مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية

إعـــــــــــــداد

أ.د / خالد بن إبراهيم الدغيم                   أ / وفاء بنت فهد العنزي

قسم المناهج وطرق التدريس، کلية التربية، جامعة القصيم

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد الثالث– جزء ثاني-مارس2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص:

استهدفت الدراسة الحالية الکشف عن واقع تضمين مفاهيم السياحة العلمية بمحتوى کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية بالمملکة العربية السعودية، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحثان المنهج الوصفي باستخدام أسلوب تحليل المحتوى، وتم إعداد بطاقة تحليل محتوى تضمنت قائمة مفاهيم السياحة العلمية التي ينبغي تضمينها کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، والتي تکونت من (22) مفهوما، وتکونت عينة الدراسة من (13) کتاباً من کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية (الفيزياء، الکيمياء، الأحياء، علم البيئة، علم الأرض) مع دليل التجارب العملية لکل کتاب، وتوصلت الدراسة إلى أن (12) مفهوما من أصل (22) مفهوما من مفاهيم السياحة العلمية وردت في کتب العلوم الطبيعية لمفاهيم السياحة العلمية وبنسبة بلغت (54.5%). فقد جاء بنسبة (18.2%)، (22.7%)، (22.7%)، (9.1%) لکتب الفيزياء الأربعة على التوالي، في حين جاء التضمين بنسب (13.6%) لکتاب کيمياء (1)، و (9.1%) لکتاب کيمياء (2)، و(18.2%) لکتاب کيمياء (3) بينما لم يرد أي مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية في کتاب کيمياء (4)، بينما کان التضمين بنسبة (9.1%) لکتاب أحياء (1)، بينما لم يرد أي مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية في کتاب أحياء (2) وکتاب أحياء (3). وبنسبة (36.4%) لکتاب علم البيئة، وبنسبة (22.7%) لکتاب علم الأرض. کما بينت النتائج أن هناک (10) مفاهيم من أصل (22) وبنسبة (45.5%) لم تضمن إطلاقا في أي کتاب من کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، کما دلت النتائج على وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05(في تناول کتب العلوم الطبيعية لمفاهيم السياحة العلمية تعزى لتخصص الکتاب، والمستوى الذي يدرس به.

الکلمات المفتاحية: تحليل محتوى، السياحة العلمية، کتب العلوم، المرحلة الثانوية.

Abstract:

 The current study aimed to reveal the reality of including the concepts of scientific tourism in the content of natural science books at the secondary school students in Saudi Arabia. To achieve this goal, the researchers used the descriptive approach using the content analysis method. A content analysis card was prepared that included a list of scientific tourism concepts that should be included in natural science books at the secondary level, which consisted of (22) concepts related to scientific tourism. The study sample consisted of (13) books from natural science books for the secondary school students (physics, chemistry, biology, ecology, earth science) with a guide to practical experiments for each book. The study concluded that (12) out of (22) concepts of scientific tourism were mentioned in the natural sciences books for scientific tourism concepts, at a rate of (54.5%).  It came at a rate of (18.2%), (22.7%), (22.7%), (9.1%) for the four physics books, respectively, while the inclusion came in rates (13.6%) for a chemistry (1) book, and (9.1%) for a chemistry (2) book, and (18.2%) for a chemistry (3) book. While none of the concepts of scientific tourism was mentioned in the chemistry (4) book, while the inclusion rate was (9.1%) for the biology (1) book, while none of the concepts of scientific tourism was mentioned in the biology (2) book and biology (3) book. and at a rate of (36.4%) for the environmental science book, and at a rate of (22.7%) for the Earth science book. The results also showed that there were (10) concepts out of (22) and at a rate of (45.5%) that were not included at all in any of the natural science books in the secondary school students. The results also indicate that there were statistically significant differences at the level of significance (0.05) in dealing with books of natural sciences for scientific tourism concepts, which is attributed to the specialization of the book, and the level at which it is taught.

Keywords: scientific tourism concepts, science books, secondary school.

المقدمة:

تشهد السياحة في عصرنا الحاضر اهتمامًا کبيرًا من قِبل الحکومات والدول، وقد تحمّلت قطاعتها المختلفة مسؤولية نشر مفهومها وثقافتها وتنميتها، ومنها قطاع التعليم، الذي           يقوم بدور مهم وبارز في توعية أفراد المجتمع وتثقيفهم بالسياحة عبر مؤسساته التعليمية المختلفة، التي من أبرزها المدرسة، وذلک من خلال أدوات ووسائل متنوّعة من أهمها الکتاب المدرسي (العتيبي، 2017). والذي يعدُّ مصدرًا حيويًّا وعمليًّا في العملية التربوية، فهو المرآة التي تعکس واقع المجتمع وثقافاته وحاجاته وفلسفته وتطلّعاته، وهو وسيلة مهمة تعتمد عليها المؤسسات التعليمية في تحقيق أهدافها، فمن خلالها يُمارس الطلاب قيم المجتمع ومبادئه وتصوراته، مستخدمين ما يمتلکون من قدرات من أجل تحقيق رغباتهم وطموحاتهم (عليمات،2006).

ويؤکد حلاوة وصالح (2009) دور الکتاب المدرسي في ذلک بقولهما: "وإذا أردنا أن نعطي السياحة حقّها، وأن تکون کنزًا وطنيًّا أکثر منها موردَ کسب، فيجب أن نبدأ بالکتاب المدرسي الذي يهيئ العقول، وينير البصائر، ويعدّ الأجيال لکي تبلور موقفًا إيجابيًّا بنَّاءً ومسؤولًا من السياحة" (ص.313).

وتعدّ السياحة من أبرز الأنشطة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، فقد احتلت المرتبة الثانية بين الأنشطة الاقتصادية العالمية (ميخائيل،2003). کما يُنظر إليها على أنها صناعة المستقبل؛ لأنها تُؤثّر إيجابًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ولها نتائج مهمة (الخطيب،2001). وتتمثّل أهميتها في تعدّد أنواعها وتباينها، فمنها السياحة الترفيهية، والثقافية، والعلاجية، والدينية، والرياضية، والعلمية، والتاريخية، والبيئية، والسياحة المرتبطة بالعمل (الحربي،2012). ويرى أبو عراد (2000) والأحيدب (2004) أن السياحة البيئية، والثقافية، وسياحة المغامرات، والسياحة الطبيعية، والسياحة التراثية؛ تدخل جميعها         في مفهوم السياحة العلمية. وقد أشارت المنظمة العالمية للسياحة إلى أن مفهوم السياحة   يستخدم لصور السياحة التي تتميّز بأنها تعتمد على الطبيعة بوصفها دافعًا رئيسًا للسياح، وتتضمّن مناشط تعليمية وبحثية، وتسعى إلى التقليل من الآثار السلبية على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية.

 ولأن السياحة من أهم الأنشطة التجارية والاستثمارية العالمية التي اعتمدت عليها اقتصاديات الکثير من دول العالم في وقتنا الحالي؛ فقد أولت حکومة المملکة العربية السعودية اهتمامًا کبيرًا بمجال السياحة، من خلال رؤيتها الحديثة 2030، حيث حظيت بأهمية بالغة، بوصفها جانبًا مهمًّا ومصدرًا رئيسًا من مصادر الدخل، وتأکد ذلک من خلال إنشاء وزارة خاصة بالسياحة، وذلک في الأول من شهر رجب لعام 1441هـ، بعد مرورها بعدة مراحل، بدءًا من الهيئة العليا للسياحة، ومن ثمّ الهيئة العليا للسياحة والآثار؛ لتکون الجهة المشرفة على عمليات السياحة في الدولة، التي تنفرد بمقوّمات سياحية جذّابة ومتنوّعة، سواء کانت دينية متمثّلة في الحرمين الشريفين، أو الأماکن التاريخية والأثرية، والتنوّع الأحيائي والبيئي، وتوافر المعالم العلمية في معظم المناطق.

والسياحة العلمية من أهم أنواع السياحة، والتي تُمثِّل مفهومًا عالميًّا يهدف إلى استقصاء العلم، والاطلاع على أحدث المعلومات والإنجازات والاختراعات والأفکار، وهي نشاط يشارک فيه السائحون والزوّار في توليد المعرفة العلمية ونشرها، وتقوم بها مراکز البحث والتطوير ((INST ,2019. کما يشير أيسين (Aysen,2017) إلى أن السياحة العلمية تولّد المعرفة وتشارکها، وينظر إليها على أنها جسر يربط بين عالم العلوم والسياحة، کما أنها تسعى إلى تعزيز البحث العلمي في السياحة وأسفار التعلم.

