دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين

إعـــــــــــــداد

فاتن عبدالله أحمد جرادات

محاضرة – قسم التربية الخاصة

کلية التربية – جامعة حفر الباطن – المملکة العربية السعودية

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد الثالث-مارس2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص :

هدفت الدراسة للتعرف إلى دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين  من وجهة نظر معلميهم, ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي المسحي لملاءمته وطبيعة الدراسة, وتکون مجتمع الدراسة من جميع معلمي المدارس السعودية في منطقة  وتکونت عينة الدراسة من (264) معلما.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين من وجهة نظر معلمي المدارس جاء بمستوى متوسط, کما أشارت إلى وجود فروق ذات دلالة تعزى لمجال سنوات الخبرة ولصالح أقل من (5 ) سنوات بعد العودة للمتوسطات الحسابية, ووجود فروق ذات دلالة تعزى للنوع الاجتماعي في مجال الترابط الأسري، وبالعودة إلى المتوسطات الحسابية نجدها لصالح الإناث.

الکلمات المفتاحية: دور الأسرة, الموهوبين.

Abstract

The study aimed to identify the role of the Saudi family in caring for their gifted children from the point of view of their teachers, and in order to achieve the objectives of the study, the researcher used the descriptive survey method for its suitability and the nature of the study.

The results of the study concluded that the role of the Saudi family in caring for their gifted children from the point of view of school teachers came at an average level, and indicated that there were significant differences due to the field of years of experience and in favor of less than (5) years after returning to the arithmetic averages, and the presence of significant differences due to gender In the field of family interdependence, and by returning to the arithmetic averages, we find them in favor of females.

Keywords: the role of the family, the gifted.

مقدمة

شهدت السنوات الأخيرة الماضية اهتماما ملحوظا في فئة الموهوبين والمتميزين, إذ تحتاج هذه الفئة إلى دراسة جميع خصائصها, وذلک لتلبية احتياجاتهم في ظل توجهات العصر الحديث, فقد ظهرت في السنوات الأخيرة مؤشرات تشير إلى أن تقدم أي مجتمع يظهر من خلال اهتمامهم بهذه الفئة.

إذ أن فئة الموهوبين تعد ثروة بشرية مهمة تمثل طاقات ينبغي الاهتمام بها ومنحها أفضل الفرص للنمو؛ ورعايتها للاستفادة منها, فإذا توفرت لهم الفرص التعليمية المناسبة وتم تلبية احتياجاتهم وتم الکشف عن استعداداتهم الکافية وتوظيف قدراتهم المختلفة، وتوفر لديهم المناهج وأنظمة مخصصة تلائمهم؛ فإنهم في شهور معدودة يستطيعون أن يتعلموا جميع المهارات الدراسية التي يحتاجها الطالب العادي خلال سنة دراسية کاملة کي يتعلّمها           (القحطاني, 2016).

 لهذا فالموهوب يحتاج إلى تعليم من نوع خاص تتوفر فيه المناهج والأنشطة والتجهيزات والأدوات التي تتناسب مع قدراته, فالمجتمعات في العصر الحديث تتقدم              بمدى ما تقدمه من الرعاية لأبنائها المتميزين تربويا، ومدى ما توفره لهم من فرص من          الرعاية التربوية والنفسية والاجتماعية، وحسن توجيه هذه الطاقات المبدعة، واستثمارها (السليحات والسليم, 2018).

لذا نجد أن العديد من الأفراد الموهوبين لم يتم اکتشافهم في وقت مبکر من حياتهم, ولم يعد لهم برامج تربوية ملائمة لنمو مواهبهم, بالإضافة إلى أنه قد يقضي هؤلاء الأفراد حياتهم دون أن يتعرف عليهم أحد، وبما أن الأسرة اللبنة الأساسية في حياة الطفل فهي تؤدي دورا مهما وفعالا في اکتشاف الموهوبين, والأخذ بأيديهم نحو رفع مستوى إبداعهم, وتقديم الوسائل اللازمة لتطويرهم علميا وثقافيا واجتماعيا عن طريق الترابط الأسري وتعزيز ثقتهم بأنفسهم مما يوفر لهم الشعور بالأمن والرغبة في الانجاز(عبد المجيد, 2016).

