فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

کلية التربية بقنا- جامعة جنوب الوادى

10.12816/mfes.2022.223416

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا، حيث تکونت العينة من (24) طالب وطالبة من ذوي اضطراب المزاج الدوري، واستخدم الباحثان مقياس المزاج الدوري، وبرنامج معرفي سلوکي (اعداد الباحثان)، وتوصلت الدراسة الى انه توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح القياس البعدى، کما توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين رتب درجات المجموعة التجريبية ودرجات طلاب المجموعة الضابطة فى القياس البعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح المجموعة التجريبية، في حين لا توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى (بعد البرنامج مباشرة) والتتبعى     (بعد شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب   (الأبعاد، والدرجة الکلية).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

 

فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا

 

 

 

إعـــــــــــــداد

    د/ محمود أبو المجد حسن                       د/ نورا تاج الدين جعفر

     أستاذ الصحة النفسية المساعد                          مدرس الصحة النفسية

کلية التربية بقنا- جامعة جنوب الوادى               کلية التربية بقنا- جامعة جنوب الوادى

 

 

 

}     المجلد الثامن والثلاثون – العدد الثاني -فبراير2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا، حيث تکونت العينة من (24) طالب وطالبة من ذوي اضطراب المزاج الدوري، واستخدم الباحثان مقياس المزاج الدوري، وبرنامج معرفي سلوکي (اعداد الباحثان)، وتوصلت الدراسة الى انه توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح القياس البعدى، کما توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين رتب درجات المجموعة التجريبية ودرجات طلاب المجموعة الضابطة فى القياس البعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح المجموعة التجريبية، في حين لا توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى (بعد البرنامج مباشرة) والتتبعى     (بعد شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب                (الأبعاد، والدرجة الکلية).

الکلمات المفتاحية: اضطراب المزاج الدوري، العلاج المعرفي السلوکي.

 

Abstract

       This study aimed at providing a cognitive behavioral therapy in decreasing cyclothymic disorder at qena faculty of education students. Sample consisted of (24) students with Cyclothymic Disorder. Instruments of the study were applied: Cyclothymic Disorder Scale, and the therapy program (prepared by the researchers). Results indicated there are statistically significant differences between ranges means of the experimental group students on cyclothymic disorder scale and their dimensions in the pre and post tests in favor of the post test, there are statistically significant differences between ranges means of the control and the experimental group pupils on cyclothymic disorder scale and their dimensions in the pre and post tests in favor of the experimental group , there are no statistically significant differences between ranges means of the experimental group pupils on cyclothymic disorder scale and their dimensions in the post and follow up tests.

Keywords: Cyclothymic Disorder, Cognitive Behavioral Therapy.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

تعد اضطرابات الحالة المزاجية أحد أهم موضوعات علم النفس التي نالت قدرا من الاهتمام لما تتصف به من سلسلة مستمرة من تقلبات الحالة النفسية والمزاجية ما بين الحزن والقلق والاکتئاب والهوس والسعادة والابتهاج، ولما لها من خطورة بالغة على حياة الفرد ؛ فقد تودى به الى العديد من السلوکيات المضادة للمجتمع وکذلک التفکير او السلوکي الانتحاري.

ويقصد بالاضطرابات المزاجية عدم مناسبة الانفعال من حيث شدته او من حيث نوعه للموقف الذي يعيشه الفرد ومنها اضطراب الهوس وفيه يبدو الشخص مرحا، متفائلا، سعيدا، مرتفع الروح المعنوية وهناک الإضطراب المناقض والذى يعرف بحالة الإکتئاب وفيه يبدو الشخص حزينا، مهموما، متشائما يائسا من الحياة وقد تتناوب الحالتان السابقتان على           نفس الشخص فيبدأ بنوبة من الهوس تعقبها نوبة أخرى من الإکتئاب مباشرة، أو قد            تفصل بين النوبتين فترة من الشفاء، أوقد يبدأ بنوبة من الإکتئاب تليها نوبة من الهوس وهکذا (محمد حسن، 2006، ص.105)

وتضم اضطرابات الحالة المزاجية مجموعة واسعة من الاضطرابات ومنها الاضطرابات الاکتئابـية، واضطراب الهوس، واضطراب ثنائي القطب بنمطيه، واضطراب عسر المزاج، واضطراب المزاج الدوري.

ويصف قاموس کامبرج لعلم النفس اضطراب المزاج الدوري بانه اضطراب يظهر فيه تقلبات مزمنة بين الهوس الخفيف والاکتئاب الذي يبدأ في أواخر سن المراهقة ويتطور الى اضطراب ثنائي القطب في حوالي ثلث حالات الاصابة (Matsumoto, 2009, p.148).

وتبلغ معدلات انتشار اضطراب المزاج الدوري ما بين (0.4- 2.5%) في المجتمع وقد تزيد عن ذلک بين المرضى النفسيين (Perugi, et al., 2017, p.123-124).

وتشير الدراسات الى ان الافراد ذوي اضطراب المزاج الدوري لديهم مستويات مرتفعة من الاکتئاب والتفکير في الانتحار والسلوکيات المضادة للمجتمع (Goutaudier, et al., 2014).

الا ان الدراسات التي بحثت استراتيجيات العلاج النفسي لاضطرابات المزاج الدوري قليلة وغير متجانسة حيث تتألف من تطبيق تقنيات وفنيات مختلفة تستند الى نظريات ونماذج نفسية متعددة، ويمکن ان يکون العلاج المعرفي السلوکي فعالا في تحسين التقلبات المزاجية لدى ذوي اضطراب المزاج الدوري من خلال تنمية الوعي المعرفي لديهم (Perugi, et al., 2017, p.126).

لذا يحاول الباحثان القاء الضوء على اضطراب المزاج الدوري والتحقق من فعالية الارشاد المعرفي السلوکي في خفضه لدى الطلاب.

مشکلة الدراسة:

تتضح مشکلة الدراسة من خلال نسب انتشار اضطراب المزاج الدوري، وندرة الدراسات التدخلية والعلاجية لخفضه بالرغم من الاثار السلبية المتعددة لهذا الاضطراب على الفرد والمجتمع.

حيث يبلغ معدل انتشار اضطراب المزاج الدوري ما بين (0.4-1%) من عموم السکان وقد تزداد في محيط العيادات النفسية الى ما بين (3-4%)، کما ان نسبة انتشاره متساويه بين الجنسين، ويبدأ اضطراب المزاج الدوري في مرحلة المراهقة او بداية البلوغ کما انه قد يعکس استعدادا لمجموعة من الاضطرابات المزاجية الأخرى في المراحل اللاحقة، حيث ان من           (15- 50%) من المصابين باضطراب المزاج الدوري يصاب لاحقا باضطراب ثنائي القطب او الهوس الخفيف او الاکتئاب (American Psychiatric Association, 2013, p.139).

کما لم يحظى اضطراب المزاج الدوري بالدراسة الکافية وتقدم العلاج المناسب لسنوات وذلک لانه لم يکن هناک تعريف او معايير قاطعة لهذا الاضطراب وذلک حتى ظهور الاصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الامريکية لعلم النفس، والتصنيف الدولي الحادي عشر للامراض والاضطرابات العقلية والسلوکية الصادر عن منظمة الصحة العالمية وتصنيفه کاضطراب مستقل مختلف عن اضطراب ثنائي القطب، حيث يتضمن بالإضافة الى تقلبات الحالة المزاجية عدم الاستقرار الانفعالي والعاطفي، والاندفاع الشديد (Perugi, et al., 2017, p.123-124).

کما يتميز ذوي اضطراب المزاج الدوري بمجموعة من الصفات تتمثل في: سوء           وعدم الاستقرار التنظيم الانفعالي، الاستجابات المفرطة للمثيرات الداخلية والخارجية والتي           لا ترتبط فقط بالحالة المزاجية وانا أيضا بالادراک والحالة النفسية کالاستمتاع، والدافعية،         والنوم ، والروتين اليومي، واعراض الاکتئاب، والهوس الخفيف هذا بالإضافة الى الشعور  باليأس والتعب والذنب والافتقار الى الامن  وتدني تقدير الذات المرتبط بالخوف، جنبا الى جنب           مع الانفعال والاحساس بالاثارة والحساسية المرتفعة والقلق، وصعوبة في تکوين              العلاقات الشخصية والاجتماعية والتفکير في الانتحار، والاندفاع ومزاج عصبي موجه    للاخرين، وفرط النشاط ، ويقدم اضطراب المزاج الدوري تربة خصبة لتعاطي المخدرات (Perugi, et al., 2017, pp.127-129).

ومن ثم تشير الدراسات ان الاضطرابات المزاجية تلعب دورا کبيرا في سلوک            الانتحار حيث تدل على ان اضطراب المزاج الدوري او الاکتئاب او ثنائي القطب                 مرتبط بشکل کبير مع الانتحار سواء التفکير او المحاولة وذلک لدى البالغين والأطفال (Rihmer, et al., 2017, pp. 212-213).

وفي ذات السياق توصلت دراسة (Van Meter, et al., 2016) التي أجريت على (459) مراهق تتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (11-18) سنة الى ان المراهقين ذوي اضطراب المزاج الدوري يتميزن بمستوى اعلى من حدة الطباع  والعدوانية، ومستوى منخفض من الأداء الاجتماعي وجودة الصداقة مقارنة بالمراهقين ذوي اضطراب ثنائي القطب.

کما تعد اضطرابات الوجدان ثنائي القطب، واضطراب المزاج الدوري، من اکثر الاضطرابات انتشارا وأکثرها تأثيرا على الحياة وسببا في حالات العجز وارتفاع معدل الوفيات   Vázquez, et al., 2017, p. 225)).

اشارت هبه حسين، (2013)  الى أن أعراض اضطراب المزاج الدوري تزداد لدى الإناث مقارنة بالذکور، وانه توجد علاقة عکسية بين اضطراب المزاج الدوري ، وکل من تنظيم الذات والسلام الداخلي ومکوناتهما الفرعية لدى طلاب الجامعة.

يعتمد علاج اضطراب المزاج الدوري على التعرف على الأعراض المبکرة، وتنفيذ التدخلات المناسبة، لإدارة عوامل الخطر، والترکيز على علاج خلل التنظيم العاطفي، والاعتراف بالعواقب السلبية لأنماط السلوک غير التکيفية؛ لذا يعد العلاج السلوکي المعرفي من انسب العلاجات النفسية في حالة اضطراب المزاج الدوري (Bielecki & Gupta, 2020).

ولذلک يحاول الباحثان التحقق من فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا في دراسته الحالية.

مما سبق يمکن صياغة مشکلة الدراسة في السؤال الاتي " ما فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا ؟"

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة الحالية الى التحقق من فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى طلاب کلية التربية بقنا .

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:

(1)   القاء الضوء وتقديم بعض المعلومات النظرية والأدبيات عن اضطراب المزاج الدوري من حيث المفهوم ومحکات التشخيص والأسباب والنظريات المفسرة.

(2)   تقديم مقياس لتشخيص اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب يمکن الاستفادة به في مجال التقييم والتشخيص للاضطرابات .

(3)   تعد الدراسة الحالية دراسة تدخلية تقدم برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب بما يزيد من فرص تحقق التوافق والتکيف والصحة النفسية لديهم وبما يخدم الفرد والمجتمع بالإضافة الى إمکانية استخدام البرنامج من قبل العاملين في حقل الارشاد والتوجية النفسي .

مصطلحات الاجرائية للدراسة:

اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymic Disorder).

يعرفه الباحثان إجرائياً بأنه " اضطراب يتميز بالتذبذب والتأرجح في الحالة المزاجية والحالة الانفعالية للفرد متضمناً فترات مستمرة ومتعددة من الاکتئاب الدوري الخفيف والذي يبدو في الشعور بالضيق والتشاؤم والانسحاب وعدم الثقة بالنفس وتشتت الترکيز والانتباه، والهوس الدوري الخفيف الذي يظهر في قلة النوم وزيادة الحيوية والنشاط، والشعور بالابتهاج".

العلاج المعرفي السلوکي (Cognitive Behavioral Therapy).