   والسياحة العلمية - وفقًا لبورلون وآخرين Bourlon et al., 2011))- هي نشاط يولّد المعرفة والوساطة الثقافية من خلال التعبير عن البُعد العلمي، کما أن هناک أربعة احتمالات للسياحة العلمية، وهي: السياحة من أجل البحث العلمي والتطوع البيئي العلمي، والسياحة الثقافية ذات البُعد العلمي، وسياحة المغامرات، کما يمکن تطوير أنواع أخرى من السياحة العلمية من خلال المجموعات الأربع سابقة الذکر.

وتهدف السياحة العلمية إلى تعزيز البحث العلمي في إطار الرحلات السياحية والتعلّم، وزيادة وعي المتعلّم، من خلال التّعرُّف على ما يتميّز به وطنه من أماکن سياحية تعليمية، وقد أقرّ المؤتمر الدولي للتربية البيئية الذي عُقد في العام 2004م ذلک. ولأن السياحة العلمية جزءٌ من السياحة البيئية، فهناک العديد من الغايات للسياحة، کتعزيز الوعي، والترکيز على ترابط النواحي البيئية والعلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في البيئات الريفية والحضرية،  وإتاحة الفرص لکل فرد لکسب المعارف والقيم والاتجاهات والمهارات، وزيادة الوعي من أجل الحفاظ عليها.

وللسياحة العلمية صور ومجالات متعددة، من أبرزها: المشارکة في المؤتمرات العلمية، والاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية ونتائجها، وزيارة المعارض العلمية والطبيعية والثقافية والحضارية والتاريخية، بالإضافة إلى زيارة معارض الکتاب الدولية، وحضور المعارض التقنية؛ للاطلاع على أحدث المکتشفات العلمية (حجازي، 2016)، بالإضافة إلى الاستکشافات العلمية والثقافية والتطوع العلمي البيئي والسياحة البيئية ذات الطابع العلمي، والجولات العلمية لمشاهدة المعالم السياحية العلمية (Kosiewicz,2014).

کما تعدّ زيارة المتاحف مجالًا من مجالات السياحة العلمية، بوصفها مؤسسة ثقافية وتربوية، حيث تعرض مجموعات من الممتلکات الثقافية؛ للمحافظة عليها والإفادة منها في مختلف ميادين التربية، وفي نشر الثقافة والعلم؛ وهذا ما جعل المتحف مرکزًا ثقافيًّا وعلميًّا وتربويًّا وتعليميًّا يفتح أبوابه لکل من سعى إلى زيادة معرفته وتطوير ثقافته، في عصر ينادي بشعار الثقافة والمعرفة للجميع. وکذلک حضور الندوات والمؤتمرات العلمية والثقافية المختلفة، التي أصبحت من الظواهر الملحوظة. ويرى السيسي (2015) أن زيارة المعارض أصبحت تنمو بسرعة في السنوات الأخيرة؛ نظرًا لتطوّر العلاقات الدولية والاقتصادية والتجارية والصناعية، فضلًا عن الإنجازات والاکتشافات والاختراعات العلمية والتکنولوجية، وحاجة الکثير من الدول والمنظمات والشرکات الکبرى إلى عرض ما تُوصّل إليه في مختلف المجالات على الشعوب الأخرى، ويشير کافي (2014) إلى أن السياحة العلمية تتمثّل في سياحة الغوص تحت الماء، والرحلات الصحراوية، وتسلّق الجبال، وسياحة المعسکرات الصيفية والکشفية والمتاحف، والسياحة البيئية.

ومع زيادة قناعة الحکومات والدول والمنظّمات على مستوى العالم بالسياحة العلمية وأهميتها، فقد عقدت لها المؤتمرات والندوات واللقاءات، من أبرزها الاجتماع الدولي الثاني للسياحة العلمية، الذي عُقد في الفترة من (16 ــــ 30 أبريل 2019م)، وأسفر عن مشروع أومورا للسياحة العلمية، الذي کان من توصياته: التأکيد على الجهات السياحية المحلية بتعميق التعاون الدولي في مجال السياحة العلمية، وإنشاء ورش عمل ميدانية، بالإضافة إلى التدريب في السياحة العلمية بالجامعات والمؤسسات التعليمية.

ومنها المؤتمر الحادي عشر للسياحة (SOCIETUR)، الذي عُقد في الفترة من              (23 ـــــ 25 أبريل 2019م)، وتناول السياحة العلمية ضمن أحد محاوره. وقد أظهرت الدراسات التي عُرضت وأُجريت في کندا وفرنسا وبيرو وشيلي طرقًا لتنفيذ السياحة العلمية في سياقات جغرافية مختلفة، ولأهداف التنمية السياحية والإقليمية والثقافية والعلمية المختلفة، کما نُوقش خلال المؤتمر العديد من العروض التقديمية التي قدّمها باحثون في مجال السياحة، تناولت إمکانات السياحة وفوائدها للأراضي الطبيعية، وجاء ضمن توصيات المؤتمر: تأکيد تطوير السياحة العلمية، وأهمية اقتراح تعريف واسع ومفتوح لها، وتطويرها، وتعزيز التقارب بين البحث العلمي والسياحة العلمية، والتأکيد على رجال الأعمال والمستثمرين بتنفيذ مشاريع تختص بالسياحة العلمية.

     کما جاء المؤتمر الدولي الثالث للسياحة العلمية، الذي عُقد في (26 أغسطس 2020م)؛ بهدف معالجة موضوع السياحة العلمية، بوصفها أداة قيّمة لتعزيز السياحة، وشارک في المعرض المصاحب للمؤتمر متخصّصون من مناطق مختلفة، وعُرضت خمس مبادرات خاصة للسياحة العلمية في کل من: فالديفيا، وتشيلي، وماغالانيس، وأيسن، وفرنسا، والبرازيل (الشبکة الدولية للبحث العلمي والتطوير في مجال السياحة العلمية، 2019). ويرى نونيس وآخرون (Nunes et at.,2018) أن السياحة العلمية لا تزال مجالًا بحثيًّا حديثًا؛ لذا ينبغي تخصيص مساحة کافية لدعم موضوع السياحة العلمية من خلال المشاريع والمبادرات التي تضمّ السياح أو الطلاب في عمليات البحث العلمي والرحلات الاستکشافية العلمية.

وفي المملکة العربية السعودية حظيت السياحة العلمية بعناية خاصة، حيث قدّم مرکز الملک عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ومرکز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتک) العديد من تجارب السياحة العلمية؛ إذ اتفقا على تقديم المعرفة بأساليب إبداعية مختلفة، وتحفيز الإبداع، وإشباع فضول الابتکار؛ من أجل تحقيق مبادئ (مجتمع من أجل المعرفة)، إضافة إلى تقديم أيام علمية موجّهة للمتخصّصين في مجالات علمية (واس،2021).

   کما يحتوي مرکز الأمير سلطان في الـخُبر على مرصد فلکي في رصد ظواهر فلکية           (مرور المذنبات مثلًا)، أو سبر أغوار الکون البعيدة، أو جولة بصرية في سطح القمر، ويستطيع زائر مرکز (سايتک) أن يجد فرصته - بمساعدة مشرفين متخصّصين - عبر ملايين الکيلومترات؛ لرؤية کواکب أو نجوم غائرة في أعماق الکون، ويهدف مرکز (إثراء) - الشريک الدائم لمواسم السياحة السعودية- إلى تمکين التنمية البشرية، وتقديم الموهبة والاحتفاء بها، ويعمل على استضافة فعاليات خاصة، وعروض أفلام ومعارض وورش عمل ومؤتمرات ومبادرات وبرامج وغيرها الکثير؛ مما يُعزّز مکانتها في ريادة المعرفة بالمنطقة وفق رؤية عالمية، ويُقدّم المرکزان السياحة العلمية برؤية تمهّد الطريق لبقية المراکز العلمية والجامعات؛ لمناقشة وتنفيذ باقات سياحية علمية (الغامدي، 2017).

ولأن مقوّمات السياحة في أي دولة من دول العالم تکون في مجملها طبيعية وبشرية وحضارية عامة؛ فإن هناک ارتباطًا وثيقًا بين السياحة بمفهومها العام والعلوم الطبيعية؛ ولذا تعدُّ مناهج العلوم من أفضل المناهج الدراسية وأنسبها لتناول مفهوم السياحة العلمية؛ نظرًا لطبيعة مواضيع هذه المناهج وصلتها الوثيقة بها. ويؤيد حلاوة وصالح (2009) ذلک بقولهما: "إذا اُعتمدت السياحة العلمية في مناهج العلوم؛ فإنها تغدو وسيلة إيضاح، ومعينًا تربويًّا من خلال وضع زيارات متتابعة ومتکاملة ورحلات تعليمية تقوم بها المدارس" (ص.11)؛ ولذا کان من المهم أن تقوم کتب العلوم الطبيعية بدور رائد في تنمية الوعي بهذا النوع من السياحة، من خلال تعريف الطلاب بمفاهيمها وأنواعها وأهميتها، والأماکن العلمية العالمية.