لذا فإن الأسرة السوية في تنشئة الأبناء والتي تکون بعيدة کل البعد عن التسلط والقسوة والتذبذب في المعاملة وعدم التمييز بين أبنائهم وتشجيعهم على الاختلاف والنقد البناء وتعويدهم على النمط الديمقراطي الإيجابي القائم على الأخذ والعطاء وعلى کيفية التعامل مع الفشل، فإن کل هذا يؤثر على الموهوب وعلى حالته النفسية, مما يولد لديه مساحة أکبر من الفهم والإدراک السليم والنظرة المستقبلية(عمر, 2020 ).

دور الأسرة في رعاية الموهوبين والمتفوقين:

 الطفل الموهوب بحاجة إلى نموذج والدي يقتدي به ويدعمه ويساعده ويخبره عن النجاح وعن روعة الشعور به بعد تخطى العقبات ويولي الطفل الموهوب العناية الکافية والثقة التامة بقدرته والتفاهم معه فوجود أحد الوالدين أو صديقا أو قريبا يقدره کإنسان يجعله يثق بإحساسه وشعوره أن له قيمة حقيقية يجب عليه ادراکها قبل أي شخص آخر, کما أن الأطفال يميلون للشعور بمزيد من الأمان في بيوتهم ووسط أسرهم ويزداد أمانهم إذا تعارف المعلم على أسرهم وارتبط بهم وإذا غاب التلميذ عن المدرسة فيتصل المعلم به ويسأل عنه ويهتم به وبأحواله مما يشعر الموهوب بالحب والحنان والراحة التامة لتواصل الأسرة مع معلمة الطفل الموهوب. (الدهب،2015).

إن البيئة الأسرية عاملاً هاماً من العوامل المحددة لنمو الموهبة وتطويرها، وهي اللاعب الأهم في نقل الموهبة من طور الکمون إلى الانجاز الفعلي والإبداع المشاهد، فللأسرة وخصائصها کما يؤکد باولا (1987 ( Paula et al, من خلال استعراضه للعديد من الأدبيات دور بالغ الأهمية في تنمية أفرادها الموهوبين والمتفوقين ومساعدتهم على تحقيقهم للإنجازات، حيث حدد بعض الجوانب الأسرية التي ترتبط بتنمية الموهبة منها : الخصائص الهيکلية الديمغرافية، والمناخ الأسري أو البيئة الأسرية العامة، والقيم التي تتبناها أو التي سنها الآباء والأمهات . کما أکد کذلک أن المتغيرات المتعلقة بالمناخ الأسري تحدد للموهوب نوعية إنجازه إبداعي أم أکاديمي. ويتفق معه في التأکيد على قوة علاقة البيئة الأسرية وظروفها العامة بنمو موهبة أطفالها ودورها في تحقيق التوافق الشامل للموهوب العديد من البحوث والدراسات مثل دراسة شان وشان (Chan&Chan,2005) التي أظهرت أن تحقيق المراهقات الموهوبات للإمکانيات الکامنة مرتبط بالمناخ الأسري وما يتميز به من حرية واستقلال وتعاطف وتقدير للفرد)الشربيني؛ صادق، 2002 (.

خصائص البيئة للأسرة الداعمة لنمو الموهبة

 والمقصود بها المناخ العام السائد الأسرة في الأسرة والمتضمن أساليب التنشئة والمعاملة السوية المتبعة من قبل الوالـدين خصوصاً وأفراد الأسرة عموماً، کما تشمل الوعي بالموهبة وإدراکها وتلبية متطلبات تربيتها، وتوافر المتطلبات المادية والمحفّزات العقلية والمعرفية التي تنميها، والجو النفسي والاجتماعي العام المريح والمشجع على نموها وتطويرها. وعلى ما تقدم فإن من أهم خصائص البيئة الأسرية التي تنمي الموهبة والإبداع لدى الطفل کما يذکر            ( العبـدلي، 2010 ( هي البيئة الثرية ثقافياً والآمنة سيکولوجياً. وتمثل أساليب التعامل مع الطفل الموهوب في المنزل داعماً أساسياً لنمو موهبته إذا کانت سوية ومشجعة ومدرکة لهذه الموهبة ومعترفة بها، وإذا کانت تعمل على تشجيع التعبير الـذاتي وتقوم على تعليم الطفل وتدريبه على رؤية الأمور على حقيقتها، وتسعى إلى أن تغرس فيه الثقة بحواسه واحترامها، وتسـمح لإبداعه الخاص بالبروز.