يعرفه الباحثان إجرائياً بأنه " استخدام مجموعة متنوعة من الفنيات والاستراتيجيات المعرفية والسلوکية التي توظف من اجل إعادة تنظيم البينية المعرفية للفرد بما يسهم في تعديل وتحسين سلوکه من خلال التحکم في أفکاره وانفعالاته"

الإطار النظري:

أولا: اضطراب المزاج الدوري.

(1) مفهوم اضطراب المزاج الدوري:

يعرف في قاموس الجمعية الامريکية لعلم النفس بأنه اضطراب عاطفي يتميز باعراض الهوس الخفيف واعراض الاکتئاب الخفيف تظهر على فترات على مدار عامين  الا ان هذه الاعراض لا تفي بمعايير الاکتئاب او الهواس سواء في المدة او الحدة او الشدة والتکرار (VandenBos, 2015, p.279)

ويعد اضطراب مزاجي مزمن يتصف بتقلبات متکررة لفترات قصيرة ومختلفة من الاکتئاب والهوس الخفيف على مدى سنتين او اکثر حيث ان هذه الفترات قد تکن لمدة يومين متصلين او تتخللها فترات عادية وتشمل فترات المزاج المکتئب اعراض الاکتئاب مثل انعدام التلذذ واضطراب النوم والشهية في حين ترتبط فترات الهوس الخفيف باعراض النشوة والطاقة العالية والاندفاع والتهيج الا ان هذه الفترات قصير ما بين (2-3) أيام واقل في الحدة والشدة والاعراض             (Alloy &  Black, 2017, p.948 ).

وفي ذات السياق يعرف بأنه اضطراب مزاجي تظهر به اعراض الاکتئاب والهوس الخفيف بالتناوب لمدة عام واحد على الأقل لدى الأطفال والمراهقين او عامين عند             البالغين   دون أي فترات خالية من الاعراض تستمر لأکثر من شهرين طوال فترة الاعراض (Kramer & Suppes, 2019, p.37).

ويعد اضطراب المزاج الدوري اضطراب عاطفي يتميز بعدم التنظيم العاطفي والانفعالي مع ظهور اعراض للاکتئاب والهوس (Bielecki & Gupta, 2020).

تعرفه منظمة الصحة العالمية (2021) بانه اضطراب يتميز بالتقلب المستديم في  المزاج على مدى فترة لا تقل عن سنتين، بما في ذلک فترات طويلة من الهوس الخفيف           (مثل النشوة وسرعة التهيج أو الميل للانبساط والنشاط النفسي الحرکي) وفترات من الاکتئاب (مثل الشعور بالخمول وتضاؤل الاهتمام بالأنشطة والشعور بالتعب) ويغلب أن تکون الفترات التي تظهر فيها الأعراض أطول من الفترات التي تغيب فيها،  ولا تکون أعراض الاکتئاب شديدة ولا طويلة بما يکفي لتلبية المتطلبات التشخيصية لنوبة اکتئابية وتؤدي الأعراض إلى اختلال کبير في مجالات العمل الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من المجالات المهمة (World Health Organization, 2021).

اضطراب يتصف بعدم استقرار المزاج المستمر على مدى عامين على الأقل بما في ذلک فترات عديدة من أعراض کلا من الهوس  کالنشوة، والاستثارة، أو الشطط، والنشاط النفسي الحرکي ( والاکتئاب  کالشعور بالإحباط، وتناقص الاهتمام بالأنشطة، التعب والتي تظهر معظم الوقت، وأعراض الهوس لا تکون بما يکفي لتلبية متطلبات التعريف الکاملة لنوبة تحت الهوس  وأعراض الاکتئاب لم تکن شديدة أو طويلة على الإطلاق بما يکفي لتلبية متطلبات التشخيص لنوبة الکتئاب، الا ان هذه الأعراض تؤدي إلى ضائقة کبيرة أو تدني کبير في المجالات الشخصية أو العائلية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من مجالات الأداء المهمة (منظمة الصحة العالمية، 2021، ص.265)

ويتضح من العرض السابق ان جميع المفاهيم المقدمة لاضطراب المزاج الدوري تجمع على انه اضطراب مزاجي انفعالي متقلب تتناوب فيه اعراض الاکتئاب الخفيف واعراض الهوس الخفيف أي ان الفرد ينتقل فجأة وبدون أسباب کافية من حالة مزاجية ما الى الحالة المناقضة لها على فترات زمنية قصيرة مما يؤدي الى تدهور في انشطته اليومية ومجالات حياته الهامة.

(2) محکات التشخيص:

حددت الجمعية الامريکية لعلم النفس في إصدارها الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، (DSM-5) محکات تشخيص اضطراب المزاج الدوري في النقاط التالية

‌أ.      يعاني الفرد لمدة لا تقل عن عامين ( عام واحد بالنسبة للأطفال والمراهقين) من اعراض هوس،  واعراض اکتئاب.

‌ب.  ان تظهر اعراض الهوس والاکتئاب على الأقل  نصف المدة السابقة، ولا يمر على الفرد اکثر من شهرين بدون اعراض.

‌ج.   اعراض الهوس لا تستوفي معايير الهوس الخفيف من حيث الشدة والمدة والتکرار والانتشار.

‌د.     اعراض الاکتئاب لا تستوفي معايير الاکتئاب من حيث الشدة والمدة والتکرار والانتشار

‌ه.  لا توجد فواصل زمنية خالية من الاعراض تزيد عن شهرين.

‌و.    لا ترجع هذه الاعراض الى الاضطرابات الفصامية او الذهانية او معايير اضطراب ثنائي القطب.

‌ز.   لا تعزي هذه الاعراض الى أسباب فسيولوجية کالغدة الدرقية او المخدرات او الادوية.

‌ح.   تؤدي هذه الاعراض الى خلل مجالات الحياة الاجتماعية او المهنية او أي أداء اخر(American Psychiatric Association, 2013, p.139)

أما في المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية يسمح باستقرار الحالة المزاجية لشهور في کل مرة وهذا ما لا يتفق مع الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الذي يرى ضرورة عدم استقرار الحالة المزاجية لمدة تزيد عن شهرين الا انه في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض لم يشمل هذه المعيار ويکتفى ان تکون الاعراض موجودة بصفة متکررة لفترة لا تقل عن العامين (Malhi & Byrow, 2017, p.13).

وقد استفاد الباحثان من تلک المحکات عند بناء مقياس اضطراب المزاج الدوري في الدراسة الحالية حيث تم صياغت عباراته وفق محکات (DSM-5) وتوزيعها على بعدين رئيسين هما سوء التنظيم الانفعالي، والتقلبات المزاجية.

(3) أسباب اضطراب المزاج الدوري

هناک بعض العوامل التي من الممکن ان تکون سبب في اضطراب المزاج الدوري منها العوامل البيولوجية والعوامل البيئية والعوامل العضوية والعصبية.

(أ‌)  العوامل البيولوجية وتضم :

  • الغدد الصماء : حيث يعکس وجود إختلالات فى المنظومة العصبية الغددية إحتمالية الإصابة بالإضطرابات الوجدانية، کالغدة الغدة النخامية والکظرية والغدة الدرقية.
  • العوامل العصبية الکيميائية: وتتلخص في انخفاض او زيادة ترکيز الامينات الحيوية فى المخ وإختلال ضبط منظومة الادرينالين، وکذلک تفسر على أساس وجود ترابط بين زيادة حساسية مستقبلات النواقل العصبية للتشابک العصبي.
  • العوامل الوراثية : توضح الخلفية الاسرية وتؤکدها الدراسات ان نسبة انتشار الاضطرابات بين التوائم او بين اقارب الدرجة الاولي لأفراد يعانون من الاضطراب المزاجية تکون کبيرة، کما قد يوجد في المحيط الاوسع من الاسرة کالعمات او الخالات او الاعمام من يعانون من الاضطراب نفسه، مما يعني ان الانسان لديه استعداد وراثي ولما تأتي صدمة نفسية مع الاستعداد الوراثي وانعدام الحيل الدفاعية والتعامل بها يأتي المرض او الاضطراب

(ب‌)         العوامل البيئية : أي الأسباب النفسية والاجتماعية بمعنى ان تراکمات ضغوط الحياة والاحداث الحياتية المرهق، وبيئة العمل، والمؤثرات البيئية والاحداث الاخرى تعتبر سببا في ترسيب الاضطراب حيث لوحظ انتشار الاضطرابات بين من يفتقرون الى المساندة الاجتماعية في بيئتهم الاسرية.

(ج‌)          العوامل العضوية: حيث قد تنتشر هذه الاضطرابات في فترات الدورة الشهرية والطمث والولادة، وکذلک بين مرضى المرارة وأورام المخ والالتهاب الرئوي.(توماس ماير، 2016، ص151. ؛ محمد حسن، 2006، ص ص.121-123 ؛ American Psychiatric Association, 2013, p.139). 

ويلخص الشکل التالي أسباب اضطراب المزاج الدوري ومال الاضطراب

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1) أسباب ومال اضطراب المزاج الدوري في (Perugi, et al., 2017, p.128).

(د‌)       النموذج التکاملي : قدمتوماس ماير، (2016، 136) نموذج تکاملي لمنشأ الاضطرابات الوجدانية تتمثل في العوامل البيولوجية الوراثية والتي تعد السبب للقابلية للإصابة بالاضطراب، ثم يليها العوامل التي تکون مسئولة عن ظهور الاعراض الانذارية المثيرة للطور الاکتئابي وطور الهوس وتتمثل في مجالات الموارد الشخصية ومجالات الاحداث الحياتية الحرجة، ومجالات المشکلات الفردية وهذا ما يبدو في الشکل التالي.

 

يتضح من العرض السابق ان جميع العوامل التي من الممکن ان تکون سبب في اضطراب المزاج الدوري هي عوامل بيولوجية وعضوية وعصبية ووراثية لا يمکن التدخل فيها او التحکم بها؛ لذا اقتصر العلاج المقدم في الدراسة الحالية على العوامل البيئية الفردية او الاجتماعية وذلک على مستوى الأفکار والمشاعر والسلوک لذلک کان العلاج المعرفي السلوکي هو الأنسب في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب.

(4) النظريات المفسرة لاضطراب المزاج الدوري

(أ‌)            نظرية التحليل النفسي: يفسر التحليل النفسي الاضطرابات الوجدانية وأحد مظاهرها الرئيسية الاکتئاب بأنه نتيجة لمرور الفرد بخبرات ضاغطة او صادمة تحدث له في سنوات عمره الأولى مما يجعله عرضة للاکتئاب، کما انها قد تکون نتيجة لکبت الغرائز وما ينجم عن ذلک من توجيه الانفعالات السالبة کالعدوان وغيره الى داخل الفرد أي نحو الذات، ومن جهة أخرى يعد الهوس کرد فعل ووسيلة دفاعية ضد الاکتئاب المزمن او الکامن.

(ب‌)         النظريات السلوکية: ترى ان الاضطرابات سلوکيات مکتسبة من البيئة بفعل سلسلة من الارتباطات بين المنبهات المختلفة، فانواع السلوک او الانفعال السوي أو المضطرب يتم اکتسابها من خلال التعلم نتيجة لمؤثرات بيئية خارجية، فقد يظهر الاکتئاب نتيجة لاحداث الحياة الضاغطة، ونتيجة لانخفاض الدعم الإيجابي في الحياة، او العجز الذي يصيب الفرد عن المرور بخبرات مؤلمة.

(ت‌)         النظريات المعرفية: ان النظرة السلبية للذات والعالم المحيط وکذلک المستقبل ثم التفسير السلبي للخبرات، وکذلک التوقع المستمر للفشل، إضافةً إلى تبنّي أفکار لا عقلانية يرددها الفرد لنفسه تقود جميعها إلى الاضطرابات المزاجية (توماس ماير، 2016، ص.137 ؛ محمد حسن، 2006، ص ص. 123-124).

ثانياً: العلاج المعرفي السلوکي.

(1) مفهوم العلاج المعرفي السلوکي:

أوضحJaclyn  (2001) أن العلاج المعرفي السلوکي أسلوب من اساليب العلاج النفسي يقوم علي مبدا أن العمليات المعرفية والمتضمنة التفکير والإدراک تؤثر علي سلوک الفرد , فإذا تم تغيير تلک العمليات المعرفية نتج عن ذلک تغير في سلوک الفرد((p.222.

لذا يعرف بأنه تصحيح التشوهات المعرفية من خلال اعادة تنظيم حديث الذات الخاص بالفرد ومن ثم تغيير سلوکه (حسن فايد، 2005، ص. 96).

