نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
کلية التربية جامعة القصيم
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر المعلمات في منطقة القصيم التعليمية
إعـــــــــــــداد
د/ فهد بن صالح الحضيف
و أ/ ريا بنت عبد الله الحماد
قسم أصول التربية – کلية التربية
جامعة القصيم
alhodhaif@qu.edu.sa
} المجلد السابع والثلاثون–العدد الثاني عشر– جزء ثاني- ديسمبر2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخلص الدراسة:
هدفت الدراسة إلى معرفة واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي ،ومعوقاته،ومقترحاته من وجهة نظر المعلمات في منطقة القصيم التعليمية،واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي بمدخليه:الکمي،والکيفي،بالتصميم التفسيري التتابعي،کما استخدمت الاستبانة،والمقابلة أدوات لجمع البيانات,وتکونت العينة من (214) معلمة من معلمات رياض الأطفال في منطقة القصيم التعليمية،وکانت أهم النتائج:أن درجة موافقة عينة الدراسة على واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي کانت عالية، بمتوسط حسابي(٣.٩٧)؛ کما تبين أن درجة موافقة عينة الدراسة على معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال کانت عالية أيضاً ، وبمتوسط حسابي(٣.٧٨)؛ کما تبين أن درجة موافقة عينة الدراسة على مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال جاءت بدرجة عالية، وبمتوسط حسابي (٤.٠٩)؛وانتهت الدراسة إلى عدد من التوصيات والمقترحات.
الکلمات المفتاحية: القيم الأخلاقية، رياض الأطفال، اللعب التربوي، المعلمات.
Abstract:
This Study Aimed To Know The Reality Of The Role Of Kindergartens In Instilling Moral Values Through Educational Play From The Point Of View Of The Teachers In The Qassim Educational Area, And To Identify Its Obstacles, And To Come Up With Proposals To Try To Overcome Those Obstacles, These Values Are (System, Honesty, Respect For Others, Cleanliness, Cooperation), And The Study Followed The Resolution (214) Parameters, And (5) Parameters Of The Qualitative Instrument, Which Is The Corresponding, Through Which The Study Reached Several The Results Of The Most Important: That The Degree Of Approval Of The Reality Of The Role Of Kindergartens In Instilling Moral Values Through Educational Play In General Was High, With An Arithmetic Average Of 3.97, And The Value Of (System) Came To A Very High Degree, And My Value (Honesty, Cooperation) A High Degree, And My Value (Cleanliness, Respect For Others) Came To An Average Degree According To The View Of The Study Sample, And That The Most Exchange Of Roles And Imaginative Play Between The Teacher And Children, Customize The Study Also Made Several Proposals And Recommendations In The Light Of Its Findings, Including Working To Clarify The Importance Of The Compatibility Of The Moral Standards Of The Child's Family, So That The Child Is Not Distracted Between The Standards At Home And In Kindergarten, And Taking Into Account The Allocation Of Administrative Assistance To The Teacher During The Periods Of Educational Play.
Keywords: Moral Values - Educational Play-Kindergarten -Female Teachers'
1- توضيح ماهية المشکلة:
1-1- المقدمة:
تعتمد الأمم في بقاء ثقافتها واستمرارها على مدى وجود منظومة قيمية شاملة، تحدد أنماط السلوک المرغوبة في المجتمع،وتکون مرجعاً للأفراد في سلوکهم الفردي، ولمؤسسات التربية،والتي يقع على عاتقها مسؤولية إکساب القيم المرغوبة للنشء منذ الصغر؛حيث تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو لدى الإنسان، وذلک لما لها من خصائص تتميز بها،لعل من أهمها قابلية الطفل للتشکل وطواعيته،ولذا يشبه بعض علماء التربية الطفل بالصفحة البيضاء عند حديثه عن مدى قابلية الطفل للاستجابة لما يوجه إليه،وبالتالي فإن القيم التي يکتسبها المرء في مرحلة الطفولة تکون أکثر ثباتاً وتأثيراً من تلک القيم التي يکتسبها في غيرها،أياً کانت تلک القيم.
ويرى دياب إن الطفل عندما يولد يکون مزوداً بالقدرة على التعلم،ولکنه ليس مزوداً بأنماط السلوک الاجتماعية،والتي يتعلمها من الممارسة والتفاعل مع الحياة الاجتماعية،وبالتالي فالتعلم هو الذي سوف يشکل شخصيته،بطريقة تجعل سلوکه ملائماً لمتطلبات المجتمع بوجه عام؛وهذه القدرة الفائقة على التعلم هي الأساس الذي يعتمد عليه المجتمع في ضبط الفرد وتحديد دوافعه،من أجل أن يکون سلوکه مرغوباً في الحياة الاجتماعية السائدة (دياب،٢٠٠١م:١١٥)؛ وهنا يبرز دور مؤسسات التربية في غرس وتعزيز تلک القيم،وهذا الدور تکون أهميته بقدر أهمية تلک المؤسسة في حياة الطفل،والتي ترتبط طردياً مع مقدار الوقت الذي يمضيه في تلک المؤسسة،وقديماً کانت الأسرة ثم المدرسة في مقدمة تلک المؤسسات،ثم المسجد وجماعة الرفاق وباقي المؤسسات الرسمية وغير الرسمية،ولکن نتيجة للتطور التکنولوجي والتقني فقد نافست وسائل الإعلام تلک المؤسسات وزاحمتها على الصدارة،وبالتالي کان لها أثر واضح في عملية غرس وتعزيز القيم في المجتمعات على اختلافها.
وتعتبر تربية الطفولة والاهتمام بها من أهم المعايير التي يمکن أن يقاس بها تقدم الأمم وتطورها،فهذه المرحلة تعتبر الأساس الذي تبني عليه شخصية الإنسان في المستقبل،والقاعدة التي ترتکز عليها تربيته في مراحل النمو التالية(محمد،٢٠١٣م:7)؛ وينظر إلى مرحلة رياض الأطفال على أنها بداية التنمية البشرية،وذلک باعتبار أن الطفل فيها أکثر طواعية وقابلية للتشکيل والتوجيه،فهي الفترة الذهبية لإکساب الطفل المفاهيم والقيم،وبناء وتنمية قدراته واستثمارها من خلال إتاحة الفرص التربوية الجيدة للتعلم واللعب الذي يشبع حاجاته حيث يستطيع أن يبتکر ويکتشف ويفکر (قنديل،2010م:155)؛وبالتالي فإن الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال يعتبر حاجة ملحة لتهيئة الطفل ليتکيف مع مراحل التعليم الأساسية،ويکتسب المهارات والخبرات،ولتزويده بالسلوکيات السليمة وزرع الوازع الديني والأخلاقي فيه بأسلوب مرح وتربوي مناسب(الزليطني،۲۰۱۳م:122).
وترى أبا الخيل(2019م:2) أن اللعب يعتبر حاجةً من الحاجات الأساسية للطفل،ومظهراً مهماً من مظاهره السلوکية إضافةً إلى أنه يُعد استعداداً فطرياً وضرورياً من ضرورات حياته،ومن وسائل التعبير لدى الطفل في هذه المرحلة؛ ويضيف إبراهيم (2018م:59) أن اللعب هو لغة الطفل الرمزية للتعبير عن الذات،فمن خلاله يمکن أن نفهم عنه الکثير،فالطفل يکشف عن نفسه أثناء اللعب أکثر مما يعبر بالکلمات؛ويؤکد البدري(٢٠١٨م:89-95)على أن اللعب التربوي يعد نشاطاً هاماً يمارسه الطفل ويقوم بدور فعّال في تکوين شخصيته وتأکيد قيمه المکتسبة،فعن طريقه تتفتح أبعاد العلاقات الاجتماعية وما تتطلبه من حقوق وواجبات،ومن خلال الألعاب الجماعية يتعلم الانضباط الذاتي؛ کما يرى إسماعيل(٢٠١4م:35) أن للعب التربوي دورا محورياً هاماً في تطوير المهارات المختلفة للأطفال فهو يوفر فرصاً عديدة وواسعة للطفل من أجل التفاعل مع البيئة من حوله وبناء المعرفة الخاصة به،مما يجعل اللعب من أهم عناصر النمو المعرفي والمهاري،کما يمکن أن يساعد اللعب التربوي في تنمية قدرات الطفل على التعامل مع المواقف الصعبة وکيفية علاجها أو التکيف معها؛کما بينت نتائج دراسة العطار(٢٠٢١م)أن اللعب يعد صيغة يستخدمها الأطفال لإرسال عواطفهم،وافکارهم،وقيمهم،وتصوراتهم.
1-2- مشکلة الدراسة:
أکدت نتائج دراسة المعلوف والعوامرة(٢٠١٨م)على أهمية الترکيز على دور المعلمة في غرس القيم الأخلاقية؛ کونها المؤثرة والموجهة والقدوة الحسنة للأطفال؛وتوصلت نتائج دراسة الأشقر(٢٠١٢م)إلى وجود أثر إيجابي في توظيف الألعاب لإکساب بعض القيم لأطفال رياض الأطفال؛کما توصلت دراسة داغستاني(٢٠١٠م)والتي هدفت إلى معرفة أثر برنامج مقترح قائم على الأنشطة التربوية في تنمية بعض القيم الخلقية والاجتماعية لدى طفل رياض الأطفال،إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعتي الأطفال على مقياس القيم الخلقية والاجتماعية لصالح المجموعة التجريبية؛کما أوصت دراسة الملوح(٢٠٢١م) بزيادة الأنشطة التربوية کاللعب،لأنها تعکس القيم الأخلاقية لدى الطفل من خلال سلوکه.
وبما أن اللعب يعد ضرورياً لبناء مدارک الأطفال واکتمال نموهم الفکري وخاصة في المراحل الأولى من حياتهم فإنهم يحتاجون إلى تهيئة بيئة تربوية تساعدهم على التعلم من خلال اللعب،وهذا ما أکدته وزارة التعليم في المملکة العربية السعودية في منهج التعلم الذاتي لرياض الأطفال والذي ورد فيه عن فترة اللعب: "تعرف المعلمة أهمية هذه الفترة في نمو الأطفال وتوجيه سلوکهم،فهي فترة تربوية تعليمية وربما أتت في درجة أعلى من الأهمية لأنها نشاط حر،فالطفل فيها يختار نشاطه ولعبه لهذا يحتاج التوجيه أکثر"(وزارة التعليم،2016م:191).
إن رياض الأطفال لها دور فعال ورئيس في غرس القيم وتنميتها في نفوس الأطفال وحثهم على الالتزام بها في سلوکياتهم داخل رياض الأطفال وخارجها؛ويتحقق هذا من خلال أنشطة البرنامج اليومي التي تتکون من:الحلقة،اللعب الحر بالخارج،الوجبة الغذائية،العمل الحر في الأرکان،اللقاء الأخير؛ والتي تمد الطفل على مدار اليوم بالعديد من القيم الأخلاقية وتشجعه على ممارستها مع المحيطين به،ويکتسب الطفل هذه القيم من خلال الممارسة والتدريب والتقليد والقدوة والتحفيز والموعظة ولن يستطيع الطفل الالتزام بهذه القيم وممارستها إلا من خلال التشجيع من قبل المحيطين به (حماد ومحمد،٢٠١١م:223).
إن ما سبق يبرز أهمية اللعب التربوي في مرحلة رياض الأطفال،وأن تکون معلمة رياض الأطفال على دراية بخصائص نمو الطفل في هذه المرحلة،وضرورة اللعب في حياته،وسبل التعامل معه،وأن عليها تهيئة بيئة مناسبة للعب، وتوجيه سلوک الطفل من خلاله،وأن الغرض من اللعب ليس التسلية فقط،وإنما يهدف بالإضافة للترويح والتسلية،إلى تحقيق أهداف تربوية أخرى،تتمثل في اکتساب الطفل المثل والقيم الحميدة؛وبناءً على تلک المعطيات فقد جاءت هذه الدراسة لمحاولة معرفة دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية،وأبرز المعوقات،والمقترحات لهذا الدور.
1-3-أسئلة الدراسة:
تسعى الدراسة للإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
2- ما معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
3- ما مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
1-4-أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة:
1- واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر المعلمات في منطقة القصيم التعليمية.
2- معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات في منطقة القصيم التعليمية.
3- مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات في منطقة القصيم التعليمية.
1-5-أهمية الدراسة:
تستمد هذه الدراسة أهميتها النظرية من أهمية مرحلة رياض الأطفال والتي تعد أولى المرحل التعليمية في إعداد الفرد في حياته؛ کما تکتسب هذه الدراسة أهميتها النظرية أيضاً من أهمية موضوع القيم وغرسها في النشء؛ کما قد تسهم نتائج هذه الدراسة في الإثراء المعرفي حول موضوع دور اللعب التربوي في غرس القيم؛کما تستمد هذه الدراسة أهميتها التطبيقية من أنها قد تقدم للهيئة التعليمية في رياض الأطفال خطة طريق لاستثمار اللعب التربوي في اکساب الطفل القيم الأخلاقية وبالتالي تنشئته وادماجه مع مجتمعه بشکل فعال، کما أنه قد تفيد نتائج هذه الدراسة المعنيين في وزارة التعليم في معالجة المعوقات التي تؤثر على استثمار اللعب التربوي في غرس القيم الأخلاقية؛کما قد تفيد نتائج هذه الدراسة أيضاً أولئک المعنيين في تحسين وتطوير أداء رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية أثناء اللعب من خلال المقترحات التي ستقدمها عينة الدراسة والمتمثلة في نخبة من معلمات رياض الأطفال.
1-6- حدود الدراسة:
من حيث الموضوع تسعى الدراسة إلى معرفة الدور الواقعي لرياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي،ومعوقاته ومقترحات تطويره،من وجهة نظر المعلمات؛واقتصرت على القيم الأخلاقية التالية:قيمة النظام،قيمة الصدق،قيمة احترام الآخرين،قيمة النظافة، قيمة التعاون،وتم تحديد هذه القيم لمناسبتها لطبيعة فترة اللعب وتکرار المواقف التي تحتاج إلى غرس تلک القيم في هذه الفترة،کما اقتصرت على فترة اللعب الحر بالخارج وفترة العمل الحر بالأرکان؛کما اقتصرت الحدود البشرية على معلمات رياض الأطفال الحکومية في المحافظات التالية:بريدة،عقلة الصقور،الأسياح،البدائع،عيون الجواء،رياض الخبراء،الفوارة،النبهانية، بمنطقة القصيم التعليمية في المملکة العربية السعودية؛وتم تطبيق أداة الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 1441- 1442ه.
1-7-مصطلحات الدراسة:
1-7-1-الدور "The Role"
يعرف فلية والزکي(2004م:165)الدور بأنه:"نوع من الممارسات السلوکية المتميزة التي ترتبط بموقع اجتماعي معين والتي تتسم نسبياً بالاستمرار والثبات ويمکن التنبؤ بها"؛کما يعرف الجلبي(١٤٠٤هـ:١٥)الدور بأنه "مجموعة من الأساليب المعتادة في عمل أشياء معينة،أو انجاز وظائف محددة في موقف اجتماعي ما"؛ويمکن تعرف الدور في هذه الدراسة اجرائياً بأنه:توقع سابق من المجتمع لما يمکن أن تقوم به رياض الأطفال في سبيل تربية وتنشئة الطفل جسمياً وعقلياً ووجدانياً في وسطها الثقافي.
1-7-2-القيم الأخلاقية "Moral Values"
يعرف طهطهاوي(١٩٩٥م:١٢١)القيم عموماً بأنها: "معيار للسلوک يجعل الفرد يحسن الاختيار في المواقف التي تتطلب سلوکاً معيناً"؛يرى المصري؛ومحمد(2013م:53)بأن القيم التربوية هي:مجموعة من الأحکام المعيارية،يتشربها الفرد من خلال انفعاله وتفاعله مع المواقف والخبرات،وينبغي أن تنال هذه الأحکام قبولاً من جماعة معينة،حتى تتجسد في سياقات الفرد السلوکية أو اللفظية أو اتجاهاته واهتماماته؛ويرى قشقوش(1983م:4)أن القيم الأخلاقية هي: "تنظيمات نفسية يکتسبها الفرد من خلال تشربه لقيم وعادات متغيرة للوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويمارس دوره من خلاله،وتتضح هذه التنظيمات من خلال مواقف الفرد الحياتية وتفاعلاته مع ذاته ومع الآخرين،فهي تشمل کافة جوانب نشاط الإنسان وتفاعله مع بيئته وتصرفاته وسلوکياته التي تنظم علاقته بالله وبالکون وبالمجتمع"؛ويمکن تعرف القيم الأخلاقية إجرائياً في هذه الدراسة:بأنهامجموعة المعايير والمحکات الأخلاقية الإيجابية(النظام،والصدق،واحترام الآخرين،والنظافة،والتعاون) والتي تتکون في خبرات الطفل وتوجه سلوکه نتيجة تفاعله مع مجتمع رياض الأطفال،يمکن من خلالها الحکم على تصرفات الطفل بأنها صائبة أو خاطئة.