 وقد نالت السياحة بمفهومها العام اهتمام التربويين في دراساتهم وأبحاثهم، من خلال تناول طرق تنميتها ومفاهيمها والاتجاه نحوها، والقيم المرتبطة بها، ومنها دراسة زيان (2005)، التي هدفت إلى إعداد وحدة مُقترحة في الدراسات الاجتماعية؛ لتنمية بعض المفاهيم السياحية، وأثر ذلک في تنمية الاتجاه نحو السياحة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وقد توصّل الباحث إلى فاعليتها في تنمية الاتجاه نحو السياحة، وإکساب التلاميذ المفاهيم السياحية. کما هدفت دراسة حسن (2007) إلى الکشف عن دور المدرسة في تفعيل السياحة الداخلية بالمرحلة الثانوية بالمملکة العربية السعودية، وقدّمت توصية بضرورة تطوير المناهج وفق احتياجات المجتمع. کما هدفت دراسة العميري (2012) إلى تحديد أبعاد ومفردات التربية السياحية اللازم تضمينها في کتب الدراسات الاجتماعية والوطنية من وجهة نظر معلمي الدراسات الاجتماعية والوطنية، وتحديد مدى توافر هذه الأبعاد والمفردات في هذه الکتب، وکشفت نتائج تحليل المحتوى عن أن التربية السياحية غير مضمّنة بالقدر الکافي وبالعمق المناسب في الکتب الحالية للدراسات الاجتماعية والوطنية للمرحلة المتوسطة. کما هدفت دراسة الأحمدي والمطرفي (2013) إلى تحليل محتوى کتب العلوم للمرحلة المتوسطة في ضوء معايير السياحة البيئية بالمملکة العربية السعودية، وکان من أبرز نتائجها: وجود ضعف عام في تضمين تلک المعايير بمناهج العلوم للمرحلة المتوسطة. وهدفت دراسة الدوسري (2014) إلى الکشف عن مدى تضمين القيم السياحية في کتب الدراسات الاجتماعية والوطنية للصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، وتوصّلت الدراسة إلى وجود تدنٍّ في تضمين القيم السياحية بکتب الدراسات الاجتماعية والوطنية للصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، والتي تعکس بطريقة غير مباشرة بعض جوانب مفهوم السياحة البيئية، خاصة في البُعدين الثقافي والاقتصادي لهذه القيم. أما دراسة العتيبي (2017) فهدفت إلى تقديم تصوّر مُقترح لتضمين کتب العلوم للصفوف الأولية مفهوم السياحة البيئية في المملکة العربية السعودية، وکشفت النتائج عن ضعف تضمين هذا المفهوم في مناهج العلوم للصفوف الأولية.

ومن خلال ما جاءت به توصيات المؤتمرات والدراسات السابقة، من ضرورة تضمين کتب العلوم لمفاهيم السياحة، مع مراعاة مصفوفة المدى والتتابع لکل مرحلة، وتأکيد أهمية الأنشطة في تحقيقها، وإشراک الجهات ذات العلاقة بالسياحة عند تخطيط مناهج العلوم أو تطويرها، وضرورة ربط التعليم بالسياحة، وأنّ تعلُّم السياحة ودراسة موضوعاتها هو السبيل نحو تحقيق الوعي السياحي ونشر الثقافة السياحية. کما أکّدت بعض الدراسات ضرورة ربط المنهج بجميع عناصره بالسياحة، واهتمت بعنصر المحتوى وتحليله، ورکّزت على أهمية تحليل الکتب وتقويمها؛ لکونها أداة تعليمية مهمة للمعلم والطالب؛ لذلک تأتي هذه الدراسة استجابة للاهتمام العالمي المتزايد بالسياحة، وضرورة إجراء دراسة حول تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب العلوم للمرحلة الثانوية بالمملکة العربية السعودية.

مشکلة الدراسة:

بناءً على ما سبق، وفي ظلّ ما تشهده المملکة العربية السعودية من تطوّرات في شتى المجالات، وما نادت به رؤية 2030 من تشجيعها للسياحة بشکل عام، والسياحة العلمية بشکل خاص، وبناءً على توصيات مؤتمرات السياحة العلمية ونتائج البحوث والدراسات السابقة، التي طالبت بتضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب العلوم؛ کونها تُحقّق مجموعة من الجوانب تتمثّل في الأهمية البيئية، من خلال المحافظة على التوازن البيئي، وحماية الحياة الطبيعية من التلوث؛ والأهمية الاجتماعية فهي صديقة للمجتمع، کاستغلال کل الموارد المتاحة؛ والأهمية الثقافية القائمة على نشر المعرفة والندوات والرحلات الاستکشافية؛ والأهمية الاقتصادية المتمثّلة في المجال الاقتصادي الآمن. ولأن السياحة العلمية تُعدُّ مکانًا مناسبًا يجمع بين السياحة التعليمية والمغامرة والثقافة والتجريب، واستنادًا إلى ما أظهرته نتائج دراسة العتيبي (2017) من وجود ضعف في تضمين مفهوم السياحة البيئية بمناهج العلوم للصفوف الأولية، ووجود ضعف عام في تضمين معايير السياحة البيئية بمناهج العلوم للمرحلة المتوسطة، مثل: دراسة الأحمدي والمطرفي (2013).

وکذلک ما لاحظه الباحثان ـــ على حدّ علمهما وبحثهما ــــ من ندرة الدراسات التي تناولت مفاهيم السياحة العلمية؛ لکل هذا جاءت هذه الدراسة التي تتحدّد مشکلتها في: الکشف عن مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية في محتوى کتب العلوم بالمرحلة الثانوية.

أسئلة الدراسة:

سعت الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1. ما مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية ــ المحددة في هذه الدراسة ــــ في کتب العلوم بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية؟
2. هل يختلف تضمين مفاهيم السياحة العلمية ـ المحددة في هذه الدراسة ـ في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، باختلاف تخصّص الکتاب، والمستوى الذي يدرس به؟

أهداف الدراسة:

سعت الدراسة إلى:

1. الکشف عن مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية ــ المحددة في هذه الدراسة ــــ في کتب العلوم بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية.
2. الکشف عن الاختلاف في تضمين مفاهيم السياحة العلمية ـ المحددة في هذه الدراسة ـ في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، باختلاف تخصص الکتاب، والمستوى الذي يدرس به.

أهمية الدراسة:

تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال مساهمة نتائجها في:

1. مساعدة أصحاب القرار والمسؤولين عن بناء مناهج العلوم وتطويرها في وزارة التعليم بالمملکة العربية السعودية على اتخاذ قرارات مناسبة مبنية على دراسة علمية، حيال تضمين مفاهيم السياحة العلمية في مناهج العلوم بالمرحلة الثانوية؛ وذلک بتعزيز ما تتضمّنه مناهجنا الحالية، وإضافة ما ينقصها.
2. مساعدة المسؤولين عن برامج تدريب معلمي العلوم بالمرحلة الثانوية في المملکة على اتخاذ قرارات مناسبة مبنية على دراسة علمية، حيال نوعية الموضوعات والبرامج التدريبية ذات العلاقة بالسياحة العلمية ومفاهيمها ومجالاتها التي يحتاجها معلمو العلوم في أثناء الخدمة.
3. تعريف معلمي العلوم بالمرحلة الثانوية في المملکة بمفاهيم السياحة العلمية؛ بما يساعدهم على تأکيدها عند تنفيذ المنهج وتدريس موضوعاته.
4. تنبيه الجهات ذات العلاقة بإعداد معلم العلوم بضرورة تدعيم مقررات برامج إعداد معلم العلوم الحالية بموضوعات حول السياحة العلمية، وکيفية توظيفها في التدريس من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية.

حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة على:

1. مفاهيم السياحة العلمية والمرتبطة بالمجالات: العلمية، والبيئية، والثقافة، والطبيعية، والتراث.
2. کتب العلوم الطبيعية (فيزياء- کيمياء- أحياء- علم الأرض- علم البيئة) لجميع الصفوف الدراسية بالمرحلة الثانوية، الصادرة عن وزارة التعليم بالمملکة العربية السعودية للعام الدراسي 1442/1443هـ.