وفي ذات السياق يعرف بأنه عملية تعلم داخلية تشتمل إعادة تنظيم المجال الادارکي وإعادة تنظيم الأفکار المرتبطة بالعلاقات بين الاحداث والمؤثرات البيئية المختلفة (نائل محمد، محمود أمين، 2015، ص.238)

واشار Joyce-Beaulieu, & Sulkowski (2015) بأن العلاج المعرفي السلوکي هو نموذج علاجي يشير الي ان أفکار الفرد تتوسط استجاباته الانفعالية والسلوکية والتي            بدورها يکون لها عواقب سلبية علي المدي البعيد أو القريب ((p.27. وفي هذا الصدد       Calkins et al.,(2016) بأنه تم وضع العلاج المعرفي السلوکي بهدف تشکيل مجموعة من المهارات والتي تعمل علي زيادة الوعي بالأفکار والسلوک ومساعدة الافراد في فهم کيف يمکن لأفکارهم وسلوکياتهم التأثير علي انفعالاتهم , حيث أنه من خلال العلاج المعرفي السلوکي يعمل کلا من المعالج والعميل بشکل تعاوني لحل مشکلة ما من خلال التعرف علي الأفکار والسلوکيات غير المقبولة والتي تمثل سببا للمشکلة((p.5.

(2) نماذج العلاج المعرفي السلوکي

اوضح Wenzel et al., (2016) بوجود نموذجين للعلاج المعرفي السلوکي :

(أ‌)        النموذج المعرفي السلوکي الاولي Basic Cognitive Behavioral Model , وفيه عندما يواجه العميل موقفاً ما , فإن خبرته المعرفية للموقف ترتبط بردود أفعال جسمية وسلوکية وانفعالية , فالمعرفة في هذا النموذج يقصد به مزيج من الأفکار والتي تظهر في شکل صور عقلية , أحکام , تفسيرات, اتجاهات , ادراکات أو معاني , وبذلک فإنه وفقا لهذا النموذج , يوضح العلاج المعرفي السلوکي بأن المواقف لا تسبب سلوک الأفراد بطريقة ما , ولکن توضح هذه المواقف ردود أفعالهم , ولذلک يعتقد المعالجين المعرفين السلوکيين بأن العمليات المعرفية عبارة عن أفکار تلقائية تظهر بسرعة لدي العميل وغالباً لا يدرک أنها موجودة لديه(pp.26, 28).

(ب‌)    النموذج المعرفي السلوکي الممتد Expanded Cognitive Behavioral Model , وفقا لهذا النموذج فإن الخبرة السابقة للعميل شکلت لديه معتقدات وأفکار سلبية وإيجابية عن نفسه ( علي سبيل المثال , أنا فرد جيد , أنا فرد غير مؤهل ) والافراد الاخرين (الناس لديها نوايا طيبة , لا اثق في الآخرين) والمجتمع من حوله ( الأشياء الجيدة هي کل شئ من حولنا , يمثل العالم مکان غير امن) والمستقبل ( الأشياء السعيدة سوف تأتي في طريقي , المواقف لن تتغير) , تلک المعتقدات قد تکون تکونت في الطفولة او المراهقة أو حتي في مرحلة الرشد , فبعض هذه الخبرات قد تتکون نتيجة الصدمة أو شخص قال شيئاً غير جيد , وقد تتشکل الخبرات نتيجة ظروف الحياة المتکررة کالأفراد الموجودين في بيئات فقيرة.

(3) مبادئ العلاج المعرفي السلوکي

    ذکر Dobson, & Dobson (2017, pp. 5-6) بأن هناک ثلاثة مبادئ أساسية للعلاج المعرفي السلوکي:

(أ) فرضية الوصول : حيث يؤيد العلاج المعرفي السلوکي فکرة انه عن طريق الانتباه والتدريب, يصبح الفرد أکثر وعياً بأفکاره.

(ب) فرضية الوساطة: حيث يشير العلاج المعرفي السلوکي بأن الافکار تتوسط الاستجابة الانفعالية نحو المواقف المختلفة التي تواجه الفرد , کما أنه يرفض فکرة بأن الفرد لديه استجابة انفعالية نحو الحدث أو الموقف ولکن الطريقة التي يتم بها تفسير الحدث هي شئ رئيس للطريقة التي يتبعها الفرد في تعامله مع الموقف.

(جـ) فرضية التغيير للافضل : وهو نتيجة حتمية للمبدأين سالفي الذکر , حيث أنه من خلال معرفة الأفکار التي تتوسط الاستجابات نحو المواقف المتعددة , يمکن تعديل طريقة الاستجابة للأحداث التي من حولنا.

(4) بعض فنيات العلاج المعرفي السلوکي المستخدمة في البرنامج الارشادي المعد في الدراسة الحالية:

فنية المحاضرة والمناقشة : تعتمد هذه الفنية علي إلقاء محاضرات مبسطة علي العملاء يتخللها ويليها مناقشات ومن أهداف المحاضرات والمناقشات تغيير الاتجاه لدي العملاء          (أحمد أبو أسعد ,2012, ص 394).

فنية إعادة البناء المعرفي: وضحها Joyce-Beaulieu, & Sulkowski (2015) بأنها فنية للعلاج المعرفي السلوکي يتم في ضوئها التعرف علي الأفکار اللاعقلانية للفرد ومن ثم تعديلها((p.29. کما اشار (Wenzel et al. (2016 بانه يمکن من خلال فنية إعادة البناء المعرفي مساعدة الفرد في التعرف علي أفکاره اللاعقلانية وإجراء تقييم لهذه الأفکار بمساعدة المعالج ومن ثم تعديلها حتي يمکنه مواجهة تلک المشکلات مستقبلا(pp.87-88).

فنية حل المشکلة: اشار (Wenzel et al. (2016 بأنها مجموعة من الأنشطة المعرفية السلوکية من خلالها يحاول الفرد اکتشاف وتطوير حلول فعالة أو طرق وأساليب للتعامل مع المشکلات المختلفة(p.67)، اوضح کلا من Dobson, & Dobson (2009, p. 84) ; Söchting (2014, p.141) بأن فنية حل المشکلة تشتمل علي مجموعة خطوات هي : أولاً: التعريف بالمشکلة وتضم توضيح المشکلة وتحديد عدد مرات حدوثها والوقت المستغرق لحدوثها , ثانياً : تقديم حلول بديلة للمشکلة ثم اتخاذ القرار واختيار الحل المناسب , ثالثاً : تطبيق الحل , رابعاً : تقييم نتيجة تطبيق هذا الحل.

التدريب علي الاسترخاء: هناک عدد من فنيات الاسترخاء , مثل التنفس من البطن واسترخاء العضلات والصور الموجهة (وتسمي التصور الابداعي), وکلها ذات فائدة في خفض القلق وسلوکيات الغضب وبعض الاضطرابات الاخري. ففي تدريب الصور الموجهة والذي تعمل علي التخلص من الضغوط الانفعالية من خلال استبدال الأفکار السلبية بصور ذهنية تساعد المسترشد علي الشعور بالراحة والهدوء , حيث يطلب من المسترشد الجلوس في مکان مريح واغلاق اعينه والاستماع إلي تسجيل للمکان أو تخيل الموقع وعادة ما تکون التسجيلات لأصوات تتماشي مع الموقع الذي تم تخيله , وخلال هذا التدريب يقوم المرشد بوصف المکان للمسترشد مثلاً " انت تقف علي الشاطئ تسمع موجات البحر تلامس وتلامس الرمال الدافئة أقدامک" , اما تدريب التنفس من البطن يتم أولاً تعليم المسترشد الجلوس أو الاستلقاء مع استقامة العمود الفقري بشکل جيد , ثم التنفس ببطء (1- 3 ثواني) وبعمق من الأنف , وضمان أن التنفس يصل للمعدة من خلال ملاحظة ارتفاع وانخفاض البطن , ثم الزفير وإخراجه من الفم (1- 3 ثواني) والغرض من التنفس البطئ حتي لاتنهک قوي الشخص الغاضب أو ذو القلق , حيث أن التنفس السريع يسبب الدوخة والإغماء,  کما يتضمن تدريب استرخاء العضلات         تعليم المسترشد الشعور بالتوتر ثم جعل مجموعة من العضلات تسترخي للتخلص من التوتر , ومع مرور الوقت , سوف يتعلم الفرد الأسلوب الذي من خلاله يسيطر علي التوتر " مثل          رفع الکتفين لأعلي" , أضف إلي ذلک أن هناک مجموعة من الاستراتيجيات البسيطة التي       يمکن استخدامها, کالعد حتي 10 (للأمام والخلف) ولمس الأصابع بالتتابع لراحة اليد , لمس اللسان سقف الحلق لمدة ثواني , أو الاستماع للموسيقي المفضلة عن طريق مشغل الأغاني(Joyce-Beaulieu & Sulkowski ,2015, pp.37-38).

فنية التعليم الذاتي: أوضح Arthur et al., 2005,p. 55)) بأن الهدف من تلک الفنية هو تدريب الفرد علي توجيه الحديث مباشرة إلي ذاته وذلک بهدف ارشاد وتوجيه سلوکياته مما يؤدي إلي تنمية التحکم الذاتي. وفي هذا السياق اشار Keith (2010) بأن يمکن تقديم فنية التعليم الذاتي في مجموعة من الخطوات: يؤدي الانموذج المهمة بصوت عالٍ والفرد يلاحظ , ثم يؤدي الفرد نفس المهمة  بينما يعطيه الانموذج تعليمات لفظية ,ثم  يقوم الفرد بالمهمة وهو يعطي لنفسه تعليمات لفظية بصوت عالٍ , ثم يقوم الفرد بالمهمة بينما يعطي لنفسه التعليمات بصوت منخفض, وأخيراً يؤدي الفرد المهمة في هدوء (pp. 15-16).

التعزيز: هو أي فعل يؤدي إلي زيادة في حدوث سلوک معين أو إلي تکرار حدوثه            (عبد الله الزريقات, 2007 , ص ص 158-159).

النمذجة: هي الاجراء الذي يقوم فيه المعالج بنمذجة السلوک المرغوب فيه ، وعلي الشخص الآخر الذي يمارس السلوک المستهدف أن يلاحظه ويقلده (عبدالله الزريقات ،2007 , ص316).

الواجبات المنزلية: ذکر Dobson, & Dobson (2017) أن الواجب المنزلي            مکون أساسي في التدخلات المعرفية السلوکية والذي يهدف إلي تعميم التغيير الناتج من الجلسات العلاجية في مواقف مشابهة , وهناک العديد من أنواع الواجبات المنزلية مثل            قراءة المواد التعليمية واکمال جداول النشاط وممارسة مهارات التواصل(( p.105 . کما اشار Calkins et al., (2016) أنه يجب إجراء مراجعة للواجبات المنزلية بداية کل جلسة علاجية, وذلک بغرض: تعزيز أهمية ممارسة المهارات التي تم تعلمها خلال الجلسة العلاجية خارج لقاء الجلسات، تتيح للمعالج تقييم اکتساب المهارة ومدي الاحتفاظ بها من الجلسات العلاجية السابقة.

دراسات سابقة:

هدفت دراسة (Feeny, et al., 2006) التحقق من فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض الاضطرابات الوجدانية حيث تکونت العينة من (16) مراهق تتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (10-17) عام ممن يعانون اضطراب ثنائي القطب، او اضطراب المزاج الدوري  وتکونت أدوات الدراسة من قائمة السلوک العام (Depue et al., 1987) ، قائمة اعراض الاکتئاب (Rush, et al., 1996)، مقياس تقدير الهوس للصغار (Youngstrom et al., 2002)، وتوصلت الدراسة الى انه بالرغم من ان المؤشرات الأولية تشير الى تدعم جدوى العلاج المعرفي السلوکي مع الاضطرابات الوجدانية الا ان المعالجات الإحصائية وحسابات حجم التأثير لم تظهر أي فروق بين المجموعة التجريبية والضابطة في اعراض الاکتئاب او الهوس بعد انتهاء فترة العلاج او في فترة المتابعة.

