حسين (٢٠١١)، بالإضافة لقائمة ملاحظة سلوک الطفل لکامل(٢٠٠٨)، ومقياس التوافق النفسي والاجتماعي لطفل       الروضة (الجنابي،٢٠٠٢) وذلک للاستفادة من العبارات الموجودة فيها، يحتوي المقياس              على بعدين: البعد الأول يقيس التوافق الشخصي والذي يعرف بأنه حالة من توافق الطفل            مع ذاته من خلال اعتماده على ذاته، وخلوه من الأعراض العصابية والعيوب الجسمية            وشعوره بالحرية الذاتية، يتکون هذا البعد من (٢٠) عبارة تمثل العبارات                           ( ١،٢،٣،٤،٥،٦،٧،٨،٩،١٠،١١،١٢،١٣،١٤،١٥،١٦،١٧،١٨،١٩،٢٠ ) والبعد الثاني يقيس التوافق الاجتماعي والذي يعرف بأنه مرونة الفرد في تغيير أنماط سلوکه من أجل الموائمة بين ما يحدث له من تغييرات متباينة وبين ظروف البيئة المحيطة به.ويتکون من(١٨)عبارة تمثل العبارات(٢١،٢٢،٢٣،٢٤،٢٥،٢٦،٢٧،٢٨،٢٩،٣٠،٣١،٣٢،٣٣،٣٤،٣٥،٣٦،٣٧،٣٨،٣٩،٤٠،٤١،٤٢)، تتم الإجابة على فقرات المقياس عبر مدرج رباعي(دائماً=٤، غالباً=٣، نادراً=٢، ابداً=١).

الخصائص السيکو مترية لمقياس التوافق الشخصي والاجتماعي:

اولا /صدق المقياس:

أ‌-    صدق المحکمين 

قامت الباحثة بعرض المقياس على ٩ محکمين من المتخصصين والباحثين من أعضاء هيئة التدريس في قسم علم النفس، وذلک للاستعانة بآرائهم حول صلاحيته في قياس ما صمم من أجله الملحق رقم (٢) يوضح أسماء السادة المحکمين وقد تم اعتماد المحک (٨٠%) للحکم على صلاحية البنود، وبعد جمع آرائهم وملاحظاتهم تمت إعادة صياغة بنود المقياس وفق المقترحات الواردة حيث تم حذف بعض الفقرات، وإعادة صياغة بعضها، کما تمت إضافة فقرات أخرى في ضوء ما اقترح من المحکمين والملحق رقم (٤) يوضح المقياس في صورته النهائية.

ب‌-         الاتساق الداخلي

تم قياس الاتساق الداخلي للمقياس باستخدام معامل ارتباط بيرسون لحساب قيم معاملات الارتباط بين درجة کل بند والدرجة الکلية لکل بعد ويوضح الجدول التالي معاملات الارتباط التي تعبر عن صدق الاتساق الداخلي للأبعاد

جدول رقم (٦)

معاملات ارتباط بنود مقياس التوافق بالدرجة الکلية للبعد المنتمية إليه

(العينة الاستطلاعية: ن=٦٤)

البعد

م

معامل الارتباط

م

معامل الارتباط

م

معامل الارتباط

التوافق الشخصي

١

٠.٥٣٩١**

٩

٠.٤١٠٣**

١٧

٠.٥٩٢٧**

٢

٠.٣٠٤٠*

١٠

٠.٤٨٣٦**

١٨

٠.٢٤٢٥

٣

٠.٦٢٤٣**

١١

٠.٠٧٣٤

١٩

٠.٤٧٩٨**

٤

٠.٦٠٤٧**

١٢

٠.٤٢٠٨**

٢٠

٠.٢٧٠٣*

٥

٠.٤٠٦٤**

١٣

٠.٥٥٦٤**

٢١

٠.٥١٧٩**

٦

٠.٥٢٤٤**

١٤

٠.٥١٦٦**

٢٢

٠.٢٣٦٨

٧

٠.٥١٤٣**

١٥

٠.٦٢٦٥**

٢٣

٠.٥١٥٦**

٨

٠.٤٦٠٦**

١٦

٠.٥٥٠٩**

٢٤

٠.٠٦٩١

التوافق الاجتماعي

٢٥

٠.٥٨٧٨**

٣٢

٠.٤٥٢٣**

٣٩

٠.٦٣٣٧**

٢٦

٠.٦٩٤٤**

٣٣

٠.٤٨٤٢**

٤٠

٠.٧١٩٨**

٢٧

٠.٦٥٩١**

٣٤

٠.٦٥٢١**

٤١

٠.٧١٨٣**

٢٨

٠.٧٠٧٤**

٣٥

٠.٥٧٥٤**

٤٢

٠.٦٥١٥**

٢٩

٠.٦٧٥٢**

٣٦

٠.٥٢٣٤**

٤٣

٠.٧٨٧٥**

٣٠

٠.٥١١٨**

٣٧

٠.٧٢٢٨**

 

 

٣١

٠.٠٩٧٦

٣٨

٠.٦٤٣٨**

 

 

* دالة عند مستوى ٠.٠٥

** دالة عند مستوى ٠.٠١

نلاحظ أن العبارات کانت دالة عند مستوى ٠.٠١ باستثناء العبارات ١١، ٢٤، ٣١ ٬کما کانت العبارتان ١٨، ٢٢ ضعيفتين حيث کان معامل الارتباط أقل من ٠.٣ وبذلک تم حذف هذه العبارات.

ثانيا / ثبات المقياس:

تم حساب معامل الثبات للمقياس باستخدام معادلة الفا کرونباخ، کما تم قياس الثبات بطريقة التجزئة النصفية ويوضح الجدول التالي معاملات الثبات للمقياس

جدول رقم (٧)

معاملات ثبات مقياس التوافق

(العينة الاستطلاعية: ن=٦٤)

البعد

عدد البنود

معامل ثبات ألفا کرونباخ

معامل ثبات التجزئة النصفية

التوافق الشخصي

٢٠

٠.٨٣

٠.٨٢

التوافق الاجتماعي

١٨

٠.٨٤

٠.٧٢

يوضح الجدول أن مقياس التوافق يتمتع بمعاملات ثبات مقبولة، حيث بلغت قيمة معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية ٠.٨٢ للتوافق الشخصي، و٠،٧٢ للتوافق الاجتماعي، بينما بلغت معاملات الثبات بطريقة الفا کرونباخ ٠.٨٣ للتوافق الشخصي، و٠.٨٤ للتوافق الاجتماعي.