مصطلحات الدراسة

الــتــضـــمــــيـــن:

التضمين في اللغة العربية: هو جعل الشيء في باطن شيء آخر، وإيداعه بداخله (ابن منظور، 1994)، وفي (المعجم الوسيط) تضمَّن الکتاب الشَّيءَ ضمِنه: احتواه واشتمل عليه (مجمع اللغة العربية، 2011)، وفي (المعجم الغني) تَضَمَّنَ الْمَوْضُوعُ عِدَّةَ أَفْکَارٍ: أي اِشْتَمَلَ عَلَى، واِحْتَوَى عَلَى (أبو العزم، 2013).

ويعرّف الباحثان التضمين في الدراسة الحالية بأنه: توافر وتناول محتوى کتب العلوم بالمرحلة الثانوية لمفاهيم السياحة العلمية، ويتم تحديد التوافر في محتوى کتب العلوم بحساب نسبة المفاهيم التي تضمّنها کل کتاب إلى المفاهيم التي حُدّدت في هذه الدراسة، ويُحدّد تناول محتوى کتب العلوم بحساب نسبة تکرار المفاهيم في الکتاب إلى المجموع الکلي لتکرارات الکتاب.

السياحة العلمية:

تُعرّف الشبکة الدولية للسياحة العلمية ((INST ,2019 السياحة العلمية بأنها: نشاط يُشارک فيه الزوار في توليد المعرفة العلمية ونشرها، وتقوم بها مراکز البحث والتطوير، وينظر إليها على أنها جسر بين عالم العلم والسياحة، تجمع بين سکان المناطق وزوّارهم من جميع الجنسيات والثقافات؛ بدافع من تقدّم المعرفة البشرية، وتعتمد السياحة العلمية على المنهج العلمي، وتُقدّم المعرفة للمساهمة في فهم التحدّيات البيئية والاجتماعية وحلّها للمناطق الجاذبة للسياحة.

ويُعرّف الباحثان السياحة العلمية إجرائيًّا في هذه الدراسة بأنها: عملية تربية وتعليم بمکوّنات ثقافية وترفيهية، تعمل على نشر المعرفة وکيفية الاستفادة منها، بوصفها مواقع جذب سياحية، وتتمثّل هذه العملية في عدة مجالات، مثل: المتاحف، والمراکز العلمية والثقافية، والمکتبات العامة، والمراکز الفلکية والسياحة البيئية ذات الطابع العلمي، والجولات العلمية لمشاهدة المعالم السياحية العلمية العالمية والمحلية، وزيارة معارض الکتاب الدولية والمعارض العلمية والتقنية، والرحلات الفضائية الافتراضية، والرحلات الصحراوية، والجبلية والقطبية.

کتب العلوم بالمرحلة الثانوية:

     وهي الکتب الدراسية المقررة من قِبل وزارة التعليم على طلاب تخصّص العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية، والمواءمة من سلسلة ماجروهل الأمريکية، وتشمل مقررات: الفيزياء، والکيمياء، والأحياء، وعلم الأرض، وعلم البيئة.

منهج الدراسة:

    استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي (تحليل المحتوى)، الذي يهدف إلى وصف واقع الظاهرة الـمُراد دراستها بواسطة الرصد التکراري المنظّم لوحدة التحليل المختارة، وتُطبّق للوصول إلى وصف کمي هادف ومنظم (العساف، 2016). وقد اختار الباحثان تحليل المحتوى؛ لأنه يُحقّق أهداف الدراسة، حيث يساعد على وصف البيانات الـمُتعلّقة بأهداف الدراسة وجمعها وتحليلها؛ للوصول إلى استنتاجات واستدلالات ترتبط بمستوى تضمين کتب العلوم بالمرحلة الثانوية لمفاهيم السياحة العلمية.

مجتمع الدراسة وعينتها:

     تکوّن مجتمع الدراسة من جميع کتب العلوم في المرحلة الثانوية (الفيزياء، والکيمياء، والأحياء، وعلم الأرض، وعلم البيئة)، ودليل التجارب المرتبط بها، المقرر تدريسها في العام الدراسي 1442ه، والبالغ عددها (13) کتابًا، بواقع أربعة کتب للفيزياء، وأربعة کتب للکيمياء، وثلاثة کتب للأحياء، وکتاب واحد لعلم الأرض، وکتاب واحد لعلم البيئة، وقد تناول الباحثان مجتمع الدراسة کاملًا، ويوضّح الجدول (1) وصفًا لبعض خصائص مجتمع الدراسة.

أداة الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة أعدّ الباحثان بطاقة لتحليل کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية؛ للتّعرّف على مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية، وقد تم بناؤها على النحو الآتي:

أولًا: إعداد قائمة بمفاهيم السياحة العلمية التي ينبغي تضمينها في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية:

أعدّ الباحثان قائمة أولية بأهم مفاهيم السياحة العلمية التي ينبغي تضمينها في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية بالمملکة، وذلک بعد الاطلاع على الکتب المختصة بالسياحة، والدراسات والأبحاث السابقة في موضوع الدراسة، والنشرات والکُتيّبات التي تصدرها بعض الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة، وتقارير المؤتمرات التي تناولت موضوع السياحة، والنشرات السياحية التي تصدرها بعض المؤسسات والشرکات السياحية، ومن أهمها: (العميري، 2012؛ الأحمدي والمطرفي، 2013؛ العتيبي، 2017؛ الغامدي، 2017 ؛ Aysen,2017؛ الشبکة الدولية للبحث العلمي والتطوير في مجال السياحة العلمية، 2019).

وتکوّنت القائمة في صورتها الأولية من (15) مفهومًا مرتبطًا بالسياحة العلمية، وهي: زيارة المتاحف، والمؤتمرات العلمية، والمکتبات العلمية، والمراکز العلمية، والمراکز الفلکية، ومراکز البحوث العلمية، وجمعيات التطوّع العلمي البيئي، والسياحة البيئية العلمية، والجولات العلمية، والرحلات الفضائية، والأسواق التجارية العلمية، ومعارض الکتاب، والمعارض العلمية، والمعارض التقنية، والمعارض الثقافية. وللتحقّق من صدق قائمة مفاهيم السياحة العلمية، فقد عُرضت على مجموعة من المحکّمين المتخصّصين في المناهج وطرق تدريس العلوم، وفي مجال السياحة، وبعد تعريفهم بموضوع الدراسة، والهدف من إعداد القائمة؛ طُلب منهم إبداء آرائهم حولها، وفق نموذج تحکيم أعدّه الباحثان لهذا الغرض، وقد وافق المحکّمون على تلک المفاهيم، مع إعادة صياغة بعضها، واقتراح إضافة مفاهيم أخرى، وقد رُوعي ملاحظات المحکّمين في الصورة النهائية للقائمة.