بينما هدفت دراسة (Shen, 2008) الکشف عن فعالية تنظيم نمط الحياة والروتين اليومي في خفض اضطراب المزاج الدوري لدى عينة مکون من (71) طالب بالمرحلة الجامعية وتکونت أدوات الدراسة من قائمة السلوک العام (GBI; Depue et al., 1981) ، قائمة بيک للاکتئاب، مقياس الهوس (Francis-Raniere et al., 2006)، وتوصلت الدراسة الى ان تنظيم الروتين اليومي ونمط الحياة لم يؤدي الى تغييرات ذات دالالة احصائية في ابعاد اضطراب المزاج الدوري من اکتئاب ومزاج وسلوک .

في حين أجريت دراسة حالة على مريض يعاني من اضطراب المزاج الدوري           بهدف الکشف عن فعالية العلاج المعرفي السلوکي في تحسين الحالة المزاجية وسلوک النوم لديه وذلک بعد تلقى (20) جلسة وتوصلت الدراسة الى تحسن الحالة المزاجية للحالة اثناء وبعد العلاج حيث انخفضت عدد مرات التقلبات المزاجية اليومية بالإضافة الى تحسن النوم (Totterdell & Kellett, 2008).

وفي نفس السياق هدفت دراسة  (Fava, et al., 2011) التحقق من فاعلية الجمع بين العلاج المعرفي السلوکي وعلاج الرفاهية النفسية في خفض اضطراب المزاج الدوري، حيث تکونت عينة الدراسة من (62) من ذوي اضطراب المزاج الدوري، تم تشخيصهم وفق لمعايير الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية، وتوصلت الدراسة الى فاعلية الجمع بين العلاج المعرفي السلوکي وعلاج الرفاهية النفسية في خفض اضطراب          المزاج الدوري.

کما تحققت دراسة (Totterdell, et al, 2012) من فاعلية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري وذلک عن طريق دراسة حالة لفرد ذو اضطراب المزاج الدوري تلقى (19) جلسة علاج معرفي سلوکي على مدار (35) أسبوع ثم فترة متابعة لمدة (11) أسبوع، وأشارت النتائج الى ان العلاج المعرفي السلوکي ادي الى انخفاض تقلبات الحالة المزاجية وکذلک القلق، بالإضافة الى تحسن الشعور بالسعادة والتحکم في التنظيم المعرفي لديه.

في حين هدفت دراسة (Miklowitz, et al., 2013) الکشف عن فعالية العلاج الاسري في تحسين الحالة المزاجية لدى المراهقين والبالغ عددهم (40) مراهق بمتوسط عمر زمني (12.3) ممن يعانون من اضطراب ثنائي القطب، او اضطراب المزاج الدوري او اضطراب الاکتئاب، تم تشخيصهم من خلال مقياس الهوس الخفيف للشباب (.Sheehan, et al., 1998)، مقياس تقييم الاکتئاب (Poznanski & Mokros, 1995) قائمة جامعة واشنطن للاضطرابات العاطفية وفصام الشخصية (Geller, et al., 2001) حيث تلقى المشارکين (12) جلسة للعلاج الاسري تضمنت التدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل والتربية النفسية، وتوصلت الدراسة الى فعالية العلاج في تحسن الحالة المزاجية والشعور  بالهدوء والراحة.

کما قدمت دراسة حنان شوقي (2015) برنامج انتقائي للتدخل المبکر لتخفيف اضطرب السيکلوثيميا (اضطرب المزاج الدوري) لدى عينة من أطفال مرحلة الروضة ممن هم لوالدين منفصلين بالطلاق، والبالغ عددهم (6) أطفال وتم استخدام مقياس اضطراب السيکلوثيميا، ومقياس تنظيم الذات، (اعداد الباحثة) وتوصلت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيا          (في کل من اضطراب السيکلوثيميا وتنظيم الذات) بين متوسطي رتب درجات الأطفال باختلاف زمن القياس (قبليا وبعديا وفيما بعد المتابعة).

وقد اسفرت نتائج التحليل البعدي التي أجريت على (22) دراسة علاجية اشتملت على قياس نتائج متعلقة بالقلق لدى ذوي اضطراب ثنائي القطب بنمطيه، واضطراب المزاج           الدوري، ان العلاج المعرفي السلوکي يخفض من القلق لدى ذوي اضطراب المزاج الدوري،         في حين انه اقل تأثيرا مع ذوي اضطراب ثنائي القطب، اما التربية النفسية فغير فعالة في      خفض القلق، وعن العلاج المعرفي القائم عن اليقظة العقلية فکانت نتائجه متعارضة (Stratford, et al., 2015).

وفي نفس الصدد استهدفت دراسة (Chatterton, et al., 2017) مقارنة العلاجات النفسية والاجتماعية المستخدمة مع الاضطرابات الوجدانية حيث تکونت العينة من جميع الأبحاث المنشورة في قواعد بيانات (Medline, PsycINFO  EBSCO, Clinical Trials.gov, EU Clinical Trials Register, ISRCTN Registry, WHO) حتى عام يناير 2016 والتي تضمنت اضطرابات ثنائي القطب، اضطراب المزاج الدوري، والبالغ عددها (176) دراسة وتوصلت نتائج الدراسة الى ان التدخلات التي ترکز على مقدمي الرعاية تقلل بشکل کبير من مخاطر الانتکاس الاکتئابي أو الهوس، کما ان التربية النفسية والعلاج المعرفي السلوکي تقلل بشکل کبير من اعراض الهوس ومن عدم الالتزام بالأدوية، ، في حين لم يکن هناک تدخل مرتبطة بانخفاض ملحوظ في الاکتئاب.

وقيمت دراسة (Wright, et al. 2020) فعالية العلاج النفسي في علاج التقلبات المزاجية لدى (12) من ذوي اضطراب ثنائي القطب، واضطراب المزاج الدوري اعتمدت الدراسة في تشخيص هذه الاضطرابات على معايير التقييم المشتقة من (DSM-V)، وعلى تقاير الأطباء، وأشارت نتائج التقارير الذاتية للمسترشدين الى رضاهم عن العلاج ، والى استقرار الحالة المزاجية لهم بعد تلقي العلاج وتحسن في السلوک الشخصي تضمن قبول الذات والاحداث الخارجية والقدرة على اتخاز القرارات والسيطرة على المشاعر والمواقف.

وفي ذات السياق هدفت دراسة (Leopold, et al., 2020) الکشف عن فعالية العلاج المعرفي السلوکي في تحسين الاعراض والأداء الوظيفي لدى عينة مکونة من (75) من ذوي اضطراب المزاج الدوري تتراوح أعمارهم من (15-30) سنة وتکونت أدوات الدراسة من مقياس الاکتئاب (Hamilton, 1960) ومقياس تقدير الهوس للشباب (Young, et al., 1978) ومقياس الأداء النفسي والاجتماعي (Traue, et al., 2002) وتوصلت الى فعالية فعالية العلاج المعرفي السلوکي في تحسين الاعراض الوجدانية والأداء النفسي والأداء الاجتماعي لدى افراد المجموعة التجريبية عند انتهاء البرنامج وبعد (6) اشهر من المتابعة.

توصلت دراسة (Wright, et al., 2021) التي أجريت على (48) مشارک ذوي اضطراب ثنائي القطب نمط ا ، اا ، وأضطراب المزاج الدوري، حيث تم استخدام مقياس اضطراب ثنائي القطب النسخة المختصرة (Oliver & Simons, 2004)، ومقياس اضطراب المزاج الدوري (وفق معايير الاصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، 2013) الى فعالية العلاج السلوکي الجدلي في استقرار الحالة المزاجية وخفض نوبات الاکتئاب مع رضا العملاء على هذا العلاج.

تعقيب على الدراسات السابقة:

(1)     أجريت معظم دراسات الاضطرابات الوجدانية على مرحلتي المراهقة والمرحلة الجامعية؛ بأستثناء دراسة (حنان شوقي، 2015) التي أجريت على الأطفال لذا وقع اختيار عينة الدراسة على طلاب التعليم الأساسي بکلية التربية بقنا خصوصا وان مثل هذه الاضطرابات الوجدانية حسب (DSM-5) تظهر في مرحلة المراهقة والشباب .

(2)     تشير نتائج دراسات التحليل البعدي الى ان العلاج المعرفي السلوکي يحظى بافضلية في خفض القلق وتحسين التقلبات المزاجية لدى الافراد ذوي اضطراب المزاج الدوري (Chatterton, et al., 2017 ; Stratford, et al., 201).

(3)     معظم الدراسات التي أجريت على اضطراب المزاج الدوري تعاملت معه کجزء من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وليس کاضطراب مستقل (Fava, et al., 2011 ; Miklowitz, et al., 2013 ; Wright, et al., 2021).

(4)     تنوعت أساليب العلاج المستخدمة مع ذوي اضطراب المزاج الدوري ما بين العلاج           العلاج الاسري، والعلاج المعرفي السلوکي، والعلاج بالرفاهية النفسية، والعلاج             النفسي، وتنظيم نمط اليحاية والروتين اليومي (Feeny, et al., 2006 ; Leopold, et al., 2020 ; Miklowitz, et al., 2013 ; Totterdell, et al, 2012 ; Wright, et al., 2021).

(5)     تباينت نتائج الدراسات حول جدوى العلاج المعرفي السلوکي في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري فقد اشارت نتائج دراسة (Feeny, et al., 2006) الى عدم فعاليته، في حين تشير باقي الدراسات الى فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري.

(6)     اما عن المقاييس المستخدمة في الدراسات السابقة فکانت مقياس الاکتئاب ومقياس الهوس وذلک في الدراسات السابقة لظهور الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس النفسية والعقلية (Feeny, et al., 2006 ; Shen, 2008 )، اما المقياس المستخدم في الدراسات التالية لظهوره فکانت مقياس اضطراب المزاج الدوري            وفق لمعايير الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية (Fava, et al., 2011 ; Wright, et al. 2020 ; Wright, et al., 2021).

فروض الدراسة:

يمکن تحديد فروض الدراسة فيما يلى:

(1)     توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح القياس البعدى.

(2)     توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات المجموعة التجريبية ودرجات طلاب المجموعة الضابطة فى القياس البعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب            (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح المجموعة التجريبية.

(3)     لا توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى (بعد البرنامج مباشرة) والتتبعى (بعد شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية).

إجراءات الدراسة:

أولا: منهج الدراسة: استخدم الباحث المنهج التجريبي.

ثانيا: عينة الدراسة:

  تکونت عينة حساب الکفاءة السيکومترية من (89) طالبا وطالبة شعبة العلوم بالفرقة الرابعة تعليم أساسي، أما عينة الدراسة الأساسية التى اختبرت عليها صحة فروض الدراسة فتکونت من (24) طالب وطالبة بالفرقة الرابعة تعليم أساسي شعب الدراسات الاجتماعية، والرياضيات، واللغة الانجليزي، واللغة العربية تتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (19-22) سنة, بمتوسط عمر زمني قدرة (20,33) سنة، وانحراف معياري قدرة (0,97) سنة.

تم اختيار العينة الأساسية من مجتمع الدراسة المکون من جميع طلاب التعليم الأساسي شعب الدراسات الاجتماعية، والرياضيات، واللغة الانجليزي، واللغة العربية والبالغ عددهم (574) طالب وطالبة حيث تم تطبيق مقياس الاضطراب المزاج الدوري عليهم، واختيار درجة قطع (م+ع) بلغت (86.13) .

تم توزيع عينة الدراسة الأساسية على مجموعتين هما: الضابطة والتجريبية بواقع (12) طالب وطالبة لکل مجموعة، کما تم إجراء التجانس بين مجموعتى الدراسة فى درجاتهم على مقياس اضطراب المزاج الدوري، والجدول التالى يوضح نتائج التجانس بين أفراد المجموعتين باستخدام الإحصاء اللابارامتري (اختبار مان - ويتني) لدلالة الفروق للعينات المستقلة کما يلى:

جدول (1)

دلالة الفروق بين رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في اضطراب المزاج الدوري (ن1= ن2=12)

المتغير

المجموعة الضابطة

المجموعة التجريبية

قيمة(Z)

مستوى الدلالة

متوسط الرتب

مجموع الرتب

متوسط الرتب

مجموع الرتب

سوء التنظيم الانفعالي

11

132.5

13.9

167

1.02

غير دالة

التقلبات المزاجية

13.2

158

11.8

142

0.47

غير دالة

المقياس ککل

12.1

154.5

12.9

154

0.26

غير دالة

ثالثاً: الأساليب الإحصائية:

(1)     التحليل العاملي.