1-7-3-اللعب التربوي Educational Play""
يعرف الحيلة(۲۰۰5م:۳۸)اللعب التربوي بأنه: "نشاط موجه أو غير موجه،يؤديه الأطفال لتحقيق المتعة والتسلية،ويستغله الکبار عادة ليسهم في تنمية سلوک هؤلاء الأطفال،وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية"؛ ويضيف صوالحة (٢٠١١م:١٥) بأنه "نشاط حر موجه من الآخرين أو غير موجه يتکون من سلسلة من الحرکات ويمارس بشکل فردي أو جماعي ويستغل فيه طاقات الجسم العضلية والعقلية ويتميز بالسرعة والخفة والنشاط ولا يشعر صاحبه بالتعب بل يهدف إلى الاستمتاع وقد يؤدي إلى وظيفة التعلم حيث يتمثل معلومات يصبح جزءا من البنية المعرفية له"؛ويمکن تعريف اللعب التربوي إجرائياً في هذه الدراسة بأنه:نشاط حرکي أو لفظي،يتم استثماره في تربية الطفل واکسابه السلوکيات والمهارات المرغوبة.
2- الدراسات السابقة:
تم ترتيبها وفقاً للدراسات العربية والأجنبية ومن الأحدث إلى الأقدم،ثم نوقشت علاقة الدراسة الحالية بتلک الدراسات من حيث أوجه:الاتفاق،والاختلاف،والاستفادة منها.
2-1- الدراسات العربية:
هدفت دراسة الملوح(2021م)إلى التعرف على دور معلمة رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل،والتعرف على الأساليب التي تعزز من القيم الأخلاقية لدى الطفل؛استخدم المنهج الوصفي التحليلي؛وکان من أبرز النتائج:أن معلمة رياض الأطفال تعتبر مکملة لدور المنهج في غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل،وأن استخدامها للأنشطة المتنوعة يساعد في غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل؛ وأوصت بزيادة الأنشطة التربوية (کالقصة، والمسرحية، واللعاب) لأنها تترجم ما اکتسبه الطفل إلى سلوکيات أثناء احتکاکه مع زملائه، والتي تعکس القيم الأخلاقية لديه.
کما هدفت دراسة مصري(2020م)إلى معرفة دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة من وجهة نظر أمهاتهم؛واستخدم المنهج الوصفي التحليلي؛وتکونت عينة الدراسة من 173 أم تم اختيارهن بشکل عشوائي من أمهات رياض الأطفال التابعة لمديرية التربية والتعليم جنوب الخليل في فلسطين؛وأظهرت النتائج أن الدرجة الکلية لدور رياض الأطفال في تنمية القيم الاجتماعية، والقيم الأخلاقية،والقيم الجمالية لطفل ما قبل المدرسة جاءت بدرجة کبيرة ؛ وأوصت بضرورة إيجاد منهج منظم متفق عليه يعمل على تنمية القيم بشکلها الصحيح للأطفال.
بينما هدفت دراسة المزيدي والعازمي(2018م)إلى معرفة دور رياض الأطفال في دولة الکويت في غرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات، وإلى تحديد أفضل الأساليب التي تستخدمها المعلمات لترسيخ القيم الأخلاقية،والتعرف على درجة اهتمامهن بتعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال؛واستخدم المنهج الوصفي المسحي؛کما استخدمت الاستبانة أداة للدراسة؛وتم اختيار عينة عشوائية من معلمات رياض الأطفال تکونت من ٧٥٧ معلمة،في محافظات دولة الکويت؛وأظهرت النتائج أن دور المعلمات في تعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال جاء بدرجة مرتفعة.
کما هدفت دراسة المعلوف والعوامرة(٢٠١٨م)إلى معرفة دور رياض الأطفال في غرس قيم التربية الأخلاقية لدى أطفالها من وجهة نظر المعلمات والمديرات في محافظة عمان العاصمة؛،واستخدم المنهج الوصفي التحليلي؛کما استخدمت الاستبانة أداة للدراسة؛ وتم اختيار عينة عشوائية عددها 75 مديرة، و 305 معلمة،في رياض الأطفال الحکومية والخاصة في محافظة عمان بالأردن؛ وأظهرت النتائج أن دور رياض الأطفال في غرس قيم التربية الأخلاقية لدى أطفالها قد جاء بدرجة مرتفعة.
بينما هدفت دراسة خضير(2015م)إلى معرفة فعالية اللعب الموجه في برنامج خدمة الجماعة وتنمية القيم الأخلاقية لأطفال ما قبل المدرسة؛واستخدم المنهج التجريبي،وذلک باستخدام مجموعتين:ضابطة وتجريبية، قوام کل منها:٢٠ طفلاً١٠ من الذکور،و١٠من الإناث بمؤسسة رياض أطفال في إدارة الوايلي التعليمية بمصر،وتم إدخال المتغير المستقل وهو اللعب الموجه في برنامج خدمة الجماعة،کما استخدمت المقابلة شبه المقننة کأداة بالإضافة إلى مقياس جودانف،ومقياس القيم الأخلاقية للأطفال؛وکان من أبرز النتائج وجود فروق في بعد التعاون والصدق والأمانة لصالح المجموعة التجريبية.
کما هدفت دراسة الأشقر(2012م)إلى التعرف على أثر توظيف الألعاب التربوية لإکساب بعض القيم لأطفال الرياض في محافظات غزة،وکذلک التعرف على المعايير الواجب توافرها في الألعاب التربوية لدى الأطفال؛واستخدم المنهج التجريبي،وتکونت عينة الدراسة من 32طفلاً من أطفال غزة،اختيروا بشکل قصدي(5-6سنوات)،واستخدمت مجموعة من القصص والألعاب والأنشطة التي تهدف إلى إکساب الأطفال القيم المطلوبة في الدراسة؛وکان من أهم النتائج:وضع معايير يجب توافرها في الألعاب،کذلک وجود فروق إيجابية لصالح المجموعة التجريبية في توظيف الألعاب لإکساب بعض القيم لأطفال مرحلة رياض الأطفال،وهذه القيم هي:النظافة، والصدق،والأمانة،والنظام،ومحبة الأهل،واحترام الآخرين.
2-2- الدراسات الأجنبية:
هدفت دراسة هانا وباربورا Hana and Barbora (2017) إلى تناول ظاهرة اللعب في بيئة ما قبل المدرسة استناداً إلى إقامة الروابط بين النظريات والممارسة التطبيقية،ومعرفة کيف يتصور المعلمون اللعب،وکيف يتعاملون مع الألعاب في رياض الأطفال؛واستخدم المنهج النوعي للإجابة عن أسئلة الدراسة؛في أربع مؤسسات رياض أطفال في منطقة زلين في جمهورية التشيک،واستخدمت المقابلة مع 12 معلماً، مع مقابلات أخرى وتسجيلات فيديو لـ77 طفلاً (من عمر2 إلى6 سنوات)، وکانت أبرز النتائج:أهمية اللعب للأطفال وأهمية الحرص على طريقة اختيار اللعبة مع أهمية وضع التعديلات الممکنة للألعاب المقدمة للأطفال، کما يمکن مراقبة تأثير اللعب على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية والتعليمية للأطفال،کما أنه من المهم دعم التفکير التعليمي في اللعب لمعلمي مرحلة رياض الأطفال.
بينما هدفت دراسة فيکتور ومارتينا Viktor and Martina (2017) إلى دراسة برنامج للأنشطة البدنية بهدف تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال في رياض الأطفال؛واستخدم المنهج التجريبي،واختيرت عينة الدراسة بشکل قصدي من أطفال أحد مؤسسات رياض الأطفال في جمهورية التشيک من عمر ٥-٦ سنوات، قسموا إلى مجموعتين:مجموعة تجريبية 24 طفلاً، ومجموعة ضابطة 11 طفل،وتم تطبيق برنامج مکون من 12 درساً للأنشطة البدنية لمدة ١٢ أسبوع، مع تکرار درس واحد في الأسبوع مدته من ٩٠-١٢٠ دقيقة، وتم إجراء مقاييس الدخول والخروج قبل بدء البرنامج وبعد نهايته،وذلک بمساعدة الملاحظة المنظمة واختبارات CATO الإسقاطية والمقابلات مع المعلمين،وکان من أبرز النتائج: أن الألعاب البدنية لها تأثير إيجابي على تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال، کما سجلت المجموعة التجريبية تغييرات أکبر من المجموعة الضابطة في جميع المهارات الاجتماعية التي تم تقييمها.
کما هدفت دراسة کروکر Kroeker (2017) إلى اجراء مقارنة بين اللعب الداخلي والخارجي للأطفال في برامج ما قبل المدرسة من حيث تفاعل المعلم وتفاعل الأقران وتوجيه المهام،حيث تمت مقارنة سلوکيات الأطفال في اللعب داخل المباني وخارجها باستخدام المنهج التجريبي،وبالاستناد لنظام درجات التقييم الفردي للفصول الدراسية (IN CLASS)، على عينة تکونت من ٣٠ طفلاً من أربعة مواقع مختلفة في ولاية فلوريدا في أمريکا،المجموعة الأولى تضم ١٩ طفلاً في موقعين منها،بينما کانت المجموعة الثانية تضم 11 طفلاً من موقعان آخران عبارة عن برامج Head Start ، واختلفت البيئات الداخلية بشکل کبير من حيث الحجم والمواد المتاحة والتنظيم؛وکان من أبرز النتائج: اختلافات کبيرة في التعاون بأنشطة الأطفال،والاعتماد على الذات،من خلال کلا المقياسين، وکانت بيئة اللعب الداخلية أعلى من البيئة الخارجية،أما من حيث مشارکة المعلمين ومشارکة الأقران فقد کشفت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين البيئة الداخلية والخارجية.
2-3-التعليق على الدراسات السابقة:
تتفق هذه الدراسة مع دراسة المزيدي والعازمي(2018م)،ودراسة المعلوف والعوامرة(٢٠١٨م)،ودراسة مصري(٢٠٢٠م)، ودراسة الملوح (٢٠٢١م)،في تناولها لمجال غرس القيم في مرحلة رياض الأطفال من زوايا مختلفة؛کما تتفق مع دراسة هانا وباربورا Hana and Barbora (2017)، في تناولها لمجال اللعب وأهميته التربوية في مرحلة رياض الأطفال بطرق مختلفة؛کما تتفق مع دراسة خضير (2015م) في مجال توظيف اللعب التربوي لغرس القيم لأطفال مرحلة رياض الأطفال.
بينما تختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في عدة جوانب منها:استخدامها للمنهج المختلط بتصميمه التفسيري التتابعي؛کما أنها تختلف من حيث تناولها لدور معلمات رياض الأطفال في غرس القيم تحديداً :قيمة النظام، وقيمة الصدق،وقيمة احترام الآخرين،وقيمة النظافة، وقيمة التعاون)؛من خلال اللعب التربوي أثناء فترة اللعب الحر بالخارج والعمل الحر بالأرکان من بين فترات البرنامج اليومي في رياض الأطفال؛وقد استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في تحديد موضوع المشکلة،ووضع تصور عن أهم القيم الأخلاقية التي ينبغي تناولها،وإثراء الخلفية العلمية للموضوع،واختيار المنهج المناسب،وأداة الدراسة,والأساليب الإحصائية المناسبة,وربط النتائج بنتائج تلک الدراسات.
3- الإطار النظري:
3-1-القيم:
3-1-1-مفهوم القيم الأخلاقية:
القيم لغةً:"قيَّم الشيء تقييماً أي قدّر قيمته"(أنيس وآخرون،1960م:771)؛و"القيمة هي مفرد القيَم،وتقويم الشيء هو استعداله وجعله مستقيماً وقيمته هي قدره"(الرازي,1986م:233)؛ و"قيمة الشيء تعني قدره، وقيمة المتاع أي ثمنه"(هارون، ١٩٨٩م:٥٢١)؛ وتعرف القيم اصطلاحاً: بأنها "تنظيمات لأحکام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص والأشياء والمعاني وأوجه النشاط،وتعتبر بمثابة المعيار الذي في ضوئه يمکن الحکم بما هو مرغوب وما هو غير مرغوب،وغير ذلک مما تبتدعه الجماعة لنفسها ليربط بين أفرادها ويقيم بينهم رأيا عاماً له أسس ثابتة ومستمرة نسبياً،وليحکم تصرفاتهم ويظهر کيانهم الخاص"(شحاتة والنجار،2003م:243)؛ کما تعرف القيم الأخلاقية اصطلاحاً: بأنها "تلک القيم التي يحتکم إليها لتقويم قيم الأفعال والمسائل في علاقتها بالفرد والجماعة،وهي أيضا مجموعة السلوکيات التي يأتي بها الفرد صغيراً کان أم کبيراً،وتکون مرغوبة ومستحسنة ويرتضيها الإطار القيمي للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد" (فلية والزکي،2004م:201)، ويبدو هذا التعريف الأقرب للمراد بالقيم في هذه الدراسة.
3-1-2-رياض الأطفال کمؤسسة لاکتساب القيم الأخلاقية:
تتمثل أهمية رياض الأطفال في کونها البيئة الثانية بعد البيئة المنزلية،والتي تتکامل مع الأسرة في رعاية الطفل واکسابه القيم المرغوبة،کقيمة التعاون،والاحترام، والنظام،والنظافة، والصداقة، وهي أولى المراحل التعليمية والتربوية الرسمية في حياة الطفل،والتي تعمل على تهيئة الطفل للحياة المدرسية،کما أنها تعتبر المحيط الاجتماعي الأکبر من الأسرة بالنسبة للطفل،يتعرف من خلالها على ملامح المجتمع الذي يعيش فيه،ويمارس من خلالها أداء واجباته ومعرفة حقوقه،ويتدرب فيها على تطبيق ما اکتسبه من قيم؛ويرى قناوي(١٩٩٦م:٦٢) أنه في هذه المرحلة تنمو لدى الطفل الأسس العريضة للآداب والسلوک الاجتماعي،والإدراک المعنوي للعلاقات مع الآخرين،والعادات الاجتماعية،ويعيش الطفل أول تجاربه وخبراته في العلاقات الاجتماعية،وتتکون لديه الملامح الأولى لعلاقاته المستقبلية؛ويضيف إبراهيم(٢٠٠٧م:٢٣)أن بناء النسق القيمي الخلقي للطفل له أهمية خاصة،من أجل التغلب على التحديات التي ربما يواجهها حياته، ويتمثل ذلک باکتسابه القيم الأخلاقية المرغوبة وغرسها في نفسه،لتکون مرشداً وموجهاً لسلوکه،وإطاراً مرجعياً لتقييم سلوک الآخرين،وذلک من خلال المناهج المقدمة له، والأنشطة التربوية التي يتعلم منها الطفل منها ويکتسب من خلالها خبرات متعددة ومتکاملة، والتي تراعي المرونة وتقدر الفروق الفردية لدى کل طفل حسب استعداداته وقدراته وميوله.
وترى کوثر کوجک(٢٠٠٥م:٧١)أن دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية يتم من خلال:الحرص على تهيئة مناخ تعليمي صحي يشعر الطفل بالأمان،ويشجعه على الثقة بنفسه،وأن تتسم بيئة رياض الأطفال بالعدالة ومراعاة الفروق الفردية،وأن يخلو الجو التعليمي من التخويف أو التهديد أو من کبت حرية الطفل،إعطاء الطفل نماذج سلوکية أخلاقية مناسبة،من جميع من يعمل في رياض الأطفال ويختلط الطفل بهم.
3-1-3-أساليب غرس القيم لدى الطفل:
تختلف أساليب غرس القيم تبعاً لاختلافات منها:المرحلة العمرية،وطبيعة المربين،وطبيعة المجتمع الذي تتم فيه عملية التربية،ونوعية القيمة المراد إکسابها،ولذا يتم استخدام أسلوب معين بحسب مناسبته للغرض المطلوب منه،کما أنه من الممکن أن تتکامل مجموعة من الأساليب في موقف تربوي واحد؛وفي مرحلة رياض الأطفال ترى مغاري(2005م:70)أن من أهم الأساليب والطرق التي يمکن استخدامها مع الطفل:
طريقة الموعظة: أو الطريقة الکلاسيکية وهي قائمة على الوعظ المباشر والتلقين أو الإقناع بأسلوب يتناسب مع مستوى الطفل العقلي مع مراعاة الرفق واللين واختيار الوقت المناسب.