   وتکوّنت القائمة في شکلها النهائي من (22) مفهومًا مرتبطًا بالسياحة العلمية، وهي: المتاحف ويُقصد بها مؤسسة تُقام بشکل دائم؛ بغرض حفظ ودراسة مختلف الوسائل الفنية، والتاريخية، والعلمية، والتقنية وعرضها على الجمهور؛ لتحقيق التعلُّم والمتعة؛ والمؤتمرات العلمية: وهي حدث يُنظّم من قِبل هيئة أو مؤسسة؛ بهدف نشر المعرفة العلمية وطرح آخر الـمُستجدّات في المجال العلمي، عن طريق تأمين اللقاء لمجموعة من الباحثين المهتمين في هذا المجال، کما أنها عملية التواصل وتقديم الفکر البشري بشکل مباشر وصريح، وفن تبادل المعلومات بمختلف الإشارات واللغات المکتوبة أو المنطوقة حول مجال علمي محدد. والمکتبات العامة وهي: جمعية تختص بأنواع من المعرفة، حيث تُعنى بتوفير الکتب ذات الطابع العلمي، أما المراکز العلمية فيُقصد بها: جهات تعمل على تبسيط کثير من العلوم والمعارف العامة، التي تختص بجميع المراحل التعليمية؛ بينما المراکز الفلکية فهي: جهات علمية تعمل على رصد الأهلّة، ومراقبة الأقمار الاصطناعية، ومشاهدة الظواهر الطبيعية، والسياحة البيئية العلمية، ويُقصد بها: زيارة مناطق طبيعية مستقرة نسبياً وغير ملوثة؛ لأغراض متعددة کالبحث، والدراسة، والاستمتاع بالمناظر البيئية الطبيعية والحيوانات والنباتات البرية. أما الجولات العلمية فهي: زيارة مکان علمي ما بعيدًا عن أماکن الدراسة؛ بغرض تزويد الطلاب بتجربة خارج البيئة الصفية أو المختبرات العلمية؛ والرحلات الفضائية الافتراضية ويُقصد بها: نوع من الرحلات إلى الفضاء؛ بهدف الاستکشاف الفضائي، أو القيام ببعض النشاطات التجارية مثل: السياحة الفضائية وأقمار الاتصالات الاصطناعية لرصد الأرض، أما الرحلات الصحراوية فأنشطة تُقام لاستکشاف الحياة البرية الصحراوية، سواء من الحيوانات أو النباتات وکيفية التعايش في الصحراء، بينما الرحلات القطبية فيُقصد بها: أنشطة تُقام لزيارة الأماکن القطبية المتجمّدة، بما فيها من جبال وأنهار جليدية وحيوانات. وتتميّز هذه الرحلات بالمتعة والإثارة الفريدة من نوعها، کما يُقصد بالرحلات الجبلية: أنـشـطة ترفيهية تـخـتـلـفصـعوبتــها باختــلاف المـدة والمسـافة واختــلاف التضــاريس، وعــادة تـکــون بالمشــي عــلى الأقــدام، أو الدرّاجــات العـادية، أو الدراجــات النـاريـة، أو الخـيـول، أو السيـارات، أو أي شيء أخـر يـمـکـن للإنسان أن يسـافـر عـبـره. وتــکـون داخـل مســارات مـحـددة سـلـفًا. أما المتاجر العلمية فهي أماکن تجارية عالمية تُعدُّ وتُنظّم بغرض عمليات البيع والشراء للمنتجات العلمية، مثل: الأدوات والمعدات والأجهزة العلمية. بينما معارض الکتاب فهي: المکان الذي تعرض فيه دور النشر إصدارتها من الکتب والمطبوعات في کافة المجالات: العلمية والثقافية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. ويُقصد بالمعارض العلمية: بيئة تعليمية تتخطّى حدود الزمان والمکان لنقل التعليم، عن طريق تجميع بعض المعروضات وتصنيفها وتنظيمها بشکل متکامل باستخدام أساليب العرض المناسبة التي توضّح الفکرة وتنقلها للمشاهدين؛ لتحقيق أهداف تعليمية محددة، کما أنها وسائل اتصال فاعلة تجمع التعلّم والمعلومة في مکان واحد بصورة أکثر وضوحًا وتشويقًا وأبقى أثرًا. أما المعارض التقنية فهي: أماکن خاصة تُقام لتقديم أفضل التجارب والمشاريع والابتکارات العالمية في عالم التقنية المتخصّصة وأساليب التحوّل الرقمي، ويُقصد بزيارة الغابات: زيارة مساحة من الأرض تنمو فيها الأشجار بشکل کثيف، إضافة إلى شجيرات وأعشاب وطحالب وفطريات تحتوي على حيوانات متلفة الأنواع، وتعدُّ نظامًا بيئيًّا متکاملًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بحياة الإنسان. أما الأماکن الجيولوجية فهي: أراضٍ بها تکوينات جيولوجية فريدة تُعدُّ نموذجًا لتاريخ تطوّر جيولوجي محدّد، تجمع بين متعة الاکتشاف والمغامرة، وتوفّر المعرفة الجيولوجية للجمهور والطلاب، بينما المعسکرات الصيفية فهي: برامج تکون غالبًا خلال أشهر الصيف في بعض البلدان، وتکون مناسبة لجميع الأعمار وتشمل العديد من الأنشطة والفعاليات، والغرض منها التنمية التعليمية والثقافية، أما المدن الصناعية فيُقصد بها: منطقة مخصّصة ومخطّط لها لغرض التنمية الصناعية. والأماکن الطبيعية هي: أنظمة بيئية متجانسة تمتاز بسماتها الطبيعية المشترکة: الجغرافية والجيولوجية والمناخية. کما يُقصد بمفهوم حدائق الحيوان: مکان ترفيهي علمي موجّه لجميع الفئات العمرية، يُجمع فيه العديد من الحيوانات المختلفة، أماالغوص فيُقصد به: ممارسة النزول إلى الماء، ويکون لأغراض علمية أو استکشافية أو من أجل الاستمتاع.

ثانيًا: بطاقة تحليل المحتوى:

أُعدّت بطاقة التحليل في صورتها الأولية، بما يُحقّق أهداف الدراسة، حيث تکوّنت البطاقة من قائمة مفاهيم السياحة العلمية التي ينبغي تضمينها في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية التي أُعدّت، ومقياس مُتدرّج لمدى التناول لکل مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية، ويحدّد مدى تناول الموضوعات (مادة التحليل) للمفاهيم التي وردت في القائمة (فئات التحليل)، فإذا تم تناول الموضوع أو أُشير إلى أي من هذه المفاهيم؛ يکون مدى التناول (يتناول)، وإن لم يتناول الموضوع أو يشير إلى هذه المفاهيم؛ فيکون مدى التناول (لا يتناول)، ودليلًا يتضمّن إجراءات استخدام البطاقة.

 وللتحقّق من صدق بطاقة التحليل عُرضت على مجموعة من المحکّمين المتخصّصين في المناهج وطرق تدريس العلوم، والبحث العلمي؛ لأخذ آرائهم حول صدق البطاقة وفق نموذج تحکيم أُعدّ لهذا الغرض، وقد وافق المحکّمون على سلامة البطاقة وملاءمتها لما أُعدّت له.

وللتحقّق من ثبات بطاقة التحليل، اُختيرت الفصول (الأول والثاني والثالث) من کتاب فيزياء (1)، وحُسب الثبات بطريقتين، وهما: ثبات التحليل باختلاف الزمن، حيث حلّل الباحث الثاني الفصول الثلاثة باستخدام بطاقة التحليل، ثم أعاد التحليل بعد (7) أيام، وحُسب معامل الثبات عن طريق حساب نسبة الاتفاق بين التحليلين، باستخدام معادلة هولستي (Holsti)، وبلغ معامل الثبات (0.94)، کما حُسب ثبات التحليل باختلاف المحللين؛ إذ حلّل الباحثان الفصول الثلاثة، وحُسب معامل الثبات عن طريق حساب نسبة الاتفاق بين تحليل الباحثين، باستخدام معادلة هولستي (Holsti)، وبلغ معامل الثبات (0.87)؛ وتدلّ هذه النتائج على مُعامل ثبات عالٍ؛ مما يعني ثبات أداة الدراسة، وإمکانية الاعتماد عليها للحصول على نتائج الدراسة.

 وقد اُعتمدّت مفاهيم السياحة العلمية التي تمکّن الباحثان من تحديدها، وبلغ عددها (22) مفهومًا بوصفها فئات التحليل الرئيسة لهذه البطاقة، أما وحدة التحليل التي اعتمدها الباحثان فهي الموضوع أو الفکرة، التي حُدّدت بأنها: جملة أو عبارة تتضمّن الفکرة التي يدور حولها موضوع التحليل.

کما حدّد الباحثان القواعد التي سيتبعانها في تحليل المحتوى على النحو الآتي:

1. عدّ کتاب الطالب ودليل التجارب العملية لکل صف بفصليه وحدة واحدة؛ لأنهمها بمجموعهما يُسهمان في تشکيل البناء المعرفي للطالب حول الموضوعات التي تشتمل عليها، مع اعتبار العنوان الرئيس أو الفرعي جزءًا من الموضوع، ويدخل ضمن المادة الـمُراد تحليلها.
2. تشمل عملية التحليل کلًّا من: الصور، والأشکال التوضيحية، والجداول، والأنشطة الاستهلالية، والأفکار العامة، وأسئلة التفکير الناقد، والتجارب البسيطة، والعلوم في حياتنا، ونشاطات الربط ضمن المادة الـمُراد تحليلها.
3. يُستثنى من عملية التحليل کل من: الغلاف، والمقدّمات، وشرح رموز الکتاب (التوجيهات)، والفهارس، وتعريف المصطلحات الواردة في نهاية الکتاب، وأسئلة التقويم الواردة في نهاية کل فصل.
4. تتبع عملية التحليل الخطوات الآتية:

-        تحديد مساحة التحليل الواردة في کل کتاب من کتب العلوم الطبيعية موضع التحليل، عن طريق حصر عدد الصفحات التي تضم المحتوى، وحصر الموضوعات المرتبطة بمفاهيم السياحة العلمية التي ستخضع للتحليل في کل کتاب.

-        قراءة الصفحات التي حُصرت؛ لتحديد مدى توافر کل مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية.

-        إعطاء درجة واحدة للمفهوم عند وروده، وتسجيله في الاستمارة المخصّصة لذلک.

-        تحديد عدد مرات تناول مفاهيم السياحة العلمية في کل موضوع من موضوعات الکتاب التي حُدّدت، وذلک باستخدام علامات تکرارية.