خطوات الدراسة:

من أجل تحقيق أهداف البحث قامت الباحثة بإجراء الخطوات التالية:

١.الإطلاع على الأطر النظرية والدراسات المنشورة في الميدان حول متغيري الدارسة للاستفادة منها في تحديد أساسيات الدارسة، وبناء المقاييس.

٢. بناء أدوات الدراسة بالاستفادة من المقاييس السابقة والأطر النظرية وتوجيهات سعادة المشرف ومناقشي الخطة.

٣. عرض المقاييس على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والمختصين بمجال علم النفس للتأکد من سلامة صياغتها ووضوحها وقياسها لما صممت من أجله.

٤. تطبيق المقاييس على عينة استطلاعية، وذلک للتأکد من خصائصها السيکو مترية.

٥. أخذ موافقة الجهات المختصة للسماح بتنفيذ الدراسة، وتسهيل تطبيقها على أمهات طالبات المرحلة الابتدائية النهارية في التعليم العام (حکومي، أهلي)، وذلک خلال العام الدراسي ١٤٣٧،١٤٣٦.

٦. الحصول على إحصائية بعدد الطالبات المسجلات في التعليم العام الصباحي (حکومي، أهلي) خلال العام الدراسي ١٤٣٦،١٤٣٧وذلک من موقع وزارة التعليم.

٧. اختيار أفراد العينة بالطريقة العشوائية العنقودية، حيث تم تقسيم مناطق الرياض (شمال، شرق، غرب، وسط، جنوب)، ثم تحديد الأحياء التابعة لکل منطقة، واختيار حي من کل منطقة بالطريقة العشوائية البسيطة، ثم تحديد المدارس في کل حي بالاستعانة بخدمة مکاني في موقع وزارة التعليم، ثم اختيار مدرسة حکومية ومدرسة أهلية من کل حي بالطريقة العشوائية.

٨.تطبيق الأدوات على عينة الدراسة.

٩. جمع الأدوات والتأکد من سلامتها ومناسبتها لتحقيق أهداف الدراسة، ثم إدخال البيانات واستخدام المعالجات الإحصائية باستخدام برنامج Spss لاستخلاص النتائج.

١٠. تفسير ومناقشة النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ثم کتابة التوصيات والمقترحات.

الأساليب الإحصائية المستخدمة:

للتحقق من صحة الفرضيات والإجابة على أسئلة الدراسة، قامت الباحثة باستخدام الأساليب الإحصائية التالية:

  • للإجابة على السؤال الوصفي تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.
  • للتأکد من صحة الفرضية الأولى تم استخدام معامل ارتباط بيرسون لفحص العلاقة بين أنماط التعلق في المرحلة العمرية من ١-٣ سنوات والتوافق الشخصي والاجتماعي في المرحلة العمرية من ٦-١٢ سنة.

عرض النتائج ومناقشتها

المحور الأول: النتائج المتعلقة بالإجابة على السؤال الوصفي للدراسة:

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: ما أنماط التعلق الشائعة في المرحلة العمرية (٦-١٢) عندما کانوا في سن المهد ١-٣ سنوات من وجهة نظر الأمهات؟

للإجابة على هذا السؤال قامت الباحثة بحساب المتوسطات والانحرافات المعيارية لاستجابات أمهات طالبات المرحلة الابتدائية (٦-١٢) سنة على أنماط مقياس التعلق والجدول التالي يوضح النتائج التي تم التوصل لها:

جدول رقم (٨)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أمهات طالبات المرحلة الإبتدائية (٦-١٢) في أنماط مقياس التعلق وترتيبها تنازلياً

ت

أنماط التعلق

المتوسط* الحسابي

الانحراف المعياري

الترتيب

١

التعلق الآمن

٣.١٦

٠.٣٣

١

٢

التعلق المقاوم

٢.٢٦

٠.٦٧

٢

٣

التعلق المتجنب

٢.٠٤

٠.٤٨

٣

٤

التعلق المتحير غير المنتظم

١.٨٧

٠.٦١

٤

* المتوسط من٤ درجات حيث قسمت الدرجة الکلية للنمط على عدد بنوده نظراً لاختلاف الأنماط في عدد البنود

يتضح من خلال الجدول (٧) أن أکثر أنماط التعلق شيوعاً لدى أطفال المرحلة العمرية (٦-١٢) عندما کانوا في سن المهد من وجه نظر الأمهات هو نمط التعلق الآمن  بمتوسط حسابي (٣.١٦)، يليه نمط التعلق المقاوم بمتوسط حسابي (٢.٢٦)، ثم نمط التعلق المتجنب بمتوسط حسابي (٢.٠٤)،

وأخيراً نمط التعلق المتحير غير المنتظم بمتوسط حسابي (١.٨٧)، وتتفق هذه النتيجة مع غالبية الأطر النظرية التي تشير إلى أن التعلق الآمن  هو الأکثر انتشاراً حيث يشکل (٦٥%) في المجتمع يليه التعلق التجنبي بنسبة (٢٠%)، ثم التعلق المقاوم (١٥%) ، بينما يشکل التعلق غير المنتظم أقل من (١٠%)(الخفش وآخرون،٢٠١٠)، و في مراجعة لدراسات من مختلف أنحاء العالم وجد ايزندوورن و کرونبرج (١٩٨٨) أن توزيع الأطفال ضمن أنماط التعلق يشير إلى شيوع التعلق الآمن  بنسبة ٦٥٪، ثم التجنبي بنسبة ٢٠٪، وأخيراً القلق بنسبة ١٤٪ ، کما اتفقت هذه النتيجة مع کل من (الهروط، ٢٠٠٠)، و(خليفة، ٢٠١٥)، و(الشهوان، ٢٠٠٢)، و(کيال، ٢٠١٦) في أن النسبة الأکثر من الأفراد يقعون في التعلق الآمن ، لکنها خالفت (کيال،٢٠١٦)، في ارتفاع متوسط التعلق التجنبي عن التعلق المقاوم، وهذا مخالف أيضاً لنسب الانتشار العالمية، إلا أن هذه المخالفة لم تکن حصراً على هذه الدراسة بل وافقتها العديد من الدراسات کدراسة (الهروط،٢٠٠)، و(خليفة،٢٠١٥)، و( الشهوان،٢٠٠٢)، لذا تشير الباحثة أنه قد يکون هناک أمر يتوجب الانتباه له، فربما کان اختلاف المراحل العمرية هو السبب وراء ذلک حيث أن الدراسات المتفقة کانت جميعها في المرحلة الابتدائية٬ لذا ربما يتطلب الأمر الحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات للتحقق التجريبي.