طريقة القدوة: وتعني وجود نموذج سلوکي يحاکيه الطفل،سواءً کان ذلک بشکل مباشر کأن تطلب المعلمة من الطفل أن يقلدها؛أو کان بشکل غير المباشر،من خلال إعجاب الطفل بنماذج سلوکية تدفعه إلى تقليدها، ويعتمد نجاح ذلک على مدى اتصاف القدوة بصفات تثير إعجاب الطفل.
الطريقة العملية:وهذه الطريقة تعتمد على ترجمة المعرفة النظرية إلى تطبيق عملي،فغرس القيم في الأطفال لابد أن يرتبط بمواقف واقعية، وذلک أن القيم لا تقصد لذاتها،ولا قيمة لها ما لم تترجم إلى سلوک عملي ممارس.
وتذکر هالة حجاجي(2007م:95) ثلاث طرق هي:
طريقة الحوار والمناقشة:وتقوم على استخدام النقاش وضرب الأمثلة،مما يثير عقل الطفل ويسهم في تکوين تصور لديه عن القيم،وعلى المعلمة أن تنوِّع في الخبرات التعليمية التي تقدمها لأطفال، وأن تتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم من خلال أسئلتهم التي تختلف باختلاف خبراتهم،وأن تجيب عنها إجابة واعية هادفة،وتتقبل إجاباتهم حتى لو رأت عدم منطقيتها.
طريقة التمثيل: وهي مقاربة لطريقة القصص،حيث تقوم المعلمة إذا أرادت أن تحسن استفادة الأطفال من القصة التي قامت بقصها عليهم بتحويلها إلى مسرحية أو تمثيلية، وتقسم أدوار القصة على أطفالها وقد تقوم المعلمة نفسها بالاشتراک في العمل التمثيلي، وهذا الأسلوب علاوة على غرس السلوکيات الإيجابيات والقيم الأخلاقية فإن الطفل يتشرب أثناء الإعداد للعمل التمثيلي أو القيام به قيماً مهمة کالتعاون، والنظام، واحترام الآخرين،وحسن الإنصات،والتجاوب،والانسجام.
طريقة اللعب والترويح:يفضل الطفل في مرحلة رياض الأطفال ما يبث إلى نفسه السرور والمرح؛وهنا يشير موسى(٢٠١٩م:٤٢)إلى أن اللعب يخلق لدى الطفل آفاقاً جديدة،ترتبط بالحرية وممارسة النشاط الترويحي،فمن خلاله يدخل الطفل في علاقات مع الأشياء والأشخاص،ويتعلم مهارات عديدة بطريقة حماسية ومثيرة،ويبتکر مواقف مختلفة تکسبه الکثير من الخبرات،مما يجعله يتفاعل بسلاسة مع القواعد والقوانين والأنظمة ويطبقها بسهولة،وعلى المعلمة اختيار اللعبة المناسبة لقدرات الأطفال مع تنظيمها ومتابعة سلوکهم أثناءها، لتتمکن من تثبيت وتعزيز السلوک الايجابي ورفض السلوک السلبي.
وتذکر فتوح فهيم(2016م:12) طريقتين هما:
طريقة الثواب والعقاب:وتستخدم لغرس القيم أو إحلال قيم جديدة محل قيم أخرى غير مرغوب بها،فتکافئ المعلمة الطفل حينما يقوم بالسلوک المرغوب فيه،وتلجأ إلى العقاب إذا فعل عکس ذلک،مع ضرورة التوازن بين الثواب والعقاب فلا إفراط ولا تفريط،حتى لا تتحول المکافأة إلى غاية يسعى إليها الطفل،کما أن عند مکافئة الطفل على سلوک التعاون -مثلاً- مع أصدقائه يجب إفهامه أن ذلک هو السلوک الصحيح، وأن المکافأة الحقيقية هي اکتساب محبة الآخرين واحترامهم،وينبغي على المعلمة ألا تکثر من الإثابة المادية،وأن تستخدم الإثابة المعنوية حتى لا تکون المادة هدفاً بحد ذاتها.
طريقة القصص:تعتبر القصة من أنسب الأساليب التربوية التي تدعم القيم المرغوبة لدى الطفل في هذه المرحلة وتتخلص من القيم السلبية؛ لأن الطفل يتفاعل معها ويتقمص دور شخصياتها،وبالتالي فعلى المعلمة أن تنتقي القصة الهادفة،بسيطة الأسلوب،والمناسبة لبيئة الطفل، وأن تقدمها بأسلوب سهل ومشوّق.
3-1-4-معوقات غرس القيم لدى الطفل:
يواجه الاهتمام بالقيم بشکل عام معوقات تحدُّ من فعاليتها،وفيما يخص مرحلة رياض الأطفال تبرز معوقات خاصة بها حيث أشارت نتائج دراسة موسى(2019م)إلى بعض المعوقات منها: تجاهل خصائص هذه المرحلة العمرية أثناء تقديم القيم الأخلاقية،کذلک جمود المناهج المقدمة للطفل في بعض مؤسسات رياض الأطفال والتي ينعدم فيها إبراز أهمية الدوافع والمثيرات،وتفتقد إلى الوعي الذاتي من الطفل نفسه،وافتقاد أساليب غرس القيم الأخلاقية إلى الأنشطة القائمة على الخبرة والتجربة والتطبيق في الحياة اليومية؛کما کشفت نتائج دراسة القلاف(2012م)عدة معوقات تواجه المعلمة أثناء غرس القيم الأخلاقية منها:وجود صعوبات ترجع إلى الإدارة المدرسية في عدم وجود حرية لاختيار الأنشطة الترويحية وعدم وجود حرية في اختيار الأدوات؛وارتفاع الکثافة الطلابية ؛ وزيادة مهام معلمة رياض الأطفال؛واختلاف وجهات نظر المشرفة والمعلمة والموجهة حول أسلوب غرس القيم الأخلاقية؛وکثرة التکاليف الخاصة بعمل أنشطة لا تخدم الأهداف المرسومة لغرس القيم؛وفيما يخص معوقات غرس القيم أثناء فترة اللعب فإن وقت الفترة قد يکون قصيراً ولا يسمح بتطبيق أساليب غرس القيم الأخلاقية أثناء اللعب،کما أن الإخلال بالخطوات المتسلسلة في استخدام اللعب على أسس علمية يؤثر في القيم المُراد غرسها،وجود صعوبات تتعلق بالإمکانات المادية کعدم وجود تقنيات تربوية کافية،وعدم وجود مشرفة تقنيات داخل رياض الأطفال، وکثرة التکاليف الخاصة بالألعاب التربوية،وصعوبة تطبيق أسلوب اللعب على کل الخبرات التعليمية.
ويمکن اضافة معيقات أخرى منها: عدم تهيئة بيئة اللعب بشکل آمن بما يسبب تشتت للمعلمة، واختلاف المعايير التربوية لدى الأسرة عن معايير رياض الأطفال، وعدم تضمين أهمية کبيرة لغرس القيم الأخلاقية في استمارة متابعة الطفل في فترات اللعب والتي ترکز على المهارات الحرکية بشکل منفصل عن القيم الأخلاقية.
3-2- اللعب التربوي:
3-2-1- أهمية اللعب في مرحلة رياض الأطفال:
اللعب حاجة من حاجات الطفل الأساسية،يساعده على النمو السليم،واشباع ميوله الفطري للتمثيل والتخيل،ويساهم في التنفيس عن انفعالاته،ويمکن من خلاله إکساب الطفل القيم الأخلاقية المرغوبة؛واللعب کما تعرفه بلقيس ومرعي(١٩٨٤م:١٢)نشاط حر موجه يمارس فردياً أو جماعياً،ويکون حرکياً أو ذهنياً ويرتبط بدوافع داخلية؛کما يعرفه الحماحمي(١٩٩٩م:١٩) بأنه:نشاط تلقائي يقوم به الطفل في جو من الحرية والاسترخاء بهدف الاستمتاع،ويعبر عن مستويات نمو الطفل وعن ذاته،وهو من الوسائل الفعالة في التربيه؛ويشير طلبه(٢٠١٢م:١٢) إلى أنه يجب ألا يحرم الطفل من ممارسة أنشطة اللعب التربوي،وألا تستبدل الأنشطة في هذه المرحلة بعمليات الدراسة التقليدية،وأن تظل هذه المرحلة في عمر الطفل بصورتها الفطرية الطبيعية،تمارس فيها أنشطة اللعب التربوي من أجل النمو والمتعة والتعلم،ليحدث التوازن البيولوجي والنفسي المطلوب،بين الدوافع التلقائية النابعة من النفس،وبين الحوافز البيئية المکتسبة من الوسط الاجتماعي،ليحظى الطفل بمقومات التوافق الشخصي والاجتماعي.
يعد اللعب في مرحلة الطفولة حقاً أساسياً للطفل،ينبغي الدفاع عنه وحمايته،والحرص على تهيئة بيئة آمنة ومناسبة له،وإثراء تلک البيئة وتنويعها حتى نصل بالطفل إلى أقصى استفادة ممکنة من اللعبNielsen,2020:466))؛ويؤيد ذلک طلبه(٢٠٠٨م:٣)حيث يؤکد على أن اللعب يعد مطلباً تربوياً أساسياً وحق طبيعي للطفل الذي ينبغي أن يلعب مثلما يأکل ويشرب ويتنفس؛وتؤکد أسماء الحسين(٢٠٠٥م:262)على أن العلاج باللعب يعد أحد الطرق المهمة في مجال العلاج النفسي للطفل لأنه يسمح له بالتعبير عن مشاعره وأفکاره وإشباع حاجاته وتخليصه من التوتر أثناء مواقف اللعب المختلفة.
3-2-2-تصنيفات اللعب:
من أبرز التصنيفات التي صنفت اللعب تصنيف برور (2003م/2005م:161) والذي قسمه وفقاً للاعتبارات التالية:
1- اللعب من حيث وجود القانون أو عدمه.
2- من حيث طبيعة اللعب:لعب عقلي ولعب بدني.
3- من حيث عدد اللاعبين:لعب فردي ولعب جماعي.
4- من حيث الأداة المستخدمة:لعب عادي ولعب تقني.
5- من حيث الهدف:لعب ترويحي ولعب تعليمي.
6- من حيث مصدره وأصالته:لعب بيئي ولعب عالمي.
7- من حيث علاقة اللعب بأنواع النمو المختلفة:العاب حرکية وعقلية ولغوية واجتماعية.
بينما صنف الأشقر(٢٠١٢م:149)اللعب في مرحلة رياض الأطفال،إلى ما يلي:
1/اللعب الإيهامي:يحول فيه الطفل العالم الواقعي إلى عالم خاص به ويتعامل مع المواد والمواقف وکأن بها حياة.
2/اللعب الواقعي:وفيه يدرک الطفل الواقع کما هو،الکرسي هو الکرسي والعصا هي العصا ثم يضيف فيه شيء من الخيال حتى يجعل النشاط لعباً.
3/اللعب الفردي:وهو اللعب المنفرد يترکه الطفل کلما کبر في العمر وکوّن صداقاته.
4/اللعب الجماعي:وغالباً ما يبدأ بين سن الرابعة والخامسة فيشارک الطفل زملاءه في اللعب.
5/اللعب التعاوني:يکون فيه الطفل متعاوناً مع الآخرين في اللعب وله قوانين وأنظمة ويتميز بأنه أصعب من الأنماط الأخرى.
6/اللعب التخيلي:ويتميز بالإبداع لتوفر عنصر الخيال الخصب،ويختلف عن اللعب الإيهامي في أنه لا يهدف إلى تقمص دور محدد.
7/اللعب التنافسي:وهو کالمباريات المنظمة التي لها قواعد ولکل لاعب دور خاص وهدف يسعى لتحقيقه.
8/اللعب المخطط:وهي المرحلة التي تتلاشى فيها الرغبة في اللعب الإيهامي أو التمثيلي، فيکون الطفل فيها راغباً في التطور لمراحل أصعب وأعلى في اللعب.
4- منهجية الدراسة وإجراءاتها:
4-1-المنهج:
تم استخدام منهجٍ مختلط (Mixed Method)، وفقاً لطبيعة الدراسة وهو المنهج الوصفي بمدخليه:الکمي، والکيفي،بالتصميم التفسيري التتابعي (Explanatory Sequential Design) ؛حيث تُجمع البيانات الکمية أولاً، ثم تُجرى دراسة تتبّعية کيفية للحصول على معلومات تفصيلية خاصة تساعد في تفسير النتائج الکمية، ويستخدم هذا المنهج عندما يکون لدينا بيانات کمية وبيانات کيفية معاً،حيث إن استخدامهما يساعد في وضوح البيانات،وفهم أکثر لمشکلة البحث،بشکل أفضل من استخدام کل منهج بمفرده،کما يساعد في إبراز نواحي القوة في کل من البيانات الکمية والکيفية وتفسيرها بشکل عميق(أبو علام،2014م:330)؛وبناء على ذلک استخدمت الاستبانة کأداة کمية للحصول على البيانات،ثم استخدمت المقابلة شبه المقننة في الجزء النوعي منها لتفسير المعلومات المستقاة من الاستبانة.
4-2- أدوات الدراسة:
4-2-1-أداة الدراسة (الکمية):استخدمت الاستبانة أولاً کأداة لجمع البيانات الکمية،وتکونت من ثلاث محاور، وکان المحور الأول عن واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي،والمحور الثاني عن معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال،أما المحور الثالث فکان عن مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال،وإجمالي عدد عبارات الاستبانة المبدئية (43) عبارة؛واعتمدت الاستجابة وفقاً لمقياس ليکرت (Likert) الخماسي بألفاظ:(أوافق بشدة، أوافق، محايد، أرفض،أرفض بشدة).
صدق الاستبانة:تم التحقق من صدق أداة الدراسة من خلال:
الصدق الظاهري(صدق المحکمين):للتأکد من صدق الاستبانة في قياس ما وضعت لقياسه،تم عرضها في صورتها الأولية على مجموعة من المحکمين عددهم(11) ثم تم إجراء التعديلات وفقاً لملحوظاتهم،فأصبح مجموع عبارات الاستبانة(30) عبارة،وبعد تنفيذ التعديلات خرجت الإستبانة بصورتها النهائية.
الصدق الداخلي:للتحقق من صدق الاتساق الداخلي طبقت الاستبانة على عينة عشوائية قوامها(٤٠)معلمة من المجتمع الأصلي،بهدف التحقق من صلاحية الاستبانة في صورتها النهائية لتطبيق على کامل مجتمع الدراسة،وذلک من خلال حساب معامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation Coefficient) بين درجة کل عبارة ومتوسط درجات المحور الذي تنتمي إليه کما في الجدول التالي:
جدول رقم (4-1):
معاملات الارتباط بين درجات عبارات الاستبانة والدرجة الکلية للمحور الأول المنتمية إليه العبارة
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
١ |
٠.٨٦٠** |
٦ |
٠.٥٨٨** |
٢ |
٠.٧٢٤** |
٧ |
٠.٧٢٢** |
٣ |
٠.٧٦٤** |
٨ |
٠.٥١٥** |
٤ |
٠.٧٩٥** |
٩ |
٠.٧٢٥** |
٥ |
٠.٧٣٧** |
١٠ |
٠.٥٧٩** |
دال عند مستوى الدلالة ٠.٠١** فأقل.
جدول رقم (4-2):
معاملات الارتباط بين درجات عبارات الاستبانة والدرجة الکلية للمحور الثاني المنتمية إليه العبارة
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
١١ |
٠.٦٨٩** |
١٦ |
٠.٥٧٦** |
١٢ |
٠.٤٥٤** |
١٧ |
٠.٥٧٣** |
١٣ |
٠.٥٨٩** |
١٨ |
٠.٥٤٦** |
١٤ |
٠.٦٦١** |
١٩ |
٠.٤٤٤** |
١٥ |
٠.٥٧١** |
٢٠ |
٠.٥٠١** |
دال عند مستوى الدلالة ٠.٠١** فأقل.
جدول رقم (4-3):
معاملات الارتباط بين درجات عبارات الاستبانة والدرجة الکلية للمحور الثالث المنتمية إليه العبارة
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
٢١ |
٠.٨٧٩** |
٢٦ |
٠.٦٤٨** |
٢٢ |
٠.٧٨٩** |
٢٧ |
٠.٦٦٥** |
٢٣ |
٠.٧١٧** |
٢٨ |
٠.٦٠٠** |
٢٤ |
٠.٥٤٩** |
٢٩ |
٠.٨٦١** |
٢٥ |
٠.٨٦٨** |
٣٠ |
٠.٧٧٩** |
دال عند مستوى الدلالة ٠.٠١** فأقل.