 وکما يشير)العدل ، 2010) فإن تربية الموهوب تتطلب حزمة من الموجهات التربوية تقوم على إدراک خصائص الطفل وتطبق أساليب معاملة تراعى هذه الخصائص. ويؤکد (القريطي ،2013) على أهمية أساليب المعاملة والاتجاهات الوالدية ويرى أنه بالإضافة إلى ذلک فإن توفير المواد والخامات والأدوات اللازمة أمراً هاماً لتنمية استعداد الطفل ومواهبه، علاوة علـى مـدى إشـباع الأسـرة للاحتياجات الخاصة به. وعلى الرغم من أهمية ما سبق إلا أن انعکاسات البيئة الأسرية على نمو الموهبة لا يتوقف على أساليبها التربوية فقط، بل يشمل أيضاً تفاعل ذلک مع متغيراتها الديمغرافية، فمثلاً وکما يورد (الشربيني؛ صادق، 2002) على دور الترتيب الولادي للأطفال داخل الأسرة في اتاحة فرصاً مختلفة للتعامل معهم، فأوائل المواليد وخاصة الطفل الأول، يحظى باهتمام أکبر من الوالدين، کما أنه يأخذ دور المعلم والضابط لإخوته، مما يثـري خبرتـه ومعلوماته وممارساته ومن ثم قدراته الإبداعية مما يؤدي لتطويرها بشکل أسرع، وکذلک أشار إلى أن هناک أيضاً تأثيراً لمتغيرات أسرية أخرى منها: صغر حجم الأسرة، الفاصل الزمني القصير بين عمر الأب وعمر الأم، وکذلک اتجاهات الوالدين نحو الطفل وفکرهما عن الموهبة والموهوب، وأنماط معاملة الموهوب المتبعة.

مشکلة الدراسة وأسئلتها

يعتمد مستقبل الأمة على الأفراد المتعلمين والمنتجين فإذا ما أريد لأبنائها أن يکونوا أعضاء فعالين في المجتمع فلا بد من الاهتمام في نوعية التربية المقدمة إليهم من حيث تنمية المعلومات ومحتواها، مع الأخذ بالحسبان المتغيرات والتطورات العالميّة والانفجار المعرفي والتکنولوجي, وهذا کله لا يتأتي إلا من خلال الاهتمام بفئة المبدعين والموهوبين الذين يُعدون الناتج الرئيسي في نجاح العملية التربوية التعليمية من خلال الاهتمام بهم منذ نعومة أظفارهم لبناء مجتمع منتج. 

وقد أجريت العديد من الدراسات في سياق رعاية الموهوبين, والتي عالجت المفهوم وأبعاده في بيئات مختلفة کدراسة عمر (2020), وقد حفز هذا القيام بهذه الدراسة وقياس دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين, ما تعانيه هذه الفئة من قلة اهتمام بهم وخاصة في ظل ظروف جائحة کورونا والتي أثرت عليهم بشکل سلبي, ولذا جاءت الدراسة الحالية للکشف عن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين .

وبالتحديد فإن الدراسة تسعى للإجابة عن السؤالين الآتيين:

1. ما دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين  من وجهة نظر معلميهم؟
2. هل هناک فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) في استجابات معلمي الطلبة الموهوبين تعزى لمتغيرات عدد سنوات الخبرة , والجنس؟

أهمية الدراسة:

    تکمن أهمية هذه الدراسة في أنها تکشف عن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين وتظهر أهمية الدراسة من خلال:

الأهمية العلمية: تعد هذه الدراسة من الدراسات الحديثة في مجال رعاية الموهوبين, وبهذا فهي تثري المکتبة العربية، وتفتح آفاقا جديدة للباحثين لتناول الموضوع من عدة جوانب مختلفة وذلک بهدف الوصول إلى دراسات أعم وأشمل الأمر الذي سيسهم في دعم الأدب النظري بشکل عام.