کما تفسر الباحثة ارتفاع نسب انتشار التعلق الآمن  بأنه قد يرجع لأساليب المعاملة الوالدية وطريقة تفاعل الوالدين مع الطفل، فقد تکون تلک الأساليب تعزز نمط التعلق الآمن  أکثر من غيره من الأنماط الأخرى حيث ترى الباحثة أن سلوک الأمومة والعناية بالطفل والاهتمام به هو أمر فطري مغروس بداخل کل أم، فنجد الأمهات في جميع الأماکن ومن قديم الأزمان يتصرفون بحنو کبير على أطفالهن إلا ما ندر، ويشترک بهذا الإنسان مع غيره من الحيوانات، فاهتمام الأم بطفلها وحنوها عليه وفزعها ودِفاعها عنه عندما يواجه الخطر أمرٌ أصبح مألوفاً کثيراً٬ وربما يرجع ذلک أيضاً لارتفاع هرمونات معينة تساعد في تنمية عناية الأم بالطفل، حيث تشير تجارب عديدة أن حقن الحيوان بهرمون الاستروجين يدفعه لإظهار سلوک الأمومة، ويمکن منع هذا السلوک في حال حقنه بهرمون البروجستيرون (قنطار،١٩٩٢)، ومن ناحية أخرى تلاحظ الباحثة أنه وفي  أغلب المجتمعات غالباً ما يسود التسامح في  العناية بالطفل الصغير وذلک ليس محصوراً فقط على الأم بل يشمل أغلب أفراد الأسرة، فالمرأة العربية عموماً والخليجية خصوصاً تجد في أمومتها ما يعزز مکانتها واحترامها، فالعادات والتقاليد العربية تعزز دور الأم الناجحة وتجد فيها امرأة جديرة بالاحترام٬ کما أن ديننا الإسلامي يوجه بالعطف على الصغار والعناية بهم والاهتمام بشؤونهم وفي سيرة الرسول الکريم عليه أفضل الصلاة والسلام الکثير مما يشير لعطفه وعنايته بالصغار، فعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعه، ثم کبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي : فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الناس: يا رسول الله! إنک سجدت بين ظهراني صلاتک سجدة أطلتها! حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليک؟! قال: کل ذلک لم يکن؛ ولکن ابني ارتحلني، فکرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) (الألباني،١١٤٠). وفي هذا ما يدل على عظم عنايته بحاجات الطفل النفسية وشدة رحمته بهم، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إنِّي لأدخُلُ في الصلاة، وأنا أُريدُ إِطالتها، فأسمَعُ بکاءَ الصبيِّ، فأتجوَّزُ في صلاتي، ممَّا أعلمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ من بکائِهِ) (رواه البخاري،٧٠٩).وتفسر الباحثة قلة أنماط التعلق غير الآمن بأن الاستثناءات واردة في اغلب الظواهر يوجد عدد قليل من النساء ممن لا يهتممن بصغارهن إلا أنه يُعد أمراً مخالف للفطرة وليس سلوکاً طبيعياً، وهو أمر مخالف للعادات والتقاليد وتعاليم الدين الإسلامي،  لذا ربما کان هذا هو السبب في ندرته وعدم انتشاره، أما عن سبب وجوده فليس هناک سبب وحيد له فهو يرجع للعديد من العوامل التي لم يتم حصرها حتى الأن وربما نکون بحاجة للعديد من الدراسات لمعرفة العوامل الکامنة وراءها وکيفية الوقاية منها والحد من انتشارها.

      المحور الثاني: النتائج المتعلقة بالفرضية: لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين أنماط التعلق في سن ١-٣ سنوات ودرجة التوافق (الشخصي، الاجتماعي) في سن ٦-١٢ سنة من وجهة نظر الأمهات:

      للتحقق من صحة هذه الفرضية قامت الباحثة باستخدام معامل ارتباط بيرسون لقياس العلاقة بين درجات عينة البحث في التوافق النفسي وأبعاده (توافق شخصي، توافق اجتماعي)، وبين درجاتها في أنماط التعلق. والجداول التالية توضح النتائج التي تم التوصل لها:

أ- العلاقة بين أنماط التعلق وبين التوافق الشخصي:

جدول رقم ( ٩)

معاملات ارتباط بيرسون لقياس العلاقة بين درجات أفراد عينة البحث في أنماط مقياس التعلق وبين درجاتهم في التوافق الشخصي

الأنماط

معامل الارتباط

التعلق الآمن

٠.٠٣٧٧

التعلق المتجنب

-٠.٢٨**

التعلق المقاوم

-٠.٣٣**

التعلق المتحير غير المنتظم

-٠.٤١**

     ** دالة عند مستوى٠.٠١ / *دالة عند مستوى ٠.٠٥

يتضح من الجدول رقم (٨) أن العلاقة بين بعد مقياس التعلق: (التعلق الآمن)، وبين التوافق الشخصي غير دالة إحصائياً، مما يشير إلى أنه لا توجد علاقة بين درجات التعلق الآمن لدى عينة البحث، وبين مستوى التوافق الشخصي. ترى الباحثة أن هذا قد يرجع لکون الدراسة استعادية (تعتمد على تذکر سلوکيات الطفل في مرحلة الطفولة)، کما أن المقياس تتم الإجابة علية من قبل الأم، فقد يکون هناک نوع من التحيز في الإجابة على البنود حيث تميل الأم غالباً لتحسين صورة الطفل.