(2)     اختبار مان ويتني، ويلکوکسون ، وحجم التأثير.

رابعاً: أدوات الدراسة:

تمثلت اداتا الدراسة في مقياس اضطراب المزاج الدوري، وبرنامج العلاج المعرفي السلوکي.

(1) مقياس اضطراب المزاج الدوري.     (إعداد:  الباحثان)

قام الباحثان باعداد المقياس الحالي نتيجة لعدم توافر مقياس لاضطراب المزاج الدوري – على حد علم الباحثان- في البيئة العربية.

وصف المقياس في صورته الاولية:

صاغ الباحثان المقياس في صورته الأولية في (26) عبارة موزعة على بعدين هما تم صياغتها واستخلاصها وفق معايير الاصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية،(2013)، وکذلک المقاييس الأجنبية للاضطراب المزاج الدوري ومنها مقياس تقلبات الحالة المزاجية (TEMPS-A,  Akiskal, et al. 2005)، مقياس اضطراب المزاج الدوري (Kochman et al., 2005).

الخصائص السيکومترية للمقياس:

-        صدق المقياس:

صدق المحکمين: قام الباحثان بعرض المقياس في صورته الأولية على (7) من أساتذة علم النفس والصحة النفسية لإبداء الرأي في مدى ملائمة البنود لقياس اضطراب المزاج الدوري         لدى طلاب الجامعة، حيث تم الاتفاق على جميع عبارات المقياس مع تعديل صياغة بعض البنود فقط. 

الصدق العاملي: قام الباحث بتطبيق المقياس على (89) طالبا وطالبة بالفرقة الرابعة شعبة العلوم تعليم أساسي، وإجراء التحليل العاملي بواسطة الحزمة الإحصائية SPSS باستخدام التدوير المتعامد بطريقة فاريماکس للتوصل إلى الأبعاد المکونة للمقياس والبنود الملائمة لکل بعد، حيث تم الحذف والإبقاء على بعض البنود في ضوء مجموعة من المحکات کما يلى:

  1. حذف البنود التي لم تتشبع بأي عامل تشبعاً يصل إلي المستوي المقبول ≥ (0,3).
  2. حذف البنود التي تشبعت بأکثر من عامل تشبعاً يصل إلي المستوي المقبول  ≥ (0,3).
  3. حذف العوامل التي شملت أقل من ثلاث عبارات.
  4.  إبقاء العبارات التي تشبعت بعامل واحد تشبعاً يصل إلي المستوي المقبول≥ (0,3).

فکانت نتائج التحليل العاملي هي أربعة عوامل على النحو الموضح في الجدول (1) بعد ترتيب تشبعات العبارات ترتيباً تنازلياً.

جدول (2)

تشبعات العبارات على عوامل المقياس

م

العبارة

سوء التنظيم الانفعالي

التقلبات المزاجية

1

16

0.686

 

2

8

0.599

 

3

17

0.573

 

4

1

0.558

 

5

13

0.538

 

6

4

0.532

 

7

26

0.511

 

8

25

0.506

 

9

22

0.455

 

10

6

0.439

 

11

10

 

0.723

12

9

 

0.608

13

21

 

0.605

14

5

 

0.550

15

2

 

0.543

16

12

 

0.486

17

3

 

0.473

18

23

 

0.445

19

24

 

0.439

20

14

 

0.431

21

7

 

0.390

الجذر الکامن

7.07

3.35

التباين

26.18

12.4

مجموع التباين

38.58

يتضح من الجدول السابق أن عبارات المقياس أصبحت (21) عبارة موزعة على بعدين هما: سوء التنظيم الانفعالي ويضم (10) عبارة، والتقلبات المزاجية ويضم (11) عبارة، وذلک بعد حذف خمس عبارات ارقام (11، 15، 18، 19، 20) لتشبعها في العاملين.

ثبات المقياس: استخدم الباحثان لحساب ثبات المقياس طريقة التجزئة النصفية، وطريقة حساب معامل ألفا کرونباک وتوصل إلى أن معاملات الثبات لأبعاد المقياس بالطريقتين جميعها مرتفعة ودالة عند مستوى دلالة (0,01) وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بثبات عال وهذا ما يوضحه جدول (2) التالي:

جدول (3)

قيم معامل الثبات مقياس اضطراب المزاج الدوري

البعد

التجزئة النصفية

معامل α

سوء التنظيم الانفعالي

0.771

0.807

التقلبات المزاجية

0.635

0.788

المقياس ککل

0.977

0.889

الصورة النهائية وطريقة التصحيح: يتکون المقياس من (21) عبارة موزعة على بعدين، يجيب عليها المفحوص وفقا لأسلوب ليکارت الخماسي: (غير موافق بشدة، غير موافق، غير متأکد، موافق، موافق بشدة) والتى تقابل الدرجات (1، 2، 3، 4، 5)، وتتراوح الدرجة الکلية للمقياس من (21-105) والدرجة المرتفعة على المقياس تدل على مستوى مرتفع من اضطراب المزاج الدوري.

(2) برنامج العلاج المعرفي السلوکي : (إعداد: الباحثان)

- أهداف البرنامج:

هدف هذا البرنامج إلي خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري لدي طلاب وطالبات الفرقة الرابعة تعليم أساسي بکلية التربية بقنا.

2- الفئة المستهدفة للبرنامج:

يقدم هذا البرنامج لطلاب وطالبات الفرقة الرابعة تعليم أساسي بکلية التربية بقنا ذوي اضطراب المزاج الدوري.

3- الأسس التي يقوم عليها البرنامج:

يقوم البرنامج علي مجموعة من الأسس الهامة وهي :

أ- الأسس العامة:  تعد التدخلات العلاجية للأفراد ذوي اضطراب المزاج الدوري على درجة کبيرة من الأهمية حيث يعود بالفائدة علي زيادة تفاعلهم بشکل ايجابي مع المجتمع من خلال تکوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين مما يترتب عليه الاستقرار في حياتهم الشخصية والعملية ولاحقاً الأسرية وبذلک يصبح العميل أکثر وعياً بافکاره السلبية ولديه القدرة علي مواجهتها واستبدالها بأفکار ايجابية.

ب- الأسس الفلسفية : استمد البرنامج أصوله الفلسفية من مبادئ وأهداف العلاج المعرفي السلوکي، إلي جانب اعتماده على الأسس الفلسفية العامة التي تتضمن مراعاة أخلاقيات التطبيق والحفاظ علي سرية البيانات.

 ج- الأسس النفسية والتربوية : وتتمثل في مراعاة الخصائص العامة للنمو في مرحلة المراهقة والرشد، وکذلک الخصائص المميزة للأفراد ذوي اضطراب المزاج الدوري، وأيضاً الفروق الفردية بين أفراد العينة.

4- مصادر بناء البرنامج :

تم الاطلاع علي العديد من الأطر النظرية التي تناولت العلاج المعرفي السلوکي ودورها في خفض اعراض الاضطرابات الوجدانية بصفة عامة وخفض اعراض اضطراب المزاج الدوري بصفة خاصة والتي من بينها(Kramer, & Suppes, 2019; Perugi, et al., 2017 ; )، وکذلک الدراسات السابقة التي تناولت برامج علاجية قائمة علي العلاج المعرفي السلوکي في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري, وذلک للاستفادة من تلک الدراسات التدخلية             في تصميم البرنامج العلاجي المعد في الدراسة الحالية , ومن بين تلک الدراسات دراسة کلً من (Leopold, et al., 2020 ; Feeny, et al., 2006 ; Totterdell & Kellett, 2008 ; Totterdell, et al, 2012).

5- بعض فنيات العلاج المعرفي السلوکي المستخدمة في البرنامج:

اشتمل البرنامج علي مجموعة من الفنيات العلاجية کالحوار والمناقشة , إعادة البناء المعرفي , حل المشکلات , التعليم الذاتي, النمذجة , الواجبات المنزلية, التعزيز.

6- الوسائل والأدوات المستخدمة في البرنامج:

 مجموعة من البطاقات – لوحات- ورق أبيض – أقلام - جهاز الحاسب الآلي – جهاز العرض Data Show.

7- تقويم البرنامج:

تم تقويم البرنامج عبر المراحل التالية:

المرحلة الأولى: التقويم المبدئي وتمثل ذلک في عرض البرنامج علي مجموعة من المحکمين لإبداء آرائهم وتعديل البرنامج وفق ما أجمعت عليه هذه الآراء.

المرحلة الثانية : التقويم البنائي ويتمثل في التقويم المصاحب لعملية تطبيق البرنامج والذي يضمن نمو البرنامج وتقدمه في تحقيق أهدافه خلال الجلسات وذلک من خلال التقويم الذي يعقب کل جلسة والمتمثل في الواجب المنزلي.

المرحلة الثالثة : التقويم النهائي ويتمثل في تقويم البرنامج المستخدم في الدراسة بعد الانتهاء من تطبيقه للتعرف علي فعالية البرنامج العلاجي في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري لدي طلاب وطالبات الفرقة الرابعة تعليم اساسي عينة الدراسة.

المرحلة الرابعة : التقويم التتبعي ويتمثل في تطبيق مقياس اضطراب المزاج الدوري المستخدم في الدراسة الحالية علي عينة الدراسة بعد فترة زمنية محددة (شهرين) من انتهاء البرنامج للتعرف علي مدي استمرارية فعالية البرنامج العلاجي.

8- تطبيق البرنامج :

    اشتمل البرنامج علي ( 24 ) جلسة بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً وبذلک استغرق تطبيق البرنامج ثمانية أسابيع وتراوح زمن الجلسة ما بين 45- 50 دقيقة.

9- مکان تطبيق البرنامج :

تم تنفيذ جلسات البرنامج بالمکتبة الأجنبية بالکلية وذلک في توقيتات لا تتعارض مع الدروس النظرية والعملية المقدمة للطلاب بالکلية وتم اختيار ذلک المکان نظراً لاتساعه وتجهيزاته التي تساعد في تنفيذ الجلسات علي الشکل الأمثل.

10- مخطط جلسات البرنامج :

جدول (4)

مخطط جلسات البرنامج المعرفي السلوکي المستخدم مع افراد المجموعة التجريبية

م

عنوان الجلسة

هدف الجلسة

عدد الجلسات

الفنيات المستخدمة

التقويم

1

تعريف وتعارف

  1. اشاعة جو من الألفة بين الباحثان وعينة الدراسة.
  2. تعرف أفراد المجموعة التجريبية على بعضهم البعض.

1

الحوار والمناقشة

بنائى

2

ما هو اضطراب المزاج الدوري

التعريف بمفهوم اضطراب المزاج الدوري وکيفية تشکله.

1

الحوار والمناقشة- الواجب المنزلي.

بنائي

3

ما هي مسببات اضطراب المزاج الدوري

التعريف بالعوامل المؤدية الي حدوث اضطراب المزاج الدوري

2

الحوار والمناقشة- الواجب المنزلي.

بنائي

4

تحديد ووقف الأفکار المرتبطة باضطراب المزاج

تحديد ووقف الأفکار والمشاعر السلبية المصاحبة للأفعال القهرية.

3

الحوار والمناقشة- إعادة البناء المعرفي- التعليم الذاتي- الواجب المنزلي.

بنائى

5

سيطر علي غضبک

تدريب الفرد علي مواجهة غضبه والتحکم فيه.

2

الحوار والمناقشة- التعليم الذاتي – النمذجة-  التعزيز – الواجب المنزلي.

بنائي

6

الاسترخاء باستخدام التنفس من البطن

تدريب الفرد علي استراتيجية الاسترخاء باستخدام التنفس من البطن للتخلص من القلق.

1

الحوار والمناقشة- الاسترخاء – النمذجة-  التعزيز – الواجب المنزلي.

بنائي

7

الاسترخاء باستخدام الصور الموجهة

تدريب الفرد علي استراتيجية الاسترخاء باستخدام الصور الموجهة للتخلص من القلق.

1

الحوار والمناقشة- الاسترخاء – النمذجة-  التعزيز – الواجب المنزلي.

بنائي

8

الاسترخاء باستخدام تدريب العضلات

تدريب الفرد علي استراتيجية الاسترخاء باستخدام تدريب العضلات للتخلص من القلق.

2

الحوار والمناقشة- الاسترخاء – النمذجة-  التعزيز – الواجب المنزلي.