الأهمية العملية: قد تفيد هذه الدراسة التعرف على ايجابيات دعم الموهوبين، ومعرفة مواطن القوة والضعف لدى الأسر في دعم أبنائهم لتکون تغذية راجعة لمحاولة النهوض بالطلبة الموهوبين لمواکبة التطور والارتقاء بسلم العلم والتسلح به.

أهداف الدراسة

وبالتحديد فإن الدراسة تسعى للکشف عن الهدفين الآتيين:

• التعرف إلى دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين  من وجهة نظر معلميهم.
• التعرف إلى الفروق ذات الدلالة الإحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) في استجابات معلمي الطلبة الموهوبين تعزى لمتغيرات عدد سنوات الخبرة, والجنس.

التعريفات المفاهيمية والإجرائية

 اشتملت الدراسة على عدد من المصطلحات التي عرفت مفاهيميا وإجرائيا کما يأتي:

الموهوبين:مجموعة من الأطفال يتميزون عن أقرانهم بالقدرات الإبداعية والعقلية العالية في العديد من جوانب الحياة، ويتم التعرف عليهم واکتشافهم من قبل مختصين يتمتعون بالخبرة الأکاديمية والکفاءة العلمية, من خلال إخضاعهم لاختبارات فکرية وإبداعية لتحديد نوع الموهبة التي يمتلکونها من أجل توفير الوسائل والمواد اللازمة لتنمية قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية والعقلية( عمر, 2020).

رعاية الأبناء: عملية تعليم السلوک الاجتماعي لتحقيق التکيف مع البيئة الاجتماعية عن طريق الاندماج مع ثقافة المجتمع والامتثال للمعايير الاجتماعية( العبدلي, 2010). 

    وتعرف إجرائيا بأنهامستوى استجابة المعلمين على فقرات الأداة التي تقيس دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين  التي قامت الباحثة بإعدادها.

حدود الدراسة:

تناولت هذه الدراسة دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين، وذلک ضمن الحدود التالية:

1. الحدود الزمنية: تحددت نتائج الدراسة بالسياق الزمني الذي أجريت فيه وذلک في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي (2020/2021(.
2. الحدود البشرية: تحددت نتائج هذه الدراسة باستجابات معلمي المدارس السعودية عينة الدراسة على فقرات الأداة التي طورتها الباحثة وتم استخدامها في هذه الدراسة، وهي الاستبانة.
3. الحدود الموضوعية: تقتصر الدراسة على حدودها الموضوعية المتعلقة بمتغيرات دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين.
4. الحدود المکانية: تقتصر الدراسة على معلمي المدارس السعودية.

الدراساتالسابقة

هدفت دراسة عمر(2020) للتعرف على دور الأسرة الموصلية في تنمية ورعاية الموهوبين في ضوء بعض المتغيرات، وقد نکونت عينة الدراسة من (23) أسرة موصلية يمثلون أسر الموهوبين تم اختیارهم بطريقة عشوائية، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي, وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المستوى التعليمي للوالدين له دور کبير في تنمية الموهبة، وأن الاستقرار الأسري وأتباع الأساليب الأسرية السوية والصحيحة له تأثير ايجابي في تنمية ورعاية الموهوبين، کما أن ل لقران الکريم دور کبير وبالغ ومؤثرا في تنمية الموهبة، أما عن المستوى الاقتصادي فلم يکن له دور کبير في تنمية الموهبة بحسب أفراد عينة البحث.