کما يتضح من الجدول رقم ( ٨) أن هناک علاقات عکسية (سالبة) بين أنماط مقياس التعلق: (التعلق المتجنب، التعلق المقاوم، التعلق غير المنتظم)، وبين التوافق الشخصي، مما يشير إلى أنه کلما ارتفعت درجات تلک الأنماط لمقياس التعلق لدى عينة البحث، انخفض مستوى التوافق الشخصي، وکانت تلک العلاقات دالة إحصائياً عند مستوى ٠.٠١، وهنا تشير الباحثة إلى أن أساليب الحياة والمواقف الضاغطة قد لا تکون هي السبب المباشر في إحباطات الفرد وتوتره وقلقه وسوء توافقه، ولکن طريقة تعامل الفرد مع تلک المواقف ربما هي الفيصل في الموضوع، فقوة شخصية الفرد وثقته بنفسة وصلابته ومرونته واستخدامه للأساليب السوية  في التعامل مع تلک المواقف تلعب دوراً مهماً لا يمکن تجاهله، وبالاستناد للنظريات المفسرة للتعلق کنظريتي Bowlby واريکسون  تساهم العلاقة الجيدة والآمنة للطفل مع أبويه في شعوره بالأمن وتکوينه للثقة في نفسه وفي الآخرين، مما يمکنه من مواجهة الضغوط واستخدام الأساليب التوافقية الفعالة والمناسبة وصولاً للنجاح وخفض التوتر، وهذا ما قد لا يتوفر للطفل ذي التعلق غير الآمن  فقلة الثقة قد تجعله أقل مرونة في التعامل  الجيد في تلک المواقف لذا فقد يکون  معرضاً للوقوع في سوء التوافق أکثر من أصحاب التعلق الآمن . وهذا يتفق مع ما أشارت له سامية عبد النبي (٢٠١٤) في إحدى دراساتها والتي أشارت إلى أنَّ الأفراد ذوو التعلق غير الآمن  يتعرضون للعديد من الضغوط الأکاديمية، والأسرية، والنفسية والاجتماعية، والتي يواجهونها بأساليب مواجهة لا سوية، وقد أکدت نتائج دراستها على إسهام أنماط التعلق في التنبؤ بأساليب مواجهة الضغوط النفسية التي يستخدمها الفرد، فحين يدرک الطفل الرفض من قبل والديه ويشعر بعدم الحب والإهمال في تفاعلاته مع والديه فإنه يميل لتکوين تمثيلات عقلية عن نفسه بأنه مکروه وغير کفء وقد يؤدي ذلک لتنمية استعدادات معرفية وانفعالية لا توافقية تتضمن تقدير الذات السلبي والتبلد الانفعالي وعدم الثبات الانفعالي.

وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة کوباک (Kobak,1998) والتي أشارت إلى أن اضطراب العلاقة مع الوالدين والأقران يؤدي لزيادة الأعراض المرضية ( قلق، اکتئاب، عدوانية) .، کما اتفقت مع دراسة الهروط (٢٠٠٠) والتي أشارت لوجود أثر رئيسي لأنماط التعلق على متغيرات الکفاءة والقلق، کما اتفقت مع ستامز وآخرون( ٢٠٠٢) والتي وجدت أن سوء تنظيم التعلق عند الأطفال يترافق مع وجود صعوبات مزاجية لديهم خاصة تلک التي تنبئ بمعدل أقل من حيث القدرة على الضبط الأمثل للأنا وکذلک انخفاض النمو المعرفي، کما اتفقت مع دراسة البغدادي(٢٠٠٨) والتي أشارت لوجود فروق في المشکلات النفسية للأطفال ذوي التعلق الآمن  وغير الآمن  وکانت لصالح الأطفال ذوي التعلق غير الآمن ، کما اتفقت مع دراسة محمد وشعلان (٢٠١٣) والتي أشارت لوجود علاقة بين التعلق التجنبي والثقة بالنفس، وأخيراً اتفقت مع دراسة أحمد(٢٠١١) والتي أشارت لوجود علاقة دالة إحصائياً بين التعلق الآمن  بالأم والخوف الاجتماعي لدى أطفال الرياض. 

ب-  العلاقة بين أنماط التعلق والتوافق الاجتماعي:

جدول رقم (١٠)

معاملات ارتباط بيرسون لقياس العلاقة بين درجات أفراد عينة البحث في أنماط مقياس التعلق وبين درجاتهم في التوافق الاجتماعي

الأنماط

معامل الارتباط

التعلق الآمن

٠.١٦**

التعلق المتجنب

-٠.٢٤**

التعلق المتناقض

-٠.٣٤**

التعلق المتحير غير المنتظم

-٠.٣٨٤٦**

 

 

 

 

** دالة عند مستوى٠.٠١ / *دالة عند مستوى ٠.٠٥

يتضح من الجدول رقم (٩) أن هناک علاقة طردية (موجبة) دالة إحصائياً عند مستوى ٠.٠١ بين بعد مقياس التعلق: (التعلق الآمن )، التوافق الاجتماعي، مما يشير إلى أنه کلما ارتفعت درجات التعلق الآمن  لدى عينة البحث، ارتفع مستوى التوافق الاجتماعي لديهن،. ويمکن تفسير ذلک بأن نمط التعلق الآمن  يسهل على أفراده الاقتراب من الآخرين والثقة بهم والاعتماد عليهم، کما أنهم يشعرون بالارتياح لأن الآخرين يثقون بهم، ويتفاعلون مع الآخرين بمرونة، ويتقبلونهم ويتعاونون معهم بالإضافة إلى أن أصحاب هذا النمط لديهم نظرة إيجابية لأنفسهم وللآخرين٬ وهذا يمکنهم من تأسيس علاقات اجتماعية بسهولة مما يساهم في تنمية التوافق الاجتماعي لديهم، ولعل ذلک يرجع إلى أن التعلق يزود الفرد بما يسميه بولبي قاعدة آمنة ينطلق منها في حياته الاجتماعية مما يجعله يتعامل مع الآخرين بروح من الثقة بالنفس والثقة بالآخر بعيداً عن الشعور بالتهديد وما يتبعه من سلبيات في التفاعل مع الآخرين: کالحساسية الزائدة أو المسايرة على حساب الذات، کما تتيح علاقات التعلق الآمنة المجال للفرد ليطور کفاءته التفاعلية بما تُتيحه من حرية تعبير وضمان القبول يستطيع تعميمه لاحقا على علاقاته الجديدة٬ فالطفل الذي يتلقى الرعاية الحساسة لحاجاته والتي تتبنى أسلوباً اتصالياً مرناً ومتفهماً يتبنى هو ذاته هذا الأسلوب لاحقاً مما يمکنه من إجراء تفاعلات وعلاقات معززة له وللآخرين المشارکين له في تلک التفاعلات والعلاقات( الهروط،٢٠٠٠).