يتضح من الجداول السابقة أن قيمة معامل ارتباط کل عبارة من العبارات مع الفقرة التي تنتمي إليها موجبة ودالة إحصائياً عند مستوى الدلالة ٠.٠١** فأقل، والتي تراوحت بين ٠.٤٤٤** و٠.8٧٩** مما يدل على مستوى عالٍ من الاتساق الداخلي والمصداقية، وتعتبر هذه المعاملات مناسبة لأغراض الدراسة.
ثبات الاستبانة: تم التحقق من ثبات درجات محاور الاستبانة باستخدام معامل ثبات ألفا کرونباخ (Cronbach's Alpha Coefficient)وتم تطبيقها على العينة السابقة المکونة من (٤٠) معلمة، فکانت معاملات الثبات کما هو موضح بالجدول التالي:
جدول رقم (4-4):
معاملات ثبات ألفا کرونباخ للمحاور الفرعية للاستبانة
المحور الأول: |
المحور الثاني: في رياض الأطفال |
المحور الثالث: في رياض الأطفال |
٠.٩٥٥ |
٠.٩٣٧ |
٠.٩٥٢ |
ويُبين الجدول السابق أن معاملات ألفا کرونباخ لتقدير ثبات محاور الدراسة تراوحت بين ٠.٩٣٧ و٠.٩٥٥ وهي معاملات قوية، وقيم تشير إلى درجة عالية من الثبات يمکن الاعتماد عليها في التطبيق الميداني للدراسة.
4-2-2-أداة الدراسة (النوعية): تم استخدام المقابلة شبه المقننة من أجل تفسير البيانات الکمية التي تم جمعها، والتوسع في تفاصيل الإجابات وشرح ما فيها؛وتم تصميم أسئلة المقابلة استناداً على محاور الاستبانة،وهذا النوع من المقابلات تحدد فيه الأسئلة مسبقاً،ومن ثم توجه إلى أفراد العينة،وقد يتم طرح أسئلة أخرى عليهم على حسب ظروف المقابلة من أجل توضيح بعض الإجابات؛وللتأکد من وضوح المقابلة ودقة صياغتها، تم عرضها في صورتها الأولية على سبعة من المحکمين في أصول التربية ورياض الأطفال،وعلى ضوء توجيهاتهم وملاحظاتهم تم إجراء بعض التعديلات.
4-3-مجتمع الدراسة:
يتکون من معلمات رياض الأطفال في الروضات الحکومية وعددهن(484)معلمة وفقاً لإحصائية إدارة التعليم بمنطقة القصيم التعليمية (مرکز إحصاءات التعليم ودعم القرار،2021م).
صورة رقم (4-١)
إحصائية عدد معلمات رياض الأطفال في التعليم العام بمنطقة القصيم التعليمية لعام 2021م
4-4-عينة الدراسة:
بلغت العينة التي طبقت عليها الاستبانة(214)، وتم اختيارها بالطريقة الحصيّة وذلک بتقسيم مجتمع الدراسة إلى محافظات ومراکز وتحديد نسبة کل فئة في العينة حسب نسبة وجودها في المجتمع؛ فکان توزيع العينة بالنسبة المئوية کما في الشکل التالي:
أما عينة المعلمات التي أجريت معهن المقابلة فبلغت خمس معلمات،وتم اختيارهن بالطريقة القصدية،ووضعت معايير لهذا الاختيار بحيث تکون خبرة المعلمة أکثر من خمس سنوات، وأن تکون معلمة من کل قطاع.
4-5-إجراءات الدراسة:
بعد جاهزية استبانة الدراسة وصلاحيتها للتطبيق، وتحديد عينة الدراسة من معلمات رياض الأطفال في منطقة القصيم التعليمية، تم توزيع الاستبانات على العينة بتاريخ 12/8/1442ه، وقد تم استلام (214) استبانة، ووصل العدد المطلوب بتاريخ 6/10/1442ه، وتمت معالجة بيانات الدراسة وفقاً لبرنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (Statistical Package For Social Sciences)، والتي يرمز لها اختصاراً بالرمز ((SPSS من خلال عدة مقاييس إحصائية ومنها : معامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation): للتأکد من صدق أداة الدراسة؛ ومعامل ثبات ألفا کرونباخ (Alpha Cronbach): للتأکد من ثبات أداة الدراسة ؛ والتکرارات Frequenc)) والنسب المئوية (Percentage) ؛ والمتوسط الحسابي (Mean) ؛ والانحراف المعياري (Standard Deviation).
ومن الجدير بالذکر أن تفسير استجابات العينة وفق مقياس ليکرت الخماسي لدرجات الموافقة کان وفق المؤشرات الموضحة في الجدول التالي:
جدول رقم (4-5)
تصنيف استجابات العينة وفق مقياس ليکرت الخماسي
م |
مدى المتوسطات |
تفسيرها |
1 |
من ٤.٢١ إلى 5 |
عالية جداً |
2 |
من 3.41 إلى 4.20 |
عالية |
3 |
من 2.61 إلى 3.40 |
متوسطة |
4 |
من 1.81 إلى 2.60 |
منخفضة |
5 |
من 1 إلى 1.80 |
منخفضة جداً |
طريقة تحليل البيانات النوعية: تم إجراء المقابلات بتاريخ 23/10/1442ه، واستغرق الانتهاء منها أسبوعان تقريباً، وبدأت عملية تحليل البيانات بعد الانتهاء من جمع البيانات، وتم تنظيمها، والنظر إليها بشکل مرکز؛ فوضعت نصوص إجابات المعلمات على کل سؤال على حدة، ثم تحديد الأفکار الرئيسية التي احتوت عليها إجابات المعلمات لکل سؤال للوصول إلى النقاط المتشابهة، ثم دمج الإجابات المتشابهة معاً؛وبعد ذلک تم إضافة محتوى المقابلات لفصل تحليل النتائج وتفسيرها،من أجل تفسير العبارات التي شملتها المقابلة، للاستفادة منها عند التعليق على نتائج الاستبانة.
5- تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها:
5-1- نتائج إجابة السؤال الأول: ما واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
تم استخدام التکرارات، والنسب المئوية، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، مع ترتيب المتوسطات الحسابية ترتیباً تنازلياً، وتم اختيار المتوسط العام للبعد بوصفه معياراً يمکن أن ينظر للعبارات التي تفوقه باعتبارها جوانب قوة، والعبارات التي تقل عنه باعتبارها جوانب ضعف نسبي، کما توضحها الجداول التالية:
جدول رقم (5-١)
التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية وترتيبها تنازليا لإجابات عينة الدراسة حول واقع دور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية
م |
العبارة |
التکرار |
استجابة أفراد العينة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
التفسير |
الرتبة |
|||||
أوافق بشدة |
أوافق |
محايد |
أرفض |
أرفض بشدة |
||||||||
النسبة % |
||||||||||||
٢ |
تربط المعلمة بين الموقف السلوکي والقيمة الأخلاقية المؤيدة له أثناء اللعب |
ک |
١٠٦ |
٧٧ |
١٢ |
١٦ |
٣ |
٤.٢٥ |
٠.٩٥٩ |
عالية جداً |
1 |
|
% |
٤٩.٥ |
٣٦ |
٥.٦ |
٧.٦ |
١.٤ |
|||||||
٥ |
تراعي المعلمة تذکير الأطفال بالنظام عند دخولهم للألعاب |
ک |
١١٩ |
٦١ |
١٢ |
١١ |
١١ |
٤.٢٤ |
١.١٠٨ |
عالية جداً |
2 |
|
% |
٥٥.٦ |
٢٨.٥ |
٥.٦ |
٥.١ |
٥.١ |
|||||||
٤ |
تراعي المعلمة تقديم أنشطة مناسبة لعمر الطفل أثناء اللعب لغرس القيم الأخلاقية لديه |
ک |
١١٦ |
٦١ |
١٥ |
١٥ |
٧ |
٤.٢٣ |
١.٠١٩ |
عالية جداً |
3 |
|
% |
٥٤.٢ |
٢٨.٥ |
٧ |
٧ |
٣.٣ |
|||||||
٣ |
تستشهد المعلمة بآيات من القرآن الکريم والأحاديث الشريفة لغرس القيم الأخلاقية أثناء اللعب |
ک |
١١٦ |
٥٨ |
١٨ |
١٠ |
١٢ |
٤.٢٠ |
١.١٣٤ |
عالية |
4 |
|
% |
٥٤.٢ |
٢٧.١ |
٨.٤ |
٤.٧ |
٥.٦ |
|||||||
٧ |
تقترح المعلمة على الأطفال التعاون مع زملائهم أثناء اللعب |
ک |
١٢٣ |
٤٠ |
٢١ |
٢٠ |
١٠ |
٤.١٥ |
١.٢٠٥ |
عالية |
5 |
|
% |
٥٧.٥ |
١٨.٧ |
٩.٨ |
٩.٣ |
٤.٧ |
|||||||
٩ |
توضح المعلمة للأطفال أهمية الصدق مع زملائهم في اللعب |
ک |
١١٣ |
٥٨ |
١٠ |
١٩ |
١٤ |
٤.١١ |
١.٢٣١ |
عالية |
6 |
|
% |
٥٢.٨ |
٢٧.١ |
٤.٧ |
٨.٩ |
٦.٥ |
|||||||
١٠ |
تمنح المعلمة الأطفال فرصة للتصحيح الذاتي للسلوک المنافي للقيم الأخلاقية |
ک |
٩٨ |
٧٨ |
١١ |
١١ |
١٦ |
٤.٠٨ |
١.١٧٨ |
عالية |
7 |
|
% |
٤٥.٨ |
٣٦.٤ |
٥.١ |
٥.١ |
٧.٥ |
|||||||
١ |
تحفز المعلمة الأطفال على تمثيل القيم الأخلاقية من خلال قيامها بأدوار متنوعة أثناء اللعب |
ک |
٨٥ |
٨٤ |
٢٦ |
١٢ |
٧ |
٤.٠٧ |
١.٠١٩ |
عالية |
8 |
|
% |
٣٩.٧ |
٣٩.٣ |
١٢.١ |
٥.٦ |
٣.٣ |
|||||||
٦ |
تذکّر المعلمة الأطفال بشکل مستمر للحفاظ على نظافتهم في فترة اللعب |
ک |
٦١ |
٤١ |
٢٢ |
٦٦ |
٢٤ |
٣.٢٣ |
١.٤٣٠ |
متوسطة |
9 |
|
% |
٢٨.٥ |
١٩.٢ |
١٠.٣ |
٣٠.٨ |
١١.٢ |
|||||||
٨ |
نقص خبرة معلمة رياض الأطفال في ممارسات اللعب |
ک |
٦١ |
٣٧ |
٢٨ |
٥٦ |
٣٢ |
٣.١٨ |
١.٤٧٦ |
متوسطة |
10 |
|
% |
٢٨.٥ |
١٧.٣ |
١٣.١ |
٢٦.٢ |
١٥ |
|||||||
المتوسط العام |
٣.٩٧ |
٠.٨٤ |
عالية |
يتضح من الجدول السابق أن درجة الموافقة على المحور جاءت بمتوسط حسابي بلغ (٣.٩٧) وهو متوسط يقع في الفئة الثانية من فئات المقياس وهي الفئة التي تشير إلى درجة موافقة عالية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة مصري(٢٠٢٠م)،والمزيدي والعازمي (٢٠١٨م)، والمعلوف والعوامرة (٢٠١٨م) في أن الدرجة الکلية لدور رياض الأطفال في غرس القيم الأخلاقية جاءت بدرجة عالية؛ وبالنظر إلى المتوسط الحسابي العام للمحور، فإنه يمکن ترتيب العبارات بحسب بعدها عن المتوسط العام على النحو التالي:
- جاءت العبارة "تربط المعلمة بين الموقف السلوکي والقيمة الأخلاقية المؤيدة له أثناء اللعب" في الفئة الأولى بدرجة عالية جداً،وهي بذلک تتفق مع نتائج دراسة القلاف (٢٠١٢م) التي تبين فعالية استخدام اللعب التربوي لتحسين سلوک الأطفال،ودراسة السلمي (٢٠١٨م) التي أشارت إلى أن القيم لها دور رئيسي في بناء السلوک الإنساني، وهذا الحال ينطبق على القيم الأخلاقية؛ فهي توظف الموقف السلوکي الذي حصل أثناء فترة اللعب من أجل غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل؛ وقد أيدت عينة المعلمات (أ- ب- ج- د- ه) اللاتي تمت المقابلة معهن هذه العبارة، وأشارت المعلمات (أ- ب- د) أن الربط بين الموقف والقيمة يثبتها في ذاکرة الطفل، ويجعله يکرر هذا السلوک الايجابي في المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها في حياته حتى خارج رياض الأطفال، فلا قيمة لما يتعلمه الطفل ما لم يمارسه في حياته اليومية، وذکرت المعلمتان (ج- ه) أنهن وجدن فترة اللعب من أفضل الفترات التي يتضح بها الممارسة الواقعية لما تعلمه الطفل من قيم، فهو حسب وصفهما أسرع وألطف طريقة لزرع السلوک أو تعديله؛ ويمکن تفسير هذه النتيجة بکون معلمة رياض الأطفال تعتمد کثيراً على المواقف الحية لتقديم المفهوم أو تعزيزه أو تبيين مثالٍ له؛ لأنه من الأساليب المناسبة في هذه المرحلة لإيصال المعلومة من خلال سلوک الطفل على أرض الواقع.
- کما جاءت العبارة "تراعي المعلمة تذکير الأطفال بالنظام عند دخولهم للألعاب" في الفئة الأولى من المقياس بدرجة عالية جداً، متفقة بذلک مع نتائج دراسة خضير(٢٠١٥م)،والأشقر (٢٠١٢م)وحماد ومحمد(٢٠١١م) والتي أکدت على فعالية اللعب في غرس قيمة النظام، کما أيدت عينة المقابلة هذه النتيجة وأکدت المعلمات (أ- ج- د- ه) أن إتباع النظام أثناء اللعب مهم جداً لأنه على إثر ذلک سيعتاد الطفل على النظام في حياته اليومية، وإتباع القوانين، واحترام القواعد، بينما ترى المعلمة (ب) أن تذکير الطفل بالنظام يجب أن يکون بنبرة صوت متزنة لا تعطي الطفل انطباعاً بأنه أمر صارم حتى لا يتذمر الطفل من تکرار التذکير، ويمکن تعليل هذه النتيجة المرتفعة إلى أن النظام في المقام الأول هو الذي يحکم استمرارية اللعبة من عدمها، فعندما يتصف اللعب بالفوضوية، وعدم احترام قوانينه، وإتباع أنظمته لا يمکن أن يستمر بصورة سليمة، فتتداخل الأدوار، وتقل المتعة، ويفقد اللعب قيمته التربوية؛ لذا جاءت الاستجابات مرتفعة لقيمة النظام في المقام الأول.
- وجاءت العبارة "تراعي المعلمة تقديم أنشطة مناسبة لعمر الطفل أثناء اللعب لغرس القيم الأخلاقية لديه" في الفئة الأولى من المقياس بدرجة عالية جداً، وهي تتوافق مع نظرية جان بياجيه 1965 Piaget's Theory التي تؤکد على ضرورة أن يتناسب اللعب مع مستوى نضج الطفل؛ وأبدت عينة المقابلة (أ- ب- ج- د- ه) موافقتهن على هذه العبارة وتعلل المعلمة (أ) ذلک بأن الطفل عندما لا يستمتع باللعبة لسبب أنها أدنى أو أعلى من مستوى نموه لن يستطيع اکتساب القيمة الأخلاقية التي نرغب بغرسها لديه، وتؤکد المعلمات (ج- د- ه) أن الطفل سيشعر بالملل لو کانت اللعبة أقل من مستواه العمري، کما سيشعر بالإحباط لو کانت أعلى من مستواه، ولذلک تختار المعلمة نوع اللعب الذي تراه مناسباً لمستوى نمو الطفل (نفسياً وعقلياً واجتماعياً وجسمياً)، وأردفت المعلمة (ب) على أن الطفل قد يحتاج للترکيز والتکرار لمسمى القيمة نظراً لطبيعة نموه في هذه المرحلة وسرعة تشتت ذهنه خصيصاً وقت اللعب، ويمکن تفسير ارتفاع الاستجابات على هذه العبارة بأن المعلمات أثناء دراستهن الجامعية قد تشربن هذه المعلومة، واتضح لديهن أهمية مراعاة خصائص النمو في هذه المرحلة، والضرر المحتمل الناتج عن إقحام الطفل في أنشطة لا تتناسب مع مستواه العمري.