-        تفريغ بطاقة التحليل، وذلک بحساب عدد مرات ما تحقّق من مفاهيم السياحة العلمية، وحساب النسبة المئوية لذلک.

-        تحديد توافر مفاهيم السياحة العلمية في محتوى کتب العلوم الطبيعية، عن طريق حساب نسبة المفاهيم التي تضمّنها کل کتاب إلى المفاهيم التي اشتملت عليها بطاقة التحليل.

-        تحديد مدى تناول محتوى کتب العلوم الطبيعية لمفاهيم السياحة العلمية، عن طريق حساب نسبة تکرار المفهوم في الکتاب إلى المجموع الکلي لتکرارات الکتاب.

نتائج الدراسة، ومناقشتها، وتفسيرها:

استهدفت الدراسة الحالية الکشف عن تضمين مفاهيم السياحة العلمية بمحتوى کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية، وبعد تطبيق بطاقة تحليل المحتوى، وجمع البيانات، وإجراء المعالجة الإحصائية للنتائج؛ للإجابة عن أسئلة الدراسة، وجاءت على النحو الآتي:

الإجابة عن السؤال الأول:

      الذي نصَّ على: "ما مستوى تضمين مفاهيم السياحة العلمية ــ المحددة في هذه الدراسة ــــ في کتب العلوم بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية؟"

وللإجابة عن هذا السؤال حلّل الباحثان کل کتاب من کتب العلوم الطبيعية - مجتمع الدراسة- وفقًا للخطوات والإجراءات التي أُشير إليها سابقًا، وحُسب تکرارات تناول مفاهيم السياحة العلمية الواردة في کل کتاب، ونسبة تکرار هذه المفاهيم إلى مجموع التکرارات في کل کتاب على حدة.

ويوضّح جدول (2) النتائج التفصيلية لتحليل کتب الفيزياء للمرحلة الثانوية في مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.

يتبيّن من الجدول (2) أن کتب الفيزياء توافر فيها (8) مفاهيم فقط، من أصل (22) مفهومًا، بنسبة (36.4%)، متوزّعة في توافرها بين کتب الفيزياء الأربعة؛ حيث توافر (5) مفاهيم في کل من کتابي فيزياء2 وفيزياء3، وبنسبة (22.7%) لکل کتاب منهما، بينما توافر (4) مفاهيم في کتاب فيزياء1، وبنسبة (18.2%)، وتوافر (مفهومان) في کتاب الفيزياء 4، وبنسبة (9.1%).

کما يتضح من الجدول السابق أن تناول تلک المفاهيم جاء بتکرار بلغ مجموعه (368) مرة، وبنسبة (54.6%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، وکان کتاب فيزياء2 أکثرها تکرارًا بــــ(157) مرة وبنسبة (42.7%)، يليه في المرتبة الثانية کتاب فيزياء3، بتکرار بلغ (106) مرات وبنسبة (28.8%)، في حين جاء بالمرتبة الثالثة کتاب فيزياء1، بتکرار بلغ (93) مرة وبنسبة (25.3%)، ثم کتاب فيزياء4 بتکرار بلغ (12) مرة، وبنسبة (3.3%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب الفيزياء.

کما يتبيّن من الجدول السابق أن مفهوم (الرحلات الفضائية الافتراضية) جاء بالمرتبة الأولى من حيث عدد التکرارات، وذلک بتکرار بلغ (133) مرة وبنسبة (36.1%). ويعزو الباحثان هذا التکرار إلى طبيعة موضوعات الفيزياء التي ترتبط بشکل مباشر بالفضاء؛ حيث إن هذا المفهوم جاء في جميع کتب الفيزياء الأربعة من خلال موضوعات مستقلة وصفحات کاملة تحت عناوين: (تمدّد الزمن عند السرعات العالية،  ومحطات الفضاء الدوارة، والدفع في الفضاء، والإبحار الشمسي، وتقنية المستقبل الأنظمة البصرية المتکيفة،  والإثراء العلمي عدسات الجاذبية، وتقنية المستقبل المرکبة الفضائية والکهرباء الساکنة)، حيث تناولت بالتفصيل الرحلات الفضائية الافتراضية، کما وُجد العديد من الصور التي تُشير إلى هذا المفهوم؛ وهذا ما يُفسّر وجودها بهذا التکرار. بينما جاء مفهوم (المراکز الفلکية) بالمرتبة الثانية، بتکرار بلغ (77) مرة وبنسبة (20.9%)، وجاءت في ثلاثة کتب فقط، وهي: فيزياء1، وفيزياء2، وفيزياء3، في حين جاء مفهوم (المراکز العلمية) في المرتبة الثالثة، بتکرار بلغ (71) مرة وبنسبة (19.3%)، وجميعها في کتاب فيزياء2 فقط. أما في المرتبة الرابعة، فقد جاء مفهوم (الغوص)، بتکرار بلغ (47) مرة بنسبة (12.8%). وقد جاءت جميعها في کتاب فيزياء2 فقط. ويليه في المرتبة الخامسة مفهوم (الجولات العلمية)، بتکرار بلغ (21) مرة بنسبة (5.7%)، وجاءت في ثلاثة کتب فقط، وهي: فيزياء1، وفيزياء2، وفيزياء4. ثم مفهوم (الرحلات الجبلية) في المرتبة السادسة، بتکرار بلغ (17) مرة وبنسبة (4.6%)، وجاءت في کتابين فقط، وهما: فيزياء1، وفيزياء3. أما مفهوما (المعارض التقنية) و(زيارة الغابات)، فقد جاءا في المرتبة السابعة بتکرار لمرة واحدة وبنسبة (0.3%)، وکلاهما في کتاب فيزياء3 فقط.

ويبيّن الجدول (3) النتائج التفصيلية لتحليل کتب الکيمياء للمرحلة الثانوية في مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.

يتضح من الجدول (3) أن کتب الکيمياء توافر فيها (7) مفاهيم فقط من أصل (22) مفهومًا، بنسبة (31.8%)، متوزّعة في توافرها بين ثلاثة کتب فقط من کتب الکيمياء الأربعة، حيث توافر (4) مفاهيم في کتاب کيمياء3، وبنسبة (18.2%)، بينما توافر (3) مفاهيم في کتاب کيمياء1 بنسبة (13.6%)، وتوافر (مفهومان) في کتاب کيمياء2 بنسبة (9.1%)، في حين لم يتوافر أي مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية في کتاب کيمياء4.

کما يتبيّن من الجدول السابق أن تناول تلک المفاهيم جاء بتکرار بلغ مجموعه (29)          مرة، وبنسبة (4.3%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، وکان کتاب کيمياء3 أکثرها تکرارًا بــــ(19) مرة وبنسبة (65.5%)، يليه في المرتبة الثانية        کتاب کيمياء2، بتکرار بلغ (6) مرات وبنسبة (20.7%)، في حين جاء بالمرتبة الثالثة          کتاب کيمياء1، بتکرار بلغ (4) مرات وبنسبة (13.8%) من مجموع التکرارات الکلية في          کتب الکيمياء.

کما يتضح من الجدول السابق أن مفهوم (الرحلات الفضائية الافتراضية) جاء بالمرتبة الأولى من حيث عدد التکرارات، وذلک بتکرار بلغ (9) مرات وبنسبة (31%)، وجاءت في کتابي کيمياء1 وکيمياء3. بينما جاء مفهوما (الرحلات الصحراوية)، و(الرحلات الجبلية) بالمرتبة الثانية، بتکرار بلغ (5) مرات لکلٍّ منهما وبنسبة (17.2%)، وجاء المفهوم الأول في کتابي کيمياء2 وکيمياء3، في حين جاء المفهوم الثاني في کتاب کيمياء3 فقط. وجاء مفهوم (زيارة الغابات) في المرتبة الثالثة، بتکرار بلغ (2) مرة وبنسبة (6.9%)، وجميعها في کتاب کيمياء3 فقط. أما في المرتبة الرابعة، فقد جاء مفهوما (الجولات العلمية)، و(الرحلات القطبية) بتکرار بلغ (مرة واحدة) لکل مفهوم بنسبة (3.4%)، وجاء المفهوم الأول في کتاب کيمياء1، بينما ورد الثاني في کتاب کيمياء3.

ويبيّن الجدول (4) النتائج التفصيلية لتحليل کتب الأحياء للمرحلة الثانوية في مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.

يتضح من الجدول (4) أن کتب الأحياء توافر فيها (2) مفهومان فقط من أصل (22) مفهومًا، بنسبة (9.1%)، مقتصرة في توافرها على کتاب واحد فقط من بين کتب الأحياء الثلاثة، حيث توافر (المفهومان) في کتاب أحياء1، وبنسبة (9.1%)، في حين لم يتوافر أي مفهوم من مفاهيم السياحة العلمية في کتابي أحياء2 وأحياء3.