کما يتضح من الجدول رقم (٩) أن هناک علاقات عکسية (سالبة) دالة إحصائياً عند مستوى ٠.٠١ بين أنماط مقياس التعلق: (التعلق المتجنب، التعلق المتناقض، التعلق غير المنتظم)، وبين التوافق الاجتماعي، مما يشير إلى أنه کلما ارتفعت درجات تلک الأنماط لمقياس التعلق لدى عينة البحث، انخفض مستوى التوافق الاجتماعي لديها. ولقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة الهروط (٢٠٠٠) والتي أشارت إلى أن الأطفال الآمنين يمتلکون قدراً أکبر من الکفاءة الاجتماعية مقارنة بأطفال النمطين القلق والتجنبي، ومع العبيدي والساعدي (٢٠١٥) والتي أشارت نتائجها لوجود علاقة ارتباطية موجبة بين التعلق الآمن والتفاعل الاجتماعي، کما اتفقت مع دراسة کوهن(١٩٩٠) والتي أشارت لوجود علاقة ارتباط قوية بين علاقة الأم بالطفل وکفاءته الاجتماعية، بينما اختلفت نتائجها مع دراسة ستامز وآخرون(٢٠٠٢) والتي أشارت أن التعلق الآمن وحساسية الأمومة ليست دائماً منبئات جيدة للمستويات العليا من حيث متغير التوافق الاجتماعي.

 کما يلاحظ أن هذه النتيجة تتسق مع تنبؤات نظريات التعلق والتي أشارت إلى أن أسلوب التعلق المبکر ينعکس على الروابط الحميمة للفرد في المراحل اللاحقة وأن الفرد يعمم ذلک فيما بعد في تفاعلاته الاجتماعية، کما افترض بولبي في کتاباته المبکرة أن التعلق غير الآمن يزيد من احتمال تطور المشکلات التکيفية لدى الأفراد، فالمضامين المعرفية والانفعالية للاعتقادات أو النماذج العاملة الداخلية التي يحملها الفرد عن ذاته وعن الآخرين تحدد تکيف الفرد النفسي من حيث أنها تعمل کموجهات لسلوکه وانفعالاته في المواقف الحياتية المختلفة(1988 Bowlby, ) فالذين يحملون نماذج سلبية بشأن الذات لا يستثمرون الموارد الاجتماعية المتاحة لهم لتوفير الدعم المطلوب، والاستفادة مما يحققه من شعور بالأمن  من جهة، وإحساس بجدارة الذات الاجتماعية من جهة أخرى٬ بالإضافة إلى ذلک فإن النماذج الداخلية العاملة المتعلقة بالآخرين قد ترتبط بالنزعة إلى السلوک الدفاعي أو التجنبي بهدف حماية الذات مما قد ينعکس سلباً على درجة التوافق الاجتماعي، ويبدو أن نمط التعلق غير الآمن يشکل الأرضية لتطور مثل هذه التوجهات وتکبد نتائجها الاجتماعية والانفعالية.

وبناءً على النتائج في الجدولين السابقين فإنه تم رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة.

 


ثانياً: توصيات الدراسة:

في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، توصي الباحثة بما يلي:

     ١-لفت أنظار المجتمع لأهمية هذه الظاهرة وتأثيرها العميق على تکوين شخصية الطفل.

٢-محاولة تثقيف الأمهات حول هذه الظاهرة، سواء عن طريق البرامج التلفزيونية أو إدراج هذه الموضوعات في کتب الحمل.

٣-بناء برامج إرشادية من قبل الأخصائيين والأخصائيات النفسيات في المستشفيات، تهدف لتثقيف الأمهات بعد الولادة لأهمية هذه الظاهرة وتأثيرها العميق على شخصية الطفل في المستقبل مع عرض نماذج لبعض الحالات، وتوعيتهن بأساليب التربية السليمة والتي تدعم نمط التعلق الآمن لدى الأبناء، وإعادة تعديل أنماط التعلق المشکلة بين الطفل ووالديه.

٤- إعداد نشرات تثقيفية حول ظاهرة التعلق توزع على الأمهات بعد الولادة.

٥-ضرورة تصميم برامج تدريبية تستهدف رفع مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطالبات ذوات الأنماط غير الآمنة.

٦-توعية الأمهات بضرورة الاهتمام بالوسائل التربوية المستخدمة في عقاب الطفل، فتهديد الطفل بهجره أو ترکه أو إبعاده حتى في حالة عدم التطبيق فعلياً إلا أنه قد يؤثر في شخصية الطفل مستقبلاً. 

٧-أساليب رعاية الطفل القائمة على استخدام العقاب والقسوة والنبذ حتى لو کان ذلک بغرض التربية والتأديب إلا أنها قد تؤثر على نمط التعلق مما قد يعرقل نمو الطفل السوي ويتسبب في نتائج معاکسة لما يراد منها.

٨-ربما يتوجب إعادة النظر في إجازات الأمومة وترتيب ذلک بما يتناسب مع مصلحة الأم والطفل. 

ثالثاً: مقترحات الدراسة:

في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، تقترح الباحثة بعضاً من الدراسات المستقبلية، وهي:

١-دراسة عبر ثقافية في التعلق، حيث تتوقع الباحثة أن يکون هناک اختلاف في توزيع شيوع أنماط التعلق باختلاف المجتمعات، حيث توصلت النتائج الحالية لنتيجة مختلفة عن الدراسات الأجنبية، وأُيدت هذه النتيجة من قبل أکثر من دراسة.

٢- إعادة التحقق من نتائج الدراسة الحالية باستخدام عينات أکبر، وقياس التعلق بطرق مختلفة، کاستخدام المقابلة مثلاً، أو مقياس تقدير ذاتي.

٣-إجراء دراسات تهدف لمعرفة المزيد من العوامل التي قد تؤثر على رابطة التعلق، کالترتيب الميلادي، وطلاق الأم، وکون الطفل وحيد.

٤-ربط التعلق بمتغيرات جديدة لم يسبق دراستها عربياً، کعلاقته بمهارات ما وراء الذاکرة والمهارات المعرفية والذکاء، حيث تشير کتابات بولبي إلى أن تعطل تکوين التعلق يؤثر على العوامل العقلية.

٥-إجراء دراسات عربية حديثة تهدف للکشف الموسع عن الخصائص المميزة لکل نمط من أنماط التعلق، مما يساهم في فهم أکبر لتلک الظاهرة وسبل قياسها.