- وجاءت العبارة "تستشهد المعلمة بآيات من القرآن الکريم والأحاديث الشريفة لغرس القيم الأخلاقية أثناء اللعب" بدرجة عالية، وأبدت عينة المقابلة (أ- ب- ج- ه) تأييدهن لهذه العبارة معللاتٍ بأن ذلک يعزز غرس العقيدة الإسلامية لدى الأطفال وينمي الجانب الديني لديهم وذکرت المعلمة (ه) أنه عندما تستشهد المعلمة بالقرآن الکريم والسنة النبوية حتى أثناء وقت اللعب التربوي فإن ذلک يزرع في نفوس الأطفال أهمية إتباع القرآن والسنة في جميع أمور حياتهم، بينما لاتؤيد المعلمة (د) هذه العبارة مفسرة ذلک بأن أفضل فترة يرکز فيها الأطفال في الأمور الدينية خصيصاً هو في وقت الحلقة، فتکتفي المعلمة أثناء الشرح في الحلقة بالاستشهاد بالآيات والأحاديث.
- وجاءت العبارة "تقترح المعلمة على الأطفال التعاون مع زملائهم أثناء اللعب" بدرجة عالية، وبما أن قيمة التعاون تعتبر من المهارات الاجتماعية فهي بذلک تتفق مع نتائج دراسة کروکر (Kroeker (2017، ودراسة فيکتور ومارتينا Viktor and Martina (2017) التي تشير إلى أن اللعب له تأثير إيجابي على تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال، کما أن نتائج دراسة خضير (٢٠١٥م) أکدت على فعالية اللعب في تنمية قيمة التعاون لدى الأطفال؛ وقد أيدت جميع عينة المقابلة هذه العبارة حيث تذکر المعلمتان (أ- ج) أنه عندما يتم اقتراح أن يتعاون الأطفال فيما بينهم أثناء اللعب ينمو لديهم حس الانتماء وتعزيز روح الفريق والتآزر والمحبة فيما بينهم، في حين أکدت المعلمتان (ه- د) إلى أن قيمة التعاون بالذات تصقل مهارات الطفل الاجتماعية وتسهل اندماج الطفل مع زملائه فيما بعد، وعقبت المعلمة (ب) على مسألة خصائص النمو، فذکرت أن ذلک يعتمد على حسب عمر الطفل، فهناک أطفال من خصائص نموهم التمرکز حول الذات ولا يحبون أن يختلطوا بأحد، وهنا يجب احترام خصائص نموهم خاصة في المستوى الأول من عمر (٤) سنوات، أما في المستوى التمهيدي (٦) سنوات فهي تؤيد أن تسعى المعلمة لتعاون الطفل مع زملائه في اللعب.
- وجاءت العبارة "توضح المعلمة للأطفال أهمية الصدق مع زملائهم في اللعب" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وتتفق بذلک مع نتائج دراسة الأشقر (٢٠١٢م) التي أکدت على فعالية اللعب في غرس قيمة الصدق لدى الأطفال؛ کما أيدت عينة المقابلة هذه العبارة فاتفقت المعلمات (أ- ب- ج- د- ه) على أهمية غرس هذه القيمة أثناء اللعب، وأن عدم توضيحها باستمرار قد يؤدي إلى تساهل الطفل بعدم قول الحقيقة، وذکرت المعلمة (ه) بأنها تغرس لديهم هذه القيمة بصورة عفوية بلا تخطيط وتوضيح مستمر، کما وصفت المعلمة (أ) أن فترة اللعب خاصةً تعد ميدان اختبار جيد لمدى اکتساب الطفل قيمة الصدق؛ لأنه يمر بعدة مواقف يتبين للمعلمة منها شخصية الطفل ومدى ضرورة توضيح هذه القيمة له، ويکون التوضيح غالباً لجميع الأطفال ولکن بعضهم يحتاج التذکير بشکل خاص ومستمر، کالتحذير من الکذب وتبيان مساوئه وآثاره السلبية على الآخرين.
- وجاءت العبارة "تمنح المعلمة الأطفال فرصة للتصحيح الذاتي للسلوک المنافي للقيم الأخلاقية" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهذه أحد النتائج التي توصلت إليها دراسة الأشقر (٢٠١٢م) التي أکدت على أن من أهم المعايير التي يجب توفرها في الألعاب لغرس القيم الأخلاقية أنها تسمح للطفل بالتقويم الذاتي لسلوکه؛ وأبدت عينة المقابلة تأييداً لهذه العبارة فحسب وصف المعلمتان (د- ه) أن الطفل قد يتبادر لذهنه تساؤلات تخص ذلک السلوک الذي بدر منه، لذا بعد أن يصحح سلوکه تمنحه فرصة لطرح تساؤلاته وتجيب عليها، وتشرح له لماذا کان سلوکه منافياً للقيم الأخلاقية، وأضافت المعلمة (ب) أنه يمکن للمعلمة أن تعطي اقتراحاتٍ للطفل، وما هو التصرف الصحيح في هذا الموقف، وکيف يمکن أن يتجنبه مستقبلاً، وقالت المعلمة (أ) أن هذه الطريقة فعالة ليتعلم الطفل خطأه ولا يعود له مرة أخرى، وأخيراً ذکرت المعلمة (ج) أن هذه الطريقة تمکن الطفل من البحث واکتشاف المعرفة بنفسه؛ لأن التصحيح جاء ذاتياً منه، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن الطفل في بعض المواقف أثناء اللعب قد يکون على معرفة بأن سلوکه ينافي القيم الأخلاقية، ولکن يفعله إما لسهوٍ منه أو لدافع التجربة؛ لذلک تمنحه المعلمة فرصة تصحيح سلوکه ذاتياً حسبما يتطلب الموقف.
- وجاءت العبارة "تحفز المعلمة الأطفال على تمثيل القيم الأخلاقية من خلال قيامها بأدوار متنوعة أثناء اللعب" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهذه العبارة مرتبطة بنظرية فيجوتسکي Vygotsky's Theory 1966 التي رکزت على تبادل الأدوار، کما تؤکد فعاليتها نتائج دراسة داغستاني (٢٠١٠م)؛ کما أبدت عينة المقابلة تأييدها لهذه العبارة وبررت المعلمات (أ- ب- د) ذلک بأن دور المعلمة ليس محصوراً على التوجيه والإرشاد؛ بل يتعدى ذلک لخلق مواقف متجددة والقيام بأدوار وشخصيات مختلفة لتثبت لديهم قيمة احترام الآخرين على سبيل المثال، فبعض القيم تستوجب حسب وصف المعلمة (ب) أداءً مسرحياً لاستيعابها، کما أکدت المعلمتان (ج- ه) أن المعلمة قدوة في الأساس، فهي عندما تمثل للأطفال قيمة ما فهم غالباً سوف يقلدونها ويحاکون سلوکها، ويمکن تفسير ذلک بأن طريقة تبادل الأدوار تعتبر جاذبة للطفل في هذه المرحلة، وتشد انتباهه، وتعطيه تصوراً مبدئياً لما سيکون عليه الموقف في الحياة الواقعية عندما يقابل ذات الموقف الذي قام بالمشارکة في تمثيله، وما هو التصرف الأمثل الذي يجب عليه فعله کما وجهته المعلمة أثناء اللعب وتبادل الأدوار.
- وجاءت العبارة "تذکّر المعلمة الأطفال بشکل مستمر للحفاظ على نظافتهم في فترة اللعب" في الفئة الثالثة من المقياس بدرجة متوسطة، وهذه النتيجة تختلف مع نتائج دراسة الأشقر (٢٠١٢م) والتي أکدت على فعالية اللعب في غرس قيمة النظافة لدى الأطفال، بينما تؤيد المعلمات (أ- ب- ج) من عينة المقابلة هذه العبارة مؤکداتٍ على ضرورة المحافظة على النظافة أثناء اللعب لأجل صحتهم حسب قول المعلمة (ج)، ومن أجل أن يحافظ الطفل على نظافته دائماً ونظافة مکان اللعب عموماً حسب ما ذکرت المعلمتان (أ- ب)، في حين کان للمعلمة (ه) وجهة نظر مختلفة فتقول أنه من الأفضل ترک الطفل يلعب بحريته وبعد ذلک تذکره بتنظيف نفسه وغسل يديه وتنظيف المکان، وتعقب على رأيها المعلمة (د) فتقول أنها تذکر الأطفال بأهمية النظافة ولکن بلا ضغط عليهم، لأن فترة اللعب من وجهة نظرها تتسم غالباً بالفوضى وخصيصاً فترة اللعب بالخارج، لذا ترى ترکهم حتى ينتهي وقت الفترة ثم بعد ذلک تتابع نظافتهم حين عودتهم للصف.
- وجاءت العبارة "توضح المعلمة للطفل حقوقه وواجباته مع الآخرين قبل البدء باللعب" في الفئة الثالثة بدرجة متوسطة، وتختلف بذلک مع نتائج دراسة الأشقر (٢٠١٢م) التي أکدت على فعالية اللعب في غرس قيمة احترام الآخرين لدى الأطفال؛ وتختلف کذلک مع رأي عينة المقابلة التي أبدت تأييدها لهذه العبارة، فتذکر المعلمة (ج) أنه يجب الترکيز على هذه النقطة خصيصاً لأطفال المستوى الأول (٤) سنوات لضمان سير اللعب بسلاسة، وتقول المعلمة (د) أن زرع قيمة احترام الآخرين يقلل من حدوث المشاکل أثناء اللعب، في حين أشارت المعلمات (أ- ب- ه) أن هذه القيمة مرتبطة أيضاً بقيمة النظام، فالطفل عندما يحترم الآخرين يعني أنه سينتظم ويحترم دوره في اللعب، ويمکن تفسير هذا الاختلاف بالنتائج إلى طبيعة المرحلة العمرية للطفل، ففي عمر (٤) سنوات يغلب عليه التمرکز حول الذات وبالتالي يحتاج إلى التذکير والتوضيح المستمر لقيمة احترام الآخرين، ومعرفة ماله وما عليه أثناء اللعب، بخلاف الطفل بعمر (٥-٦) سنوات فهو غالباً حسب طبيعة نموه يبدأ بتکوين الصداقات، مما يحتم عليه احترام الآخرين لينشئ علاقة صداقة جيدة، وهذا يفسر التباين في الإجابات فانخفاض المتوسط الحسابي لهذه العبارة قد يرجع إلى أن معلمات المستوى الثاني أو التمهيدي (٥-٦) سنوات لا يوضحن بشکل مستمر أثناء اللعب ما هي حقوق الآخرين على الطفل؛ لأنه قد تعلم هذه القيمة الأخلاقية ومارسها مع زملائه.
5-2- نتائج إجابة السؤال الثاني: ما معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
جدول رقم (5-٢)
التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية وترتيبها تنازليا لإجابات عينة الدراسة حول معوقات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية
م |
العبارة |
التکرار |
استجابة أفراد العينة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
التفسير |
الرتبة |
|||||
أوافق بشدة |
أوافق |
محايد |
أرفض |
أرفض بشدة |
||||||||
النسبة % |
||||||||||||
٢ |
کثرة عدد الأطفال بالنسبة إلى مساحة مکان اللعب |
ک |
١١٠ |
٧٠ |
١٧ |
٩ |
٨ |
٤.٢٤ |
١.٠٢٣ |
عالية جداً |
1 |
|
% |
٥١.٤ |
٣٢.٧ |
٧.٩ |
٤.٢ |
٣.٧ |
|||||||
٨ |
اختلاف المعايير الأخلاقية بين الأسرة ورياض الأطفال حسب الوضع الاجتماعي والثقافي للأسرة |
ک |
١١٣ |
٤٧ |
٢٥ |
١٩ |
١٠ |
٤.٠٩ |
١.١٩١ |
عالية |
2 |
|
% |
٥٢.٨ |
٢٢ |
١١.٧ |
٨.٩ |
٤.٧ |
|||||||
٥ |
اقتصار استمارة متابعة الطفل أثناء اللعب على (3) عبارات تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية |
ک |
٩٦ |
٦٦ |
٢١ |
١٨ |
١٣ |
٤.٠٠ |
١.١٩٩ |
عالية |
3 |
|
% |
٤٤.٩ |
٣٠.٨ |
٩.٨ |
٨.٤ |
٦.١ |
|||||||
١ |
کثرة قواعد الألعاب قد تعوق غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال |
ک |
٨١ |
٨٢ |
٢٠ |
٢٢ |
٩ |
٣.٩٥ |
١.١٢٥ |
عالية |
4 |
|
% |
٣٧.٩ |
٣٨.٣ |
٩.٣ |
١٠.٣ |
٤.٢ |
|||||||
٩ |
ضعف اهتمام الأسرة بما يقدم في رياض الأطفال من قيم أخلاقية |
ک |
٩٥ |
٥٩ |
٢٤ |
٢٤ |
١٢ |
٣.٩٤ |
١.٢٣٠ |
عالية |
5 |
|
% |
٤٤.٤ |
٢٧.٦ |
١١.٢ |
١١.٢ |
٥.٦ |
|||||||
١٠ |
قلة الأنشطة الموجهة للأطفال التي تغرس القيم الأخلاقية لديهم |
ک |
٩٢ |
٥٣ |
٣٤ |
١٨ |
١٧ |
٣.٨٦ |
١.٢٧٦ |
عالية |
6 |
|
% |
٤٣ |
٢٤.٨ |
١٥.٩ |
٨.٤ |
٧.٩ |
|||||||
٦ |
ترکيز المعلمة على المهارات الحرکية بشکل منفصل عن القيم الأخلاقية |
ک |
٩٢ |
٤٨ |
٣٤ |
٢٤ |
١٦ |
٣.٨٢ |
١.٢٩٩ |
عالية |
7 |
|
% |
٤٣ |
٢٢.٤ |
١٥.٩ |
١١.٢ |
٧.٦ |
|||||||
٣ |
توقيت فترة اللعب غير مناسب لغرس القيم بالشکل الکافي |
ک |
٧٧ |
٥٩ |
٣١ |
٣٠ |
١٧ |
٣.٧٠ |
١.٣٠٢ |
عالية |
8 |
|
% |
٣٦ |
٢٧.٦ |
١٤.٥ |
١٤ |
٧.٩ |
|||||||
٤ |
ضعف تأهيل معلمة رياض الأطفال في جانب غرس القيم |
ک |
٤٦ |
٤٢ |
٣٩ |
٦٨ |
١٩ |
٣.١٣ |
١.٣١١ |
متوسطة |
9 |
|
% |
٢١.٥ |
١٩.٦ |
١٨.٢ |
٣١.٨ |
٨.٩ |
|||||||
٧ |
نقص خبرة معلمة رياض الأطفال في ممارسات اللعب |
ک |
٦١ |
٣٦ |
٢٥ |
٥٢ |
٤٠ |
٣.١٢ |
١.٥١٥ |
متوسطة |
10 |
|
% |
٢٨.٥ |
١٦.٨ |
١١.٧ |
٢٤.٣ |
١٨.٧ |
|||||||
المتوسط العام |
٣.٧٨ |
٠.٨٦ |
عالية |
يتبين من الجدول السابق أن درجة الموافقة على المحور جاءت بمتوسط حسابي بلغ (٣.٧٨) وهو متوسط يقع في الفئة الثانية من فئات المقياس وهي الفئة التي تشير إلى درجة موافقة عالية، وبالنظر إلى المتوسط الحسابي العام للمحور، فإنه يمکن ترتيب العبارات بحسب بعدها عن المتوسط العام على النحو التالي:
- جاءت العبارة "کثرة عدد الأطفال بالنسبة إلى مساحة مکان اللعب" في الفئة الأولى بدرجة عالية جداً، وهي تتفق بذلک مع دراسة الأشقر (٢٠١٢م) التي تؤکد على ضرورة توفير مساحات مناسبة للعب الأطفال، ودراسة القلاف (٢٠١٢م) التي ذکرت أن الکثافة الطلابية تعيق الاستفادة من اللعب التربوي؛ واتفقت جميع عينة المقابلة أيضاً مع هذه العبارة حيث ذکرت المعلمة (ب) أن کثرة عدد الأطفال في فترة اللعب يشتت انتباهها، فلا تستطيع الترکيز على جميع سلوکياتهم، وتؤيدها المعلمة (ج) وتضيف أنه مع کثرة عدد الأطفال لا يمکنها مراقبتهم بشکل جيد، مما يجعل الحرص على سلامتهم هو أولويتها قبل غرس القيم الأخلاقية لديهم، وأشارت المعلمة (د) إلى أن المشاکل بين الأطفال تزيد أثناء اللعب کلما زاد عددهم، في حين قالت المعلمتان (أ- ه) أن الفکرة هي نسبة وتناسب؛ أي أنه متى ما کانت مساحة اللعب واسعة لا مانع من کثرة عدد الأطفال، مع تأکيد المعلمة (أ) أن قلة عدد الأطفال في ساحة اللعب أفضل بکثير، فحسب قولها أنه بالطبع سيشکل فرقاً للمعلمة عندما توجه ١٠ أطفال بدلاً من ٣٠ طفل في فترة اللعب، وقد يکون تفسير ارتفاع هذه النتيجة بأن المعلمات قلقن من زيادة أنصبتهن حسب التعميم الوزاري بتاريخ ٢٠٢٠/٧/٢٠م الصادر من وزارة التعليم، الذي نص على زيادة أنصبة معلمات رياض الأطفال، حيث يکون لکل معلمة رياض أطفال من 25-30 طفلاً، بعد أن کان النصاب ١٢- ١٥ طفل؛ ومع أن القرار لم يطبق حتى وقت کتابة هذه الرسالة بسبب جائحة کورونا Covid-19 وتعليق الدراسة الحضورية إلا أن وجهة نظر المعلمات تؤکد أن کثرة عدد الأطفال في ساحة اللعب تعيق غرس القيم الأخلاقية لديهم.