هدفت دراسة السليحات والسليم( 2018)  لاقتراح تصور لتطوير الرعاية التربوية للطلبة المتميزين في الأردن، وقد تکوَّنت عينتها من (242) معلما ومعلمة من معلمي مدارس الملک عبدالله الثاني للتميز في الفصل الأول, وقد تم استخدام المنهج الوصفي التطويري، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن واقع الرعاية التربوية للطلبة المتميزين من وجهة نظر عينة الدراسة جاء بدرجة متوسطة، وجاء في الترتيب الأول مجال المرشد التربوي بدرجة مرتفعة، ثم مجال طرائق الکشف بدرجة مرتفعة، وکانت باقي المجالات بدرجة متوسطة وجاعت بالترتيب مجال الإدارة المدرسية، ثمّ مجال المعلمين، ثم مجال دور الأسرة في رعاية الطلبة المتميزين، ثم مجال البيئة الفيزيقية، ثم مجال المناهج وطرائق التدريس، ثم مجال دور المجتمع في رعاية الطلبة المتميزين، ثم مجال احتياجات الطلبة المتميزين، وأظهرت النتائج فروقا ذات دلالة إحصانية لمتغيرات الخبرة في مجال البيئة الفيزيقية ودور الأسرة في رعاية الطلبة المتميزين والمرشد التربوي، وفي مجال المعلمين والدرجة الکلية ولصالح ذوي الخبرة أقل من 5 سنوات، ولمتغير المؤهل العلمي لصالح الدراسات العليا في مجالات طرائق الکشف، والمعلمين، والإدارة المدرسية، ولمتغيّر الجنس لصالح الإناث فقط في مجال احتياجات الطلبة المتميزين.

هدفت دراسة الحوري(2015)  للتعرف على دور مديري المدارس الإعدادية والثانوية في رعاية الطلبة الموهوبين من وجهة نظر المعلمين في دولة قطر، وهل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات المعلمين لدور مديري المدارس في رعاية الطلبة الموهوبين تعزى لمتغيرات الجنس والمرحلة الدراسية والخبرة, وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وتکونت عينة الدراسة من (٤١٥ ( معلماً ومعلمة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن دور مديري المدارس الإعدادية والثانوية في رعاية الطلبة الموهوبين من وجهة نظر المعلمين في دولة قطر کان متوسطاً، کما قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات کان من بينها ضرورة إشراک مديري المدارس الإعدادية والثانوية في دولة قطر في برامج تدريبية تعني باکتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين.

هدفت دراسة العبدلي(2010) للتعرف على مستوى وعي الأسرة بدورها في رعاية الطفل الموهوب وتأثير بعض المتغيرات عليه. وتکونت العينة من( 84) أسرة من أسر الأطفال الموهوبين بمدينة مکة المکرمة. وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي, وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى وعي الأسرة بدورها في رعاية الطفل الموهوب تبعا لکل من عمل الأم لصالح الأمهات غير العاملات، مستوى تعليم الأب والأم لصالح الأسرة من ذوي مستوى التعليم المرتفع، عمر الأب والأم لصالح الأسر من ذوي الفئة العمرية من (40) فأکثر بالنسبة للأب ومن (30 ) بالنسبة للأم، ومدة الزواج للوالدين لصالح فترة الزواج الممتدة من 15 فأکثر، وعدد أفراد الأسرة لصالح الأسر الأقل من (4) أفراد، الدخل الشهري لصالح الأسر من ذوي الدخل المرتفع. وتبين وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيا بين محاور الاستبيان (الجانب الاجتماعي- الجانب النفسي- الجانب العاطفي- الجانب الصحي- الجانب الثقافي) وبعض المتغيرات (عمر وتعليم الأب والأم، الدخل الشهري)، بينما توجد علاقة ارتباطية سالبة بين محاور الاستبيان وعدد أفراد الأسرة، وعدم وجود علاقة ارتباطية بين المحاور ومدة الزواج وأعمار الأبناء. کان تعليم الأب أکثر العوامل المؤثرة على وعي الأسرة يليه تعليم الأم ثم عمر الأم وعمر الأب. وجاء في المرتبة الأولى اهتمام الأسرة بالجانب النفسي وفي المرتبة الثانية الجانب الصحي ثم الجانب الثقافي والجانب الاجتماعي وأخيرا الجانب العاطفي.