٦-إجراء دراسة طولية للتعلق في المرحلة العمرية من ٦-١٢ سنة، حيث تقل الدراسات في هذه المرحلة.

٧-دراسة آثار دور الرعاية النهارية وتأثيرها في تطور التعلق عند الطفل.

٨-أنماط التعلق وعلاقتها بالمرونة وقوة الأنا لدى أطفال المرحلة الابتدائية.

٩-التعلق وعلاقته بالتوافق النفسي لدى أطفال الأمهات المطلقات والمتزوجات.

١٠-التعلق وعلاقته بالمشاکل الزوجية بين الآباء. 

١١-دور التدخلات الإرشادية والتوعوية في تخفيف المشاکل السلبية لدى الأطفال ذوي التعلق غير الآمن. 

١٢-فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الثقة بالنفس لدى أطفال التعلق غير الآمن.

١٣. المشاکل النفسية للأم وعلاقتها بنوع التعلق عند الطفل، حيث تشير الملاحظات لشيوع التعلق غير المنتظم لدى الأطفال اللاتي تعاني امهاتهن من مشاکل نفسية.

١٤ الضغط النفسي للأم وعلاقته بظهور التعلق القلق لدى الطفل.

 

 

قائمة المراجع

أ‌-     المراجع العربية

أبو زيد، أحمد عبد الله (٢٠١٠). الرضا عن العمل وعلاقته بالتوافق النفسي للأطفال العاملين في المحافظة الوسطى. مجلة الجامعة الإسلامية للبحوث الإنسانية،. ١٨( ٢)

أبو غزال، معاوية محمود (٢٠٠٦). نظرياتالتطور الإنسانيوتطبيقاتها التربوية. (ط١)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

أبو غزال، معاوية؛ وجرادات، عبد الکريم (٢٠٠٩). أنماط تعلق الراشدية وعلاقتها بتقدير الذات والشعور بالوحدة. المجلة الأردنية في العلوم التربوية. ٥(١)، ٤٥- ٥٧

أحمد، ابتسام سعيد (٢٠١١). التعلق الآمن بالأم وعلاقته بالخوف الاجتماعي. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة بغداد: کلية التربية للبنات.

الألباني، أو عبد الرحمن محمد ناصر الدين (١٩٩٠). صحيح الجامع الصغير وزيادته. دمشق: المکتب الإسلامي.

إسماعيل، محمد عماد الدين (١٩٨٦). الأطفال مرآة المجتمع، النمو النفسي للطفل. مجلة عالم المعرفة. (٩٩)، الکويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

البخاري، محمد إسماعيل (١٤٢٢). الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه =صحيح البخاري. بيروت: دار طوق النجاة

البغدادي، نبيل محمد عبد العزيز (٢٠٠٨). بعض المشکلات النفسية لدى الأطفال ذوي التعلق الآمن وغير الآمن. رسالة دکتوراه منشورة. مصر: جامعة عين شمس.

بولبي، جون (١٩٨٠). رعاية الطفل ونمو المحبة. ترجمة عبد العزيز أبو النور وحامد عمار، القاهرة: سجل العرب.

البهي السيد، فؤاد (١٩٩٨). الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة. ط٢ ٬ القاهرة: دار الفکر العربي.

الجنابي، جوري معين (٢٠٠٢). التوافق النفسي والاجتماعي لطفل الروضة وعلاقته ببعض المتغيرات المتعلقة بالأم أثناء الحمل والولادة. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية: جامعة بغداد.

حسين، علي عبد الحسن؛ وعبد اليمة، حسين عبد الزهرة (٢٠١١). التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات لدى طلبة التربية الرياضية بجامعة کربلاء. مجلة القادسية لعلوم التربية الرياضية. ١١ (٣)، ٢١٨-١١٧.

خليفة، أمين صلاح حسين (٢٠١٥). أنماط التعلق وعلاقتها بالتوافق النفسي المدرسي لدى الطلبة في منطقة شفاء عمرو. رسالة ماجستير غير منشورة. الأردن: جامعة عمان العربية.

رزق، السعيد غازي محمد؛ وعبد العليم، ربيع شعبان (١٩٩٥). الاضطرابات المرتبطة بالتعلق والانفصال لدى الأطفال في الأسرة والمؤسسة. بحث منشور في المؤتمر الدولي الثاني (الارشاد النفسي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة والموهوبون والمعاقون)٬ جامعة عين شمس في ديسمبر١٩٩٥.

زهران، حامد (٢٠٠٥). الصحه النفسية والعلاج النفسي. مصر: عالم الکتب.

الشهوان، نسرين عارف (٢٠٠٢). أنماط التعلق المصاحبة للإساءة إلى الأطفال ومظاهر سوء التکيف لديهم. رسالة ماجستير منشورة. الاردن: الجامعة الأردنية..

عبد المقصود، أماني؛ وعبد المقصود، إسراء (٢٠١٣). مقياس التوافق النفسي للطفل. مصر: مکتبة الإنجلو المصرية

عبد النبي، سامية محمد صابر محمد (٢٠١٤). أنماط التعلق وعلاقتهما بالکمالية وأساليب المواجهة للضغوط النفسية لدى عينة من طلاب وطالبات الجامعة. مجلة کلية التربية بالزقازيق-مصر. (٨٤)، ١٣-١٢٦.

العبيدي، مظهر عبد الکريم؛ والساعدي، عدنان حسين علي (٢٠١٥). التعلق الآمن وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية. مجلة ديالي. (٦٦)، ٥٣٢-٥٥٩.

العمري، علي سعيد (٢٠١٤). الفروق في التعلق بالوالدين والأصدقاء لدى الأطفال الجانحين وغير الجانحين بمدينة أبها بمنطقة عسير. مجلة البحوث الآمنية. ٢٣( ٢٣)، ٢٤٣-٢٨٠.

قنطار، فايز (١٩٩٢). الأمومة نمو العلاقة بين الطفل والأم. الکويت: عالم المعرفة.

کامل، مصطفى (٢٠٠٨). قائمة ملاحظة سلوک الطفل. مصر: مکتبة الانجلو المصرية.

کرم الدين، ليلى (٢٠٠٤). خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبکرة وأثرها على شخصية الطفل. ورقة عمل مقدمة إلى: ورشة العمل الإقليمية –"نحو استراتيجية إسلامية موحدة لرعاية الطفولة المبکرة"، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، في دولة الکويت في الفترة من ٥إلى ٨ سبتمبر ٢٠٠٤.