بنائي

9

واجه مشکلاتک بدلا من الهروب منها

التدريب علي مهارات حل المشکلات

2

الحوار والمناقشة- حل المشکلات- النمذجة- إعادة البناء المعرفي- التعزيز- الواجب المنزلي

 

بنائي

10

خطط لاشياء إيجابية يومية

التدريب علي التخطيط الجيد لأنشطة إيجابية يومية.

2

الحوار والمناقشة- النمذجة- التعزيز- الواجب المنزلي.

بنائي

11

تبني علاقات اجتماعية جيدة مع الاخرين

اکساب الفرد القدرة علي زيادة التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

2

الحوار والمناقشة- إعادة البناء المعرفي - الواجب المنزلي.

بنائي

12

اترک بصمة طيبة مع الاخرين

اکساب الفرد القدرة علي التعاون الايجابي مع الآخرين.

2

الحوار والمناقشة- إعادة البناء المعرفي – الواجب المنزلي.

بنائى

13

احترم وقدر ذاتک

مساعدة الفرد في فهم ذاته وتقبلها وتطويرها.

2

الحوار والمناقشة- إعادة البناء المعرفي – التعزيز- الواجب المنزلي.

بنائي

14

الخاتمة والتقييم

1- مراجعة ما تم تقديمه من تدريبات وارشادات في الجلسات السابقة.

2- توزيع بعض الهدايا علي عينة الدراسة.

3- تطبيق مقياس اضطراب المزاج الدوري.

1

الحوار والمناقشة

نهائي

نتائج الدراسة وتفسيرها:

نتائج الفرض الأول: ينص الفرض الأول على أنه " توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح القياس البعدى " ولاختبار هذا الفرض تم استخدام اختبار ويلکوکسون للفرق بين رتب قيم مرتبطة بواسطة حزمة البرامج الإحصائية في العلوم الاجتماعية SPSS وتتضح نتائج هذا الفرض في الجدول التالي:

جدول (5)

الفروق بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس اضطراب المزاج الدوري (ن=12)

المتغير

الرتب

عدد الفروق

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

حجم التأثير ES

سوء التنظيم الانفعالي

الرتب الموجبة T1

0

0

0

 

3.1

0.01

0.894

 

الرتب السالبة T2

12

6.5

78

فروق صفرية

0

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

التقلبات المزاجية

الرتب الموجبة T1

0

0

0

 

3.1

0.01

0.894

 

الرتب السالبة T2

12

6.5

78

فروق صفرية

0

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

المقياس ککل

الرتب الموجبة T1

0

0

0

 

 

 

3.1

0.01

0.894

 

الرتب السالبة T2

12

6.5

78

فروق صفرية

0

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

يتضح من الجدول السابق أن قيمة (Z) الخاصة بابعاد اضطراب المزاج الدوري والدرجة الکلية دالة عند مستوى دلالة (0.01) وهذا يعني أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي وبذلک يمکن قبول الفرض الحالي.

وحيث وجد الباحثان أن الفرق بين القياس القبلي والقياس البعدي له دلالة، فإنه يمکن معرفة حجم التأثير من المعادلة التالية:

 

___ES =

 

حيث ES هو حجم التأثير، Z هي القيمة المحسوبة ، N عدد الأزواج المرتبطة، وتتراوح قيم حجم التأثير من حيث القوة والضعف ما بين 0.10 - 0.29 للتأثير الضعيف، و0.30 - 0.49 للتأثير المتوسط، وأکثر من 0.50 للتأثير الکبير.

ويشير الجدول إلى ان حجم التأثير لبرنامج العلاج المعرفي السلوکي في خفض اضطراب المزاج الدوري في الدرجة الکلية والابعاد يساوي (0.894) وتدل هذه القيمة على ان حجم التأثير کبير.

نتائج الفرض الثاني: ينص الفرض الثاني على أنه " توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات المجموعة التجريبية ودرجات طلاب المجموعة الضابطة فى القياس البعدى على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية) لصالح المجموعة التجريبية " ولاختبار صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار مان - ويتني بواسطة حزمة البرامج الإحصائية في العلوم الاجتماعية SPSS, وتتضح نتائج هذا الفرض في جدول (6):

جدول (6)

الفروق بين رتب درجات طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس البعدي على مقياس اضطراب المزاج الدوري  (ن1= ن2=12)

المتغير

المجموعة الضابطة

المجموعة التجريبية

قيمة Z

مستوى الدلالة

حجم التأثير ES

متوسط الرتب

مجموع الرتب

متوسط الرتب

مجموع الرتب

سوء التنظيم الانفعالي

6.6

79

18.4

221

4.10

0.01

0.836

التقلبات المزاجية

6.5

78

18.5

222

4.16

0.01

0.849

المقياس ککل

6.5

78

18.5

222

4.17

0.01

0.851

يتضح من الجدول السابق أن قيمة (Z) لکل من الدرجة الکلية والابعاد الفرعية لمقياس اضطراب المزاج الدوري دالة عند مستوى دلالة (0.01) ، وبالتالي فهذا يعني تحقق هذا الفرض.

کما يشير الجدول أيضا قيمة حجم التأثير للبرنامج في خفض اضطراب المزاج الدوري في الدرجة الکلية والابعاد والتي بلغت (0.836 ، 0.849 ، 0.851 ) وجميع هذه القيم تدل هذه على ان حجم التأثير کبير.

تفسير نتيجتي الفرضين الأول والثاني:

يتضح من خلال العرض السابق لنتائج الفرضين الأول والثاني وباستقراء النتائج الاحصائية الواردة في الجدولين (5، 6) يمکن ملاحظة فعالية البرنامج المعرفي السلوکي في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري لدى افراد المجموعة التجريبية.

وتختلف هذه النتيجة مع ما اشارت اليه نتائج دراسة (Feeny, et al., 2006) من عدم فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض الاضطرابات الوجدانية حيث ان المعالجات الإحصائية وحسابات حجم التأثير لم تظهر أي فروق بين المجموعة التجريبية والضابطة في اعراض الاکتئاب او الهوس بعد انتهاء فترة العلاج او في فترة المتابعة.

في حين تتماشي نتيجة الدراسة الحالية مع نتائج العديد من الدراسات التي تشير الى فعالية العلاج المعرفي السلوکي في خفض الاضطرابات الوجدانية المختلفة کالاکتئاب واضطراب ثنائي القطب، ، واضطراب الهوس، وکذلک اضطراب المزاج الدوي لدى الطلاب ومنها (Chatterton, et al., 2017; Leopold, et al., 2020 ; Totterdell & Kellett, 2008 ; ).

ليس هذا فحسب بل تشير الدراسات السابقة الى إمکانية تنمية ابعاد مقياس اضطراب المزاج الدوري (سوء التنظيم الانفعالي، التقلبات المزاجية) من خلال العلاج المعرفي السلوکي فقد توصلت نعيمة جمال (2011) الى فاعلية برنامج معرفي سلوکي قائم على إنعکاس الذات في تنظيم الإنفعالات لدى طلاب الجامعة وفي ذات السياق اکدت نتائج دراسة موسى سليمان، واخرون (2021). الى فعاليته في  خفض أعراض القلق وتحسين تنظيم الانفعالات.

ويعزي الباحثان ذلک الى ان تعرض افراد المجموعة التجريبية للعلاج المعرفي السلوکي اسهم بشکل کبير في جعلهم اکثر وعيا وانتباها لافکارهم التي تحدد استجاباتهم الانفعالية نحو المواقف والاحداث وبالتالي اصبحوا اکثر مراقبة لتقلبات الحالة المزاجية لديهم ومن ثم اکثر ضبطا وتحکما في انفعالاتهم وسلوکهم.

کما ان لاستخدم الباحثان للعديد من فنيات العلاج المعرفي السلوکي في الدراسة الحالية مثل حل المشکلات، والتعلم الذاتي، والمحاضرة والمناقشة الجماعية، وإعادة البناء المعرفي، والاسترخاء، والتعزيز، والنمذجة، دور کبير في خفض اضطراب المزاج الدوري.

حيث تضمن البرنامج العديد من الفنيات التي تسهم في تحديد ووقف الأفکار والمشاعر السلبية، ثم بعد ذلک مساعدة الطلاب على فهم ذواتهم وتقبلها وتطويرها وکيفية ضبط الذات والتحکم في الغضب وأخيرا تدريب الطلاب على التخطيط لروتين يومي إيجابي، وتنمية العلاقات الشخصية والاجتماعية وزيادة التعاون والتواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة الى التدريب على الاسترخاء للتخلص من القلق.

کما ساهم البرنامج في تحديد المعتقدات والسلوکيات والأفکار غير السوية وغير المنطقية واستبدالها بافکار وسلوکيات أخرى إيجابية وسوية، کما تضمن البرنامج العديد من التدريبات التي تساعد على اکتساب الطلاب لمهارات واستراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والغضب والقلق ومع المواقف المزعجة بصفة عامة.

وفي ضوء النظريات المفسرة لاضطراب المزاج الدوري وکذلک العوامل المسببة له فقد تعامل العلاج المعرفي السلوکي مع جميع هذه الاحتمالات المسببة حيث اهتم بتنظيم الانفعالات وضبطها سواء الموجه للاخرين او نحو الذات، وکذلک اهتم بتدريب الطلاب التعامل مع المثيرات والمؤثرات البيئية الخارجية المختلفة وسبل الاستجابة المناسبة لها، کما اهتم بالجانب المعرفي من حيث نظرة الفرد لذاته وللعالم المحيط والمستقبل وکيفية دحض الأفکار غير العقلانية.

کما اهتم البرنامج بتنمية الإيجابية لدى الطلاب من خلال التخطيط الروتين اليومي الإيجابي ومهارات التواصل والتعاون کما تضمن البرنامج المستخدم تدريب الطلاب على الضبط الذاتي ومهارات حل المشکلات وکيفية تحديد الأهداف والاستفادة من الأخطاء والفشل وتجنب المماطلة وذلک للعمل على تنمية جميع جوانب الطلاب المعرفية والسلوکية والانفعالية والاجتماعية .

أن طبيعة الأنشطة نفسها المستخدمة في البرنامج الحالي مثل قائمة المشکلات واقتراح حلها، التحديات اليومية البسيطة، کن مراقبا لحالتک المزاجية، ممارسة التأمل، جدول الأنشطة، وبطاقة الأفکار ومراقبة الذات، قد وفرت مناخاً مناسباً لتحسين الحالة المزاجية لهم وضبط انفعالاتهم، والتخلص من الاکتئاب والقلق والاستمتاع بالانشطة اليومية وذلک کان له الدور الکبير في زيادة الفائدة المرجوة من البرنامج.

کما کان لاستخدام فنية إعادة البناء المعرفى فعاليتها حيث ساعدت الطلاب على دحض الأفکار اللاعقلانية الخاطئة لديهم حول ذواتهم او الاخرين او حتى المواقف والاحداث والمستقبل واستبدالها بأخرى أکثر إيجابية ومنطقية مما أدى إلى تحسن في فهم الذات وتقبلها والسعي الى تطويرها، کما ساعدت في تنمية المهارات الاجتماعية.

کما ساعدت فنية الاسترخاء على تخليص من التوتر والقلق والخوف عند مواجهة الصعاب وبذلک أصبح الطلاب  أکثر شعوراً بالاطمئنان والراحة وأکثر ثقة بأنفسهم وقد انعکس ذلک على سلوکياتهم وأفعالهم.

وکان من الفنيات المستخدمة فى البرنامج فنية التدريب على حل المشکلات التى تم تدريبهم عليها مما مکنهم من القدرة على مواجهة العقبات والصعاب والتعامل مع الضغوط التي قد يتعرضون لها باستخدام الأسلوب العلمي فى التفکير.

کما ان لجلسات السيطرة على الغضب دور کبير في استخلاص الطلاب لمجموعة متنوعة من سبل السيطرة على الغضب والتخلي عن العنف او ردود الفعل العدوانية ومنها الحديث للنفس، الوضوء، تغير المکان او الحالة، ممارسة الرياضة.

أن استخدام الباحثان لفنية المحاضرة والمناقشة کأحد فنيات العلاج المعرفى السلوکى فى جلسات البرنامج، وذلک من خلال عرض مظاهر وأسباب واعراض اضطراب المواج الدوري کانت من العوامل التى ساهمت فى زيادة الوعي بتطرف نوبات الاکتئاب ونوبات الهوس التي تنتابهم واسابها وسبل التحکم فيها.