التعقيب على الدراسات السابقة

 دللت نتائج الدراسات السابقة أن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين تختلف بين مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة کما في نتائج دراسة العبدلي(2010), ودراسة السليحات والسليم( 2018), ودراسة عمر(2020).  وتتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة فيما يلي:

1)   في عنوانها الذي تناول دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين.

2)   في مجتمعها وعينتها معلمي المدارس في المملکة السعودية.

3)   في متغيراتها التي شملت الترابط الأسري, المستوى التعليمي, المستوى الاقتصادي، والتي لم تتناولها الدراسات السابقة بشکل جامع.

منهج الدراسة

من أجل تحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي المسحي لملاءمته وطبيعة الدراسة.

مجتمع الدراسة وعينتها

تکون مجتمع الدراسة من جميع معلمي المدارس السعودية في منطقة  وتکونت عينة الدراسة من (264) معلما أي بما نسبته (30%) من مجتمع الدراسة، تم اختيارها بالطريقة الطبقية العشوائية، موزعين على عدد سنوات الخبرة والجنس للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي(2020/2021)، والجدول (1) يبين توزيع أفراد عينة الدراسة.

توزيعأفرادعينةالدراسةحسبالنوعالاجتماعي،والکلية،والرتبة الأکاديمية جدول(1)

أداة الدراسة:

  لتحقيق أهداف الدراسة تم تطوير استبانه لقياس دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين، وذلک من خلال الرجوع للأدب النظري المتعلق بموضوع الدراسة والدراسات السابقة عمر(2020)، ودراسة القحطاني(2016)، وتکونت من قسمين، القسم الأول: يتعلق بالمتغيرات الشخصية عن المستجيبين (النوع الاجتماعي، وعدد سنوات الخبرة)، والقسم الثاني: يتعلق بفقرات الاستبانة وقد بلغ عدد فقراتها بصورتها النهائية(21) فقرة.

وتتوزع على سبعة مجالات هي: الترابط الأسري, المستوى التعليمي, المستوى الاقتصادي.

صدق الأداة:

 تم التحقق من صدق الأداة باستخدام صدق المحتوى من خلال عرضها على (10) محکمين من المختصين بموضوع الدراسة في جامعة مؤتة من أجل إبداء الرأي في کل فقرة من الفقرات التي تم وضعها في الأداة وفي کل مجال تنتمي له الفقرة، وصياغة کل فقرة من حيث اللغة والمجال الذي تنتمي إليه، وتم اعتماد معيار اتفاق نسبة 80% من المحکمين على کل فقرة، حيث تم  الإبقاء على الفقرة التي اتفق عليها(80%) من المحکمين. وقد تلخصت أراء المحکمين فيما يلي: دمج بعض الفقرات للترابط بينهما، وصعوبة الفصل بينها مثل الفقرة(11) والفقرة(14) في المجال الثاني لتصبح فقرة واحدة، وإلغاء الفقرات التي تکررت وحذف الفقرات التي لا ترتبط بالموضوع فقد تم، حذف وإلغاء(5) فقرات من الأداة بصورتها الأولية إما لتکرارها أو لعدم مناسبتها للموضوع، وإضافة(3) فقرات، وتعديل صياغة بعض الفقرات الغامضة، لتصبح عدد الفقرات للأداة بصورتها النهائية (21) فقرة بعد إجراء التعديلات.

ثبات الأداة:

تم التأکد من ثبات الأداة بطريقتين:

      الأولى: ثبات الإعادة بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار (Test-Retest) وذلک بتطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية تکونت من(20) فرداً تم اختيارهم عشوائياً من داخل مجتمع الدراسة ومن خارج عينتها، وباستخراج معامل الارتباط (بيرسون) بين مرتي التطبيق، وبفارق أسبوعين، وقد بلغ معامل الثبات المحسوب بهذه الطريقة (0.84).