کيال، رغدة احمد اسماعيل(٢٠١٦). التنظيم الذاتي وعلاقتة بأنماط التعلق لدى الطلبة في قضاء عکا. رسالة ماجستر غير منشورة. الاردن، جامعة عمان.

محمد، صلاح الدين عراقي (٢٠٠٨). التعلق الوالدي المدرک وعلاقته بجودة الصداقة والاکتئاب لدى طلاب الجامعة. مجلة کلية التربية ١٨ (٧٣)، ١٥٧-١٩٣.

محمد، صلاح الدين عراقي (٢٠١٤). ما وراء الانفعال الوالدي ونمط التعلق الوالدي لدى الاطفال. مجلة الارشاد النفسي مصر. (٣٧)، ٢٥١-٢٨٤. 

محمد، عدي راشد؛ وشعلان، ايثار منتصر )٢٠١٣). التعلق التجنبي وعلاقته بالثقة بالنفس لدى أطفال الرياض. مجلة کلية التربية للبنات. م٢٤، (١).

مصطفى، منال (٢٠١٢). قلق الانفصال وأنماط التعلق بالأمهات البديلات لدى عينة خاصة من الأطفال الأيتام والمحرومين في ضوء بعض المتغيرات. مجلة کلية التربية بالإسماعيلية. (٢٢)٨٥-١٢٦.

الهروط، هنادي عبد الوهاب (٢٠٠٠). أنماط التعلق وعلاقتها بالقلق والکفاءة الاجتماعية في مرحلة الطفولة المتأخرة. رسالة ماجستير منشورة. الأردن: الجامعة الأردنية.

 

 

ب-المراجع الأجنبية

Abela، JR, Hankin، B L , Haigh، EA , Adams p, Vinokuroff، T.(2005): Interpersonal Vulnerability to Depression in High Risk Children : The Role of Insecure Attachment, Child Adolescent Psychology. 34(1)182-192.

Ainsworth, M .(1990) ‘Epilogue’ In: Greenberg MT, Ciccheti D, Cummings EM, editors. Attachment in the Preschool Years. Chicago, IL: Chicago University Press, pp. 463–488.

Bowlby, J. (1988).A secure base:Clinical applications of attachment theory. London: Routledge

Cohn,,D  (1990). Child-Mother Attachment of six years old and

Social competence. at Preschool ,Child Development , 61 (6),152-162.

Foss, K (1999). Understanding of antisocial behavior in theory and viewpoints (attachment, coercion). Unpublished Ph.D. thesis. College of Arts and Science, Concordia University, been Astrajalla on pectrum.library.concordia/1192 / at the date of 18.05.1434.

Gunilla, n ;Hagekull,B, ;Rydell,A (2000).Attachment and Social Functioning: A Longitudinal Study from Infancy to Middle Childhood. Social Development. 9(1), p39-24 

Kobak, R(1988). Attachment in late adolescence working models of regulation and represent actions of self and anthers. child Development. 59 (1),135-146.

Lecompte , V; Moss, E; Cyr, C; Pascuzzo, K (2013). Preschool attachment, self-esteem and the development of preadolescent anxiety and depressive symptoms. Attachment & Human Development. 16 (3), p 242-260 , It was reviewed on 10 October on Download citation http://dx.doi.org/10.1080/14616734.2013.873816

Lisabeth F, (2006).maternal and child characteristics of moteer-twin Interactions and their impact on cognitive outcomes.Message PhD in Filsfielh. Southern Illinois Carbondale.

Stams, Geert-Jan J. M.; Juffer, F; van I, Marinus H(2002).Maternal sensitivity, infant attachment, and temperament in early childhood predict adjustment in middle childhood: The case of adopted children and their biologically unrelated parents .Developmental Psychology, 38(5), 806-821

 

 

 

 

 