بالإضافة الى ما سبق فإن ترتيب الجلسات حسب منطقية أهدافها وأنشطتها وفنياتها بحيث تخدم کل جلسة سابقتها، حيث بدأ البرنامج بتقديم اطار معرفي عن اضطراب المزاج الدوري واعراضه واسبابه مما يسهم في تکوين اتجاهات سلبية لدى الطلاب نحو هذا الاضطراب، ثم تحديد الأفکار المرتبطة به والعمل على وقفها، التحکم في الانفعلات والسلوک، وأخيرا التدريب على حل المشکلات وتنمية العلاقات الاجتماعية الطيبة والتخطيط لمهام يومية ممتعة، کل هذا أسهم في نجاح الجلسات في تحقيق أهدافها دون إحساس الطلاب بأي ملل او اجهاد أثناء التدريب، ودون فقدان الحماس والرغبة والدافعية في استکمال جلسات البرنامج .

نتائج الفرض الثالث: ينص الفرض الثالث على أنه " لا توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى (بعد البرنامج مباشرة) والتتبعى (بعد شهرين من انتهاء البرنامج)على مقياس اضطراب المزاج الدوري لدى الطلاب (الأبعاد، والدرجة الکلية)"، وللتحقق من مدى صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار ويلکوکسون للفرق بين رتب قيم مرتبطة فکانت النتائج کما هو موضح بجدول (7):

جدول (7)

الفروق بين رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس اضطراب المزاج الدوري (ن=12)

المتغير

 الرتب

عدد الفروق

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

سوء التنظيم الانفعالي

الرتب الموجبة T1  

2

2

4

0.577

غير دالة

الرتب السالبة T2

1

2

2

فروق صفرية

9

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

التقلبات المزاجية

الرتب الموجبة T1  

1

2

2

0.577

غير دالة

الرتب السالبة T2

2

2

4

فروق صفرية

9

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

المقياس ککل

الرتب الموجبة T1  

2

2.5

5

0.0

غير دالة

الرتب السالبة T2

2.

2.5

5

فروق صفرية

8

 

 

عدد الأزواج

12

 

 

يتضح من الجدول السابق أن قيمة (Z) لکل من الدرجة الکلية والابعاد الفرعية لمقياس اضطراب المزاج الدوري غير دالة ، وبالتالي فهذا يعني تحقق هذا الفرض.

وهذا يعنى دوام تأثير البرنامج وهذا قد يعود إلى التغيرات الجوهرية التي أحدثها البرنامج في شخصية المجموعة التجريبية وإعادة البناء المعرفي لهم وتنمية مهارات التواصل والتعاون وحل المشکلات.

وهذا يدل على بقاء مکتسبات البرنامج إلى ما بعد فترة العلاج بحيث أصبحت ذاتية الاکتساب دائمة التطور، وقد يرجع هذه الدوام وبقاء مکتسبات البرنامج إلى الدور النشط الذى کان يقوم به الطلاب اثناء الجلسات وايضاً بعد الانتهاء منها من خلال الواجبات المنزلية والتدريبات التى کان يؤديها الطلاب فى المنزل حيث ساهمت فى عدم حدوث انتکاسه لهم.

کذلک نتيجة لأن العلاج المعرفى السلوکى يعد علاجاً تعليمياً فقد أهتم بتزويد الطلاب بالعديد من المهارات اللازمة لجعلهم اکثر قدرة على الاسترخاء والتحکم في الغضب ومواجهة القلق وحل المشکلات وإعادة التقييم المعرفى والحوار مع الذات، وکلها ساعدت على تعديل معتقدات الطلاب السلبية، وضبط الحالة الانفعالية لهم.

 

توصيات الدراسة:

بناء على ما تقدم ومن خلال نتائج الدراسة ومناقشتها يوصي الباحثان بما يلى:

  1. ضرورة القاء مزيد من الضوء على الاضطرابات الوجدانية بصفة عامة واضطراب المزاج الدوري بصفة خاصه وسبل خفضها.
  2. ضرورة الکشف والتدخل المبکر لاضطراب المزاج الدوري قبل ان يتفاقم الى اضطراب ثنائي القطب.
  3. تفعيل دور مراکز الارشاد والعلاج النفسي بالجامعات في تقديم الدعم الارشادي والعلاجي لخفض اضطراب المزاج الدوري لدي طلاب الجامعات حتي لا يؤثر سلبا علي تحصيلهم الاکاديمي وعلاقاتهم الاجتماعية سواء مع اسرهم بصفة خاصة او مع المجتمع بصفة عامة. 
  4. اجراء دراسات علاجية اخري کالعلاج القائم علي الرفاهية النفسية في خفض اعراض اضطراب المزاج الدوري لدي طلاب الجامعة.
  5. إجراء دراســات وبحــوث مقارنة بين أنواع الاضطرابات الوجدانية المختلفة.

 

 

المراجع

توماس ماير (2016). الهوس الخفيف والهوس،(سامر جميل رضوان، مترجم) في بيرتر شلوتکه، فرنس کاسبار، بيرند رولر،(محررون)، التشخيص النفسي الاکلينيکي، التشخيص النفسي للاضطرابات النفسية، الجمهورية اللبنانية: دار الکتب الجامعي، (نشر العمل الأصلي 2008).

حسين علي فايد (2005). العلاج النفسي، أصوله، تطبيقاته، اخلاقياته، القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.

حنان شوقي عبدالمعز (2015). برنامج للتدخل المبکر باستخدام التوجه الانتقائي التکاملي لتحسين اضطراب السيکلوثيميا لدى أطفال الروضة منخفضي تنظيم الذات،  المجلة المصرية للدراسات النفسية، 25(89)،183-254.مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1013033

زکريا الشربيني (2001) : الإحصاء اللابارامتري مع استخدام SPSS  في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية ، (ط2)، القاهرة : مکتبة الانجلو المصرية .

عبد الرحمن إبراهيم (2007). فکرة وجيزة عن اظطرابات الشخصية، (ط.2)، حلب: شعاع للنشر.

عبدالله إبراهيم فرج (2007) . تعديل سلوک الأطفال والمراهقين- المفاهيم والتطبيقات. عمان: دار الفکر.

 محمد حسن غانم (2006). الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوکيــة الوبائيات، التعريف، محکات التشخيص، الأسباب، العلاج، المال والمسار، القاهرة: مکتبة الانجلو المصرية.

منظمة الصحة العالمية (2021). الاضطرابات العقلية والسلوکية في التصنيف الدولي للأمراض الطبعة الحادية عشر (ICD-11) (ترجمة: أنور الحمادي).

موسى سليمان، روان عدنان، سليمان موسى (2021). أثر فاعلية برنامج مستند إلى العلاج المعرفي السلوکي في خفض أعراض القلق وتحسين تنظيم الانفعالات لدى عينة من المراهقين الناطقين ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة طبنـــة للدراسات العلمية الأکاديمية، 4(1)، 645-674.

نائل محمد عبد الرحمن، محمود أمين محمود (2015). تعديل السلوک، القاهرة: مکتبة الرشد .

نعيمة جمال شمس (2011). فاعلية برنامج معرفي سلوکي قائم على إنعکاس الذات في تنظيم الإنفعالات وخفض سلوک إيذاء الذات لدى عينة من طالبات الجامعة." المؤتمر السنوي السادس عشر للإرشاد النفسي: الإرشاد النفسي وإرادة التغيير . مصر بعد ثورة 25 يناير، جامعة عين شمس - مرکز الارشاد النفسي ، 79 - 152. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/114959

هبه حسين إسماعيل (2013). اضطراب السيکلوثيميا وعلاقته بکل من السلام الداخلي وتنظيم الذات لدى الشباب من الجنسين، دراساتنفسية، 23(2)، 145-178.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Alloy, L. & Black. C. (2017). Cyclothymic Disorder In Wenzel, A. (Ed.). (2017). The sage encyclopedia of abnormal and clinical psychology (pp. 948-950) SAGE Publications.‏

American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders,( 5th ed.). American Psychiatric Association.

Arthur, F., Stephanie, H., Arthur, M., Christine, M., & Mark, A.(2005). Encyclopedia of cognitive behavior therapy . Springer.

Bielecki, J. E., & Gupta, V. (2020). Cyclothymic Disorder. Treasure Island : ‏ Stat Pearls Publishing.

Calkins, A.W., Park, J. M., Wilhelm, S., & Sprich, S.E. (2016). Basic Principles and Practice of Cognitive Behavioral Therapy. In Petersen, T. J, Sprich, S. E., & Wilhelm, S.(Eds.). The Massachusetts General Hospital Handbook of Cognitive Behavioral Therapy ,(pp. 5-14). Springer Science Business Media.

Chatterton, M. L., Stockings, E., Berk, M., Barendregt, J. J., Carter, R., & Mihalopoulos, C. (2017). Psychosocial therapies for the adjunctive treatment of bipolar disorder in adults: network meta-analysis. The British journal of psychiatry, 210(5), 333-341.‏

Dobson, D., & Dobson, K.S. (2009). Evidence-based practice of cognitive-behavioral therapy . The Guilford Press.

Dobson, D., & Dobson, K.S. (2017). Evidence-based practice of cognitive-behavioral therapy (2nd ed.). The Guilford Press.

Fava, G. A., Rafanelli, C., Tomba, E., Guidi, J., & Grandi, S. (2011). The sequential combination of cognitive behavioral treatment and well-being therapy in cyclothymic disorder. Psychotherapy and psychosomatics, 80(3), 136-143.‏

Feeny, N. C., Danielson, C. K., Schwartz, L., Youngstrom, E. A., & Findling, R. L. (2006). Cognitive‐behavioral therapy for bipolar disorders in adolescents: a pilot study. Bipolar disorders, 8(51), 508-515.‏

Goutaudier, N., Melioli, T., Valls, M., Bouvet, R., & Chabrol, H. (2014). Relations between cyclothymic temperament and borderline personality disorder traits in non-clinical adolescents. European review of applied psychology, 64(6), 345-351.‏

Jaclyn, R. (2001). Psychology and Mental Health : Abnormality – Grief and Guilt. Salem Press Inc.

Joyce-Beaulieu, D., & Sulkowski, M.L. (2015). Cognitive behavioral therapy in K–12 school settings : A Practitioner’s toolkit. Springer Publishing Company, LLC.

Keith, S.(2010). Handbook of cognitive – behavioral therapies. The Guilford Press.

Kramer, N., & Suppes, T. (2019) . Diagnosing Bipolar II Disorder,  In Suppes, T. (Ed.).  Bipolar II Disorder: Recognition, Understanding, and Treatment (pp.17-50). American Psychiatric Pub.‏

Leopold, K., Bauer, M., Bechdolf, A., Correll, C. U., Holtmann, M., Juckel, G., ... & Pfennig, A. (2020). Efficacy of cognitive‐behavioral group therapy in patients at risk for serious mental illness presenting with subthreshold bipolar symptoms: Results from a prespecified interim analysis of a multicenter, randomized, controlled study. Bipolar disorders, 22(5), 517-529.‏

Malhi,G & Byrow,Y.(2017). The current classification of bipolar disorders. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.1-15). Oxford University Press.‏

Matsumoto, D. E. (2009). The Cambridge dictionary of psychology. Cambridge University Press.‏

Miklowitz, D. J., Schneck, C. D., Singh, M. K., Taylor, D. O., George, E. L., Cosgrove, V. E., ... & Chang, K. D. (2013). Early intervention for symptomatic youth at risk for bipolar disorder: a randomized trial of family-focused therapy. Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry, 52(2), 121-131.‏

Perugi,G. Vannucchi, G. & Mazzarini,L. (2017). The treatment of cyclothymia. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future direction (pp.123-138). Oxford University Press.‏

Rihmer,Z. Gonda, X. & Döme, P. (2017). The assessment and management of suicide risk in bipolar disorder. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.207-224). Oxford University Press.‏

Shen, G. H., Sylvia, L. G., Alloy, L. B., Barrett, F., Kohner, M., Iacoviello, B., & Mills, A. (2008). Lifestyle regularity and cyclothymic symptomatology. Journal of clinical psychology, 64(4), 482-500.‏

Söchting, I. (2014). Cognitive behavioral group therapy : Challenges and opportunities. John Wiley & Sons, Ltd.