⁃ کما جاءت العبارة "اختلاف المعايير الأخلاقية بين الأسرة ورياض الأطفال حسب الوضع الاجتماعي والثقافي للأسرة" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهي تتفق بذلک مع نتائج دراسة المحادين (٢٠١٠م) التي أشارت إلى وجود تباين بين الأسر في أساليب التربية الأخلاقية لدى أطفالهم حسب مستواها الاقتصادي والتعليمي؛ أما وجهة نظر عينة المقابلة فقد أبدت المعلمات (أ- ج- د- ه) تأييدهن لهذه العبارة مؤکداتٍ أن التذبذب الحاصل بين الأسرة ورياض الأطفال له سلبيات عديدة لا تقف على غرس القيم فقط، فتقول المعلمة (د) أن بعض الأسر تغرس في طفلها العدوانية ضد أصدقاءه، ويظهر هذا السلوک کثيراً في فترة اللعب، وحين الحديث معهم حول هذا السلوک لمحاولة تصحيحه يقولون أن هذا جيد له ويزيد من شجاعته، فکيف أنمّي في هذا الطفل قيمة احترام الآخرين بينما أسرته تشجعه على سلوک مخالف، وتذکر المعلمتان (أ- ه) أن الأسر تتفاوت کثيراً، فمنها أسر لم يکمل أحد الوالدان تعليمه، ومنها أسر تتسم بثقافة محدودة أو تتبع أساليب تربوية قاسية، فهذا الاختلاف والتفاوت يؤثر بشکل کبير في غرس القيم لدى أطفالهم فالقيمة التي تراها المعلمة من الأولويات قد تراها الأسرة أمراً ثانوياً، ولا يساعدونها في تعزيز هذه القيمة لدى طفلهم في المنزل، في حين کان للمعلمة (ب) رأي آخر، فذکرت أننا نعيش في مجتمع إسلامي يتبع قيماً أخلاقية واضحة ومشترکة، فلا ترى أن هناک اختلافاً حول القيم بين الأسرة ورياض الأطفال، ويمکن تعليل هذه النتيجة إلى تنوع الأسر، واختلاف ثقافتهم، وتفاوت أوضاعهم الاجتماعية، فمنها من يتعاون مع المعلمة من أجل غرس القيم لدى أطفالهم، ومنهم من قد يعتبرها مهمة المعلمة فقط ويلقي على عاتقها هذه المسؤولية، لذا جاءت الاستجابات مرتفعة لهذه العبارة، تأکيداً من المعلمات على أن هذه العبارة تعيق غرس القيم.
- وجاءت العبارة "اقتصار استمارة متابعة الطفل أثناء اللعب على (3) عبارات تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية" في الفئة الثانية بدرجة عالية؛ وأبدت عينة المقابلة تأييدها لهذه العبارة فحسب قول المعلمتان (ب- ه) أن القيم الأخلاقية أساس بناء شخصية الطفل، فيجب أن تدرج باستمارة المتابعة بشکل أکثر جدية، فلا يکون الترکيز فيها على باقي المهارات على حساب القيم الأخلاقية، وترى المعلمتان (ج- د) أن ٣ عبارات عدد قليل جداً ولا يعکس الجهود الشخصية لمعلمة رياض الأطفال في غرس القيم أثناء اللعب، بينما تقول المعلمة (أ) أنه مهما کان عدد القيم الأخلاقية المدرجة في استمارة المتابعة فهي لن تکون کافية، لأنها لن تشمل جميع المواقف التي يتطلب فيها غرس القيم، فکل يوم يصادف المعلمة موقف مختلف فتحتاج في بعض الأحيان أن تکثف الترکيز على قيمة أخلاقية أکثر من غيرها، ويمکن تعليل هذه النتيجة لقلة العبارات فعلاً في استمارة متابعة الطفل أثناء اللعب، فعدد العبارات التي تقيس المهارات المختلفة کالمهارات اللغوية والحرکية ٦٧ عبارة بينما في المقابل کانت العبارات التي تهدف لغرس القيم الأخلاقية ٣ عبارات فقط.
- وجاءت العبارة "کثرة قواعد الألعاب قد تعوق غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهذه أحد النتائج التي توصلت إليها دراسة الأشقر (٢٠١٢م) التي أکدت على أن من أهم المعايير التي يجب توفرها في الألعاب لغرس القيم الأخلاقية أن تکون قواعد اللعبة محددة وسهلة، کما تتفق أيضاً مع نتائج دراسة القلاف (٢٠١٢م) التي أشارت إلى أن کثرة التکاليف الخاصة بالألعاب تعيق الاستفادة منها؛ وأيدت ثلاث معلمات من عينة المقابلة هذه العبارة وهن (أ- د- ه) معللاتٍ إجابتهن بأن تکرار القواعد يؤدي بالأطفال إلى الضجر، وقد يتصور بعضهم أن اللعبة معقدة، وأن کثرة قواعدها تسلُب متعتها، مثل بعض ألعاب المنافسة بين فريقين، لذا لابد من تبسيطها في أعينهم حتى يتقبلوا لاحقاً التوجيهات التي تهدف لغرس القيم الأخلاقية، أما المعلمتان (ب- ج) فلا تؤيدان أن هذه العبارة تعيق غرس القيم؛ لأن اللعب حسب قول المعلمة (ب) مثل خلية النحل المنظمة، ولا مفر من القواعد فيه، سواء کانت قليلة أم کثيرة، في حين تقول المعلمة (ج) أن القواعد حتى لو کانت کثيرة فلن يضجر الأطفال منها مادام أسلوب المعلمة مشوقاً وجاذباً ومتنوعاً، فهذه النقطة تعتمد بشکل رئيسي على أسلوب المعلمة وطريقة سردها لقواعد اللعب.
- وجاءت العبارة "ضعف اهتمام الأسرة بما يقدم في رياض الأطفال من قيم أخلاقية" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وذلک يختلف مع نتائج دراسة المزيدي والعازمي (٢٠١٨م) التي تشير إلى أن المعلمة تتواصل مع أولياء الأمور بشکل مستمر فيما يخص القيم الأخلاقية؛ بينما تؤکد المعلمات (أ- ج- ه) من عينة المقابلة على ضعف تعاون الأسرة من هذا الجانب، فبعضهم لا يبدي اهتماماً بأهمية هذه المرحلة، فهم في نظرهم أطفال صغار وسيکبرون ويتحسن سلوکهم لاحقاً، فتقول المعلمة (أ) أن أطفال الأسرة غير المتعاونة يحتاجون إلى جهد وترکيز أکثر من غيرهم في جانب غرس القيم، وغالباً يظهر سلوکهم المنافي للقيم أثناء فترة اللعب، وأشارت المعلمة (د) إلى أنها لو أرادت مثلاً غرس قيمة الصدق ولکن أحد والديه في المنزل يکذب، فهذا يصعب غرس القيمة فيه بشکل کبير، بينما تقول المعلمة (ب) أن الأسر بدأت تتحسن وتتجاوب مع رياض الأطفال بشکل أفضل، ويمکن تفسير ذلک بأن بعض الأسر قد لا تدرک أن عملية التربية عملية مشترکة، فعندما يتعلق الأمر بسلوک الطفل يتوقعون من المعلمة أن تعالج السلوک بنفسها دون وجود تعاون واهتمام منهم، بالتالي شکل هذا عائقاً أمام غرس القيم في فترة اللعب التربوي.
- وجاءت العبارة "قلة الأنشطة الموجهة للأطفال التي تغرس القيم الأخلاقية لديهم" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهي بذلک تتفق مع نتائج دراسة موسى (٢٠١٩م) من ناحية قلة الأنشطة وعدم تنوعها، کما أشارت دراسة الملوح (٢٠٢١م) أن استخدام المعلمة للأنشطة المتنوعة يساعد في غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل؛ وأيدت ذلک المعلمتان (أ- ه) من عينة المقابلة، فوصفن أن الأنشطة مکررة وغير متجددة، وبعضها لا يهدف لغرس قيم واضحة، فقد يکون النشاط ذاته تقوم به مؤسسة رياض الأطفال على مدار سنين متتابعة، بلا تجديد أو تحديث، وذلک لا ينمي قيماً متعددة لدى الأطفال، فيکون اللعب فقط هو مصدر المتعة الوحيد لهم، أما المعلمات (ب- ج- د) فلم يؤيدن هذه العبارة وأشرن إلى أن الأنشطة التي تقيمها مؤسسات رياض الأطفال تتحسن وتتطور باستمرار، وقبل إقامة النشاط يتم تحديد أهدافه، وتعديل السلبيات السابقة، وتعقب المعلمة (د) إلى أن موضوع تنوع وتجديد الأنشطة راجع إلى مؤسسة رياض الأطفال ذاتها، ومدى تحسن مستواها، ورغبتها في التطوير، ويمکن تفسير ذلک بأن الأنشطة تهدف إلى تجديد نشاط الأطفال وتنوع خبرتهم، وحتى لا يملوا من البرنامج اليومي، خاصة إذا کانت أنشطة خارجية، کالرحلات والزيارات للمعالم المختلفة، فذلک يساهم في غرس القيم الأخلاقية، ويعطيهم فرصة لممارستها في الخارج، ولکن عندما تکون الأنشطة مکررة وغير جذابة وممتعة للأطفال فلن تساهم في غرس القيم لديهم.
- وجاءت العبارة "ترکيز المعلمة على المهارات الحرکية بشکل منفصل عن القيم الأخلاقية" في الفئة الثانية بدرجة عالية، واتفقت بذلک مع نتائج دراسة لينش Lynch (2015) التي أشارت إلى أن معلمي رياض الأطفال يشعرون بضغوط من عدة نواحي للترکيز على الأهداف الأکاديمية، أما من وجهة نظر عينة المقابلة فقد قالت المعلمات (ب- د- ه) أنهن يحاولن الترکيز على کلا الجانبين، ولکن أشارت المعلمة (ب) إلى نقطة خصائص النمو مرة أخرى، فقالت أن أطفال المستوى الأول يکون الترکيز معهم بشکل أکبر على المهارات الحرکية، بخلاف أطفال المستوى الثاني أو التمهيدي الذين تستطيع معهم الموازنة بين غرس القيم لديهم وبين تقييم مهاراتهم الحرکية، وقالت المعلمة (أ) أن تنمية الطفل حلقه متصلة، سواء کان ذلک حرکياً أو قيمياً أو معرفياً أو غير ذلک، کلها مکملة لبعضها فلا يحبذ الترکيز على تنمية جانب دون الآخر، في حين تخالفهم الرأي المعلمة (ج) التي ذکرت أن فصل المهارات الحرکية عن غرس القيم يساعدها على قياس الهدف بدقة، ويمکن تعليل هذه النتيجة بطبيعة اللعب التربوي ذاته، فبعض الألعاب تکون بلا أهداف متنوعة، قد يکون هدفها حرکياً فقط، لذ ترکز المعلمات غالباً على الهدف الرئيسي من اللعبة، دون ربطها بقيمة أخلاقية، کلعبة القفز عن الحواجز مثلاً تهدف لقياس مهارات حرکية، ولکن إذا جعلتها المعلمة لعبة جماعية يلعب بها الأطفال کفريق يمکن من خلالها غرس قيمة التعاون على سبيل المثال.
- وجاءت العبارة "توقيت فترة اللعب غير مناسب لغرس القيم بالشکل الکافي" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهذه النتيجة تؤيدها دراسة القلاف(٢٠١٢م) التي أکدت على أن الوقت غير کافي لاستخدام أساليب التعلم أثناء وقت اللعب، إلا أن المعلمات(ب-ج-ه)في عينة المقابلة لم تؤيدن هذه العبارة، واکتفين بوصف أن توقيت فترة اللعب يناسبهن ويعتبر کافياً بنظرهن لغرس القيم الأخلاقية،بينما قالت المعلمة(د) أن هذه النقطة تعتمد على الموقف السلوکي، ففي بعض الأحيان تجد الوقت ضيقاً ولا تستطيع أن تغرس القيم بالشکل المطلوب لدى الأطفال، وفي أحيانٍ أخرى تجد الوقت مناسباً، أما المعلمة(أ) فتقول أن مشکلة ضيق وقت اللعب تواجه معلمات رياض الأطفال الحکومية بشکل قليل؛ لأن فترات البرنامج اليومي موحدة،بخلاف غيرها من مؤسسات رياض الأطفال غير الحکومية التي يقل فيها وقت اللعب أحياناً،ولعل سبب ذلک يعود إلى أن توقيت فترات اللعب في البرنامج اليومي لرياض الأطفال يفتقر إلى المرونة بعض الشيء، لذا رأت بعض المعلمات ضيقه وبعضهن رأين مناسبته.
- وجاءت العبارة "ضعف تأهيل معلمة رياض الأطفال في جانب غرس القيم" في الفئة الثالثة بدرجة متوسطة، وهذه النتيجة قد تخالف النتيجة التي توصلت إليها دراسة القلاف (٢٠١٢م) التي تؤکد على ضعف تهيئة المعلمة أثناء الدراسة الجامعية؛ وکان رأي المعلمات (ج- د- ه) في عينة المقابلة مؤيداً لرأي المعلمات في عينة الاستبانة؛ فمن وجهة نظرهن أن تأهيل معلمة رياض الأطفال جيد وليس له تأثير يعيق غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال، في حين تقول المعلمة (أ) أن هناک معلماتٍ يتسمن بضعف التأهيل، وعدم مراعاة لخصائص نمو الطفل، وما هي القيم التي يجب غرسها فيه، فيعاملن الأطفال بدون مراعاة للفروق الفردية بينهم، وتؤيدها بذلک المعلمة (ب) مع تأکيدها أن الأسلوب مهم حتى لو کان تأهيل المعلمة جيداً فلا فائدة منه إذا کان أسلوبها في غرس القيم غير جذابٍ للطفل.
- وجاءت العبارة "نقص خبرة معلمة رياض الأطفال في ممارسات اللعب" في الفئة الثالثة بدرجة متوسطة، وهي تختلف بذلک مع نتائج دراسة أبا الخيل (٢٠١٩م) التي أظهرت أن هناک فروق في دور اللعب تعزى لخبرة المعلمة برياض الأطفال، وتتفق مع دراسة المزيدي والعازمي (٢٠١٨م) والمعلوف والعوامرة (٢٠١٨م) التي أکدت على عدم وجود فروق تعزى للخبرة؛ وکانت وجهة نظر عينة المقابلة غير مؤيدة لهذه العبارة ماعدا المعلمة (ب) التي أکدت أن الخبرة قد تکون عائقاً، لأن المعلمة قليلة الخبرة قد لا تعرف الهدف من اللعبة أساساً، أو قد تعرضها بطريقة خاطئة، فکيف ستعرف القيمة المناسبة لهذه اللعبة لغرسها لدى الطفل، أما المعلمات (أ- ج- د- ه) أشرن إلى أنه عندما تراعي المعلمة الشروط التربوية للعب کاختيار المکان المناسب، واللعبة المناسبة لعمر الأطفال، وتقديمها بشکل ممتع وجذاب، وتحديد أهداف اللعبة مسبقاً، فلن يکون ذلک عائقاً لغرس القيم الأخلاقية حتى لو لم تتجاوز خبرتها عاماً واحداً.