أ‌-     المراجع العربية
أبو زيد، أحمد عبد الله (٢٠١٠). الرضا عن العمل وعلاقته بالتوافق النفسي للأطفال العاملين في المحافظة الوسطى. مجلة الجامعة الإسلامية للبحوث الإنسانية،. ١٨( ٢)
أبو غزال، معاوية محمود (٢٠٠٦). نظرياتالتطور الإنسانيوتطبيقاتها التربوية. (ط١)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
أبو غزال، معاوية؛ وجرادات، عبد الکريم (٢٠٠٩). أنماط تعلق الراشدية وعلاقتها بتقدير الذات والشعور بالوحدة. المجلة الأردنية في العلوم التربوية. ٥(١)، ٤٥- ٥٧
أحمد، ابتسام سعيد (٢٠١١). التعلق الآمن بالأم وعلاقته بالخوف الاجتماعي. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة بغداد: کلية التربية للبنات.
الألباني، أو عبد الرحمن محمد ناصر الدين (١٩٩٠). صحيح الجامع الصغير وزيادته. دمشق: المکتب الإسلامي.
إسماعيل، محمد عماد الدين (١٩٨٦). الأطفال مرآة المجتمع، النمو النفسي للطفل. مجلة عالم المعرفة. (٩٩)، الکويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
البخاري، محمد إسماعيل (١٤٢٢). الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه =صحيح البخاري. بيروت: دار طوق النجاة
البغدادي، نبيل محمد عبد العزيز (٢٠٠٨). بعض المشکلات النفسية لدى الأطفال ذوي التعلق الآمن وغير الآمن. رسالة دکتوراه منشورة. مصر: جامعة عين شمس.
بولبي، جون (١٩٨٠). رعاية الطفل ونمو المحبة. ترجمة عبد العزيز أبو النور وحامد عمار، القاهرة: سجل العرب.
البهي السيد، فؤاد (١٩٩٨). الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة. ط٢ ٬ القاهرة: دار الفکر العربي.
الجنابي، جوري معين (٢٠٠٢). التوافق النفسي والاجتماعي لطفل الروضة وعلاقته ببعض المتغيرات المتعلقة بالأم أثناء الحمل والولادة. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية: جامعة بغداد.
حسين، علي عبد الحسن؛ وعبد اليمة، حسين عبد الزهرة (٢٠١١). التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات لدى طلبة التربية الرياضية بجامعة کربلاء. مجلة القادسية لعلوم التربية الرياضية. ١١ (٣)، ٢١٨-١١٧.
خليفة، أمين صلاح حسين (٢٠١٥). أنماط التعلق وعلاقتها بالتوافق النفسي المدرسي لدى الطلبة في منطقة شفاء عمرو. رسالة ماجستير غير منشورة. الأردن: جامعة عمان العربية.
رزق، السعيد غازي محمد؛ وعبد العليم، ربيع شعبان (١٩٩٥). الاضطرابات المرتبطة بالتعلق والانفصال لدى الأطفال في الأسرة والمؤسسة. بحث منشور في المؤتمر الدولي الثاني (الارشاد النفسي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة والموهوبون والمعاقون)٬ جامعة عين شمس في ديسمبر١٩٩٥.
زهران، حامد (٢٠٠٥). الصحه النفسية والعلاج النفسي. مصر: عالم الکتب.
الشهوان، نسرين عارف (٢٠٠٢). أنماط التعلق المصاحبة للإساءة إلى الأطفال ومظاهر سوء التکيف لديهم. رسالة ماجستير منشورة. الاردن: الجامعة الأردنية..
عبد المقصود، أماني؛ وعبد المقصود، إسراء (٢٠١٣). مقياس التوافق النفسي للطفل. مصر: مکتبة الإنجلو المصرية
عبد النبي، سامية محمد صابر محمد (٢٠١٤). أنماط التعلق وعلاقتهما بالکمالية وأساليب المواجهة للضغوط النفسية لدى عينة من طلاب وطالبات الجامعة. مجلة کلية التربية بالزقازيق-مصر. (٨٤)، ١٣-١٢٦.
العبيدي، مظهر عبد الکريم؛ والساعدي، عدنان حسين علي (٢٠١٥). التعلق الآمن وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية. مجلة ديالي. (٦٦)، ٥٣٢-٥٥٩.
العمري، علي سعيد (٢٠١٤). الفروق في التعلق بالوالدين والأصدقاء لدى الأطفال الجانحين وغير الجانحين بمدينة أبها بمنطقة عسير. مجلة البحوث الآمنية. ٢٣( ٢٣)، ٢٤٣-٢٨٠.
قنطار، فايز (١٩٩٢). الأمومة نمو العلاقة بين الطفل والأم. الکويت: عالم المعرفة.
کامل، مصطفى (٢٠٠٨). قائمة ملاحظة سلوک الطفل. مصر: مکتبة الانجلو المصرية.
کرم الدين، ليلى (٢٠٠٤). خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبکرة وأثرها على شخصية الطفل. ورقة عمل مقدمة إلى: ورشة العمل الإقليمية –"نحو استراتيجية إسلامية موحدة لرعاية الطفولة المبکرة"، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، في دولة الکويت في الفترة من ٥إلى ٨ سبتمبر ٢٠٠٤.
کيال، رغدة احمد اسماعيل(٢٠١٦). التنظيم الذاتي وعلاقتة بأنماط التعلق لدى الطلبة في قضاء عکا. رسالة ماجستر غير منشورة. الاردن، جامعة عمان.
محمد، صلاح الدين عراقي (٢٠٠٨). التعلق الوالدي المدرک وعلاقته بجودة الصداقة والاکتئاب لدى طلاب الجامعة. مجلة کلية التربية ١٨ (٧٣)، ١٥٧-١٩٣.
محمد، صلاح الدين عراقي (٢٠١٤). ما وراء الانفعال الوالدي ونمط التعلق الوالدي لدى الاطفال. مجلة الارشاد النفسي مصر. (٣٧)، ٢٥١-٢٨٤. 
محمد، عدي راشد؛ وشعلان، ايثار منتصر )٢٠١٣). التعلق التجنبي وعلاقته بالثقة بالنفس لدى أطفال الرياض. مجلة کلية التربية للبنات. م٢٤، (١).
مصطفى، منال (٢٠١٢). قلق الانفصال وأنماط التعلق بالأمهات البديلات لدى عينة خاصة من الأطفال الأيتام والمحرومين في ضوء بعض المتغيرات. مجلة کلية التربية بالإسماعيلية. (٢٢)٨٥-١٢٦.
الهروط، هنادي عبد الوهاب (٢٠٠٠). أنماط التعلق وعلاقتها بالقلق والکفاءة الاجتماعية في مرحلة الطفولة المتأخرة. رسالة ماجستير منشورة. الأردن: الجامعة الأردنية.
 
 
ب-المراجع الأجنبية
Abela، JR, Hankin، B L , Haigh، EA , Adams p, Vinokuroff، T.(2005): Interpersonal Vulnerability to Depression in High Risk Children : The Role of Insecure Attachment, Child Adolescent Psychology. 34(1)182-192.
Ainsworth, M .(1990) ‘Epilogue’ In: Greenberg MT, Ciccheti D, Cummings EM, editors. Attachment in the Preschool Years. Chicago, IL: Chicago University Press, pp. 463–488.
Bowlby, J. (1988).A secure base:Clinical applications of attachment theory. London: Routledge
Cohn,,D  (1990). Child-Mother Attachment of six years old and
Social competence. at Preschool ,Child Development , 61 (6),152-162.
Foss, K (1999). Understanding of antisocial behavior in theory and viewpoints (attachment, coercion). Unpublished Ph.D. thesis. College of Arts and Science, Concordia University, been Astrajalla on pectrum.library.concordia/1192 / at the date of 18.05.1434.
Gunilla, n ;Hagekull,B, ;Rydell,A (2000).Attachment and Social Functioning: A Longitudinal Study from Infancy to Middle Childhood. Social Development. 9(1), p39-24 
Kobak, R(1988). Attachment in late adolescence working models of regulation and represent actions of self and anthers. child Development. 59 (1),135-146.
Lecompte , V; Moss, E; Cyr, C; Pascuzzo, K (2013). Preschool attachment, self-esteem and the development of preadolescent anxiety and depressive symptoms. Attachment & Human Development. 16 (3), p 242-260 , It was reviewed on 10 October on Download citation http://dx.doi.org/10.1080/14616734.2013.873816
Lisabeth F, (2006).maternal and child characteristics of moteer-twin Interactions and their impact on cognitive outcomes.Message PhD in Filsfielh. Southern Illinois Carbondale.
Stams, Geert-Jan J. M.; Juffer, F; van I, Marinus H(2002).Maternal sensitivity, infant attachment, and temperament in early childhood predict adjustment in middle childhood: The case of adopted children and their biologically unrelated parents .Developmental Psychology, 38(5), 806-821