Stratford, H. J., Cooper, M. J., Di Simplicio, M., Blackwell, S. E., & Holmes, E. A. (2015). Psychological therapy for anxiety in bipolar spectrum disorders: a systematic review. Clinical psychology review, 35, 19-34.‏

Totterdell, P., & Kellett, S. (2008). Restructuring mood in cyclothymia using cognitive behavior therapy: an intensive time‐sampling study. Journal of clinical psychology, 64(4), 501-518.‏

Totterdell, P., Kellett, S., & Mansell, W. (2012). Cognitive behavioural therapy for cyclothymia: cognitive regulatory control as a mediator of mood change. Behavioural and cognitive psychotherapy, 40(4), 412-424.‏

Van Meter, A., Youngstrom, E., Freeman, A., Feeny, N., Youngstrom, J. K., & Findling, R. L. (2016). Impact of irritability and impulsive aggressive behavior on impairment and social functioning in youth with cyclothymic disorder. Journal of child and adolescent psychopharmacology, 26(1), 26-37.‏

VandenBos, G. R. (Ed.). (2015). APA dictionary of psychology (2nd ed.). American Psychological Association.

Vázquez, G. Forte, A.,  Camino, S., & Baldessarini, S. (2017). Treatment implications for bipolar disorder co- occurring with anxiety syndromes and substance abuse . In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.225-254). Oxford University Press.‏

Wenzel, A., Dobson, K.S., & Hays, P.A. (2016). Cognitive behavioral therapy techniques and strategies. American Psychological Association.

World Health Organization (2021). International Classification of Diseases 11th Revision, (ICD-11). The global standard for diagnostic health information. https://icd.who.int/en.

Wright, K., Dodd, A. L., Warren, F. C., Medina-Lara, A., Dunn, B., Harvey, J., ... & Lynch, T. R. (2021). Psychological therapy for mood instability within bipolar spectrum disorder: a randomised, controlled feasibility trial of a dialectical behaviour therapy-informed approach (the ThrIVe-B programme). International journal of bipolar disorders, 9(1), 1-13.‏

Wright, K., Palmer, G., Javaid, M., Mostazir, M., & Lynch, T. (2020). Psychological therapy for mood instability within bipolar spectrum disorder: a single-arm feasibility study of a dialectical behaviour therapy-informed approach. Pilot and feasibility studies, 6(1), 1-12.‏

 

المراجع
توماس ماير (2016). الهوس الخفيف والهوس،(سامر جميل رضوان، مترجم) في بيرتر شلوتکه، فرنس کاسبار، بيرند رولر،(محررون)، التشخيص النفسي الاکلينيکي، التشخيص النفسي للاضطرابات النفسية، الجمهورية اللبنانية: دار الکتب الجامعي، (نشر العمل الأصلي 2008).
حسين علي فايد (2005). العلاج النفسي، أصوله، تطبيقاته، اخلاقياته، القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.
حنان شوقي عبدالمعز (2015). برنامج للتدخل المبکر باستخدام التوجه الانتقائي التکاملي لتحسين اضطراب السيکلوثيميا لدى أطفال الروضة منخفضي تنظيم الذات،  المجلة المصرية للدراسات النفسية، 25(89)،183-254.مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1013033
زکريا الشربيني (2001) : الإحصاء اللابارامتري مع استخدام SPSS  في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية ، (ط2)، القاهرة : مکتبة الانجلو المصرية .
عبد الرحمن إبراهيم (2007). فکرة وجيزة عن اظطرابات الشخصية، (ط.2)، حلب: شعاع للنشر.
عبدالله إبراهيم فرج (2007) . تعديل سلوک الأطفال والمراهقين- المفاهيم والتطبيقات. عمان: دار الفکر.
 محمد حسن غانم (2006). الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوکيــة الوبائيات، التعريف، محکات التشخيص، الأسباب، العلاج، المال والمسار، القاهرة: مکتبة الانجلو المصرية.
منظمة الصحة العالمية (2021). الاضطرابات العقلية والسلوکية في التصنيف الدولي للأمراض الطبعة الحادية عشر (ICD-11) (ترجمة: أنور الحمادي).
موسى سليمان، روان عدنان، سليمان موسى (2021). أثر فاعلية برنامج مستند إلى العلاج المعرفي السلوکي في خفض أعراض القلق وتحسين تنظيم الانفعالات لدى عينة من المراهقين الناطقين ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة طبنـــة للدراسات العلمية الأکاديمية، 4(1)، 645-674.
نائل محمد عبد الرحمن، محمود أمين محمود (2015). تعديل السلوک، القاهرة: مکتبة الرشد .
نعيمة جمال شمس (2011). فاعلية برنامج معرفي سلوکي قائم على إنعکاس الذات في تنظيم الإنفعالات وخفض سلوک إيذاء الذات لدى عينة من طالبات الجامعة." المؤتمر السنوي السادس عشر للإرشاد النفسي: الإرشاد النفسي وإرادة التغيير . مصر بعد ثورة 25 يناير، جامعة عين شمس - مرکز الارشاد النفسي ، 79 - 152. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/114959
هبه حسين إسماعيل (2013). اضطراب السيکلوثيميا وعلاقته بکل من السلام الداخلي وتنظيم الذات لدى الشباب من الجنسين، دراساتنفسية، 23(2)، 145-178.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Alloy, L. & Black. C. (2017). Cyclothymic Disorder In Wenzel, A. (Ed.). (2017). The sage encyclopedia of abnormal and clinical psychology (pp. 948-950) SAGE Publications.‏
American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders,( 5th ed.). American Psychiatric Association.
Arthur, F., Stephanie, H., Arthur, M., Christine, M., & Mark, A.(2005). Encyclopedia of cognitive behavior therapy . Springer.
Bielecki, J. E., & Gupta, V. (2020). Cyclothymic Disorder. Treasure Island : ‏ Stat Pearls Publishing.
Calkins, A.W., Park, J. M., Wilhelm, S., & Sprich, S.E. (2016). Basic Principles and Practice of Cognitive Behavioral Therapy. In Petersen, T. J, Sprich, S. E., & Wilhelm, S.(Eds.). The Massachusetts General Hospital Handbook of Cognitive Behavioral Therapy ,(pp. 5-14). Springer Science Business Media.
Chatterton, M. L., Stockings, E., Berk, M., Barendregt, J. J., Carter, R., & Mihalopoulos, C. (2017). Psychosocial therapies for the adjunctive treatment of bipolar disorder in adults: network meta-analysis. The British journal of psychiatry, 210(5), 333-341.‏
Dobson, D., & Dobson, K.S. (2009). Evidence-based practice of cognitive-behavioral therapy . The Guilford Press.
Dobson, D., & Dobson, K.S. (2017). Evidence-based practice of cognitive-behavioral therapy (2nd ed.). The Guilford Press.
Fava, G. A., Rafanelli, C., Tomba, E., Guidi, J., & Grandi, S. (2011). The sequential combination of cognitive behavioral treatment and well-being therapy in cyclothymic disorder. Psychotherapy and psychosomatics, 80(3), 136-143.‏
Feeny, N. C., Danielson, C. K., Schwartz, L., Youngstrom, E. A., & Findling, R. L. (2006). Cognitive‐behavioral therapy for bipolar disorders in adolescents: a pilot study. Bipolar disorders, 8(51), 508-515.‏
Goutaudier, N., Melioli, T., Valls, M., Bouvet, R., & Chabrol, H. (2014). Relations between cyclothymic temperament and borderline personality disorder traits in non-clinical adolescents. European review of applied psychology, 64(6), 345-351.‏
Jaclyn, R. (2001). Psychology and Mental Health : Abnormality – Grief and Guilt. Salem Press Inc.
Joyce-Beaulieu, D., & Sulkowski, M.L. (2015). Cognitive behavioral therapy in K–12 school settings : A Practitioner’s toolkit. Springer Publishing Company, LLC.
Keith, S.(2010). Handbook of cognitive – behavioral therapies. The Guilford Press.
Kramer, N., & Suppes, T. (2019) . Diagnosing Bipolar II Disorder,  In Suppes, T. (Ed.).  Bipolar II Disorder: Recognition, Understanding, and Treatment (pp.17-50). American Psychiatric Pub.‏
Leopold, K., Bauer, M., Bechdolf, A., Correll, C. U., Holtmann, M., Juckel, G., ... & Pfennig, A. (2020). Efficacy of cognitive‐behavioral group therapy in patients at risk for serious mental illness presenting with subthreshold bipolar symptoms: Results from a prespecified interim analysis of a multicenter, randomized, controlled study. Bipolar disorders, 22(5), 517-529.‏
Malhi,G & Byrow,Y.(2017). The current classification of bipolar disorders. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.1-15). Oxford University Press.‏
Matsumoto, D. E. (2009). The Cambridge dictionary of psychology. Cambridge University Press.‏
Miklowitz, D. J., Schneck, C. D., Singh, M. K., Taylor, D. O., George, E. L., Cosgrove, V. E., ... & Chang, K. D. (2013). Early intervention for symptomatic youth at risk for bipolar disorder: a randomized trial of family-focused therapy. Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry, 52(2), 121-131.‏
Perugi,G. Vannucchi, G. & Mazzarini,L. (2017). The treatment of cyclothymia. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future direction (pp.123-138). Oxford University Press.‏
Rihmer,Z. Gonda, X. & Döme, P. (2017). The assessment and management of suicide risk in bipolar disorder. In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.207-224). Oxford University Press.‏
Shen, G. H., Sylvia, L. G., Alloy, L. B., Barrett, F., Kohner, M., Iacoviello, B., & Mills, A. (2008). Lifestyle regularity and cyclothymic symptomatology. Journal of clinical psychology, 64(4), 482-500.‏
Söchting, I. (2014). Cognitive behavioral group therapy : Challenges and opportunities. John Wiley & Sons, Ltd.
Stratford, H. J., Cooper, M. J., Di Simplicio, M., Blackwell, S. E., & Holmes, E. A. (2015). Psychological therapy for anxiety in bipolar spectrum disorders: a systematic review. Clinical psychology review, 35, 19-34.‏
Totterdell, P., & Kellett, S. (2008). Restructuring mood in cyclothymia using cognitive behavior therapy: an intensive time‐sampling study. Journal of clinical psychology, 64(4), 501-518.‏
Totterdell, P., Kellett, S., & Mansell, W. (2012). Cognitive behavioural therapy for cyclothymia: cognitive regulatory control as a mediator of mood change. Behavioural and cognitive psychotherapy, 40(4), 412-424.‏
Van Meter, A., Youngstrom, E., Freeman, A., Feeny, N., Youngstrom, J. K., & Findling, R. L. (2016). Impact of irritability and impulsive aggressive behavior on impairment and social functioning in youth with cyclothymic disorder. Journal of child and adolescent psychopharmacology, 26(1), 26-37.‏
VandenBos, G. R. (Ed.). (2015). APA dictionary of psychology (2nd ed.). American Psychological Association.
Vázquez, G. Forte, A.,  Camino, S., & Baldessarini, S. (2017). Treatment implications for bipolar disorder co- occurring with anxiety syndromes and substance abuse . In Carvalho, A. F., & Vieta, E. (Eds.). The treatment of bipolar disorder: integrative clinical strategies and future directions (pp.225-254). Oxford University Press.‏
Wenzel, A., Dobson, K.S., & Hays, P.A. (2016). Cognitive behavioral therapy techniques and strategies. American Psychological Association.
World Health Organization (2021). International Classification of Diseases 11th Revision, (ICD-11). The global standard for diagnostic health information. https://icd.who.int/en.
Wright, K., Dodd, A. L., Warren, F. C., Medina-Lara, A., Dunn, B., Harvey, J., ... & Lynch, T. R. (2021). Psychological therapy for mood instability within bipolar spectrum disorder: a randomised, controlled feasibility trial of a dialectical behaviour therapy-informed approach (the ThrIVe-B programme). International journal of bipolar disorders, 9(1), 1-13.‏
Wright, K., Palmer, G., Javaid, M., Mostazir, M., & Lynch, T. (2020). Psychological therapy for mood instability within bipolar spectrum disorder: a single-arm feasibility study of a dialectical behaviour therapy-informed approach. Pilot and feasibility studies, 6(1), 1-12.‏