5-3- نتائج إجابة السؤال الثالث: ما مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية؟
جدول رقم (5-٣)
التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية وترتيبها تنازليا لإجابات عينة الدراسة حول مقترحات غرس القيم الأخلاقية من خلال اللعب التربوي في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات منطقة القصيم التعليمية
م |
العبارة |
التکرار |
استجابة أفراد العينة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
التفسير |
الرتبة |
|||||
أوافق بشدة |
أوافق |
محايد |
أرفض |
أرفض بشدة |
||||||||
النسبة % |
||||||||||||
٥ |
توظيف تبادل الأدوار واللعب التخيلي بين المعلمة والأطفال لمعالجة السلوکيات المنافية للقيم |
ک |
١١٧ |
٦٥ |
١٤ |
١٥ |
٣ |
٤.٣٠ |
٠.٩٦٦ |
عالية جداً |
1 |
|
% |
٥٤.٧ |
٣٠.٤ |
٦.٥ |
٧ |
١.٤ |
|||||||
٣ |
تخصيص أناشيد لفترة اللعب التربوي تحوي قيماً أخلاقية |
ک |
١١٩ |
٥٩ |
١٩ |
١١ |
٦ |
٤.٢٨ |
١.٠١٤ |
عالية جداً |
2 |
|
% |
٥٥.٦ |
٢٧.٦ |
٨.٩ |
٥.١ |
٢.٨ |
|||||||
٩ |
توعية الأسرة بأهمية ممارسة القيم الأخلاقية في المنزل کما في رياض الأطفال |
ک |
١٢٦ |
٥٢ |
١٣ |
١٥ |
٨ |
٤.٢٨ |
١.٠٩٤ |
عالية جداً |
3 |
|
% |
٥٨.٩ |
٢٤.٣ |
٦.١ |
٧ |
٣.٧ |
|||||||
١ |
أن تکون قوانين اللعب التربوي من وضع الأطفال أنفسهم بالاشتراک مع المعلمة |
ک |
١٠٥ |
٦٧ |
٢٤ |
١١ |
٧ |
٤.١٨ |
١.٠٣٧ |
عالية |
4 |
|
% |
٤٩.١ |
٣١.٣ |
١١.٢ |
٥.١ |
٣.٣ |
|||||||
٢ |
تتحاور المعلمة مع الأطفال في بعض سلوکياتهم الخاطئة أثناء لعبهم التربوي |
ک |
١٠٣ |
٧٢ |
١٥ |
١٣ |
١١ |
٤.١٤ |
١.١١٦ |
عالية |
5 |
|
% |
٤٨.١ |
٣٣.٦ |
٧ |
٦.١ |
٥.١ |
|||||||
١٠ |
وجود شاشة عرض لتقييم الأطفال أنفسهم من خلال لعبهم بعد الانتهاء من فترات البرنامج اليومي |
ک |
١٠٨ |
٥٧ |
٢٩ |
٩ |
١١ |
٤.١٣ |
١.١٢٢ |
عالية |
6 |
|
% |
٥٠.٥ |
٢٦.٦ |
١٣.٦ |
٤.٢ |
٥.١ |
|||||||
٦ |
تخصيص مساعدة إدارية لمشارکة المعلمة الإشراف على الأطفال أثناء فترة اللعب |
ک |
١٢٦ |
٣٣ |
٢٥ |
١٤ |
١٦ |
4.12 |
١.٢٧٨ |
عالية |
7 |
|
% |
٥٨.٩ |
١٥.٤ |
١١.٧ |
٦.٥ |
٧.٥ |
|||||||
٧ |
تضمين المزيد من القيم الأخلاقية المراد غرسها في استمارة متابعة الطفل أثناء اللعب |
ک |
١١٢ |
٤٤ |
٣٤ |
١٦ |
٨ |
٤.١٠ |
١.١٤٦ |
عالية |
8 |
|
% |
٥٢.٣ |
٢٠.٦ |
١٥.٩ |
٧.٥ |
٣.٧ |
|||||||
٨ |
زيادة وقت اللعب التربوي ليتسنى للمعلمة تحقيق هدفها في غرس القيم الأخلاقية المرغوبة |
ک |
٩٢ |
٥٧ |
٢٤ |
٢٧ |
١٤ |
٣.٨٧ |
١.٢٧٥ |
عالية |
9 |
|
% |
٤٣ |
٢٦.٦ |
١١.٢ |
١٢.٦ |
٦.٥ |
|||||||
٤ |
تحفيز معلمات رياض الأطفال للانضمام إلى دورات تربوية تطويرية بشکل منتظم |
ک |
٧٩ |
٤٢ |
٢٨ |
٤١ |
٢٤ |
٣.٥٢ |
١.٤٣٣ |
عالية |
10 |
|
% |
٣٦.٩ |
١٩.٦ |
١٣.١ |
١٩.٢ |
١١.٢ |
|||||||
المتوسط العام |
٤.٠٩ |
٠.٨٥ |
عالية |
يتضح من الجدول السابق أن درجة الموافقة على المحور جاءت بمتوسط حسابي بلغ (٤.٠٩) وهو متوسط يقع في الفئة الثانية من فئات المقياس وهي الفئة التي تشير إلى درجة موافقة عالية، وبالنظر إلى المتوسط الحسابي العام للمحور، فإنه يمکن ترتيب العبارات بحسب بعدها عن المتوسط العام على النحو التالي:
- جاءت العبارة "توظيف تبادل الأدوار واللعب التخيلي بين المعلمة والأطفال لمعالجة السلوکيات المنافية للقيم" في الفئة الأولى بدرجة عالية جداً، وجاءت هذه العبارة کتطبيق عملي لنظرية فيجوتسکي Vygotsky's Theory 1966 التي أشارت لأهمية تبادل الأدوار، من خلال اللعب التخيلي وتوظيف ذلک لغرس القيم الأخلاقية، فاللعب حسب نتائج دراسة العطار (٢٠٢١م) يعد وسيلة فعالة للتواصل لدى الأطفال؛ وکانت وجهة نظر عينة المقابلة مؤيدة لهذا الاقتراح فقالت المعلمتان (ب- ج- ه) أن هذه الطريقة تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتمکنه من خلق موقف تخيلي لممارسة القيمة الأخلاقية التي تعلمها، وتؤکد المعلمتان (أ- د) أن تبادل الأدوار أثناء اللعب أحد أساليب التدريس الفعالة جداً لغرس المفاهيم المعقدة، فما بالک في استخدامها لغرس القيم الأخلاقية التي تمارس بشکل يومي، وقد يعود السبب لارتفاع هذه النتيجة إلى فعالية هذا الأسلوب، وتماشيه مع خصائص نمو طفل مرحلة رياض الأطفال، فهو يشد انتباهه ويطلق العنان لخياله.
- کما جاءت العبارة "تخصيص أناشيد لفترة اللعب التربوي تحوي قيماً أخلاقية" في الفئة الأولى بدرجة عالية جداً؛ وأيدت عينة المقابلة هذه العبارة، فتقول المعلمة (ج) أن الطفل في هذه المرحلة لديه سرعة في الاستجابة، ويحفظ الأناشيد بسرعة کبيرة، خاصة إذا ارتبطت بحرکات معينة، وتشير المعلمتان (ب- د) أن الأطفال يحبون الأناشيد في جميع الأوقات، فعندما يحوي النشيد قيمة أخلاقية فهي بهذه الطريقة ستکون أکثر ثباتاً في أذهانهم، وبالتالي تنعکس على تصرفاتهم، وتضيف المعلمتان(أ-ه)أن غرس القيم من خلال الأناشيد أسهل لتذکيرهم بها، والتأکيد عليها، وأقرب إلى قلوبهم من التذکير المباشر، لأنها تجذب انتباههم،ولسهولة حفظها، کما أنها تثير الحماسة لديهم.
- وجاءت العبارة "توعية الأسرة بأهمية ممارسة القيم الأخلاقية في المنزل کما في رياض الأطفال" في الفئة الأولى من المقياس بدرجة عالية جداً، وهي بذلک تتفق مع نتائج دراسة المحادين (٢٠١٠م) التي أکدت على أهمية وجود منهاج أخلاقي متفق عليه بين الأسرة ورياض الأطفال؛ ووافقت جميع المعلمات من عينة المقابلة على هذه العبارة، فتصف المعلمة (ه) أن هذا يدخل من باب التعاون بين الأسرة ورياض الأطفال، وتقول المعلمتان (ب- د) أنه في حال اتسقت معايير الأسرة الأخلاقية مع رياض الأطفال فذلک سيسهل عملية غرس القيم لديهم، ويسرّعها، ويجعلها أکثر ثباتاً في أنفسهم، وأضافت المعلمة (أ) أن مسؤولية الأسرة مشترکة، فمن واجبهم عند التواصل مع رياض الأطفال أن يتناقشوا مع المعلمة حول سلوک الطفل وعدم ترک هذه المسؤولية لها وحدها، وترى المعلمة (ج) أن أفضل طريقة لتوعية الأسرة هي بسرد الأضرار عليهم، والتأکيد عليهم أن يمارس أطفالهم القيم الأخلاقية في المنزل کما يتعلمونها خارجه.
- وجاءت العبارة "أن تکون قوانين اللعب التربوي من وضع الأطفال أنفسهم بالاشتراک مع المعلمة" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وتطرقت لذلک دراسة أراس وميردين Aras and Merdin (2020) التي کشفت نتائجها إلى وجود اختلافات بين المعلمين في استراتيجيات التدريس المبنية على اللعب، فاللعب حسب دراسة أوکيف ومکنالي (2021) O’Keeffe & Mcnally أصبح أکثر تنظيماً بالنسبة للمعلمين الذين خططوا له؛ وقد أيدت المعلمات (أ-ب- ج- د- ه) من عينة المقابلة هذه العبارة وقالوا أن الأطفال سيکونون أکثر التزاما بالقوانين التي يضعونها بأنفسهم، ويزيد لديهم المتعة أثناء اللعب، وتشير المعلمة (ج) أنه سيعطي الطفل فرصة للتعبير عن رأيه، وقالت المعلمة (د) أن هذا الاقتراح فيه إشراکٌ للطفل في العملية التربوية، ويجعله عنصرًا فعالاً فيها، وتضيف المعلمة (ه) أن في هذا المقترح تغيير جيد لروتين قوانين اللعب، ويرفع من حماسة الأطفال، ويمکن تفسير ذلک بأن الطفل عندما يساهم تحت توجيه المعلمة في بناء قوانين اللعب التي يلتزم فيها مع زملائه، سيکون ذلک دافعاً لديه للالتزام بها من رغبته الذاتية، وبالتالي يساهم هذا الاقتراح لتهيئة الأطفال من أجل غرس القيم الأخلاقية لديهم بشکل أفضل.
- وجاءت العبارة "تتحاور المعلمة مع الأطفال في بعض سلوکياتهم الخاطئة أثناء لعبهم التربوي" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وهي تتفق مع النتيجة التي توصلت إليها دراسة المحادين (٢٠١٠م) التي تؤکد أن معلمات رياض الأطفال يستخدمن أسلوب الحوار والنقاش لغرس القيم الأخلاقية؛ وأبدت عينة المقابلة موافقتهن على هذه العبارة، فتقول المعلمتان (ج- ه) بأن النقاش والحوار مفيد جداً أثناء اللعب لأن الطفل يتأثر من نقاش المعلمة معه أکثر من توجيهها له، ويقتنع فيه بصورة أفضل، وتذکر المعلمتان (أ- ب) أن الحوار مع الطفل أثناء لعبه يساهم في إيجاد حلول مناسبة، لأن التصرف حصل مباشرة في هذه الفترة، فلا يفضل تأجيل الحوار حول سلوک الطفل حتى لا ينساه، وبالتالي يکون الحوار أقل فاعلية، وتشير المعلمة (د) إلى أن السلوک الصحيح الذي يکتسبه الطفل بالإقناع يضل معه لفترة طويلة، بخلاف السلوک الذي يکتسبه من الأمر والنهي، فأسلوب الحوار بغض النظر عن أنه يزيد حصيلتهم اللغوية، فهو يساهم في خوض نقاش عقلي معهم، ومعرفة أسباب تصرفاتهم، وما هي الحلول الممکن تقديمها.
- وجاءت العبارة "وجود شاشة عرض لتقييم الأطفال أنفسهم من خلال لعبهم بعد الانتهاء من فترات البرنامج اليومي" في الفئة الثانية بدرجة عالية؛ وأبدت المعلمات (أ- د- ه) من عينة المقابلة تأييداً لهذا الاقتراح، فهو حسب وصفهن طريقة تحفيزية، وحديثة، وتشارکية بين الأطفال، لأنهم يتناقشون حول سلوکيات بعضهم، وترى المعلمة (د) أنها ستکون فکرة أفضل لو رافقها طرح أسئلة ونقاش جماعي بين الأطفال والمعلمة، والبحث معهم حول الطريقة الأفضل لتصحيح السلوک مستقبلاً، في حين لم تؤيد المعلمتان (ب- ج) هذا الاقتراح لأنه قد يسبب إحراجاً لبعض الأطفال، خاصة الخجولين منهم، کما أن الطفل قد يتوتر أثناء اللعب أو يقوم بسلوکيات بهدف أن يقيم نفسه ويقيمه زملاؤه تقييماً جيداً، فتفضل المعلمة (ب) أن يلعب الطفل بحريته دون توتر، ويمکن تفسير ذلک بأن وجود شاشة يتمکن الطفل من خلالها تقييم نفسه ذاتياً، ويساهم في التصحيح الذاتي للسلوک أيضاً، فلو رأى الطفل نفسه من خلال الشاشة يرمي منديلاً في الأرض مثلاً، سيرکز على سلوکه ويصححه في المرة القادمة بشکل مقصود، وبهذا ساهمت فکرة الشاشة على غرس قيمة النظافة في فترة اللعب.
- وجاءت العبارة "تخصيص مساعدة إدارية لمشارکة المعلمة الإشراف على الأطفال أثناء فترة اللعب" في الفئة الثانية بدرجة عالية، وذلک يتفق مع نتائج دراسة القلاف (٢٠١٢م) التي أشارت إلى أن کثرة الواجبات على عاتق المعلمة تعيق استخدام اللعب کأسلوب للتربية؛ وأيدت جميع عينة المقابلة هذه العبارة فتقول المعلمة (أ) أن في هذا الاقتراح سيخفف من مهام المعلمة ويمکنها من القيام بدورها بشکل أفضل، وذکرت المعلمتان (ج- د) أن هناک أطفال لديهم فرط الحرکة فهنا يصعب على المعلمة الإلمام بالجميع، فهذا الاقتراح يساهم في التقليل من الأضرار، ويسهل على المعلمة مراقبه الجميع وإعطاء کل طفل حقه، بينما تذکر المعلمة (ب) أن هذا يعتمد على کثافة الأطفال، وتؤيدها في ذلک المعلمة (ه) فتقول أن الأفضل تطبيق هذا الاقتراح في حال کان عدد الأطفال أکثر من ١٠، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن مهام المعلمة أثناء فترة اللعب عديدة، فعليها تقديم لعبة منظمة بالإضافة إلى اللعب الحر، مع الحرص على سلامة الأطفال، ومراقبة أدائهم لتعبئة استمارة المتابعة، مع تقويم سلوکياتهم وغرس القيم الأخلاقية لديهم؛ لذا تحتاج إلى من يساعدها على الإشراف عليهم، لتتمکن من غرس القيم فيهم على أکمل وجه.
- وجاءت العبارة "تضمين المزيد من القيم الأخلاقية المراد غرسها في استمارة متابعة الطفل أثناء اللعب" في الفئة الثانية بدرجة عالية؛ وقالت المعلمتان (ب-ه) من عينة المقابلة أنه يفضل زيادة العبارات الخاصة بالقيم الأخلاقية حسب عمر الطفل، فتکون عبارات استمارة المتابعة للمستوى الأول أقل من المستوى الثاني أو التمهيدي، وهکذا، بينما ترى المعلمتان (ج-د) أنه من الأفضل أن تتراوح عبارات غرس القيم في الاستمارة بين ٥-٧ عبارات،لکن کان رأي المعلمة(أ)مختلفاً بعض الشيء،فقالت أنه يفضل أن تکون العبارات التي تهدف لغرس القيم فضفاضة، لأنه مهما کان عدد العبارات سوف تصادف المعلمة مواقف تحتاج لغرس قيمة غير مدرجة في استمارة المتابعة، ويمکن تعليل ارتفاع هذه النتيجة لقلة عدد العبارات فعلاً في استمارة المتابعة أثناء اللعب التربوي، مما دفع المعلمات لتأييد هذا الاقتراح.