کما تبيّن من الجدول السابق أن تناول تلک المفاهيم جاء بتکرار بلغ مجموعه (6) مرات فقط، وبنسبة (0.89%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، وجميعها جاءت في کتاب أحياء1، وبنسبة (100%) من مجموع التکرارات الکلية في          کتب الأحياء.

ويتضح کذلک أن مفهوم (الرحلات الصحراوية) جاء بالمرتبة الأولى من حيث عدد التکرارات، بتکرار بلغ (4) مرات وبنسبة (66.7%)، وجاءت في کتاب أحياء1. بينما جاء مفهوم (السياحة البيئية العلمية) بالمرتبة الثانية، بتکرار بلغ (2) مرتين وبنسبة (33.3%)، وجاء المفهوم في کتاب أحياء1. ويعزو الباحثان انخفاض نسبة تناول مفاهيم السياحة العلمية إلى طبيعة موضوعات الأحياء التي لا تناسب مفاهيم السياحة العلمية في هذه الدراسة.

ويوضّح الجدول (5) النتائج التفصيلية لتحليل کتاب علم الأرض للمرحلة الثانوية في مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.

يتبيّن من الجدول (5) أن کتاب علم الأرض توافر فيه (5) مفاهيم فقط من أصل (22) مفهومًا، بنسبة (22.7%)، وجاء تناول تلک المفاهيم بتکرار بلغ مجموعه (54) مرة، وبنسبة (8.1%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية.

کما يتضح أن مفهوم (الأماکن الجيولوجية) جاء بالمرتبة الأولى، بتکرار بلغ (26) مرة وبنسبة (48.1%)، ويعزو الباحثان هذا التکرار إلى طبيعة موضوعات علم الأرض ذات الصلة بالجيولوجيا، حيث وُجد العديد من الصور التي تُشير إلى هذا المفهوم، بالإضافة إلى ورود موضوعات کاملة ومستقلة في صورة تجارب عملية تحت العنوانين الآتيين: (رحلة ميدانية جيولوجية، وسلم الزمن الجيولوجي)؛ إذ تناولت هاتان التجربتان مفهوم الأماکن الجيولوجية بشکل مفصّل، وهو السبب الذي يُفسّر حصول هذا المفهوم على المرتبة الأولى من بين مفاهيم السياحة العلمية. ويليه مفهوم (الرحلات الصحراوية) في المرتبة الثانية، بتکرار بلغ (21) مرة وبنسبة (38.9%)، حيث ظهرت العديد من الصور التي تُشير إلى هذا المفهوم. بينما جاء في المرتبة الثالثة مفهوم (السياحة البيئية العلمية)، بتکرار بلغ (3) مرات وبنسبة (5.6%)، وجاء مفهوما (الجولات العلمية)، و(الرحلات الفضائية الافتراضية) بالمرتبة الرابعة بـــ(تکرارين)، وبنسبة (3.7%).

ويبيّن الجدول (6) النتائج التفصيلية لتحليل کتاب علم البيئة للمرحلة الثانوية في مدى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.

يتضح من الجدول (6) أن کتاب علم البيئة توافر فيه (8) مفاهيم فقط من أصل (22) مفهومًا، بنسبة (36.4%)، وجاء تناول تلک المفاهيم بتکرار بلغ مجموعه (217) مرة، وبنسبة (32.2%) من مجموع التکرارات الکلية في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية.

کما يتبيّن أن مفهوم (السياحة البيئية العلمية) جاء بالمرتبة الأولى، بتکرار بلغ (81) مرة وبنسبة (37.3%)، ويعزو الباحثان هذه النسبة إلى طبيعة موضوعات علم البيئة ذات الصلة بهذا المفهوم؛ إذ وُجد العديد من الموضوعات والصور التي تُشير إلى مفهوم السياحة البيئية العلمية. ويليه مفهوم (زيارة الغابات) في المرتبة الثانية، بتکرار بلغ (75) مرة وبنسبة (34.6%)، ثم في المرتبة الثالثة مفهوم (الرحلات القطبية)، بتکرار بلغ (20) مرة وبنسبة (9.2%). أما مفهوم (الأماکن الجيولوجية) فجاء في المرتبة الرابعة، بتکرار بلغ (13) مرة وبنسبة (6.0%)، بينما جاء مفهوما (الرحلات الصحراوية)، و(الرحلات الجبلية) في المرتبة الخامسة، بتکرار بلغ (10) مرات لکل مفهوم وبنسبة (4.6%)، وجاء في المرتبة السادسة مفهوم (الرحلات الفضائية الافتراضية)، بتکرار بلغ (6) مرات وبنسبة (2.8%)، وفي المرتبة السابعة جاء مفهوم (الجولات العلمية) بـــ(تکرارين) وبنسبة (0.9%).

وتُشير النتائج السابقة، والمرتبطة بتحليل محتوى کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية للکشف عن مستوى تضمينها لمفاهيم السياحة العلمية؛ إلى توافر الکثير من هذه المفاهيم في تلک الکتب، حيث توافر من مجموع تلک الکتب (12) مفهومًا من أصل (22) مفهومًا، وبنسبة (54.5%)؛ مما يعني أن هناک (10) مفاهيم لم تُضمّن إطلاقًا في أي کتاب من کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية.

کما تُشير النتائج السابقة إلى أن کتاب علم البيئة جاء بالمرتبة الأولى من بين کتب العلوم الطبيعية، من حيث تناوله لمفاهيم السياحة العلمية بنسبة بلغت (32.2%)، يليه کتاب فيزياء2 بالمرتبة الثانية بنسبة (23.3%)، ثم کتاب فيزياء3 بالمرتبة الثالثة بنسبة (15.7%)، ثم کتاب فيزياء1 بالمرتبة الرابعة بنسبة (13.8%)، ثم کتاب کيمياء3 بالمرتبة الخامسة بنسبة (2.8%)، ثم کتاب فيزياء4 بالمرتبة السادسة بنسبة (1.8%)، ثم کتابا کيمياء2 وأحياء1 بالمرتبة السابعة بنسبة بلغت ( 0.9%)، ثم کتاب علم الأرض بالمرتبة الثامنة بنسبة بلغت (0.8%)، وفي المرتبة التاسعة کتاب کيمياء1بنسبة بلغت (0.6%)، بينما لم تتوافر أي مفاهيم للسياحة العلمية في کتاب کيمياء4، وأحياء2، وأحياء3.

ويرجع الباحثان السبب في تلک النتائج إلى طبيعة موضوعات کتاب علم البيئة، ومناسبتها لمفاهيم السياحة العلمية الـمُعدّة في هذه الدراسة، بالإضافة إلى طبيعة موضوعات کتب الفيزياء (1-3-2)، حيث جاءت مناسبة لمفاهيم السياحة العلمية الـمُعدّة کذلک في هذه الدراسة، في حين ظهر في بقية الکتب تدنٍّ في تضمين مفاهيم السياحة العلمية. ويعزو الباحثان ذلک إلى عدم مناسبة هذه المفاهيم لموضوعات تلک الکتب، ويريان أن توظيف مفاهيم السياحة العلمية وتضمينها في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية؛ يمکن أن يتم من خلال مجموعة من الأساليب والطرق، ومنها: الاهتمام بالأنشطة الإثرائية ودورها في تنمية الوعي بمفاهيم السياحة العلمية، إضافة إلى ضرورة استغلال المعلم للمواقف التدريسية في تنمية مفاهيم السياحة العلمية.

الإجابة عن السؤال الثاني:

الذي نصّ على: "هل يختلف تضمين مفاهيم السياحة العلمية ـ المحددة في هذه الدراسة ـ في کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية، باختلاف تخصص الکتاب، والمستوى الذي يدرس به؟"

وللإجابة عن هذا السؤال، استخدم الباحثان اختبار (کا²) للاستقلاليَّة؛ لمعرفة دلالة الفروق بين تضمين کتب العلوم الطبيعية للمرحلة الثانوية لمفاهيم السياحة العلمية، ويوضّح جدول (7) نتائج اختبار (کا²) للفروق في نسبة تضمين کتب العلوم الطبيعية لمفاهيم السياحة العلمية تبعًا للتخصّص.

يتضح من الجدول (7) أن قيمة (کا²) دالة إحصائيًّا عند مستوى دلالة (0.05)؛ مما يدلّ على أنه توجد فروق حقيقيَّة بين عدد مرات تضمين مفاهيم السياحة العلمية بين کتب العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية يُعزى لـمُتغيّر التخصّص. ويعزو الباحثان ذلک إلى أن طبيعة موضوعات کتاب علم البيئة وکتب الفيزياء مناسبة لمفاهيم السياحة العلمية.