الثانية: ثبات الاتساق الداخلي لفقرات الاستبانة باستخدام طريقة کرونباخ ألفا، وقد بلغ معامل الثبات المحسوب (0.86)، والجدول(2) يبين معاملات ثبات الإعادة ومعامل ثبات کرونباخ ألفا للمجالات وتتراوح ما بين (79.- 86.).

معاملات الثبات المحسوبة لأداة الدراسة جدول (2)

   ويلاحظ من خلال الجدول (2) أن قيم معاملات الثبات تعد مقبولة وأن المقياس صالح للاستخدام.

متغيرات الدراسة:

اشتملت  الدراسة على المتغيرات التالية:

1-  المتغيرات المستقلة:

أ‌- النوع الاجتماعي: وله فئتان هما:

1- ذکر          2- أنثى

ب‌-     عدد سنوات الخبرة ولها فئتان هما:

1-  أقل من 5 سنوات          2-  أکثر من 6 سنوات

2-      المتغير التابع: دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين.

نتائج الإحصاء الوصفي لمتغيرات الدراسة:

تم الاعتماد على مقياس ليکرت الخماسي (Likert Scale) في الإجابة على فقرات الدراسة، إذ تضمنت الاستبانة درجة الموافقة على کل فقرة مقسمة إلى (5) فئات هي: أوافق بشدة (5)، أوافق (4)، أوافق إلى حد ما (3)، لا أوافق (2)، لا أوافق بشدة (1).

وقد تم الحکم على تحديد درجة الموافقة لقيم المتوسط الحسابي لغرض تحديد درجة الموافقة باستعمال الفترة (5-1)÷3=1.33 , حسب ما هو موضح بالجدول (3).

المتوسط الحسابي ودرجة الموافقة جدول رقم (3)

عرض النتائج ومناقشتها:

السؤال الأول: ما دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين من وجهة نظر معلمي المدارس؟

   للإجابة عن السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للدرجة الکلية ولکل مجال من المجالات، والجدول التالي يبين ذلک.

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين من وجهة نظر معلمي المدارس مرتبة تنازليا جدول (4)

     ويلاحظ من خلال الجدول (4) أن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين من وجهة نظر معلمي المدارس جاء بمستوى متوسط وبمتوسط حسابي (3.48) وانحراف معياري(72.)، وقد حل مجال الترابط الأسري في المرتبة الأولى وبمستوى متوسط وبمتوسط حسابي بلغ (3.52) وانحراف معياري (0.60)، تلاه مجال المستوى التعليمي في المرتبة الثانية وبمستوى متوسط وبمتوسط حسابي بلغ(3.51) وانحراف معياري(0.73)، وأخيراً جاء مجال المستوى الاقتصادي وبمستوى توافر متوسط وبمتوسط حسابي بلغ(3.4) وانحراف معياري (0.84).

وقد أشارت النتائج الواردة في الجدول (4) أن دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبينکان ضمن المستوى المتوسط، وبالتالي هي بحاجة إلى المزيد من العمل من أجل رفع فاعليتها إلى المستوى المرتفع، وقد يعزى ذلک إلى أن هناک علاقة وثیقة بین المجالات الثلاث، وتکامل المهمات مع بعضها البعض. وأنها لم تصل إلى المستوى المنشود أو المطلوب، وبالتالي فهي بحاجة إلى العمل بجدیة أکثر لإضفاء بیئة عمل صحیة ومناخ إيجابي، وتعکس هذه النتيجة الحاجة لمزید من الانفتاح نحو أساليب تربوية وإرشادية معاصرة لتدعيم البيئة الصحية في الأسرة.