- وجاءت العبارة "زيادة وقت اللعب التربوي ليتسنى للمعلمة تحقيق هدفها في غرس القيم الأخلاقية المرغوبة" في الفئة الثانية بدرجة عالية، متفقة بذلک مع دراسة دريک وکاثي ولوري ومايرا Derek, Cathy, Lori and Myra (2018) التي کشفت نتائجها أن الوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب يرتبط بشکل إيجابي بالاستعداد للدراسة، فاللعب حسب دراسة أوکيف ومکنالي (2021) O’Keeffe & Mcnally کان له الأولوية في فصول مرحلة رياض الأطفال؛ وکانت المعلمتان (أ- د) مؤيدات لهذه العبارة مع تحديد أن تکون هذه الزيادة في الوقت مرنة، فالمواقف تختلف وبعضها يتطلب زيادة الوقت لتأخذ المعلمة وقتها في غرس القيمة الأخلاقية بشکل جيد، أما المعلمات (ب- ج- ه) فکانت وجهة نظرهن أن وقت فترة اللعب التربوي مناسب لهن، بل أن الطفل في بعض الأحيان يمل في نهاية الفترة ويطالب بالانتقال إلى الفترة التي تليها، ويمکن تفسير هذه النتيجة باختلاف الفروق الفردية بين الأطفال، فبعضهم يستجيب بسرعة ولا يحتاج إلى تکثيف جهد المعلمة حول غرس القيم لديه، وبعضهم يتطلب التعامل معهم إلى جهد أکبر ووقت أوسع.
- وجاءت العبارة "تحفيز معلمات رياض الأطفال للانضمام إلى دورات تربوية تطويرية بشکل منتظم" في الفئة الثانية بدرجة عالية، متفقة بذلک مع نتائج دراسة أبا الخيل (٢٠١٩م) التي وجدت فروق في دور اللعب تعزى لصالح المعلمات اللاتي دوراتهن التدريبية ٦ دورات فأکثر، ودراسة حجاجي (١٩٩٩م) التي ذکرت أن قلة الدورات التطويرية للمعلمة من معوقات غرس القيم لدى الأطفال؛ واتفقت المعلمات (أ- ب- د- ه) من عينة المقابلة مع هذه العبارة، فأشارت المعلمتان (أ- د) إلى أن الإنسان عموماً يحتاج إلى التطوير، والدورات التربوية هي أحد الوسائل المتاحة لمعلمة رياض الأطفال لتطوير خبراتها، وتبادل الأفکار مع غيرها من المعلمات، فهي تساعدهن على تبني أساليب جديدة تسهم في غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال من خلال عدة فترات منها فترة اللعب، وذکرت المعلمة (ب) أنه کلما طورت المعلمة من نفسها أصبح التعامل مع الأطفال أسهل عليها، وتضيف المعلمة (د) أن البحث الدائم واکتساب الخبرة في التخصص عن طريق الدورات مهم جداً، مهما کانت عدد سنوات خبرة المعلمة، فهي تحتاج إلى تحديث معلوماتها باستمرار خاصة في فترات اللعب لأنها من أهم الفترات من وجهة نظرها، بينما لم تؤيد المعلمة (ج) هذه العبارة لأنه حسب قولها أن أغلب الدورات جامدة، وروتينية، وتحتاج إلى تحديث في المعلومات المطروحة، لتواکب التطور الحاصل.
6-ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات:
6-1-ملخص النتائج:
1- تبين أن درجة الموافقة على المحور الأول کانت عالية، بمتوسط حسابي(٣.٩٧).
2- کما تبين أن درجة الموافقة على المحور الثاني کانت عالية أيضاً ، وبمتوسط حسابي(٣.٧٨)
3- واتضح أن درجة الموافقة على المحور الثالث جاءت بدرجة عالية، وبمتوسط حسابي (٤.٠٩).
6-٢- توصيات الدراسة:
في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يوصى بما يلي:
- العمل على توافق المعايير الأخلاقية بن رياض الأطفال وأسرة الطفل، حتى لا يتشتت بين المعايير في المنزل وفي رياض الأطفال.
- مراعاة تخصيص مساعدة إدارية للمعلّمة أثناء فترات اللعب التربوي.
- تطوير استمارة المتابعة في فترة اللعب التربوي لترسيخ القيم الأخلاقية المرغوبة.
- الترکيز على قيمة النظافة واحترام الآخرين.
- تقنين عدد الأطفال في الفصل الواحد بما يتناسب مع مساحة اللعب المتوافرة.
- إعطاء معلمة رياض الأطفال صلاحية التحکم بفترة اللعب التربوي، بحيث تکون هناک مرونة حسبما يتطلبه الموقف التربوي.
- ضرورة إدراج موضوع القيم الأخلاقية في الدورات الخاصة باللعب المقدمة لمعلمات رياض الأطفال.
6-٣- مقترحات الدراسة:
- عمل دراسة تجريبية لمعرفة أثر استخدام شاشة العرض على قيم الأطفال بعد أن يقيموا سلوکياتهم من خلالها.
- إجراء دراسة مماثلة على مرحلة الطفولة المبکرة.
- اجراء دراسة تجريبية لمعرفة أثر الکثافة الطلابية على اکساب القيم الأخلاقية.
المراجع:
المراجع العربية:
أبا الخيل، أسماء (2019م). دور اللعب في تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر المعلمات بمدينة الرياض ]رسالة ماجستير غير منشورة[. جامعة الإمام.
إبراهيم، السعيد (2018م). الألعاب التعليمية ودورها في تدريب الأطفال ذوي اضطرابات التوحد. القاهرة. مؤسسة الباحث للاستشارات البحثية.
إبراهيم، سامية موسى (٢٠٠٧م). برنامج أنشطة تربوية مقترحة لتنمية القيم الخلقية لدى أطفال الرياض. الجمعية المصرية المناهج وطرق التدريس، (١٢٧)، ١٤- ٧٠.
إبراهيمي، کوثر (٢٠٢٠م). إمکانية تفضيل الطفل لجماعة الرفاق: رؤية تحليلية استناداً على نظرية روتر. مجلة روافد للدراسات والأبحاث العلمية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ٤ (٢)، ٢٣٧- ٢٥٥.
أبو علام، رجاء (2014م). مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية. القاهرة. دار النشر للجامعات.
إسماعيل، محمد خليفة (٢٠١4م). اللعب والنمو في الطفولة المبکرة. الرياض. مکتبة الرشد.
الأشقر، عبد المجيد (٢٠١٢م). أثر توظيف الألعاب التربوية لإکساب بعض القيم لأطفال الرياض في محافظات غزة ]رسالة ماجستير منشورة[. الجامعة الإسلامية.
أنيس، إبراهيم ومنتصر، عبد الحليم والصوالحي، عطية وأحمد، محمد (1960م). المعجم الوسيط (ط.4). مجمع اللغة العربية.
البدري، طارق (٢٠١٨م). إدارة دور الحضانة ورياض الأطفال (ط.٨). دار الفکر.
برور، جو آن (2005م). مقدمة في تربية وتعليم الطفولة المبکرة من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الصفوف الأولى (الزريقات، إبراهيم عبد الله ونصر، سهی أحمد، مترجم). دار الفکر للنشر. (العمل الأصلي نشر في 2003م).
بلقيس، أحمد ومرعي، توفيق (1984م). الميسر في سيکولوجية اللعب. دار الفرقان للنشر والتوزيع. عمان.
الجلبي، علي عبد الرزاق.(1404ه).دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية.دار المعرفة الجامعية.
حجاجي، هالة (٢٠٠٧م). دور معلمة رياض الأطفال في ضوء المتغيرات المعاصرة. دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع. مصر.
حجاجي، هالة عبد الرحمن (١٩٩٩م). دور معلمة رياض الأطفال في تنمية بعض القيم التربوية لأداء الأطفال في ضوء التغيرات المعاصرة/ دراسة ميدانية ]رسالة ماجستير منشورة[. جامعة جنوب الوادي.
الحسين، أسماء (٢٠٠٥م). المشکلات النفسية السلوکية عند الأطفال (أسبابها وأساليب التغلب عليها). مکتبة الرشد. الرياض.
الحماحمي، محمد (١٩٩٩م). فلسفة اللعب. مصر. مرکز الکتاب للنشر.
حماد، هدى مصطفى ومحمد، أماني عبد الفتاح (٢٠١١م). دور المؤسسات التربوية في تنمية القيم الأخلاقية لأطفال رياض الأطفال دراسة ميدانية. مجلة القراءة والمعرفة، (125)، ٢٢٣ -٢٣٨.
الحيلة، محمد محمود (٢٠٠٥م). الألعاب التربوية وتقنيات إنتاجها سيکلوجياً وتعليمياً وعملياً (ط.3). دار المسيرة للنشر والتوزيع.
خضير، صفاء (٢٠١٥م). فعاليات اللعب لموجه في برنامج خدمة الجماعة وتنمية القيم الأخلاقية لدى أطفال ما قبل المدرسة. مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، 39 (15)، ١٨٦- ٢٢٨.
داغستاني، بلقيس (٢٠١٠م). أثر برنامج مقترح قائم على الأنشطة التربوية في تنمية بعض القيم الخلقية والاجتماعية لدى طفل رياض الأطفال. مجلة رابطة التربية الحديثة، 3 (8)، ١٣ - ١٥٦.
دياب، فوزية (٢٠٠١م). القيم والعادات الاجتماعية. مصر. الهيئة المصرية العامة للکتاب.
الرازي، محمد (1986م). مختار الصحاح (ط.9). دار عمار.
الزليطني، نجاة أحمد (٢٠١٣م). المنطلقات والمبررات لاعتماد مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليمي في ليبيا. المجلة الجامعة، 2 (15)، ١٢١ -١٣٦.
السلمي، أحلام (٢٠١8م). مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوکية من منظور إسلامي. المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، ٣ (٢)، ٧٩- ٩٤.
شحاتة، حسن والنجار، زينب وعمار، حامد (2003). معجم المصطلحات التربوية والنفسية. الدار المصرية اللبنانية. القاهرة.
صوالحة، محمد أحمد (٢٠١١م). علم نفس اللعب. (ط.٤). دار المسيرة للنشر والتوزيع.
طلبه، جابر محمود (٢٠٠٨م). اللعب ربيع الأطفال. مجلة کلية رياض الأطفال، (٢)، ١- ٤٢.
طلبه، جابر محمود (٢٠١٢م). مخاطر التعليم المدرسي في مؤسسات رياض الأطفال. مجلة کلية رياض الأطفال، (١)، ٥-٤١.
طهطهاوي، سيد (١٩٩٥م). القيم التربوية في القصص القرآني. القاهرة. دار الفکر العربي.
العطار، محمد محمود (٢٠٢١م). اللعب في مرحلة ما قبل المدرسة في ضوء نظريات علم النفس وتطبيقاته التربوية في رياض الأطفال (دراسة نظرية)، مجلة التربية بالأزهر ٤٠، (١٩٠)، ٢٩٢- ٣٣٠.
فلية، فاروق، والزکي، أحمد (2004م). معجم مصطلحات التربية لفظاً واصطلاحاً. دار الوفاء للطباعة والنشر. الإسکندرية.
فهيم، فتوح (2016م). غرس القيم الأخلاقية وتشربها مطلب تربوي في ضوء التصور الفکري لتربية الطفل ما قبل المدرسة: دراسة نقدية. مجلة العلوم والدراسات الإنسانية، (١١)، ١- ٢١.
قشقوش، إبراهيم (١٩٨٣م). خبرة الإحساس بالوحدة النفسية لطلاب الجامعات. القاهرة. دار النهضة العربية.
القلاف، نبيل عبد الله (2012م). دراسة حول أهمية نشاط اللعب لدى الطفل ومعلمة رياض الأطفال بدولة الکويت. مجلة القراءة والمعرفة، (132)، 122- 156.
قناوي، هدى محمد (١٩٩٦م). الطفل (تنشئته وحاجاته). مکتبة الأنجلو المصرية. القاهرة.
قنديل، محمد (2010م، نوفمبر). قيم الانتماء ودور المعرفة التربوية في غرسها لدى الأطفال ]بحوث المؤتمرات[. المؤتمر العلمي الثاني عشر -حال المعرفة التربوية المعاصرة- مصر أنموذجاً، مرکز الدراسات المعرفية بالقاهرة، طنطا، مصر.
کوجک، کوثر حسين (٢٠٠٥م، ٨-٩ سبتمبر). تعليم وتعلم القيم والأخلاق يبدأ في رياض الأطفال [عرض ورقة]. المؤتمر العلمي الرابع- التعليم والتربية الأخلاقية لألفية جديدة، القاهرة، مصر.
المحادين، ردينة محمد (2010م). الدور التربوي المستقبلي للأسرة والمدرسة في التربية الأخلاقية لأطفال المرحلة الأساسية الأولى في الأردن ]أطروحة دکتوراه منشورة[. الجامعة الأردنية.
محمد، فتحي عبد الرسول (٢٠١٣م). تربية الطفل في الفکر التربوي. مصر. دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع.
المزيدي، حنان والعازمي، بدر (2018م).دور رياض الأطفال في دولة الکويت في غرس القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض من وجهة نظر المعلمات. المرکز العربي للتعليم والتنمية 25، (115)، 448- 397.
مصري، إبراهيم سليمان (٢٠٢٠م). دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة من وجهة نظر أمهات الأطفال. مجلة التربية والصحة النفسية، ٥ (٢)، ٦٨-٩٠.
المصري، عيسى؛ومحمد، عبدالرؤوف. (2013م). القيم التربوية والأخلاقية. مؤسسة طيبة للنشر.
المعلوف، لينا ماجد (٢٠١٨م). دور رياض الأطفال في غرس قيم التربية الأخلاقية لدى أطفالها من وجهة نظر المعلمات والمديرات في محافظة عمان العاصمة. مجلة الجامعة الأردنية للعلوم التربوية 25، ١٧٩ -١٩٤.
مغاري، عزة (2005م). دور مربية الرياض في تنمية القيم الاجتماعية لأطفال الرياض ]رسالة ماجستير منشورة[. جامعة عين شمس.
الملوح، عواشة محمد (٢٠٢١م، مايو ٢٥). معلمة رياض الأطفال ودورها في غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل [عرض ورقة]. المؤتمر العلمي الثالث- نحو تعليم أفضل لکليات التربية، کلية التربية العجيلات، قسم التربية وعلم النفس، العجيلات، ليبيا.
موسى، وائل محمود (٢٠١٩م). معوقات تنمية القيم لدى أطفال مؤسسات ما قبل المدرسة. مجلة کلية التربية بالمنصورة ١٠٣، (٢)، ٢١- ٤٦.
هارون، نبيل عبد السلام (1989م). المعجم الوجيز. وزارة التربية والتعليم المصرية. مصر.
وزارة التعليم، المملکة العربية السعودية. (2016م). دليل المعلمة لمنهج التعلم الذاتي لرياض الأطفال. مرکز التطوير التربوي.
المراجع الأجنبية:
Aras, S. & Merdin, E. (2020). Play-Based Teaching Practices of Turkish Early Childhood Teachers. Issues in Educational Research, 30 (2), 420-434.
Derek, R. Cathy, L. Lori, A. &Myra, K. (2018). Complex Physical Activity, Outdoor Play, and School Readiness Among Preschoolers. Global Education Review, 5 (2), 110-122.
Hana, N. & Barbora, P. P. (2017). From the Theory of Play into the Practice in Kindergarten: Verification of the Original Didactic Toys for Preschool Children.General Education Magazine، 7 (3), 25-44.
Kroeker, J. (2017). Indoor and Outdoor Play in Preschool Programs.Universal Journal of Educational Research, 5 (4),641-647.
Lynch, M. (2015). More Play، Please the Perspective of Kindergarten Teachers on Play in the Classroom. American Journal of Play,7 (3), 370-347.
Martin, J. (Feb 4, 2020). Play Is Disappearing From Kindergarten, It’s Hurting Kids. Teaching & Learning. https://www.edsurge.com/news/2020-02-04-play-is-disappearing-from-kindergarten-it-s-hurting-kids)
Nielsen, L. (2020). Teach Them to Play! Educational Justice and the Capability for Childhood Play. Studies in Philosophy and Education,39 (5), 465-478. https://eric.ed.gov/?q=Educational+play&ff1=pubJournal+Articles&id=EJ1266128
O’Keeffe, C., & McNally, S. (2021, June 30). Play in early childhood classrooms during COVID-19. Retrieved from https://osf.io/dspzq
Viktor, P. & Martina, N. (2017). Physical Games as a Means of Developing Children’s Social Skills in Kindergarten. General Education Magazine, 7 (2), 68-56.
Vygotsky, L. S. (1966). Play and its role in the mental development of the child. Soviet Psychology, 12 (6), 62–76.