کما يبيّن الجدول (8) نتائج اختبار (کا²) للفروق في نسبة تضمين کتابي الفيزياء والکيمياء لمفاهيم السياحة العلمية، تبعًا للمستوى الذي يدرس فيه الکتاب، مع ملاحظة أنه لا يمکن حساب الفروق بين تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب الأحياء وفقًا لـمُتغيّر المستوى، حيث إن کتابي أحياء2 وأحياء3 لم يتوافر فيهما المفاهيم نهائيًّا، وکذلک بالنسبة لکتابي علم الأرض وعلم البيئة؛ لأنهما يدرسان في مستوى واحد فقط. 

يتبيّن من الجدول (8) أن قيمة (کا²) دالة إحصائيًّا عند مستوى دلالة (0.05) في بُعد مدى التناول بين مستويات کل کتاب من کتب الفيزياء؛ مما يدلّ على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب الفيزياء تُعزى لـمُتغيّر المستوى الدراسي. کما يتضح من الجدول أن قيمة (کا²) دالة إحصائيًّا عند مستوى دلالة (0.05) في بُعد مدى التناول بين مستويات کل کتاب من کتب الکيمياء؛ مما يدلّ على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تضمين مفاهيم السياحة العلمية في کتب الکيمياء تُعزى لـمُتغيّر المستوى الدراسي.

التوصيات:

     في ضوء ما توصّلت إليه الدراسة الحالية من نتائج؛ يقدّم الباحثان بعض التوصيات، وتتمثّل في:

1. تأکيد ضرورة تضمين مفاهيم السياحة العلمية في مناهج العلوم الطبيعية للمرحلة الثانوية بالمملکة العربية السعودية، وفق آلية تراعي مصفوفة المدى والتتابع في هذه المرحلة.
2. ضرورة إشراک الجهات ذات العلاقة بالسياحة العلمية في المملکة العربية السعودية عند تخطيط مناهج العلوم الطبيعية أو تطويرها، وبالأخص وزارة السياحة فيما يتعلّق بتضمينها لمفاهيم السياحة العلمية.
3. القيام بحملات تثقيفية لتعريف المجتمع وتنمية الوعي لديه بالسياحة العلمية.
4. الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في تعليم السياحة العلمية.

المراجع

أولاً: المراجع العربية

ابن منظور، محمد. (1994). لسان العرب، ط3. دار صادر للنشر والتوزيع.

 أبو عراد، صالح. (2000). الأبعاد التربوية للسياحة الداخلية في المملکة العربية السعودية. حولية کلية التربية في أبها، (13)، 45-64.

أبو العزم، عبدالغني. (2013). معجم الغني.

الأحمدي، علي والمطرفي، رشدان. (2013). مدى تضمين محتوى منهج العلوم المطور في المرحلة المتوسطة لمعايير السياحة البيئية في المملکة العربية السعودية (دراسة تحليلية). بحث مقدم إلى المؤتمر الأول للآثار والسياحة، جامعة طبية، 1(1)، 28 - 58.

الأحيدب، إبراهيم. (2004). السياحة والتنزه البيئي في المملکة العربية السعودية. دار الحکمة للنشر. 

حجازي، آندي. (2016). السياحة العلمية: مفهوم ونماذج. الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية، (618)، 35- 32.

 الحربي، هباس. (2012). التسويق السياحي في المنشآت السياحية. دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان.

حسن، سعيد. (2007). دور المدرسة في تفعيل السياحة الداخلية، جريدة الشرق الأوسط، العدد (10490)، الرياض.

حلاوة، جمال وصالح، علي. (2009). مدخل إلى علم التربية. دار الشروق للنشر والتوزيع.

الخطيب، إبراهيم. (2001). مفاهيم أساسية في التربية الاجتماعية. الدار العلمية ودار الثقافة.

داخل، سما وصالح، رحيم. (2018). المنهج والکتاب المدرسي. مکتب نور الحسن للطباعة والتنفيذ.

الدوسري، فوزية. (2014). تحليل محتوى کتب التربية الاجتماعية والوطنية في الصفوف الثلاثة العليا من المرحلة الابتدائية في المملکة العربية السعودية. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، 3(9). 67-87.

زيان، أسماء. (2005). فاعلية وحدة مقترحة في الدراسات الاجتماعية لتنمية بعض المفاهيم والاتجاه نحو السياحة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية بقنا، جامعة جنوب الوادي.

السياحة العلمية آيسن. (2017) مسترجع من: http://www.turismocientifico.cl/

السيسي، ماهر. (2015). مبادئ السياحة. مجموعة النيل العربية.

الشبکة الدولية للبحث العلمي والتطوير في مجال السياحة العلمية. (2019، أبريل 16-30).

الاجتماع الدولي الثاني للسياحة العلمية. مسترجع من: https://scientific-tourism.org/

 الشبکة الدولية للبحث العلمي والتطوير في مجال السياحة العلمية. (2019، أبريل 23-25). المؤتمر الحادي عشر للسياحة SOCIETUR .مسترجع من: https://scientific-tourism.org/

الشبکة الدولية للبحث العلمي والتطوير في مجال السياحة العلمية. (2020، أغسطس26). المؤتمر الدولي الثالث للسياحة العلمية. مسترجع من: https://scientific-tourism.org/

العتيبي، نورة. (2017). تصور مقترح لتضمين کتب العلوم للصفوف الأولية: مفهوم السياحة البيئية في المملکة العربية السعودية. عالم التربية. المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية.

العساف، صالح. (2016). المدخل إلى البحث في العلوم السلوکية. دار الزهراء.

عليمات، عبير. (2006). تقويم وتطوير الکتب المدرسية للمرحلة الأساسية. ط1، دار حامد للطباعة والنشر.

العميري، فهد. (2012). التربية السياحة في کتب الدراسات الاجتماعية والوطنية للمرحلة المتوسطة. المجلة الأردنية في العلوم التربوية،4(9)، 398-402.

الغامدي، أحمد. (2017). السياحة العلمية وأغرب مؤتمر في التاريخ.                                             مسترجع من:  https://cutt.us/pQ2rA

کافي، مصطفى. (2014). السياحة البيئية المستدامة: تحدياتها وآفاقها المستقبلية. دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع.

مصطفى، إبراهيم والزيات، أحمد وعبدالقادر، حامد والنجار، محمد. (2011). المعجم الوسيط. دار الدعوة: القاهرة.

اللجنة الدولية العلمية، (2004). المؤتمر الدولي للتربية البيئية. مسترجع من: https://cutt.us/Z259f

ميخائيل، إميلي. (2003). الرحلات کمدخل لتنمية الوعي السياحي لدى طفل ما قبل المدرسة. مجلة کلية التربية، جامعة طنطا. (102)، 20-45.

وکالة الأنباء السعودية (واس). (2021). السياحة العلمية في المنطقة الشرقية تجذب زوار موسم "شتاء السعودية". مسترجع من: https://cutt.us/O2kbO

المراجع الأجنبية:

Bourlon, Fabien, Mao, Pascal and Osorio, Mauricio (2011). El turismo  científico en Aysén: un model de valorization territorial based en el patrimonio y actores locales. Sociedad Hoy, (20), pp. 55-76.

Kosiewicz, J. (2014). Scientific Tourism, Aspects, Religious and Ethics Values. Physical Culture and Sport Studies and Research.

Nunes, Sérgio, Sousa, Vanda and Grilo, Luis. (2018). Perfect Resources, Singularities and Scientific Tourism: Methodological Contributions to Valuation and Resources Institutionalization, International Conference of Computational Methods in Sciences and Engineering – ICCMSE. 14-18  March, The Met Hotel, Thessaloniki, Greece.

Nunes, S. & Sousa, V. (2018). Scientific Tourism, Perfect Resources and Territorial Singularities: Some Theoretical and Empirical Contributions,1éres Rencontres du Tourism Scient fique, CERMOSEM – Université Grenoble-Alpes. Le Prader, 13-14 September, France.

Punta Arenas, Roundtable on Scientific Tourism and XI Congress of Societur on April 23, 2019

https://scientific-tourism.org/2019/06/10/resumen-del-segundo-encuentro-de-turismo-cientifico-16-al-30-de-abril-2019/

Summary of the Second Meeting of Scientific Tourism - April 16 to 30, 2019

https://scientific-tourism.org/2019/06/10/resumen-del-segundo-encuentro-de-turismo-cientifico-16-al-30-de-abril-2019/