السؤال الثاني: هل هناک فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) في استجابات معلمي الطلبة الموهوبين تعزى لمتغيرات عدد سنوات الخبرة , والجنس والجدول(5) يبين ذلک:

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين تعزى لمتغيرات عدد سنوات الخبرة جدول (5)

يتبين من الجدول(5) وجود فروق ظاهرية في المتوسطات الحسابية لدور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين تعزى لمتغيرات الدراسة ( النوع الاجتماعي، وعدد سنوات الخبرة)، ولمعرفة فيما إذا کانت تلک الفروق ذات دلالة إحصائية تم استخدام تحليل التباين المتعدد والجدول(6) يبين ذلک:

نتائج تحليل التباين المتعدد لدلالة الفروق في دور الأسرة السعودية في رعاية أبنائهم الموهوبين تعزى لمتغيرات الدراسة ( النوع الاجتماعي، وعدد سنوات الخبرة) جدول (6)

  (α≥ 0.05)   * ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة

يتبين من الجدول (6) الآتي:

1. وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α ≥ 0.05) تعزى لمجال سنوات الخبرة ولصالح أقل من 5 سنوات بعد العودة للمتوسطات الحسابية.
2. وجود فروق ذات دلالة إحصائية α) ≥ 0.05) تعزى للنوع الاجتماعي في مجال الترابط الأسري، وبالعودة إلى المتوسطات الحسابية نجدها لصالح الإناث.

التوصيات:

اعتماداً على النتائج السابقة يمکن تقديم التوصيات التالية:

1-  ضرورة التدخل المبکر لاکتشاف الأطفال الموهوبين مما يساعدهم على تطوير مواهبهم.

2-   توفير المتطلبات المادية والمعلوماتية لاکتشاف المواهب وتنميتها.

3-   إجراء المزيد من الدراسات ذات الصلة بالموهوبين  في المدارس، والمؤسسات التعليمية المختلفة، في ظل ندرة الدراسات المحلية في هذا المجال.

المراجع

-      باظة، آمال عيد السميع. (2007) البيئةالأسريةللموهوبين ودورهافيالوصولإلىانجازعالي دراسة إکلينيکية ، ورقة مقدمة إلى مؤتمر (اکتشاف ورعاية الموهوبين الواقع والمأمول) بنها ، مصر.

-      الحوري, غاندي (2015). دور مديري المدارس الإعدادية والثانويـة فـي رعايـة الطلبة الموهوبين من وجهة نظر المعلمين فـي دولـة قطـر. رسـالة ماجستير غير منشورة، کلية العلوم التربوية، جامعة الـشرق الأوسـط.

-      الدهب، تهاني (2015). من الموهبة إلى الابتکار، مکتبة الرشد المملکة العربية السعودية، الرياض

-      السلیحات، فواز, السليم, عبدالله(2018). تصور مقترح لتطوير الرعاية التربوية ل لطلبة المتميزين في الأردن. مجلة دراسات العلوم التربوية, 45(4),

-      الشربيني، زکريا؛ يسرية، صادق .(2002) أطفالعندالقمة-الموهبةوالتفوقالعقليوالإبداع، القاهرة: دار الفکر العربي.

-      عبد المجيد, حزيمه(2016). الکشف عن فاعلية أداتي لکشف الموهوبين من وجهة نظر مدرسيهم. مجلة کلية التربية للبنات, 27(1), 175-194.

-      العبدلي, سميرة(2010). مستوى وعي الأسرة بدورها في رعاية الطفل الموهوب. مجلة بحوث التربية النوعية, 18(1), 179-215.

-      العدل، عادل محمد. (2010) إساءةمعاملةالأطفالوقهرالموهبة. ورقة مقدمة إلى مؤتمر (اکتشاف ورعاية الموهوبين الواقع والمأمول) بنها، مصر.

-      عمر, هيثم(2020). التنشئة الأسرية للموهوبين في ضوء بعض المتغيرات دراسة ميدانية في مدينة الموصل. مجلة دراسات الموصلية, 54(3), 51-70.

-      القحطاني, غزيل(2018). دور الأسرة في توفير المتطلبات التربوية للطالبات الموهوبات في المرحلة الابتدائية من وجهة نظر معلمات الموهوبات بمدينة الرياض. رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

-      القريطي، عبد المطلب(2013). الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم ورعايتهم واکتشافهم. القاهرة: عالم الکتب للطباعة والنشر.

-  Chih, Jason and Chan, Yu (2005). Family Influences on the Creative Experiences of Children from Grade Five to Six in Taiwan (Article written in Chinese). Journal of Education and Psychology. 28 (4), 591 - 615.